روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الثلاثاء، 24 مايو 2022

مجلد 17. و18. من جامع الأصول في أحاديث الرسول

 مجلد 17. و18. من جامع الأصول في أحاديث الرسول

مجلد 17. من جامع الأصول في أحاديث الرسول
المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)


4219 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الناس في رمضانَ وهم يصلُّون في ناحية المسجد ، فقال : ما هؤلاء؟ قيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن ، وأُبَيُّ بن كعب يصلِّي بهم ، وهم يصلُّون بصلاته ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: [أَصَابُوا] ، وَنِعْمَ ما صنَعُوا» . أخرجه أَو داود (1) ، وقال : هذا الحديث ليس بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف.
__________
(1) رقم (1377) في الصلاة ، باب في قيام شهر رمضان ، وفي إسناده مسلم بن خالد المخزومي ، وهو ضعيف كما قال أبو داود ، قال الحافظ في " الفتح " 4 / 218 والمحفوظ أن عمر رضي الله عنه هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منكر : أخرجه أبو داود (1377) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. وابن خزيمة (2208) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي.
كلاهما - أحمد بن سعيد ، والربيع بن سليمان - قالا : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن مسلم بن خالد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.
(*) قال أبو داود : ليس هذا الحديث بالقوي ، مسلم بن خالد ضعيف.
قلت : المحفوظ أن عمر بن الخطاب - رضي اله عنه - هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب ، قاله الحافظ في «الفتح» .

4220 - (ت د س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : «صُمْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رمضانَ ، فلم يَقُمْ بنا حتى بقي سبع من الشهر ، فقام بنا حتى ذَهَبَ ثلثُ الليل ، ثم لم يقم بنا في السادسة ، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شَطْرُ الليل، فقلنا له: يا رسولَ الله ، نَفَّلْتَنا بقيةَ ليلتنا هذه ، قال : -[121]- إِنَّه من قام مع الإمام حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلة ، ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث ليال من الشهر (1) ، فصلَّى بنا في الثالثةِ ، ودعا أَهلَه ونساءه ، فقام بنا حتى تخوَّفْنا الفلاحَ ، قلتُ : وما الفلاحُ ؟ قال : السُّحورُ» . أخرجه الترمذي ، وأبو داود، والنسائي، إِلا أن أبا داود قال : «حتى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ» ، وزاد هو والنسائي «ثم لم يقم بنا بقية الشهر» وأخرجه النسائي بغير زيادة (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَفَّلْتَنا) : أي زدتَنا ، والنافلة الصلاة الزائدة على الفريضة.
__________
(1) في المطبوع : حتى بقي ثلث من الشهر .
(2) رواه أبو داود رقم (1375) في الصلاة ، باب في قيام شهر رمضان ، والترمذي رقم (806) في الصوم ، باب ما جاء في قيام شهر رمضان ، والنسائي 3 / 83 و 84 في السهو ، باب ثواب من صلى مع الإمام حتى ينصرف وفي قيام الليل ، باب قيام شهر رمضان ، وإسناده صحيح . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (5/159) قال : حدثنا علي بن عاصم. وفي (5/163) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. والدارمي (1784) قال : حدثنا زكريا بن عدي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وفي (1785) قال : حدثنا عبيد اله بن موسى ، عن سفيان. وأبو داود (1375) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (1327) قال : حدثنا محمد بن عد الملك بن أبي الشوارب ، قال : حدثنا مسلمة بن علقمة. والترمذي (806) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا محمد بن الفضيل. والنسائي (3/83) . وفي الكبرى (1196) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال :حدثنا بشر - وهو ابن المفضل -. وفي (3/202) . والكبرى (1207) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن الفضيل. وابن خزيمة (2206) قال : حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد. قال : حدثنا محممد بن الفضيل.
ستتهم - علي بن عاصم ، وسفيان ، ويزيد بن زريع ، ومسلمة بن علقمة ، وبشر بن المفضل ، ومحمد بن فضيل - عن داود بن أبي هند ، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن جبير بن نفير ، فذكره.

4221 - (س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - : قال : «قمنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضانَ ليلةَ ثلاث وعشرين إِلى ثُلثِ الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إِلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين، حتى ظَنَنَّا أن لا نُدْرِكَ الفلاحَ ، وكانوا يُسمُّونه السُّحُورَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 203 في قيام الليل ، باب قيام شهر رمضان ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/272) . والنسائي (3/202) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان. وفي الكبرى (1208) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، وعبدة بن عبد الله ، وعبد الرحمن بن خالد. وابن خزيمة (2204) قال : حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وأحمد بن سليمان ، وعبدة ، وعبد الرحمن - عن زيد بن الحباب ، قال : حدثنا معاوية بن صالح ، قال : حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري ، فذكره.

4222 - (خ ط) عبد الرحمن بن عبد القاريُّ : قال : «خرجتُ مع عمرَ بنِ الخطاب ليلة إِلى المسجد، فإذا النَّاسُ أوزاع متفرِّقون ، يُصلِّي الرجلُ لنفسه ، ويُصلِّي الرجل فيُصلِّي بصلاته الرَّهْطُ ، فقال عمرُ : إِني [أَرى] لو جمعتُ هؤلاءِ على قارئ واحد لكان أمْثَلَ ، ثم عَزَم ، فجمعهم على أُبيِّ بن كعب، قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمرُ : نِعْمَتِ البدعةُ هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون- يريد: آخرَ الليل - وكان الناسُ يقومون أوَّلَه» . أخرجه البخاري، والموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمثل) : هذا أمثل من كذا ، أي أفضل وأدنى إلى الخير ، وأماثل الناس خِيارهم.
(نعمت البدعة هذه ، والتي تنامون عنها أفضل) : قد تقدم في هذا الكتاب شرح البدعة ، واستقصينا ذكرها في حرف الهمزة (2) ، وأما قول عمر - رضي الله عنه - : «نعمت البدعة هذه» [فإنه] يريد بها صلاة التراويح ، فإنه في حيز المدح ، لأنه فعل من أفعال الخير ، وحرص على الجماعة المندوب إليها ، وإن كانت لم تكن في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - فقد صلاها رسول الله -[123]- صلى الله عليه وسلم- ، وإنما قطعها إشفاقاً من أن تفرض على أمته ، وكان عمر ممن نبه عليها وسنها على الدوام ، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وقد قال في آخر الحديث : «والتي تنامون عنها أفضل» تنبيهاً منه على أن صلاة آخر الليل أفضل ، قال : وقد أخذ بذلك أهل مكة ، فإنهم يصلون التراويح بعد أن يناموا.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 218 في صلاة التراويح ، باب فضل من قام رمضان ، والموطأ 1 / 114 في الصلاة في رمضان ، باب ما جاء في قيام رمضان .
(2) انظر الجزء الأول صفحة 280 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/218) قال : ثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاريِّ ، فذكره.
ومالك في «الموطأ» (248) الصلاة في رمضان ، عن ابن شهاب، به.

4223 - (ط) السائب بن يزيد : قال : «أمر عمرُ أُبيَّ بنَ كعب وتميماً الداريَّ : أن يقوما للناس في رمضان بإِحدى عشرة ركعة ، فكان القارئ يقرأ بالمِئينَ ، حتى كنا نعتمدُ على العِصِيِّ من طول القيام ، فما كنا ننصرفُ إِلا في فروع الفجر» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فروع الفجر) : يريد قُبيله بقريب ، وفرع كل شيء ، أعلاه.
__________
(1) 1 / 115 في الصلاة في رمضان ، باب ما جاء في قيام رمضان ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (249) عن محمد بن يوسف عن السائب ، فذكره.

4224 - (ط) يزيد بن رومان : قال : «كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 115 في الصلاة في رمضان ، باب ما جاء في قيام رمضان ، وفي سنده انقطاع ، فإن يزيد ابن رومان لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
أقول : لكن جاء الحديث من طريق آخر موصول صحيح ، رواه البيهقي في " السنن الكبرى " 2 / 469 عن السائب بن يزيد قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة ، قال : وكانوا يقرؤون بالمئين ، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في -[124]- عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام ، وإسناده صحيح ، صححه غير واحد من العلماء ، منهم الإمام النووي في " المجموع " 4 / 32 قال : واحتج أصحابنا (يعني الشافعية) بما رواه البيهقي وغيره بالإسناد الصحيح عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه ... فذكره ، وفي الباب عن ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما آثار عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون عشرين ركعة ، ومن ضعف حديث العشرين فما أصاب ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " فتاواه " 2 / 401 : في قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً ، بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة ، لكن كان يطيل الركعات ، فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث ، وكان يخف القراءة بقدر ما زاد من الركعات ، لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة ، ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة ، ويوترون بثلاث ، وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث ، وهذا كله سائغ ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن ، والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين ، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام ، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل ، وإن كانوا لا يحتملونه ، فالقيام بعشرين هو الأفضل ، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين ، فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين ، وإن كان بأربعين وغيرها جاز ذلك ، ولا يكره شيء من ذلك ، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره ، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزداد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ . وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 4 / 219 و 220 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (250) عن يزيد بن رومان ، فذكره.
قلت : لم يدرك يزيد عمر بن الخطاب.

4225 - (ط) [عبد الرحمن بن هرمز] الأعرج : سُمع يقول (1) : «ما أدركْنَا الناسَ إِلا وهم يلعنون الكفرةَ في رمضانَ ؛ قال : وكان القارئُ يقرأ سورة البقرة في ثمانِ ركعات، فإِذا قام بها في ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعة رأى الناسُ أَنْ قد خَفَّف» . أَخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) لفظه في الموطأ المطبوع : عن داود بن حصين أنه سمع الأعرج يقول ... وفي المطبوع من جامع الأصول : الأعرج سمعه داود بن الحصين يقول ... .
(2) 1 / 115 في الصلاة في رمضان ، باب ما جاء في قيام رمضان ، وإسناده صحيح ، وعبد الرحمن ابن هرمز أدرك عدداً من الصحابة والتابعين وروى عنهم .

4226 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم] : قال : سمعتُ أبي يقول: «كنا ننصرف في رمضان من القيام ، فَنَسْتَعْجِلُ الخدمَ بالطعام ، مخافةَ فَوْتِ السَّحور» (1) .
وفي أخرى : «مخافة الفجر» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) جملة " مخافة فوت السحور " لم نرها في الموطأ .
(2) 1 / 116 في الصلاة في رمضان ، باب ما جاء في قيام رمضان ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (252) عن عبد الله بن أبي بكر فذكره بلفظ مخافة الفجر بدلا من مخافة فوت السحور.

الفصل السادس : في صلاة العيدين ، وفيه عشرة فروع
[الفرع] الأول : في عدد الركعات
4227 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج يوم عيد ، فصلَّى ركعتين ، لم يُصلِّ قبلَها ، ولا بعدَها ثم أتى النساء وبلال معه ، فأَمرهن بالصدقة ، فجعلت المرأةُ تَصَدَّق بخُرْصِها وسِخَابِها» .
وفي رواية : «خرج في يوم أضحى ، أو فطر» .
وفي أخرى : «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى يوم الفطر ركعتين» . الحديث. -[126]-
أخرجه الجماعة إِلا الموطأ ، وانتهت رواية الترمذي، والنسائي عند قوله: «ولا بعدَها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بخُرْصها) : الخُرص : الحلقة الصغيرة من الحلي.
(وسِخَابها) : السِّخَاب : القلادة من الخرز يلبسها الصبيان والجواري.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب الخطبة بعد العيد ، وباب خروج الصبيان إلى المصلى ، وباب العلم الذي بالمصلى ، وباب الصلاة قبل العيد وبعدها ، وفي العلم ، باب عظة الإمام للنساء وتعليمهن ، وفي الأذان ، باب وضوء الصبيان ، وفي الزكاة ، باب التحريض على الصدقة ، وباب العرض في الزكاة ، وفي تفسير سورة الممتحنة ، وفي النكاح ، باب {والذين لم يبلغوا الحلم} ، وفي اللباس ، باب الخاتم للنساء ، وباب القلائد والسخاب للنساء ، وباب القرط للنساء ، وفي الاعتصام ، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم ، ومسلم رقم (884) في العيدين ، باب ترك الصلاة قبل الصلاة وبعدها في المصلى ، وأبو داود رقم (1159) في الصلاة ، باب الصلاة بعد صلاة العيد ، والترمذي رقم (537) في الصلاة ، باب ما جاء لا صلاة قبل العيد ولا بعدها ، والنسائي 3 / 193 في العيدين ، باب الصلاة قبل العيدين وبعدها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/280) (2533) قال : حدثنا بهز. وفي (1/340) (3153) قال: حدثنا محمد بن جعفر ، وبهز. وفي (1/355) (3333) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (1613 ، 1619) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري (2/23) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (2/30) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (2/140) قال : حدثنا مسلم. وفي (7/204) قال : حدثنا محمد بن عرعرة. وفي (7/204) قال : حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (3/21) قال : حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد ، قال : حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع ، ومحمد بن بشار ، جميعا عن غندر. وأبو داود (1159) قال : حدثنا حفص ابن عمر ،وابن ماجه (1291) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (537) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (3/193) ، وفي الكبرى (411) قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج ، قال : حدثنا ابن إدريس. وابن خزيمة (1436) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد يعني ابن جعفر.
جميعا - بهز ، ومحمد بن جعفر غندر ، ووكيع ، وأبو الوليد ، وسليمان ، ومسلم بن إبراهيم ، ومحمد ابن عرعرة ، وحجاج ، ومعاذ ، وابن إدريس ، وحفص ، ويحيى - عن شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، فذكره.

4228 - (س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : «صلاةُ الأضحى: ركعتان، وصلاة الفطر : ركعتان ، وصلاة المسافر : ركعتان ، وصلاة الجمعة : ركعتان، تَمام غيرُ قَصْر ، على لسان النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 183 في العيدين ، باب عدد صلاة العيدين ، من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر ، وقد اختلف في سماعه من عمر ، والصحيح أنه لم يسمع منه ، فالإسناد منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه النسائي (3/183) قال : أخبرنا عمران بن موسى ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سفيان بن سعيد ، عن زبيد الأيامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.
وقال الحافظ في التهذيب (6/261) قلت لأبي يحيى أبا حاتم الرازي يصح لابن أبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا ، وقال الخليلي في الإرشاد: الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر ، وقال ابن المديني : كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر ، وقال يعقوب ابن أبي شيبة:قال ابن معين : لم يسمع من عمر.

4229 - (ط ت) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : «أن عبدَ الله بنَ عمر لم يكن يصلِّي يومَ الفطر قبلَ الصلاة ولا بعدَها» . أخرجه الموطأ.
وعند الترمذي : «أنَّ ابنَ عمر خرج يوم عيد ، ولم يصلِّ قبلَها ، ولا بعدَها ، وذكر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فعله» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 181 في العيدين ، باب ترك الصلاة قبل العيدين وبعدهما ، والترمذي رقم (538) في الصلاة ، باب ما جاء لا صلاة قبل العيد ولا بعدها ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 57 والحاكم في " المستدرك " 1 / 295 وصححه ، ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (436) عن نافع ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/57) (5212) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (838) قال : أخبرنا أبو نعيم. والترمذي (538) قال : حدثنا أبو عمار ، الحسين بن حريث ، قال : حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع ، وأبو نعيم - عن أبان بن عبد الله البجلي ، قال : حدثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

[الفرع] الثاني : في عدد التكبيرات
4230 - (د) عائشة - رضي الله عنها - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُكبِّر في الفطر والأضحى ، في الأولى : سبعَ تكبيرات ، وفي الثانية : خمسَ تكبيرات» .
زاد في رواية : «سوى تكبيرتي الركوع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1149) و (1150) في الصلاة ، باب التكبير في العيدين ، وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف ، لكن يشهد له الحديث الذي بعده ، فهو به حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/65) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن عقيل. وفي (6/70) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد. وأبوداود (1149) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن عقيل وفي (1150) قال : حدثنا ابن السرح. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد. وابن ماجه (1280) قال : حدثنا حرملة بن يحيى. قال : حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد وعقيل.
كلاهما - عقيل ، وخالد بن يزيد - عن ابن شهاب ، عن عروة ، فذكره.
قلت : مدار الحديث على ابن لهيعة ، وهو سيئ الحفظ.

4231 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «التكبيرُ في الفطر : سبع في الأولى ، وخمس في -[128]- الآخرة ، والقراءةُ بعدهما كلتيهما» .
وفي أخرى : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يكبِّر في الفطر في الأولى سبعاً ، ثم يقرأ ، ثم يكبِّر ، ثم يقوم فيكبِّر أربعاً ، ثم يقرأ ، ثم يركع» . أَخرجه أبو داود، وقال: رواه وكيع ، وابن المبارك ، قالا: «سبعاً وخمساً (1)» (2) .
__________
(1) في الأصل : سبع وخمس ، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رقم (1151) و (1152) في الصلاة ، باب التكبير في العيدين ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/180) (6688) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (1151) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا المعتمر. وفي (1152) قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، قال : حدثنا سليمان ، يعني ابن حيان. وابن ماجة (1278) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. وفي (1292) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع ، والمعتمر ، وسليمان ، وعبد الله بن المبارك عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
(*) رواية سليمان بن حيان : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر في الفطر : في الأولى سبعا ، ثم يقرأ ، ثم يكبر ، ثم يقوم ، فيكبر أربعا ، ثم يقرأ ، ثم يركع» .
(*) رواية وكيع : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة ، سبعا في الأولى ، وخمسا في الآخرة ، ولم يصل قبلها ولا بعدها» .
(*) رواية ابن المبارك : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر في صلاة العيد سبعا وخمسا» .

4232 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : قال : «شهدتُ الأَضحى والفطر مع أبي هريرة ، فكبَّر في الركعة الأولى سبعَ تكبيرات قبل القراءة ، وفي الأخرى خمس تكبيرات قبل القراءة» أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 180 في العيدين ، باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (435) عن نافع ، فذكره.

4233 - (ت) كثير بن عبد الله - رحمه الله - : عن أبيه عن جدِّه «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كبَّر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة ، وفي الآخرة خمساً قبل القراءة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (536) في الصلاة ، باب ما جاء في التكبير في العيدين ، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزي وهو ضعيف ، لكن يشهد له الأحاديث التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (290) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وابن ماجه (1279) قال : حدثنا أبو مسعود محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ، قال : حدثنا محمد بن خالد بن عثمة. والترمذي (536) قال : حدثنا مسلم بن عمرو أبو عمرو الحذاء المديني ، قال : حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ. وابن خزيمة (1438) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب. وفي (1439) قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال : حدثنا إسماعيل ، يعني ابن أبي أويس.
أربعتهم - إسماعيل ، ومحمد بن خالد ، وعبد الله بن نافع ، وعبد الله بن وهب - عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، فذكره.
(*) في رواية ابن وهب. قال : كتب إلي كثير بن عبد الله بن عمرو.
(*) قال الترمذي : حديث جد كثير حديث حسن ، وهو أحسن شيء. روي في هذا الباب عن النبي عليه السلام.
وقال الزيلعي في نصب الراية. (2/217) : قال ابن القطان في كتابه: هذا ليس بصريح في التصحيح ، فقوله : هو أصح شيء في الباب «يعني أشبه ما في الباب وأقل ضعفا ، فظهر من ذلك أن قول البخاري : أصح شيء ليس معناه تصحيحا ، قال : ونحن وإن خرجنا عن ظاهر اللفظ ، ولكن أوجبه ، أن كثير بن عبد الله عندهم متروك ، قال أحمد بن حنبل : كثير بن عبد الله لا يساوي شيئا ، وضرب على حديثه في المسند ، ولم يحدث به ، وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أبو زرعة : واه الحديث ، وقال الشافعي : هو ركن من أركان الكذب ، وقال ابن حبان. روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، لا يحل ذكرها في الكتب ، إلا على سبيل التعجب ، قال ابن دحية في العلم المشهور : وكم حسن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة ، وأسانيد واهية : منها هذا الحديث ، فإن الحسن عندهم ما نزل عن درجة الصحيح ، ولا يرد عليه ، إلا من كلامه ، قال في علله التي في آخر كتابه الجامع والحديث الحسن عندنا ما روى من غير وجه ، ولم يكن شاذّا ، ولا في إسناده من يتهم بالكذب. وله شاهد بلفظ : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبر خمسا» .
أخرجه ابن ماجة (1506) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : حدثنا إبراهيم بن علي الرافعي، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، فذكره.

4234 - (د) سعيد بن العاص - رحمه الله - : قال : سأَلت أبا موسى -[129]- وحذيفة (1) : كيف كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يكبِّر في الأضحى والفطر ؟ فقال أبو موسى : «كان يكبِّر أربعاً ، كتكبيره على الجنازة ، فقال حذيفةُ : صدق ، فقال أَبو موسى : وكذلك كنتُ أُكبِّر في البصرة حيث كنتُ عليهم» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : أخبرني أبو عائشة أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى وحذيفة ... .
(2) رقم (1153) في الصلاة ، باب التكبير في العيدين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/416) ، وأبو داود (1153) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، وابن أبي زياد.
ثلاثتهم - أحمد ، ومحمد بن العلاء ، وابن أبي زياد - قالوا : حدثنا زيد بن الحباب ، عن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن أبي عائشة ، فذكره.

[الفرع] الثالث : في الوقت والمكان
4235 - (د) عبد الله بن بُسر صاحبُ النبي - صلى الله عليه وسلم - : «خرج مع الناس [في] يوم فطر - أو أضْحى - فأنكر إِبطاءَ الإمام ، وقال : إِنَّا كنا قد فَرَغْنا ساعَتَنا هذه ، وذلك حين التسبيح (1)» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي : حين يسبح الضحى .
(2) رقم (1135) في الصلاة ، باب وقت الخروج إلى العيد ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1317) في إقامة الصلاة ، باب في وقت صلاة العيدين ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (1135) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (1317) قال : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش.
كلاهما - أبو المغيرة ، وإسماعيل - قالا : حدثنا صفوان بن عمرو ، عن يزيد بن خمير ، فذكره.

4236 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «أصابنا مطر في يوم فطر، فصلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد» . أخرجه أَبو داود (1) ، وزاد رزين : «ولم يخرج بنا إلى المصلى» .
__________
(1) رقم (1160) في الصلاة ، باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر ، وفي سنده عيسى بن عبد الأعلى ، وهو مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1160) قال : حدثنا هشام بن عمار (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وابن ماجة (1313) قال : حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي.
ثلاثتهم - هشام ، وعبد الله ، والعباس - عن الوليد بن مسلم ، عن عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة قال: سمعت أبا يحيى عبيد الله التيمي ، فذكره.
(*) في رواية هشام بن عمار : حدثنا رجل من الفرويين ولم يسمه.
قلت : مدار الحديث على عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة ، قال عنه الحافظ في التهذيب (8/218) : قال الذهبي: لا يكاد يعرف والخبر منكر ، قال ابن القطان: لا أعرفه في شيء من الكتب ولا في غير هذا الحديث.

[الفرع] الرابع : في الأذان والإقامة [للعيد]
4237 - (م د ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العيديْن ، غيرَ مرة ولا مرتين ، بغير أذان ، ولا إقامة» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (887) في صلاة العيدين في فاتحته ، وأبو داود رقم (1148) في الصلاة ، باب ترك الأذان في العيد ، والترمذي رقم (532) في الصلاة ، باب ما جاء أن صلاة العيدين بغير أذان ولا إقامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/91) قال : حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (3/19) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، وحسن بن الربيع ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (1148) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وهناد. والترمذي (532) قال : حدثنا قتيبة.
سبعتهم - يحيى بن آدم ، ويحيى بن يحيى ، وحسن ، وقتيبة ، وأبو بكر ، وعثمان ، وهناد - عن أبي الأحوص.
2- وأخرجه أحمد (5/91 و 94) قال : حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/107) قال : حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (5/95) قال : حدثنا أبو سليمان الضبي ، داود بن عمرو المسيبي. وابن خزيمة (1432) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل الفزاري.
أربعتهم - أسود ، ووكيع ، وداود ،وموسى - عن شريك.
3- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال : حدثني محمد بن أبي غالب ، قال : حدثنا عمرو هو ابن طلحة ، قال : حدثنا أسباط.
ثلاثتهم - أبو الأحوص ، وشريك ، وأسباط- عن سماك ، فذكره.

4238 - (خ م س د) عبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم- : قالا: «لم يكن يُؤذَّنُ يوم الفطر ، ولا يوم الأضحى» .
قال ابن جريج : ثم سألته - يعني : عطاء - بعد حين عن ذلك ؟ فأَخبرني قال: أخبرني جابر بن عبد الله : «أن لا أَذانَ للصلاةِ يوم الفطر حين يخرجُ الإمام ، ولا بعدَ ما يخرج ، ولا إِقامةَ ولا نِداءَ ولا شيءَ ، لا نداءَ يومئذ ولا إِقامةَ» . هذه رواية مسلم.
وأما البخاري فذكر إِلى قوله : «يومَ الأضحى» .
وأخرجه النسائي عن جابر قال : «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في عيد قبل الخُطبة بغير أذان ولا إقامة» . -[131]-
وأَخرجه أبو داود عن ابن عباس وحدَه «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بلا أذان ولا إقامة ، وأَن أبا بكر ، وعمرَ أو عثمانَ ، شك أحد رُواتِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة ، ومسلم رقم (886) في العيدين في فاتحته ، والنسائي 3 / 182 في العيدين ، باب ترك الأذان للعيدين وأبو داود رقم (1147) ، في الصلاة ، باب ترك الأذان في العيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/22) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام. ومسلم (3/19) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - هشام ، وعبد الرزاق - عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، فذكره.
ورواية النسائي أخرجها (3/182) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر ، فذكره.
ورواية أبي داود أخرجها (1147) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج ، عن الحسن ابن مسلم ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، فذكره.

[الفرع] الخامس : في الخطبة وتقديم الصلاة عليها
4239 - (خ م ت س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : أنَّ ابنَ عمر قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ، وعمرُ يصلُّون العيديْن قبل الخطبة» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 375 في العيدين ، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة ، وباب الخطبة بعد العيد ، ومسلم رقم (888) في العيدين في فاتحته ، والترمذي رقم (531) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة العيدين قبل الخطبة ، والنسائي 3 / 183 في العيدين ، باب صلاة العيدين قبل الخطبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/12) (4602) و (2/38) (4963) قال : حدثنا عبدة. وفي (2/92) (5663) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (2/22) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا أنس بن عياض. وفي (2/23) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/20) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، وأبو أسامة. وابن ماجة (1276) قال : حدثنا حوثرة بن محمد ، قال : حدثنا أبو أسامة. والترمذي (531) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/183) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (1443) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا حماد بن مسعدة (ح) وحدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، يعني الثقفي.
خمستهم - عبدة بن سليمان ، وحماد بن مسعدة ، وأنس بن عياض ، وأبو أسامة، وعبد الوهاب الثقفي - عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، فذكره.
(*) رواية عبد الوهاب الثقفي مختصرة على : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب بعد الصلاة» .
وعن سالم ، عن أبيه «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم عيد ، فبدأ ، فصلى بلا أذان ولا إقامة ، ثم خطب» .
وفي رواية ابن شهاب الزهري : «شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فصلى بلا أذان ولا إقامة ، ثم شهدت العيد مع أبي بكر ، فصلى بلا أذان ولا إقامة ، قال : ثم شهدت العيد مع عمر ، فصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدت العيد مع عثمان ، فصلى بلا أذان ولا إقامة» .
1- أخرجه أحمد (2/39) (4967) قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرزاق بن عمر الثقفي. وفي (2/39) (4968) قال : حدثنا الوليد ، قال : حدثنا ابن ثوبان ، أنه سمع النعمان بن راشد الجزري.
كلاهما - عبد الرزاق بن عمر ، والنعمان بن راشد - عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/108) (5871) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وفي (2/108) (5872) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6789) عن الحسن بن قزعة.
ثلاثتهم - علي بن عبد الله ، ومحمد بن أبي بكر ، والحسن بن قزعة - عن حصين بن نمير ، أبو محصن ، عن الفضل بن عطية.
كلاهما - الزهري ، والفضل بن عطية - عن سالم ، فذكره.
وله شاهد : عن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي ، قال : رأيت ابن عمر في المصلى في الفطر، وإلى جنبه ابن له. فقال لابنه. هل تدري كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع في هذا اليوم ؟ قال : لا أدري. قال ابن عمر : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الخطبة» .
أخرجه أحمد (2/71) (5394) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي ، فذكره.

4240 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة» .
وفي رواية «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قام فبدأ بالصلاة ، ثم خطب الناس ، فلما فرغَ نزل فأتى النساءَ فذكَّرهن وهو يتوكَّأُ على يَدِ بلال ، وبلال باسط ثوبَه -[132]- يُلقِي فيه النساءُ صَدَقَة، قلت لعطاء : أترى حقّاً على الإمام أن يَأتِيَ النساءَ ، فيذكِّرَهُنَّ ؟ قال : إِن ذلك لحقٌّ عليهم ، وما لهم أن لا يفعلوا ؟» .
وفي أخرى قال : «شهدتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يوم العيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان، ولا إقامة ، ثم قام مُتوكِّئاً على بلال، فأمر بتقوى الله، وحَثَّ على طاعته ، ووَعظَ الناسَ ، وذكَّرهم ، ثم مضى حتى أتى النساءَ ، فوعظهنَّ وذكَّرهنَّ ، فقال: تَصَدَّقْنَ ، فإنَّ أكثركُنَّ حَطَبُ جهنم ، فقامت امرأة من سِطَةِ النِّساءِ سَفْعَاءُ الخدَّين، فقالت: لِمَ يا رسولَ الله؟ فقال : لأنكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ ، وتَكْفُرْنَ العَشيرَ. قال : فجعلنَ يتصدَّقْنَ من حُلِيِّهنَّ ، يُلْقينَ في ثوب بلال من أقْرِطَتِهِنَّ وخواتيمهن» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه أبو داود قال : «قام النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر فصلَّى ، فبدَأ بالصلاةِ قبل الخُطبة ، ثم خطب الناسَ ، فلما فَرَغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نزل فأتى النساءَ ، فذكَّرهنَ ، وهو يتوكَّأُ على يد بلال ، وبلال باسط ثوبَه ، يُلْقي فيه النساءُ الصَّدقة ، قال : تُلْقي المرأة فَتخَتَها ، ويُلْقين ، ويُلْقين» .
وفي رواية النسائي قال : «شهدتُ الصلاةَ مع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخُطبة بغير أذان ، ولا إقامة ، فلما قضى الصلاةَ قام -[133]- مُتوكِّئاً على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكَّرهم ، وحَثَّهم على طاعته ، ثم مال ومضى إِلى النساء ومعه بلال ، فأمرهنَّ بتقوى الله ، ووعظهنَّ ، وذكَّرهنَّ ، وحَمِدَ الله ، وأثنى عليه ، ثم حثَّهنَّ على طاعته، ثم قال : تصدَّقْنَ ، فإن أكثركنَّ حطب جهنم ، فقالت امرأة من سَفِلَةِ النساء ، سفْعَاءُ الخَدّينِ : لِمَ يا رسولَ الله ؟ قال : تُكْثِرْنَ الشَّكاةَ، وتَكْفُرْنَ العشيرَ ، فجعلْنَ يَنْزِعْنَ قَلائِدَهنَّ وأقْرِطتَهنَّ وخواتيمهنَّ ، يَقْذِفْنَهُ في ثوب بلال يتصدَّقْنَ به» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سِطَة النساء) : يقال : هذه امرأة من سِطَة النساء : أي من أوساطهن حسباً ونسباً.
(سَفْعاء) : السُّفْعَة : سواد في اللون.
(الشَّكاة) : الشكوى ، مفتوح الشين.
(العَشِير) : الزوج ، فعيل من العشرة. وكفره : جحدهن حقه. -[134]- يريد أنهن يكثرن شكوى أزواجهن إلى الناس، ويجحدن إحسانهم إليهن.
(أقْرِطَتَهُنَّ) : القُرْط : من حلي الآذان ، وجمعه أقرطة ، في القلة.
(فَتَخَتَها) : الفَتَخَة : حلقة يلبسها النساء في أصابع أرجلهن وأيديهن لا فص لها.
(سَفِلَة النساء) : السَّفِلة : السُّقاط من الناس ، يقال : هو من السَّفِلة ، ولا تقل : هو سَفِلة ، لأنه جمع ، قال الجوهري : والعامة تقول : رجل سَفِلة من قوم سَفْل ، وبعض العرب يخفف ، فيقول : فلان من سِفْلة الناس ، فينقل كسرة الفاء إلى السين ، والسَّفالة : النذالة.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة قبل الخطبة ، ومسلم رقم (885) في العيدين في فاتحته ، وأبو داود رقم (1141) في الصلاة ، باب الخطبة يوم العيد ، والنسائي 3 / 186 و 187 في العيدين ، باب قيام الإمام في الخطبة متوكئاً على إنسان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/242) قال : حدثنا محمد بن ربيعة. وفي (3/296) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر. والبخاري (2/22) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام. وفي (2/26) قال حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (3/18) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن رافع.
كلاهما -عن عبد الرزاق. وفي (3/19) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1141) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، ومحمد بن بكر. وابن خزيمة (1444 و 1459) قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق.
أربعتهم - محمد بن ربيعة ، وعبد الرزاق ، وابن بكر ، وهشام - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/310) قال : حدثنا نصر بن باب. وفي (3/379) قال : حدثنا يزيد.
كلاهما - نصر ، ويزيد - عن حجاج.
3- وأخرجه أحمد (3/314) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (3/318) قال : حدثنا يحيى. وفي (3/318) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/381 ، 382) قال : حدثنا عبدة بن سليمان. والدارمي (1610و 1618) قال : أخبرنا يعلى بن عبيد. ومسلم (3/19) قال : حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. والنسائي (3/182) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (3/186) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1460) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا محمد بن بشر.
ثمانيتهم - أبو معاوية ، ويحيى ، وإسحاق ، وعبدة ، ويعلى ، وابن نمير ، وأبو عوانة ، ومحمد بن بشر - عن عبد الملك بن أبي سليمان.
4- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2410) عن الحسن بن قزعة ، عن حصين بن نمير ، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي.
5- وأخرجه أحمد (2/108) (5871) م قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا حصين ، يعني ابن نمير ، أبو محصن ، عن الفضل بن عطية. مختصرا على أوله.
خمستهم - ابن جريج ، وحجاج ، وعبد الملك ، وحصين ، والفضل - عن عطاء ، فذكره.
(*) رواية ابن جريج ، وحجاج وحصين لم يذكروا قصة المرأة.

4241 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : شهدتُ الصلاةَ يوم الفطر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، وعمرَ ، وعثمانَ ، فكلهم يُصَلِّيها قبل الخُطبة ، ثم يخطبُ بعدُ ، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكأني أنظر إِليه حين يُجْلِسُ الرجالَ بيده ، ثم أقبَلَ يشُقُّهم حتى أتى النساء مع بلال ، فقرأ : {يَا أَيُّها النبيُّ إِذا جاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ على أن لا يُشْرِكْنَ باللهِ شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ أولادَهُنَّ} [الممتحنة: 12] حتى فرغ من الآية كلِّها ، ثم قال حين فرغ : أنتُنَّ على ذلك ؟ فقالت امرأة -[135]-واحدة ، لم يُجِبْهُ غيرُها [منهنَّ] : نعم يا رسولَ الله - لا يدري الحسن [بن مسلم] (1) من هي ؟ - قال : «فتصدقنَ» «فبسط بلال ثوبَه ، فجعلْنَ يُلقينَ الفَتَخَ والخواتيمَ في ثوب بلال» .
وفي رواية : «فبسط بلال ثوبَه ، وقال : هلُمَّ فِدى لكُنَّ أبي وأمي ، فيُلْقينَ الفَتخَ والخواتيمَ» .
قال عبد الرزاق : الفَتَخُ : الخواتيمُ العِظامُ كانت في الجاهلية.
وفي أخرى أنه قال : «أشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج ، وقال عطاء : أَشهد على ابن عباس - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج ومعه بلال ، فظن أنه لم يُسمِعِ النساءَ ، فوعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فجعلتِ المرأةُ تلقي القُرْطَ والخاتمَ ، والشيءَ ، وبلال يأخذ في طَرف ثوبه» .
وفي أخرى : «أنَّ ابنَ عباس أرسل إلى ابن الزبير - أولَ ما بُويِعَ له - : إِنَّه لم يكن يُؤذَّن للصلاة يوم الفطر ، فلا تُؤذِّنْ لها ، [قال] : فلم يؤذِّنْ لها ابنُ الزُّبير يومَهُ ، وأرسل إِليه مع ذلك : إِنما الخطبةُ بعد الصلاة ، وإِن ذلك قد كان يُفعل ، قال : فصلى ابنُ الزُّبَير قبلَ الخطبة» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وأخرج أبو داود الروايةَ التي أولها : «أشهد على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . -[136]-
وله في أخرى قال : «فجعل بلال يجعله في كِسَائِهِ ، قال : فقسمه على فقراءِ المسلمين» .
وله في أخرى عن عبد الرحمن بن عابس قال : سمعتُ ابنَ عباس قال له رجل: أشهِدتَ العيدَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم ، ولولا منزلتي منه ما شهدتُهُ من الصِّغَرِ ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَلَم الذي عند دَارِ كثيرِ بن الصَّلْتِ ، فصلَّى ، ثم خطبَ - ولم يذكر أذاناً ولا إِقامة - قال : ثم أمر بالصدقة ، فجعل النساءُ يُشِرْنَ إِلى آذانِهنَّ وحُلُوقِهنّ ، فأمر بلالاً فأتاهنَّ، ثم رجعَ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
وأخرج النسائي رواية أبي داود الآخرة إِلى قوله : «ثم خطبَ» . وقال : «فأتى النساءَ فوعَظهنَّ وذكَّرهنَّ ، وأمرهنَّ أن يتصدَّقْنَ ، فجعلت المرأةُ تهوْي بيدها إِلى حَلَقها تُلقي في ثوب بلال» .
وأخرج أيضاً قال عطاء : سمعتُ ابنَ عباس يقول : «أشهدُ أني شهدتُ العيدَ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فبدأَ بالصلاة قبل الخُطبةِ» (2) .
__________
(1) هو الراوي عن طاوس عن ابن عباس .
(2) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب الخطبة بعد العيد ، وباب خروج الصبيان إلى المصلى ، وباب العلم الذي بالمصلى ، وباب الصلاة قبل العيد وبعدها ، وفي العلم ، باب عظة الإمام النساء وتعليمهن ، وفي الأذان ، باب وضوء الصبيان ، وفي الزكاة ، باب التحريض على الصدقة ، وباب العرض في الزكاة ، وفي تفسير سورة الممتحنة ، وفي النكاح ، باب {والذين لم يبلغوا الحلم} ، وفي اللباس ، باب الخاتم للنساء ، وباب القلائد والسخاب للنساء ، وباب القرط للنساء ، وفي الاعتصام ، باب -[137]- ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم ، ومسلم رقم (884) في العيدين في فاتحته ، وأبو داود رقم (1142) و (1143) و (1144) و (1145) و (1146) و (1147) في الصلاة ، باب الخطبة يوم العيد ، والنسائي 3 / 184 في العيدين ، باب الخطبة في العيدين بعد الصلاة ، وباب موعظة الإمام النساء بعد الفراغ من الخطبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/227) (2004) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/242) (2171) قال : حدثنا محمد بن ربيعة. وفي (1/242) (2173) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/285) (2574) (1/346) (3227) قال : حدثنا عبد الله بن الوليد ، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/33) (3064) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر. وفي (1/345) (3225) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. والدارمي. (1612) قال : أخبرنا أبو عاصم. والبخاري (2/23 و 7/204) قال : حدثنا أبو عاصم. وفي (2/26) قال : حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/187) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. ومسلم (3/18) قال : حدثني محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، جميعا عن عبد الرزاق. وأبو داود (1147) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (1274) قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1458) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : وحدثني الضحاك بن مخلد الشيباني.
سبعتهم - يحيى ، ومحمد بن ربيعة ، وسفيان ، وعبد الرزاق ، وابن بكر ، والضحاك بن مخلد أبو عاصم، وعبد الله بن وهب - عن ابن جريج ، قال : حدثني الحسن بن مسلم ، عن طاووس ، فذكره. رواية يحيى بن سعيد مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بغير أذان ولا إقامة» .
ورواية محمد بن ربيعة مختصرة على : «شهدت مع رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، العيد ، وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم صلى قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة.» .
ورواية سفيان : «صلى رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، ثم خطب ، وصلى أبو بكر ، ثم خطب. وعمر ، ثم خطب. وعثمان ، ثم خطب. بغير أذان ولا إقامة» .وعن عبد الرحمن بن عابس ، قال : سمعت ابن عباس ، قيل له : أشهدت العيد مع النبي ، -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم ، ولولا مكاني من الصغر ، ما شهدته ، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت ، فصلى ، ثم خطب ، ثم أتى النساء ، ومعه بلال ، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة ، فرأيتهن يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال ، ثم انطلق هو وبلال إلى بيته» .
أخرجه أحمد (1/232) (2062) و (1/345) (3226) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/357) (3358) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/368) (3487) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (1/218) قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى. وفي (2/26) قال : حدثنا عمرو بن عباس ، قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/26) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وفي (7/51) قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (9/128) وأبو داود (1146) قالا : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (3/192) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى.
ستتهم - وكيع ، وعبد الرحمن ، ويزيد ، ويحيى ، وعبد الله بن المبارك ، ومحمد بن كثير - عن سفيان ابن سعيد الثوري ، عن عبد الرحمن بن عابس ، فذكره.
في رواية وكيع وابن المبارك ، ومحمد بن كثير : «ثم خطب ، لم يذكر أذانا ، ولا إقامة...» الحديث.
وبلفظ : «أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلى قبل الخطبة ، قال : ثم خطب ، فرأى أنه لم يسمع النساء ، فأتاهن ، فذكرهن ، ووعظهن ، وأمرهن بالصدقة ، وبلال قائل بثوبه ، فجعلت المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء» .
أخرجه الحميدي (476) . وأحمد (1/220) (1902) قالا : حدثنا سفيان وأحمد (1/226) (1983) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (1/286) (2593) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (1611) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثني ابن عيينة. والبخاري (1/35) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/144) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/18) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن أبي عمر.
كلاهما عن سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثني يعقوب الدورقي ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (1142) قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن كثير ، قال : أخبرنا شعبة. وفي (1143) قال : حدثنا مسدد ، وأبو معمر عبد الله بن عمرو ، قالا : حدثنا عبد الوارث. وفي (1144) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (1273) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/184) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان. وابن خزيمة (1437) قال : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : أخبرنا حماد يعني ابن زيد.
خمستهم - سفيان ، وإسماعيل ، وشعبة ، وحماد ، وعبد الوارث - عن أيوب السختياني ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح ، فذكره.
الروايات مطولة ومختصرة.

4242 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - :قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخرجُ يوم الفطر ، والأضحى إِلى المصلى ، وأولُ شيء يبدأُ به الصلاةُ ، ثم ينصرفُ فيقوم مُقابِل الناس - والناس جُلُوس على صُفُوفِهم - فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أَن يقطعَ بعْثاً أو يأمرَ بشيء أمرَ به ، ثم ينصرفُ ، وقال أبو سعيد : فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجتُ مَعَ مَرْوانَ ، وهو أمير المدينة في أضْحَى - أو فطر - فلما أتينا المصلَّى إِذا مِنْبَر قد بناه كثيرُ بن الصَّلْت ، فإذا هو يريد أَن يَرْتَقِيَه قبل أن يصلِّيَ ، فجبذتُ بثوبه ، فجبذني وارتفع، فخطب قبل الصلاة ، فقلتُ له : غيَّرتُم والله ، فقال : أبا سعيد ، ذهب ما تعلم ، فقلت: ما أعلم واللهِ خير مما لا أعلم ، فقال : إن النَّاسَ لم يكونوا يجلسونَ لنا بعد الصلاة ، فجعلتُها قبل الصلاة» .
وفي رواية قال : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر ، فيبدأ بالصلاة ، فإذا صلَّى صلاتَه قام فأقبل على الناس وهم جُلُوس في مُصلاهم ، فإن كانت له حاجة بِبَعْث ذَكَرَهُ للناس، أو حاجة بغير ذلك -[138]- أمرهم بها، وكان يقول: تصدَّقوا، تصدَّقوا ، تصدَّقوا ، فكان أكثرَ مَنْ يتصدَّق النساءُ ، ثم انصرف ، فلم يزلْ كذلك حتى كان مروانُ بن الحكم ، فخرجتُ مُخَاصِراً مروانَ حتى أتينا المصلى ، فإذا كثير بن الصَّلت قد بنى منبراً من طين ولَبِن ، فإذا مروان يُنَازِعني يده ، كأنه يَجرُّني نحو المنبر، وأنا أُجُرُّه نحو الصلاة ، فلما رأيتُ ذَلك قلت: أين الابتداءُ بالصلاة ؟ قال: لا ، يا أبا سعيد ، قد تُرك ما تعلم ، قلت: كلا والذي نفسي بيده ، لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاثَ مرات - ثم انصرف» .
وفي أخرى قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أضْحَى - أو فطر - إلى المصلَّى ، فمرَّ على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النساءِ ، تصدَّقْنَ ، فإني أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، فقلن: لِمَ يا رسول الله ؟ قال : تُكْثِرْنَ اللعنَ ، وتكفُرنَ العشيرَ ، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودين أذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازِمِ من إِحداكن، قُلْنَ : وما نُقْصَان عقلنا ودِيننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادةُ المرأة منكنَ مثلَ نصفِ شهادةِ الرجل ؟ قُلْنَ : بلى ؟ قال : أَليس إِذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تصم ؟ قُلْنَ : بلى ، قال : وذلك من نُقْصَانِ دينها» .
أخرج الأولى البخاري ، والثانيةَ مسلم ، والثالثة البخاري، وأخرجها مسلم ، ولم يذكر لفظها ، وأدرجها على ما قبلها ، وأخرج النسائي رواية مسلم -[139]- إلى قوله : «أكثرَ من يتصدق النساءُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعثاً) : البَعْث : القوم يبعثون في الغزو ، وقطعهم : إفرادهم من الناس وتعيينهم.
(مُخَاصِراً) : المخاصرة : أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر ، يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه.
(اللُّب) : العقل ، والحازم : العاقل المحترز في الأمور المستظهر فيها.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 374 في العيدين ، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر ، وفي الحيض ، باب ترك الحائض الصوم ، وفي الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، وفي الصوم ، باب الحائض تترك الصوم والصلاة ، وفي الشهادات ، باب شهادة النساء ، ومسلم رقم (889) في العيدين في فاتحته ، والنسائي 3 / 187 في العيدين ، باب استقبال الإمام الناس بوجهه في الخطبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/31) قال : حدثنا وكيع. وفي (3/36) قال : حدثنا أبو عامر ، وفي (3/36) أيضا ، قال : حدثناه عبد الله بن الحارث. وفي (3/42) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر. وفي (3/54) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/54) قال : حدثنا يحيى.ومسلم (3/20) قال : حدثنا يحيى ابن أيوب ، وقتيبة ، وابن حجر ، قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، وابن ماجة (1288) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة. والنسائي (3/187) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد العزيز. وفي (3/190) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1445) قال : حدثنا سلم بن جنادة ، قال : حدثنا وكيع. وفي (1449) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي ، قال : حدثنا إسماعيل ابن جعفر.
تسعتهم - وكيع ، وأبو عامر ، وابن الحارث ، وأبو المنذر ، وعبد الرزاق ، ويحيى ، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة ، وعبد العزيز بن محمد - عن داود بن قيس الفراء.
2- وأخرجه أحمد (3/56) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني الحارث بن عبد الرحمن.
3- وأخرجه البخاري (2/22) . وابن خزيمة (1430) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وزكريا بن يحيى بن أبان.
ثلاثتهم - البخاري ، وابن يحيى ، وزكريا - قالوا : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد وهو ابن أسلم.
ثلاثتهم - داود ، والحارث ، وزيد عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح ، فذكره.
(*) الروايات جاءت مطولة ومختصرة.
وبلفظ : «خرج رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء ، تصدقن. فإني أريتكن أكثر أهل النار» .
أخرجه البخاري (1/83 ، 2/49 ، 3/45 ، 226) ومسلم (1/61) قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، وأبو بكر بن إسحاق. وابن خزيمة (2045) (2462) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وزكريا ابن يحيى بن أبان.
خمستهم - البخاري ، والحسن ، وأبو بكر ، ومحمد بن يحيى ، وزكريا - قالوا : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد بن أسلم ، عن عياض بن عبد الله ، فذكره.
(*) رواية البخاري (3/45) مختصرة على «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ فذلك نقصان دينها» .
(*) ورواية البخاري (3/226) مختصرة على «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلنا : بلى. قال : فذلك من نقصان عقلها» .
(*) لم يذكر مسلم متن الحديث ، وإنما ذكره عقب حديث عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، في كتاب الإيمان.
(*) وروايات ابن خزيمة مختصرة.

4243 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يصلي يوم الفطر والأضحى قبل الخُطبة» (1) .
قال مالك : «وبلغني: أن أبا بكر وعمرَ بنَ الخطاب كانا يفعلان ذلك» . أَخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 178 في العيدين ، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين ، وإسناده منقطع ، وقد وصله البخاري 2 / 375 في العيدين ، باب المشي والركوب إلى العيد ، ومسلم رقم (888) في العيدين في فاتحته من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الأضحى والفطر ثم يخطب .
(2) رواه مالك في الموطأ 1 / 178 في العيدين ، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين ، وإسناده معضل ، وقد وصله البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب الخطبة بعد العيد ، ومسلم رقم (884) في العيدين في فاتحته من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الرواية الأولى أخرجها مالك في الموطأ (429) عن ابن شهاب فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/513) :مرسل متصل من وجوه صحاح ، فأخرجه الشيخان من طريق عبيد الله ،عن نافع ، عن ابن عمر ، فذكره. ولهما عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ،والثانية في الموطأ (430) فذكره بلاغا.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/513) : بلاغه صحيح ، ففي الصحيحين عن ابن عباس ، شهدت العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان. فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة.

4244 - (س) أبو عبيد (1) - مولى ابن عوف (2) : [قال : «شهدتُ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -]- في يوم عيد - بدأَ بالصلاة قبل الخطبة ، ثم صلَّى بلا أذان ولا إقامة ، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى أن يُمسِك أحد من نُسُكه [شيئاً] فوق ثلاثة أيام» . أخرجه النسائي (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُسُكه) : النُّسُك : العبادة ، وأراد به هاهنا : الأضحية (4) .
__________
(1) في الأصل : علي ، وما أثبتناه من النسائي المطبوع .
(2) ويقال : مولى ابن أزهر .
(3) 7 / 233 في الضحايا ، باب الإذن في أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام ، وإسناده صحيح ، وروى الشطر الثاني من الحديث أحمد في " المسند " 1 / 140 ، وإسناده صحيح أيضاً .
(4) في المطبوع : الصحبة ، وهو تصحيف عن الضحية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4245 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : قال : «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الأضْحَى إِلى البقيع ، فصلَّى ركعتين ، ثم أَقبل علينا بوجهه ، وخطبَ ، وقال : إِن [أولَ] ما نبدأُ به في يومنا هذا ؟ أن نُصلِّيَ ، ثم نرجعَ فَنَنْحرَ ، فمن فعل ذلك فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله ، ليس من النُّسُك في شيء... الحديث» .
وقد تقدَّم ذِكْرُه باختلاف طرقه في «باب الأضاحي» من «كتاب -[141]- الحج» في حرف الحاء. أَخرجه الجماعة إِلا الموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 377 في العيدين ، باب الخطبة بعد العيد ، وفي الأضاحي ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة : ضح بالجذع من المعز ، وباب سنة الأضحية ، وباب الذبح بعد الصلاة ، وباب من ذبح قبل الصلاة أعاد ، وفي العيدين ، باب الذبح بعد الصلاة ، وباب من ذبح قبل الصلاة أعاد ، وفي العيدين ، باب سنة العيدين لأهل الإسلام ، وباب الأكل يوم النحر ، وباب التكبير إلى العيد ، وباب استقبال الناس الإمام في خطبة العيد ، وباب كلام الإمام والناس في خطبة العيد ، ومسلم رقم (1961) في الأضاحي ، باب وقتها ، والترمذي رقم (1508) في الأضاحي ، باب ما جاء في الذبح بعد الصلاة ، وأبو داود رقم (2800) في الضحايا ، باب ما يجوز من السن في الضحايا ، والنسائي 7 / 222 و 223 في الضحايا ، باب ذبح الضحية قبل الإمام ، وأخرجه أيضاً الدارمي في " السنن " 2 / 80 في الأضاحي ، باب في الذبح قبل الصلاة ، وقد تقدم الحديث رقم (1661) وفيه بعض الفوائد فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4246 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - :قال : «خطبنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر بعد (1) الصلاة» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع قبل الصلاة ، وما أثبتناه موافق لما في نسخ النسائي المخطوطة في دار الكتب الظاهرية ، والمطبوعة ، وهو الصواب .
(2) 3 / 185 في العيدين ، باب الخطبة في العيدين بعد الصلاة ، ورواه البخاري أيضاً 2 / 373 في العيدين ، باب الأكل يوم النحر ، ومسلم رقم (1961) في الأضاحي . أقول : وهو إحدى روايات الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه النسائي (3/184-185) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن الشعبي، فذكره.
وانظر ما قبله.

4247 - (د س) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - : قال : «شهدتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العيد يوم الفطر ، فكبَّر تكبيرَ العيد ، فلما قضى الصلاةَ قال : إِنا نخطُب ، فمن أحبَّ أن يجلسَ للخطبة فليجلسْ ، ومن أحب أَن يذهبَ فليذهبْ» . قال أبو داود : هذا يروى مرسلاً. -[142]-
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى العيد، فقال : من أحبَّ أن ينصرفَ فلينصرفْ ، ومن أَحب أن يُقيم للخطبة فليُقِمْ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1155) في الصلاة ، باب الجلوس للخطبة ، والنسائي 3 / 185 في العيدين ، باب التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين ، وقال الشوكاني في " نيل الأوطار " : قال النسائي : هذا خطأ ، والصواب مرسل ، أقول : وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1155) قال : حدثنا محمد بن الصباح البزاز. وابن ماحة (1290) قال : حدثنا هدية بن عبد الوهاب ، وعمرو بن رافع البجلي. والنسائي (3/185) قال : حدثنا محمد بن يحيى ابن أيوب. وابن خزيمة (1462) قال : حدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري ، قال : حدثنا نعيم بن حماد.
خمستهم - محمد بن الصباح ، وهدية ، وعمرو ، ومحمد بن يحيى ، ونعيم - عن الفضل بن موسى السيناني ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، فذكره.
(*) قال أبو داود : هذا مرسل ، عن عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال النسائي : خطأ ، والصواب ، مرسل. وقال ابن خزيمة : هذا حديث خراساني غريب غريب ، لا نعلم أحدا رواه غير الفضل بن موسى السيناني.

4248 - (س) أبو كاهل الأحمسي - رضي الله عنه - : قال : «رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يخطبُ على ناقته وحبَشِيّ يأخذ بخِطَام الناقة» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 185 في العيدين ، باب الخطبة على البعير ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/603) قال : حدثنا وكيع. وابن ماجة (1284) قال : حدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير. قال : حدثنا وكيع. والنسائي (3/185) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال :حدثنا ابن أبي زائدة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/12142) عن إسحاق بن منصور ، عن أبي أسامة.
ثلاثتهم - وكيع ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أخيه. فذكره.
(*) في رواية وكيع. قال إسماعيل بن أبي خالد : رأيت أبا كاهل وكانت له صحبة.
(*) وأخرجه ابن ماجة (1285) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن عائذ ، هو أبو كاهل. فذكره. ولم يقل إسماعيل : عن أخيه.

4249 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نُووِلَ يومَ العيدِ قَوساً يخطبُ عليه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1145) في الصلاة ، باب يخطب على قوس ، وإسناده ضعيف ، فيه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي ، وقد ضعفوه لكثرة تدليسه ، كما قال الحافظ في " التقريب " .
أقول : ولكن له شاهد عند أبي داود من حديث الحكم بن حزن الكلفي ، وهو حديث طويل ، وفيه : فقام متوكئاً على عصى أو قوس فحمد الله وأثنى عليه ... الحديث ، وإسناده حسن ، وصححه ابن السكن وابن خزيمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1145) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن أبي جناب ، عن يزيد بن البراء ، عن أبيه ، فذكره.
قلت : فيه أبو جناب يحيى بن أبي حية ، قال عنه الحافظ في التقريب :ضعفوه لكثرة تدليسه.

4250 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطب بالمُصلَّى تَنَكَّبَ على قوس أَو عصا» . أخرجه ... (1) . -[143]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَنكَّب) : على قوسه : إذا اتكأ عليها.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " صفحة 146 ، وفي سنده الحسن بن عمارة ، وهو متروك ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، ولم أقف عليه.

[الفرع] السادس : في القراءة في الصلاة
4251 - (م ط د ت س) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (1) : «أن عمر بن الخطاب سألَ أبا واقد اللَّيثي : ما كان يقرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر ؟ قال: كان يقرأُ فيهما بـ : {ق . والقُرآنِ المجيد} و: {اقْتَرَبت الساعةُ وانشَقَّ القمرُ} قال عمر: صدقتَ» .
وفي أخرى قال أبو واقد اللَّيثي : «قد سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد ؟ فقلت : بـ : {اقْتَرَبت الساعةُ} و : {ق . والقُرآنِ المَجِيدِ}» . أخرجه مسلم.
وأَخرج الموطأ ، وأَبو داود ، والترمذي ، والنسائي الرواية الأولى ، ولم يذكر واحد من الجماعة قول عمر : «صدقتَ» وهو مما وجدتُه في كتاب رزين (2) .
__________
(1) وروايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة ، لأنه لم يدرك عمر رضي الله عنه ، ولكن الحديث متصل في الرواية الثانية عند مسلم ، فهو صحيح .
(2) رواه مسلم رقم (891) في العيدين ، باب ما يقرأ به في صلاة العيدين ، والموطأ 1 / 180 في العيدين ، باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين ، وأبو داود رقم (1154) في الصلاة ، باب ما يقرأ في الأضحى والفطر ، والترمذي رقم (534) في الصلاة ، باب ما جاء في القراءة في العيدين ، والنسائي 3 / 183 و 184 في العيدين ، باب القراءة في العيدين بـ {ق} و {اقتربت} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (128) .والحميدي (849) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (5/217) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا مالك. ومسلم (3/21) قال : حدثنا يحيى ابن يحيى. قال : قرأت على مالك. وأبو داود (1154) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (1282) قال : حدثنا محمد بن الصباح. قال : أنبأنا سفيان والترمذي (534) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال : حدثنا معن بن عيسى. قال : حدثنا مالك ابن أنس وفي (535) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/183) قال : أخبرنا محمد بن منصور. قال : أنبأنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/15513) عن قتيبة ، عن مالك.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، ومالك بن أنس - عن ضمرة بن سعيد المازني ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
أخرجه أحمد (5/219) قال : حدثنا يونس وسريج. ومسلم (3/21) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا أبو عامر العقدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15513) عن أحمد بن سعيد ، عن يونس بن محمد. وابن خزيمة (1440) قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري بالفسطاط. قال : حدثنا سريج بن النعمان. (ح) وحدثناه أبو الأزهر من أصله. قال : حدثنا أبو أسامة.
أربعتهم - يونس بن محمد ، وسريج بن النعمان ، وأبو عامر العقدي ، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن فليح بن سليمان ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن أبي واقد الليثي. قال : سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد... فذكره.
(*) قال أبو بكر بن خزيمة : لم يسند هذا الخبر أحد أعلمه غير فليح بن سليمان. رواه مالك بن أنس وابن عيينة ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله. وقالا : إن عمر سأل أبا واقد الليثي.

4252 - (م ط ت د س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - : قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين والجمعة بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} و: {هل أتاكَ حديث الغاشية} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما» . أخرجه الجماعة إِلا البخاري (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (878) في الجمعة ، باب ما يقرأ به في صلاة الجمعة ، والموطأ 1 / 111 في الجمعة ، باب القراءة في صلاة الجمعة ، وأبو داود رقم (1122) و (1123) في الصلاة ، باب ما يقرأ به في الجمعة ، والترمذي رقم (533) في الصلاة ، باب ما جاء في العيدين ، والنسائي 3 / 184 في العيدين ، باب القراءة في العيدين بـ {سبح اسم ربك الأعلى} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

[الفرع] السابع : في إجتماع العيد والجمعة
4253 - (د س) إِياس بن أبي رملة الشامي - رحمه الله - : قال : «شهدتُ معاويةَ بنَ أبي سفيان وهو يسأل زيدَ بنَ أرقم قال : شهدتَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنع ؟ قال : صلى العيد ، ثم رخَّص في الجمعة ، ثم قال: من شاء أن يُصلِّيَ فليُصلِّ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي «قال : نعم ، صلَّى العيد من أول النهار ورخَّص في الجمعة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1070) في الصلاة ، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد ، والنسائي 3 / 194 في العيدين ، باب الرخصة في التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 372 وابن ماجة رقم (1310) في إقامة الصلاة ، باب فيما إذا اجتمع العيدان في يوم ، وفي سنده إياس بن أبي رملة الشامي ، وهو مجهول ، ولكن يشهد له الأحاديث التي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/372) قال : حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1620) قال : أخبرنا عبيد الله ابن موسى. وأبو داود (1070) قال : حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (1310) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا أبو أحمد. والنسائي (3/194) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (1464) قال : حدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
أربعتهم - عبد الرحمن ، وعبيد الله ، ومحمد بن كثير ، وأبو أحمد - عن إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي ، فذكره.
قلت : في سنده إياس بن أبي رملة الشامي ، قال عنه الحافظ في التهذيب (1/388) ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن المنذر : إياس مجهول ، وقال ابن القطان هو كما قال.

4254 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «[قد] اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإِنَّا مُجَمِّعون» . أَخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُجَمِّعُون) : التَّجْميع : إقامة الجمعة.
__________
(1) رقم (1073) في الصلاة ، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1311) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء فيما إذا اجتمع العيدان في يوم ، من حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (218 :4) عن محمد بن مصفى ، وعمرو بن حفص الوصابي. وابن ماجة في الصلاة 205 : 3 عن محمد بن يحيى، عن يزيد بن عبد ربه.
ثلاثتهم عن بقية بن الوليد ، عن شعبة ، عن مغيرة الضبي ، عن عبد العزيز بن رفيع المكي ،عن أبي صالح، فذكره.
وله شاهد عن ابن عباس. أخرجه ابن ماجة (1311) قال : حدثنا محمد بن المصفى ، قال : حدثنا بقية ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثني مغيرة الضبي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، فذكره.

4255 - (د س) عطاء بن أبي رباح : قال : «صلى بنا ابنُ الزبير يوم عيد في يوم جمعة أولَ النهار ، ثم رُحْنا إِلى الجمعة ، فلم يخرج إِلينا ، فصلَّينا وُحْداناً ، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قَدِمَ ذكرنا ذلك له ، فقال : أصابَ السُّنَّة» .
وفي رواية قال : «اجتمع يومُ جمعة ويومُ فطر على عهد ابن الزبير ، فقال : عيدانِ اجتمعا في يوم واحد ، فجمعهما جميعاً ، فصلاهما ركعتين بُكْرة ، لم يزد عليهما حتى صلى العصر» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال : «اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير ، فأخَّر الخروجَ حتى تعالى النهارُ ، ثم خرج فخطب ، فأَطال الخطبة ، ثم نزل فصلى ، -[146]- ولم يصلِّ الناسُ يومئذ الجمعةَ ، فذُكِر ذلك لابن عباس ، فقال : أصابَ السُّنَّةَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وُحْداناً) : جمع واحد ، والمراد : صلينا منفردين واحداً واحداً.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1071) و (1072) في الصلاة ، باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد ، من حديث عطاء ، وإسناده صحيح ، والنسائي 3 / 194 في العيدين ، باب الرخصة في التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد من حديث وهب بن كيسان ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (1071) قال: حدثنا محمد بن طريف البجلي ، قال : حدثنا أسباط ، عن الأعمش ، عن عطاء بن أبي رباح ، فذكره.
ورواية النسائي : أخرجها (3/194) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1465) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة ، قال : أخبرنا سليم يعني ابن أخضر.
كلاهما - يحيى وسليم - قالا :حدثنا عبد الحميد بن جعفر من بني عوف بن ثعلبة ، قال : حدثني وهب بن كيسان ، فذكره.

[الفرع] الثامن : في الإفطار قبل الخروج ، والمشي إلى العيد
4256 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكلَ تَمَرات ، ويأكلُهنَّ وِتْراً» . أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يفطر على تمرات يوم الفطر ، قبل أَن يخرجَ إِلى المُصلَّى» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 372 في العيدين ، باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج ، والترمذي رقم (543) في الصلاة ، باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/126) قال : حدثني حرمي بن عمارة ، وابن خزيمة (1429) قال : حدثنا محمد بن علي بن محرز ، قال : حدثنا أبو النضر.
كلاهما - حرمي ، وأبو النضر - قالا : حدثنا المرجي بن رجاء.
2- وأخرجه أحمد (3/232) قال : حدثنا علي بن عاصم.
3- وأخرجه البخاري (2/21) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان. وابن ماجة (1754) قال : حدثنا جبارة بن المغلس.
كلاهما - سعيد ، وجبارة - قالا : حدثنا هشيم.
ثلاثتهم - المرجي ، وعلي ، وهشيم - عن عبيد الله بن أبي بكر ، فذكره.
ورواية الترمذي : أخرجها عبد بن حميد (1237) قال : أخبرنا زكريا بن عدي. والدارمي (1609) قال: حدثنا عمرو بن عون. والترمذي (543) قال : حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (1428) قال : حدثنا أحمد بن منيع.
أربعتهم - زكريا ، وعمرو ، وقتيبة ، وابن منيع - قالوا : حدثنا هشيم ، عن محمد بن إسحاق ، عن حفص ، فذكره.

4257 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : «من السُّنَّةِ أن تخرجَ إِلى العيد ماشياً ، وأن تأكلَ شيئاً قبل أن تخرجَ» . -[147]- أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (530) في الصلاة ، باب ما جاء في المشي يوم العيد ، ورواه ابن ماجة رقم (1296) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشياً ، وفي سنده الحارث بن عبد الله الأعور ، وهو ضعيف جداً ، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث ابن عمر ، وسعد القرظ ، وأبي رافع ، وأسانيدها كلها ضعيفة ، وفي الباب أيضاً عن عبد الرحمن بن حاطب رواه أبو نعيم ، وعن سعد رواه البزار ، فهذه الروايات يشد بعضها بعضاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه ابن ماجة (1296) قال : حدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا زهير. والترمذي (530) قال : حدثنا إسماعيل بن موسى ، قال : حدثنا شريك.
كلاهما - زهير ، وشريك - عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، فذكره.
(*) رواية زهير مختصرة على المشي.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.

4258 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - : قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَمَ ، ولا يَطْعَمُ يوم الأضحى حتى يصلِّيَ» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (542) في الصلاة ، باب ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل الخروج ، وإسناده حسن ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " ، وابن حبان في صحيحه ، وابن ماجة ، والدارقطني ، والحاكم ، والبيهقي وصححه ابن القطان . قال الترمذي : وفي الباب عن علي وأنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
1- أخرجه أحمد (5/352) قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد. وفي (5/360) قال : حدثنا حرمي بن عمارة. وابن ماجة (1756) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو عاصم. والترمذي (542) قال : حدثنا الحسن بن الصباح البزار ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (1426) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال : حدثنا أبو عاصم.
أربعتهم - أبو عبيدة ، وحرمي ، وأبو عاصم ، وعبد الصمد - عن ثواب بن عتبة المهري.
2- وأخرجه أحمد (5/352) قال : حدثنا يونس. والدارمي (1608) قال : أخبرنا يحيى بن حسان.
كلاهما - يونس ، ويحيى - قالا : حدثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم.
كلاهما - ثواب ، وعقبة - عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث بريدة بن حصيب الأسلمي حديث غريب.

4259 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1156) في الصلاة ، باب الخروج إلى العيد في طريق ويرجع في طريق ، وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن عمر العمري ، وهو ضعيف ، لكن للحديث شواهد ، يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/109) (9781) قال : حدثنا هارون بن معروف. قال أبو عبد الرحمن ، عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا من هارون بن معروف ، قال : حدثنا ابن وهب. وأبو داود (1156) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة ، (1299) قال : حدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا أبو قتيبة.
ثلاثتهم - ابن وهب ، وعبد الله بن مسلمة ، وأبو قتيبة ، سلم بن قتيبة - قالوا : حدثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، فذكره.
قلت : مدار الحديث علي عبد الله بن عمر ، ثقة ، غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه ، لأنه كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط فاستحق الترك.

4260 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يومُ عيد خالفَ الطريقَ» . أخرجه البخاري، وقال : رواه سعيد عن أَبي هريرة. وحديث جابر أصح (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 392 في العيدين ، باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/29) قال : حدثنا محمد ، قال : أخبرنا أبو تميلة ، يحيى بن واضح ، عن فليح بن سليمان ، عن سعيد بن الحارث ، فذكره.

4261 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (541) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى العيد في طريق ورجوعه من طريق آخر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/338) قال : حدثنا يونس بن محمد. والدارمي (1621) قال : أخبرنا محمد ابن الصلت. وابن ماجة (1301) قال : حدثنا محمد بن حميد. قال : حدثنا أبو تميلة. والترمذي (541) قال : حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي وأبو زرعة. قالا : حدثنا محمد بن الصلت. وابن خزيمة (1468) قال : حدثنا علي بن سعيد وأبو الأزهر ، وكتبته من أصله. قالا : حدثنا يونس بن محمد ، وهو المؤدب.
ثلاثتهم - يونس بن محمد ، ومحمد بن الصلت ، وأبو تميلة - عن فليح بن سليمان ، عن سعيد بن الحارث، فذكره.
وقال الترمذي : حديث أبي هريرة حديث حسن غريب.

4262 - (د) بكر بن مبشر الأنصاري - رضي الله عنه - : قال : «كنتْ أَغْدُو مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المُصلَّى يومَ الفطرِ ويومَ الأضحى ، فَنَسلُك بُطحَان حتى نأتيَ المُصَلَّى ، فنصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم نرجعُ من بُطحان إِلى بيوتنا» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1158) في الصلاة ، باب إذا لم يخرج الإمام للعيدين يومه يخرج من الغد ، وفي سنده مجهولان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1158) قال : حدثنا حمزة بن نصير ، قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا إبراهيم بن سويد ، قال : أخبرني أنيس بن أبي يحيى ، قال : أخبرني إسحاق بن سالم ، فذكره.
قال عنه الحافظ في التهذيب (1/233) : وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه وصححه ، وكذا صححه ابن السكن.

[الفرع] التاسع : في خروج النساء إلى العيد
4263 - (خ م د ت س) أم عطية - رضي الله عنها - : قالت : «أُمِرْنا - وفي رواية : أمرَنا - تعني : النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أَن نُخرِج في العيدين : العَوَاتِقَ وذواتِ الخُدُورِ ، وأمر الحُيَّضَ أن يعْتزِلْنَ مُصلَّى المسلمين» .
وفي أخرى : «أَمَرنا أَن نَخْرُجَ ، ونُخْرِجَ الحُيَّضَ : العواتقَ وذواتِ الخدور - وقال [عبد الله] بن عَوْن : والعواتقُ : ذوات الخدور - فأما الحُيَّضُ : فيشْهدْنَ جماعةَ المسلمين ودعوتَهم ، ويعتزْلنَ مصلاهم» . -[149]-
قال البخاري عن ابن سيرين : قالت أُم عطية : «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قالت: «كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ ، فيكبِّرن بتكبيرهم ، ويدعون بدعائهم ، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ» .
وفي أخرى : «كُنَّا نُؤمَرُ بالخروج في العيدين ، والمُخبَّأةُ ، والبِكرُ ، قالت: والحُيَّضُ يخرُجنَ ، فيَكُنَّ خلفَ الناس ، يُكبِّرْنَ مع الناس» .
وفي أخرى عن حفصة بنت سيرين قالت : «كنا نمنع جَوَارِيَنَا - وفي رواية : عوَاتِقَنَا - أن يخرجْنَ يومَ العيد ، فجاءت امرأة ، فنزلت قَصْر بني خلف ، فأتيتُها فحدَّثَتْ أَن زوْجَ أختها غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثنتي عَشْرَةَ غزوة ، فكانت أختها معه في ستِّ غزوات ، قالت: فكنَّا نقوم على المرضَى ونُدَاوي الكَلْمَى ، فقالت: يا رسول الله، على إِحدانا بأس إِذا لم يكن لها جِلباب أن لا تخرج - تعني في العيد ؟ - قال: لتُلبِسْها صاحبتُها من جلبابها، وَيَشْهَدْنَ الخيرَ ودعوةَ المؤمنين. قالت حفصة : فلما قدمت أُمُّ عطيةَ أتيتُها ، فسأَلتُها : أسمعتِ في كذا [وكذا] ؟ قالت : نعم بأبي - وقَلَّما ذكرتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إِلا قالت : بأبي - قال : لِتَخْرُجِ العواتقُ وذَوَاتُ الخدور - أو قال : العواتقُ ذواتُ الخدور ، شك أيوب - والحُيَّضُ ، فتعتزلُ الحائضُ المصلَّى ، ولتشهدِ -[150]- الخيرَ ودعوةَ المؤمنين ، قالت: فقلت لها : الحُيَّضُ ؟ قالت: نعم، أليس الحائض تشهد عرفات ، وتشهد كذا وتشهد كذا ؟» .
وفي أخرى قالت : «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نُخْرِجَهنَّ في الفطر والأضحى : العواتقَ والحُيَّضَ وذواتِ الخدور ، فأما الحيَّضُ ، فيعتزلْنَ الصلاة ، ويشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين ، قلت: يا رسولَ الله ، إِحدانا لا يكون لها جِلباب؟ قال : لتُلْبِسْها أختُها من جلبابها» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وفي رواية الترمذي : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُخْرِجُ الأَبكارَ ، والعواتِقَ ، وذواتِ الخدور، والحُيَّضَ في العيدين ، فأما الحُيَّضُ فَيعتزِلْنَ المُصَلَّى ، ويشهدْنَ دعوةَ المسلمين.
قالت إحداهن : يا رسولَ الله إِن لم يكن لها جلباب؟ قال : فَلْتُعِرْها أختُها من جلابيبها» .
وفي رواية أبي داود مثل رواية الترمذي ، ولم يذكر الأَبكار والعواتق، وقال : «تُلْبِسُها صاحبتُها طائفة من ثوبها» .
وفي أخرى له قالت : «ويعتزلُ الحيَّضُ مصلَّى المسلمين» . ولم يذكر الثوب.
وفي أخرى له قالت : «والحيَّضُ يكنَّ خَلفَ الناس ، فيكبِّرنَ مع الناس» . -[151]-
وله في أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينةَ جمع نساءَ الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمرَ بن الخطاب ، فقام على الباب فسلَّم علينا ، فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِليكُنَّ ، وأُمرنا بالعيدين أن نُخْرِجَ فيهما الحُيَّضَ والعُتَّقَ، ولا جمعةَ علينا ، ونهانا عن اتِّباع الجنائز» .
وفي رواية النسائي : قالت حفصة بنت سيرين : «كانت أم عطية لا تذكر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قالت : بأبي ، فقلتُ : أسمعتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر كذا وكذا؟ قالت: نعم، بأبي ، قال : لِتَخْرُجِ العواتقُ ، وذواتُ الخدور ، والحيَّضُ ، فيشهدنَ العيدَ ودعوةَ المسلمين ، وليعتزِل الحيَّضُ المصلَّى» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العواتق) : جمع عاتق ، وهي المرأة المخدرة إلى أن تدرك ، وكذلك العُتَّق مثل حائض وحُيَّض. -[152]-
(الخُدُور) : جمع خِدر ، وهو الموضع الذي تصان فيه المرأة ، والخِدْر : الستر.
(الكَلْمَى) : الجرحى ، جمع كَلِيم ، أي جريح.
(الجلباب) : الملحفة والإزار الذي تتغطى به المرأة.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 386 في العيدين ، باب خروج النساء والحيض إلى المصلى ، وباب إذا لم يكن لها جلباب في العيد ، وفي الحيض ، باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين ، وفي الصلاة في الثياب ، باب وجوب الصلاة في الثياب ، وفي الحج ، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ، ومسلم رقم (890) في صلاة العيدين ، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة ، وأبو داود رقم (1136) و (1137) و (1138) و (1139) في الصلاة ، باب خروج النساء في العيد ، والترمذي رقم (539) و (540) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء في العيدين ، والنسائي 3 / 180 و 181 في العيدين ، باب خروج العواتق وذوات الخدور في العيدين ، وباب اعتزال الحيض مصلى الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (361 و 362) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا أيوب. وأحمد (5/84) قال: حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا أيوب. وفي (5/84) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد. قال : أخبرنا هشام. والدارمي (1617) قال : أخبرنا إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن هشام ، والبخاري (1/88) قال : حدثنا محمد ، هو ابن سلام. قال : أخبرنا عبد الوهاب ، عن أيوب. وفي (2/25) قال : حدثنا محمد. قال : حدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي ، عن عاصم ، وفي (2/26) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي (2/27) قال : حدثنا أبو معمر. قال : حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب. وفي (2/196) قال : حدثنا مؤمل بن هشام. قال : حدثنا إسماعيل ، عن أيوب ومسلم (3/20) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو خيثمة ، عن عاصم الأحول. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال : حدثنا عيسى بن يونس. قال : حدثنا هشام. وأبو داود (1138) قال : حدثنا النفيلي. قال : حدثنا زهير. قال : حدثنا عاصم الأحول. وابن ماجة (1307) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن حسان. والترمذي (540) قال : حدثنا أحمد ابن منيع. قال : حدثنا هشيم ، عن هشام بن حسان. والنسائي (1/193) و (3/180) قال : أخبرنا عمرو بن زرارة. قال : أنبأنا إسماعيل. عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18136) عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس ، عن هشيم ، عن هشام بن حسان. وابن خزيمة (1466) قال : حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال : حدثنا إسماعيل بن علية. قال : حدثنا أيوب. وفي (1467) قال: حدثنا علي بن مسلم. قال : حدثنا هشيم ، عن هشام.
ثلاثتهم - أيوب ، وهشام بن حسان ، وعاصم الأحول - عن حفصة بنت سيرين ، فذكرته.
وبنحوه أخرجه أحمد (5/85) قال : حدثنا حسين بن محمد. قال : حدثنا جرير ، يعني ابن حازم. والبخاري (1/99) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي (2/26) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال :حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي (2/28) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن عون. ومسلم (3/20) قال : حدثني أبو الربيع الزهراني. قال : حدثنا حماد. قال : حدثنا أيوب. وأبو داود (1136) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد ، عن أيوب ويونس وحبيب ويحيى بن عتيق وهشام في آخرين وفي (1137) قال : حدثنا محمد بن عبيد. قال : حدثنا حماد. قال : حدثنا أيوب. وابن ماجة (1308) قال : حدثنا محمد بن الصباح. قال : أنبأنا سفيان ، عن أيوب. والترمذي (539) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال : أخبرنا منصور ، وهو ابن زاذان. والنسائي (3/180) قال : أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان ، عن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18108) عن أبي بكر بن علي ، عن سريج بن يونس ، عن هشيم ، عن منصور. وفي (12/18110) عن أبي بكر بن علي ، عن سريج بن يونس ، عن هشيم ، عن هشام بن حسان. وابن خزيمة (1467) قال : حدثنا علي بن مسلم. قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا منصور ، وهو ابن زاذان وهشام.
تسعتهم - جرير بن حازم ، ويزيد بن إبراهيم ، وأيوب ، وابن عون ، ويونس بن عبيد ، وحبيب بن الشهيد، ويحيى بن عتيق ، وهشام بن حسان ، ومنصور - عن محمد بن سيرين ، فذكره.

[الفرع] العاشر : في أحاديث متفرقة
4264 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُخرِجُ العَنَزَةَ يومَ الفطر ، ويومَ الأضحى ، يُرْكِزُها فيصلي إِليها» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَنَزَة) : قد تقدم ذكرها ، وهي شبه العُكّازة ، وفي طرفها سنان فيه طول.
__________
(1) 3 / 183 في العيدين ، باب صلاة العيدين إلى العنزة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه النسائي (3/183) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا معمر. عن أيوب.عن نافع ، فذكره. وقد تقدم.

4265 - (س) ثعلبة بن زهدم: «أن عليّاً استَخْلفَ أبا مسعود [الأنصاري] على الناسِ ، فخرج يوم عيد ، فقال : يا أيها الناس ، إِنه ليس من السُّنَّةِ أن يُصَلِّى قبل أن يصلِّيَ الإمامُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 181 و 182 في العيدين ، باب الصلاة قبل الإمام يوم العيد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (3/181) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن الأشعث ، عن الأسود بن هلال ، عن ثعلبة بن زهدم ، فذكره.

4266 - (د س) أبو عمير (1) بن أنس : عن عُمُومة من أَصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أَن رَكْباً جاؤوا إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يشهدون أنهم رَأَوُا الهلالَ بالأمس ، فأمرهم أن يُفْطِرُوا ، وإِذا أصبحوا أن يغدُوا إِلى مُصلاهم» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (2) .
__________
(1) في الأصل : ابن عمير ، وهو خطأ ، والتصحيح من أبي داود والنسائي وكتب الرجال .
(2) رواه أبو داود رقم (1157) في الصلاة ، باب إذا لم يخرج الإمام للعيدين يومه يخرج من الغد ، والنسائي 3 / 180 في العيدين ، باب الخروج إلى العيدين من الغد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (256:1) عن حفص بن عمرو ، عن شعبة ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن أبي عمير بن أنس ، عن عمومة له من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- به ، والنسائي في الصلاة (653) عن عمرو بن علي ، عن يحيى ، عن شعبة نحوه ، وابن ماجة في الصوم (6:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، وهو جعفر بن أبي وحشية ، نحوه.
قلت : فيه أبو عمير بن أنس قال عنه الحافظ في التهذيب (12/188) ، وصحح حديثه أبو بكر بن المنذر وغير واحد ، وقال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عبد البر: مجهول لا يحتج به.

4267 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أمر موْلاهُ ابنَ أبي عُتْبَةَ (1) - وكان في الزاوية (2) - فجمع أهلَه وبنيه ، وصلَّى كصلاة أهل المِصر وتكبيرهم» . أخرجه ... (3) .
__________
(1) وفي بعض النسخ : ابن أبي غنية ، والراجح أنه ابن أبي عتبة ، كما الحافظ في " الفتح " 2 / 395 .
(2) " الزاوية " بالزاي موضع على فرسخين من البصرة ، كان به لأنس قصر وأرض ، وكان يقيم هناك كثيراً ، وكانت الزاوية موقعة عظيمة بين الحجاج وابن الأشعث .
(3) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره البخاري تعليقاً 2 / 394 في العيدين ، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، قال الحافظ في " الفتح " : وهذا الأثر وصله ابن أبي شيبة ، عن ابن علية عن يونس هو ابن عبيد ، حدثني بعض آل أنس " أن أنساً كان ربما جمع أهله وحشمه يوم العيد ، فيصلي بهم عبد الله بن أبي عتبة مولاه ركعتين " والمراد بالبعض المذكور : عبد الله بن أبي بكر بن أنس . روى البيهقي من طريقه قال : " كان أنس إذا فاته العيد مع الإمام جمع أهله فصلى بهم مثل صلاة الإمام في العيد " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، وهو عند البخاري تعليقا في العيدين - باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين. وقال الحافظ في الفتح (2/551) :وهذا الأثر وصله ابن أبي شيبة عن ابن علية عن يونس هو ابن عبيد حدثني بعض آل أنس أن أنسا كان ربما جمع أهله وحشمه يوم العيد فيصلي بهم عبد الله بن أبي عتبة مولاه ركعتين.

الفصل السابع : في صلاةالرغائب
4268 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ صلاةَ الرغائب - وهي أول ليلة جمعة من رجب - فصلَّى ما بين المغرب والعشاء ثنتي عشرة ركعة بست تسليمات ، كلُّ ركعة بفاتحة الكتاب مرة ، والقَدْرِ ثلاثاً ، و: {قُل هو اللهُ أحد} ثنتي عَشْرَةَ مَرة ، فإذا فرغ من صلاته قال : اللهم صلِّ على محمد النبي الأمي وعلى آله - بعد ما يُسلِّم - سبعين مرة ، ثم يسجد سجدة ، ويقول في سجوده : سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه ويقول : ربِّ اغْفِر وارْحَم وتجاوَزْ عما تعلم ، إِنَّك أنت العليُّ الأعظم ، وفي أخرى : الأعزُّ الأكرمُّ - سبعين مرة- ، ثم يسجدُ ويقولُ مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله - وهو ساجد- حاجتَه ، فإن الله لا يردُّ سائلَه» .
هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين ، ولم أجده في أحد من الكتب الستة ، والحديث مطعون فيه (1) . -[155]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرغائب) : جمع رغيبة ، وهي ما يُرغب فيه.
(سُبُّوح) : من التسبيح ، بضم السين وفتحها ، مثل : قُدُّوس ، وقد ذكر.
(الرُّوح) : ها هنا : اسم جبريل عليه السلام. وقيل : اسم مَلَك من الملائكة غيره.
__________
(1) قال النووي في " المجموع " 4 / 56 : الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتي عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب ، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة ، هاتان -[155]- الصلاتان بدعتان ، منكرتان ، قبيحتان ، ولا يغتر بذكرهما في كتاب " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين " ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابها ، فإنه غلط في ذلك ، وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما ، فأحسن فيه وأجاد رحمه الله . اهـ . وقال العز بن عبد السلام : ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة : أن العلماء الذين هم أعلام الدين وأئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة ولا دونها في كتابه ولا تعرض لها في مجالسه ، وقال ابن الصلاح : هذه الصلاة شاعت بعد المائة الرابعة ولم تكن تعرف ، والحديث الوارد بها بعينها وخصوصها ضعيف ساقط عند أهل الحديث ، ثم منهم من يقول : هو موضوع ، وذاك الذي نظنه ، ومنهم من يقتصر على وصفه بالضعف ، ولا يستفاد له صحة من ذكر رزين بن معاوية إياه في كتابه " تجريد الصحاح " ولا من ذكر صاحب كتاب " الإحياء " له فيه واعتماده عليه ، لكثرة ما فيهما من الحديث الضعيف وإيراد رزين مثله في مثل كتابه " من العجب " ، وقال الحافظ العراقي في تخريج " إحياء علوم الدين " : أورده رزين في كتابه ، وهو حديث موضوع . أقول : وممن قال بطلانها وبدعيتها أيضاً كل من الأئمة : أبو شامة المقدسي ، وابن تيمية ، وزكريا الأنصاري وغيرهم . وقال في " كشف الظنون " : اختلق بعض الكذابين في القرن الثالث حديثاً في فضلها ، ثم اشتهر في القرن الرابع ، فممن نص على فضلها : أبو طالب المكي ، وتبعه الغزالي معتمداً على الحديث الموضوع . هذا وقد جرى في هذا الموضوع مساجلة علمية بين الإمامين الجليلين : العز بن عبد السلام ، وابن الصلاح ، وقد قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق ، فليرجع إليها من شاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يثبت ، وهو من زيادات رزين.

الباب الثاني : في النوافل المقرونة بالأسباب ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في صلاة الكسوف
4269 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كَسَفَت الشمسُ على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ، فصلَّى بالناس، فأطال القراءة ، ثم ركع فأطال الركوعَ ، ثم رفع رأسه ، فأطال القراءة - وهي دون قراءته الأُولى - ثم ركع فأطال الركوع ، دون ركوعه الأول، ثم رفع رأسه ، فسجد سجدتين ، ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ، ثم قام فقال: إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله يُريهما عبادَه ، فإذا رأيتُم ذلك فافْزَعُوا إِلى الصلاة» .
وفي أخرى نحوه ، إِلا أنه قال : «فسلَّم وقد تجلَّتِ الشمسُ ، فخطب الناس...» . ثم ذكر الحديث.
وفي أخرى قال : «خَسَفت الشمسُ في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فخرج إلى -[157]- المسجد ، فصفَّ الناسُ وراءه ، فكبَّر...» وذكر نحوه ، إِلا أنه قال : «ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد، ثم سجد» ، وفيه : «وانْجَلَتِ الشمسُ قبل أن ينصرفَ» ثم وصل به حديثاً عن كثير بن عَبَّاس (1) ، عن ابن عباس : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى أربع رَكَعَات في ركعتين وأربع سجدات ، ثم قال الزهري : فقلت لعروةَ : إِن أخاك - يوم كَسَفَتِ الشمس بالمدينة - لم يزِدْ على ركعتين مثل الصبح ، قال : أجل ؛ لأنه أخْطَأْ السُّنَّةَ» .
وفي أخرى : «أنه - صلى الله عليه وسلم- جهر في صلاة الخسوف بقراءته ، فإذا فرغ من قراءته كبَّر فركع، وإذا رفع من الركعة قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد، ثم يُعَاوِدُ القراءةَ في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين ، وأربع سجدات» .
قال : وقال الأوزاعي وغيره عن الزهري عن عروةَ عن عائشة : «خَسَفَت الشمس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فبعث منادياً : الصلاةَ جامعة ، فقام فصلَّى أربع ركعات في رَكعتين ، وأربع سجدات» .
قال البخاري : تابعه سليمان بن كثير ، وسفيان بن حسين عن الزهري في الجهر. -[158]-
وفي أخرى نحو ما تقدَّم في أوله ، وفيه : «ثم قال : سمع اللهُ لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة، هي أدْنَى من القراءة الأولى ، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً ، هو أدنى من الركوع الأول ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم سجد ، ولم يذكر أحد رواية : ثم سجد - ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ، حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات - ثم ذكره إلى قوله : فافزَعُوا إِلى الصلاة» .
قال : وقال أيضاً : فصلُّوا حتى يُفَرَّجَ عنكم ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «رأيتُ في مقامي هذا كلَّ شيء وُعِدْتُم [به] ، حتى لقد رأيتُني أُريد أنْ آخذَ قِطْفاً من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدمُ» وفي رواية : أتقدَّم - ولقد رأيتُ جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً ، حين رأيتموني تأَخَّرْتُ ، ورأيت فيها ابنَ لُحيّ، وهو الذي سَيَّبَ السَّوَائِب (2) ، وانتهتْ رواية أحدهم عند قوله: «فافزعوا إِلى الصلاة» .
وفي أخرى قالت : «خَسَفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام. ثم ذكر الأربع ركعات ، وإِطالتَه فيها ، وأنَّ القيامَ والركوعَ في كلّ منها دون ما قبله. وفيه... ثم انصرف وقد انْجَلَتِ الشمسُ ، فخطب الناسَ وحمد الله وأثنى [عليه] ، ثم قال : إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يَخسِفَان لموت أحد ، ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادْعُوا الله وكبِّرُوا ، -[159]- وصلُّوا وتصدَّقوا ، ثم قال : يا أمةَ محمد، والله ما من أحد أغْيَرُ من الله : أن يزنِيَ عبدُه ، أو تزنيَ أمتُهُ ، يا أُمةَ محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولَبَكَيْتُم كثيراً» .
زاد في رواية : «أَلا هل بلَّغتُ ؟» .
وفي أخرى : «ثم رفع يديه فقال : اللهم هل بلَّغتُ ؟» .
وفي أخرى قالت : «إِنْ يهودية جاءت تسألها ؟ فقالت لها : أَعاذَكِ الله من عذاب القبر ، فسألتْ عائشةُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أَيُعَذَّب الناسُ في قبورهم ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : عائذاً بالله (3) من ذلك ، ثم ركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات غداة مَرْكَباً ، فخسفت الشمس ، فرجع ضُحى ، فمرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين ظَهْرَانَي الحُجَر ، ثم قام يُصلِّي ، وقام الناسُ وراءه... ثم ذكر نحو ما تقدَّم في عدد الركوع ، وطول القيام ، وأنَّ ما بعدَ كلّ من ذلك دونَ ما قبله... وقال في آخره : ثم انصرف ، فقال ما شاء الله أن يقولَ ، ثم أمرهم أن يتعوّذوا من عذاب القبر» .
وفي أخرى نحوه ، وفي آخره : «فقال : إِني قد رأيتُكُم تُفْتَنون في القبور كفتنة الدجال، قالت عَمْرةُ : فسمعتُ عائشةَ تقول : فكنتُ أسمعُ رسولَ الله -[160]- صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يتعوّذ من عذاب النار ، وعذاب القبر» . هذه روايات البخاري ، ومسلم.
ولمسلم «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى سِتَّ ركعات وأربَع سجدات» .
وفي أخرى : «أن الشمس انكسفت على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام قياماً شديداً، يقوم قائماً ، ثم يركع ، ثم يقوم ، ثم يركع ، [ثم يقوم ، ثم يركع] ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات ، فانصرف وقد تجلَّت الشمسُ ، وكان إِذا ركع قال : الله أكبر ، ثم يركعُ ، وإذا رفع رأسه قال : سمع الله لمن حمدَه ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أَحد ولا لحياته ، ولكنهما من آيات الله يُخوِّف الله بهما عباده ، فإذا رأيتم كسوفاً ، فاذكروا الله حتى يَنْجَلِيا» .
وأَخرج الموطأ الرواية السادسة ، وهي التي في آخرها : ذِكر الزنى ، والرواية السابعة التي فيها : ذِكرُ عذابِ القبر.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى إِلى قوله : «فصنع في الركعة الثانية مثلَ ذلك» .
وله في أخرى : «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاةَ الكسوف وجهر بالقراءة فيها» . -[161]-
وأخرج أبو داود قالت: «خَسَفَت الشمس في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فخرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلى المسجد ، فقام فكبَّرَ ، وصفَّ الناسُ وراءه ، فاقْتَرَأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قراءة طويلة، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً ، ثم رفع رأسه ، فقال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقْتَرَأ قراءة طويلة ، هي أدْنَى من القراءة الأولى ، ثم كبَّر فركع ركوعاً طويلاً ، هو أدْنى من الركوع الأول ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ؛ فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات ، وانْجَلتِ الشمسُ قبل أن ينصرفَ» .
وأَخرج أيضاً نحو الرواية الآخرة التي لمسلم ، إلا أنه قال في وسطه بعد قوله : «ركعتين في كل ركعة» : «ثلاث ركعات ، يركع الثالثة ثم يسجد ، حتى إِن رجالاً يومئذ ليُغْشَى عليهم مما قام بهم ، حتى إن سِجال الماء لتُصَبُّ عليهم ، يقول إذا ركع : الله أكبر... وذكر الحديث» ، وقال في آخره : «يخِّوفُ بهما عباده ، فإِذا كَسَفا فافزعوا إِلى الصلاة» .
وله في أخرى قال : كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس، فقام ، فحَزَرْتُ قراءَتَه ، فرأيتُ أنه قرأ سورة البقرة... وساق الحديث، ثم سجد سجدتين ، ثم قام فأطال القراءة فحزرتُ قراءته ، فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران... وساق الحديث من -[162]- لفظ أبي داود ، ولم يذكر لفظ الحديث.
وله في أخرى قالت : «خَسَفتِ الشمس على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فبعث منادياً : الصلاةَ جامعة» .
وله في أخرى : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قرأ قراءة طويلة يجهر بها ، يعني في صلاة الكسوف» .
وفي أخرى : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن الشمس والقمر لا يَخسِفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأَيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا وتصدَّقوا» .
وأَخرج النسائي الرواية الثالثة التي فيها : «فصفَّ الناسُ وراءَهُ» . والرواية الرابعة التي فيها : ذِكرُ الجهر بالقراءة ، والرواية الخامسة التي فيها : ذِكرُ السوائب، والرواية السادسة التي فيها : ذِكْرُ الزِّنى ، والرواية السابعة التي فيها ذِكرُ : عذاب القبر، كالرواية الأولى التي لمسلم والأخرى ، إِلا أنه ذكر فيها ما ذكره أبو داود فيها.
وأخرج في رواية : «أنه لما كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ، وأمر فنُودي : إِن الصلاةَ جامعة ، فقام فأطال القيام في صلاته ، قالت عائشة : فحسبتُهُ قرأ سورة البقرة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام مثل ما قام ، ولم يسجد ، ثم ركع فسجد ، ثم قام فصنع مثل ما صنع : ركعتين وسجدتين ، ثم جُلِّيَ عن الشمس» . -[163]-
وله في أخرى : «أنه صلَّى في كسوف ، في صُفَّةِ زَمْزَمَ : أربعَ ركعات في أربعِ سجدات» .
وله في أخرى : «خَسَفَتِ الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث منادياً ينادي ، فنادى : إِن الصلاةَ جامعة ، فاجتمعوا واصْطفُّوا ، فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين» .
وله في أخرى : «أنه - صلى الله عليه وسلم- صلى أربع ركعات ، وأربع سجدات ، وجهر فيها بالقراءة، كلما رفع رأسه قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد» .
وله في أخرى قال : «كَسَفَتِ الشمس، فأمرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً ، فنادى : إِن الصلاةَ جامعة ، فاجتمع الناس فصلَّى بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فكبَّر ، ثم قرأ قراءة طويلة ، ثم كبَّر ، فركع ركوعاً طويلاً ، مثل قيامه أو أطول ، ثم رفع رأسه ، وقال : سمع الله لمن حمده، ثم قرأ قراءة طويلة، هي أدنى من القراءة الأولى ، ثم كبَّر ، فركع ركوعاً طويلاً ، هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه ، ثم كبَّر ، فقال : سمع [اللهُ] لِمَن حَمِدَهُ ، ثم كبَّرَ فَسَجَدَ سجوداً طويلاً مثلَ ركوعه أو أطولَ ، ثم كبَّرَ فرفعَ رَأسَهُ ، ثم كبَّر فَسَجَدَ ، ثم كبَّرَ فقامَ ، فقرأ قراءة طويلة ، هي أدْنى من الأولى، ثُمَّ كَبَّرَ ثم ركع ركوعاً هو أدنى من الرُّكُوعِ الأول ، ثم رفعَ رأسَهُ ، فقال : سمع الله لمن حَمِدَهُ ، ثم قرأ قراءة هي أدْنَى من القراءة الأولى فِي القيامِ الثاني ، ثم كبَّر -[164]- فَركَعَ ركوعاً طويلاً ، دونَ الركوع الأول ، ثم كبَّر فرفع رأسه ، فقال: سمعَ اللهُ لمن حَمِدَهُ ، ثمَّ كبَّرَ فسجد أدنى من سجوده الأول ، ثم تشهد ، ثم سلَّم فقام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إِن الشمس والقمرَ لا يَنْخَسِفَانِ لِمَوتِ أحد ولا لحيَاتِهِ ، ولكنهما آيتانِ من آياتِ الله ، فأيُّهُمَا خُسِفَ به أو بأحدهما فافْزَعُوا إِلى اللهِ عز وجل بذكر الصلاة» (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَسَفَت) : يقال : كسفت الشمس بالفتح ، وكسفها الله ، يتعدى فعله ولا يتعدى ، وكذلك : كسف القمر ، والأولى أن يقال : خسف القمر ، وقد جاء في الحديث ، «كسفت الشمس وخسفت» ، و «كسف القمر وخسف» . -[165]-
(فاقترأ) : الاقتراء : الافتعال من القراءة.
(فافزعوا) : فزعت إلى الشيء : لجأت إليه ، يقال : فزعت إلى فلان فأفزعني ، أي : لجأت إليه فألجأني ، واستعنت به فأعانني.
(عائذ) : العائذ : اللاجئ ، عذت بفلان : أي لجأت إليه.
(قِطْفاً) : القِطف : العنقود ، اسم لكل ما يقطف من الفواكه ونحوها.
(يَحْطِم) : الحَطْم : الكسر والدوس.
(سَيَّب) : السوائب : جمع سائبة ، وهي الناقة التي كانوا يسيِّبونها من إبلهم ، فلا تركب ولا تحلب ولا يؤكل لحمها ، وقد تقدم شرحها في تفسير سورة المائدة من حرف التاء.
(ظهراني الحُجر) : الحُجر : جمع حُجْرة ، يريد بها منازل نسائه. وظهرانيها ، بفتح النون أي : بينها ، وقد تقدم شرحه مستوفى في حرف الهمزة في كتاب الإيمان.
(تُفتنون في القبور) : الفتنة : الاختبار والامتحان. والمراد بفتنة القبور : مُسَاءَلَة منكر ونكير.
(سِجال) : السِّجال : جمع سَجْل ، وهو الدلو إذا كان فيه ماء ، قل أو كثر ، ولا يقال له وهو فارغ : سَجْل، ولفظه مذكر ، والدلو مؤنثة ، هكذا قال الجوهري. وقال الأزهري : السَّجْل : أعظم ما يكون من الدِّلاء.
__________
(1) في الأصل : كثير بن عياش ، وهو تصحيف ، والتصحيح من البخاري وكتب الرجال ، وهو كثير بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخو عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهم .
(2) تسييب الدواب : إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت .
(3) هو من الصفات القائمة مقام المصدر ، وناصبه محذوف ، أي : أعوذ عياذاً بالله .
(4) رواه البخاري 2 / 438 و 439 في الكسوف ، باب الصدقة في الكسوف ، وباب خطبة الإمام في الكسوف ، وباب هل يقول : كسفت الشمس أو خسفت ، وباب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته ، وباب الجهر بالقراءة في الكسوف ، وفي العمل في الصلاة ، باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة ، وفي بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، وفي التفسير ، باب {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة} ، ومسلم رقم (901) و (902) و (903) في الكسوف ، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف ، والموطأ 1 / 186 في الكسوف ، باب العمل في صلاة الكسوف ، وأبو داود رقم (1177) و (1180) و (1187) و (1188) و (1190) و (1191) في الصلاة ، باب من قال : الكسوف أربع ركعات ، وباب القراءة في صلاة الكسوف ، وباب ينادى فيها بالصلاة وباب الصدقة فيها ، والترمذي رقم (561) و (563) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الكسوف ، وباب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف ، والنسائي 3 / 127 في الكسوف ، باب الأمر بالنداء لصلاة الكسوف ، وباب الصفوف في صلاة الكسوف ، وباب نوع آخر من صلاة الكسوف ، وباب نوع أخر منه عن عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (132) .والحميدي (180) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (6/32) قال : حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/164) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/168) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والدارمي (1537) قال : حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي ، عن محمد بن إدريس ، هو الشافعي. قال : أخبرنا مالك.والبخاري (2/42 و 7/45) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (8/160) قال : حدثني محمد. قال : أخبرنا عبدة. ومسلم (3/27) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (3/28) قال : حدثناه يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (1191) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. والنسائي (3/132) قال : أخبرنا قتيبة ، عن مالك. وفي (3/152) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا عبدة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17176) عن قتيبة ، عن مالك (ح) وعن محمد بن سلمة ، عن ابن القاسم ، عن مالك. وابن خزيمة (1378) (1391) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (1395) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال : حدثنا محمد بن بشر.
ثمانيتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، ومحمد بن فضيل ، وعبد الله بن نمير ، ومعمر ، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية ، ومحمد بن بشر - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (6/65) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا ابن لهيعة.قال : حدثنا عقيل بن خالد. وفي (6/76) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا سليمان بن كثير. وفي (6/87) قال : حدثنا بشر ابن شعيب. قال : حدثني أبي.وفي (6/168) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري (2/43) و (4/132) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثني الليث ، عن عقيل. وفي (2/43) قال: حدثني أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة. قال : حدثنا يونس. وفي (2/44) قال : حدثنا سعيد بن عفير. قال : حدثنا الليث. قال : حدثني عقيل. وفي (2/49) قال : حدثنا محمد بن مهران. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : أخبرنا ابن نمر. (ح) وقال الوليد : قال الأوزاعي وغيره. وفي (2/82) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا يونس. وفي (6/69) قال : حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني. قال : حدثنا حسان بن إبراهيم. قال : حدثنا يونس. ومسلم (3/28) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرني ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثني أبو الطاهر ومحمد بن سلمة المرادي. قالا : حدثنا ابن وهب ، عن يونس. وفي (3/29) قال : حدثنا محمد بن مهران الرازي. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : قال الأوزاعي : أبو عمرو وغيره. (ح) وحدثنا محمد بن مهران. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن نمر. وأبو داود (1180) قال : حدثنا ابن السرح. قال : أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن سلمة المرادي. قال : حدثنا ابن وهب ، عن يونس. وفي (1188) قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال : أخبرني أبي. قال : حدثنا الأوزاعي. وفني (1190) قال : حدثنا عمرو بن عثمان. قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا عبد الرحمن بن نمر. وابن ماجة (1263) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال : حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني يونس والترمذي (561) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا معمر.
وفي (563) قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أبان. قال : حدثنا إبراهيم بن صدقة ، عن سفيان بن حسين. والنسائي (3/127) قال : أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد. قال : حدثنا الوليد ، عن الأوزاعي. وفي (3/128) قال : أخبرنا محمد بن خالد بن خلي. قال : حدثنا بشر بن شعيب ، عن أبيه. وفي (3/130) قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، عن ابن وهب ، عن يونس. وفي (3/132) وفي الكبرى (419) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي. وفي (3/148) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا الوليد. قال : حدثنا عبد الرحمن بن نمر. وفي (3/150) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير ، عن الوليد ، عن عبد الرحمن بن نمر.
وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/16428) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن محمد بن يزيد ، عن سفيان بن حسين. (ح) وعن محمد بن يحيى بن عبد الله ، عن أبي داود ، عن سليمان بن كثير. وابن خزيمة (1379) قال : حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال : حدثنا إبراهيم ، يعني ابن صدقة. قال : حدثنا سفيان ، وهو ابن حسين. وفي (1387) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. وفي (1398) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر.
ثمانيتهم - عقيل ، وسليمان بن كثير ، وشعيب ، ومعمر ، ويونس ، وعبد الرحمن بن نمر ، والأوزاعي ، وسفيان بن حسين - عن ابن شهاب الزهري.
3- وأخرجه البخاري (2/48) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا معمر، عن الزهري وهشام بن عروة.
4- وأخرجه أبو داود (1187) قال : حدثنا عبيد الله بن سعد. قال : حدثنا عمي. قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق. قال : حدثني هشام بن عروة وعبد الله بن أبي سلمة وسليمان بن يسار.
أربعتهم - هشام بن عروة ، والزهري ، وعبد الله بن أبي سلمة ، وسليمان بن يسار - عن عروة بن الزبير ، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وعن عبيد بن عمير. قال : حدثني من أصدق حسبته يريد عائشة.
«أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقام قياما شديدا ، يقوم قائما ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ، ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات ، فانصرف وقد تجلت الشمس. وكان إذا ركع قال : الله أكبر. ثم يركع ، وإذا رفع رأسه قال : سمع الله لمن حمده. فقام فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده ، فإذا رأيتم كسوفا ، فاذكروا الله حتى ينجليا» .
أخرجه أحمد (6/76) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حماد قال : حدثنا قتادة. ومسلم (3/29) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى. قالا : حدثنا معاذ ، وهو ابن هشام. قال : حدثني أبي ، عن قتادة. وأبو داود (1177) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا إسماعيل بن علية ، عن ابن جريج. والنسائي (3/129) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا ابن علية. قال : أخبرني ابن جريج.
وفي (3/130) والكبرى (421) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي ، عن قتادة. وابن خزيمة (1382) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا معاذ بن هشام. قال : حدثنا أبي وابن أبي عدي ، عن هشام ، عن قتادة وفي (1383) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا ابن علية. قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن هشام. قال : حدثنا إسماعيل ، يعني ابن علية. قال : أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - قتادة ، وابن جريج - عن عطاء. قال : سمعت عبيد بن عمير ، فذكره.
(*) في رواية قتادة : عن عبيد بن عمير ، عن عائشة.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى (422) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا وكيع (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - وكيع ، ويحيى - عن هشام ، عن قتادة ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة. قالت: صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات. موقوفا.
وبلفظ : «جاءتني يهودية تسألني فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر. فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت : يا رسول الله ، أيعذب الناس في القبور ؟» .
أخرجه مالك الموطأ (133) ،والحميدي (179) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/53) قال : حدثنا يحيى. والدارمي (1535) قال : حدثنا أبو النعمان. قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1538) قال : حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي ، عن محمد بن إدريس ، هو الشافعي. قال : أخبرنا مالك. والبخاري (2/45) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك.
وفي (2/47) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. وفي (2/49) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو أحمد. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/30) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. قال : حدثنا سليمان يعني ابن بلال. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان.والنسائي (3/133 و 151) قال : أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث. وفي (3/134) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/135) والكبرى (420) قال : أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال : أنبأنا ابن عيينة. وابن خزيمة (1378 و1390) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال : حدثنا سفيان.
ثمانيتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطان ، وحماد بن زيد ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن بلال ، وعبد الوهاب ، وعمرو بن الحارث - عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، فذكرته.
(*) رواية سفيان بن عيينة عند النسائي (3/135) مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في كسوف في صفة زمزم أربع ركعات في أربع سجدات» .
قال ابن حجر تعليقا على هذا الرواية : وفي رواية عند النسائي لفظة شذ بها شيخ ثقفي ، وهي قوله في صفة زمزم ، النكت الظراف (12/17939) .
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
وبلفظ «أنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ وأمر فنودي أن الصلاة جامعة ، فقام فأطال القيام في صلاته. قالت : عائشة : فحسبت قرأ سورة البقرة ، ثم ركع فأطال الركوع. ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام مثل ما قام ، ولم يسجد ، ثم ركع فسجد ، ثم قام فصنع مثل ما صنع ركعتين وسجدة، ثم جلس وجلي عن الشمس» .
أخرجه أحمد (6/98) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال : حدثنا شيبان. وفي (6/158) قال : حدثنا أبو النضر. قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي (3/137) قال : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق. قال :حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع. قال : حدثنا علي بن المبارك.
كلاهما - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي ، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي حفصة ، فذكره.

4270 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «انكسفت الشمسُ في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم ماتَ إِبراهيمُ ابنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال الناسُ : إنما كسَفت لموت إبراهيم ، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فصلى بالناس سِتَّ ركعات بأربع سجدات، ثم بدأ فكبَّر ، ثم قرأ فأطال القراءةَ ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فقرأ قراءة دون القراءة الأولى ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأْسه من الركوع ، فقرأ قراءة دون القراءة الثانية ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأْسه من الركوع ، ثم انحدر بالسجود، فسجد سجدتين ، ثم قام أيضاً ، فركع ثلاث ركعات ليس منها ركعة إِلا التي قبلها أطولُ من التي بعدها ، وركُوعه نحو من سجوده ، ثم تأخَّر وتأخرتِ الصفوف خلفه ، حتى انتهينا إلى النساء، ثم تقدَّم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه ، فانصرف حين انصرف وقد آضَتْ الشمسُ ، فقال : يا أيها الناسُ ، إِنَّمَا الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات الله ، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلُّوا حتى تَنْجليَ ، ما من شيء تُوعَدُونَه إِلا قَد رأيتُه في صلاتي هذه ، ولقد جيء بالنار ، وذلك حين رأيتموني تأخَّرتُ ، مخافة أن يُصيبَني من لَفْحِها، وحتى رأيتُ فيها صاحبَ المِحْجَنَ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار ، كان يسرق الحاج بمحْجَنِهِ ، فإن فُطِنَ له قال : -[167]- إِنَّما تعلَّقَ المِحْجََنُ (1) ، وإِن غُفِلَ عنه ذَهَبَ به ، وحتى رأيتُ فيها صاحبةَ الهرة التي ربطتْها فلم تُطعِمها ، ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت جوعاً ، ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدَّمتُ حتى قمتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي، فأنا أُريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء تُوعَدُونه إِلا قد رأيتُهُ في صلاتي هذه» .
وفي أخرى قال : «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحرِّ ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأصحابه ، فأطال القيام ، حتى جعلُوا يَخِرُّون ، ثم ركع فأطال ، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأَطال ، ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحواً من ذلك ، فكانت أَربعَ رَكعات وأربعَ سجَدات ، ثم قال : إنه عُرِضَ عليَّ كل شيء تُولَجونه (2) ، فعُرضت عليَّ الجنةُ ، حتى لو تناولتُ منها قِطفاً لأخذتُه - أو قال : تناولت منها قِطفاً ، فَقَصُرَتْ يدي عنه - وعُرضت عليَّ النارُ ، فرأيتُ فيها امرأة من بني إسرائيل تُعَذَّبُ في هِرَّة لها ربطتها فلم تُطعِمْها ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض ، ورأيتُ أَبا ثُمامةَ عمرو بنَ مالك يَجرُّ قُصْبَهُ في النار، وإنهم كانوا يقولون : إِن الشمسَ والقمرَ -[168]- لا يخسِفَانِ إِلا لموت عظيم ، وإِنهما آيتان من آيات الله يُريكموهما ، فإذا خَسَفَا فصلُّوا حتى تَنْجَليَ» .
وفي أخرى نحوه ، إِلا أَنه قال : «ورأيتُ في النار امرأَة حِمْيَرِيَّة ، سوداءَ طويلة» ، ولم يقل : «من بني إسرائيل» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى إلى قوله : «فصلُّوا حتى تَنْجَليَ ، ثم قال... وساق بقية الحديث» ولم يذكر لفظه.
وأخرج الرواية الثانية إلى قوله : «وأربع سجدات ، ثم قال... وساق الحديث» ولم يذكر لفظه.
وأخرج النسائي الرواية الثانية ، وأسقط منها من قوله : «إِنه عُرضِ عليَّ كلُّ شيء تُولَجونه (3) - إِلى قوله - : يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار» ، والباقي مثله ، وزاد بعد قوله : «نحواً من ذلك» : فجعل يتقدَّم ، ثم جعل يتأخَّر (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آضت) : آض الشيء : إذا عاد ورجع. -[169]-
(لفحها) : لفح النار : حرها ووهجها.
(المِحْجَن) : شبه الصولجان ، وليس به.
(قُصْبَه) : القُصْب : واحد الأقصاب ، وهي الأمعاء.
(خَشَاش الأرض) : حشراتها وهوامها ، وقد جاء في الحديث «خشاشها أو خشيشها» .
(تَجَلَّت) الشمس : إذا انكشفت وخرجت من الكسوف. وكذلك انجلت.
__________
(1) في مسلم المطبوع : إنما تعلق بمحجني .
(2) في الأصل : ترجونه ، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع .
(3) في الأصل : ترجونه ، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع .
(4) رواه مسلم رقم (904) في الكسوف ، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف وأبو داود رقم (1178) و (1179) في الصلاة ، باب من قال : (الكسوف) أربع ركعات ، والنسائي 3 / 136 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/317) قال : حدثنا يحيى وعبد بن حميد (1012) قاب : حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (3/31) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
كلاهما - أبو بكر ، ومحمد- قالا : حدثنا عبد الله بن نمير. وأبو داود (1178) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2438) عن عمرو بن علي ، ومحمد بن المثنى.
كلاهما عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1386) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى.
كلاهما - يحيى ، وابن نمير - عن عبد الملك ، قال : أخبرني عطاء ، فذكره.
وبلفظ : «كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحر ، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه ، فأطال القيام ، حتى جعلوا يخرون ، ثم ركع فأطال ، ثم رفع فأطال ، ثم ركع فأطال ، ثم رفع» .
1- أخرجه أحمد (3/335) قال : حدثنا حسن. وفي (3/941) قال : حدثنا موسى.
كلاهما - حسن ، وموسى- عن ابن لهيعة. مختصرا.
2- وأخرجه أحمد (3/374) قال : حدثنا كثير بن هشام. وفي (3/282) قال : حدثنا أبو قطن. ومسلم (3/30) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (3/31) قال : وحدثنيه أبو غسان المسمعي. قال : حدثنا عبد الملك بن الصباح. وأبو داود (1179) قال: حدثنا مؤمل بن هشام ، قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي (3/136) قال : أخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا أبو علي الحنفي. وابن خزيمة (1380) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا ابن علية. وفي (1381) قال : حدثنا بندار ،قال : حدثنا عبد الأعلى.
ستتهم - كثير ، وأبو قطن ، وإسماعيل ، وعبد الملك ، وأبو علي الحنفي ، وعبد الأعلى - عن هشام بن أبي عبد الله صاحب الدستوائي.
كلاهما - ابن لهيعة ، وهشام - عن أبي الزبير ،فذكره.

4271 - (خ م ط س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت : «أتيتُ عائشةَ - رضي الله عنها - وهي تُصلِّي ، فقلتُ : ما شأَنُ الناس؟ فأشارت إِلى السماء ، فإذا الناسُ قيام، قالت: سبحان الله ، قلت: آية ؟ فأشارت برأسها : أي نعم، فقمتُ حتى تجلاني الغَشْيُ ، فجعلتُ أصُبُّ على رأسي الماء ، فَحَمدَ اللهَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليه ، قال : ما من شيء كنتُ لم أرَه إِلا رأيتُه في مقامي هذا ، حتى الجنةَ والنارَ ، وأُوحيَ إِليَّ : أنكم تُفتْنَونَ في قبوركم مثلَ أو قريباً (1) لا أَدري أيَّ ذلك قالت أسماءُ (2) ؟ - من فتنة المسيح الدَّجال. -[170]- يُقال : ما عِلْمُكَ بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن - أَو المُوقِنُ ، لا أدري أيَّهما قالت أسماء ؟ - فيقول : هو محمد ، وهو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، جاءنا بالبيِّنات والهُدَى ، فأَجَبْنَا واتَّبَعنا ، هو محمد - ثلاثاً - فيقال: نَمْ صالحاً ، قد علمنا إنْ كنتَ لمُوقِناً به ، وأما المنافق - أو المرتاب، لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء ؟ فيقول : لا أدري ، سمعتُ الناسَ يقولون شيئاً فقلتْه» .
وفي حديث زائدة (3) : «لقد أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالعتاقة في كسوف الشمس» .
قال البخاري : قالتْ أسماءُ : «فانصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقد تَجَلَّت الشمسُ، فحمد الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ُ :» .
قال البخاري في رواية : وذكر نحو ما قدَّمنا ، وفيه قالت : فأطال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- جدّاً ، حتى تجلاني الغَشْيُ ، وإِلى جنبي قِرْبَة فيها ماء ، ففَتحتُها فجعلتُ أَصُبُّ منها على رأسي، فانصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد تجلَّت الشمس، فخطب الناس ، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال : أما بعدُ - ولغَط نِسْوَة من الأنصار ، فانْكَفَأْتُ إِليهنَّ لأُسْكتَهنَّ - فقلتُ لعائشة: ما قال؟ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما من شيء لم أكن رأيتُه إِلا رأيتُه في مقامي هذا ، حتى الجنةَ ، والنار ، ولقد أُوحِيَ إِليَّ : أنكم تُفْتَنون في القبورِ مثلَ -[171]- أَو قريباً - مِن فتنة الدجال» . ثم ذكر نحو ما تقدَّم... إِلى قوله : «سمعتُ الناس يقولون شيئاً فقلته» . قال هشام : وقد قالت لي فاطمة فأوْعيتُه (4) ، غيرَ أنها ذكرت ما يُغلَّظ عليه. أَخرجه البخاري ، ومسلم.
وللبخاري : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى صلاةَ الكَسوفِ ، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأَطال الركوع ، ثم قام فأَطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع ، ثم سجد فأَطال السجود ، ثم رفع ، ثم سجد فأَطال السجود ، ثم قام فأَطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأَطال القيام (5) ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع فسجد ، فأطال السجود ، ثم رفع ، فسجد [فأطال السجود] ، ثم انصرف ، فقال : قد دَنَتْ مني الجنةُ، حتى لو اجترأتُ عليها لَجِئْتُكُمْ بِقطاف من قِطافها ، ودنت مِنِّي النارُ ، حتى قلتُ : أيْ ربِّ ، وأنا معهم (6) ؟ وإِذا امرأة - حسبتُ أنه قال : تَخْدِشُها هِرَّة - قلتُ : ما شأْن هذه ؟ قالوا : حبسَتْها حتى ماتت جُوعاً ، لا [هي] أطعمتها ، ولا أرسلتها تأكُل - قال [نافع] : حسبت أنه قال : من خشيش الأرض - أو خشاش» . -[172]-
قال أبو بكر الإسماعيلي : والصحيح «أَوَ أنا معهم ؟» (7) قال : وقد يُسْتَخَفُّ إسقاط ألف الاستفهام في مواضع.
ولمسلم قال : «كَسَفَتِ الشمس على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ففَزِعَ ، فأخطأ بدِرْع - وفي رواية : فأخذَ دِرْعاً - حتى أُدْرِك بردائه بعدَ ذلك ، قالت: فقضيتُ حاجتي، ثم جئتُ ودخلتُ المسجد فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائما ، فقمتُ معه ، فأطال القيامَ حتى رأْيتُني أريدُ أن أجلسَ ، ثم الْتَفِتُ إِلى المرأةِ الضعيفةِ ، فأقول : هذه أضعفُ مني فأقوم، فركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام، حتى لو أن رجلاً جاءَ خُيِّلَ إِليه أنه لم يركع» .
وفي رواية عن عروةَ قال : «لا تقل : كَسَفَتِ الشمسُ ، ولكن قل : خَسَفت» .
وأخرج الموطأُ الرواية الأولى ، وأخرج النسائي رواية البخاري إِلى قوله : «ثم انصرف» .
وللبخاري مختصراً قالت : «لقد أمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالعَتَاقة في كسوف الشمس» .
وأخرج أبو داود قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأْمرُ بالعتاقةِ في صلاة الكسوف» . -[173]-
وحيث لم يخرِّج من هذا الحديث بطوله غير هذا القدر ، لم نُثْبِتْ له علامة ، وأَشرنا إِلى ما أخرج منه (8) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فانكفأت) : الانكفاء : الرجوع من حيث جئت ، أو الميل إلى جهة أخرى.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : كذا هو بترك التنوين في الأول (يعني لفظة مثل) ، وإثباته في الثاني (يعني لفظة قريباً) ، قال ابن مالك : توجيهه أن أصله : مثل فتنة الدجال ، أو قريباً من فتنة الدجال ، فحذف ما أضيف إلى مثل ، وترك على هيئته قبل الحذف ، وجاز الحدف لدلالة ما بعده عليه ، قال : وفي رواية بترك التنوين في الثاني أيضاً (يعني لفظة قريباً) وتوجيهه أنه مضاف إلى (فتنة) أيضاً ، وإظهار حرف الجر بين المضاف والمضاف إليه جائز عند قوم .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : وجملة : لا أدري أي ذلك قالت أسماء : جملة معترضة بين بها الراوي أن الشك منه ، هل قالت أسماء : مثل ، أو قالت : قريباً .
(3) وهو عند البخاري .
(4) في الأصل : فما وعيته ، والتصحيح من البخاري المطبوع .
(5) في البخاري المطبوع : ثم رفع فأطال القيام .
(6) وفي بعض النسخ : أو أنا منهم ؟ وكلاهما صواب .
(7) قال الحافظ في " الفتح " : كذا للأكثر بهمزة الاستفهام بعدها واو عاطفة ، وهي على مقدر ، وفي رواية كريمة : بحذف الهمزة ، وهي مقدرة .
(8) رواه البخاري 1 / 251 في الوضوء ، باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل ، وفي العلم ، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس ، وفي الكسوف ، باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف ، وباب من أحب العتاقة في كسوف الشمس ، وفي السهو ، باب الإشارة في الصلاة ، وفي الجمعة ، باب من قال في الخطبة بعد الثناء : أما بعد ، وفي الأذان ، باب ما يقول بعد التكبير ، وفي العتق ، باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات ، وفي الاعتصام ، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (905) في الكسوف ، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف ، والموطأ 1 / 188 في الكسوف ، باب ما جاء في صلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 151 في الكسوف ، باب التشهد والتسليم في صلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (133) وأحمد (6/345) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (1/31) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا وهيب. وفي (1/57) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. وفي (2/46) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. وفي (2/89) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. قال : حدثني ابن وهب. قال : حدثنا الثوري. وفي (9/116) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. ومسلم (3/32) قال : حدثنا محمد بن العلاء الهمداني. قال : حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا أبو أسامة.
خمستهم - مالك ، وعبد الله بن نمير ، ووهيب بن خالد ، وسفيان الثوري ، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هشام بن عروة ، عن امرأته فاطمة بنت المنذر ، فذكرته.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
وبلفظ : «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الكسوف. فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع. ثم رفع ثم سجد فأطال السجود ، ثم رفع ، ثم سجد فأطال السجود ثم رفع فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع فقام فأطال القيام. ثم ركع فأطال الركوع. ثم رفع. ثم سجد فأطال السجود. ثم رفع. ثم سجد فأطال السجود. ثم انصرف ، فقال : لقد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها. ودنت مني النار حتى قلت : أي رب وأنا فيهم.» . قال : نافع : حسبت أنه قال : «ورأيت امرأة تخدشها هرة لها. فقلت : ما شأن هذه ؟ قالوا : حبستها حتى ماتت جوعا. لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض.» .
أخرجه أحمد (6/350) قال : حدثنا موسى بن داود. وفي (6/351) قال : حدثنا وكيع والبخاري (1/189 و 3/147لاقال : حدثنا ابن أبي مريم. وابن ماجة (1265) قال : حدثنا محرز بن سلمة العدني. والنسائي (3/151) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثنا موسى بن داود.
أربعتهم - موسى بن داود ، ووكيع ، وسعيد بن أبي مريم ، ومحرز بن سلمة - عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة. وأثتبتنا لفظ رواية ابن ماجة.
وبلفظ : «خسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فسمعت رجة الناس وهم يقولون : آية ، ونحن يومئذ في فازع ، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قائم يصلي للناس. فقلت لعائشة : ما للناس ؟ فأشارت بيدها إلى السماء. قالت : فصليت معهم ، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فرغ من سجدته الأولى. قالت : فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قياما طويلا حتى رأيت بعض من يصلي ينتضح بالماء ، ثم ركع ، فركع ركوعا طويلا ، ثم قام ولم يسجد قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون ركوعه الأول ، ثم سجد ، ثم سلم ، وقد تجلت الشمس ، ثم رقي المنبر. فقال : أيها الناس ، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وإلى الصدقة وإلى ذكر الله ، أيها الناس ، إنه لم يبق شيء لم أكن رأيته إلا وقد رأيته في مقامي هذا ، وقد أريتكم تفتنون في قبوركم ، يسأل أحدكم : ما كنت تقول وما كنت تعبد.فإن قال : لا أدري ، رأيت الناس يقولون شيئا فقلته ، ويصنعون شيئا فصنعته. قيل له : أجل ، على الشك عشت ، وعليه مت ، هذا مقعدك من النار وإن قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قيل : على اليقين عشت وعليه مت ، هذا مقعدك من الجنة ، وقد رأيت خمسين ، أو سبعين ، ألفا يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر ، فقام إليه رجل. فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : اللهم اجعله منهم، أيها الناس ، إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به. فقام رجل. فقال : من أبي ؟ قال : أبوك فلان ، الذي كان ينسب إليه» .
أخرجه أحمد (6/354) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وابن خزيمة (1399) قال : حدثنا أبو الأزهر وكتبته من أصله قال : حدثنا يونس ، يعني ابن محمد المؤدب.
كلاهما - سريج ، ويونس - قال : حدثنا فليح ، عن محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، فذكره.
وبلفظ : «كسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ففزع ، فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعذ ذلك. قالت : فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما ، فقمت معه ، فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس ، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول : هذه أضعف مني فأقوم. فركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء خيل إليه أنه لم يركع» .
أخرجه أحمد (6/349) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : قال ابن جريج.وفي (6/351) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا ابن جريج ومسلم (3/33) قال : حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. قال : حدثنا خالد ابن الحارث. قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثني سعيد بن يحيى الأموي. قال : حدثني أبي.قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا حبان. قال : حدثنا وهيب.
كلاهما - ابن جريج ، ووهيب بن خالد - عن منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه صفية بنت شيبة ، فذكرته.
(*) أخرجه أحمد (6/349) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : حدثت عن أسماء بنت أبي بكر ، نحوه.
وبلفظ : «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعتاقة في كسوف الشمس» .
وفي رواية : «كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة» .
أخرجه أحمد (6/345) قال : حدثنا عثام بن علي أبو علي العامري. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1539) قال : أخبرنا الحكم بن المبارك. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (1540) قال : حدثني أبو حذيفة موسى بن مسعود ، عن زائدة.والبخاري (2/47) قال: حدثنا ربيع بن يحيى. قال : حدثنا زائدة. وفي (3/189) قال : حدثنا موسى بن مسعود. قال : حدثنا زائدة بن قدامة. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر. قال : حدثنا عثام. وأبو داود (1192) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا زائدة. وابن خزيمة (1401) قال : حدثنا محمد بن معمر بن ربعي. قال : حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة. قال : حدثنا زائدة. (ح) وحدثنا الدارمي. قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال : حدثنا عبد العزيز ، يعني الدراوردي.
ثلاثتهم - عثام بن علي ، وزائدة بن قدامة ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، فذكرته
(*) الروايات متقاربة المعنى.

4272 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «انخسفت الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ معه ، فقام قياماً طويلاً نحواً من قراءةِ سورةِ البقرة ، ثم ركع ركوعاً طويلاً ، ثم رفع فقام قياماً طويلاً ، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً ، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعاً طويلاً ، وهو دون الركوع الأول ، -[174]- ثم رفع ، فقام قياماً طويلاً ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعاً طويلاً ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم انصرف وقد تَجَلَّت الشمسُ ، فقال [- صلى الله عليه وسلم-] : إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يَخسِفان لموت أحد ، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله ، قالوا : يا رسولَ الله ، رأيناك تناولت شيئاً في مقامك ، ثم رأَيناكَ تَكَعْكَعْتَ ؟ قال : إِني رأيتُ الجنةَ ، فتناولتُ عُنْقُوداً ، ولو أَصبتُه لأَكلتم منه ما بقيتِ الدنيا، وأُرِيتُ النارَ ، فلم أرَ مَنْظَراً كاليومِ قَطُّ أفْظَعَ، ورأيتُ أكثر أهلها النساء ، قالوا: بِمَ يا رسول الله ؟ قال: بكفرهن. قيل : أيكفُرْنَ بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان (1) ، لو أحسنتَ إِلى إِحداهنَّ الدهرَ كلَّه ، ثم رأت منك شيئاً ، قالت: ما رأيتُ منكَ خيراً قَطُّ» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وقد أخرجه مسلم مختصراً ، قال : «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات - يعني في كسوف الشمس» .
وله في أخرى قال : «صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين كَسَفتِ الشمسُ ثمانيَ ركعات في أربع سجدات» . [وقال] : عن عليّ مثل ذلك. -[175]-
وفي أُخرى : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف، قرأَ ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع ، ثم سجد» . والأخرى مثلها.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة التي لمسلم.
وأخرج النسائي الأولى من المتفق ، والأولى من أفراد مسلم ، والثانية.
وله وللترمذي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف ، فقرأ ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع ، ثم قرأ ، ثم ركع ، ثم سجد سجدتين» . والأخرى مثلها.
وفي رواية لأبي داود قال : «خَسَفت الشمسُ ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ معه، فقام قياماً طويلاً بنحو من سورة البقرة ، ثم ركع... وساق الحديث» ، ولم يذكر أبو داود لفظه.
وله في أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في كسوف الشمس» . قال أبو داود : مثل حديث عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- : «أَنَّه صلَّى ركعتين ، في كلِّ ركعة ركعتين» .
وحديثُ عائشةَ قد تقدَّم ذِكْرُه في أول صلاة الكسوف ، ولم يذكر أبو داود لفظ ابن عباس (2) . -[176]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تكعكعت) : التكعكع : المشي إلى وراء ، وقيل : التوقف والاحتباس.
__________
(1) عند مسلم " بكفر العشير ، وبكفر الإحسان " قال النووي في " شرح مسلم " : هكذا ضبطناه بالباء الموحدة الجارة ، وفيه جواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق ، وإن لم يكن ذلك الشخص كافراً بالله تعالى .
(2) رواه البخاري 2 / 447 في الكسوف ، باب صلاة الكسوف جماعة ، وفي الإيمان ، باب كفران العشير ، وكفر دون كفر ، وفي المساجد ، باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد -[176]- فأراد به الله ، وفي صفة الصلاة ، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة ، وفي بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، وفي النكاح ، باب كفران العشير ، ومسلم رقم (907) و (908) و (909) في صلاة الكسوف ، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ، والموطأ 1 / 186 و 187 في صلاة الكسوف ، باب العمل في صلاة الكسوف ، وأبو داود رقم (1181) و (1183) في الصلاة ، باب من قال : [صلاة الكسوف] أربع ركعات ، والترمذي رقم (560) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 129 في الكسوف ، باب كيف صلاة الكسوف ، وباب نوع آخر من صلاة الكسوف ، وباب قدر القراءة في صلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (132) . وأحمد (1/298) (2711) قال : حدثنا إسحاق يعني ابن عيسى. وفي (1/358) (3374) قال : قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثني إسحاق. والدارمي (1536) قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف البويطي ، عن محمد بن إدريس هو الشافعي. والبخاري (1/14 ، ،118 2/45) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (1/190 ، 4/132) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (7/39) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (3/34) قال : حدثناه محمد بن رافع ، قال : حدثنا إسحاق يعني ابن عيسى وأبو داود (1189) قال : حدثنا القعنبي. والنسائي (3/146) قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، قال : حدثنا ابن القاسم. وابن خزيمة (1377) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا الربيع ، قال : قال الشافعي. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد ابن المثنى ، قال : حدثنا روح.
تسعتهم - إسحاق بن عيسى ، وعبد الرحمن ، والشافعي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وعبد الله بن يوسف ، وابن القاسم ، وابن وهب ، وروح - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه مسلم (3/33) قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا حفص بن ميسرة.
كلاهما - مالك ، وحفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.
وبلفظ : «صليت مع رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- الكسوف ، فلم أسمع منه فيها حرفا من القرآن» .
أخرجه أحمد (1/293) (2673) قال : حدثنا حسن يعني ابن موسى. وفي (1/293) (2674) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (1/350) (3278) قال : حدثنا زيد بن الحباب.
ثلاثتهم - حسن ، وعبد الله بن المبارك ، وزيد - عن ابن لهيعة ، قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن عكرمة ، فذكره.
وفي رواية ابن المبارك «فلم أسمع منه فيها حرفا واحدا» .
وفي رواية زيد : «أن رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، قرأ في كسوف الشمس ، فلم نسمع منه حرفا» .
وبلفظ : «صلى رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، حين كسفت الشمس ثمان ركعات ، في أربع سجدات»
وفي رواية يحيى القطان : «عن النبي ، -صلى الله عليه وسلم- ، أنه صلى في كسوف ، قرأ ، ثم ركع ، ثم قرأ ، ثم ركع ، ثم قرأ ، ثم ركع ، ثم قرأ ، ثم ركع ، ثم سجد. قال : والأخرى مثلها.» .
1- أخرجه أحمد (1/225) (1975) . ومسلم (3/34) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/128) ، وفي الكبرى (424) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد ، وأبو بكر ، ويعقوب - عن إسماعيل بن علية.
2- وأخرجه أحمد (1/346) (3236) . والدارمي (1534) قال : أخبرنا علي بن عبد الله المديني ، ومسدد. ومسلم (3/34) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وأبو بكر بن خلاد. وأبو داود (1183) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (560) قال : حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (3/129) قال : أخبرنا محمد ابن المثنى. وابن خزيمة (1385) قال : حدثنا أبو موسى.
ستتهم - أحمد ، وعلي بن عبد الله ، ومسدد ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، وأبو بكر بن خلاد ، وابن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان.
كلاهما - ابن علية ، ويحيى القطان - عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن طاووس. فذكره.
وبلفظ : «أن رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، صلى يوم كسفت الشمس أربع ركعات في ركعتين ، وأربع سجدات.» .
أخرجه مسلم (3/29) قال : حدثنا محمد بن مهران ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن نمر. (ح) وحدثنا حاجب بن الوليد ، قال: حدثنا محمد بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي. وأبو داود (1181) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا عنبسة ، قال : حدثنا يونس.
والنسائي (3/129) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا الوليد ، عن ابن نمر وهو عبد الرحمن بن نمر. وفي (3/129) وفي الكبرى (425) قال : أخبرني عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا الوليد، عن الأوزاعي.
أربعتهم - ابن نمر ، والزبيدي ، ويونس ، والأوزاعي - عن الزهري ، قال : أخبرني كثير بن عباس ، فذكره.

4273 - (خ م س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - : قال : قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : «إِن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات اللهِ عزَّ وجلَّ ، فإِذا رأيتموها فقوموا فصلّوا» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 437 في الكسوف ، باب الصلاة في كسوف الشمس ، وباب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته ، وفي بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، ومسلم رقم (911) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 126 في الكسوف ، باب الأمر بالصلاة عند كسوف القمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (455) قال : حدثنا سفيان ،وأحمد (4/122) قال : حدثنا إسماعيل ويزيد بن هارون. والدارمي (1533) قال : حدثنا يعلى. والبخاري (2/42لاقال : حدثنا شهاب بن عباد، قال : حدثنا إبراهيم بن حميد. وفي (2/48) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/132) قال : حدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى، ومسلم (3/35) قال : حدثنا يحيى ابن يحيى ، قال : أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، ويحيى بن حبيب ، قالا : حدثنا معتمر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، وأبو أسامة ، وابن نمير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ومروان وابن ماجة (1261) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي ، والنسائي (3/126) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1370) قال : حدثنا بندار،قال : حدثنا يحيى.
جميعهم - سفيان بن عيينة ، وإسماعيل بن علية ، ويزيد ، ويعلى ، وإبراهيم بن حميد ، ويحيى ، وهشيم ، ومعتمر ، ووكيع ، وأبو أسامة ، وعبد الله ابن نمير ، وجرير ، ومروان بن معاوية - عن إسماعيل ابن أبي خالد ، قال : حدثني قيس ، فذكره

4274 - (خ م س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : «خَسفَتِ الشمسُ في زمان رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام فَزِعاً يخشى أن تكونَ الساعةُ ، حتى أتى المسجدَ ، فقام يصلِّي بأطولِ قيام وركوع وسجود ، ما رأيتُه -[177]- يفعله في صلاة قطُّ ، ثم قال : إن هذهِ الآياتِ التي يُرسلها الله ، لا تكون لموت أحد ، ولا لحياته ، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُرْسِلُها يخوِّفُ بها عباده، فإِذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إِلى ذِكْرِهِ ودعائِه ، واستغفاره» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَفَزِع) : فزعت إلى الأمر : لجأت إليه ، وقد ذُكِر (2) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 451 و 452 في الكسوف ، باب الذكر في الكسوف ، ومسلم رقم (912) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 153 و 154 في الكسوف ، باب الأمر بالاستغفار في الكسوف .
(2) انظر الصفحة 165 من هذا الجزء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/48) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، ومسلم (3/35) قال : حدثنا أبو عامر الأشعري عبد الله بن براد ، ومحمد بن العلاء. والنسائي (3/153) قال : أخبرنا موسى ابن عبد الرحمن المسروقي. وابن خزيمة (1371) قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي.
ثلاثتهم - محمد بن العلاء ، وأبو عامر ، وموسى بن عبد الرحمن ، - عن أبي أسامة ، عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، فذكره.

4275 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفَان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتموهما فصلُّوا» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 438 في الكسوف ، باب الصلاة في الكسوف ، وفي بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، ومسلم رقم (914) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 125 و 126 في الكسوف ، باب الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/109) و (5883) و (2/118) (5996) قال : حدثنا هارون بن معروف. والبخاري (2/42) قال : حدثنا أصبغ. وفي (4/131) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (3/36) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. والنسائي (3/125) قال : أخبرنا محمد بن سلمة.
خمستهم - هارون بن معروف ، وأصبغ بن الفرج ، ويحيى بن سليمان ، وهارون بن سعيد ، ومحمد بن سلمة - عن عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه ، عن أبيه ، فذكره.
وبلفظ : «أن الشمس كسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فظن الناس أنها كسفت لموته ، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال : أيها الناس ، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك ، فافزعوا إلى الصلاة ، وإلى ذكر الله ، وادعوا وتصدقوا» .
أخرجه ابن خزيمة (1400) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، قال : حدثنا مسلم بن خالد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، فذكره.

4276 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - : قال : «انكَسَفت الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم مات إِبراهيمُ ، فقال الناسُ : انكسفت لموتِ إِبراهيمَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإِذا رأَيتموهما فادعوا الله وصلُّوا -[178]- حتى تنجليَ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 438 في الكسوف ، باب الصلاة في كسوف الشمس ، وباب الدعاء في الكسوف ، وفي الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء ، ومسلم رقم (915) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/249) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا زائدة. وفي (4/253) قال : حدثنا زبو النضر ، قال : حدثنا شيبان. والبخاري (2/42) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شيبان أبو معاوية. وفي (2/48) و (8/54) قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا زائدة. ومسلم (3/36) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا مصعب ، وهو ابن المقدام ، قال : حدثنا زائدة. والنسائي في الكبرى الورقة (25-أ) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا زائدة.
كلاهما - زائدة ، وشيبان - عن زياد بن علاقة ، فذكره.
وبنحوه : أخرجه أحمد (4/245) قال عبد الله بن أحمد : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، حدثني عبد المتعال بن عبد الوهاب. وعبد الله بن أحمد (4/245) قال : حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي.
كلاهما - عبد المتعال ، وسعيد بن يحيى - عن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : حدثنا المجالد ، عن عامر ، فذكره.

4277 - (د س خ م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال: «انكسفت الشمس في حياة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يَكَدْ يركع، ثم ركع فلم يكد يرفع (1) ، ثم رفع فلم يكد يسجد ، ثم سجد فلم يكد يرفع ، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع ، ثم رفع ، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ، ثم نفخ في آخر سجوده، فقال : أُفٍّ ، أُفٍّ ، ثم قال : ربِّ ، ألم تَعِدْني أن لا تُعَذِّبَهم ، وأنا فيهم ؟ ألم تَعِدْني أن لا تعذِّبَهم وهم يستغفرون ؟ ففزِع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من صلاته وقد أمْحَصَتِ الشمسُ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي : قال : «انكسفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلى الصلاة ، وقام الذين معه ، فقام قياماً فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسَه وسجد فأطال السجودَ ، ثم عرف رأسه وجلسَ فأطال الجلوس ، ثم سجدَ فأطال السجودَ ، ثم رفع -[179]- رأسه وقام ، فصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الأولى : من القيام ، والركوع ، والسجود ، والجلوس ، فجعل ينفُخُ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي، ويقول : لم تَعِدْني هذا وأنا فيهم ، لم تَعِدْني هذا ، ونحنُ نستغفرك ، ثم رفع رأسه، وانجلتِ الشمسُ ، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فخطبَ الناس، فحمِد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إِن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعَوْا إِلى ذِكْر الله، والذي نفسُ محمد بيده ، لقد أُدْنِيَتِ الجنةُ مني حتى لو بسطتُ يدي لتعاطيتُ من قُطُوفها ، ولقد أُدنِيت مِنيَّ النارُ حتى لقد جعلتُ أتَّقِيها خشية أن تغشاكم، حتى رأيتُ فيها امرأة من حِمْيرَ تُعذَّب في هِرَّة ربطتْها ، فلم تَدَعْها تأكل من خَشاش الأرض ، لا هي أطعمتها، ولا هي أسْقَتها (2) حتى ماتت ، فلقد رأيتها تَنْهَشُها إِذا أقبلت، وإِذا وَلَّت تَنْهَش أَلْيَتها، وحتى رأيت فيها صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أخا بَنِي الدَّعْداعِ يُدفع بعصىً ذات شُعبَتين في النار، وحتى رأيتُ فيها صاحبَ المحْجَن الذي كان يسرق الحاجَّ بِمِحْجَنِهِ مَتَّكئاً على محجنه في النار ، يقول : أنا سارقُ المحجن» .
وله في أخرى بنحو ذلك ، والأولى أتمُّ ، وفيها : «فجعلتُ أنفُخ خشيةَ أن يغشاكم حَرُّها ، ورأيتُ فيها سارقَ بَدَنةِ (3) رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ورأيتُ -[180]- فيها أخا بني دُعْدُع سارقَ الحجيج ، فإذا فُطِن له قال : هذا عَمَلُ المحجن ، ورأيت فيها امرأَة طويلة سوداء تُعذَّب في هِرَّة رَبطتها ، فلم تُطْعِمْها ولم تَسْقِها ، ولم تَدَعْها تأْكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت، وإن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وَلكنهما آيتان من آيات الله ، فإِذا انكسفت إِحداهما - أو قال : فعل أحدهما شيئاً من ذلك - فاسْعَوا إِلى ذِكرِ الله عزَّ وجلَّ» .
وفي أخرى له قال : «انكَسَفتِ الشمسُ ، فركعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين وسجد سجدتين، [ثم قام فركع ركعتين ، وسجد سجدتين] ، ثم جُلِّي عن الشمس، قال : وكانت عائشةُ تقول : ما سجدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سجوداً ، ولا ركعَ ركوعاً أطولَ منه (4)» .
وأخرج البخاري ومسلم قال : «لما كَسَفَتِ الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نُودِيَ : إِن الصلاةَ جامعة ، فركع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ركعتين في سجدة ، ثم -[181]- قام فركع ركعتين في سجدة ، ثم جلس ، ثم جُلِّيَ عن الشمس، فقالت عائشةُ : ما ركعتُ ركوعاً ، ولا سجدتُ سجوداً قَطُّ [كان] أطولَ منه» .
وفي رواية إِلى قوله : «جامعة» (5) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمحصت الشمس) : معنى أمحصت الشمس ، أي : انجلت ، وأصل المحص : الخلوص ، يقال : مَحَصْت الذهب : إذا خلَّصته مما يشوبه ، ومنه التمحيص من الذنوب ، وهو التطهير منها.
(السِّبْتِيَّتَيْن) : يعني بالسبتيتين : النعلين ، والسين مكسورة.
__________
(1) في الأصل : ثم رفع فلم يكد يرفع ، وهو خطأ ، والتصحيح من نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) في النسائي المطبوع : سقتها .
(3) في النسائي المطبوع : بدنتي بالتثنية .
(4) هذه الرواية عند النسائي من رواية معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي طعمة عن عبد الله ابن عمرو ، قال النسائي : خالفه - يعني معاوية بن سلام - علي بن المبارك - ثم ساق بسنده إلى علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو حفصة ، مولى عائشة عن عائشة أخبرته أنه " لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ، وأمر فنودي : إن الصلاة جامعة ، فقام فأطال القيام في صلاته ، قالت عائشة : فحسبته قرأ سورة البقرة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام مثل ما قام ، ولم يسجد ، ثم ركع فسجد ، ثم قام فصنع مثل ما صنع : ركعتين وسجدة ، ثم جلس وجلي عن الشمس " .
(5) رواه البخاري 2 / 442 في الكسوف ، باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف ، وباب طول السجود في الكسوف ، ومسلم رقم (910) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف : الصلاة جامعة ، وأبو داود رقم (1194) في الصلاة ، باب من قال : يركع ركعتين ، والنسائي 3 / 136 و 137 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (2/159) (6483) قال : حدثنا ابن فضيل. وفي (2/163) (6517) قال: حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (2/188) (6763) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. قال عبد الله بن أحمد : قال أبي : ووافق شعبة زائدة. وقال : من خشاش الأرض حدثناه معاوية. وفي (2/198) (6868) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وأبو داود (1194) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد. والترمذي في الشمائل (324) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا جرير. والنسائي (3/137) قال : أخبرنا هلال بن بشر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (3/149) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. وفي الكبرى (462) قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثنا حماد. وابن خزيمة (901) و (1389) ، (1392) قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير. وفي لل1393) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان.
سبعتهم - محمد بن فضيل ، وشعبة ، وزائدة بن قدامة ، وسفيان وحماد بن سلمة ، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز - عن عطاء بن السائب.
2- وأخرجه أحمد (2/223) (7080) قال : حدثنا يحيى بن آدم. والنسائي في الكبرى (461) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
كلاهما - يحيى ، ومحمد - قالا : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا أبو إسحاق.
كلاهما - عطاء ، وأبو إسحاق السبيعي - عن السائب ، فذكره.
(*) رواية عبد الرزاق عن سفيان : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم يوم كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابنه ، فقام بالناس ، فقيل : لا يركع ، فركع ، فقيل : لا يرفع ، فرفع فقيل : لا يسجد ، فسجد ، فقيل : لا يرفع ، فقام في الثانية ففعل مثل ذلك ، وتجلت الشمس» .
(*) رواية أبي صالح عن حماد : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ساجدا في آخر سجوده في صلاة الآيات ، فنفخ في آخر سجدة ، فقال : أف ! أف ! أف! ثم قال : رب ألم تعدني أن لا تعذبهم ، وأنا فيهم ، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون.» .
(*) رواية أبي إسحاق عند أحمد : «لما توفي إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كسفت الشمس ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى ركعتين ، فأطال القيام ، ثم ركع مثل قيامه ، ثم سجد مثل ركوعه ، فصلى ركعتين كذلك ، ثم سلم» .
(*) باقي الروايات مطولة ومختصرة ، وألفاظها متقاربة.
وبلفظ : «انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأطال القيام حتى قيل لا يركع ، ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع ، ثم رفع رأسه ، فأطال القيام حتى قيل لا يسجد ، ثم سجد ، فأطال السجود حتى قيل لا يرفع ، ثم رفع ، فجلس حتى قيل لا يسجد ، ثم سجد ، ثم قام ففعل في الأخرى مثل ذلك ، ثم أمحصت الشمس» .
أخرجه ابن خزيمة (1393) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن يعلي بن عطاء ، عن أبيه ، فذكره.
أخرجه أحمد (2/175) (6631) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا أبو معاوية ، يعني شيبان. وفي (2/220) (7046) قال : حدثنا هشام بن سعيد ، قال : أخبرنا معاوية بن سلام. والبخاري (2/43) قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا يحيى بن صالح ، قال : حدثنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الدمشقي. وفي (2/45) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا شيبان. ومسلم (3/34) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا أبو معاوية ، وهو شيبان النحوي. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا معاوية بن سلام. والنسائي (3/136) قال : أخبرني محمود بن خالد ، عن مروان ، قال : حدثني معاوية بن سلام. وابن خزيمة (1375) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا شيبان. وفي (1376) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثني أبو بكر بن أبي الأسود ، قال : أخبرنا حميد بن الأسود ، عن حجاج الصواف.
ثلاثتهم - شيبان ، ومعاوية ، وحجاج - عن يحيى بن أبي كثير ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
والرواية الثانية للنسائي : أخرجها (3/136) قال : أخبرنا يحيى بن عثمان ، قال : حدثنا ابن حمير ، عن معاوية بن سلام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي طعمة ، فذكره.

4278 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - : قال : «بينما أنا وغلام من الأنصار نَرْمي غَرَضَيْنِ لنا ، حتى إِذا كانت الشمس قِيْدَ رُمحين أو ثلاث في عين الناظر من الأُفق، اسودَّت حتى آضَتْ كأنها تَنُّومة ، فقال أحدنا لصاحبه : انطلِقْ بنا إِلى المسجد ، فوالله ليُحدِثَنَّ شأنُ هذه الشمس لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في أُمَّته حَدَثاً ، قال: فدفَعنا فإِذا هو بارِز ، فاستقدمَ -[182]- فصلَّى ، فقام بنا كأَطوَلِ ما قام بنا في صلاة قَطُّ ، لا نَسْمعُ له صوتاً ، قال : ثم ركعَ بنا كأَطول ما ركع بنا في صلاة قطُّ ، لا نسمع له صوتاً ، قال : ثم سجد كأَطول ما سجد بنا في صلاة قطُّ ، لا نسمع له صوتاً ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، قال: فوافق تجلِّي الشمسِ جلوسه في الركعة الثانية، ثم سلَّم فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ، وشهد أن لا إِله إِلا اللهُ ، وشهد أنه عبدُه ورسوله... ثم ساق ابنُ يونس خُطبَةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود.
وأخرجه النسائي ، ولم يذكر حتى آضت كأنها تنومة وقال فيه : «فدفعنا إِلى المسجد ، قال: فوافقنا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إِلى الناس، قال: فاستقدَم» والباقي مثله.
وله في أخرى : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطب حين انكسفت الشمس، فقال : أما بعدُ...» .
وله وللترمذي : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى بنا في كسوف لا نسمعُ له صوتاً» .
وحيث أخرج الترمذي هذا القَدْر لم نُعلم عليه علامته ، وأشرنا إِلى ما أخرج منه (1) . -[183]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِيد) : القِيد ، بكسر القاف : القَدْر.
(تَنُّومَة) : التَّنُّومة من نبات الأرض : نبت فيه وفي ثمره سواد قليل.
(بارز) : قال الخطابي : قوله : «بارز» براء غير معجمة قبل زاي معجمة ، وهو اسم فاعل من البروز الظهور خطأ: وهو تصحيف من الراوي ، وإنما هو «بِأَزَز» ، بزاءين معجمتين : أي بجمع كثير. تقول العرب : الفضاء منهم أزز والبيت منهم أزز : إذا غص بهم لكثرتهم وقال الأزهري في كتاب -[184]- «التهذيب» ، وذكر حديث سمرة بن جندب وقال : «بأَزَز» بزاءين أيضاً ، وفسره بمعناه ، وكذلك ذكره الهروي في كتابه ، قال : يقال : أتيت الوالي والمجلس أزز ، أي : كثير الزحام ليس فيه متسع ، ويقال : الناس أزز : إذا انضم بعضهم إلى بعض
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1184) في الصلاة ، باب من قال : [صلاة الكسوف] أربع ركعات ، والنسائي 3 / 140 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف ، ورواه أيضاً الترمذي -[183]- مختصراً رقم (562) في الصلاة ، باب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف ، وابن ماجة مختصراً أيضاً رقم (1264) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الكسوف ، كما رواه الحاكم في " المستدرك " مطولاً ، 1 / 329 - 331 ، وفي سنده ثعلبة بن عباد العبدي وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان ، وقد قال الترمذي : حديث سمرة ، حديث حسن صحيح ، قال : وفي الباب عن عائشة ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، ولعل ذلك لشواهده ، فقد جاء عن ابن عباس قال : كنت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف فما سمعت منه حرفاً ، رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي من حديث عكرمة عنه ، وزاد في آخره : حرفاً من القرآن ، وفي سنده ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، وللطبراني من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ، ولفظه : صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة ، وقد ذكر هذه الروايات الحافظ في " التلخيص " ، وقال الترمذي : وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا ، يعني الإسرار بالقراءة في صلاة الكسوف ، وهو قول الشافعي . أقول : وقد قال بذلك كثير من الفقهاء ، وفي الصحيحين ، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في كسوف الشمس وجهر بالقراءة فيها . قال أبو بكر بن العربي : والجهر عندي أولى لأنها صلاة جامعة ينادى لها ويخطب ، فأشبهت العيد والاستسقاء ، والله أعلم . وقال الحافظ في " الفتح " : بعدما ذكر أحاديث الإسرار في قراءته : وعلى تقدير صحتها ، فمثبت الجهر معه قدر زائد ، فالأخذ به أولى ، وإن ثبت التعدد ، فيكون فعل ذلك لبيان الجواز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/14) و (19) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/16) قال : حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري. والبخاري في خلق أفعال العباد (54) قال : حدثنا حبان ، قال : أنبأنا عبد الله. وابن ماجة (1264) قال : حدثنا علي بن محمد ، ومحمد بن إسماعيل ، قالا : حدثنا وكيع. والترمذي (562) قال: حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (3/148) قال : أخبرنا عمرو بن منصور ، قال : حدثنا أبو نعيم. وفي (3/152) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو داود الحفري. وابن خزيمة (1397) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع ، وعمر أبو داود الحفري ، وعبد الله ، وأبو نعيم - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (5/16) قال : حدثنا أبو كامل. والبخاري في خلق أفعال العباد (53) قال : حدثنا أبو غسان. وأبو داود (1184) قال : حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي (3/140) قال : أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال ، قال : حدثنا الحسين بن عياش.
أربعتهم - أبو كامل ، وأبو غسان ، وأحمد ، والحسين - قالوا : حدثنا زهير.
3- وأخرجه أحمد (5/17) قال : حدثنا عفان. وفي (5/17) قال : حدثنا خلف بن هشام ، وعبد الواحد بن غياث.
ثلاثتهم - عفان ، وخلف ، وعبد الواحد - قالوا : حدثنا أبو عوانة.
4- وأخرجه أحمد (5/23) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سلام بن أبي مطيع.
أربعتهم - سفيان ، وزهير ، وأبو عوانة ، وسلام - عن الأسود بن قيس ، قال : حدثني ثعلبة بن عباد العبدي ، فذكره.
(*) ورد الحديث بطوله عند أحمد (5/16) من رواية زهير. وعند ابن خزيمة (1397) من رواية سفيان.
(*) وورد بلفظ : «صلى بنا رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، في الكسوف ، فلا نسمع له صوتا» .
من رواية سفيان : عند أحمد (5/14) و (19) ، وابن ماجة (1264) ، والترمذي (562) ، والنسائي (3/148) .
ومن رواية سلام بن أبي مطيع : عند أحمد (5/23) .
(*) وجاء مختصرا علي : «أن النبي ، -صلى الله عليه وسلم- ، خطب حين انكسفت الشمس. فقال : أما بعد» .
من رواية سفيان : عند أحمد (5/16) ، والنسائي (3/152) وأبي عوانة : عند أحمد (5/17) .
(*) وورد مختصرا على : «إن كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي. فقالوا : نشهد أنك بلغت رسالات ربك.» .
من رواية سفيان : عند البخاري في خلق أفعال العباد (54) .
(*) وورد مختصرا على أوله إلى ذكر صفة صلاة الكسوف. من رواية زهير : عند أبي داود (1184) ، والنسائي (3/140) .

4279 - (خ س) أبو بكرة - رضي الله عنه - : قال : «كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فانكسفت الشمسُ ، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَجُرُّ رِداءه حتى دخل المسجدَ ، وثابَ الناسُ إِليه ، فصلَّى بهم ركعتين حتى انجلت الشمسُ ، فقال : إِن الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله، وإِنهما لا يَخسِفَان لموت أحد ، فإِذا كان ذلك فصلُّوا وادْعُوا ، حتى يُكْشَفَ ما بكم ، وذلك أن ابناً للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مات، يقال له : إِبراهيم ، فقال الناس في ذلك» .
وفي أخرى مختصراً قال : «انكسفت الشمس على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلّى ركعتين» . أخرجه البخاري، والنسائي.
إِلا أنه قال : «فصلَّى بنا» ، وقال : «فلما انكسفت الشمسُ قال : إِن الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله ، يُخوِّفُ الله بهما عباده ، وإِنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته... وذكر الباقي» .
وأخرجه النسائي أيضاً إِلى قوله : «حتى انجلت» .
وله في أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِن الشمسَ والقمرَ آيتان -[185]- من آيات الله، لا ينكسفان لموتِ أحد ، ولا لحياته ، ولكن يُخوِّف اللهُ بهما عباده» .
وفي أخرى بعد «لحياته» : فإذا «رأَيتموهما فصلُّوا حتى تنْجَليَ» .
وفي أخرى : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى ركعتين مثل صلاتكم هذه... وذكر كسوف الشمس (1)» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثَاب) : الناس إلى فلان : أي رجعوا إليه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 436 في الكسوف ، باب الصلاة في كسوف الشمس ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم : يخوف الله عباده بالكسوف ، وباب الصلاة في كسوف القمر ، وفي اللباس ، باب من جر إزاره من غير خيلاء ، والنسائي 3 / 124 في الكسوف ، باب كسوف الشمس والقمر ، وباب الأمر بالصلاة عند الكسوف حتى تنجلي ، وباب صلاة الكسوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/37) قال : حدثنا عبد الأعلى ، وربعي بن إبراهيم ، قالا : حدثنا يونس. وفي (5/37) قال : حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا المبارك. والبخاري (2/42) قال : حدثنا عمرو بن عون. قال : حدثنا خالد ، عن يونس. وفي (2/44) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال: حدثنا حماد بن زيد ، عن يونس. وفي (2/49) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن يونس. وفي (2/49) قال : حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث، قال : حدثنا يونس. وفي (7/182) قال : حدثني محمد ، قال : أخبرنا عبد الأعلى ، عن يونس. والنسائي (3/124) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا حماد ، عن يونس. وفي (3/126) قال: أخبرنا محمد بن كامل المروزي ، عن هشيم ، عن يونس. وفي (3/127) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا خالد ، قال : حدثنا أشعث. وفي (3/146) قال : أخبرنا عمران ابن موسى ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا يونس. (ح) أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، عن أشعث. وفي (3/152) . وفي الكبرى (418) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يزيد ، وهو ابن زريع ، قال : حدثنا يونس. وابن خزيمة (1374) قال : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن زريع ، قال : حدثنا يونس.
ثلاثتهم - يونس ، والمبارك ، وأشعث - عن الحسن ، فذكره.

4280 - (م د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : «كنتُ أرْتَمي بأسْهُم لي بالمدينة في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذ انْكسفت الشمس ، فَنَبَذْتُها ، فقلت: والله لأنْظرَنَّ إِلى مَا حَدَث لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في كسوف الشمس ، قال : فأَتيتُهُ، وهو قائم في الصلاة ، رافع يديه ، فجعل يُسبِّحُ ويَحْمَد ، ويُهلِّلُ ويُكبِّر ، ويدعُو ، حتى حُسِرَ عنها ، قال: فلما حُسِر عنها : قرأ سورتين ، وصلَّى ركعتين» . أخرجه مسلم ، وأخرجه أبو داود ، ولم يذكر : «ويكبِّر» ، ولا «وهو قائم في الصلاة» . -[186]-
وفي رواية النسائي قال : «بينا أنا أترامى بأسْهُم لي بالمدينة ، إِذِ انكسفتِ الشمسُ ، فجمعتُ أسهُمي ، وقلتُ : لأنظرنَّ ما أحدَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في كسوف الشمس، فأتيتُه مما يلي ظهره وهو في المسجد ، فجعل يُسبِّح ويكبِّر ، ويدعو ، حتى حُسِرَ عنها، قال : ثم قام فصلَّى ركعتين وأربع سجدات» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرتمي وترامى) : تقول : رميت بالسهم رمياً ، وراميته مراماة وارتمينا : إذا رميتهم بالسهام عن القسي ، قال : ويقال : خرجت أترمى في الأغراض ، وفي أصول الشجر : وخرجت أرتمي : إذا رميت القنص.
(حَسَر) : الانحسار : الانكشاف.
__________
(1) رواه مسلم رقم (913) في الكسوف ، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف ، وأبو داود رقم (1195) في الصلاة ، باب من قال : يركع ركعتين في الكسوف ، والنسائي 3 / 125 في الكسوف ، باب التسبيح والتكبير والدعاء عند كسوف الشمس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/61) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، ومسلم (3/35) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا بشر بن المفضل. وفي (3/36) قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا سالم ابن نوح. وأبو داود (1195) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي (3/124) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو هشام ، هو المغيرة بن سلمة ، قال : حدثنا وهيب. وابن خزيمة (1373) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا سالم بن نوح.
خمستهم - إسماعيل بن إبراهيم ، وبشر ، وعبد الأعلى ، وسالم بن نوح ، ووهيب - عن سعيد بن إياس أبو مسعود الجريري ، عن حيان بن عمير ، فذكره.

4281 - (د س) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - : قال : «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجعل يصلِّي ركعتين ركعتين ، ويسأل عنها حتى انجَلَتِ الشمسُ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال : «انكسفتِ الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[187]- فخرج يَجُرُّ ثوبه فَزِعاً ، حتى أتى المسجدَ ، فلم يَزلْ يُصلِّي حتى انجلت، قال : إِن الناس يزعمون أن الشمسَ والقمر لا ينكسفان إِلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، إِن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله - عز وجل- ، إِن الله إِذا بدا لشيء من خَلْقِهِ خشع له (1) ، فإِذا رأَيتم ذلك فصلوا كأحدثِ صلاة صلَّيتموها من المكتوبة» .
وله في أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلّى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا، يركع ويسجد» .
وله في أخرى : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً مستعجلاً إِلى المسجد ، وقد انكسفت الشمس، فصلى حتى انجلت ، ثم قال : إن أهل الجاهلية كانوا يقولون: إِن الشمسَ والقمرَ لا ينخسفان إِلا لموت عظيم من عظماء أهل الأرض ، وإن الشمسَ والقمرَ لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما خَليقتان من خلقه ، يُحْدِثُ الله في خلقه ما شاء ، فأيهما انخسف فصلُّوا حتى تنجليَ ، أو يُحْدِثَ اللهُ أمراً» (2) . -[188]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كأحدث صلاة) : أحدث صلاة ، أي : أقرب صلاة إليكم من الصلوات التي صليتموها.
(خشع) : الخشوع : الخضوع.
__________
(1) انظر ما قاله العلماء حول هذه الجملة في النسائي 3 / 141 - 144 .
(2) رواه أبو داود رقم (1193) في الصلاة ، باب من قال : يركع ركعتين في صلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 141 - 145 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف ، وفي إسناده انقطاع واضطراب ، وأعله أيضاً ابن أبي حاتم بالانقطاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/269) قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : حدثنا أيوب. وفي (4/271) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم الأحول. وفي (4/277) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج ، قال : حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. وأبو داود (1193) قال : حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني ، قال : حدثني الحارث ابن عمير البصري ، عن أيوب السختياني. وابن ماجه (1262) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وأحمد بن ثابت ، وجميل بن الحسن ، قالوا : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا خالد الحذاء. والنسائي (3/141) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا خالد. وفي (3/145) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، عن معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة. (ح) وأخبرنا أحمد بن عثمان ابن حكيم ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن الحسن بن صالح ، عن عاصم الأحول. وابن خزيمة (1403) قال حدثناه بندار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب. وفي (1404) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، عن خالد.
أربعتهم - أيوب ، وعاصم الأحول ، وخالد الحذاء ، وقتادة - عن أبي قلابة ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/267) قال : حدثنا عفان ، قال :حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا. أيوب ، فذكر حديثا ، قال : وحدث عن أبي قلابة ، عن رجل ، عن النعمان بن بشير ، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وبلفظ : «أنه خرج يوما مستعجلا إلى المسجد ، وقد انكسفت الشمس» .
أخرجه النسائي (3/145) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي، عن قتادة ، عن الحسن ، فذكره.

4282 - (د) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - : قال : «انكسفت الشمسُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فصلَّى بهم ، فقرأ بسورة من الطِّوَلِ ، وركع خمسَ ركعات ، وسجد سجدتين ، ثم قام الثانية ، فقرأ بسورة من الطِّوَل ، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية ، فقرأ بسورة من الطِّول ، ثم ركع خمس ركعات ، وسجد سجدتين ، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو ، حتى انْجَلَى كسوفُها» . أَخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1182) في الصلاة ، باب من قال : أربع ركعات في صلاة الكسوف ، وفي سنده أبو جعفر الرازي ، وهو سيء الحفظ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1182) قال : حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الرازي ، قال أبو داود : وحدثت عن عمر بن شقيق ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، وهو لفظه وهو أتم ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية، فذكره.
وقال الحافظ في النكت الظراف (1/13) : وصله عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5:134) عن روح ابن عبد المؤمن ، عن عمر بن شقيق به.
قلت : فيه أبو جعفر الرازي قال عنه الحافظ في التقريب صدوق سيئ الحفظ ، خصوصا عن مغيرة.

4283 - (د س) قبيصة بن مخارق الهلالي - رضي الله عنه - : قال : «كسفت الشمس على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فخرج فزِعاً يَجُرُّ ثوبه ، وأنا معه يومئذ بالمدينة، فصلى ركعتين ، فأطال فيهما القيام ثم انصرف وانجلت ، ثم قال : إنما هذه الآياتِ يخوِّف الله بهما عباده ، فإذا رأيتموها فصلُّوا كأحدثِ -[189]- صلاة صلَّيتموها من المكتوبة» .
وفي رواية : «إِن الشمس كسفت... و ذكر بمعناه... حتى بدت النجوم» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال : «كسفت الشمس ونحن إِذْ ذاك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فخرج فَزِعاً يجرُّ ثوبه ، فصلى ركعتين أطالهما ، فوافق انصرافُه انْجِلاءَ الشمس، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، وإِنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإِذا رأَيتم من ذلك شيئاً ، فصلُّوا كأَحْدَثِ صلاة مكتوبة صلَّيتموها» .
وفي أخرى : «إِن الشمس انخسفت ، فصلِّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ركعتين ركعتين، حتى انجلت، ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ، ولكنهما خَلْقان من خلقه، وإن الله عزَّ وجلَّ يُحدِث في خلقه ما شاء ، وإن الله عزَّ وجلَّ إِذا تجلَّى لشيء من خلقه خَشع له ، فَأيهما حدث فصلُّوا حتى ينجلي أو يُحدِثَ الله أمراً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1185) و (1186) في الصلاة ، باب صلاة الكسوف ، والنسائي 3 / 144 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف ، وفي سنده ضعف وانقطاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/60) قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : حدثنا أيوب. وفي (5/61) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا أيوب. وأبو داود (1185) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا أيوب. والنسائي (3/144) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا عمرو بن عاصم ، أن جده عبيد الله بن الوازع حدثه ، قال : حدثنا أيوب السختياني. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا معاذ ، وهو ابن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة. وابن خزيمة (1402) قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة.
كلاهما - أيوب ، وقتادة - عن أبي قلابة ، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (1186) قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا ريحان بن سعيد ، قال : حدثنا عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن هلال بن عامر ، أن قبيصة الهلالي حدثه... فذكر نحوه. زاد فيه هلال بن عامر.

4284 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام فصلَّى للناس، فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع فأطال الركوع ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم رفع ، ثم سجد فأطال السجود ، وهو دون السجود الأول ، ثم قام فصلَّى ركعتين ، وفعل فيهما مثل ذلك ، ثم سجد سجدتين يفعلُ فيهما مثل ذلك، حتى فرغَ من صلاته ، ثم قال : إِن الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله ، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، فإذا رأيتم من ذلك فافزعوا إِلى ذِكْر الله - عزَّ وجلَّ وإِلى الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 139 في الكسوف ، باب نوع آخر من صلاة الكسوف ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (3/139) قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم. قال : حدثني إبراهيم سبلان. قال : حدثنا عباد بن عباد المهلبي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.

4285 - (د) النضر [بن عبد الله بن مطر القيسي] : قال : «كانت ظلمة على عهدِ أَنس ، فأتيتُ أَنسَ بنَ مالك، فقلت: يا أبا حمزةَ ، هل كان [مثلُ] هذا يُصيبُكم على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : مَعَاذَ الله ، إِن كانت الريح لَتَشْتَدُّ فنُبادر المسجدَ ، مخافةَ أن تكون القيامةُ» . أخرجه أبو داود (1) .
قلتُ : قال الخطابي في «معالم السنن» : يشبه أن يكون اختلاف -[191]- الروايات في صلاة الكسوف ، وفي عدد ركعاتها : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد صلاها دَفَعَات ، فكانت إِذا طالت مدة الكسوف مَدَّ في صلاته ، وإِذا لم تَطُلْ لم يُطِلْ.
__________
(1) رقم (1196) في الصلاة ، باب الصلاة عند الظلمة ونحوها ، والنضر بن عبد الله بن مطر القيسي لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات . وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : وحكى البخاري في التاريخ فيه اضطراباً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1196) قال : حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد ، قال : حدثني حرمي بن عمارة ، عن عبيد الله بن النضر ، قال : حدثني أبي ، فذكره.
قلت : فيه النضر بن عبد الله بن مطر القيسي ، لم يوثقه غير ابن حبان.

الفصل الثاني : في صلاة الاستسقاء
4286 - (ت د س) هشام بن إِسحاق بن عبد الله بن كنانة : عن أبيه قال: «أرسلني الوليد بن عُقبة (1) - وهو أميرُ المدينةِ - إِلى ابن عباس يسألُه (2) عن استسقاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ [فأتيتُه] فقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَبذِّلاً مُتَواضعاً متضرعاً ، حتى أتى المصلى فرَقِيَ المنبر، فلم يخطب خُطْبتَكم هذه ، ولكن لم يَزَلْ في الدعاء والتضرُّعِ والتكبيرِ ، ثم صلَّى ركعتين كما يصلي في العيد» .
وزاد في رواية : «متخشِّعاً» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «متبذلاً» ، ولا «متخشِّعاً» ، وقال : روي الوليد بن عقبة ، وابن عبتة والصواب : ابنُ عتبة. -[192]-
وأَخرجه النسائي قال : «أرسلني فلان إِلى ابن عباس أَسألهُ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء ؟ فقال : خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- متضرِّعاً متواضعاً متبذِّلاً ، فلم يخطُب نحو خُطبتِكم هذه ، فصلَّى ركعتين» .
وله في أخرى قال : «أَرسلني أمير من الأمراء إِلى ابن عباس : أسألُه عن الاستسقاء ؟ فقال ابنُ عباس : ما منعه أَن يسأَلني ؟ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- متواضعاً متذِّللاً متخشِّعاً متضَرِّعاً، فصلى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين ، ولم يخطُب خطبتكم هذه» . وأخرج الرواية الأولى ، وأول حديثه قال : «سألتُ ابن عباس» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستسقاء) : طلب السقي ، وقد صار غالباً على طلب الغيث ، ومسألة الله تعالى : أن يسقي الناس والدواب والنبات عند تعذر الغيث.
(مُتَبَذِّلاً) : التَّبَذُّل : ترك التزين ، والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة.
(مُتَضَرِّعاً) : التَّضَرُّع : المبالغة في السؤال والرغبة.
__________
(1) كذا الأصل : الوليد بن عقبة ، وفي المطبوع : الوليد بن عتبة ، ولعله أقرب ، وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي ، ولي المدينة سنة 57هـ .
(2) في أبي داود والترمذي المطبوع : أسأله .
(3) رواه أبو داود رقم (1165) في الصلاة ، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها ، والترمذي رقم (558) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء ، والنسائي 3 / 156 في الاستسقاء ، باب الحال الذي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج ، وباب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء وباب كيف صلاة الاستسقاء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/230) (2039) ، (1/355) (3331) قال : حدثنا وكيع. وابن ماجة (1266) قال: حدثنا علي بن محمد ، ومحمد بن إسماعيل ، قالا : حدثنا وكيع. والترمذي (559) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (3/156) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، ومحمد بن المثنى ، عن عبد الرحمن. وفي (3/163) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1405) قال : حدثنا سلم بن جنادة ، قال : حدثنا وكيع. وفي (1408) قال : حدثنا أبوموسى محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
كلاهما - وكيع ، وعبد الرحمن - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (1/269) (2423) قال : حدثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (1419) قال : حدثنا زكريا ابن يحيى بن أبان المصري ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف.
كلاهما - أبو سعيد ، وابن يوسف - عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة.
3- وأخرجه أبو داود (1165) قال : حدثنا النفيلي ، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (558) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (3/156) قال : أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد.
أربعتهم - النفيلي ، وعثمان ، وقتيبة ، ومحمد بن عبيد - قالوا : حدثنا حاتم بن إسماعيل.
ثلاثتهم - سفيان ، وإسماعيل بن ربيعة ، وحاتم - عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة ، عن أبيه ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

4287 - (خ م د ط ت س) عبد الله بن زيد المازني - رضي الله عنه - : قال : «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى هذا المصلَّى يستسقي ، فدعا واستسقى ، ثم استقبل القبلة ، فقلَب رداءه» .
زاد في رواية : «ثم صلَّى ركعتين» .
قال البخاري : كان ابنُ عُيينةَ يقول : هو صاحبُ الأذان ، و [لكنه] وهم؛ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني ، مازن الأنصار. أخرجه البخاري ، ومسلم.
وفي رواية أَبي داود : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج بالناس يستسقي ، فصلى بهم ركعتين، جهرَ بالقراءة فيهما ، وحوَّل رداءه ، فدعا واستسقَى واستقبل القبلة» .
وله في أخرى قال : «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً يستسقي ، فحوَّل إِلى الناس ظهره يدعو الله - قال سليمان : واستقبل القبلة وحوَّل رداءه ، ثم صلى ركعتين ، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما - زاد ابنُ السَّرْح : يريد الجهرَ. وفي أخرى بهذا الحديث - ولم يذكر الصلاة - قال : وحوَّل رداءه ، وجعل عِطافه الأيمنَ على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافُه الأيسر على عاتقه الأيمن ، ثم دعا الله» . -[194]-
وفي أُخرى قال : «استسقى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وعليه خميصة له سوداءُ ، فأراد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذَ أسفلها فيجعلَه أعلاها ، فلما ثَقُلت قَلَبها على عاتقه» .
وله في أخرى قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المصلَّى ، فاستسقى ، وحوَّل رداءه حين استقبلَ القِبْلَةَ» .
وأَخرج النسائي الرواية الأولى بالزيادة.
وله في أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استسقى وعليه خميصة سوداءُ» .
وله في أخرى : «أنه خرجَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يستسقي ، فحوَّل رداءه ، وحول للناس ظَهْرَه ، ودعا ، ثم صلَّى ركعتين فقرأ فجهر» .
وله في أخرى : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- استسقَى ، وصلى ركعتين وقلب رداءه» .
وفي أخرى : «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء استقبل القبلة ، وقلب الرداءَ ، ورفع يديه» .
وأخرج رواية أبي داود الثانية ، وروايتَه الآخرة. وأخرج الموطأ رواية أبي داود الآخرة. وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) . -[195]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخميصة) : كساء أسود له عَلَمَان ، فإن لم يكن مُعلماً فليس بخميصة.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 415 في الاستسقاء ، باب تحويل الرداء في الاستسقاء ، وباب الاستسقاء ، وباب الدعاء في الاستسقاء قائماً ، وباب الجهر بالقراءة في الاستسقاء ، وباب كيف حول النبي -[195]- صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس ، وباب صلاة الاستسقاء ركعتين ، وباب الاستسقاء في المصلى ، وباب استقبال القبلة في الاستسقاء ، وفي الدعوات ، باب الدعاء مستقبل القبلة ، ومسلم رقم (894) في الاستسقاء في فاتحته ، والموطأ 1 / 190 في الاستسقاء ، باب العمل في الاستسقاء ، وأبو داود رقم (1161) و (1162) و (1163) و (1164) في الصلاة ، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها ، والترمذي رقم (556) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء ، والنسائي 3 / 155 - 157 في الاستسقاء ، باب خروج الإمام إلى المصلى للاستسقاء ، وباب تحويل الإمام ظهره إلى الناس عند الدعاء في الاستسقاء ، وباب متى يحول الإمام رداءه ، وباب رفع الإمام يده ، وباب الصلاة بعد الدعاء ، وباب كم صلاة الاستسقاء ، وباب الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك في الموطأ (135) والحميدي (415) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/39) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/39) و (41) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. وفي (4/41) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. وفي (4/41) قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثني مالك ،والبخاري (2/32) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/34) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/23) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. وفي (3/23) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1167) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (1267) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/155) قال : أخبرني محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان. وفي (3/157) وفي الكبرى (417) قال : أخبرنا قتيبة ابن سعيد ، قال : حدثنا سفيان. وفي (3/157) قال : أخبرنا قتيبة ، عن مالك. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان.
أربعتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وابن إسحاق - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم.
2- وأخرجه الحميدي (416) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، والمسعودي. وأحمد (4/38) قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وفي (4/40) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد. وفي (4/40) قال : حدثنا سفيان. والدارمي (1541) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري. والبخاري (2/39) قال: حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد. وأبو داود (1166) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا سليمان يعني ابن بلال ، عن يحيى. وابن ماجة (1267) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : أنبأنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد. والنسائي (3/155) قال : أخبرني محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا المسعودي. وفي (3/163) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى. وفي الكبرى تحفة الأشراف (5297) عن محمد ابن بشار ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا المسعودي ، ويحيى هو الأنصاري. وفي (1407) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وسفيان بن عيينة - عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
3- وأخرجه أحمد (4/39) قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب وفي (4/39) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. وفي (4/39) . قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (4/40) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : حدثنا شعيب. وفي (4/41) قال : حدثنا سكن بن نافع ، قال : حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (4/41) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب. وعبد بن حميد (516) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. والدارمي (1542) قال: أخبرنا الحكم بن نافع ، عن شعيب. والبخاري (2/38) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (2/38) قال :حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/38) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/23) قال : حدثني أبو الطاهر ، وحرملة ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1161) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (2/116) قال : حدثنا ابن السرح ، وسليمان بن داود ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، ويونس. وفي (1163) قال: حدثنا محمد بن عوف ، قال : قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي : عن عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي. والترمذي (556) قال : حدثنا يحيى بن موسى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والنسائي (3/157) قال : أخبرني عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا الوليد ، عن ابن أبي ذئب. وفي (3/158) قال : أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تقي الحمصي ، قال : حدثنا بقية ، عن شعيب. وفي (3/163) قال : قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع : عن ابن وهب ، عن ابن أبي ذئب ، ويونس. وفي (3/164) قال : أخبرنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي ذئب. وابن خزيمة (1410) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر. وفي (1420) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (4/142) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب.
ستتهم - ابن أبي ذئب ، ومعمر ، وشعيب ، وصالح ، ويونس ، والزبيدي - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
4- وأخرجه أحمد (4/41) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وفي (4/42) قال : حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (1164) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (3/156) قال : أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1415) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، وإبراهيم بن حمزة.
خمستهم - سريج ، وعلي ، وقتيبة ، ونعيم ، وإبراهيم - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمارة ابن غزية.
5- وأخرجه البخاري (2/34) قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا وهب ، قال : أخبرنا شعبة ، عن محمد ابن أبي بكر.
6- وأخرجه البخاري (8/93) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا عمرو ابن يحيى المازني.
ستتهم - عبد الله ، وأبو بكر ، والزهري ، وعمارة بن غزية ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمرو بن يحيى - عن عباد بن تميم ، فذكره.

4288 - (خ) أبو إسحاق [السبيعي] : قال : «خرجَ عبدُ الله بنُ يزيد الخَطْمي الأَنصاري، وخرج معه البَرَاءُ بنُ عازب ، وزيدُ بنُ أرقم فاسْتَسْقوْا ، فقام زيد فاستسقى، فقام لهم على رِجْلَيْهِ على غير منبر، فاستغفر ، ثم صلَّى ركعتين ، يجهر بالقراءة ، ولم يُؤذِّنْ ولم يُقِم» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 426 في الاستسقاء ، باب الدعاء في الاستسقاء قائماً ، قال الحافظ في " الفتح " : أورد الحميدي في " الجمع " - يعني الجمع بين الصحيحين - هذا الحديث فيما انفرد به البخاري ، ووهم في ذلك ، وسببه أن رواية مسلم وقعت في المغازي ضمن حديث لزيد بن أرقم . أقول : وهو عند مسلم رقم (1254) في الحج ، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وبنفس الرقم في الجهاد ، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الاستسقاء الصلاة (412:1) وقال لنا أبو نعيم ، عن زهير ، عن أبي إسحاق قال : خرج... فذكره. ومسلم في المغازي (51:1) عن محمد بن مثنى وابن بشار.
كلاهما -عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق به. تحفة الأشراف (7/184-185) .
وهو أيضا في الصحيحين بأطول منه عن زيد بن أرقم.
أخرجه البخاري في المغازي (1) عن عبد الله بن محمد ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة و (78:9) عن عمرو بن خالد ، عن زهير ، و (90:1) عن عبد الله بن رجاء ، عن إسرائيل. ومسلم في المغازي (51:1) عن بندار وأبي موسى.
كلاهما -عن غندر ، عن شعبة وذكر فيه استسقاء عبد الله بن يزيد ، في المغازي (51:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يحيى بن آدم ، وفي المناسك (35:3) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، عن الحسن بن موسى.
كلاهما عن زهير. والترمذي في الجهاد (32) عن محمود بن غيلان ، عن وهب بن جرير وأبي داود، كلاهما - عن شعبة - وقال حسن صحيح. كلهم عن أبي إسحاق ، فذكره. تحفة الأشراف (3/200) .

4289 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : -[196]- «أَصابت الناسَ سَنَة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فبينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة قام أعرابي ، فقال : يا رسول الله هلك المالُ ، وجاعَ العِيال ، فادْعُ الله لنا ، فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَة ، فوالذي نفسي بيده ، ما وضعهما حتى ثارَ السحابُ أمثالَ الجبال، ثم لم ينزلْ عن منبره حتى رأيتُ السحابَ يتحادَرُ على لحيته ، فمُطرنا يومَنا ذلك ، ومن الغد، ومن بعد الغد ، والذي يليه ، حتى الجمعةِ الأخرى ، فقام ذلك الأعرابي - أو قال : غيرهُ - فقال: يا رسولَ الله ، تهدَّم البناءُ ، وغَرِق المال ، فادْعُ الله لنا ، فرفع يديه فقال : اللهم حوالَيْنا ولا علينا ، فما يُشير بيده إِلى ناحية من السحاب إِلا انفرجت، وصارت المدينةُ مثل الجَوْبةِ ، وسال وادي قَنَاةَ (1) شهراً ، ولم يأتِ أحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْدِ» .
وفي أخرى : «أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من بابٍ كان نحو دارِ القضاءِ ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يخطُب ، فاستقبل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً ، ثم قال : يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل ، فادْعُ الله يُغيثُنا (2) ، قال : فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه ، ثم قال : اللهُمَّ أغِثْنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أَغثنا. قال أنس : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعة ، وما بيننا وبين سَلْع -[197]- من بيت ولا دار ، قال : وطلعتْ من ورائه سحابة مثلُ التُّرْسِ ، فلما توَّسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرتْ. قال: فلا والله ، ما رأينا الشمس سَبْتاً (3) . قال : ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعةِ المقبلةِ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يخطُبُ ، فاستقبله قائماً ، فقال : يا رسولَ الله ، هلكتِ الأموالُ ، وانقطعت السُّبُلُ ، فادْعُ الله يُمْسِكْها عَنَّا ، قال : فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يديه ، ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَابِ ، وبُطُون الأودية ، ومنابتِ الشجر ، قال : فانقلعت (4) وخرجنا نمشي في الشمس ، قال شريك : فسألتُ أنسَ بنَ مالك : أهو الرجل الأول ؟ قال : لا أدري» .
وفي أخرى قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعة، فقام الناسُ ، فصاحوا ، فقالوا: يا رسولَ الله ، قَحَطَ المطر ، واحمَرَّت الشجرُ ، وهلكتِ البهائِمُ ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا ، فقال : اللهم اسْقِنا - مرتين- وايْمُ الله ، ما نرى في السماء قَزَعة من سحاب، فنشأتْ سحابة فأمطرت ، ونزل عن المنبر فصلَّى بنا ، فلما انصرف لم تَزَلْ تُمْطِرُ إِلى الجمعة التي تليها ، فلما قام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يخطُب صَاحُوا إِليه : تهدَّمت البُيُوتُ ، وانقطعتِ السبلُ، فادْعُ الله يَحبِسْهَا عنا ، فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قالَ : اللهم حَوالَينا ولا عَلينا ، -[198]- وتَكشَّطت المدينةُ ، فجعلت تُمْطِرُ حولها ، ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قطرة ، فنظرتُ إِلى المدينة ، وإنها لَفِي مثْلِ الإِكليل» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه البخاري مختصراً قال : «بينما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعةِ ، إِذْ جاءَ رجل ، فقال: يا رسولَ الله قَحَطَ المطرُ ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا ، فدعا فَمطرنا ، فما كِدْنا أَن نَصِلَ إِلى منازِلنا ، وما زلنا نُمْطَر إِلى الجمعةِ المقبلةِ ، قال: فقام ذلكَ الرجلُ - أو غيره - فقال: يا رسولَ الله ، ادْعُ الله أن يَصرِفَهُ عنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم حوالينا ولا علينا، قال : فلقد رأيتُ السحاب يتَقَطَّع يميناً وشِمالاً ، يُمطَرون ، ولا يُمْطَرُ أهلُ المدينةِ» .
وله في أخرى طرف قال : «بينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ يوم الجمعةِ ، إِذْ قَامَ رجل ، فقالَ : يا رسولَ الله ، هَلَكَ الكُرَاع (5) ، هَلكَ الشاءُ ، فادْعُ اللهَ أَن يَسقَينا ، فَمدَّ يديه فدعا» .
وله طرف آخر : «رفع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رأَيت بَيَاضَ إِبطيْه» .
وله في أخرى قال : «أتى رَجُل أعرابي من أَهل البدْوِ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة، فقال : يا رسول الله ، هلكت المواشي ، هَلَكَ العِيال ، هلك الناس، فرفع رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يديه يدعو ، ورفع الناس أيديَهم مع -[199]- رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، يَدْعُون قال : فما خرجنا من المسجد حتى مُطِرْنا ، فما زِلنا نُمْطَرُ حتى كانت الجمعةُ الأخرى ، فأَتى الرجلُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال: يا رسولَ الله ، بَشِقَ المسافرُ ، ومُنِعَ الطريقُ» .
وأَخرجه مسلم مختصراً قال : «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يومَ الجمعة ، وهو على المنبر...» واقتص الحديث. وزاد «ورأَيت السحابَ يَتمزَّق كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى» .
وله في أخرى بنحوه ، وزاد : «فألَّف اللهُ بين السحاب وَمَلأَتْنا (6) ، حتى رأيتُ الرجل الشديد تَهُمُّه نفسُه أن يَأْتيَ أهلَه» .
وفي كتاب الحميدي : «ومَلأَتْنَا» ، وفي كتاب مسلم : «ومَلَتْنا» ، والذي وجدته في كتاب رزين : «وهَلتْنا» .
وأخرجه البخاري، والموطأ قال : «جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال: يا رسول الله ، هلكت المواشي ، وتقطَّعتِ السُّبُل ، فادْعُ الله ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمُطِرْنا من الجمعة إِلى الجمعة. قال : فجاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، تهدَّمت البيوت ، وانقطعتِ السُّبُل ، وهلكت المواشي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : اللهم ظُهورَ الجبال والآكام، وبُطُونَ الأوْدِيَة ، ومنابتَ الشجر ، قال : فانْجابَتْ عن المدينة انْجِيَابَ الثوب» .
وأخرجه أبو داود قال : «أصابَ أهلَ المدينةِ قَحْط على عهد -[200]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فبينا هو يخطبنا يومَ جمعة ، إِذْ قام رجل ، فقال : يا رسول الله هلك الكُرَاع ، وهلك الشّاءُ ، فادْعُ الله أن يسقَيَنا ، فمدَّ يَدَهُ ، ودعا ، قَال أنس : وَإِن السَّمَاءِ لَمِثْلُ الزُّجاجة، فهاجت ريح ، ثم أنشأت سحاباً ، ثم اجتمعَ ، ثم أرسلت السماء عَزَالِيهَا ، فخرجنا نَخُوضُ الماء حتى أَتينا منازلنا، فلم نَزَلْ نُمْطَرُ إِلى الجمعة الأخرى ، فقام إِليه ذلك الرَجُلُ - أو غَيرُهُ - فقال : يا رسول الله ، تَهَدَّمت البيوتُ ، فادْعُ الله أَن يَحبِسَه، فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : حوالينا ، ولا علينا ، فنظرتُ إِلى السحابِ يتصدَّعُ حولَ المدينة ، كأَنه إكليل» .
وفي أخرى له نحوه ، وفيه : «وقال : فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه حِذاءَ وجهه ، فقال : اللهم اسقنا...» وساق نحوه. هكذا قال أبو داود ، ولم يذكر لفظه.
وأَخرج النسائي الرواية الأولى ، والثانية ، ولم يذكر في أولها «من بابٍ كان نحو دارِ القضاء» ، وأخرج الرواية الثالثة ، وأَخرج رواية الموطأ.
وأَخرج رواية أبي داود الثانية ، إِلا أن أبا داود لم يذكر لفظها.
وذكر النسائي قال : «بينا نحنُ في المسجد يوم الجمعةِ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ الناسَ، فقامَ رجل ، فقالَ : يا رسولَ الله ، تقطَّعت السُّبُل ، وهلكت الأموال، وأجدبت البلادُ ، فادْعُ اللهَ أن يسقِيَنَا ، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[201]- يديه حِذاءَ وجهه ، فقال : اللهم اسْقِنا ، فوالله ما نزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المنبر حتى أُوسِعنا مطراً ، وأُمْطِرْنا ذلك اليوم إِلى الجمعة الأُخرى ، فقام رجل - لا أَدري : هو الذي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : اسْتَسْقِ لنا ، أم لا ؟ فقال : يا رسول الله ، انقطعت السُّبُل ، وهلكت الأموال من كثرة الماء ، فادْعُ اللهَ أَن يُمْسِكَ عنَّا الماءَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهمَّ حَوَالَينَا ولا عَلينا، ولكن على الجِبَالِ ، ومنابتِ الشجرِ. قال : والله ما هو إِلا أنْ تَكَلَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بذلك : تمزَّقَ السحابُ حتى ما نرى منه شيئاً» .
وله في أخرى قال : «قَحَط المطرُ عاماً ، فقام بعضُ المسلمين إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في يوم جمعة ، فقال : يا رسولَ الله ، قحطَ المطرُ ، وأجْدبت الأرض ، وهلك المال. قال : فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة ، فمدَّ يديه ، حتى رأيت بَياضَ إِبطَيْهِ ، يستسقي الله عز وجلّ. قال: فما صلينا الجمعة حتى أهَمَّ الشابَّ القريبَ الدارِ الرجوعُ إِلى أهله، فدامت جمعة ، فلما كانت الجمعةُ التي تليها ، قالوا : يا رسول الله ، تهدَّمَت البيوتُ ، واحْتَبَسَ الرُّكْبان. قال : فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِسُرْعة مَلالَةِ ابنِ آدم، وقال بيديه : اللهم حوالَينا ، ولا علينا، فَتكشَّطتْ عنِ المدينة» (7) . -[202]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَنَة) : السَّنَة هاهنا : الجدب والغلاء.
(المال) : أراد بالمال : المواشي.
(قَزَعَة) : القَزَعَة - بالتحريك - : القطعة من الغيم ، والجمع : قَزَع.
(الجَوْبة) : الموضع المنخفض من الأرض.
(بالجَوْد) : الجَوْد - بفتح الجيم - : المطر الغزير.
(أغِثْنَا) : الإغاثة : الإعانة. والمراد به : إعانتهم بإنزال المطر ، وليس [هو] من الغيث ، فإن فعل الغيث ثلاثي ، تقول : غاث الغيث الأرض : إذا أصابها ، وغاث الله البلاد يَغِيثها غيثاً ، وغِيثت الأرض تُغاث ، والسؤال منه : غِثْنا ، ومن الغَوث : أغِثْنَا.
(الآكام) : جمع أكمة ، وهي الرابية المرتفعة من الأرض. -[203]-
(الظِّراب) : جمع ظَرِب ، وهي صغار الجبال والتلال.
(قُحُوط) المطر : احتباسه وتأخره. يقال : قَحَطَ المطر وقَحِطَ بالفتح والكسر. وأقحط القوم : إذا أصابهم القحط ، وهو الجدب ، وقُحِطُوا على ما لم يُسَمَّ فاعله.
(تكَشَّطَت عن المدينة) : الكَشْط والقَشْط واحد ، وهو قلع الشيء وإزالته. والمراد : انكشاف الغيم عن المدينة.
(بَشِقَ) : المسافر بالباء الموحدة ، أي : اشتد.
وقال الخطابي : بَشِقَ ليس بشيء ، إنما هو «لَثِقَ» من اللثق وهو الوحل ، قال : ويحتمل أن يكون «مَشِقَ» أي : صار مَزِلَّة وزَلَقاً ، والميم والباء متقاربان ، وقال غيره : إنما هو بالباء ، من قولهم : بَشَقْت الثوب وبَشَكْته : إذا قطعته في خِفَّة ، أي : قُطع بالمسافر ، وجائز أن يكون بالنون من قولهم : نَشِقَ الظبي في الحِبالة ، أي: عَلِقَ فيها ، ورجل بَشِقَ : إذا كان يدخل في أمور لا يكاد يتخلص منها.
(الإكليل) : ما أطاف بالرأس : من عصابة مُزيَّنة بجوهر أو خرز ونحوه ، أراد : أن الغيم تقطع عن وسط السماء ، وصار في آفاقها كالإكليل ، وكل شيء أحدق بشيء وأطاف به فهو إكليل له.
(المُلاء) : جمع مُلاءة ، وهي الإزار ، شبه تمزيق الغيم وانضمام بعضه -[204]- إلى بعض ، وانحساره عن المدينة : بالإزار إذا جمعت أطرافه وطُوي.
(مَلَتْنَا) : الذي جاء في كتاب الحميدي «ملأتنا» . وفي كتاب مسلم «مَلَتْنَا» ولم يتعرض الحميدي في غريبه لشرحها ، والذي جاء في كتاب رزين «هَلَتْنَا» يعني السحاب ، وهو أقرب إلى المعنى ، والله أعلم.
وهذه اللفظة لم تجئ إلا في رواية مسلم ، ولا أعرف معناها ، ونحن نرويها كما سمعناها إلى أن نعرف لها معنى.
(السُّبُل) : جمع سبيل ، وهي الطريق.
(المواشي) : جمع ماشية ، وهي الغنم والبقر والإبل السائمة.
(انْجَابَت) : أي : انكشفت وتقطعت.
(عَزَاليها) : العَزَالي : جمع العَزْلاء ، وهي فم المزادة.
(أَجْدَبت) : أجدبت البلاد : إذا وقع فيها الجَدْب ، وهو ضد الخِصْب ، وذلك إذا تأخر الغيث ، ولم تنبت الأرض ، فَغَلَت الأسعار.
__________
(1) اسم لواد من أودية المدينة ، وعليه زروع لهم .
(2) بالرفع ، أي : فهو يغيثنا ، وهذه رواية الأكثر ، وفي بعض الروايات : أن يغيثنا ، بالنصب ، وفي بعضها : يغثنا ، بالجزم ، والكل صواب .
(3) وقع للأكثر بلفظ السبت ، يعني أحد الأيام ، والمراد به : الأسبوع ، وهو من تسمية الشيء باسم بعضه ، كما يقال : جمعة .
(4) لفظه في البخاري : فأقلعت ، وهما بمعنى ، أي : فأمسكت السحابة الماطرة .
(5) الكراع : اسم لجميع الخيل .
(6) في مسلم المطبوع : ومكثنا .
(7) رواه البخاري 2 / 417 في الاستسقاء ، باب الاستسقاء في المسجد الجامع ، وباب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة ، وباب الاستسقاء على المنبر ، وباب من اكتفى بصلاة -[202]- الجمعة في الاستسقاء ، وباب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر ، وباب ما قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة ، وباب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم ، وباب الدعاء إذا كثر المطر ، حوالينا ولا علينا ، وباب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الجمعة ، باب رفع اليدين في الخطبة ، وباب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة ، وفي الأدب ، باب التبسم والضحك ، وفي الدعوات ، باب الدعاء غير مستقبل القبلة ، ومسلم رقم (897) في الاستسقاء ، باب الدعاء في الاستسقاء ، والموطأ 1 / 191 في الاستسقاء ، باب ما جاء في الاستسقاء ، وأبو داود رقم (1174) و (1175) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، والنسائي 3 / 154 و 155 في الاستسقاء ، باب متى يستسقي الإمام ، وباب كيف يرفع ، وباب ذكر الدعاء ، وباب مسألة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره ، وباب رفع الإمام يديه عند مسألة إمساك المطر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/256) قال : حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (2/40) قال : حدثنا محمد ، هو ابن مقاتل.
كلاهما - علي ، وابن مقاتل - قالا : أخبرنا عبد الله ، هو ابن المبارك.
2- وأخرجه البخاري (2/15) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر. ومسلم (3/25) قال : حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (3/166) قال : أخبرنا محمود بن خالد.
ثلاثتهم - إبراهيم ، وداود ، ومحمود - قالوا : حدثنا الوليد بن مسلم.
3- وأخرجه البخاري (2/37) قال : حدثنا الحسن بن بشر ، قال : حدثنا معافى بن عمران.
ثلاثتهم - ابن المبارك ، والوليد ، ومعافي - عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، فذكره.
والرواية الثانية :
1- أخرجها مالك في الموطأ (135) .والبخاري (2/36) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (2/36) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (2/37) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي. (3/154) قال : أخبرنا قتيبة.
أربعتهم- عبد الله بن مسلمة ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وعبد الله بن يوسف ، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه البخاري (2/34) قال : حدثنا محمد ، هو ابن سلام ، قال : حدثنا أنس بن عياض.
3- وأخرجه البخاري (2/35) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (3/24) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، ويحيى ابن أيوب ، وقتيبة. وابن حجر ، والنسائي (3/161) . وابن خزيمة (1788) .
كلاهما عن علي بن حجر.
أربعتهم - قتيبة ، ويحيى بن يحيى ، ويحيى بن أيوب ، وابن حجر - قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
4- وأخرجه أبو داود (1175) .والنسائي (3/159) . كلاهما عن عيسى بن حماد ، قال : أخبرنا الليث ، عن سعيد المقبري.
أربعتهم - مالك ، وأنس بن عياض ، وإسماعيل بن جعفر ، والمقبري - عن شريك ، فذكره.
والرواية الثالثة :
1- أخرجها أحمد (3/104) قال : حدثنا ابن أبي عدي.
2- وأخرجه أحمد (3/187) قال : حدثنا عبيدة بن حميد.
3- وأخرجه عبد بن حميد (1417) قال : أخبرنا يزيد بن هارون.
4- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (612) . وفي رفع اليدين (93) قال : حدثنا محمد بن سلام.
والنسائي (3/165) .وابن خزيمة (1789) .
كلاهما عن علي بن حجر.
كلاهما - محمد بن سلام ، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر.
5- وأخرجه ابن خزيمة (1789) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وعلي بن الحسين الدرهمي : قالا : حدثنا خالد بن الحارث.
خمستهم - ابن أبي عدي ، وعبيدة ، وابن هارون ، وإسماعيل ، وخالد - عن حميد ، فذكره.
وبنحوه :
1- أخرجه أحمد (3/194) قال : حدثنا بهز ، (ح) وحدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1282) قال : حدثني هاشم بن القاسم. ومسلم (3/25) قال : حدثناه أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة.
أربعتهم - بهز ، وحجاج ، وهاشم ، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة..
2- وأخرجه أحمد (3/271) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
3- وأخرجه البخاري (2/15) (4/236) وأبو داود (1174) قالا - البخاري ، وأبو داود : حدثنا مسدد، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يونس بن عبيد.
4- وأخرجه البخاري (2/37) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. ومسلم (3/25) قال : حدثني عبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. والنسائي (3/160) .وابن خزيمة (1423) .
كلاهما عن محمد بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - المقدمي ، وعبد الأعلى ، ومحمد - قالوا : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر.
أربعتهم - سليمان ، وحماد ، ويونس ، وعبيد الله - عن ثابت ، فذكره.
وبنحوه :
1- أخرجه أحمد (3/257) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله.
2- وأخرجه البخاري (2/15) وفي (4/236) .وأبو داود (1174) قالا : حدثنا مسدد.
كلاهما - عبد الله ، ومسدد - عن حماد بن زيد ، عن عبد العزيز ، فذكره.
ورواية مسلم المختصرة. أخرجها (3/25) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني أسامة بن زيد الليثي ، أن حفص بن عبيد الله حدثه ، فذكره.
والرواية الأخيرة أخرجها النسائي (3/160) . وابن خزيمة (1417) .
كلاهما عن محمد بن بشار ، قال : حدثني أبو هشام المغيرة بن سلمة ، قال : حدثني وهيب ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، فذكره.

4290 - (د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «شَكَا الناسُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قُحُوط المطر ، فَأمَرَ بِمِنبَر ، فَوُضِعَ له في المصلَّى ، ووعد الناسَ يوماً يخرجون فيه، قالتْ عائشةُ : فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حينَ بَدا حاجبُ الشمسِ ، فقعدَ على المنبرِ، فكبَّرَ وحَمِدَ الله، ثمَّ قالَ: إِنكم شَكَوْتُم جَدْبَ دِياركم ، واسْتِئْخَارِ المطر عن إِبَّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم اللهُ أن -[205]- تَدْعُوهُ ، ووعدكُم أن يستجيبَ لكم ، ثم قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إِلهَ إِلا الله ، يفعلُ ما يُريد ، اللهم أنت الله، لا إِله إِلا أنتَ الغنيُّ ، ونحن الفقراء ، أنْزِلْ علينا الغيث ، واجعلْ ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إِلى حين، ثم رفع يده (1) ، فلم يترك الرفع حتى بدا بياضُ إِبطيْه ، ثم حوَّل إِلى الناسِ ظهره ، وقَلَبَ - أو حوَّل - رداءه ، وهو رافع يده (2) ، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلَّى ركعتين ، فأنشَأَ اللهُ سحابة ، فرَعَدت وبَرَقَت ، ثم أمْطَرَتْ بإِذن الله ، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالت السيول ، فلما رأى سُرْعَتَهُم إِلى الكِنِّ ضحك حتى بدت نواجذُه ، فقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيء قَدير ، وأَنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ» . أخرجه أبو داود (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إبَّان) الشيء : وقته وأوانه.
(بلاغاً) : البلاغ : ما يُتَبَلَّغ به ، ويتوصل به إلى الشيء المطلوب.
(الكِنَّ) : ما يرُدُّ الحرَّ والبرد من الأبنية والمساكن.
__________
(1) في أبي داود المطبوع : ثم رفع يديه .
(2) في أبي داود المطبوع : وهو رافع يديه .
(3) رقم (1173) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، وإسناده حسن ، قال أبو داود : وهذا حديث غريب ، وإسناده جيد ، أهل المدينة يقرؤون : {ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1173) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا خالد بن نزار ، قال: حدثني القاسم بن مبرور ، عن يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
وقال أبو داود : هذا حديث غريب إسناده جيد.

4291 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «إن قريشاً أبطؤوا عن الإسلامِ ، فدعا عليهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأخذتْهم سَنَة ، حتى هلكوا فيها ، وأكلوا الميْتةَ ، والعِظَامَ، فجاءه أبو سفيان ، فقال : يا محمد ، جئتَ تأمر بِصِلَة الرحِم، وَإِن قَومَك هلكُوا، فادْعُ اللهَ [لهم] ، فقرأ : {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تأتي السَّماءُ بِدُخَانٍ مُبينٍ} [الدخان: 10] ثم عادوا إِلى كفرهم ، فذلك قوله تعالى : {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} [الدخان: 16] يوم بدر» .
زاد في رواية : «فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسُقُوا الغَيْثَ ، فأطْبَقَتْ عليهم سبعاً ، وشكا الناسُ كثرةَ المطر ، قال: اللهم حوالينا ، ولا علينا ، فانحدرتِ السحابةُ عن رأسه، فسُقوا الناسُ (1) حولَهم» .
وفي رواية : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من الناس إِدْباراً قال : اللهم سبعاً كسبع يوسف، فأخذتهم سَنة حَصَّتْ كل شيء (2) ، حتى أكلوا الجلودَ والميتة والجِيَف...» وذكر الحديث.
وقد تقدَّم ذِكْره في تفسير (سورة الدخان) من كتاب التفسير ، من -[207]- حرف التاء ، وقد أَخرج الحديث البخاري ومسلم ، والترمذي، والرواية الأولى ذكرها البخاري، والمعنى متفق ، فلذلك أعلمنا العلائم الثلاث (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَصَّ) : ريش الطائر : إذا حلقه ، فشبه هلاك نبات الأرض بالجدب بحلق ريش الطائر.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 2 / 425 : كذا في جميع الروايات في الصحيح : بضم السين والقاف وهو على لغة بني الحارث ، وفي رواية البيهقي المذكورة : فأسقى الناس حولهم .
(2) أي : استأصلت كل شيء .
(3) رواه البخاري 8 / 439 في تفسير سورة حم الدخان ، باب {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} ، وفي الاستسقاء ، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " ، وباب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط ، وفي تفسير سورة يوسف ، باب {وراودته التي هو في بيتها} ، وفي تفسير سورة الروم ، وفي تفسير سورة ص ، ومسلم رقم (2798) في صفات المنافقين ، باب الدخان ، والترمذي رقم (3251) في التفسير ، باب ومن سورة الدخان ، وقد تقدم الحديث برقم (800) في تفسير سورة حم الدخان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4292 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إِلا في الاستسقاء ، فإِنَّهُ كان يرفع حتى يُرَى بياضُ إِبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياضُ إِبطيه» .
وفي أخرى : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَسقَى ، فأشار بظهر كَفَّيه إِلى السماء» . -[208]-
وفي رواية أبي داود : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يرفع يديه... وذكر الرواية الأولى» .
وله في أخرى : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يستسقي هكذا ، ومدَّ يَديْهِ ، وجعل بُطُونهما مما يلي الأرض ، حتى رأيتُ بياض إبطيه» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى إِلى قوله : «في الاستسقاء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 429 في الاستسقاء ، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (895) في الاستسقاء ، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء ، وأبو داود رقم (1170) و (1171) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، والنسائي 3 / 158 و 159 في الاستسقاء ، باب كيف يرفع ، وفي قيام الليل ، باب ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/181) ، ومسلم (3/24) قال : حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (3/158) قال: أخبرني شعيب بن يوسف.
ثلاثتهم - ابن حنبل ، وابن المثنى ، وشعيب - عن يحيى بن سعيد.
2- وأخرجه أحمد (3/282) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
3- وأخرجه الدارمي (1543) قال : حدثنا عثمان بن محمد ، قال : حدثنا عبدة.
4- وأخرجه البخاري (2/39) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، وابن أبي عدي.
5- وأخرجه البخاري (4/231) قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد. وأبو داود (1170) .وابن ماجة (1180) قالا : حدثنا نصر بن علي.والنسائي في الكبرى (1347) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، وابن خزيمة (1791) قال : حدثنا بشر بن معاذ.
أربعتهم - عبد الأعلى ، ونصر ، وحميد ، وبشر - عن يزيد بن زريع.
6- وأخرجه مسلم (3/24) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، وعبد الأعلى.
ستتهم - يحيى ، وابن جعفر ، وعبدة ، وابن أبي عدي ، وابن زريع ، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، فذكره.
وعن ثابت ، عن أنس ، قال : «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء» .
قال شعبة : فقلت لثابت : أنت سمعته من أنس ؟ قال : سبحان الله. قلت : سمعته ؟ قال : سبحان الله.
أخرجه النسائي (3/249) وفي الكبرى (1345) .وابن خزيمة (1411) قال النسائي : أخبرنا ، وقال ابن خزيمة : حدثنا محمد بن بشاو ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن شعبة ، عن ثابت ، فذكره.
وبلفظ : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استسقى بشار بظهر كفيه إلى السماء» .
أخرجه أحمد (3/153) .وعبد بن حميد (1338) ومسلم (3/24) قال : حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - عبد ، وأحمد بن حنبل - قالا : حدثنا الحسن بن موسى.
وأخرجه أحمد (3/241) قال : حدثنا مؤمل. وعبد بن حميد (1293) قال : حدثنا يونس بن محمد. وأبو داود (1171) قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : حدثنا عفان. وابن خزيمة (1412) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا حجاج.
خمستهم - الحسن بن موسى ، ومؤمل ، ويونس ، وعفان ، وحجاج - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/123) قال : حدثنا يزيد ، قال : أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه ، وباطنهما مما يلي الأرض» .
وبلفظ : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في الاستسقاء» .
أخرجه البخاري في رفع اليدين (84) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، فذكره.

4293 - (د ت س) عُمير مولى آبي اللحم (1) - رضي الله عنه - : «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستسقي عند أحجار الزَّيت قريباً من الزَّوْراء ، قائماً يدعو يستسقي ، رافعاً يديه قِبل وجهه ، لا يُجاوز بهما رأْسه» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، وقال : كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم ، قال : [ولا يعرف له عن النبيِّ -[209]- صلى الله عليه وسلم- إِلا هذا الحديث الواحد] وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أحاديث ، وله صحبة (2) .
ولفظ الترمذي : «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عند أحجارِ الزيتِ يستَسقِي وهو مُقْنِع بكفَّيهِ يدعو» .
وأخرجه النسائي مثل الترمذي رواية ولفظاً (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُقْنِع) : أقنع الرجل يديه : إذا رفعهما ، وكذلك أقنع رأسه.
__________
(1) هو آبي اللحم الغفاري ، قيل : اسمه عبد الله ، وقيل : خلف ، وقيل : الحويرث ، وله صحبة وإنما قيل له : آبي اللحم ، لأنه كان لا يأكل ما ذبح على الأصنام ، له عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ، روى عنه عمير مولاه وله صحبة أيضاً .
(2) وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 223 عن قتيبة نفسه من حديث " عمير مولى آبي اللحم " ولم يذكر " عن آبي اللحم " وذكر الحديث في " مسند عمير " فلعل قتيبة لم يحفظ هذا الحديث جيداً ، فكان يرويه مرة هكذا ، ومرة هكذا ، وقد أخطأ في إسناده خطأ آخر ، إذ جعل الرواية عن يزيد بن عبد الهاد عن عمير مباشرة ، والصواب أن يزيد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير كما في رواية أحمد وأبي داود من طريق حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد .
(3) رواه أبو داود رقم (1168) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، والترمذي رقم (557) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء ، والنسائي 3 / 159 في الاستسقاء ، باب كيف يرفع ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 223 ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/223) قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : قال حيوة. (ح) وحدثنا هارون ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن رجل وعمر بن مالك. وأبو داود (1168) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن حيوة وعمر بن مالك.
كلاهما - حيوة ، وعمر بن مالك - عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/223) والترمذي (557) .والنسائي (3/158) .
ثلاثتهم - عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله ، عن عمير مولى آبي اللحم ، عن آبي اللحم أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أحجار الزيت الحديث.
* وأخرجه أحمد (5/427) قال : حدثنا يزيد. والبخاري في رفع اليدين (89) . وأبو داود (1172) قالا : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - يزيد ، ومسلم - قالا : حدثنا شعبة ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرني من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه.
وبنحوه أخرجه أحمد قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا محمد بن زيد ابن المهاجر بن قنفذ ، فذكره.
وعن أبي اللحم.
أخرجه أحمد (5/223) ، والترمذي (557) ، والنسائي (3/158) قال أحمد والترمذي : حدثنا ، وقال النسائي : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي الحم ، فذكره.
* قوله: عن أبي اللحم ، سقط من المطبوع من مسند أحمد ، انظر أطراف المسند الورقة (2-ب) وجامع المسانيد والسنن الورقة (4-ب) .

4294 - (د) محمد بن إبراهيم التيمي - رحمه الله - : قال : «أَخبرني مَن رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كَفَّيه» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1172) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1172) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، فذكره.

4295 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «رأيتُ -[210]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُواكي ، فقال : اللهم اسْقِنا غيثاً مغيثاً مَريئاً مَريعاً ، نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير آجل، قال : فأطبقت عليهم السماءُ» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا استسقى قال : اللهم اسْقِ بلادَك ، وارْحَمْ عبادك ، وانْشُرْ رحمتَك ، وأَحْي بَلَدَكَ الميت، اللهم اسْقِنا غيثاً مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير رائث ، قال : وكان إِذا استَسقى يمد يديه ويجعل بطونَهما مما يلي الأرض ، ويرفع حتى أرى بياض إِبطيه» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُوَاكي) : الذي جاء في كتاب سنن أبي داود وهو الذي أخرج هذا الحديث عن جابر قال : «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بواكي» (3) هكذا جاء في الكتاب فيما قرأناه ، وبحثت عنه في نسخ أخرى ، فوجدته كذلك ، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي ، قال جابر : «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يواكي» بياء معجمة من تحت بنقطتين ، قال: ومعناه : التحامل على يديه إذا رفعهما -[211]- ومدهما في الدعاء ، ومنه التوكؤ على العصا ، وهو التحامل عليها.
(مَرِيئاً) : المريء : الذي يُمْرِئ ، يقال : مَرَأَني الطعام وأمرأني.
قال الفراء : يقال : هنأني الطعام ومرأني ، فإذا أتبعوها «هنأني» قالوا : «مَرَأني» بغير ألف ، فإذا أفردوها قالوا : «أَمْرَأني» .
(مَرِيعاً) : قال الخطابي : يروى على وجهين ، بالياء والباء ، فمن رواه بالياء جعله من المَرَاعة وهي الخِصْب ، يقال منه : مَرَعَ المكان : إذا أخصب ، فهو مَريع ، بوزن : قتيل ، ومن رواه بالباء ، فمعناه : مُنْبِتاً للربيع ، يقال : أَرْبَع الغيث يُرْبع ، فهو مربِع ، بوزن : مُكْرِم.
(رَاث) علينا الأمر : إذا أبطأ فهو رائث.
__________
(1) رقم (1169) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، وإسناده صحيح .
(2) الشطر الأول من هذه الرواية رواه مالك وأبو داود كما سيأتي في الحديث الذي بعده ، والشطر الثاني في الرواية التي قبله من حديث جابر رضي الله عنه رقم (4295) ، ورواه أيضاً ابن ماجة في الاستسقاء رقم (1269) و (1270) ، وهو حديث صحيح ، والشطر الأخير رواه البخاري وأبو داود وغيرهما ، وقد تقدم من حديث أنس رضي الله عنه برقم (4292) .
(3) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة : أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1125) وأبو داود (1169) قال : حدثنا ابن أبي خلف.وابن خزيمة (1416) قال : حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن أبحر.
ثلاثتهم - عبد بن حميد ، وابن أبي خلف ، وعلي بن الحسين - قالوا : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، قال : حدثنا مسعر بن كدام ، عن يزيد الفقير ، فذكره.

4296 - (ط د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - : عن أبيه عن جده : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إِذا استسقى : اللهم اسْقِ عبادَك وبهائِمكَ ، وانشُرْ رَحمتَكَ وأَحْيِ بَلدَكَ الميت» . أخرجه الموطأ ، وأبو داود ، إِلا أن الموطأ لم يذكر : عن أبيه ، عن جده (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 190 و 191 في الاستسقاء ، باب ما جاء في الاستسقاء مرسلاً من حديث يحيى ابن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث ، وقد وصله أبو داود رقم (1176) في الصلاة ، باب رفع اليدين في الاستسقاء ، من حديث يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1176) قال : حدثنا سهل بن صالح ، قال : حدثنا علي بن قادم ، قال : أخبرنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه فذكره.
* أخرجه مالك الموطأ صفحة (135) وأبو داود (1176) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرو بن شعيب ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول ، فذكره. مرسلا.

4297 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أن عمرَ بنَ الخطاب -[212]- كان إِذا قَحَطوا استسقى بالعباس، فقال : اللهم إِنا كُنا نَتوسَّلُ إِليكَ بنبيِّكَ فَتَسْقِيَنا ، وإِنا نتوسَّلُ إِليكَ بِعَمِّ نبيِّك - صلى الله عليه وسلم- فاسْقِنا فيُسْقَوْن» . أَخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 413 في الاستسقاء ، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ذكر العباس بن عبد المطلب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/34 و 5/25) قال : حدثنا الحسن بن محمد. وابن خزيمة (1421) قال : حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - الحسن ، ومحمد - قالا : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثني أبي عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك ، فذكره.

4298 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «ربما ذَكَرتُ قولَ الشاعر - وأنا أنظرُ إِلى وجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَسْقِي ، فما ينزلُ حتى يجيِشَ كُلُّ ميزاب:
وَأبْيَضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ... ثمال اليتامَى عِصمة للأرامل»
وهو قول أبي طالب (1) .
وفي رواية عبد الله بن دينار ، قال : «سمعتُ ابنَ عمر يتمثَّلَ بشعر أبي طالب...» وذَكر البيت. أخرجه البخاري (2) . -[213]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَجِيش) : جاش الوادي : إذا دفق جريه وزخر ، وكذلك جاش الميزاب يجيش : إذا تدفق بالماء.
(ثِمال اليتامى عِصمة للأرامل) : الثِّمال : الملجأ. والذي يعتمد عليه في الأمور ، والأرامل : جمع أرملة ، وهي المرأة التي لا زوج لها ، بكراً كانت أو ثيباً ، تزوجت أو لم تتزوج ، وكذلك الأرمل : الرجل ، وعِصْمَتُهنَّ : ما يعتصمن به : أي يستوثقن به ، ويركن إليه.
__________
(1) 2 / 411 - 413 تعليقاً في الاستسقاء ، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا ، فقال : وقال عمر بن حمزة : حدثنا سالم عن أبيه ... الخ . قال الحافظ في " الفتح " : قوله : وقال عمر بن حمزة ، أي : ابن عبد الله بن عمر ، وسالم شيخه هو عمه ، وعمر مختلف في الاحتجاج به ، وكذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المذكور في الطريق الموصولة - يعني التي بعدها - فاعتضدت إحدى الطريقين بالأخرى ، وهو من أمثلة إحدى قسمي الصحيح ، كما تقرر في علوم الحديث ، وطريق عمر بن حمزة المعلقة وصلها أحمد وابن ماجة والإسماعيلي من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عنه .
(2) رواه البخاري 2 / 410 و 412 في الاستسقاء ، باب سؤال الإمام الاستسقاء إذا قحطوا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/93) (5673) . وابن ماجة (1272) قال : حدثنا أحمد بن الأزهر. كلاهما - أحمد بن حنبل ، وأحمد بن الأزهر - قالا : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا أبو عقيل ، وهو عبد الله بن عقيل ، قال : حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ، قال : حدثنا سالم ، فذكره.
والبخاري تعليقا (1009) قال : وقال عمر بن حمزة ، قال : حدثنا سالم ، فذكره.
أما رواية ابن دينار فأخرجها البخاري (1008) مسند ، قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا أبو قتيبة قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، فذكره.

4299 - (ط) أنس بن مالك - رحمه الله - : بلغه : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : إِذا أنشأت بَحْريَّة (1) ثم تشاءَمَتْ : فتلك عَيْن غُدَيقة» . أَخرجه الموطأ (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنشأت بحريَّة) : نشأت ، وأنشأت : ابتدأت. وأراد بالبحرية : السحاب ، وخصها بالبحر ، لأن البحر عن المدينة في الجهة اليمانية ، وهي الجنوب. -[214]-
(تشاءمت) : أي قصدت الشام ، وهو الجانب الذي تهب منه الشمال.
(عين غُدَيْقَة) : غُدَيْقَة : تصغير غَدَقة : أي كثيرة الماء.
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : أي ظهرت سحابة بحرية ، ورواه الشافعي [بحرية] بالنصب ، كما أفاده أبو عمر ، أي على الحال .
(2) 1 / 192 بلاغاً في الاستسقاء ، باب الاستمطار بالنجوم ، وإسناده معضل ، قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا أعرفه في وجه من الوجوه في غير الموطأ ، إلا ما ذكره الشافعي في " الأم " عن محمد بن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أنشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطر لها ، قال : وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (453) بلاغا.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/549) قال ابن عبد البر : لا أعرف هذا الحديث بوجه في غير الموطأ إلا ما ذكره الشافعي في الأم عن محمد بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا نشأت بحرية ثم استحالت سامية فهو أمطر لها» . قال : وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما.

4300 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا رَأَى المطر قال: اللهم اجعَلهُ صيِّباً نافعاً» . أخرجه البخاري، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صَيِّباً) : الصَّيِّب : المطر المدرار الدافق.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 430 في الاستسقاء ، باب ما يقال إذا أمطرت ، والنسائي 3 / 164 في الاستسقاء ، باب القول عند المطر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

4301 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «أصابنا - ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَطَر ، فحَسَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثوبَه ، حتى أصابه من المطر ، قلنا: يا رسول الله لِمَ صنَعتَ هذا؟ قال : إِنَّهُ حديث عَهْد بربِّه» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5100) في الأدب ، باب ما جاء في المطر ، وإسناده صحيح ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فالحديث في صحيح مسلم رقم (898) في الاستسقاء ، باب الدعاء في الاستسقاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الاستسقاء الصلاة (191:6) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود في الأدب (114) عن قتيبة بن سعيد ، ومسدد ، والنسائي في الصلاة في الكبرى عن قتيبة به، والحاكم من حديث النسائي في رواية أبي بكر محمد بن معاوية بن الأحمر عنه ، ولم يذكره أبو القاسم.
كلهم عن جعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت ، فذكره. تحفة الأشراف (1/105) .

الفصل الثالث: في صلاة الجنائز ، وفيه عشرة فروع
الفرع الأول : في عدد التكبيرات
4302 - (خ م س ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَعَى النجاشيَّ اليومَ الذي مات فيه ، وخرجَ بهم إِلى المُصلَّى ، فصفَّ بهم ، وكبَّر عليه أربعَ تكبيرات» .
وفي رواية : «نَعَى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- النجاشيَّ صاحبَ الحبشة [في] اليوم الذي مات فيه ، وقال: استغفروا لأخيكم» ، ولم يزد على هذا. أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وأخرج الأُولى الموطأ ، والترمذي ، وأبو داود (1) . -[216]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَعَى) النَّعْيُ والنَّعِيُّ : خبر الميت.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز ، باب الرجل ينعى إلى الميت بنفسه ، وباب الصفوف على الجنازة ، وباب الصلاة على الجنازة بالمصلى والمسجد ، وباب التكبير على الجنازة أربعاً ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب موت النجاشي ، ومسلم رقم (951) في الجنائز ، باب في التكبير على الجنازة ، والموطأ 1 / 226 و 227 في الجنائز ، باب التكبير على الجنائز ، وأبو داود رقم (3204) في الجنائز ، باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ، والترمذي رقم (1022) في الجنائز ، باب ما جاء في التكبير على الجنازة ، والنسائي 4 / 72 في الجنائز ، باب عدد التكبير على الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/280) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/529) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (2/111) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. وفي (5/65) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. ومسلم (3/54) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني أبي ، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا : حدثنا يعقوب ، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. والنسائي (4/26 و94) قال : أخبرنا أبو داود. قال : حدثنا يعقوب قال : حدثنا أبي، عن صالح. وفي (4/70) قال : أخبرنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا معمر.
أربعتهم - معمر ، ومحمد بن أبي حفصة ، وعقيل بن خالد ، وصالح بن كيسان - عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب ، فذكراه.
* أخرجه مالك الموطأ (157) . وأحمد (2/230) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا معمر. وفي (2/289) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/348) قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن إسحاق. وفي (2/438 و439) قال : حدثنا يحيى ، عن مالك. وفي (2/479) قال : حدثنا وكيع ، عن زمعة ، يعني ابن صالح المكي. والبخاري (2/92) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. وفي (2/109) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد ابن زريع. قال : حدثنا معمر. وفي (2/111) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. وفي (2/112) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. وفي (5/65) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. ومسلم (3/54) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك. وأبو داود (3204) قال : حدثنا القعنبي. قال : قرأت على مالك بن أنس. وابن ماجة (1534) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الأعلى عن معمرا.والترمذي (1022) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا معمر. والنسائي (4/69) قال : أخبرنا سويد ابن نصر. قال : أنبأنا عبد الله ، عن مالك. وفي (4/72) قال : أخبرنا قتيبة ، عن مالك.
سبعتهم - مالك ، ومعمر ، وعبيد الله ، ومحمد بن إسحاق ، وزمعة بن صالح ، وعقيل ، وصالح - عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، فذكر نحوه ، وفيه : «أن رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، صف بهم في المصلى ، فصلى عليه ، وكبر أربعا» . ليس فيه أبو سلمة.
* الروايات مطولة ومختصرة.
* وأخرجه الحميدي (1023) وأحمد (2/241) .والنسائي (4/94) قال : أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم - الحميدي ، وأحمد ، وقتيبة - قالوا : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : «لما مات النجاشي. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : استغفروا له» . ليس فيه : سعيد بن المسيب.» .

4303 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على أَصْحَمَةَ النجاشيّ ، فكبَّر عليه أَربعاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 163 في الجنائز ، باب التكبير على الجنازة أربعاً ، وباب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام ، وباب الصفوف على الجنازة ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب موت النجاشي ، ومسلم رقم (952) في الجنائز ، باب في التكبير على الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/361 و 363) قال : حدثنا عفان.والبخاري (2/112) قال : حدثنا محمد بن سنان ، وفي (5/65) ومسلم (3/54) قالا - البخاري ، ومسلم :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - عفان ، ومحمد بن سنان ، ويزيد - عن سليم بن حيان ، قال : حدثنا سعيد بن ميناء ، فذكره.

4304 - (م د ت س) عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال : «كان زيد بن أرْقم يكبِّر على جنائزنا أَربعاً ، وإِنَّهُ كَبَّر على جنازة خمساً ، فسألناه فقال : كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يكبِّرها» . أخرجه مسلم ، وأَبو داود ، والترمذي.
وفي رواية النسائي : «أن زيد بن أرقم صلَّى على جنازة ، فكبَّر عليها خمساً ، وقال : كبَّرها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (957) في الجنائز ، باب الصلاة على القبر ، وأبو داود رقم (3197) في الجنائز ، باب التكبير على الجنازة ، والترمذي رقم (1023) في الجنائز ، باب ما جاء في التكبير على الجنازة ، والنسائي 4 / 72 في الجنائز ، باب عدد التكبير على الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/367) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/372) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (3/56) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن المثنى ، ابن بشار ، قالوا : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (3197) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وابن ماجة (1505) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : دحثنا محمد بن جعفر ، (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا بن أبي عدي ، وأبو داود. والترمذي (1023) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/72) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى.
خمستهم - يحيى ، ومحمد بن جعفر ، وأبو الوليد ، وابن أبي عدي ، وأبو داود - عن شعبة ، قال : حدثني عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/371) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : أخبرنا جعفر الأحمر ، عن عبد العزيز بن حكيم ، فذكره.
* وجاء في مسند أحمد (4/370) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى، فذكره.

4305 - (خ) حميد بن عبد الرحمن : قال : «صلَّى بنا أنس، -[217]- فكبَّر ثلاثاً ، وسلَّم، فقيل له، فاستقبل القبلةَ ، وكبَّر الرابعة ، ثم سلَّم» . أَخرجه البخاري في ترجمة الباب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 162 في الجنائز ، باب التكبير على الجنازة أربعاً ، قال الحافظ في " الفتح " لم أره موصولاً من طريق حميد ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أنه كبر على جنازة ثلاثاً ثم انصرف ناسياً ، فقالوا : يا أبا حمزة إنك كبرت ثلاثاً ، فقال : صفوا ، فصفوا ، فكبر الرابعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب التكبير على الجنازة أربعا. وقال الحافظ في الفتح (3/241) : لم أره موصولا من طريق حميد ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أنه كبر على جنازة ، ثلاثا ثم انصرف ناسيا ، فقالوا : يا أبا حمزة إنك كبرت ثلاثا ، فقال : صفوا فصفوا ، فكبر الرابعة. وروي عن أنس الاقتصار على ثلاث. قال ابن أبي شيبة ، حدثنا معاذ بن عمران بن جرير قال : عن يحيى ابن أبي إسحاق قال : قيل لأنس إن فلانا كبر ثلاثا.فقال : وهل التكبير إلا ثلاثا ؟ انتهى.

4306 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كَبَّرَ على جنازة ، فرفع يديه مع أول تكبيرة ، وضع اليمنى على اليسرى» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1077) في الجنائز ، باب ما جاء في رفع اليدين على الجنازة ، وإسناده ضعيف ، ولكن صحيح المعنى ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الرفع في غير التكبيرة الأولى ، وهو قول سفيان الثوري ، وأهل الكوفة ، وبه أخذ الحنفية وغيرهم . وقال بعض أهل العلم : يرفع المصلي على الجنازة يديه في كل تكبيرة ، وهو قول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وإسحاق تبعاً لبعض الصحابة ، وقاسه بعضهم على الرفع في تكبيرات الانتقال في الصلوات الخمس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (1077) قال : حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال : حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق ، عن يحيى بن يعلى ، عن أبي فروة ، يزيد بن سنان ، عن زيد ، وهو ابن أبي أنيسة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب. لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

4307 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : «صلَّى على سهل بن حُنيف ، فكبَّر ، وقال : إِنَّهُ شَهِدَ بدْراً» . أَخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 245 في المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، قال الحافظ في " الفتح " : كذا في الأصول لم يذكر عدد التكبير ، وقد أورده أبو نعيم في " المستخرج " من طريق البخاري بهذا الإسناد ، فقال فيه : " كبر خمساً " ، وأخرجه البغوي في " معجم الصحابة " عن محمد بن عباد بهذا الإسناد والإسماعيلي والبرقاني والحاكم من طريقه فقال : " ستاً " ، وكذا أورده البخاري في " التاريخ " عن محمد بن عباد ، وكذا أخرجه سعيد منصور عن ابن عيينة ، وأورده بلفظ " خمساً " ، زاد في رواية الحاكم : التفت إلينا فقال : إنه من أهل بدر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (5/106) قال : حدثني محمد بن عباد ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، قال : أنفذه لنا ابن الأصبهاني ، سمعه من ابن معقل ، فذكره.

الفرع الثاني : في القراءة والدعاء
4308 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أن نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب» (1) .
وفي رواية عن طلحة بن عبد الله بن عوف : «أنَّ ابنَ عباس صلَّى على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب ، فقلت له ، فقال : إِنَّهُ من السُّنَّةِ - أو تمام السُّنَّةِ -» . أخرجه الترمذي ، وأخرج أبو داود الثانية.
وأخرج البخاري قال : «صَلَّيْتُ خلفَ ابن عباس على جنازة ، فقرأ بفاتحة الكتاب ، وقال : لِتَعْلَموا أنها سُنَّة» .
قال الترمذي في الرواية الأولى : إِن إِسنادها ليس بالقوي، والصحيح : أنه موقوف.
وفي رواية النسائي قال : «صلَّيتُ خلف ابن عباس على جنازة ، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ، وجَهَرَ حتى أسمعنا ، فلما فرغ أخذتُ بيده ، -[219]- فسألته؟ فقال : سُنَّة وحقٌّ» (2) .
__________
(1) هذه الرواية المرفوعة ، من رواية الترمذي ، وهي ضعيفة كما قال الترمذي ، والصحيح عن ابن عباس قوله في الرواية الثانية : من السنة القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب .
(2) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز ، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة ، وأبو داود رقم (3198) في الجنائز ، باب ما يقرأ على الجنازة ، والترمذي رقم (1026) في الجنائز ، باب ما جاء في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب ، والنسائي 4 / 74 و 75 في الجنائز ، باب الدعاء . قال الترمذي : والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وهو قول الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . أقول : وهو الصواب ، لقول ابن عباس : إنه من السنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/112) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/112) وأبو داود (3198) قالا - البخاري ، وأبو داود : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. والترمذي (1027) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان والنسائي (4/74) قال : أخبرنا الهيثم بن أيوب ، قال : حدثنا إبراهيم وهو ابن سعد وفي (4/75) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وسفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم ، عن طلحة بن عبد الله بن عوف. فذكره.
في رواية إبراهيم بن سعد ، زاد : «فقرأ بفاتحة الكتاب ، وسورة ، وجهر ، حتى أسمعنا» .
وأخرجه ابن ماجة (1495) .والترمذي (1026) قالا : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا ربراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، فذكره.
ولفظ الباب لهما.

4309 - (س) أبو أمامة - رضي الله عنه - : قال : «السُّنَّة في الصلاة على الجنازة: أن تقرأ في التكبيرة الأُولى بأمِّ القرآن مُخَافَتَة ، ثم تكبِّر ثلاثاً ، والتسليم عند الآخرة» . وعن الضحَّاك بن قيس بنحو ذلك أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 75 في الجنائز ، باب الدعاء ، وإسناده صحيح ، وصححه النووي ، والحافظ ابن حجر وغيرهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/75) قال : أخبرنا قتيبة ، قال :حدثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن محمد ابن سويد الدمشقي الفهري ، فذكره.
ذكره المزي في تحفة الأشراف حديث رقم (4974) وقد تعقبه ابن حجر في النكت الظراف فقال : وقد خالف الليث فيه سندا متنا : يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، وهما أحفظ الناس لحديث الزهري ، فزادا في السندين ، وساقا المتن أتم مما ساقه الليث ، أما رواية يونس ، فأخرجها البيهقي في السنن الكبرى. وأما رواية شعيب : فأخرجها الطبراني في مسند الشاميين. والطحاوي.
كلاهما من رواية شعيب.
كلاهما - يونس ، وشعيب - عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف.
قال الزهري : وكان من أكابر الأنصار وعلمائهم ، ومن أبناء الذين شهدوا بدرا أنه أخبره رجال من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة على الجنازة ، أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ أم القرآن بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه ، ثم صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثانية... الحديث لفظ يونس - وأول حديث شعيب : أن السنة في الصلاة على الجنازة فذكر مثله ، وزادا جميعا : قال ابن شهاب : أخبرني أبو أمامة بذلك ، وسعيد بن المسيب يسمع ، فلم ينكر عليه ، فذكرت لمحمد بن سويد الذي ذكر لي أبو أمامة ، فقال : وأنا سمعت الضحاك بن قيس ، يحدث عن حبيب بن مسلمة في صلاة صلاها على الميت ، مثل الذي أخبر أبو أمامة.

4310 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : «أن عبد الله بن عمر كان لا يقرأ في الصلاة على الجنازة (1)» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) أي : لا يقرأ فاتحة الكتاب ، وإنما يكتفي بالدعاء والثناء ، وهو قول سفيان الثوري وغيره من أهل الكوفة .
(2) 1 / 228 في الجنائز ، باب ما يقول المصلي على الجنازة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (538) عن نافع فذكره.

4311 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إِذا صلَّيتُمْ على الميتِ فأخْلِصُوا لَهُ الدعاء» . أَخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3199) في الجنائز ، باب الدعاء للميت ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1497) في الجنائز ، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة ، وفيه عنعنة ابن إسحاق ، وهو مدلس ، لكن أخرجه ابن حبان من طريق آخر ، رقم (754) موارد في الجنائز ، باب الإيذان بالميت والصلاة عليه ، وقد صرح عنده محمد بن إسحاق بالتحديث ، فزال تدليسه ، وثبت الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3199) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني. وابن ماجة (1497) قال : حدثنا أبو عبيد ، محمد بن عبيد بن ميمون المديني.
كلاهما - عبد العزيز ، وأبو عبيد - عن محمد بن سلمة الحراني ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

4312 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال أبو سعيد المقبري : «إِنَّهُ سأل أبا هريرة: كيف يُصَلَّى على الجنازة ؟ فقال أبو هريرة : أنا لعمرُ الله أُخبِرك : اتَّبِعُها من عند أهلها، فإذا وُضِعَت كَبَّرتُ ، وحمِدتُ الله ، وصلَّيتُ على نبيه ، ثم أقول : اللهم [إِنَّه] عبدُك وابنُ عبدك وابنُ أمتك، كان يشهد أن لا إِله إِلا أنت، وأن محمداً عبدُك ورسولُك ، وأنت أعْلَمُ به مني، اللهم إِن كان مُحْسِناً فزِدْ في إحسانه ، وإن كان مُسِيئاً فتجاوَزْ عن سيئاته، اللهم لا تَحْرِمْنا أجرَه ، ولا تَفْتِنَّا بعدَه» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 228 في الجنائز ، باب ما يقول المصلي على الجنازة ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً إسماعيل ابن إسحاق القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " رقم (93) طبع المكتب الإسلامي من طريق بنفس السند .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (536) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه ، فذكره.

4313 - (م ت س) عوف بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة ، فحفظنا من دعائه : اللهم اغفِر له وارْحَمْه ، وعافِهِ واعفُ عنه ، وأكْرِم نُزُلَهُ، ووسِّعْ مَدْخَلَه ، واغسله بالماء والثلج والبَرَد ، ونَقِّه من الخَطَايا كما يُنَقَّي الثَّوبُ الأبْيَضُ من الدَّنَس، وأَبْدِلْه داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله، وزوْجاً خيراً من زوجِه، وأدْخِلْه الجَنَّةَ ، وأعِذْهُ من القبر، أو من عذاب النار» . قال عوف : حتى تَمنَّيتُ أن أَكونَ [أنا] ذلك الميت. -[221]-
زاد في رواية : «لدعاء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- له» ، وفيها : «بِماء وثلج وبَرَد» . أخرجه مسلم.
واختصره الترمذي ، قال : «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على ميت ، ففهمت من صلاته عليه : اللهم اغفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ ، واغْسِلْهُ بالبَرَد كما يُغْسَل الثوبُ» . وأَخرج النسائي مثل مسلم.
وله في أُخرى : «وَنَجِّه من النار - أَو قال : من عذاب القبر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُزُلَه) النُّزُل : ما يعد للضيف من طعام وشراب ونحوه.
(بماء الثَّلْج والبَرَد) : هذا مبالغة في التنظيف ، وقد تقدم تفسيره مستوفى في الدعوات من حرف الدال (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (963) في الجنائز ، باب الدعاء للميت في الصلاة ، والترمذي رقم (1025) في الجنائز ، باب ما يقول في الصلاة على الميت ، والنسائي 4 / 73 في الجنائز ، باب الدعاء .
(2) انظر الجزء الرابع صفحة (345) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/23) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية ، عن حبيب ابن عبيد. وفي (6/28) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية ، عن عبد الرحمن بن جبير. ومسلم (3/59) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني معاوية بن صالح ، عن حبيب بن عبيد. (ح) قال معاوية : وحدثني عبد الرحمن بن جبير. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا معاوية بن صالح. بالإسنادين جميعا ، نحو حديث ابن وهب. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي وإسحاق بن إبراهيم.
كلاهما عن عيسى بن يونس. عن أبي حمزة الحمصي (ح) وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي. قالا : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي حمزة بن سليم ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وابن ماجة (1500) قال : حدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال: حدثنا فرج بن فضالة ، قال : حدثني عصمة بن راشد ، عن حبيب بن عبيد.والترمذي (1025) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. والنسائي (1/51 و 4/73) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا معن ، قال : حدثنا معاوية بن صالح ، عن حبيب بن عبيد الكلاعي. وفي (4/73) وعمل اليوم والليلة (1087) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي حمزة بن سليم ، عن عبد الرحمن بن جبير.
كلاهما - حبيب بن عبيد ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير - عن جبير بن نفير ، فذكره.

4314 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - : قال : «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رجل من المسلمين ، فسمعته يقول : اللهم إِنَّ فلان بن فلان في ذِمَّتك» زاد في رواية: «وحَبْلِ جِوارِكَ - فَقِهِ مِن فِتْنَة القبر ، وعذاب النَّارِ ، وأنتَ أهلُ الوَفاءِ والحق ، اللهم اغفِرْ له وارْحَمْهُ ، إِنَّكَ أنتَ الغفورُ -[222]- الرحيمُ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذِمَّتك) : الذِّمَّة والذِّمام : الضمان ، تقول : فلان في ذمتي : أي في ضماني وقيل : الذِّمة والذِّمام : الأمان والعهد.
(حَبْل جِوَارك) : الحبل : العهد والأمان ، ومنه قوله تعالى : {واعْتَصِمُوا بحَبلِ اللهِ جَمِيعاً} [آل عمران : 103] أي : بعهده ، وكان من عادة العرب أن يخيف بعضها بعضاً ، فكان الرجل إذا أراد سفراً أخذ عهداً من سيد قبيلة ، فيأمن بذلك ما دام في حدودها ، حتى ينتهي إلى الآخرى ، فيأخذ مثل ذلك ، فهذا حبل الجوار.
__________
(1) رقم (3202) في الجنائز ، باب الدعاء للميت ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1499) في الجنائز ، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (3/491) قال : حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (3202) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. وابن ماجة (1499) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.
ثلاثتهم - علي ، وعبد الرحمن ، وإبراهيم بن موسى - عن الوليد بن مسلم. قال : حدثنا مروان بن جناح ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، فذكره.

4315 - (ت س) أبو إبراهيم الأشهلي : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى على الجنازة قال : اللهم اغْفِرْ لحيِّنا ومَيِّتنا وشاهدنا وغائبنا ، وصَغِيرِنا ، وكبيرِنا ، وذكرِنا وأنثانا» . أخرجه الترمذي ، والنسائي (1) .
وقال الترمذي : ورواه أَبو سلمة بن عبد الرحمن عن أَبي هريرة عن النبيِّ -[223]- صلى الله عليه وسلم- ، وزاد فيه : «اللهم من أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ على الإِسلامِ ، وَمَن تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ على الإِيمانِ» . قال : وقد روي عن أبي سلمة مُرسلاً عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1024) في الجنائز ، باب ما يقول في الصلاة على الميت ، والنسائي 4 / 74 في الجنائز ، باب الدعاء ، وأبو إبراهيم الأشهلي مجهول ، ولكن يشهد له الحديثان اللذان بعده ، فهو حسن .
(2) رواه الترمذي عقب حديث أبي إبراهيم الأشهلي الذي قبله ، والصحيح أنه مرسل ، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 358 في الجنائز ، باب أدعية صلاة الجنازة ، وله شاهد عند الحاكم من حديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/368) قال : حدثنا خلف بن الوليد. قال : حدثنا أيوب بن عتبة ، عن يحيى ابن أبي كثير. وأبو داود (3201) قال : حدثنا موسى بن مروان الرقي ، قال : حدثنا شعيب ، يعني ابن إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير. وابن ماجة (1498) قال : حدثنا سويد بن سعيد. قال: حدثنا علي بن مسهر ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم.
والترمذي (1024) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا هقل بن زياد. قال : حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1080) قال : أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال : حدثنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي. قال : حدثنا يحيى. وفي (1081) قال : أخبرني أحمد بن بكار الحراني. قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير ، ومحمد بن إبراهيم - عن أبي سلمة ، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
* قال أبو عيسى الترمذي : وروى هشام الدستوائي وعلي بن المبارك هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن النبي ، -صلى الله عليه وسلم- مرسلا ، وروى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وحديث عكرمة بن عمار غير محفوظ. وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. وروي عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، عن النبي ، -صلى الله عليه وسلم- وسمعت محمدا يقول : أصح الروايات في هذا : حديث يحيى بن أبي كثير ، عن أبي إبراهيم الأشهلي ، عن أبيه ، وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه.

4316 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة ، فقال : اللهم اغْفِرْ لحيِّنا ومَيِّتِنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذَكرنا وأُنْثَانا ، وشاهِدِنا وغائبنا ، اللهم من أحْيَيْتَه مِنا فأحْيه على الإيمان ، ومن توفَّيْتَهُ منا فتوفَّهُ على الإِسلام ، اللهمَّ لا تحرمنا أجْرَه ، ولا تُضِلَّنا بعده» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3201) في الجنائز ، باب الدعاء للميت ، وهو حديث حسن ، يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
انظر ما قبله.

4317 - (د) علي بن شماخ - وقيل : شماس : قال : «شهدتُ مَرْوانَ يسأل أبا هريرة: كيف سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على الجنازة ؟ قال : أَمَعَ الذي قلت؟ قال : نَعم - قال : كلام كان بينهما قبل ذلك - قال أبو هريرة : سمعتُه يقول : اللهم أنت ربُّها ، وأنت خلقتَها ، وأنت هديتَها إِلى الإِسلام ، وَأَنت قبضتَ رُوحَها ، وأَنت أعلم بسرِّها ، وعلانيِتها ، جئنا شفعاء ، فاغفر لها (1)» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : فاغفر له .
(2) رقم (3200) في الجنائز ، باب الدعاء للميت ، وعلي بن شماخ لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وذكره الحافظ ابن حجر في " أمالي الأذكار " من طريق الطبراني في الدعاء ، وقال : هذا حديث حسن ، انظر " الفتوحات الربانية " لابن علان 4 / 176 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/363) قال : حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3200) قال : حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1078) قال : أخبرنا معاوية بن صالح. قال : حدثني عبد الرحمن بن المبارك.
ثلاثتهم - عبد الصمد ، وأبو معمر ، وعبد الرحمن بن المبارك - عن عبد الوارث ، عن أبي الجلاس عقبة بن سيار ، عن علي بن الشماخ ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/345) قال : حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الوارث. قال : حدثنا أبو الجلاس عقبة ابن سيار. قال : حدثني عثمان بن شماخ. قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة ، فذكر نحوه.
* وأخرجه أحمد (2/256) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/458) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1077) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد.
كلاهما - يزيد ، ومحمد بن جعفر - عن شعبة ، عن الجلاس ، عن عثمان بن شماس ، قال : سمعت أبا هريرة ، فذكر نحوه.
* قال أبو داود : أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ ، قال فيه : عثمان بن شماس.
* وأخرجه عبد بن حميد (1450) قال : حدثني عبد الرحميم بن عبد الرحمن المحاربي ومعاوية بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1076) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
ثلاثتهم - عبد الرحيم بن عبد الرحمن ، ومعاوية بن عمرو ، وعبد الله بن المبارك - عن زائدة ، عن يحيى ابن أبي سليم. قال : سمعت الجلاس يحدث قال : سأل مروان أبا هريرة ، فذكر نحوه.
قلت : فيه عثمان بن شماس ، لم يوثقه غير ابن حبان.

4318 - (ط) سعيد بن المسيب : قال : «صليَّتُ وراءَ أبي هريرة على صبيّ لم يعملْ خطيئة قطُّ ، فسمعته يقول : اللهم أعِذْهُ من عذاب القبر» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 228 في الجنائز ، باب ما يقول المصلي على الجنازة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (537) عن يحيى بن سعيد ، أنه قال : سمعت سعيد بن المسيب ، فذكره.

4319 - (خ) الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - : قال : «يُقْرَأُ على الطفل فاتحةُ الكتاب، ويقول : اللهم اجعله سَلَفاً وفَرَطاً وذُخراً وأجْراً» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَلَفاً وفَرَطاً) : إذا مات للإنسان ولد صغير قيل : جعله الله لك سلفاً وفرطاً ، فالسلف : من سلف المال في المبيعات ، كأنه قد أسلفه وجعله ثمناً للأجر والثواب ، و «الفرط» ، المتقدم على القوم لطلب الماء ، أي جعله الله متقدماً بين يديك ، وذُخراً عنده.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 163 في الجنائز ، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله عبد الوهاب بن عطاء في كتاب الجنائز له عن سعيد بن أبي عروبة ، أنه سئل عن الصلاة على الصبي ، فأخبرهم عن قتادة عن الحسن أنه كان يكبر ، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثم يقول : اللهم اجعله لنا سلفاً ، وفرطاً ، وأجراً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة.
وقال الحافظ في الفتح (3/242) : وصله عبد الوهاب بن عطاء في كتاب الجنائز له عن سعيد بن أبي عروبة أنه سئل عن الصلاة على الصبي فأخبرهم عن قتادة عن الحسن أنه كان يكبر ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثم يقول : اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا. وروى عبد الرزاق والنسائي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرآن ، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يخلص الدعاء للميت ولا يقرأ إلا في الأولي إسناده صحيح.

4320 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : «أن عبدَ الله بن عمر كان إِذا صلَّى على الجنائز يُسَلِّم حتى يُسْمِعَ من يليه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 230 في الجنائز ، باب جامع الصلاة على الجنائز ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (544) عن نافع ، فذكره.

الفرع الثالث : في الصلاة على الأطفال
4321 - (د) البهي : قال : «لما ماتَ إِبْراهيمُ ابنُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في المقاعد (1)» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي : مواضع القعود .
(2) رقم (3188) في الجنائز ، باب في الصلاة على الطفل ، مرسلاً ، والبهي ، وهو عبد الله مولى مصعب بن الزبير ، مضطرب الحديث ، كما قال ابن أبي حاتم في " العلل " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه أبو داود (3188) قال : حدثنا هناد بن السري ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن وائل بن داود قال : سمعت البهي ، فذكره.

4322 - (د) عطاء بن أبي رباح : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على ابنه وهو ابن سبعين ليلة» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3188) في الجنائز ، باب في الصلاة على الطفل ، مرسلاً أيضاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه أبو داود تحت رقم (3188) قال : قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني [قيل له] : حدثكم ابن المبارك ، عن يعقوب بن القعقاع ، عن عطاء فذكره.

4323 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الطفلُ لا يُصَلَّى عليه ، ولا يَرِثُ ولا يُورَثُ حتى يَسْتَهِلَّ» . أَخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَسْتَهِلُّ) : استهل المولود : إذا بكى عند الولادة وصاح.
__________
(1) رقم (1032) في الجنائز ، باب ما جاء في ترك الصلاة على الجنين حتى يستهل ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1508) ، وفيه عنعنة ابن الزبير ، وقال الترمذي : هذا حديث قد اضطرب الناس فيه ، فرواه بعضهم عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً ، قال : ورواه بعضهم موقوفاً على جابر ، وكأن هذا (يعني الموقوف) أصح من المرفوع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1508) و (2750) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الربيع بن بدر. والترمذي (1032) قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن إسماعيل بن مسلم المكي. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (2968) عن يحيى بن موسى ، عن شبابة ، عن المغيرة بن مسلم.
ثلاثتهم - الربيع ، وإسماعيل ، والمغيرة - عن أبي الزبير ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث قد اضطرب الناس فيه ، فرواه بعضهم عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعا. وروى أشعث بن سوار وغير واحد عن أبي الزبير ، عن جابر موقوفا. وروى محمد بن إسحاق عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر ، موقوفا.و كان هذا أصح من الحديث المرفوع.

4324 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُصَلَّى على السِّقْط ، ويُدْعَى لوالديه بالمغفرة والرحمة» . أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السِّقْط) : الولد يسقط من بطن المرأة قبل تمامه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين . أقول : وقد رواه أحمد في " المسند " 4 / 248 و 249 ، وأبو داود رقم (3180) في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة المغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " الراكب خلف الجنازة والماشي أمامها قريباً عن يمينها أو عن يسارها والسقط يصلى عليه ، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة " ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، وهو عن المغيرة بن شعبة بلفظ : «الراكب خلف الجنازة ، والماشي أمامها ، قريبا عن يمينها ، أو عن يسارها. والسقط يصلى عليه ، ويدعي لوالديه بالمغفرة والرحمة» .
أخرجه أحمد (4/247) قال : حدثنا عبد الواحد الحداد ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وفي (4/248) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا المبارك. وفي (4/249) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا يونس. وفي (4/252) قال : حدثنا وكيع. وروح ، قالا : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وأبو داود (3180) قال : حدثنا وهب بن بقية ، عن خالد ، عن يونس. وابن ماجة (1507) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والترمذي (1031) قال : حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان البصري ، قال : حدثنا إسماعيل ابن سعيد بن عبيد الله. قال : حدثنا أبي. والنسائي (4/56) قال : أخبرني أحمد بن بكار الحراني قال : حدثنا بشر بن السري ، عن سعيد الثقفي. وفي (4/58) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله.
ثلاثتهم - سعيد ، والمبارك بن فضالة ، ويونس - عن زياد بن جبير بن حية عن أبيه ، فذكره.
* غير أن يونس رواه موقوفا ، قال : وأهل زياد يذكرون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأما أنا فلا أحفظه.
* أخرجه ابن ماجة (1481) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية، والنسائي (4/55) قال : أخبرنا زياد بن أيوب. قال : حدثنا عبد الواحد بن واصل. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله وأخوه المغيرة. جميعا عن زياد بن جبير ، عن المغيرة بن شعبة. لم يقل زياد : عن أبيه.

4325 - (د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «مات إِبراهيمُ ابنُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهو ابنُ ثمانية عشر شهراً ، فلم يُصَلِّ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3187) في الجنائز ، باب في الصلاة على الطفل ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 267 ، وإسناده حسن ، وذلك لا ينفي مشروعية الصلاة على الطفل ، وإنما يدل على أن الصلاة عليه ليست للوجوب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/267) وأبو داود (3187) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ومحمد بن يحيى - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، فذكرته.

الفرع الرابع : في موقف الإمام
4326 - (د ت) نافع أبو غالب : قال : «كنتُ في سكَّة المِرْبَدِ فمرَّتْ جنازة ومعها ناس كثير، قالوا: جنازةُ عبدِ الله بن عُمَيْر ، فتبعتُها ، -[227]- فَإِذا أنا برجل عليه كِساء رقيق على بُرَيذِينَة (1) ، وعلى رأسه خرقة تَقِيْهِ من الشمس، فقلتُ : من هذا الدِّهقان؟ فقيل : هذا أنسُ بن مالك، فلما وُضِعت الجنازةُ قام أنس فصلَّى عليها ، وأنا خَلفَهُ ، لا يَحُول بيني وبينه شيء ، فقام عند رأسه، وكبَّرَ أربع تكبيرات ، لم يُطِل، ولم يُسْرِعْ، ثم ذهب فقعد، فقيل : يا أَبا حمزة ، المرأةُ الأنصاريةُ (2) ، فقرَّبُوها وعليها نَعْش أخضر ، فقام عند عَجيزتها ، فصلى عليها نحو صلاته على الرجل ، ثم جلس ، فقال له العلاءُ بنُ زياد: يا أبا حمزة ، أهكذا كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي على الجنازة كصلاتك هذه : يكبِّر عليها أربعاً ، ويقوم عند رأس الرجل ، وعجيزة المرأة؟ قال : نعم ، قال : يا أبا حمزة ، غزوتَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم، غزَوْتُ معه حُنَيناً ، فخرج المشركون ، فحملوا علينا ، حتى رأَينا خَيْلنا وراءَ ظهورنا، وفي القوم رجل يحمل علينا، فيذُقُّنَا ويَحْطِمُنا ، فهزمهم الله، وجعل يُجاءُ بهم ، فيُبايِعُونه على الإسلامِ، فقال رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : إِن عَلَيَّ نذراً إِنْ جاء اللهُ بالرجلِ الذي كانَ منذُ اليومَ يَحطِمُنا لأضرِبنَّ عُنقَه ، فسكتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، وجِيءَ بالرجل ، فلما رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : يا رسولَ الله تبتُ إِلى الله ، فأمسكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عنه لا يُبايعُه، لِيَفيَ -[228]- الآخَرُ بِنَذْره ، قال : فجعلَ الرجلُ يتصدَّى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليأمُرَه بقتله ، وجعل يَهَابُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقتلَه ، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ لا يصنعُ شيئاً ، بايَعه ، فقال الرجل : يا رسولَ الله ، نَذْري ، فقال : إِني لم أُمسِك عنهُ منذُ اليومَ إِلا لِتُوفِيَ بنذرِك ، قال : يا رسولَ الله ، أَلا أوْمَضْتَ إِليَّ ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : إِنَّهُ ليس لنبيّ أن يُومِضَ ، قال أَبو غالب: ثم سألت عن صنيع أنس في قيامه عَلَى المرأة عند عَجيزتها ؟ فحدَّثوني : أنه إنما كان لأنه لم تكن النُّعُوشُ ، فكان الإمام يقوم حِيَال عجيزتها ، يستُرها من القوم» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي مختصراً : قال أبو غالب : «صليتُ مع أنس بن مالك عَلَى جنازة رجل ، فقامَ حِيَالَ رأسه ، ثم جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا : يا أبا حمزة ، صَلِّ عليها ، فقامَ حِيالَ وَسطِ السرير، فقال له العلاءُ بنُ زياد: هكذا رأيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقوم على الجنازة كمقامك منها ، ومقامه من الرجل مقامك منه ؟ قال : نعم. فلما فرغ قال : احفظوا» (3) . -[229]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدِّهْقَان) : التانئ الكبير الذي له فلاحون يعملون بين يديه في أعماله : من الفِلاحة والزراعة ونحوها.
(يحطِمنا) : الحَطْم : الكَسْر والدَّوْس.
(يتصدَّى) : التَّصَدِّي : التعرض للشيء ، وقيل : هو الذي يستشرف [الشيء] ناظراً إليه.
(أوْمَضَت) : الإيماض : الإشارة إلى الشيء.
(حِيَال) : حِيَال الشيء : تلقاؤه.
(عجيزتها) : العجيزة : العَجُز.
__________
(1) وفي بعض النسخ : بريذينته ، وهي تصغير برذون ، والبرذون : الدابة وجمعه : براذين ، والبراذين من الخيل : ما كان من غير نتاج العرب .
(2) أي : هذه جنازتها .
(3) رواه أبو داود رقم (3194) في الجنائز ، باب أي يقول الإمام من الميت إذا صلى عليه ، والترمذي رقم (1034) في الجنائز ، باب ما جاء أين يقوم الإمام من الرجل والمرأة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن سمرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
1- أخرجه أحمد (3/151) قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وأبو داود (3194) قال : حدثنا داود.
كلاهما - عبد الصمد ، وداود - قالا : حدثنا عبد الوارث بن سعيد.
2- وأخرجه أحمد (3/118) قال : حدثنا وكيع. وفي (3/204) قال : حدثنا يزيد. وابن ماجة (1494) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ،والترمذي (1034) قال : حدثنا عبد الله بن منير.
كلاهما - نصر ، وابن منير - عن سعيد بن عامر بن يحيى
ثلاثتهم - وكيع ، ويزيد ، وسعيد بن عامر - عن همام..
كلاهما - عبد الوارث ، وهمام - عن نافع أبي غالب ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث أنس هذا حديث حسن.

4327 - (خ م د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - : قال : «لقد كنتُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- غُلاماً ، فكنتُ أحفظ عنه ، فما يمنعني من القول إِلا أن هاهنا رجالاً هم أسَنُّ منِّي ، وقد صليتُ وراء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عَلَى امرأة ماتَتْ في نِفَاسِها ، فقام عليها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة [عند] وَسْطها» . أخرجه البخاري ومسلم.
واختصره الترمذي قال : «إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلَّى على امرأة ، فقام وَسطها» .
وفي رواية أبي داود قال : «صليتُ وراء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على امرأة ماتت في نِفَاسِها ، فقام عليها للصلاة وسطها» . -[230]-
وفي رواية لمسلم والنسائي : «صلَّيتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم صلَّى على أُمِّ كعب الأَنصاريةِ ، ماتت وكانت نفساءَ ، فقام عند وسطها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نِفَاسَها) : نَفِسَت المرأة بفتح النون وضمها ، إذا ولدت ، والنفاس : الولادة ، وبفتح النون [لا غير] : إذا حاضت.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 162 في الجنائز ، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت ، وباب أين يقوم من المرأة والرجل ، وفي الحيض ، باب الصلاة على النفساء وسنتها ، ومسلم (964) في الجنائز ، باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه ، وأبو داود رقم (3195) في الجنائز ، باب أين يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه ، والترمذي رقم (1035) في الجنائز ، باب ما جاء أن يقوم الإمام من الرجل والمرأة ، والنسائي 4 / 72 في الجنائز ، باب اجتماع جنائز الرجال والنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/14) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/19) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا أبي. وفي (5/19) قال : حدثنا يحيى. والبخاري (1/90) قال : حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : أخبرنا شبابة ، قال : أخبرنا شعبة. وفي (2/111) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وفي (2/111) قال : حدثنا عمران بن ميسرة قال : حدثنا عبد الوارث. ومسلم (3/60) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، قال : أخبرنا عبد الوارث بن سعيد. (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابن المبارك ، ويزيد بن هارون. (ح) وحدثني علي بن حجر ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، والفضل بن موسى. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وعقبة بن مكرم العمي ، قالا : حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (3195) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (1493) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1035) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى. والنسائي (1/195) و (4/70) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن عبد الوارث. وفي (4/72) قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال : أنبأنا ابن المبارك ، والفضل بن موسى. (ح) وأخبرنا سويد ، قال : أنبأنا عبد الله.
تسعتهم - يزيد بن هارون ، وعبد الوارث ، ويحيى ، وشعبة ، ويزيد بن زريع ، وابن المبارك ، والفضل ، وابن أبي عدي ، وأبو أسامة - عن حسين بن ذكوان المعلم ، قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، فذكره.

4328 - (د س) عمار - مولى الحارث بن نوفل : قال : «شهدتُ جنازة أُمِّ كُلثوم وابنها، فجُعل الغلام مما يلي الإمام - فأَنكرتُ ذلك - وفي القوم ابنُ عباس ، وأبو قتادة ، وأبو سعيد، وأبو هريرة ، فكلُّهم قالوا : إِن هذه السُّنّةُ» . أَخرجه أبو داود.
زاد رزين : «أن يُقدَّم الذَّكَرُ إِلى الإمام في الصلاة ، ويُقدَّم إِلى القبلة في الدَّفن» .
وفي رواية النسائي قال : «حضرتُ جنازةَ صَبيّ وامرأة، فقُدِّم الصبيُّ مما يلي القوم، ووُضِعت المرأةُ وراءه ، فصُلِّيَ عليهما ، وفي القوم أبو سعيد -[231]- الخدري ، وابن عباس، وأبو قتادة ، وأبو هريرة ، فسألتهم عن ذلك ؟ فقالوا: السُّنَّةُ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3193) في الجنائز ، باب إذا حضر جنائز رجال ونساء من يقدم ، والنسائي 4 / 71 في الجنائز ، باب اجتماع جنازة صبي وامرأة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (3193) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن ابن جريج ، عن يحيى بن صبيح. والنسائي (4/71) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعيد ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن عطاء ابن أبي رباح.
كلاهما - يحيى بن صبيح ، وعطاء - عن عمار ، فذكره.

4329 - (س) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : زعم «أن ابنَ عمر صلَّى على تِسْعِ جنائزَ جميعاً ، فجعل الرجالَ يَلُون الإمام، والنساءَ يَلينَ القِبْلةَ ، فصفَّهنَّ صفَّاً واحداً ، ووُضِعت جنازةُ أمِّ كلثوم بنتِ عليّ امرأة عمر بن الخطاب، وابنٍ يقال له : زيد ، وُضِعا جميعاً، والإِمام يومئذ سعيد بن العاص ، وفي الناس ابنُ عباس، وأبو هريرة ، وأَبو سعيد ، وأبو قتادة ، فوُضِع الغلامُ ممَّا يَلي الإمامَ ، فقال رجل : فأنكرت ذلك ، فنظرت إِلى ابن عباس ، وأبي هريرة وأبي سعيد ، وأبي قتادة، فقلت: ما هذا ؟ قالوا: هي السُّنَّةُ» (1) .
__________
(1) 4 / 71 و 72 في الجنائز ، باب اجتماع جنائز الرجال والنساء ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (4/71) قال : أخبرنا محمد بن رافع ، قال : أنبأنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا ابن جريج ، قال : سمعت نافعا ، فذكره.

4330 - (ط) مالك بن أنس : بلغه : «أن عثمان بن عفان ، وأبا هريرة ، وابنَ عمر كانوا يُصلُّون على الجنائز بالمدينةِ : الرّجالِ والنساءِ ، فيجعلونَ الرجال مما يلي الإمام، والنساءَ مما يلي القِبْلةَ» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 230 بلاغاً في الجنائز ، باب جامع الصلاة على الجنائز ، وإسناده منقطع ، لكن له شواهد بمعناه ، منها الحديثان اللذان قبله ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (543) بلاغا، فذكره.

الفرع الخامس : في وقت الصلاة على الجنازة
4331 - (ط) محمد بن أبي حرملة [مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان ابن حُويطب] : «أن زينبَ بنتَ أبي سلمة تُوُفِّيت وطارق أميرُ المدينة ، فأُتِيَ بجنازتها بعد [صلاة] الصبح ، فوُضِعت بالبقيع ، قال : وكان طارق يُغَلِّسُ بالصبح ، قال ابن أَبي حَرْمَلة : فسمعتُ عبدَ الله ابنَ عمر يقول لأهلها : إِمَّا أن تُصلُّوا على جنازتكم الآنَ ، وإِما أن تتركوها حتَّى ترتفعَ الشمسُ» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُغَلِّس) : الغَلَس : ظلمة آخر الليل ، والتَّغْليس : فِعل الشيء في الغَلَس.
__________
(1) 1 / 229 في الجنائز ، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الاسفار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (539) عن محمد بن أبي حرملة مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب فذكره.

4332 - (ط خ) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : أن عبدَ الله بن عمر قال : «يُصَلَّى على الجنازة بعد الصبح ، وبعد العصر ، إِذا صُلِّيتَا لوقتهما» . أخرجه الموطأ (1) . -[233]-
وفي رواية ذكرها البخاري في ترجمة باب بغير إسناد قال : «كان ابنُ عمر لا يُصلِّي إِلا طاهراً (2) ، ولا يُصلِّي عند طلوع الشمس ، ولا غروبها ، ويرفع يديه» (3) .
وأخرج الموطأ أَيضاً : أن ابن عمر كان يقول : «لا يُصَلِّي الرجل على الجنازة إِلا وهو طاهر» (4) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 229 في الجنائز ، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الاسفار ... ، وإسناده صحيح .
(2) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 3 / 152 في الجنائز ، باب سنة الصلاة على الجنازة ، وقد وصله مالك بسند صحيح ، كما في الرواية التي قبله .
(3) ذكره البخاري تعليقاً 3 / 152 في الجنائز ، باب سنة الصلاة على الجنازة ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب عن نافع قال : كان ابن عمر إذا سئل عن الجنازة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر يقول : ما صليتا لوقتهما . أقول : وقد وصله مالك وقد تقدم بإسناده صحيح .
(4) رواه الموطأ 1 / 230 في الجنائز ، باب جامع الصلاة على الجنائز ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (540) عن نافع ، فذكره.
* رواية البخاري ذكرها تعليقا في الجنائز - باب سنة الصلاة على الجنائز -.
وطرفه الأول وصله مالك الموطأ (545) عن نافع ، فذكره.
وطرفه الثاني قال عنه الحافظ في الفتح (3/227) : وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب عن نافع.
وقوله: ويرفع يديه وصله البخاري في كتاب رفع اليدين والأدب المفرد من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع ، عن ابن عمر إنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة ، وقد روي مرفوعا أخرجه الطبراني في الأوسط. من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر بإسناد ضعيف.

الفرع السادس : في الصلاة على الميت في المسجد
4333 - (م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - : لما توفي سعدُ بن أبي وقاص قالت: «ادْخُلُوا به المسجد حتى أُصَلِّيَ عليه ، فأُنْكِرَ ذلك عليها ، فقالتْ : والله ، لقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابْنَيْ بَيضاءَ في المسجد : -[234]- سهَيل وأخيه» (1) .
وفي رواية : «فأَنكرَ الناسُ ذلك عليها ، فقالت: ما أسرعَ ما نَسِيَ الناسُ» - وفي نسخة: ما أسرعَ الناسَ - ما صلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيلِ بن البيضاءِ إِلا في المسجد.
وفي رواية : «لما توفي سعدُ بنُ أبي وقاص أرسلَ أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : أن يَمُرُّوا بجنازته في المسجد ، فيُصَلينَ عليه ، ففعلوا ، فوُقِفَ به على حُجَرِهِنَّ يُصلين عليه ، وأُخرِج من باب الجنائز الذي كان إِلى المقاعد، فبلغهنَّ أن الناسَ عابُوا ذلك ، وقالوا : ما كانت الجنائزُ يُدخَلُ بها في المسجدِ ، فبلغ ذلك عائشةَ ، فقالت: ما أسرعَ الناسَ إِلى أن يَعيبُوا ما لا علم لهم به ! عابوا علينا أن يمروا بجنازته (2) في المسجد ، وما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سُهيل بنِ البيضاءِ إِلا في جوف المسجد» . أخرجه مسلم ، وقال : سهيل ابن دَعْد - وهو ابنُ البيضاء- أُمُّه بيضاءُ.
وفي رواية الموطأ : «أنها أمَرَتْ أن يُمَرَّ عليها بِسَعْدِ بنِ أبي وقاص في -[235]- المسجد ، حين مات ، لتدعوَ له ، فأنكر ذلكَ الناسُ عليها ، فقالت عائشةُ : ما أسرع الناسَ ! ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهيلِ بنِ البيضاءِ إِلا في المسجد» .
واختصره الترمذي ، والنسائي ، قالت : «ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهل ابن البيضاء إِلا في المسجد» .
وفي رواية أبي داود مختصراً أيضاً قالت : «والله ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن البيضاء إِلا في المسجد» .
وفي أخرى : «والله لقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابنيْ بيضاءَ في المسجد : سُهيل ، وأخيهِ» (3) .
__________
(1) قال النووي " في شرح مسلم " بنو بيضاء : ثلاثة إخوة : سهل ، وسهيل ، وصفوان . وأمهم البيضاء اسمها دعد ، والبيضاء وصف ، وأبوهم : وهب بن ربيعة القرشي الفهري قديم الإسلام ، هاجر إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وشهد بدراً وغيرها ، توفي سنة تسع .
(2) في مسلم المطبوع : أن يمر بجنازة .
(3) رواه مسلم رقم (973) في الجنائز ، باب الصلاة على الجنازة في المسجد ، والموطأ 1 / 229 في الجنائز ، باب الصلاة على الجنائز في المسجد ، وأبو داود رقم (3189) و (3190) في الجنائز ، باب الصلاة على الجنازة في المسجد ، والترمذي رقم (1033) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على الميت في المسجد ، والنسائي 4 / 68 في الجنائز ، باب الصلاة على الجنازة في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/79) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا فليح ، عن صالح بن عجلان وفي (6/79) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا فليح ، عن محمد بن عباد بن عبد الله وصالح بن عجلان.. وفي (6/133) قال : حدثنا سعيد بن منصور. قال : حدثنا فليح بن سليمان ، عن صالح بن عجلان ومحمد بن عبد الله بن عباد. وفي (6/169) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج.
قال : أخبرني موسى بن عقبة ، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير. ومسلم (3/62) قال : حدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال علي : حدثنا وقال إسحاق : أخبرنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الواحد بن حمزة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا موسى بن عقبة ، عن عبد الواحد ،وأبو داود (3189) قال : حدثنا سعيد بن منصور. قال : حدثنا فيلح بن سليمان ، عن صالح بن عجلان ومحمد بن عبد الله بن عباد. وابن ماجة (1518) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال : حدثنا يونس بن محمد. قال : حدثنا فليح بن سليمان ، عن صالح بن عجلان. والترمذي (1033) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الواحد بن حمزة. والنسائي (4/68) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر. قالا : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الواحد بن حمزة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال : حدثنا عبد الله ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الواحد بن حمزة.
ثلاثتهم - صالح بن عجلان ، ومحمد بن عباد بن عبد الله ، وقيل محمد بن عبد الله بن عباد ، وعبد الواحد بن حمزة - عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، فذكره.
* في رواية عبد الرزاق : عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير بدل عباد بن عبد الله بن الزبير.
وبلفظ : «ما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد» .
أخرجه أحمد (6/261) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال : حدثنا عبد الله ، يعني ابن المبارك ، قال :أخبرنا موسى بن عقبة ، عن يحيى بن عباد ، عن حمزة بن عبد الله بن الزبير ، فذكره.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص ، قالت : ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه ، فأنكر ذلك عليها. فقالت : «والله لقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه» .
أخرجه مسلم (3/63) قال : حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع. وأبو داود (3190) قال : حدثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما - هارون ، ومحمد بن رافع - قالا : حدثنا ابن أبي فديك. قال : أخبرنا الضحاك ، يعني ابن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
* وأخرجه مالك الموطأ صفحة (159) عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله ، عن عائشة ، فذكرته. ليس فيه أبو سلمة بن عبد الرحمن.

4334 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «صُلِّيَ على عمرَ ابنِ الخطاب في المسجد» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 230 في الجنائز ، باب جامع الصلاة على الجنائز ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (542) عن نافع ، فذكره.

4335 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له - وفي نسخة : فلا شيء عليه -» . -[236]- أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3191) في الجنائز ، باب الصلاة على الجنازة في المسجد ، وفي سنده صالح مولى التوأمة ، وقد تغير بأخرة . قال النووي في " شرح مسلم " : وأجابوا عن حديث أبي داود - يعني هذا الحديث - بأجوبة . أحدها : أنه ضعيف لا يصح الاحتجاج به ، قال أحمد بن حنبل : هذا حديث ضعيف ، تفرد به صالح مولى التوأمة ، وهو ضعيف . والثاني : أن الذي في النسخ المشهورة المحققة المسموعة من " سنن أبي داود " : ومن صلى على جنازة في المسجد ، فلا شيء عليه ، ولا حجة له حينئذ فيه . الثالث : أنه لو ثبت الحديث ، وثبت أنه قال : " فلا شيء له " ، يوجب تأويله على " فلا شيء عليه " ليجمع بين الروايتين ، بين هذا الحديث وحديث سهيل بن بيضاء ، وقد جاء " له " بمعنى " عليه " كقوله تعالى : {وإن أسأتم فلها} . الرابع : أنه محمول على نقص الأجر في حق من صلى في المسجد ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة ، لما فاته من تشييعه إلى المقبرة وحضور دفنه ، والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/444) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/455) قال : حدثنا حجاج ويزيد بن هارون. وفي (2/505) قال : حدثنا يزيد. وأبو داود (3191) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى وابن ماجة (1517) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع ، وحجاج ، ويزيد ، ويحيى - عن ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، فذكره.
* في رواية يحيى في المطبوع من سنن أبي داود قال : «...فلا شيء عليه» . وفي تحفة الأشراف (10/13503) فلا شيء له.

الفرع السابع : في الصلاة على القبور
4336 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أن امرأَة سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ - أو شابّاً - فقدَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسأل عنها - أو عنه - فقالوا : مات، قال: أفلا كُنتم آذَنْتُموني ؟ قال : فكأنهم صَغَّرُوا أمرها - أو أمره - فقال : دُلُّوني على قبره ، فدلُّوه ، فصلى عليها ، ثم قال : إن هذه القبورَ مملوءة ظلمة على أهلها ، وإِن الله يُنَوِّرُها لهم بصلاتي عليهم» . -[237]- أخرجه البخاري، ومسلم ، واللفظ لمسلم ، وأخرجه أبو داود إِلى قوله : «فصلَّى عليه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَقُمُّ) القَمّ : الكنس ، والقُمامة : الكُناسة.
(آذنتموني) الإيذان : الإعلام بالأمر.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز ، باب الصلاة على القبر بعدما يدفن ، وفي المساجد ، باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان ، وباب الخدم للمسجد ، ومسلم رقم (956) في الجنائز ، باب الصلاة على القبر ، وأبو داود رقم (3203) في الجنائز ، باب الصلاة على القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/353) قال : حدثنا يونس بن محمد. وفي (2/388) و (406) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/124) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (1/124) قال : حدثنا أحمد بن واقد. وفي (2/112) قال : حدثنا محمد بن الفضل. ومسلم (3/56) قال : حدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. وأبو داود (3203) قال : حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. وابن ماجة (1527) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. وابن خزيمة (1299) قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي.
تسعتهم - يونس ، وعفان ،وسليمان بن حرب ، وأحمد بن واقد ، ومحمد بن الفضل ، وأبو الربيع ، وأبوكامل ، ومسدد ، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
وبنحوه : أخرجه ابن خزيمة (1300) قال : حدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني. قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.

4337 - (م) أنس - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبر. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (955) في الجنائز ، باب الصلاة على القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/130) ،ومسلم (3/56) قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي. وابن ماجة (1531) قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، ومحمد بن يحيى الذهلي قالا: حدثنا أحمد بن حنبل.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن عرعرة - قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ثابت ، فذكره.

4338 - (ت) سعيد بن المسيب - رضي الله عنه - : «أن أمَّ سعد ماتت والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- غائب ، فلما قَدِمَ صلى عليها ، وقد مضى لذلك شهر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1038) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على القبر ، ورواه البيهقي أيضاً 4 / 48 وهو مرسل صحيح ، كما قال الحافظ في " التلخيص " ، ووصله البيهقي 4 / 48 من طريق عكرمة عن ابن عباس ، وفي إسناده سويد بن سعيد ، وهو صدوق في نفسه ، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، ووصله أيضاً الدارقطني صفحة 193 ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه الترمذي (1038) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب. فذكره.

4339 - (ط س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - : «أن -[238]- مسكينة مَرِضَتْ، فأُخبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بمرضها. قال : وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يعُود المساكين ، ويسأل عنهم ، فقال كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِذا ماتت فآذِنُوني بها ، فخُرِج بجنازتها ليلاً ، فكَرِهُوا أن يُوقِظُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فلما أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بالذي كان من شأْنها ، فقال : ألم آمرْكم أن تُؤْذِنُوني بها ؟ فقالوا : يا رسول الله ، كرهنا أن نوقِظَكَ ونخرِجَكَ ليلاً ، فخرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى صفَّ بالناسِ على قَبرِها، وكبَّر أربع تكبيرات» . أَخرجه الموطأ.
وفي رواية النسائي قال : «اشتكت امرأة بالعوالي مسكينة، فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يسأَل عنها، وقال : إِن ماتت فلا تدفنوها حتى أُصلِّيَ عليها ، فتُوفِّيت، فجاؤوا بها إِلى المدينة بعد العَتَمة ، فوجدوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نام ، فكرهوا أن يُوقظوه ، فصلَّوْا عليها، ودفنوها ببقيع الغَرْقَدِ ، فلما أصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جاؤوا ، فسألهم عنها ؟ فقالوا : قد دُفِنَت يا رسول الله ، وقد جئناك فوجدناك نائماً ، فكرهنا أن نُوقِظَكَ ، قال : فانْطَلِقوا ، فانطلق يمشي ومشَوْا معه، حتى أَرَوْهُ قبرها، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وصفُّوا وراءَهُ ، فصلى عليها ، وكبر أربعاً» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 227 في الجنائز ، باب التكبير على الجنائز ، والنسائي 4 / 69 في الجنائز ، باب الصلاة على الجنازة بالليل ، وهو مرسل ، وقد جاء معناه موصولاً عن أبي هريرة من رواية البخاري ومسلم وأبي داود ، وقد تقدم رقم (4332) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه مالك الموطأ (534) عن ابن شهاب فذكره.
والنسائي (4/69) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أنبأنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس عن ابن شهاب ، فذكره.
قال الزرقاني في شرح الموطأ (2/82) :لم تختلف رواة الموطأ في إرساله، ووصله موسى بن محمد القرشي عن مالك فزاد عن رجل من الأنصار ،وموسى متروك ، ووصله سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة ، وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري باتفاق ، فالصواب عن أبي أمامة مرسل. نعم الحديث صحيح جاء من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد ثابتة.

4340 - (خ م د ت س) [عامر] الشعبي - رحمه الله - : قال : «أخبرني من مرَّ مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- على قبر منْبُوذ فأمَّهم وصفَّهم خلفه ، وقال الشيباني : قلت للشعبي : من حدَّثك بهذا يا أبا عمرو ؟ قال : ابنُ عباس» .
وفي رواية زائدة قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبراً [مَنْبُوذاً] ، فقالوا : هذا دُفِنَ - أو دُفِنت - البارحة ، قال ابن عباس : فصفَّنا خلفَه ، ثم صلى عليها» . ومنهم من قال : «إِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم- قال : أَفلا آذَنتمُوني ؟ قالوا : دفنَّاه في ظلمة الليل، وكرهنا أن نوقظك ، فقام فصفَّنا خلفه ، قال ابنُ عباس : وأنا فيهم ، فصلَّى عليها» .
وفي أخرى قال : «انتهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى قبر رَطْب ، فصلى عليه وصَفُّوا خلفه ، وكبَّر أربعاً» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة ، وزاد «فقيل له : من حدَّثك ؟ قال : الثقةُ ، من شَهِدَهُ ، عبدُ الله بنُ عباس» (1) .
وفي رواية الترمذي قال : «أخبرني من رأَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ، ورأَى قبراً مُنْتَبَذاً ، فصفَّ أصحابه فصلَّوْا عليه ، فقيل له : مَن أخبرك ؟ فقال : ابنُ عباس» . -[240]-
وفي رواية النسائي قال : «أَخبرني من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- : مرَّ بقبر مُنتبَذ فصلَّى عليه ، وصفَّ أصحابَه خلفه ، قيل : من حَدَّثَكَ ؟ قال : ابنُ عباس» .
وفي أخرى قال : «أخبرني من مرَّ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على قبر منْتَبَذ ، فأمَّهم وصفَّ (2) خلفه ، قلت: من هو يا أَبا عمرو ؟ قال : ابنُ عباس» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قبر منبوذ) المنبوذ : المرمي الملقى ، أراد : أنه مر بقبر منتبذ عن القبور ، فصلى عليه ، قال الهروي : ومن رواه بإضافة «قبر» أراد بقبر شخص منبوذ ، والمنبوذ : اللقيط ، قلت : ليس لهذه الرواية وجه ، فإن [في] رواية هذا الحديث أنه «بقبر منتبذ» ، و «رأى قبراً منتبذاً» ، فهذا مما يمنع أنه أراد الإضافة ، والله أعلم.
__________
(1) وهذا اللفظ أيضاً عند مسلم .
(2) في المطبوع : وصلى .
(3) رواه البخاري 3 / 164 في الجنائز ، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن ، وباب الأذن بالجنازة ، وباب الصفوف على الجنازة ، وباب صفوف الصبيان مع الرجال على الجنائز ، وباب سنة الصلاة على الجنائز ، وباب صلاة الصبيان مع الناس على الجنازة ، وفي صفة الصلاة ، باب وضوء الصبيان ، ومسلم رقم (954) في الجنائز ، باب الصلاة على القبر ، وأبو داود رقم (3196) في الجنائز ، باب التكبير على الجنازة ، والترمذي رقم (1037) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على القبر ، والنسائي 4 / 85 في الجنائز ، باب الصلاة على القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : عن عامر الشعبي ، عن ابن عباس ، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبر ، قد دفن ليلا ، فقال: متى دفن هذا ؟ قالوا : البارحة. قال : أفلا آذنتموني. قالوا : دفناه في ظلمة الليل ، فكرهنا أن نوقظك. فقام ، فصففنا خلفه. قال ابن عباس : وأنا فيهم ، فصلى عليه» .
وفي رواية شعبة ، وهشيم : عن العشبي ، قال : أخبرني من مر مع نبيكم -صلى الله عليه وسلم- على قبر منبوذ ، فأمنا فصففنا خلفه. فقلنا : يا أبا عمرو من حدثك ؟ قال : ابن عباس ، رضي الله عنهما» .
وزاد مسلم بن إبراهيم عن شعبة : «وكبر أربعا» .
وفي رواية عبد الله بن إدريس : عن الشعبي ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبر رطب ، فصفوا عليه ، وكبر عليه أربعا. فقلت للشعبي : من حدثك ؟ قال : الثقة من شهده عبد الله بن عباس.
1-أخرجه أحمد (1/224) (1962) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/283) (2554) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. (ح) وحدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/338) (3134) قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (1/217) قال : حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني غندر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/92) قال : حدثنا محمد ، قال : أخبرنا أبو معاوية. وفي (2/109) قال : حدثنا مسلم. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/109) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الواحد. وفي (2/110) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/110) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا زائدة. وفي (2/112) قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/113) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (3/55) قال : حدثنا حسن بن الربيع ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا حسن بن الربيع ، وأبو كامل ، قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبيدالله ابن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، عن شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3196) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال : أخبرنا ابن إدريس. وابن ماجة (1530) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو معاوية ،والترمذي (1037) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم. والنسائي (4/85) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، عن شعبة. وفي (4/85) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم.
ثمانيتهم - أبو معاوية ، وسفيان ، وشعبة ، وعبد الواحد بن زياد ، وزائدة ، وجرير ، وعبد الله بن إدريس، وهشيم - عن سليمان أبي إسحاق الشيباني.
2- وأخرجه مسلم (3/56) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وهارون بن عبد الله ، جميعا عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد.
3- وأخرجه مسلم (3/56) قال : حدثني أبو غسان محمد بن عمرو الرازي ، قال : حدثنا يحيى بن الضريس ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي حصين.
ثلاثتهم - أبو إسحاق الشيباني ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبو حصين - عن الشعبي ، فذكره.

4341 - (س) يزيد (1) بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : «إِنهم خرجوا -[241]- مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم ، فرأى قبراً جديداً ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذه فلانةُ مولاةُ فلان ، فعرَفَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ماتَتْ ظهراً ، وأنت صائم قائل، فلم نُحِبَّ أن نوقظك بها ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وصفَّ الناسَ خلفه ، فكبَّر عليها أربعاً ، ثم قال : لا يموت فيكم ميت ما دُمت بين أظهركم ، إِلا - يعني: آذنتموني به - فإن صلاتي له رحمة» . أخرجه النسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قائل) القائل : اسم فاعل ، من القائلة ، وهي شدة الحر.
__________
(1) في المطبوع : زيد ، وهو خطأ ، والتصحيح من النسائي .
(2) 4 / 84 في الجنائز ، باب الصلاة على القبر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) قال : حدثنا هشيم. وابن ماجة (1528) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا هشيم. والنسائي (4/84) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير.
كلاهما - هشيم ، وعبد الله بن نمير - قالا : حدثنا عثمان بن حكيم ، عن خارجة بن زيد ، فذكره.

4342 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبر امرأة بعد ما دُفِنَتْ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 85 في الجنائز ، باب الصلاة على القبر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/85) قال : أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا زيد بن علي وهو أبو أسامة ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، عن حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء ،فذكره.

4343 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً ، فصلى على أهل أُحُد صلاتَهُ على الميت، ثم انصرف» .
وفي رواية : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلَّى على قَتْلَى أُحُد بعد ثمانِ سنين، كالمودِّع للأحياءِ والأموات» . أخرجه أبو داود.
وللنسائي قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً ، فصلَّى على أهل أحُد صلاتَه -[242]- على الميت، ثم انصرف إِلى المنبر ، فقال : إِنِّي فَرَطُكُم ، وإِنِّي شهيد عليكم» (1) .
__________
(1) كذا في الأصل ، وفي المطبوع : نسب روايتي أبي داود له وللنسائي ، وأفرد رواية النسائي بحديث عقب هذا الحديث ، ونسبها لرزين ، والحديث رواه أبو داود رقم (3223) و (3224) في الجنائز ، باب الميت يصلى على قبره بعد حين ، والنسائي 4 / 61 و 62 في الجنائز ، باب الصلاة على الشهداء ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : قلت هو في الصحيح بلفظ. «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ، ثم طلع المنبر فقال : إني بين أيديكم فرط ، وأنا عليكم شهيد ، وإن موعدكم الحوض ، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال : فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
1- أخرجه أحمد (4/149) قال : حدثنا حجاج بن محمد. وفي (4/153) قال : حدثنا هاشم. والبخاري (2/114) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/240) قال : حدثنا سعيد بن شرحبيل. وفي (5/132) و (8/151) قال : حدثني عمرو بن خالد ، وفي (8/112) ، ومسلم (7/67) ،وأبو داود (3223) ،والنسائي (4/61) .
أربعتهم - البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي - عن قتيبة ابن سعيد.
ستتهم - حجاج بن محمد ، وهاشم ، وعبد الله بن يوسف ، وسعيد بن شرحبيل ، وعمرو بن خالد ، وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد.
2- وأخرجه أحمد (4/154) قال : حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (5/120) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال : أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (3224) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - يحيى ، وزكريا - عن عبد الله بن المبارك ، عن حيوة بن شريح.
3- وأخرجه مسلم (7/67) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا وهب ، يعني ابن جرير ، قال : دحثنا أبي ، قال : سمعت يحيى بن أيوب.
ثلاثتهم - ليث ، وحيوة ، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، فذكره.
* واللفظ للبخاري (5/120) .
عن أبي عشانة ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة» .

الفرع الثامن : في الصلاة على الغائب
4344 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : «قد تُوُفِّيَ اليوم رجل صالح من الحَبش ، فهلُمُّوا فصلُّوا عليه ، قال : فصففنا ، فصلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، ونحن [صفوف] (1) ، وقال أبو الزبير عن جابر : كنت في الصف الثاني» سمَّاه في رواية «أصْحَمةَ» .
وفي رواية : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى على النَّجاشي ، وكنت في الصف الثاني ، أو الثالث» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِن أخاً لكم قد مات ، فقُوموا فصلُّوا عليه ، قال: فقمنا ، فصففنا صفَّين» .
وله في أخرى قال : «مات اليوم عبد [لله] صالح : أصْحَمةُ ، فقام فأمَّنا وصلَّى عليه» . -[243]-
وفي رواية النسائي : «إِن أخاكُم النجاشيَّ قد مات ، فصلُّوا عليه ، فقام فصفَّ بنا ، كما يُصَفُّ على الجنازة ، وصلَّى عليه» .
وأخرج أيضاً رواية مسلم الأولى.
وله في أخرى قال : «كنتُ في الصف الثاني يوم صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على النجاشي» (2) .
__________
(1) في الأصل : فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن ، وفي البخاري المطبوع : فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ في " الفتح " : زاد المستملي في رواية : ونحن صفوف .
(2) رواه البخاري 3 / 150 في الجنائز ، باب الصفوف على الجنازة ، وباب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب موت النجاشي ، ومسلم رقم (952) في الجنائز ، باب في التكبير على الجنازة ، والنسائي 4 / 69 و 70 ، باب الصفوف على الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (1291) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/295) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/319) قال : حدثنا يحيى. والبخاري (2/109) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام بن يوسف. وفي (5/64) قال : حدثنا أبو الربيع ، قال : حدثنا ابن عيينة. ومسلم (3/55) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (4/69) قال : أخبرنا محمد بن عبيد ، عن حفص بن غياث. وفي فضائل الصحابة (200) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى.
خمستهم - سفيان ، وعبد الرزاق ، ويحيى ، وهشام ، وحفص - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/295) قال : حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد. وفي (3/369) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا سعيد. وفي (3/400) قال : حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (2/108) قال : حدثنا مسدد ، عن أبي عوانة ، وفي (5/64) قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد.
ثلاثتهم - سعيد ، ويزيد ، وأبو عوانة - عن قتادة.
كلاهما - ابن جريج ، وقتادة - عن عطاء ، فذكره.

4345 - (م ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إِن أخاً لكم قَد ماتَ ، فقوموا فصلُّوا عليه - يعني : النجاشيَّ -» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي : «إِن أخاكُم النجاشيَّ قد مات ، فقوموا فصلُّوا عليه ، فقمنا فصففنا كما يُصَفُّ على الميت ، وصلَّينا معه كما يُصلَّى على الميت» . وأخرج الروايتين النسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (953) في الجنائز ، باب في التكبير على الجنازة ، والترمذي رقم (1039) في الجنائز ، باب ما جاء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي ، والنسائي 4 / 70 في الجنائز ، باب الصفوف على الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/431) قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس ، عن أبي قلابة. وفي (4/433) قال : حدثنا محبوب بن الحسن ، قال : حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة. (ح) وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة. وفي (4/439) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين. وفي (4/446) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا حرب ، قال : حدثنا يحيى ، أن أبا قلابة حدثه.
ومسلم (3/55) قال : حدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر. قالا : حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا يحيى ابن أيوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أيوب ، عن أبي قلابة. وابن ماجة (1535) قال : حدثنا يحيى ابن خلف ومحمد بن زياد. قالا : حدثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا عمرو بن رافع ، قال : حدثنا هشيم. جميعا عن يونس ، عن أبي قلابة. والترمذي (1039) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف وحميد بن مسعدة. قالا : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين. والنسائي (4/57) قال : أخبرنا علي ابن حجر وعمرو بن زرارة النيسابوري. قالا : حدثنا إسماعيل ، عن أيوب ، عن أبي قلابة. وفي (4/70) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا يونس ، عن محمد بن سيرين.
كلاهما - أبو قلابة ، ومحمد بن سيرين - عن أبي المهلب ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/439) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا أبي. وفي (4/441) قال : حدثنا عبد الأعلى - كلاهما - عبد الوارث بن سعيد ، والد عبد الصمد. وعبد الأعلى -قالا : حدثنا يونس ، عن محمد بن سيرين ، عن عمران بن حصين ، فذكره. ليس فيه أبوالمهلب.

الفرع التاسع : في الصلاة على المحدود ، والمديون ، ومن قتل نفسه
4346 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يُصَلِّ على ماعزِ بنِ مالك ، ولم يَنْهَ عن الصلاة عليه» . أخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3186) في الجنائز ، باب الصلاة على من قتلته الحدود ، وفي سنده جهالة نفر من أهل البصرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3186) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، قال : حدثني نفر من أهل البصرة ، فذكره. قلت : في مسنده جهالة نفر من أهل البصرة.

4347 - (خ م س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- كان يُؤْتَى بالرَّجُلِ المتوفَّى عليه الدَّيْنُ ، فَيَسألُ : هل تَرَكَ لِدَيْنِه قَضَاء ؟ فإن حُدِّث أنه تركَ وفاء [صلَّى عليه] ، وإِلا قال للمسلمين : صلّوا على صاحِبِكُم ، قال : فلما فتحَ اللهُ على رسولِهِ كان يصلِّي ولا يسأل عن الدَّيْن ، وكان يقول : أنا أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن تُوفِّي من المؤمنين فترك دَيْناً أو كلاًّ أو ضَيَاعاً ، فعليَّ وإِليَّ ، ومن ترك مالاً فلورثته» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي (1) . -[245]-
وقد تقدَّم في كتاب الدَّيْن من حرف الدال أَحاديث في هذا المعنى فلم نُعِدْها (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كلاًّ) : الكَلُّ : الثِّقْل والدَّيْن.
(الضَّياع) بفتح الضاد : العِيال.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 7 و 8 في الفرائض ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : من ترك مالاً فلأهله ، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج ، وباب ميراث الأسير ، وفي الكفالة ، باب الدين ، وفي الاستقراض ، باب الصلاة على من ترك ديناً ، وفي تفسير سورة الأحزاب في فاتحتها وفي النفقات ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : من ترك كلاً أو ضياعاً فالي ، ومسلم رقم (1619) في الفرائض ، باب من ترك مالاً فلورثته ، والترمذي رقم (1070) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على المديون ، والنسائي 4 / 66 في الجنائز ، باب الصلاة على من عليه دين .
(2) انظر الجزء الثاني 465 - 467 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

4348 - (م ت س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِرَجل قَتَلَ نَفْسَه بمشاقِصَ ، فلم يُصلِّ عليه. أخرجه مسلم ، والنسائي ، وأَخرجه الترمذي، ولم يذكر: المشاقص (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بمشاقص) : المشاقص ، جمع مشقص ، وهو من النصال ما طال وعرض ، وقيل : هو سهم له نصل عريض.
__________
(1) رواه مسلم رقم (978) في الجنائز ، باب ترك الصلاة على القاتل نفسه ، والترمذي رقم (1068) في الجنائز ، باب ما جاء فيمن قتل نفسه ، والنسائي 4 / 66 في الجنائز ، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/87) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال : حدثنا حجاج. وعبد الله ابن أحمد (5/97) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا إسحاق يعني ابن منصور السلولي.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ، وحجاج ، وإسحاق - عن إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (5/91) قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/92) و (94) قال : حدثنا حسن بن موسى. ومسلم (3/66) قال : حدثنا عون بن سلام الكوفي. وأبو داود (3185) قال : حدثنا ابن نفيل. والنسائي (4/66) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا أبو الوليد.
خمستهم - حميد ، وحسن ، وعون ، وابن نفيل ، وأبو الوليد - عن زهير أبي خيثمة.
3- وأخرجه أحمد (5/91) و (94) قال : حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/92) و (94) قال : حدثنا أبوكامل. وابن ماجة (1526) وعبد الله بن أحمد (5/94) قالا : حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال : حدثني سويد بن سعيد.
أربعتهم - أسود ، وأبو كامل ، وعبد الله بن عامر ، وسويد - قالوا :حدثنا شريك بن عبد الله.
4- وأخرجه أحمد (5/102) و (107) ،والترمذي (1068) قال : حدثنا يوسف بن عيسى.
كلاهما - أحمد ، ويوسف - قالا : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا إسرائيل ، وشريك.
ثلاثتهم - إسرائيل ، وزهير ، وشريك - عن سماك فذكره.

الفرع العاشر : في انتفاع الميت بالصلاة عليه
4349 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من مَيِّت تُصَلِّي عليه أُمَّة من المسلمين ، يبلُغُون مائة ، كُلُّهم يشفعون له ، إِلا شُفِّعُوا فيه» . -[246]-
قال راويه - وهو عبد الله بن يزيد ، رضيع عائشة - : فحدَّثتُ به شعيبَ بن الحَبْحاب، فقال : حدَّثني به أنس بنُ مالك عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي، والنسائي إِلى قوله : «إِلا شُفِّعُوا فيه» .
وقال في رواية أخرى : «مائة فما فَوقَها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَضِيع عائشة) الرضيع : الذي تشرب أنت وهو لبناً واحداً ، وهو الأخ من الرضاعة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (947) في الجنائز ، باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه ، والترمذي رقم (1029) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت ، والنسائي 4 / 75 في الجنائز ، باب فضل من صلى عليه مائة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الجنائز (18) عن الحسن بن عيسى ، عن ابن المبارك ، عن سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن عبد الله بن يزيد ، رضيع عائشة به قال سلام : فحدثت به شعيب بن الحبحاب ، فقال :حدثني به أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والترمذي في الجنائز (40:2) عن ابن أبي عمر ، عن عبد الوهاب الثقفي و (40:2) عن علي بن حجر ، وأحمد بن منيع.
كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما عن أيوب نحوه. وقال : حسن صحيح ، وقد رواه بعضهم ولم يرفعه ، والنسائي فيه الجنائز (78:2) عن عمرو بن زرارة ، عن إسماعيل نحوه. و (78:1) عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سلام بن أبي مطيع به ، وذكر حديث شعيب بن الحبحاب مفردا. تحفة الأشراف (11/472) وهو أيضا عن أنس.
أخرجه أحمد (3/266) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، وعتاب. ومسلم (3/52) قال : دحثنا الحسن بن عيسى. والنسائي (4/75) قال : أخبرنا سويد بن نصر.
أربعتهم - علي ، وعتاب ، والحسن ، وسويد - عن عبد الله بن المبارك ، عن سلام بن أبي مطيع ، عن شعيب ، فذكره.

4350 - (م د) كريب مولى ابن عباس : «أنَّ ابنَ عباس مات له ابن بقُدَيد - أَو بعُسْفانَ - فقال : يا كُريبُ ، انظر ما اجتمع له من الناس، قال : فخرجتُ ، فإِذا نَاس قد اجتمعوا له، فأخبرتُهُ ، فقال : تقول : هم أربعون ؟ قال : قلتُ : نعم، قال : أخرجوه ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَا مِن رَجُل يَموتُ فيقوم على جنازته أربعون رجلاً ، لا يشركون بالله شيئاً ، إِلا شفَّعهم الله فيه» . أَخرجه مسلم ، وأخرج أبو داود المسند -[247]- منه فقط (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (948) في الجنائز ، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه ، وأبو داود رقم (3170) في الجنائز ، باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/277) (2509) قال: حدثنا هارون - قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون- قال: أخبرنا ابن وهب، ومسلم (3/53) قال: حدثنا هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي، والوليد بن شجاع، قال الوليد: حدثني ، وقال الآخران: حدثنا ابن وهب، وأبوداود (3170) قال: حدثنا الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (1489) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا بكر بن سليم.
كلاهما - ابن وهب، وبكر بن سليم- عن حميد بن زياد الخراط أبي صخر، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره.

4351 - (س) الحكم بن فروخ : قال : «صلَّى بنا أبو المَليح على جنازة ، فظننَّا أنه قد كبَّر ، فأقبل علينا بوجهه ، فقال : أقيموا صُفوفَكم ، ولْتَحْسُنْ شفَاعَتُكم ، قال أبو المَليح : حدَّثني عبدُ الله عن إِحدى أُمَّهاتِ المؤمنين - وهي ميمونةُ زوجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت : أخبرني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال : مَا مِنْ مَيِّت يُصلِّي عليه أُمَّة من الناس إِلا شُفِّعُوا فيه ، فسألت أبا المليح عن الأُمَّةِ ؟ فقال : أربعون» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 76 في الجنائز ، باب فضل من صلى عليه مائة ، وفي سنده عبد الله بن سليط لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ويشهد له معنى الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/331) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/331و334) قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الواحد الحداد. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن سواء أبوالخطاب.
ثلاثتهم - يحيى ، وأبو عبيدة، ومحمد بن سواء- عن أبي بكار الحكم بن فروخ. قال: صلى بنا أبو المَليح على جنازة، فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، ولتحسن شفاعتكم. قال أبوالمليح0: حدثني عبد الله وهو ابن سليط ، فذكره.
* في رواية أحمد بن حنبل: «عبد الله بن سليل» ، قال ابن حَجَر: وقد أخرجه أحمد فقال في رواية له : «عبد الله بن سليل» وكذا ذكر البخاري الاختلاف في أبيه، والراجح «السليط» انظر تهذيب التهذيب (5/الترجمة 422) .

4352 - (د ت) مالك بن هبيرة - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مُسلم يموتُ ، فيُصلِّي عليه ثلاثةُ صفوف من المسلمين إِلا أوْجَبَ» . فكان مالك إِذا استقلَّ أهل الجنازة جَزَّأَهم ثلاثة صفوف، لهذا الحديث. أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال : «كان مالك بنُ هُبَيْرَةَ إِذا صلى على جنازة ، فَتَقَالَّ الناسُ عليها جزَّأهم ثلاثة أجزاء ، ثم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ -[248]- صلَّى عليه ثلاثةُ صفوف أوْجَبَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوجَبَ) الرجل : إذا فَعَلَ فعلاً وجبت له به الجنة أو النار.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3166) في الجنائز ، باب في الصفوف على الجنازة ، والترمذي رقم (1028) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت ، وفيه عنعنة ابن إسحاق ، قال الترمذي : حديث مالك بن هبيرة حديث حسن ، قال : وفي الباب عن عائشة ، وأم حبيبة ، وأبي هريرة ، وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/79) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا حماد بن زيد.. وأبو داود (3166) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (1490) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، والترمذي (1028) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، ويونس بن بكير.
أربعتهم - حماد بن زيد، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن المبارك، ويونس بن بكير- عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث مالك بن هبيرة حديث حسن، هكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق هذا الحديث ، وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا ، ورواية هؤلاء أصح عندنا.

الفصل الرابع : في صلوات متفرقة
تحية المسجد
4353 - (خ م ط د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا دَخَلَ أحدُكم المسجدَ فليركّعْ ركعتين قبل أن يجلسَ» . أخرجه الجماعة.
وعند أبي داود : «فَليُصَلِّ سجدتين» .
وله في أخرى زيادة : «ثم ليقعُدْ بعدُ إِن شاءَ ، أو ليذهبْ لحاجته» .
وفي أخرى للبخاري ، ومسلم قال : «دخلتُ المسجدَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[249]- جالس بين ظَهْرَانَيِ الناس، قال : فجلستُ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما منعك أن تركعَ ركعتين قبل أن تجلسَ ؟ قال : فقلتُ : يا رسول الله ، رأيتُكَ جالساً ، والناسُ جلوس ، قال: فإذا دخل أَحدُكم المسجدَ فلا يَجْلِسْ حتى يَرْكَعَ ركعتين» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 447 في المساجد ، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين ، وفي التطوع ، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى ، ومسلم رقم (714) في صلاة المسافرين ، باب استحباب تحية المسجد بركعتين ، والموطأ 1 / 162 في قصر الصلاة ، باب انتظار الصلاة والمشي فيها ، وأبو داود رقم (467) و (468) في الصلاة ، باب ما جاء في الصلاة عند دخول المسجد ، والترمذي رقم (316) في الصلاة ، باب ما جاء إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين ، والنسائي 2 / 53 في المساجد ، باب الأمر بالصلاة قبل الجلوس في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (118) . والحميدي (421) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان ومحمد بن عجلان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك ، يعني ابن أنس، وفي (5/،296 305) قال: حدثنا سفيان ، عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان. وفي (5/303) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق. قالا: حدثنا مالك. وفي (5/305) قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان. وفي (5/311) قال: حدثنا وكيع، عن أبي العميس. والدارمي (1400) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا مالك بن أنس وفليح بن سليمان. والبخاري (1/120) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (2/70) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد. ومسلم (2/155) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك ، وأبو داود (467) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا مالك. وابن ماجة (1013) قال: حدثنا العباس بن عثمان. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (316) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (2/53) . وفي الكبرى (720) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى (434) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عمارة بن غزية، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1825) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان وعثمان بن أبي سليمان. وفي (1826) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن ، يعني ابن مهدي، عن مالك. وفي (1827) قال: حدثنا بُنْدار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن عجلان. (ح) وحدثنا أبو عمار. قال: حدثنا الفضل بن موسى ، عن عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند. (ح) وحدثنا بندر، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد. (ح) وحدثنا الصنعاني. قال : حدثنا المعتمر. قال: سمعت عمارة بن غزية ، يحدث عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا علي بن الحسين الدرهمي. قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن محمد بن إسحاق.
تسعتهم - مالك ، وعثمان بن أبي سليمان ، ومحمد بن عجلان ، وأبو العميس ، وفليح بن سليمان ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويحيى بن سعيد ، وزياد بن سعد ، ومحمد بن إسحاق - عن عمار بن عبد الله بن الزبير.
2-وأخرجه أحمد (5/305) قال : حدثنا معاوية بن عمرو. ومسلم (2/155) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حسين بن علي. وابن خزيمة (1829) قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي. قال : حدثنا حسين ، يعني ابن علي الجعفي.
كلاهما - معاوية بن عمرو ، وحسين بن علي - عن زائدة. قال : حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري. قال: حدثني محمد بن يحيى بن حبان.
كلاهما - عامر بن عبد الله ، ومحمد بن يحيى بن حبان - عن عمرو بن سليم الزرقي ، فذكره.
* وزاد محمد بن إسحاق في روايته. قال : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن عامر بن عبد الله ، عن عمرو بن سليم ، عن أبي قتادة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله.
* وأخرجه أبو داود (468) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال : حدثنا أبوعميس عتبة بن عبد الله ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن رجل من بني زريق ، عن أبي قتادة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بنحوه. زاد : ثم ليقعد بعد إن شاء ، أو ليذهب لحاجته.
وبلفظ : «أعطوا المساجد حقها. قيل : وما حقها ؟ قال : ركعتين قبل أن تجلس.» .
أخرجه ابن خزيمة (1824) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال : حدثنا أبو خالد. قال ابن إسحاق :أخبرنا ، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن عمرو بن سليم ، فذكره.

4354 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «كان لي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- دَيْن ، فقضاني وزادني ، فدخلتُ عليه المسجدَ ، فقال : صَلِّ ركعتين» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 447 في المساجد ، باب الصلاة إذا قدم من سفر ، وفي البيوع ، باب شراء الدواب والحمير ، وفي الوكالة ، باب إذا وكل رجل رجلاً أن يعطي شيئاً ولم يبين كم يعطي فأعطى على ما يتعارفه الناس ، وفي الاستقراض ، باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه ، وباب حسن القضاء ، وفي المظالم ، باب من عقل بعيره على البلاط ، وفي الهبة ، باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة ، وفي الشروط ، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان ، وفي الجهاد ، باب من ضرب دابة غيره في الغزو ، وباب استئذان الرجل الإمام ، وباب الصلاة إذا قدم من سفر ، وفي النكاح ، باب الثيبات ، وباب طلب الولد ، وباب تستحد المغيبة وتمتشط ، وفي النفقات ، باب عون المرأة زوجها في ولده ، وفي الدعوات ، باب الدعاء للمتزوج ، ومسلم رقم (715) في صلاة المسافرين ، باب استحباب تحية المسجد بركعتين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الصلاة (59) وفي الاستقراض (7:2) عن خلاد بن يحيى ، وفي الهبة (12:1) عن ثابت بن محمد.
كلاهما عن مسعر. وفي الجهاد (197:1) عن سليمان بن حرب ، وفي الاستقراض لا بل في الجهاد (198) عن أبي الوليد. وفي الهبة (22:2) عن بندار ، عن غندر.
ثلاثتهم عن شعبة.
وقال البخاري في الجهاد (198) عقب حديث وكيع : وزاد معاذ ، عن شعبة فذكر زيادة. ومسلم في الصلاة (119:3) عن أحمد بن جواس الحنفي ، عن عبد الله الأشجعي ، عن سفيان ، عنه ، به ، وفي الصلاة (120:1) وفي البيوع (42:2) عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، وفي البيوع (42:9) عن يحيى ابن حبيب بن عربي. عن خالد بن الحارث.
كلاهما عن شعبة به. وأبو داود في البيوع (11:2) عن أحمد بن حنبل ، عن يحيى ، عن مسعر بالقصة الأولى ، والنسائي في البيوع (51:1) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بالقصة الأولى. و (51:1) عن محمد بن منصور ومحمد بن عبد الله بن يزيد.
كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بالقصة الأولى. وفي السير في الكبرى عن عمرو بن يزيد ، عن بهز ابن أسد. عن شعبة. بالقصة الثانية.
وبعضهم يزيد على بعض في الحديث ، ومنهم من ذكر فيه قصة البعير.
كلهم عن محارب بن دثار السدوسي الكوفي فذكره.تحفة الأشراف (2/264- 265) .

4355 - (د خ م) كعب بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذا قَدِمَ من سفر بدأ بالمسجد ، فصلَّى فيه ركعتين ، ثم جلس للناس» . أَخرجه أبو داود.
وهو طرف من حديثِ توبةِ كعب بن مالك ، وقد ذُكِر في تفسير سورة براءة في حرف التاء، وقد أخرجه البخاري ومسلم بتمامه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2781) في الجهاد ، باب في الصلاة عند القدوم من السفر ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً مطولاً البخاري ومسلم ، وقد تقدم برقم (662) في حرف التاء في تفسير سورة براءة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4356 - (س) أبو سعيد [بن] المعلى - رضي الله عنه - : قال : «كنا نَغْدُو إِلى السوق على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَنَمُرُّ على المسجدِ ، فنُصلِّي فيه» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 55 في المساجد ، باب صلاة الذي يمر على المسجد ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه النسائي (2/55) . وفي الكبرى (722) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال. قال: أخبرني مروان بن عثمان، أن عبيد بن حنين أخبره. فذكره.

صلاة الاستخارة
4357 - (خ د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها ، كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن ، يقول: إِذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتين من غيرِ الفريضةِ ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرُكَ بعلمكَ ، وأسْتَقْدِرُك بقدرتكَ ، وأَسأَلكَ من فضلك العظيم ، فإنك تقدِر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علامُ الغيوب، -[251]- اللهم إِن كنتَ تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبةِ أمري - أو قال: عاجِلِ أمري وآجِلِهِ - فاقْدُرْهُ لي ويسِّرْهُ لي ، ثم بارك لي فيه ، اللهم إن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر شَرّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال : في عاجِلِ أمري وآجِلهِ - فاصْرِفه عَنِّي ، واصرفْني عنه ، واقْدُرْ لِي الخيرَ حيث كان ، ثم رَضِّني به. قال : ويُسَمِّي حاجَتَه» . أخرجه البخاري، وأبو داود ، والترمذي، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستخارة) في الأمور: طلبُ الخِيرة فيها، واستعلام ما عند الله تعالى فيها.
(أستَقْدِرك) لكذا، أي: أطلب منك أن تُقْدِرني عليه.
(فاقدره لي) : قَدَرْتُ الشيء أقدره : أي قَدَّرْتُه وهيأته، وليلة القدر: هي الليلة التي تقدَّر فيها الأرزاق.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 155 - 158 في الدعوات ، باب الدعاء عند الاستخارة ، وفي التطوع ، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {قل هو القادر} ، وأبو داود رقم (1538) في الصلاة ، باب في الاستخارة ، والترمذي رقم (480) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الاستخارة ، والنسائي 6 / 80 و 81 في النكاح ، باب كيف الاستخارة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/344) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وأبو سعيد -يعني مولى بني هاشم-. وعبد بن حميد (1089) قال: حدثني خالد بن مخلد، والبخاري (2/70) قال: حدثنا قتيبة. وفي (8/101) ، وفي الأدب المفرد (703) قال: حدثنا مُطرّف بن عبد الله أبو مصعب. وفي (9/144) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (1538) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن مقاتل، خال القعنبي، ومحمد بن عيسى، وابن ماجة (1383) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا خالد بن مخلد. والترمذي (480) قال: حدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (3/344) قال: حدثناه منصور بن أبي مزاحم. والنسائي (6/80) ، وفي عمل اليوم والليلة (498) قال: أخبرنا قتيبة.
جميعا - إسحاق ، وأبو سعيد، وخالد، وقتيبة، ومطرف، وابن المنذر، ومعن، والقعنبي، وابن مقاتل، ومحمد بن عيسى، ومنصور- قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن محمد بن المنكدر، فذكره.

صلاة الحاجة
4358 - (ت) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله -[252]- صلى الله عليه وسلم- : «مَن كانت له إِلى الله حاجة ، أو إِلى أحد من بني آدمَ فليَتوضَّأُ ولْيُحْسِنِ الوضوءَ ، ثم ليصلِّ ركعتين ، ثم لِيُثْنِ على الله ، ولْيُصلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم ليقل : لا إِله إِلا الله الحليمُ الكريمُ ، سبحان الله ربِّ العرشِ العظيم : الحمدُ لله رب العالمين، أسألكَ موجباتِ رحمتكَ ، وعزائمَ مغفرتك، والغنيمةَ من كلِّ بِرّ ، والسلامةَ من كل إِثم ، لا تدعْ لي ذنباً إِلا غفرتَهُ ، ولا همّاً إِلا فَرَّجْتَه ، ولا حاجة هي لكَ رِضىً إِلا قضيتَها يا أرحم الراحمين» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُوجِباتِ رحمتكَ) : ما يوجبُ الرحمةَ من الأعمال الصالحة والطاعات.
(عزائم مغفرتك) : عزائم المغفرة : الأسباب التي يعزمُ له بها الغفران ويُحقِّقُهُ.
__________
(1) رقم (479) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الحاجة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1384) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في صلاة الحاجة ، والحاكم 1 / 320 ، وفي إسناده قائد بن عبد الرحمن ، وهو متروك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه ابن ماجة (1384) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا أبو عاصم العَبّاداني. والترمذي (479) قال: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي ، وعبد الله بن مُنير. قالا: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي.
كلاهما - أبو عاصم، وعبد الله- عن فَائد بن عبد الرحمن، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث، وفائد هو «أبو الورقاء» .

صلاة التسبيح
4359 - (د ت) عبد الله بن عباس، وأبو رافع - رضي الله عنهم - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب : «يا عباسُ ، يا عمَّاهُ ، ألا أُعطيكَ ، ألا أمنَحُكَ ، ألا أُجِيزُكَ ، أَلا أفعلُ بكَ ؟ عشرُ خِصال إِذا أنتَ فعلتَ ذلك غَفَرَ اللهُ لكَ -[253]- ذَنبَكَ : أَوَّلَهُ وآخِرَهُ ، قديمَه وحديثَه، خطأَه وعمْدَه ، صغيرَه وكبيرَه ، سِرَّه وعلانيتَه ؟ عشرُ خصال: أن تُصلِّي أربع ركعات ، تقرأُ في كلِّ ركعة فاتحةَ الكتاب ، وسورة ، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أوَّلِ ركعة وأنتَ قائم ، قلتَ : سبحانَ الله ، والحمدُ لله ، ولا إِله إِلا الله، واللهُ أكبر - خمسَ عَشْرَةَ مرة - ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكع عشراً ، ثم تَرفَعُ رأْسك من الركوعِ فتقولها عشراً ، ثم تهوي ساجداً فتقولُها وأنتَ ساجد عشراً ، ثم ترفعُ رأسَكَ من السجود فتقولُها عشراً ، ثم تسجدُ فتقولها عشراً ، ثم ترفع رأْسك فتقولُها عشراً ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعلُ ذلك في أربع ركعات. إن استطعتَ أن تُصَلِّيَها في كلِّ يوم مرة فافعلْ ، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ جمعة ، فإن لم تَفْعَل ففي كلِّ شهر مَرَّة ، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سَنَة مَرَّة ، فإِن لم تفعلْ ففي كُلِّ عمرِكَ مَرَّة» . أخرجه أبو داود عن ابن عباس.
وله في أخرى عن أبي الجوزاء ، حدَّثني رَجُل كانت له صحبة - يرون أنهُ عبدُالله بنُ عمرو - قال : «ائْتِني غداً أحْبُوكَ ، وأُثِيبُكَ ، وأُعطيكَ ، حتى ظننتُ أنه يُعطيني عطية ، قال: إِذا زال النهارُ فقُمْ فصلِّ أربعَ رَكعات... فذكر نحوه ، قال : ثم ترفع رأسك - يعني : من السجود - وفي نسخة من السجدة الثانية - فاسْتَوِ جالساً ولا تقم حتى تُسبِّحَ عشراً ، وتُهلِّلَ عشراً ، وتحمَدَ عشراً ، وتكبِّر عشراً ، ثم تصنعُ ذلك في الأربع ركعات ، قال : فإنك -[254]- لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غُفِرَ لك بذلك ، قلتُ : فإن لم أَستطع أن أُصلِّيَها تلكَ الساعةَ؟ قال: صَلِّهَا من الليل والنهار» .
قال أبو داود : رواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عَمرو موقوفاً.
وفي رواية الأنصاري : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بهذا... الحديث ، فذكر نحوه - قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى» .
وأخرجه الترمذي عن أبي رافع قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للعباس : «يا عمِّ [أَلا أَصِلُكَ] ألا أحْبُوكَ ، ألا أَنْفَعُكَ؟ قال : بلى يا رسولَ الله ، قال : يا عمِّ صلِّ أربعَ رَكَعَات تقرأُ في كل ركعة بفاتحةِ الكتاب ، وسورة ، فإذا انقضتْ القراءةُ فقل : الله أكبر، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، وسبحانَ الله ، خمسَ عشرة مرة قبلَ أَن تركع... وذكر مثله ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، وهي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذُنُوبك مثْلَ رمْلِ عالِج غَفَرَهَا اللهُ لك ، قال : يا رسولَ الله ، ومن لم يستطعْ أن يقولها في يوم ؟ قال : إِن لم تستطع أن تقولها في يوم فَقُلْها في جمعة ، فإن لم تستطعْ أن تقولَها في جمعة فقلها في شهر، فلم يزل يقول له حتى قال: فقلها في سنة» (1) . -[255]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَمْنَحُك) المِنْحةُ : العَطيَّةُ.
(أُجِيزُكَ) : الجائزة: ما يعطى الوافد والقاصد، وأصل الجائزة: أن يُعطِيَ الرجلُ الرجلَ ماء، أو يجيزه ليذهب لوجهه، يقول الرجل إذا ورد ماء لقيِّم الماء : أجزني ماء، أي : أعطني ماء حتى أذهبَ لوجهي، ثم كَثُرَ حتى سموا الغِبطَةَ : جائزة.
(أَحْبُوكَ) : الحِبَاء : العَطِيَّةُ.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1297) و (1298) و (1299) في الصلاة ، باب صلاة التسبيح ، والترمذي رقم (482) في الصلاة ، باب ما جاء في صلاة التسبيح ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1386) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في صلاة التسبيح ، والحاكم في " المستدرك " 1 / 317 و 318 وصححه ووافقه الذهبي ، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده الكثيرة ، وقد صححه جماعة من العلماء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1297) . وابن ماجة (1387) . وابن خزيمة (1216) قالوا: حدثنا عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم النيسابوري، قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره.
(*) أخرجه ابن خزيمة (1216) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أَبان، عن أبيه، عن عكرمة، مرسلا، لم يقل فيه: -عن ابن عباس-.
وأما عن أبي رافع:
أخرجه ابن ماجة (1386) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المسروقي. والترمذي (482) قال: حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء.
كلاهما - موسى بن عبد الرحمن، وأبو كريب- عن زيد بن الحباب. قال: حدثنا موسى بن عبيدة. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث أبي رافع.

خاتمة كتاب الصلاة تتضمن أحاديث متفرقة [مشتملة على عشرة أنواع]
[النوع الأول] : الانصراف عن الصلاة
4360 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «لا يجعلْ أحدكم للشيطان شيئاً من صلاته ، يُرَى أَنَّ حَقّاً عليه أن لا ينصرفَ إِلا عن يمينه، لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كثيراً ينصرف عن يساره» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأَبو داود، والنسائي، إِلا أَن أبا داود قال : «أكثرُ ما ينصرف عن شماله» . قال عمارة : «أتيتُ المدينةَ بعدُ ، فرأيتُ منازلَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[256]- عن يساره» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 280 في صفة الصلاة ، باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال ، ومسلم رقم (707) في صلاة المسافرين ، باب جواز الانصراف عن اليمين والشمال ، وأبو داود رقم (1042) في الصلاة ، باب كيف الانصراف من الصلاة ، والنسائي 3 / 81 في السهو ، باب الانصراف في الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي (127) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/383) (3631) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. (ح) ويحيى. وفي (1/429) (4084) قال: حدثنا يحيى. (ح) وأبو معاوية. (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/464) (4426) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1357) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/216) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس، (ح) وحدثناه علي بن خَشْرَم، قال: أخبرنا عيسى. وأبو داود (1042) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (930) قال: حدثنا علي بن محمد ، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (3/81) . وفي الكبرى (1192) قال: أخبرنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1714) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا علي بن خَشرم، قال: حدثنا عيسى. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا بُنْدار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: وأخبرنا محمد ، يعني ابن جعفر، عن شعبة. عشرتهم - سفيان، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن سعيد، وشعبة، ووكيع، وجرير، وعيسى بن يونس، وأبو أسامة، وابن فضيل- عن سليمان الأعمش، قال: سمعت عُمارة بن عمير.
2 - وأخرجه أحمد (1/408) (3872) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (1/459) (4383) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وفي (1/459) (4384) قال: حدثنا حجاج ، قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. كلاهما -يزيد ، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود.
كلاهما - عمارة بن عمير، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود بن يزيد، فذكره.
(*) رواية عبد الرحمن بن الأسود: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عامة ما ينصرف من الصلاة على يساره إلى الحجرات» .

4361 - (د ت) قبيصة بن هلب : عن أبيه [هُلْب] قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَؤُمُّنا : فينصرفُ على جانبيه جميعاً ، على يمينه ، وعلى شماله» . أَخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود : «أنه صلَّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فكان ينصرف عن شِقَّيه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1041) في الصلاة ، باب كيف الانصراف من الصلاة ، والترمذي رقم (301) في الصلاة ، باب ما جاء في الانصراف عن يمينه وعن شماله ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 226 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، قال الترمذي : وفي الباب عن عبد الله بن مسعود ، وأنس ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي هريرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.

4362 - (ط) واسع بن حَبان : قال : «كنت أُصلِّي ، وعبدُ الله بنُ عمرَ مُسْنِد ظهره إِلى جدار القِبْلَةِ ، فلما قضيتُ صلاتي انصرفتُ إِليه من قِبَلِ شِقِّيَ الأيسرِ ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمر: ما منعكَ أَن تنصرفَ عن يمينك؟ قال: فقلت: رأيتكَ فانصرفتُ إِليك: قال عبد الله : فإنك قد أَصبتَ ، إن قائلاً يقول : انصرف عن يمينك ، فإذا كنتَ تصلِّي فانصرف حيث شئت ؟ إن شئتَ على يمينك ، وإن شئت على يسارك» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 169 في قصر الصلاة ، باب العمل في جامع الصلاة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (الموطأ) (408) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان ، فذكره.

4363 - (م س) إسماعيل بن عبد الرحمن السدي : قال : «سألتُ أنسَ بنَ مالك : كيف أنصرفُ إِذا سلَّمتُ : عن يميني، أو عن يساري؟ قال : أَمَّا أنا فأكثرُ ما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينصرف عن يمينه» . أخرجه مسلم ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (708) في صلاة المسافرين ، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال ، والنسائي 3 / 81 في السهو ، باب الانصراف من الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان ، وفي (3/179) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني سفيان. وفي (3/217) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قال: حدثنا حسن بن يزيد الكوفي، وفي (3/280) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (4358) قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل. وفي (1359) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/153) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفيه (2/153) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا وكيع ، عن سفيان. والنسائي (3/81) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة.
أربتعهم - سفيان ، وحسن ، وأبو عوانة ، وإسرائيل - عن السدي وإسماعيل بن عبد الرحمن ، فذكره.

4364 - (س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً ، ويصلي حافياً ومُنْتَعِلاً ، وينصرف عن يمينه ، وعن شماله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 82 في السهو ، باب الانصراف من الصلاة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (3/81) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا بقية ، قال : حدثنا الزبيدي أن مكحولا حدثه أن مسروق بن الأجدع حدثه ، فذكره.

4365 - (د س) يزيد بن الأسود - رضي الله عنه - : قال : «صلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكان إِذا انصرفَ انْحَرفَ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي : «أنه صلَّى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الصبح ، فلما صلَّى انحرفَ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (614) في الصلاة ، باب الإمام ينحرف بعد التسليم ، والنسائي 3 / 67 في السهو ، باب الانحراف بعد التسليم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.

4366 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : قال : «كنا إذا صَلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أحْبَبْنا أن نكونَ عن يمينه ، فيُقْبلُ علينا بوجهه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (615) في الصلاة ، باب الإمام ينحرف بعد التسليم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

[النوع الثاني] : الجهر بالذكر بعد الصلاة
4367 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «إِنَّ رَفْعَ الصوتِ بالذِّكْرِ ، حين ينصرفُ الناسُ من المكتوبة : كان على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال ابنُ عباس : كنتُ أعلمُ إِذا انصرفوا بذلك ، إِذا سمعتُه» .
وفي رواية : «ما كنا نعرف انقضاءَ صلاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِلا بالتكبير» ، قال عمرو [بن دينار] : وأخبرني به أبو مَعْبَد ، ثم أنكره بعدُ.
أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود ، إِلا أَن أبا داود قال في الأولى : «[كنتُ أعلم إِذا انصرفوا] بذلك ، وأسمعه» . وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 269 في صفة الصلاة ، باب الذكر بعد الصلاة ، ومسلم رقم (583) في المساجد ، باب الذكر بعد الصلاة ، وأبو داود رقم (1002) و (1003) في الصلاة ، باب التكبير بعد الصلاة ، والنسائي 3 / 67 في السهو ، باب التكبير بعد تسليم الإمام ، قال الحافظ في " الفتح " : قال النووي : حمل الشافعي هذا الحديث على أنهم جهروا به وقتاً يسيراً لأجل تعليم صفة الذكر ، لا أنهم داوموا على الجهر به ، والمختار أن الإمام والمأموم يخفيان الذكر إلا إن احتيج إلى التعليم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجها أحمد (1/367) (3478) قال : حدثنا عبد الرزاق ،وابن بكر. والبخاري (1/213) قال : حدثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/91) قال : حدثنا محمد بن حاتم ، قال : أخبرنا محمد بن بكر (ح) وحدثني إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (1003) قال : حدثنا يحيى بن موسى البلخي ، قال : حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1707) قال: حدثنا الحسن بن مهدي ، قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، وابن بكر - قالا : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرنا عمرو بن دينار ، أن أبا معبد مولى ابن عباس ، أخبره ، فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجه الحميدي (480) . وأحمد (1/222) (1933) . والبخاري (1/213) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/91) قال : حدثنا زهير بن حرب (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. وأبو داود (1002) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (3/67) .، وفي الكبرى (1167) قال : أخبرا بشر بن خالد العسكري ، قال : حدثنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (1706) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
ثمانيتهم - الحميدي ، وأحمد بن حنبل ، وعلي ، وزهير ، وابن أبي عمر ، وأحمد بن عبدة ، ويحيى بن آدم ، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي معبد مولى ابن عباس ، فذكره.
قال عمرو : فذكمرت ذلك لأبي معبد ، فأنكره ، وقال : لم أحدثك بهذا. قال عمرو : وقد أخبرنيه قبل ذلك.

[النوع الثالث] : الفصل بين الصلاتين
4368 - (د) الأزرق بن قيس : قال : «صلَّى بنا إمام لنا ، يُكْنى أبا رِمْثَة ، فقال : صلَّيْتُ هذه الصلاةَ [أَو مِثْلَ هذهِ الصلاةِ] معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكان أبو بكر وعمرُ يقومان في الصفِّ المقدَّم عن يمينه ، وكان رجل -[259]- قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه ، ثم سلم عن يمينه وعن يساره ، حتى رأينا بياض خَدَّيْه ، ثم انفَتَلَ كانْفِتال أبي رِمْثةَ - يعني : نَفْسَهُ - فقام الرَّجُلُ الذي أدْرَكَ معه التكبيرة الأولى من الصلاة ليشفَع ، فوَثَبَ عمرُ ، فأخذ بمنكبه فهزَّه ، ثم قال : اجلس فإنه لم يَهْلِكْ أهلُ الكتاب إِلا أنهم لم يكن بين صلواتهم فَصْل ، فرفع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بَصَرَهُ، فقال : أَصابَ اللهُ بك يا ابن الخطاب» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1007) في الصلاة ، باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف :أخرجه أبو داود (1007) قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. قال : حدثنا أشعث ابن شعبة ، عن المنهال بن خليفة ، عن الأزرق بن قيس. فذكره.
(*) قال أبو داود : وقد قيل : أبو أمية. مكان أبي رمثة.

[النوع الرابع] : الخروج من المسجد بعد الأذان
4369 - (م س د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال أبو الشَّعْثاء : «كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة، فأذَّنَ المُؤذِّنُ ، فقام رجل يمشي، فأَتْبَعَهُ أبو هريرة بَصرَه حتى خرجَ من المسجد. فقال أبو هريرة : أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم ، والنسائي.
وفي رواية أبي داود قال : «كنا مع أبي هريرة في المسجد ، فخرج رجل حين أذَّن المؤذن بالعصر ، فقال أبو هريرة : أمَّا هذا... وذكر الحديث» . -[260]-
وفي رواية الترمذي قال : «رأَى أبو هريرة رجلاً يخرج من المسجد بعد ما أُذِّن فيه للعصر... فذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (655) في المساجد ، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن ، وأبو داود رقم (536) في الصلاة ، باب الخروج من المسجد بعد الأذان ، والترمذي رقم (204) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان ، والنسائي 2 / 29 في الأذان ، باب التشديد في الخروج من المسجد بعد الأذان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (998) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمر بن سعيد بن مسروق الثوري. وأحمد (2/506) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا المسعودي. وفي (2/537) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا المسعودي وشريك. و (2/537) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا شريك ، عن المسعودي. ومسلم (2/125) قال : حدثنا ابن أبي عمر المكي. قال : حدثنا سفيان - هو ابن عيينة - ، عن عمر بن سعيد. والنسائي (2/29) وفي الكبرى (1573) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، عن سفيان ، عن عمر بن سعيد. ثلاثتهم - عمر بن سعيد ، والمسعودي ، وشريك - عن أشعث بن سليم.
2 - وأخرجه أحمد (2/410) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/416) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/471) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. والدارمي (1208) قال : أخبرنا سعيد بن عامر ، عن شعبة. ومسلم (2/124) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو الأح-وص. وأبو داود (536) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (733) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (204) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وابن خزيمة (1506) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -. قال : حدثنا شعبة. ثلاثتهم - شعبة ، وسفيان الثوري ، وأبو الأحوص - عن إبراهيم بن مهاجر.
3 - وأخرجه النسائي (2/29) . وفي الكبرى (1574) قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال : حدثنا جعفر بن عون عن أبي عميس ، قال : أخبرنا أبو صخرة.
ثلاثتهم - أشعث بن سليم ، وإبراهيم بن مهاجر ، وأبو صخرة جامع بن شداد - عن أبي الشعثاء ، فذكره.
(*) في حديث زاد : «.... ثم قال : أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة ، فلا يخرج أحدكم حتى يصلي» .

[النوع الخامس] : المقام بعد الصلاة
4370 - (م ت د س) سماك بن حرب (1) : قال : قلتُ لجابر بنِ سَمُرَةَ : «أكنتَ تجالس رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نَعم ، كثيراً ، كان لا يقوم من مُصلاه الذي صلى فيه الصبح ، أو الغَداة حتى تطلعَ الشمسُ ، فإذا طلعتِ الشمسُ قام ، وكانوا يتحدَّثون فيأخذونَ في أمر الجاهلية ، فيضحكون ، ويتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية : «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الفجر جلس في مُصَلاه حتى تَطْلُعَ الشمسُ حَسناً (2)» . أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلى الفجرَ قَعَدَ في مُصَلاه حتى تَطْلُعَ الشمسُ» .
وأخرجه أبو داود مثل الأولى إِلى قوله : «فإذا طلعت الشمس قام» . -[261]-
وأخرج الثانية ، وقال : «تربَّع في مجلسه» وأخرجه النسائي (3) .
__________
(1) في الأصل : سهل بن حرب ، وهو تحريف .
(2) قال النووي في شرح " مسلم " هو بفتح السين وبالتنوين : أي طلوعاً حسناً ، أي مرتفعة .
(3) رواه مسلم رقم (670) في المساجد ، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح ، وأبو داود رقم (1294) في الصلاة ، باب صلاة الضحى ، والترمذي رقم (585) في الصلاة ، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ، والنسائي 3 / 80 في السهو ، باب قعود الإمام في مصلاه بعد التسليم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/91) قال : حدثنا أبو كامل ، وأبو النضر. ومسلم (2/132) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. وفي (2/132) و (7/78) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1294) قال : حدثنا ابن نفيل ، وأحمد بن يونس. والنسائي (3/80) وفي عمل اليوم والليلة (170) قال : أخبرنا أحمد ابن سليمان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم.
ستتهم - أبو كامل ، وأبو النضر ، وأحمد ، ويحيى بن يحيى ، وابن نفيل ، ويحيى بن آدم - عن زهير بن أبي خيثمة.
2 - وأخرجه أحمد (5/86 و 88) قال : حدثنا سليمان بن داود. وفي (5/91) قال : حدثنا أسود بن عامر وفي (5/105) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والترمذي (2850) .وفي الشمائل (247) قال : حدثنا علي بن حجر.
أربعتهم - سليمان ، وأسود ، وأبو سلمة ، وعلي - عن شريك.
3 - وأخرجه أحمد (5/101) قال : حدثنا أبو سعيد. وفي (5/107) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/107) قال : حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (2/132) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (4850) . وعبد الله بن أحمد (5/100) قالا : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو داود الحفري.
أربعتهم - أبو سعيد ، ووكيع ، وعبد الرحمن ، وأبو داود - عن سفيان الثوري.
4 - وأخرجه أحمد (5/88) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/101) قال : حدثنا يحيى. ومسلم (2/132) قال : حدثنا ابن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (757) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
ثلاثتم - ابن جعفر ،ويحيي ، وعبد الرحمن - عن شعبة.
5 - وأخرجه أحمد (5/91 و 105) قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة.
6 - وأخرجه مسلم (2/132) قال : حدثنا قتيبة ، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (585) . والنسائي (3/80) قال الترمذي : حدثنا ، وقال النسائي : أخبرنا قتيبة بن سعيد. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ.
ثلاثتهم - قتيبة ، وأبو بكر ، وخلف - قالوا : حدثنا أبو الأحوص.
7 - وأخرجه مسلم (2/132) قال : قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا.
سبعتهم - زهير ، وشريك ، والثوري ، وشعبة ، وزائدة ، وأبو الأحوص ، وزكريا - عن سماك بن حرب، فذكره.

[النوع السادس] : تسمية العشاء بالعتمة
4371 - (م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تَغْلِبَنَّكم الأعرابُ على اسمِ صلاتِكُم ، ألا إنها العشاء ، وهم يُعتِمُون بالإِبل» (1) .
وفي رواية : «على اسم صلاتِكم العشاءِ ، فإنها في كتابِ اللهِ العشاءُ ، وإنها تُعْتِمُ بحِلاب الإِبلِ» . أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُعْتِمُون) : أعتم بحلاب الإبل : إذا أراحها ثم أناخها في مراحِها فحلبها حين يدخل في عتمة الليل ، وهي ظلمته. -[262]-
قال الأزهري : وكأن المعنى : لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم ، فتؤخروها ، ولكن صلوها إذا كان وقتها. وحِلاب الإبل : حَلْبُها.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : معناه : أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل ، أي يؤخرونه إلى شدة الظلام ، وإنما اسمها في كتاب الله " العشاء " في قوله تعالى : {ومن بعد صلاة العشاء} [النور : 58] فينبغي لكم أن تسموها العشاء .
(2) رواه مسلم رقم (644) في المساجد ، باب وقت العشاء ، وأبو داود رقم (4984) في الأدب ، باب في صلاة العتمة ، والنسائي 1 / 270 في المواقيت ، باب الكراهية في أن يقال للعشاء : العتمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي (638) . وأحمد (2/10) (4572) . ومسلم (2/118) قال : حدثني زهير بن حرب ، وابن أبي عمر. وأبو داود (4984) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (704) قال : حدثنا هشام بن عمار ، ومحمد بن الصباح. والنسائي (1/270) . وفي الكبرى (1439) قال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (349) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
عشرتهم - الحميدي ، وأحمد ، وزهير ، وابن أبي عمر ، وعثمان ، وهشام ، وابن الصباح ، وابن المبارك، وعبد الجبار ، وسعيد - عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (2/18) (4688) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/49) (5100) قال : حدثنا عبد الله ابن الوليد. وفي (2/144) (6314) قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/118) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (1/270) . وفي الكبرى (1438) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو داود - هو الحفري -.
خمستهم - يحيى ، وعبد الله بن الوليد ، وعبد الرزاق ، ووكيع ، وأبو داود - عن سفيان الثوري.
كلامهما - ابن عيينة ، والثوري - عن عبد الله بن أبي لبيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

[النوع السابع] : تسمية المغرب بالعشاء
4372 - (خ) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَغْلِبَنَّكم الأَعرابُ على اسم صلاتِكم المغربِ ، قال : وتقول الأعراب : هي العشاءُ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 36 في المواقيت ، باب من كره أن يقال للمغرب : العشاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/55) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/147) قال : حدثنا أبو معمر - هو عبد الله بن عمرو - وابن خزيمة (341) قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري ، قال : حدثني أبي.
كلاهما - عبد الصمد ، وأبو معمر - عن عبد الوارث ، قال : حدثنا حسين ، عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.
(*) قال ابن خزيمة : عبد الله المزني - هو عبد الله بن المغفل -.

[النوع الثامن] : السَّمر بعد العشاء
4373 - (خ م د ت) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكرهُ النومَ قبل العِشاءِ ، والحديثَ بعدَها» .
أخرجه البخاري هكذا ، وأخرجه هو ومسلم في جملة حديث قد تقدَّم في ذِكْرِ مواقيت الصلاة (1) ، فيكون هذا أيضاً متفقاً.
وأَخرجه الترمذي، وعند أبي داود : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن النومِ قبلَها، وعن الحديث بعدَها» (2) .
__________
(1) انظر الجزء الخامس الصفحة (218) .
(2) رواه البخاري 2 / 41 في المواقيت ، باب ما يكره من النوم قبل العشاء ، ومسلم رقم (647) في المساجد ، باب استحباب التبكير بالصبح ، وأبو داود رقم (398) في الصلاة ، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف كان يصليها ، والترمذي رقم (168) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية النوم قبل العشاء والسمر بعدها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4374 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْمُرُ مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين ، وأنا معهما» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (169) في الصلاة ، باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر رضي الله عنه ، قال الترمذي : وقد روى هذا الحديث الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة عن رجل من جعفي يقال له : قيس أو ابن قيس ، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة طويلة ، وهو عند أحمد في " المسند " رقم (265) من حديث الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفي عن عمر رضي الله عنه ... وحسنه الترمذي ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، وأوس بن حذيفة ، وعمران بن الحصين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (169) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث عمر حديث حسن.

[النوع التاسع] : الاستراحة بالصلاة
4375 - (د) سالم بن أبي الجعد : قال : «قال رجل من خُزاعةَ : ليتني صلَّيتُ فاسترْحتُ ، فكأنّهم عابوا ذلك عليه ، فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : أقم الصلاةَ يا بلالُ ، أرِحْنا بها» .
وفي رواية عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال : «انطلقتُ أنا وأبي إِلى صِهْر لنا من الأنصار نَعُودُه ، فحضرتِ الصلاةُ ، فقال لبعض أهْلِهِ : يا جاريةُ ، ائتُوني بوَضوء لَعَلِّي أُصلِّي فأستريح ، قال : فأنكرنا ذلك ، فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : قُمْ يا بلالُ ، فأرِحْنَا بالصلاة» . أخرجه أبو داود (1) . -[264]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرحنا بها) : أراد بقوله : «أرحنا بها» أي : آذِنَّا بالصلاة لنستريح بأدائها من شُغل القلب بها ، وقيل : كان اشتغاله بالصلاة راحة له ، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعباً ، فكان يستريح بالصلاة ، لما فيها من مناجاة الله تعالى ، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «وجعلت قرة عيني في الصلاة» وما أقرب الراحة من قُرة العين.
__________
(1) رقم (4985) و (4986) في الأدب ، باب في صلاة العتمة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/364) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (4985) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عيسى بن يونس.
كلاهما - وكيع ، وعيسى بن يونس - عن مسعر بن كدام ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، فذكره.
(*) في رواية وكيع : «رجل من أسلم» .

[النوع العاشر] : شيطان الصلاة
4376 - (م) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : قال : «قلتُ : يا رسولَ الله ، إِن الشيطانَ قد حَالَ بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يُلَبِّسُهَا عليَّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ذاك شيطان يقال له : خِنْزَب ، فإِذا أحْسَسْتَهُ فتعوَّذ بالله منه، واتْفُلْ عن يسارك ثلاثاً، ففعلتُ ذلك فأذْهَبَهُ اللهُ عني» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2203) في السلام ، باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/216) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (4/216) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وعبد بن حميد (380) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن سفيان. ومسلم (7/20) قال : حدثنا يحيى بن خلف الباهلي ، قال : حدثنا عبد الأعلى. وفي (7/21) قال : حدثناه محمد بن المثنى ، قال : حدثنا سالم بن نوح (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان.
خمستهم - إسماعيل بن إبراهيم ، وسفيان ، وعبد الأعلى الشامي ، وسالم بن نوح ، وأبو أسامة - عن سعيد الجريري ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء ، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (381) قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي العلاء ، عن مطرف ، عن عثمان بن أبي العاص ، فذكره. زاد فيه : «عن مطرف» .
- وبلفظ : «لما استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال : ابن أبي العاص ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : ما جاء بك ؟ قلت : يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي. قال: ذاك الشيطان. ادنه. فدنوت منه. فجلست على صدور قدمي. قال : فضرب صدري بيده ، وفل في فمي ، وقال : اخرج عدو الله ، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال : الحق بعملك» .
قال : فقال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.أخرجه ابن ماجة (3548) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال: حدثني عيينة بن عبد الرحمن ، قال : حدثني أبي، فذكره.

الكتاب الثاني من حرف الصاد : في الصوم ، وفيه بابان
الباب الأول : في واجباته وسننه وأحكامه، جائزاً ومكروهاً ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في وجوبه وموجبه ، وفيه خمسة فروع
الفرع الأول : في وجوبه بالرؤية
4377 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا رأيْتُمُوه فصُومُوا ، وإذا رأيتموه فأفطِرُوا ، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له» .
وفي رواية : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ ، فقال : لا تصُوموا حتى تَرَوُا الهِلالَ ، ولا تُفطِرروا حتى تروه ، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا لَهُ» . -[266]-
وفي أخرى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهر تسع وعشرون ليلَة ، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غُمَّ عليكم فأكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين» ، أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ ، فضربَ بيديه، فقال: الشهرُ هكذا ، وهكذا، وهكذا - ثم عقد إِبهامه في الثالثة - فصوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا ثلاثين» .
وفي رواية : «فَاقْدُرُوا له» .
وأخرج الموطأ الرواية الثانية ، والثالثة ، وقال : «فإِن غُمَّ عليكم فاقدروا له» .
وأخرج أبو داود الثالثة ، وزاد : «فكانَ ابنُ عُمَرَ إِذا كان شعبانُ تسعاً وعشرين: نُظِرَ له، فإن رُئِيَ فذاك ، وإِن لم يُرَ ولم يَحُلْ دون مَنْظَره سحاب أو قَتَرَة أصبح مفطراً، فإن حال دون منظره سحاب أو قترة أصبح صائماً ، قال : وكان ابنُ عمرَ يُفْطِرُ مع الناس، ولا يأخذُ بهذا الحساب» . وأخرج النسائي الرواية الأولى ، والثانية (1) . -[267]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُمَّ ، وأُغْمِيَ ، وغُمِّي) : يقال : غُمَّ الهلال ، وأُغْمِي ، وغُمِّيَ : إذا غطَّاه شيء من غيم أو غيره ، فلم يظهر.
(فاقدُرُوا له) : يقال : قدرت الأمر أقدره. وأُقَدِّره : إذا نظرت فيه ودَبَّرْته : والمعنى : قدِّروا عدد الشهر حتى تُكْمِلُوه ثلاثين يوماً.
(قَتَرَة) : القَتَرة : الظلمة والغبار.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 102 - 104 في الصوم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، وباب هل يقال : رمضان أو شهر رمضان ، وباب -[267]- قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا نكتب ولا نحسب ، وفي الطلاق ، باب اللعان ، ومسلم رقم (1080) في الصيام ، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ، والموطأ 1 / 286 في الصيام ، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم والفطر في رمضان ، وأبو داود رقم (2320) في الصوم ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، والنسائي 4 / 134 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على الزهري ، وباب ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر في هذا الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/145) (6323) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا إبراهيم. والبخاري (3/33) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثني الليث ، عن عقيل. ومسلم (3/122) قال: حدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وابن ماجة (1654) قال : حدثنا أبو مروان ، محمد بن عثمان العثماني ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (4/134) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان ، قال: حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وابن خزيمة (1905) قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد ، وعقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله ، فذكره.

4378 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا رأيتُم الهلالَ فصوموا ، وإِذا رأيتموهُ فأفْطِرُوا ، فإِن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثينَ يوماً» .
وفي أخرى قال : ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الهلالَ ، فقال :... وذكر الحديث، وقال في آخره : «فإن أُغْمِيَ عليكم فعُدُّوا ثلاثين» .
وفي أخرى قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- : «صوموا لرؤيتِهِ ، وأفطروا لرؤيته : فإن غُمِّيَ عليكم فأكملوا العدَّةَ» (1) . -[268]-
وفي أخرى «فإن أُغمي عليكم الشهر فعُدُّوا ثلاثين» . أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري الرواية الثالثة ، وقال : «فإِن غُمِّيَ عليكم فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثين» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وله في أخرى مثلها ، وقال : «فإن غُمَّ عليكم فعدُّوا ثلاثين» .
وفي أخرى : «فاقْدُرُوا ثلاثين» .
وفي أخرى : «فاقْدُرُوا له» .
وله في أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «الشهرُ يكون تسعاً وعشرين ، ويكون ثلاثينَ ، فإِذا رأيتموه فصوموا ، وإِذا رأيتموه فأَفطروا ، فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة» (2) .
__________
(1) في مسلم المطبوع : فأكملوا العدد .
(2) رواه البخاري 4 / 106 في الصوم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، ومسلم رقم (1081) في الصوم ، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ، والنسائي 4 / 133 في الصوم ، باب إكمال شعبان ثلاثين ، وباب ذكر الاختلاف على الزهري ، وباب ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/263) . قال : حدثنا أبو كامل. ومسلم (3/124) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (1655) قال : حدثنا أبو مروان العثماني. والنسائي (4/133) قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري. قال : حدثنا سليمان بن داود.
أربعتهم - أبو كامل ، ويحيى ، وأبو مروان ، وسليمان بن داود - عن إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/281) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب وأبي سلمة ، أو عن أحدهما ، عن أبي هريرة ، فذكره.

4379 - (د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تَقَدَّمُوا الشهرَ حتى تَرَوُا الهلالَ ، أو تُكْمِلوا العِدَّة ، ثم صوموا حتى تروُا الهلالَ ، أو تُكملوا العدة» . أخرجه أبو داود ، والنسائي.
وزاد النسائي بعد «الهلال» في الموضعين «قبلَه» . -[269]-
وللنسائي عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ولم يسمِّه... وذكر الحديث، وقال: «أو تُكملوا العدة ثلاثين» .
وله في أخرى عن رِبْعي [بن حِراش] مرسلاً قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإِذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غمَّ عليكم فأتموا شعبانَ ثلاثين، إِلا أن تَرَوُا الهلالَ قبل ذلك ، ثم صوموا رمضانَ ثلاثين ، إِلا أن تَرُوا الهلال قبل ذلك» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2326) في الصوم ، باب إذا أغمي الشهر ، والنسائي 4 / 135 و 136 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي بن حراش .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2326) قال : حدثنا محمد بن الصباح البزاز. والنسائي (4/135) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (1911) قال : حدثنا يوسف بن موسى.
ثلاثتهم - ابن الصباح ، وإسحاق ، ويوسف - قال إسحاق : أنبأنا ، وقال الآخران : حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي ،عن منصور «ابن المعتمر» عن ربعي بن حراش ، فذكره.

4380 - (ط س د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ ، فقال : لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلال ، ولا تُفْطِرُوا حتى تَرَوْه ، فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة ثلاثين» . أخرجه الموطأ ، والنسائي.
وفي رواية للنسائي : أنَّ ابنَ عباس قال : «عجبتُ ممن يتقدَّم الشهرَ ، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِذا رأيتم الهلاَل فصوموا ، وإِذا رأيتموه فأَفطِرُوا ، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين» .
وله في أخرى : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا العدة ، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً» . -[270]-
وفي أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تصوموا قبل رمضان، صوموا للرؤية ، وأفطروا للرؤية ، فإن حالت دونه غَيَايَة ، فأكملوا ثلاثين» .
وأخرجه أبو داود قال : «لا تَقدَّموا الشهر بصيام يوم أو يومين ، إِلا أن يكون شيء يصومُهُ أحدُكم ، ولا تصوموا حتى تَرَوْه ، ثم صوموا حتى تروه ، فإن حال دونه غَمامة ، فأتموا العدة ثلاثين ، ثم أفطروا ، الشهر تسع وعشرون» .
وفي رواية بمعناه ، ولم يقل : «ثم أفطروا» .
وأخرجه الترمذي قال : «لا تصوموا قبل رمضانَ ، صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن حالت دونه غياية فأكمِلوا ثلاثين» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَيَايَة) : بياءين منقوطتين من تحت : كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه ، مثل السحابة ، و «الغُبْرَة» : الظُّلْمَة.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 287 في الصيام ، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم ، والنسائي 4 / 136 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي ، وإسناده منقطع ، وقد وصله أبو داود رقم (2327) في الصوم ، باب من قال : فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين ، والترمذي رقم (688) في الصوم ، باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والافطار له .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (513) . وأحمد (1/221) (1931) . والدارمي (1693) قال : أخبرنا عبيدالله بن سعيد. والنسائي (4/135) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد.
أربعتهم - الحميدي ، وأحمد ، وعبيد الله ، ومحمد - قالوا : حدثنا سفيان.
2 - وأخرجه أحمد (1/367) (3474) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر ، قالا : أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - سفيان ، وابن جريج - عن عمرو بن دينار ، قال : أخبرني محمد بن حنين مولى آل العباس ، فذكره.
رواية ابن جريج : «إذا لم تروا الهلال ، فاستكملوا ثلاثين ليلة» .
في مسند أحمد (1/367) . وسنن الدارمي (1693) : محمد بن جبير بدلا من «محمد بن حنين» . والله أعلم بالصواب.
وقد ذكر المزي هذا الحديث في «تحفة الأشراف» (6435) إشارة إلى رواية النسائي تحت ترجمة : محمد بن جبير بن مطعم عن ابن عباس. وقال : وكان في كتاب أبي القاسم - يعني ابن عساكر - محمد بن حنين عن ابن عباس. وهو وهم.
وفي مسند الحميدي في المطبوع منه - محمد بن حنين - وقال محقق الكتاب في الأصل : - محمد بن جبير.

4381 - (د) عائشة - رضي الله عنها - : «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان -[271]- يَتَحَفَّظ (1) من شعبانَ ما لا يتحفَّظُ من غيره ، ثم يصوم لرؤيةِ رمضانَ ، فإِن غُمَّ عليه عَدَّ ثلاثين يوماً، ثم صام» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي يتكلف في عد أيام شعبان لمحافظة صوم رمضان .
(2) رقم (2325) في الصوم ، باب إذا أغمي الشهر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/149) . وأبو داود (2325) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (1910) قال : حدثنا عبد الله بن هاشم.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن هاشم - عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الله بن أبي قيس ، فذكره.

4382 - (د) أيوب السختياني : قال : كتبَ عُمَرُ بنُ عبد العزيز إِلى أهل البصرةِ: «بَلَغَنَا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحو حديثِ ابنِ عُمَرَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وزاد : وإِنَّ أحسن ما يُقدَر له ، إِذا رأينا هلالَ شعبان لكذا وكذا ، فالصومُ إِن شاء الله لكذا وكذا ، إِلا أَن تروا الهلال قبل ذلك» . أخرجه أبو داود هكذا عقيب حديث ابنِ عمر، وحديثُ ابنِ عُمَرَ قد تقدَّم في أول الفصل في جملة رواية أبي داود (1) .
__________
(1) رقم (2321) بلاغاً في الصوم ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، وإسناده معضل لكن يشهد له حديث ابن عمر المتقدم برقم (4377) ، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : وهذا الذي قاله عمر بن عبد العزيز قضت به الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2321) حدثنا حميد بن مسعدة ، ثنا عبد الوهاب ، حدثني أيوب ، قال ، فذكره.

الفرع الثاني : في وجوبه بالشهادة ، وهو نوعان
[النوع] الأول : شهادة الواحد
4383 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «جاء أعرابي إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : إِني رأيتُ الهلالَ - قال الحسن في حديثه : يعني هلالَ رمضانَ - فقال : أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله ؟ قال : نعم ، قال : -[272]- أتشهدُ أن محمداً رسولُ الله ؟ قال : نعم، قال : يا بلالُ ، أذِّن في الناس: أَنْ صوموا غداً» .
وفي رواية عن عكرمة : «أنهم شَكُّوا في هلالِ رمضانَ مَرَّة ، فأرادوا أن لا يقوموا ولا يصوموا ، فجاء أعرابي من الحَرَّةِ يشهدُ أنه رأى الهلالَ ، فأُتيَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال : أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله ، وأني رسولُ الله ؟ قال : نعم ، وشهدَ أنه رأى الهلالَ ، فأَمر بلالاً ، فنادى في الناس: أن يقوموا وأن يصوموا» . أخرجه أبو داود.
وقال : رواه جماعة عن سِماك بن حرب عن عكرمة مرسلاً ، ولم يذكر القيامَ أحد إِلا حمادُ بن سلمة ، قال أبو داود : هذه كلمة لم يقلها إِلا حماد : «وأن تقوموا» ، لأن قوماً يقولون : القيامُ قبل الصيام.
وفي رواية الترمذي : قال : «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إِني رأيتُ الهلالَ ، فقال: أتشهدُ أن لا إِله إِلا الله ؟ أَتشهدُ أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم، قال : يا بلال ، أذِّن في الناس: أن يصوموا غداً» . قال الترمذي : وروي عن عكرمة مرسلاً. وأخرجه النسائي مثل الترمذي، وقال : «أن محمداً عبدُه ورسولُهُ» .
وله في أخرى : «فنادى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أن صوموا» . أخرجه أيضاً مرسلاً -[273]- عن عكرمة ، ولم يذكر لفظه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2340) و (2341) في الصيام ، باب في شهادة الواحد على رؤية الهلال ، والترمذي رقم (691) في الصوم ، باب ما جاء في الصوم بالشهادة ، والنسائي 4 / 132 في الصوم ، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان ، من حديث سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ، ورواية سماك عن عكرمة مضطربة ، وقال الترمذي : حديث ابن عباس فيه اختلاف ، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وأكثر أصحاب سماك رووا عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً . أقول : ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها ، منها الحديث الذي بعده ، وقال إسحاق : لا يصام إلا بشهادة رجلين ، ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين . قال الترمذي : والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم ، قالوا : تقبل شهادة رجل واحد في الصيام ، وبه يقول ابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وأهل الكوفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1699) قال : حدثني عصمة بن الفضل ، قال : حدثنا حسين الجعفي عن زائدة. وأبو داود (2340) قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان.
قال : حدثنا الوليد - يعني ابن أبي ثور - (ح) وحدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا الحسين - يعني الجعفي- ، عن زائدة. وابن ماجة (1652) قال : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، ومحمد بن إسماعيل، قالا : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا زائدة بن قدامة. والترمذي (691) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا الوليد بن أبي ثور. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة. والنسائي (4/131) قال : أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : أنبأنا الفضل بن موسى ، عن سفيان. وفي (4/132) قال : أخبرنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا حسين ، عن زائدة. وفي (4/132) قال : أخبرنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا حسين ، عن زائدة. وابن خزيمة (1923) قال :حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1924) قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي. عن زائدة.
ثلاثتهم - زائدة ، والوليد بن أبي ثور ، وسفيان - عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (2341) قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد. والنسائي (4/132) قال :أخبرنا أحمد بن سليمان بن عن أبي داود. عن سفيان.وفي (4/132) قال : أخبرنا محمد بن حاتم ابن نعيم مصيصي. قال : أنبأنا حبان بن موسى المروزي ، قال : أنبأنا عبد الله، عن سفيان.
كلاهما - حماد ، وسفيان - عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، مرسلا. ليس فيه ابن عباس.
(*) وقال أبو عبد الرحمن النسائي : هذا أولى بالصواب - يعني المرسل - من حديث الفضل بن موسى. لأن سماك بن حرب كان ربما لقن. فقيل له : عن ابن عباس. وابن المبارك أثبت في سفيان من الفضل بن موسى. وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة ، لأنه كان يلقن فيلقن. «تحفة الأشراف» (6104) .

4384 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «تَرَاءى الناسُ الهلالَ ، فأَخْبَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَني رأيتُهُ فصامَهُ ، وأمر النَّاسَ بِصيامِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَرَاءَى) : الترائي : تفاعل : من الرؤية ، وهو طلب رؤية الهلال.
__________
(1) رقم (2342) في الصوم ، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2342) حدثنا محمود بن خالد وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وأنا لحديثه أتقن قالا : ثنا مروان هو ابن محمد ، عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع.عن أبيه ، عن ابن عمر.

[النوع] الثاني : في شهادة الاثنين
4385 - (د) حسين بن الحارث الجدلي (1) : أن أميرَ مكةَ [خطبَ ، ثم -[274]- قال:] «عهدَ إِلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أن نَنْسُكَ لرؤيته ، فإن لم نَرَهُ ، وشهدَ شاهداً عَدْل ، نَسَكْنا بشهادتهما ، قال: فسألتُ الحسينَ بن الحارث: مَن أميرُ مكةَ ؟ قال : لا أَدري ، ثم لقيني بعدُ ، فقال : هو الحارثُ بنُ حاطب، أخو محمد بن حاطب، ثم قال الأمير : إِنَّ فيكم مَنْ هو أعلم بالله ورسوله مني، وقد شهدَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأومأ إلى رجل - قال الحسين : فقلتُ لشيخ إِلى جنبي : مَنْ هذا الذي أومأ إليه الأميرُ ؟ قال : هذا عبدُ اللهِ بنُ عُمر، وصَدَقَ ، كان أعلمَ بالله جَلَّ وعزَّ منه - فقال : بذلك أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ننسك) : النُّسُك : العبادة ، والمراد به هاهنا : الصوم.
__________
(1) من جديلة قيس .
(2) رقم (2338) في الصوم ، باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال ، وإسناده صحيح ، وقال الدارقطني : هذا إسناد متصل صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2338) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز ، قال : حدثنا سعيد ابن سليمان ، قال : حدثنا عباد ، عن أبي مالك الأشجعي ، قال : حدثنا حسين بن الحارث ، فذكره.

4386 - (س) عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب : «أنه خطب الناسَ في [اليوم] الذي يُشكُّ فيه - فقال : ألا ، إِني جَالَسْتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وساءَلْتهم ، وإِنَّهم حدَّثُوني : أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : صُوموا لرؤيته ، وأفْطِرُوا لرؤيته ، وانْسُكُوا لها ، فإن غُمَّ عليكم فأتموا ثلاثين، وإن شهدَ شاهدانِ فصوموا وأفطروا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 132 و 133 في الصوم ، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال رمضان ، وفيه عنعنة زكريا بن أبي زائدة ، وهو مدلس ، ولكن له شواهد بمعناه ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/132) أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان وكان شيخا صالحا بطرسوس قال : أنبأنا ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث الجدلي عن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب ، فذكره.

4387 - (د) ربعي بن حراش : عن رَجُل من أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اختلفَ الناسُ في آخر يوم من رمضانَ ، فَقَدِمَ أعرابيَّان فشهدا عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالله: لأهَلَّ الهلالُ (1) ، ورأياه أمسِ عَشِيَّة ، فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الناس أن يُفطروا» .
زاد في رواية : «وأن يَغُدوا إِلى مصلاهم» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي : ظهر ، وفي بعض النسخ : لأهلا الهلال ، بنصب الهلال ، وهو أعلى وأفصح .
(2) رقم (2339) في الصوم ، باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2339) حدثنا مسدد وخلف بن هشام المقرئ قالا : ثنا أبو عوانة عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره.

4388 - (د س) أبو عمير [عبد الله] بن أنس بن مالك : عن عمومة له من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أنَّ رَكْباً جاؤوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشهدون : أنهم رأوا الهلال بالأمس ، فأمرهم أن يفطروا ، وإِذا أصبحوا يغدون (1) إِلى مصلاهم» . أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : وإذا أصبحوا أن يغدوا .
(2) رواه أبو داود رقم (1157) في الصلاة ، باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد ، والنسائي 3 / 180 في العيدين ، باب الخروج إلى العيدين من الغد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/57) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (5/58) قال : حدثنا هشيم. وأبو داود (1157) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (1653) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا هشيم. والنسائي (3/180) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وهشيم - عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، عن أبي عمير بن أنس ، فذكره.

الفرع الثالث : في اختلاف البلاد في الرؤية
4389 - (م د ت س) كريب مولى ابن عباس : «أن أمَّ الفضل -[276]- بعثَتْهُ إِلى معاويةَ بالشام ، قال : فَقَدِمْتُ الشامَ ، فقضيتُ حاجَتها ، واسْتُهِلَّ عليَّ رمضانُ وأنا بالشام، فرأيتُ الهلاَل ليلةَ الجمعةِ ، ثم قَدِمْتُ المدينةَ في آخرِ الشهرِ ، فسألني عبدُ الله بنُ عباس ، ثم ذكر الهلالَ ، فقال: متى رأيتُم الهلالَ ؟ فقلت: رأيناه ليلةَ الجمعةِ ، فقال: أنتَ رأيتَهُ ؟ فقلتُ : نعم، ورآه الناسُ وصاموا ، وصام معاويةُ ، فقال : لكنَّا رأَيناه ليلةَ السبتِ ، فلا نزال نصومُ ، حتى نُكمِلَ ثلاثين أو نراه ، فقلتُ : أو لا تكتفي برؤية معاويةَ وصِيامِهِ ؟ فقال : لا ، هكذا أمرَنَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» شك أحد رواته في نكتفي أو : تكتفي.
أخرجه مسلم ، وأخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي ، وكلُّهم قالوا : «فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجمعة» .
والذي في كتاب الحميدي : «يومَ الجمعة» .
وقال النسائي : «أو لا تكتفي برؤية معاويةَ وأصحابه؟» ، وقال الترمذي: «فقلتُ : رآه الناس وصاموا» ، ولم يقل عن نفسه : «أنه رآه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1087) في الصيام ، باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت ، وأبو داود رقم (2332) في الصوم ، باب إذا رؤي الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة ، والترمذي رقم (693) في الصوم ، باب ما جاء لكل أهل بلد رؤيتهم ، والنسائي 4 / 131 في الصوم ، باب اختلاف أهل الأفاق في الرؤية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/306) (2790) قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. ومسلم (3/126) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وابن حجر. وأبو داود (2332) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (693) قال : حدثنا علي بن حجر. والنسائي (4/131) قال : أخبرنا علي ابن حجر. وابن خزيمة (1916) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي.
ستتهم - سليمان ، ويحيى بن يحيى ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وعلي بن حجر ، وموسى - عن إسماعيل بن جعفر ، قال : أخبرني محمد بن أبي حرملة ، قال : أخبرني كريب ، فذكره.

4390 - (م) أبو البختري [سعيد بن فيروز] : قال : «خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نَخْلَةَ قال : تراءَيْنا الهلاَل ، فقال بعضُ القوم : هو ابنُ ثلاث ، وقال بعضُ القوم: هو ابنُ ليلتين ، قال : فلقينا ابنَ عباس ، فقلتُ : إِنا رأينا الهلالَ ، فقال بعضُ القوم : هو ابنُ ثلاث، وقال بعضُ القوم : هو ابنُ ليلتين ، فقال : أيَّ ليلة رأيتُمُوه ؟ قال ، فقلنا: ليلةَ كذا وكذا ، فقال: إن [رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-] قال : إِن الله مدَّه للرؤية ، فهو لليلة رأيتموه» .
وفي أخرى قال أبو البَخْتري : «أهْلَلْنا رمضانَ ونحن بذاتِ عِرْق فأرسلنا رجلاً إِلى ابنِ عباس ، فسأله ؟ فقال ابنُ عباس : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إِن الله قد أمَدَّه لرؤيته (1) ، فإِن أغْمي عليكم فأكملوا العدة» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : معناه : أطال مدته إلى الرؤية .
(2) رقم (1088) في الصوم ، باب أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/327) (3022) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وهاشم. وفي (1/344) (3208) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/371) (3515) قال : حدثنا روح. ومسلم (3/127) قال :حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا غندر (ح) وحدثنا ابن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (1915) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - محمد بن جعفر غندر ، وهاشم ، ووكيع ، وروح ، وأبو داود - قالوا : حدثنا شعبة.
2- وأخرجه مسلم (3/127) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن خزيمة (1919) قال : حدثنا علي بن المنذر.
كلاهما - أبو بكر ، وعلي - عن محمد بن فضيل ، قال : حدثنا حصين.
كلاهما - شعبة ، وحصين - عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت أبا البختري ، فذكره.

الفرع الرابع : في الصوم والفطر بالاجتهاد
4391 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الصومُ يومَ تصومون ، والفِطْرُ يومَ تُفْطِرونَ ، والأضحى يوم تُضَحُّون» . أَخرجه الترمذي. -[278]-
وعند أبي داود عن أبي هريرة - ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيه - قال : «وفِطْرُكم يوم تُفْطِرُون ، وأضحاكم يوم تُضَحُّون ، وكلُّ عرفةَ مَوْقِف ، وكل مِنًى مَنْحَر ، وكل فِجاج مكة مَنْحَر ، وكل جَمْعٍ موقِف» .
قال الترمذي : فسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث ، فقال : إِنما معنى هذا : أَن الصومَ والفطر مع الجماعة ، وعُظْم الناس ، وترجم أبو داود على هذا الحديث : باب إِذا أخطأ القوم الهلال (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصوم يوم تصومون) : قال الخطابي : معنى الحديث : أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد ، فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ، ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعاً وعشرين ، فإن صومهم وفطرهم ماضٍ ، ولا شيء عليهم من وزر أو عيب ، وكذلك الحج: إذا أخطؤوا [يوم] عرفة ، فليس عليهم إعادته ، وكذلك أضحاهم تجزئهم ، وإنما هذا رفق من الله ولطف بعباده.
(فِجَاج) : الفجاج : جمع فَجٍّ ، وهو الطريق. -[279]-
(جَمْع) : اسم علم [على] المزدلفة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (697) في الصوم ، باب ما جاء الصوم يوم تصومون ... ، وأبو داود رقم (2324) في الصوم ، باب إذا أخطأ القوم الهلال ، وحسنه الترمذي وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (697) قال : أخبرني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد. قال : حدثني عبد الله بن جعفر. عن عثمان بن محمد الأخنسي ، عن سعيد المقبري ، فذكره.
أخرجه أبو داود (2324) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا حماد في حديث أيوب ، عن محمد ابن المنكدر ، فذكره.

4392 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الفطر يوم يُفْطِرُ الناس، والأضحى يوم يضحِّي الناسُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (802) في الصوم ، باب ما جاء في الفطر والاضحى متى يكون ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (802) قال : حدثنا يحيى بن موسى قال : حدثنا يحيى بن اليمان عن معمر.عن محمد بن المنكدر ، فذكره.

الفرع الخامس : في كون الشهر تسعاً وعشرين
4393 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهر كذا وكذا وكذا ، وصفَّق بيديه مرتين بكلِّ أصابعهما ، ونقص في الصفقة الثالثة إِبهامَ اليمنى أو اليسرى» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية البخاري قال : «الشهرُ هكذا وهكذا ، وَخَنَسَ إِبهامَهُ في الثالثة» .
وفي رواية للبخاري : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة لا نكتُب ، ولا نَحْسُب، الشهر هكذا ، وهكذا - يعني مرة : تسعاً وعشرين ، ومرة ثلاثين» .
وفي رواية لمسلم أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنا أُمَّة أُمِّيَّة ، لا نكتُب ، ولا -[280]- نحسُبُ ، الشهرُ هكذا ، وهكذا ، وهكذا ، وعقد الإبهام في الثالثة ، والشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا، يعني : تمام الثلاثين» .
وفي أخرى قال : «الشهرُ هكذا وهكذا ، وقبض إِبهامه في الثالثة» .
وفي أخرى : أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهرُ هكذا ، وهكذا ، وهكذا : عشراً ، وعشراً ، وتسعاً» .
وفي أخرى أنه قال : «الشهرُ تِسْع وعشرون» . ولم يزد.
وزاد في أخرى قال عُقبةُ : «وأحسِبه قال : الشهر ثلاثون ، وطَبَّق كفَّيه ثلاث مِرَار» .
وفي أخرى «أَنَّ ابنَ عمرَ سمع رجلاً يقول : الليلةَ ليلةُ النصف، فقال له : وما يُدْريك أَن الليلةَ النصفُ ؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : الشهر هكذا ، وهكذا ، وأشار بأصابعه العشر مرتين ، وهكذا في الثالثة ، وأشار بأصابعه كلِّها ، وَحَبَسَ - أو خَنَس - إِبهامه» .
وأخرج أبو داود رواية البخاري الثانية ، وقال : «هكذا» مرة ثالثة ، وقال : «وخنس سليمان - هو ابن حرب - إِصبَعه في الثالثة ، يعني : تسعة وعشرين ، وثلاثين» .
وأخرج النسائي رواية مسلم الثانية التي فيها : «أُمَّة أُمِّيَة» .
وله في أخرى : «إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة ، لا نكتُب ، ولا نحسُب ، الشهرُ هكذا ، -[281]- وهكذا ، وهكذا - ثلاثاً - حتى ذكر تسعاً وعشرين» .
وله في أخرى قال : «الشهرُ هكذا» ، ووصف شُعبة عن صفة جبلة [ابن سُحَيم] عن صفة ابن عمر : «أنه تسع وعشرون» ، فيما حكى من صنيعه مرتين بأصابع يديه ، ونقص في الثالثة إِصبعاً من أصابع يديه.
وأخرج أيضاً أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهر تِسع وعشرون» . لم يزد على هذا (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُمَّة أُمِّيَّة) : الأُمَّة : الجيل من الناس ، والأُمِّيَّة : التي لا تكتب ولا تقرأ. وقيل : هو منسوب إلى الأم ، أي إنها على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتاب.
(خَنَس) إبهامه : أي قبضها وجمعها على أخواتها.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 108 في الصوم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا نكتب ولا نحسب ، وباب هل يقال : رمضان أو شهر رمضان ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وفي الطلاق ، باب اللعان ، ومسلم رقم (1080) في الصوم ، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ، وأبو داود رقم (2319) و (2320) و (2321) في الصوم ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، والنسائي 4 / 139 و 140 في الصوم ، باب كم الشهر وذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/44) (5039) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/81) (5536) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (3/34) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (7/68) قال : حدثنا آدم. ومسلم (3/1213) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي. والنسائي (4/140) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد. وابن خزيمة (1917) قال : حدثنا محمد بن بشار بندار، ويحيى بن حكيم ، قالا : حدثنا عبد الرحمن.
سبعتهم - محمد بن جعفر ، وبهز بن أسد ، وأبو الوليد الطيالسي ، وآدم بن أبي إياس ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، وخالد بن الحارث ، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا جبلة بن سحيم ، فذكره.

4394 - (م س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : قال : «ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده على الأخرى ، ثم قال : الشهرُ هكذا ، وهكذا ، وهكذا ، ثم نقص في الثالثة إِصبعاً» . أخرجه مسلم ، وعند النسائي مثله. -[282]-
وله في أخرى : «الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا» - يعني تسعة وعشرين - وفي أخرى مثل الأولى ، وقال : «وصفَّق محمد بن عبيد بيديه يَنْعَتُها ، ثلاثاً ، ثم قبض في الثالثة الإِبهام في اليسرى» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1086) في الصيام ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، والنسائي 4 / 138 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/184) (1594) قال : حدثنا محمد بن بشر. وفي (1/184) (1595) قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1/184) (1596) قال : حدثنا الطالقاني ، قال : حدثنا ابن المبارك. ومسلم (3/126) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا ، قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة. (ح) وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، وسلمة بن سليمان ، قالا : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن ماجة (1657) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (4/138) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن بشر. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر ، قال : أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1920) قال: حدثنا محمد بن الوليد قال: حدثنا مروان - يعني ابن معاوية - (ح) وحدثنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن بشر.
أربعتهم - محمد بن بشر، وزائدة ، وعبد الله بن المبارك، ومروان بن معاوية - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن محمد بن سعد، فذكره.
* قال المزي : قال النسائي عقب حديث سويد : رواه يحيى وغيره، عن إسماعيل، عن محمد، تمرسلا، وحديث يحيى أولى بالصواب عندي. تحفة الأشراف (3920) .

4395 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «أتاني جبريلُ فقال : الشهرُ تسع وعشرون يوماً» .
وفي أخرى : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهرُ تِسْع وعشرون يوماً» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 138 في الصوم ، باب كم الشهر وذكر خبر ابن عباس فيه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/138) أخبرنا عمرو بن يزيد هو أبو يزيد الجرمي بصري.عن بهز.ققال: حدثنا شعبة.عن سلمة.عن أبي الحكم. عن ابن عباس فذكره.

4396 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «لَمَا صُمْنا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تسعاً وعشرين أكثرَ مما صمنا ثلاثين» . أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال : «ما صمتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2322) في الصوم ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، والترمذي رقم (689) في الصوم ، باب ما جاء أن الشهر يكون تسعاً وعشرين ، وفي سنده دينار الكوفي والد عيسى ، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات ، قال الترمذي : وفي الباب عن عمر وأبي هريرة , وعائشة ، وسعد بن أبي وقاص ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأنس ، وجابر ، وأم سلمة ، وأبي بكرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الشهر يكون تسعاً وعشرين . أقول : فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/397) (3776) قال: حدثنا أبو المنذر. وفي (1/405) (3840) قال: حدثنا محمد بن سابق. وفي (1/408) (38721) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (1/441) (4209) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/450) (4300) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وأبو داود (2322) قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن ابن أبي زائدة. والترمذي (689) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة. وابن خزيمة (1922) قال: حدثني أحمد بن منيع ، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا أحمد، وعثمان بن عمر.
سبعتهم - أبو المنذر، ومحمد بن سابق، وأبو أحمد، ووكيع، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأحمد، وعثمان بن عمر- عن عيسى بن دينار مولى
خزاعة ، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث، فذكره.

4397 - (خ م د ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-[283]- قال : «شهرَا عيد لا ينقصان : رمضانُ ، وذو الحِجَّةِ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود، والترمذي.
قال الترمذي : قال أحمد : معنى هذا الحديث : لا ينقصانِ معاً في سَنَة واحدة، إِن نقص أحدهما تمَّ الآخر ، قال : وقال إسحاق : معناه : إِن يكن تسعاً وعشرين فهو تمام غيرُ نُقصان (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَهْرا عِيدٍ لا ينقصان) : قال الخطابي : اختلف الناس في معنى قوله : شهرا عيد لا ينقصان، فقال بعضهم : معناه : أنهما لا يكونان ناقصين في الحكم، وإن وُجِدَا ناقصين في عدد الحساب. وقال بعضهم: معناه : أنهما لا يكادان يوجدان في سنة واحدة مجتمعين في النقصان، إن كان أحدهما تسعة وعشرين كان الآخر ثلاثين. قال الخطابي : قلت: وهذا القول لا يعتمد عليه؛ لأن الواقع يخالفه، إلا أن يحمل الأمر على الغالب والأكثر. وقال بعضهم : إنما أراد بهذا تفضيل العمل في العشر من ذي الحجة، فإنه لا ينقص في الأجر والثواب عن شهر رمضان.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 106 في الصوم ، باب شهرا عيد لا ينقصان ، ومسلم رقم (1089) في الصيام ، باب بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم : شهرا عيد لا ينقصان ، وأبو داود رقم (2323) في الصوم ، باب الشهر يكون تسعاً وعشرين ، والترمذي رقم (692) في الصوم ، باب ما جاء شهرا عيد لا ينقصان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/38) قال: حدثنا إسماعيل عن خالد الحذاء، وفي (5/47) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة (ح) وروح قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن سالم أبي حاتم. وفي (5/47) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت خالدا الحذاء. وفي (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. والبخاري (3/35) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت إسحاق بن سويد. (ح) وحدثني مسدد، قال: حدثنا معتمر، عن خالد الحذاء. ومسلم (3/127) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن إسحاق بن سويد، وخالد. وأبو داود (2323) قال: حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع حدثهم، قال: حدثنا خالد الحذاء. وابن ماجة (1659) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء. والترمذي (692) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء.
أربعتهم - خالد الحذاء، وسالم أبو حاتم ، وعلي بن زيد، وإسحاق بن سويد- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.
* في رواية إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. قال: أحسبه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

4398 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أحْصُوا هلالَ شعبانَ لرمضانَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (687) في الصوم ، باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان ، وإسناده حسن . وفي الباب عن عائشة عند أبي داود قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ، وقد تقدم برقم (4381) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (687) قال: حدثنا مسلم بن حجاج قال: حدثنا يحيى بن يحيى ، قال: حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية.

الفصل الثاني : في ركن الصوم ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في النية ، وفيها نوعان
النوع الأول : في نية الفرض
4399 - (د ت س) حفصة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَمْ يُجْمِع الصيامَ قَبْلَ الفَجرِ فلا صيامَ لَهُ» . أَخرجه أبو داود ، والترمذي.
وعند النسائي : «من لم يُجْمِع الصيامَ قبلَ طلوع الفجرِ فلا يصومُ» . -[285]-
وفي أخرى : «من لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليل فلا صيامَ له» .
وفي أخرى له : «مَن لم يُبَيِّت الصيامَ قبل الفجر فلا صيام له» .
وفي أخرى : «من لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليل» .
وله في أخرى : أن حفصةَ كانت تقولُ : «من لم يُجْمِعِ الصومَ من الليل فلا يصوم» .
وفي أخرى : «لا صيام لمن لم يُجمِع الصوم قبلَ الفجر» .
وفي أخرى : «لا صيامَ لمن لم يُجمع قبلَ الفجر» .
وقال أبو داود : وقفه على حَفصةَ : مَعْمر ، والزبيدي، وابن عيينة، ويونس الأيلي، [كلُّهم] عن الزهري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُجْمِع) الإجماع : العزم والنية.
(يُبَيِّت) التَّبْيِيتُ : أن ينوي الصيام من الليل.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2454) في الصوم ، باب النية في الصيام ، والترمذي رقم (730) في الصوم ، باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل ، والنسائي 4 / 196 و 197 في الصوم ، باب النية في الصيام ، وذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك ، ورواه أيضاً الدارمي في " سننه " 2 / 6 في الصيام ، باب من لم يجمع الصيام من الليل ، وإسناده صحيح ، ولا يضر وقف من وقفه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2454) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، والترمذي (730) قال: حدثنا إسحاق ابن منصور قال: أخبرنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر ، والنسائي (4/196) قال : أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر، أن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، حدثهما. وفي (4/197) قال: أخبرنا أحمد بن الأزهر. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1933) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. قال: أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة، عن عبدذالله بن أبي بكر.
كلاهما - عبد الله بن أبي بكر، وابن جريج - عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن حفصة ، فذكرته ، ليس فيه -عبد الله بن عمر-.
* وأخرجه الدارمي (1705) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يحيى بن أيوب، وابن ماجة (1700) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا خالد بن مخلد القطواني، عن إسحاق بن حازم. والنسائي (4/196) قال: أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل قال: أنبأنا الليث، عن يحيى بن أيوب.
كلاهما - يحيى بن أيوب، وإسحاق بن حازم- عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر ، فذكره. ليس فيه : «ابن شهاب» .
* وأخرجه النسائي (4/197) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت عبيدالله ، عن ابن شهاب، عن سالم، (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر. (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا الحسن بن عيسى. قال: أنبأنا ابن المبارك. قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا حبان. قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان بن عيينة ومعمر، عن الزهري ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر.
كلاهما - سالم ، وحمزة- عن عبد الله بن عمر، عن حفصة ، فذكرته موقوفا.
* وأخرجه النسائي (4/197) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب.
كلاهما - إسحاق ، وأحمد بن حرب- عن سفيان ، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن حفصة، فذكرته موقوفا. ليس فيه «عبد الله بن عمر» .
* وأخرجه النسائي (4/197) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك ، عن ابن شهاب، عن عائشة وحفصة مثله: لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر. مرسل.
* وأخرجه النسائي (4/198) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عبيدالله. (ح) وقال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك.
كلاهما - عبيدالله ، ومالك - عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يقول : لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر. موقوف. وليس فيه: «حفصة» .

4400 - (ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : كان يقول : -[286]- «لا يصوم إِلا من أجمع الصيام قبل الفجر» . أخرجه الموطأُ.
وعند النسائي قال : «إِذا لم يُجمِعِ الرَّجُلُ الصومَ من الليل فلا يَصُمْ» .
وفي أخرى أنه كان يقول : «لا يصومنَّ إِلا من أجمعَ الصيامَ قبل الفجر» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 288 في الصيام ، باب من أجمع الصيام قبل الفجر ، والنسائي 4 / 198 في الصيام ، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/210) عن نافع عن عبد الله بن عمر فذكره.
وأخرجه النسائي (4/198) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت عبيدالله عن نافع عن ابن عمر فذكره.

4401 - (ط س) عائشة ، وحفصة - رضي الله عنهما - : قالتا : «لا يصوم إِلا من أَجمع الصيام قبل الفجر» . أخرجه النسائي.
وأخرجه الموطأ عقيب حديث ابن عمر، وقال : عن عائشة ، وحفصة ، زوجَي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك ، ولم يذكر لفظهما (1) .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 197 و 198 في الصوم ، باب النية في الصيام ، والموطأ 1 / 288 في الصيام ، باب من أجمع الصيام قبل الفجر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/210) عن ابن شهاب عن عائشة.
وأخرجه النسائي (4/197) و (198) أخبرنا أحمد بن حرب، حدثنا سفيان عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن حفصة قال النسائي : أرسله مالك بن أنس قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة مثله.

النوع الثاني : في نية صوم التطوع
4402 - (م س ت د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم : «يا عائشةُ ، هل عِنْدَكم شيء ؟ قالتْ : فقلتُ : يا رسولَ الله ، ما عندنا شيء ، قال : فإني صائم، قالت: فخرج رسولُ الله -[287]- صلى الله عليه وسلم- ، فأُهْدِيت لنا هَديَّة - أو جاءنا زَوْر - فلما رجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ : يا رسولَ الله ، أُهْدِيَتْ لنا هَديَّة - أو جاءنا زَوْر - وقد خبَأْتُ لك شيئاً، قال: ما هو ؟ قلت: حَيْس ، قال: هاتيه ، فجئتُ به فأكلَ ، ثم قال : قد كنتُ أصبحتُ صائماً» .
قال طلحةُ : فحدَّثْتُ مجاهداً بهذا الحديث، فقال : ذلك بمنزلة الرَّجُلِ يُخْرِجُ الصدقةَ من ماله، فإِن شاءَ أمْضاها ، وإِن شاءَ أمسكها.
وفي أخرى قالت : «دخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم ، فقال : هل عندكم من شيء ؟ فقلنا: لا ، قال : فإني إِذن صائم ، ثم أتانا يوماً آخر ، فقلنا: يا رسولَ الله ، أُهْدِيَ لنا حَيْس، فقال : أرِينيه ، فلقد أصبحتُ صائماً ، فأكَل» . أخرجه مسلم ، وأخرج النسائي الرواية الثانية.
وله في أخرى مثلها ، وقال في آخره : «فقلتُ يا رسولَ الله دخلتَ عليَّ وأنت صائم، ثم أكلتَ حَيْساً ؟ قال : نعم يا عائشةُ، إِنما منزلةُ مَنْ صام في غيرِ رمضانَ ، أو في غير قضاءِ رمضانَ ، أو في التطوع ، بمنزلةِ رَجُل أخرجَ صدقة من ماله ، فجادَ منها بما شاء فأَمضاه ، وبَخِلَ [منها] بما بقي فأمْسَكه» .
وفي رواية الترمذي قالتْ : «دخلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال : هل عندكم شيء؟ قالتْ : قلتُ لا ، قال : فإني صائم» . -[288]-
وفي أُخرى قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأتيني، فيقولُ : أعندكِ غَدَاء ؟ فأَقول : لا، فيقول : إِني صائم ، قالت: فأتاني يوماً ، فقلتُ : يا رسول الله ، إِنَّهُ قد أُهْدِيَتْ لنا هَدِيَّة ، قال : وما هي ؟ قُلتُ : حَيْس ، قال : أَما إِني أصبحتُ صائماً ، ثم أَكل» .
وفي رواية أبي داود قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا دخل عليَّ قال : هل عندكم طعام؟ فإذا قلنا : لا ، قال : إني صائم» ، زاد وكيع: «فدخل علينا يوماً آخرَ، فقلنا: يا رسولَ الله ، أُهْدِيَ لنا حَيْس ، فَحَبَسْنَاهُ لك ، فقال : أدنِيه ، قال طلحة : فأصبحَ صائماً ، فأفطرَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زَوْر) الزور: الزائر والضيف، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع والذكر والأنثى.
(حَيْس) الحيس : دقيق وسمن وتمر مخلوط. وقيل: تمر وسمن وأقط.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1154) في الصيام ، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال ، والنسائي 4 / 193 - 195 في الصوم ، باب النية في الصيام ، والترمذي رقم (733) و (734) في الصوم ، باب صوم التطوع بغير تثبيت ، وأبو داود رقم (2455) في الصوم ، باب في الرخصة في النية في الصيام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (190) و (191) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/49) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع ، وابن نُمير، ومسلم (3/159) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2455) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (733) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع. وفي (734) ، وفي الشمائل (182) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا بشر بن السري، عن سفيان. والنسائي (4/،194 195) قال: أخبرنا أحمد ابن حرب. قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17876) عن محمد بن منصور، عن سفيان. وابن خزيمة (2141) قال: حدثنا الحسن بن محمد وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي. قالا: حدثنا رَوح. قال: حدثنا شعبة. في (2143) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن سعيد. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد. قال: حدثنا وكيع.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان الثوري، وشعبة، ومحمد بن سعيد- عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، فذكرته.
* وأخرجه النسائي (4/195) قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا المعافى بن سليمان، قال: حدثنا القاسم، عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على عائشة. فقال: هل عندكم طعام. نحوه.
* وأخرجه ابن ماجة (1701) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. قال: حدثنا شريك. والنسائي (4/193) و (194) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا عاصم بن يوسف. قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وأخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا شريك. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الهيثم. قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - شريك، وأبو الأحوص، وسفيان- عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته. وزاد في آخره: «... ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها» .
وأخرجه النسائي (4/195) قال: أخبرني صفوان بن عمرو. قال: حدثنا أحمد بن خالد. قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب. قال: حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين فذكرته.

4403 - (ت د) أم هانئ - رضي الله عنها - : قالت : «كنتُ قاعدة عند النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأُتِيَ بشراب، فشرب منه ، ثم ناوَلَني فشربتُ ، فقلتُ : إِني -[289]- أذنبتُ فاستغفر لي ، فقال : وما ذاكِ ؟ قلتُ : كنتُ صائمة فأفطرتُ ، فقال : أَمِنْ قضاء كنتِ تقضينَه؟ قلتُ : لا ، قال: فلا يضرُّك» .
وفي رواية مثله ، وفيه : «فقالتْ : يا رسولَ الله ، أما إِني كنتُ صائمة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : الصائم المتطوِّع أمينُ نَفْسِهِ ، إن شاء صامَ ، وإن شاءَ أفطرَ» .
وفي رواية : «أميرُ نَفْسِهِ - أو أمينُ نفسه -» على الشَّكِّ. أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قالت : «لما كان يومُ الفتحِ - فتحِ مكةَ - جاءت فاطمةُ ، فجلستْ على يسارِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأمُّ هانئ عن يمينه ، قال : فجاءت الوليدةُ بإِناء فيه شراب، فناولَتْه ، فشرب منه ، ثم ناولَه أمَّ هانئ فشربتْ منه ، فقالتْ : يا رسول الله ، لقد أفطرتُ وكنت صائمة ، فقال لها : أكنتِ تقضينَ شيئاً ؟ قالت: لا ، قال : لا يَضُرُّكِ ، إِن كان تطوُّعاً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوَلِيدة) : الأمة ، والجمع : ولائد.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (731) و (732) في الصوم ، باب ما جاء في إفطار التطوع ، وأبو داود رقم (2456) في الصوم ، باب في الرخصة في النية في الصيام ، ورواه أيضاً أحمد ، والحاكم 1 / 439 وصححه ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ، فإن للحديث متابعات ، وقد حسنه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/343) قال: حدثنا بَهز. وفي (6/424) قال: حدثنا يزيد ، والدارمي (1742) قال: أخبرنا أبو النعمان.
ثلاثتهم - بهز، ويزيد، وأبو النعمان - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن هارون بن ابنة أم هانئ ، أو ابن ابن أم هانئ، فذكره.
* في رواية يزيد. قال: «هارون بن بنت أم هانئ ، أو ابن أم هانئ» .
* وأخرجه الترمذي (731) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18015) عن قتيبة، عن أبي الأحوص. (ح) وعن محمد بن المثنى، عن أبي الوليد ، عن أبي عوانة.
كلاهما - أبو الأحوص، وأبو عوانة- عن سماك بن حرب، عن ابن أم هانئ ، عن أم هانئ ، قالت: «كنت قاعدة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه. فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال: وما ذاك ؟ قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال : أمن قضاء كنت تقضينه؟ قالت: لا. قال: فلا يضرك» .
* في رواية أبي عوانة : سماه - هاون بن أم هانئ -.

4404 - (خ) أم الدرداء - رضي الله عنها - : قالت : «كان أبو الدرداء -[290]-يأتي نهاراً ، فيقول: [هل] عندكم طعام؟ فإن قلنا : لا ، قال : فإني صائم يومي هذا» (1) .
وفعله أبو طلحة ، وأبو هريرة ، وابن عباس، وحذيفة ، وذكره البخاري في ترجمة باب من أبواب الصوم (2) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 121 في الصوم ، باب إذا نوى بالنهار صوماً . قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أم الدرداء قالت : كان أبو الدرداء يغدونا أحياناً ضحى فيسأل الغداء ، فربما لم يوافقه عندنا ، فيقول : إذاً أنا صائم ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس ، وعن أيوب عن أبي قلابة عن أم الدرداء ، وعن معمر عن قتادة أن أبا الدرداء كان إذا أصبح سأل أهله الغداء ، فإن لم يكن ، قال : أنا صائم .
(2) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 121 في الصوم ، باب إذا نوى بالنهار صوماً . قال الحافظ في " الفتح " : أما أثر أبي طلحة ، فوصله عبد الرزاق من طريق قتادة ، وابن أبي شيبة من طريق حميد كلاهما عن أنس ، ولفظ قتادة أن أبا طلحة كان يأتي أهله فيقول : هل من غداء ؟ فإن قالوا : لا صام يومه ذلك ، قال قتادة : وكان معاذ بن جبل يفعله ، وأما أثر أبي هريرة ، فقد وصله البيهقي من طريق ابن أبي ذئب عن حمزة عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال : رأيت أبا هريرة ، يطوف بالسوق ، ثم يأتي أهله فيقول : عندكم شيء ؟ فإن قالوا : لا ، قال : فأنا صائم ، وأما أثر ابن عباس ، فوصله الطحاوي من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يصبح حتى يظهر ثم يقول : والله لقد أصبحت وما أريد الصوم وما أكلت من طعام ولا شراب منذ اليوم ، ولأصومن يومي هذا ، وأما أثر حذيفة ، فوصله عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة من طريق سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : قال حذيفة : من بدا له الصيام بعدما تزول الشمس فليصم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (4/121) في الصوم باب إذا نوى بالنهار صوما ، قال الحافظ في الفتح : وصله ابن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أم الدرداء قالت: كان أبو الدرداء يغدونا أحيانا ضحى فيسأل الغداء فربما لم يوافقه عندنا فيقول: إذا أنا صائم ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس وعن أيوب، عن أبي قلابة عن أم الدرداء وعن معمر عن قتادة أن أبا الدرداء كان إذا أصبح سأل أهله الغداء فإن لم يكن قال : أنا صائم.

الفرع الثاني : في الإمساك عن المفطرات ، وهي أنواع
النوع الأول : في القيء، والحجامة ، والاحتلام
4405 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن ذَرَعَهُ القَيءُ ، فليس عليه قضاء ، ومن اسْتَقَاءَ عمداً فليَقْضِ» . أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود : «من ذرعه الْقيءُ وهو صائم ، فليس عليه قضاء ، ومن اسْتَقَاء فليَقْضِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَرَعَه القيء) : إذا خرج من غير استدعاء ولا اقتضاء.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (720) في الصوم ، باب ما جاء فيمن استقاء عمداً ، وأبو داود رقم (2380) في الصوم ، باب الصائم يستقيء عمداً ، ورواه أيضاً ابن ماجة ، والدارمي ، وغيرهما ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/498) قال: حدثنا الحكم. - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم بن موسى -0 قال: حدثنا عيسى بن يونس. والدارمي (1736) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2380) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (1676) قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم. قال : حدثنا الحكم بن موسى. قال : حدثنا عيسى ابن يونس. (ح) وحدثنا عبيد الله. قال : حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبو الشعثاء. قال : حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (720) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14542) عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس. وابن خزيمة (1960 و 1961) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي. قال : حدثنا عيسى بن يونس. وفي (1961) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا أبو سعيد الجعفي. قال : حدثنا حفص بن غياث.
كلاهما - عيسى بن يونس ، وحفص بن غياث - عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، فذكره.
(*) ذكر الدارمي عقب الحديث : قال عيسى : زعم أهل البصرة أن هشاما أوهم فيه ، فموضع الخلاف ها هنا.
(*) قال أبو عيسى الترمذي : حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد - يعني البخاري - لا أراه محفوظا. قال أبو عيسى : وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يصح إسناده.

4406 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - : أنَّ ابنَ عمرَ - رضي الله عنهما - كان يقول : «من استقاءَ وهو صائم ، فعليهِ القضاءُ ، ومن ذَرَعَهُ القيءُ فليس عليه قضاء» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 304 في الصيام ، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/250) عن نافع ،عن عبد الله بن عمر،فذكره.

4407 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «ثلاث لا يُفْطِرْن الصائمَ : الحجامةُ ، والقيءُ ، والاحتلامُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (719) في الصوم ، باب ما جاء في الصائم يذرعه القيء ، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم ، وهو ضعيف . قال الترمذي : حديث أبي سعيد الخدري غير محفوظ ، وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث مرسلاً ، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
* أخرجه عبد بن حميد (959) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. والترمذي (719) قال : حدثنا محمد بن عبيد المحاربي.
كلاهما - إسماعيل ، ومحمد بن عبيد - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي : حديث أبي سعيد الخدري ، حديث غير محفوظ. وقد روى عبد الله بن زيد ابن أسلم ، عبد العزيز بن محمد ، وغير واحد ، هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلا. ولم يذكروا فيه «عن أبي سعيد» وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث.

4408 - (د) زيد بن أسلم : عن رجل من أصحابه عن رجل من أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يُفْطِر من قاء ، ولا من احتلم، ولا من احتجم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2376) في الصوم ، باب في الصائم يحتلم نهاراً في شهر رمضان ، وفي سنده جهالة ، وقد روى من غير وجه ولا يثبت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2376) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم ، فذكره.

4409 - (د ت) معدان بن [أبي] طلحة : أنَّ أبا الدرداءِ حدَّثه : «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَاءَ فأفْطر ، فلقيتُ ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجد دمشقَ ، فقلت: إِن أبا الدرداء حدَّثني : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قاءَ فأفطر ، قال : صدق، وأنا صَبَبْتُ له وَضُوءه» . أخرجه أبو داود ، والترمذي نحوه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2381) في الصوم ، باب الصائم يستقيء عمداً ، والترمذي رقم (87) في الطهارة ، باب ما جاء الوضوء من القيء والرعاف ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/443) قال : حدثنا عبد الصمد. والدارمي (1735) قال : أخبرنا عبد الصمد ابن عبد الوارث. وأبو داود (2381) قال : حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو. والترمذي (87) قال : حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ، وهو أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي وإسحاق بن منصور. قال أبو عبيدة : حدثنا. وقال إسحاق : أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. والنسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي ، قال : حدثنا أبو معمر ، (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (1956) قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي والحسين بن عيسى البسطامي. عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الصمد ، وأبو معمر - عن عبد الوارث ، عن حسين المعلم ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن يعيش بن الوليد بن هشام أن أباه حدثه. قال : حدثني معدان ابن أبي طلحة ، فذكره.
(*) في رواية أبي داود ، وإسحاق بن منصور ، وعمرو بن علي : «معدان بن طلحة» .
قال أبو عبد الرحمن النسائي : الصواب : «معدان بن أبي طلحة» . وقال الترمذي : «ابن أبي طلحة» أصح.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : سمعت أبي يحدث. قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، أن عبد الله بن عمرو الأوزاعي حدثه ، أن يعيش بن الوليد حدثه ، أن معدان بن طلحة حدثه ، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي : كذا وجدته في كتابي.
* وأخرجه أحمد (5/195 و 277) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن يعيش بن الوليد بن هشام ، عن ابن معدان ، أو معدان ، عن أبي الدرداء ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي ، قال : أخبرني ابن شميل ، قال : حدثنا هشام الدستوائي. وابن خزيمة (1956) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي. قال : حدثنا الحسين ، وهو المعلم. وفي (1958) قال : حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان ، قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حرب بن شداد.
ثلاثتهم - هشام ، وحسين المعلم ، وحرب - عن يحيى بن أبي كثير ، عن الأوزاعي ، عن يعيش بن الوليد ابن هشام ، عن معدان ، فذكره. لم يقل فيه يعيش : «عن أبيه» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرنا سليمان بن سلم ، قال : أخبرنا النضر. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد سرخسي. يقال له : أبو قدامة ، عن معاذ بن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا ابن أبي عدي ، وابن خزيمة (1959) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا عبد الرحمن -يعني ابن عثمان البكراوي -.
(*) رواية النضر : قال : أخبرنا هشام ، عن يحيى ، عن رجل ، عن يعيش بن الوليد بن هشام ، عن أبي معدان ، عن أبي الدرداء.
(*) وفي رواية معاذ ،قال : حدثني أبي ، عن يحيى ، قال : حدثني رجل من إخواننا. عن يعيش بن الوليد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء.
(*) وفي رواية ابن أبي عدي ، عن هشام ، عن يحيى ، قال : حدثني رجل من إخواننا ، عن يعيش بن الوليد ، أن ابن معدان ، أخبره ، نحوه.
(*) وفي رواية عبد الرحمن بن عثمان ، قال : حدثنا هشام ، عن يحيى ، قال : حدثني رجل من إخواننا- يريد الأوزاعي - عن يعيش بن هشام ، أن معدان أخبره ، نحوه.
وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. كلاهما - إبراهيم ، ومحمد - عن يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام ، عن يحيى، عن يعيش بن الوليد بن هشام ، أن معدان أخبره. «وفي رواية محمد بن إسماعيل» أن خالد بن معدان أخبره ، فذكره. لم يقل يحيى «عن رجل» . ولم يقل يعيش: «عن أبيه» .
* وأخرجه أحمد (6/449) . والنسائي في الكبرى «الورقة 42» قال : أخبرني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي. كلاهما - أحمد بن حنبل ، وأحمد بن فضالة - عن عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن يعيش بن الوليد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء ، قال : «استقاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفطر ، فأتي بماء فتوضأ» .ولم يذكر «ثوبان» .

4410 - (خ م د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أَنَّ -[293]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم ، واحتجم وهو صائم» . أَخرجه البخاري ومسلم.
وعند أبي داود : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم» .
وفي أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم صائماً محرماً» .
وعند الترمذي : «احتجم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو محرم صائم» .
وفي رواية أخرى : احتجم فيما بين مكة والمدينة وهو محرم صائم (1) .
وفي أخرى : احتجم وهو صائم (2) .
__________
(1) انظر ما قاله الحافظ ابن حجر في " التخليص " 2 / 193 حول هذه الرواية : احتجم وهو محرم صائم ، فإن فيها إشكالاً .
(2) رواه البخاري 4 / 155 في الصوم ، باب الحجامة والقيء للصائم ، وفي الطب ، باب أي ساعة يحتجم ، ومسلم رقم (1202) في الحج ، باب جواز الحجامة للمحرم ، وأبو داود رقم (2372) و (2374) في الصوم ، باب الرخصة للصائم أن يحتجم ، والترمذي رقم (775) و (776) و (777) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة بالحجامة للصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/236) (2108) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا هشام (ح) وابن جعفر ، قال : حدثنا هشام. وفي (1/249) (2243) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا هشام. وفي (1/259) (2355) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا هشام - يعني ابن حسا-. وفي (1/351) (3282) قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن خالد. وفي (1/372) (3523) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا هشام. والبخاري (3/42) قال : حدثنا معلى بن أسد ، قال : حدثنا وهيب ، عن أيوب. وفي (3/43و7/16ى) قال :حدثنا أبو معمر. قال حدثنا عبد الوراث. قال : حدثنا أيوب.وفي (7/162) قال : حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن هشام. وأبو داود (1836) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام. وفي (2372) قال : حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الوارث ، عن أيوب. والترمذي (775) قال : حدثنا بشر بن هلال البصري. قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6020) عن يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن ابن أبي ذئب ، عن الحسن بن زيد. وفي (6226) عن أبي داود ، عن محاضر ، عن هشام.وفي (5989) عن بشر بن هلال ، عن عبد الوارث بن سعيد ، عن أيوب. (ح) وعن قطن بن إبراهيم ، عن الحسين بن الوليد النيسابوري ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب. (ح) وعن محمد بن معمر ، عن حبان بن هلال ، عن وهيب. عن أيوب وفي (6231) عن أبي بكر بن علي ، عن سريج بن يونس ، عن عبد الله بن رجاء المكي، عن هشام بن حسان.
أربعتهم - هشام بن حسان ، وخالد ، وأيوب ، والحسن بن زيد - عن عكرمة ، فذكره.
رواية هشام : «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل» .
ورواية أبي معمر مختصرة على : «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم» .
ورواية خالد مختصرة على : «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وهو محرم» .
*أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5989) عن علي بن حجر ، عن إسماعيل بن علية. (ح) وعن أبي بكر بن علي ، عن عبيد الله بن عمر القواريري ، عن حماد بن زيد. (ح) وعن محمد بن حاتم ، عن حبان بن موسى ، عن عبد الله ، عن معمر.
ثلاثتهم - إسماعيل ، وحماد ، ومعمر - عن أيوب ، عن عكرمة ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم. مرسل.

4411 - (د خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «ما كنا نَدَعُ الحجامةَ للصائمِ إِلا كراهيةَ الجَهْد» . أخرجه أبو داود.
وعند البخاري : قال ثابت [البُناني] : «سئل أنس بن مالك : [أ] كنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول اللهِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : لا ، إِلا من أجل الضعف» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2375) في الصوم ، باب الرخصة في الصائم يحتجم ، والبخاري 4 / 156 في الصوم ، باب الحجامة والقيء للصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (3/43) قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك ، فذكره «كذا في صحيح البخاري» .
وهذا خطأ وقع فيه الناسخ ، فإن شعبة لم يسمع من أنس كما هو معلوم ، وقال المزي : رواه أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن شعبة ، عن حميد ، قال : سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك. وكذلك رواه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، عن آدم ، وهو الصحيح. «تحفة الأشراف» (448) .
وأخرجه أبو داود (2375) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت ، فذكره.

4412 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الحجامة والمواصلة ، ولم يُحرِّمْهما إبقاءً على أصحابه ، فقيل له : يا رسول الله إِنَّكَ تواصل [إِلى السَّحَر] فقال: إِني أُوَاصِل إِلى السَّحَر ، وربي يُطعِمُني ويسقيني» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2374) في الصوم ، باب الرخصة في الصائم أن يحتجم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/314) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/314) و (315) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/363 و 364) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (2374) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - ابن مهدي ، وعبد الرزاق ، ووكيع - عن سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، فذكره.

4413 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - : «أن سعد بن أبي وقَّاص ، وابن عمر ، كانا يحتَجِمَان وهما صائمان» . أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 298 في الصيام ، باب ما جاء في الحجامة للصائم ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (2/234) عن ابن شهاب ، أن سعد ، فذكره.
قال الزرقاني : قال ابن عبد البر : هذا منقطع ثم أخرجه من وجه آخر عن عامر بن سعد عن أبيه ثم قال : وفعل سعد يضعف حديثه المرفوع أفطر الحاجم والمحجوم. وقد انفرد به داود بن الزبرقان وهو متروك. انظره (2/234و 235) .

4414 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «كان يحتجم وهو صائم ، ثم ترك ذلك بعدُ ، فكان إِذا صام لم يحتجم حتى يُفطِرَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 298 في الصيام ، باب ما جاء في الحجامة للصائم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بشرح الزرقاني (2/234) عن نافع عن ابن عمر ، فذكره.

4415 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «أَفطر الحاجم والمحجوم» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفطر الحاجم والمحجوم) : من ذهب إلى أن الحجامة تُفطر فهو ظاهر ، ومن قال : إنها لا تفطر ، فمعناه أنهما تعرَّضا للإفطار ، أما المحجوم ، فللضعف الذي يلحقه من ذلك ، فربما أعجزه عن الصوم ، وأما الحاجم : فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من دم المحجوم فيبلعه ، أو من طعمه ، وهذا كما يقال : أهلك فلان نفسه: إذا كان يتعرَّض للمهالك ، وكقوله -صلى الله عليه وسلم- : «من جُعِل قاضياً فقد ذُبح بغير سكين» يريد أنه قد تعرض للذبح ، وقيل : هذا على سبيل الدعاء عليهما ، كقوله عليه الصلاة والسلام فيمن صام الدهر : «لا صام -[295]- ولا أفطر» المعنى : بطل أجرهما ، فكأنهما صارا مفطرين غير صائمين.
__________
(1) رقم (774) في الصوم ، باب كراهية الحجامة للصائم ، وإسناده صحيح ، ولكنه منسوخ ، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/465) . والترمذي (774) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمود بن غيلان ، ويحيى بن موسى. وابن خزيمة (1964) قال : حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ، والحسين بن مهدي.
سبعتهم - أحمد ، ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن رافع ، ومحمود بن غيلان ، ويحيى بن موسى ، والعنبري ، والحسين بن مهدي - عن عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (1965) قال : حدثنا أحمد بن الحسين الشيباني ببغداد ، قال : وحدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي ، قال : حدثنا معاوية بن سلام.
كلاهما - معمر ، وابن سلام - عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، عن السائب بن يزيد ، فذكره.

4416 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - : أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أفطر الحاجم والمحجوم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2367) و (2370) و (2371) في الصوم ، باب في الصائم يحتجم ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/282) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر ، وروح. وأبو داود (2370) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، وعبد الرزاق. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن إبراهيم -. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2104) عن أحمد بن فضالة بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث.
خمستهم - عبد الرزاق ، وابن بكر ، وروح ، وإسماعيل ، وخالد - عن ابن جريج ، قال : أخبرني مكحول ، أن شيخا من الحي «قال عثمان بن أبي شيبة في حديثه : مصدق» أخبره ، فذكره.

4417 - (د) شداد بن أوس - رضي الله عنه - : قال : «بينما هو يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-...» فذكر نحوه.
وفي رواية : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَتَى رجلاً بالبقيع وهو يحتجم ، وهو آخِذ بيدي ، لثمانَ عشرة خلت من رمضان ، فقال : أفطر الحاجم والمحجوم» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2368) و (2369) في الصوم ، باب في الصائم يحتجم ، ورواه أيضاً ابن ماجة والدارمي ، وإسناده صحيح ، وهذا والذي قبله منسوخان أيضاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/123) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب. وفي (4/123) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا عاصم الأحول. وفي (4/124) قال : حدثنا محمد ابن جعفر ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن عاصم الأحول. وفي (4/124) أيضا قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن داود بن أبي هند ، والدارمي (1737) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا عاصم. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال : أخبرنا علي بن المنذر ، كوفي شيعي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا داود بن أبي هند. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا سهل بن يوسف، قال : حدثنا أبو غفار. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، وأحمد بن سليمان الرهاوي، قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عاصم. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى بن محمد ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ، قال : حدثنا زائدة عن عاصم الأحول.
أربعتهم - أيوب ، وعاصم الأحول ، وداود بن أبي هند ،وأبو غفار ، المثنى بن سعيد - عن عبد الله بن زيد أبي قلابة ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أبي أسماء الرحبي ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/124) قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال : حدثنا أبو العلاء - يعني القصاب - ، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال : أخبرنا إسماعيل ، قال : حدثنا عاصم بن هلال ، عن أيوب. (ح) وأخبرنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن إسماعيل بن عبد الله ، عن خالد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، عن أيوب ، عن قتادة.
ثلاثتهم - قتادة ، وأيوب ، وخالد الحذاء - عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن شداد بن أوس. فذكره. ليس فيه «أبو الأشعث الصنعاني» .
* وأخرجه أحمد (4/122) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا خالد. وفي (4/124) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا أيوب. وفي (4/124) أيضا قال : حدثنا محمد ابن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم الأحول. وأبو داود (2369) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد ، قال : حدثنا خضر بن محمد ، قال : أخبرنا هشيم ، قال : أخبرنا منصور. وخالد. (ح) وأخبرني عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا ريحان بن سعيد ، عن عباد ، عن أيوب. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار البصري ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا هشام ، عن عاصم الأحول. (ح) وأخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي ، قال : أخبرنا ابن شميل ، قال : أخبرنا شعبة ، عن عاصم ، وخالد. (ح) وأخبرنا الحسن بن قزعة ، قال : حدثنا سفيان بن حبيب ، عن عاصم ، وخالد. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن خالد. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يزيد ، وهو ابن زريع ، قال : حدثنا خالد.
أربعتهم - خالد الحذاء ، وأيوب ، وعاصم الأحول ، ومنصور - عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس ، فذكره. ليس فيه «أبو أسماء الرحبي» .
* وأخرجه أحمد (4/125) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عمن حدثه ، عن شداد ، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (2368) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا شيبان ، عن يحيى. وابن ماجة (1681) قال : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : أنبأنا شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حماد ، عن أيوب. (ح) وأخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال: حدثنا سفيان ، عن أيوب.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير ،وأيوب - عن أبي قلابة ، عن شداد بن أوس ، فذكره. ليس فيه «أبو الأشعث، ولا أبو أسماء» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «ورقة 42 - أ» قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، قال : سمعت وهب بن جرير يقول : قال أبي : عرضت على أيوب كتابا لأبي قلابة ، فإذا فيه : عن شداد بن أوس ، وثوبان ، هذا الحديث. قال : عرضت عليه فعرفه.

[النوع] الثاني : الكحل
4418 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «جاء رجل إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: اشتكت عَيْني ، أَفأَكتَحِلُ وأَنا صائم ؟ قال : نعم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (726) في الصوم ، باب ما جاء في الكحل للصائم ، قال الترمذي : ليس بالقوي ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء ، أبو عاتكة يضعف . قال الحافظ في " التلخيص " : 2 / 191 : ورواه أبو داود من فعل أنس ، ولا بأس بإسناده ، وفي الباب عن بريرة مولاة عائشة في الطبراني " الأوسط " وعن ابن عباس في " شعب الإيمان " للبيهقي بإسناد جيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (726) قال : حدثنا عبد الأعلى بن واصل الكوفي ، قال : حدثنا الحسن بن عطية، قال : حدثنا أبو عاتكة ، فذكره.

4419 - (د) عبد الرحمن بن النعمان [بن معبد بن هوذة] : عن أبيه عن جده : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بالإِثْمِد المرَوَّح عند النوم ، وقال : ليَتَّقهِ -[296]- الصائم» . أخرجه أبو داود، وقال : قال لي يحيى بن مَعين : هو حديث منكر ، يعني : حديث الكحل (1) .
__________
(1) رقم (2377) في الصوم ، باب في الكحل عند النوم للصائم ، والنعمان بن معبد بن هوذة مجهول ، ولكن للحديث شواهد بمعناه كما في الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود حدثنا النفيلي ، ثنا علي بن ثابت ، حدثني عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة. عن أبيه.عن جده ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

4420 - (د) أنس بن مالك : «أنه كان يكتحل وهو صائم» . أَخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2378) في الصوم ، باب في الكحل عند النوم للصائم ، وإسناده لا بأس به ، كما قال الحافظ في " التلخيص " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2378) حدثنا وهب بن بقية ، أخبرنا أبو معاوية عن عتبة أبي معاذ عن عبيد الله ابن أبي بكر بن أنس ، عن أنس بن مالك ، فذكره.

[النوع] الثالث : القُبْلَة والمباشرة
4421 - (خ م ط د ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «إِنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيُقبِّل بعض أزواجه وهو صائم ، ثم ضحكت» .
وفي أخرى قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل ويُباشِر وهو صائم ، وكان أَمْلَكَكم لإِرْبه» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم عن عروة ، أن عائشة أخبرته : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقبِّلها وهو صائم» .
وفي رواية ابن عيينة قال : «قلت لعبد الرحمن بن القاسم : أسمعتَ أباكَ يُحدِّثُ عن عائشة : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يُقَبِّلُها وهو صائم ؟ فسكت ساعة ، ثم قال : نعم» . -[297]-
وفي أخرى قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُني وهو صائم ، وأَيُّكم يملك إِرْبَه، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يملك إِرْبَهُ ؟» .
وفي أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقبِّل وهو صائم ، وكان أملَكَكم لإِرْبه ، وأنه كان يُباشر وهو صائم» .
وفي أخرى : «أَنه كان يقبِّل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه أملَكُكم لإِرْبِهِ» .
وفي أخرى قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل في شهر الصوم» .
وفي أخرى : «يقبل وهو صائم في رمضان» .
وأخرج الموطأ الرواية الأولى.
وله في أخرى : «بلغه : أن عائشةَ - رضي الله عنها - كانت إِذا ذكرت أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّل وهو صائم ، تقول : وأَيُّكم أمْلكُ لنفسه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟» .
وأخرج أبو داود الروايتين : الخامسة ، والسادسة من أَفراد مسلم.
وله في أخرى قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقبِّلني وهو صائم وأنا صائمة» .
وفي أخرى : «أنه كان يقبِّلها وهو صائم ، ويَمُصُّ لسانها» (1) .
وأَخرج الترمذي الرواية الخامسة والسادسة من أفراد مسلم. -[298]-
وللترمذي : «أنه كان يباشرني وهو صائم ، وكان أَملَكَكم لإِرْبِهِ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُقَبِّل ويُبَاشِر) التقبيل : البََوْس (3) ، والمباشرة أراد بها : الملامسة والمداعبة ومقدمات الجماع.
(أمْلَكَكُم لإربه) : يروى «لإرْبه» بكسر الهمزة وسكون الراء ، وهو الإرب المخصوص ، ويعني : الذَّكَر ، ويروى بفتح الهمزة والراء ، والإرب الحاجة ، وأرادت به حاجة الجماع.
__________
(1) إسناد هذه الرواية : ويمص لسانها ، ضعيف .
(2) رواه البخاري 4 / 131 في الصوم ، باب القبلة للصائم ، وباب المباشرة للصائم ، ومسلم رقم (1106) في الصيام ، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة ، والموطأ 1 / 292 في الصيام ، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم ، وأبو داود رقم (2382) و (2383) و (2384) و (2386) في الصوم ، باب القبلة للصائم ، وباب الصائم يبلع ريقه ، والترمذي رقم (727) و (728) و (729) في الصوم ، باب ما جاء في القبلة للصائم ، وباب ما جاء في مباشرة الصائم .
(3) وهو فارسي معرب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/42) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. ومسلم (3/135) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. وأبو داود (2382) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. والترمذي (729) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15950) عن عبد الله بن محمد الضعيف ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش. وفي (11/15981) عن قتيبة ، عن خالد بن عبد الله ، عن مغيرة.
كلاهما - الأعمش ، ومغيرة - عن إبراهيم ، عن الأسود وعلقمة ، فذكراه.
* أخرجه أحمد (6/128) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. قال : أخبرنا هشام الدستوائي ، عن حماد. وفي (6/230) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا الأعمش. والدارمي (775) قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن هشام صاحب الدستوائي ، عن حماد. وفي (776) قال : أخبرنا أبو حاتم البصري روح بن أسلم. قال : حدثنا زائدة ، عن سليمان. والبخاري (3/38) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، عن شعبة، عن الحكم. ومسلم (3/135) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا أبو عاصم. قال : سمعت ابن عون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15939) عن علي بن حسين الدرهمي ، عن ابن أبي عدي ، عن هشام بن أبي عبد الله ، عن حماد. وفي (11/15950) عن علي بن خشرم ، عن عيسى بن يونس ، عن الأعمش. (ح) وعن محمود بن غيلان ، عن النضر بن شميل ، عن شعبة ، عن الأعمش. وفي (11/15972) قال : وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع ، عن ابن علية ، عن ابن عون. (ح) وعن علي ابن حجر ، عن إسماعيل بن علية ، عن ابن عون. (ح) وعن حميد بن مسعدة ، عن بشر بن المفضل ، عن ابن عون. وفي (11/15980) عن أبي بكر بن حفص الأيلي ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن مغيرة. وفي (11/15999) عن محمود بن غيلان ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن الأشجعي، عن الثوري ، عن منصور. وابن خزيمة (1998) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني.قال : حدثنا بشر - يعني ابن المفضل - قال : حدثنا ابن عون.
ستتهم - حماد بن أبي سليمان ، وسليمان الأعمش ، والحكم بن عتيبة ، وعبد الله بن عون ، ومغيرة ، ومنصور - عن إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عائشة ، فذكرته ، ليس فيه «علقمة» .
* وأخرجه الحميدي (196) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا منصور. وأحمد (6/40 و 201) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن منصور. وفي (6/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال : أخبرنا شعبة ، عن منصور. وفي (6/266) قال : حدثنا عبيدة. قال : حدثنا منصور. ومسلم (3/135) قال : حدثني علي بن حجر وزهير بن حرب. قالا : حدثنا سفيان ، عن منصور. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن منصور. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17407) عن محمد بن منصور الجواز - من أهل مكة ثقة - (ح) والحسين بن حريث - فرقهما - كلاهما عن سفيان ، عن منصور. (ح) وعن تميم بن المنتصر، عن إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن الأعمش.
كلاهما - منصور ، والأعمش - عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عائشة ، فذكرته ، ليس فيه «الأسود» .
* وأخرجه أحمد (6/216) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/135) قال : حدثنيه يعقوب الدورقي. قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15972) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، عن إسماعيل بن علية. (ح) وعن حميد بن مسعدة ، عن يزيد بن زريع.
كلاهما - إسماعيل ، ويزيد - عن ابن عون ، عن إبراهيم ، عن الأسود ومسروق ، عن عائشة ، فذكرته.
* وأخرجه ابن ماجة (1687) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا إسماعيل بن علية ،عن ابن عون ، عن إبراهيم. قال : دخل الأسود ومسروق على عائشة. فقالا : أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..» الحديث.
* وأخرجه أحمد (6/156) قال :حدثنا هاشم قال : حدثنا إسرائيل، عن جابر ،عن عامر ، ومسلم (3/135) قال :حدثنا شجاع بن مخلد. قال :حدثنا يحيى بن أبي زائدة.قال : حدثنا الأعمش ، عن مسلم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15972) قال : فيما قرأ علينا أحمد بن منيع ، عن ابن عليه ، عن ابن عون،عن إبراهيم.وفي (12/17644) عن معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ،عن الأعمش ، عن مسلم بن صبيح.
ثلاثتهم - عامر الشعبي ، مسلبم بن صبيح ، وزائدة النخعي - عن مسروق ، عن عائشة ، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (6/126) قال :حدنمثا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن إسحاق بن منصور ، عن عبد الرحمن.
كلاهما- محمد بن جعفر ، وعبد الرحمن - عن شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، أن علقمة وشريح بن أرطاة كانا عند عائشة. فقال أحدهما :سليهغ عن القبلة....الحديث» مرسل.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن أحمد ابن سليمان بن عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن شريح بن أرطأة ، عن عائشة ، فذكرته ، ثم سمعه علقمة من عائشة في قصة.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16141) عن الحسن بن محمد ، عن عبيدة بن حميد ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن النخعي ولم يسمه ، عن عائشة.وفيه قال شريح : إني أهم أن أضربك بهذا القوس على سبيل الإنكار لذلك.

4422 - (م ط) عمر بن أبي سلمة - ربيبُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : «أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أيُقبِّل الصائم ؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : سلْ هذه - لأمِّ سلمة - فأَخبرتْه : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك ، فقال : يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر ، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : أما والله ، إِني لأتقاكم لله ، وأخْشَاكم له» . أخرجه مسلم (1) .
وفي رواية الموطأ عن عطاء بن يسار : «أن رجلاً قبَّل امرأته وهو صائم -[299]- في رمضانَ ، فوجَدَ من ذلك وَجْداً شديداً ، فأرسل امرأته ، فسألت أمَّ سلمةَ ؟ فأخبرتها: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله ، فأخبرت زوجها ، فزاده ذلك شَرّاً ، وقال : لَسْنا مثلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، إِن الله يُحِلُّ لرسوله ما شاء ، ثم رجعت امرأْتُه إِلى أُمِّ سلمةَ فوجدت عندها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما لهذه المرأة ؟ فأخبرته أمُّ سلمةَ ، فقال: ألا أخبرتيها أني أفعل ذلك ؟ قالت: قد أخبرتها ، فذهبتْ إِلى زوجها فأخبرته ، فزاده ذلك شرّاً ، وقال : لسنا مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، يُحِلُّ الله لرسوله ما شاء ، فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : والله إِني لأتْقَاكم لله، وأعْلمُكم بحدوده» (2) .
__________
(1) رقم (1108) ، باب أن القبلة في الصوم ليست محرمة .
(2) هذه الرواية عند الموطأ 1 / 291 و 292 في الصيام ، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم مرسلة ، ولكن وصلها عبد الرزاق وأحمد بإسناد صحيح عن عطاء عن رجل من الأنصار ، ويشهد لها أيضاً رواية مسلم التي قبلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (3/136) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - عن عبد ربه بن سعيد. عن عبد الله بن كعب الحميري ، فذكره.

4423 - (م) حفصة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل وهو صائم» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1107) في الصيام ، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/286) قال : حدثنا سفيان. عن منصور. (ح) وحدثنا عفان ، قال : حدثنا أبوعوانة. قال : حدثنا منصور. (ح) وحدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن منصور والأعمش. ومسلم (3/136) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. قال يحيى : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير كلاهما عن منصور. وابن ماجة (1685) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش والنسائي فيي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15798) عن قتيبة عن جرير. عن منصور (ح) وعن ابن مثنى ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، ومنصور.
كلاهما - منصور ، والأعمش - عن أبي الضحى مسلم بن صبيح ، عن شتير بن شكل ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15798) عن إبراهيم بن يعقوب ، عن عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن منصور ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن شتير ، فذكره.

4424 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أن عمرَ بنَ الخطابِ قال: «هَشِشْتُ ، فقبَّلت ، وأنا صائم ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، صنعتُ اليوم أمراً عظيماً : قبَّلتُ وأنا صائم ، قال : أرأيتَ لو مضمضت بالماء وأنتَ صائم ؟ قلت: لا بأس، قال: فَمهْ!» . أخرجه أبو داود (1) . -[300]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَشِشْت) هَشَّ إلى الأمر يَهِشُّ : إذا مالت نفسه إليه وفرح به.
(فَمَهْ ؟) : قوله : فمه ، أي فماذا عليه ؟ والهاء للسكت ، ويجوز أن يكون «مَهْ» بمعنى اسكت.
__________
(1) رقم (2385) في الصوم ، باب القبلة للصائم ، وهو حديث منكر ، وقال البزار : هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/21) (138) و (1/52) (372) قال : حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (21) . والدارمي (1731) كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي. وأبو داود (2385) قال : حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثنا عيسى بن حماد. والنسائي في الكبرى «الورقة 41 - أ» قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1999) قال : حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا شعيب بن الليث.
ستتهم - حجاج ، وأبو الوليد ، وأحمد بن يونس ، وعيسى بن حماد ، وقتيبة ، وشعيب - عن الليث بن سعد ، عن بكير بن عبد الله ، عن عبد الملك بن سعيد ، عن جابر بن عبد الله ، فذكره.
(*) قال ابن خزيمة (1999) : حدثناه محمد بن يحيي ، قال : سمعت أبا الوليد يقول : جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي : هذا حديث منكر ، وبكير مأمون ، وعبد الملك بن سعيد رواه عنه غير واحد ، ولا ندري ممن هذا. «تحفة الأشراف» (8/10422) .

4425 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - : أن عاتكةَ بنتَ زَيدِ بنِ عمرو بن نُفَيل امرأةَ عمر بن الخطاب : «كانت تقبِّل رأس عمر وهو صائم ، فلا ينهاها» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 292 في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/219) عن يحيى بن سعيد ، فذكره.

4426 - (ط) عائشة بنت طلحة : «كانت عند عائشةَ زوْجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل عليها زوْجُها هنالك - وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق - وهو صائم، فقالت له عائشة : ما يمنعك من أن تدنوَ من أهلك فتقبِّلَها وتلاعِبَها ؟ قال: أُقبِّلُها وأنا صائم ؟ قالتْ : نعم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 292 في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/220) عن أبي نضرة مولى عمر بن عبيد الله ، فذكره.

4427 - (ط) زيد بن أسلم : «أن أبا هريرة ، وسعد بن أبي وقاص : كانا يُرخِّصَان في القُبلةِ للصائم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 292 في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/220) عن زيد بن أسلم أن أبا هريرة ، فذكره.

4428 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أن رجلاً سأل رسولَ الله -[301]- صلى الله عليه وسلم- عن المباشرةِ للصائمِ ؟ فرَّخص له ، فأتاه آخر فسأله ، فنهاه ، فإذا الذي رخَّصَ له شيخ، وإِذا الذي نهاه شاب» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2387) في الصوم ، باب كراهيته للشاب ، وفي إسناده أبو العنبس ، واسمه عبد الله بن صهبان الأسدي ، وهو لين الحديث ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، وقال أبو حاتم : في حديثه شيء ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وبالفرق قال مالك في رواية ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، وعن مالك كراهتها بالفرض دون النفل ، والمشهور عنه كراهتها مطلقاً ، قال ابن عبد البر : أظن من فرق بينهما ذهب إلى قول عائشة : أيكم أملك لإربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي : أملك لنفسه وشهوته ، قال : وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب ، وقال : الشيخ يملك إربه ، والشاب يفسد صومه ، ففهم من التعليل : أنه دائم مع تحريك الشهوة بالمعنى المذكور ، وأن التعبير بالشيخ والشاب جرى على الغالب من أحوال الشيوخ في انكسار شهوتهم وأحوال الشباب في قوتها ، فلو انعكس الأمر لانعكس الحكم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2387) قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا أبو أحمد - يعني الزبيري - قال : أخبرنا إسرائيل.عن أبي العنبس.عن الأغر ، فذكره.

4429 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «كان يرخِّص فيها للشيخ الكبير، ويكرهها للشاب» . أخرجه الموطأ ، وهذا لفظه : «أنه سئل عن القُبلة للصائم؟ فأَرخص فيها للشيخ الكبير وكَرِهَها للشاب» (1) .
__________
(1) الموطأ 1 / 293 في الصيام ، باب ما جاء في التشديد في القبلة للصائم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/222) عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، أن عبد الله بن عباس ، فذكره.

4430 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : أن عبد الله بن عمر: «كان ينهى عن القُبْلَةِ والمباشرةِ للصائم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 293 في الصيام ، باب ما جاء في التشديد في القبلة للصائم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/222) عن نافع أن عبد الله بن عمر ، فذكره.

[النوع] الرابع : المفطر ناسياً
4431 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ -[302]-صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن نَسِيَ وهو صائم ، فأكلَ أو شربَ ، فليُتمَّ صومه ، فإِنما أطعَمهُ الله وسقاه» . أَخرجه البخاري، ومسلم.
وعند الترمذي : «من أكلَ أو شربَ ناسياً فلا يفطر ، فإنما هو رزق رزقه الله» .
وعند أبي داود : «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله : أكلتُ وشربتُ ناسياً ، وأنا صائم ؟ فقال : اللهُ أطعمكَ وسقاكَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 135 في الصوم ، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً ، وفي الأيمان والنذور ، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان ، ومسلم رقم (1155) في الصيام ، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر ، والترمذي رقم (721) في الصوم ، باب في الصائم يأكل ويشرب ناسياً ، وأبو داود رقم (2398) في الصوم ، باب من أكل ناسياً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/395) قال : حدثنا هوذة. والبخاري (8/170) قال : حدثني يوسف ابن موسى. قال : حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1673) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. والترمذي (722) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. قال : حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - هوذة ، وأبو أسامة - عن عوف الأعرابي ، عن خلاس ومحمد بن سيرين ، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/425) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن علية - عن هشام بن حسان. (ح) ويزيد بن هارون. قال : أخبرنا هشام. وفي (2/491) قال : حدثنا محمد. قال : حدثنا هشام. وفي (2/493) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا عوف. وفي (2/513) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا عوف وهشام. والدارمي (1733) قال : أخبرنا عثمان بن محمد. قال : حدثنا جرير ، عن هشام. والبخاري (3/40) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا هشام. ومسلم (3/160) قال : حدثني عمرو بن محمد الناقد. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام القردوسي. وأبو داود (2398) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد ، عن أيوب ، وحبيب وهشام. والترمذي (721) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج بن أرطاة ، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14479) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عيسى بن يونس ، عن عوف. وفي (10/14543) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عيسى بن يونس ، عن هشام. وابن خزيمة (1989) قال : حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي. قال : حدثنا عبد الأعلى. قال : حدثنا هشام.
خمستهم - هشام بن حسان ، وعوف الأعرابي ، وأيوب السختياني ، وحبيب بن الشهيد ، وقتادة - عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، فذكر نحوه. ليس فيه : «خلاس» .

الفصل الثالث : في زمان الصوم ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في الأيام المستحب صومها ، وفيه تسعة أنواع
النوع الأول : قول كلي في الصوم
4432 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان -[303]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفطِرُ من الشهر ، حتى نظنَّ أنْ لا يصومَ منه ، ويصومُ حتى نظنَّ أن لا يفطرَ منه شيئاً ، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مُصَلياً إِلا رأيتَهُ ، ولا نائماً إِلا رأَيتَهُ» .
وفي رواية : قال حميد : «سألتُ أنساً عن صيام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال: ما كنتُ أُحِبُّ أن أراه من الشهر صائماً إِلا رأيتُهُ ، ولا مُفْطِراً إِلا رأَيتُهُ ، ولا من الليل قائماً إِلا رأيتُهُ ، ولا نائماً إِلا رأيتُهُ ، ولا مَسِسْتُ خَزَّة ، ولا حَريرة أَلْيَنَ من كفِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولا شَمِمتُ مِسْكَة ، ولا عَبِيرَة أَطْيبَ رائحة من رائحةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري.
ولمسلم : «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم حتى يقال : قد صام ، [قد] صام، ويُفطرُ حتى يقال : قد أفْطَر ، [قد] أفطر» . وأخرجه الترمذي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم ، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره ، وفي التهجد ، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل ، ومسلم رقم (1158) في الصيام ، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ، والترمذي رقم (769) في الصوم ، باب ما جاء في سرد الصوم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1972) حدثني عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثني محمد بن جعفر. عن حميد أنه سمع أنسا. وأخرجه مسلم (1158) حدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف ، قالا : حدثنا روح بن عبادة. حدثنا حماد وعن ثابت.عن أنس ،فذكره.
وأخرجه الترمذي (769) حدثنا علي بن حجر. حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك،فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

4433 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «ما صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً كاملاً قَطُّ غيرَ رمضانَ ، وكان يصومُ حتى -[304]- يقولَ القائلُ : لا والله لا يُفْطِرُ ، ويُفْطِرُ حتى يقولَ القائلُ : لا واللهِ لا يصومُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وزاد النسائي : «وما صام شهراً غيرَ رمضانَ منذ قَدِمَ المدينة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم ، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره ، ومسلم رقم (1157) في الصيام ، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 4 / 199 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/227) (1998) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، وفي (1/241) (2151) قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/271) (2450) قال : حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (1/301) (2737) و (1/321) (2949) قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1750) قال : أخبرنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/50) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/161) قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، وأبو بكر بن نافع، عن غندر ، عن شعبة. وابن ماجة (1711) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة. والترمذي في «الشمائل» (300) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (4/199) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وأبو عوانة - عن أبي بشر.
2 - وأخرجه أحمد (1/231) (2046) و (1/326) (3011) قال : حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (3/161) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. وفي (3/162) قال : حدثنيه علي بن حجر ، قال : حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2430) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : حدثنا عيسى.
أربعتهم - محمد بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ، وعلي بن مسهر ، وعيسى بن يونس - عن عثمان بن حكيم الأنصاري.كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس ، وعثمان بن حكيم - عن سعيد بن جبير ، فذكره.

4434 - (س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَسْرُدُ الصوم ، فيقال : لا يُفْطِرُ ، ويفطرُ ، فيقال: لا يصوم» . أَخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَسْرُد) سردت الصوم : إذا تابعت بعضه بعضاً من غير إفطار.
__________
(1) 4 / 22 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/202) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان.قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : أخبرني ثابت بن قيس الغفاري ، قال : حدثني أبو سعيد المقبري. قال : حدثني أبو هريرة ، فذكره.

4435 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها - : قال عبد الله بن شقيق العقيلي: «سألتُ عائشةَ عن صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت: كان يصوم حتى نقولَ : قد صامَ ، قد صامَ، ويُفطِرُ حتى نقولَ : قد أَفْطَرَ ، قد أفطر ، وما رأيتُه صام شهراً كاملاً منذ قَدِمَ المدينةَ ، إِلا أن يكونَ رمضانَ» .
وفي رواية قالت : «ما علمتُهُ صام شهراً كلَّه إِلا رمضانَ ، ولا أَفطره كلَّه حتى يصومَ منه ، حتى مضى لسبيله» . أخرجه مسلم. -[305]-
وأخرج الترمذي، والنسائي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1156) في الصيام ، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ، والترمذي رقم (768) في الصوم ، باب ما جاء في سرد الصوم ، والنسائي 4 / 199 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رواه أيضاً البخاري 4 / 186 في الصوم ، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/62و 139) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا كهمس. وفي (6/157) قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن هشام ، عن ابن سيرين.وفي (6/171) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا كهمس. (ح) ويزيد وأبو عبد الرحمن المقرئ ، عن كهمس. وفي (6/ 218) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد المعنى. قالا : أخبرنا الجريري. وفي (6/246) قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن هشام ، عن محمد بن سيرين. وفي (6/227) قال : حدثنا روح.قال : حدثنا كهمس. ومسلم (3/106) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا يزيد بن زريع ، عن سعيد الجريري (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي.قال : حدثنا كهمس. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني.قال: حدثنا حماد ، عن أيوب وهشام ، عن محمد. قال حماد : وأظن أيوب قد سمعه من عبد الله بن شقيق - (ح) وحدثنا قتيبة. قال : حدثنا حماد ، عن أيوب والترمذي (768) . وفي الشمائل (298) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب والنسائي (4/.152) قال أخبرنا محمد بن أبي يوسف الصيدلاني حراني.قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن هشام ، عن ابن سيرين. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : أنبأنا خالد ، وهو ابن الحارث. عن كهمس. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث.عن يزيد.وهو ابن زريع.قال :حدثنا الجرير. وفي (4/199) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حماد. عن أيوب وابن خزيمة (2132) قال :حدثنا محمد بن بشار. قال :حدثنا سالم بن نوح. قال: حدثنا الجريري.
أربعتهم - كهمس ، ومحمد بن سيرين ، وسعيد الجريري ، وأيوب - عن عبد الله بن شقيق ، فذكره.

النوع الثاني : في يوم عاشوراء
4436 - (خ م ط د ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كان عاشوراءُ يُصَامُ قبلَ رمضانَ ، فلما نزلَ رمضانَ كان من شاءَ صام ، ومن شاءَ أفطر» .
وفي رواية قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بصيام يوم عاشوراء...» الحديث.
وفي أخرى قالت : «كانوا يصومون عاشوراءَ قَبْلَ أن يُفْرَضَ رمضانُ ، وكان يوماً تُسْتَرُ فيه الكعبةُ ، قالت: فلما فُرِضَ رمضانُ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : من شاء أن يصومَه فلْيَصُمْهُ، ومن شاء أن يترُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ» .
وفي أخرى قالت : «كان يومُ عاشوراءَ تصومُه قريش في الجاهلية، وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصومُهُ في الجاهلية ، فلما قَدِمَ المدينة صامه ، وأمر -[306]- بصيامه ، فلما فُرِض رمضانُ ترك عاشوراءَ ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركَه» .
وفي أخرى : «فلما فُرِضَ رمضانُ قال : من شاءَ صامه ، ومن شاءَ تركه» .
وفي أخرى : «أن قريشاً كانت تصومُ عاشوراءَ في الجاهلية ، ثم أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بصيامه ، حتى فُرِضَ رمضانُ ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : من شاء صامه ، ومن شاءَ فَلْيُفْطِرْ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ ، وأبو داود ، والترمذي الرواية الرابعة ، وقالوا فيها : «وكان هو الفريضةَ» . بعد قوله : «فلما فُرِضَ رمضانُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 212 في الصوم ، باب صوم يوم عاشوراء ، وباب وجوب الصوم ، وفي الحج ، باب قول الله تعالى : {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب أيام الجاهلية ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1125) في الصيام ، باب صوم عاشوراء ، والموطأ 1 / 299 في الصيام ، باب صيام يوم عاشوراء ، وأبو داود رقم (2442) و (2443) في الصوم ، باب في صوم يوم عاشوراء ، والترمذي رقم (753) في الصوم ، باب ما جاء في ترك الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (199) . وأحمد (6/29) قال : حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/162) قال : حدثنا يحيى بن زكريا. والدارمي (1770) قال : أخبرنا عبد الوهاب ابن سعيد. قال : حدثنا شعيب بن إسحاق. والبخاري (3/57) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. وفي (5/51) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى. وفي (6/30) قال : حدثني محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى. ومسلم (3/146) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا ابن نمير. وأبو داود (2442) قال : حدثنا عبد الله ابن مسلمة ، عن مالك ، والترمذي (753) .وفي الشمائل (309) قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17310) عن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (2080) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى.
ثمانيتهم - مالك، وعباد بن عباد ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن زكريا، وشعيب بن إسحاق ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه الحميدي (200) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا الزهري وهشام بن عروة
3- وأخرجه أحمد (6/248) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا يونس. والدارمي (1767) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال : حدثنا ابن أبي ذئب. والبخاري (2/182) قال : حدثنا يحيى ابن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. (ح) وحدثني محمد بن مقاتل. قال : أخبرني عبد الله ، هو ابن المبارك. قال : أخبرنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (3/57) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (6/29) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا بن عيينة. ومسلم (3/147) قال : حدثني عمرو الناقد. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا حرملة بن يحيى.قال : أخبرنا ابن وهب. قال :أخبرني يونس. وابن ماجة (1733) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا يزيد بن هارون،عن ابن أبي ذئب والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16470) عن عمرو بن عثمان بن سعيد ، عن أبيه ، عن شعيب.
ستتهم - محمد بن أبي حفصة ، ويونس بن يزيد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، وعقيل ، وشعيب بن أبي حمزة ، وسفيان بن عيينة - عن الزهري.
4- وأخرجه البخاري (3/31) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.ومسلم (3/147) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17368) عن قتيبة. كلاهما- قتيبة ، ومحمد بن رمح.- عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن عراك بن مالك حدثه.
ثلاثتهم - هشام بن عروة ، والزهري ، وعراك بن مالك - عن عروة بن الزبير ،فذكره.

4437 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «أن أهْلَ الجاهليةِ كانوا يصومون يومَ عاشوراءَ ، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صامه والمسلمون قبلَ أن يُفْرَضَ رمضانُ ، فلما افْتُرِضَ رمضانُ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : إِن عاشوراءَ يوم من أيامِ الله ، فمن شاء صامه» . -[307]-
وفي رواية قال : «ذُكِرَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يومُ عاشوراء ، فقال: ذاكَ يوم كان يصومُه أهلُ الجاهلية ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري قال : «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عاشوراءَ وأمر بصيامه ، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك ، وكان عبدُ الله لا يصومه إِلا أن يوافقَ صَوْمَهُ» .
ولمسلم مثل الثانية ، وقال : «فمن أَحَبَّ منكم أَن يصومَهُ فليصمْهُ ، ومن كره فَلْيَدَعْهُ» . وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 212 و 213 في الصوم ، باب صوم يوم عاشوراء ، وباب وجوب الصوم ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1126) في الصيام ، باب صوم عاشوراء ، وأبو داود رقم (2443) في الصوم ، باب في صوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/4) (4483) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا أيوب.وفي (2/57) (5203) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/57) (5204) قال : حدثنا روح. قال : أخبرنا عبيد الله بن الأخنس. وفي (2/143) (6292) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا عبيد الله. والدارمي (1769) قال : أخبرنا يعلى، عن محمد بن إسحاق. والبخاري (3/31) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي (6/29) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى عن عبيد الله ومسلم (3/147) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال:حدثنا أبي،قال :حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى ، وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا يحيى،وهو القطان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :حدثنا أبو أسامة ، كلاهما عن عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال :حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رمح. قال : أخبرنا الليث (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ،عن الوليد ، يعني ابن كثير. وفي (3/148) قال : حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف ، قال : حدثنا روح. قال : حدثنا أبو مالك عبيد الله بن الأخنس. وأبو داود (2443) قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وابن ماجة (1737) قال : حدثنا محمد ابن رمح ، قال :أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8285) عن قتيبة ، عن الليث بن سعد. وابن خزيمة (2082) قال : حدثنا محمد بن بشار ،قال:حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عبيد الله.
ستتهم - أيوب ، وعبيد الله بن عمر ، وعبيد الله بن الأخنس ، ومحمد بن إسحاق ، والليث بن سعد ، والوليد بن كثير - عن نافع فذكره.

4438 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : «كان يومُ عاشوراءَ يوماً تُعظِّمُهُ اليهودُ ، وتتَّخِذُهُ عيداً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : صوموه أنتم» .
وفي رواية : «كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ ، يَتَّخِذُونَهُ عيداً ، ويُلبِسُون نساءهم فيه حُلِيَّهم وشارَتَهم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فصوموه أنتم» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) . -[308]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَارَتَهم) : الشارة ، الرُّواء والمنظر الحسن والزينة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 215 في الصوم ، باب صيام يوم عاشوراء ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، ومسلم رقم (1131) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/409) . والبخاري (3/57) قال : حدثنا على بن عبد الله. وفي (4/89) قال: حدثني أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني. ومسلم (3/150) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن نمير (ح) وحدثناه أحمد بن المنذر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9009) عن حسين بن حريث.
سبعتهم - ابن حنبل ، وعلى بن عبد الله ، وابن عبيد الله الغداني ، وابن أبي شيبة ، وابن نمير ، وابن المنذر ، وحسين بن حريث - عن أبي أسامة ،عن أبي عميس ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهابب، فذكره.
(*) زاد أحمد بن المنذر : قال أبو أسامة : فحدثني صدقة بن أبي عمران ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن أبي موسى. رضي الله عنه قال : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء ، يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :فصوموه أنتم» .
* وفي رواية ابن عبيد الله الغدان.: «دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ، وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ، ويصومونه ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : نحن أحق بصومه. فأمر بصومه» .

4439 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ ، فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء ، فقال : ما هذا ؟ قالوا: [هذا] يوم صالح ، نَجَّى اللهُ فيه موسى وبني إِسرائيل من عدوِّهم ، فصامه ، فقال : أنا أحقُّ بموسى [منكم] ، فصامَهُ - صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه» .
وفي رواية : «فقال لهم : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ قالوا : هذا يوم عظيم، أنْجَى اللهُ فيه موسى وقومه ، وغرَّق فيه فرعون وقومه ، فصامه موسى شكراً ، فنحن نصومُهُ ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأمر بصيامه» .
وفي أخرى بنحو ذلك ، وفيه : «فنحن نصومه تعظيماً له» .
أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأخرج أَبو داود الرواية الآخرة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 214 في الصوم ، باب صيام يوم عاشوراء ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {وهل أتاك حديث موسى} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، وفي تفسير سورة يونس ، وفي تفسير سورة طه ، ومسلم رقم (1130) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء ، وأبو داود رقم (2444) في الصوم ، باب في صوم يوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (515) قال : حدثنا سفيان وأحمد (1/291) (2644) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الوارث وفي (1/310) (2832) قال : حدثنا عبد الصمد. قال :حدثنا أبي. وفي (1/336) (3112) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري (3/57) قال :حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث. وفي (4/186) قال : حدثنا على بن عبد الله قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/150) قال: حدثني ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5528) عن محمد بن منصور ، عن سفيان (ح) وعن إسماعيل بن يعقوب ، عن محمد بن موسى بن أعين ،عن أبيه عن الحارث بن عمير.
أربعتهم - سفيان ، وعبد الوراث ، ومعمر ، والحارث بن عمير - عن أيوب السختياني ، قال : أخبرني عبد الله بن سعيد بن جبير.
2- وأخرجه أحمد (1/340) (3164) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ،والدارمي (1766) قال : أخبرنا سهل بن حماد ، قال : حدثنا شعبة.والبخاري (5/89) قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم.وفي (6/91) قال :حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (6/120) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة ، ومسلم (3/149) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا هشيم. (ح) وحدثناه ابن بشار ،وأبو بكر ابن نافع ، جميعا عن محمد بن جعفر ، عن شعبة وأبو داود (2444) قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5450) عن زياد بن أيوب ، عن هشيم ، وابن خزيمة (2084) قال : حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ ،قال : حدثنا هشيم بن بشير. كلاهما - شعبة ، وهشيم - قالا : حدثنا أبو بشر.
كلاهما - عبد الله بن سعيد بن جبير ، وأبو بشر جعفر بن إياس - عن سعيد بن جبير ،فذكره.
* أخرجه ابن ماجة (1734) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب، عن سعيد بن جبير ، فذكره (ليس فيه عبد الله بن سعيد بن جبير) .

4440 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -[309]- صلى الله عليه وسلم- يأْمر بصيام يومِ عاشوراءَ ، ويَحُثُّنا عليه ، ويتعاهدُنا عنده ، فلما فُرِضَ رمضانُ لم يأْمرْنا ولم يَنْهَنَا ولم يتعاهدنا عنده» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1128) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/96 و 105) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. ومسلم (3/149) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. وابن خزيمة (2083) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - هاشم ، وعبيد الله ، وأبو داود - عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن جعفر بن أبي ثور ، فذكره.

4441 - (خ م) علقمة بن قيس النخعي : «أن الأشعثَ بنَ قيس دخل على عبد الله [بن مسعود] وهو يَطْعم يوم عاشوراءَ ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إِن اليَومَ يومُ عاشوراء، فقال: قد كان يُصَامُ قبل أن يَنزِلَ رمضان ، فلما نزلَ رمضانُ تُركَ ، فإن كنتَ مفطراً فاطْعَم» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم نحوه ، إِلا أنه قال : «كان يوماً يصومه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أَن ينزل رمضانُ ، فلما نزل رمضانُ تركه» .
وله في أخرى مختصراً قال : «دخل الأشعث على عبد الله يوم عاشوراء فقال: ادْنُ فكُلْ ، فقال : إني صائم ، قال : كنا نصومه ، ثم تُرِكَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَطْعَم) طَعِمَ الرجل يطعَمُ : إذا أكل.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 134 في تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} ، ومسلم رقم (1127) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/29) قال : حدثني محمود ، قال : أخبرنا عبيد الله. ومسلم (3/149) قال : حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور.
كلاهما - عبيد الله بن موسى ، وإسحاق - عن إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.

4442 - (خ م س) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله -[310]- صلى الله عليه وسلم- أمر رجلا من أسلم : أَنْ أذِّنْ في الناس : من كان أَكَلَ فَلْيَصُمْ بقية يومه ، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يومُ عاشوراء» .
وفي رواية «أنه قال لرجل من أسلم : أذِّن في قومك - أو في الناس - بالشك» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 216 في الصوم ، باب صيام يوم عاشوراء ، وباب إذا نوى بالنهار صوماً ، وفي خبر الواحد ، باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحداً بعد واحد ، ومسلم رقم (1135) في الصيام ، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه ، والنسائي 4 / 192 في الصوم ، باب إذا لم يجمع من الليل هل يصوم ذلك اليوم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/47) قال : حدثنا حماد بن مسعدة. وفي (4/48) قال : حدثنا صفوان بن عيسى. وفي (4/50) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1768) قال : أخبرنا أبو عاصم. والبخاري (3/38) قال : حدثنا أبو عاصم. وفي (3/58) قال : حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي (9/111) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. ومسلم (3/151) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ققال: حدثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل -. والنسائي (4/192) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (2092) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى.
ستتهم - حماد ، وصفوان ، ويحيى بن سعيد ، وأبو عاصم ، والمكي ، وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد ، فذكره.

4443 - (د) عبد الرحمن بن مسلمة : عن عمه «أن أسْلَمَ أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال : صُمتُم يومكم هذا ؟ قالوا : لا ، قال : فأتِمُّوا بقيَّة يومكم ، واقضوه» . أخرجه أبو داود ، وقال : يعني يومَ عاشوراء (1) .
__________
(1) رقم (2447) في الصوم ، باب في فضل عاشوراء ، ورواه أيضاً النسائي 4 / 192 في الصوم ، باب إذا لم يجمع من الليل هل يصوم ذلك اليوم من التطوع ، وعبد الرحمن بن مسلمة مجهول ، ومختلف في اسم أبيه ، ولا يدرى من عمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/29) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثني شعبة. وفي (5/367) قال : حدثنا محمد وحجاج. قالا : حدثنا شعبة. وفي (5/409) قال :حدثنا روح. قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وأبو داود (2447) قال : حدثنا محمد بن المنهال. قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15628) عن محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم ، عن محمد بن بكر ، عن ابن أبي عروبة. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود ، عن بشر بن المفضل ، عن سعيد.
كلاهما - شعبة ، وسعيد - عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي ، فذكره.
(*) في رواية محمد بن جعفر ، عن شعبة عند أحمد : «عبد الرحمن بن المنهال ، أو ابن مسلمة» .
(*) وفي رواية روح ومحمد بن بكر ، عن سعيد : «عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي» .
(*) وفي رواية يزيد ، عن سعيد : «عبد الرحمن بن مسلمة» .
(*) وفي رواية محمد بن جعفر غندر ، عن شعبة عند أبي داود : «عبد الرحمن بن المنهال الخزاعي» .
(*) وفي رواية بشر بن المفضل ، عن سعيد : «عبد الرحمن الخزاعي» .

4444 - (خ م) الرُّبَيِّع بنتِ مُعَوِّذ - رضي الله عنها - : قالت : أرسل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إِلى قُرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليُتمَّ صومَهُ ، ومن كان مُفْطِراً فليتمَّ بقية يومه ، فكُنَّا بعد ذلك نصومه ونصوِّمُه صبيانَنَا الصِّغار ، ونذهب إلى المسجد ، فنجعل لهم اللُّعبةَ من العِهن ، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه ، حتى يكون الإفطار. -[311]-
وفي أخرى نحوه ، قال : «ونصنعُ لهم اللعبةَ من العهن، فنذهب به معنا ، فإذا سألونا الطعامَ أعطيناهم اللُّعبةَ ، نُلهِيهم بها حتى يُتِمُّوا صومَهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العِهن) : الصوف. وقيل : هو الصوف المصبوغ.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 175 في الصوم ، باب صوم الصبيان ، ومسلم رقم (1136) في الصيام ، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/359) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثنا علي بن عاصم. والبخاري (3/48) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا بشر بن المفضل. ومسلم (3/152) قال : حدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال : حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : حدثنا أبو معشر العطار.
أربعتهم - عبد الواحد بن زياد ، وعلي بن عاصم ، وبشر بن المفضل بن لاحق ، وأبو معشر - عن خالد بن ذكوان ، فذكره.

4445 - (س) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - : قال : «كنا نصوم عاشوراء ، ونؤدِّي زكاة الفطر ، فلما نزل رمضان ، ونزلت الزكاةُ : لم نُؤمَر به ، ولم نُنْه عنه ، وكنا نفعله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 49 في الزكاة ، باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/49) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : أنبأنا شعبة.عن الحكم بن قتيبة.عن القاسم بن مخيمرة.عن عمرو بن شرحبيل ، فذكره.

4446 - (س) محمد بن صيفي - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء : «أمِنْكُم أحد أكلَ اليومَ ؟ فقالوا : منا من صام ، ومنا من لم يصم، قال : فأَتِمُّوا بقية يومكم ، وابعثوا إِلى أهل العَرُوض فلْيُتِمُّوا بقية يومهم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 192 في الصوم ، باب إذا طهرت الحائض ، أو قدم المسافر في رمضان ، هل يصوم بقية يومه ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) قال : حدثنا هشيم. وابن ماجة (1735) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (4/192) قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس أبو حصين ، قال : حدثنا عبثر. وابن خزيمة (2091) قال : حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم.
ثلاثتهم - هشيم ، ومحمد بن فضيل ، وعبثر - عن حصين ، عن الشعبي ، فذكره.

4447 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : بلغه : «أن عمر بن الخطاب -[312]- أرسل إِلى الحارث بن هشام : أن غداً يومُ عاشوراء ، فصُمْ وأمُر أَهلك أَن يصوموا» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 299 في الصيام ، باب صيام يوم عاشوراء ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/239) بلاغا أن عمر ، فذكره.

4448 - (خ م س) عبيد الله بن أبي يزيد : أنه سمع ابن عباس، وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال : «ما علمتُ [أن] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صام يوماً يَطْلُب فَضله على الأيام إِلا هذا اليوم ، ولا شهراً إِلا هذا الشهر - يعني : رمضان -» .
وفي حديث عبيد الله بن موسى [عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد] «ما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إِلا هذا اليوم : يومَ عاشوراء ، وهذا الشهر - يعني شهر رمضان» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 215 و 216 في الصوم ، باب صيام يوم عاشوراء ، ومسلم رقم (1132) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء ، والنسائي 4 / 204 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (484) . وأحمد (1/222) (1938) قالا : حدثنا سفيان. وأحمد (1/313) (2856) قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (1/367) (3475) قال: حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر ، قالا : أخبرنا ابن جريج. والبخاري (3/57) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن ابن عيينة. ومسلم (3/150) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عمرو الناقد ، عن سفيان. وفي (3/151) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. والنسائي (4/204) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2086) قال : حدثنا عبد الجبار ابن العلاء ، قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، وابن جريج - قالا : أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد ، فذكره.

4449 - (ت) أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «صيام يوم عاشوراء : إِني أحْتَسِبُ على الله أن يكفِّر السنَّةَ التي قبله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (752) في الصوم ، باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء ، وإسناده حسن ، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (1162) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/296) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا شعبة. وفي (5/297) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة. وفي (5/299) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن مهدي بن ميمون. وفي (5/303) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (5/308) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/310) قال : حدثنا وكيع. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. ومسلم (3/167 و 168) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد ، جميعا عن حماد. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي ، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شبابة ، عن شعبة (ج) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا النضر بن شميل ، عن شعبة. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا حبان بن هلال. قال : حدثنا أبان العطار. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا مهدي بن ميمون. وأبو داود (2425) قال : حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. قالا : حدثنا حماد بن زيد. وفي (2426) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا مهدي. وابن ماجة (1713) و (1730) و (1738) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. قال : حدثنا حماد بن زيد. والترمذي (749 و 752 و 767) قال: حدثنا قتيبة. وأحمد بن عبدة الضبي. قالا : حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (4/207) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد. قال : حدثنا شعبة. وفي (4/208) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حماد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12118) عن عمرو بن علي ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون. وابن خزيمة (2087 و 2111 و 2126) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا حماد بن زيد. وفي (2117) قال : حدثنا محمد بن بشار ، وأبو موسى. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنا بندار أيضا. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا عبد الأعلى. قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد. قال : حدثنا وكيع ، عن مهدي ابن ميمون. وفي (2126) قال : وحدثنا بندار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.
خمستهم - شعبة ، وقتادة ، ومهدي بن ميمون ، وحماد بن زيد ، وأبان بن يزيد العطار - عن غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزماني ، فذكره.

4450 - (ت) عبد الله بن عباس: قال : «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[313]- بصوم يوم عاشوراءَ : [يومَ] العاشر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (755) في الصوم ، باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو ؟ ، وفيه عنعنة الحسن البصري ، ولكن له شواهد بمعناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (755) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد الوارث ، عن يونس، عن الحسن ، فذكره.

4451 - (خ م ط س) حميد بن عبد الرحمن : أنه «سمع معاوية بن أبي سفيان خطيباً بالمدينة ، يعني في قَدْمة قَدِمَها خطبهم يوم عاشوراء - وفي حديث البخاري : عام حجَّ - على المنبر يقول : يا أَهل المدينة ، أين علماؤكم ؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه ، وأَنا صائم ، فمن شاء صامه ، ومن شاء فَلْيُفْطِر» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والموطأ ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 213 و 214 في الصوم ، باب صيام يوم عاشوراء ، ومسلم رقم (1129) في الصيام ، باب صوم يوم عاشوراء ، والموطأ 1 / 299 في الصيام ، باب صيام يوم عاشوراء ، والنسائي 4 / 204 و 205 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (199) . والحميدي (601) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/95) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. وفي (4/95) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا مالك ، ومحمد بن أبي حفصة. وفي (4/97) قال : حدثنا سفيان. والبخاري (3/57) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. ومسلم (3/149) قال : حدثني حرملة بن يحيي ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثني أبو الطاهر ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/204) قال : أخبرنا قتيبة ، عن سفيان. وفي الكبرى «الورقة 39 - أ» قال : أخبرنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وابن خزيمة (2085) قال : حدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا يونس بن يزيد.
ستتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، ومعمر ، ومحمد بن أبي حفصة ، ويونس ، وصالح - عن ابن شهاب الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، فذكره.
(*) وزاد محمد بن منصور في روايته : «... وأرسل إلى أهل العوالي ، فقال : من أكل فلا يأكل ومن لم يأكل فليتم صومه» .
(*) قال النسائي : هذا الكلام الآخر خطأ ، لا نعلم أن أحدا من أصحاب الزهري تابعه عليه.

4452 - (م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لئن بقيتُ إِلى قابل لأصومَنَّ التاسع - يعني : يوم عاشوراء» .
وفي رواية قال : «حين صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء ، وأمر بصيامه ، قالوا: يا رسول الله ، إنه يوم تُعظِّمه اليهود والنصارى ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فإذا كان العامُ القابل - إن شاء الله - صمتُ اليوم التاسع ، فلم يأت العام المقبل حتى تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . -[314]-
وفي رواية الحكَم بن الأعرج قال : «انتهيت إلى ابن عباس وهو مُتوسِّد رداءه في زمزم، فقلتُ : أخبرني عن صوم عاشوراء ؟ فقال : إِذا رأيتَ هلال المحرم فاعدُدْ ، وأصْبِحْ يومَ التاسع صائماً ، قلت: هكذا كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يصومه ؟ قال : نعم» . أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الثانية ، والثالثة (1) .
وفي رواية ذكرها رزين عن عطاء قال : سمعت ابن عباس يقول : «صوموا التاسع والعاشر ، خالفوا اليهود» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لأصومن التاسع) : قال الخطابي : يجوز أن يكون أراد بصوم التاسع : مخالفة اليهود ، فيصوم اليوم التاسع ، ويدع العاشر ، ويجوز أن يكون أراد : أن يصله بيوم قبله ، كراهية أن يصوم يوماً فرداً لا يصله بصيام قبله ولا بعده ، وأما قول ابن عباس : «إن عاشوراء هو اليوم التاسع» فإن بعض أهل اللغة زعم : أن يوم عاشوراء مأخوذ من أعشار أوراد الإبل ، والعشر عندهم : تسعة أيام ، وذلك أنهم يحسبون في الإظماء يوم الوِرْد ، فإذا وردوا يوماً وأقاموا في الرعي يومين ، ثم وردوا اليوم الثالث قالوا : وردنا رِبْعاً، وإنما هو -[315]- اليوم الثالث في الإظماء ، وإذا قاموا في الرعي ثلاثاً ووردوا في اليوم الرابع قالوا : وردنا خِمْساً ، وعلى هذا الحساب بهذا القياس ، وإنما هو اليوم التاسع ، وإليه ذهب ابن عباس.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1133) و (1134) في الصيام ، باب أي يوم يصام في عاشوراء ، وأبو داود رقم (2445) و (2446) في الصوم ، باب ما روي أن عاشوراء يوم التاسع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/224) (1971) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/236) (2106) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، وروح. وفي (1/345) (3213) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (671) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/151) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، قالا : حدثنا وكيع. وابن ماجة (1736) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - أبو معاوية ، ويزيد بن هارون ، وروح ، ووكيع - عن ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن عباس ، عن عبد الله بن عمير ، فذكره.

4453 - (س) حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - : قالت : «أربع لم يكن يَدَعُهنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة أَيام من كل شهر ، وركعتان قبل الفجر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 220 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وفي سنده أبو إسحاق الأشجعي الكوفي ، وهو مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/287) . والنسائي (4/220) قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال : حدثنا أبو إسحاق الأشجعي الكوفي. قال : حدثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/220) قال : أخبرنا علي بن محمد بن علي ، قال : حدثنا خلف بن تميم ، عن زهير، عن الحر بن الصياح. قال : سمعت هنيدة الخزاعي. قال : دخلت على أم المؤمنين ، سمعتها تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه» .

النوع الثالث : في صوم رجب
4454 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال عثمان بن حكيم الأنصاري (1) : «سألتُ سعيد بن جُبيْر عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب؟ فقال : سمعت ابن عباس يقول : كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم ، حتى نقولَ : لا يفطر، ويفطر حتى نقول : لا يصوم» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه أبو داود عن عثمان بن حكيم: أنه سأَل سعيد ابن -[316]- جبير ؟... وذكر الحديث (2) .
__________
(1) في الأصل : " عباد بن حنيف " ، وهو خطأ ، والتصحيح من أبي داود ومسلم وكتب الرجال ، والعجب من المصنف أن يقول : " وأخرجه أبو داود عن عثمان بن حكيم " وهو عند مسلم كذلك .
(2) رواه البخاري 4 / 188 في الصوم ، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (1157) في الصيام ، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ، وأبو داود رقم (2430) في الصوم ، باب في صوم المحرم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/227) (1998) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، وفي (1/241) (2151) قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/271) (2450) قال : حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (1/301) (2737) و (1/321) (2949) قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1750) قال : أخبرنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/50) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/161) قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، وأبو بكر بن نافع ، عن غندر ، عن شعبة. وابن ماجة (1711) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة. والترمذي في «الشمائل» (300) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (4/199) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وأبو عوانة - عن أبي بشر.
2 - وأخرجه أحمد (1/231) (2046) و (1/326) (3011) قال : حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (3/161) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. وفي (3/162) قال : حدثنيه علي بن حجر ، قال : حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2430) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : حدثنا عيسى. أربعتهم - محمد بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ، وعلي بن مسهر ، وعيسى بن يونس- عن عثمان بن حكيم الأنصاري.
كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس ، وعثمان بن حكيم - عن سعيد بن جبير ، فذكره.

النوع الرابع : في صوم شعبان
4455 - (خ م ط د س ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ، حتى نقولَ : لا يفطر ، ويفطر حتى نقولَ : لا يصوم ، وما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قطُّ إِلا شهر رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان» .
وفي رواية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : «سأَلت عائشةَ عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت: كان يصوم ، حتى نقولَ : قد صام ، ويفطر حتى نقولَ : قد أفطر، ولم أرَه صائماً من شهر قَطُّ أكثر من صيامه من شعبان ، كان يصوم شعبان كلَّه ، كان يصوم شعبان إِلا قليلاً» . أخرج الأولى البخاري، ومسلم ، والموطأ ، وأبو داود، وأخرج الثانية مسلم ، والنسائي.
وفي رواية الترمذي قالت : «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهر أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إِلا قليلاً ، بل كان يصومه كلَّه» . -[317]-
وفي أُخرى لأبي داود قالت : «كان أحبَّ الشهور إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يصومه: شعبانُ ، ثم يصله برمضان» .
وأخرج النسائي أَيضاً رواية الترمذي ، وأبي داود.
وللنسائي أيضاً قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقولَ : لا يفطر ، ويفطر حتى نقولَ : لا يصوم ، وكان يصوم شعبانَ ، أو عامَّة شعبان» .
وفي أخرى له قالت : «لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لشهر أكثرَ صياماً منه لشعبان ، كان يصومه ، أو عامَّتَهُ» .
وفي أخرى له قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إِلا قليلاً» .
وفي أخرى : «كان يصوم شعبان كلَّه» .
وفي رواية البخاري ، ومسلم قالت : «لم يكن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كلَّه ، وكان يقول : خُذُوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَملُّوا ، وأحبُّ الصلاة إِلى النبي -صلى الله عليه وسلم- : ما دُوِمَ عليه ، وإِن قَلَّت ، وكان إِذا صلَّى صلاة داوم عليها» (1) . -[318]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا) : قد تقدم تفسير هذا الكلام مستوفى في كتاب الاعتصام من حرف الهمزة (2) ، ونحن نذكر منه هاهنا بعضه ، قالوا : المراد بهذا الحديث : أن الله عز وجل لا يملُّ أبداً ، مللتم أو لم تملوا ، وقيل : أراد أن الله لا يطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل ، فسمى الفعلين مللاً ، وكلاهما ليس بملل ، وقيل : أراد أن الله لا يقطع فضله حتى تملُّوا سؤاله.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 186 في الصوم ، باب صوم شعبان ، ومسلم رقم (1156) في الصيام ، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ، والموطأ 1 / 309 في الصيام ، باب جامع الصيام ، وأبو داود رقم (2431) و (2434) في الصوم ، باب في صوم شعبان ، وباب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (736) في الصوم ، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان ، والنسائي 4 / 199 و 200 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم .
(2) انظر الجزء الأول صفحة (306) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (205) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. والحميدي (173) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عبد الله بن أبي لبيد ،وكان من عباد أهل المدينة. وأحمد (6/39) قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي لبيد ، وفي (6/107) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. قال : حدثنا مالك ، عن أبي النضر. وفي (6/143) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا محمد. وفي (6/153) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا مالك. قال : حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيدالله. وفي (6/242) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وفي (6/165) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا محمد - يعني ابن عمرو -. وفي (6/268) قال: حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. قال : حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وعبد بن حميد (1516) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا محمد بن عمرو. والبخاري (3/50) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك ، عن أبي النضر. ومسلم (3/160) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وفي (3/161) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة. «قال أبو بكر : حدثنا سفيان بن عيينة» . عن ابن أبي لبيد. وأبو داود (2434) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله. وابن ماجة (1710) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي لبيد. والترمذي (737) . وفي «الشمائل» (302) قال : حدثنا هناد. قال: حدثنا عبدة ، عن محمد بن عمرو. وفي «الشمائل» (307) قال : حدثنا أبو مصعب المديني ، عن مالك بن أنس ،عن أبي النضر. والنسائي (4/150) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني أسامة بن زيد ، أن محمد بن إبراهيم حدثه (ح) وأخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا نافع بن يزيد ، أن ابن الهاد حدثه ، أن محمد بن إبراهيم حدثه. وفي (4/151) قال : أخبرنا محمد ابن عبد الله بن يزيد.قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن أبي لبيد. وفي (4/199) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني مالك وعمرو بن الحارث وذكر آخر قبلهما ، أن أبا النضر حدثهم. وفي (4/200) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال : حدثنا عمي. قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. قال : حدثني محمد بن إبراهيم. (ح) وأخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يحيى بن سعيد. وفي الكبرى (382) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن سفيان ، عن ابن أبي لبيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17708) عن عبد الله بن محمد الضعيف ، عن زيد بن حباب ، عن نوح بن أبي بلال ، عن زيد بن أبي عتاب. وفي (12/17757) عن علي بن حجر ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو. وابن خزيمة (2133) قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر. قالا : حدثنا ابن وهب. قال : حدثنا أسامة بن زيد الليثي ، أن محمد بن إبراهيم حدثه.
ستتهم - سالم أبو النضر ، وعبد الله بن أبي لبيد ، ومحمد بن عمرو ، ومحمد بن إبراهيم ، ويحيى بن سعيد ، وزيد بن أبي عتاب - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

4456 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : بمثل حديث قبلَه عن عائشةَ ، ولم يذكر أبو داود لفظ أبي هريرة ، وحديث عائشةَ الذي أخرجه أبو داود، وأحال بحديث أبي هريرة عليه: هو الرواية الأُولى من حديثِها المقدَّم ذِكْرُهُ ، قال أبو داود : وزاد أبو هريرة «كان يصومه إِلا قليلاً ، بل كان يصومه كلَّه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2435) في الصوم ، باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2435) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، فذكره.

4457 - (د ت س) أم سلمة - رضي الله عنها - : قالت : «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إِلا شعبانَ ، ورمضانَ» . أخرجه الترمذي. -[319]-
وعند أبي داود : «لم يكن يصومُ من السَّنَةِ شهراً تاماً إِلا شعبان ، كان يصلُهُ برمضانَ» .
وأخرج النسائي الروايتين.
وله في أخرى : «ما رأيتُه يصوم شهرين متتابعين ، إِلا أنه كان يصلُ شعبانَ برمضانَ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (736) في الصوم ، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان ، وأبو داود رقم (2336) في الصوم ، باب فيمن يصل شعبان برمضان ، والنسائي 4 / 200 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/293) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا أبي. وفي (6/300) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان. وعبد بن حميد (1538) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال : أخبرنا إسرائيل. والدارمي (1746) قال : أخبرنا عبيد الله ، عن إسرائيل. وابن ماجة (1648) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا زيد بن الحباب ، عن شعبة. والترمذي (736) . وفي الشمائل (301) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،عن سفيان. والنسائي (4/150) قال : أخبرنا شعيب بن يوسف ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. وفي (4/200) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أنبأنا شعبة. أربعتهم - الجراح بن مليح والد وكيع ، وسفيان الثوري ، وإسرائيل ، وشعبة - عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد.
2- وأخرجه أحمد (6/311) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2336) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. قال : حدثنا محمد بن جعفر.والنسائي (4/150) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا النضر. وفي (4/200) قال : أخبرنا محمد بن الوليد. قال : حدثنا محمد. كلاهما - محمد بن جعفر، والنضر بن شميل - عن شعبة ، عن توبة العنبري ، عن محمد بن إبراهيم.
كلاهما - سالم ، ومحمد بن إبراهيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

4458 - (س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - : قال : «قلتُ : يا رسول الله ، لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان ؟ قال : ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضانَ ، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إِلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي، وأنا صائم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 201 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/201) . والنسائي (4/201) قال : أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - أحمد ، وعمرو - عن عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن. قال : حدثني أبو سعيد المقبري ، فذكره.

النوع الخامس : ست من شوال
4459 - (م د ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ صَام رمضانَ وأتْبَعَهُ بِستّ من شَوَّال كان كصيامِ الدَّهْرِ» . أخرجه مسلم ، والترمذي. -[320]-
وعند أبي داود : «فكأنما صام الدهر» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1164) في الصيام ، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعاً لرمضان ، والترمذي رقم (759) في الصوم ، باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال ، وأبو داود رقم (2433) في الصوم ، باب في صوم ستة أيام من شوال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (381) . والدارمي (1761) قال : حدثنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2433) قال : حدثنا النفيلي. والنسائي في الكبرى ورقة (39) قال : أخبرنا خلاد بن أسلم. وابن خزيمة (2114) قال : حدثنا أحمد بن عبدة.
خمستهم - الحميدي ، ونعيم ، والنفيلي ، وخلاد ، وابن عبدة - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن صفوان بن سليم ، وسعد بن سعيد.
2- وأخرجه الحميدي (382) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الصائغ. والنسائي في الكبرى ورقة (39) قال : أخبرنا هشام بن عمار ، عن صدقة بن خالد قال : حدثنا عتبة. قال : حدثنا عبد الملك بن أبي بكر. كلاهما - إسماعيل ، وابن أبي بكر - عن يحيى بن سعيد.
3 - وأخرجه أحمد (5/417) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (5/419) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت ورقاء. وفي (5/419) قال : حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (228) قال : حدثني محاضر بن المورع. ومسلم (3/169) قال : حدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، وعلي ابن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن ماجة (1716) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (759) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى ورقة (39 - أ) قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم ، عن محمد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت ورقاء. (ح) وأخبرنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسحاق ، عن حسن - وهو ابن صالح - عن محمد بن عمرو الليثي. سبعتهم - أبو معاوية ، وورقاء ، وعبد الله بن نمير ، ومحاضر ، وإسماعيل، وابن المبارك ، ومحمد بن عمرو - عن سعد بن سعيد بن قيس.
ثلاثتهم - صفوان ، وسعد ، ويحيى - عن عمر بن ثابت ، فذكره.

النوع السادس : عشر ذي الحجة
4460 - (د س) هنيدة بن خالد : عن امرأتِهِ عن بعضِ أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم تِسْعَ ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر : أولَ اثنين من الشهر ، والخميس» . أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية النسائي مثله ، وقال : «اثنين من الشهر ، وخميسين» .
وفي أخرى : «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ العشرَ ، وثلاثة أيام من كل شهر ، الأثنين والخميسين» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2437) في الصوم ، باب في صوم العشر ، والنسائي 4 / 220 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 271 و 6 / 288 و 423 قال الحافظ المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : واختلف على هنيدة بن خالد في إسناده ، فروي عنه كما أوردناه ، وروي عنه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وروي عنه عن أمه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم . أقول : هو حديث حسن ، وانظر التعليق على الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/289 و 310) . وأبو داود (2452) قال : حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (4/221) قال : أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وإبراهيم بن سعيد - قالوا : حدثنا محمد بن فضيل. قال : حدثنا الحسن بن عبيد الله ، عن هنيدة الخزاعي ، عن أمه ، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (5/271) قال : حدثنا سريج وعفان. وفي (6/288و 423) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (2437) قال : حدثنا مسدد. والنسائي (4/205) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا شيبان. وفي (4/220) قال : أخبرني أحمد بن يحيى ، عن أبي نعيم. وفي (4/221) قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
ستتهم - سريج بن النعمان ، وعفان ، ومسدد ، وشيبان ، وأبو نعيم ، وعبد الرحمن - قالوا : حدثنا أبو عوانة ، عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- :
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تسعا من ذي الحجة. ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر ، وخميسين» .

4461 - (م د ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «ما رأيتُ -[321]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صائماً في العشر قَطُّ» . أخرجه مسلم ، والترمذي، وأبو داود إِلا أن أبا داود أسقط منه لفظه : «في» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1176) في الاعتكاف ، باب صوم عشر ذي الحجة ، وأبو داود رقم (2439) في الصوم ، باب في فطر العشر ، والترمذي رقم (756) في الصوم ، باب ما جاء في صيام العشر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/42) قال : حدثنا أبو معاوية و يعلى. وفي (6/124) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (6/190) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/176) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق. قال إسحاق : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (2438) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا أبو عوانة. والترمذي (756) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15949) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن أبي معاوية. (ح) وعن عمرو بن يزيد ، عن ابن مهدي ، عن سفيان. (ح) وعن أحمد بن عثمان ، عن أبي نعيم ، عن حفص بن غياث. وابن خزيمة (2103) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا بندار. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان.
ستتهم - أبو معاوية ، ويعلى ، وأبو عوانة ، وسفيان ، وحفص بن غياث ، وأبو خالد الأحمر - عن سليمان الأعمش.
2 - وأخرجه ابن ماجة (1729) قال : حدثنا هناد بن السري. قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن منصور.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن إبراهيم ، عن الأسود ، فذكره.

4462 - (ط) القاسم بن محمد بن أبي بكر : قال : «كانت عائشةُ تصوم يوم عرفةَ ، ولقد رأيتُها عَشِيَّة عَرَفَةَ : يدفع الإِمامُ ثم تقفُ ، حتى يَبْيَضَّ ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعُو بشراب فتُفْطِرُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 375 و 376 في الحج ، باب صيام يوم عرفة ، وإسناده صحيح . قال النووي في " شرح مسلم " : قال العلماء : هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هنا : الأيام التسعة من أول ذي الحجة ، قالوا : وهذا مما يتأول ، فليس في صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحباباً شديداً ، لاسيما التاسع منها ، وهو يوم عرفة ، وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه - يعني العشر الأوائل من ذي الحجة - فيتناول قولها - يعني عائشة رضي الله عنها - لم يصم ، أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما ، وأنها لم تره صائماً فيه ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر ، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة - يعني الحديث الذي قبله - .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/426) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أن عائشة ، فذكره.

4463 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «صيامُ يومِ عرفةَ : إِني أحْتَسِبُ على الله أن يُكَفِّرَ السنة التي بعدَه والسَّنَّة التي قبلَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (749) في الصوم ، باب ما جاء في فضل صوم يوم عرفة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1730) في الصيام ، باب صيام يوم عرفة ، وإسناده صحيح ، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (1162) في الصيام ، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/296) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/304) قال : حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (194) قال : أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمود بن غيلان ، عن عبد الرزاق. كلاهما - يحيى ، وعبد الرزاق - عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد.
2 - وأخرجه أحمد (5/307) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام. قال : سئل عطاء بن أبي رباح ، وأنا شاهد عن الفضل في صوم يوم عرفة. فقال : جاء هذا من قبلكم يا أهل العراق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن عيسى بن محمد ، عن الفريابي ، عن سفيان ، عن منصور. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن يزيد ، عن أبيه ، عن همام ، عن قتادة. (ح) وعن عمرو بن علي ، عن أبي داود ، عن همام ، عن عطاء. ثلاثتهم - عطاء بن أبي رباح ، ومنصور ، وقتادة - عن أبي الخليل.
كلاهما - مجاهد ، وأبو الخليل - عن حرملة بن إياس ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد. (ح) وعن موسى بن عبد الرحمن ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن منصور ، عن أبي الخليل.
كلاهما - مجاهد ، وأبو الخليل - عن إياس بن حرملة ، عن أبي قتادة ، فذكره.
1- وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/296) قال : حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمد بن عبد الله بن يزيد. (ح) وعن مسعود بن جويرية والحسين بن عيسى وهارون بن عبد الله. خمستهم عن سفيان، عن داود بن شابور ، عن أبي قزعة.
2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12080) عن محمد بن عبيد الله ، عن الحسن بن بشر ، عن زهير ، عن أبي الزبير.
كلاهما - أبو قزعة ، وأبو الزبير - عن أبي الخليل ، عن أبي حرملة ، عن أبي قتادة ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/296) قال : حدثنا سفيان. قال : سمعناه من داود بن شابور ، عن أبي قزعة ، عن أبي الخليل ، عن أبي حرملة ، فذكره موقوفا من قول أبي قتادة.
قال أحمد بن حنبل : لم يرفعه لنا سفيان وهو مرفوع.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12140) عن محمود بن غيلان ، عن أبي داود ومعاوية ، كلاهما عن الثوري ، عن منصور ، عن أبي الخليل ، عن حرملة ، عن مولى لأبي قتادة ، عن أبي قتادة ، فذكره.
* وأخرجه الحميدي (429) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا داود بن شابور ، عن أبي قزعة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12084) عن حاجب بن سليمان ، عن وكيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء. (ح) وعن عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، عن محمد بن ربيعة ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء. (ح) وعن القاسم بن زكريا ، عن إسحاق بن منصور ، عن شريك ، عن منصور.
ثلاثتهم - أبو قزعة ، وعطاء ، ومنصور - عن أيي الخليل ، عن أبي قتادة ، فذكره. ليس فيه : «إياس بن حرملة» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12084) عن إبراهيم بن الحسن ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي الخليل ، عن أبي قتادة ، فذكره. موقوفا.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12100) عن محمد بن مصفى ، عن معاوية بن حفص ، عن الحكم بن هشام ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، نحوه

النوع السابع : أيام الأسبوع
4464 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتحرَّى صيام يوم الاثنين والخميس» . أخرجه الترمذي، والنسائي.
وفي رواية للنسائي : «أن رجلاً سأل عائشة عن الصيام ؟ فقالت: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبانَ كلَّه ، ويتحرى صيام يوم الاثنين والخميس» .
وفي أخرى له قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان ، ورمضان ، ويتحرَّى يوم الاثنين والخميس» .
وفي أخرى : «كان يصومُ الاثنين والخميس» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (745) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس ، والنسائي 4 / 202 و 203 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1739) في الصيام ، باب صيام يوم الاثنين والخميس ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1649 و 1739) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (745) وفي «الشمائل» (304) قال : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس. قال : حدثنا عبد الله بن داود. والنسائي (4/153 و 202) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا عبد الله بن داود.
كلاهما - يحيى بن حمزة ، وعبد الله بن داود - عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن ربيعة الجرشي ، فذكره.
(*) في رواية يحيى بن حمزة : «ربيعة بن الغاز» .
(*) وأخرجه أحمد (6/80) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا الأشجعي. (ح) قال عبد الله ابن أحمد : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده : حدثنا محمد بن حميد أبو سفيان. وفي (6/106) قال : حدثنا مؤمل. والنسائي (4/203) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا عبيدالله ابن سعيد الأموي.
أربعتهم - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي ، ومحمد بن حميد ، ومؤمل ، وعبيد الله بن سعيد - عن سفيان ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عائشة ، فذكرته «ليس فيه ربيعة الجرشي» .

4465 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «تُعْرَض الأعمال على الله يوم الاثنين ويومَ الخميس ، فأُحِبُّ أَن يُعْرَض عملي ، وأنا صائم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (747) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس ، وفي سنده محمد بن رفاعة بن ثعلبة القرظي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، قال الحافظ : وقال الأزدي : منكر الحديث ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن للحديث شواهد بمعناه ، منها الذي بعده ، ولذلك قال الترمذي : حديث أبي هريرة في هذا الباب ، حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (566) . وأحمد (2/268) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (2/329) قال : حدثنا أبو عاصم. قال : أخبرنا محمد بن رفاعة. وفي (2/389) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. وفي (2/400) قال : حدثنا موسى بن داود. قال : قرئ على مالك. وفي (2/465) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا مالك. والدارمي (1758) قال : حدثنا أبو عاصم ، عن محمد بن رفاعة. والبخاري في «الأدب المفرد» (411) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. ومسلم (8/11) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد و أحمد بن عبدة الضبي ، عن عبد العزيز الدراوردي. وأبو داود (4916) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1740) قال : حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن محمد بن رفاعة. والترمذي (747) وفي «الشمائل» (305) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا أبو عاصم، عن محمد بن رفاعة. وفي (2023) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
سبعتهم - مالك ، ومعمر، ومحمد بن رفاعة ، ووهيب ، وجرير ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وأبو عوانة - عن سهيل بن أبي صالح.
2 - وأخرجه الحميدي (975) قال : حدثنا سفيان. ومسلم (8/11) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان. وفي (8/12) قال : حدثنا أبو الطاهر وعمرو بن سواد. قالا : أخبرنا ابن وهب.قال : أخبرنا مالك بن أنس. وابن خزيمة (2120) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس أخبره. كلاهما - سفيان ، ومالك - عن مسلم بن أبي مريم.
كلاهما - سهيل ، ومسلم - عن أبي صالح ، فذكره.
* أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (567) عن مسلم بن أبي مريم ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة، أنه قال : تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين. يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن. فذكر نحوه موقوفا.

4466 - (د س) مولى أسامة بن زيد : «أنه انطلق مع أسامةَ إِلى -[323]- وادي القُرى في طلب مال له ، فكان يصوم الاثنين والخميس، فقال له مولاه : لِمَ تصوم الاثنين والخميس، وأنت شيخ كبير ؟ فقال : إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين والخميس ، فسئل عن ذلك ؟ فقال : إِن أَعمال الناس تُعرضُ يوم الاثنين ، ويوم الخميس» . أخرجه أبو داود (1) .
وعند النسائي : قال أسامة : «قلتُ : يا رسول الله ، إِنك تصوم حتى لا تكاد تفطر ، وتفطر حتى لا تكاد تصوم ، إِلا يومين إنْ دخلا في صيامك ، وإِلا صمتهما ؟ قال : أيَّ يومين؟ قلت: الاثنين والخميس ، قال : ذلك يومان تُعرَض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأُحب أن يعرض عملي وأنا صائم» (2) .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 201 و 202 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، إسناده حسن .
(2) رواه أبو داود رقم (2436) في الصوم ، باب في صوم الاثنين والخميس ، وفي سنده مجهولان ، ولكن يشهد له رواية النسائي التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/200) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (2436) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، كلاهما - عفان ، وموسى - قالا : حدثنا أبان.
2 - وأخرجه أحمد (5/204 و 208) قال : حدثنا إسماعيل. والدارمي (1757) . قال : حدثنا وهب ابن جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة 126» عن محمد بن عبد الأعلى. عن خالد. (ح) وعن عبيد الله ابن سعيد عن معاذ بن هشام. أربعتهم - إسماعيل ، ووهب ، وخالد، ومعاذ - عن هشام الدستوائي.
كلاهما - أبان ، وهشام - عن يحيى بن أبي كثير ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان. عن مولى قدامة.عن مولى أسامة ، فذكره.

4467 - (د س) حفصة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من الشهر : الاثنين والخميس ، والاثنين من الجمعة الأخرى» . أخرجه أبو داود ، والنسائي.
وللنسائي في أخرى بزيادة في أوله قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا أخذَ مَضْجَعه جعل كفَّه اليمنى تحت خدِّه الأيمن ، وكان يصوم الاثنين والخميس» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2451) في الصوم ، باب من قال : الاثنين والخميس ، والنسائي 4 / 203 و 204 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/287) . والنسائي (4/220) قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال : حدثنا أبو إسحاق الأشجعي الكوفي. قال : حدثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/220) قال : أخبرنا علي بن محمد بن علي. قال : حدثنا خلف بن تميم ، عن زهير، عن الحر بن الصياح ، قال : سمعت هنيدة الخزاعي. قال : دخلت على أم المؤمنين ، سمعتها تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه» .
وأخرجه أبو داود (2451) حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد. عن عاصم بن بهدلة.عن سواء الخزاعي. عن حفصة ، فذكرته.

4468 - (د س) هنيدة الخزاعي : عن أمه قالت : «دخلتُ على أمِّ سلمةَ ، فسألتها عن الصيام؟ فقالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، أولُها الاثنين والخميس» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الاثنين والخميس من هذه الجمعة ، والإثنين من المقبلة» .
وفي أخرى : «أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه» .
وفي أخرى : «كان يأمر بصيام ثلاثة أيام : أولِ خميس، والاثنين ، والاثنين» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2452) في الصيام ، باب من قال : الاثنين والخميس ، والنسائي 4 / 220 و 221 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/289 و 310) . وأبو داود (2452) قال : حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (4/221) قال : أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وإبراهيم بن سعيد - قالوا : حدثنا محمد بن فضيل. قال : حدثنا الحسن بن عبيد الله ، عن هنيدة الخزاعي ، عن أمه ، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (5/271) قال : حدثنا سريج وعفان. وفي (6/288) و (423) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (2437) قال : حدثنا مسدد. والنسائي (4/205) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا شيبان. وفي (4/220) قال : أخبرني أحمد بن يحيى ، عن أبي نعيم. وفي (4/221) قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. قال : حدثنا عبد الرحمن.
ستتهم - سريج بن النعمان ، وعفان ، ومسدد ، وشيبان ، وأبو نعيم ، وعبد الرحمن - قالوا : حدثنا أبو عوانة ، عن الحر بن الصياح ، عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- :
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تسعا من ذي الحجة. ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر ، أول اثنين من الشهر ، وخميسين» .

4469 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر : يوم الاثنين من أول الشهر ، والخميس الذي يليه ، [ثم الخميس الذي يليه]» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 220 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/90) (5643) قال : حدثنا حجاج. والنسائي (4/219) قال : أخبرنا يوسف ابن سعيد ، قال : حدثنا حجاج. وفي (4/220) قال : أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان.
كلاهما - حجاج ، وسعيد بن سليمان - عن شريك ، عن الحر بن الصياح ، فذكره.

4470 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم من الشهر : السبت ، والأحد ، والاثنين ، ومن الشهر الآخر : الثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (746) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، قال : وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه . قال الحافظ في " الفتح " : وهو أشبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (746) وفي «الشمائل» (306) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام. قالا : حدثنا سفيان. عن منصور. عن خيثمة ، فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن ، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه.

4471 - () عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصوم كلَّ أربعاء وخميس» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) في الأصل : أخرجه مسلم ، وهو خطأ ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ولم نجده بهذا اللفظ .

4472 - (د ت) مسلم القرشي - رضي الله عنه - : قال : «سألت - أو سئل- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيام الدهر ، فقال : إِن لأَهلك عليك حَقّاً ، فصم رمضان، والذي يليه ، وكلَّ أربعاء ، وخميس ، فإِذا أنت قد صمت الدهر كلَّه» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2432) في الصيام ، باب في صوم شوال . والترمذي رقم (748) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس ، وفي سنده عبيد الله بن مسلم القرشي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2432) قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال : حدثنا عبيد الله - يعني ابن موسى -. والترمذي (748) قال : حدثنا الحسين بن محمد الجريري ومحمد بن مدويه.قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى. والنسائي في الكبرى «الورقة 38 - أ» قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. (ح) وأخبرنا أحمد بن يحيى. قالا : حدثنا أبو نعيم. (ح) وأخبرنا عبدة بن عبد الله البصري. قال : أنبأنا زيد - وهو ابن حباب.
ثلاثتهم - عبيد الله ، وأبو نعيم ، وزيد بن حباب - عن هارون بن سلمان ، عن عبيد الله بن مسلم القرشي، فذكره.
(*) في رواية إبراهيم بن يعقوب : «مسلم بن عبيد الله ، عن أبيه» .
(*) وفي رواية أحمد بن يحيى : «مسلم بن عبد الله ، عن أبيه» ..

النوع الثامن : في أيام البيض
4473 - (د س) عبد الملك بن ملحان القيسي : عن أبيه قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نصوم البيض : ثلاثَ عشرة ، وأربعَ عشرة ، وخمس عشرة ، قال : وقال : هُنَّ كهيئة الدهر» . أخرجه أبو داود.
وعند النسائي قال : عن عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أَبيه قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصوم أيام الليالي الغُرِّ البيضِ : ثلاث عشرة ، وأَربع عشرة ، وخمس عشرة» . -[326]-
وله في أخرى عن عبد الملك عن أبيه - ولم يُسمِّ أباه - : «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بهذه الأيام الثلاث البيض ، ويقول : هن صيام الشهر» .
وله في أخرى عن عبد الملك بن أبي المنهال عن أبيه : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرهم بصيام ثلاثة أَيام البيض ، وقال : هي صومُ الشهر» (1) .
قلتُ : هكذا رويناه في كتاب النسائي ، والذي قد جاء في أسماء الصحابة على اختلاف الكتب : أن عبد الملك : هو ابن قتادة ، لا قدامة ، وجاء في رواية أخرى : أَنه ابن قتادة بن منهال ، لا ابن أبي المنهال ، والله أعلم.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أيام البيض) : الأيام البيض من كل شهر : ثالث عشر ، ورابع عشر ، وخامس عشر ، وسميت بِيضاً ، لأن لياليها بيض ، لطلوع القمر فيها من أولها إلى آخرها. ولا بد من حذف مضاف ، تقديره : أيام الليالي البيض.
(الغُرُّ) البيض : [مأخوذ] من غُرة الفرس ، وهو البياض الذي يكون في وجهه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2449) في الصيام ، باب في صوم الثلاث من كل شهر ، والنسائي 4 / 224 و 225 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وعبد الملك بن ملحان ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن له شواهد بمعناه ، منها الحديثان اللذان بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2449) حدثنا محمد بن كثير ، ثنا همام ، عن أنس أخي محمد. عن ابن ملحان القيسي عن أبيه ، فذكره. وأخرجه النسائي (4/224 و 225) أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا حبان، قال : حدثنا همام. قال : حدثنا أنس بن سيرين. قال : حدثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان.عن أبيه، قال ، فذكره.

4474 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «يا أبا ذَر ، إِذا صُمتَ من الشهر ثلاثة أيام ، فصُم ثلاث -[327]- عشرة ، وأربع عشرة، وخمس عشرة» .
وفي رواية النسائي : «أَمَرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نصومَ من الشهرِ ثلاثةَ أيام البيض: ثلاثَ عشرةَ ، وأربع عشرةَ ، وخمسَ عشرةَ» .
وله في أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا صمتَ شيئاً فَصُم ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ ، وخمس عشرةَ» .
وفي أخرى : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل : «عليكم بصيامِ ثلاثَ عشرةَ ، وأربعَ عشرةَ ، وخمسَ عشرة» .
وفي أخرى : «أمر رجلاً» .
وفي أخرى عن ابن الحَوْتَكيَّة قال : قال أبي : «جاء أعرابي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعه أرنب قد شواها ، وخبز فوضعها بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثم قال : إِني وجدتُها تَدْمى ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه : لا يضرُّ كلوا ، وقال للأعرابيِّ : كلْ ، [قال] : إِني صائم ، قال: صومُ ماذا؟ قال : صومُ ثلاثة أيام من الشهر ، قال : إِن كنتَ صائماً فعليك بالغُرِّ البيضِ : ثلاثَ عشرةَ ، وأربعَ عشرةَ ، وخمسَ عشرةَ» .
قال النسائي : الصوابُ عن أبي ذر ، ويشبه أن يكونَ وقع من الكُتَّاب «ذر» فقيل : «أبي» .
وفي أُخرى عن موسى بن طلحة : «أَن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بأرنب، -[328]- وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مدَّ يده إليها ، فقال الذي جاء بها : إِني رأيتُ بها دماً ، فكَفَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يده ، وأمر القومَ أن يأكلوا ، وكان في القوم رجل مُنْتَبَذ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : مالك؟ قال : إِني صائم ، فقال له النبيُّ : فَهلا ثلاثَ البيض : ثلاثَ عشرةَ ، وأربعَ عشرةَ ، وخمسَ عشرةَ ؟» .
وفي أخرى نحوه ، وفيه «وقال لمن عنده : كلوا ، فإني لو اشْتهيْتُها أكلتُها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَدْمَى) : أي أنها ترى الدم ، وذلك أن الأرنب يجيئها الدم ، كما تحيض المرأة.
(مُنْتَبَذ) الانتباذ : الانفراد والتنحي عن الناس.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (761) في الصوم ، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، والنسائي 4 / 222 - 224 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر ، وإسناده حسن ، وهو بمعنى الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (136) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وحكيم بن جبير. وأحمد (5/150) قال : حدثنا سفيان. قال : سمعناه من اثنين وثلاثة. حدثنا حكيم بن جبير. (ح) وحدثنا سفيان. قال : حدثنا اثنان ، ومحمد بن عبد الرحمن ، وحكيم بن جبير. والنسائي (4/223) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، عن سفيان ، عن بيان بن بشر. (ح) وأخبرنا محمد ابن المثنى. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا رجلان - محمد ، وحكيم -. و (7/196) قال : أخبرنا محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان ، عن حكيم بن جبير ، وعمرو بن عثمان ، ومحمد بن عبد الرحمن. وابن خزيمة (2127) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة. (ح) وحدثنا عبد الجبار. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثني عمرو بن عثمان بن موهب.
أربعتهم - محمد بن عبد الرحمن ، وحكيم ، وبيان ، عمرو - عن موسى بن طلحة ، عن ابن الحوتكية ، فذكره.
(*) وقال أبو بكر بن خزيمة : قد خرَّجْتُ هذا الباب بتمامه في كتاب «الكبير» وبينتُ أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب ، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا.
* أخرجه الحميدي (137) قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن عثمان ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله ، ولم يذكر فيه «ابن الحوتكية» .
* وأخرجه أحمد (5/152) قال : حدثنا محمد بن عبيد. قال : حدثنا الأعمش. وفي (5/162) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان. وفي (5/177) قال : حدثنا يحيى ، عن فطر. والترمذي (761) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أنبأنا شعبة ، عن الأعمش. والنسائي (4/222) قال : أخبرنا محمد بن عبد العزيز. قال : أنبأنا الفضل بن موسى ، عن فطر. (ح) وأخبرنا عمرو بن يزيد. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش. وابن خزيمة (2128) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان الأعمش.
كلاهما - سليمان الأعمش ، وفطر - عن يحيى بن سام ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي ذر ، فذكره.

4475 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «جاء أعرابي إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه ، فأمسك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يأكلْ ، وأمرَ القومَ أن يأكلوا ، وأمسك الأعرابيُّ ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : ما يمنعك أَن تأكلَ ؟ قال : إِني أصوم ثلاثة أَيام من الشهر، قال: إِن كنتَ -[329]- صائماً فصم الغُرَّ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 222 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر ، وفي سنده عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي ، تغير حفظه ، وربما دلس ، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/336) قال : حدثنا أبو الوليد بن عمر. وفي (2/346) قال : حدثنا عفان. والنسائي (4/222) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا حبان.
ثلاثتهم - أبو الوليد ، وعفان ، وحبان بن هلال - عن أبي عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/224) قال : أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث. قال : حدثنا المعافى بن سليمان. قال : حدثنا القاسم بن معن. (ح) وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا يعلى.
كلاهما - القاسم بن معن ، ويعلى بن عبيد - عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأرنب ، فذكره مرسلا.

4476 - (س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنهما - : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «صيامُ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر : صيامُ الدهر ، وأيامُ البيض : صبيحةَ ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 221 في الصوم ، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/221) قال : أخبرنا مخلد بن الحسن، قال : حدثنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق ، فذكره.

4477 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يُفْطِرُ أيامَ البيضِ في حَضَر ، ولا سَفَر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 198 و 199 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/198) قال : أخبرنا القاسم بن زكريا. قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا يعقوب عن جعفر ، عن سعيد ، فذكره.

النوع التاسع : في الأيام المجهولة من كل شهر
4478 - (خ م س د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قد تقدَّم لحديث عبد الله بن عَمرو بن العاص روايات عدة طويلة في كتاب الاعتصام من حرف الهمزة وغيره.
ونحن نذكر في هذا الفصل ما بقي من طُرُقه على اختلاف ألفاظها وطُولها وقِصرها.
قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «إِنكَ لتصومُ الدهرَ ، وتقومُ الليلَ ؟ قلتُ : -[330]- نعم. قال: إِنكَ إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ له العينُ ، ونَفِهتْ له النَّفْسُ ، لا صامَ من صامَ الأبدَ ، صومُ ثلاثةِ أيام: صومُ الدَّهرِ كلِّه ، قلتُ : فإني أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال : فَصُمْ صومَ دَاودَ ، كان يصومُ يوماً ، وَيُفْطِرُ يوماً ، ولا يَفِرُّ إِذا لاقى» .
زاد في رواية : «من لي بهذه يا نبيَّ الله ؟ وقال : لا أَدري كيف ذكر صيام الأبد ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لا صامَ من صامَ الأَبدَ - مرتين» .
وفي أُخرى : قال له «ألم أُخْبَرْ أَنكَ تَصُومُ ، ولا تُفْطِرُ ، وتُصلِّي الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ ، فإِنَّ لِعَيْنِكَ حظّاً ، ولِنَفْسِكَ حظّاً ، ولأهْلِكَ حظّاً ، فَصُمْ وأفْطِرْ ، وصلِّ ونَمْ، وصُم من كلِّ عشرةِ أيام يوماً ، ولك أجرُ تِسْعة» . وفيه : «لا صامَ من صامَ الأبد - ثلاثاً» .
وفي أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذُكِرَ له صومي، فدخل عليَّ ، فأَلْقَيْتُ له وِسادة من أدَم حَشْوُها لِيف ، فجلس على الأرض ، وصارتْ الوِسادةُ بيني وبينه ، فقال : أما يكفيكَ من كلِّ شهر ثلاثةُ أيام ؟ قال : قلتُ : يا رسول الله (1) ، قال : خمساً؟ قلتُ : يا رسول الله ، قال : سبعاً ؟ قلت : يا رسول الله ، قال : تسعاً ؟ قلتُ : يا رسول الله ، قال : إِحدى عشرةَ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لا صومَ فوق صومِ داودَ عليه السلام : شَطْرُ الدَّهرِ ، صمْ يوماً ، وأَفْطِرْ يوماً» . أخرجه البخاري، ومسلم. -[331]-
ولمسلم : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال له : «صُمْ يوماً ، ولك أجرُ ما بقي» ، قال: إِني أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. قال : صُمْ يومين ، ولك أجرُ ما بقي ، قال : إِني أطيقُ أكثر من ذلك ، قال : صُمْ ثلاثةَ أيام ، ولك أجْرُ ما بقي ، قال : إِني أطِيقُ أكثر من ذلك. قال: صُمْ [أربعةَ أيام ، ولك أجرُ ما بقي ، قال : إِني أُطيق أكثر من ذلك. قال : صم] أفضلَ الصيام عند الله: صومَ داود عليه السلام ، كان يصومُ يوماً ، ويُفْطِرُ يوماً.
وله في أخرى قال : «بلغني أنك تصومُ النهارَ ، وتقومُ الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ ، فإن لجسدكَ عليك حظّا ، ولعينكَ عليك حظّاً ، و [إِن] لزوجكَ [عليكَ] حظّاً ، صم وأفطر، صُمْ من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام ، فذلك صوم الدهرِ. قلت: يا رسول الله ، إِن بي قوة. قال : فصمْ صومَ داودَ عليه السلام ، صم يوماً ، وأفْطِرْ يوماً ، فكان يقول : يا ليتني أخذتُ بالرُّخصة» .
وأخرج النسائي الرواية الثانية التي فيها ذِكْرُ الوِسادة ، والروايةَ الأولى ، ورواية مسلم الأولى.
وله في أخرى قال : «ذَكَرْتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصومَ ، فقال : صم من كل عشرة أيام يوماً ، ولك أجر تلك التسعةِ ، قلتُ : إِني أقوى من ذلك ، قال : صم من كل تسعةِ [أيام] يوماً ، ولك أجر تلك الثمانية ، فقلتُ : إِني أقوى من ذلك ، قال: فصم من كلِّ ثمانيةِ أَيام يوماً ، ولك أجر تلك السبعة ، قلت: -[332]- إني أقوى من ذلك ، قال : فلم يَزَلْ حتى قال : صم يوماً ، وأَفْطِرْ يوماً» .
وله في أخرى قال : «أَنْكَحَني أبي امرأة ذاتَ حَسَب ، فكان يأْتيها فيسأْلُها عن بَعْلها ؟ فقالت: نِعْمَ الرَّجلُ من رَجُل ، لم يَطَأْ لنا فراشاً ولم يُفَتِّشْ لنا كَنَفاً منذ أَتيناه ، فَذُكِرَ ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فقال: ائْتِني به ، فأتيتُه معه ، فقال: كيف تصومُ ؟ قلتُ : كلَّ يوم ، قال: صم من كلِّ جمعة ثلاثة أيام ، قلتُ : إِني أُطيق أفضل من ذلك ، قال: صم يوماً وأَفْطِرْ يومين ، قلتُ : إِني أُطيقُ أَكثرَ من ذلك ، قال: صُمْ أفضلَ الصيامَ : صيام داود عليه السلام : صوم يوم ، وفطر يوم» .
وله في أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «بلغني أنكَ تقوم الليلَ وتصوم النهارَ؟ قلتُ: يا رسول الله ، ما أردتُ بذلك إِلا الخير، قال: لا صام من صام الأبد، ولكن أَدُلُّك على صوم الدَّهرِ : ثلاثة أيام من كلِّ شهر ، قلتُ : يا رسولَ الله ، إِني أُطيقُ أكثر من ذلك ، قال: صم خمسة أيام ، قلتُ : إِني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: فصم عشراً ، فقلتُ : إِني أُطيق أكثر من ذلك ، قال: صم صوم داود ، كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً» . -[333]-
وله في أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أَفْضلُ الصيام صيامُ داودَ عليه السلام كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً» .
وقد أطال النسائي في تخريج طرق هذا الحديث : وقد ذكرنا بعضها في كتاب الاعتصام ، وبعضها هنا ، وبعضُها تكرر ، فلم نحتج إِلى ذِكْرِهِ ، ومن جملة طرقه قال: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «اقرأ القرآن في شهر ، قلت: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، فلم أزل أطلب إِليه حتى قال : خمسة أيام ، وقال : ثلاثة أيام من الشهر ، قلت: إِني أطيق أكثرَ من ذلك ، فلم أَزل أطلب إليه حتى قال : صم أحبَّ الصيام إِلى الله عز وجل : صوم داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً» .
وأخرج أبو داود غير ما تقدَّم ذِكرُهُ في كتاب الاعتصام ، وكتاب تلاوة القرآن ، وفي رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو قال : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «صُم من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام ، واقرأ القرآن في شهر ، فناقضني وناقضته (2) ، فقال : صم يوماً وأفطر يوماً - قال عطاء : فاختلفنا عن أبي ، فقال بعضنا : سبعة أيام ، وقال بعضنا : خمساً» .
وأخرج الترمذي من هذا الحديث أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «أفضل الصوم صوم أخي داود : كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً ، ولا يَفِرُّ -[334]- إذا لاقى» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هجمت له العين) : هجوم العين : غَوْرُها ودخولها في مكانها من الضعف.
(نَفِهَت له النفس) نَفِهت النفس - بالنون - إذا أعيت وسئمت.
(كنَفاً) الكنف : الجانب أرادت أنه لم يقربها ، ولم يطلع منها على ما جرت بها عادة الرجال مع نسائهم.
(فناقضني) المناقضة : المراددة في القول ، ينقض قولي وأنقض قوله.
__________
(1) جواب النداء محذوف : أي : لا يكفيني ذلك .
(2) في نسخ أبي داود المطبوعة : فناقصني وناقصته ، بالصاد المهملة ، أي جرى بيني وبينه مراجعة في النقصان .
(3) رواه البخاري 4 / 191 في الصوم ، باب صوم الدهر ، وباب حق الضيف ، وباب حق الجسم في الصوم ، وباب حق الأهل في الصوم ، وباب صوم يوم وإفطار يوم ، وباب صوم داود ن وفي التهجد ، باب من نام عند السحر ، وباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {وآتينا داود زبورا} ، وفي فضائل القرآن ، باب في كم يقرأ القرآن ، وفي النكاح ، باب لزوجك عليك حقاً ، وفي الأدب ، باب حق الضيف والاستئذان ، وباب من ألقي له وسادة ، ومسلم رقم (1159) في الصوم ، باب النهي عن صوم الدهر ، وأبو داود رقم (1389) في الصلاة ، باب كم يقرأ القرآن ، و (2425) في الصيام ، باب صوم الدهر ، والترمذي رقم (770) في الصوم ، باب في صوم يوم وفطر يوم ، والنسائي 4 / 209 - 215 في الصيام ، باب صوم يوم وإفطار يوم ، وذكر الزيادة في الصيام والنقصان وصوم عشرة أيام من الشهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (590) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/195) (6843) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (2/68) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/165) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/214) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة. كلاهما - سفيان بن عيينة ، وشعبة - عن عمرو بن دينار.
2 - وأخرجه أحمد (2/164) (6527) و (6534) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان ، ومسعر. وفي (2/188) (6766) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/190) (6789) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/212) (6988) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (321) قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا الحجاج بن أرطاة. والبخاري (3/52) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/195) قال : حدثنا خلاد بن يحيى ، قال : حدثنا مسعر. ومسلم (3/164 و 165) قال : حدثنا عبيدالله بن معاذ ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أبو كريب ، قال : حدثنا ابن بشر ، عن مسعر. وابن ماجة (1706) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، وسفيان. والترمذي (770) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، وسفيان. والنسائي (4/213) قال: أخبرنا محمد بن عبيد ، عن أسباط ، عن مطرف ، وفي (4/214) قال : أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا أمية ، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد ، قال: حدثنا شعبة.
خمستهم - سفيان ، ومسعر ، وشعبة ، وحجاج بن أرطاة ، ومطرف بن طريف - عن حبيب بن أبي ثابت.
3 - وأخرجه أحمد (2/199) (6874) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر. (ح) وروح. والبخاري (3/52) قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (3/164) قال : حدثني محمد ابن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/206 و 215) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن ، قال : حدثنا حجاج بن محمد. وابن خزيمة (2109) قال : حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم ، قال : أخبرنا محمد - يعني ابن بكر -. (ح) وحدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. خمستهم - عبد الرزاق ، ومحمد بن بكر ، وروح ، وأبو عاصم ، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج ، قال : سمعت عطاء.
ثلاثتهم - عمرو بن دينار ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح - عن أبي العباس المكي ، فذكره.

4479 - (م د ت) معاذة بنت عبد الرحمن العدوية : قالت : سألتُ عائشةَ : «أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصومُ من كلِّ شهر ثلاثة أيام ؟ قالت: -[335]- نعم ، قلتُ لها: من أيِّ أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم» . أخرجه مسلم ، والترمذي ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1160) في الصيام ، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وأبو داود رقم (3453) في الصوم ، باب من قال : لا يبالي من أي الشهر ، والترمذي رقم (763) في الصوم ، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/145) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. ومسلم (3/166) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. قال : حدثنا عبد الوارث. وأبو داود (2453) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عبد الوارث. وابن ماجة (1709) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. والترمذي (763) وفي «الشمائل» (308) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أخبرنا شعبة. وابن خزيمة (2130) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وعبد الوارث - عن يزيد الرشك ، عن معاذة العدوية ، فذكرته.

4480 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من صام من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام فذلك صِيام الدهر ، فأَنزل الله تصديق ذلك في كتابه : {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها} [الأنعام: 160] اليوم بعشرة أيام» . أخرجه الترمذي، وقال : وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة.
وفي رواية النسائي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ صامَ ثلاثة أيام من الشهر فقد صام الدهر كلَّه ، ثم قال : صدق الله في كتابه : {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها}» .
وله في أخرى : «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تمَّ صوم الشهر ، أو : فله صوم الشهر» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (761) في الصوم ، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، والنسائي 4 / 219 في الصوم ، باب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/145) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (1708) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل ، قال : حدثنا أبو معاوية. والترمذي (762) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي (4/319) قال : أخبرنا علي بن الحسن اللاني بالكوفة ، عن عبد الرحيم - وهو ابن سليمان -.
ثلاثتهم - إسرائيل ، وأبو معاوية ، وعبد الرحيم - عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (4/219) قال : أخبرنا محمد بن حاتم ، قال : أنبأنا حبان ، قال : أنبأنا عبد الله ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن رجل. قال : قال أبو ذر : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. زاد فيه «عن رجل» .

4481 - (م د س) أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - : قال : -[336]- إِنَّ رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : كيف تصوم؟ فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من قوله ، فلما رأى عمرُ غَضَبَه، قال : رضينا بالله ربّاً ، وبالإِسلام ديناً ، وبمحمد نبيّاً - وفي رواية : وبِبَيْعَتِنا بيعة - نعوذُ بالله من غضب الله ، وغضب رسوله ، فجعل عمر يُرَدِّدُ هذا الكلام حتى سكن غَضَبهُ ، فقال عمرُ : يا رسولَ الله ، كيف بمن يصوم الدهرَ كلَّه ؟ قال : لا صام ، ولا أفطر - أو قال : لم يصم ، ولم يفطر - قال : كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً ؟ قال : ويُطيق ذاك أحد؟ قال : كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً ؟ قال : ذاك صوم داودَ عليه السلام ، قال : كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين ؟ قال : ودِدْتُ أنِّي طُوِّقْتُ ذلك ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ثلاث من كلِّ شهر، ورمضانُ إِلى رمضانَ : فهذا صيامُ الدهر كلِّه ، صيامُ يوم عرفة : أحتَسِبُ على الله أن يكفِّر السنة التي قبله ، والسنة التي بعده ، وصيامُ [يوم] عاشوراءَ : أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنةَ التي قبلَه» .
وفي رواية مثله ونحوه ، إلى قوله : «ذاك صوم أخي داودَ عليه السلام ، قال : وسئل عن صوم يوم الاثنين ؟ قال : ذاك يوم وُلِدت فيه ، وفيه بعثت ، وفيه أُنْزِلَ عليَّ، قال : فقال: صومُ ثلاثة أيام من كل شهر ، ورمضانُ إِلى رمضانَ : صيام الدهر، قال : وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : يكفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ والباقيةَ ، قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال: يكفِّر السنةَ الماضية» . -[337]-
وفي هذا الحديث في رواية شعبة قال : «وسئل عن صوم الاثنين والخميس ؟ فسكتنا عن ذكر الخميس ، لما نُرَاه وَهْماً» .
وفي رواية بمثله ، غير أنه ذكر : «الاثنين» ، ولم يذكر «الخميس» .
وفي رواية : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم الاثنين ؟ فقال : فيه وُلِدتُ ، وفيه أُنزِل عليَّ» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الأولى ، ولم يذكر «وَبِبَيْعتِنَا بَيْعَة» .
وزاد في أخرى : «قال : يا رسولَ الله ، أرأيتَ [صومَ] الاثنين ، والخميس؟ فقال: فيه وُلِدْتُ ، وفيه أُنْزِلَ عليَّ القرآنُ» .
وفي رواية النسائي : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن صومه ؟ فغضِبَ ، فقال عمرُ : رضينا بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ، وسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ، ولا أفطر ، أو ما صام ، وما أفطر» .
وفي أخرى له : قال عمرُ : «يا رسولَ الله ، كيف بمن يَصُومُ الدَّهْرَ كلَّه ؟ قال: لا صام، ولا أفطر ، أو ما صام ، وما أفطر ، أو لم يَصُمْ ، ولم يفطر... وذكر الحديث ، إِلى قوله : هذا صيامُ الدَّهرِ كُلِّه» (1) . -[338]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فغضب رسول الله) : يشبه أن يكون غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مسألته إياه عن صومه كراهية أن يقتدي به السائل في ذلك فيعجز عنه ويسأمه ويمله ، أو أنه يفعله فيكون من غير نية وإخلاص ، فقد «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يواصل وينهى أمته عن الوصال» وقد ترك بعض النوافل خوفاً [من] أن تقتدي به أمته فيعجزوا.
(وَدِدْت أني طُوِّقت) : يقول : ليتني طُوِّقْتُ هذا الأمر ، أي ليته جُعل داخلاً في طاقتي وقدري ، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- عاجزاً عن ذلك غير مُطيق له لضعف فيه ، ولكنه يحتمل أنه إنما خاف العجز عنه للحقوق التي تلزمه لنسائه ، لأن ذلك يُخِلُّ بحظوظهن منه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1162) في الصيام ، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وأبو داود رقم (2425) و (2426) في الصوم ، باب في صوم الدهر تطوعاً ، والنسائي 4 / 207 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه ، وباب صوم ثلثي الدهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في الصوم (26 : 3) عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن حماد بن زيد. عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني به. و (36 : 4) عن محمد بن المثنى محمد بن بشار كلاهما عن غندر. و (36 : 5) عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه. و (36 : 5) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة بن سوار. و (36 : 5) عن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل. أربعتهم عن شعبة عن غيلان بن جرير نحوه. وزاد فيه : وسئل عن صوم الاثنين والخميس. قال مسلم : فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما. و (36 : 6) عن أحمد بن سعيد الدارمي عن حبان بن هلال عن أبان بن يزيد عن غيلان نحوه ، وذكر فيه صوم الاثنين ولم يذكر الخميس. وأبو داود في «الصوم 53 : 1» عن سليمان بن حرب ومسدد. كلاهما عن حماد بن زيد ، عن عبد الله بن معين عن أبي قتادة. والترمذي في «الصوم 46» عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي. كلاهما عن حماد بن زيد - بقصة يوم عرفة ويوم عاشوراء وصوم الأبد قطعا - وقال: حسن. والنسائي في «الصيام 42 - إ: 2» عن محمد بن بشار بأول وقصة صوم الدهر. وابن ماجة «الصيام 31 : 2 و 40 : 1 و 41 : 6» عن أحمد بن عبدة ببعضه. تحفة الأشراف (9/260) .

4482 - (س) عمرو بن شرحبيل - رحمه الله - : عن رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «قيل للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : رَجُل يصوم الدَّهر ؟ فقال : وَدِدْتُ أنه لم يَطْعَم الدَّهْرَ ، قالوا: فَثُلثَيْهِ ؟ قال: أكثرُ ، قالوا : فَنصْفَهُ ؟ قال : أكثرُ ، ثم قال : ألا أُخْبِرُكم بما يُذْهِبُ وَحرَ الصَّدْر ؟ صوم ثلاثة أيام من كلِّ شهر» .
وفي أخرى عن عمرو بن شُرحبيل قال : «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجل فقال : يا رسولَ الله ، ما تقول في رجل صام الدَّهر كلَّه ؟... الحديث» . -[339]- أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 208 في الصوم ، باب صوم ثلثي الدهر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/208) أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل ، فذكره.

4483 - (س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «صيامٌ حَسَن : صيامُ ثلاثةِ أيام من كل شهر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 219 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن :
1 - أخرجه أحمد (4/21) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن محمد بن إسحاق. وفي (4/22) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا ليث بن سعد ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/217) قال:حدثنا هاشم ، قال : حدثنا ليث ، قال:حدثني يزيد بن أبي حبيب. وابن ماجة (1639) قال : حدثنا محمد بن رمح المصري ، قال : أنبأنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (4/167 و 219) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/167) قال : أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن إسحاق. وابن خزيمة (1891) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، قال : أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2125) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : أخبرنا أبي ، وشعيب ، قالا : أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب.
كلاهما - محمد بن إسحاق ، ويزيد بن أبي حبيب - عن سعيد بن أبي هند.
2 - وأخرجه أحمد (4/217) قال : حدثنا عفان. وفي (4/218) قال : حدثنا يونس.
كلاهما - عفان ، ويونس - عن حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا سعيد الجريري ، عن أبي العلاء.
كلاهما - سعيد بن أبي هند ، وأبو العلاء - عن مطرف ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/167 و 219) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : أنبأنا أبو مصعب ، عن مغيرة ابن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي هند ، قال عثمان بن أبي العاص نحوه. مرسل.

4484 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 219 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شواهد يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/90) (5643) قال : حدثنا حجاج. والنسائي (4/219) قال : أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال : حدثنا حجاج. وفي (4/220) قال : أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال : حدثنا سعيد بن سليمان.
كلاهما - حجاج ، وسعيد بن سليمان - عن شريك عن الحر بن الصياح ، فذكره.

4485 - (س) أبو عقرب [البكري الكناني]- رضي الله عنه - :أنه «سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم ، فقال : صُمْ يوماً من كلِّ شهر ، فاستزاده ، فقال : بأبي أنتَ وأمِّي ، إِني أجِدُني قوياً ، فزاده ، فقال : صم يومين من كلِّ شهر ، قال : بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله ، إِني أجدني قوياً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِني أجِدُني قوياً ، إِني أجدني قوياً ! ، فما كاد أن يزيدَه ، فلما أَلَحَّ عليه قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : صم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» .
وفي رواية قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم ، فقال : صُمْ -[340]- يوماً من الشهر ، قلتُ : يا رسولَ الله زِدني، [زدني] قال: تقول: يا رسولَ الله زدني [زدني] يومين من كلِّ شهر ، قلتُ : يا رسولَ الله زِدني [زِدْني] ، إِني أجدني قويّاً ، فقال: زدني ، زدني ، إِني أجدُني قوياً ! فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى ظننتُ أنه ليزيدني (1) ، قال : صُمْ ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في النسائي المطبوع : ليردني .
(2) 4 / 225 في الصوم ، باب صوم يومين من الشهر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/347) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/67) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/67) قال : حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (731) قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر. ومسلم نحوه. والنسائي (4/225) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثني سيف بن عبيد الله ، من خيار الخلق. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ستتهم - وكيع ، ويزيد ، وعفان ، وعبد الله بن أبي بكر ، ومسلم ، وسيف بن عبيد الله - عن الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب ، فذكره.

4486 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «شَهْرُ الصَّبْرِ وثلاثةُ أيام من كلِّ شهر : صومُ الدَّهْرِ» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شهر الصبر) : هو شهر رمضان ، وأصل الصبر : الحبس ، وسمي الصيام صبراً : لما فيه من حبس النفس عن الطعام ، والشراب ، والنكاح.
__________
(1) 4 / 218 و 219 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/263) قال : حدثنا أبو كامل. وفي (2/384) قال : حدثنا عفان. وفي (2/513) قال: حدثنا روح. والنسائي (4/218) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا عبد الأعلى.
أربعتهم - أبو كامل ، وعفان ، وروح ، وعبد الأعلى بن حماد - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي عثمان النهدي ، فذكره.

4487 - (د) مجيبة الباهلية : عن أبيها أو عمها «أَنه أَتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم انطلقَ ، فأتاه بعد سَنَة ، وقد تَغَيَّرَتْ حالتُهُ ، وهيئتُه ، فقال : يا رسولَ الله ، أَما تعرفني ؟ قال : ومن أنتَ ؟ قال : أنا الباهليُّ الذي جئتُك عام أوَّل ، قال : فما غَيَّرَكَ، وكُنتَ حَسَنَ الهيئة ؟ قال : ما أكلتُ طعاماً -[341]- منذ فارقتكَ إِلا بليل ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فلم عذَّبتَ نفسكَ ؟ ثم قال : صُم شهرَ الصَّبْرِ ، ويوماً من كلِّ شهر ، قلت: زِدْني فإنَّ بي قُوَّة ، قال : صُم يومين ، قلت: زدني ، قال : صُمْ ثلاثة ، قلت: زِدني ، قال : صُمْ من الحُرُم واتْرُكْ ، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُمِ ، واتْرُك ، وقال بأصابعه الثلاثة ، فضمَّها ، ثم أرسلها» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُرُم) الأشهر الحرم : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب.
__________
(1) رقم (2428) في الصوم ، باب في صوم أشهر المحرم ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : وأخرجه النسائي وابن ماجة ، إلا أن النسائي قال فيه : " عن مجيبة الباهلي عن عمه " وقال ابن ماجة : " عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه ، أو عن عمه " وذكره أبو القاسم البغوي في " معجم الصحابة " ، وقال فيه : " عن مجيبة - يعني الباهلية - قالت : حدثني أبي أو عمي " وسمى أباها " عبد الله بن الحارث " وقال : سكن بالبصرة ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ... وذكر هذا الحديث - إلى أن قال المنذري : أشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه من أجل هذا الاختلاف ، وهو متوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2428) حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد عن سعيد الجريري ، عن أبي السليل عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى ، فذكرته.

4488 - (ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصوم من غُرَّةِ كلِّ شهر ثلاثة أيام» . أخرجه أبو داود.
وزاد الترمذي ، والنسائي : «وقَلَّما كان يُفْطِرُ يوم الجمعة» (1) . -[342]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُرَّةُ كلِّ شهر) : أوله ، ويقال للثلاثة أيام من أول الشهر : غرر.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2450) في الصوم ، باب في صوم الثلاث من كل شهر ، والترمذي رقم (742) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة ، والنسائي 4 / 204 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/406) (3860) قال : حدثنا أبو النضر ، وحسن. وأبو داود (2450) قال: حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا أبو داود. وابن ماجة (1725) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال: أنبأنا أبوداود. والترمذي (742) . وفي «الشمائل» (303) قال : حدثنا القاسم بن دينار ، قال : حدثنا عبيدالله بن موسى ، وطلق بن غنام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9206) عن عمرو بن علي، عن أبي داود. وابن خزيمة (2129) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - أبو النضر ، وحسن ، وأبو داود ، وعبيد الله ، وطلق بن غنام - عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
2 - وأخرجه النسائي (4/204) قال : أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : قال أبي : أنبأنا أبو حمزة.
كلاهما - شيبان ، وأبو حمزة السكري - عن عاصم ، عن زر ، فذكره.
(*) رواية أبي كامل مختصرة على : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم - يعني من غُرَّة كل شهر - ثلاثة أيام» .
(*) ورواية إسحاق بن منصور مختصرة على : «قلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر يوم الجمعة» .
(*) قال الترمذي : حديث حسن غريب ، قال : وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث ، ولم يرفعه.

4489 - (خ م د ت س) أبو هريرة، وأبو الدرداء - رضي الله عنهما - : قال كلاهما : «أوصاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بثلاث لا أدَعُهُنَّ في سَفَر ، ولا حَضَر : صومِ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر، ولا أنام إِلا على وِتْر ، وسُبْحةِ الضُّحى» . أخرجه الجماعة إِلا الموطأ باختلاف أَلفاظهم في تقديم بعضها على بعض، وقد تقدَّم الحديثُ في صلاة الضحى (1) .
__________
(1) تقدم الحديث باختلاف رواياته في الجزء السادس صفحة 113 ، في صلاة الضحى برقم (4212) و (4213) ، وقد رواه البخاري 3 / 47 في التطوع ، باب من لم يصل الضحى في الحضر ، وفي الصوم ، باب صيام أيام البيض ، ومسلم رقم (721) و (722) في الصلاة ، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان ، وأبو داود رقم (1432) و (1433) في الصلاة ، باب في الوتر قبل النوم ، والترمذي رقم (760) في الصوم ، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، والنسائي 3 / 229 في قيام الليل ، باب الحث على الوتر قبل النوم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الصلاة (510 : 1) عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عباس الجريري. وفي الصوم (60) عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي التياح. ومسلم في الصلاة (121 : 13) عن شيبان بن فروخ عن عبد الوارث عن أبي التياح. و (121 : 14) عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشر. كلاهما عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري وأبي شمر الضبعي. ثلاثتهم عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. والنسائي فيه (الصلاة 713 : 2) عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة و (713 : 1) عن سليمان بن سلم، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق. كلاهما عن النضر بن شميل عن شعبة عن أبي شمر عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. و «الكبرى 57» عن بشر بن هلال عن عبد الوارث عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. تحفة الأشراف (10/152) .

4490 - (ت) عامر بن مسعود - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الغنيمةُ الباردةُ: الصومُ في الشتاءِ» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال : هو مرسل لأن عامر ابن مسعود لم يدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) رقم (797) في الصوم ، باب ما جاء في الصوم في الشتاء ، وهو مرسل ، كما قال الترمذي . أقول : وفي سنده أيضاً نمر بن عريب ، لم يوثقه غير ابن حبان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/335) قال : حدثنا وكيع. والترمذي (797) . وابن خزيمة (2145) قالا : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - وكيع ، ويحيى - عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن نمير بن عريب ، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث مرسل ، عامر بن مسعود لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي ، الذي روى عنه شعبة والثوري.

4491 - (خ م د) علقمة - رحمه الله - (1) : قال : «قلتُ لعائشة : هل كانَ -[343]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يختصُّ يوماً من الأيام شيئاً ؟ قالت: لا ، كان عملُه دِيمة ، وأيُّكم يُطِيقُ ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُطِيقُ ؟» . أخرجه البخاري ، ومسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دِيمَتُه) الدِّيمة : المطر الدائم في سكون ، فتشبه به الأعمال الدائمة مع القصد والرفق.
__________
(1) في الأصل والمطبوع : عبد الله بن مسعود ، وهو خطأ ، والتصحيح من صحيح البخاري ومسلم .
(2) رواه البخاري 4 / 206 في الصوم ، باب هل يخص شيئاً من الأيام ، وفي الرقاق ، باب القصد والمداومة على العمل ، ومسلم رقم (783) في صلاة المسافرين ، باب فضيلة العمل الدائم ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (370) في الصلاة ، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : البخاري في الرقاق (18 : 6) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير وفي الصوم (64) عن مسدد عن يحيى عن سفيان. كلاهما عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة. ومسلم في الصوم «بل في الصلاة (138 : 3)» عن إسحاق بن إبراهيم ، وزهير بن حرب. كلاهما عن جرير عن علقمة عن عائشة. وأبو داود في الصلاة (318 : 3) عن عثمان عن علقمة عن عائشة. والترمذي في «الشمائل» (44 : 13) عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن علقمة عن عائشة.والنسائي في الرقائق «في الكبرى» عن الحسين بن حريث عن جرير عن علقمة عن عائشة.تحفة الأشراف (12/244 ، 245) .

الفرع الثاني من الفصل الثالث : في الأيام التي يحرم صومها : وهي نوعان
النوع الأول : في أيام العيد والتشريق
4492 - (خ م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال قَزَعةُ : سمعتُ منه حديثاً فأعجبني ، فقلتُ له : أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : فأقولُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم أسمعْ ؟ قال : سمعتُه يقول : «لا يصلُحُ الصيام في يومين : يوم الفطر ، ويومِ الأضحى» .
وفي رواية : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام يومين : يومِ الفطر ، ويومِ النَّحْرِ» . أخرجه مسلم. -[344]-
وعند البخاري قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم الفطر ، و [يوم] النَّحر، وعن الصَّمَّاءِ ، وأن يَحْتَبيَ الرجلُ في ثوب واحد، وعن الصلاة بعدَ الصبحِ [والعَصرِ]» .
وفي رواية الترمذي : «نهى عن صيامين : صومِ يوم الأضحى ، ويوم الفطر» .
وعند أبي داود مثل البخاري، وقال في حديثه : «وعن الصلاة في ساعتين : بعدَ الصبح ، وبعدَ العصر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّمَّاء) : اشتمال الصماء : هيئة مخصوصة من اللبس ، وقد تقدم ذكره مستقصى في كتاب الصلاة (2) .
(يَحْتَبي) : الاحتِبَاء أن يجمع الإنسان بين ظهره وركبتيه بحبل أو ثوب فيستند إليه.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 209 في الصوم ، باب صوم يوم النحر ، وفي التطوع ، باب مسجد بيت المقدس ، وفي الحج ، باب حج النساء ، ومسلم رقم (827) في الصيام ، باب النهي عن صوم يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وأبو داود رقم (2417) في الصوم ، باب في صوم العيدين ، والترمذي رقم (772) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر والنحر .
(2) انظر الجزء الخامس الصفحة 262 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الصوم (66 : 2) عن موسى عن وهيب. ومسلم فيه (الصوم 22 : 4) عن أبي كامل عن عبد العزيز المختار. كلاهما عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن سعد بن مالك «بقصة الصوم حسب» . وأبو داود فيه (الصوم 48 : 2) عن موسى عن عمرو بن يحيى عن يحيى عن سعد بن مالك. والترمذي في (الصوم 58 : 2) عن قتيبة عن الدراوردي عن عمرو بن يحيى بقصة الصوم حسب وقال : حسن صحيح. تحفة الأشراف (3/482 ، 483) .

4493 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيامِ يومِ الأضحى ، والفطرِ» . أخرجه مسلم ، والموطأ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1138) في الصيام ، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى ، والموطأ 1 / 300 في الصيام ، باب صيام يوم الفطر والأضحى والدهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (200 و 245) . وأحمد (2/511) قال : حدثنا روح. وفي (2/529) قال : حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (3/152) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13967) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين ، كلاهما عن ابن القاسم.
أربعتهم - روح ، وعثمان ، ويحيى ، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج ، فذكره.

4494 - (م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم يومين: يومِ الفطر ، ويومِ الأضحى» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1140) في الصيام ، باب النهي عن صوم يوم الفطر والأضحى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (22 : 6) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن سعد بن سعيد عن عمرة عن عائشة. الأشراف (12 : 407) .

18. مجلد 18. من جامع الأصول في أحاديث الرسول
المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)

4495 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان أبو طلحةَ قلَّما يصومُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما رأيتُه مفطراً إِلا يومَ فِطْر أو أضحى» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 31 في الجهاد ، باب من اختار الغزو على الصوم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2828) حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا ثابت البناني. قال : سمعت أنس بن مالك ، فذكره.

4496 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : أنه سمع أهل العلم يقولون: «لا بأسَ بصيام الدَّهرِ إِذا أفطر الأيام التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيامها ، وهي : أيام منى ، ويوم الأضحى ، ويوم الفطر فيما بلغنا ، وذلك أحبُّ ما سمعتُ إليَّ في ذلك» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 300 في الصيام ، باب صيام يوم الفطر والأضحى والدهر بلاغاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/240) أنه سمع أهل العلم يقولون ، فذكره.

4497 - (خ م ط د ت) أبو عبيد سعد بن عبيد - مولى ابن أزهر : عن عمر وعلي مسنداً ، وعن عثمان موقوفاً : «أنه شهدَ العيد مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فصلى قبلَ الخُطْبَةِ ، ثم خَطَبَ الناسَ ، فقال : يا أَيُّها الناسُ إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن صيام هذين العيدين - وقال بعضهم : اليومين -[346]- الفطرِ والأضحى ، أمَّا أحدُهما : فيوم فطرِكم من صيامكم، وأما الآخَرُ : فيوم تأْكلون فيه من نُسُككم ، قال أبو عبيد : ثم شهدتُه مع عثمانَ بنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - ، فصلَّى قبلَ أن يَخْطُبَ، وكان ذلك يوم جمعة ، فقال لأهل العوالي: من أحبَّ أن ينتظرَ الجمعةَ فليفعلْ ، ومن أحبَّ أن يرجعَ إِلى أهله فقد أذِنَّا له ، ثم شهدتُه مع عليّ - رضي الله عنه - ، فصلَّى قبلَ الخطبة ، ثم خَطَبَ فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نهاكم أن تأكلوا من لُحُوم نُسُكِكُم فوقَ ثلاث» (1) .
ليس في رواية مالك «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكلِ لحوم النُّسُك فوقَ ثَلاث» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الموطأ ، وزاد بعد قوله : «مع علي بن أبي طالب» : «وعثمان محصور» . وانتهت روايته عند قوله : «ثم خَطَبَ» .
وأخرجه الترمذي قال : «شهدتُ مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- في يوم نَحْر بدأ بالصلاة قَبْلَ الخطبة ، ثم قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صوم هذين اليومين ، أمَّا يوم الفطر : ففطرُكم من صومِكم ، وعيدُ المسلمين ، وأمَّا يوم الأضحى: فكلوا من لحم نُسُكِكم» .
وأخرجه أبو داود مثل الترمذي ، وفيه «أما يوم الأضحى : فتأكلونَ -[347]- من لَحْمِ نُسُكِكم، وأمَّا يوم الفطر : ففطرُكم من صيامكم» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُسُككم) : النُّسك هاهنا : الذبيحة ، يريد بها الضحية.
__________
(1) وقد نسخ النهي عن أكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث ، انظر صحيح مسلم رقم (1977) في الأضاحي ، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث في أول الإسلام وبيان نسخه وإباحته إلى متى شاء .
(2) رواه البخاري 4 / 208 في الصوم ، باب صوم يوم الفطر ، وفي الأضاحي ، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منه ، ومسلم رقم (1137) في الصيام ، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى ، والموطأ 1 / 178 و 179 في العيدين ، باب الأمر بالصلاة قبل الخطبة في العيدين ، وأبو داود رقم (2416) في الصوم ، باب في صوم العيدين ، والترمذي رقم (771) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر والنحر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (127) . والحميدي (8) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/24) (163) قال : حدثنا سفيان. وفي (1/34) (224) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا معمر. وفي (225) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/40) (282) قال : قرأت على عبد الرحمن ، عن مالك. والبخاري (3/55) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (7/134) قال : حدثنا حبان بن موسى ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرني يونس. (ح) وعن معمر. ومسلم (3/152) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. وأبوداود (2416) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا : حدثنا سفيان. وابن ماجة (1722) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل ، قال : حدثنا سفيان. والترمذي (771) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب ،قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا معمر. وابن خزيمة (2959) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا : حدثنا سفيان.
خمستهم - مالك ، وسفيان ، ومعمر ، وابن إسحاق ، ويونس - عن الزهري ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر ، فذكره.

4498 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «جاء إليه رجل فقال: إِني نذَرْتُ أن أصومَ يوماً ، فوافق [يوم] أضحى، أو فطر ، فقال ابنُ عمرَ : أمر اللهُ بوفاءِ النَّذرِ ، و نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صوم هذا اليوم» . أخرجه البخاري ومسلم ، ولهما رواية أخرى ترد في كتاب النذور (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 209 و 210 في الصوم ، باب صوم يوم النحر ، وفي الأيمان والنذور ، باب من نذر أن يصوم أياماً فوافق يوم النحر ، ومسلم رقم (1139) في الصيام ، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/2) (4449) قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا يونس. وفي (2/59) (5245) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا ابن عون. وفي (2/138) (6235) قال : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا يونس بن عبيد. والبخاري (3/56) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا معاذ ، قال: أخبرنا ابن عون. وفي (8/178) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا يزيد بن زريع عن يونس. ومسلم (3/153) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع عن ابن عون. والنسائي في الكبرى «ورقة 38 - أ» قال : أخبرنا الحسين بن عيسى ، قال : حدثنا أزهر ثم ذكر كلمة معناها : حدثنا ابن عون.
كلاهما - يونس بن عبيد ، وعبد الله بن عون - عن زياد بن جبير ، فذكره.

4499 - (ط د) أبو مرة - مولى أم هانئ : قال : «أخبرني عبدُ الله بنُ عمرو : أنه دخل على أبيه في أيام التشريق ، فوجده يأكل ، قال : فدعاني ، فقلت له : لا آكل ، إِني صائم ، فقال : كلْ، فإن هذه الأيام التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بإفطارها، وينهى عن صيامها» .أخرجه الموطأ. -[348]-
وفي رواية أبي داود «أنه دخلَ مع عبدِ اللهِ بنِ عمرو على أبيه ، فقرَّب إِليه طعاماً ، فقال : كلْ ، فقال : إِني صائم ، فقال عمرو : كلْ فهذه الأيام التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بإفطارها ، وينهى عن صيامها» . قال مالك : هي أيام التشريق (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أيام التشريق) : ثلاثة أيام بعد يوم النحر، سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لحوم الأضاحي في الشمس، وقد استوفينا ذكر ذلك في كتاب الحج من حرف الحاء.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 376 و 377 في الحج ، باب ما جاء في صيام أيام منى ، وأبو داود رقم (2418) في الصوم ، باب صيام أيام التشريق ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخبرني مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/429) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن أبي مرة مولى أم هانئ أخت عقيل بن أبي طالب عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه أخبره ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2418) حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يزيد بن الهاد عن أبي مرة مولى أم هانئ أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص ، فذكره.

4500 - (د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يومُ عرفةَ ، ويومُ النَّحرِ ، وأيامُ التشريق : عيدُنا أهلَ الإِسلام ، وهي أيامُ أكل وشُرْب» . أخرجه أبو داود ، والترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2419) في الصوم ، باب صيام أيام التشريق ، والترمذي رقم (773) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الصوم في أيام التشريق ، والنسائي 5 / 252 في المناسك ، باب النهي عن صوم يوم عرفة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/152) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/152) قال : حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1771) قال : أخبرنا وهب بن جرير. وأبو داود (9144) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا وهب. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (773) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا وكيع. والنسائي (5/252) قال : أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ، قال : أنبأنا عبد الله - وهو ابن يزيد المقرئ -. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9941) عن القاسم بن زكريا بن دينار ، عن زيد بن حباب. (ح) وعن حسين بن حريث ، عن سعيد بن سالم. وابن خزيمة (2100) قال : حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو عمار ، قال : حدثنا سعيد بن سالم.
ستتهم - وكيع ، وعبد الرحمن ، ووهب ، وعبد الله بن يزيد ، وزيد بن حباب ، وسعيد بن سالم - عن موسى بن علي اللخمي ، عن أبيه ، فذكره.

4501 - (م) نبيشة الهذلي - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أيامُ التشريق أيَّام أكل وشُرب ، وذِكْرِ الله» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1141) في الصيام ، باب تحريم صوم أيام التشريق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (5/75و76) قال : حدثنا هشيم. وفي (5/75 و 76) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (3/153) قال : حدثنا سريج بن يونس ، قال : حدثنا هشيم وأبو داود (2813) قال : حدثنا مسدد ، قال: حدثنا يزيد بن زريع.وابن ماجة (3160) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وفي (3167) قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال : حدثنا يزيد ابن زريع. والنسائي (7/170) قال : أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، قال : حدثنا يزيد - وهو ابن زريع -. وفي الكبرى «الورقة 54 - ب» قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، عن هشيم ، وابن علية.
أربعتهم - هشيم ، وإسماعيل بن علية ، ويزيد ، وعبد الأعلى - عن خالد الحذاء.
2 - وأخرجه أحمد (5/76) . والنسائي (7/169) قال : أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد ، وابن المثنى - عن محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون ، قال : حدثنا جميل.
كلاهما - خالد ، وجميل - عن أبي المليح ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/76) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (1964) قال : أخبرنا عمرو بن عون ، عن خالد - هو ابن عبد الله الطحان -. ومسلم (3/153) قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -. وأبو داود (2830) قال : حدثنا مسدد (ح) وحدثنا نصر بن علي ، كلاهما عن بشر بن المفضل. والنسائي (7/170) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. وفي (7/171) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية.
أربعتهم - شعبة ، وخالد بن عبد الله ، وإسماعيل بن علية ، وبشر - عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي المليح ، فذكره.
(*) في رواية شعبة ، قال خالد الحذاء : وأحسبني قد سمعته من أبي المليح.
(*) وفي رواية إسماعيل بن علية عند مسلم ، قال خالد : فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني به.
* وأخرجه النسائي (7/169) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا بشر - وهو ابن المفضل - عن خالد ، وربما قال : عن أبي المليح، وربما ذكر أبا قلابة ، عن نبيشة ، فذكره.
(*) رواية هشيم عند أحمد (5/75) ، وروايتا مسلم ، ورواية النسائي في الكبرى ، مختصرة على : «أيام التشريق أيام أكل ،وشرب ، وذكر الله عز وجل» .

4502 - (ط م) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «بعثَ عبدَ الله بنَ حُذافةَ أيام منى يطوف ، يقول : إِنما هي أيامُ أكل وشُرْب وذِكْر الله» . أخرجه الموطأ (1) .
وفي رواية مسلم : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره أن يناديَ في أيام التشريق : أنَّها أيام أكل وشُرْب» .
قال الحميديُّ : أخرجه خَلَف الواسطيِّ في كتابه عن مسلم، قال : ولم أجده فيما عندنا من كتاب مسلم (2) .
__________
(1) 1 / 376 مرسلاً في الجمع ، باب ما جاء في صيام أيام منى ، وقد وصله أحمد في " المسند " 3 / 451 ، وإسناده صحيح .
(2) لم نجده في مسلم ، وهو عند أحمد في " المسند " 3 / 450 و 451 ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع بشرح الزرقاني (2/427) عن ابن شهاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
قال الزرقاني «مرسلا» عند جميع الرواة عن مالك. وتابعه يونس وابن أبي ذئب وعبد الله بن عمر العمري كلهم عن ابن شهاب مرسلا وهو الصحيح عنه قاله أبو عمر.
وأحمد (3/450 ، 451) حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله -يعني ابن أبي بكر - وسالم أبي النضر. عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن حذافة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره.

4503 - (س) بشر بن سحيم - رضي الله عنه - : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمره أَن يناديَ في أيام التشريق: أنَّهُ لا يدخل الجنة إِلا مؤمن ، وهي أيام أكل وشُرْب» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 104 في الإيمان ، باب تأويل قوله عز وجل : {قالت الأعراب آمنا} ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/415) قال : حدثنا وكيع ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (3/415) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/415 و 4/335) قال : حدثنا ابن مهدي ،عن سفيان. وابن ماجة (1720) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع ، عن سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2019) عن محمد بن بشار ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ،وعن ابن مثنى ، عن أبي النعمان الحكم بن عبد الله ، عن شعبة.
كلاهما - سفيان ، وشعبة - عن حبيب بن أبي ثابت.
2 - وأخرجه أحمد (4/335) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (1773) قال : حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (8/104) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا حماد. وابن خزيمة (2960) قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - حماد ، وسفيان - عن عمرو بن دينار.
كلاهما - حبيب ، وعمرو - عن نافع بن جبير ، فذكره.

4504 - (م) كعب بن مالك - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثه وأوسَ بنَ الحدَثانِ أيام التشريق، فناديا : إنه لا يَدْخُلُ الجنةَ إِلا مؤمن ، وأيام منى أيام أكل وشُرْب» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1142) ، في الصيام ، باب تحريم صوم أيام التشريق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/460) قال : حدثنا محمد بن سابق. وعبد بن حميد (374) قال : أخبرنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (3/153) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن سابق. (ح) وحدثناه عبد بن حميد ، قال : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو.
كلاهما - محمد ، وعبد الملك - عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن ابن كعب بن مالك ، فذكره.

4505 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم أيام التشريق» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 376 في الحج ، باب ما جاء في صيام أيام منى ، وإسناده منقطع ، ولكن يشهد له معنى الذي قبله والذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/427) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار قال الزرقاني : «لم يختلف على مالك في إرساله قال أبو عمر : وقد وصله النسائي وقاسم ابن أصبغ من طريق سفيان الثوري عن أبي النضر وعبد الله بن أبي بكر ، كلاهما عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن حذافة» .

4506 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «الصيام تمتُّع بالعمرة إِلى الحج إِلى يوم عرفةَ ، فإن لم يجد هَدْياً ، ولم يصم صام أيام منى» .
وعن عائشة مثله ، وقال : «لم يُرخَّص في أيام التشريق أنْ يُصَمنَ إِلا لمن لم يجدِ الهَدْيَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 211 في الصوم ، باب صيام أيام التشريق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1999) حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن ابن عمر ، فذكره.

النوع الثاني : في يوم الشك
4507 - (ت د س) صلة بن زفر : قال : «كُنَّا عند عُمَّار في اليوم الذي يُشَك فيه من شعبانَ ، أو رمضانَ ، فأُتِينا بشاة مَصْلِيَّة ، فتنَحَّى بعضُ القوم ، فقال : إِني صائم ، فقال عمار : من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2334) في الصوم ، باب كراهية صوم يوم الشك ، والترمذي رقم (686) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك ، والنسائي 4 / 153 في الصوم ، باب صيام يوم الشك ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1645) في الصيام ، باب ما جاء في صوم يوم الشك ، والدارمي 2 / 2 في الصوم ، باب في النهي عن صوم يوم الشك ، وفي الباب عن أبي هريرة ، -[351]- وأنس ، وهو حديث صحيح ، قال الحافظ في " الفتح " : وله متابع بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة ، وقال الترمذي : حديث عمار حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين ، وبه يقول سفيان الثوري ومالك بن أنس ، وعبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، كرهوا أ، يصوم الرجل اليوم الذي يشك فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1689) قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد. وأبو داود (2334) . وابن ماجة (1645) قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
والترمذي (686) .والنسائي (4/153) . وابن خزيمة (1914) ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الأشج.
كلاهما - محمد بن عبد الله ، وعبد الله بن سعيد - قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، فذكره.

4508 - (س) سماك بن حرب : قال : «دخلتُ على عكرمةَ في يوم - يعني : قد أشكل : من رمضانَ هو ، أو من شعبانَ ؟ - وهو يأكلُ خُبزاً وبَقْلاً ولبَناً ، فقال لي: هَلُمَّ ، فقلتُ : إِني صائم ، فقال - وحلف بالله - : لتُفطِرنّ: قلتُ : سبحان الله ! مرتين ، فلما رأيتُه يحلف لا يستثني تقدَّمتُ ، فقلتُ : هاتِ الآنَ ما عندك ، قال : سمعتُ ابنَ عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : صوموا لرؤيته ، وأَفطِروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة، أو ظُلمة ، فأكملوا العِدَّة : عدةَ شعبانَ ، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً ، ولا تَصِلُوا رمضانَ بيوم من شعبانَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 153 و 154 في الصوم ، باب صيام يوم الشك ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/226) (1985) . والدارمي (1690) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد. والنسائي (4/136) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله ، وإسحاق - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، قال :حدثنا حاتم بن أبي صغيرة.
2 - وأخرجه أحمد (1/258) (2335) قال : حدثنا معاوية بن عمرو. وأبو داود (2327) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا حسين. كلاهما - معاوية ، وحسين - عن زائدة.
3 - وأخرجه الترمذي (688) . والنسائي (4/136) . قال الترمذي : حدثنا ، وقال النسائي : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا أبو الأحوص.
4 - وأخرجه النسائي (4/153) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن أبي يونس.
5 - وأخرجه ابن خزيمة (1912) قال : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار ، قال : حدثنا يحيى بن كثير، قال : حدثنا شعبة.
خمستهم - ابن أبي صغيرة ، وزائدة ، وأبو الأحوص ، وأبو يونس ، وشعبة - عن سماك بن حرب، عن عكرمة ، فذكره.

4509 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : قال : سمعتُ أهلَ العلم يَنْهونَ عن صَوْمِ اليوم الذي يُشَكُّ فيه : إِنَّهُ من شعبانَ ، أو رمضانَ ؟ إِذَا نُوِيَ به الفرضُ ، ويرونَ أنَّ على من صامَهُ على غير رؤية ، ثم جاء الثَّبَتُ أَنَّهُ رمضان - القضاءُ ، ولا يرون في صيامه تطوعاً بأْساً. أخرجه الموطأ (1) . -[352]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثَّبتُ) : الحُجَّة والبَيِّنَة.
__________
(1) 1 / 309 في الصيام ، باب صيام اليوم الذي يشك فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك مع شرح الزرقاني (2/259) أنه سمع أهل العلم ، فذكره.

الفرع الثالث من الفصل الثالث : في الأيام التي يكره صومها : وهي أربعة أنواع
النوع الأول : صوم الدهر
4510 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : من صام الأَبد فلا صامَ ولا أفطر» .
وفي أخرى إِلى قوله : «فلا صام» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 205 و 206 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/205) قال : أخبرني حاجب بن سليمان ، قال : حدثنا الحارث بن عطية. وفي (4/205) قال : حدثنا عيسى بن مساور ، عن الوليد. (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثني الوليد.
كلاهما - الحارث بن عطية ، والوليد بن مسلم - قالا : حدثنا الأوزاعي ، عن عطاء بن أبي رباح ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/205) قال : أخبرنا العباس بن الوليد ، قال : حدثنا أبي وعقبة. وفي (4/206) قال : أخبرنا إسماعيل بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن موسى ، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - الوليد بنمزيد ، وعقبة بن علقمة ، وموسى بن أعين - عن الأوزاعي ، قال : حدثني عطاء ، قال: حدثني من سمع ابن عمر ، فذكره.
* في رواية عيسى بن مساور ، عن الوليد بن مسلم : لم ينسب عبد الله بن عمر.

4511 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من صام الأبد فلا صام ولا أفطر» .
وفي أخرى قال : «بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أني أسرُدُ الصوم... وساق الحديث» . قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد : «لا صام من صام الأبد» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 206 في الصوم ، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/206) أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد. قال : حدثنا ابن عائذ قال : حدثنا يحيى عن الأوزاعي عن عطاء أنه حدثه قال : حدثني من سمع عبد الله بن عمرو بن العاص ، فذكره.

4512 - (س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - : قال : قيل : يا رسولَ الله ، إِن فلاناً لا يفطر نهاراً الدهر ، قال : «لا صام ولا أفطر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 205 في الصوم ، باب النهي عن صيام الدهر ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/426 و 431 و 433) . والنسائي (4/206) قال : أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2151) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. (ح) وحدثنا علي بن حجر.
ثلاثتهم - أحمد ، وعلي ، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، قال : أخبرنا الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن أخيه مطرف، فذكره.

4513 - (س) عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - : قال : «قيل : يا رسولَ الله ، إِن فلاناً لا يفطر نهاره الدَّهرَ ؟ قال : لا صام ، ولا أفطر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 206 في الصوم ، باب النهي عن صيام الدهر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (5/24) قال : حدثنا يحيى. (ح) وبهز. وفي (5/25) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/26) قال : حدثنا حسين. وابن ماجة (1705) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يزيد بن هارون ، وأبو داود. والنسائي (4/207) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (2150) قال : حدثنا محمد ابن بشار ، قال : حدثنا يزيد بن هارون.، وأبو داود.
ستتهم - يحيى ، وبهز ، ويزيد ، وحسين ، وعبيد الله بن سعيد ، وأبو داود - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (5/25) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/25) قال : حدثنا روح. كلاهما - ابن جعفر ، وروح - قالا : حدثنا سعيد.
3 - وأخرجه أحمد (5/25) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام.
4 - وأخرجه الدارمي (1751) قال : أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي (4/206) قال : أخبرني عمرو ابن هشام ، قال : حدثنا مخلد. كلاهما - محمد بن يوسف ، ومخلد بن يزيد - عن الأوزاعي.
أربعتهم - شعبة ، وسعيد ، وهمام ، والأوزاعي - عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير،فذكره.

4514 - (ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه - : قال : «قيل : يا رسولَ الله كيف بمن صام الدهر ؟ قال : لا صام ، ولا أفطر» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي عن أبي قتادة عن عمر قال : «كنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمررنا برجل ، فقالوا : يا رسولَ الله ، هذا لا يفطر منذ كذا وكذا، فقال: لا صام ، ولا أفطر» (1) .
وهذا الحديث طرف من حديث قد أخرجه مسلم ، وأبو داود، والنسائي ، وقد تقدَّم في النوع التاسع من الفرع الأول من هذا الفصل (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (767) في الصوم ، باب ما جاء في صوم الدهر ، والنسائي 4 / 207 في الصوم ، باب النهي عن صيام الدهر - ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه ، وإسناده صحيح .
(2) انظر الصفحات (335 - 337) من هذا الجزء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (767) حدثنا قتيبة. وأحمد بن عبدة قالا : حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة ، فذكره.
وأخرجه النسائي (4/207) أخبرنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : أنبأنا أبوهلال قال : حدثنا غيلان - وهو ابن جرير - قال : حدثنا عبد الله - وهو ابن معبد الزماني - عن أبي قتادة عن عمر قال ، فذكره.
قال أبو عيسى : حديث أبي قتادة حديث حسن.

النوع الثاني : صوم أواخر شعبان
4515 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذا انتصف شعبان فلا تصوموا» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي : «إِذا بَقيَ نصف من شعبان فلا تصوموا» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2337) في الصوم ، باب في كراهية من يصل شعبان برمضان ، والترمذي رقم (738) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان ، وإسناده صحيح ، وقد جمع بعضهم بين هذا الحديث والذي بعده بأن هذا الحديث محمول على من يضعفه الصوم ، والحديث بعده مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/442) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا أبو العميس عتبة. والدارمي (1747) قال : أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثنا عبد الرحمن الحنفي ، يقال عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (1748) قال : أخبرنا الحكم بن المبارك ، عن عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2337) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن ماجة (1651) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا مسلم بن خالد. والترمذي (738) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14098) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، عن محمد بن ربيعة ، عن أبي عميس.
أربعتهم - أبو العميس عتبة بن عبد الله ، وعبد الرحمن بن إبراهيم ، وعبد العزيز بن محمد ، ومسلم بن خالد - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.
(*) قال أبو داود : وكان عبد الرحمن لا يحدث به. قلت لأحمد : لم ؟ قال : لأنه كان عنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصل شعبان برمضان. وقال : عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلافه. قال أبو داود : وليس هذا عندي خلافه ولم يجئ به غير العلاء عن أبيه.

4516 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يتقدمنَّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين ، إِلا أن يكونَ رجلاً كان يصومُ صوماً فليَصُمْهُ» . أَخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود، والترمذي.
وللترمذي في أخرى بزيادة : «صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمَّ عليكم فَعُدُّوا ثلاثين» .
وأخرجه النسائي مثلهم ، وله في أخرى قال : «أَلا لا تتقدَّموا قبل الشهر بصيام، إِلا رَجُل كان يصوم صياماً أتى ذلك اليومُ على صيامه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 109 في الصوم ، باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين ، ومسلم رقم (1082) في الصوم ، باب لا تتقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ، وأبو داود رقم (2335) في الصوم ، باب فيمن يصل شعبان برمضان ، والترمذي رقم (684) في الصوم ، باب ما جاء لا تقدموا الشهر بصوم ، والنسائي 4 / 149 في الصوم ، باب التقدم قبل شهر رمضان ، وباب ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/234) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم. قال : حدثنا هشام. وفي (2/281) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/347 و 408) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام. (ح) وعفان. قال : حدثنا أبان. وفي (2/477) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا علي بن المبارك. وفي (2/513) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا هشام بن أبي عبد الله وحسين بن ذكوان. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا : حدثنا هشام. والدارمي (1696) قال : أخبرنا وهب بن جرير. قال : حدثنا هشام. والبخاري (3/35) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا هشام. ومسلم (3/125) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال أبو بكر : حدثنا وكيع ، عن علي بن المبارك. (ح) وحدثناه يحيي بن بشر الحريري. قال : حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر. قالا : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا حسين بن محمد. قال : حدثنا شيبان. وأبو داود (2335) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا هشام. وابن ماجة (1650) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا عبد الحميد بن حبيب والوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي. والترمذي (685) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا وكيع ، عن علي بن المبارك. والنسائي (4/149) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا الوليد ، عن الأوزاعي. وفي (4/149) قال : أخبرني عمران بن يزيد بن خالد. قال : حدثنا محمد بن شعيب. قال : أنبأنا الأوزاعي. وفي (4/154) قال : أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال : أخبرني أبي ، عن جدي. قال : أخبرني شعيب بن إسحاق ، عن الأوزاعي وابن أبي عروبة. جميعهم - هشام الدستوائي ، ومعمر ، وهمام بن يحيى ، وأبان بن يزيد ، وعلي بن المبارك ، وحسين بن ذكوان ، ومعاوية بن سلام ، وأيوب السختياني ، وشيبان ، والأوزاعي ، وسعيد بن أبي عروبة - عن يحيى بن أبي كثير.
2 - وأخرجه أحمد (2/438) قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد. وفي (2/497) قال : حدثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري. والترمذي (684) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا عبدة بن سليمان. ثلاثتهم - يحيى ، ومحمد بن عبد الله ، وعبدة - عن محمد بن عمرو.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير ، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة ،فذكره.

4517 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا تتقدَّموا الشهرَ بصيامِ يوم أو يومين ، إِلا أن يوافقَ ذلك يوماً كان يصومُهُ أحدُكم» . أخرجه النسائي ، وقال : هذا خطأ (1) .
__________
(1) 4 / 149 في الصوم ، باب التقدم قبل شهر رمضان - ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه ، وإسناده حسن ، والظاهر أن النسائي عنى بقوله : وهذا خطأ ، أي : رواية هذا الحديث عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن ابن عباس ، وأن روايته : عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو سلمة ، قال : أخبرني أبو هريرة ... الحديث ، كما في الذي قبله عند النسائي 4 / 149 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/149) قال : أخبرنا محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، فذكره.
قال أبو عبد الرحمن النسائي : هذا خطأ.

4518 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أما صمت من سَرَرِ هذا الشهر ؟ يعني : آخرَ شعبان» قال : لا ، قال : «إِذا أفطرت فصم يومين» .
وفي رواية قال : «أصمت سَرَرَ هذا الشهر ؟ قال : أظنه يعني رمضانَ» .
وفي أخرى : «من سَرَرِ شعبانَ» ، قال البخاري : «وشعبانُ» أصح.
وفي أخرى : «أصمتَ من سُرَّةِ هذا الشهر ؟» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال : «هل صمتَ من سَرَرِ شعبانَ [شيئاً] ؟» قال: لا، قال: «فإذا أفطرت فصم يوماً» . وفي أخرى قال: «يومين» (1) . -[356]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سِرُّ الشهر) : آخره ، وكذلك سَرَره وسِرَاره.
قال الخطابي : وما روي عن الأوزاعي أنه قال : «سِرُّه» : أوله ، غلط في النقل ، ولا أعرف له وجهاً في اللغة، قال: وقوله في الحديث : «صوموا الشهر» يريد : مُسْتَهَلَّ الشهر، والعرب تسمي الهلال شهراً، قال: والشهر مثل قُلامَة الظفر، قال: وفي «السر» ثلاث لغات : سِرُّه ، وسَرَرُه، وسِرَاره. قال: ويجوز أن يكون سِرُّه : وسطه ، وسِرُّ كل شيء : جَوفُه ووسطه، ومنه سُرَّة الإنسان ، فيكون حَثّاً على صيام الأيام البيض، قال: وقوله : «هل صُمْتَ من سَرَرِ شعبان شيئاً ؟ قال: لا» يشبه أن يكون سؤال زجر وإنكار ؛ لأنه قد نهى أن يُستقبل الشهر بيوم أو يومين ، ويشبه أن يكون هذا الرجل قد أوجبهما على نفسه، فاستحب له الوفاء بهما، وأن يجعل قضاءهما في شوال.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 200 و 201 في الصوم ، باب الصوم من آخر الشهر ، ومسلم رقم (1161) في الصيام ، باب صوم سرر شعبان ، وأبو داود رقم (2328) في الصوم ، باب في التقدم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/428) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن ابن أخي مطرف بن الشخير. وفي (4/432) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن سليمان - يعني التيمي-، عن أبي العلاء. وفي (4/434) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن التيمي ، عن أبي العلاء. وفي (4/439) قال : حدثنا هاشم وعفان. قالا : حدثنا مهدي، «قال عفان :» حدثنا غيلان. وفي (4/442) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا الجريري ، عن أبي العلاء. (ح) وحدثنا يزيد ، قال : أخبرنا سليمان التيمي ، عن أبي العلاء بن الشخير. وفي (4/443) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا حماد ، عن ثابت. (ح) وحدثنا روح ، قال : حدثنا حماد ، عن الجريري ، عن أبي العلاء. وفيه (4/443) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد، قال : أخبرنا ثابت. (ح) وحدثنا روح ، قال :حدثنا حماد ، عن الجريري ، عن أبي العلاء. وفيه (4/443) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا ثابت. (ح) وسعيد الجريري ، عن أبي العلاء. وفي (4/446) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا مهدي ، قال : حدثنا غيلان. والدارمي (1749) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير. والبخاري (3/54) قال : حدثنا الصلت بن محمد ، قال : حدثنا مهدي ، عن غيلان. (ح) وحدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا مهدي بن ميمون ، قال : حدثنا غيلان بن جرير. ومسلم (3/166) قال : حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي ، قال : حدثنا مهدي - وهو ابن ميمون - ، قال : حدثنا غيلان بن جرير. وفي (3/168 و 169) قال : حدثنا هداب بن خالد ، قال : حدثنا حماد ابن سلمة ، عن ثابت. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن الجريري ، عن أبي العلاء. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن ابن أخي مطرف بن الشخير. (ح) وحدثني محمد بن قدامة ويحيى اللؤلؤي ، قالا : أخبرنا النضر ، قال : أخبرنا شعبة ، قال : حدثنا عبد الله بن هانئ بن أخي مطرف. وأبو داود (2328) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، عن ثابت. «قال حماد :» وسعيد الجريري، عن أبي العلاء. والنسائي في الكبرى «الورقة 39 - أ» قال : أخبرني زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا ثابت. «قال حماد :» وسعيد الجريري ، عن أبي العلاء. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سليمان التيمي ، عن أبي العلاء. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن التيمي ، عن أبي العلاء.
أربعتهم - عبد الله بن هانئ ابن أخي مطرف ، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير ، وغيلان بن جرير، وثابت - عن مطرف ، فذكره.
(*) قال عمرو بن علي : حدثنا يحيى مرتين : مرة «عن مطرف ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمران» . السنن الكبرى الورقة (39 - أ) .
* أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 39 - أ» قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو العلاء بن الشخير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل ، فذكر نحوه ، فقلت له : عمن يحدث هذا أبو العلاء ؟ قال : سألت رجلا من أهل بيته عمن يحدث هذا أبو العلاء ؟ فقال الرجل : عن عمران بن حصين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

4519 - (د) المغيرة بن فروة : قال : «قام معاويةُ في الناس بِدَيْرِ مِسْحَل ، الذي على باب حِمْص ، فقال : يا أيُّها الناسُ ، إِنا قد رأينا الهلال يومَ كذا ، وكذا ، وإِني متقدِّم بالصيام، فمن أحبَّ أن يفعلَه فليفعله ، [قال] : فقام إليه مالكُ بنُ هُبَيْرَةَ السبَئيُّ (1) ، فقال : يا معاويةُ ، أَشيء سمعتَه من رسولِ الله -[357]- صلى الله عليه وسلم- ، أم شيء من رأيك ؟ فقال : بل سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : صوموا الشهر وسِرَّه» .
قال الأوزاعي : «سِرُّهُ : أوَّلُه» . أخرجه أبو داود.
وزاد رزين : وقال غيره : «أوسطه» ، وقال جماعة : هو آخره ، حين يستسِرُّ الهلال، وهو الذي عَنى معاويةُ (2) .
__________
(1) مالك بن هبيرة : له صحبة . كنيته : أبو سعيد . عداده في أهل مصر ، ويعد من الحمصيين لأنه ولي حمص لمعاوية ، روى عنه من أهل حمص غير واحد .
(2) رقم (2329) ورقم (2330) ورقم (2331) في الصوم ، باب في التقدم ، والمغيرة بن فروة وهو الثقفي أبو الأزهر الدمشقي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2329) قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيري من كتابه قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الله بن العلاء عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة ، فذكره.

النوع الثالث : صوم يوم عرفة
4520 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن صومِ يومِ عرفةَ بعرفةَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2440) في الصوم ، باب في صوم يوم عرفة بعرفة ، وفي سنده مهدي بن حرب العبدي ، وهو مهدي بن أبي مهدي الهجري ، لم يوثقه غير ابن حبان ، قال الحافظ في " التهذيب " : قال الحسين بن الحسن الرازي ، قلت لابن معين : مهدي الهجري ، قال : لا أعرفه ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ، قلت (القائل ابن حجر) : وصحح ابن خزيمة حديثه ، أقول : وانظر الأحاديث التي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/304) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/446) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (2440) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (1732) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14253) عن سليمان بن معبد ، عن سليمان بن حرب. وابن خزيمة (2101) قال : حدثنا يحيى بن حكيم. قال : حدثنا أبو داود.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي ،ووكيع ، وسليمان بن حرب ، وأبو داود - عن حوشب بن عقيل ، عن مهدي العبدي ، عن عكرمة ، فذكره.

4521 - (خ م) ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنها - : «أن الناس شَكُّوا في صيامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة ، فأرسلتُ إِليه بِحلاب وهو وَاقِف في المَوقِفِ ، فَشَرِبَ والنَّاسُ يَنْظُرونَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . -[358]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِحِلاب) الحلابُ : قَدَح يُحْلَبُ فيه ، بملء قَدْرِ الحَلبة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 207 في الصوم ، باب صوم يوم عرفة ، ومسلم رقم (1124) في الصيام ، باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (3/55) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (3/146) قال : حدثني هارون ابن سعيد الأيلي. وابن خزيمة (2829) قال : حدثنا الربيع.
ثلاثتهم - يحيى ، وهارون ، والربيع - عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب مولى ابن عباس ، فذكره.

4522 - (خ م ط د) أم الفضل - رضي الله عنها - : «أن ناساً اختلفوا عندها يومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال بعضهم : هو صائِم ، وقال بعضهم : ليس بِصَائِم ، فَأرسلتُ إِليه بِقَدَح لَبَن ، وهو واقف على بَعِيرِه فشَرِبَه» .
وفي رواية : «فبعثْتُ إِليه بِشَراب فَشَرِبَه» . أخرجه البخاري، والموطأ ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 206 في الصوم ، باب صوم يوم عرفة ، وفي الحج ، باب صوم يوم عرفة ، وفي الأشربة ، باب شرب اللبن ، وباب من شرب وهو واقف على بعيره ، وباب الشرب في الأقداح ، والموطأ 1 / 375 في الحج ، باب صيام يوم عرفة ، وأبو داود رقم (2441) في الصوم ، باب صوم عرفة بعرفة ، وقد أغفل المصنف رواية هذا الحديث عن مسلم ، وهو عنده رقم (1123) في الصوم ، باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (245) . وأحمد (6/340) قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان. وفي (6/339) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/340) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن مالك. والبخاري (2/198) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/198) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك. وفي (3/55) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى عن مالك. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (7/140) قال : حدثنا الحميدي ، سمع سفيان. وفي (7/143) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة. وفي (7/147) قال : حدثني عمرو بن عباس ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/145) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك. وفي (3/146) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وابن أبي عمر ، عن سفيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو. وأبو داود (2441) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن خزيمة (2828) قال : حدثنا الربيع بن سليمان ، قال: حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث.
خمستهم - مالك ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وعمرو بن الحارث - عن سالم أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن عباس ، فذكره.

4523 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أفْطَرَ بِعَرَفَةَ ، وأَرسَلَتْ إِليه أُمُّ الفَضْلِ بِلَبَن فشربَه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (750) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم يوم عرفة بعرفة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/278) (2517) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. وفي (1/360) (3398) قال : حدثنا إسماعيل. والترمذي (750) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6002) عن زياد بن أيوب ، عن ابن علية.
كلاهما - وهيب ، وإسماعيل بن علية - قالا : حدثنا أيوب ، عن عكرمة ، فذكره.

4524 - (ت) عبد الله بن أبي نجيح يسار : عن أبيه قال : «سُئِلَ ابنُ عمرَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فقال : حججتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلم يَصُمْ ، ومع أبي -[359]- بَكر فلم يصمْه، ومع عمر فلم يصمْه ، ومع عثمان فلم يصمْه ، وأنا لا أصُومُه ، ولا آمُرُ به ، ولا أنْهى عَنه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (751) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم يوم عرفة بعرفة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/47) (5080) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، وسفيان بن عيينة. وفي (2/50) (5117) قال : حدثنا إسماعيل. والدارمي (1772) قال : أخبرنا المعلى بن أسد ، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (751) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، وعلي بن حجر ، قالا : حدثنا سفيان ابن عيينة ، وإسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8571) عن علي بن حجر ، عن سفيان بن عيينة ، وإسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، وسفيان بن عيينة - قالا : حدثنا ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، فذكره..
* في رواية أحمد بن حنبل (2/47) (5080) قال : وقال سفيان مرة : عمن سأل ابن عمر.
* أخرجه الحميدي (681) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل ، أن رجلا سأل ابن عمر ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/73) (5420) قال : حدثنا عفان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8571) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث. كلاهما - عفان ، وخالد بن الحارث - عن شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل ، عن ابن عمر ، فذكره.

النوع الرابع : صوم الجمعة والسبت
4525 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَصُومَنَّ أحدُكُم يوم الجمعة إِلا أن يصومَ يوماً قَبْلَهُ أو بَعْدَهُ» . هذا لفظ البخاري.
وعند مسلم : «لا يصومُ أحدكم يوم الجمعة إِلا أن يصومَ قبلَه ، أو يصومَ بعدَه» .
وله في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَخْتَصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تَخُصُّوا يومَ الجمعة بصيام من بين الأيام ، إِلا أن يكونَ في صوم يصومُه أحدُكم» .
وعند الترمذي مثل الرواية الثانية.
وعند أبي داود مثلها ، وقال : «إِلا أن يصومَ قبلَه بيوم أو بعدَه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 203 في الصوم ، باب صوم يوم الجمعة ، وإذا أصبح صائماً يوم الجمعة فليفطر ، ومسلم رقم (1144) في الصيام ، باب كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً ، وأبو داود رقم (2420) في الصوم ، باب النهي أن يخص يوم الجمعة بصوم ، والترمذي رقم (743) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الجمعة وحده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/495) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/54) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي. ومسلم (3/154) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال :حدثنا حفص وأبو معاوية. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (2420) قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (1723) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية وحفص بن غياث. والترمذي (743) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12503) عن أحمد بن حرب الموصلي ، عن أبي معاوية. وابن خزيمة (2158) قال : حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج. قال : حدثنا ابن نمير.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير ، وحفص بن غياث ، وأبو معاوية - عن الأعمش عن أبي صالح ، فذكره.

4526 - (خ د) جُويرية - رضي الله عنها - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «دخلَ عليها يوم الجمعة وهي صائمة ، فقال لها : أصمتِ أمسِ؟ قالت: لا ، قال: تريدين أَن تصومي غداً ؟ قالت: لا ، قال : فأفطري» . أخرجه البخاري ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 203 في الصوم ، باب صوم يوم الجمعة وإذا أصبح صائماً يوم الجمعة فعليه أن يفطر ، وأبو داود رقم (2422) في الصوم ، باب الرخصة [أن يصوم يوم السبت] .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/324) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا بهز. قال : حدثنا همام. وفي (6/430) قال : حدثنا محمد وحجاج. قالا : حدثنا شعبة. وفي (6/430) أيضا قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام. وعبد بن حميد (1557) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا شعبة. والبخاري (3/54) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. (ح) وحدثني محمد. قال : حدثنا غندر. قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (2422) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : حدثنا همام. (ح) وحدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا همام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15789) عن إبراهيم بن محمد التيمي القاضي. عن يحيى القطان ، عن شعبة.
كلاهما - شعبة ، وهمام بن يحيى - عن قتادة ، عن أبي أيوب ، فذكره.
(*) في رواية وكيع : «عن أبي أيوب الهجري» . وفي رواية حفص بن عمر عن همام «عن أبي أيوب العتكي» .

4527 - (خ م) محمد بن عباد : قال : «سألتُ جابرَ بنَ عبد الله وهو يطوف بالبيت: أنهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الجمعة ؟ قال : نعم ، وربِّ هذا البيتِ» . أخرجه البخاري ومسلم.
زاد البخاري في رواية : «يعني : أن ينفردَ بصيامه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 202 و 203 في الصيام ، باب صوم يوم الجمعة وإذا أصبح صائماً فعليه أن يفطر ، ومسلم رقم (1143) في الصيام ، باب كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (1226) . وأحمد (3/312) . ومسلم (3/153) قال : حدثنا عمرو الناقد. وابن ماجة (1724) قال : حدثنا هشام بن عمار. والنسائي في الكبرى «ورقة 38 - أ» قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - الحميدي ، وأحمد ، وعمرو ، وهشام ، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/296) قال : حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (1755) . والبخاري (3/54) قال الدارمي : أخبرنا ، وقال البخاري : حدثنا أبو عاصم. ومسلم (3/154) قال: حدثنا محمد بن رافع ، قال: حدثنا عبد الرزاق.
والنسائي في الكبرى «ورقة 38 -أ» قال : أخبرنا يوسف بن سعيد المصيصي قال : حدثنا حجاج.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ، وأبو عاصم ، وحجاج - عن ابن جريج.
كلاهما - سفيان ، وابن جريج - عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن محمد بن عباد بن جعفر ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «ورقة 38 -أ» قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا سليمان بن سلم البلخي ، قال : حدثنا النضر. (ح) وأخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا حفص.
ثلاثتهم - يحيى، والنضر ، وحفص بن غياث - عن ابن جريج ، قال : أخبرني محمد بن عباد بن جعفر ، فذكره. «ليس فيه عبد الحميد بن جبير» .

4528 - (د ت) عبد الله بن بسر السلمي : عن أختِهِ الصَّماءِ : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تصومُوا يوم السبت إِلا فِيما افْترضَ اللهُ عليكم ، فَإِن لم يجدْ أحدُكم إِلا لِحاءَ عِنَبَة أو عُودِ شجر فليمْضَغْهُ» . أَخرجه الترمذي، وأبو داود (1) . -[361]-
وقال أبو داود : هذا حديث منسوخ (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لِحَاءَ عِنَبَة) اللِّحاء : قشر الشجر، وأراد به : قشر العنبة التي يجمع ماؤها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2421) في الصوم ، باب النهي أن يخص يوم السبت بصوم ، والترمذي رقم (744) في الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم السبت ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1726) في الصيام ، باب ما جاء في صيام يوم السبت ، وأحمد في " المسند " 6 / 368 ، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
(2) والراجح عدم النسخ ، كما ذكر الحافظ في " التلخيص " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه عبد بن حميد (508) . وابن ماجة (1726) قالا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «الورقة 38 - أ» قال : أخبرنا علي بن خشرم. كلاهما - أبو بكر ، وابن خشرم - عن عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد.
2 - وأخرجه النسائي «الكبرى - الورقة 38 - أ» قال : أخبرنا عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا بقية ، قال: حدثني الزبيدي، قال : حدثنا لقمان بن عامر ، عن عامر بن جشيب.
3 - وأخرجه النسائي الكبرى «الورقة 38 - أ» قال : أخبرنا عمران بن بكار ، قال : حدثنا يزيد بن عبدربه، قال : حدثنا بقية ، عن الزبيدي ، عن عامر بن جشيب. «ليس فيه لقمان» .
كلاهما - ثور ،وعامر - عن خالد بن معدان ، فذكره.

الفصل الرابع : في سنن الصوم وجائزاته ومكروهاته ، وفيه ثمانية فروع
الفرع الأول : في السحور ، وفيه نوعان
النوع الأول : في الحث عليه
4529 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَسَحَّرُوا، فإِنَّ فِي السَّحُورِ بركة» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي (1) . -[362]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّحُور) بفتح السين : ما يُتَسحَّر به، وبضمها : الفِعلُ نَفْسُهُ.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 120 في الصوم ، باب بركة السحور من غير إيجاب ، ومسلم رقم (1095) في الصيام ، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ، والترمذي رقم (708) في الصوم ، باب ما جاء في فضل السحور ، والنسائي 4 / 141 في الصوم ، باب الحث على السحور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/281) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1703) قال : أخبرنا سعيد بن عامر. والبخاري (3/37) قال : حدثنا آدم بن أبي إياس. وابن خزيمة (1937) قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا محمد - هو ابن جعفر -. ثلاثتهم - ابن جعفر ، وسعيد ، وآدم - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/99) . ومسلم (3/130) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وابن خزيمة (1937) قال: حدثنا زياد بن أيوب. ثلاثتهم - أحمد، ويحيى ، وزياد - عن هشيم.
3 - وأخرجه أحمد (3/99) . ومسلم (3/130) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وزهير بن حرب. وابن خزيمة (1937) قال : حدثنا أبو عمار. أربعتهم - أحمد، وأبو بكر ، وزهير ، وأبو عمار - عن إسماعيل بن علية.
4 - وأخرجه ابن ماجة (1692) . وابن خزيمة (1937) قالا : حدثنا أحمد بن عبدة،قال : حدثنا حماد ابن زيد.
5- وأخرجه أحمد (3/258) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة.
6 - وأخرجه ابن خزيمة (1937) قال : حدثنا عمران بن موسى ، قال :" حدثنا عبد الوارث.
ستتهم - شعبة ، وهشيم ، وإسماعيل ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وعبد الوارث - عن عبد العزيز ابن صهيب ، فذكره.

4530 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ في السَّحورِ بركة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 140 و 141 في الصوم ، باب الحث على السحور ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/140) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (1936) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو يحيى محمد ابن عبد الرحيم البزاز ، قال : حدثنا أحمد بن يونس.
كلاهما - عبد الرحمن ، وأحمد بن يونس - عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، فذكره.
أخرجه النسائي (4/141) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : تسحروا. «موقوف» قال عبيد الله : لا أدري كيف لفظه.
قال النسائى : عبيد الله أثبت عندنا من ابن بشار ، وحديثه أولى بالصواب. «تحفة الأشراف» (7/9218) .

4531 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ في السَّحورِ بركة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 141 في الصوم ، باب الحث على السحور ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/377) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا سفيان ، عن ابن أبي ليلى. وفي (2/477) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا ابن أبي ليلى. والنسائي (4/141) قال : أخبرنا علي بن سعيد بن جرير نسائي. قال : حدثنا أبو الربيع. قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن عبد الملك بن أبي سليمان. وفي (4/141) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا ابن أبي ليلى. (ح) قال: وأخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان ، عن ابن أبي ليلى.
كلاهما - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الملك بن أبي سليمان - عن عطاء ، فذكره.
(*) قال النسائى : ابن أبي ليلى لين في الحديث ، سييء الحفظ ، ليس بالقوي. «تحفة الأشراف» (10/14202) .
* أخرجه النسائي (4/141) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان. قال : حدثنا يزيد.قال : أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : «تسحروا فإن في السحور بركة» . موقوفا.

4532 - (س) عبد الله بن الحارث عن رَجُل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «دخلتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يَتَسَحَّرُ ، فقال : إِنها بركة أعْطاكم الله إِيَّاها، فلا تَدَعُوهُ» . أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 145 في الصوم ، باب فضل السحور ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/367) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/370) قال : حدثنا روح. والنسائي (4/145) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور. قال : أنبأنا عبد الرحمن.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر ، وروح بن عبادة ، وعبد الرحمن بن مهدي - قالوا : حدثنا شعبة. قال : سمعت عبد الحميد صاحب الزيادي، يحدث عن عبد الله بن الحارث ، فذكره.

4533 - (م ت د س) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «فَصْلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهل الكتاب : أكلَةُ السَّحَرِ» . أخرجه مسلم ، والترمذي، وأبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1096) في الصيام ، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ، وأبو داود رقم (2343) في الصوم ، باب توكيد السحور ، والترمذي رقم (709) في الصوم ، باب ما جاء في فضل السحور ، والنسائي 4 / 146 في الصوم ، باب فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/197) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفيه (4/197) قال : حدثنا يزيد. وفي (4/202) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (293) قال : حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (1704) قال : حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (3/130 و 131) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر ، قال : أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (2343) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (709) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث. والنسائي (4/146) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (1940) قال : حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ، قال : حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا يونس ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم ، أن ابن وهب أخبرهم. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال : حدثنا وكيع.
ثمانيتهم - ابن مهدي ، ويزيد بن هارون ، ووكيع ، وزيد بن الحباب ، ووهب ، وليث بن سعد ، وعبد الله ابن وهب ، وابن المبارك - عن موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن أبي قيس ، فذكره.
قال الترمذي : أهل مصر يقولون : «موسى بن علي» وأهل العراق يقولون : «موسى بن علي» . وهو موسى بن علي بن رباح اللخمي.

4534 - (د س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه - : قال : «دعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى السَّحُورِ في رمضان ، فقال : هَلُمَّ إِلى الغَدَاءِ المُبَارَك» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2344) في الصوم ، باب من سمى السحور غداء ، والنسائي 4 / 145 في الصوم ، باب دعوة السحور ، وفي سنده الحارث بن زياد ، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب " ، لكن يشهد له الحديثان اللذان بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/126) قال : حدثنا ابن خالد الخياط. وفي (4/127) قال : حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. وأبو داود (2344) قال : حدثنا عمرو بن محمد الناقد. قال : حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (4/145) قال : أخبرنا شعيب بن يوسف بصري ، قال : حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (1938) قال : حدثنا بندار. ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وعبد الله بن هاشم ، قالوا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - حماد بن خالد ،وعبد الرحمن بن مهدي - قالا : حدثنا معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد ، عن أبي رهم ، فذكره.

4535 - (س) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «عليكم بغَدَاءِ السَّحُورِ ، فإنه الغَدَاءُ المُبَارَكُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 146 في الصوم ، باب تسمية السحور غداء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/132) قال : حدثنا عتاب. والنسائي (4/146) قال: أخبرنا سويد بن نصر.
كلاهما - عتاب ، وسويد - عن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا بقية بن الوليد ، قال : حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/146) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،فذكره «مرسل» .

4536 - (س) خالد بن معدان - رحمه الله - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل: «هَلُمَّ إِلى الغَدَاءِ المُبَارَكِ ، يعني : السَّحُورَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 146 في الصوم ، باب تسمية السحور غداء ، وإسناده منقطع ، وقد وصله في الرواية التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/146) أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. عن ثور عن خالد بن معدان ، فذكره.

4537 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «نِعْمَ سَحُورُ المؤمِنِ : التَّمْرُ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2345) في الصوم ، باب من سمى السحور الغداء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2345) قال : حدثنا عمر بن الحسن بن إبراهيم. قال : حدثنا محمد بن أبي الوزير أبو المطرف. قال : حدثنا محمد بن موسى ، عن سعيد المقبري ، فذكره.

النوع الثاني : في وقته وتأخيره
4538 - (خ م ت س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : «تَسحرنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قمنا إِلى الصَّلاةِ ، قال أنس بن مالك : قلتُ : كم كان قَدْرُ ما بينَهما ؟ قال : قَدْرُ خمسين آية» .
وفي رواية عن قتادة : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وزيدَ بن ثابت تَسَحَّرا» جعله من مسند أنس، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال : «قَدَرَ خَمْسين آية» .
وفي رواية النسائي قال : «قَدَرَ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسينَ آيَة» .
وفي أخرى : «قلتُ : زُعِم أنَّ أنساً القَائِلُ : ما كان بين ذلك ؟ قال : قَدْرَ ما يَقْرأُ الرَّجُلَ خمسينَ آية» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 118 و 119 في الصوم ، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر ، وفي مواقيت الصلاة ، باب وقت الفجر ، وفي التهجد ، باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح ، ومسلم رقم (1097) في الصيام ، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ، والترمذي رقم (703) في الصوم ، باب ما جاء في تأخير السحور ، والنسائي 4 / 143 في الصوم ، باب قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح ، وباب ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/182و 186) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا وكيع. وفي (5/186) أيضا قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (248) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. والدارمي (1702) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والبخاري (3/37) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (3/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. وابن ماجة (1694) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (703) قال : حدثنا يحيي بن موسى ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي. وفي (704) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (4/143) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وفي (4/143) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد. وابن خزيمة (1941) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا وكيع.
ستتهم - يحيى ، ووكيع ، وعبد الملك ، ومسلم ، وأبو داود ، وخالد - عن هشام الدستوائي.
2 - وأخرجه أحمد (5/185) قال : حدثنا عفان. وفي (5/186) قال : حدثنا يزيد. وفي (5/188) قال : حدثنا بهز بن أسد أبو الأسود. والبخاري (1/151) قال : حدثنا عمرو بن عاصم. ومسلم (3/131) قال : حدثنا عمرو الناقد ، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - عفان ، ويزيد ، وبهز ، وعاصم -عن همام.
3 - وأخرجه أحمد (5/192) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا أبو هلال.
4 - وأخرجه مسلم (3/131) قال : حدثنا ابن المثنى. وابن خزيمة (1941) قال : حدثنا بندار محمد بن بشار. كلاهما - ابن المثنى ، وبندار - قالا : حدثنا سالم بن نوح ، قال : حدثنا عمر بن عامر.
أربعتهم -هشام ، وهمام ، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي ، وعمر بن عامر - عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، فذكره.

4539 - (س خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «تَسَحَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وزيدُ بن ثابت ، ثم قاما ، فدخَلا في صلاة الصُّبْح ، فقلت -[365]- لأَنس : كم كان بين فَرَاغِهما ودُخُولِهما في الصَّلاة ؟ قال : قَدَرَ ما يَقْرَأُ الإِنسانُ خَمْسين آيَة» .
وفي رواية : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وذلك عند السَّحَر : «يا أَنسُ ، إِني أُريدُ الصِّيامَ ، فأطْعِمْني شيئاً ، فأتيتُه بتَمر ، وإِنَاء فيه ماء - وذلك بعد أن أَذَّنَ بلال - قال: يا أنس ، انظُر رَجُلاً يأكل معي، فدَعُوْتُ زيد بن ثابت، فجاء فقال : إِني شربت شَربة سويق، وأنا أريدُ الصِّيامَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وأنا أريد الصِّيامَ ، فَتَسَحَّرَ معه ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم خرج إِلى الصلاة» . أخرجه النسائي.
وفي رواية البخاري عن أنس : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وزيد بن ثابت تَسحَّرا فلما فرغا من سَحورِهِما ، قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى الصلاة ، فصلى ، قال : قلنا لأنس : كم كان بين فراغهما من سَحُورِهما ودخولهما في الصلاة؟ قال : قدر ما يَقْرَأُ الرجل خَمْسين آية» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 118 و 119 في الصوم ، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر ، وفي مواقيت الصلاة ، باب وقت الفجر ، وفي التهجد ، باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح ، والنسائي 4 / 143 في الصوم ، باب قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح - ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه ، وباب السحور بالسويق والتمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/170) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/234) قال : حدثنا عبد الوهاب. وعبد بن حميد (1190) قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي. والبخاري (1/151) قال : حدثنا الحسن بن الصباح ، سمع روح بن عبادة.
وفي (2/63) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا روح. والنسائي (4/143) قال : أخبرنا أبو الأشعث ، قال : حدثنا خالد بن الحارث.
خمستهم - ابن جعفر ، وعبد الوهاب ، وابن بشر ، وروح ، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة، فذكره.

4540 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - : قال : «كنت أَتَسَحَّرُ -[366]-[في أهلي] ثم يكونُ بي سُرْعَة أن أُدْرِك صلاة الفَجْرِ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 118 في الصلاة ، باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر ، وفي المواقيت ، باب وقت الفجر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (1/151) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، عن أخيه ، عن سليمان. وفي (3/37) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وابن خزيمة (1942) قال : حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ، قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا سليمان - وهو ابن بلال.
كلاهما - سليمان ، وعبد العزيز - عن أبي حازم ، فذكره.
في رواية ابن خزيمة : «أن أدرك صلاة الصبح...» .
وفي رواية البخاري (1/151) : «أن أدرك صلاة الفجر...» .

4541 - (س) زر بن حبيش - رحمه الله - : قال : «قلنا لحذيفة : أيَّةَ ساعة تسحَّرتَ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : هو النَّهَارُ ، إِلا أن الشمسَ لم تَطْلُعْ» .
وفي رواية قال زِرُّ بنُ حُبيش : «تَسَحَّرْتُ [مع حذيفةَ] ، ثم خرجنا إِلى الصلاة، فلما أتينا المَسجِدَ صلَّيْنا رَكْعَتْيْن ، وأُقِيمَت الصَّلاةُ ، وليس بينهما إِلا هُنَيْهة» .
وفي رواية عن صِلَة بنِ زُفَر : «تسحَّرتُ مع حذيفةَ ، ثم خرجنا إِلى المسجد ، فصلينا رَكْعَتي الفَجرِ ، ثم أُقِيمَت الصَّلاةُ فَصَلَّينا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 142 في الصوم ، باب تأخير السحور ، وذكر الاختلاف على زر فيه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/396) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/399) قال: حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان. وفي (5/400) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (5/405) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله. وابن ماجة (1695) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش. والنسائي (4/142) قال :أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب ، قال : أنبأنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان.
أربعتهم- حماد بن سلمة ، وسفيان ، وشريك ، وأبو بكر بن عياش - عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، فذكره.

4542 - (خ م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يَمنَعَنَّ أحدَكم أذانُ بِلال من سَحُورِهِ ، فَإِنَّهُ يُؤذِّن - أو قال : ينادي - بليل، لِيَرجِعَ قائِمَكم، ويُوقِظَ نَائِمَكم ، وليس الفَجرُ أن يقول : هكذا - وجمع بعضُ الرواة كَفَّيه - حتى يقول : هذا ، ومدَّ إِصبعيه السَّبَّابَتَيْنِ» . -[367]-
وفي رواية : «هو المُعْتَرِضُ ، وليس بالمُستَطِيل» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود.
وفي رواية النسائي : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنَّ بلالاً يُؤذِّنُ بِلَيْل ، ليُنبِّه نائِمَكُم ، ويَرْجِعَ قَائِمَكَم ، وليس الفَجْرُ أن يقول : هكذا - وأَشار بكَفِّه - ولكن الفجر : أن يقول : هكذا ، وأشار بالسَّبَّابَتَين» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليَرْجِعَ قَائمَكم) القائم : هو الذي يصلي صلاةَ الليل، ورُجُوعه عن صلاته: إذا سمع الأذان.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 86 في الأذان ، باب الأذان قبل الفجر ، وفي الطلاق ، باب الإشارة في الطلاق والأمور ، وفي خبر الواحد ، باب ما جاء في إجازة الخبر الواحد ، ومسلم رقم (1093) في الصيام ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، وأبو داود رقم (2347) في الصوم ، باب وقت السحور ، والنسائي 4 / 148 في الصوم ، باب كيف الفجر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه أحمد (1/386) (3654) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/392) (3717) قال : حدثنا ابن أبي عدي. وفي (1/435) (4147) قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/160) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وفي (7/67) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا يزيد ابن زريع. وفي (9/107) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى. ومسلم (3/129) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبو خالد - يعني الأحمر-. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، والمعتمر بن سليمان.وأبو داود (2347) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (1696) قال : حدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، وابن أبي عدي. والنسائي (2/11) . وفي الكبرى (1521) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا المعتمر بن سليمان. وفي (4/148) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (402) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قال : حدثنا المعتمر. (ح) وحدثناه يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير. وفي (1928) قال : حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن كثير الدورقي ، قال : حدثنا المعتمر.
ثمانيتهم - يحيى ، وابن أبي عدي ، وإسماعيل بن علية ، وزهير ، ويزيد بن زريع ، وأبو خالد الأحمر، ومعتمر بن سليمان ، وجرير - عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، فذكره.

4543 - (خ م ط س) عائشة ، وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن بلالاً يُؤذِّنُ بِلَيْل ، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابنُ أُمِّ مَكْتُوم» .
وفي رواية عنها ، وعن ابن عمر : «أنَّ بلالاً كان يؤذِّنُ بِليل ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كُلوا واشْرَبُوا حتى يُؤذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتوم ، فَإِنَّهُ لا يُؤذِّنُ حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ» . -[368]-
وفي أخرى عن ابن عمر قال : «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُؤذِّنان : بلال ، وابنُ أمِّ مكتوم الأعمى ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : إِنَّ بِلالاً يُؤذِّنُ بلَيْل ، فكُلُوا واشْرَبُوا حتى يُؤذِّنَ ابْنُ أمِّ مَكتُوم، قال : ولم يكن بينهما إِلا أن ينزِل هذا ، ويَرْقى هذا» .
وفي عقبه متصلاً به من حديث عبد الله بن عمر : عن القاسم ، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بمثله.
أخرج الأولى البخاري ومسلم ، والثانية : البخاري، والثالثة : مسلم ، وأخرج الموطأ الأولى.
وفي رواية النسائي قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا أَذَّنَ بِلال فَكُلوا واشْرَبُوا، حتى يُؤذِّنَ ابنُ أُمِّ مكتوم ، [قالت] : ولم يكن بينهما إِلا أن يَنْزِلَ هذَا ، ويَصْعَدَ هذا» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 117 في الصوم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، وفي الأذان ، باب الأذان قبل الفجر ، ومسلم رقم (1092) في الصوم ، باب بيان أن الدخول في الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، والموطأ 1 / 74 في الصلاة ، باب قدر السحور من النداء ، والنسائي 2 / 10 في الأذان ، باب المؤذنان للمسجد الواحد ، وباب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/44 و 54) قال : حدثنا يحيى. والدارمي (1193) قال : أخبرنا إسحاق. قال : حدثنا عبدة. والبخاري (1/161) قال : حدثنا إسحاق.قال : أخبرنا أبو أسامة. (ح) وحدثني يوسف بن عيسى المروزي. قال : حدثنا الفضل بن موسى. وفي (3/37) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. ومسلم (2/3 و 3/129) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا أبي. وفي (3/129) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق. قال : أخبرنا عبدة (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والنسائي (2/10) . وفي الكبرى (1519) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا حفص. وابن خزيمة (403) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبدة بن سليمان ، وأبو أسامة ، والفضل بن موسى ، وعبد الله بن نمير ، وحماد بن مسعدة ، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم بن محمد ، فذكره.

4544 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ بِلالاً يُنادي بِلَيْل ، فكُلوا واشرَبُوا حتى يناديَ -[369]- ابنُ أمِّ مكتوم ، قال : وكان ابنُ أُمِّ مكتوم رجلاً أعمى ، لا ينادي حتى يقال له : أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ» . أخرجه البخاري ومسلم ، والموطأ.
وأخرجه الترمذي، والنسائي إِلى قوله : «حتى يُناديَ ابنُ أمِّ مكتوم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 82 و 83 في الأذان ، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره ، وباب الأذان بعد الفجر ، وفي الشهادات ، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه ، وفي خبر الواحد ، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق ، ومسلم رقم (1092) في الصيام ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، والموطأ 1 / 74 و 75 في الصلاة ، باب قدر السحور من النداء ، والترمذي رقم (203) في الصلاة ، باب ما جاء في الأذان بالليل ، والنسائي 2 / 10 في الأذان ، باب المؤذنان للمسجد الواحد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/44 و 54) قال : حدثنا يحيى. والدارمي (1193) قال : أخبرنا إسحاق. قال : حدثنا عبدة. والبخاري (1/161) قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا أبو أسامة. (ح) وحدثني يوسف بن عيسى المروزي. قال : حدثنا الفضل بن موسى. وفي (3/37) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة. ومسلم (2/3 و 3/129) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا أبي. وفي (3/129) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق. قال : أخبرنا عبدة. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والنسائي (2/10) . وفي الكبرى (1519) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا حفص. وابن خزيمة (403) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، وعبدة بن سليمان ، وأبو أسامة ، والفضل بن موسى ، وعبد الله بن نمير ، وحماد بن مسعدة ، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم بن محمد ، فذكره.

4545 - (م ت د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يَغُرَّنكم من سَحورِكم أذانُ بلال ، ولا بياضُ الأفُقِ المستطيلِ هكذا حتى يستطيرَ هكذا - وحكاه حماد بن زيد بيديه - قال : يعني : معترِضاً» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي : «لا يمنعنَّكم من سَحُوركم أذانُ بلال ، ولا الفجرُ المستطيلُ، ولكنِ الفجرُ المستطيرُ في الأفق» .
وفي رواية أبي داود : «لا يمنعنَّ من سَحوركم أذانُ بلال ، ولا بياضُ الأُفُق الذي هو هكذا حتى يستطيرَ» .
وفي رواية النسائي : «لا يَغُرَّنَّكم أذانُ بلال ، ولا هذا البياضُ ، حتى -[370]- ينفجرَ الفجرُ - هكذا وهكذا - يعني : معترضاً» (1) .
قال أبو داود - يعني : الطيالسي - : بسط يديه يميناً وشِمالاً ، مادّاً يديه.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستطير) : استطار ضوء الفجر : إذا انبسط في الأفق وانتشر.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1094) في الصيام ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، وأبو داود رقم (2346) في الصوم ، باب وقت السحور ، والترمذي رقم (706) في الصوم ، باب ما جاء في بيان الفجر ، والنسائي 4 / 148 في الصوم ، باب كيف الفجر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/9) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام.
2 - وأخرجه أحمد (5/13) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ومسلم (3/129) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا عبد الوارث. وفي (3/130) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل ابن علية. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. وأبو داود (2346) قال: حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد بن زيد. وابن خزيمة (1929) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا ابن علية.
ثلاثتهم - إسماعيل بن علية ، وعبد الوارث ، وحماد - عن عبد الله بن سوادة.
3 - وأخرجه أحمد (5/13) . والترمذي (706) قال : حدثنا هناد ، ويوسف بن عيسى.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وهناد بن السري ، ويوسف بن عيسى - قالوا : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا أبو هلال.
4 - وأخرجه أحمد (5/7) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وروح. وفي (5/18) قال : حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/130) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثناه ابن المثنى. قال : حدثنا أبو داود. والنسائي (4/148) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود. خمستهم - ابن جعفر ، وروح ، ويزيد ، ومعاذ ، وأبو داود - عن شعبة.
أربعتهم - همام ، وعبد الله بن سوادة ، وأبو هلال محمد بن سليم ، وشعبة - عن سوادة بن حنظلة ، فذكره.

4546 - (س) أنيسة بنت حبيب الأنصارية - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا أذَّنَ ابنُ أمِّ مكتوم فلا تأْكلوا ، ولا تشربوا ، وإِذا أذّنَ بلال فكلوا واشربوا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 11 في الأذان ، باب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/433) ، قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشيم. قال : حدثنا منصور - يعني ابن زاذان -. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (2/10) وفي الكبرى (1520) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، عن هشيم. قال : أنبأنا منصور. وابن خزيمة (404) قال : حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان-. وفي (405) قال : حدثناه محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أحمد بن مقدام العجمي. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، ومنصور بن زاذان - عن خبيب بن عبد الرحمن ، فذكره.
(*) في روايتي عفان ومحمد بن جعفر ، عن شعبة ، عند أحمد: «عن خبيب بن عبد الرحمن ، قال : سمعت عمتي» ولم يسمها.

4547 - (ت د) طلق بن علي - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «كلوا واشربوا ، ولا يَهِيْدنَّكم الساطعُ المصْعِدُ حتى يعترضَ لكم الأحمر» . أخرجه الترمذي ، وأبو داود (1) . -[371]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَهيدَنّكم) هِدْتُ الشيء : إذا حركته وأقلقته ، يقول : لا تنزعجن للفجر المستطيل ، فإنه الصبح الكذاب ، فلا تمتنعوا به عن الأكل والشرب.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2348) في الصوم ، باب وقت السحور ، والترمذي رقم (705) في الصوم ، باب ما جاء في بيان الفجر ، وإسناده حسن ، قال الترمذي : وفي الباب عن عدي ابن حاتم وأبي ذر وسمرة ، وقال الترمذي : حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه ، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض ، وبه يقول عامة أهل العلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/23) قال : حدثنا موسى ، وأخرجه أحمد أيضا. قال : حدثنا أبو زكريا السيليحيني.كلاهما - موسى ، وأبو زكريا - قالا : حدثنا محمد بن جابر.
2- وأخرجه أبو داود (2348) قال : حدثنا محمد بن عيسى. والترمذي (705) قال : حدثنا هناد. وابن خزيمة (1930) قال : حدثنا أحمد بن المقدام.
ثلاثتهم - محمد ، وهناد ، وأحمد - قالوا : حدثنا ملازم بن عمرو.
كلاهما - ابن جابر ، وملازم - عن عبد الله بن النعمان ، عن قيس بن طلق ، فذكره.
قال الترمذي : وفي الباب عن عدي ابن حاتم وأبي ذر وسمرة ، وقال الترمذي : حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض ، وبه يقول عامة أهل العلم.

4548 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا سمع أحدُكم النداءَ ، والإِناءُ على يده ، فلا يَدَعْهُ (1) حتى يقضيَ حَاجَتَه» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة ، والطبري ، و " المستدرك " : فلا يضعه ، وفي " مسند أحمد " : فلا يدعه ، كما في الأصل .
(2) رقم (2350) في الصوم ، باب في الرجل يسمع النداء والإناء في يده ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 423 ، وأبو جعفر الطبري في " التفسير " رقم (3115) ، وإسناده صحيح ، والحاكم في " المستدرك " 1 / 426 وصححه ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/510) قال : حدثنا روح. وأبو داود (2350) قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد.
كلاهما - روح ، وعبد الأعلى بن حماد ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.
على شرط مسلم ، ورواه حماد أيضا عن عمار بن أبي عمار. عن أبي هريرة.
قال الحاكم في المستدرك : (1/588) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الحافظ : في التلخيص على شرط مسلم ، ورواه حماد أيضا عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة.

الفرع الثاني : في الإفطار ، وفيه أربعة أنواع
النوع الأول : في وقت الإفطار
4549 - (خ م د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا أَقْبلَ الليلُ من هاهنا ، وأدبَر النهارُ [من هاهنا] وغابتِ الشمسُ ، فقد أفطرَ الصائمُ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي : «فقد أفطرتَ» .
وفي رواية أبي داود : «إِذا جاءَ الليل من هاهنا ، وذهب النهار من هاهنا» . -[372]-
زاد في رواية : «فقد أفطر الصائمُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقد أفطر الصائم) : أي أنه صار في حكم المفطر وإن لم يأكل ولم يشرب وقيل : معناه : أنه دخل وقت الفطر ، وجاز له أن يفطر ، كما قيل : أصبح الرجل : إذا دخل في وقت الصبح ، وكذلك أمسى وأظهر.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 171 في الصوم ، باب متى يحل فطر الصائم ، ومسلم رقم (1100) في الصيام ، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار ، وأبو داود رقم (2351) في الصوم ، باب وقت فطر الصائم ، والترمذي رقم (698) في الصوم ، باب ما جاء إذا أقبل الليل وأدبر النهار فقد أفطر الصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (20) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (1/28) (192 ، (1/54) (383) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/35) (231) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (1/48) (338) قال : حدثنا سفيان. والدارمي (1707) قال : حدثنا عثمان بن محمد.قال : حدثنا عبدة. والبخاري (3/46) قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/132) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير. قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية. وقال ابن نمير : حدثنا أبي. وقال أبو كريب. حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2351) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا مسدد ، قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (698) قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان. (ح) وعن أبي كريب ، عن أبي معاوية ، وعن محمد بن مثنى ، عن عبد الله بن داود. والنسائي في الكبرى الورقة (43-ب) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا وكيع. وابن خزيمة (2058) قال : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق ، قال : حدثنا عبدة.
سبعتهم - سفيان ، ووكيع ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان ، وأبو معاوية ، وأبو أسامة ، وعبد الله ابن داود - عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عاصم بن عمر ، فذكره.

4550 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - : قال : «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر في شهر رمضانَ ، فلما غابت الشمسُ قال : يا فلانُ ، انزل فاجْدحْ لنا ، قال : يا رسولَ الله ، إِنَّ عليك نهاراً ، قال : انزلْ فاجْدَحْ لنا ، قال : فنزل فَجَدَحَ ، فأُتيَ به ، فشرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال بيديه : إِذا غابتِ الشمسُ من هاهنا ، وجاء الليل من هاهنا ، فقد أفطر الصائمُ» .
وفي رواية قال : «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر ، فلما غابتِ الشمسُ قال لرجل : قال : انزلْ فاجْدَحْ لنا ، فقال : يا رسولَ الله لو أمسيتَ ، فقال : انزلْ فاجْدَحْ لنا ، فقال : إِنَّ علينا نهاراً ، فنزل فجدَح له ، فشرب -[373]- ثم قال : إِذا رأيتم الليلَ قد أقبل من هاهنا - وأَشار بيده نحو المشرق - فقد أفطر الصائمُ» . أخرجه مسلم.
وعند البخاري ، قال : «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر ، فصام حتى أمسى ، قال لرجل: انزل فاجْدَح لي ، قال : لو انتظرتَ حتى تُمسيَ ، قال : انزل فاجْدَحْ لي، إِذا رأيتَ الليل أقبلَ من هاهنا ، فقد أفطرَ الصائمُ» .
وفي أخرى لمسلم - ووافقه عليها أبو داود - قال : «سِرنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو صائم ، فلما غربتِ الشمسُ قال : يا فلانُ ، انزل فاجْدَحْ لنا» . إِلى هاهنا ذَكَر مسلم ، ثم قال : «بمثل حديث ابن مُسهِرٍ ، وعَبَّادِ بن العوام» يعني : الذي تقدَّم.
وأما أبو داود : فإنه قال : «فلما غربتِ الشمسُ قال : يا بلالُ ، انزل فاجْدَحْ لنا ، قال: يا رسولَ الله ، لو أمسيتَ ، قال : انزل فاجْدَحْ لنا ، قال : يا رسولَ الله، إِنَّ عليك نهاراً ، قال : انزل فاجْدَحْ لنا ، فنزل فجدح فشربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : إِذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا، فقد أَفطر الصائم ، وأشار بإصبعه قِبَل المشرق» (1) . -[374]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَاجْدَح) : جَدَحْتَ السَّويق : أي : لَتَتَّه ، والمِجْدح : خشبة طرفها ذو جوانب يُخلَط بها.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 172 في الصوم ، باب متى يحل فطر الصائم ، وباب الصوم في السفر ، وباب يفطر بما تيسر عليه ، وباب تعجيل الإفطار ، وفي الطلاق ، باب الإشارة في الطلاق والأمور ، ومسلم رقم (1101) في الصيام ، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار ، وأبو داود رقم (2352) في الصوم ، باب وقت فطر الصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الصوم (44) عن مسدد.عن عبد الواحد بن زياد و (43:2) عن إسحاق الواسطي ، عن خالد بن عبد الله و (45:2) عن أحمد بن يونس ، عن أبي بكر بن عياش و (33:1) عن علي بن عبد الله ، عن سفيان. وفي الطلاق (25:4) عن علي بن عبد الله ، عن جرير ومسلم في الصوم (10:2) عن يحيى بن يحيى ، عن هشيم ، و (10:3) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن علي بن مسهر وعباد بن العوام و (10:4) عن أبي كامل الجحدري ، عن عبد الواحد و (10:5) عن ابن أبي عمر ، عن سفيان و (10:5) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير و (10:5) عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة و (10:5) عن محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة.
تسعتهم- عن سليمان بن الشيباني الكوفي.عن عبد الله بن أبي أوفى وأبو داود فيه الصوم (19:2) عن مسدد.عن سليمان الشيباني.عن عبد الله بن أبي أوفى والنسائي فيه الصيام ، الكبرى (11:2) عن محمد ابن منصور عن سفيان عن سليمان الشيباني. عن عبد الله بن أبي أوفى. تحفة الأشراف (4/282) .

4551 - (ط) حميد بن عبد الرحمن : «أنَّ عمرَ بنَ الخطاب ، وعثمانَ بنَ عَفَّانَ كانا يُصلِّيان المغربَ حين ينظرانِ إِلى الليلِ الأسود، قبلَ أن يفطرا، ثم يفطران بعد الصلاة ، وذلك في رمضان» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 289 في الصيام ، باب ما جاء في تعجيل الفطر ، من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن عمر رضي الله عنه ، وإسناده منقطع ، فإن حميد بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر وعثمان رضي الله عنهما ، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/212) عن ابن شهاب.عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب فذكره.
قال الزرقاني : «لكن روى ابن أبي شيبة وغيره عن أنس قال :ما رأيت رسول الله يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء وروى عن ابن عباس وطائفة أنهم كانوا يفطرون قبل الصلاة» .
والحديث إسناده منقطع لأن حميد بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر وعثمان رضي الله عنهما.

4552 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- : «بلغه : أن الهلال رُئيَ في زمن عثمانَ بنِ عفانَ بعَشِيّ ، فلم يُفْطِرْ عثمانُ حتى أمسى [وغابت الشمس]» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 287 في الصيام ، باب ما جاء في رؤية الهلال للصوم والفطر في رمضان بلاغاً ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/208) أنه بلغه فذكره.
والحديث إسناده منقطع.

النوع الثاني : في تعجيل الإفطار
4553 - (خ م ط ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يزالُ الناسُ بخير ما عَجَّلوا الفِطْرَ» . أخرجه البخاري ومسلم ، -[375]- والموطأ ، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 173 في الصوم ، باب تعجيل الإفطار ، ومسلم رقم (1098) في الصيام ، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ، والموطأ 1 / 288 في الصيام ، باب ما جاء في تعجيل الفطر ، والترمذي رقم (699) في الصوم ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (193) وأحمد (5/331) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا جرير ابن حازم. وسفيان. وفي (5/334) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (5/336) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، قالا : حدثنا سفيان. وفي (5/337) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر ، قال : حدثنا مالك.وفي (5/339) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال: أخبرني مالك. وعبد بن حميد (458) قال : حدثنا عمر بن سعد ، عن سفيان. والدارمي (1706) قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، عن سفيان الثوري. والبخاري (3/47) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك. ومسلم (3/131) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم. (ح) وحدثناه قتيبة ، قال : حدثنا يعقوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي ، عن سفيان. وابن ماجه (1697) قال : حدثنا هشام بن عمار ، ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (699) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي ، عن سفيان. (ح) وأخبرنا أبو مصعب قراءة. عن مالك ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4787) عن قتيبة ، عن يعقوب بن عبد الرحمن ، وابن خزيمة (2059) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان.
خمستهم - مالك ، وجرير ، وسفيان الثوري ، وعبد العزيز بن أبي حازم ،يعقوب - عن أبي حازم ، فذكره.

4554 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يزال الدِّينُ ظاهراً ما عَجَّل الناسُ الفطرَ ؛ لأن اليهودَ والنصارى يؤخِّرونَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2353) في الصوم ، باب ما يستحب من تعجيل الفطر ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1698) في الصيام ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/450) قال : حدثنا يزيد. وأبو داود (2353) قال : حدثنا وهب بن بقية ، عن خالد. وابن ماجه (1698) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا محمد بن بشر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15117) عن شعيب بن يوسف ، عن يزيد بن هارون. وابن خزيمة (2060) قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا علي ابن خشرم. قال : حدثنا علي بن محمد (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي.قال : حدثنا المحاربي.
ستتهم - يزيد بن هارون ، وخالد بن عبد الله ، ومحمد بن بشر ، وعبد الأعلى ، وعلي بن محمد ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي - عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.

4555 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «قال الله عز وجل : أحبُّ عبادي إِليَّ : أعجلُهم فِطراً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (700) في الصوم ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/237) قال : حدثنا الوليد. وفي (2/329) قال : حدثنا أبو عاصم. والترمذي (700) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري.قال : حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (701) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال : أخبرنا أبو عاصم وأبو المغيرة. وابن خزيمة (2062) قال : حدثنا علي بن سهل الرملي. قال : حدثنا الوليد. (ح) قال : وحدثنا عمرو بن علي. قال : حدثنا أبو عاصم. ثلاثتهم - الوليد بن مسلم ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج - عن الأوزاعي ، عن قرة بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

4556 - (م س ت د) مالك بن عامر أبو عطية - رحمه الله - : قال : «دخلتُ أنا ومسروق [بن الأجدع] على عائشةَ أمِّ المؤمنين ، فقلتُ : يا أمَّ المؤمنين ، رَجُلانِ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم- ، أحدهما يعجِّلُ الإِفطار ، ويعجِّل الصلاة ، والآخرَ يؤخِّرُ الإِفطارَ ويؤخِّر الصلاةَ؟ قالت: أيُّهما الذي يُعجِّل الإِفطار ويعجِّل الصلاةَ ؟ قال : قلنا : عبد الله بن مسعود، قالت: كذا كان يصنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . -[376]-
زاد في رواية : «والآخر أبو موسى» .
وفي أخرى قال لها مسروق : «رجلانِ من أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم- ، كلاهما لا يأْلُو عن الخير، أحدُهما يعجِّل المغربَ والإِفطارَ ، والآخَرُ يُؤخِّرُ المغربَ والإفطارَ ، فقالت: من يُعَجِّلُ المغربَ والإِفطارَ ؟ قال : عبدُ الله ، فقالت: هكذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصنعُ» . أخرجه مسلم ، والنسائي ، إِلا أن النسائي لم يُسَمِّ المغربَ ، وقال : «الصلاةَ» . أخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأولى.
وأخرجه النسائي عن مالك بن عامر ، ولم يذكر معه مسروقاً ، قال : «قلتُ لعائشةَ : فينا رجلان من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، أحدُهما يعجِّلُ الإِفطارَ ويؤخِّرُ السَّحُورَ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفطارَ ويُعَجِّلُ السَّحور... وذكر الحديث» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يألو) في كذا : أي لا يُقَصِّر.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1099) في الصيام ، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ، وأبو داود رقم (2354) في الصوم ، باب ما يستحب من تعجيل الفطر ، والترمذي رقم (702) في الصوم ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ، والنسائي 4 / 143 و 144 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في الصوم (9:8) عن يحيى بن يحيى وأبي كريب.
كلاهما عن أبي معاوية و (9:9) عن أبي كريب. عن يحيى بن أبي زائدة.
كلاهما - عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية.عن عائشة وأبو داود فيه الصوم (2:2) عن مسدد والترمذي فيه الصيام (11-ب:4) عن هناد عن أبي عطية عن عائشة.و (11-ب:3) عن أحمد بن سليمان.عن. حسين بن علي.عن زائدة. عن الأعمش. عن أي عطية. عن عائشة. و (11-ب:1) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد ، عن شعبة و (11-ب:2) عن ابن بشار عن عبد الرحمن ، عن سفيان.
كلاهما عن سليمان الأعمش ، عن خيثمة عن أبي عطية عن عائشة نحوه تحغة الأشراف (12/378) .

4557 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : أنه سمع عبد الكريم بن -[377]- أبي المخارق يقول : «مِنْ عََمَلِ النبوةِ : تعجيلُ الفِطرِ ، والاستيناءُ بالسَّحورِ» . أَخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستيناء) : التأني والتأخير.
__________
(1) 1 / 158 في قصر الصلاة ، باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة ، وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال في " التهميد " ضعيف متروك باتفاق أهل الحديث ، لقيه مالك بمكة ، وكان مؤدب كتاب ، حسن السمت فغره منه سمته ، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه ، فروى عنه من المرفوع هذا الحديث الواحد ، فيه ثلاثة أحاديث ، يتصل من غير رواية من وجوه صحاح ، ولم يرو عنه حكماً ، إنما روى عنه ترغيباً وفضلاً ، قال الزرقاني : وروى الطبراني في " الكبير " بسند صحيح ، عن ابن عباس : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنا معاشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا ، وتأخير سحورنا ، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/453) عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري أنه قال : فذكره.قال الزرقاني في شرح الموطأ (1/453) قال في التمهيد: ضعيف-أي عبد الكريم بن أبي المخارق - متروك باتفاق أهل الحديث، لقيه مالك بمكة وكان مؤدب كتاب حسن السمت فغره منه سمته ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، فروى عنه من المرفوع في الموطأ هذا الحديث الواحد فيه ثلاثة أحاديث مرسلة يتصل من غير روايته من وجوه صحاح ولم يرو عنه حكما إنما روى عنه ترغيبا وفضلا ، وكذلك غر الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقه ونباهته فروى عنه وهو مجمع على ضعفه لكنه أيضَا لم يحتج به في حكم أفرده به.انتهى باختصار.
وقد روى البخاري لعبد الكريم هذا في قيام الليل ، ومسلم في مقدمة صحيحه وأصحاب السنن إلا أن النسائي ما روى له إلا قليلا مات سنة ست وعشرين ومائة.
قال: الزرقاني أخرج الطبراني في الكبير بسند صحيح عن ابن عباس سمعت النبي يقول : «إنا معاشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة» .

النوع الثالث : فيما يفطر عليه
4558 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن وَجَدَ تمراً فليفطر عليه ، ومن لا ، فليفطر على ماء، فإنَّ الماءَ طَهور» .
وفي رواية قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفْطِرُ قبل أن يصليَ على رُطَبات ، فإن لم تكن رُطَبات فتَمرات ، فإِن لم تكن تمرات حَسا حَسواتٍ من ماء» . -[378]- أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2356) في الصوم ، باب ما يفطر عليه ، والترمذي رقم (694) في الصوم ، باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (694) ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1026) ، وابن خزيمة (2066) .
ثلاثتهم - عن محمد بن عمر بن علي المقدمي وأما ابن خزيمة فقال : حدثنا محمد بن عمر وأبو بكر بن إسحاق ، قالا : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد العزيز بن صهيب ، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/164) . وأبو داود (2356) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. والترمذي (696) قال : حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد ، وابن رافع - قالا :حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثني ثابت فذكره.
قال أبو عيسى. الترمذي : حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا ، غير سعيد بن عامر ، وهو حديث غير محفوظ ولا نعلم له أصلا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس ، وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين ، عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي وهو أصح من حديث سعيد بن عامر وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان ولم يذكر فيه شعبة عن الرباب والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد : عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر. وابن عون يقول : عن أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر والرباب هي أم الرائح.
وقال الترمذي في الرواية الأخرى «كان النبي يفطر قبل أن يصلي على رطبات..» التي أخرجها أبو داود: هذا حديث حسن غريب.

4559 - (ت د) سلمان (1) بن عامر الضبي : يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا أَفطرَ أحدُكُم فليفطرْ على تَمْر ، فَإِنَّهُ بركة ، فَإِن لم يَجدْ تمراً فالماءُ ، فَإِنَّهُ طَهور ، وقال : الصَّدَقَةُ على المسكينِ صَدَقة ، وهي على ذي الرَّحمِ ثِنْتَانِ : صدقة ، وصِلة» . أخرجه الترمذي.
وللترمذي ، وأبي داود في أخرى إِلى قوله : «طَهور» . ولم يذكرا «فإِنَّهُ بركة» (2) .
__________
(1) في المطبوع : سليمان ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (2355) في الصوم ، باب ما يفطر عليه ، والترمذي رقم (658) في الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (2/823) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/17) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفيه (4/17) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان ، وفي (4/8 -أ) قال : حدثنا أبو معاوية. والدارمي (1708) قال : أخبرنا أبو النعمان ، قال : حدثنا ثابت بن يزيد. وأبو داود (2355) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجه (1699) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، ومحمد بن فضيل. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد ابن فضيل. والترمذي (658) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (695) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان الثوري. (ح) وحدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة ، قال : أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، قال : حدثنا حماد (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2067) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة ، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. (ح) وحدثنا علي بن المنذر ، قال : حدثنا ابن فضيل.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة ، والثوري ، وأبو معاوية ، وثابت بن زيد ، وعبد الواحد بن زياد ، وعبد الرحيم ابن سليمان ، ومحمد بن فضيل ، وحماد بن زيد - عن عاصم الأحول.
2-وأخرجه أحمد (4/18) قال : حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال : أخبرنا أحمد ابن حرب ، قال : حدثنا ابن علية. (ح) وأخبرنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا قران بن تمام. (ح) وأخبرنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا خالد.
أربعتهم - عبد الرزاق ، وإسماعيل بن علية ، وقران بن تمام ، وخالد بن الحارث - عن هشام بن حسان.
كلاهما - عاصم الأحول ، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين ، عن الرباب أم الرائح ، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (4/18) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال : أخبرنا سليمان بن عبيد الله ، قال : أخبرنا أبو قتيبة ، قال : حدثنا شعبة ، عن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة عن خالد.
ثلاثتهم - عاصم الأحول ، وهشام بن حسان ، وخالد الحذاء - عن حفصة ، عن سلمان بن عامر ، عن النبي ، -صلى الله عليه وسلم- ، به ليس فيه الرباب أم الرائح.
* وأخرجه أحمد (4/17) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى الورقة (43) قال : أخبرنا عبد الله بن الهيثم ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، وحماد بن مسعدة.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر ، ويوسف ، وحماد - عن هشام ، عن حفصة ، عن الرباب الضبية ، عن سلمان بن عامر الضبي به موقوفا.
* قال هشام : وحدثني عاصم ، أن حفصة ترفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني عن الرباب عن سلمان.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (43) قال : أخبرنا عبد الله بن الهيثم ، قال : حدثنا حماد بن مسعدة، عن هشام ، عن حفصة ، عن سلمان ، فذكره موقوفا.
* رواية سفيان بن عيينة : «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة الحديث» .
* قال النسائي : لا أعلم أحدا روى هذا الحديث : فإنه بركة. غير سفيان بن عيينة. السنن الكبرى الورقة (43) .

النوع الرابع : في الدعاء عند الإفطار
4560 - (د) معاذ بن زهرة : بلغه أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا أفطر قال : اللهم لك صُمْتُ ، وعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ» . أخرجه أبو داود، وهو مرسل (1) .
__________
(1) رقم (2358) في الصوم ، باب القول عند الإفطار ، مرسلاً ، ولكن للحديث شواهد يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2358) حدثنا مسدد ، ثنا هشيم ، عن حصين ، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي فذكره.
قلت : وأورده أبو داود في المراسيل (91) وعن معاذ بن زهرة أنه بلغه فذكره.
وأورد الحافظ في تهذيب التهذيب الحديث في ترجمته فقال أرسل عن النبي في القول عند الإفطار.

4561 - (د) مروان بن سالم المقفع : قال : «رأيتُ ابنَ عمر يقبض على لحيته، فيقطعُ ما زاد على الكفِّ ، وقال : كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذا أفطر -[379]- قال : ذَهَبَ الظَّمأُ ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ ، وثَبَتَ الأجرُ إِن شاءَ اللهُ» . أخرجه أبو داود (1) .
زاد رزين : «الحمدُ لله» . في أول الحديث.
__________
(1) رقم (2357) في الصوم ، باب القول عند الإفطار ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2357) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (299) قال : أخبرني قريش بن عبد الرحمن.
كلاهما - عبد الله بن محمد ، وقريش بن عبد الرحمن - قالا : حدثنا علي بن الحسن هو ابن شقيق ، قال: أخبرنا الحسين بن واقد ، قال : حدثنا مروان ، يعني ابن سالم المقفع ، فذكره.
قلت : حسن إسناده الدارقطني في السنن ، وذكر الحديث الحافظ في تهذيب التهذيب من ترجمته وقال: ذكره ابن حبان في الثقات مما يشعر انفراد ابن حبان بتوثيقه، وابن حبان معروف بتوثيق المجهولين فلا يعتمد توثيقه عند انفراده.

الفرع الثالث : ترك الوصال
4562 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الوصال ، قالوا : إِنكَ تُوَاصِلُ ؟ قال : إِني لَسْتُ كهيئتِكُم ، إِني أُطْعَم وأُسْقَى» . وفي رواية: «لستُ مِثْلَكم» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وللبخاري : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- واصل ، فواصل الناسُ ، فشقَّ عليهم ، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُواصلوا ، قالوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ؟ قال : لَستُ كهيئتكم ، إِني أَظَلُّ أُطعَم وأُسْقَى» .
وأخرج الموطأ ، وأبو داود الرواية الأولى (1) . -[380]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوِصَال) : المواصلة في الصوم : هو أن يصوم يومين أو ثلاثة لا يفطر فيها.
(أُطْعَمُ وأُسْقَى) : أي : أعان على الصوم وأقوى عليه ، فيكون ذلك بمنزلة الطعام والشراب لكم.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 119 في الصوم ، باب بركة السحور من غير إيجاب ، وباب الوصال ومن قال : ليس في الليل صيام ، ومسلم رقم (1102) في الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصوم ، والموطأ 1 / 300 في الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصيام ، وأبو داود رقم (2360) في الصوم ، باب في الوصال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (200) ، وأحمد (2/21) (4721) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيدالله. وفي (2/23) (4752) قال : حدثنا وكيع ، عن العمري. وفي (2/102) (5795) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5917) قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا مالك. وفي (2/128) (6125) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : حدثنا مالك بن أنس. وفي (2/143) (6299) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/153) (6413) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أيوب. وعبد ابن حميد (755) قال : حدثنا محمد ابن عبيد، قال : حدثنا عبيد الله. والبخاري (3/37) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جويرية. وفي (3/48) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. ومسلم (3/133لاقال : حدثنا يحيى ابن يحيى ، قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبد الله ابن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال : دحثني أبي ، عن جدي ، عن أيوب ،وأبو داود (2360) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8216) عن أبي قدامة ، عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله.
خمستهم - مالك ، وعبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمر العمري ، وأيوب ، وجويرية بن أسماء - عن نافع ، فذكره.

4563 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «واصل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في آخرِ شهرِ رمضانَ ، فواصل ناسٌ من المسلمين ، فبَلَغَهُ ذلك ، فقال : لو مُدَّ لنا الشهرُ لواصلنا وِصالاً يَدَعُ المتعمِّقون تَعَمُّقَهم ، إِنكم لستم مِثْلي - أو قال : لَسْتُ مثلَكم - إِني أظلُّ يُطعمني ربي ويَسقيني» .
وفي رواية قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «لا تُوَاصِلوا ، قالوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ؟ قال : لَستُ كأحد منكم ، إِني أبيتُ أُطْعَم ، وأسْقَى» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي الثانية ، وقال : «إِن ربي يُطعمني ويَسقيني» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المتعَمِّقُون) : المتَعَمِّق في الأمر : المبالغ فيه ، المجاوز للحد.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 176 في الصوم ، باب الوصال ، وفي التمني ، باب ما يجوز من اللو ، ومسلم رقم (1104) في الصوم ، باب النهي عن الوصل في الصوم ، والترمذي رقم (778) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الوصال للصائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/24) قال : حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/200) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (9/106) قال : حدثنا عياش بن الوليد ، قال : حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (3/134) قال : حدثنا عاصم بن النضر التيمي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث. وابن خزيمة (2070) قال : حدثنا عمرو بن علي، قال : حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي.
أربعتهم - ابن أبي عدي ، ويزيد ، وعبد الأعلى ، وخالد - عن حميد.
2- وأخرجه أحمد (3/253) قال : حدثنا عفان ،وعبد بن حميد (1353) قال : حدثني سليمان بن حرب.
كلاهما - عفان ، وسلميان - قالا : حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حميد ، وحماد - عن ثابت ، فذكره.

4564 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «نهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الوِصَال رحمة لهم ، فقالوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ؟ قال : إِني لَسْتُ كهيئتكم ، إني يطعمني ربي ، ويسقيني» . أخرجه البخاري ومسلم ، إِلا أن البخاري قال : «نَهى» ، ولم يقل : «نهاهم» ، وقال : ولم يذكر عثمانُ - يعني : ابنَ أبي شيبة - أحدُ رواته «رحمة لهم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 177 في الصوم ، باب الوصال ، ومسلم رقم (1105) في الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصوم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/48) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد. ومسلم (3/134) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعثمان بن أبي شيبة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17047) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن سلام ، وإسحاق بن إبراهيم - عن عبدة بن سليمان ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ،فذكره.

4565 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الوِصال في الصوم ، فقال له رَجُل من المسلمين : إِنكَ تُوَاصِل يا رسولَ الله؟ قال: وأيُّكم مثلي ؟ إِني أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقيني، فلما أَبَوْا أَن يَنْتَهُوا عن الوصال وَاصَلَ بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخَّرَ لزدتُكم ، كالتنكيل لهم حين أبَوْا أن ينتهوا» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِيَّاكم والوِصَال - مرتين - فقيل : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ؟ قال : إِني أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقيني ، فاكْلَفُوا من الأعمال ما تُطيقُون» . ولمسلم نحوه ، ولم يقل : «مرتين» ، وقال : «إِنَّكم لَستُم في ذلك مثلي» . -[382]-
وله في أخرى مثله ، وقال : «اكْلَفُوا مالَكُم به طاقة» .
وأَخرج الموطأ رواية البخاري إِلى قوله : «ويسقيني» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كالتَّنكيل) نَكَّلَ به : إذا جعله عبرة لغيره ، وقيل : هو العقوبة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 179 في الصوم ، باب التنكيل لمن أكثر الوصال ، وفي المحاربين ، باب كم التعزير والأدب ، وفي الاعتصام ، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين ، ومسلم رقم (1103) في الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصوم ، والموطأ 1 / 301 في الصيام ، باب النهي عن الوصال في الصيام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/261) قال : حدثنا ابن نمير ويزيد. قالا: أخبرنا محمد وفي (2/281) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر ، عن الزهري. وفي (2/516) فال : حدثنا روح. قال : حدثنا صالح. قال : أخبرنا ابن شهاب.
والدارمي (1713) قال : حدثنا عبد الله بن صالح. قال : حدثنا الليث. قال : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب والبخاري (3/48) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري. وفي (8/216) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب. وفي (9/119) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري. ومسلم (3/133) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب. والنسائي في الكبرى الورقة (43-أ) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان قال : حدثنا أبي ، عن شعيب ، عن الزهري.
كلاهما - محمد بن عمرو ، وابن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره
* أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (43-أ) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، عن الوليد. قال : حدثنا عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري. قال : حدثنا سعيد وأبو سلمة ، أن أبا هريرة قال : فذكراه.
* وأخرجه البخاري (9/106) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد ، عن ابن شهاب ، أن سعيد بن المسيب أخبره ، أن أبا هريرة قال : فذكره. ليس فيه : أبو سلمة.

4566 - (خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تواصلوا ، فأيُّكم أرادَ أن يُوَاصِلَ فليُواصِلْ حتى السحَرِ ، قالوا : فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يا رسولَ الله؟ فقال : إِني لَستُ كهيئتكم ، إِني أَبِيتُ لي مُطعِم يُطعمني، وساقٍ يَسقيني» . أَخرجه البخاري، وأبو داود (1) .
ولم أجد هذا الحديث في كتاب الحميديِّ ، وقد ذكره البخاري في «كتاب الصوم» ، في «باب الوصال» بعد حديث أنس ، ولا أعلم سبب سُقُوطه من كتاب الحميديِّ الذي قرأتُهُ ونقلتُ منه ، ولعله يقعُ في نسخة أخرى لكتابه ، أو أنَّهُ لم يكن في كتاب البخاري الذي رواه الحميديُّ ، ونقل منه ، والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 177 في الصوم ، باب الوصل ، وباب الوصال إلى السحر ، وأبو داود رقم (2361) في الصوم ، باب في الوصال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/8) قال : حدثنا قتيبة ،قال : حدثنا بكر بن مضر. وفي (3/87) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر. والدارمي (1712) قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث. والبخاري (3/48) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث ، وفي (3/49) قال : حدثنا ربراهيم بن حمزة ، قال : حدثنا ابن أبي حازم. وأبو داود (2361) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، أن بكر بن مضر حدثهم. وابن خزيمة (2073) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أن ابن وهب أخبرهم ، قال : أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي
خمستهم - بكر بن مضر ، وعبد الله بن جعفر ، والليث ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعمرو بن مالك - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، فذكره.

الفرع الرابع : في الجنابة
4567 - (خ م ط د ت س) عائشة، وأم سلمة - رضي الله عنهما - : قالتا : «إن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليصبحُ جُنُباً من جِمَاع ، غيرِ احتلام ، في رمضان ثم يصومُ» .
وفي أخرى عن عبد الرحمن بن أبي بكر : «أَن مَرْوانَ أرسله إِلى أمِّ سلمةَ ، يسألُ عن الرَّجُلِ يصبح جُنُباً ، أيصومُ ؟ فقالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْبِحُ جُنُباً من جماع ، لا حُلْم ، ثم لا يفطر ، ولا يقضي» .
وفي أخرى قالت عائشة : «كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُدْرِكُهُ الفجرُ في رمضانَ جُنُباً من غير حُلْم، فيغتسلُ ويصومُ» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وفي رواية للبخاري : قال أبو بكر بن عبد الرحمن : «كنتُ أَنا وأبي ، فذهبتُ معه حتى دخلنا على عائشةَ ، فقالت: أشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِن كان ليصبِحُ جُنُباً من جِمَاع غيرِ احتلام ، ثم يصوم ، ثم دخلنا على أمِّ سلمةَ ، فقالت مثلَ ذلك» .
وفي أخرى لمسلم : أن أمَّ سلمةَ قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصبح جُنُباً من غيرِ احتلام ، ثم يصوم» . -[384]-
وفي أخرى للبخاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن : «أن أبا عبد الرحمن: أخبر مروانَ: أن عائشةَ وأمَّ سلمةَ أخبرتاه : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدركه الفجر ، وهو جُنُب من أهله، ثم يغتسل ويصوم ، فقال مروانُ لعبد الرحمن : أَقْسِمُ بالله لَتَقْرَعَنَّ (1) بها أبا هريرة، ومروانُ يومئذ على المدينة ، قال أبو بكر : فكره ذلك عبد الرحمن ، ثم قُدِّرَ لنا أن نجتمع بذي الحُلَيفة ، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض ، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة : إِني ذاكر لك أمراً، ولولا مروانُ أقسمَ عَليَّ فيه لم أَذْكُر قولُ عائشةَ وأمِّ سلمة، فقال : كذلك حدَّثني الفضلُ بنُ العباس (2) ، وهو أعلم» .
قال البخاري : وقال همام : حدَّثني عبدُ الله بن عمر عن أبي هريرة : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأمر بالفطر» ، والأول أسند (3) .
وفي رواية عبد الملك بن أَبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر عند مسلم قال : «سمعتُ أبا هريرة يَقُصُّ يقول في قصصه : من أَدركه الفجرُ جُنُباً فلا يصوم ، فذكرت ذلك لعبد الرحمن - يعني : لأبيه - فأنكرَ ذلك ، فانطلق عبدُ الرحمن ، وانطلقتُ معه ، حتى دخلنا على عائشة ، وأمِّ سلمة -[385]- فسألهما عبدُ الرحمن عن ذلك ؟ فكلتاهما قالتا : كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصبح جُنُباً من غير حُلْم ، ثم يَصُومُ ، قال : فانطلقنا حتى دخلنا على مروان، فذكر ذلك له عبدُ الرحمن ، فقال مروانُ : عَزَمْتُ عليكَ إِلا ما ذهبتَ إِلى أبي هريرة وَرَدَدْتَّ عليه ما يقول ، قال : فجئنا أبا هريرة - وأبو بكر حاضر ذلك كلَّه - فَذَكَرَ له عبدُ الرحمن ، فقال أبو هريرةَ : أهما قالتا لك ؟ قال نعم، قال : هما أعلم. ثم ردَّ أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إِلى الفضل بن العباس، فقال أبو هريرة : سمعتُ ذلك من الفضل، ولم أسمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال : فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك» .
قال يحيى بن سعيد : قلتُ لعبد الملك : أقالتا «في رمضان؟» . قال : كذلك «[كان] يصبحُ جُنُباً من غير حُلْم ، ثم يصومُ» .
وفي رواية أخرى لمسلم عن عائشةَ : «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يسْتَفْتِيه - وهي تسمعُ من وراء الباب - فقال : يا رسولَ الله : تدركني الصلاةُ وأنا جُنُب فأصوم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وأَنا تُدركني الصلاةُ وأنا جُنُب فأصوم ، فقال : لَسْتَ مثلنا يا رسولَ الله ، قد غَفَرَ الله لك ما تقدَّم من ذَنْبكَ وما تَأخَّرَ ، فقال : والله إِني لأرْجُو أن أكونَ أخشاكم لله ، وأعلَمكم بما أَتَّقِي» .
وأخرج الموطأ الرواية الأولى ، وله في أخرى مثلها ، ولم يذكر «في رمضانَ» . -[386]-
وله في أخرى عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال : «كنتُ أَنا وأبي عند مروانَ بن الحكم وهو أميرُ المدينة ، فذُكِرَ له أنَّ أبا هريرةَ يقولُ : من أَصبحَ جُنُباً أفطر ذلك اليوم، فقال مروانُ : أَقسمتُ عليك يا عبدَ الرحمن (4) لتذهبنَّ إِلى أُمَّي المؤمنين : عائشةَ ، وأمِّ سلمةَ فلْتسألنَّهما عن ذلك ، فَذَهَبَ عبدُ الرحمن وذَهَبْتُ معه ، حتى دخلنا على عائشةَ، فسلَّم عليها ، ثم قال : يا أمَّ المؤمنين ، إِنا كنا عند مروانَ بنِ الحكم ، فذُكر له: أن أبا هريرةَ يقول : من أصبح جُنُباً أفطر ذلك اليوم ، قالت عائشةُ : ليس كما قال أبو هريرة يا عبدَ الرحمن ، أترغبُ عما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع ؟ قال عبد الرحمن: لا والله ، قالت عائشة : فأَشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنه كان يُصْبح جُنُباً من جماع ، غيرِ احتلام ، ثم يصومُ ذلك اليوم ، قال : ثم خرجنا حتى دخلنا على أمِّ سلمة ، فسألها عن ذلك ؟ فقالت كما قالت عائشةُ ، قال : فخرجنا حتى جئنا مروانَ بنَ الحكم ، فذكر له عبد الرحمن ما قالتا ، فقال مروانُ : أقسمتُ عليكَ يا أبا محمد لتركبنَّ دابتي، فإنها واقفة بالباب، فلتذهبنَّ إِلى أبي هريرة ، فإنه بأرضه بالعقيق، فلَتخبرنَّه ذلك ، فركب عبد الرحمن وركبت معه ، حتى أَتينا أبا هريرةَ ، فتحدَّثَ معهُ عبدُ الرحمن ساعة ، ثم ذكر له ذلك ، فقال أبو هريرة : لا علم لي بذلك ، إنما أخبرنيه مخبر» .
وأخرج الموطأ أيضاً رواية مسلم الآخرة ، وقال فيها : «إِني أصبحُ -[387]- جُنُباً وأنا أريدُ الصيام ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنا أصبح جُنُباً وأَنا أُريدُ الصيامَ ، فأغتسلُ ، وأصومُ» .
وأخرج أبو داود عن عائشةَ ، وأمِّ سلمةَ : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْبِحُ جُنُباً - قال عبدُ الله الأذرَمي في حديثه - : في رمضانَ ، من جماع غيرِ احتلام ، ثم يصومُ» .
قال أبو داود : ما أَقَلَّ من يقول هذه الكلمة ، يعني : «يصبحُ جُنُباً في رمضان» ، وإنما الحديث: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يصبح وهو صائم» .
وأخرج الرواية الآخرة التي لمسلم ، وقال فيها : «إِني أصبحتُ جُنُباً ، وإني أريدُ الصيام، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وأَنا أُصبح جُنُباً ، وأنا أريدُ الصيام ، فأغتسلُ وأصومُ... وذكر الحديث» . وقال في آخره : «وأعلمُكم بما أَتَّبِعُ» .
وفي رواية الترمذي عن عائشةَ ، وأمِّ سلمةَ : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدركه الفجر وهو جُنُب من أهله ، ثم يغتسلُ ، ويصوم» .
وفي رواية النسائي : قال سليمانُ بنُ يسار : «دخلتُ على أمِّ سلمةَ ، فحدَّثَتْني: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصبحُ جُنُباً من غيرِ احتلام ، ثم يصوم» .
وحدَّثنا مع هذا الحديث أنها حَدَّثَتْهُ : «أنها قَرَّبت إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[388]- مَشْويّاً ، فأكل منه ، ثم قام إِلى الصلاة ولم يتوضأ» (5) .
__________
(1) وفي بعض النسخ : لتفزعن ، من الفزع وهو الخوف .
(2) وخبر أبي هريرة عن الفضل منسوخ ، لأن الله تعالى عند ابتداء فرض الصيام كان منع في ليل الصوم من الأكل والشرب والجماع بعد النوم ، ثم أباح الله ذلك كله إلى طلوع الفجر ، فدل على أن حديث عائشة ناسخ لحديث الفضل ، ولم يبلغ الفضل ولا أبا هريرة الناسخ ، فاستمر أبو هريرة على الفتيا به ، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه ، وفي الحديث فوائد انظرها في " الفتح " 4 / 128 .
(3) انظر " الفتح " 4 / 125 و 126 .
(4) في الأصل : يا أبا عبد الرحمن ، وهو خطأ ، والتصحيح من الموطأ وكتب الرجال .
(5) رواه البخاري 4 / 123 في الصوم ، باب الصائم يصبح جنباً ، وباب اغتسال الصائم ، ومسلم رقم (1109) في الصيام ، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ، والموطأ 1 / 291 في الصيام ، باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنباً في رمضان ، وأبو داود رقم (2388) و (2389) في الصوم ، باب فيمن أصبح جنباً في شهر رمضان ، والترمذي رقم (779) في الصوم ، باب ما جاء في الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم ، والنسائي 1 / 108 في الطهارة ، باب ترك الوضوء مما غيرت النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/279) قال : حدثنا حسين بن محمد. قال : حدثنا الفضيل ، يعني ابن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (11/16139) عن هارون بن عبد الله.عن أبي بكر الحنفي.
كلاهما - الفضيل بن سليمان ، وأبو بكر الحنفي - عن خثيم بن عراك بن مالك ، عن سليمان بن يسار ، فذكره.
ورواه أيضا عبد الرحمن بن الحارث. عن أم سلمة وعائشة.
أخرجه أحمد (6/308) قال : حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا : أخبرنا ابن جريج. وفي (6/313) قال: حدثنا روح. قال : حدثنا ابن جريج. والدارمي (1732) قال : أخبرنا أبو عاصم. قال : حدثنا عبد الملك ، يعني ابن جريج.والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد. قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج. (ح) وأخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق قال : حدثنا مروان. قال : حدثنا ليث ، وهو ابن سعد.
كلاهما - ابن جريج ، وليث بن سعد - عن ابن شهاب الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبيه، فذكره.
* قال ابن جريج : حدثني ابن شهاب.
* أخرجه أحمد (6/245 ، 312) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا سعيد. وفي (6/312) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال : أخبرنا أحمد بن حفص ابن عبد الله. قال : حدثني أبي. قال : حدثني إبراهيم ، عن الحجاج. (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى. قال : حدثنا عمرو بن عيسى.قال : حدثنا عبد الأعلى. قال : حدثنا سعيد.
كلاهما - سعيد ، والحجاج بن الحجاج - عن قتادة ، عن عبد ربه ، عن أبي عياض ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن مروان بن الحكم بعثه إلى أم سلمة وعائشة. قال : فلقيت غلامها نافعا فأرسلته إليها فسألها. قال : فرجع إلي فأخبرني أنها قالت : إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا ويصبح صائما.
قال : ثم بعثني إلى عائشة. فلقيت غلامها ذكوان فأرسلته إليها فرجع إلى فأخبرني أنها قالت : إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصبح صائما. قال : فأتيت مروان فأخبرته. فقال : أقسمت عليك لتأتين أبا هريرة فلتخبرنه به. فأتيته فأخبرته. فقال : هن أعلم.
* في رواية زكريا بن يحيى : عبد رب. وفيه فلقيت غلامها ولم يسمه.
* وأخرجه أحمد (6/312) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام ، عن قتادة ، أن أبا عياض ، حدث أن مروان بعث إلى أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره. ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث.
* وأخرجه البخاري (3/38) قال : حدثنا أبو اليمان. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة. قال : حدثنا أبو حيوة.
كلاهما - أبو اليمان ، وأبو حيوة شريح بن يزيد - عن شعيب بن أبي حمزة.
وفي رواية عن الزهري قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه عبد الرحمن أخبره مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه ،فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40 - أ) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا عبد الوهاب. قال : حدثنا وذكر خالدا ، عن أبي قلابة ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، أن أبا هريرة كان يقول : من أصبح جنبا فليفطر. فأرسل مروان إلى عائشة فقالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبح جنبا من جماع غبر حلم ثم يصوم. ثم أتى أم سلمة.. الحديث.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40 -أ) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا وهب بن بقية. قال : أخبرنا خالد ، عن خالد ، عن أبي قلابة ، عن عائشة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصبح صائما. مرسل ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث.
* وأخرجه أحمد (6/71) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا شعبة. قال : حدثنا ابن أبي السفر ، عن الشعبي. وفي (6/99) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن. وفي (6/112) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا زكريا ، عن عامر. وفي (6/313) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا صالح. قال : حدثنا ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال : أخبرنا جعفر بن مسافر. قال : حدثنا ابن أبي فديك. قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبيه. وفي الورقة (40- ب) قال : أخبرني زكريا بن يحيى. قال : حدثنا أبو حفص. قال : وسمعت يحيى يقول : أنا سمعت مجالدا يحدث عن عامر. (ح) و أخبرنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا أبو عابد. عن شعبة. قال : حدثني عبد الله بن أبي السفر. عن الشعبي. (ح) وأخبرني عثمان بن عبد الله. قال :حدثنا عمرو بن عون. قال :ح أخبرنا خالد. عنه مغيرة. عن الشعبي (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد. قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، عن زكريا ، عن الشعبي. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد. قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن.
كلاهما - عامر الشعبي ، وأبو بكر بن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فذكره عن عائشة. ليس فيه أم سلمة.
* وأخرجه أحمد (6/170) قال : حدثنا هشيم ، عن سيار. والنسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال : أخبرني محمد بن قدامة. قال : حدثني جرير ، عن مغيرة (ح) وأخبرني يعقوب بن ماهان. قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا سيار. (ح) وأخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا عمرو بن عيسى. قال : حدثنا عبد الأعلى. قال : حدثنا سعيد ، عن عاصم الأحول.
ثلاثتهم - سيار ، ومغيرة، وعاصم - عن الشعبي ، عن عائشة ، فذكرته.
ليس فيه عبد الرحمن بن الحارث.
* وفي حديث عاصم ، عن الشعبي ، أن عائشة حدثت ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/313) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا صالح. قال : حدثنا ابن شهاب. والنسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال : أخبرنا عيسى بن حماد. قال : أخبرنا الليث ، عن يحيى بن سعيد ، عن عراك بن مالك ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن.
كلاهما - ابن شهاب ، وعبد الملك -عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. عن أبيه ، عن أم سلمة ، فذكرته. ليس فيه عائشة.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال : أخبرني زكريا بن يحيى. قال : حدثنا أبو كامل. قال : حدثنا عبد العزيز. قال : حدثنا خالد ، عن أبي قلابة. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب. قال : حدثنا خالد ، عن أبي قلابة. وفي الورقة (40 - ب) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الوهاب. قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أخبرني عراك بن مالك ، عن عبد الملك بن أبي بكر. (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال : حدثني خالد بن مخلد. قال : حدثني سليمان. قال : حدثني يحيى بن سعيد. قال : حدثني عراك بن مالك ، عن عبد الملك بن أبي بكر.
كلاهما - أبو قلابة ، وعبد الملك - عن أم سلمة ، فذكرته. ليس فيه عائشة.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40- أ) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصبح جنبا من غير احتلام ويصوم.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال : أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا داود ، عن عامر ، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن أباه أرسل إلى عائشة يسألها عن الجنب يصبح هل يصوم ؟ فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال : أخبرنا محمد بن حاتم. قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا عبد العزيز ، عن محمد وهو ابن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، «أن أبا هريرة كان يحدث أنه من أدرك الفجر وهو جنب فلا يصوم. فقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث : إن أبا هريرة ليحدث حديثا قد فظعنا به ، فاذهب إلى أم سلمة فسلها عن ذلك.. الحديث» وليس فيه عائشة.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (40-ب) قال : أخبرنا أحمد بن حرب. قال : حدثنا أسباط ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة. قال : قال أبو هريرة : من أدركه الصبح وهو جنب فليفطر فقطع الناس من قول أبي هريرة ، فأرسل مروان وهو أمير المدينة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. فقال : «اذهب إلى عمتك أم سلمة فاسألها عن هذا» .الحديث. ليس فيه عائشة.
* وأخرجه أحمد (1/213) قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى الورقة (40-أ) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان. قال : حدثنا يزيد.
كلاهما - إسماعيل ، ويزيد بن هارون - عن ابن عون ، عن رجاء بن حيوة ، بني يعلى بن عقبة في رمضان فأصبح جنبا فسأل أبا هريرة فقال : أفطر فقال : ألا أصوم هذا اليوم وأجزئه بيوم مكانه ؟ قال : لا ، فأتى مروان فذكر ذلك له فأرسل أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبح جنبا من غير احتلام فيغتسل ، ثم يصبح صائما» .
قال : الق بها أبا هريرة. قال : جاري جاري. قال : عزمت عليك إلا لقيته فلقيته ، فحدثته الحديث. قال : أما إني لم أسمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وإنما حدثني بذلك الفضل بن عباس.
قلت لرجاء : من حدثك عن يعلى ؟ قال : إياي حدث به يعلى.

الفرع الخامس : في السواك
4568 - (د ت خ) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - : قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يستاك وهو صائم ما لا أَعُدُّ ، ولا أُحْصي» . أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لا أُحصي يتسوَّكُ وهو صائم» .
وأخرجه البخاري ، قال : ويُذْكَرُ عن عامر بن ربيعة... وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2364) في الصوم ، باب السواك للصائم ، والترمذي رقم (725) في الصوم ، باب ما جاء في السواك للصائم ، وذكره البخاري تعليقاً 4 / 136 في الصوم ، باب سواك الرطب واليابس للصائم ، وقد وصله أبو داود والترمذي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (141) . وابن خزيمة (2007) قال : حدثنا أبو موسى.
كلاهما - الحميدي ، وأبو موسى - قالا : حدثنا سفيان يعني ابن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/445) قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبد الرحمن وفي (3/446) قال : حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (318) قال : أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (2364) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى والترمذي (725) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (2007) قال : حدثنا محمد بن بشار ، وأبو موسى ، قالا : حدثنا يحيى (ح) وحدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد الثعلبي ، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع ، وعبد الرحمن ، ويحيى ، وعبد الرزاق - عن سفيان الثوري.
3- وأخرجه أبو داود (2364) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا شريك.
ثلاثتهم - ابن عيينة ، والثوري ، وشريك - عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، فذكره.
* قال أبو بكر بن خزيمة : وأنا بريء من عهدة عاصم ، سمعت محمد بن يحيى يقول : عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس ، وسمعت مسلم بن الحجاج يقول : سألنا يحيى بن معين ، فقلنا : عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن عبيد الله ؟ قال : لست أحب واحدا منهما.
وذكره البخاري تعليقا (4/187) قال : ويذكر عن عامر بن ربيعة قال ،فذكره.
قال الحافظ: وصله أحمد وأبو داود والترمذي من طريق عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه ، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه ، وقال :كنت لا أخرج حديث عاصم ، ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه. وروى يحيى وعبد الرحمن عن الثوري عنه. وروى مالك عنه خبرا في غير الموطأ.. قلت : وضعفه ابن معين والذهلي والبخاري وغير واحد.

4569 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «يَسْتَاكُ أوَّلَ -[389]- النهار الصائمُ وآخره» . أخرجه البخاري في ترجمة باب اغتسال الصائم (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 4 / 133 في الصوم ، باب اغتسال الصائم ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن أبي شيبة عنه بمعناه ، ولفظه : كان ابن عمر يستاك إذا أراد أن يروح إلى الظهر وهو صائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (4/181) قال الحافظ :وصله ابن أبي شيبة عنه بمعناه ولفظه «كان ابن عمر يستاك إذا أراد أن يروح إلى الظهر وهو صائم» .

الفرع السادس : في حفظ اللسان
4570 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيامُ جُنَّة ، فإذا كانَ أحدُكُم صائماً فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهلَ ، فَإِنِ امْرُؤ قَاتَلَهُ أو شَاتَمَهُ ، فليقل: إِنِّي صائم» . أخرجه الموطأ ، وأبو داود.
وأخرجه البخاري ومسلم ، والنسائي أطول من هذا بزيادة معنى آخر، وسيجيءُ في كتاب «فضل الصوم» من «حرف الفاء» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَّة) الجُنَّة : الوقاية.
(يَرْفُث) لا يرفث ، أي : لا يُفْحِش في القول. -[390]-
(فليقل : إني صائم) معناه : فليقل لصاحبه: إني صائم ، ليرده بذلك عن نفسه ، وقيل : هو أن يقول ذلك في نفسه ، ليعلم نفسه أنه صائم ويذكِّرَها بذلك ، فلا يخوض معه ، ولا يكافئه على شتمه ، لئلا يَفْسُد صومه ، ولا يحبط أجر عمله.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 88 و 89 في الصوم ، باب فضل الصوم ، وباب هل يقول : إني صائم إذا شتم ، وفي اللباس ، باب ما يذكر في المسك ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه ، ومسلم رقم (1151) في الصيام ، باب حفظ اللسان للصائم ، والموطأ 1 / 310 في الصيام ، باب جامع الصيام ، وأبو داود رقم (2363) في الصوم ، باب الغيبة للصائم ، والنسائي 4 / 163 في الصوم ، باب فضل الصيام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/313) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره ، والبخاري في الصوم (2) عن القعنبي.عن مالك. عن عبد الله.عن عبد الرحمن الأعرج. عن أبي هريرة.وأبو ادود فيه الصلاة (25:2) عن القعنبي. عن مالك. عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة ولم يذكر الصيام جنة. والنسائي فيه الصيام ، الكبرى (95:1) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك.عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة وقال : الصيام تحفة الأشراف (10/191) .
وأخرجه مسلم في الصوم (30:2) عن قتيبة والقعنبي.
كلاهما عن المغيرة عن عبد الله. عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. والنسائي فيه الصيام ، الكبرى (94) عن قتيبة. عن المغيرة. عن عبد الله عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. وزاد: «إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل» الحديث تحفة الأشراف (10/203) .

4571 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ» . أخرجه البخاري، وأبو داود ، والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قول الزُّور) : هو الكذب.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 99 و 100 في الصوم ، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم ، وفي الأدب ، باب قول الله تعالى : {واجتنبوا قول الزور} ، وأبو داود رقم (2362) في الصوم ، باب الغيبة للصائم ، والترمذي رقم (707) في الصوم ، باب ما جاء في التشديد في الغيبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/452) قال : حدثنا حجاج.وفي (2/452) (505) قال : حدثنا يزيد والبخاري (3/33) قال : حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (8/21) قال : حدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (2362) قال : حدثنا أحمد بن يونس وابن ماجه (1689) قال : حدثنا عمرو بن رافع.قال : حدثنا عبد الله بن المبارك والترمذي (707) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال : حدثنا عثمان بن عمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14321) عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك. (ح) وعن الربيع بن سليمان ، عن ابن وهب. وابن خزيمة (1995) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى. قال : حدثنا عبد الله ، يعني ابن المبارك.
سبعتهم - حجاج بن محمد ، ويزيد بن هارون ، وآدم ، وأحمد بن يونس ، وعبد الله بن المبارك ، وعثمان ابن عمر ، وابن وهب - عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/13018) عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، فذكره ، ليس فيه عن أبيه.

الفرع السابع : في دعوة الصائم
4572 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا دُعِيَ أحدُكم إِلى الطعامِ وهو صائم، فليقُلْ : إِني صَائِم» .
وفي رواية : «إِذا دُعِيَ أحَدَكُم إِلى الطعامِ ، فَلْيُجِبْ ، فَإِن كانَ مُفْطِراً ، فَليَطعَمْ ، وَإِن كان صَائِماً فَلْيُصَلِّ» . -[391]-
قال هشام : يريد : «فليَدْعُ لهم» . أخرجه مسلم ، وأَبو داود.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى ، وأخرج الثانية ، قال : «فَلْيُجِبْ ، فإن كان صائماً فَليُصَلِّ - يعني : الدُّعاءَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلْيُصَلِّ) : قد جاء تفسيره في الحديث ، أي : فلْيَدْعُ لهم ، وكذلك هو ، فإن الصلاة في اللغة أصلها الدعاء.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1150) في الصيام ، باب الصائم يدعى لطعام فليقل : إني صائم ، وأبو داود رقم (2461) في الصوم ، باب ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام ، والترمذي رقم (780) و (781) في الصوم ، باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1012) وأحمد (2/242) . والدارمي (1744) قال : أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (3/157) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. وأبو داود (2461) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجة (1750) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. والترمذي (781) قال : حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13671) عن قتيبة.
عشرتهم - الحميدي ، وأحمد بن حنبل ، وحجاج بن منهال ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، ومسدد ، ومحمد بن الصباح ، ونصر بن علي ، وقتيبة بن سعيد - عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.

4573 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن نزل بقوم فلا يَصُومنَّ [تطوعاً] إِلا بإذنهم» ، أَخرجه الترمذي، وقال : هذا حديث منكر، لا نعرف أحداً من الثقات [روى هذا الحديث] عن (1) هشام بن عروة (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع غير ، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة .
(2) رقم (789) في الصوم ، باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم ، وفي سنده أيوب بن واقد الكوفي ، وهو متروك ، قال الترمذي : روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من هذا ، قال الترمذي : وهذا ضعيف أيضاً ، وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه بن ماجة (1763) قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي. قال : حدثنا موسى بن داود ، وخالد بن أبي يزيد. قالا: حدثنا أبو بكر المدني. والترمذي (789) قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي البصري. قال : حدثنا أيوب بن واقد الكوفي.
كلاهما - أبو بكر المدني ، وأيوب بن واقد - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث منكر ، لا نعرف أحدا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة ، وقد روى موسى بن داود ، عن أبي بكر المدني ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، نحوا من هذا ، وهذا حديث ضعيف أيضا ، وأبو بكر ضعيف عند أهل الحديث.
قلت : وفي سند الترمذي أيوب بن واقد ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. (1/134) وقال : قال أحمد ، وأبو حاتم الرازي ، والنسائي : ضعيف الحديث ، وقال يحيى : ليس بثقه وقال الدارقطني : منكر الحديث. وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج بروايته.
وسند ابن ماجة فيه أبو بكر المدني قال الحافظ في التقريب (2/397) : رموه بالوضع.

4574 - (ت) أم عمارة بنت كعب الأنصارية - رضي الله عنها - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليها ، فقدَّمت إِليه طعاماً ، فقال لها : كُلي ، فقالت: إِني صائمة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِن الصائم تُصَلِّي عليه الملائكة إِذا أُكِلَ -[392]- طعامُهُ حتى يفرغوا - وربما قال : [حتى] يشبعوا» .
وفي رواية ليلى عن مولاتها (1) : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الصائم إِذا أَكَلَ عنده المفاطيرُ صَلَّت عليه الملائكةُ» .
وفي أخرى نحو الأولى ، ولم يذكر فيها «حتى يفرغوا ، أو يشبعوا» ، أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) ليلى : هي عتيقة أم عمارة . وأم عمارة : هي جدة حبيب بن زيد ، راوي الحديث عن ليلى ، ولذلك قال في رواية " عن مولاة لنا " .
(2) رقم (784) و (785) و (786) في الصوم ، باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/365) قال : حدثنا أسود بن عامر. قال : حدثنا شريك.وفي (6/365) قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة. وفي (6/365) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/439) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/439) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا شعبة وعبد بن حميد (1568) قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا شعبة. الدارمي (1745) قال : أخبرنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (1748) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد وسهل. قالوا : حدثنا وكيع ، عن شعبة. والترمذي (785) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أخبرنا شعبة. وفي (786) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شريك ، وشعبة - عن حبيب بن زيد الأنصاري ، عن مولاة لهم يقال لها :ليلى ، عن جدته أم عمارة بنت كعب الأنصارية ، فذكرته.
* في رواية شريك : عن مولاته ليلى ، عن عمته أم عمارة.
* وأخرجه الترمذي (784) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا شريك ، عن حبيب بن زيد ، عن ليلى ، عن مولاتها ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال : الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة.
* وأخرجه النسائي الكبرى الورقة (43-أ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة ، عن حبيب ، عن ليلى ، عن جدة حبيب ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فأتته بطعام. فقال لها : كلي. فقالت : إني صائمة. فقال : إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا.
* وأخرجه النسائي الكبرى الورقة (43-أ) قال : أخبرنا علي بن حجر. قال : أخبرنا شريك ، عن حبيب ابن زيد ، عن ليلى ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة.

الفرع الثامن : في صوم المرأة بإذن زوجها
4575 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَصُمِ المرأَةُ وبَعْلُها شاهد إِلا بإِذنِهِ» . رواه البخاري في رواية هكذا ، ولم يزد عليه.
وقد اتفق هو ومسلم عليه في رواية أخرى في جملة حديث ذُكِرَ في «باب الصَّدَقة» . -[393]-
وزاد أبو داود في هذه الرواية : «في غير رمضانَ ، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إِلا بإِذنه» .
وفي رواية الترمذي : «لا تصومُ المرأةُ وزوجُها شاهد يوماً من غير شهرِ رمضانَ إِلا بإِذنه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 257 في النكاح ، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعاً ، وباب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه ، ومسلم رقم (1026) في الزكاة ، باب ما أنفق العبد من مال مولاه ، وأبو داود رقم (2485) في الصوم ، باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها ، والترمذي رقم (782) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/316) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (3/73و7/84) قال : حدثنا يحيى بن جعفر. قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/39) قال : حدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/91) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1687 ، 2458) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، وعبد الله بن المبارك - عن معمر ، عن همام بن منبه. فذكره.

الباب الثاني من كتاب الصوم : في مبيح الإفطار وموجبه ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في المبيح ، وهو السفر ، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول : في إباحة الإفطار وذم الصيام
4576 - (م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله -[394]- صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عام الفتح إِلى مكةَ في رمضانَ ، فصامَ حتى بلغَ كُراعَ الغَميم ، فصام الناسُ ، ثم دعا بِقَدح من ماء، فرَفَعَهُ حتى نَظَرَ الناسُ ، ثم شَرِبَ ، فقيل له بعد ذلك : إِنَّ بعضَ الناس قد صام؟ فقال: أولئكَ العُصاةُ ، أولئكَ العُصاةَ» .
زاد في رواية «فقيل له : إِنَّ الناسَ قد شَقَّ عليهم الصيامُ ، وإنما ينظرون فيما فعلتَ ، فدعا بِقَدَح من ماء بعدَ العصر» . أخرجه مسلم ، وأخرج الترمذي الرواية الثانية ، وقال: «أولئك العُصاةُ» . مرة واحدة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1114) في الصيام ، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية ، والترمذي رقم (710) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية الصوم في السفر ، ورواه أيضاً النسائي 4 / 117 في الصوم ، باب ذكر اسم الرجل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1289) قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/141) قال : حدثني محمد ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب يعني ابن عبد المجيد وفي (3/142) والترمذي (710) قالا -مسلم ، والترمذي- حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (4/177) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، قال : أنبأنا الليث ، عن ابن الهاد.وابن خزيمة (2019) قال : حدثنا محمد بن بشار بندار ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عياض.
خمستهم - سفيان ، وعبد الوهاب ، وعبد العزيز ، وابن الهاد ، وأنس عن جعفر بن محمد ، عن أبيه - فذكره.

4577 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر ، فمنَّا الصائم ، ومِنَّا المفطرُ ، قال : فنزلنا منزلاً في يوم حارّ ، أكثرُنا ظِلاً صاحبُ الكساءِ ، ومِنَّا من يتَّقي الشمسَ بيده ، قال : فسقط الصُّوَّام ، وقام المفطرون فضربوا الأبنيةَ ، وسَقَوُا الرِّكابَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ذَهَبَ المفطرون اليومَ بالأجرِ» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والنسائي (1) . -[395]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأبنية) جمع بناء ، وهو الخِباء والخيمة.
(الرِّكاب) : الإبل.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد ، باب الخدمة في الغزو ، ومسلم رقم (1119) في الصيام ، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل ، والنسائي 4 / 182 في الصوم ، باب فضل الإفطار في السفر على الصيام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه البخاري (4/42) قال : حدثنا سليمان بن داود ، أبو الربيع ، عن إسماعيل بن زكريا.
2- وأخرجه مسلم (3/143) قال : حدثنا إسحاق أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (4/182) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (2033) قال : حدثنا سلم بن جنادة.
ثلاثتهم - أبو بكر ، وإسحاق ، وسلم - عن أبي معاوية.
3- وأخرجه مسلم (3/144) . وابن خزيمة (2032) قالا : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حفص بن غياث.
ثلاثتهم - إسماعيل ، وأبو معاوية ، وحفص - عن عاصم الأحول ، عن مورق ، فذكره.

4578 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «أُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بطعام بِمَرِّ الظِّهران، فقال لأَبي بكر وعمر : أُدْنُوَا فكُلا ، فقالا : إِنا صائمان، قال : ارْحَلُوا لصاحِبَيْكم، اعملوا لصاحِبَيْكم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 177 في الصوم ، باب ذكر اسم الرجل ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/336) .والنسائي (4/177) قال :أخبرنا هارون بن عبد الله وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. وابن خزيمة (2031) قال : حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن خلف الحدادي.
خمستهم - أحمد بن حنبل ، وهارون بن عبد الله ،وعبد الرحمن بن محمد ، وعبدة بن عبد الله ، ومحمد بن خلف- عن عمر بن سعد وهو أبو داود الحفري ، عن سفيان الثوري ، عن الأوزاعي ، عن يحيى ابن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/178) قال : أخبرنا عمران بن يزيد. قال : حدثنا محمد بن شعيب. قال : أخبرني الأوزاعي. (ح) قال : وأخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا علي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/15399) عن محمود بن خالد ، عن الوليد ، عن الأوزاعي.
كلاهما - الأوزاعي ، وعلي بن عمر - عن يحيى ، عن أبي سلمة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره مرسلا.

4579 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى رجلاً قد اجتمع الناسُ عليه ، وقد ظُلِّل عليه ، فقال: ماله ؟ قالوا: رَجَل صائم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ليس [من] البرِّ أن تصوموا في السفر» .
وفي رواية : «ليس من البرِّ الصومُ في السفر» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي.
وفي أخرى للنسائي : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ برجل في ظِلِّ شجرة ، يُرَشُّ عليه الماء ، فقال : ما بالُ صاحبكم ؟ قالوا : يا رسولَ الله ، صائم ، قال : إِنَّهُ ليسَ من البرِّ أن تصوموا في السَّفَرِ ، وعليكم برُخْصَةِ الله التي رَخَّصَ لكم ، فَاقْبَلُوها» . -[396]-
وله في أخرى مختصراً : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليسَ من البرِّ الصيامُ في السَّفرِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البِرُّ) : الطاعة وفعل الخير.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 161 و 162 في الصوم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد عليه الحر : ليس من البر الصيام في السفر ، ومسلم رقم (1115) في الصيام ، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية ، وأبو داود رقم (2407) في الصوم ، باب اختيار الفطر ، والنسائي 4 / 176 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على علي بن المبارك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/299) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/317) قال :حدثنا إسماعيل ، وفي (3/319) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/398) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1079) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (1716) قال : أخبرنا هاشم بن القاسم ، وأبو الوليد. والبخاري (3/44) قال : حدثنا آدم.ومسلم (3/142) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن المثنى ، وابن بشار ، جميعا عن محمد بن جعفر. وفي (3/142) أيضا قال : حدثنا عبيد الله ابن معاذ ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أحمد بن عثمان النوفلي ، قال : حدثنا أبو داود. وأبو داود (2407) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والنسائي (4/177) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، وخالد بن الحارث. وابن خزيمة (2017) قال : حدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر.
جميعهم - محمد بن جعفر ، وإسماعيل ، ويحيى ، وعفان ، ويزيد ، وهاشم ، وأبو الوليد ، وآدم ، ومعاذ ، وأبو داود ، وخالد - عن شعبة. عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن محمد بن عمرو ، فذكره.

4580 - (س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ من البِرِّ الصيامُ في السفر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 174 و 175 في الصوم ، باب ما يكره من الصيام في السفر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 434 ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/174 و175) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال :أنبأنا سفيان عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم فذكره.

4581 - () أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أمِنَ امْبِرّ امْصَوم في امْسَفَر؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ليس من امْبِرّ امْصَوم في امْسَفَر» . أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من امْبِر) قوله : من امبر ، هذه الميم بدل من لام التعريف في لغة قوم من اليمن ، فلا ينطقون بلام التعريف ، ويجعلون مكانها الميم.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 434 من حديث كعب بن عاصم الأشعري ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد الله في زوائد المسند (5/434) حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري وكان من أصحاب السقيفة قال... فذكره.
قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية (3/26) :وروى «ليس من امبر امصيام في امسفر» وهي لغة بعض العرب ، رواها عبد الرزاق في مصنفه :أخبرنا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري عن النبي فذكره ، وعن عبد الرزاق رواه أحمد في مسنده، ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه

4582 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - : قال : «كان يقال : الصيامُ في السفر : كالإفطار في الحَضر» .
وفي رواية : «الصائم في السفر : كالمفطر في الحضر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 183 في الصوم ، باب ذكر قوله : الصائم في السفر كالمفطر في الحضر ، وإسناده منقطع ، ورواه ابن ماجة مرفوعاً ، وإسناده منقطع أيضاً ، قال الحافظ في " التلخيص " : وصحح كونه موقوفاً ابن أبي حاتم عن أبيه والدارقطني في " العلل " والبيهقي وغيرهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1666) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : حدثنا عبد الله بن موسى التيمي ، عن أسامة بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/183) قال : أخبرنا محمد بن أبان البلخي ، قال : حدثنا معن. (ح) وأخبرنا محمد ابن يحيى بن أيوب ، قال : حدثنا حماد الخياط ، وأبو عامر.
ثلاثتهم - معن بن عيسى ، وحماد ، وأبو عامر - عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن عوف ، فذكره موقوفا.
* وأخرجه النسائي (4/183) قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب. قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه. فذكره موقوفا أيضا.
قلت : ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/238) قال أبو زرعة :رواه أبو أحمد الزبيري ومعن بن عيسى وحماد بن خالد الخياط عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه قوله الصائم في السفر ورواه عنبسة بن خالد عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه عن النبي ، ورواه ابن لهيعة عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي ورواه بقية عن آخر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال أبو زرعة الصحيح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوف.
ونقل الحافظ في التلخيص ترجيح كونه موقوفا عن ابن أبي حاتم عن أبيه والدارقطني في العلل والبيهقي وغيرهما.
وإسناد ابن ماجة إسناد منقطع بن أبي سلمة والنبي ،وإسناد النسائي أيضا منقطع والمترجح فيه الوقف كما أشرت آنفا.

الفرع الثاني : في التخيير بين الصوم والفطر
4583 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - : «أن حمزةَ بنَ عمرو الأسلمي قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أأصومُ في السفر ؟ - وكان كثيرَ الصيام - فقال : إن شئتَ فَصُمْ ، وإن شئتَ فَأفْطِرْ» .
وفي رواية : «إِني أسْرُدُ الصومَ» .
وفي أخرى : «سأله عن الصوم في السفر ؟» . أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 156 و 157 في الصوم ، باب الصوم في السفر والإفطار ، ومسلم رقم (1121) في الصيام ، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر ، والموطأ 1 / 295 في الصيام ، باب ما جاء في الصيام في السفر ، والترمذي رقم (711) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في السفر ، وأبو داود رقم (2402) في الصوم ، باب الصوم في السفر ، والنسائي 4 / 185 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن يسار في حديث عمرو بن حمزة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (199) قال : حدثنا سفيان ،وأحمد (6/46) قال : حدثنا معاوية. وفي (6/193 و202) قال : حدثنا يحيى. وفي (6/207) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (1714) قال: أخبرنا محمد بن يوسف ، عن سفيان. والبخاري (3/43) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. ومسلم (3/144) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. قال : حدثنا حماد ، وهو ابن زيد. وفي (3/145) قال : وحدثناه يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا ابن نمير. (ح) وقال أبو بكر : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وأبو داود (2402) قال : حدثنا سليمان بن حرب ومسدد. قالا : حدثنا حماد. وابن ماجة (1662) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (711) قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، عن عبدة بن سليمان. والنسائي (4/187) قال : أخبرنا محمد بن سلمة. قال : أنبأنا ابن القاسم. قال : حدثني مالك. (ح) وأخبرني عمرو بن هشام. قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن عجلان. وفي (4/188) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا ابن عبدة بن سليمان وفي (4/207) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. قال : حدثنا حماد. وابن خزيمة (2028) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم قال : أخبرنا محمد ، يعني ابن بكر. قال : أخبرنا شعبة.
جميعهم - سفيان بن عيينة ، وأبو معاوية ، ويحيى بن سعيد ،ووكيع ، وسفيان الثوري ، ومالك ، وليث ابن سعد ، وحماد بن زيد ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وعبدة بن سليمان ، ومحمد بن عجلان ، وشعبة - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
أخرجه مالك الموطأ صفحة (197) عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال رسول الله ، فذكره ، مرسلا.

4584 - (خ م ط د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كنا -[398]- نسافر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلم يَعِبِ الصائمُ على المفطرِ ، ولا المفطرُ على الصائمِ» .
وفي رواية : قال حميد [بن أبي حميد] الطويل : «خرجتُ فصمتُ ، فقالوا لي: أعِدْ، فقلتُ : إِن أنساً أخبرني أن أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كانوا يسافرون ، فلا يَعِيبُ الصائمُ على المفطرِ ، ولا المفطرُ على الصائم ، فَلَقِيتُ ابنَ أبي مُلَيكة ، فأخبرني عن عائشةَ بمثله» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأَخرج الموطأ الرواية الأولى.
وفي رواية أبي داود قال : «سافرنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضان ، فصام بعضنا ، وأفطر بعضنا ، فلم يَعِب الصائمُ على المفطرِ ، ولا المفطرُ على الصائم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 163 في الصوم ، باب لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار ، ومسلم رقم (1118) في الصيام ، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية ، والموطأ 1 / 295 في الصيام ، باب ما جاء في الصيام في السفر ، وأبو داود رقم (2405) في الصوم ، باب الصوم في السفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (197) ، والبخاري (3/44) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك.
2- وأخرجه مسلم (3/143) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو خيثمة ، زهير بن معاوية.
3- وأخرجه مسلم (3/143) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، سليمان ابن حيان.
4- وأخرجه أبو داود (2405) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة بن قدامة.
أربعتهم - مالك ، وزهير ، وأبو خالد ، وزائدة - عن حميد ، فذكره.

4585 - (م ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال قَزَعةُ : «أتيتُ أبا سعيد الخدريَّ وهو مكثور عليه ، فلما تفرَّقَ الناسُ عنه قلتُ: إِني لا أسألكَ عما يسألك هؤلاء، فسألتُهُ عن الصوم في السفر ؟ فقال: سافرنَا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى مكةَ ونحنُ صيام، قال: فنزلنا منزِلاً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِنكم قد دَنَوْتُم من عَدُوِّكم ، والفِطْرُ أقوى لكم، -[399]- فكانتْ رخصة ، فمنا من صامَ ، ومنا من أفطر ، ثم نزلنا منزِلاً آخرَ ، فقال: إنكم مُصَبِّحوا عدوِّكم ، والفِطرُ أَقوى [لكم] ، فأفْطِرُوا ، وكانت عَزْمة ، فأَفطرنا ، ثم لقد رأَيتُنا نصوم مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك في السفر» . أخرجه مسلم.
وله عن أبي نَضْرة (1) عن أبي سعيد قال : «غزونا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لستَّ عشرةَ مَضَتْ من رمضانَ ، فمنَّا من صامَ ، ومنَّا من أفطرَ ، فلم يَعِبْ الصائمُ على المُفطرِ ، ولا المفطرُ على الصائمِ» .
وفي رواية : «لثماني عشرةَ خَلَتْ» .
وفي أخرى : «في ثِنْتَيْ عَشْرَةَ» .
وفي أخرى : «لسبع عشرة - أو تسع عشرة» .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى ، وقال في أولها : «وهو يفتي الناسَ وهو مَكْثُور عليه، فانتظرتُ خَلْوتَهُ ، فلما خلا سأْلتُهُ عن صيام رمضانَ في السَّفَرِ ؟ قال : خرجنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ عامَ الفَتح ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصومُ ، ونصومُ، حتى بلغَ مَنْزِلاً من المنازل... وذكر الحديث» . وقال في آخره : «ثم لقد رأيتُني أصومُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك وبعد ذلك» . -[400]-
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا نُسَافِرُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهرِ رمضانَ ، فما يُعابُ على الصائم صومه ، ولا على المفطرِ إِفطاره» .
وفي أخرى له قال : «كُنَّا نسافِر مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-. فمنَّا الصائم، ومنَّا المفطرُ، فلا يجدُ المفطر على الصائم ، ولا الصائمُ على المفطر ، وكانوا يَرَوْنَ : أَنَّه مَنْ وَجدَ قُوَّة فصام ، فَحَسَن ، وَمَنْ وَجدَ ضَعفاً فَأفْطَرَ ، فَحَسَن» .
وفي رواية النسائي قال : «كُنَّا نُسَافِرُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمنَّا الصائمُ ، ومنَّا المفطر ، فلا يَعِيبُ الصائمُ على المفطرِ ، ولا المفطرُ على الصائم» . وله عنه وعن جابر مثله (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَزْمَة) : العَزمة: الفريضة ، وهي ضد الرخصة.
(مَكْثُور عليه) المكثور عليه ، يريد به : الذي اجتمع عليه الناس وكثروا فلا يخلو.
(الوَجْد) : الغضب ، فلان يجد علي ، أي يغضب.
__________
(1) في المطبوع : عن أبي بصرة ، وهو تصحيف .
(2) رواه مسلم رقم (1116) و (1117) و (1120) في الصيام ، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل ، وأبو داود رقم (2406) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في السفر ، والترمذي رقم (712) و (713) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في السفر ، والنسائي 3 / 188 و 189 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/35) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (3/144) قال : حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2406) قال : حدثنا أحمد بن صالح، ووهب بن بيان ، قالا : حدثنا ابن وهب، وابن خزيمة (2023) قال : حدثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - ابن مهدي ، وابن وهب - قالا : حدثنا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، قال : حدثني قزعة ، فذكره.

4586 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : -[401]- «سَافَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ ، فصامَ حتى بَلَغَ عُسْفَانَ ثم دعا بإِناء من ماء ، فشرب نهاراً ليراه الناسُ ، وأفطر حتى قَدِمَ مكةَ ، قال : وكان ابنُ عباس يقولُ : صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر ، وأفطرَ، فمن شاءَ صامَ ، ومن شاءَ أفطرَ» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم أنَّ ابنَ عباس قال : «لا تَعِبْ على من صام ، ولا على من أفطر، قد صام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر وأفطرَ» .
وللبخاري قال : «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ إِلى حُنَيْن ، والناسُ مختلفون، فصائم ومُفْطِر ، فلما استوى على راحلته دعا بإِناء من لبن أو ماء ، فوضعه على راحلته - أو راحته- ثم نظرَ الناسُ فقال المفطرون للصُوَّام : أَفطروا» .
قال البخاري : وقال عبد الرزاق : أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفتح» ، لم يزد.
وأَخرج أبو داود ، والنسائي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 157 في الصوم ، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر ، وفي الجهاد ، باب الخروج في رمضان ، وفي المغازي ، باب غزوة الفتح في رمضان ، ومسلم رقم (1113) في الصيام ، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان ، وأبو داود رقم (2404) في الصوم ، باب الصوم في السفر ، والنسائي 4 / 183 في الصوم ، باب الصيام في السفر ، وباب ذكر الاختلاف على منصور ، وباب الرخصة للمسافر أن يصوم بعضاً ويفطر بعضاً ، وباب الرخصة في الإفطار لمن حضر شهر رمضان فصام ثم سافر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/259) (2350) قال : حدثنا عبيدة. وفي (1/259) (2351) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا شيبان. وفي (1/291) (2652) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (1/325) (2996) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا مفضل. والبخاري (3/ 44) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة وفي (5/186) قال : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا جرير ومسلم (3/141) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم.قال : أخبرنا جرير ، وأبو داود (2404) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة والنسائي (4/184) قال : أخبرنا محمد بن قدامة ، عن جرير. وفي (4/189) قال : أخبرنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا مفضل. وابن خزيمة (36/20) قال :حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح.قال :حدثنا عبيدة بن حميد. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير.
خمستهم - عبيدة بن حميد ، وشيبان ، وأبو عوانة ، ومفضل ، وجرير- عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاووس ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/340) (3162) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج ، قالا : حدثنا شعبة، عن منصور. وابن ماجة (1661) قال : حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور والنسائي (4/183) قال : أخبرنا القاسم بن زكريا.قال : حدثنا سعيد بن عمرو.قال : حدثنا عبثر بن العلاء بن المسيب ، عن الحكم بن عتيبة. وفي (4/184) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، عن شعبة ، عن منصور.
كلاهما - منصور ، والحكم - عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فذكره ، ليس فيه طاووس.

4587 - (د س) حمزة بن عمرو (1) الأسلمي - رضي الله عنهما - : قال : «قلتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِني صاحبُ ظَهْر أُعالجه، أُسافرُ عليه وأَكْرِيه ، وإِنَّه ربما صادفَني هذا الشهر - يعني: رمضانَ- وأنا أجِدُ القُّوةَ ، وأَنا شابّ ، وأَجِدُني أَن أصومَ يا رسولَ الله أهْوَنُ عليَّ مِن أَن أُؤَخِّره فيكون دَيْناً ، أَفأَصومُ يا رسول الله أعظمُ لأجري، أو أُفطِرُ؟ قال: أيَّ ذلك شئتَ يا حَمْزَةُ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي : «أنه سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصوم في السفر ؟ فقال : إِن شئتَ فَصُم، وَإِن شئتَ فأفطر» .
وفي أخرى : «إِن شئتَ أن تصومَ فَصُمْ ، وإِن شئتَ أَن تُفطرَ فأفطر» .
وفي أخرى : «إِني أجدُ قُوَّة على الصيام في السفر ؟ قال: إِن شئتَ فَصُمْ ، وَإِن شِئتَ فَأَفْطِرْ» .
وفي أخرى قال : «كنتُ أَسْرُدُ الصيامَ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : يا رسولَ الله، إِني أسرُدُ [الصيامَ] في السفر؟ فقال: إِن شئتَ فَصُمْ وَإِن شئتَ فأفْطِرْ» .
وفي أخرى : «إِني أجد فيَّ قُوَّة على الصيام في السفر ، فهل عليَّ جُنَاح ؟ قال: هي رُخْصَة من الله عز وجل ، فمن أخذ بها فَحَسَن ، وَمَنْ أحبَّ أن يصومَ فلا جُنَاحَ عَلَيْهِ» (2) . -[403]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظَهر) : الظهر هاهنا : كناية عن الإبل.
(أُعالجه) : معالجته : معاناته ، يريد به : مكاراته والسفر به.
__________
(1) في المطبوع : حمزة بن عمر ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (2403) في الصوم ، باب الصوم في السفر ، والنسائي 4 / 185 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن يسار ، وباب ذكر الاختلاف على عروة في حديث حمزة ، وباب الاختلاف على هشام بن عروة فيه ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2403) قال : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، قال : حدثنا محمد بن عبد المجيد المدني ، قال : سمعت حمزة بن محمد بن حمزة الأسلمي يذكر أن أباه أخبره ، فذكره.
أخرجه النسائي (4/185) قال : أخبرني هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : أنبأنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : أخبرني عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
قلت :ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود.

الفرع الثالث : في إباحة الإفطار مطلقاً
4588 - (خ م ط س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج من المدينة، ومعه عَشْرَةُ آلاف ، وذلك على رأس ثمانيَ سنين ونصف من مَقْدَمِهِ المدينةَ ، فسار بمن معه من المسلمينَ إِلى مكةَ، يصومُ ويصومون، حتى بلغ الكَديد - وهو ما بين عُسفانَ وقُدَيْد - أفطرَ وأفطَرُوا» قال الزُّهري : وَإِنَّمَا يُؤخَذُ من أمر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الآخِرُ فالآخِرُ.
وفي رواية للبخاري : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا غزوةَ الفتح في رمضان» لم يزد، قال الزهري : وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيِّبِ يقول مثل ذلك، [ثم] قال [البخاري] متصلاً به: وعن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، حتى إِذا بلغَ الكَديد - الماء الذي بين قُديد وعُسْفانَ - أفطَر ، فلم يزل مُفْطِراً حتى انسلخ الشَّهرُ» . -[404]-
وهو عند مسلم عن ابن شهاب : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح ، فصام حتى بَلَغَ الكَديد ، ثم أفطر ، قال : وكان أصحابُه - صلى الله عليه وسلم- يَتَّبِعُون الأحدَثَ فالأحْدَثَ من أمرِهِ - صلى الله عليه وسلم-» ، وعنده في رواية سفيان مثله.
قال سفيان : لا أدري : من قولِ مَنْ هو ؟ يعني : «وكان يُؤخَذُ بالآخِرِ من قول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟» .
وعنده في أخرى مثله ، وقال : قال الزهري : «كان الفِطْرُ آخرَ الأمرين ، وإنما يؤخَذُ من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالآخِرِ فالآخِرِ ، قال الزهري : فصبَّح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مكةَ لثلاثَ عَشْرَةَ [لَيلة خَلَتْ] من رمضانَ» .
زاد في رواية : «وكانوا يتَّبعون الأحْدَث فالأحْدَثَ من أمرِهِ ، ويَرَوْنَهُ الناسخَ المحكَم» .
وأخرج الموطأ : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَرج إِلى مكةَ عام الفتح في رمضانَ ، فصام حتى بلغ الكَديد ، ثم أفطرَ ، فأَفطرَ الناسُ ، وكانوا يأخذون بالأحْدَثِ فالأحْدَثِ من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج في رمضانَ ، فصام حتى إِذا أَتى قُدَيداً أُتِيَ بِقَدَح من لَبَن ، فشربَ ، فأفطرَ هو وأصحابه» .
وفي أخرى قال : «صامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من المدينة حتى أتى قُدَيداً ، ثم أَفطرَ ، حتى أتى مكةَ» . -[405]-
وله عن مجاهد مرسلاً : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صام في شهر رمضان، وأفطرَ في السفر» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 157 في الصوم ، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر ، وفي الجهاد ، باب الخروج في رمضان ، وفي المغازي ، باب غزوة الفتح في رمضان ، ومسلم رقم (1113) في الصوم ، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية ، والموطأ 1 / 294 في الصوم ، باب ما جاء في الصيام في السفر ، والنسائي 4 / 183 في الصوم ، باب الصيام في السفر ، وباب ذكر الاختلاف على منصور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (196) ، والحميدي (514) ، وأحمد (1/219) (1892) قالا : حدثنا سفيان وأحمد (1/266) (2392) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي عن ابن إسحاق وفي (1/315) (2884) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/334) (3089) و (1/366) (3460) قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر. وفي (1/348) (3258) قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (645) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر. وفي (648) قال : أخبرنا عثمان بن عمر ، قال : أخبرنا يونس والدارمي (1715) قال : أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا مالك ،والبخاري (3/43) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (4/60) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وفي (5/185) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث ، قال : حدثني عقيل. وفي (5/185) قال : حدثنا محمود ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. ومسلم (3/140) قال : حدثني يحيى بن يحيى ، ومحمد بن رمح ، قالا : أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث. وفي (3/141) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد ، وإسحاق بن إبراهيم ، عن سفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنثي حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. والنسائي (4/189) قال: أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2035) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا ابن عيينة.
ثمانيتهم - مالك ، وسفيان ، ومحمد بن إسحاق ، ومعمر ، وابن جريج ، ويونس ، وعقيل ، والليث - عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
لفظ رواية ابن إسحاق : «ثم مضى رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- لسفره ، واستخلف على المدينة ،أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري ، وخرج لعشر مضين من رمضان ، فصام رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- ، وصام الناس معه ، حتى إذا كان بالكديد ، ماء بين عسفان وأمج ، أفطر ، ثم مضى حتى نزل بمر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين» .
ولفظ رواية معمر : «أن النبي ، خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف ، وذلك على رأس ثماني سنين ونصف ، من مقدمة المدينة ، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة ، يصوم ويصومون ، حتى بلغ الكديد ، وهو ماء بين عسفان وقديد ، أفطر ، وأفطروا» .

4589 - (خ م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - : قال : خرجنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضانَ في حَرّ شديد ، حتى إنْ كان أحدُنا ليضع يَدَهُ على رأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحرِّ ، وما فينا صائم إِلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعبدُ اللهِ بنُ رَوَاحةَ. أخرجه البخاري ومسلم.
وعند أبي داود : «خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض غَزَوَاتِهِ في حرّ شديد ، حتى إِنَّ أحَدَنا ليضعُ يَدَهُ ، أو كَفَّهُ على رأْسه من شدَّةِ الحرِّ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 159 في الصوم ، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر ، ومسلم رقم (1122) في الصوم ، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر ، وأبو داود رقم (2409) في الصوم ، باب فيمن اختار الصيام في السفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/194) قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال :حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وفيه (5/194) قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا هشام يعني ابن سعد ، عن عثمان بن حيان الدمشقي ، وفي (6/444) قال : حدثنا حماد بن خالد ، قال : حدثنا هشام ابن سعد ، عن عثمان بن حيان وإسماعيل بن عبيد الله. [قال أبو عامر: عثمان بن حيان وحده] وعبد بن حميد (208) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيان الدمشقي. والبخاري (3/43 و 44) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة ،عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أن إسماعيل بن عبيد الله حدثه، ومسلم (3/145) قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله. (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيان الدمشقي. وأبو داود (2409) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل ، قال : حدثنا الوليد ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وابن ماجة (1663) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم وهارون بن عبد الله الحمال. قالا : حدثنا ابن أبي فديك.
جميعا - عن هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيان الدمشقي.
كلاهما - إسماعيل بن عبيد الله ، وعثمان بن حيان - عن أم الدرداء ، فذكرته.

4590 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : «بلغَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفتح مَرَّ الظَّهْران ، فآذَننا بلقاءِ العدوِّ ، فأَمرنا بالفِطْرِ ، فأَفطرنا -[406]- أجمعين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1684) في الجهاد ، باب ما جاء في الفطر عند القتال ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 29 ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/29) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدثنا ابن مبارك. وفي (3/87) قال : حدثنا الحكم بن نافع. والترمذي (1684) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (2038) قال : حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي ، قال : حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - ابن المبارك ، والحكم ، وأبو عاصم - عن سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن قزعة، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/87) قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثني عطية ابن قيس ، عمن حدثه ، عن أبي سعيد ، فذكره.

4591 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «سافرنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فصام بعضُنا ، وأفطرَ بعضُنا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 188 و 189 في الصوم ، باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/316) قال : حدثنا أبو معاوية. ومسلم (3/143) قال :حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد و حسين بن حريث كلهم. عن مروان بن معاوية والنسائي (4/188) قال : أخبرنا أبو بكر بن علي ، قال : حدثنا القواريري ، قال : حدثنا بشر بن منصور. وفي (4/189) قال : أخبرني أيوب بن محمد ، قال : حدثنا مروان. وابن خزيمة (2029) قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري.
ثلاثتهم - أبو معاوية ، ومروان ، وبشر - عن عاصم الأحول ، عن أبي نضرة ، فذكره.
رواية أحمد ، والنسائي (4/188) عن أبي نضرة عن جابر فقط.

4592 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : «غَزَوْنَا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- غزوتين : بَدْراً (1) ، والفتحَ ، فأفطرنا فيهما» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : يوم بدر .
(2) رقم (714) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار ، وفي سنده ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، لكن له شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/22) (140) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا بكير. وفي (142) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر. والترمذي (714) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حبيبة.
كلاهما - بكير ، ومعمر - عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
قلت : والحديث في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف، وضعفه العلامة الألباني في ضعيف سنن الترمذي.

4593 - (س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - : قال : «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتغدَّى بمرَّ الظهران ، ومعه أبو بكر ، وعمر ، فقال : الغداءَ» . أَخرجه النسائي. وقال : هذا مرسل (1) .
__________
(1) 4 / 178 في الصوم ، باب ذكر اسم الرجل ، وهو مرسل كما قال النسائي ، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/178) أخبرنا عمران بن يزيد. قال : حدثنا محمد بن شعيب قال : أخبرني الأوزاعي.عن يحيى أنه حدثه عن أبي سلمة ،فذكره.
قلت : قال النسائي:مرسل أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا علي. عن يحيى عن أبي سلمة أن رسول الله وأبا بكر وعمر كانوا بمر الظهران.مرسل.

4594 - (س) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - : قال : «قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من سَفَر ، فقال : انتظرِ الغَدَاءَ يا أبا أُمَيَّةَ ، -[407]- قلتُ : إِني صائم ، قال : أُدْنُ أُخْبِرْك عن المسافر : إِنَّ اللهَ وَضَعَ عنه الصيامَ ، ونِصْفَ الصلاةِ» .
وفي رواية قال له : «تعالَ ، ادْنُ مني، حتى أخبرَك عن المسافر. وَذَكَرَهُ» .
وفي أخرى قال : قدمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : «ألا تنتظرُ الغداءَ يا أبا أُميةَ؟ قلت: إِني صائم... الحديث» .
وفي أخرى : «فسلَّمتُ عليه ، فلما ذهبتُ لأخرج قال : انتظرِ الغَداءَ...» الحديث. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 178 في الصوم ، باب ذكر وضع الصيام عن المسافر ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/178) قال : أخبرني عبدة بن عبد الرحيم ، عن محمد بن شعيب ، قال : حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، فذكره.
ورواه عن عمرو بن أمية جعفر بن عمرو.
أخرجه النسائي (4/178) قال : أخبرني عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا الوليد ، عن الأوزاعي ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو قلابة ، قال : حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/180) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : أنبأنا علي ، عن يحيى ، عن أبي قلابة ، عن رجل ، أن أبا أمية أخبره ، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- من سفر. نحوه.
* وأخرجه النسائي (4/179) قال : أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا شعيب ، قال : حدثني الأوزاعي. وفي (4/180) قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ابن إبراهيم الحراني ، قال : حدثنا عثمان ، قال : حدثنا معاوية.
كلاهما - الأوزاعي ، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، أن أبا أمية الضمري حدثهم ، أنه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه. ليس فيه جعفر بن عمرو ولا رجل.
ورواه أيضا أبو مهاجر عن أبي أمية الضمري.
أخرجه الدارمي (1719) قال : حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (4/179) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا أبو المغيرة. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا موسى بن مروان ، قال : حدثنا محمد بن حرب.
كلاهما - أبو المغيرة ، ومحمد بن حرب - عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهاجر ، فذكره.

4595 - (د ت س) رجل من بني عبد الله بن كعب - اسمه : أنس بن مالك (1) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن اللهَ وضعَ شَطْرَ الصلاةِ عن المسافرِ ، ورخَّصَ له الإفطار، -[408]- وأرخص فيه للمرضِع والحُبْلَى إِذا خافتا على وَلَديهما» . أخرجه أبو داود (2) .
وفي أخرى له وللترمذي قال : «أغَارَتْ علينا خَيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكنتُ قد أسلمتُ، قال : فانطلقتُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فوجدتُه يتغدَّى ، فقال لي : اجلس وأصِبْ من طعامنا هذا ، فقلتُ : إني صائم ، فقال : اجلس أُحدِّثْك عن الصلاة ، وعن الصيام : إِن اللهَ وضعَ شَطْر الصلاةِ عن المسافر ، ووضع عنه الصومَ ، ووضعَ عن الحامل والمرضعِ الصيامَ، واللهِ لقد قالهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كليهما أَو أحدهما - قال : فإِذا ذكرتُ ذلك تَلَهَّفتُ على أن لم آكلْ من طعامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية النسائي قال : «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في إِبل لي ، كانت أُخِذتْ ، فوافقتُه وهو يأكل، فدعاني إِلى طعامه ، فقلتُ : إِني صائم ، فقال : أُدْنُ أُخْبِرْكَ عن ذلك : إِن الله وضعَ عن المسافرِ الصومَ ، وشَطرَ الصلاةِ» .
وفي رواية له عن رجل - ولم يُسمِّه - قال : «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدَّى ، قال : هَلُمَّ إِلى الغَداءِ ، فقلتُ : إِني صائم ، قال : هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عن الصوم : إِنه وُضِعَ عن المسافرِ نصفُ الصلاة ، والصومُ ، ورُخِّصَ للحبلى والمرضع» . -[409]-
وفي أخرى عن شيخ من قُشَير عن عمِّهِ : «أَنه ذهب في إِبل له ، فانتهى إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يأكل - أَو قال : يَطْعَم...» وذكر الحديث.
وفي أخرى عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه قال : «كنتُ مسافراً» .
وفي أخرى : «كنا نُسافِرُ ما شاءَ الله ، فأتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَطْعَم ، فقال: هَلُمَّ واطْعَمْ ، قلتُ : إِني صائم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أُحدِّثُكُم عن الصيام : إِن الله وضعَ عن المسافِرِ الصومَ ، وشطرَ الصلاةِ» .
وله في أخرى عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ عن أبيه - ولم يذكر رجلاً من بَلْحَرِيْش- قال : «كنتُ مسافراً ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-...» وذكر الحديث.
وهذه الرواية قد جعلها عن عبد الله بن الشِّخِّيرِ ، والتي قبلها عن هانئ عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه ، فإن كان قد أسقط من هذه الثانية رَجُلاً ، فهي من جملة طرق الحديث، وإِن لم يكن قد أسقط رجلاً ، فهو حديث منفرد برأسه.
وله في أخرى عن غَيلان ، قال : «خرجتُ مع أبي قِلابة في سفر فقرَّب طعاماً، فقلتُ: إِني صائم ، فقال : إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج في سفر ، فقرَّب طعاماً ، فقال لرجل : ادْنُ فاطْعَمْ ، قال : إِني صائم ، قال : إن الله -[410]- وضعَ عن المسافرِ نصفَ الصلاةِ ، والصيامَ ، في السفر ، فادْنُ فاطْعَمْ ، فدنوتُ فَطَعِمتُ» .
وهذه الرواية أيضاً كذا أخرجها عن أبي قِلابة ، ولأبي قلابة فيما تقدَّم من روايات الحديث عن رجل - ولم يُسمِّه - فتكون هذه الرواية مرسلة (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَطْر) كل شيء : نصفه.
(للمرضع) المرضع : المرأة التي لها ولد ترضعه ، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت : مُرْضِعة.
__________
(1) هو أنس بن مالك الكعبي ، من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وهو صحابي ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد ، وبعضهم يذكر في نسبة القشيري ، يذهبون إلى أن قشيراً هو ابن كعب بن ربيعة ، وأنس بن مالك بن النضر الأنصاري ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو المراد في أكثر الأحاديث عن اطلاق اسم أنس ، ثم أنس بن مالك الكعبي ، وهو الذي في حديثنا ، وهذان صحابيان ، وأنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ، والد الإمام مالك بن أنس ، وهو تابعي ، ثم أنس بن مالك الصيرفي ، شيخ خلاد بن يحيى ، وأنس بن مالك شيخ لأبي داود الطيالسي ، وهذا متأخران يرويان عن التابعين .
(2) هذه الرواية بهذا اللفظ لم نعثر عليها في نسخ أبي داود المطبوعة ، ولم نر من تعرض لذكرها ، وهي قريبة من إحدى روايات النسائي في هذا الحديث ، ولعلها في بعض نسخ أبي داود التي لم نطلع عليها .
(3) رواه أبو داود رقم (2408) في الصوم ، باب اختيار الفطر ، والترمذي رقم (715) في الصوم ، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع ، والنسائي 4 / 180 - 182 في الصوم ، باب وضع الصيام عن المسافر ، وباب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1667) في الصيام ، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع ، وهو حديث صحيح ، قال الترمذي : حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن ، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد ، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ، وقال بعض أهل العلم : الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان ، وبه يقول سفيان ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وقال بعضهم : تفطران وتطعمان ، ولا قضاء عليهما ، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما ، وبه يقول إسحاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/347) قال: حدثنا عفان. وفي (5/29) قال: حدثنا عبد الصمد، وعبد بن حميد (431) قال: حدثني سليمان بن حرب، وأبو داود (2408) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والترمذي (715) قال: حدثنا أبو كريب، ويوسف بن عيسى ، قالا: حدثنا وكيع. وابن ماجة (،1667 3299) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (4/347) قال: حدثنا شيبان. وابن خزيمة (2044) قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا الحسن أيضا، قال: حدثنا عاصم بن علي.
ستتهم - وكيع ، وعفان ، وعبد الصمد، وسليمان ، وشيبان ، وعاصم - قالوا: حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن سوادة، فذكره.
* وأخرجه النسائي (4/190) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن وُهَيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن سوادة ، عن أبيه، عن أنس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/29) ، والنسائي (4/180) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سُريج. وابن خزيمة (2042) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن أيوب.
أربعتهم - أحمد، وسُريج ، ويعقوب ، وزياد - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، قال: حدثني أبو قلابة هذا الحديث، ثم قال: هل لك في صاحب الحديث ؟ فدلني عليه، فلقيته، فقال: حدثني قريب لي يُقال له أنس بن مالك ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (4/180) قال: أخبرنا عُمر بن محمد بن الحسن بن التل، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (2043) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عُبيدالله.
كلاهما - محمد بن الحسن، وعبيدالله - عن سفيان الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس ، فذكره.
ذكره الزيلعي في نصب الراية (191/2) قال : قال الترمذي : حدثنا حسن ، ولا يعرف لأنس هذا عن النبي ، غير هذا الحديث ، ورواه أحمد في المسند (4/347) .ورواه الطحاوي (1/246) . والطبراني في معجمه.
والحديث قال عنه الألباني حسن صحيح.
أبي داود (2408) .ابن ماجة (16667) الترمذي (718) . النسائي (2146) حسن فقط.

4596 - (ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن : قال : حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[قال] : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بالعَرْج يُصَبُّ على رأسه الماءُ من العطش - أو من الحرِّ - ثم قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إِنَّ طائفة -[411]- من الناس قد صاموا حين صُمْتَ ، قال : فلما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالكَدِيدِ دعا بِقَدَح فشربَ ، فأفطرَ الناسُ» . أخرجه الموطأ بتمامه ، وأبو داود إِلى قوله : «أو الحرِّ» ، لم يزد (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 294 في الصيام ، باب ما جاء في الصيام في السفر ، وأبو داود رقم (2365) في الصوم ، باب الصائم يصب عليه الماء من العطش ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/224) عن سمي مولى أبي كر بن عبد الرحمن. عن أبي بكر بن عبد الرحمن.عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2365) حدثنا عبيد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحاب النبي، فذكره.

4597 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان لا يصومُ في السفر (1)» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : لأنه كان يرى أن الصوم في السفر لا يجزئ ، لأن الفطر عزيمة من الله تعالى ، لقوله : {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} فجعل عليه عدة ، وبه قال أبوه عمر ، وأبو هريرة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وقوم من أهل الظاهر ، ويرده أحاديث الباب ، قاله ابن عبد البر .
(2) 1 / 295 في الصوم ، باب ما جاء في الصيام في السفر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/227) عن نافع، أن عبد الله بن عمر ،فذكره.

الفرع الرابع : في أحاديث متفرقة
يوم الخروج
4598 - (ت) محمد بن كعب : قال : «أَتيتُ أنسَ بنَ مالك - رضي الله عنه- في رمضانَ ، وهو يريد سفراً ، وقد رُحِلَتْ له راحلتُه ، ولبس ثيابَ سفره ، ودعا بطعام ، فأكلَ، فقلتُ له : سُنَّة ؟ قال : سُنَّة ، ثم ركب» . -[412]- أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (799) و (800) في الصوم ، باب من أكل ثم خرج يريد سفراً ، وإسناده حسن ، وفي الباب من حديث عبيد بن جبر عند أبي داود وسيأتي رقم (4602) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (799) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (800) قال الترمذي : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم ، عن محمد بن المنكدر ، عن محمد ابن كعب ، فذكره.

يوم الدخول
4599 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : «بلغه : أن عمر بن الخطاب كان إِذا كان في سفر في رمضان ، فعلم أنه داخل المدينةَ من أول يومه ، دخل وهو صائم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 296 في الصيام ، باب ما يفعل من قدم من سفر أو أراده في رمضان ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/227) أنه بلغه أن عمر بن الخطاب.
قلت : إسناده منقطع.

مقدار السفر
4600 - (د) منصور الكلبي : «أن دِحيةَ بنَ خليفةَ خرج من قرية من دمشقَ مَرَّة، إِلى قَدْرِ قَرْيةِ عَقبَةَ من الفُسطاط - وذلك ثلاثة أميال - في رمضان ، ثم إِنه أفطر، وأفطر معه أُناس، وكره آخرون أن يفطروا ، فلما رجع إِلى قريته قال : والله ، لقد رأيتُ اليوم أمراً ما كنتُ أظن أني أراه ، إِنَّ قوماً رغبوا عن هَدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - يقول ذلك للذين صاموا - ثم قال عند ذلك : اللهم اقبِضْني إِليك» . أخرجه أبو داود (1) . -[413]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَدْي) : الهدي : السيرة والطريقة.
__________
(1) رقم (2413) في الصوم ، باب قدر مسيرة ما يفطر فيه ، ومنصور الكلبي مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/398) قال : حدثنا حجاج ، ويونس. وأبو داود (2413) قال : حدثنا عيسى ابن حماد. وابن خزيمة (2041) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : أخبرنا أبي ، وشعيب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن أبي مريم.
ستتهم - حجاج ، ويونس ، وعيسى ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وشعيب ، وابن أبي مريم عن الليث ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن منصور الكلبي ، فذكره.
قلت : منصور الكلبي قال ابن المديني مجهول لا أعرفه ،وقال ابن خزيمة: لا أعرفه.

4601 - (د) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : «أن ابن عمر كان يخرج إِلى الغابة في رمضان ، فلا يُفْطِرُ ، ولا يَقْصُر» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2414) في الصوم ، باب قدر مسيرة ما يفطر فيه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2414) حدثنا مسدد ، ثنا المعتمر ، عن عبيد الله ، عن نافع أن ابن عمر، فذكره.

سفر الماء
4602 - (د) عبيد بن جبر: قال : «كنت مع أبي بَصْرة الغفاري ، صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفينة من الفُسطاط في رمضان ، فدفع ، ثم قرَّب غداءه - قال جعفر في حديثه : فلم يُجاوز البيوت حتى دعا بالسُّفْرة - قال : اقْتَربْ ، قلتُ : ألستَ ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال جعفر في حديثه : فأكل» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2412) في الصوم ، باب متى يفطر المسافر إذا خرج ، وفي سنده كليب بن ذهل الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، لكن يشهد له حديث محمد بن كعب عند الترمذي الذي تقدم رقم (4598) ، فالحديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2412) حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثني عبد الله بن يزيد ، (ح) وثنا جعفر بن مسافر ، ثنا عبد الله بن يحيى ، المعنى ، حدثني سعيد بن أبي أيوب ، وزاد جعفر : والليث ، حدثني يزيد ابن أبي حبيب ، أن كليب بن ذهل الحضرمي أخبره ، عن عبيد ، قال جعفر بن جبر ، فذكره.
قلت : وفي سنده كليب بن ذهل الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان قال الحافظ في التهذيب : قال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة، وقال الذهبي : تفرد عنه يزيد بن أبي حبيب.

إدراك رمضان المسافر
4603 - (د) سلمة بن المحبق الهذلي - رضي الله عنه - : قال : قال -[414]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من كان له حُمولة يأوي إِلى شِبَع فليصم رمضانَ حيث أدركه» .
وفي رواية قال : «من أدركه رمضانُ في السفر...» وذكر معناه. أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حمُولة) الحمُولة بالضم : الأحمال ، فأما الحمُول بلا هاء فهي الإبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم يكن.
__________
(1) رقم (2410) و (2411) في الصوم ، باب فيمن اختار الصيام ، وفي سنده حبيب بن عبد الله الأزدي ، وهو مجهول ، وابنه عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي ، ضعفه أحمد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/476) قال : حدثنا أبو النضر. وفي (5/7) قال : حدثنا عبد الصمد. وأبوداود (2410) قال : حدثنا حامد بن يحيى ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم ، قال : حدثنا أبو قتيبة. وفي (2411) قال : حدثنا نصر بن المهاجر ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
ثلاثتهم - أبو النضر هاشم بن القاسم ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة -قالوا : حدثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي ، قال : حدثني حبيب بن عبد الله يعني أباه.قال : سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ، فذكره.
قلت : في سنده حبيب بن عبد الله الأزدي قال أبو حاتم مجهول ، وابنه عبد الصمد بن حبيب نقل ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/108) عن الإمام أحمد أنه قال: هو لين الحديث وضعفه.

الفصل الثاني : في موجب الإفطار ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في القضاء ، وفيه ستة أنواع
[النوع] الأول : في التتابع والتفريق
4604 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - : أنَّ ابنَ عمرَ -[415]- كان يقولُ : «يصومُ [قضاءَ] رمضانَ متتابعاً مَنْ أفطر من مَرَض أو في سَفَر» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 304 في الصيام ، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات ، وإسناده صحيح ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : مذهب ابن عمر وجوب تتابع القضاء ، وكذا روي عن علي والحسن والشعبي ، وبه قال أهل الظاهر ، وذهب الجمهور ، ومنهم الأئمة الأربعة إلى استحبابه فقط ، وبه قال جمع من الصحابة ، وإن كان القياس التتابع إلحاقاً لصفة القضاء بصفة الأداء ، وتعجيلاً لبراءة الذمة ، ولكن لم يجب لإطلاق الآية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/249) عن نافع فذكره.

4605 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - : «أن أبا هريرة ، وابن عباس اختلفا في قضاء رمضانَ ، فقال أحدهما : يُفرَّق بينه ، وقال الآخر: لا يُفرَّق بينه ، لا أدري أيُّهما قال : لا يفرَّق بينه ، ولا أَيُّهما قال : يُفرَّق بينه ؟» أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 304 في الصيام ، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات ، وإسناده منقطع بين الزهري وأبي هريرة وابن عباس ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : لا أدري عمن أخذ ابن شهاب هذا ، وقد صح عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما أجازا تفريق قضاء رمضان ، قالا : لا بأس بتفريقه ، لقوله تعالى : {فعدة من أيام أخر} ، وقال الحافظ في " الفتح " : هكذا أخرجه مالك منقطعاً مبهماً ، ووصله عبد الرزاق معيناً عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فيمن عليه قضاء رمضان ، قال : يقضيه مفرقاً ، قال الله تعالى : {فعدة من أيام أخر} ، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن معمر بسنده قال : صمه كيف شئت ، ورويناه في فوائد أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري بلفظ : لا يضرك كيف قضيتها ، إنما هي عدة من أيام أخر فأحصه ، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أن ابن عباس وأبا هريرة قالا : فرقه إذا أحصيته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/249) عن ابن شهاب فذكره.قال الزرقاني في شرح الموطأ :قال ابن عبد البر: لا أدري عمن أخذ ابن شهاب هذا وقد صح عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما أجازا تفريق قضاء رمضان قالا : لا بأس بتفريقه لقوله تعالى: {فعدة من أيام أخر} ، وقال الحافظ في الفتح : هكذا أخرجه مالك منقطعا مبهما ، ووصله عبد الرزاق معينا عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فيمن عليه قضاء رمضان ، قال : يقضيه مفرقا ، قال الله تعالى : {فعدة من أيام أخر} ، وأخرجه الدارقطني من وجه أخر عن معمر بسنده قال : صمه كيف شئت ، ورويناه في فوائد أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري بلفظ لا يضرك كيف قضيتها ، إنما هي عدة من أيام أخر فأحصه ، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أن ابن عباس وأبا هريرة قالا : فرقه إذا أحصيته.

[النوع] الثاني : في تأخير القضاء
4606 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كانَ -[416]- يكونُ عليَّ الصومُ مِنْ رمضانَ ، فما أستطيعُ أن أقضيَ إِلا في شعبانَ» .
قال يحيى بن سعيد : «ذلك عن الشُّغْلِ من النبي - صلى الله عليه وسلم- ، أو بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية : «وذلك لمكانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت : «إِنْ كانَتْ إحدانَا لَتُفطِر في زمانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فما تَقْدِرُ على أن تقضيَهُ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى يأتيَ شعبانُ» .
وعند الموطأ ، وأبي داود قالتْ : «إِنْ كانَ ليكونُ عليَّ الصيامُ من رمضانَ ، فما أستطيعُ أصومُهُ حتى يأتيَ شعبانُ» .
وفي رواية الترمذي قالت : «ما كنتُ أقضي ما يكون عليَّ من رمضانَ إِلا في شعبانَ ، حتى تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى ، ونحوه رواية مسلم ، وزاد فيها : «وما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصوم في شهر ما يصوم في شعبانَ ، كان يصومُهُ كلَّه إِلا قليلاً ، بل كان يصومُه كلَّه» .
وهذه الزيادة قد أَخرجها البخاري ومسلم ، وقد تقدَّم ذِكْرُها (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 166 في الصوم ، باب متى يقضي قضاء رمضان ، ومسلم رقم (1146) في الصيام ، باب قضاء رمضان في شعبان ، والموطأ 1 / 308 في الصيام ، باب جامع قضاء الصيام ، وأبو داود رقم (2399) في الصوم ، باب تأخير قضاء رمضان ، والترمذي رقم (783) في الصوم ، باب ما جاء في تأخير رمضان ، والنسائي 4 / 191 في الصوم ، باب وضع الصيام عن الحائض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (205) . والبخاري (3/45) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا زهير. ومسلم (3/154و 155) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال : حدثنا زهير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. قال : حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى.قال : حدثنا عبد الوهاب. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (2399) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك.والنسائي (4/191) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى.وابن خزيمة (2046) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال : حدثنا سفيان.وفي (2047) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2048) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج.
سبعتهم - مالك ، وزهير بن معاوية ، وسليمان بن بلال ، وابن جريج ، وعبد الوهاب الثقفي ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطان - عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
2- وأخرجه مسلم (3/155) قال : حدثني محمد بن أبي عمر المكي. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والنسائي (4/150) قال : أخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم. قال : حدثنا عمي. قال : حدثنا نافع بن يزيد.
كلاهما - عبد العزيز ، ونافع - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم.
3- وأخرجه ابن ماجة (1669) قال : حدثنا علي بن المنذر. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد ، ومحمد بن إبراهيم ، وعمرو بن دينار - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

[النوع] الثالث : في الصوم عن الميت
4607 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ ماتَ وعليه صوم صام عنه وَليُّه» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود (1) ، قال أبو داود : هذا في النذر (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صام عنه وليه) : هذا فيه مذهبان ، أحدهما : أن يصوم الولي عن المولَّى عليه ، وإليه ذهب قوم من أصحاب الحديث ، وهو مذهب الشافعي في القول القديم. والآخر : أن يكون المراد به : الكفارة ، فعبر عنها بالصوم إذ كانت تلازم الصوم ، وعلى هذا أكثر الفقهاء.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 168 في الصوم ، باب من مات وعليه صوم ، ومسلم رقم (1147) في الصوم ، باب قضاء الصيام عن الميت ، وأبو داود رقم (2400) في الصوم ، باب فيمن مات وعليه صيام .
(2) وهو الصواب كما في الأحاديث التي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/69) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. قال : أخبرنا ابن لهيعة. (ح) وموسى بن داود. قال : حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (3/45) قال : حدثنا محمد بن خالد. قال : حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال : حدثنا أبي ، عن عمرو بن الحارث. ومسلم (3/155) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرنا عمرو بن الحارث. وأبو داود (2400 و 3311) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو بن الحارث. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16382) عن علي بن عثمان النفيلي وإسماعيل بن يعقوب الصبيحي الحرانيين.
كلاهما عن محمد بن موسى بن أعين ، عن أبيه ، عن عمرو ابن الحارث وابن خزيمة (2052) قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال : حدثنا عمي. قال : حدثني عمرو بن الحارث. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا ابن أبي مريم. قال : أخبرنا يحيى بن أيوب. (ح) وحدثنا زكريا ابن يحيى ابن أبان. قال : حدثنا عمرو بن ظاهر -كذا في المطبوع - قال : حدثنا يحيى بن أيوب.
ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب - عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/69) قال : حدثنا هارون. قال : حدثنا ابن وهب. قال : قال حيوة : أخبرني سالم أنه عرض هذا الحديث على يزيد فعرفه ، أن عروة بن الزبير. قال ، فذكره.

4608 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «إِذا مرض الرجل في رمضانَ ، ثم مات ولم يَصحَّ (1) ، أُطْعِمَ عنه ، ولم يكن عليه قضاء ، وإن نذر قضَى عنه وليُّه» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في بعض النسخ : ولم يصم .
(2) رقم (2401) في الصوم ، باب فيمن مات وعليه صيام ، وهو موقوف صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2401) حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس، فذكره.

4609 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «جاءتِ امرأة إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالتْ : يا رسولَ الله ، إِن أُمي ماتت ، -[418]- وعليها صوم نذر ، أفأصومُ عنها ؟ قال: أرأيتِ لو كان على أُمِّكِ دَيْن فقضِيته، أكان ذلك يؤدِّي عنها ؟ قالت: نعم، قال: فصومي عن أُمِّكِ» .
وفي رواية قال : «جاء رجل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، إِن أُمي ماتت وعليها صوم شهر ، أفأقضيه عنها ؟ فقال : لو كان على أُمِّكَ دَيْن أكنتَ قاضيَه ؟ قال : نعم، قال: فَدَيْنُ اللهِ أحقُّ أن يُقْضَى» .
وفي أخرى قال : «إِن أختي ماتت» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الثانية ، وقال : «جاءتِ امرأة» .
وفي رواية الترمذي قال : «جاءتِ امرأة إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت: إِن أُختي ماتت وعليها صوم شهرين متتابعين» ، وذكر... الحديث مثل الثانية.
وفي رواية لأبي داود ، والنسائي : «أن امرأة ركبت البحر، فنذرت إن نجَّاها الله: أن تصومَ شهراً ، فنجاها اللهُ ، فلم تَصُمْ حتى ماتت ، فجاءت ابنتُها - أو أختُها- إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأَمرها أن تصومَ عنها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 169 في الصوم ، باب من مات وعليه صوم ، ومسلم رقم (1148) في الصوم ، باب قضاء الصيام عن الميت ، وأبو داود رقم (3307) و (3308) في الأيمان والنذور ، باب في قضاء النذر عن الميت ، والترمذي رقم (716) في الصوم ، باب ما جاء في الصوم عن الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/224) (1970) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/227) (2005) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/258) (2336) قال : حدثنا معاوية ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1/362) (3420) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/46) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة. ومسلم (3/155) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي ، قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة. وأبو داود (3310) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبثر -وهو ابن القاسم كوفي - (ح) وأخبرنا القاسم بن زكريا ، قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة. (ح)
وأخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث ، قال : حدثنا أحمد بن أبي شعيب ، قال : حدثنا موسى بن أعين.
سبعتهم - أبو معاوية ، ويحيى ، وزائدة ، وابن نمير ، وعيسى بن يونس ، وعبثر ، وموسى بن أعين - عن الأعمش ، عن مسلم البطين.
2- وأخرجه مسلم (3/156) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، وابن أبي خلف ، وعبد بن حميد. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال : أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار.
أربعتهم - إسحاق ، وابن أبي خلف ، وعبد بن حميد ، والقاسم - عن زكريا بن عدي ، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، قال : حدثنا الحكم بن عتيبة.
كلاهما - مسلم البطين ، والحكم بن عتيبة - عن سعيد بن جبير ، فذكره.
زاد في رواية زائدة قال : قال سليمان الأعمش : فقال الحكم ، وسلمة بن كهيل : ونحن جميعا جلوس ، حين حدث مسلم بهذا الحديث ، قالا : سمعنا مجاهدا ، يذكر هذا عن ابن عباس.
وزاد في رواية عبد الرحمن بن مغراء ، عن الأعمش قال : وعن سلمة بن كهيل،عن مجاهد ، عن ابن عباس ، وعن الحكم بن عتيبة ، عن عطاء ، عن ابن عباس.
وزاد في رواية موسى بن أعين : قال سليمان الأعمش : وحدثنيه سلمة بن كهيل ، والحكم ، بمثل ذلك. يعني بمثل رواية مسلم ، عن سعيد بن جبير.
* أخرجه مسلم (3/156) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. وابن ماجة (1758) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد. والترمذي (716) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. وفي (717) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد. وابن خزيمة (1953و 2055) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
كلاهما - أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد ، وأبو كريب - قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل ، والحكم بن عتيبة ، ومسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، وعطاء ، ومجاهد ، عن ابن عباس ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (39-ب) قال : أخبرنا الحسين بن منصور النيسابوري ، قال :حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. (ح) وعن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس. (ح) وعن الحكم بن عتيبة ، عن عطاء ، عن ابن عباس، فذكره.
رواية الترمذي : الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، ومسلم البطين. ليس فيها الحكم.
في رواية أبي خالد الأحمر ، والحكم عن سعيد بن جبير ، وأبي معاوية ويحيى وعيسى وابن نمير ، عن الأعمش : «أتت امرأة ، فقالت : يا رسول الله ، إن أمي ماتت..» . الحديث
وفي رواية الترمذي: «إن أختي ماتت» .

4610 - (م د ت) بريدة - رضي الله عنه - : قال : «بينا أَنا جالس عند -[419]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذْ أَتَتْهُ امرأة ، فقالتْ : إِني تصدَّقْتُ على أُمِّي بجارية ، وإنها ماتت ، قال : وَجَبَ أجرُكِ ، وردَّها عليكِ الميراثُ ، فقالتْ : يا رسولَ الله ، وإِنه كان عليها صومُ شهر ، أفأصومُ عنها ؟ قال : صومي عنها ، قالت : إِنها لم تحجَّ قطُّ ، أفأحج عنها ؟ قال : حجي عنها» أخرجه مسلم ، وأبو داود، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1149) في الصيام ، باب قضاء الصيام عن الميت ، وأبو داود رقم (3309) في الأيمان والنذور ، باب في قضاء النذر عن الميت ، والترمذي رقم (667) في الزكاة ، باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/351و 361) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/156) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق. وفي (3/157) قال : حدثنيه إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى. وابن ماجة (1759) قال : حدثنا زهير بن محمد ، قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (2394) قال : حدثنا علي بن محمد.قال : حدثنا وكيع. والترمذي (929) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن محمد بن عبد الله المخرمي ، عن وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، وعبد الرزاق ، وعبيد الله بن موسى - عن سفيان.
2- وأخرجه مسلم (3/156) . والترمذي (667 و 929) قالا : حدثنا علي بن حجر السعدي.قال : حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن.
3- وأخرجه مسلم (3/156) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير.
4- وأخرجه أبو داود (1656 و 2877و 3309) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن عبدة بن عبد الله ، عن سويد بن عمرو الكلبي ، وعن هلال بن العلاء عن حسين بن عياش.
ثلاثتهم - أحمد ، وسويد ، وحسين - عن زهير.
5- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1980) عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، عن ابن أبي ليلى.
خمستهم - سفيان ، وعلي بن مسهر ، وعبد الله بن نمير ، وزهير ، وابن أبي ليلى - عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.

4611 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : «بلغه : أن ابن عُمَرَ كان يُسأَل : هل يصوم أحد عن أحد ؟ أو يصلِّي أحد عن أحد ؟ فيقول : لا يصوم أحد عن أحد ، ولا يصلِّي أحد عن أحد» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 303 في الصيام ، باب النذر في الصيام ، والصيام عن الميت ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/247) بلاغا. قلت : إسناده منقطع.

[النوع] الرابع: في قضاء التطوع
4612 - (ط د ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كنتُ أنا وحَفْصَةُ صائمتين ، فأُهدِيَ لنا طعام ، فأكلنا منه ، فدخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت حفصة : - وبَدَرَتْني بالكلام ، وكانتْ بنتَ أَبيها (1) - يا رسولَ الله ، -[420]- إِني أَصبحتُ أنا وعائشةُ صائمتين متطوعتين ، فأُهْدِيَ لنا طعام ، فأَفطرنا عليه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقْضِيَا مكانَهُ يوماً آخَرَ» . أخرجه الموطأ ، والترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) أي : في جرأة أبيها عمر رضي الله عنهما .
(2) رواه الموطأ 1 / 306 في الصيام ، باب قضاء التطوع ، وإسناده منقطع ، وقد وصله أبو داود رقم (2457) في الصوم ، باب من رأى عليه القضاء ، والترمذي رقم (735) في الصوم ، باب ما جاء في إيجاب القضاء عليه ، وقال الترمذي : وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا ، ورواه مالك بن أنس ، ومعمر ، وعبد الله بن عمر ، وزياد بن سعد ، وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً ، ولم يذكروا فيه : عن عروة ، وهذا أصح ، لأنه روي عن ابن جريج قال : سألت الزهري ، قلت له : أحدثك عروة عن عائشة ؟ قال : لم أسمع من عروة في هذا شيئاً ، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة هذا الحديث ، قال الحافظ في " الفتح " : وقال الخلال : اتفق الثقات على إرساله ، وشذ من وصله ، وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا ، وانظر تتمة الموضوع في " الفتح " 4 / 185 و 186 في الصوم ، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/141 و 237) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا سفيان ، يعني ابن حسين. وفي (6/263) قال : حدثنا كثير بن هشام. قال : حدثنا جعفر بن برقان. والترمذي (735) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا كثير بن هشام. قال : حدثنا جعفر بن برقان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16413) عن محمد بن سهل بن عسكر ، عن سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، عن إسماعيل بن عقبة.قال : وعندي في موضع آخر : وأخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) قال يحيى بن أيوب : وسمعت صالح بن كيسان. وجدته عندي في موضع آخر : حدثني صالح بن كيسان ويحيى بن سعيد. وفي (12/16419) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان. وفي (12/16429) عن محمد بن المثنى ، عن يزيد بن هارون ، عن سفيان ، وهو ابن حسين. وفي (12/16490) عن محمد بن منصور ، عن سفيان ، عن صالح بن أبي الأخضر.
ستتهم - سفيان بن حسين ، وجعفر بن برقان ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، وصالح بن كيسان ، ويحيى بن سعيد ، وصالح بن أبي الأخضر - عن الزهري.
2- وأخرجه أبو داود (2457) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني حيوة بن شريح.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16337) عن الربيع بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن حيوة وعمر بن مالك.
كلاهما - حيوة ، وعمر - عن ابن الهاد ، عن زميل مولى عروة.
كلاهما - الزهري ، وزميل - عن عروة بن الزبير ، فذكره.
* في رواية محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان. قال : سألوا الزهري ، وأنا شاهد : أهو عن عروة ؟ فقال : لا.
* قال النسائي : هذا خطأ ، وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري ، يعني أن الصواب حديث الزهري ، عن عاشة وحفصة ، مرسل.
* أخرجه النسائي في الكبري (2/248) (3296) قال : أخبرنا محمد بن حاتم. قال : أخبرنا سويد. قال : أخبرنا عبد الله ، عن معمر ، عن الزهري. قال : قالت عائشة : أصبحت أنا وحفصة صائمتين. وساق الحديث.
* وأخرجه النسائي في الكبري (2/248) (3297) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا عبيد الله. وفي (3298) قال : الحارث بن مسكين ، قراءة عليه ،عن ابن القاسم. قال : حدثني مالك.
كلاهما - عبيد الله ، ومالك - عن الزهري ، أن عائشة وحفصة صامتا يوما.. الحديث.
قال الترمذي : وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا ، ورواه مالك بن أنس ، ومعمر ، وعبد الله بن عمر ، وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا ، ولم يذكروا فيه : عن عروة ، وهذا أصح لأنه روى عن ابن جريج قال : سألت الزهري ، قلت له : أحدثك عروة عن عائشة؟ قال : لم أسمع من عروة في هذا شيئا ، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة هذا الحديث، وقال الحافظ في الفتح: وقال الخلال: اتفق الثقات على إرساله ، وشذ من وصله ، وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا وانظر تتمة الموضوع:. الفتح (4/185 ، 186) في الصوم ، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له.

[النوع] الخامس : في الإفطار يوم الغيم
4613 - (خ د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت : «أفطرنا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم غيم ، ثم طلعت الشمس» (1) .
وقيل لهشام : «أَفأُمِرُوا بالقضاء ؟ قال : بُدٌّ (2) من قضاء ؟» . -[421]- أخرجه البخاري وأبو داود (3) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 174 في الصوم ، باب إذا أفطر في رمضان ، وأبو داود رقم (2359) في الصوم ، باب الفطر قبل غروب الشمس .
(2) هو استفهام إنكار محذوف الأداة ، والمعنى : لابد من قضاء ، ووقع في رواية أبي ذر : لابد من القضاء .
(3) رواه البخاري تعليقاً 4 / 174 في الصوم ، باب إذا أفطر في رمضان ، وأبو داود رقم (2359) في الصوم ، باب الفطر قبل غروب الشمس ، قال الحافظ في " الفتح " : هذا التعليق وصله عبد ابن حميد قال : أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، سمعت هشام ، فذكر ... الحديث ، وفي آخره : فقال إنسان لهشام : أقضوا ، أم لا ؟ فقال : لا أدري .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/346) قال : حدثنا أبو أسامة. وعبد بن حميد (1574) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. والبخاري (3/47) قال : حدثني عبد الله بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2359) قال : حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن العلاء ، المعنى. قالا : حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1674) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا : حدثنا أبو أسامة وابن خزيمة (1991) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال : حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - أبو أسامة ، ومعمر - عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، فذكرته.
* في رواية معمر : فقال إنسان لهشام ، أقضوا أم لا ؟ قال : لا أدري.

4614 - (ط) خالد بن أسلم (1) : «أن عمرَ أفطر ذات يوم من رمضانَ في يوم ذي غيم ، ورأى أنه قد أمسى ، وغابت الشمس ، فجاءه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، طلعتِ الشمسُ ، فقال عمرُ : الخَطْبُ يسير ، وقد اجتهدنا» .
قال مالك : يريد بقوله : «الخَطْبُ يَسير» : القضاءَ فيما نرَى ، والله أعلم ، لِخفَّة مؤونته ويَسارته ، يقول : «نصوم مكانه يوماً» . أَخرجه الموطأ (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَطْب) : الأمر والشأن.
__________
(1) في الأصل : أسلم ، وفي المطبوع : أسلم مولى عمر ، والتصحيح من نسخ الموطأ المطبوعة .
(2) 1 / 303 في الصيام ، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/248) عن زيد بن أسلم. عن أخيه خالد بن أسلم، فذكره. وإسناده منقطع.

[النوع] السادس : في التشديد في الإفطار
4615 - (ت د خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من أفطرَ يوماً من رمضانَ ، من غيرِ رُخْصَة ، ولا مرض ، لم يقْضِه صومُ الدهرِ كُلِّه، وإِن صامَهُ» أخرجه الترمذي. -[422]-
وأخرجه أَبو داود ، ولم يذكر : المرض ، ولا «كلِّه وإِن صامه» (1) .
وأخرجه البخاري ، قال : ويُذْكَرُ عن أبي هريرة رفعه ، وقال: «على غير عُذْر، ولا مَرَض... الحديث» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (723) في الصوم ، باب ما جاء في الإفطار متعمداً ، وأبو داود رقم (2396) في الصوم ، باب التغليظ فيمن أفطر عمداً ، وهو حديث ضعيف ، قال الترمذي : حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وسمعت محمداً (يعني البخاري) يقول : أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ، ولا أعرف له غير هذا الحديث ، وانظر " فتح الباري " 4 / 139 في الصيام ، باب إذا جامع في رمضان .
(2) 4 / 139 تعليقاً في الصوم ، باب إذا جامع في رمضان ، أقول : وقد وصله أبو داود والترمذي في الرواية المتقدمة ، وهي ضعيفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4/190) تعليقا في الصوم :باب إذا جامع في رمضان ،قال الحافظ في الفتح: وصله أصحاب السنن الأربعة ،وصححه ابن خزيمة من طريق سفيان الثوري وشعبة.
كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت. عن عمارة بن عمير عن أبي المطوس. عن أبيه.عن أبي هريرة نحوه. وأخرجه أبو داود في الصوم (38:1) عن محمد بن كثير وسليمان بن حرب.
كلاهما عن شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عمارة بن عمير ، عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة. وقال ابن كثير عن أبي المطوس ، عن أبيه.عن أبي هريرة به و (38:2) عن أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن حبيب ، عن عمارة عن أبي المطوس قال حبيب :فلقيت أبا المطوس فحدثني عن أبيه عن أبي هريرة به. قال أبو داود : اختلف على سفيان وشعبة : ابن المطوس ، وأبو المطوس وأخرجه الترمذي فيه الصوم (27) عن بندار عن يحيى بن سعيد وابن مهدي.
كلاهما عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : حدثني أبو المطوس عن أبيه عن أبي هريرة به ،وقال لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمعت محمدا يقول :أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس لا أعرف له غير هذا الحديث.
تحفة الأشراف (10/372) .

الفرع الثاني : في الكفارة
4616 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «بينما نَحْنُ جُلُوس عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، إِذْ جاء رجل ، فقال : يا رسولَ الله هَلَكتُ ، قال : مالَكَ ؟ قال : وقعتُ على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل تجد رَقَبَة تُعتقها ؟ قال : لا، قال : فهل تستطيع أن تصومَ شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : هل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟ قال: لا، قال: اجلس ، قال : فمكث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِعَرَق (1) فيه تمر ، -[423]- والعَرَق : المِكْتَلُ الضخم - قال : أين السائل ؟ قال : أنا، قال : خذ هذا فتصدَّقْ به ، فقال الرَّجُلُ : أعلى أفْقَر مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابَتَيْها - يريد : الحَرَّتين - أَهلُ بيت أَفقرُ من أهل بيتي، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابُهُ ، ثم قال : أطْعِمْهُ أهلكَ» .
وفي رواية : «فوالذي نفسي بيده ما بين طُنْبي المدينة (2) أفقرُ مني، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابُهُ ، قال : خُذْهُ» .
وفي رواية نحوه ، وقال : «بِعَرَق فيه تمر، وهو الزِّنبيل» ، ولم يذكر «فضحك حتى بَدَتْ أنيابه» .
وفي أخرى : «أن رجلاً أفطر في رمضانَ ، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُعْتِقَ رقبة ، أو يصومَ شهرين متتابعين ، أو يُطْعِمَ ستين مسكيناً» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية الموطأ قال : «إِن رجلاً أفطر في رمضانَ ، فأمره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أن يُكفِّر بِعتقِ رَقَبَة ، أو صيامِ شهرين متتابعين ، أو إِطعام ستين مسكيناً ، فقال : لا أجدُه، فأُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق تمر ، فقال : خُذْ هذا فتصدَّقْ به ، فقال : يا رسول الله ، ما أجدُ أحداً أحوَجَ مني ، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أنيابه ، قال : كُلْه» . -[424]-
وله في أخرى عن [سعيد بن] المسيب قال : «جاء أعرابيّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يضرب فَخِذَه ، ويَنْتِفُ شَعْرَهُ ، ويقول : هَلَكَ الأبْعَدُ ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وما ذاكَ ؟ قال: أصبتُ أَهلي وأنا صائم في رمضانَ ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل تستطيع أن تعتِقَ رقبة ؟ قال: لا ، فقال : هل تستطيع أن تُهديَ بَدَنة ؟ فقال: لا، قال: فاجلس ، فأُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق..» وذكر الحديث. وقال فيه : «فقال : كُلْهُ ، وصُمْ يوماً مكان ما أصبتَ» .
قال مالك : قال عطاء : فسألتُ ابنَ المسيِّب : «كم في ذلك العَرَق من التمر؟ فقال: ما بين خمسةَ عشرَ صاعاً إِلى عشرين» .
وفي رواية أبي داود قال : «أَتى رَجُل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : هَلَكْتُ ، فقال : ما شأْنُك ؟ قال: وقعتُ على امرأتي في رمضانَ ، قال : فهل تجدُ ما تعتِق رقبة ؟ قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال: فهل تستطيع أن تُطْعِمَ ستين مسكيناً؟ قال: لا ، قال: اجلس، فأُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعَرَق فيه تمر ، فقال: تصدَّقْ به ، فقال : يا رسولَ الله ، ما بين لابتيها أهلُ بيت أَفقرُ منا ، فضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ ثناياه، قال: فأطعِمْه إِيَّاهم» .
قال : مُسَدَّد في موضع آخر : «أنيابه» . -[425]-
وفي رواية بهذا الحديث بمعناه ، وزاد : قال الزهري : «وإِنما كانَ هذا رخصة ، فلو أنَّ رجلاً فعل ذلك اليوم لم يكن له بُدّ من التكفير» .
وزاد في أخرى : قال الأوزاعي : «واستغْفِر اللهَ» .
وله في رواية أخرى مثل رواية الموطأ الأولى.
وله في أخرى قال : «جاءَ رَجُل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أفطر في رمضان - بهذا الحديث- قال: فأُتي بعرَق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً ، وقال فيه : كُلْه أنتَ وأهلُ بيتك ، وصُمْ يوماً ، واستغفِرِ الله» .
وفي رواية الترمذي مثل رواية أبي داود الأُولى ، وقال فيها : «بعَرَق فيه تمر، والعَرَق: المِكْتَل الضخم ، وقال : حتى بدت أنيابه ، قال : خذه ، فأَطعمه أهلك» (3) . -[426]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لابتيها) اللابة : الأرض ذات الحجارة السود الكثيرة ، وهي الحرة ، ولابتا المدينة : حرَّتاها من جانبيها.
(بمِكْتَل) المكتل : إناء شبه الزِّنبيل ، يسع خمسة عشر صاعاً.
(بعَرَق) العَرَق بفتح الراء : خُوص منسوج مضفور يُعمل منه الزِّنبيل ، فسمي الزِّنبيل عَرَقاً ، لأنه يُعمل منه.
__________
(1) في المطبوع : بفرق .
(2) أي : ما بين طرفيها ، والطنب : أحد أطناب الخيمة ، فاستعاره للطرف والناحية .
(3) رواه البخاري 4 / 141 - 149 في الصوم ، باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق عليه فليكفر ، وباب المجامع في رمضان هل يطعم أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج ، وفي الهبة ، باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل : قبلت ، وفي النفقات ، باب نفقة المعسر على أهله ، وفي الأدب ، باب التبسم والضحك ، وباب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، وفي الأيمان والنذور ، باب قول الله تعالى : {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} ، وباب من أعان المعسر في الكفارة ، وباب يعطي في الكفارة عشرة مساكين ، وفي المحاربين ، باب من أصاب ذنباً دون الحد فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد التوبة إذا جاء مستفتياً ، ومسلم رقم (1111) في الصيام ، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم ، والموطأ 1 / 296 و 297 في الصيام ، باب كفارة من أفطر في رمضان ، وأبو داود رقم (2390) و (2391) و (2392) و (2393) في الصوم ، باب كفارة من أتى أهله في رمضان ، والترمذي رقم (724) في الصوم ، باب ما جاء في كفارة الفطر في رمضان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (198) والحميدي (1008) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (2/208) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا الحجاج بن أرطاة. وفي (2/241) قال : حدثنا سفيان وفي (2/273) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وابن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (2/281) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/516) قال : حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. (ح) وعثمان بن عمر. قال : أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا روح. قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة. والدارمي (1723) قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1724) قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال : حدثنا مالك. والبخاري (3/41) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (3/42) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي (3/210 و 8/180) قال : حدثنا محمد بن محبوب. قال : حدثنا عبد الواحد. قال : حدثنا معمر.وفي (7/86) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (8/29) قال : حدثنا موسى. قال : حدثنا إبراهيم. وفي (8/47) قال : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن. قال: أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا الأوزاعي. وفي (8/180) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. وفي (8/180) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال : حدثنا سفيان. وفي (8/206) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. ومسلم (3/138 و 139) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير. كلهم عن ابن عيينة. قال يحيى : أخبرنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا جرير ، عن منصور. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا :أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. قال : أخبرنا مالك. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا بن جريج (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر وأبو داود (2390) قال : حدثنا مسدد ومحمد بن عيسى. قالا : حدثنا سفيان وفي (2391) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (2392) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. وابن ماجة (1671) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (724) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأبو عمار. قالا : أخبرنا سفيان بن عيينة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12275) عن قتيبة ، عن ليث. (ح) وعن محمد بن منصور ، عن سفيان. (ح) وعن محمد بن قدامة ، عن جرير ، عن منصور. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن أشهب ، عن مالك والليث. (ح) وعن محمد بن نصر النيسابوري ومحمد بن إسماعيل الترمذي.
كلاهما - عن أيوب بن سليمان بن بلال ، عن أبي بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى ابن سعيد. (ح) وعن الربيع بن سليمان بن داود ، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار وإسحاق بن بكر بن مضر.
كلاهما عن بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك. (ح) وعن هارون بن عبد الله ، عن معن بن عيسى ، عن مالك.وابن خزيمة (1943) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب. أن مالكا حدثهم. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال : قال الشافعي : أخبرنا مالك. (ح) وحدثنا عمرو بن علي. قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا محمد بن تسنيم. قال : أخبرنا محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (1944) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال : حدثنا سفيان. وفي (1945) قال : حدثنا يوسف بن موسى. قال : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي (1949) قال : أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي ، أن سلامة حدثهم ، عن عقيل. وفي (1950) قال :حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال : حدثنا مؤمل. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا منصور.
جميعهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، والحجاج بن أرطاة ، وابن جريج ، ومعمر ، ومحمد بن أبي حفصة، وإبراهيم بن سعد ، وشعيب ، ومنصور بن المعتمر ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، ويحيى بن سعيد ، وعراك بن مالك ، وعقيل - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف المدني ، فذكره.

4617 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها - : «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إِنَّهُ احْتَرَقَ، فقال: مالك : قال : أصبت أهلي في رمضان ، فأُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بمكتل يُدْعَى : العَرَق، فقال: أين المحترِق ؟ قال : أنا ، قال : تصدَّقْ بهذا» .
وفي رواية قال : «وطئت امرأتي في رمضان نهاراً ، قال : تصدَّقْ ، قال : ما عندي شيء ، فأمره أن يجلس ، فجاءه عَرَقان فيهما طعام ، فأمره أن يتصدق به» .
وفي أخرى : «أتى رجل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المسجد في رمضان ، فقال : يا رسول الله، احترقت احترقت ، فسأله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما شأْنه ؟ فقال : أصبت أهلي، قال: تصدق ، فقال: والله يا نبيَّ الله ، مالي شيء ، وما أقدر عليه ، قال : اجلس ، فجلس ، فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق -[427]- حماراً عليه طعام ، فقال رسول الله : أين المحترِق آنفاً ؟ فقام الرجل ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : تصدق بهذا ، فقال : يا رسولَ الله ، على غيرنا ؟ فوالله إِنَّا لَجِياع ، ما لنا شيء ، قال : فكلوه» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الثالثة.
وله في أخرى قال - بهذه القصة - : «فأُتي بعَرَق فيه عشرون صاعاً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(احترق) أي : فعل فعلاً يُنَزَّل منزلة الاحتراق من شدة وقعه عنده.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 140 في الصوم ، باب إذا جامع في رمضان ، ومسلم رقم (1112) في الصيام ، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم ، وأبو داود رقم (2394) و (2395) في الصوم ، باب كفارة من أتى أهله في رمضان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/140) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا يحيى ، عن عبد الرحمن ابن القاسم. وفي (6/276) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. والدارمي (1725) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره. والبخاري (3/41) قال : حدثنا عبد الله بن منير ، أنه سمع يزيد بن هارون. قال : حدثنا يحيى، هو ابن سعيد ، أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره. ومسلم (3/139 و140) قال : حدثنا محمد ابن رمح بن المهاجر. قال : أخبرنا الليث ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. قال : سمعت يحيى بن سعيد. يقول : أخبرني عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو ابن الحارث ، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وأبو داود (2394) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وفي (2395) قال : حدثنا محمد بن عوف. قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16176) عن الحارث بن مسكين ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وعن عيسى بن حماد ، عن الليث ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الوهاب الثقفي ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم. وابن خزيمة (1946) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب. (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم ، أن ابن وهب أخبرهم. قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه. وفي (1947) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا مصعب بن عبد الله. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الدراوردي ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن القاسم ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الرحمن بن الحارث - عن محمد بن جعفر ابن الزبير ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16176) عن يحيى بن حبيب بن عربي ، عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، فذكره.
ولم يذكر : عبد الرحمن بن القاسم.

4618 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : «بلغه : أن أنس بن مالك كَبِر حتى كاد لا يقدر على الصيام ، فكان يفتدِي» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَفْتَدي) الفدية : ما يعطيه المفطر عن كل يوم ، وهو مُدٌّ من طعام ، والمدُّ قد ذُكِرَ مع الصاع.
__________
(1) 1 / 307 بلاغاً في الصيام ، باب فدية من أفطر في رمضان من علة ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه ، منها ما رواه الطبري في تفسيره رقم (2744) عن عطاء أنه كان يقول : وجب الصوم على كل أحد إلا مريض أو مسافر أو شيخ كبير مثلي يفتدي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/255) أنه بلغه ،فذكره.
وإسناده منقطع.

4619 - (ط) مالك بن أَنس - رحمه الله - : بلغه : أن «عبد الله بن عمر -[428]- سئل عن المرأة الحامل إِذا خافت على ولدها واشتد عليها الصيام ؟ فقال: تُفطِر ، وتطعم مكان كل يوم مسكيناً ، مُدّاً من حنطة بمد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 308 بلاغاً في الصيام ، باب فدية من أفطر في رمضان من علة ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد بمعناه ، منها ما رواه الدارقطني صفحة (250) من طريق حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن امرأته سألته وهي حبلى ، فقال : أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكيناً ولا تقضي ، ورواه بمعناه الطبري رقم (2760) ، وروى الطبري أيضاً رقم (2759) أن ابن عباس رأى أم ولد له حاملاً أو مرضعاً فقال : أنت بمنزلة الذي لا يطيقه ، عليك أن تطعمي مكان يوم مسكيناً ولا قضاء عليك ، ورواه الدارقطني بمعناه صفحة (250) وصحح إسناده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/256) أنه بلغه فذكره.
وإسناده منقطع.

4620 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : «مَن ماتَ وعليه صيامُ شهر ، فلْيُطْعِم مكان كل يوم مسكيناً (1)» . أخرجه الترمذي ، وقال : الصحيح : أنه موقوف على ابن عمر (2) .
__________
(1) كذا وقع بالنصب في نسخ الترمذي المطبوعة ، ووقع في " مشكاة المصابيح " رقم (2034) مسكين بالرفع . وعلى هذا فيكون قوله : فليطعم ، على بناء المجهول .
(2) رقم (718) في الصوم ، باب ما جاء في الكفارة ، وإسناده ضعيف ، قال الترمذي : حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه ، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله ، قال الترمذي : واختلف أهل العلم في هذا الباب ، فقال بعضهم : يصام عن الميت ، وبه يقول أحمد وإسحاق ، قالا : إذا كان على الميت نذر صيام يصام عنه ، وإذا كان عليه قضاء رمضان أطعم عنه ، وقال مالك وسفيان والشافعي : لا يصوم أحد عن أحد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1757) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا قتيبة. والترمذي (718) قال : حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (2056) قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي.
كلاهما - قتيبة بن سعيد ، وصالح بن عبد الله - قالا : حدثنا عبثر، هو ابن القاسم ، عن أشعث ، عن محمد ، عن نافع ، فذكره.
* في رواية محمد بن يحيى ، قال : «عن محمد بن سيرين» . قال المزي : وهو وهم. تحفة الأشراف (8423) .
* وفي رواية الترمذي ، قال : عن محمد ولم ينسبه. قال الترمذي : ومحمد هو عندي ابن عبد الرحمن ابن أبي ليلى.
* وفي رواية صالح بن عبد الله الترمذي ، قال : عن محمد وهو ابن أبي ليلى. قال أبو بكر بن خزيمة : هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قاضي الكوفة.
قال الترمذي : حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه والصحيح عن ابن عمر موقوفا.

4621 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - : أنه كان يقول : «من كان عليه قضاء رمضان ، فلم يقْضِهِ وهو قويّ على صيامه حتى جاء رمضان آخر، فإنه يُطعِم مكان كل يوم مسكيناً مُدّاً من حِنْطَة ، وعليه مع ذلك القضاء» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 308 في الصيام ، باب فدية من أفطر في رمضان من علة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/256) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه فذكره.

الكتاب الثالث من حرف الصاد : وهو كتاب الصبر
4622 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «الصبرُ عند الصَّدْمَةِ الأولى» .
وفي رواية : «أَنه أتى على امرأة تبكي على صبيٍّ لها ، فقال : اتقي الله ، واصبري ، فقالتْ : وما تُبَالي بمصيبتي ، فلما ذهب قيل لها : إِنَّهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخذها مثلُ الموت، فأتت بابَه، فلم تجد على بابه بَوَّابين، فقالتْ : يا رسولَ الله ، لم أعرِفْكَ ، قال: إِنَّما الصبر عند أوَّلِ صَدْمَة - أو قال : عند أوَّلِ الصَّدْمَةِ» .
وفي أخرى نحوه ، وأنها قالتْ : «إِليكَ عَنِّي ، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي ، ولم تعرفه، وأنه قال - صلى الله عليه وسلم- لما جاءته وقالت : لم أعرفك - إنما الصبرُ عند الصدمة الأُولى» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الثانية ، ولم يذكر : «فأخذها مثلُ الموت» . -[430]-
وقال في آخره : «إِنَّمَا الصبرُ عند الصدمة الأُولى ، أو : عِندَ أوَّل صَدْمة» ، وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصدمة الأولى) : أول [ما يحصل عند] سماع المصيبة ومعرفتها ، فكأنها قد صدمته بغتة ، كما يصدمه الحائط من حيث لا يشعر.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 138 في الجنائز ، باب الصبر عند الصدمة الأولى ، وباب قول الرجل للمرأة عند القبر : اصبري ، وباب زيارة القبور ، وفي الأحكام ، باب ما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب ، ومسلم رقم (626) في الجنائز ، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى ، وأبو داود رقم (3124) في الجنائز ، باب الصبر عند الصدمة ، والترمذي رقم (987) في الجنائز ، باب ما جاء أن الصبر في الصدمة الأولى ، ورواه أيضاً النسائي مثل الرواية الأولى 4 / 22 في الجنائز ، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/130) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وفي (3/143) قال : حدثنا عبد الصمد ، وأبو داود. وفي (3/217) قال : حدثنا أبو قطن مختصرا.وعبد بن حميد (1203) قال : حدثنا عثمان بن عمر والبخاري (2/93 و 99) قال : حدثنا آدم. وفي (2/105) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر. وفي (9/81) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا عبد الصمد. ومسلم (3/40) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد.يعني ابن جعفر. وفيه (3/40) قال: حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عثمان بن عمر. وفي (3/41) قال : وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. (ح) وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (3124) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عثمان بن عمر. والترمذي (988) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال :حدثنا عثمان بن عمر.والترمذي (988) قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/22) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، حدثنا محمد بن جعفر ، وفي عمل اليوم والليلة (1068) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا أبو داود.
ثمانيتهم - محمد بن جعفر غندر ، وعبد الصمد ، وأبو داود، وأبو قطن ، وعثمان بن عمر ، وآدم ، وخالد ، وعبد الملك - عن شعبة ، عن ثابت ، فذكره.

4623 - (م ط د ت) أم سلمة - رضي الله عنها - : قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَا مِن مُسلم تُصِيبُه مصيبة فيقولُ ما أمره الله : {إِنَّا لله وَإِنَّا إِليه رَاجعون} [البقرة: 156] اللهم أجُرْني في مصيبتي ، وأَخْلِفْ لي خيراً منها ، إِلا أخلف الله [له] خيراً منها، قالت: فلما مات أبو سلمةَ قلتُ : أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أوَّلُ بيت هاجر إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم إِني قُلتُها ، فأَخْلَفَ الله لي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قالتْ : فأرسل إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاطِبَ بن أَبي بَلْتَعةَ يَخطُبني له، فقلتُ : إِن لي بنتاً ، وأنا -[431]- غَيُور ، فقال : أمَّا ابنتُها فندعو اللهَ أن يغنيَها عنها ، وأَدعو الله : أَن يَذْهَب بالغَيْرَةِ» .
وفي رواية : «فلما تُوُفِّي أبو سلمةَ قلتُ : مَنْ خَيْرٌ من أبي سلمةَ صاحبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ ثم عَزَمَ الله لي ، فقلتُها ، قالت: فتزوَّجْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم.
وأَخرج الموطأ الرواية الأولى إِلى قوله : «خيراً منها» ثم قال : «إِلا فعلَ الله ذلك به ، فقالتْ أم سلمةَ : فلما تُوُفِّي أبو سلمةَ قلتُ ذلك ، ثم قلتُ : وَمَنْ خَيْر من أبي سلمة؟ فأعقبها اللهُ رسولَه ، فتزوَّجها» .
وفي رواية أبي داود ، والترمذي قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا أصابتْ أحدَكم مصيبة ، فليقل : إنا لله ، وإنَّا إِليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي ، فأْجُرني بها ، وأبْدِلْني خيراً منها ، فلما احتُضِرَ أبو سلمةَ ، قال : اللهم اخلُفني في أهلي خيراً مني، فلما قُبِضَ قالتْ أمُّ سلمةَ : إِنَّا لله وإِنَّا إِليه راجعون ، عند الله أحتسبُ مصيبتي فأْجُرني فيها» (1) . -[432]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللهم أْجُرني) آجره يؤجره : إذا أثابه (2) وأعطاه الأجر والجزاء ، والأمر منه : [آجِرني و] أْجُرني ، وهو بلفظ السؤال أيضاً.
(غَيُور) : فعول من الصفات يكون للذكر والأنثى بصورة واحدة ، تقول : رجل غيور ، وامرأة غيور ، والغَيْرة معروفة.
(أحتسب) مصيبتي عند الله ، أي : أعتد بها عنده ، وأقدِّمها لي.
(عزم الله لي) : أي قضى وحكم ، يقال : عزمت على كذا : إذا أردت أن تفعله ، وقطعت بفعله ، وأوجبته عليك.
(اعْقُبْني) : بكذا ، أي : أبدلني منه ، وأعطني عوضه بعده ، وكذلك اخْلُفني ، أي : اجعله لي خلفاً بعده.
__________
(1) رواه مسلم رقم (918) في الجنائز ، باب ما يقال عند المصيبة ، والموطأ 1 / 236 في الجنائز ، باب جامع الحسبة في المصيبة ، وأبو داود رقم (3119) في الجنائز ، باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام ، والترمذي رقم (3506) في الدعوات ، باب رقم (88) .
(2) في الأصل : إذا آتاه ، والتصحيح من " النهاية " للمصنف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/309) قال : حدثنا ابن نمير. ومسلم (3/37) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. وفي (3/38) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير ، وإسماعيل بن جعفر ، وأبو أسامة - عن سعد بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن ابن سفينة ، فذكره.

4624 - (ت) أبو سنان [عيسى بن سنان الحنفي القسملي] : قال : دفنتُ ابني سناناً، وأبو طلحةَ الخَوْلاني جالس على شَفير ، فلما فَرَغْتُ قال : أَلا أُبَشِّرك ؟ قلت: بلى ، قال : حدَّثني أبو موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا ماتَ ولدُ العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد -[433]- عبدي؟ فيقولون : نعم ، فيقول : قبضتم ثَمَرَةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حَمِدك واسترجع ، فيقول : ابْنُوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسَمُّوه بيت الحمد» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثمرة فؤاده) : يقال للولد : الثمرة ، وذلك لأن الثمرة هي ما تنتجه الشجرة ، وكذلك الولد من الرجل : ما ينتجه.
__________
(1) رقم (1021) في الجنائز ، باب فضل المصيبة إذا احتسب ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن حبان في " صحيحه " وغيرهما ، وفي سنده أبو سنان واسمه عيسى بن سنان القسملي ، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب " ، ولكن له شواهد بمعناه يرتقي بها ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وقال ابن علان في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " 3 / 296 : قال الحافظ - يعني ابن حجر - : الحديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/415) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، يعني السالحيني. وفي (4/415) قال: حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك. وعبد بن حميد (551) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. والترمذي (1021) قال : حدثنا سويد بن نصر ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - يحيى بن إسحاق ، وعبد الله بن المبارك - عن حماد بن سلمة ، عن أبي سنان ، عن أبي طلحة الخولاني ، قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ، فذكره.
(*) ويقال: الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم وجاء هكذا في رواية عبد بن حميد.
قلت : فيه أبو سنان واسمه عيسى بن سنان القسملي قال الحافظ في التقريب :لين الحديث.

4625 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «[إِنَّ الله تعالى قال] : إِذا ابتليتُ عبدي بَحَبِيبَتَيْهِ ، ثم صبر ، عوَّضْتُه منهما الجنة - يريد: عينيه» . أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِن الله يقول : إِذا أخذتُ كريمتي عبدي في الدنيا ، لم يكن له جزاء عندي إِلا الجنةَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 100 في المرضى ، باب فضل من ذهب بصره ، والترمذي رقم (2402) في الزهد ، باب ما جاء في ذهاب البصر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الطب المرضى (7) عن عبد الله بن يوسف ، عن الليث ، عن ابن الهاد ، عن عمرو بن أبي عمرو. عن أنس. تحفة الأشراف (1/295) .
وأخرجه الترمذي (2400) حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. حدثنا عبد العزيز.حدثنا أبو ظلال. عن أنس بن مالك ، فذكره قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأبو ظلال اسمه هلال.

4626 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : رفعه إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[434]- «يقول الله عز وجل : من أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ ، فصبر واحتسب ، لم أرض له ثواباً دون الجنةِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2403) في الزهد ، باب ما جاء في ذهاب البصر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/265) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا سفيان.والدارمي (2798) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الكرماني ، قال : حدثنا جرير. والترمذي (2401) قال : حدثنا محمود ابن غيلان ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12484) عن هناد ، عن أبي الأحوص.
ثلاثتهم - سفيان الثوري ، وجرير ، وأبو الأحوص- عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

4627 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ اللهَ لا يرضى لعبده المؤمن إِذا ذهبَ بصفِيِّه من أهل الأرض فصبر، واحتَسَبَ [وقال ما أُمر به] : بثواب دونَ الجنةِ» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صَفِيّه) الصفي : الخليل والصديق الذي يختاره الإنسان ويصطفيه ، أو أنه المصافي الخالص في الإخاء.
__________
(1) 4 / 23 في الجنائز ، باب ثواب من صبر واحتسب ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/23) أخبرنا سويد بن نصر قال : حدثنا عبد الله قال أنبأنا عمرو بن سعيد بن أبي حسين أن عمرو بن شعيب كتب إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين يعزيه بابن له هلك وذكر في كتابه أنه سمع أباه يحدث عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

4628 - (خ م) عطاء بن أبي رباح : قال : قال لي ابنُ عباس - رضي الله عنهما- : «ألا أُرِيكَ امرأة من أهل الجنة ؟ قلتُ : بلى ، قال : هذه المرأةُ السوداءُ أَتتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقالتْ : إِني أُصْرَعُ ، وإِني أَتََكشَّف ، فادْع الله لي ، قال : إن شئتِ صبرتِ ، ولكِ الجنةُ ، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ ، قالت : أصبرُ ، قالت: فإني أتكشَّفُ فادْع الله أن لا أتكشَّف ، فدعا لها» . أخرجه البخاري ومسلم. -[435]-
وعند البخاري في رواية عن عطاء : «أنه رأى أُمَّ زُفرَ تلك المرأةَ الطويلةَ السوداءَ على سِتْرِ الكعبة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 99 في المرضى ، باب فضل من يصرع من الريح ، ومسلم رقم (2576) في البر والصلة ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/346) (3240) قال : حدثنا يحيى.والبخاري (7/150) وفي الأدب المفرد (505) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. ومسلم (8/16) قال : حدثنا عبيد الله ابن عمر القواريري ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، وبشر بن المفضل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5952) عن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى.
كلاهما - يحيى ، وبشر - قالا : حدثنا عمران أبو بكر ، قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ، فذكره.
أخرجه البخاري (7/151) قال :حدثنا محمد. قال : أخبرنا مخلد ، عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء، أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة.

4629 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يقول الله: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إِذا قَبضتُ صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إِلا الجنة» . أَخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 207 في الرقاق ، باب العمل الذي يبتغى به وجه الله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/417) والبخاري (8/112) كلاهما عن قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن. عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. عن سعيد المقبري ، فذكره.

4630 - (ط) عطاء بن يسار : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا مرض العبدُ بعث الله إِليه مَلَكين ، فقال : انظرا ماذا يقول لعُوَّادِه ؟ فَإِنْ هو إِذا جاؤوه حَمِدَ الله وأثنى عليه، رَفَعَا ذلك إِلى الله - وهو أَعلم - فيقول : لعبدي عليَّ إِنْ توفيَّتُهُ أنْ أُدخِلَه الجنةَ، وإِن أنا شَفيتُه أَن أُبْدِله لحماً خيراً من لحمه ، ودماً خيراً من دمه ، وأن أكفِّر [عنه] سيئاتِهِ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 940 في العين ، باب ما جاء في أجر المريض ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير المكي ، قال : وليس بالقوي ، وثقه بعضهم ، وضعفهم ابن معين وغيره ، عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري ... الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/412) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، فذكره.
قال الزرقاني: وصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير المكي قال : وليس بالقوي وثقه بعضهم، وضعفه ابن معين وغيره عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري.. الحديث.

4631 - (خ د س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه - : قال : «شَكَوْنا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّد بُرْدة له في ظل الكعبة ، فقلنا: ألا تَسْتَنْصِرُ -[436]- لنا؟ ألا تَدْعو [الله] لنا؟ فقال: قد كان مَنْ قبلكم يُؤخَذُ الرجل ، فيُحْفَر له في الأرض، فَيُجْعَلُ فيها، ثم يُؤْتَى بالمنشار، فيوضَعُ على رأْسه ، فيُجْعَلُ نصفين ، ويُمْشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يَصدُّه ذلك عن دينه ، والله لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إِلى حَضْرَمَوْتَ ، لا يخاف إِلا اللهَ والذئبَ على غنمه ، ولكنَّكم تستعجلون» .
وفي رواية قال : «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّد بُرْدَة [له] في ظل الكعبة ، وقد لَقِينا من المشركين شِدَّة ، فقلتُ : ألا تدعو الله ؟ فقعد - وهو محمر وجهُهُ - فقال: لقد كان مَن قبلكم لَيُمْشَط بأمشاط الحديد...» ثم ذكر معناه. أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود مثل الأولى ، وزاد بعد قوله : «بأمشاط الحديد» ، «ما دون عظمه من لحم وعَصَب ، ما يصرفه ذلك عن دِينه» ، وأخرج النسائي طرفاً من أوله ، وقال : إِلى قوله : «تدعو لنا ؟» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 126 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الإكراه ، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ، وأبو داود رقم (2649) في الجهاد ، باب في الأسير يكره على الكفر ، والنسائي 8 / 204 في الزينة ، باب لبس البرود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (157) . والبخاري (5/56) قال : حدثنا الحميدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3519) عن عبدة بن عبد الرحيم.
كلاهما - الحميدي - وعبدة - عن سفيان ، قال : حدثنا بيان بن بشر ، وإسماعيل بن أبي خالد.
2- وأخرجه أحمد (5/109) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (5/110) قال : حدثنا يزيد. وفي (5/111) قال : حدثنا محمد بن يزيد. وفي (5/111) و (6/395) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/244) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى. وفي (9/25) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى وأبو داود (2649) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم وخالد. والنسائي (8/204) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى عن يحيى.
ستتهم - محمد بن عبيد ، ويزيد ، ومحمد بن يزيد ، ويحيى، وهشيم ،وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد.
كلاهما - بيان ، وإسماعيل - عن قيس، فذكره.

4632 - (خ م د س) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - : قال : «أَرسلتْ بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِليه : إن ابناً لي قُبض ، فائتنا - وفي رواية : إِن -[437]- ابني احتُضِر فاشهدنا - وفي أخرى : إِن ابنتي قد حُضِرَتْ - فأَرسل يقرئُ السلام ، ويقول : إن للهِ ما أَخذَ ، وله ما أعطى ، وكلّ عنده بأجل مسمى ، فلتصبِرْ ولتَحْتَسِبْ ، فأرسلت إِليه : تقسم عليه باللهِ ليأتِينَّها...» وذكر الحديث. وسيجيء في «كتاب الموت» من حرف الميم بطوله. أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(احْتُضِرَ) المريض : إذا أشفى على الموت ، وجاءه مقدمات الموت.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 124 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : يعذب الميت ببكاء أهل عليه ، وفي المرضى ، باب عيادة الصبيان ، وفي القدر ، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، وفي الأيمان والنذور ، باب قول الله تعالى : {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، وفي التوحيد ، باب قول الله تبارك وتعالى : {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} ، وباب ما جاء في قوله تعالى : {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (923) في الجنائز ، باب البكاء على الميت ، وأبو داود رقم (3125) في الجنائز ، باب في البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 21 و 22 في الجنائز ، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : البخاري في الجنائز (32) عن عبدان ومحمد.وهو ابن مقاتل.
كلاهما عن عبد الله بن المبارك وفي الطب (المرضي) (9) عن حجاج بن المنهال. وفي النذور (الأيمان والنذور) (9) عن حفص بن عمر.
كلاهما عن شعبة وفي التوحيد (2) عن أبي النعمان محمد بن الفضل ، عن حماد بن زيد. وفي التوحيد (25) عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد بن زياد. وفي القدر (4) عن مالك بن إسماعيل ، عن إسرائيل مختصرا. ومسلم في الجنائز (6:2) عن أبي كامل الجحدري ، عن حماد بن زيد و (6:3) عن ابن نمير ، عن محمد بن فضيل و (6:3) عن أبي بكر ، عن أبي معاوية. وأبو داود فيه الجنائز (28) عن أبي الوليد ، عن شعبة ، والنسائي فيه الجنائز (22) عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك. وابن ماجه فيه الجنائز (53) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، عن عبد الواحد بن زياد.
سبعتهم - عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان. عن أسامة بن زيد. تحفة الأشراف (1/48) .

4633 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «اشتكى ابن لأبي طلحةَ ، فمات وأبو طلحةَ خارج ، فلما رأتْ امرأتُهُ أنه قد مات هيَّأت شيئاً ونَحَّتْه في جانبِ البيت ، فلما جاء أبو طلحةَ قال : كيف الغلامُ ؟ قالتْ : قد هدأتْ نَفْسُهُ ، وأَرجو أن يكون قد استراح، فظنَّ أبو طلحة أنها صادقة ، قال : فبات ، قال : فلما أصبح اغتسل ، فلما أَراد أن يخرج : أعلمته أنه قد مات ، -[438]- فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ثم أخبِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بما كان منهما ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لعله أَن يبارك لهما في ليلتهما ، قال سفيان بن عيينة : فقال رجل من الأَنصار : فرأيت لهما تسعة أولاد ، كلُّهم قد قرأ القرآنَ» . أخرجه البخاري (1) .
وقد أَخرج هو ومسلم ، وأبو داود هذا المعنى بزيادة ، وهو مذكور في «كتاب الأسامي» من حرف الهمزة (2) .
__________
(1) 3 / 135 - 137 في الجنائز ، باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة ، وفي العقيقة ، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق وتحنيكه .
(2) قد تقدم في الجزء الأول ص 366 رقم (157) فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1301) حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان بن عيينة.أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك ،فذكره.

4634 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - : قال : «هلكتْ امرأة لي ، وأتاني محمد ابن كعب القُرَظِيُّ يُعَزِّيني بها ، فقال : إنه كان في بني إِسرائيل رجل فقيه عابد عالم مجتهد ، وكانت له امرأة ، وكان بها مُعْجَباً ، فماتت ، فوَجَد عليها وَجْداً شديداً، حتى خلا في بيت ، وأَغلق على نفسه ، واحتجب عن الناس، فلم يكن يدخل عليه أحد ، ثم إِن امرأة من بني إِسرائيل سمعت به ، فجاءته ، فقالت: إِن لي إِليه حاجة أسْتَفْتِيه فيها ، ليس يجزيني إِلا أن أُشَافِهَه بها ، فذهبَ الناسُ ، ولزمتِ البابَ ، فأُخْبِر ، فأذِنَ لها ؟ فقالت: أستفتيك في أمر ، قال : وما هو ؟ قالت: إِني استعرتُ من جارة لي حُليّاً فكنتُ أَلْبَسه وأُعيره زماناً ، ثم إِنهم أرسلوا إِليَّ فيه ، أَفأرُدُّه إِليهم ؟ قال : نَعَمْ واللهِ ، قالتْ : إِنَّهُ قد مَكَثَ عندي زَمَاناً؟ فقال: ذلك أحقُّ لردِّكِ -[439]- إِيَّاهُ ، فقالت له : يرحمك الله ، أفتأسفُ على ما أعارَك الله ، ثم أَخذه منك، وهو أحقُّ به منكَ ؟ فأبْصر ما كان فيه ، ونفعه الله بقولها» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 237 في الجنائز ، باب جامع الحسبة في المصيبة ، وإسناده إلى محمد بن كعب القرظي صحيح ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وفي " الاستذكار " : هذا خبر حسن عجيب في التعازي ، وليس في كل الموطآت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/110) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد فذكره.
قال الزرقاني :وفي الاستذكار : هذا خبر حسن عجيب في التعازي ، وليس في كل الموطآت.

4635 - (ت) شيخ من بني مرة : قال : «قَدِمْتُ الكوفةَ ، فأُخبِرْتُ عن بِلالِ ابنِ أبي بُرْدةَ، فقلتُ : إِنَّ فيه لمعتَبراً ، فأتيتُه وهو محبوس في داره التي [كان قد] بَنَى ، وإِذا كلُّ شيء منه قد تغيَّر من العذاب والضَّرْبِ ، وإِذا هو في قُشاش (1) ، فقلت له : الحمد لله يا بلال ، لقد رأيتُكَ تمُرُّ بنا وأنتَ تُمْسِكُ أنْفَكَ من غِيرِ غُبار ، وأنتَ في حالك هذه [اليومَ] ، فكيفَ صَبْرُكَ اليوم؟ فقال لي: مِمَّنْ أَنتَ ؟ فقلتُ : من بني مُرَّةَ ابنِ عَبَّاد، فقال: ألا أُحَدِّثُكَ حديثاً ، عسى اللهُ أن يَنفعَكَ به؟ قلتُ : هاتِ ، قال : حدَّثني أبو بردةَ عن أبي موسى : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : لا تُصيبُ عبداً نَكْبةٌ فما فوقها أو دونها ، إِلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أَكثر ، قال : وقرأ : {وَمَا أصَابَكم من مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ...} الآية [الشورى: 30]» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) والقشيش كأمير : اللقاطة ، كالقشاش بالضم .
(2) رقم (3249) في التفسير ، باب ومن سورة الشورى ، وفي سنده مجهولان ، عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري ، والشيخ من بني مرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3252) حدثنا عبد بن حميد. حدثنا عمرو بن عاصم. حدثنا عبيد الله بن الوازع ، حدثني شيخ من بني مرة قال، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت : في سنده عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري، قال أبو جعفر الطبري :عبيد الله بن الوازع غير معروف في نقلة الآثار ، وجهاله الشيخ من بني مرة.

4636 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا أحد أصْبَرَ على أذى سَمِعَهُ من الله - عزَّ وجلَّ - : إِنَّهُ لَيُشْرَكُ به ، ويُجْعَل له الولدُ ، ثم يعافيهم ويرزُقُهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 426 في الأدب ، باب الصبر على الأذى ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} ، ومسلم رقم (2804) في صفات المنافقين ، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه الحميدي (774) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد (4/395) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/401) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. وفي (4/405) قال : حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/31) وفي الأدب المفرد (389) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وفي (9/141) قال : حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة. ومسلم (8/133 ، 134) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو سعيد الأشج ، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثني عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو أسامة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9015) عن عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، عن الحميدي ، عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد الثوري.
ستتهم - عمر بن سعيد ، ووكيع ، وسفيان الثوري ، وأبو حمزة ، وأبو معاوية ، وأبو أسامة - عن الأعمش ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يقول : حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي ، فذكره.

4637 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «كأني أنظرُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يحْكِي نبيّاً من الأنبياء ضَرَبَه قومُهُ فأدْمَوْهُ ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجهه ، ويقول : اللهم اغفر لقومي ، فإنهم لا يعلمونَ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 249 في استتابة المرتدين ، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (1792) في الجهاد ، باب غزوة أحد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/380) (3611) قال : حدثنا أبو معاوية وفي (1/432) (4107) قال : حدثنا وكيع ، وأبو معاوية. وفي (1/441) (4203) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (4/213 ، 9/20) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي. ومسلم (5/179) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، ومحمد بن بشر. وابن ماجة (4025) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع.
خمستهم - أبو معاوية ، ووكيع ، وشعبة ، وحفص بن غياث ، ومحمد بن بشر - عن الأعمش.
2-وأخرجه أحمد (1/427) (4057) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/453) (4331) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/456) (4366) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا حماد ، يعني ابن زيد.والدارمي (2471) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد. والبخاري في الأدب المفرد (757) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد بن زيد.
كلاهما - حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة.
كلاهما - الأعمش ، وعاصم - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في روايتي شعبة وحفص بن غياث ، عنه.

4638 - (ط) عبد الرحمن بن القاسم : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لِيُعَزِّ المسلمين في مصائِبِهم : المصيبةُ بي» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 236 في الجنائز ، باب جامع الحسبة في المصيبة ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : وقد روي مسنداً من حديث سهل بن سعد ، وعائشة ، والمسور ابن مخرمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/107) عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره. قال الزرقاني :قال ابن عبد البر : وقد روي مسندا من حديث سهل بن سعد ، وعائشة ، والمسور بن مخرمة، والحديث إسناده منقطع.

4639 - (ت) يحيى بن وثاب : عن شيخ من أصحاب رسول الله -[441]- صلى الله عليه وسلم- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «المسلم الذي يُخالط الناس ، ويَصْبِرُ على أَذاهم خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يَصْبِرُ على أذاهم» . أخرجه الترمذي ، وقال : وكان شعبة يرى أنه ابنُ عمر (1) .
__________
(1) رقم (2509) في صفة القيامة ، باب مخالطة الناس مع الصبر على أذاهم ، ورواه أيضاً ابن ماجة في " سننه " رقم (4032) في الفتن ، باب الصبر على البلاء ، وإسناده حسن ، وفي الحديث أفضيلة من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم ، فإنه فضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة ، والأحوال تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان ، ولكل حال مقال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/365) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا سفيان بن سعيد ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، فذكره.والترمذي (2507) حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى.
حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان الأعمش.عن يحيى بن وثاب. عن شيخ من أصحاب النبي. عن النبي فذكره.
قال أبو موسى : قال ابن أبي عدي. كان شعبة يرى أنه ابن عمر.

4640 - () جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الصبرُ مُعوَّلُ المسلم» . أَخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ولم نره ، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " في الجنائز ، باب الترغيب في الصبر ، وقال : ذكره رزين العبدري ، ولم أره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين لم أقف عليه.

الكتاب الرابع : في الصدق
4641 - (خ م ط د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدي إِلي البِرِّ ، وإِن البِرَّ يهدي إِلى الجنةِ ، وإِن الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتى يُكتَب [عند الله] صِدِّيقاً ، وإِن الكذبَ يهدي إِلى الفُجُورِ ، وَإِنَّ الفُجُورَ يهدي إِلى النارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليكذبُ حتى يكتبَ عندَ اللهِ كذَّاباً» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم في آخر حديث ، أوَّلُه : «أَلا أُنْبِّئكم : ما العَضَهُ ؟ - ثم قال : وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم- قال : إِنَّ الرَّجُلَ ليصدُق حتى يكتبَ صِدِّيقاً ، ويكذبُ حتى يُكتبَ كَذَّاباً» .
وفي رواية الموطأ : بلغه : أن ابن مسعود كان يقول : «عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إِلى البرِّ ، وإِن البرَّ يهدي إِلى الجنةِ ، وَإِيَّاكُم والكذب، فَإِن الكذبَ يهدي إِلى الفجور، وإِن الفجورَ يهدي إِلى النار. ألا ترى أنه يقال : صَدَقَ وبَرَّ ، وَكَذَبَ وفَجَرَ ؟» (1) . -[443]-
وفي رواية أبي داود والترمذي : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إِلى البرِّ ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يَصدُق ويَتَحَرَّى الصِّدقَ حتى يكتبَ عند الله صدِّيقاً ، وإِياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إِلي الفجور ، وإِن الفجور يهدي إِلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذَّاباً» . إِلا أن أبا داود ذكر الكذب قبل الصدق (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البرّ) : الإحسان والاتساع فيه.
(الفُجُور) : الفحش ، والأصل فيه : الميل عن القصد.
(العَضَهُ) : رمي الإنسان بالبهتان.
__________
(1) وإسناده عند الموطأ منقطع ، وهو موقوف على ابن مسعود ، وقد وصله البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي مرفوعاً كما في الذي قبله والذي بعده .
(2) رواه البخاري 10 / 423 في الأدب ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وما ينهى عن الكذب ، ومسلم رقم (2606) و (2607) في البر ، باب تحريم النميمة ، وباب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله ، والموطأ 2 / 989 في الكلام ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، وأبو داود رقم (4989) في الأدب ، باب في التشديد في الكذب ، والترمذي رقم (1972) في البر ، باب ما جاء في الصدق والكذب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/384) (3638) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/432) (4108) قال : حدثنا وكيع ، وأبو معاوية. والبخاري في الأدب المفرد (386) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود. ومسلم (8/29) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ووكيع (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي ، قال : أخبرنا ابن مسهر. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (4989) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (1971) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - أبو معاوية ، ووكيع ، وعبد الله بن داود ، وعلي بن مسهر ، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/393) (3727) و (1/439) (4187) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (8/30) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (8/29) قال : حدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال إسحاق : أخبرنا، وقال الآخران : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وهناد بن السري ، قالا : حدثنا أبو الأحوص.
ثلاثتهم - شعبة ، وجرير ، وأبو الأحوص - عن منصور.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل ، فذكره.

4642 - (ت س) أبو الحوراء السعدي ربيعة بن شيبان : قال : «قلتُ للحسن بن علي - رضي الله عنهما - : ما حفظتَ من رسولِ - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : حفظتُ منه : دَعْ -[444]- مَا يَرِيبُكَ إِلى ما لا يَرِيبُكَ ، فإِن الصِّدْقَ طُمأْنينة والكذبَ رِيبَة» . أخرجه الترمذي، وقال : في الحديث قصة.
وأخرج النسائي منه إِلى قوله : «ما لا يَرِيبُكَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَرِيبُكَ) الرَّيْب : الشك والتهمة ، أي : دع ما يوقعك في التهمة والشك ، وتجاوزه إلى ما لا يوقعك فيهما.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2520) في صفة القيامة ، باب رقم (61) ، والنسائي 8 / 327 و 328 في الأشربة ، باب الحث على ترك الشبهات ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/200) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/200) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2535) قال : أخبرنا سعيد بن عامر. والترمذي (2518) قال : حدثنا أبو موسى الأنصاري ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (2518) أيضا قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر المخرمي. والنسائي (8/327) قال : أخبرنا محمد بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس.وابن خزيمة (2348) قال : حدثنا بندار ، وأبو موسى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - يحيى ، ومحمد ، وسعيد ، وعبد الله - عن شعبة ، قال : حدثني بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء السعدي ، فذكره.

الكتاب الخامس : في الصدقة ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في الحث عليها وآدابها
4643 - (خ م س) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «تصدَّقُوا ، فيُوشِكُ الرَّجُلُ يمشي بِصَدَقتِهِ ، فيقولُ الذي أُعطيها : لو جئتنا بها بالأمس قبلتُها ، فأما الآن ، فلا حاجة لي فيها ، فلا يَجِدُ من يَقْبَلُها منه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 71 و 72 في الفتن ، باب خروج النار ، وفي الزكاة ، باب الصدقة قبل الرد ، ومسلم رقم (1011) في الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها ، والنسائي 5 / 77 في الزكاة ، باب التحريض على الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/306) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/306) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (478) قال : حدثنا حجاج بن نصير. وفي (479) قال : حدثني ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. والبخاري (2/135) قال : حدثنا آدم. وفي (2/138) قال : حدثنا علي بن الجعد. وفي (9/73) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى.ومسلم (3/84) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (5/77) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال :حدثنا خالد.
سبعتهم - ابن جعفر ، ووكيع ، وحجاج ، وآدم ، وعلي ، ويحيى ، وخالد -عن شعبة ، قال : حدثنا معبد بن خالد ، فذكره.

4644 - (خ م) أبو موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليأتِيَّنَ على الناس زمان يطوفُ الرَّجُلُ فيه بالصَّدَقَةِ من الذَّهبِ ، ثم لا يجدُ أحداً يأخُذُها منه، ويُرَى الرَّجُلُ الواحد يتبَعُهُ أربعون امرأة ، -[446]- يَلُذْنَ به من قِلَّةِ الرِّجالِ وكثرةِ النِّساءِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لُذْتُ) به ألوذ : إذا لجأت إليه وطفت به [واللَّوْذ : حِصْنُ الجبل وجانبه ، وما يطيف به] .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 222 و 223 في الزكاة ، باب الصدقة قبل الرد ، ومسلم رقم (1012) في الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/135) قال : حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (3/84) قال : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب محمد بن العلاء.
كلاهما - محمد بن العلاء ، وعبد الله بن براد- قالا : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة فذكره ، فذكره.

4645 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «بادِرُوا بالصدقة ، فإنَ البلاء لا يتخطَّاها» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للطبراني في " الأوسط " عن علي ، وللبيهقي عن أنس ، ورمز له بالضعف ، قال المناوي : قال الهيثمي : فيه عيسى بن عبد الله بن محمد ، وهو ضعيف وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " رواه البيهقي مرفوعاً ، وموقوفاً على أنس ، ولعله أشبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين لم أقف عليه.

4646 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لمَّا خَلقَ اللهُ الأرضَ جعلت تَمِيدُ وتَكَفَّأُ ، فأرساها بالجِبال ، فاستقرَّتْ ، فَتَعَّجَبَتِ الملائكةُ من شِدَّةِ الجبالِ ، فقالتْ : يا رَبَّنا ، هل خلقْتَ خلقاً أشدَّ من الجبالِ ؟ قال : [نعم] ، الحديدَ ، قالوا: [يارب] ، فهل خَلَقْتَ خلقاً أَشدَّ من الحديد؟ قال : [نعم] ، النارَ ، قالوا: [يارب] فهل خَلَقْتَ خلقاً أشدَّ من النار ؟ قال: [نعم] ، الماءَ ، قالوا: [يارب] ، فهل خَلَقْتَ خلْقاً أشدَّ من الماءِ ؟ قال: [نعم] ، الرِّيحَ ، قالوا: [يارب] ، فهل -[447]- خَلَقْتَ خلقاً أشدَّ من الرِّيحِ ؟ قال : [نعم] ابنَ آدم، إِذا تصدَّق بصدقة بيمينه فأَخْفَاها عن شماله» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَمِيد) مادت الأرض تَمِيد : إذا تحركت واضطربت.
(تَكفَّأ) تكفَّأت المرأة في مشيتها : إذا تمايلت كما تتمايل النخلة ، والأصل : تَتَكفَّأ ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً.
(فأرْسَاها) : أرسيت الشيء : أثبته ، ورسا هو : إذا ثبت.
__________
(1) رقم (3366) في التفسير ، باب رقم (2) ، وفي سنده سليمان بن أبي سليمان الهاشمي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3369) حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
قلت: وفي سنده سليمان بن أبي سليمان لم يوثقه غير ابن حبان.

4647 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مثلَ البخيل ، والمتصدِّق ، كمثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديد قد اضطرت أيديهما إِلى ثُدِيِّهما وتَرَاقِيهما ، فجعل المتصدِّق كُلَّما تصدَّق بصدقة انبسطت عنه ، حتى تُغَشِّيَ أنامَلُه ، وتعفوَ أثرَهُ ، وجعل البخيل كُلَّما هَمَّ بصدقة قَلَصَتْ ، وأخذتْ كلُّ حَلْقة بمكانها، قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : بإصبعه هكذا في جَيبه، فلو رأيتُه : يُوَسِّعُها ولا تَوَسَّعُ» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
وفي رواية النسائي قال : «مَثَلُ المُنْفِقِ المتصدِّقِ ، والبخيل، كمثل -[448]- رجلين عليهما جُنَّتان - أو جُبَّتَان - من حديد ، من لَدُن ثُدِيِّهما إِلى تراقيهما ، فإذا أراد المنفِق أن ينفِقَ: اتَّسعت عليه الدِّرْعُ ، أو مرَّت ، حتى تُجِنَّ بَنَانه ، وتعفو أَثَرَه ، وإِذا أراد البخيل أن يُنفِق: قَلَصَتْ ، ولزمت كلُّ حَلْقة موضَعَها حتى أَخذته بِتُرْقُوَته - أو برقبته - يقول أبو هريرة: يشهد : أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوسِّعها فلا تتَّسع. قال طاوس : سمعت أبا هريرة يشير بيده : وهو يوسِّعها فلا تتسع» . وله في أخرى نحو الأولى.
ولمسلم قال : «مثل المنفِق والمتصدِّق : كمثل رجل عليه جُنَّتان - أو جُبتَّان - من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى تراقيهما ، فإذا أراد المُنفِقُ - وقال الآخر: إذا أرادَ المُتصدِّقُ - أَن يتصدَّقَ سَبَغَتْ عليه ، أو مَرَّت ، وإِذا أرادَ البخيلُ أن ينفِقَ قَلَصت عليه ، وأخذتْ كلُّ حَلْقة موضِعَها حتى تُجِنَّ بَنَانَه ، وتَعْفُوَ أثرَه ، قال : فقال أبو هريرة : فقال : يوسِّعها فلا تتَّسِعُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُبَّتَان من حديد) : قد جاء في الحديث «جُبَّتان - أو جُنَّتان» ، بالباء والنون ، فالجبَّة بالباء : معروفة ، وبالنون: الوقاية. -[449]-
(تَرَاقِيهما) : التَّراقي جمع تَرقُوة ، وهي العظم الذي بين ثُغْرة النحر والعاتق.
(يعفو أثره) عفا الأثر : [إذا] امَّحى ، وعفوت أثره : إذا محوته ، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
(قَلَصَت) قَلَصَ العضو : إذا قَصُرَ واجتمع ، وكذلك الثوب.
(لَدُن) بمعنى : عند ، إلا أنه أقرب مكاناً من عند.
(تُجِنُّ بَنَانه) البَنَان : الأنامل ، وأجَنَّها ، أي : غطَّاها وسترها.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 227 و 228 في اللباس ، باب جيب القميص من عند الصدر وغيره ، وفي الزكاة ، باب مثل البخيل المتصدق ، وفي الجهاد ، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب ، ومسلم رقم (1021) في الزكاة ، باب مثل البخيل المتصدق ، والنسائي 5 / 70 - 72 في الزكاة ، باب صدقة البخيل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1065) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/522) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال : حدثنا إبراهيم بن نافع والبخاري (7/185) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا إبراهيم بن نافع ومسلم (3/88 ، 89) قال : قال عمرو وحدثنا سفيان بن عيينة. قال : وقال ابن جريج (ح) وحدثني سليمان ابن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني. قال: حدثنا أبو عامر ، يعني العقدي. قال : حدثنا إبراهيم بن نافع. والنسائي (5/70) قال : أخبرنا محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج.
كلاهما - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وإبراهيم بن نافع - عن الحسن بن مسلم بن يناق.
2- وأخرجه أحمد (2/389) قال : حدثنا عفان. والبخاري (2/142 ، 4/50) قال : حدثنا موسى بن رسماعيل ومسلم (3/89) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. والنسائي (5/72) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان. قال : حدثنا عفان.
ثلاثتهم - عفان بن مسلم ، وموسى بن إسماعيل ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي - عن وهيب بن خالد ، عن عبد الله بن طاووس.
كلاهما - الحسن بن مسلم بن يناق ، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس.

4648 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر : وَذَكَر الصدقةَ والتعفُّفَ عن المسألة - : «اليدُ العليا خير من اليدِ السُّفْلى ، والعليا : هي المنفِقةُ ، والسفلى : هي السائِلةُ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والموطأ ، وأبو داود، والنسائي.
وقال أبو داود في رواية عبد الوارث : «العليا : المُتَعَفِّفة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 235 و 236 في الزكاة ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ، ومسلم رقم (1033) في الزكاة ، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، والموطأ 2 / 998 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف عن المسألة ، وأبو داود رقم (1648) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، والنسائي 5 / 61 في الزكاة ، باب اليد السفلى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (616) والبخاري (2/140) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ومسلم (3/94) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1648) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة والنسائي (5/61) قال : أخبرنا قتيبة.
كلاهما - عبد الله بن مسلمة ، وقتيبة بن سعيد - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (2/67) (5344) قال : حدثنا عتاب ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : أخبرنا موسى ابن عقبة.
3- وأخرجه أحمد (2/98) (5728) قال : حدثنا يونس. وعبد بن حميد (775) قال : حدثني سليمان ابن حرب. والدارمي (1659) قال : أخبرنا سليمان بن حرب. والبخاري (2/139) قال : حدثنا أبو النعمان. ثلاثتهم - يونس ، وسليمان بن حرب ، وأبو النعمان - قالوا : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب.
ثلاثتهم - مالك ، وموسى بن عقبة ، وأيوب - عن نافع ، فذكره.

4649 - (د) مالك بن نضلة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-[450]- قال : «الأَيدي ثلاثة : فيدُ الله العليا ، ويدُ المعطي التي تليها ، ويدُ السائل السفلى ، فأعطِ الفضْلَ ، ولا تَعْجِزْ عن نفسك» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1649) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/473 ، 4/137) . وأبو داود (1649) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (2440) قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، والحسن بن محمد - عن عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمان التيمي ، قال : حدثنا أبو الزعراء ، عن أبي الأحوص ، فذكره.

4650 - (خ م س) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرَة» .
وفي رواية : «من استطاع منكم أن يَسْتَتِرَ من النار ولو بِشِقِّ تَمْرَة فليفعلْ» .
وفي أخرى : «أنه ذَكَرَ النار ، فتعَوَّذَ منها ، وأشاحَ بوجهه ثلاث مرات ثم قال: اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيِّبة» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأَخرج النسائي الثالثة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشاح بوجهه) : أعرض ، وقيل : حَذِر ، وقيل : أقبل بوجهه.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 225 في الزكاة ، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة ، وباب الصدقة قبل الرد ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الأدب ، باب طيب الكلام ، وفي الرقاق ، باب من نوقش الحساب عذب ، وباب صفة الجنة والنار ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ، وباب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، ومسلم رقم (1016) في الزكاة ، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ، والنسائي 5 / 74 و 75 في الزكاة ، باب القليل في الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/256) قال : حدثنا عبد الرحمان ، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/258) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (4/259) قال : حدثنا عفان ، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/377) قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا شعبة ، والبخاري (2/136) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (3/86) قال : حدثنا عون بن سلام الكوفي ، قال: حدثنا زهير بن معاوية الجعفي.
ثلاثتهم - سفيان ، وشعبة ، وزهير - عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن معقل ، فذكره.

4651 - (ط ت د س) أم بجيد الأنصارية - رضي الله عنها - : وكانت -[451]- ممن بايعتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: «قلتُ : يا رسولَ الله ، إِنَّ المسكين ليقوم على بابي، فما أجدُ شيئاً أعطيه إِياه؟ قال: إِن لم تجدي إِلا ظِلفاً مُحْرَقاً فادفَعيه إِليه في يده» .
وفي رواية : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «رُدُّوا المسكين ولو بظِلف مُحْرَق» .
أخرج الأولى الترمذي، وأبو داود ، والنسائي، وأخرج الثانية الموطأ ، وأخرجها النسائي عن ابن بجيد (1) عن جَدَّته ، ولم يسمِّها (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظِلْفاً مُحْرَقاً) : الظِّلْف : خُفُّ الشاة ، وفي كونه محرقّاً مبالغة في غاية ما يُعطى من القلة.
__________
(1) في الأصل والمطبوع : عن أبي بجيد ، وما أثبتناه من الموطأ والنسائي المطبوع .
(2) رواه الموطأ 2 / 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في المساكين ، وأبو داود رقم (1667) في الزكاة ، باب حق السائل ، والترمذي رقم (665) في الزكاة ، باب ما جاء في حق السائل ، والنسائي 5 / 86 في الزكاة ، باب تفسير المسكين ، وباب رد السائل ، وقال الترمذي : حديث أم بجيد حديث حسن صحيح ، قال : وفي الباب عن علي ، وحسين بن علي ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/382) قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/382) قال : حدثنا حجاج وأبو كامل. قالا : حدثنا ليث ، يعني ابن سعد. وفي (6/382) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا الليث. وفي (6/383) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق. وأبو داود (1667) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا الليث. والترمذي (665) قال :حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث بن سعد. والنسائي (5/86) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (2473) قال : حدثنا الربيع بن سليمان. قال : حدثنا شعيب. قال : حدثنا الليث.
ثلاثتهم - ابن أبي ذئب ، واالليث ، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن عبد الرحمان بن بجيد ، فذكره.
قال الترمذي حديث أم بجيد حديث حسن صحيح.

4652 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - :أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «هل منكم أحد أطعم اليومَ مسكيناً ؟ فقال أبو بكر : -[452]- دخلتُ المسجدَ ، فإذا بسائل يسأل ، فجئتُ البيتَ ، فوجدتُ كِسْرَةَ خُبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتُها منه فدفعتُها إِليه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1670) في الزكاة ، باب المسألة في المساجد ، وفي سنده مبارك بن فضالة ، وهو صدوق يدلس ويسوي ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : قال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد ، وذكر أنه روي مرسلاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1670) قال : حدثنا بشر بن آدم ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، قال: حدثنا مبارك بن فضالة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، فذكره.
قلت : في سنده مبارك بن فضالة قال عنه الحافظ في التقريب يدلس ويسوى.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل قال : قال أبي هذا خطأ إنما هو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن النبي. وقال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وذكر أنه روى مرسلا.

4653 - (ط) مالك بن أنس : «بلغه عن عائشةَ : أن مسكيناً سألها وهي صائمة، وليس في بيتها إِلا رغيف ، فقالت لمولاة لها : أعطيه إياه ، فقالتْ : ليس لكِ ما تُفْطرين عليه ، فقالت: أعطيه إياه ، قالت: ففعلتُ ، فلما أمسينا أهْدَى لها أهلُ بيت ، أو إِنسان ، ما كان يُهدِي لها : شاة وكَفَنَها (1) ، فدعتني عائشةُ ، فقالتْ : كلي من هذا ، هذا خير من قُرْصِكِ» .
قال مالك : وبلغني «أن مسكيناً استطعم عائشةَ أمَّ المؤمنين وبين يديها عِنَب ، فقالتْ لإنسان: خذْ حَبَّة فأعْطه إياها ، فجعل ينظرُ إِليها ، ويَعْجَبُ ، فقالتْ عائشةُ: أتعجَبُ ؟ كم ترى في هذه الحَبَّةِ من مثقال ذَرَّة ؟» (2) .
__________
(1) أي : ما يغطيها من الأقراص والرغف .
(2) أخرجه الموطأ بلاغاً 2 / 997 في الصدقة ، باب الترغيب في الصدقة ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/541) أنه بلغه فذكره.
وإسناده منقطع.

4654 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «يا رسول الله ، أيُّ -[453]- الصدقةِ أفضلُ ؟ قال : جُهدُ المُقِلِّ ، وابدَأْ بمن تَعُول» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُهْدُ المُقِلّ) الجُهْد بالضم الوسع والطاقة ، والمُقِلُّ : الذي ماله قليل ، فهو يُعطي بقدر ماله.
__________
(1) رقم (1677) في الزكاة ، باب في الرخصة في ذلك ، وهو حديث حسن .

4655 - (د) سعيد بن المسيب - رحمه الله - : أن سعدَ بنَ عبادةَ أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أيُّ الصدقةِ أفضلُ وأعجبُ إِليك ، قال : الماءُ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1679) و (1680) في الزكاة ، باب في فضل من سقى الماء ، وإسناده منقطع ، فإن سعيد ابن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/284) قال : حدثنا هاشم قال : أخبرنا المبارك. وفي (5/284 ، 6/7) قال : حدثنا حجاج ، قال : سمعت شعبة يحدث ، عن قتادة. والنسائي (6/255) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن ، عن حجاج ، قال : سمعت شعبة يحدث عن قتادة.
كلاهما - المبارك بن فضالة ، وقتادة - عن الحسن ، فذكره.
* رواية المبارك مختصرة على «مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : يا رسول الله ، دلني على صدقة ، قال : آسق الماء.» .
* أخرجه أبو داود (1680) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا محمد بن عرعرة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، والحسن ، عن سعد بن عبادة ، فذكره.
وإسناده منقطع لأن سعيد بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة.

4656 - (د) [حسين بن] علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «للسائل حقّ ، وإن جاء على فرس» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولو جاء على فرس) قال الخطابي : معناه : الأمر بحسن الظن بالسائل -[454]- إذا تعرَّض لك ، وأن لا تَجْبَهَهُ بالتكذيب والرد، مع إمكان الصدق ، يقول : لا تُخَيِّب السائل إذا سألك ، وإذا رابك منظره وجاءك راكباً على فرس ، فإنه قد يكون له فرس، ووراء ذلك عائلة ودَيْن يجوز معه أخذ الصدقة ، وقد يكون من أصحاب سهم السبيل، أو عليه حَمالة (2) فيجوز له ذلك.
__________
(1) رقم (1665) في الزكاة ، باب حق السائل ، ورواه أحمد في " المسند " رقم (1730) ، وفي سنده يعلى بن أبي يحيى ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن يشهد له الأحاديث التي بعده ، فهو حديث حسن .
(2) أي : كفالة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/201) قال : حدثنا وكيع ، وعبد الرحمان. وأبو داود (1665) قال : حدثنا محمد بن كثير. وابن خزيمة (2468) قال : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي.، قال : حدثنا وكيع. وعبد الرحمان. ثلاثتم - وكيع ، وعبد الرحمان ، ومحمد - قال محمد : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل ، قال : حدثني يعلى بن أبي يحيى ، عن فاطمة بنت حسين ، فذكرته.وفي سنده يعلى بن أبي يحيى لم يوثقه غير ابن حبان.

4657 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «أعطوا السائلَ ، ولو جاء على فرس» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) مرسلاً 2 / 996 في الصدقة ، باب الترغيب في الصدقة ، ولكن يشهد له ما قبله وما بعده فهو حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/540) عن زيد بن أسلم فذكره. والحديث مرسل.

4658 - () عكرمة : «أن أعرابياً أتى ابنَ عباس فسأَله ؟ فقال : أتشهدُ أن لا إِله إِلا اللهُ، وأن محمداً رسولُ الله ، وتُصلِّي ، وتصوم ؟ قال : نعم ، قال : سأَلتَ ، وللسائل حق، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أعط السائل ولو جاء على فرس ، فأعطاهُ قميصاً كان عليه» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه الموطأ ، وهو خطأ ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه.

4659 - (ت) فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - : قالت : «سئل أو سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزكاة ؟ فقال : إِن في المال حقّاً سوى الزكاة ، ثم تلا هذه الآية التي في البقرة : {لَيْسَ البِرَّ أنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ -[455]- والنَّبِيِّينَ وآتَى المَالَ على حُبِّهِ ذَوي القُرْبَى والْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلينَ وَفي الرِّقَابِ وَأقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزكاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا والصَّابِرِينَ في البأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [البقرة: 177]» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (659) و (660) في الزكاة ، باب ما جاء أن في المال حقاً سوى الزكاة ، وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور ، وهو ضعيف ، قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك ، وأبو حمزة ميمون يضعف ، وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله ، وهذا أصح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1644) قال : أخبرنا محمد بن الطفيل. وابن ماجة (1789) قال : حدثنا علي ابن محمد. قال : حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (659) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه. قال: حدثنا الأسود بن عامر. وفي (660) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان. قال : أخبرنا محمد بن الطفيل.
ثلاثتهم - محمد بن الطفيل ، ويحيى بن آدم ، والأسود بن عامر - عن شريك ، عن أبي حمزة ، عن عامر الشعبي ، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث إسناده ليس بذاك. وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف. وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله. وهذا أصح.
* لفظ رواية يحيى بن آدم : «أنها سمعته ، تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ليس في المال حق سوى الزكاة» .
وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور وهو ضعيف.

4660 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما نَقَصَ مال من صدقة - أو ما نقصتْ صدقة من مال - وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً ، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ» . أخرجه مسلم ، والترمذي.
وأخرجه الموطأ مرسلاً : أنه سمع العلاء بن عبد الرحمن يقول : «ما نقصت صدقة من مال...» وذكر الحديث. وقال مالك في آخره : لا أدري : أيرفع هذا الحديث إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أم لا ؟ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2588) في البر والصلة ، باب استحباب العفو والتواضع ، والترمذي رقم (2030) في البر والصلة ، باب ما جاء في التواضع ، والموطأ 2 / 1000 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف عن المسألة ، ويشهد لرواية مالك المرسلة ، رواية مسلم والترمذي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الأدب (19) عن يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر.
ثلاثتهم - عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
والترمذي في البر والصلة (82) عن قتيبة عن الدراوردي عن عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة الأشراف (10/225 ، 234) .
وأخرجه مالك في الموطأ مرسلا في الصدقة باب ماجاء في التعفف عن المسألة.

4661 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أَمَرَ مِن كُلِّ جَادِّ عشرة أوْسُقٍ من التمر: بِقِنْوٍ يُعَلَّقُ في المسجد للمساكين» . -[456]- أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جادّ عشرة أوسُق) الوَسْق : ستون صاعاً ، والصاع : خمسة أرطال وثلث بالعراقي ، أو ثمانية أرطال ، على اختلاف المذهبين ، وقد ذكر ، و «جادُّ عشرة أوسق» يعني : نخلاً يُجَدُّ منه أي : يقطع عشرة أوسق ، وذلك ستمائة صاع.
(بِقِنْو) القِنْو : العِذْق بما فيه من الرُّطَب.
__________
(1) رقم (1662) في الزكاة ، باب في حقوق المال ، وفيه عنعنة ابن إسحاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/359) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي وفي (3/359) أيضا قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا محمد بن سلمة. وأبو داود (1662) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني ، قال : حدثني محمد بن سلمة. وابن خزيمة (2469) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، قال : حدثنا سهل بن بكار ، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
ثلاثتهم - إبراهيم ، ومحمد وحماد - عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان ، فذكره.
وفي عنعنة ابن إسحاق.

4662 - (س د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «خَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وبيده عصاً ، وقد علّقَ رَجُل قِنْوَ حَشَف ، فجعل يَطْعَنُ في ذلك القِنْوِ ، فقال : لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدَّق بأطيبَ من هذا ، إِن ربَّ هذه الصدقةِ يأكلُ حَشَفاً يوم القيامة» . أخرجه النسائي.
وفي رواية أبي داود قال : «دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجدَ ، وبيده عصاً ، وقد علَّق رجل... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1608) في الزكاة ، باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة ، والنسائي 5 / 43 و 44 في الزكاة ، باب قوله عز وجل : {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} ، وفي سنده صالح بن أبي عريب ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/23) قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. وفي (6/28) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (1608) قال : حدثنا نصر بن عاصم.الأنطاكي ، قال : حدثنا يحيى ، يعني القطان وابن ماجة (1821) قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (5/43) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : أنبأنا يحيى.
كلاهما - أبو بكر الحنفي ، ويحيى بن سعيد القطان - عن عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدثني صالح بن أبي عريب ، غن كثير بن مرة الحضرمي ، فذكره.

4663 - (م س) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - : قال : «كُنَّا في صَدْرِ النهارِ عِنْدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجاءه قَوم عُرَاة مُجتابي النِّمار ، أو العَباءِ ، مُتَقَلِّدي السيوفِ ، عامَّتُهم من مُضَرَ ، بل كلُّهم مِنْ مُضَرَ - فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : لما رأى بهم من الفَاقة ، فدخل ، ثم خَرَجَ ، فأمر بلالاً ، فأذَّن وأقام فصلَّى ، ثم خَطَبَ، فقال : {يَا أَيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ (1) مِنْهَا زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] ، والآية التي في الحشر : {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُر نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] تصدَّق رَجُل مِن دِينارِهِ ، من دِرْهَمِهِ ، من ثوبِهِ ، من صاع بُرِّه ، من صاع تَمرِهِ ، حتى قال : ولو بشِقِّ تمرة ، قال : فجاء رَجُل من الأَنصار بصُرَّة ، كادت كَفُّه تعجِزُ عنها ، بل قد عَجَزَتْ ، قال : ثم تتابع الناسُ ، حتى رأيتُ كَوْمَيْنِ من طعام وثياب، حتى رأَيتُ وجهَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَهَلَّلَ كأنه مُدْهنَة (2) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة حَسَنَة فله أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده ، من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء ، ومن سَنَّ في الإِسلام -[458]- سُنَّة سيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَنْ عمل بها من بعده ، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء» .
وفي أخرى قال : «جاء نَاس من الأعراب إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، عليهم الصوف، فرأى سُوءَ حالهم... فذكر بمعناه» . أخرجه مسلم.
وأخرج النسائي الرواية الأولى ، وليس عنده : «مُجتابي النِّمار ، أو العَبَاءِ» ، وزاد : «حُفاة» ، وقال : «مُذْهَبَة» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُجْتَابِي النِّمَار) النِّمَار : جمع نَمِرَة ، وهي شَمْلة مخططة من مآزر الأعراب ، واجتاب فلان ثوباً ، إذا لبسه، وقيل : النَّمِرَة : بردة يلبسها الإماء والأول أوجه.
(فَتَمعَّر) تمعَّر وجهه : إذا تغيَّر وتلوَّن من الغضب.
(كَومَيْن) الكَوْم من الطعام : الصُّبْرَة ، وأصل الكوم : ما ارتفع وأشرف.
(مُدْهُنَة) المُدْهُن : نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء من المطر ، والمُدْهُن أيضاً : ما جعل فيه الدُّهن ، والمدهُنة كذلك ، شبَّه صفاء وجهه - صلى الله عليه وسلم- لإشراقه بالسرور : بصفاء هذا الماء المجتمع في الحجر ، أو بصفاء الدهن ، هذا -[459]- ما شرحه الحميدي في غريبه ، وقد جاء في كتاب النسائي وبعض نسخ مسلم «مُذْهَبة» بالذال المعجمة والباء المعجمة بواحدة ، فإن صحت الرواية : فهي من الشيء المُذْهَب ، أي : المُموه بالذَّهب ، أو من قولهم : فرس مُذْهَب : إذا علت حمرته صفرة ، والأنثى مُذْهَبة ، وإنما خص الأنثى بالذكر : لأنها تكون أصفى لوناً من الذكر ، وأرق بشرة. والله أعلم.
(وِزْرَة) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل.
__________
(1) في المطبوع : ثم خلق ، وهو خطأ .
(2) وفي النسائي وبعض نسخ مسلم : مذهبة .
(3) رواه مسلم رقم (1017) في الزكاة ، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة ، والنسائي 5 / 75 و 76 في الزكاة ، باب التحريض على الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/357) مختصرا قال : حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. وفي (4/357 ، 359) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/358) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (3/86 ، 8/62) قال : حدثني محمد بن المثنى العنزي ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر. وفي (3/87 ، 8/62) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شعبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. وفي (3/87 ، 8/62) أيضا قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال : حدثنا أبي. والنسائي (5/75) قال : أخبرنا أزهر بن جميل ، قال : حدثنا خالد بن الحارث.
ستتهم - عبد الرحمان ، وهاشم ، وابن جعفر ، وأبو أسامة ، ومعاذ ، وخالد - قالوا : حدثنا شعبة ، قال: حدثني عون بن أبي جحيفة.
2- وأخرجه مسلم (3/87 ، 8/62) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، وأبو كامل ، ومحمد بن عبد الملك الأموي ، قالوا : حدثنا أبو عوانة ، وابن ماجة (203) مختصرا قال : حدثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب ، قال : حدثنا أبو عوانة. والترمذي (2675) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا المسعودي.
كلاهما - أبو عوانة ، والمسعودي - عن عبد الملك بن عمير.
كلاهما - عون بن أبي جحيفة ، وعبد الملك - عن المنذر بن جرير ، فذكره. زاد أبو عوانة في روايته عن مسلم : فصلى الظهر ثم صعد منبرا صغيرا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد. فذكر الحديث.
رواية المسعودي عن عبد الملك مختصرة وقال : عن ابن جرير ولم يسمه.

4664 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : قال رجل: لأتَصَدَّقَنَّ بصدقة ، فخرج بصدقتِهِ ، فوضعها في يدِ سارق ، فأصبحوا يتحدَّثون : تُصُدِّق الليلةَ على سارق ، فقال : اللهم لك الحمد ، على سارق، لأتصدقنَّ بصدقة ، فخرج بصدقتِهِ ، فوضعها في يد زانية ، فأصبحوا يتحدَّثون : تُصُدِّق الليلةَ على زانية ، فقال : اللهم لك الحمد، على زانية ، لأتصدقنَّ بصدَقة ، فخرج بصدقتِهِ ، فوضعها في يد غَنيّ ، فأَصبحوا يتحدَّثون : تُصُدِّقَ الليلةَ على غَنيّ ، فقال : اللهم لك الحمد، على سارق ، وزانية ، وغَنيّ ، فأُتيَ ، فقيل له : أمَّا صدقتُكَ على «سارق : فلعلَّه أن يَسْتَعِفَّ عن سرقته ، وأمَّا الزانيةُ : فلعلها أن تستَعِفَّ عن زِناها ، وأما الغنيُّ : فلعله يعتبرُ فينفِقُ مما أعطاه الله» . هذا لفظ البخاري، وأخرجه مسلم نحوه بمعناه. -[460]-
وأخرج النسائي مثلها ، وقال فيها : «فقيل له : أمَّا صَدَقَتُكَ فقد تُقُبِّلَتْ...» وذكره (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أن يستعف) استعفَّ الرجل : إذا ألزم نفسه العِفَّة ، وهي التنزه عن الطلب والمسألة.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 230 في الزكاة ، باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلمه ، ومسلم رقم (1022) في الزكاة ، باب ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها ، والنسائي 5 / 55 و 56 في الزكاة ، باب إذا أعطاها غنياً وهو لا يشعر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/322) قال : حدثنا علي بن حفص. قال : أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد. وفي (2/350) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (2/137) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. قال : حدثنا أبو الزناد. ومسلم (3/89) قال : حدثني سويد بن سعيد. قال : دحثني حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي الزناد. والنسائي (5/55) قال : أخبرنا عمران بن بكار. قال : حدثنا علي بن عياش. قال : حدثنا شعيب. قال : حدثني أبو الزناد.
كلاهما - أبو الزناد ، وعبد الله بن لهيعة - عن عبد الرحمان بن هرمز الأعرج ، فذكره.

الفصل الثاني : في أحكام الصدقة ، وفيه ستة فروع
الفرع الأول : في الصدقة عن ظهر غنى، والابتداء بالألزم والأقارب
4665 - (خ د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنى ، وابْدَأْ بمن تَعول» .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى ، -[461]- وابدأْ بمن تَعُولُ، وخيرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظهرِ غِنى ، ومن يستَعِفّ يُعِفُّه الله ، ومن يستغنِ يُغنِهِ اللهُ» . أخرجه البخاري.
وعند أبي داود : «خَيْرُ الصدقةِ ما ترك غِنى ، أو تُصدِّقَ عن ظهر غِنَى ، وابدأْ بمن تَعُولُ» .
وعند النسائي : «خَيْرُ الصدقةِ ما كان عن ظهر غِنى ، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأُْ بمن تَعُولُ» (1) .
وفي أخرى قال : «أفضلُ الصدقةِ : ما ترك غنى ، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى ، وابدأْ بمن تَعُولُ ، تقول المرأة : إِمَّا أن تُطعمَني ، وإما أن تُطَلِّقَني ، ويقول العبدُ : أطعْمني واستعملني، ويقول الابنُ : أطعمني ، إِلى من تَدَعُني ؟ فقالوا : يا أبا هريرةَ : سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : لا ، هذا من كيس أبي هريرة» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظَهْر غِنى) يقال : أعطى فلان عن ظهر غنى ، أي : أعطى عطاء من له ثروة ومال ، فكأنه أسند ظهره إلى غِناه وماله. -[462]-
(اليد العليا) : يد المتصدق ، وهي العليا في الحقيقة صورة ومعنى ، قال الخطابي : أرى أن المتعففة في الحديث أولى من المنفقة ، لأن الحديث مسوق لذكر العفة عن السؤال ، فكان ذكر التعفف أولى من ذكر النفقة ، والله أعلم.
(ابدأ بمن تعول) يعني : ابتدئ في الإنفاق والإعطاء بمن يلزمك نفقته من عيالك. فإن فضل شيء فليكن للأجانب.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 234 في الزكاة ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ، وفي النفقات ، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال ، وأبو داود رقم (1676) في الزكاة ، باب الرجل يخرج من ماله ، والنسائي 5 / 62 في الزكاة ، باب الصدقة على ظهر غنى .
(2) هذه الرواية لم نجدها عند النسائي ، وهي عند أحمد في " المسند " 2 / 252 و 299 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (1658) قال : أخبرنا عبد الله بن صالح. قال : حدثني الليث. والبخاري (2/139) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا وهيب.
كلاهما - الليث ، ووهيب - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
أخرجه النسائي (5/62) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا بكر ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، فذكره.

4666 - (خ م س) حكيم بن حزام - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى ، وابدأْ بمن تَعُولُ ، وخيرُ الصدقةِ : عن ظهرِ غِنى ، ومن يستعفَّ يُعِفَّهُ الله ، ومن يستغنِ يُغْنِهِ اللهُ» . هذا لفظ البخاري.
وعند مسلم ، والنسائي قال : «أفضلُ الصدقةِ - أو خيرُ الصدقة - عن ظهر غِنى ، واليدُ العليا خير من السفلى ، وابدأْ بمن تَعُولُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 234 و 235 في الزكاة ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ، ومسلم رقم (1034) في الزكاة ، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، والنسائي 5 / 69 في الزكاة ، باب فضل الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/403لاقال : حدثنا وكيع. وفي (3/434لاقال : حدثنا ابن نمير والبخاري (2/139) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - وكيع ، وابن نمير ، ووهيب - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
أخرجه أحمد (3/402) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (3/434) قال : حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (1660) قال : حدثنا أبو نعيم. ومسلم (3/94) قال : حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن حاتم ، وأحمد بن عبدة ، عن يحيى القطان. والنسائي (5/69) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى.
ثلاتهم - محمد بن عبيد ، وأبو نعيم ، ويحيى - عن عمرو بن عثمان ، عن موسى بن طلحة ،فذكره.

4667 - (س) طارق بن عبد الله المحاربي - رضي الله عنه - : قال : «قَدِمْنا المدينةَ ، فإِذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر يخطُبُ الناس، وهو يقول : يدُ المعطي : العليا ، وابدأْ بمن تَعُولُ : أمّك ، وأباك ، وأختكَ وأخاك ، -[463]- ثم أدناك فأدناك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 61 في الزكاة ، باب اليد العليا واليد السفلى ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/61) قال : أخبرنا يوسف بن عيسى ، قال : أنبأنا الفضل بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، وهو ابن زياد ، ابن أبي الجعد ، عن جامع بن شداد ، فذكره.

4668 - (م ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يا ابنَ آدم ، إِنَّكَ أن تَبْذُلَ الفَضلَ خير لك ، وأن تُمْسِكَهُ شرّ لك ، ولا تُلامُ على كَفاف ، وابدأْ بمن تَعُولُ ، واليدُ العليا خير من [اليد] السُّفْلى» . أخرجه مسلم ، والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكَفَاف) : الذي لا يفضل منه شيء ولا يعوز معه شيء.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة ، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، والترمذي رقم (2344) في الزهد ، باب رقم (32) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/262) قال : حدثنا أبو نوح قراد. ومسلم (3/94) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، وزهير بن حرب ، وعبد بن حميد ، قالوا : حدثنا عمر بن يونس. والترمذي (2343) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عمر بن يونس ، هو اليمامي.
كلاهما - أبو نوح ، وعمر - قالا : حدثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدثنا شداد بن عبد الله ، فذكره.

4669 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالصدقة يوماً ، فقال رجل : يا رسول الله ، عندي دينار ؟ فقال : تَصدَّقْ به على نفسك ، قال : عندي آخَرُ ؟ قال : تَصَدَّقْ به على ولدك ، قال : عندي آخَرُ ؟ قال : تَصَدَّقْ به على زوجتكَ ، أو على زوجِكَ ، قال : عندي آخَرُ ، قال : تَصَدَّقْ به على خادِمِكَ ، قال : عندي آخَرُ ، قال : أنتَ أبصَرُ» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1691) في الزكاة ، باب صلة الرحم ، والنسائي 5 / 62 في الزكاة ، باب تفسير الصدقة عن ظهر غنى ، وفي سنده محمد بن عجلان المدني ، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1176) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/251 ، 471) قال : حدثنا يحيى بن سعيد والبخاري في الأدب المفرد (197) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان.وأبو داود (1691) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان. والنسائي (5/62) قال : أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى. قالا : حدثنا يحيى. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/13041) عن قتيبة ، عن يعقوب بن عبد الرحمان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، ويحيى بن سعيد ، ويعقوب بن عبد الرحمان - عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري ، فذكره.

4670 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : «دخل رجل المسجدَ ، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أن يطرحوا ثياباً ، فطرحوا ، فأمر له منها بثوبين ، فحثَّ على الصدقة أيضاً ، فجاء فطرح أحدَ الثوبين ، فصاحَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقال : خُذْ ثوبَكَ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي : «أن رجلاً دخل المسجدَ يوم الجمعة والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ ، فقال : صلِّ ركعتين ، ثم جاء الجمعةَ الأخرى ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ ، فقال : صَلِّ ركعتين ، ثم جاء الجمعةَ الثالثة ، فقال : صلِّ ركعتين ، ثم قال : تصدَّقُوا ، فتصدَّقُوا، فأعطاه ثوبين ، ثم قال: تصدَّقوا ، فطرح أحدَ ثوبيه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَلم تَرَوْا إِلى هذا ؟ إِنَّهُ دخل المسجد بهيئة بَذَّة ، فرَجوتُ أن تَفْطِنُوا له ، فتتصدَّقوا عليه، فلم تفعلوا ، فقلتُ : تصدَّقوا فتصدَّقتم ، فأعطيتُه ثوبين ، ثم قلتُ : تصدَّقوا ، فطرح أحد ثوبيه ، خُذْ ثوبَكَ ، وانْتَهَرَهُ» .
وله في أخرى قال : «جاء رجل يومَ الجمعة - والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ - بهيئة بَذَّة ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أصليتَ ؟ قال : لا ، قال : صلِّ ركعتين ، وحثَّ الناسَ على الصدقة ، فألقَوْا ثياباً ، فأعطاه منها ثوبين ، فلما كانت الجمعةُ الثانيةُ جاء وَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ ، فحثَّ الناس على الصدقة ، فألقى أحدَ ثوبيه ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: جاء هذا يوم الجمعة بهيئة بَذَّة، فأمرتُ -[465]- الناس بالصدقة ، فألقَوْا ثياباً ، فأَمرتُ له بثوبين ، ثم جاء الآن ، فأمرتُ الناس بالصدقة ، فألقى أحدَهما ، فانتهرَه ، وقال : خُذْ ثوبَك» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَذَّة) الهيئة البَذَّة : السيئة التي تدل على الضائقة والفقر.
(فانْتَهَرَه) انتهرت الإنسان : إذا زَبَرْتَه وأنكرت عليه شيئاً من فعله أو قاله.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1675) في الزكاة ، باب الرجل يخرج من ماله ، والنسائي 3 / 106 في الجمعة ، باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته ، و 5 / 63 في الزكاة ، باب إذا تصدق وهو محتاج إليه هل يرد عليه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (741) والدارمي (1560) قال : أخبرنا صدقة. والبخاري في القراءة خلف الإمام (162) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (1675) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل. وابن ماجة (1113) قال : حدثنا محمد بن الصباح.والترمذي (511) قال : حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي (3/106) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (1799 ، 2481) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمان المخزومي. وفي (1830) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
تسعتهم - الحميدي ، وصدقة ، وعبد الله بن محمد ، وإسحاق ، وابن الصباح ، وابن أبي عمر ، ومحمد ابن عبد الله ، وسعيد بن عبد الرحمان ، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/25) والنسائي (5/63) قال : أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - سفيان ، ويحيى - قالا : حدثنا محمد بن غجلان ، قال : حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد ، فذكره.

4671 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : «كُنَّا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، إِذْ جاءَ رجل بمثل بَيْضَة من ذَهَب ، فقال : يا رسولَ الله ، أصبتُ هذه من مَعْدِن ، فخذها فهي صدقة ، ما أملك غيرَها ، فأعرضَ عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأتاه من قِبَل رُكْنه الأيمن ، فقال مثل ذلك ، فأَعرض عنه ، ثم أتاه من قِبَل رُكْنه الأيسر، فأعرض عنه ، ثم أتاه من خلفه ، فأخذها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فحذفه بها ، فلو أصابتْه لأوجعته ، أو لَعَقَرَتْه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يأْتي أحدُكم بجميع ما يملك ، فيقولُ : هذه صدقة ، ثم يقعد يَسْتَكِفُّ الناسَ ، خيرُ الصدقة ما كان عن ظهرِ غنى» . أخرجه أبو داود (1) . -[466]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَسْتَكِف) اسْتَكَفَّ الناس : إذا سألهم وطلب منهم ، وأصله : أن يأخذ الصدقة ببطن كفِّه.
__________
(1) رقم (1673) في الزكاة ، باب الرجل يخرج من ماله ، وفيه عنعنة ابن إسحاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1120) قال : حدثنا محمد بن الفضل ، قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1121) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. والدارمي (1666) قال : أخبرنا يعلى ، وأحمد بن خالد. وأبو داود (1673) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. وفي (1674) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابن إدريس. وابن خزيمة (2441) قال : حدثنا الدورقي يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا يزيد يعني ابن هارون.
خمستهم - حماد ، ويعلى ، وأحمد بن خالد ، وابن إدريس ، ويزيد - عن محمد بن إسحاق ، عن عاصم ابن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، فذكره.

4672 - (ط) محمد بن شهاب الزهري - رضي الله عنه - : بلغه (1) أن أبا لُبَابة بنَ عبدِ المنذر، حين تاب الله عليه قال : «يا رسولَ الله ، أهجُرُ دارَ قومي التي أصبتُ فيها الذَّنْبَ وأُجاوِرُكَ ، وأنْخلِعُ من مالي صدقة إِلى الله وإِلى رسوله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يجزيك من ذلك الثلثُ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وعند ابن وهب في موطئه : عن يونس عن الزهري قال : أخبرني بعض بني السائب عن أبي لبابة ، ورواه إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه ، وعن ابن أبي لبابة عن أبيه .
(2) 2 / 481 في الأيمان والنذور ، باب جامع الأيمان ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : كذا هذا الحديث عند يحيى وابن القاسم ، وابن وهب وطائفة ، وروته طائفة منهم : عبد الله بن يوسف عن مالك أنه بلغه ، لم يذكر عثمان ولا ابن شهاب ، وليس هذا الحديث في الموطأ عند ابن بكير ولا القعنبي ولا أكثر الرواة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/90) عن عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة عن ابن شهاب فذكره.
قال الزرقاني وعند ابن وهب في موطئه : عن يونس عن الزهري قال : أخبرني بعض بني السائب عن أبي لباته ، ورواه إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه ، وعن ابن أبي لبابة عن أبيه
والحديث إسناده منقطع.
وقال الزرقاني أيضا قال ابن عبد البر كذا هذا الحديث عند يحيى وابن القاسم ، وابن وهب وطائفة ، وروته طائفة منهم عبد الله بن يوسف عن مالك أنه بلغه ، لم يذكر عثمان ولا ابن شهاب ، ولا هذا الحديث في الموطأ عند ابن بكير ولا القعنبي ولا أكثر الرواة.

4673 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان أبو طلحةَ أكثَرَ الأنصار مالاً بالمدينة من نخل ، وكان أحبَّ أمواله إِليه بَيْرُحاءَ ، وكانت مستقبلةَ المسجدِ ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدخُلُها ، ويشربُ من ماء فيها طيِّب ، قال أنس: فلما نزلتْ هذه الآية : {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحةَ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[467]- فقال: يا رسولَ الله ، إِن الله تبارك وتعالى يقول : {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإِن أحبَّ مالي إِليَّ : بَيْرُحاءَ ، وإِنَّها صدقة لله، أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله ، فَضعْها يا رسولَ الله حيث أراكَ الله ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : بَخٍ ، ذلك مال رابح ، ذلك مال رابح ، وقد سمعتُ ما قلتَ ، وإِني أرى أن تجعلَها في الأقربين ، فقال أبو طلحةَ : أفعلُ يا رسولَ الله ، فقسمها أبو طلحةَ في أقاربه وبني عمه» .
قال القَعْنَبي عن مالك ، قال : «رابح ، أو رايح» ، وقال غيره : «رايح» ، وقال غيره : «رابح» (1) .
قال البخاري : قال ثابت عن أنس : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لأبي طلحةَ : «اجعله لفقراءِ أقارِبِكَ ، فجعلها لحسانَ ، وأُبيِّ بن كعب» .
وفي رواية : وقال : «اجعلها لفقراءِ قرابتِكَ ، قال أنس : فجعلها لحسانَ وأُبيِّ بن كعب، وكانا أقربَ إِليه مني، وكانت قرابةُ حسانَ ، وأُبيِّ من أَبي طلحةَ - واسمه: زيد بن سهل بن الأسود بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عَدِي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وحسان : بن ثابت بن المنذر بن حرام - يجتمعان إِلى حرام ، وهو الأب الثالث» .
قال البخاري : وقال إسماعيل : أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي -[468]- سلمةَ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحةَ - لا أعلمه إِلا عن أنس - قال : «لما نزلتْ : {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ} جاء أبو طلحةَ... ثم ذكر نحو ما تقدَّم... إِلى أن قال : فهي إِلى الله عز وجل ، وإِلى رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، أرجو بِرَّه وذُخْرَهُ ، فضعها أيْ رسولَ الله حيث أَراك الله ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : بَخ أبا طلحة ، ذلك مال رابح ، قبلناه منك ، ورَددناه عليك ، فاجعله في الأقربين ، فتصدَّقَ أبو طلحةَ على ذوي رَحِمه ، قال : وكان منهم : أُبَيٌّ وحسانُ ، قال : فباع حسانُ حِصَّتَهُ من معاويةَ ، فقيل له : تبيعُ صدقةَ أبي طلحةَ ؟ فقال : أَلا أبيعُ صاعاً من تمر بصاع من دراهم ؟ قال : وكانتْ تلك الحديقةُ في موضع قصر بني جديلةَ الذي بناه معاوية» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم قال : «لما نزلت هذه الآية : {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ} قال أبو طلحةَ : أرى رَبَّنا يسأَلُنا من أموالنا ، فأُشْهِدك أني [قد] جعلتُ أرضي بيرُحَاءَ لله ، فقال : اجعلها في قرابتك ، قال : فجعلها في حسانَ بنِ ثابت، وأُبيِّ بن كعب» .
وأخرج الموطأ الرواية الأولى.
وفي رواية أبي داود مثل هذه الآخرة ، وقال : «فقسمها بين حسان بن ثابت ، وأُبي بن كعب» .
قال أبو داود : وبلغني عن الأنصاري - محمد بن عبد الله - قال أبو طلحة : زيد بن سهل ، وذكر نَسَبَهُ ، ونَسَبَ حسان كما سبق - وزاد : وأَبيّ بن كعب بن -[469]- قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، فعمرو يجمع حسان وأبا طلحة وأُبَيّاً ، قال الأنصاري: وبين أُبيّ وأبي طلحة ستةُ آباء.
وفي رواية الترمذي قال : «لما نزلت : {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ونزلت : {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} [البقرة: 245] قال أبو طلحة : يا رسول الله ، حائطي صدقة لله ، ولو استطعتُ أنْ أُسِرَّ ذلك لم أُعْلنْه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اجعلْه في قرابتك» .
وأخرج النسائي رواية مسلم الآخرة (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَيْرُحَاء) هذه اللفظة ما رأيت أحداً ضبطها ضبطاً يزول معه الشك ، إلا أن الدائر في ألسنة قراء الحديث ، يقولونها : «بَيْرُحَاء» بضم الراء والمد ، والذي رأيته في كتاب «الفائق» للزمخشري ، قال : «بَيْرَحى» بفتح الراء والقصر ، وقال : إنه اسم أرض كانت لأبي طلحة ، وهي فيعلى من البَرَاح ، وهو المكان المتسع الظاهر. -[470]-
(بَخٍ بَخٍ) : كلمة يقولها المتعجب من الشيء ، وعند المدح والرضى بالشيء ، ويكرر للمبالغة ، فيقال : بخٍ بخٍ ، فإن وصلت جررت ونوَّنت فقلت : بخٍ بخٍ ، وربما شدَّدت.
(مال رابح ، ورايح) رابح بنقطة واحدة ، معناه : ذو رِبْح ، وأما بنقطتين ، فمعناه : أنه قريب المسافة يروح خيره ولا يغرب.
__________
(1) يعني أن القعنبي رواه بالشك ، ورواه غيره بالجزم " رابح " بالباء من الربح ، أو " رايح " أي : رايح عليه أجره . وانظر " الفتح " 3 / 257 .
(2) رواه البخاري 3 / 257 في الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، وفي الوكالة ، باب إذا قال الرجل لوكيله : ضعه حيث أراك الله ، وفي الوصايا ، باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه ، وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود ، فهو جائز ، وفي تفسير سورة آل عمران ، باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وفي الأشربة ، باب استعذاب الماء ، ومسلم رقم (998) في الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج ، والموطأ 2 / 995 و 996 في الصدقة ، باب الترغيب في الصدقة ، وأبو داود رقم (1689) في الزكاة ، باب في صلة الرحم ، والترمذي رقم (3000) في التفسير ، باب من سورة آل عمران ، والنسائي 6 / 231 و 232 في الإحباس ، باب كيف يكتب الحبس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/537) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك فذكره.
وأخرجه البخاري (1461) حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك فذكره وأخرجه مسلم في الذكاة (15:2) عن محمد بن حاتم عن بهز وأبو داود فيه الزكاة (46) عن موسى بن إسماعيل والنسائي في الإحباس (2:6) وفي التفسير في الكبرى عن أبي بكر ابن نافع عن بهز.
كلاهما - عن حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري عن ثابت عن أنس. تحفة الأشراف (1/118) .

4674 - (خ م س) زينب - امرأة ابن مسعود - رضي الله عنهما - : قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «تصدَّقْنَ يا معشر النساء ، ولو من حُلِيِّكنّ ، قالت: فرجعتُ إِلى عبدِ الله ، فقلتُ : إِنكَ رَجُل خفيفُ ذاتِ اليدِ ، وإِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أمرنا بالصدقة ، فائْتِهِ فاسْأَلْهُ ، فإِن كان ذلك يُجزِي عني ، وإِلا صَرفتُها إِلى غيركم ؟ فقال لي عبد الله : بل ائْتِيه أنتِ ، قالت: فانطلقتُ ، فإِذا امرأة من الأنصار بباب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، حاجتي حاجتُها ، قالت: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أُلْقِيَتْ عليه المهابةُ ، قالت: فخرج علينا بلال ، فقلنا له : ائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَأخْبِرْهُ : أَن امرأَتين بالباب يسألانك : أتُجزيءُ الصدقة عنهما على أَزواجهما ، وعلى أَيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخلَ بلال على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسأله ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : [من هما ؟ قال : امرأة من الأَنصار وزينب ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :] أيُّ الزيانب ؟ قال : امرأةُ عبدِ الله. فقال رسولُ الله -[471]- صلى الله عليه وسلم- : لهما أجران : أجرُ القرابة، وأجرُ الصدقة» . أخرجه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم.
وعند النسائي أخصر من هذا (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 259 في الزكاة ، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر ، ومسلم رقم (1000) في الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج ، والنسائي 5 / 92 و 93 في الزكاة ، باب الصدقة على الأقارب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/502) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل. وفي (3/502) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا الأعمش ، عن منصور ، وفي (3/502) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن شقيق. والدارمي (1661) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال : حدثنا شعبة. قال : سليمان أخبرني. قال : سمعت أبا وائل. والبخاري (2/150) قال : حدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا الأعمش. قال : حدثني شقيق. (ح) قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم فحدثني إبراهيم ، عن أبي عبيدة. ومسلم (3/80) قال : حدثنا حسن بن الربيع. قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن الأعمش ، عن أبي وائل. (ح) وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي. قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش. قال : حدثني شقيق. (ح) قال الأعمش : فذكرت لإبراهيم ، فحدثني عن أبي عبيدة ، والترمذي (636) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن الأعمش. قال : سمعت أبا وائل. والنسائي (5/92) قال : أخبرنا بشر بن خالد. قال :حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل. وفي الكبرى الورقة (124-ب) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا الأعمش. قال : حدثني شقيق (ح) قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فحدثني ، أراه ، عن أبي عبيدة. وابن خزيمة (2463) قال : حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق. وفي (2464) قال : حدثنا علي بن المنذر. قال : حدثنا ابن فضيل. قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي عبيدة.
ثلاثتهم - شقيق بن سلمة أبو وائل ، ومنصور ، وأبو عبيدة - عن عمرو بن الحارث بن المصطلق ، فذكره.
وأخرجه أحمد (6/363) وابن ماجة (1834) قال : حدثنا علي بن محمد. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. والترمذي (635) قال : حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى الورقة (124- ب) قال : أخبرنا هناد بن السري ومحمد بن العلاء.
خمستهم - أحمد بن حنبل ، وعلي بن محمد ، والحسن بن محمد ، وهناد ، ومحمد بن العلاء - قالوا : حدثنا زبو معاوية قال : حدثنا الزعمش ، عن شقيق ، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق ، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله ، عن زينب امرأة عبد الله ، فذكرته.
قال الترمذي : أبو معاوية وهم في حديثه. فقال : عن عمرو بن الحارث عن ابن أخي زينب. والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب.

4675 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أضحى ، أو فِطْر ، إِلى المصلَّى ، ثم انصرف فَوَعَظَ النَّاسَ فأمرهم بالصدقة ، فقال : أيُّها الناس ، تصدَّقوا ، فمرَّ على النساءِ ، فقال : يا معشر النِّسَاءِ تَصدَّقْنَ ، فَإِني رأيتُكُنَّ أكْثَرَ أهلِ النار، فقُلْنَ : وبِمَ ذلك يا رسول الله ؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ، ما رأيتُ [من] ناقصاتِ عَقْل ودِيْن أذْهَبَ لِلُبِّ [الرجلِ] الحازِم من إِحداكنَّ يا معشر النساء، ثم انصرف ، فلما صار إِلى منزله جاءت زينبُ امرأةُ ابنِ مسعود تستأذن عليه ، فقيل : يا رسولَ الله ، هذه زينبُ ، فقال : أيُّ الزيانب ؟ فقيل: امْرأَةُ ابن مسعود، قال : نعم ، ائْذَنُوا لها ، فأُذِن لها ، قالت: يا نبيَّ الله إِنك أمرتَ اليوم بالصدقة ، وكان عندي حُليّ لي ، فأردتُ أن أتصدَّقَ به ، فزعم ابنُ مسعود : أنه وولده أحقُّ من تُصِدِّق به عليهم ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : صَدَقَ ابنُ مسعود -[472]- زَوْجُكِ وولَدُكِ أحقُّ من تَصَدَّقْتِ به عليهم» . أخرجه البخاري (1) .
وقد أخرج مسلم المعنى الأول، وهو مذكور في «باب صلاة العيدين» . من «كتاب الصلاة» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَكْفُرن العَشير) العشير : الزوج : وكفرانهن : جحدهن خيره وإحسانه.
__________
(1) 3 / 257 و 258 في الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، وفي الحيض ، باب ترك الحائض الصوم ، وفي العيدين ، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر ، وفي الصوم ، باب الحائض تترك الصوم والصلاة ، وفي الشهادات ، باب شهادة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (1/83 ، 2/149 ، 3/45 ، 226) . ومسلم (1/61) قال : حدثنا الحسن ابن علي الحلواني ، وأبو بكر بن رسحاق. وابن خزيمة (2045) (2462) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وزكريا بن يحيى بن أبان.
خمستهم - البخاري ، والحسين ، وأبو بكر ، ومحمد بن يحيى ، وزكريا - قالوا : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد بن أسلم ، عن عياض بن عبد الله ، فذكره.
* رواية البخاري (3/45) مختصرة على أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ فذلك نفصان دينها.
* ورواية البخاري (3/226) مختصرة على «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلنا : بلى. قال : فذلك من نقصان عقلها» .
* لم يذكر مسلم متن الحديث ، وإنما ذكره عقب حديث عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما - في كتاب الإيمان.
* وروايات ابن خزيمة مختصرة.

4676 - (خ) معن بن يزيد - رضي الله عنه - : قال : «بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأبي وَجَدي (1) ، وخطب عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأنكحني ، وخاصمت إِليه ، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها ، فوضعها عند رجل في المسجد، فأعطانيها ، ولم يَعْرِفْ ، فأتيتُه بها ، فقال: إِني والله ما إِيَّاكَ أردتُ ، فخاصمتُهُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : لكَ ما نويتَ يا يزيدُ ، ولكَ ما أخذتَ يا مَعْنُ» . أَخرجه البخاري (2) .
وزاد رزين بعد قوله : «فأنكحني» : «وأمهرَ عَنِّي» .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 231 اسم جده : الأخنس بن حبيب السلمي ، كما جزم ابن حبان وغير واحد .
(2) 3 / 230 و 231 في الزكاة ، باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/470) قال : حدثنا مصعب بن المقدام ، ومحمد بن سابق ، قالا : حدثنا إسرائيل. وفي (3/470) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك ، وسريج بن النعمان ، قالا : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (4/259) قال : حدثنا هشام بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة والدارمي (1645) قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا إسرائيل. والبخاري (2/138) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا إسرائيل.
كلاهما - إسرائيل ، وأبو عوانة - عن أبي الجويرية ، فذكره.

الفرع الثاني : في صدقة المرأة من بيت زوجها ، والعبد من مال سيده
4677 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا أنفقتِ المرأْةُ من طعام بيتها ، غيرَ مُفسدة ، فلها أجرُها بما أنفقتْ ، وللزوج بما أكتسبَ ، وللخازن مثل ذلك ،لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود.
وفي رواية الترمذي ، والنسائي بدل : «أَنفقتْ» : «تصدَّقتْ» .
وفي أخرى : «أعطت» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 240 في الزكاة ، باب أجر المرأة إذا تصدقت أو أطعمت من بيت زوجها غير مفسدة ، وباب من أمر خادمه بالصدقة ولم يناول نفسه ، وباب أجر الخادم إذا تصدق بأمر صاحبه غير مفسد ، وفي البيوع ، باب قول الله تعالى : {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} ، ومسلم رقم (1024) في الزكاة ، باب أجر الخازن الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة ، وأبو داود رقم (1685) في الزكاة ، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها ، والترمذي رقم (671) و (672) في الزكاة ، باب في نفقة المرأة من بيت زوجها ، والنسائي 5 / 65 في الزكاة ، باب صدقة المرأة من بيت زوجها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (276) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا الأعمش. وأحمد (6/44) قال : حدثنا أبو معاوية وابن نمير. قالا : حدثنا الأعمش. وفي (6/44) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا سفيان ، عن الأعمش. وفي (6/278) قال : حدثنا حسين. قال : حدثنا شيبان، عن منصور. والبخاري (2/139 ، 3/73) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي (2/141) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش. وفي (2/142) قال : حدثنا آدم. قال : حدثنا شعبة. قال : حدثنا منصور والأعمش. (ح) وحدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا جرير ، عن منصور. ومسلم (3/90) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم ، جميعا عن جرير. قال : يحيى أخبرنا جرير ، عن منصور. (ح) وحدثنا ابنأبي عمر. قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. (ح) وحدثناه ابن نمير قال : حدثنا أبي وأبو معاوية ، عن الأعمش. وأبو داود (1685) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا أبو عوانة ، عن منصور. وابن ماجة (2294) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي وأبو معاوية ، عن الأعمش. والترمذي (672) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا المؤمل ، عن سفيان ، عن منصور. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17608) عن محمد بن قدامة ، عن جرير ، عن منصور. (ح) وعن أحمد بن حرب ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل ، عن مسروق ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/99) والترمذي (671) قال : حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (5/65) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار.
ثلاثتهم - أحمد ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار - قالوا : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة. قال : سمعت أبا وائل يحدث عن عائشة ، فذكره. ليس فيه مسروق.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17607) عن يوسف ابن سعيد ، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها... الحديث موقوفا.

4678 - (خ م د ت س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت: «قلتُ : يا رسولَ الله ، مالي مال إِلا ما أدخل عَليَّ الزبيرُ ، أَفأتصدقُ ؟ قال : تصدَّقي، ولا تُوعِي فيُوعِي [الله] عليك» .
وفي رواية : «أنها جاءتْ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالتْ : يا رسولَ الله ليس [لي] شيء -[474]- إِلا ما أدخَلَ عليَّ الزُّبَيرُ ، فهل عليَّ جُنَاح أن أرضخَ مما يُدخِل عليَّ ؟ قال: ارْضَخي ما استطعتِ ، ولا توعِي فيوعِي الله عليكِ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود والترمذي قالت: «قلتُ : يا رسولَ الله... وذكر مثل الأولى» .
وقال عوض «تُوِعي» : «تُوكِي» .
وأخرج النسائي الرواية الآخرة ، وقال : «تُوكي» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا توعي فيُوعي الله عليك) كناية عن الشُّح والإمساك ، لأنه من الجمع والادخار ، وكذلك «لا تُوكي فيُوكي الله عليك» ، كناية أيضاً عن البخل والمنع ، من الإيكاء ، وهو الشد ، كأنه يشد كيسه فلا ينفق منه شيئاً.
(الرَّضْخ) : العطاء القليل.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 238 في الزكاة ، باب الصدقة فيما استطاع ، وباب التحريض على الصدقة ، وفي الهبة ، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز ، ومسلم رقم (1029) في الزكاة ، باب الحث في الإنفاق وكراهة الإحصاء ، وأبو داود رقم (1699) في الزكاة ، باب في الشح ، والترمذي رقم (1961) في البر ، باب ما جاء في السخاء ، والنسائي 5 / 74 في الزكاة ، باب الإحصاء في الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (325) قال : حدثنا سفيان ، عن أيوب السختياني. وأحمد (6/139) قال : حدثنا وكيع ، قال : قال أسامة. في (6/344) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب. وفي (6/353) قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج ، وفي (6/353) قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا محمد بن سليمان ، وعبد الجبار بن ورد رجلان من أهل مكة. وفي (6/354) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب. وأبو داود (1699) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا أيوب. والترمذي (1960) قال : حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري ، قال : حدثنا حاتم بن وردان ، قال : حدثنا أيوب. والنسائي في الكبرى الورقة (124- أ) قال : أخبرنا عبد الرحمان بن محمد ابن سلام ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا أيوب.
خمستهم - أيوب ، وأسامة ، وابن جريج ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الجبار بن ورد - عن ابن أبي مليكة، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/354) قال : حدثنا روح. والبخاري (2/140) قال : حدثني محمد بن عبد الرحيم، عن حجاج بن محمد. وفي (2/140 ، 3/207) قال : حدثنا أبو عاصم. ومسلم (3/92) قال : حدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله. قالا : حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (5/74) قال : أخبرنا الحسن بن محمد ، عن حجاج.
ثلاثتهم - روح ، وحجاج بن محمد ، وأبو عاصم النبيل - عن ابن جريج. قال : أخبرني ابن أبي مليكة ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أسماء بنت أبي بكر ، نحوه. وزاد فيه : عباد بن عبد الله بن الزبير.

4679 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا أنفقتِ المرأةُ من كَسْبِ زوجها من غيرِ أمرِهِ ، فلهُ نِصْفُ الأَجْرِ» . أخرجه البخاري. -[475]-
وعند مسلم زيادة في أوله ، قال : «لا تَصُمِ المرأة وبَعْلُها شاهد إِلا بإِذنه ، ولا تأذَنْ في بيتِهِ وهو شاهد إِلا بإِذنه... وذكر الحديث» . وأخرج البخاري مثل هذه الزيادة ، وفيه : «ما أنفقتْهُ من نَفَقَة من غيرِ إِذنِهِ ، فإِنه يُؤدَّى إِليه شَطْرُه» .
وأخرج الترمذي ذِكْرَ الصوم وَحْدَهُ.
وأخرج أبو داود الصوم والإِذن وحدهما.
وفي أخرى لأبي داود : «أنَّ أبا هريرة سُئِلَ عن المرأة : هل تتصدَّقُ من بيتِ زوجِها ؟ قال: لا إِلا من قُوْتِها ، والأجرُ بينهما، ولا يَحِلُّ لها أن تتصدَّقَ من مال زوجِها إِلا بإِذنِهِ» (1) .
زاد رزين : «فإِن أذن لها [زوجُها] فالأجرُ بينهما ، فإن فعلتْ بغير إِذنه ، فالأجر له، والإِثمُ عليها» .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 255 في البيوع ، باب قوله تعالى : {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} ، وفي النفقات ، باب نفقة المرأة إذا غاب زوجها ، ومسلم رقم (1026) في الزكاة ، باب أجر الخازن الأمين ، وأبو داود رقم (1687) و (1688) في الزكاة ، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها ، والترمذي رقم (782) في الصوم ، باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/316) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (3/73 ، 7/84) قال : حدثنا يحيى بن جعفر. قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/39) قال : حدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله ومسلم (3/91) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (1687 ، 2458) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، وعبد الله بن المبارك - عن معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.

4680 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يقول في خُطْبَتِهِ عام حَجَّةِ الوَداع : «لا تُنفق امرأة -[476]- شيئاً من بيتِ زوجها إِلا بإذن زوجها، قيل: يا رسولَ الله ، ولا الطعامَ ؟ قال : ذلك أَفضلُ أموالنا» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (670) في الزكاة ، باب في نفقة المرأة من بيت زوجها ، وقال الترمذي : حديث أبي أمامة حديث حسن ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص ، وأسماء بنت أبي بكر ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، وعائشة رضي الله عنهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/267) قال : حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2870 ، 3565) قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي. وابن ماجة (2007 ، 2295 ، 2398 ، 2713) قال : حدثنا هشام بن عمار. وفي (2405) قال : حدثنا هشام بن عمار ، والحسن بن عرفة. والترمذي (670) قال : حدثنا هناد. وفي (1265 ، 2120) قال : حدثنا هناد ، وعلي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/267) قال: حدثنا يحيى بن معين.
سبعتهم - أبو المغيرة ، وابن نجدة ، وهشام ، وابن عرفة ، وهناد ، وابن حجر ، وابن معين - قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني ، فذكره.

4681 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يجوزُ لامرأة عَطِيَّة إِلا بإِذن زوجِها» .
وفي رواية قال : «لا يجوزُ لامرأَة أمرٌ في مالها إِذا مَلَكَ زوجُها عِصْمَتَها» . أخرجه أبو داود.
وعند النسائي قال : «لما فَتَحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ قام خطيباً... وذكر الأولى» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3546) و (3547) في البيوع ، باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها ، والنسائي 5 / 65 و 66 في الزكاة ، باب عطية المرأة بغير إذن زوجها ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (2/221) (7058) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (3546) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (6/278) قال : أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا حبان (ح) وأخبرني إبراهيم بن يونس بن محمد ، قال : حدثنا أبي.
أربعتهم - عفان ، وموسى ، وحبان بن هلال ، ويونس بن محمد - عن حماد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، وحبيب المعلم.
2- وأخرجه ابن ماجة (2388) قال : حدثنا أبو يوسف الرقي محمد بن أحمد الصيدلاني ، قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن المثنى بن الصباح.
ثلاثتهم - داود ، وحبيب ، والثنى - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
* رواية المثنى بن الصباح : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة خطبها : لا يجوز لامرأة في مالها ، إلا بإذن زوجها إذا هو ملك عصمتها.» .
* رواية النسائي : «لا يجوز لامرأة هبة في مالها إذا ملك زوجها عصمتها.» .

4682 - (م س) عمير - مولى آبي اللحم : قال : «أَمرني مولاي أن أقْدُرَ لحماً، فجاءني مسكين ، فأطعمتُهُ منه ، فعلم بذلك مولاي، فضربني ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له ، فدعاه ، فقال : لم ضَرَبْتَهُ ؟ فقال : يعطي طعامي بغير أن آمرَه؟ فقال: الأجرُ بينكما» .
وفي رواية قال : «كنتُ مملوكاً ، فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أتصدَّقُ -[477]- من مال مولاي بشيء ؟ قال : نعم ، والأجرُ بينكما نصفان» . أَخرجه مسلم ، وأخرج النسائي الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أقدُر لحماً) أي: أطبخ قِدْراً من لحم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1025) في الزكاة ، باب ما أنفق العبد من مال مولاه ، والنسائي 5 / 63 و 64 في الزكاة ، باب صدقة العبد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد. قال : حدثنا صفوان. ومسلم (3/91) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حاتم ، يعني ابن إسماعيل. والنسائي (5/63) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا حاتم.
كلاهما - صفوان ، وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد ، فذكره.

الفرع الثالث: في ابتياع الصدقة ، والرجوع فيها
4683 - (خ م ط س د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : «حَمَلْتُ على فرس في سبيل الله ، فأضاعه الذي كان عنده ، فأردتُ أن أشتريَهُ ، وظننتُ أنَّهُ يبيعه بِرُخْص، فسأَلتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : لا تشترِ ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ وإِن أعطاكه بدرهم ، فإِن العائد في صدقته كالعائد في قَيْئه» .
وفي رواية : «فإن الذي يعودُ في صدقته كالكلبِ يعودُ في قَيْئِهِ» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والموطأ ، والنسائي.
وفي رواية أبي داود : «أن عمرَ حمل على فرس في سبيل الله ، فوجده يُباع ، فأراد أن يبتاعَهُ ، فسألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك ؟ فقال : لا تَبْتَعْهُ ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ» . -[478]-
وأخرج الترمذي نحو هذه ، وأخرج النسائي مثلها ، وقال : «ولا تَعَرَّض في صدقتك» .
وله في أخرى : «أنه تصدَّق بفرس في سبيل الله ، فوجده يُبَاع بعد ذلك، فأراد أن يشتريَهُ ، ثم أتى رسولََ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَاسْتَأْمَرَهُ في ذلك ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تَعُدْ في صدقَتك» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 279 في الزكاة ، باب هل يشتري صدقته ، وفي الوصايا ، باب وقف الدواب والكراع ، وفي الجهاد ، باب الجعائل والحملان في السبيل ، وباب إذا حمل على فرس فرآها تباع ، ومسلم رقم (1621) في الهبات ، باب كراهة شراء الإنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه ، والموطأ 1 / 282 في الزكاة ، باب اشتراء الصدقة والعود فيها ، وأبو داود رقم (1793) في الزكاة ، باب الرجل يبتاع صدقته ، والترمذي رقم (668) في الزكاة ، باب في كراهية العود في الصدقة ، والنسائي 5 / 108 و 109 في الزكاة ، باب شراء الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (189) والحميدي (15) قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعت مالك ابن أنس. وأحمد (1/25) (166) قال : حدثنا سفيان. وفي (1/37) (258) (1/54) (384) قال: حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن سعد. وفي (1/40) (281) قال : حدثنا عبد الرحمان ، عن مالك. والبخاري (2/157) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك بن أنس. وفي (3/215) قال : حدثنا يحيى بن قزعة ، قال : حدثنا مالك. وفي (3/218 ، 4/64) قال : حدثنا الحميدي ، قال : أخبرنا سفيان ، قال : سمعت مالكا. وفي (4/71) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك. ومسلم (5/63) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الرحمان ، يعني ابن مهدي ، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثني أمية بن بسطام ، قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن زريع ، قال : حدثنا روح ، وهو ابن القاسم. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (2390) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن سعد. والنسائي (5/108) قال : أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، عن ابن القاسم ، قال : حدثنا مالك. أربعتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، وهشام بن سعد ، وروح بن القاسم - عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، فذكره.

4684 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَثَل الذي يتصدَّقُ بالصدقةِ ، ثم يرجع فيها ، كمِثل الكلب قاءَ ، ثم عاد في قيئه فأكله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 267 في الهبة ، باب ذكر الاختلاف بخبر عبد الله بن عباس فيه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/280) (2529) (1/342) (3178) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/291) (2646) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام. وفي (1/339) (3146) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا سعيد. وفي (1/345) (3221) قال : حدثنا وكيع ، وأبو عامر ، قالا : حدثنا هشام. والبخاري (3/215) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشام ، وشعبة. ومسلم (5/64) قال : حدثناه محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد. وأبو داود (3538) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبان. وهمام ، وشعبة. وابن ماجة (2385) قال : حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. النسائي (6/266) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمان ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا شعبة.
خمستهم - شعبة ، وهمام ، وسعيد ، وهشام ، وأبان - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (1/289) (2622) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا موسى بن أعين. ومسلم (5/64) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، وأحمد بن عيسى ، قالا : حدثنا ابن وهب.
كلاهما - موسى بن أعين ، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله.
3- وأخرجه أحمد (1/349) (3269) قال : حدثنا الوليد بن مسلم. ومسلم (5/64) قال : حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ، وإسحاق بن إبراهيم ، قالا : أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثناه أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : أخبرنا ابن المبارك. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا حرب ، قال : حدثنا يحيى وهو ابن أبي كثير وابن ماجة (2391) قال : حدثنا عبد الرحمان ابن إبراهيم الدمشقي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (6/266) قال : أخبرنا محمود بن خالد، قال : حدثنا عمر. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا حرب وهو ابن شداد ، قال : حدثنا يحيى هو ابن أبي كثير. (ح) وأخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران ، قال: حدثنا محمد وهو ابن بكار بن بلال ، قال : حدثنا يحيى ابن حمزة ، وابن خزيمة (2474) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم (ح) وحدثنا محمد بن مسكين اليمامي ، قال : حدثنا بشر بن بكر. وفي (2475) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا ابن المبارك.
سبعتهم - الوليد ، وعيسى بن يونس ، وابن المبارك ، ويحيى بن أبي كثير ، وعمر بن عبد الواحد ، ويحيى ابن حمزة ، وبشر بن بكر - عن الأوزاعي ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي.
ثلاثتهم - قتادة ، وبكير بن عبد الله ، وأبو جعفر - قالوا : سمعنا سعيد بن المسيب ، فذكره.

الفرع الرابع : في صدقة الوقف
4685 - (خ م ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : -[479]- «أصبتُ أرضاً من أرضِ خَيْبَرَ ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : أصبتُ أرضاً ، لم أُصِبْ مالاً أحبَّ إِليَّ ولا أنفسَ عندي منها ، فما تأمرُ به ؟ قال : إِن شئتَ حَبستَ أَصلها ، وتصدَّقت بها ، قال : فتصدَّق بها عمرُ على أن لا تُباعَ ولا تُوَهبَ ، في الفقراء ، وذوي القربى ، والرِّقابِ ، والضيف ، وابنِ السبيل ، لا جناح على من وَليها أن يأْكل منها بالمعروف ، غير مُتَمَوِّل مالاً ، ويَطْعَم» .
وقد روي هذا الحديث عن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أيضاً مثله ، أخرجه مسلم ، والترمذي ، وأَبو داود ، والنسائي نحوه.
وللنسائي في أخرى : «أن عمرَ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : المائةُ سهم التي لي من خيبر ، لم أُصِبْ مالاً أعجبَ إِليَّ منها ، فأردتُ أن أتصدَّقَ بها ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : احبس أَصلها ، وسبِّلْ ثمرتها» .
وفي أخرى نحوه ، وفيها : «كان لي مائةُ رأس، فاشتريتُ بها مائة سهم بخيبر من أهلها، وإِني قد أردتُ أن أتقرَّبَ بها إِلى الله - عز وجل -...» وذكر الحديث.
وفي أخرى قال : «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أرض لي بثَمْغ (1) ؟ قال : -[480]- احبس أصلها ، وسَبِّلْ ثمرتها» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنْفَس) الشيء النفيس : الكريم على أهله العزيز عندهم.
(أحبس) الحَبْس : الوقف ، يريد : أن يقف أصل الملك.
(سبّل) يسبِّل الثمرة : أي : يجعلها مباحة لمن وقفها عليه.
__________
(1) روى نحوها البخاري ، وقال الحافظ في " الفتح " 5 / 293 " ثمغ " بفتح المثلثة الثاء وسكون الميم وبعدها معجمة ، ومنهم من فتح الميم ، حكاه المنذري ، قال أبو عبيد البكري : هي أرض تلقاء المدينة كانت لعمر .
(2) رواه البخاري 5 / 263 في الشروط في الوقف ، وفي الوصايا ، باب قول الله تعالى : {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} ، وباب الوقف كيف يكتب ، وباب الوقف للغني والفقير والضيف ، وباب نفقة القيم للوقف ، ومسلم رقم (1632) و (1633) في الوصية ، باب الوقف ، وأبو داود رقم (2878) في الوصايا ، باب ما جاء في الرجل يوقف الوقف ، والترمذي رقم (1375) في الأحكام ، باب في الوقف ، والنسائي 6 / 230 و 231 في الاحتباس ، باب كيف يكتب الحبس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (5/74) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي (6/230) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد ، عن سفيان. وفي (6/230) قال النسائي: أخبرني هارون بن عبد ا لله ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري.
كلاهما - سفيان الثوري ، وأبو إسحاق - عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، فذكره.
وأخرجه البخاري (2737) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال : أنبأني نافع عن ابن عمر فذكره.

الفرع الخامس : في إحصاء الصدقة
4686 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - : «أنها ذَكَرَتْ عدة [من] مساكين - قال أيوب: أو قال : عِدَّة من صدقة - فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطي، ولا تُحصي ، فيحصي اللهُ عليكِ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي عن أبي أُمامة به سهل بن حُنيف قال : «كنا يوماً في المسجد جلوس، ونفر من المهاجرين والأنصار ، فأرسلنا رجلاً إِلى عائشة -[481]- ليستأذنَ ، فدخلنا عليها ، قالتْ : دخل عليَّ سائل مَرَّة ، وعندي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمرتُ له بشيء ، ثم دعوتُ به ، فنظرتُ إِليه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما تريدين أن لا يدخلَ بيتَكِ شيء ، ولا يخرجَ إِلا بعلمك؟ قلت: نعم، قال : مهلاً يا عائشةُ ، لا تُحْصِي ، فيحصي الله عز وجل عليكِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُحْصِي فيحصي الله عليك) أي : لا تَعُدِّي ما تتصدقين به وتجمعينه ، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل : هو المبالغة في التقصي والاستئثار.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1700) في الزكاة ، باب في الشح ، والنسائي 5 / 73 في الزكاة ، باب الإحصاء في الصدقة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/108) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا نافع. وفي (6/139) قال : حدثنا وكيع ، عن محمد ، يعني ابن شريك. وفي (6/160) قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا محمد بن شريك. وأبو داود (1700) قال : حدثنا مسدد.قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا أيوب.
ثلاثتهم - نافع ، ومحمد بن شريك ، وأيوب - عن ابن أبي مليكة ، فذكره.
أخرجه النسائي (5/73) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثنا خالد ، عن ابن أبي هلال ، عن أمية بن هند ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، فذكره.

4687 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أنفقي - أو انْضَحِي ، أو انْفَحِي - ولا تُحصي ، فيُحصي اللهُ عليكِ» . وفي رواية : «أنفقي ، ولا تحصي ، فيحصي الله عليك ، ولا تُوعِي فيوعِي اللهُ عليكِ» .
وفي أخرى «انْفَحِي - أو انضحي ، أو أنفقي - ولا تُحْصي ، فيُحصِي الله عليك ، ولا توعِي فيُوعِي الله عليك»
وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تُوكي فيوكي اللهُ عليكِ» .
وفي أخرى : «لا تُحصي فيحصي اللهُ عليكِ» . -[482]- أخرجه البخاري ومسلم.
وقد تقدَّم في الفرع الثاني لأسماءَ روايات فيها هذا المعنى بزيادة غيره (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(انْضَحِي - انفحي) النضح والنفح : كناية عن السماحة والعطاء.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 238 في الزكاة ، باب التحريض على الصدقة ، وفي الهبة ، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز ، ومسلم رقم (1029) في الزكاة ، باب الحث في الإنفاق وكراهية الإحصاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/345) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/346 ، 354) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/346 ، 354) قال : حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (2/140) قال : حدثنا صدقة بن الفضل ، قال : أخبرنا عبدة (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ، عن عبدة. وفي (3/207) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (3/92) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا حفص ، يعني ابن غياث (ح) وحدثنا عمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، وإسحاق ابن إبراهيم ، جميعا عن أبي معاوية. قال زهير : حدثنا محمد بن حازم. والنسائي (5/73) قال : أخبرنا محمد بن آدم ، عن عبدة ، وفي الكبرى الورقة (124) قال : أخبرنا هناد بن السري ، قال : حدثنا عبدة. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب ، قال : حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - أبو معاوية محمد بن خازم ، وابن نمير ، ومحمد بن بشر ، وعبدة ، وحفص بن غياث - عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، فذكرته.

الفرع السادس : في الصدقة عن الميت
4688 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أن رجلاً قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أُمي تُوُفِّيت ، أينفعُها إِن تصدَّقْتُ عنها ؟ قال : نعم، قال : فإِن لي مَخْرَفاً ، فأنا أشهدك أَني قد تصدَّقْتُ به عنها» .
وفي أخرى نحوه ، وفي أوله : «أن سعدَ بنَ عُبَادَةَ - أخا بني سعد - تُوْفِّيِتْ أُمُّهُ وهو غَائِب عنها ، فقال : يا رسولَ الله ، إِن أُمي تُوفِّيَتْ وأنا غائب ، أُفينفعها ؟...» وذكر الحديث.
أخرجه البخاري، وأخرج الأولى الترمذي، وأبو داود ، والنسائي. -[483]-
وفي أُخرى للنسائي : «أن سَعْداً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- : إِن أُمِّي ماتَتْ ولم تُوصِ ، أَفأَتصدَّقُ عنها ؟ قال : نعم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَخْرَفاً) المخرَف : النخل ، لأنها تُخْتَرَف ثمارها ، أي : تُجتنَى.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 289 في الوصايا ، باب إذا قال : أرضي أو بستاني صدقة عن أمي فهو جائز وباب الإشهاد في الوقف والصدقة ، وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود فهو جائز ، وأبو داود رقم (2882) في الوصايا ، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه ، والترمذي رقم (669) في الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة عن الميت ، والنسائي 6 / 252 و 253 في الوصايا ، باب فضل الصدقة عن الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/333) (3080) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر. وفي (1/370) (3508) قال : حدثنا روح. والبخاري (4/8) قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا مخلد بن يزيد. وفي (4/10) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام بن يوسف. وابن خزيمة (2501) قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري ، قال : حدثنا أبو عاصم. وفي (502) قال : حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : حدثنا أبو عاصم.
ستتهم - عبد الرزاق ، وابن بكر ، وروح ، ومخلد ، وهشام بن يوسف ، وأبو عاصم - عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى.
2- وأخرجه أحمد (1/370) (3504) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا زكريا. والبخاري (4/13) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : أخبرنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق. وفي الأدب المفرد (39) قال : حدثنا يسرة بن صفوان ، قال : حدثنا محمد بن مسلم. وأبو داود (2882) ، والترمذي (669) قالا : أبو داود ، والترمذي حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق. والنسائي (6/252) قال : أخبرنا الحسين بن عيسى ، قال : أنبأنا سفيان. وفي (6/252) قال : أخبرنا أحمد بن الأزهر ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق.
ثلاثتهم - زكريا بن إسحاق ، ومحمد بن مسلم ، وسفيان - عن عمرو بن دينار.
كلاهما - يعلى ، وعمرو بن دينار - عن عكرمة ، فذكره
في رواية زكريا بن إسحاق ، ومحمد بن مسلم : «أن رجلا قال : يا رسول الله ، إن أمه توفيت ، أفينفعها، إن تصدقت عنها..» الحديث. ولم يسمه.

4689 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها - : أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِن أُمِّي افْتُلِتَت نفسَُها (1) ، وأظنُّها لو تَكَلَّمتْ تَصدَّقَتْ ، فهل لها أجْر إِن تصدَّقْتُ عنها ؟ قال : نعم» .
وفي رواية : «افْتُلِتَتْ نفسَُهَا ولم تُوصِ... وذكر نحوه» . أخرجه الجماعة إِلا الترمذي (2) . -[484]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(افْتُلِتَتْ نفسها) افتلتت نفس فلان ، أي : مات فجأة ، كأن نفسه أُخِذت فَلْتَة.
__________
(1) نفسها ، بنصب السين ورفعها ، فالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله ، والنصب على أنه مفعول ثان ، قال القاضي عياض : وأكثر روايتنا فيه النصب .
(2) رواه البخاري 5 / 291 في الوصايا ، باب ما يستحب لمن توفي فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت ، وفي الجنائز ، باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت ، ومسلم رقم (1004) في الزكاة ، باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه ، والموطأ 2 / 760 في الأقضية ، باب صدقة الحي عن الميت ، وأبو داود رقم (2881) في الوصايا ، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه ، والنسائي 6 / 250 في الوصايا ، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (473) والحميدي (243) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/51) قال : حدثنا يحيى. والبخاري (2/127) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/10) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ومسلم (3/81 ، 5/73) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا محمد بن بشر (ح) وحدثنيه زهير بن حرب.
قال : حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا الحكم بن موسى. قال : حدثنا شعيب بن إسحاق. وفي (3/81) قال : حدثني علي بن حجر. قال : أخبرنا علي بن مسهر. وفي (5/73) قال : حدثني أمية بن بسطام. قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن زريع. قال : حدثنا روح ، وهو ابن القاسم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا جعفر بن عون. وأبو داود (2881) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. وابن ماجة (2717) قال : حدثنا إسحاق ابن منصور. قال : حدثنا أبو أسامة. والنسائي (6/250) قال : أخبرنا محمد بن سلمة. قال : حدثنا ابن القاسم ، عن مالك. وابن خزيمة (2499) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال : حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال : حدثنا جرير.
جميعهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، ومحمد بن بشر ، وأبو أسامة ، وشعيب بن إسحاق ، وعلي بن مسهر ، وروح بن القاسم ، وجعفر بن عون ، وحماد بن سلمة ، وجرير - عن شهام بن عروة. وعن أبيه ، فذكره.
* في رواية حماد بن سلمة : «أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن أمي افتلتت نفسها...» .
* في رواية سفيان عند الحميدي : قال : سفيان : وحفظ الناس عن هشام كلمة لم أحفظها أنه قال : «إن أمي افتلتت نفسها فماتت» . ولم أحفظ من هشام ، إنما هذه الكلمة أخبرنيها أيوب السختياني عن هشام.

4690 - (د س) سعد بن عبادة - رضي الله عنه - : قال : «قلتُ : يا رسولَ الله ، إِن أُمي ماتت ، فأيُّ الصدقةِ أفضلُ ؟ قال : الماءُ ، فحفر بئراً وقال : هذه لأمِّ سَعْد» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1679) و (1680) و (1681) في الزكاة ، باب فضل سقي الماء ، والنسائي 6 / 254 و 255 في الوصايا ، باب ذكر الاختلاف على سفيان ، من طريق الحسن البصري ، وسعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة ، وكلاهما لم يدرك سعد بن عبادة ، فالإسناد منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/284) قال : حدثنا هشام قال : أخبرنا المبارك. وفي (5/284 ، 6/7) قال : حدثنا حجاج ، قال : سمعت شعبة يحدث ، عن قتادة. والنسائي (6/255) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن ، عن حجاج ، قال : سمعت شعبة يحدث عن قتادة.
كلاهما - المبارك بن فضالة ، وقتادة - عن الحسن ، فذكره.
* رواية المبارك مختصرة علي مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : يا رسول الله ، دلني على صدقة ، قال : اسق الماء.
* أخرجه أبو داود (1680) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا محمد بن عرعرة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، والحسن ، عن سعد بن عبادة ، فذكره.
الحسن البصري وسعيد بن المسيب. كلاهما لم يدرك سعد بن عبادة قالا سناد منقطع.

4691 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم- : «إِن أبي مات، ولم يُوصِ ، أَفينفَعُهُ أن أتصدَّقَ عنه ؟ قال : نعم» . أخرجه مسلم ، وزاد النسائي فيه: «وترك مالاً» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1630) في الوصية ، باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت ، والنسائي 6 / 251 و 252 في الوصايا ، باب فضل الصدقة عن الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/371) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : حدثنا إسماعيل ، يعني ابن جعفر ومسلم (5/73) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالوا : حدثنا إسماعيل ، وهو ابن جعفر. وابن ماجة (2716) قال : حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي (6/251) قال : أخبرنا علي بن حجر. قال : أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (2498) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
كلاهما - إسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن أبي حازم- عن العلاء بن عبد الرحمان ، عن أبيه ، فذكره.

4692 - (ط س) سعيد بن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد بن سعد بن عبادة] : عن أبيه عن جَدِّه قال : «خرج سعدُ بنُ عُبادةَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض مَغازيه ، وَحَضَرَتْ أُمَّه الوفاةُ بالمدينة، فقيل لها : أوصي ، فقالتْ : فِيمَ أوصي؟ المالُ مالُ سَعْد، فتُوفِّيتْ قَبْلَ أن يَقْدَم سَعْد، فلما قَدِمَ سَعْد ذُكِرَ ذلك له ، فقال : يا رسولَ الله ، هل ينفعُها أن أتصدَّق عنها؟. -[485]- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : نعم ، فقال سَعْد : حائط كذا وكذا صدقة عنها - لحائط سماه» . أخرجه الموطأ ، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حائط) الحائط : البستان من النخيل.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 760 في الأقضية ، باب صدقة الحي عن الميت ، والنسائي 6 / 250 في الوصايا ، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه ، وعمرو بن شرحبيل وأبوه شرحبيل ابن سعيد لم يوثقهما غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

الكتاب السادس : في صلة الرحم
4693 - (ت د) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف : قال : «اشتكى أبو الرَّدّادِ الليثيُّ ، فعادَهُ عبدُ الرحمن بنُ عوف ، فقال : خيرُهم وأوصلُهم - ما علمتُ - أبو محمد (1) ، فقال عبدُ الرحمن: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : قال الله عز وجل : أنا اللهُ ، وأنا الرحمنُ ، خلقتُ الرَّحِمَ ، وشققتُ لها اسماً من اسمي، فمن وَصَلَها وصلتُهُ ، ومن قطعَها - قطعتُه- أَو قال : بتَتُّه» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) . -[487]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صلة الرحم) : مبرة الأهل والأقارب والإحسان إليهم.
(بتَتُّه) البَتُّ : القطع والاستئصال ، وقطع الرحم : ضد صلتها.
__________
(1) أبو محمد هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه .
(2) رواه أبو داود رقم (1694) في الزكاة ، باب صلة الرحم ، والترمذي رقم (1908) في البر والصلة ، باب ما جاء في قطيعة الرحم ، من حديث سفيان عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وإسناده منقطع ، فإن أبي سلمة لم يسمع من أبيه ، قال الترمذي : حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح ، قال : وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن الرداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف ، ومعمر كذا يقول ، قال محمد (يعني البخاري) وحديث معمر خطأ ، قال الحافظ في " التهذيب " : وروى أبو داود من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة وهو الصواب أن رداداً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف ... الخ ، قال : ورواه البخاري في " الأدب المفرد " من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي ، قال الحافظ : قلت : وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك ، وهو الصواب ، قال : وقال أبو حاتم الرازي : إن المعروف : أبو سلمة عن عبد الرحمن ، وأما الرداد الليثي ، فإن له في القصة ذكراً ، إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوي رواية معمر ، قال : وللمتن متابع رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله بن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/194) (1680) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا معمر. وفي (1/194) (1681) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، قال : حدثني أبي. والبخاري في الأدب المفرد (53) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق. وأبو داود (1695) قال : حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
ثلاثتهم - معمر ، وشعيب بن أبي حمزة ، ومحمد بن أبي عتيق - عن الزهري ، قال : حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن ، أن أبا الرداد الليثي ، أخبره ، فذكره.
* في رواية محمد بن المتوكل العسقلاني : عن الرداد الليثي.
* أخرجه الحميدي (65) . وأحمد (1/194) (1686) وأبو داود (1694) قال : حدثنا مسدد ، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1907) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
ستتهم - الحميدي ، وأحمد ، ومسدد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وابن أبي عمر ، وسعيد - عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، قال : اشتكى أبو الرداد ، فعاده عبد الرحمن بن عوف ، فقال أبو الرداد : خيرهم وأوصلهم ، ما علمت أبو محمد ، فقال عبد الرحمن بن عوف ، فذكر الحديث.
* وفي رواية أبي داود : عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف. الحديث.
وقال الترمذي : حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح.
وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول : قال : محمد ، وحديث معمر خطأ.
وعن عبد الله بن قارظ ، أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف ، وهو مريض ، فقال له عبد الرحمن : وصلتك رحم ، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «قال الله عز وجل : أنا الرحمن ، خلقت الرحم ، وشققت لها من اسمي ، فمن يصلها أصله ، ومن يقطعها أقطعه ، فأبته. أو قال : من يبتها أبته.» .
أخرجه أحمد (1/191) (1659) و (1/194) (1687) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، أن أباه حدثه ، فذكره.

4694 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن الرَّحِمَ شُجْنة من الرَّحْمَنِ ، فقال الله : من وَصَلكِ وصلتُه ، ومن قَطَعَكِ قطعتُه» .
وفي رواية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِن اللهَ خَلَقَ الخلق ، حتى إِذا فَرَغَ منهم قامَتِ الرَّحِمُ ، فأخذت بحَقْوِ الرحمن ، فقال : مَهْ ؟ قالت: هذا مقامُ العائِذ [بكَ] من القطيعة، قال: نعم، أَمَا تَرضينَ أن أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وأقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قالت: بلى ، قال : فذلك لكِ ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقرؤوا إِن شئتم : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم . أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ على قُلُوبٍ أقْفَالُهَا} [محمد: 22 ، 24]» . أخرجه البخاري، وأخرج الثانية مسلم (1) . -[488]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العائذ) : اللاجئ إلى الإنسان.
(القطيعة) : الهِجران والصد.
(شجْنَة) الشُّجنة بضم الشين وكسرها : القرابة المشتبكة كاشتباك العروق.
(بحَقْو الرحمن) الحَقْو : مشد الإزار من الإنسان ، وقد يطلق على الإزار ، ولما جعل الرحم شُجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك بها والأخذ ، كما يستمسك القريب من قريبه ، والنسيب من نسيبه (*) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي تفسير سورة {الذين كفروا} ، وفي الأدب ، باب من وصل وصله الله ، ومسلم رقم (2554) في البر ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
قال الشيخ البراك : ومن خير ما يقال في هذا المقام: قول الشافعي رحمه الله تعالى: " آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".
وقول شيخ الإسلام في نقض التأسيس (3 / 127) : "هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء ، وردوا على من نفى موجبه". " (التعليق 49)
[تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - نقله على الشبكة العنكبوتية عبد الرحمن بن صالح السديس]

" الواجب الإيمان بما دل عليه الحديث وإمراره كما جاء على حقيقته كباقي نصوص الصفات، والإيمان بمقتضى الحديث أن لله حقواً، كما أن له سمعاً ووجهاً وقدماً، كل ذلك على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ... وتكلُّف كونه مجازاً واستعارة مما يفضي إلى التعطيل ونفي الصفات الثابتة لله عز وجل. والواجب إثبات الصفات لله على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما هو قول أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق. "
[التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري - لعلي الشبل وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته - ص 31]


[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري عن ابن زريع ، عن روح بن القاسم (ح) وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم. قال : حدثنا خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال. وأبو داود (4983) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد.
خمستهم - مالك ، ومعمر ، وحماد بن سلمة ، وروح بن القاسم ، وسليمان بن بلال - عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه فذكره.
* زاد في رواية معمر : «يقول الله إنه هو هالك» .
بلفظ : «إن الله خلق الخلق ، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم. فقالت : هذا مقام العائذ من القطيعة. قال :نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قال : فذاك لك» . ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اقرءوا إن شئتم : {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .
أخرجه أحمد (2/330) قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. والبخاري (6/167) قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا سليمان. وفي (6/168) قال : حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال : حدثنا حاتم. وفي (6/168) و (8/6) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. وفي (9/177) وفي الأدب المفرد (50) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال : حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/7) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي ومحمد بن عباد قالا : حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13382) عن محمد بن حاتم بن نعيم ، عن حبان ، عن عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو بكر الحنفي ، وسليمان بن بلال ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد الله بن المبارك - عن معاوية ، وهو ابن أبي مزرد مولى بني هاشم. قال : حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار ، فذكره.
وبلفظ : «أن الرحم شجنة من الرحمن تقول : يرب ، إني قطعت. يرب ، إني ظلمت. يرب ، إني أسيء إلي. يارب.يارب ، فيجيبها ربها عز وجل فيقول : أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك» .
أخرجه أحمد (2/295) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/383 و 406) قال : حدثنا عفان. وفي (2/455) قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. (ح) وعفان. (ح) وحدثناه أبو الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (65) قال : حدثنا حجاج بن منهال.
ستتهم - يزيد ، وعفان ، ومحمد بن جعفر ، وحجاج بن محمد ، وأبو الوليد ، وحجاج بن منهال - عن شعبة. قال : سمعت محمد بن عبد الجبار. قال : سمعت محمد بن كعب القرظي ، فذكره.
وبلفظ : «قال الله عز وجل : أنا الرحمن ،وهي الرحم ، شققت لها من اسمي. من يصلها أصله ، ومن يقطعها أقطعه فأبته.» .
أخرجه أحمد (2/498) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا محمد ، عن أبي سلمة ، فذكره.
وبلفظ : «إن الرحم شجنة من الرحمن. فقال الله : من وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته» .
أخرجه البخاري (8/7) قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا سليمان. قال : حدثنا عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح ، فذكره.
وبلفظ : «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك. قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك. قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك. قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك» .
وفي رواية : «قيل يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : أمك» . الحديث.
وفي رواية : «ثم أدناك أدناك» .
أخرجه الحميدي (1118) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمارة بن القعقاع. وأحمد (2/327) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا محمد ، عن عبد الله بن شبرمة. وفي (2/391) قال : حدثنا أسود بن عامر. قال : حدثنا شريك ، عن عمارة بن القعقاع. وفي (2/402) قال : حدثنا يعمر بن بشر قال : حدثنا عبد الله. قال : أخبرنا يحيى بن أيوب. والبخاري (8/2) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة.وفي الأدب المفرد (5) قال : حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا وهيب بن خالد ، عن ابن شبرمة. وفي (6) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا يحيى بن أيوب. ومسلم (8/2) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي وزهير ابن حرب. قالا : حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. قال : حدثنا ابن فضيل ، عن أبيه ، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شريك ، عن عمارة وابن شبرمة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا شبابة. قال: حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثني أحمد بن خراش قال : حدثنا حبان قال : حدثنا وهيب.
كلاهما - عن ابن شبرمة. وابن ماجة (2706) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شريك ، عن عمارة بن القعقاع وابن شبرمة. وفي (3658) قال : حدثنا أبو بكر بن محمد بن ميمون المكي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمارة بن القعقاع.
ثلاثتهم - عمارة بن القعقاع بن شبرمة ، وعبد الله بن شبرمة ، ويحيى بن أيوب - عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير ، فذكره.

4695 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ ، تقولُ : من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 350 في الأدب ، باب من وصلها وصله الله ، ومسلم رقم (2555) في البر ، باب صلة الرحم وتحريم قطعيتها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/62) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (8/7) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : حدثنا سليمان بن بلال. وفي الأدب المفرد (55) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني سليمان. ومسلم (8/7) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا : حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع ، وسليمان بن بلال - عن معاوية بن أبي مزرد ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير، فذكره.

4696 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه ، وأن يَنْسَأ له في أَثَره ، فلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري.
وعند الترمذي : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صِلَة الرحم : مَحَبَّة في الأهل ، مَثْرَاة في المال، -[489]- مَنْسَأة في الأثر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْسأ في أثره) نسأ الله في أجله وأنسأ ، أي : أخر ، والمَنْسأة : المفعلة منه، والأثر هاهنا : الأجل ، وسمي الأجل أثراً ، لأنه تابع للحياة وسابقها. قال كعب بن زهير :
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين (2) حتى ينتهي الأثر
(مثراة) : مفعلة ، من الثراء ، وهو كثرة المال.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب ، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ، والترمذي رقم (1980) في البر والصلة ، باب ما جاء في تعليم النسب .
(2) في اللسان : لا ينتهي العمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/6) وفي الأدب المفرد (57) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن معن. قال : حدثني أبي ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، فذكره.
وبلفظ : «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر» .
أخرجه أحمد (2/374) قال : حدثنا إبراهيم. والترمذي (1979) قال : حدثنا أحمد بن محمد.
كلاهما - إبراهيم بن إسحاق ، وأحمد بن محمد - عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث ، فذكره.

4697 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن سَرَّهُ أن يَبسُطَ اللهُ عليه في رِزْقِهِ ، أو يَنْسَأ في أثرِه، فَلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب ، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ، وفي البيوع ، باب من أحب البسط في الرزق ، ومسلم رقم (2557) في البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، وأبو داود رقم (1693) في الزكاة ، باب في صلة الرحم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/247) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا رشدين بن سعد ، عن قرة.
2- وأخرجه البخاري (3/37) قال : حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ، قال : حدثنا حسان.ومسلم (8/8) قال : حدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، قال : أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1693) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، ويعقوب بن كعب ، قالا : حدثنا ابن وهب.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1555) عن أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان ، عن ابن وهب.
كلاهما - حسان ، وابن وهب - عن يونس بن يزيد
3- وأخرجه البخاري (8/6) قال : حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (56) قال : حدثنا عبد الله ابن صالح. ومسلم (8/8) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث ، قال : حدثني أبي.
ثلاثتهم - ابن بكير ، وعبد الله بن صالح ، وشعيب - عن الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - قرة ، ويونس ، وعقيل - عن الزهري ، فذكره وله متابعة عند أحمد (3/156) قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا مسلم بن خالد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، فذكره. وأخرى عند أحمد (3/229) قال : حدثنا يونس. وفي (3/266) قال :حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني.
كلاهما - يونس ، والحراني - عن حزم بن أبي حزم القطعي ، عن ميمون بن سياه ، فذكره.

4698 - (خ م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يَدْخُلُ الجنةَ قاطِع» .
زاد في رواية : قال سفيان : «يعني : قاطعَ رحم» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 347 في الأدب ، باب إثم القاطع ، ومسلم رقم (2556) في البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، وأبو داود رقم (1696) في الزكاة ، باب صلة الرحم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (557) وأحمد (4/80) ومسلم (8/7) قال : حدثني زهير بن حرب ، وابن أبي عمر ، وأبو داود (1696) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (1909) قال : حدثنا ابن أبي عمر ،ونصر بن علي ، وسعيد بن عبد الرحمن.
سبعتهم - الحميدي ،وأحمد ، وزهير ، وابن أبي عمر ، ومسدد ، ونصر بن علي ، وسعيد - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (4/83) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرنا سفيان ، يعني ابن حسين.
3- وأخرجه أحمد (4/84) . ومسلم (8/8) قال : حدثنا محمد بن رافع ، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد ، ومحمد ، وعبد - عن عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر.
4- وأخرجه البخاري (8/6) قال : حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (64) قال : حدثنا عبد الله ابن صالح.
كلاهما - يحيى ، وعبد الله - قالا : حدثنا الليث ، قال : حدثني عقيل.
5- وأخرجه مسلم (8/8) قال : حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي ، قال : حدثنا جويرية ، عن مالك.
خمستهم - ابن عيينة ، وابن حسين ، ومعمر ، وعقيل ، ومالك - عن الزهري ، عن محمد بن جبير ، فذكره.

4699 - (خ د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليس الواصلُ بالمكافئ ، [ولكن] الواصلُ : مَنْ إِذا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» . أخرجه البخاري.
قال سفيان الثوري : رفعه الحسن ، وفِطر [بن خليفة] ، ولم يرفعه الأعمش ، وأخرجه الترمذي، وأبو داود ، قال : «إِذا انقطعَتْ رحمهُ وَصَلها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالمكافئ) كافأت الرجل على صنيعه ، أي جازيته.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 355 في الأدب ، باب ليس الواصل بالمكافئ ، وأبو داود رقم (1697) في الزكاة ، باب في صلة الرحم ، والترمذي رقم (1909) في البر والصلة ، باب ما جاء في صلة الرحم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (594) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا بشير بن سلمان أبوإسماعيل، وفطر بن خليفة الحناط ، وأحمد (2/163) (6524) قال : حدثنا يعلى ، قال : حدثنا فطر. وفي (2/190) (6785) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن الحسن بن عمرو الفقيمي. وفي (2/193) (6817) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا فطر. (ح) ويزيد بن هارون ، قال : أخبرنا فطر. والترمذي (1908) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا بشير أبو إسماعيل ، وفطر بن خليفة.
ثلاثتهم - بشير ، وفطر ، والحسن بن عمرو - عن مجاهد ، فذكره.
* أخرجه البخاري ، (8/7) .وفي الأدب ا لمفرد (68) . وأبو داود (1697) .كلاهما - البخاري ، وأبو داود - عن محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، والحسن بن عمرو ، وفطر ، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. قال سفيان : لم يرفعه الأعمش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ورفعه حسن وفطر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبلفظ : «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، إن لي ذوي أرحام ، أصل ، ويقطعوني، وأعفو ويظلمون ، وأحسن ويسيئون ، أفأكافئهم ؟ قال : لا. إذن تتركون جميعا ، ولكن خذ بالفضل ، وصلهم ، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك» .
أخرجه أحمد (2/181) (6700) و (2/208) (6942) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الحجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.

4700 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن رجلاً قال : «يا رسولَ الله ، إِن لي قرابة ، أصلِهُم ويقطعونني ، وأُحْسِن إِليهم ويُسيئُون إِليَّ ، وأحلُم عنهم ، ويجهلون عليَّ ؟ قال : لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ ، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم ما دُمتَ على ذلك» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُسِفُّهم المَلَّ) أسَفَّهُم يُسِفُّهم ، من السَّفُوف : الدواء ، والمَلَّ : الرماد ، وقيل : الجمر الذي تستوي فيه الخُبزة، والمعنى : كأنما تلقي وترمي في وجوههم الملّ. -[491]-
(ظهير) الظهير : المعين والناصر.
__________
(1) رقم (2558) في البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/300) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/412) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. وفي (2/484) قال : حدثنا عبد الرحمن ،عن زهير. والبخاري في الأدب المفرد (52) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. قال : حدثنا ابن أبي حازم. ومسلم (8/8) قال : حدثني محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا محمد ابن جعفر. قال : حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة ، وعبد الرحمن القاص ، وزهير بن محمد ، وابن أبي حازم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه ، فذكره.

4701 - (خ م) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول جهاراً غير سِرّ : «إِن آل أبي ليسوا بأوليائي ، إِنما وَلِيِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين» .
وفي رواية : «إِن آل أبي فلان» .
قال البخاري : زاد عَنْبسةُ بنُ عبد الواحد عن بيان [بن بشر الأحمسي البَجَلي] : «ولكن لها رحم أبُلُّهَا بِبلالها» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببلالها) رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة ، ويحصل بينهما التجافي والتفريق باليُبْس ، استعاروا البَلَّ لمعنى الوصل ، واليُبْس لمعنى القطيعة ، والبلال : كل ما يُبَلُّ به الحلق من ماء أو لبن أو غيره ، المعنى : صِلُوا أرحامكم بصلتها ، ونَدُّوها بما يَبُلُّها ، وقيل : البلال : جمع بلل.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 351 - 354 في الأدب ، باب تبل الرحم ببلالها ، ومسلم رقم (215) في الإيمان ، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/203) . والبخاري (8/7) قال : حدثنا عمرو بن عباس. ومسلم (1/136) قال : حدثني أحمد بن حنبل.
كلاهما - أحمد ، وعمرو - قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.

4702 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّكم ستَفْتَحُون أرضاً يُذْكَرُ فيها القيراطُ» . -[492]-
وفي أخرى : «[إِنَّكم] سَتَفْتَحُون مِصْرَ ، وهي أَرَض يُذْكَرُ فيها القِيرَاطُ ، فاسْتَوْصُوا بأهلها خيراً ، فإن لهم ذِمَّة ورَحِماً» .
وفي أخرى : «فإن فَتَحْتُموها ، فَأَحْسِنُوا إِلى أَهلها ، فإن لهم ذِمَّة ، وَرَحِماً - أو قال: ذِمَّة وصِهْراً - فإِذا رأَيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبنَة ، فاخرج منها ، قال: فمرَّ بربيعةَ وعبدِ الرحمنِ ابني شُرحبيلَ يَتنازعان في موضعِ لَبنَة ، فخرج منها» .
وفي أخرى : «فرأيتُ ، فخرجتُ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2543) في فضائل الصحابة ، باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/173) .ومسلم (7/190) قال : حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وزهير ، وعبيد الله - قالوا : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا أبي قال : سمعت حرملة المصري ، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن أبي بصرة ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/174) قال : حدثنا هارون. ومسلم (7/190) قال : حدثني أبو الطاهر (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي.
كلاهما - هارون ، وأبو الطاهر بن السرح - عن ابن وهب. قال : حدثني حرملة ، وهو ابن عمران التجيبي ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري ، قال : سمعت أبا ذر ، فذكره. ليس فيه أبو بصرة.

4703 - (خ م د) ميمونة - رضي الله عنها - : «أَعتقَت وَلِيدَة ، ولم تستأْذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان يومُها الذي يدور عليها فيه قالتْ : أَشَعَرْتَ يا رسول الله : أَني أَعْتَقْتُ ولِيدَتي؟ قال : أَوَ فَعلتِ ؟ قالتْ : نعم ، قال: أَمَا إِنَّكَ لو أَعطيتِها أخوالَكِ كان أعظمَ لأجرِكِ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَلِيدتَي) الوليدة : الأمة ، والجمع : الولائد.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 161 في الهبة ، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها ، ومسلم رقم (999) في الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد ... ، وأبو داود رقم (1690) في الزكاة ، باب في صلة الرحم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/332) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال : حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (3/207) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن يزيد. ومسلم (3/79) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو ،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/18078) عن أحمد بن يحيى بن الوزير ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث وذكر آخر قبله.
ثلاثتهم - ابن لهيعة ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن كريب مولى ابن عباس ، فذكره.
وعن سليمان بن يسار ، عن ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قالت : أعتقت جارية لي ، فدخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بعتقها ، فقال : «آجرك الله. أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» .
أخرجه أحمد (6/332) قال : حدثنا يعلى. وعبد بن حميد (1548) قال : حدثنا يعلى بن محمد. وأبو داود (1690) قال : حدثنا هناد بن السري ، عن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18058) عن هناد بن السري ، عن عبدة بن سليمان.
كلاهما - يعلى ، وعبدة - عن محمد بن إسحاق ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن سليمان بن يسار، فذكره.
وعن عطاء بن يسار ، عن الهلالية التي كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؛ «أنها كانت لها جارية سوداء. فقالت: يا رسول الله ، إني أردت أن أعتق هذه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أفلا تفدين بها بنت أخيك ، أو بنت أختك من رعاية الغنم ؟» .
أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 46-ب) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن حديث عبد العزيز ، عن شريك ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.
وعن عبيد الله بن عبد الله ، عن ميمونة ، «أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- خادما ، فأعطاها ، فأعتقتها ، فقال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» .
أخرجه ابن خزيمة (2434) قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بخبر غريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18074) عن محمد بن عبد الرحيم البرقي.
كلاهما - الربيع بن سليمان ، ومحمد بن عبد الرحيم - عن أسد بن موسى ، عن محمد بن خازم ، هو أبو معاوية ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، فذكره.
* قال النسائي : هذا الحديث خطأ ، لا نعلمه من حديث الزهري.

4704 - (ت س) سلمان بن عامر - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّدَقَةُ على المسكين صَدَقَة ، وعلي ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ : صَدَقَة ، وَصِلَة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 92 في الزكاة ، باب الصدقة على الأقارب ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (658) في الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة ، وابن ماجة رقم (1844) في الزكاة ، باب فضل الصدقة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، وفي الباب عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود ، وجابر ، وأبي هريرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (823/3) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عاصم الأحول. وأحمد (4/17) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم. وفيه (4/17) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا ابن عون. وفي (4/18) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا هشام. وفي (4/18) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون والدارمي (1687) قال : أخبرنا أبو حاتم البصري ، قال : حدثنا ابن عون. وفي (1688) قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، عن ابن عيينة ، قال : وسمعته من الثوري ، عن عاصم ، وابن ماجة (1844) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع ، عن ابن عون. والترمذي (658) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم الأحول، والنسائي (5/92) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا ابن عون. وابن خزيمة (2067) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم. وفي (2385) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا بشر يعني ابن المفضل ، قال : حدثنا ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا عيسى ، عن ابن عون. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم. (ح) وحدثنا ابن خشرم ، قال : أخبرنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم.
ثلاثتهم - عاصم الأحول ، وابن عون ، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين ، عن الرباب أم الرائح، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (4/18) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/18) قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يزيد ، ويحيى - عن هشام ، قال : حدثتني حفصة ، عن سلمان بن عامر ، فذكر الحديث ليس فيه الرباب أم الرائح.
وقال الترمذي : حديث سلمان بن عامر حديث حسن.

الكتاب السابع : في الصحبة ، وفيه ثمانية عشر فصلاً
الفصل الأول : في صحبة الأهل والأقارب ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في حق الرجل على الزوجة
4705 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو كنتُ آمِراً أحدا أن يسجدَ لأحد لأمرتُ الزوجةَ أن تَسجدَ لزوجها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1159) في الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة ، وهو حديث صحيح ، له شواهد بمعناه ، قال الترمذي : وفي الباب عن معاذ بن جبل ، وسراقة بن مالك بن جعشم ، وعائشة ، وابن عباس ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وطلحة بن علي ، وأم سلمة ، وأنس ، وابن عمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1159) قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة.

4706 - (د) قيس بن سعد - رضي الله عنه - : قال : أتيتُ الحِيْرةَ فرأيتُهم يسجدون لِمَرْزُبان لهم ، فقلتُ : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحقُّ أن يُسْجَد له ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : إِني أتيتُ الحِيرَةَ ، فرأيتُهم يسجدون -[495]- لمِرزُبان لهم ، فأنتَ أحقُّ أن يُسْجَدَ لك ، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أرأَيتَ لو مررتَ بقبري أكنتَ تَسْجُدُ له؟» فقلتُ : لا، فقال : «لا تفعلوا ، لو كنتُ آمِراً أحداً أَن يسجدَ لأحد لأمرتُ النساء أن يَسْجُدْنَ لأزواجهنّ ، لما جعل الله لهم عليهنَّ من حقّ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَرْزُبان) بضم الزاي ، واحد مَرَازِبَة الفُرْس ، معرَّب (2) ، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك.
__________
(1) رقم (2140) في النكاح ، باب في حق الزوج على المرأة ، وفي سنده شريك القاضي ، وهو صدوق يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء ، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله ، فهو حديث حسن .
(2) في " المعرب " للجواليقي : وتفسيره بالعربية : حافظ الحد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1471) وأبو داود (2140) قال الدارمي : أخبرنا. وقال أبو داود : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك ، عن حصين ، عن الشعبي ، فذكره.

4707 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أيُّما امرأة ماتتْ وزوجُها راضٍ عنها ، دخلتِ الجنةَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1161) في الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة من حديث مساور الحميري عن أبيه عن أم سلمة ، ومساور الحميري مجهول ، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها ، فهو حديث حسن ، وقد حسنه الترمذي وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد حميد (1941) قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد. وابن ماجة (1854) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1161) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - يحيى بن عبد الحميد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وواصل بن عبد الأعلى - قالوا : حدثنا محمد ابن فضيل ، عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن ، عن مساور الحميري ، عن أمه ، فذكرته.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

4708 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا دعا الرَّجُلُ امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ ، فَأَبَتْ أن تجيءَ فباتَ غضبانَ لعنتْها الملائكةُ حتى تُصْبِحَ» . -[496]-
وفي رواية : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «والذي نفسي بيده ، مَا مِنْ رَجُل يدعو امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ فتأبى عليه إِلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها» .
وفي أخرى قال : «إِذا باتَتِ المرأةُ مُهاجِرَة فراش زوجها لعنتْها الملائكةُ حتى تصبحَ» . وفي أخرى : «حتى تَرْجِعَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 258 في النكاح ، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، ومسلم رقم (1436) في النكاح ، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها ، وأبو داود رقم (2141) في النكاح ، باب حق الزوج على المرأة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/439) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا الأعمش. وفي (2/439، و 480) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا الأعمش. والبخاري (4/140) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش. وفي (7/39) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان. ومسلم (4/157) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا مروان ، عن يزيد ، يعني ابن كيسان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج. قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير كلهم عن الأعمش. وأبو داود (2141) قال : حدثنا محمد بن عمرو الرازي. قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13404) عن محمد بن العلاء ، عن أبي معاوية، عن الأعمش كلاهما - الأعمش ، ويزيد بن كيسان - عن أبي حازم ، فذكره.
* رواية يزيد بن كيسان : «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها» .

4709 - (ت) طلق بن علي - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا دعا الرجل زوجته لحاجته فَلْتَأْتِه ، وإن كانت على التَّنُّور» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1160) في الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/22) قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا محمد بن جابر. وأخرجه أحمد أيضا قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا أيوب بن عتبة. وقال أيضا : حدثنا أبو النضير ، قال : حدثنا أيوب بن عتبة. والترمذي (1160) قال : حدثنا هناد ، قال: حدثنا ملازم بن عمرو ، قال : حدثني عبد الله ابن بدر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5026) عن هناد ، عن ملازم ، عن عبد الله بن بدر.
ثلاثتهم - ابن جابر ، وأيوب ، وعبد الله - عن قيس بن طلق ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

4710 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُؤذي امرأَة زوجَها في الدنيا إِلا قالت زوجتُهُ من الحور العين : لا تؤذيه ، قاتلكِ اللهُ ، فإنما هو دَخِيل عندك ، يوشِكُ أن يفارِقَكِ إِلينا» . أخرجه الترمذي (1) . -[497]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَخِيل) الدَّخِيل : الضيف والنزيل.
(يُوشِك) الإيشاك : الإسراع.
__________
(1) رقم (1174) في الرضاع ، باب رقم (19) ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/242) قال : حدثنا إبراهيم بن مهدي. وابن ماجة (2014) قال : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك. والترمذي (1174) قال : حدثنا الحسن بن عرفة.
ثلاثتهم - إبراهيم بن مهدي ، وعبد الوهاب بن الضحاك ، والحسن بن عرفة - قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين أصح ، وله عن أهل الحجاز وأهل العراق ، مناكير.

4711 - (د) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - : قال : «استأْذَن أبو بكر على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسمعَ صوتَ عائشةَ عالياً ، فأذن له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما دخلَ قال لعائشةَ: لا أسمعُكِ ترفعين صوتكِ (1) على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ ورفع يده ليَلْطِمَها ، فحجزه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وخرج أبو بكر مُغَضَباً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كيف رأيتِني أنقذتُكِ من الرجل ؟ فمكثَ أبو بكر أياماً ، ثم استأْذن ، فوجدهما قد اصطلحا ، فقال: أدْخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتماني في حَرْبِكما ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قد فَعَلنَا ، [قد فعلنا]» . أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَجَزه) حجزته عن كذا ، أي : حُلْتُ بينه وبينه ، ومنعتُه عنه.
(أنقذتك) الإنقاذ : التخليص.
(سِلْمكما) السِّلْم : الصلح ، وهو ضد الحرب.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : ألا أراكِ ترفعين صوتك .
(2) رقم (4999) في الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، من حديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث عن النعمان رضي الله عنه ، وإسناده حسن . قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (4834) ، ورواه النسائي ، وليس فيه ذكر أبي إسحاق السبيعي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/271) قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل. وأبو داود (4999) قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق.
كلاهما - إسرائيل ، ويونس - عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/275) قال : حدثنا أبو نعيم ،والنسائي في الكبرى الورقة (123- ب) قال : أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي ، قال : حدثنا عمرو بن محمد ، يعني العنقزي.
كلاهما - أبو نعيم ، وعمرو بن محمد - عن يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، فذكره. ليس فيه أبو إسحاق.

4712 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أيُّ النساءِ خَيْر ؟ قال : التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ ، ولا تخالِفُهُ في نفسها ، ولا مالها بما يَكرهُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 68 في النكاح ، باب أي النساء خير ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 251 ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/251 ، و432) قال : حدثنا يحيى، والنسائي (6/68) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. وفي الكبرى تحفة الأشراف. (9/13058) عن عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى ، والليث بن سعد - عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (2/438) قال : حدثنا يحيى ، عن ابن عباس ، قال : سمعت أبي ، فذكره.

4713 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُسَألُ الرجلُ فيما ضربَ امرأَتَهُ ؟» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) كذا في الأصل : أخرجه أبو داود ، وفي المطبوع ، أخرجه أبو داود والنسائي ، وهو عند أبي داود رقم (2147) في النكاح ، باب في ضرب النساء ، ولم نجده في النسائي ، ولعله في " الكبرى " ، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (122) ، وفي سنده داود بن يزيد الأودي ، ضعيف ، وعبد الرحمن المسلي ، وهو شبه المجهول ، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ، ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في النكاح (43:3) عن زهير بن حرب ، عن ابن مهدي ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأودي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، والنسائي في عشرة النساء ، الكبرى (61:6) عن إسحاق بن منصور وعمرو بن علي.
كلاهما عن ابن مهدي. وابن ماجة في النكاح (51:5) عن محمد بن خالد بن خراش ، عن ابن مهدي ، و (51:4) عن محمد بن يحيى والحسن بن مدرك الطحان.
كلاهما - عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة.
كلهم عن الأشعث بن قيس أبو محمد الكندي ، فذكره. تحفة الأشراف (8/11) .

4714 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : «جاءتِ امرأة إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ونحن عندَه ، فقالت: زوجي صَفَوانُ بنُ المعطِّل [السُّلَمي] يضربُني إِذا صليتُ ، ويُفَطِّرُني إِذا صُمْتُ ، ولا يصلِّي [صلاةَ] الفجر حتى تطلعَ الشمسُ ، قال: وصفوان عنده ، قال: فسأله عما قالت؟ فقال : يا رسولَ الله ، أَما قولها : يضربني إِذا صلَّيتُ ، فإنها تقرأ بسورتين ، وقد نهيتُها ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لو كانت سورة واحدة لكفَتِ الناس، قال : وأما قولها : يُفطِّرني إِذا صمتُ ، فإِنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب، فلا أصبر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[يومئذ] : لا تصومُ امرأَة إِلا بإِذن زوجها ، -[499]- وأَما قولها : إِني لا أُصلِّي حتى تطلع الشمس، فإِنَّا أهلُ بيت قد عُرِف لنا ذاك ، لا نكاد نستيقظ حتى تطلعَ الشمسُ ، قال: فإذا استيقظتَ يا صفوانُ فَصَلِّ» . أَخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2459) في الصوم ، باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها ، من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ، وقال أبو داود في آخره : رواه حماد - يعني ابن سلمة - عن حميد أو ثابت عن أبي المتوكل . أقول : وإسناده حسن ، قال أبو بكر البزار : هذا الحديث كلامه منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ولو ثبت احتمل إنما يكون إنما أمرها بذلك استحباباً ، وكان صفوان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما أتى فكرة هذا الحديث ، أن الأعمش لم يقل : حدثنا أبو صالح ، فأحسب أنه أخذه عن غير ثقة ، وأمسك عن ذكر الرجل ، فصار الحديث ظاهر إسناده حسن ، وكلامه منكر ، لما فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدح هذا الرجل ويذكره بخير ، وليس للحديث عندي أصل ، وقال في " عون المعبود " : والحاصل أن أبا صالح ليس بمتفرد بهذه الرواية عن أبي سعيد ، بل تابعه أبو المتوكل عنه ، ثم الأعمش ليس بمتفرد أيضاً ، بل تابعه حميد أو ثابت ، وكذا جرير ليس بمتفرد ، بل تابعه حماد ابن سلمة ، وفي هذا كله رد على الإمام أبي بكر البزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/80) قال : حدثنا عثمان - قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا من عثمان - قال : حدثنا جرير. وفي (3/84) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر. والدارمي (1726) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا شريك. وأبو داود (2459) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. وابن ماجة (1762) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا يحيى ابن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - جرير ، وأبو بكر بن عياش ، وشريك ، وأبو عوانة - عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
* رواية شريك ، وأبي عوانة مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النساء أن يصمن إلا بإذن أزواجهن» .

4715 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت: «تزوَّجني الزُّبَيْرُ ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك ، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية : غير ناضح ، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه ، وأدُقُّ النَّوى لناضحه ، فأعلفه ، وأَسْتقي الماءَ ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق ، قالتْ : وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض الزبير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثُلَثي فَرْسَخ ، -[500]- قالت: فجئتُ يوماً والنَّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية : من الأَنصار - فدعاني ، وقال : إِخْ ، إِخْ ، ليحملني خلفَه ، قالت: فاستحييتُ وذكرتُ غَيْرَتك - وفي رواية : فاستحييْتُ أَن أسيرَ مع الرجال، وذكرتُ الزُّبيرَ وغيرَتَهُ ، وكان أغْيَرَ الناس - فعرَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييتُ ، فمضى ، فجئتُ الزُّبَيْرَ ، فقلتُ : لَقِيَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى ، ومعه نفر من أصحابه ، فأَناخ لأركبَ فاستحييتُ منه ، وعرفتُ غَيْرَتَكَ ، فقال : والله لَحَملكِ النَّوى على رأْسكِ أشدُّ عليَّ من ركوبك معه ، قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكَفتْني سياسة الفرَس ، فكأنما أعتقني» .
وفي رواية : «أعتقني» . أَخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: «كنتُ أخدُمُ الزُّبيرَ خدمةَ البيت ، وكان له فرس، وكنتُ أسُوسُه، فلم يكن من الخدمة شيء أشدُّ عليَّ من سياسة الفرَس ، كنتُ أحْتَشُّ له ، وأَقومُ عليه ، وأسُوسُه ، قالت: ثم إِنها أصابت خادماً ، جاء للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سَبْي ، فأَعطاها خادماً ، قالت: كفتني سياسةَ الفرس ، فألقت عَنِّي مُؤونَتَهُ ، فجاءني رجل ، فقال : يا أمَّ عبدِ الله إِني رجل فقير ، أردتُ أن أبيعَ في ظِلِّ داركِ ، قالت: إِني إِنْ رخَّصتُ لكَ أَبَى ذلك الزبيرُ ، فتعال فاطلبْ إِليَّ والزُّبَيرُ شاهد، فجاء فقال : يا أمَّ عبد الله ، إِني رجل فقير، أردتُ أن أبيعَ في ظلِّ -[501]- داركِ ، فقالت: مالك بالمدينة إِلا ظِلُّ داري ؟ فقال لها الزبيرُ : مالكِ أن تمنعي رجلاً فقيراً ؟ فكان يبيعُ إِلى أن كسب ، فبعتُه الجارية ، فدخل عليَّ الزبيرُ ، وثمنُها في حِجْري ، فقال : هِبِيها لي ، فقلتُ : إِني قد تصدَّقْتُ بها» .
قال البخاري : عن عروة «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطعَ الزبيرَ أرضاً من أموالِ بني النَّضيرِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَاضِح) الناضح : البعير يُستقى عليه الماء.
(غَرْبَه) الغَرْب : الدلو ، يعني أنها كانت تَخْرِز له دلوه وراويته.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 280 و 281 في النكاح ، باب الغيرة ، وفي الجهاد ، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحه ، ومسلم رقم (2182) في السلام ، باب جواز إرداف المرأة الأجنبية إذا أعيت في الطريق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/347) والبخاري (4/115) و (7/45) قال : حدثنا محمود بن غيلان. ومسلم (7/11) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، أبو كريب الهمداني.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15725) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، ومحمود بن غيلان ، وأبو كريب ، ومحمد بن عبد الله المخرمي - عن أبي أسامة. قال : حدثنا هشام بن عروة. قال : أخبرني أبي ، فذكره.

4716 - (خ م د ت) أبو الورد بن ثمامة : قال : قال علي لابن أعْبُد : «أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي وعن فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكانت من أحبِّ أهله إِليه ، وكانت عندي؟ قلتُ : بلى ، قال : إِنها جَرَّتْ بالرَّحا ، حتى أَثَّرت في يدها ، واستقتْ بالقِرْبة حتى أَثَّرَت في نَحْرِها ، وَكَنَسَتِ البيتَ حتى اغبرَّت ثيابُها ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَم ، فقلتُ : لو أتيتِ أباكِ فسألتِه خادماً ؟ فأتته فوجدتْ عندهُ حُدَّاثاً ، فرجعت ، فأتاها من الغَدِ ، فقال : -[502]- ما كان حاجتُكِ ؟ فسكتت، فقلتُ : أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله : جَرَّت بالرَّحا حتى أَثَّرَتْ في يَدِها ، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها ، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً ، يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ ، قال : اتَّقي الله يا فاطمةُ ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين ، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين ، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة ، فهي خَير لَكِ من خادم ، قالت : رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» .
زاد في رواية : «ولَم يُخْدِمها» . أخرجه أبو داود.
وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم ، والترمذي من رواية أخرى نحوه بمعناه.
والحديث باختلاف طُرُقِهِ مَذكور في «أدعية النوم والانتباه» من «كتاب الدعاء» من حرف الدال (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب علي بن أبي طالب ، وفي الجهاد ، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين ، وفي النفقات ، باب عمل المرأة في بيت زوجها ، وباب خادم المرأة ، وفي الدعوات ، باب التكبير والتسبيح عند المنام ، ومسلم رقم (2727) في الذكر والدعاء ، باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، والترمذي رقم (3405) في الدعوات ، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام ، وأبو داود رقم (2988) و (2989) في الخراج والإمارة ، باب بيان مواضع قسم الخمس ، ورقم (5062) و (5063) في الأدب ، باب التسبيح عند النوم ، وقد تقدم الحديث وتخريجه وذكر فوائد في أدعية النوم برقم (2240) فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم

الفرع الثاني : في حق المرأة على الزوج
4717 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنساء [خيراً] ، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع ، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ ، فاستوصوا بالنساء» .
وأول حديث البخاري : «من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جارَه، واستوصوا بالنساء خيراً ، فإِنّهنَّ خُلِقْنَ من ضِلَع...» وذكر نحوه.
وفي رواية لمسلم في أَوله : «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فَإِذا شهدَ أَمراً فَلْيَتَكَلَّمْ بخير أو ليسكُتْ ، واستوصوا بالنساءِ...» الحديث.
وللبخاري : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المرأةُ كالضِّلَعِ ، إِن أقمتَها كسرتَها ، وإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَج» . ولمسلم نحوه.
وله في أُخرى : «إِن المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَع ، ولن تستقيمَ على طريقة ، فَإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَج ، وإِن ذهبتَ تُقيمُها كسرتَها ، وكسرُها طلاقُها» . وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة (1) . -[504]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استمتعت بها) الاستمتاع بالمرأة : الانتفاع بها وبوطئها.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 218 في النكاح ، باب المداراة مع النساء ، وفي الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته ، وفي الأدب ، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، وباب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه ، وفي الرقاق ، باب حفظ اللسان ، ومسلم رقم (1468) في الرضاع ، باب الوصية بالنساء ، والترمذي رقم (1188) في الطلاق ، باب ما جاء في مداراة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه البخاري (4/161) قال : حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام. وفي (7/34) قال : حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (4/178) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13434) عن القاسم بن زكريا.
خمستهم - أبو كريب ، وموسى ، وإسحاق ، وأبو بكر ، والقاسم - عن حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن ميسرة الأشجعي ، عن أبي حازم ، فذكره.
-صلى الله عليه وسلم- وبلفظ: «إن المرأة كالضلع ، إذا ذهبت تقيمها كسرتها ، وإن تركتها استمعت بها وفيها عوج» .
أخرجه مسلم (4/178) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس (ح) وحدثنيه زهير بن حرب وعبد بن حميد.
كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن ابن أخي الزهري. والترمذي (1188) قال : حدثنا عبد الله بن أبي زياد. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
كلاهما - يونس ، وابن أخي الزهري - عن ابن شهاب الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
والرواية الأخيرة : أخرجها الحميدي (1168) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/449) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/497) قال : حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري. قال : أخبرنا سفيان الثوري. وفي (2/530) قال : حدثنا علي بن حفص. قال : حدثنا ورقاء. والدارمي (2228) قال : أخبرنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا مالك. والبخاري (7/33) قال : حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله. قال : حدثني مالك. ومسلم (4/178) قال : حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا : حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة ، ومحمد بن إسحاق ، وسفيان الثوري ، وورقاء ، ومالك - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
* أثبتنا رواية سفيان عند مسلم.
وبلفظ : «المرأة كالضلع ، فإن تحرص على إقامته تكسره ، وإن تتركه تستمتع به وفيه عوج» .
أخرجه أحمد (2/428) قال : حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان. قال : سمعت أبي ، فذكره.

4718 - (ت) عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه - : أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - بعد أن حَمِدَ الله وأثنى عليه ، وذكَّر وَوَعَظَ فذكر في الحديث قصة - فقال : «أَلا واستوصوا بالنساءِ خيراً ، فَإِنما هُنّ عَوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غيرَ ذلك ، إِلا أن يأتينَ بفاحشة مُبيِّنة ، فإن فعلنَ فاهجروهنّ في المضاجع ، واضربوهنَّ ضرباً غير مُبرِّح ، فَإِن أطَعْنَكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، ألا وإِن لكم على نسائكم حقّاً ، ولنسائكم عليكم حقّاً، فحقُّكم عليهنَّ : أن لا يُوطِئن فُرُشَكم مَنْ تَكرهون ، ولا يَأْذَنَّ في بيوتكم لمن تَكرهون، أَلا وَحَقُّهنَّ عليكم : أن تُحْسِنوا إِليهنَّ في كِسْوتهنَّ وطعامهنَّ» . أَخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَوَان) : جمع عانية ، أي : أسيرة ، شبَّه المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير.
(لا تَبْغُوا عليهن سبيلاً) أي : لا تطلبوا عليهن طريقاً تحتجون به عليهن إذا قُمْنَ بواجبكم ، فلا تُعْنِتوهن.
__________
(1) رقم (3087) في التفسير ، باب ومن سورة التوبة ، وفي سنده سليمان بن عمرو بن الأحوص ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وللحديث شواهد في الصحيحين ، منها حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره ، فالحديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.

4719 - (د) حكيم بن معاوية [بن حيدة القشيري] : عن أبيه قال : «قلتُ يا رسول الله ، ما حَقُّ زوجةِ أحدِنا عليه ؟ قال : أن تُطعِمَها إِذا طَعِمتَ ، وتكسوَها إِذا اكْتَسَيتَ ، ولا تضرِبِ الوجهَ ، ولا تُقبِّحْ ، ولا تَهْجُرْ إِلا في البيت» . أَخرجه أبو داود ، وقال : «لا تُقبِّحْ» ، أن تقولَ : قَبَّحَكِ الله.
ولرزين قال بَهْز [بن حكيم بن معاوية] : حدثني أبي عن جَدِّي قال : «قلتُ : يا رسولَ الله ما حقُّ نسائنا ، وما نأتي منها ، وما نَذَرُ ؟ قال : ائتِ حَرْثَك أَنَّى شئتَ، وأطعمها إِذا طَعِمْتَ ، واكسُها إِذا اكتسيتَ ، ولا تُقبِّح الوجهَ ، ولا تَضْرِبْ (1)» .
__________
(1) هاتان الروايتان عند أبي داود برقم (2142) و (2143) و (2144) في النكاح ، باب في حق المرأة على زوجها ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/447) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي قزعة. وفي (5/3) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. قال : أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/3) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/5) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن بهز بن حكيم ابن معاوية بن حيدة القشيري. وأبو داود (2142) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد. قال : أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (2143) قال : حدثنا ابن بشار قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا بهز بن حكيم. وفي (2144) قال : أخبرني أحمد بن يوسف المهلبي النيسابوري. قال : حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين. قال : حدثنا سفيان بن حسين ، عن داود الوراق ، عن سعيد بن حكيم. وابن ماجه (1850) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن شعبة ، عن أبي قزعة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11395) عن حسين بن منصور بن جعفر النيسابوري ، عن مبشر بن عبد الله بن رزين ، عن سفيان بن حسين ، عن داود الوراق ، عن سعيد بن حكيم. وفي (8/11396) عن عبدة بن عبد الله الصفار ، عن يزيد بن هارون ، عن شعبة ، عن أبي قزعة. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن محمد النفيلي ، عن زهير ، عن محمد بن جحادة ، عن الحجاج الباهلي ، عن أبي قزعة. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن يحيى بن أبي بكير. عن شبل بن عباد ، عن أبي قزعة. وفي (8/11385) عن ابن بشار ، عن يحيى ، عن بهز بن حكيم.
ثلاثتهم - أبو قزعة سويد بن حجير ، وبهز بن حكيم ، وسعيد بن حكيم - عن حكيم بن معاوية ، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/3) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. قال : أخبرنا أبو قزعة وعطاء ، عن رجل من بني قشير ، عن أبيه ، أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما حق امرأتي ، فذكر الحديث.

4720 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأته جَلْدَ العبد ، ثم لعله يجامعُها - أو قال : يُضَاجِعُها من آخر اليوم» .
وفي رواية قال : «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَن يَضْحَكَ الرَّجُلُ مما يخرُج من الأنفس، وقال : بم يَضْرِبُ أَحدُكم امرأته ضرْبَ العبد؟ ثم لعله يُعانِقُها» . أَخرجه البخاري.
وقد أخرج هو ومسلم ، والترمذي ضرْبَ المرأةِ مع معنى آخر ، وهو -[506]- مذكور في تفسير سورة : (والشمس وضحاها) من كتاب التفسير من حرف التاء (1) .
__________
(1) تقدم الحديث وتخريجه برقم (878) ، وهو عند البخاري 8 / 542 في تفسير سورة الشمس ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي النكاح ، باب ما يكره من ضرب النساء ، وفي الأدب ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، ومسلم رقم (2855) في الجنة وصفة نعيمها ، والترمذي رقم (3340) في التفسير ، باب ومن سورة الشمس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

4721 - (د) إِياس بن عبد الله بن أبي ذباب - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تَضْرِبوا إِماءَ الله ، فجاء عمرُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ذَئِرنَ النساءُ (1) على أزواجهن ، فرَخَّصَ في ضربهن ، فأطاف بآلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نساء كثير يَشْكُون أَزواجهنّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخيارِكم» . أَخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَئِرْن) ذَئِرَت المرأة على زوجها تَذْأر : إذا نشزت واجترأت عليه ، فهي ذائر ، والرجل ذائر مثلها ، الذكر والأنثى سواء. -[507]-
(أطاف) بالشيء : إذا أحاط به.
__________
(1) من باب : أكلوني البراغيث ، على لغة بني الحارث ، ومن باب قوله تعالى : {وأسروا النجوى الذين ظلموا} .
(2) رقم (2146) في النكاح ، باب في ضرب النساء من حديث عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب ، وإياس بن عبد الله بن أبي ذباب مختلف في صحبته ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : قال ابن أبي حاتم : إياس بن عبد الله بن أبي ذباب مدني له صحبة ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك ، وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في " الإصابة " في ترجمة إياس بن عبد الله بن أبي ذباب ، وصحح إسناده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (876) والدارمي (2225) قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. وأبو داود (2146) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ، وأحمد بن عمرو بن السرح. وابن ماجة (1985) قال : حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1746) عن قتيبة.
خمستهم - الحميدي ، وابن أبي خلف ، وابن السرح ، وابن الصباح ، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة ، قال: حدثنا الزهري ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، فذكره.
* في رواية ابن أبي خلف عند أبي داود ، وابن الصباح عند ابن ماجة (عن عبد الله بن عبد الله بن عمر) ..

4722 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «جَلَسَ إِحدى عَشْرَةَ امرأَة ، فتعاهدْنَ وتعاقدْنَ أَن لا يكتُمن من أخبارِ أَزواجهن شيئاً.
قالت الأولى : زوجي لَحْمُ جملِ غثّ ، على رأس جَبل وَعْر ، لا سهل فيُرْتَقَى، ولا سَمين فيُنْتَقَل - وفي رواية البخاري : فينتقي ، هكذا قال الحميديُّ ، ولم أجدها في كتاب البخاري.
قالت الثانية : زوجي : لا أبُثُّ خَبَرَه ، إِني أخاف أنْ لا أذَرَهُ ، إِن أذكُرْهُ أذْكُرْ عُجرَه وبُجَرَه.
قالت الثالثة : زوجي : العَشَنَّقُ ، إِن أنْطِقْ أُطَلَّقْ ، وإِن أسكُتْ أُعلَّقْ.
قالت الرابعة : زوجي : كَلَيْلِ تِهامةَ ، لا حَرٌّ ، ولا قَرّ ، ولا مَخافةَ ، ولا سَآمَةَ.
قالت الخامسة : زوجي : إِن دخلَ فَهِدَ ، وإن خرج أسِدَ ، ولا يَسألُ عما عَهِدَ.
قالت السادسة : زوجي : إِن أكل لَفَّ ، وإِن شرب اشْتَفَّ ، وإن اضطجع التَفّ، ولا يُولج الكَفَّ ، ليعلم البَثَّ.
قالت السابعة : زوجي : عَياياء - أو غياياء ، طَبَاقاءُ ، الراوي شك - كلُّ داء له داء ، شَجَّكِ أَو فَلَّكِ ، أو جمع كُلاًّ لَكِ. -[508]-
قالت الثامنة : زوجي : الرِّيحُ ريحُ زَرْنَب ، والمسُّ مسُّ أرنب.
قالت التاسعة: زوجي : رفيعُ العِماد ، طويلُ النِّجاد ، عظيمُ الرَّماد ، قريب البيت من النادي.
قالت العاشرة : زوجي : مالكٌ ، وما مالك ، مالك خير من ذلك ، له إِبل كثيراتُ المبارِك ، قليلاتُ المسارح ، إِذا سَمِعْنَ صوتَ المِزْهر أيقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالكُ.
قالت الحاديةَ عشرةَ : زوجي : أبو زَرْع ، فما أبو زرع ؟ أناس من حُليّ أُذُنيَّ ، وملأ من شَحْم عَضُدَيَّ ، وبَجَّحَني فبجِحَت إِليَّ نفسي ، وَجدني في أهل غُنَيْمَة بِشِقّ، فجعلني في أهل صَهِيل وأطِيط ، ودائس ومُنَقّ ، فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ ، وأرْقُدُ فأتصبَّحُ، وأشرب فأتقنَّحُ - وللبخاري : فأتقمَّحُ -.
أُمُّ أبي زرع ، فما أمَّ أبي زرع ؟ عُكومها رَدَاح ، وبيتُها فَساح.
ابن أَبي زرع : فما ابن أبي زرع ؟ مَضْجَعه كَمَسَلِّ شَطبَة ، ويُشبعُه [ذراع] الجَفْرَةِ.
بنت أبي زرع : فما بنت أبي زرع ؟ طَوعُ أَبيها ، وطوع أُمِّها ، ومِلْءُ كسائها ، وغَيْظُ جارتها.
جارية أبي زرع : فما جارية أبي زرع ؟ لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً ، ولا -[509]- تُنقِّثُ مِيْرَتنا تَنقِيثاً، ولا تملأُ بيتنا تعشيشاً.
قالت: خرج أبو زرع والأوطابُ تُمْخَضُ ، فلقيَ امرأة معها وَلَدَان لها كالفَهْدين، يلعبان من تحت خَصْرها بِرُمَّانتين ، فطلَّقني ونكحها ، فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِياً رَكب شريّاً ، وأخذَ خَطِّيّاً ، وأراح عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال : كُلي أمَّ زرع ، ومِيْرِي أهْلَكِ ، قالت: فلو جمعت كلَّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغرَ آنيةِ أبي زرع.
قالت عائشة : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كنتُ لكِ كأَبي زرع لأمِّ زَرْع» .
وفي رواية نحوه ، وقال : «عياياء طَباقاء» ، ولم يشك ، وقال : «وصفْرُ رِدائها ، وخيرُ نسائها ، وعَقرُ جارتها» . قال : «وأعطاني من كل ذابحة زوجاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَثّ) أي : مهزول.
(وَعْر) الوعر : ضد السهل ، وهذه اللفظة لم تجئ في رواية البخاري ومسلم ، وقد جاءت في كتب الغريب. -[510]-
(فينتقل) أرادت : لِهُزَال هذا اللحم لا ينقله الناس إلى منازلهم ، بل يتركونه رغبة عنه ، وقد جاء في كتب الغريب «فينتقى» أي : ليس له نِقْي وهو المخ ، وقلة المخ دليل على الهزال ، تصف زوجها بقلة خيره وبعده عن الخير مع القلة ، كالشيء الرديء في قلة الجبل الصعب [المرتقى] لا ينال إلا بالمشقة.
(أبُثُّ) بَثَثْت الخبر أبثه : إذا نشرته وأظهرته.
(أذَرُه) أي : أتركه وأدعه.
(عُجَرَه وبُجَرَه) العُجَر : العُروق المتعقِّدة في الجسد حتى يراها ظاهرة فيه ، والبُجَر نحوها ، إلا أنها خاصة بالبطن ، تريد بهذا الوصف : إني لا أخوض في ذكره ، لأني إن خضت فيه خفت أن أفضحه وأعدد معايبه، وكَنت بالعُجَر والبُجَر عن ظاهر أمره وخافيه.
(العَشَنَّق) : الطويل ، وقيل : السيء الخلق ، تعني : أنه لسوء خُلُقه إن ذكرت ما فيه طلَّقها ، وإن سكتت تركها معَلَّقة ، لا أيِّماً ولا ذات بعل ضائعة ، وعلى معنى الطويل ، فلأنه في الغالب دليل السفه ، وما ذكرته فعل السفهاء ومن لا تماسك عنده.
(كليل تِهامة ، لا حَرٌّ ولا قَرّ ، ولا مخافة ولا سآمة) كليل تِهامة : طلق معتدل ، شبهته به في خُلُوه عن الأذى والمكروه ، لأن الحرَّ والبرد -[511]- فيهما أذى. و «لا مخافة» ليس فيه ما يخاف منه و «لا سآمة» أي : لا يسأمني ، فيمل صحبتي ، تصفه باعتدال الأخلاق «إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد» تصفه بكثرة النوم، لأن الفهد كثير النوم ، أرادت : أنه لا يتفقد ما يذهب من ماله ، ولا يلتفت إلى معايب البيت ، لأنه نائم لا يتفقد شيئاً من حاله ، وبيان ذلك في قولها «ولا يسأل عما عهد» أي عما كان يعهده قبل ذلك عندها. «وإن خرج أسد» تصفه بالشجاعة إذا خرج لمشاهدة الحرب ولقاء العدو ، ومعنى قولها «فهد ، وأسد» أي : صار فهداً وأسداً ، أو قام مقامهما.
(إن أكل لفّ ، وإن شرب اشتفّ ، وإن اضطجع التفّ) اللفّ في الأكل : الإكثار منه مع التخليط ، حتى لا يبقى منه شيء ، والاشتفاف في الشرب : استقصاء ما في الإناء ، والالتفاف في النوم : التغطي وترك التكشف.
(ولا يُولج الكفّ ليعلم البَثّ) لا يُدخل كفه ليعلم البَثّ ، وهو المرض الشديد هاهنا ، وفي الأصل : البثّ: أشد الحزن. أرادت : أنه قليل الشفقة عليها ، وأنه إذا رآها عليلة لا يدخل يده في ثوبها ليَجُسَّها متعرِّفاً لما بها ، كما هو عادة الناس الأباعد ، فضلاً عن الأزواج ، وقيل : أرادت أنه قليل التفتيش عن خفي أمرها وما تريد أن تستره عنه ، فهو لا يفعل فعل من لا يدخل يده في باطن الشيء يختبره ، فهي حينئذ تصفه بالكرم والتغافل ، وقلة البحث عن كل ما تريده إخفاءه. -[512]-
(عيايا) يروى بالعين والغين. فبالعين المهملة : هو العنين الذي لا يأتي النساء عجزاً ، وبالغين المعجمة وهو قليل ، بعيد المعنى ، إلا أن يكون من الغياية ، تريد به : العاجز الذي لا يهتدي لأمر ، كأنه في غياية : أي في ظلمة لا تبصر مسلكاً تنظر فيه ، و «طباقاً» : هو المفحَم الذي انطبق عليه الكلام وانغلق ، وصفته بعجز الطرفين : اللسان والذَّكَر. وقيل : الطَّباق : الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي لوجهها.
(كل داءٍ له داء) يحتمل أن يكون قولها «له داء» خبراً «لكل» تعني أن كل داء يعرف في الناس فهو فيه ، ويحتمل أن يكون «له» صفة لـ «داء» ، و «داء» خبراً لـ «كل» : أي كل داء في زوجها بليغٌ مُتَنَاهٍ ، كما تقول : إن زيداً رجل ، وإن هذا الفرس فرس.
(شَجَّكِ ، أو فََلَّكِ ، أو جمع كُلاًّ لكِ) الشجُّ : شج الرأس ، وهو شقه. والفَلُّ : الكسر. أرادت : أنه ضَروبٌ لها ، وأنه كلما ضربها شجها ، أو كسر عظمها ، أو جمع لها بين الشج والكسر معاً. وهذا معنى قولها : «أو جمع كُلاًّ [لك]» أي : كلاًّ من الشج والكسر.
(زَرْنَب) الزَّرْنَب : نبات طيب الريح. وقيل : هو نوع من أنواع الطيب معروف. أرادت : أنه ليِّن العريكة، سهل الجانب ، كأنه الأرنب في لين مسها ، وأنه في طيب عرقه ورائحة ثيابه كالزَّرْنَب ، وأرادت لين بشرته ، وطيب عرق جسده. -[513]-
(رفيع العِماد ، طويل النِّجاد ، عظيم الرَّماد) كنت عن ارتفاع بيته في الحسب برفعة عِمَاده ، وكنت عن طول قامته بطول نجاده ، وهو حمائل سيفه ، فإنها إذا طالت دلت على طول قامته ، وكنت عن إكثاره القِرَى بكثرة رَمَاده وعظمه ، لأن من كثر إطعامه الطعام كَثُرَت ناره ، ومن كَثُرَت ناره كَثُرَ رماده.
(النَّادي) : مجتمع القوم ، وإنما قرَّب بيته من النادي ليعلم الناس بمكانه فينتابوه ويقصدوه.
(مالك ، وما مالك ؟) قولها : «وما مالك» تعظيم لأمره وشأنه ، وأنه خير مما يُذكر به من الثناء عليه.
(كَثِيرات المبارِك ، قليلات المسارح) له إبل كثيرات البُرُوك بفنائه ، معدَّة لورود الأضياف ، فإن نزل به ضيف لم تكن غائبة عنه ، ولكنها قريبة منه ، فلذلك قالت : «قليلات المسارح» أي : لا يُوَجِّهُهُن يَسْرَحْنَ نهاراً إلا قليلاً ، فيُبَادر إلى من ينزل به من الضيفان بألبانها ولحومها.
(صوت المِزْهَر) هو العود الذي يتغنى به.
(أيْقَنَّ أنهن هوالك) تعني : أن من عادة زوجها أن يطعم الضيفان ، وينحر لهم ، ويسقيهم ، ويأتيهم بالملاهي إكراماً لهم ، فقد ألفت إبله عند سماع الملاهي ، أنه ينحرها لضيفانه ، فمتى سمعت الملاهي أيقن بالهلاك ، وهو النحر. -[514]-
(أنَاسَ من حُلي أُذُني) النَّوْس : تحرك الشيء مُتَدَلِّياً ، تريد : أناس أُذُني مما حلاهما من الشُّنُوف والقِرَطة.
(وملأ من شحم عَضُدَيَّ) أي سمنني بإحسانه وتعهده ، وخصت العضدين ، لأنهما إذا سَمِنا سَمِنَ جميع البدن.
(وبَجَّحَني فَبَجِحَت إليَّ نفسي) يقال : بجَّح بالشيء : إذا فرح به ، تريد : أنه سرني وفرحني بتوالي إحسانه إلي ، فسرَّني السرور في نفسي ، وتبين موقعه مني ، أو ففرحت نفسي ، وأظهرت إليَّ فرحها.
(غُنَيمة بِشِق) المحدِّثون يكسرون الشين ، وهو المشقة ، وهو بالفتح اسم موضع ، أرادت : أنه وجدها مع أهلها وهم في موضع شاق ، أو أصحاب غنم قليلة مع جهد ومشقة.
(صَهِيل وأطِيط ، ودائِس ومُنَقٌّ) الصهيل : صوت الخيل ، والأطيط : صوت الإبل ، والدائس : دائس الطعام ليخرجه من سنبله ، والمنَقِّي بفتح النون : هو الذي ينقي الطعام ويراعي تنظيفه ، أرادت : أنه نقلها إلى أهل خيل وإبل وزرع وخدم ، وأهل الحديث يروونه و «مُنِقّ» بكسر النون ، قال الهروي : قال أبو عبيد : لا أعرفه ، وقال الهروي : قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه : المنِقُّ بكسر النون من نقيق أصوات المواشي والأنعام ، تصفه بكثرة أمواله ، والذي قرأناه في كتاب البخاري ومسلم : «مُنَق» بفتح النون. -[515]-
(أقول فلا أُقَبَّح) أي : لا يقال لي : قبَّحك الله ، ويقبل قولي فيما أقوله.
(وأرْقُدُ فأتَصَبَّح) أي : أنها تستوفي عنده نومها ، ولا يكرهها على الانتباه والسهر في الخدمة والعمل ، وهو من الصُّبْحَة : نوم أول النهار.
(وأشرب فأتَقَنَّح) التَّقَنح : الشرب فوق الري ، يقال : قَنَحْت من الشرب أقنَح قُنُوحاً : إذا تكارهت على شربه ، ومن رواه «فأتقمَّح» فهو من قمح البعير قُمُوحاً : إذا رفع رأسه ولم يشرب ريّاً ، تقول : إنها قد امتلأت من الماء ، فهي ترفع رأسها عن الماء فلا تشربه.
(عُكُومُها رَدَاح) العُكوم : جمع عِكْم ، وهو العدل إذا كان فيه متاع ، والرَّدَاح ، العظيمة الثقيلة.
(وبيتها فَسَاح) من الفسيح : الواسع ، وكذلك من رواه «فَيَاح» أراد به الواسع.
(كَمسَلّ شَطْبَة) الشَّطْبة : السيف ، وقيل : السَّعفة و «المسلّ» مصدر ميمي بمعنى السَّل ، يقام مقام المسلول ، والمعنى : كمسلول الشطبة ، تريد : ما سُلَّ من قشره أو من غِمْده ، وصفته بالرقة وقلة اللحم.
(ذِرَاع الجَفْرَة) الجَفْرَة : الأنثى من أولاد الغنم ، وقيل : من ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفُصِل ، وصفته بِقَلة الأكل.
(مِلْءُ كسائها) أي : إنها ذات لحم ، فهي تملأ كساءها. -[516]-
(صِفر ردائها) وصفتها أنها ضامرة البطن ، فكأن رداءها صِفْر ، أي : خال ، فرادؤها لا ينتهي إلى البطن.
(غيظ جاراتها) الجارة : الضُّرة المجاورة ، فهي لحسنها تُغِيظ جاراتها حسداً لها ، وفي رواية: «وعَقْر جاراتها» أي هلاكهن من الحسد.
(لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً) الرواية «تَبُثَّ» بالباء ، من البَثَّ ، وهو إظهار الحديث وإفشاؤه ، ومن رواه بالنون من «النَّث» فهو بمعنى البثّ أيضاً ، وصفتها بأنها لا تفشي لهم سِراً.
(وتُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقِيثاً) المِيرَة : ما يمتار البدوي من المدن من طعام وغيره ، و «النقث» والنقل واحد ، والتَّنْقِيث مصدر «نقَّث» شدُّد للتكثير ، وهو الإسراع في الشيء ، تقول : إنها أمينة على حفظ طعامنا لا تأخذه فتنقله إلى غيرنا.
(ولا تملأ بيتنا تَعْشيشاً) التعشيش : من عُشّ الطائر ، أي : لا تخبأ في بيتنا خَبْئاً ، فشبّهت المخابئ بعُشِّ الطائر ، وقيل : إنها تَقُمُّ البيت وتكنسه ، فلا تدعه كعش الطائر في قلة نظافته.
(والأوطاب تمخض) الأوطاب : جمع وَطَب ، وهو سِقَاء اللبن ، ومَخْضُها : استخراج الزبد من اللبن بتحريكها. -[517]-
(بِرُمَّانَتَين) أرادت أن أحدهما يرمي الرُّمَّانة إلى أخيه ، ويرمي أخوه الأخرى إليه من تحت رِدْفها.
(سَرِيّاً) الذي له سَرْوٌ وجلالة. وقيل : السَّرْو : سخاء في مُرُوءة.
(شريّاً) فرس شريّ ، وهو الذي يستشري في عدوه : أي يلج في نشاطه ويتمادى. وقيل : هو الفائق الخِيار (وأخذ خَطِّيّاً) الخَطِّي : من أسماء الرِّماح ، سمي بذلك لأنه يأتي من الخِط ، ناحية من البحرين وعُمَان ، فنُسِب إليها.
(نَعَماً ثَرِيّاً) النَّعَم : الإبل ، و «الثّرِي» الكثير يقال : أثرى بنو فلان : إذا كَثُرَت أموالهم.
(رائحة) الرائحة : ما يروح عليها من أصناف المال ، أي : أعطاني من كلِّها نصيباً مضاعفاً. ومن رواه «ذابحة» فإن صحت به الرواية : فَيُؤَول إلى معنى الأول ، ويجعل بمعنى مفعول ، أي من كل شيء يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 220 - 241 في النكاح ، باب حسن المعاشرة مع الأهل ، ومسلم رقم (2448) في فضائل الصحابة ، باب ذكر حديث أم زرع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/34) قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا : أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال : حدثنا علي بن حجر قالا : أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب.
كلاهما عن عيسى. وفي (7/140) قال : حدثنيه الحسن بن علي الحلواني. قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا سعيد بن سلمة. والترمذي في الشمائل (253) قال : حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عيسى بن يونس والنسائي في الكبرى (الورقة 123- أ) قال : أخبرنا علي بن حجر بن إياس. قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما - عيسى بن يونس ، وسعيد بن سلمة - عن هشام بن عروة ، عن أخيه عبد الله بن عروة.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال : أخبرنا أبو عقبة خالد بن عقبة السكوني الكوفي. قال : حدثني أبي عقبة بن خالد. قال : حدثنا هشام. قال : حدثني يزيد بن رومان.
كلاهما - عبد الله بن عروة ، ويزيد بن رومان - عن عروة ، فذكره.
* رواية يزيد بن رومان مختصرة على آخره : «قالت عائشة : فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فكنت لك كأبي زرع لأم زرع» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال : أخبرنا أبو عقبة. خالد بن عقبة بن خالد السكوني الكوفي. قال : حدثني أبي عقبة بن خالد. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال : حدثنا ريحان بن سعيد بن المثنى أبو عصمة. قال : حدثنا عباد بن منصور.
كلاهما - عقبة بن خالد ، وعباد بن منصور - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره ، ليس فيه عبد الله ابن عروة ، ولا يزيد بن رومان.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-ب) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثنا عبد الملك ابن إبراهيم ، سنة ثلاث ومئتين أملاه علينا. قال : حدثنا محمد بن محمد أبو نافع. قال : حدثني القاسم ابن عبد الواحد. قال : حدثني عمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة. قالت : فخرت بمال أبي في الجاهلية ، وكان قد ألف ألف وقية. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «اسكتي يا عائشة ، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع. ثم أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث : إن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية.» . الحديث.

4723 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنهما (1) - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[518]- «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة ، إِن كَرِه منها خُلُقاً ، رضي منها آخَرَ» . أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَفْرَك) الفِرْك : البُغض ، يقال : فَرِكَ يَفْرَك فِركاً وفَرْكاً وفُرُوكاً.
__________
(1) في الأصل والمطبوع : جابر بن عبد الله ، وهو خطأ ، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع .
(2) رقم (1469) في الرضاع ، باب الوصية بالنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/329) قال : حدثنا أبو عاصم. ومسلم (4/178) قال : حدثني إبراهيم بن موسى الرازي. قال : حدثنا عيسى. يعني ابن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - أبو عاصم ، وعيسى - قالا : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عمر ابن الحكم ، فذكره.

الفرع الثالث : في أحاديث متفرقة
4724 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «كنا نتَّقي الكلام والانبساطَ إِلى نسائنا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هَيْبَةَ أن ينزلَ فينا شيء ، فلما تُوُفِّيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَكلَّمنا فانبسطنا» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 219 في النكاح ، باب الوصاة بالنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/62) (5284) قال : حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (7/34) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (1632) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو نعيم - قالا : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، فذكره.

4725 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رأيتُ من ناقصاتِ عَقْل ولا دِين أغلبَ لذي لُبّ منكن ، قالت: وما نُقْصَانُ العقل والدِّين ؟ قال : أما نُقْصَان العقل : فشهادةُ امرأتين بشهادة رجل ، وأما نُقْصان الدِّين : فإن إحداكنَّ تُفْطِر رمضانَ ، وتُقيم أياماً لا تصلِّي» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4679) في السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ، وهو جزء من حديث رواه مسلم رقم (79) في الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4003) في الفتن ، باب فتنة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/66) (5343) قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : وقال مرة : حيوة. ومسلم (1/61) قال : حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري ، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن بكر بن مضر. وأبو داود (4679) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن بكر بن مضر. وابن ماجة (4003) قال : حدثنا محمد بن رمح ، قال : أنبأنا الليث بن سعد.
ثلاثتهم - حيوة ،والليث ، وبكر - عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن دينار ، فذكره.

4726 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما تركتُ بعدي فِتْنَة هي أضَرُّ على الرجال من النساء» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والترمذي.
وأخرجه الترمذي عن أسامة بن زيد ، وسعيد بن زيد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 118 في النكاح ، باب ما يتقى من شؤم المرأة ، ومسلم رقم (2740) في الذكر والدعاء ، باب أكثر أهل الجنة الفقراء ، وبيان الفتنة في النساء ، والترمذي رقم (2781) في الأدب ، باب ما جاء في التحذير من فتنة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في النكاح (18) عن آدم ، عن شعبة ، ومسلم في آخر الدعوات الرقاق (26:9) عن سعيد بن منصور ، عن سفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان و (26:10) عن عبيد الله بن معاذ وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - عن معتمر و (26:11) عن ابن نمير وأبي بكر.
كلاهما عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر و (26:11) عن يحيى بن يحيى ، عن هشيم و (26:11) عن إسحاق ،عن جرير.
ستتهم عن سليمان التيمي ، عن عثمان به.وفي حديث المعتمر خاصة عن أسامة وسعيد ولم يذكر سعيد بن منصور في حديثه سعيد بن زيد. والترمذي في الاستئذان (65) عن محمد بن عبد الأعلى ، وقال : حسن صحيح. ولا نعلم أحدا قال في هذا عن سعيد غير معتمر. والنسائي في عشرة النساء في الكبرى عن عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع ، ويحيى بن سعيد ، وعن عمران بن موسى ، عن عبد الوارث ، وابن ماجة في الفتن (19) عن بشر بن هلال ، عن عبد الوارث. والفتن (19) عن عمرو بن رافع ، عن عبد الله ابن المبارك.
أربعتهم عن سليمان التيمي.
كلهم عن عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي ، فذكره. تحفة الأشراف (1/49 ، 50) .

4727 - (م) مطرف بن عبد الله [بن الشخير] : قال : «كان له امرأَتان ، فخرج من عند إِحداهما ، فلما رجع قالت له : أتيتَ من عند فلانة ؟ قال : أتيتُ من عندِ عِمْرانَ بن حُصَيْن ، فحدَّثنَا : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : إِن أقلَّ ساكني الجنةِ النساءُ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2738) في الذكر والدعاء ، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وبيان الفتنة في النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/427) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/436) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (4/443) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (8/88) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 125-ا) قال : أخبرنا محمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وحماد بن سلمة - عن أبي التياح الضبعي يزيد بن حميد ، قال : سمعت مطرف بن الشخير ، فذكره.

4728 - (د) أبو نضرة العبدي (1) : قال : حدثني شيخ من طُفاوة قال : «نَثَوَّيتُ أبا هريرة بالمدينة ، فلم أرَ رجلاً أشدَّ تشميراً ، ولا أقومَ على ضيف منه ، قال : فبينا أنا عنده يوماً، وهو على سرير له ، ومعه كِيس فيه حصى أو نَوى - وأسفلُ منه جارية له سوداءُ - وهو يسبِّح بها ، حتى إِذا أنْفَدَ ما في الكيس ألقاه إِليها ، فأعادته في الكيس فدفعتْه إِليه ، فقال : أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي -[520]- وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قلتُ : بلى ، قال : بينا أنا أُوعَكُ في المسجد ، إِذْ جاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فدخلَ المسجدَ ، فقال : من أحسَّ الفتى الدَّوْسِيَّ ؟ ثلاث مرات - فقال رجل : يا رسول الله ، هو ذا يُوعَكُ في جانب المسجد ، فأقبل يمشي حتى انتهى إِليَّ ، فوضع يدَه عَلَيَّ ، فقال لي معروفاً ، فنهضتُ، فانطلق يمشي ، حتى أتى مقامه الذي يصلِّي فيه ، فأقبل عليهم ، ومعه صَفَّان من رجال وصفٌّ من نساء - أو صَفَّان من نساء ، وصفٌّ من رجال - فقال : إِن نسَّانيَ الشيطانُ شيئاً من صلاتي فَلْيُسَبِّح الرِّجالُ (2) ، ولْيُصَفِّقِ النِّساءُ ، قال : فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولم ينس من صلاته شيئاً ، فقال : مجالِسَكم - زاد في رواية -[هاهنا] : ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمَّا بعدُ قال : ثم اتفقوا - ثم أقبل عليهم الرِّجالُ ، فقال : هل مِنْكُم الرجل إِذا أتى أهله فأغلق عليه بابه ، وألْقَى عليه سِتْرَه ، واسْتَتَرَ بسِتْر الله ؟ قالوا: نعم ، قال: ثم يجلس بعد ذلك ، فيقول : فعلْتُ كذا ، فعلتُ كذا ؟ قال : فَسَكَتوا ، ثم أقبلَ على النساء. فقال : هل مِنْكُنَّ من تُحَدِّثُ ؟ فسكَتْنَ ، فجثَتْ فَتاة كَعاب على إِحدى رُكْبَتَيْها ، وتطاوَلت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليراها ، ويَسمعَ كلامها ، فقالتْ : يا رسول الله ، إِنَّهم ليتحَدَّثون، وإِنَّهُنَّ ليتحَدَّثْنه ، فقال : هل تدرون ما مَثَلُ ذلك ؟ إِنَّما مَثَلُ ذلك ، مثَلُ شيطانة لقيَتْ شيطاناً في السِّكّةِ ، فقضى منها حاجتَه ، والناسُ ينظرون إِليه ، أَلا وإِن طِيبَ الرجال : -[521]- ما ظهر رِيحُهُ ، ولم يظهر لونه ، ألا وإِن طيب النِّساء ، ما ظهر لونُه ، ولم يظهر ريحُه ، أَلا لا يُفضِيَنَّ رجل إِلى رَجُل ، ولا امرأة إِلى امرأة ، إِلا إِلى ولد أو والد، وذكر ثالثة فنسيتُها» . هكذا قال أبو داود ، وهو أَخرجه (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَثَوْيتُ) فلاناً : إذا كنت له ضيفاً ، والثَّوِي : الضيف ، والثَّوْي : الإقامة ، ومنه يقال لزوجة الرجل : أم مثواه، والمثْوَى : المنزل.
(تشميراً) التشمير في الأمر : الجِدُّ فيه.
(أُوْعَك) الوَعْك : المرض والحمّى.
(من أحَسَّ الفتى الدوسي) أي : من عرف وعلم معرفة حِسّ ، يعني : أبصره و «دَوْس» حي من اليمن ، أبو هريرة منه.
(جَثَتْ) جثا الرجل على ركبتيه : إذا قعد عليها.
(كَعَاب) الكَعَاب : المرأة يبدو ثدياها ، وهي الكاعب أيضاً.
(السِّكَّة) : الطريق.
(يُفْضِي) أفضى الرجل إلى امرأته : إذا جامعها ، وأصل الإفضاء ، الوصول إلى الشيء.
__________
(1) في الأصل : أبو بصرة الغفاري ، وهو خطأ ، والتصحيح : من " سنن أبي داود " و " مسند أحمد " .
(2) في نسخ أبي داود المطبوعة : فليسبح القوم .
(3) رقم (2174) في النكاح ، باب ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابته أهله ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 540 و 541 ، وفي سنده سعيد بن إياس الجريري ، وكان قد اختلط قبل موته ، وفيه أيضاً جهالة الشيخ من طفاوة ، ولبعضه شاهد عند مسلم في الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/447) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (2/540) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وعبد بن حميد (1456) قال : حدثنا قبيصة. قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (2174) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا بشر. (ح) وحدثنا مؤمل. قال : حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا موسى. قال : حدثنا حماد وفي (4019) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا ابن علية (ح) وحدثنا مؤمل بن هشام. قال : حدثنا إسماعيل. والترمذي (2787) وفي الشمائل (219) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال :حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان. وفي (2787) وفي الشمائل (220) قال: حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (8/151) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان. قال : حدثنا أبو داود ، يعني الحفري ، عن سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقثي. قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. قال : حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان ، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية ، وبشر ، وحماد - عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة، عن رجل من الطفاوة ، فذكره.
* في رواية وكيع وقبيصة والفريابي ، عن سفيان ، وفي رواية ابن حجر ، عن إسماعيل بن علية. وفي رواية حماد : عن الطفاوي وفي رواية أبي داود الحفري ، عن سفيان : عن رجل ولم ينسبه. وفي رواية بشر. ورواية مؤمل بن هشام ، عن إسماعيل بن علية ، عند أبي داود (2174) «عن شيخ من طفاوة» .
* رواية وكيع ، عن سفيان ، مختصرة على : «لا يباشر الرجل الرجل ، ولا المرأة المرأة ، إلا الولد والوالدة.» .
* وفي رواية قبيصة ، وأبي داود الحفري ومحمد بن يوسف الفريابي ، عن سفيان : «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه ، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» .
* وروايات إسماعيل بن علية جاءت مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ إسماعيل بن علية عند أحمد (2/540) .

4729 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ من أعظمِ الأمانة عندَ الله يوم القيامةَ : الرَّجُلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه ، ثم ينشُرُ سِرَّها» .
وفي رواية : «إِن من أشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجلُ يفضي إِلى امرأته أو تُفضي إِليه ، ثم ينشرُ أحدُهما سِرَّ صاحبه» . أخرجه مسلم ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1437) في النكاح ، باب تحريم إفشاء سر المرأة ، وأبو داود رقم (4870) في الأدب ، باب في نقل الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/69) قال : حدثنا إسماعيل بن محمد يعني أبا إبراهيم المعقب. ومسلم (4/157) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - إسماعيل ، وأبو بكر - قالا : حدثنا مروان بن معاوية.
2- وأخرجه مسلم (4/157) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو كريب. وأبو داود (4870) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، وإبراهيم بن موسى الرازي.
ثلاثتهم - ابن نمير ، وابن العلاء أبو كريب ، وإبراهيم - عن أبي أسامة.
كلاهما - مروان ، وأبو أسامة - عن عمر بن حمزة العمري ، عن عبد الرحمن بن سعد ، فذكره.

4730 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِني لأعلمُ إِذا كُنتِ عني راضية ، وإِذا كنتِ عَليَّ غَضْبى ، قالت: فقلتُ : ومن أيْنَ تَعْرِفُ ذلك ؟ فقال : أمَّا إِذا كنتِ راضية : فَإِنَّكِ تقولين : لا وربِّ محمد ، وإِذا كنتُ غَضْبى ، قلتِ : لا ، وربِّ إِبراهيم ، قالت: قُلتُ : أجَلْ واللهِ يا رسولَ الله ، ما أهجرُ إِلا اسمكَ» .
وفي رواية : «إِني لأعرف غَضَبَكِ مِن رِضَاك...» وذكر بمعناه. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 285 في النكاح ، باب غيرة النساء ووجدهن ، وفي الأدب ، باب ما يجوز من الهجران لمن عصى ، ومسلم رقم (2439) في فضائل الصحابة ، باب في فضل عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/30) قال : حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/61) قال : حدثنا أبوأسامة. وفي (6/213) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (7/47) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/26) وفي الأدب المفرد (403) قال : حدثنا محمد بن سلام. قال : حدثنا عبدة ومسلم (7/134 و 135) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : وجدت في كتابي عن أبي أسامة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال : حدثنا عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/17124) عن علي بن حجر ، عن علي بن مسهر. خمستهم - عباد بن عباد ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، ووكيع ، وعبدة بن سليمان ، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.

الفصل الثاني : في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة
4731 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ ، ولا تَحَسَّسُوا ، ولا تَجسَّسُوا ، ولا تَنَافسُوا ، ولا تحاسَدُوا ، ولا تَبَاغضُوا ، ولا تَدَابَروا ، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخواناً كما أمرَكُم ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلِمُهُ ، ولا يَخْذُلُهُ ، ولا يَحْقِرُهُ. التقوى هاهنا ، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام : دمُهُ ، وعِرْضُهُ ، ومَالُهُ. إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم ، ولا إِلى صُوَرِكم ، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم» .
وفي رواية : إِلى قوله : «إِخواناً» .
وفي أخرى قال : «لا تحاسدوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تَحَسَّسُوا ، ولا تَجَسَّسُوا ، ولا تناجَشُوا ، وكونوا عباد الله إِخواناً» .
وفي أخرى : «لا تقاطعوا ، ولا تدابَرُوا ، ولا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله» . -[524]-
وفي أخرى : «لا تَهَاجَرُوا ، ولا تَدَابَرُوا ، ولا تَحَسَّسوا ، ولا يَبِعْ بعضُكم على بَيْعِ بعض ، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» .
وفي أخرى : «لا تَباغَضُوا ، ولا تدابَرُوا ، ولا تَنَافَسُوا ، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» .
وفي أخرى : «لا تَحاسَدوا ، ولا تَنَاجَشوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تدابَرُوا ، ولا يَبِعْ بعضكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخواناً ، المسلمُ أخو المسلم ، لا يَظْلِمُهُ ، ولا يَخْذُلهُ، ولا يَحْقِرهُ ، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره ثلاث مرات - بِحَسْبِ امرئ من الشَّرِّ: أَن يَحْقِرَ أخاه المسلم ، كلُّ المسلم على المسلم حرام : دمُه ، ومالُه ، وعِرْضُه» .
وفي أخرى قال : «إِنَّ الله لا ينظرُ إِلى صوركم وأَموالكم ، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم» . هذه روايات مسلم.
وأَما البخاري فقال : «إِيَّاكم والظنَّ ، فَإِن الظَنَّ أكذبُ الحديث ، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسُوا ، ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً ، ولا يَخْطُبِ الرجل على خِطْبة أخيه ، حتى ينكِحَ أو يتركَ» .
وله في أخرى : «إِيَّاكُم والظنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث ، ولا تَحسَّسوا ، ولا تَجَسَّسُوا ، ولا تباغَضُوا ، ولا تَدابَرُوا ، وكونوا عبادَ الله إخواناً» .
وأخرج الموطأ إِلى قوله : «وكونوا عباد الله إخواناً» . -[525]-
وفي رواية الترمذي : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المسلم أخو المسلم ، لا يخونُه، ولا يكذِبُهُ ، ولا يَخْذُله ، كلُّ المسلم على المسلم حرام : عِرْضُهُ ، ومالُه ، ودمُه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر : أَن يحقِرَ أخاه المسلم» .
وله في أخرى : «إِيَّاكُم والظَّنَّ ، فإِن الظَّنَّ أكذبُ الحديث» .
وأخرج أبو داود قال : «كلُّ المسلم على المسلم حرام : مالُه ، وعِرْضُهُ ، ودَمُهُ، حسبُ امرئ من الشر: أن يحقِرَ أخاه المسلم» .
وله في أخرى : «إِيَّاكم والظَّنَّ ، فإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث ، ولا تَحَسَّسُوا ، ولا تَجَسَّسُوا» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إيَّاكم والظَّن) أراد بالظَّن الشَّك الذي يعرض للإنسان في الشيء فيحققه ويعمل به ، وقيل : أراد : إياكم وسوء الظن وتحقيقه ، دون مبادئ الظنون التي لا تُمْلَك ، وخواطر القلوب التي لا تُدْفَع ، معناه : لا تبحثوا عن عيوب الناس ، ولا تتبعوا أخبارهم. -[526]-
(ولا تُجَسُّسُوا) التُّجسس - بالجيم - : طلب الخبر لغيرك ، وبالحاء : طلبه لنفسك.
(تَنَافَسُوا) المُنَافَسة : المثابرة على طلب الشيء ، والمغالبة فيه.
(تدابروا) التَّدابر : التقاطع والتهاجر ، وأصله : أن يوَلِّي أخاه ظهره.
(تَنَاجَشُوا) المُنَاجشة : أن تزيد في بيع لست تريد شراءه ليقع غيرك فيه بزيادة في الثمن.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 171 في النكاح ، باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع ، وفي الأدب ، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ، وباب : {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن} ، وفي الفرائض ، باب تعليم الفرائض ، ومسلم رقم (2563) في البر والصلة ، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس ، والموطأ 2 / 907 و 908 في حسن الخلق ، باب ما جاء في المهاجرة ، وأبو داود رقم (4882) و (4917) في الأدب ، باب في الغيبة ، وباب في الظن ، والترمذي رقم (1928) في البر والصلة ، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : بلفظ «لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره. التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» .
أخرجه أحمد (2/277) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا داود بن قيس. وفي (2/311) قال : حدثنا يحيى بن آدم. قال : حدثنا سفيان ، عن داود بن قيس. وفي (2/360) قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو وأبو نعيم. قالا : حدثنا داود بن قيس. وعبد بن حميد (1442) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا داود ابن قيس. ومسلم (8/10) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال : حدثنا داود ، يعني ابن قيس. وفي (8/11) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال : حدثنا ابن وهب، عن أسامة ، وهو ابن زيد وابن ماجة (3933) قال : حدثنا بكر بن عبد الوهاب. قال : حدثنا عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى ، جميعا عن داود بن قيس. وفي (4213) قال : حدثنا يعقوب بن حميد المدني. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن داود بن قيس.
كلاهما - داود بن قيس ، وأسامة بن زيد - عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز ، فذكره.
* في رواية أسامة بن زيد زاد ونقص ، ومما زاد فيه : «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم. ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأشار بأصابعه إلى صدره.
* رواية سفيان مختصرة على : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» .
* رواية عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى مختصرة على : «كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» .
* رواية عبد العزيز بن محمد مختصرة على : «حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» .
وبلفظ : «المسلم أخو المسلم. لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام : عرضه وماله ودمه. التقوى هاهنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم» .
أخرجه أبو داود (4882) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى. والترمذي (1927) قال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، فذكره.
* لم يذكر واصل بن عبد الأعلى أول الحديث إلى أن قال : ولا يخذله.
وبلفظ : «لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا. وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية جرير ، عن الأعمش : «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ، ولا تناجشوا ، وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية شعبة ، عن الأعمش : «لا تقاطعوا ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ، وكونوا إخوانا كما أمركم الله» .
أخرجه أحمد (2/389) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا سهيل. وفي (2/480) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت سليمان. والبخاري في الأدب المفرد (400) قال : حدثنا موسى. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا سهيل. ومسلم (8/10) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا جرير ، عن الأعمش. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعلي بن نصر الجهضمي. قالا : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا حبان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا سهيل.
كلاهما - سهيل ، وسليمان الأعمش - عن أبي صالح ذكوان ، فذكره.
وبلفظ : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/312) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (8/23) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. وفي الأدب المفرد (410) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام ، وعبد الله بن المبارك - قالا : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.
وبلفظ : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/342) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا عبد الله بن طاووس. وفي (2/539) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا أبو معاوية ، يعني شيبان ، عن ليث والبخاري (8/185) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا ابن طاووس.
كلاهما - عبد الله بن طاووس ، وليث بن أبي سليم - عن طاووس ، فذكره.
وبلفظ : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ، ولا تحاسدوا ولا تنافسوا ، ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/470) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/491) قال : حدثنا بهز. (ح) وحدثنا عفان. وفي (2/504) قال : حدثنا يزيد.
أربعتهم - عبد الرحمن ، وبهز ، وعفان ، ويزيد - عن سليم بن حيان. قال : سمعت أبي يحدث ، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ، ولا تدابروا ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/482) قال : حدثنا سريج بن النعمان. قال : حدثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، فذكره.
وبلفظ : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ، ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه مالك الموطأ (566) عن أبي الزناد. والحميدي (1086) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/245) قال : قرئ على سفيان :سمعت أبا الزناد. وفي (2/287) قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن عبد الله بن ذكوان. وفي (2/465) قال : حدثنا إسحاق. قال أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد. وفي (2/517) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا مالك ، عن أبي الزناد. والبخاري (7/24) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث. عن جعفر بن ربيعة. وفي (8/23) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد. وفي الأدب المفرد (1287) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ، عن أبي الزناد. ومسلم (8/10) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك ، عن أبي الزناد، وأبو داود (4917) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن أبي الزناد. والترمذي (1988) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.
كلاهما - أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، وجعفر بن ربيعة - عن الأعرج ، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة على : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» .
* زاد في رواية جعفر بن ربيعة : «ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح ، أو يترك» .
وبلفظ : «كونوا عباد الله إخوانا ، لا تعادوا ولا تباغضوا ، سددوا وقاربوا وأبشروا» .
رواية ابن مهدي : «لا تدابروا ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/446) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/469) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - وكيع ، وابن مهدي - قالا : حدثنا حماد ، يعني ابن سلمة ، عن محمد بن زياد ، فذكره.
وبلفظ : «لا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا» .
وفي رواية : «ولا تدابروا ولا تنافسوا.» .
أخرجه أحمد (2/288 ، و393) قال : حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم. قال : حدثنا سفيان ، عن صالح بن نبهان ، فذكره.
وبلفظ : «لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه مسلم (8/10) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز ، يعني ابن محمد ، عن العلاء ، عن أبيه ، فذكره.

4732 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تَقَاطَعُوا ، ولا تَدَابَرُوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عبادَ الله إخواناً ، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يَهْجُرَ أخاه فوق ثلاث» .
وفي أخرى : «لا تحاسَدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطَعُوا ، وكونوا عبادَ الله إخواناً» .
أخرج الأولى الجماعة إِلا النسائي ، وأخرج الثانية مسلم.
وقال مالك في الموطأ في روايته : «ولا أحْسِبُ التدابر إِلا الإعراض عن المسلم، يُدبِرُ عنه بوجهه» (1) . -[527]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إنشاد الضالة) الضالَّة : الضائعة ، وإنشادها : تعريفها طريقها ، أو تعريف صاحبها بها.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 403 في الأدب ، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ، وباب الهجرة ، ومسلم رقم (2559) في البر والصلة ، باب تحريم التحاسد والتباغض ، والموطأ 2 / 907 في حسن الخلق ، باب ما جاء في المهاجرة ، وأبو داود رقم (4910) في الأدب ، باب فيمن يهجر أخاه المسلم ، والترمذي رقم (1936) في البر والصلة ، باب ما جاء في الحسد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (566) ، والبخاري (8/25) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي الأدب المفرد (398) قال : حدثنا إسماعيل، ومسلم (8/8) قال : حدثني يحيى بن يحيى. وأبو داود (4910) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة.
أربعتهم - ابن يوسف ، وإسماعيل ، ويحيى ، وابن مسلمة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (1183) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/9) قال : حدثنا زهير بن حرب ، وابن أبي عمر ، وعمرو الناقد. والترمذي (1935) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار ، وسعيد بن عبد الرحمن.
سبعتهم - الحميدي ، وأحمد ، وزهير ، وابن أبي عمر ، والناقد ، وعبد الجبار ، وسعيد - عن سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (3/165) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/199) قال : حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (8/9) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع ، وعبد ابن حميد. كلاهما - عن عبد الرزاق -.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ، وعبد الأعلى ، ويزيد - عن معمر بن راشد.
4- وأخرجه أحمد (3/209) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج ، وزكريا بن إسحاق.
5- وأخرجه أحمد (3/225) والبخاري (8/23) قالا - البخاري ، وأحمد - حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة.
6- وأخرجه مسلم (8/8) قال : حدثنا حاجب بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي.
7- وأخرجه مسلم (8/9) قال : حدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
ثمانيتهم - مالك ، وسفيان ، ومعمر ، وابن جريج ، وزكريا ، وشعيب ، والزبيدي ، ويونس - عن الزهري ، فذكره.
وبلفظ : «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا» .
1- أخرجه أحمد (3/209، و 277) قال : حدثنا روح ،ومسلم (8/9) قال : حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود. (ح) وحدثنيه علي بن نصر الجهضمي ، قال : حدثنا وهب بن جرير.
ثلاثتهم - روح ، وأبو داود ، ووهب - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/283) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبان بن يزيد.
كلاهما - شعبة ، وأبان - عن قتادة ، فذكره.

4733 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حقُّ المسلمِ على المسلم خمس : ردُّ السلام ، وعِيادةُ المريض ، واتِّباعُ الجنازة ، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ ، وتشميتُ العاطس» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم : «حقُّ المسلم على المسلم سِتّ ، قيل : ما هنَّ يا رسولَ الله ؟ قال : إِذا لقيتَه فسلِّمْ عليه ، وإِذا دَعَاكَ فأَجِبْهُ ، وإِذَا استنصحَكَ فانْصَحْ له ، وإِذا عَطَسَ فَحمِدَ الله فشَمِّتْه ، وإِذا مرضَ فعُدْه ، وإِذَا ماتَ فاتْبَعْهُ» . وأخرج أبو داود الأولى.
وفي رواية الترمذي نحو الثانية ، وجعل بدل السلام : «وتَنْصَح له إِذا غابَ أو شَهِدَ» .
وفي رواية النسائي قال : «للمؤمن على المؤمن سِتُّ خِصَال : يعُودُه إِذا مَرِضَ ، ويشهدُهُ إِذا ماتَ ، ويجيبُه إِذا دعاه ، ويسلِّمُ عليه إِذا لَقِيَهُ ، ويشمِّتُه إِذا عَطَسَ ، وينصَحُ له إِذا غابَ أَو شَهِدَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 90 في الجنائز ، باب الأمر باتباع الجنائز ، ومسلم رقم (2162) في السلام ، باب من حق المسلم على المسلم رد السلام ، وأبو داود رقم (5030) في الأدب ، باب في العطاس ، والترمذي رقم (2738) في الأدب ، باب ما جاء في تشميت العاطس ، والنسائي 4 / 53 في الجنائز ، باب النهي عن سب الأموات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/540) قال : حدثنا محمد بن مصعب ، قال : حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/90) قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن الأوزاعي. ومسلم (7/3) قال : حدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد ابن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (5030) قال : حدثنا محمد بن داود ابن سفيان وخشيش بن أصرم ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (221) قال : أخبرني عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا بقية ، عن الأوزاعي.
ثلاثتهم - الأوزاعي ، ويونس ، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، فذكره.
* في رواية عبد بن حميد قال عبد الرزاق : كان معمر يرسل هذا الحديث عن الزهري ، وأسنده مرة ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة.
وبلفظ : «حق المسلم على المسلم ست : قيل : ماهن يا رسول الله ؟ قال : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه» .
أخرجه أحمد (2/372) قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا إسماعيل. وفي (2/412) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. والبخاري في الأدب المفرد (925) قال : حدثنا محمد بن سلام ، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (991) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا مالك.
ومسلم (7/3) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ، قالوا : حدثنا إسماعيل ، وهو ابن جعفر. ثلاثتهم - إسماعيل بن جعفر ، وعبد الرحمن بن إبراهيم ، ومالك - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ : «حق المؤمن على المؤمن ست خصال : أن يسلم عليه إذا لقيه ، ويشمته إذا عطس ، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يشهده ، وإذا غاب أن ينصح له» .
أخرجه أحمد (3/321) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن ، قال : حدثنا سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن الوليد ، عن ابن حجيرة ، عن أبيه ، فذكره.
وبلفظ : «للمؤمن على المؤمن ست خصال : يعوده إذا مرض ، ويشهده إذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويسلم عليه إذا لقيه ، ويشمته إذا عطس ، وينصح له إذا غاب ، أو شهد» .
أخرجه الترمذي (2737) ، والنسائي (4/53) .
كلاهما - الترمذي ، والنسائي - عن قتيبة ، قال : حدثنا محمد بن موسى المخزومي المدني ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، فذكره.
وبلفظ : «ثلاث كلهن حق على كل مسلم : عيادة المريض ، وشهود الجنازة ، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (519) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، فذكره. وبلفظ : «خمس من حق المسلم على المسلم : رد التحية ، وإجابة الدعوة ، وشهود الجنازة ، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله» .
وفي رواية عمر بن أبي سلمة : «ثلاث كلهن حق على كل مسلم : عيادة المريض ، وشهود الجنازة ، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» .
أخرجه أحمد (2/332) قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/356) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (2/357) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة وفي (2/388) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا عمر بن أبي سلمة. وابن ماجة (1435) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن محمد بن عمرو.
كلاهما - محمد بن عمرو ، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة ، فذكره.

4734 - (خ م ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : قال معاوية بن سويد بن مُقَرِّن : دخلتُ على البراء بنِ عازِب ، فسمعتُه يقول: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِسَبْع ، ونهانا عن سبع : أمرنا بعيادةِ المريض ، واتِّباعِ الجنازة، وتشميتِ العاطس، وإِبْرَارِ القسم - أو المُقْسِم- ونصرِ المظلوم ، وإِجابةِ الدَّاعي ، وَإِفشاءِ السلام ، ونهانا عن خواتيم الذهب، أو عن تختُّمٍ بالذهب، وعن شُربٍ بالفضة ، وعن المياثِر، وعن القَسِّيِّ ، وعن لُبْس الحرير ، والإِسْتَبْرَقِ والديباج» . وفي رواية : «وإِنشادِ الضَّالَّة» .
زاد في أخرى : «وعن الشُّرْبِ في الفضة ، فإنَّه مَن شَرِبَ فيها في الدنيا ، لم يشرب فيها في الآخرة» ، وقال : «إِبرار المقسِم» من غير شك.
وفي أخرى : «رَدّ السلام» ، بدل : «إِفشاء السلام» ، وقال : «نهانا عن خاتم الذهب، أو عن حَلْقَةِ الذَّهَبِ» .
وفي أخرى : «وإِبرارِ القسم» .
وفي أخرى : «ونهانا عن خاتم الذهب، وعن آنيةِ الفضة» .
وفي أخرى : «وعن المياثر الحُمْرِ» .
وأخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي [الرواية] الأولى.
وفي رواية النسائي قال : «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع : أمرنا باتِّباع -[529]- الجنائز ، وعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإجابةِ الدَّاعي، ونصرِ المظلوم، وإِبرارِ القسم، وردِّ السلام» .
وله في أخرى قال : «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع ، ونهانا عن سبع ، أمرنا بعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإِبرارِ القسم ، ونُصْرَةِ المظلوم، وإِفشاءِ السلام ، وإِجابةِ الدَّاعي، واتِّباع الجنائز ، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنيةِ الفضة ، وعن المياثِر، وعن القَسِّيَّةِ ، والإِسْتَبْرَقِ ، والحريرِ ، والديباجِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إبرار القَسَم) القَسَم : اليمين ، والمُقْسِم : الحالف ، وإبراره : تصديقه وأن لا يُحنِثَه.
(القَسِّيِّ) : ثياب منسوجة من كَتان وإبْرَيسم مُضَلَّعة ، كانت تجيء مِصْر من قرية تسمى القَسّ ، فنسبت إليها. -[530]-
(الإسْتَبْرَق) : ما غَلُظَ من الدِّيباج.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 266 في اللباس ، باب خواتيم الذهب ، وباب لبس القسي ، وباب الميثرة الحمراء ، وفي الجنائز ، باب الأمر باتباع الجنائز ، وفي المظالم ، باب نصر المظلوم ، وفي النكاح ، باب حق إجابة الوليمة ، وفي الأشربة ، باب آنية الفضة ، وفي المرضى ، باب وجوب عيادة المرضى ، وفي الأدب ، باب تشميت العاطس إذا حمد الله ، وفي الاستئذان ، باب إفشاء السلام ، وفي الأيمان والنذور ، باب قول الله تعالى : {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2066) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء ... ، والترمذي رقم (2810) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجل ، والنسائي 4 / 54 في الجنائز ، باب الأمر باتباع الجنائز ، وفي الأيمان والنذور ، باب إبرار القسم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم

4735 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يُسلِّم عليه إِذا لقيَه ، ويُجيبه إِذا دعاه ، ويُشَمِّتُه إِذا عطس، ويعُودُه إِذا مرض، ويَتْبَع جنازَته إِذا مات ، ويحبُّ له ما يحبُّ لنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2737) في الأدب ، باب ما جاء في تشميت العاطس ، وفي سنده الحارث الأعور ، وهو ضعيف ، ولكن للحديث شواهد يرقى بها ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : وفي الباب عن أبي هريرة وأيوب والبراء وابن مسعود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/88) (673) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا إسرائيل. وفي (1/89) (674) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا إسرائيل. والدارمي (2636) قال : أخبرنا عبيد الله ، عن إسرائيل. وابن ماجة (1433) قال : حدثنا هناد بن السري ، قال : حدثنا أبو الأحوص والترمذي (2736) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص
كلاهما - إسرائيل ، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روي من غير وجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور.

4736 - (ت) أَنَس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُ المريض، ويشهدُ الجنازة ، ويركبُ الحمار ، ويجيب دعوة العبد، وكان يومَ بني قُرَيْظَةَ على حمار مخطوم بحَبْل من لِيف ، عليه إِكافُ ليف» . أَخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَخْطُوم) : له خِطَام، وهو حبل يكون في أنف الدابة تُقَاد به.
__________
(1) رقم (1017) في الجنائز ، باب رقم (32) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4178) في الزهد ، باب البراءة من الكبر والتواضع ، وفي سنده مسلم بن كيسان الضبي الأعور ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس ، ومسلم الأعور يضعف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي في الجنائز (32) وأيضا في الشمائل (48:3) عن علي بن حجر ، عن علي بن مسهر ، وقال : لا نعرفه إلا من حديث مسلم ، ومسلم يضعف. وابن ماجة في التجارات (66:1) عن محمد بن الصباح ، عن سفيان و (66:1) عن عمرو بن رافع عن جرير.
كلاهما عنه ببغضه : كان يجيب دعوة المملوك.وفي الزهد (16:6) عن عمرو بتمامه عن مسلم بن كيسان الملائي الأعور الكوفي ، فذكره.

4737 - (خ د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أطْعِمُوا الجائع ، وعُودُوا المريض، وَفُكُّوا العَانِيَ» . -[531]- أَخرجه البخاري، وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُكوا العاني) العاني : الأسير ، وفكُّه : إطلاقه.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 97 في المرضى ، باب وجوب عيادة المريض ، وفي الجهاد ، باب فكاك الأسير ، وفي النكاح ، باب حق إجابة الوليمة ، وفي الأحكام ، باب إجابة الحاكم الدعوة ، وأبو داود رقم (3105) في الجنائز ، باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/394) قال : حدثنا وكيع ، وعبد الرحمن ، عن سفيان. وفي (4/406) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. والدارمي (2468) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. وعبد بن حميد (554) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن سفيان ، وإسرائيل. والبخاري (4/83) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير. وفي (7/31 و 9/88) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وفي (7/87) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (7/150) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (3105) قال : حدثنا ابن كثير ، قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9001) عن قتيبة ، عن أبي عوانة (ح) وعن محمود بن غيلان ، عن وكيع ، وبشر بن السري ، عن سفيان.
أربعتهم - سفيان ، وإسرائيل ، وجرير ، وأبو عوانة - عن منصور ، عن أبي وائل ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

4738 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم شيئاً من المعروف، وإِن لم يجد فلْيَلْقَ أَخَاهُ بوجه طليق، وَإِذا اشتَريتَ لحماً ، أو طبخْتَ قِدْراً : فَأكثِرْ مَرَقَتَه، واغْرِفْ لجارك منه» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَلِيق) الوجه وطَلْق الوجه : إذا كان منبسطاً غير مُنْقَبِض.
__________
(1) رقم (1834) في الأطعمة ، باب ما جاء في إكثار ماء المرقة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال الترمذي : وقد رواه شعبة عن أبي عمران الجوني .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1833) قال :حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. قال : حدثنا إسرائيل ، عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز ، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

الفصل الثالث : في المجالسة وآداب المجلس ، وفيه ثمانية فروع
الفرع الأول : في الجلوس بالطرق
4739 - (خ م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ -[532]- صلى الله عليه وسلم- قال : «إِيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات ، فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بُدّ ، نتحدَّث فيها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فإِذا أَبيتُم إِلا المجلسَ فَأعْطُوا الطريقَ حقَّهُ ، قالوا: وَمَا حَقُّ الطريق يا رسولَ الله ؟ قال : غَضُّ البصرِ ، وكَفُّ الأَذَى ، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهي عن المنكرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 9 في الاستئذان ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم} ، وفي المظالم ، باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات ، ومسلم رقم (2121) في اللباس ، باب النهي عن الجلوس في الطرقات ، وأبو داود رقم (4815) في الأدب ، باب في الجلوس في الطرقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/36) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا زهير بن محمد. وفي (3/47) قال : حدثنا عبد الملك ، قال : حدثنا هشام. وعبد بن حميد (958) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا هشام بن سعد. والبخاري (3/173) قال : حدثنا معاذ بن فضالة ، قال : حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة. وفي (8/63) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا أبو عامر ، قال : حدثنا زهير. وفي الأدب المفرد (1150) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ، قال : حدثنا الدراوردي. ومسلم (6/165 و 7/2 و 3) قال : حدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني حفص بن ميسرة. (ح) وحدثناه يحيى ابن يحيى ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني. (ح) وحدثناه محمد بن رافع ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرنا هشام يعني ابن سعد. وأبو داود (4815) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. أربعتهم - زهير بن محمد ، وهشام بن سعد ، وحفص بن ميسرة ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/61) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل ، عن أبي سعيد ، فذكره.

4740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة ، قال : «وإِرْشَادُ السبيل» . أخرجه أبو داود ، عقيب حديث أبي سعيد الخدري هكذا (1) .
__________
(1) رقم (4816) في الأدب ، باب في الجلوس في الطرقات ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4816) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر يعني ابن المفضل ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، فذكره.

4741 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة ، قال : «وتُغيثُوا الملْهُوف ، وتَهْدُوا الضَّال» . أخرجه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة هكذا (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملهوف) : المظلوم يستغيث.
__________
(1) رقم (4817) في الأدب ، باب في الجلوس في الطرقات ، وفي سنده ابن جحير العدوي ، وهو مجهول لم يسم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرج حديث ابن حجير : أبو داود (4817) قال : حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا جرير بن حازم ، عن إسحاق بن سويد ، عن ابن حجير العدوي،فذكره.

4742 - (م) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا قُعُودا بالأفنِية نتحدَّث ، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام علينا ، فقال : ما لكم ولمجالس الصُّعُدات؟ اجتنبوا مَجالِسَ الصعدات، فقلنا: إِنَّما قعدنا لغير ما بأس ، قعدنا نتذاكر ، ونتحدّث ، قال : إِمَّا لا ، فأدُّوا حقَّها : غَضُّ البصر، وردّ السَّلام ، وحُسْنُ الكلام» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأفنية) جمع فناء ، وهو ساحة الدار.
(الصُّعُدات) جمع صُعُد ، وصُعُد ، جمع صَعيد ، والصعيد : التراب ووجه الأرض ، مثل طريق وطُرُق وطرقات.
(إما لا) يقال : افعل هذا إما لا ، أصله : إن و «ما» زائدة والمعنى : إلا تفعل هذا فافعل هذا ، وقد أمالوا فقالوا: إمالا.
__________
(1) رقم (2161) في السلام ، باب من حق الجلوس على الطريق رد السلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/30) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد. ومسلم (7/2) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3776) عن محمد بن إبراهيم ، عن الفضل بن العلاء.
كلاهما - عبد الواحد ، والفضل- عن عثمان بن حكيم ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه، فذكره.

4743 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بناس من الأنصار - وهم جُلُوس في الطريق - فقال : إِن كُنتم لابُدَّ فاعلين، فردُّوا السلام ، وأعينوا المظلوم ، واهدوا السَّبيل» . أخرجه الترمذي عن أبي إسحاق السَّبِيعي عن البراء، قال: ولم يسمعه منه (1) .
__________
(1) رقم (2727) في الاستئذان ، باب ما جاء في المجالس على الطريق ، وإسناده منقطع ، لكن للحديث شواهد بمعناه ، فهو بها حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/282) قال : حدثنا عفان. وفي (4/291) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وعفان. وفي (4/291 ، 301) قال : حدثنا أبو سعيد. والدارمي (2658) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (2726) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - عفان ، وابن جعفر ، وأبو سعيد ، وأبو الوليد ، وأبو داود - قالوا : حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (4/282) قال : حدثنا حسين بن محمد. وفي (4/291) قال : حدثنا أسود. وفي (4/293) قال : حدثنا يحيى بن آدم.ثلاثتهم - حسين ، وأسود ، ويحيى - قالوا : حدثنا إسرائيل.
كلاهما - شعبة ، وإسرائيل - عن أبي إسحاق ، فذكره ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

الفرع الثاني : في التناجي
4744 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا كانَ ثلاثة فلا يَتَنَاجى (1) اثنانِ دونَ الثالثِ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والموطأ.
وعند مسلم : «دون واحد» .
وللموطأ قال عبد الله بنُ دينار : «كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عُقْبة التي بالسوق، فجاء رجل يريد أن يناجيَه وليس مع ابن عمر رجل غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر، حتى كنا أربعة ، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا : استأخرا شيئاً ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يَتَناجَ اثنان دون واحد» .
وأخرجه أبو داود عقيب حديث أخرجه عن ابن مسعود ، فقال : عن ابن عمر مثلُهُ. وقال : قال أبو صالح : «فقلتُ لابن عمر : فأربعة ؟ قال : لا يضرُّك» (2) . -[535]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَتَنَاجى) المُناجاة : المحادثة سرّاً من الحاضرين.
__________
(1) وهو نفي ، ومعناه النهي ، وفي بعض النسخ بجيم فقط بلفظ النهي .
(2) رواه البخاري 11 / 68 و 69 في الاستئذان ، باب لا يتناجى اثنان دون الثالث ، ومسلم رقم (2183) في السلام ، باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث ، والموطأ 2 / 988 و 989 في الكلام ، باب ما جاء في مناجاة اثنين دون واحد ، وأبو داود رقم (4852) في الأدب ، باب في التناجي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : بلفظ : «إذا كان ثلاثة ، فلا يتناجى اثنان دون واحد» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (611) .والحميدي (646) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر. وأحمد (2/17) (4664) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/32) (4874) قال:حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/121) (6024) قال : حدثنا علي بن عياش ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/123) (6057) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد ، يعني ابن زيد ، عن أيوب. وفي (2/141) (6270) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/146) (6338) قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب. والبخاري (8/80) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (8/80) و الأدب المفرد (1168) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك. ومسلم (7/12) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر وابن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد. قالا : حدثنا يحيى ، وهو ابن سعيد. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة وابن رمح ، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا : حدثنا حماد ، عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أيوب بن موسى. ثمانيتهم - مالك ، وعبد الله بن عمر ، وعبيد الله بن عمر ، وابن إسحاق ، وأيوب بن موسى، وشعيب ، وليث ، وأيوب بن أبي تميمة - عن نافع ، فذكره.
وبلفظ «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتناجى اثنان دون الثالث» .
أخرجه الحميدي (645) قال : حدثنا سفيان وصالح بن قدامة الجمحي المدني. وأحمد (2/9) (4564) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5258) قال : حدثنا وكيع. عن سفيان. وفي (2/60) (5258) و (2/62) (5281) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/73) (5425) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/79) (5501) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، وابن ماجة (3776) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
خمستهم - سفيان بن عيينة ، وصالح بن قدامة ، وسفيان الثوري ، وعبد العزيز ، وشعبة - عن عبد الله ابن دينار ، فذكره. وعن القاسم بن محمد ، أن ابن عمر قال ليحيى بن حبان : أما ترون القتل شيئا. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يتناجى اثنان دون الثالث» .
أخرجه الحميدي (647) قال : حدثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، فذكره.
وعن يحيى بن حبان ، أنه كان مع عبد الله بن عمر ، وأن عبد الله بن عمر قال له في الفتنة : لا ترون القتل شيئا ؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للثلاثة : «لا ينتجي اثنان دون صاحبهما» .
أخرجه أحمد (2/32) (4871) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا يحيى ، يعني بن سعيد ، عن محمد ابن يحيى بن حبان أخبره ، أن رجلا أخبره عن أبيه يحيى ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/2) (4450) قال :حدثنا هشيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا كنتم ثلاثة ، فلا يتناج اثنان دون واحد» .
وعن أبي صالح ، عن ابن عمر. قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا كنتم ثلاثة ، فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما» .
أخرجه أحمد (2/18) (4685) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/43) (5023) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/141) (6264) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري في الأدب المفرد (1170) قال : حدثني عمر بن حفص ، قال : حدثني أبي. وأبو داود (4852) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
خمستهم - يحيى ، وشعبة ، وإسحاق ، وحفص بن غياث ، وعيسى - عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
* أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1172) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عمر. قال : إذا كانوا أربعة فلا بأس.
وعن سعيد المقبري. قال : جلست إلى ابن عمر ، ومعه رجل يحدثه ، فدخلت معهما ، فضرب بيده صدري. وقال : أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا تناجى اثنان ، فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما.» .
أخرجه أحمد (2/114) (5949) قال : حدثنا سريج. وفي (2/138) (6225) قال : حدثنا نوح.
كلاهما - سريج ، ونوح - عن عبد الله ، عن سعيد المقبري ، فذكره.

4745 - (د خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما ، فَإِن ذلك يُحْزِنُهُ» . أخرجه أبو داود.
وهذا هو الحديث الذي جعل حديث ابن عمر مثله.
وفي رواية البخاري ومسلم : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى (1) اثنان دون الآخر ، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحْزِنُه ، ولا تُبَاشِرُ المرأةُ المرأةَ فتصفها لزوجها كأنه ينظر إِليها» .
وفي رواية الترمذي : «إِذا كنتم ثلاثة فلا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما» .
وفي أخرى : «لا يتناجى (1) اثنان دون الثالث ، فإن ذلك يُحْزِنُه» (2) .
__________
(1) وهو نفي بمعنى النهي ، وفي بعض النسخ : بجيم فقط بلفظ النهي .
(2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان ، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة ، ومسلم رقم (2184) في السلام ، باب تحريم مناجاة الاثنين دون ثالث بغير رضاه ، وأبو داود رقم (4851) في الأدب ، باب في التناجي ، والترمذي رقم (2827) في الأدب ، باب ما جاء لا يتناجى اثنان دون ثالث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (109) قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش. وأحمد (1/375) (3560) قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا الأعمش. وفي (1/425) (4039) قال : حدثنا أبومعاوية، قال : حدثنا الأعمش وفي (1/425) (4040) قال : حدثنا أبو معاوية ، وابن نمير ، قالا : حدثنا الأعمش. وفي (1/430) (4093) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان ، عن الأعمش. وفي (1/431) (4106) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش. وفي (1/438) (4175) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور. وفي (1/440) (4190) قال : حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، والأعمش ، وفي (1/440) (4191) ، و (1/462) (4407) و (1/464) (4424) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان. وفي (1/460) (4395) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن أبي النجود. وفي (1/465) (4436) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر ، عن عاصم ، والدارمي (2660) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن الأعمش. والبخاري (8/80) وفي الأدب المفرد (1171) قال :حدثنا عثمان ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي الأدب المفرد (1169) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش. ومسلم (7/12) قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، وهناد بن السري ، قالا : حدثنا أبو الأحوص ، عن منصور (ح) وحدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال إسحاق : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي (7/13) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، وأبو كريب ، قال يحيى : أخبرنا ، وقال الآخرون : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - عن الأعمش - وأبو داود (4851) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا الأعمش. وابن ماجه (3775) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ووكيع ، عن الأعمش والترمذي (2825) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. (ح) وحدثني ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش.
ثلاثتهم - سليمان الأعمش ،ومنصور ، وعاصم بن أبي النجود - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.

الفرع الثالث : في القيام للداخل
4746 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنهما - : قال : «لم يكن -[536]- شخص أحبَّ إِليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكانوا إِذا رَأَوْه لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2755) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/132) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وفي (3/134) قال : حدثنا أبو كامل. وفي (3/151) قال : حدثنا عبد الصمد. وفي (3/250) قال : حدثنا عفان.والبخاري في الأدب المفرد (946) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (2754) وفي الشمائل (335) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا عفان.
خمستهم - عن حماد بن سلمة ، عن حميد - فذكره.
* وفي رواية أبي كامل عند أحمد (3/134) قال : حدثنا حماد ، مرة عن ثابت عن أنس ،ومرة عن حميد عن أنس.
* وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

4747 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - : قال : «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوَكِّئاً على عصى ، فقمنا إِليه. فقال : لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5230) في الأدب ، باب في قيام الرجل للرجل ، وإسناده ضعيف ، ولكن معنى الحديث صحيح ، فقد روى مسلم في " صحيحه " رقم (413) ... إن كدتم تفعلون فعل فارس والروم ، يقومون على ملوكهم وهم قعود ، فلا تفعلوا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/253) ،وأبو داود (5230) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالا:حدثنا ابن نمير ، قال:حدثنا مسعر،عن أبي العنبس، عن أبي العدبس ، عن أبي مرزوق ، عن أبي غالب ، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/253) قال : حدثنا محمد بن عباد ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا مسعر ، عن أبي ، عن أبي ، عن أبي ، منهم أبو غالب ، عن أبي أمامة ، فذكره. لم يذكر كناهم.
* أخرجه أحمد (5/256) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن مسعر ، قال : حدثنا أبو العدبس ، عن رجل أظنه أبا خلف ، قال : حدثنا أبو مرزوق ، قال : قال أبو أمامة ، فذكره. ليس فيه أبو العنبس ، ولا أبو غالب. وزاد فيه أبا خلف.
* أخرجه ابن ماجة (3836) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال :حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن أبي مرزوق ، عن أبي وائل ، عن أبي أمامة الباهلي ، فذكره.

4748 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي : قال : «خرج معاوية على ابن عامر، وعلى ابن الزبير - رضي الله عنهم - فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير ، فقال معاويةُ لابن عامر : اجلس ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَنْ أَحبَّ أن يَمْثُلَ لهُ الناسُ (1) قياماً ، فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ من النار» . أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال : «خرج معاويةُ ، فقام عبد الله بن الزبير ، وابن صفوان ، حين رَأَوْه ، فقال: اجلسا ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَن سرَّهُ أن يتَمثَّلَ له الرجالُ قياماً فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النار» (2) . -[537]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَمْثُلَ) مَثَلَ الناس للأمير قياماً : إذا قاموا بين يديه وعن جانبيه وهو جالس ، نهي عنه لأن الباعث عليه الكبر وإذلال الناس.
(فليتبوَّأ) تَبَوَّأ منزلاً : إذا اتخذه مقاماً.
__________
(1) في نسخ أبو داود المطبوعة : أن يمثل له الرجال .
(2) رواه أبو داود رقم (5229) في الأدب ، باب في قيام الرجل للرجل ، والترمذي رقم (2756) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/91) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/93) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (4/100) قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وعبد بن حميد (413) قال : أخبرنا أبو أسامة. والبخاري في الأدب المفرد (977) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد. وأبو داود (5229) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد والترمذي (2755) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو أسامة.
ستتهم - شعبة ، وإسماعيل بن علية ، ومروان ، وأبو أسامة ، وحماد ، وسفيان - عن حبيب بن الشهيد ، عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.

الفرع الرابع : في الجلوس في مكان غيره
4749 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُقيمنَّ أحَدُكم رجلاً من مجلسه ، ثم يجلسُ فيه ، ولكن تَوَسَّعُوا وتَفَسَّحُوا ، يَفْسَحِ اللهُ لكم» .
وفي رواية نحوه ، وفيه : «وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مَجْلسه لم يَجْلسْ فيه» . وفي رواية : «لا يقيمُ أحدُكم أخاه من مجلسه ، ثم يجلسُ فيه» .
أخرج الأولى والثانية البخاري ومسلم ، وأخرج الثانية والثالثة الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال : «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام له رجل آخرُ من مجلسه ، فذهب ليجلس فيه ، فنهاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 52 و 53 في الاستئذان ، باب لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ، وباب -[538]- إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا ، وفي الجمعة ، باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ، ويقعد مكانه ، ومسلم رقم (2177) في السلام ، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه ، والترمذي رقم (2750) و (2751) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية أن يقام الرجل من مجلسه ، وأبو داود رقم (4828) في الأدب ، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن نافع ، فذكره.
وعن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ، ثم يجلس فيه. ولكن تفسحوا وتوسعوا» .
أخرجه الحميدي (664) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر.وأحمد (2/16) (4659) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/22) (4735) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر.وفي (2/32) (4874) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/102) (5785) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله وفي (2/121) (6024) قال : حدثنا علي بن عياش ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/134) (6062) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد ، ، يعني ابن زيد ، عن أيوب. وفي (2/149) (6371) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (764) قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن عبد الله بن عمر العمري. والدارمي (2656) قال : أخبرنا مسدد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/10) قال : حدثنا محمد ، قال : أخبرنا مخلد بن يزيد ، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (8/75) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثني مالك. وفي (8/75) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثني مالك. وفي (8/75) قال : حدثنا خلاد بن يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبيد الله. وفي الأدب المفرد (1140) قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا ابن عيينة ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (1153) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبيد الله.ومسلم (7/9 و10) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثني محمد بن رمح بن المهاجر ، قال : أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا يحيى ، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، يعني الثقفي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير. قالوا : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا : حدثنا حماد، قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب ، قال : حدثنا روح. (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. كلاهما عن ابن جريج (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرنا الضحاك ، يعني ابن عثمان. والترمذي (2749) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وابن خزيمة (1820) قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (1822) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال :حدثنا سفيان ، عن عبيد الله.
عشرتهم - عبيد الله بن عمر ، وابن إسحاق ، وأيوب بن موسى ، وشعيب ، والليث بن سعد ، وأيوب بن أبي تميمة ، وابن جريج ، وعبد الله بن عمر ، ومالك ، والضحاك - عن نافع ، فذكره. وعن سالم ، عن ابن عمر ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يقيمن أحدكم أخاه ، ثم يجلس في مجلسه» .
وكان ابن عمر إذا قام له رجل عن مجلسه ، لم يجلس فيه.
أخرجه أحمد (2/89) (5625) قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (7/10) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (2750) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، وعبد الأعلى - عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، فذكره.
وعن نافع ، عن ابن عمر ، قال : «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخلف الرجل في مجلسه ، وقال : إذا رجع ، فهو أحق به» . أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع، فذكره.

4750 - (د) [أبو عبد الله - مولى لآل أبي بردة] : - عن سعيد بن أبي الحسن : قال : «جاء أبو بَكْرَةَ في شهادة ، فقام له رجل من مجلسه ، فأَبى أن يجلسَ فيه ، وقال : إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذا [ونهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-] أن يمسح الرجلُ يده بثوب مَن لم يكْسُه» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4827) في الأدب ، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه ، وأبو عبد الله مولى آل أبي بردة ، مجهول ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : قال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه إلا أبو بكرة ، ولا نعلم له إلا هذا الطريق ، ولا نعلم أحداً سمى هذا الرجل - يعني : أبا عبد الله مولى قريش - وإنما ذكرناه على ما فيه ، لأنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/44) قال :حدثنا هشام بن القاسم. وفي (5/48) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج. وأبو داود (4827) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - هاشم ، وابن جعفر ، وحجاج ومسلم - عن شعبة ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن أبي عبد الله مولى لآل أبي موسى الأشعري ، عن سعيد بن أبي الحسن ، فذكره.
* في رواية محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة : عن عبد رب بن سعيد ، وقال أحمد بن حنبل : وقال بهز: عبد ربه.

4751 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا قام أحدُكم من مجلس ثم رجعَ إِليه ، فهو أحقُّ به» . أخرجه مسلم ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2179) في السلام ، باب إذا قام من مجلسه ثم عاد فهو أحق به ، وأبو داود رقم (4853) في الأدب ، باب إذ قام من مجلسه ثم رجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/263) قال : حدثنا أبو كامل. قال : حدثنا زهير. وفي (2/283) قال :حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/342) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد. وفي (2/389) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة ووهيب. وفي (2/446 و 447) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (2/483) قال :حدثنا سريج. قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (2/527) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا حماد. وفي (2/537) قال : حدثنا هاشم وأبو كامل. قالا : حدثنا زهير. والدارمي (2657) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله. قال : حدثنا زهير. والبخاري في الأدب المفرد (1138) قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (7/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : أخبرنا أبو عوانة. (ح) وقال قتيبة أيضا : حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. وأبو داود (4853) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. وابن ماجة (3717) قال : حدثنا عمرو بن رافع. قال : حدثنا جرير. وابن خزيمة (1821) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. قال : أخبرنا عبد العزيز ،يعني الدراوردي. (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي. قال : حدثنا خالد ، يعني ابن عبد الله. (ح) وحدثنا يوسف ابن موسى. قال : حدثنا جرير (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا روح بن القاسم.
جميعهم - زهير ، ومعمر ، وحماد بن سلمة ، ووهيب ، وسفيان ، وأبو عوانة ، وسليمان بن بلال ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وجرير ، وابن أبي حازم ، وخالد بن عبد الله ، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، فذكره.
وبلفظ : «لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ، ولكن افسحوا يفسح الله لكم. وإذا صنع خادم أحدكم طعاما فولي حره ومشقته ، فليدعه فليأكل معه ، فإن لم يدعه فليناوله منه. ومن باع مصراة فالمشتري بالخيار ثلاثة أيام ، إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر» .
أخرجه أحمد (2/338) قال : حدثنا يونس. وفي (2/483) قال : حدثنا سريج. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
ثلاثتهم - يونس ، وسريج ، وعبد الملك - قالوا : حدثنا فليح ، عن أيوب بن عبد لرحمان بن صعصعة الأنصاري ، عن يعقوب بن أبي يعقوب ، فذكره.
* في رواية يونس : «أيوب بن عبد الرحمن» . وفي رواية عبد الملك بن عمرو : «أيوب بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة» .
* رواية يونس وعبد الملك بن عمرو مختصرة على أول الحديث.

4752 - (ت) وهب بن حذيفة الغفاري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الرجلُ أحقُّ بمجلسه ، فإِذا خرج لحاجته ثم عادَ ، فهو أحق بمجلسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2752) في الأدب ، باب ما جاء إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/422) قال : حدثنا هشام بن سعيد. وفي (3/422) قال : حدثنا عفان. والترمذي (2751) قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - هشام ، وعفان ، وقتيبة - عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.

4753 - (د ت) جابر بن سمرة (1) - رضي الله عنهما - : قال : «كنا إِذا أتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جلس أحدُنا حيث ينتهي» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع : جابر بن عبد الله ، وهو خطأ .
(2) رقم (4825) في الأدب ، باب في التحلق ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2727) في الاستئذان ، باب رقم (29) وقال : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/91) قال : حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/107) قال : حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (1141) قال : حدثنا محمد بن الطفيل. وأبو داود (4825) قال : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ، وهناد. والترمذي (2725) قال : حدثنا علي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال : حدثني محمد بن سليمان بن حبيب ، «لوين» .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2173) عن هناد.
سبعتهم - أسود ، وعبد الرحمن ، وابن الطفيل ، ومحمد بن جعفر ، وهناد ، وعلي ، ولوين - عن شريك ، عن سماك بن حرب ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.

4754 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله- : عن أبيه عن جده : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُجْلَسُ بين رجلين إِلا بإِذنهما» .
وفي رواية : «لا يحلُّ لرجل أن يُفَرِّق بين اثنين إِلا بإِذنهما» . أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4844) و (4845) في الأدب ، باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما ، والترمذي رقم (2853) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/213) (6999) قال : حدثنا عتاب ، قال : حدثنا عبد الله. والبخاري في الأدب المفرد (1142) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : حدثنا الفرات بن خالد. وأبو داود (4845) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري ، قال : أخبرنا ابن وهب والترمذي (2752) قال : حدثنا سويد ، قال: أخبرنا عبد الله.
ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك ، والفرات ، وابن وهب - عن أسامة بن زيد الليثي ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4844) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، وأحمد بن عبدة ، المعنى ، قالا : حدثنا حماد، قال : حدثنا عامر الأحول ، عن عمرو بن شعيب ، قال ابن عبدة : عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما» .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

4755 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خيرُ المجالس أوسَعُها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4820) في الأدب ، باب في سعة المجلس من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، عن أبي سعيد ، وعبد الرحمن مجهول ، قال الحافظ في " التهذيب " : وما أظنه سمع من أبي سعيد الخدري ، وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري الثقة ، لكن للحديث شاهد من حديث أنس عند الحاكم والبيهقي وغيرهما بسند ضعيف يتقوى به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/18) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/69) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وعبد بن حميد (981) قال : حدثني عبد الله بن مسلمة القعنبي. والبخاري في الأدب المفرد (1136) قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبو عامر العقدي. وأبو داود (4820) قال : حدثنا القعنبي.
ثلاثتهم - أبو عامر ، وأبو سعيد ، والقعنبي - قالوا : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال ، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري ، فذكره.

الفرع الخامس : في القعود وسط الحلقة
4756 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي : «أَن رجلاً قعد وسطَ حَلْقة ، فقال حذيفة : ملعون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- أو لعن الله -[540]- على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- من جلس وَسْطَ الحَلْقة» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود مختصراً: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وَسْط الحَلْقة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4826) في الأدب ، باب الجلوس وسط الحلقة ، والترمذي رقم (2754) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة ، وقال ابن معين : أبو مجلز لم يسمع من حذيفة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الحاكم وأقره الذهبي ، وحسن إسناده النووي في " الرياض " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد (5/384) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/398) قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. وفي (5/401) قال : حدثنا وكيع.والترمذي (2753) قال : حدثنا سويد ، قال: أخبرنا عبد الله.
خمستهم - يحيى ، ومحمد ، وحجاج ، ووكيع ، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة.
2- وأخرجه أبو داود (4826) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبان.
كلاهما - شعبة ، وأبان - قالا : حدثنا قتادة ، قال : حدثنا أبو مجلز لاحق بن حميد ، فذكره.

4757 - (م د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجد وهم حَلَق ، فقال : مالي أراكم عِزِين» . أخرجه مسلم ، وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عِزِين) جمع عِزَة، أي: حلقة حلقة ، وجماعة جماعة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة ، باب الأمر بالسكون في الصلاة ، وأبو داود رقم (4823) في الأدب ، باب في التحلق واللفظ له .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم.

4758 - () عائشة - رضي الله عنها - : نحوه ، وفيه : «وكان يحب الجماعة» . أخرجه رزين ، ولم أجده في الأصول (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله : أخرجه ، وقد رواه أبو داود عقب حديث جابر الذي قبله برقم (4824) في الأدب ، باب في التحلق قبله ، وقال : كأنه يحب الجماعة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4824) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، عن ابن فضيل ، عن الأعمش بهذا، فذكره.

الفرع السادس : في هيئة الجلوس
4759 - (د) عبد الله بن حسان العنبري : عن جَدَّتَيْهِ : صَفِيَّةَ -[541]- ودُحَيْبةَ ابنَتَيْ عُليْبَةَ - وكانتا رَبيبَتيْ قَيْلَةَ بنت مَخْرَمة ، وكانت جدة أبيهما - «أنها أخبَرَتْهما : أنها رأتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قاعد القُرْفُصَاءَ : قالت: فلما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- المتخشِّع في الجلْسَةِ أُرْعِدْتُ من الفَرَق» . أخرجه أبو داود (1) .
زاد رزين : «فقال : عليك السكينةَ ، فسكن ذلك عني» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُرْفُصاء) : أن يقعد الرجل قِعْدة المُحْتَبي ، ثم يضع يديه على ساقيه كأنه يَحْتَبي بهما.
(المتخشع) : هو الخاضع المُغتم الوجل.
(الفَرَق) : الفزع.
__________
(1) رقم (4847) في الأدب ، باب في جلوس الرجل ، وفي سنده مجاهيل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1178) قال : حدثنا موسى ، وأبو داود (4847) قال : حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل. والترمذي في الشمائل (127) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا عفان بن مسلم.
ثلاثتهم - موسى بن إسماعيل ، وحفص بن عمر ، وعفان بن مسلم - قالوا : حدثنا عبد الله بن حسان العنبري. قال : حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة ، فذكرتاه.
* في رواية عفان : عبد الله بن حسان ، عن جدتيه ولم يسمهما.

4760 - (د) عمرو بن الشريد - رحمه الله- : عن أبيه قال : مرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتَّكَأْتُ على ألية يدي، فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4848) في الأدب ، باب في الجلسة المكروهة ، وفيه عنعنة ابن جريج ، وهذا الحديث سقط من المطبوع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) وأبو داود (848) قالا - أحمد ، وأبو داود- حدثنا علي بن بحر ، قال: حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عمرو بن الشريد ، فذكره. أخرجه أحمد (4/388) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني إبراهيم ابن ميسرة ، عن عمرو بن الشريد ، أنه سمعه ، يخبره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله. وقال : هي أبغض الرقدة إلى الله عز وجل ، هكذا بهذا اللفظ مرسلا. لم يقل عمرو بن الشريد عن أبيه.
وأخرجه أحمد أيضا (4/390) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا زكريا ، قال : حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أنه سمع عمرو بن الشريد يقول : بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على رجل وهو راقد... فذكره نحو حديث مكي بن إبراهيم.

4761 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - (1) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا جلسَ احْتَبَى بيديه» . أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل : وفي المطبوع : عمرو بن الشريد ، وهو خطأ .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أبو داود رقم (4846) في الأدب ، باب في جلوس الرجل ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4846) ، والترمذي في الشمائل (129) قالا : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم المدني ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد الأنصاري ، عن ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبيه ، فذكره.

4762 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا جلس ، وجلسنا حولَه فقام فأراد الرجوع : نَزَع نعليه - أو بعضَ ما يكون عليه - فيَعْرِف ذلك أصحابه فَيَثبُتُونَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4854) في الأدب ، باب إذا قام من مجلس ثم رجع ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4854) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، قال : حدثنا مبشر الحلبي ، عن تمام بن نجيح ، عن كعب الإيادي ، فذكره.

الفرع السابع : في الجلوس في الشمس
4763 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا كان أَحَدُكم في الفَيْءِ - وفي رواية : في الشمس - فَقَلَصَ عنه الظِّلُّ ، فصار بعضُه في الشمس، وبعضه في الظل : فَلْيقُم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4821) في الأدب ، باب في الجلوس بين الظل والشمس ، وفي سنده جهالة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4821) قال : حدثنا ابن السرح ، ومخلد بن خالد ، قالا : حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، قال : حدثني من سمع أبا هريرة يقول ، فذكره.

4764 - (د) قيس بن أبي حازم : عن أبيه : «أنه جاء ورسولُ الله -[543]- صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقام في الشمس ، فأَمر به فَحُوِّلَ إِلى الظلِّ» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4822) في الأدب ، باب في الجلوس بين الظل والشمس ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/426) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أسود بن عامر. قال : حدثنا هريم. وفي (3/427 ، 4/262) قال : حدثنا وكيع والبخاري في الأدب المفرد (1174) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيي. وأبو داود (4822) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1453) قال : حدثنا علي بن سعيد بن مسروق ، قال : حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد ، وهريم ، ووكيع - عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/426) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل ، عن قيس ابن أبي حازم ، أن أباه جاء ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب. فقعد في الشمس. قال : فأومأ إليه. أو قال : فأمر به أن يتحول إلى الظل. مرسل.

الفرع الثامن : في صفة الجليس
4765 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك ، ونافخِ الكِيْرِ ، فحاملُ المسك : إِما أن يُحْذِيَكَ ، وإِما أن تبتاع منه ، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحاً طيِّبة ، ونافخُ الكير : إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكِير) : منفاخ الحدَّاد ، وكُورُه : المبني من الطين للنار.
(يُحْذِيك) : يُعْطِيك ، من الحَذِيَّة ، والحُذْيَا : العطيَّة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 271 في البيوع ، باب في العطاء وبيع المسك ، وفي الذبائح ، باب المسك ، ومسلم رقم (2628) في البر ، باب استحباب مجالسة الصالحين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (770) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/404) قال : حدثنا سفيان. والبخاري (3/82) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/37) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني ، قال : حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سفيان ، وعبد الواحد بن زياد ، وأبو أسامة - عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، فذكره.
عن أبي كبشة ، قال : سمعت أبا موسى يقول على المنبر : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مثل الجليس الصالح ، كمثل العطار ، إن لا يحذك ، يعبق بك من ريحه ، ومثل الجليس السوء ، كمثل صاحب الكير» .
أخرجه أحمد (4/408) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا عاصم الأحول ، عن أبي كبشة ، فذكره.

4766 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنَّما مَثَلُ الجليسِ الصَالحِ : مثلُ العَطَّارِ ، إِمَّا أن يُحذيكَ ، وَإِمَّا أن تَجِدَ -[544]- مِنْهُ ريحاً طيبة، ومَثَلُ جليسِ السوءِ: كَمَثَلِ صاحبِ الكِير ، إِمَّا أن يَحرِقَ ثيابكَ ، وَإِمَّا أن تَجِدَ منه ريحاً خبيثة» . هذه الرواية ذكرها رزين (1) .
والذي ذكره أبو داود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مثل المؤمن الذي يقرأُ القرآن مثلُ الأْترُجَّة ، رِيحهُا طيِّب ، وطعمُها طيب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ، مثل التمرة ، طعمها طيِّب ، ولا ريح لها ، ومثل الفاجرُ الذي يقرأ القرآن : كمثلِ الرَّيحانة، رِيحها طيب، وطعمُها مُرّ ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن : كمثل الحنظلة، طعمها مُرّ ، ولا ريحَ لها. ومثل الجليس الصالح : كمثل صاحب المسك ، إِن لم يُصِبْكَ منه شيء أصابكَ من ريحه، ومثل الجليس السوء : كمثل صاحب الكير ، إِن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه» .
وفي رواية لأبي داود عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بالكلام الأول إِلى قوله : «وطعمها مُرّ» ، قال ابن معاذ : قال أنس في حديثه : «وكنا نتحدَّث : أنَّ مَثَل الجليس الصالح...» وساق بقية الحديث. وفي رواية عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «مثل الجليس الصالح...» فذكر نحوه. هكذا قال أبو داود (2) .
__________
(1) وهي بمعنى الرواية التي تقدمت في حديث أبي موسى الذي قبله عند البخاري .
(2) رقم (4829) و (4830) و (4831) في الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4831) قال : حدثنا عبد الله بن الصباح العطار ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شبيل بن عزرة ، فذكره.
والرواية الثانية : أخرجها أبو داود (4829) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبان ، عن قتادة فذكره.
والرواية الثالثة : أخرجها أبو داود (4830) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي موسى الأشعري ، فذكره.

الفصل الرابع : في كتمان السر
4767 - (د) [ابن أخي جابر] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المجالسُ بالأمانة ، إِلا ثلاثةَ : [مجالسَ] سَفْكُ دم حرام ، أو فرج حرام ، أو اقْتِطَاعُ مال بغير حق» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المجالس بالأمانة) : هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل ، فكأن ذلك أمانة عند سامعه وناظره.
__________
(1) رقم (4869) في الأدب ، باب في نقل الحديث ، وابن أخي جابر مجهول ، وفيه أيضاً عبد الله ابن نافع الصائغ المخزومي في حفظه لين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/342) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وأبو داود (4869) قال : حدثنا أحمد ابن صالح.
كلاهما - سريج ، وابن صالح - عن عبد الله بن نافع ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن ابن أخي جابر ابن عبد الله ، فذكره.

4768 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا حَدَّث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة» . أَخرجه أبو داود ، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4868) في الأدب ، باب في نقل الحديث ، والترمذي رقم (1960) في البر والصلة ، باب ما جاء أن المجالس أمانة ، وفي سنده عبد الرحمن بن عطاء القرشي ، فيه لين ، لكن له شاهد من حديث أنس عن أبي يعلى ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/324) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/379) قال : حدثنا يزيد ، وأبو عامر. وأبو داود (4868) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (1959) قال: حدثنا أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو عامر ، ويزيد ، ويحيى بن آدم ، وابن المبارك - عن ابن أبي ذئب.
2- وأخرجه أحمد (3/352) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي ، قال : حدثنا سليمان بن بلال.
كلاهما - ابن أبي ذئب ، وسليمان بن بلال - عن عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/394) قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عبد الرحمن ابن عطاء ، عن ابني جابر ، عن جابر بن عبد الله ، فذكره.
وقال الترمذي :حديث حسن ، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب.

4769 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «أَتى عليَّ -[546]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعبُ مع الغلمان ، فسلَّم علينا وبعثني إِلى حاجة ، فأبطأْتُ على أمِّي ، فلما جئتُ قالت: ما حَبَسَكَ ؟ قلت: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حاجة ، قالت: ما حاجتُه ؟ قلت: إِنهَا سِرّ ، قالت: لا تُحَدِّثنَّ بسرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحداً ، قال أنس : والله لو حدَّثتُ أحداً لحدثتكَ يا ثابتُ» . هذه رواية مسلم.
وله وللبخاري قال : «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً ، فما حدَّثتُ به ولا أمِّي» (1) .
وفي أخرى قال : «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً فما أَخبرتُ به أحداً بعده، ولقد سألَتْني عنه أمُّ سُلَيْم ، فما أخبرتُها به» (2) .
__________
(1) هذه الرواية لم نجدها عندهما ، ولعلها من زيادات الحميدي ، وهي بمعنى التي بعدها .
(2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان ، باب حفظ السر ، ومسلم رقم (2482) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/174) قال : حدثنا مؤمل. وفي (3/253) قال : حدثنا عفان ،ومسلم (7/160) قال : حدثنا أبو بكر بن نافع ، قال : حدثنا بهز.
ثلاثتهم - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/195) قال : حدثنا حجاج ، وهاشم. وعبد بن حميد (1270) قال : حدثنا هاشم ابن القاسم ،والبخاري في الأدب المفرد (1154) قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة -.
3- وأخرجه أحمد (3/227) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حبيب بن حجر.
4- وأخرجه عبد بن حميد (1375) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحارث بن عبيد. وفي روايته قال : عن ثابت ، وأبي عمران الجوني.
أربعتهم - حماد ، وسليمان ،وحبيب ، والحارث - عن ثابت ، فذكره. وبنحوه : أخرجه أحمد (3/109) قال : حدثنا ابن أبي عدي ، ويزيد، وفي (3/235) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري.
ثلاثتهم - عن حميد الطويل ، فذكره.
والرواية الثالثة : أخرجها أحمد (3/219) قال : حدثنا عارم ،والبخاري (8/80) قال : حدثنا عبد الله ابن صباح ،ومسلم (7/160) قال : حدثنا حجاج بن الشاعر قال : حدثنا عارم.
كلاهما - عارم ، وابن الصباح - قالا : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي ، فذكره.

الفصل الخامس : في التحاب والتواد ، وفيه سبعة فروع
الفرع الأول : في الحث عليه
4770 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-[547]- قال : «وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا ، ولا تُؤمِنوا (1) حتى تَحابُّوا ، أَوَلا أدُلُّكم على شيء إِذا فعلتُمُوهُ تحاببتم ؟ أَفْشُوا السلامَ بينَكم» . أخرجه مسلم ، وأبو داود، والترمذي (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : هكذا هو في جميع الأصول والروايات ، ولا تؤمنوا ، بحذف النون من آخره ، وهي لغة معروفة صحيحة ، وقال ملا علي القاري : لعل حذف النون للمجانسة والازدواج .
(2) رواه مسلم رقم (54) في الإيمان ، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ، وأن محبة المؤمنين من الإيمان ، وأبو داود رقم (5193) في الأدب ، باب في إفشاء السلام ، والترمذي رقم (2689) في الاستئذان ، باب ما جاء في إفشاء السلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/391) قال : حدثنا أسود. قال : حدثنا شريك. (ح) وحدثناه ابن نمير وفي (2/442 ، و477) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/495) قال : حدثنا ابن نمير. ومسلم (1/53) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : أنبأنا جرير. وأبو داود (5193) قال : حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (68) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع وأبو معاوية. وفي (3692) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية وابن نمير. والترمذي (2688) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو معاوية. ستتهم - شريك ، وعبد الله بن نمير ، ووكيع ، وأبو معاوية ، وجرير بن عبد الحميد ، وزهير - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (2/512) قال : حدثنا أسود بن عامر. قال : حدثنا أبو بكر ، عن عاصم.
كلاهما - الأعمش ، وعاصم بن أبي النجود - عن أبي صالح ، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني ، عن أبي هريرة بلفظه.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (980) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. قال : حدثنا ابن أبي حازم. (ح) والقعنبي ، عن عبد العزيز ، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني ، عن أبيه ، فذكره. وعن أبي ميمونة ، عن أبي هريرة ، قال : «قلت : يا رسول الله ، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء ؟ فقال : كل شيء خلق من ماء. قال : قلت : يا رسول الله ، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة ؟ قال : أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام» .
أخرجه أحمد (2/295) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/323) قال : حدثنا عفان وعبد الصمد. وفي (2/324) قال : حدثنا بهز وفي (2/493) قال : حدثنا عبد الصمد. أربعتهم - يزيد بن هارون ، وعفان، وعبد الصمد ، وبهز - عن همام قال : حدثنا قتادة ، عن أبي ميمونة، فذكره.
وبلفظ : «أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، واضربوا الهام ، تورثوا الجنان» .
أخرجه الترمذي (1854) قال : حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري. قال : حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي ، عن محمد بن زياد ، فذكره.
وبلفظ : «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ، ولا تسلموا حتى تحابوا.وأفشوا السلام تحابوا.وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة. لا أقول لكم تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين.» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (260) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال : حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن إبراهيم بن أبي أسيد ، عن جده ، فذكره.

4771 - (خ م) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم : مثلُ الجسد ، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى» .
وفي رواية : «المؤمنون كرجل واحد ، إِذا اشتكى رأسُه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم: «المسلمون كرجل واحد ، إِن اشتكى عينُهُ اشتكى كُلُّه ، وإِن اشتكى رأسُهُ اشتكى كُلُّه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَدَاعى له) تداعى البناء : إذا تبع بعضه بعضاً في الانهدام ، كأن أجزاءه قد دعا بعضها بعضاً.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 366 في الأدب ، باب رحمة الناس والبهائم ، ومسلم رقم (2586) في البر والصلة ، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (919) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا مجالد ،وأحمد (4/268) قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. وفي (4/270) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن زكريا. وفي (4/270) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا. وفي (4/270) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. قال : حدثنا زكريا. وفي (4/276) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش. والبخاري (8/11) قال: حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا ومسلم (8/20) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال: حدثنا أبي ، قال : حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق الحنظلي ، قال : أخبرنا جرير ، عن مطرف. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، قالا : حدثنا وكيع ، عن الأعمش. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن الأعمش.
أربعتهم - مجالد ، والأعمش ، وزكريا ، ومطرف - عن الشعبي ، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (4/278 ،و 375) قال : حدثنا معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير ، قال : حدثنا سلام أبو المنذر القاري ، قال : حدثنا عاصم بن بهدلة ، عن الشعبي ، أو خيثمة ، عن النعمان ، فذكره.

الفرع الثاني : في الإعلام بالمحبة
4772 - (د ت) المقدام بن معد يكرب (1) - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا أَحبَّ الرجلُ أَخَاهُ فَليُخْبِرْهُ أنَّهُ يُحبُّه» . أخرجه أبو داود ، والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : المقداد بن الأسود ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (5124) في الأدب ، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه ، والترمذي رقم (2393) في الزهد ، باب ما جاء في إعلام الحب ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/130) والبخاري في الأدب المفرد (542) قال :حدثنا مسدد وأبو داود (5124) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (2/239) قال : حدثنا بندار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (206) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف.
أربعتهم- أحمد ومسدد ، وبندار ، وشعيب - عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ثور بن يزيد ، عن حبيب ابن عبيد ، فذكره.

4773 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أَن رجلاً كان عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فمرَّ رَجُل ، فقال : يا رسولَ الله ، إِني لأُحِبُّ هذا ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْلَمْتَه؟ قال : لا ، قال : فأعلمه ، فَلَحِقَه ، فقال : إِني أُحِبُّكَ في الله ، قال: أحبَّكَ اللهُ الذي أحْبَبْتني له» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5125) في الأدب ، باب إخبار الرجل بمحبته إليه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/140) قال : حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (182) قال : أخبرني محمد بن عقيل النيسابوري ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد.
كلاهما - زيد ، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد.
2- وأخرجه أحمد (3/150) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/156) قال : حدثنا حسين ، وخلف بن الوليد وأبو داود (5125) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - هاشم ، وحسين ، وخلف ، ومسلم - عن المبارك بن فضالة.
3- وأخرجه أحمد (3/241) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد.
ثلاثتهم - حسين بن واقد ، ومبارك ، وحماد - عن ثابت ، فذكره.

4774 - (ت) يزيد بن نعامة الضبي - رحمه الله- : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا آخى (1) الرجلُ الرجلَ فليسألهُ عن اسمه ، واسمِ أَبيهِ ، ومِمَّنْ هو ؟ فإنَّهُ أوصلُّ للمودة» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : إذا جاء ، وهو خطأ .
(2) رقم (2394) في الزهد ، باب ما جاء في إعلام الحب ، من حديث سعيد بن سلمان - أو سليمان - الربعي ، عن يزيد بن نعامة الضبي ، وكلاهما لو يوثقهما غير ابن حبان ، ويزيد بن نعامة الضبي ، -[549]- روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة ، فإنه لم يثبت أن له صحبة ، وغلط البخاري في قوله : إن له صحبة ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا نعرف ليزيد ابن نعامة الضبي سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ، ولا يصح إسناده ، ورواه أيضاً ابن سعد في " الطبقات " والبخاري في " التاريخ " عن يزيد بن نعامة الضبي مرسلاً ، ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث ابن عمر ، وفي إسناده ضعف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2392) مكرر ، قال : حدثنا هناد وقتيبة قالا : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان عن يزيد بن نعامة الضبي ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعا من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ويروى عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ولا يصح إسناده.

الفرع الثالث : في القصد في المحبة
4775 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «أحْبِبْ حبِيبَك هَوْناً مَّا ، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا ، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال : أُراه رفعه. -[550]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَوْناً ما) الهَوْن : الرِّفْق والسكينة ، المعنى : أحببه حُبّاً قصداً ذا رِفْق ، لا إفراط فيه ، وأضافه إلى «ما» التي تفيد التقليل ، أي : حبّاً قليلاً ، أراد : اقتصد إذا أحببت وإذا أبغضت ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً ، فلا تكون قد أسرفت في حُبّه فتندم على فعلك ، وعسى أن يكون البغيض حبيباً ، فلا تكون قد أفرطت في بغضه فتستحي منه.
__________
(1) رقم (1998) في البر والصلة ، باب ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض ، ورواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (1321) ، وذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وزاد نسبته للبيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أبي هريرة ، والطبراني من حديث ابن عمر ، وابن عمرو ، والدارقطني في " الأفراد " ، وابن عدي ، والبيهقي عن علي ، والبخاري في " الأدب المفرد " والبيهقي في " شعب الإيمان " عن علي موقوفاً ، قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه ، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر ، وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحيح عن علي موقوف قوله . أقول : وقد رواه البخاري في " الأدب المفرد " بمعناه عن عمر رضي الله عنه رقم (1322) ، فهو موقوف صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول: أخرجه الترمذي (1997) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ، عن حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر ، وهو حديث ضعيف أيضا بإسناد له عن علي ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحيح عن علي موقوف قوله.

4776 - () عائشة - رضي الله عنها - : قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «أحبب حبيبك هوناً مَا ، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَا ، وأبْغِضْ بغيضَك هَوناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً مَا» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ولم أجده ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين.

الفرع الرابع : في الحب في الله
4777 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يقولُ اللهُ تعالى يوم القيامة : أينَ المُتَحَابُّون بجلالي؟ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي» . أخرجه مسلم ، والموطأ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (3566) في البر والصلة ، باب في فضل الحب في الله ، والموطأ 2 / 952 في الشعر ، باب ما جاء في المتحابين في الله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه مالك الموطأ (590) ، وأحمد (2/237) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك. (ح) وروح ، عن مالك. وفي (2/338) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا فليح. وفي (2/370) قال: حدثنا موسى بن داود. قال : حدثنا فليح وفي (2/523) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج. قالا: حدثنا فليح. وفي (2/535) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا مالك. والدارمي (2760) قال : أخبرنا الحكم بن المبارك. قال : حدثنا مالك. ومسلم (8/12) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ابن أنس فيما قرئ عليه.
كلاهما - مالك ، وفليح - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة ، عن أبي الحباب سعيد بن يسار ، فذكره.

4778 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «قال اللهُ عز وجلَّ : المتحابُّونَ بجلالِ اللهِ يكونون يوم القيامةِ على منابِرَ من نُور ، يَغْبِطُهم أهل الجمع» .
وفي رواية قال : «المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور ، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأُولى ذكرها رزين.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَغْبِطُهم) الغِبْطَة : هو أن تشتهي لنفسك مثل ما يكون لغيرك من نعمة وثروة ، من غير أن يزول عنه ما هو فيه ، والحسد : أن تتمنى ما لغيرك بزوال نعمته.
__________
(1) رقم (2391) في الزهد ، باب ما جاء في الحب في الله ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال . قال الترمذي : وفي الباب عن أبي الدرداء ، وابن مسعود ، وعبادة ابن الصامت ، وأبي هريرة ، وأبي مالك الأشعري .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2390) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا كثير بن هشام. قال : حدثنا جعفر بن برقان. قال : حدثنا حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي مسلم الخولاني ، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وله شاهد : عن أبي مسلم الخولاني، قال : دخلت مسجد حمص ، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا فيهم شاب أكحل العينين ، براق الثنايا ، ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه ، فقلت لجليس لي : من هذا ؟ قال : هذا معاذ بن جبل ، فوقع له في نفسي حب ، فكنت معهم حتى تفرقوا ، ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية ، فسكت لا يكلمني ، فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي ، ثم جلس فسكت لا يكلمني ، وسكتت لا أكلمه ، ثم قلت : والله إني لأحبك. قال : فيم تحبني ؟ قال : قلت : في الله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي ، فجرني إليه هنية ، ثم قال : أبشر إن كنت صادقا ، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، يقول : «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» .
قال : فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت ، فقلت : يا أبا الوليد ، ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين ؟ قال : فأنا أحدثك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفعه إلى الرب عز وجل قال : «حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في ، وحقت محبتي للمتواصلين في» .
أخرجه أحمد (5/236) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا جعفر بن برقان. وفي (5/237) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، قال : حدثنا أبو المليح ، وفي (5/239) قال : حدثنا كثير بن هشام ، قال : حدثنا جعفر يعني ابن برقان. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (5/328) قال : حدثنا أبو أحمد ، مخلد بن الحسن بن أبي زميل إملاء من كتابه ، قال : حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري ، ويكنى أبا عبد الله. ولقبه أبو المليح يعني الرقي.
كلاهما - جعفر بن برقان ، والحسن بن عمر ، أبو المليح الرقي - قالا : حدثناحبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي مسلم الخولاني ،فذكره.

4779 - (ط) أبو إِدريس الخولاني [عائذ الله] : قال : «دخلتُ مسجدَ دمشقَ ، فإذا فتى برَّاقُ الثَّنَايا ، والناسُ حولَه ، فإِذا اختلفوا في شيء أسْنَدُوهُ إِليهِ ، وصَدَرُوا عن رأيه، فسألتُ عنه؟ فقالوا: هذا معاذُ بنُ جبل، فلما كان الغدُ هَجَّرتُ إِليه ، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير ، ووجدتُهُ يصلِّي ، فانتظرتُهُ حتى قضى صلاتَهُ ، ثم جئتُهُ من قِبَل وجهه ، فسلَّمتُ عليه ، ثم قلتُ : والله إِني لأحبُّكَ في الله ، فقال : آللهِ ؟ فقلتُ : آللهِ ، فقال: آللهِ ؟ فقلتُ : -[552]- آللهِ، فأخذ بحَبْوة ردائي، فَجَبَذني إِليه ، وقال : أبشر ، فإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : قال اللهُ تباركَ وتعالى : وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ ، والمُتجالِسينَ فيَّ ، والمُتزاورينَ فيَّ ، والمتباذلينَ فيَّ» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(برَّاق الثَّنايا) وصف ثناياه بالحُسن والصفاء ، وأنها تلمع إذا تبسَّم كالبرق ، أراد بذلك : وصف وجهه بالبِشر والطلاقة.
(هجَّرْت) التَّهجير : المضي إلى الصلاة في أول وقتها ، وهو مثل التبكير ، ولا يراد بهما : المضي في الهاجرة ، ولا في البُكرة.
__________
(1) 2 / 953 و 954 في الشعر ، باب ما جاء في المتحابين في الله ، وإسناده صحيح ، وصححه الحاكم وابن عبد البر وغيرهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1843) عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني ، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/447) وقال ابن عبد البر : هذا إسناد صحيح وفيه لقاء أبي إدريس لمعاذ، وأنكرته طائفة لقول الزهري عن أبي إدريس : أدركت عبادة بن الصامت وفلانا وفلانا وفاتني معاذ بن جبل ، ولذا قال قوم : وهم مالك فأسقط من إسناده أبا مسلم الخراساني وزعموا أن أبا إدريس رواه عن أبي مسلم عن معاذ ، وقال آخرون : غلط أبو حازم في قوله عن أبي إدريس عن معاذ ، إنما هو عن عبادة بن الصامت وهذا كله تخرص وظن لا يغني من الحق شيئا ، فقد رواه جماعة عن أبي حازم كرواية مالك سواء منهم ابن أبي حازم وجاء عن أبي إدريس من وجوه شتى غير أبي حازم ، منهم الوليد بن عبد الرحمن ، وعطاء الخراساني.
كلاهما - عند قاسم بن أصبغ - بإسناد صحيح بنحو حديث الموطأ ، وشهر بن حوشب حدثني عائذ بن عبيدالله أنه سمع معاذ بن جبل يقول : إن الذين يتحابون في جلال الله في ظل عرشه ، فقد ثبت أن أبا إدريس لقي معاذا وسمع منه ، فلا شيء في هذا على مالك ولا على أبي حازم ، فيحمل قول ابن شهاب عنه فاتني معاذ على فوات لزوم وطول مجالسته،أو فاتني في حديث كذا أو معنى كذا وليس سماعه منه بمنكر فإنه ولد يوم حنين ومات معاذ بالشام سنة ثمان عشرة ، وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة ، ولا يقدح في ذلك رواية من رواه عنه عن عبادة لجواز أن عبادة ،ومعاذا وغيرهما سمعوا ذلك منه -صلى الله عليه وسلم- ، انتهى ملخصا.
وبنحوه : عن أبي إدريس الخولاني ، قال : دخلت مسجد حمص ، فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : يقول الرجل منهم : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فيحدث. ثم يقول الآخر: سمعت رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم- فيحدث.قال : وفيهم رجل أدعج ، براق الثنايا. فإذا شكوا في شيء ردوه إليه ورضوا بما يقول فيه. قال : فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله. فتفرق القوم ، وما أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. قال : فبت بليلة ما بت بمثلها. قال : وقلت : أنا رجل أطلب العلم ، وجلست إلى أصحاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. فلما أصبحت ، غدوت إلى المسجد ، فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شيء ردوه إليه ، يركع إلى بعض أسطوانات المسجد ، فجلست إلى جانبه، فلما انصرف ، قلت : يا عبد الله ، والله إني لأحبك لله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي حتى أدناني منه ، ثم قال : إنك لتحبني لله ؟ قال : قلت : إي والله ، إني لأحبك لله. قال : فإني سمعت رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن المتحابين بجلال الله في ظل الله وظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله» .
قال : فقمت من عنده ، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه. قال : قلت : حديثا حدثنيه الرجل. قال : أما إنه لا يقول لك إلا حقا. قال : فأخبرته ، فقال : قد سمعت ذلك وأفضل منه. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يأثر عن ربه تبارك وتعالى : «حقت محبتي للذين يتحابون فيّ ، وحقت محبتي للذين يتباذلون فيّ ، وحقت محبتي للذين يتزاورون فيّ» .
قال : قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا عبادة بن الصامت. قال : قلت : من الرجل ؟ قال : معاذ ابن جبل.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (5/328) قال : حدثنا أبو صالح ، الحكم بن موسى ، قال : حدثنا هقل يعني ابن زياد ، عن الأوزاعي ، قال : حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير ، عن أبي إدريس الخولاني ، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/229) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن أبي عبد الرحمن ،عن أبي إدريس العبدي ، أو الخولاني ، قال : جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره.

4780 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أفضل الأعمالِ : الحبُّ في الله ، والبُغْضُ في الله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4599) في السنة ، باب مجانية أهل الأهواء وبغضهم ، من حديث يزيد بن أبي زياد الهاشمي ، عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي ، ضعيف ، وفيه أيضاً جهالة الرجل الراوي عن أبي ذر رضي الله عنه ، وقد ثبت الحديث من رواية الطبراني وغيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بلفظ :" أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (5/146) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن عطاء. وأبو داود (4599) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله.
كلاهما - يزيد بن عطاء ، وخالد بن عبد الله - عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن رجل ، فذكره.

4781 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء ، ولا شهداء يغبِطهم الأنبياءُ -[553]- والشهداء يوم القيامة بمكانهم من اللهِ ، قالوا: يا رسولَ الله تُخبرُنا : مَن هم؟ قال : هم قوم تَحابُّوا برُوح الله على غيرِ أرحامَ بينهم ، ولا أموالَ يتعاطَوْنها ، فوالله ، إِنَّ وجوهَهم لنور ، وإِنَّهم لعَلى نور، لا يخافون إِذا خافَ الناسُ ، ولا يحزنون إِذا حزِن الناسُ ، وقرأ هذه الآية: {أَلا إِنَّ أوليَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيْهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس : 62]» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3527) في البيوع ، باب في الرهن من حديث أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وإسناده منقطع ، أبو زرعة لم يدرك عمر وروايته عنه مرسلة ، وقد رواه ابن حبان في صحيحه رقم (2508) موارد ، من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة ، وأبو زرعة يروي عن أبي هريرة ، فالحديث حسن . وقد أورد الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " حديثاً بمعناه 4 / 48 عن أبي مالك الأشعري ، رضي الله عنه ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى ، بإسناد حسن ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3527) قال : حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. قالا : حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، فذكره.

4782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن رجلاً زارَ أخاً لَهُ في قريةِ أخرى ، فأرْصَدَ اللهُ لَهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً ، فلما أَتى عليه قال : أين تُريدُ ؟ قال: أُريدُ أخاً لي في هذه القرية ، قال : [هل] لك عليه من نِعْمة تَرُبُّها (1) ؟ قال: لا ، غير أني أحبَبْتُه في الله ، قال : فإني رسولُ الله إِليكَ بأنَّ اللهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَه [فيه]» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأرصد الله له على مَدْرَجَتِه) أرصدت على طريق فلان قوماً : إذا وكَّلتهم بحفظه ، والمَدْرَجَة : الطريق.
__________
(1) أي : تقوم بإصلاحها ، وتنهض إليه بسبب ذلك .
(2) رقم (2567) في البر والصلة ، باب في فضل الحب في الله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/292 و 508) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/462) قال : حدثنا عبد لرحمان. وفي (2/482) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/508) قال : حدثنا حسن بن موسى. والبخاري في الأدب المفرد (350) قال : حدثنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل. ومسلم (8/12) قال : حدثني عبد الأعلى بن حماد.
ثمانيتهم - يزيد بن هارون ، وعفان ، وعبد الرحمن ، ووكيع ، وحسن بن موسى ، وسليمان بن حرب ، وموسى بن إسماعيل ، وعبد الأعلى - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي رافع ، فذكره.
* في رواية عفان : قال حماد : ولا أعلمه إلا رفعه. ثم قال حماد : أراه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية حسن بن موسى : «قال حماد : ولا أعلمه إلا رفعه» .

4783 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : «أنَّ رجلاً قال له : إِني أحبُّك في الله ، قال: أحبك الذي أحببتني فيه» . أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله : أخرجه ، وقد رواه ابن حبان في " صحيحه " رقم (2010) موارد ، عن أبي مسلم قال : قلت لمعاذ : والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها ، ولا قرابة بيني وبينك ، قال : فلأي شيء ؟ قال : قلت : أبشر إن كنت صادقاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ... الحديث بطوله . ورواه أبو داود بنحو رواية المصنف وبأطول منه من حديث أنس رضي الله عنه رقم (5125) ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.

الفرع الخامس : في حب الله للعبد
4784 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِذا أحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ : إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأَحِبُّوه ، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَع له القَبول في الأرضِ» . أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ اللهَ إِذا أحبَّ عبداً دعا جبريلَ ، فقال: إِني أحبُّ فلاناً فأحِبَّه ، قال : فيُحِبُّه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ ، فيقول : إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه ، فيحبُّه أهل السماء ، ثم يوضَعُ له الَقبُولُ في الأرض ، وَإِذا أَبغض عبداً دعا جبريلَ عليه السلام ، فيقول : إِني أُبْغِضُ فلاناً فَأَبْغِضْه، قال: فَيُبْغِضُه جبريلُ ، ثم ينادي في أهل السماء : -[555]- إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلاناً فأَبغضوه ، ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرض» .
وفي رواية له عن سهيل بن أبي صالح ، قال : «كُنَّا بعَرَفَةَ ، فمرَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وهو على الموْسِمِ ، فقام الناسُ ينظرون إِليه ، فقلتُ لأبي : يا أبتِ ، إِني أرى اللهَ يُحِبُّ عمرَ بنَ عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لِمَا لَه من الحبِّ في قلوب الناس، قال: فأُنَبِّئُكَ ؟ إِني سمعتُ (1) أبا هريرة يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... ثم ذكر الحديث» .
وأخرجه الموطأ مثل الرواية الأولى ، وقال : ولا أَحْسِبهُ إِلا قال في البغض مثل ذلك.
وأخرجه الترمذي مثل مسلم ، وزاد في حديثه في ذِكْر المحبة «فذاك قول الله : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96]» (2) .
__________
(1) في الأصل : بأبيك إني سمعت ، وفي المطبوع : فأنبئك ؟ إني سمعت ، وفي نسخ مسلم المطبوعة والمخطوطة : بأبيك أنت سمعت أبا هريرة ... .
(2) رواه البخاري 13 / 387 في التوحيد ، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة ، وفي الأدب ، باب المقة في الله تعالى ، ومسلم رقم (2637) في البر والصلة ، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده ، والموطأ 2 / 953 في الشعر ، باب ما جاء في المتحابين في الله ، والترمذي رقم (3160) في التفسير ، باب ومن سورة مريم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (591) عن سهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/267) قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر ، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/341) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب، قال : حدثنا ليث ، قال : حدثنا سهيل. وفي (2/413) قال : حدثنا عفان ، قال: حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا سهيل. وفي (2/509) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح.والبخاري (9/173) قال : حدثني إسحاق ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، هو ابن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، وفي خلق أفعال العباد صفحة (35) قال : حدثني به عبد العزيز بن عبد الله ، قال : حدثنا ابن أبي حازم ، عن أبيه. ومسلم (8/40) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا جرير ، عن سهيل. وفي (8/41) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن القاري. وقال قتيبة : حدثنا عبد العزيز ، يعني الدراوردي. (ح) وحدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي قال : أخبرنا عبثر ، عن العلاء بن المسيب (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني مالك ، وهو ابن أنس كلهم عن سهيل. (ح) وحدثني عمرو الناقد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، عن سهيل بن أبي صالح. والترمذي (3161) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح والنسائي في الكبرى (الورقة 102-أ) قال : أخبرنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب عن سهيل. وفي تحفة الأشراف (12736) عن عبدة بن عبد الله ، عن سويد بن عمرو الكلبي ، عن زهير بن معاوية ، عن العلاء بن المسيب ، عن سهيل. وفي (12743) عن قتيبة. وعن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم. كلاهما عن مالك ، عن سهيل.
ثلاثتهم - سهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن دينار ، وأبو حازم - عن أبي صالح ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
وعن نافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه. فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض» .
أخرجه أحمد (2/514) ، قال : حدثنا روح. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري (4/135) قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا مخلد. وفي (8/17) قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا أبو عاصم.
أربعتهم - روح ، وعبد الله بن الحارث ، ومخلد بن يزيد ، وأبو عاصم - عن ابن جريج ، قال : أخبرني موسى بن عقبة ، عن نافع ، فذكره.

الفرع السادس : في [أن] من أحب قوماً كان معهم
4785 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أَن رجلاً سأل -[556]- النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعةُ ؟ قال : وما أعددتَ لها ؟ قال : لا شيء ، إِلا أَنَّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ، فقال : أنتَ مع مَن أحببتَ ، قال أنس : فما فرحنا بشيء فَرَحَنا بقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : أنتَ مع مَنْ أحببتَ ، قال أنس : فأنا أُحِبُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمرَ ، وأرجو أن أَكونَ معهم بحُبِّي إِياهم ، وإِن لم أعمَلْ أعمَالَهُم» .
وفي رواية قال أنس : «فأنا أحِبُّ اللهَ ورسولَهُ... وذكره» .
وفي رواية قال : «بينما أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَارجان من المسجد ، فَلقِينَا رجل [عند سُدَّة المسجد] ، فقال : يا رسولَ الله متى الساعة؟ قال: ما أعددتُ لها ؟ فكأن الرجلَ اسْتَكَانَ ، فقال : يا رسول اللهِ ، ما أعددت لها كثيرَ صيام ، ولا صلاة ، ولا صدقة ، ولكنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَه ، قال : أنت مع مَنْ أحبَبْتَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية مسلم نحو الأُولى ، غير أنه قال : «ما أعدَدْتُ لها من كبيرٍ أَحْمَدُ عليه نفسي» . ولم يذكر قول أنس.
ولمسلم في أُخرى أن أعرابياً قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : متى الساعةُ ؟ قال له : «ما أعددتَ لها؟» قال: حبَّ اللهِ ورسولهِ ، قال : «أنتَ معَ من أحببتَ» .
وللبخاري : «أن رجلاً من أهل البادية أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسولَ الله ، متى الساعةُ قائمة ؟ قال : ويلكَ ، وما أعددتَ لها ؟ قال : -[557]- ما أعددتُ لها ، إِلا أني أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ ، قال : إِنَّكَ مع مَنْ أَحبَبْتَ ، قال : ونحن كذلك؟ قال : نعم، فَفَرِحْنَا يومئذ فَرَحاً شديداً ، فمرّ غلام للمغيرة - وكان من أَقْرَاني - فقال : إِنْ أُخِّرَ هذا لم يدركْه الهَرَمُ حتى تقومَ الساعةُ» .
وهذه الزيادة التي أوَّلُها : «فمرَّ غلام للمغيرة» إِلى آخر الحديث : قد أَخرجها مسلم أيضاً.
وفي رواية للترمذي قال : «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسولَ الله، متى الساعةُ ؟ فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، إِلى الصلاة ، فلما قضى صلاته ، قال : أين السائلُ عن قيام الساعة؟. وذكر نحوه» .
وله في أخرى : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال : المرءُ مع مَن أحبَّ ، وله ما اكتسبَ.
وفي رواية أبي داود قال : «رأيتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَرِحُوا بشيء لم أَرَهم فرحوا بشيء أشدَّ منه ، قال رجل : يا رسولَ الله ، الرجل يُحِبُّ الرجل على العمل من الخير يَعْمَل به ، ولا يعملُ بمثله ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المرءُ مع مَن أحبَّ» (1) . -[558]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سدة المسجد) : بابه وما يبقى من الطَّاق المسدود فيه.
(اسْتَكان) الاستكانة : الذُّل والخضوع.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 461 و 463 في الأدب ، باب علامة الحب في الله ، وباب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب -[558]- وفي الأحكام ، باب الفتيا والقضاء في الطريق ، ومسلم رقم (2639) في البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، ورقم (2953) في الفتن ، باب قرب الساعة ، وأبو داود رقم (5127) في الأدب ، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه ، والترمذي رقم (1386) في الزهد ، باب ما جاء أن المرء مع من أحب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/168) قال : حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال : حدثنا يونس ، وحسن بن موسى. وفي (3/288) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1297) قال : حدثنا حجاج بن منهال.
خمستهم - أبو كامل ، ويونس ، وحسن ، وعفان ، وحجاج - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/198) قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني حسين بن واقد.
3- وأخرجه أحمد (3/227) قال : حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1339) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (1366) والبخاري (5/14) قالا : -عبد والبخاري -: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/42) قال : حدثنا أبو الربيع العتكي.
أربعتهم - يونس ، ويحيى ، وسليمان ، والعتكي - عن حماد بن زيد.
4- وأخرجه مسلم (8/42) قال : حدثنا محمد بن عبيد الغبري ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان.
أربعتهم - حماد بن سلمة ، وحسين ، وحماد بن زيد ، وجعفر - عن ثابت ، فذكره.
وبلفظ : «أن رجلا قال : يا رسول الله ، الرجل يحب القوم ، ولا يبلغ عملهم ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : المرء مع من أحب.» .
1- أخرجه أحمد (3/159) قال : حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال : حدثنا يونس وحسن بن موسى. وفي (3/268) قال : حدثنا عفان ، وأبو كامل.
أربعتهم - أبو كامل ، ويونس ، وحسن ، وعفان - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/221) ، وعبد بن حميد (1265) قالا : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة.
3- وأخرجه أبو داود (5127) قال : حدثنا وهب بن بقية ، قال : حدثنا خالد ، عن يونس بن عبيد.
ثلاثتهم - حماد ، وسليمان ، ويونس - عن ثابت ، فذكره.
وبلفظ : «أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- : متى الساعة ؟ فقال : ما أعددت لها ؟ فقال : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال : أنت مع من أحببت» .
1- أخرجه أحمد (3/172) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/208) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/207 و 255) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عياش. والبخاري (9/80) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (8/42) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير.
ثلاثتهم - شعبة ، وأبو بكر بن عياش ، وجرير - عن منصور بن المعتمر.
2- وأخرجه البخاري (8/49) .ومسلم (8/43) قال : حدثني محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري. كلاهما - البخاري ، واليشكري - قالا : حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة عبدان ، قال : أخبرني أبي ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة.
كلاهما - منصور ، وعمرو - عن سالم بن أبي الجعد ، فذكره.
وبلفظ : «أن أعرابيا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : متى الساعة ؟ قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ما أعددت لها. قال : حب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت» .
أخرجه مسلم (8/42) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا مالك ، عن إسحاق ، فذكره.
وبلفظ : «قال رجل : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ قال : وما أعددت لها ؟ فلم يذكر كبيرا ، قال : ولكني أحب الله ورسوله. قال : فأنت مع من أحببت» .
1- أخرجه الحميدي (1190) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/42) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وابن أبي عمر.
سبعتهم - الحميدي ، وأحمد ، وابن أبي شيبة ، والناقد ، وزهير ، وابن نمير ، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/165) ، ومسلم (8/42) قال : حدثنا محمد بن رافع ، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد ، وابن رافع ، وعبد - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - سفيان ، ومعمر - عن الزهري ، فذكره.
وبلفظ : «جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : متى الساعة ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : حب الله عز وجل ، ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.» .
1- أخرجه أحمد (3/173و 276) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج. ومسلم (8/43) قال : حدثنا ابن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر ، وحجاج - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/178) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك. والبخاري في الأدب المفرد (352) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (8/43) قال : حدثنا أبو غسان المسمعي ، ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا معاذ بن هشام.
ثلاثتهم - هشام بن عبد الملك ، ومسلم بن إبراهيم ، ومعاذ - عن هشام الدستوائي.
3- وأخرجه مسلم (8/43) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - شعبة ، وهشام ، وأبو عوانة - عن قتادة ، فذكره.
وبلفظ : «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، متى قيام الساعة ؟ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة ، فلما قضى صلاته ، قال : أين السائل عن قيام الساعة ؟ فقال الرجل : أنا يا رسول الله. قال : ما أعددت لها ؟ قال : يا رسول الله ، ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم ، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت.» . فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا» .
أخرجه أحمد (3/104) قال : حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/200) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، والأنصاري محمد بن عبد الله. والترمذي (2385) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا إسماعيل ابن جعفر.
أربعتهم - ابن أبي عدي ، ويزيد ، والأنصاري ، وإسماعيل - عن حميد ، فذكره.
وبلفظ : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فحذر الناس ، فقام رجل ، فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟ فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهه. فقلنا له : اقعد ، فإنك قد سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يكره. قال : ثم قام الثانية، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ قال : فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :في وجهه أشد من الأولى. فأجلسناه. قال : ثم قام الثالثة ، فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحك ، وما أعددت لها ؟ قال : أعددت لها حب الله ورسوله ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اجلس ، فإنك مع من أحببت.» .
أخرجه أحمد (3/167) قال : حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (911) عن عيسى بن حماد.
كلاهما - حجاج ، وعيسى - عن ليث ، عن سعيد المقبري ، عن شريك ، فذكره.
وبلفظ : «أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ قال : وما أعددت للساعة ؟ قال : حب الله ورسول. قال : أنت مع من أحببت» .
أخرجه أحمد (3/202) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو ، عن كثير بن خنيس ، فذكره.
وبلفظ : «كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته ، فسأله رجل : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : أما إنها قائمة ، فما أعددت لها ؟ قال : والله ما أعددت من كثير عمل ، إلا أني أحب الله ورسوله. قال : فإنك مع من أحببت ، ولك ما احتسبت» .
وفي رواية أشعث : «المرء مع من أحب ، وله ما اكتسب» . مختصر.
1- أخرجه أحمد (3/226) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا المبارك.
2- وأخرجه الترمذي (2386) قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن أشعث.
كلاهما - المبارك بن فضالة ، وأشعث بن سوار - عن الحسن ، فذكره.

4786 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسولَ الله ، كيف ترى في رجل أحبَّ قوماً ولمَّا يَلْحَقْ بهم ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المرءُ مع من أحبَّ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 461 و 462 في الأدب ، باب علامة حب الله عز وجل ، ومسلم رقم (2640) في البر والصلة ، باب المرء مع من أحب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/392) (3718) و (4/405) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (8/48) قال : حدثنا بشر بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة. وفي (8/48) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (8/43) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال إسحاق : أخبرنا ، وقال عثمان : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنيه بشر بن خالد ، قال : أخبرنا محمد ، يعني ابن جعفر.
كلاهما عن شعبة. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبو الجواب ، قال : حدثنا سليمان بن قرم. ثلاثتهم - شعبة ، وجرير بن عبد الحميد ، وسليمان بن قرم - عن سليمان الأعمش ، عن أبي وائل ، فذكره.

4787 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أَخرجه البخاري ، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 462 في الأدب ، باب علامة حب الله عز وجل ، ومسلم رقم (2641) في البر والصلة ، باب المرء مع من أحب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/392 و 405) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/395 ، 405) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (4/395) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/398) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/405) قال : حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (552) قال : حدثنا محمد بن عبيد.والبخاري (8/49) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (8/43) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، قالا : حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ومحمد بن عبيد.
ثلاثتهم - محمد ، وسفيان ، وأبو معاوية - عن الأعمش ، عن أبي وائل ، فذكره.

4788 - (ت) صفوان بن عسال - رضي الله عنه - : قال : «جاء أَعرابيّ جهُورِيُّ الصوت ، فقال : يا محمد، الرَّجُلُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحق بهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2388) في الزهد ، باب ما جاء أن المرء مع من أحب ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسماء الله الحسني بتحقيق أبي نعيم الاصبهاني

طرق حديث الأسماء الحسنى أبو نعيم الأصبهاني وصف الكتاب ومنهجه : لقد رأى الحافظ العَلَمُ أبو نعيم أن حديث " إن لله تسعة...الحديث ...