روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الثلاثاء، 24 مايو 2022

مجلد 30. و31.من جامع الأصول في أحاديث الرسول

 مجلد 30. و31.من جامع الأصول في أحاديث الرسول

 مجلد 30. من جامع الأصول في أحاديث الرسول مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)

8080 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يدخل أهلُ الجنة جُرْداً مُرداً مُكَحَّلين ، أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جرداً) الجُرْد : جمع أجرد ، وهو الذي لا شعر عليه .
__________
(1) رقم (2548) في صفة الجنة ، باب ما جاء في سن أهل الجنة ، وهو حديث حسن بشواهده ، منها الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/243) والترمذي (2545 قال :حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس البصري.
كلاهما - أحمد ، وأبو هريرة - عن أبي داود سليمان بن داود ،قال :حدثنا عمران أبو العوام ، عن قتادة، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/232) قال :حدثنا يونس ، في تفسير شيبان.وفي (5/239) قال :حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي ،عن سعيد.
كلاهما - شيبان ،وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة ، عن شهر بن حوشب. عن معاذ بن فذكره.
ليس فيه عبد الرحمن بن غنم.
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب ، بوبض أصحاب قتادة روواه هذا عن قتادة مرسلا ولم يسندره.

8081 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : «أهل الجنة جُرْد ، مرد ، كَحْلَى ، لا يَفْنى شبابُهم ، ولا تَبلى ثيابهم» . أخرجه الترمذي (1) .
-[529]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَحْلَى) إن صحت الرواية بكحلى ، فهو جمع كحيل ، مثل قتيل وقتلى ، والكحيل : الذي تبين أجفانه كأنها مكحولة من غير كحل .
__________
(1) رقم (2542) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة ، وهو حديث حسن بشواهده ، منها الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2829) قال : أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي الترمذي (2539) قال :حدثنا محمد بن بشار وأبو هشام الرفاعي.
كلاهما - محمد بن يزيد أبو هشام بن الرفاعي ، ومحمد بن بشار - قالا :حدثنا معاذ بن هشام ،عن أبيه، عن عامر الأحول ، عن شهر بن حوشب ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
قلت : في سنده شهر بن حوشب.

نوع رابع
8082 - (ت) أبو رزين [العقيلي]- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يكون لأهل الجنة ولد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه الترمذي عقب الحديث الذي قبله رقم (2566) في صفة الجنة ، باب ما جاء لأدنى أهل الجنة منزلة ، من غير سند ، فقال : قال محمد - يعني البخاري صاحب الصحيح - وقد روي عن أبي رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد ، وقد روى أحمد في " المسند " 4 / 14 عن أبي رزين العقيلي حديثاً طويلاً فيه : الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ، ويلذذن بكم ، غير أن لا توالد " ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه الترمذي تعليقا عقب الحديث (2563) قال :وقال محمد ، فذكره.

8083 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة ، كان حملُه ووضعُهُ وسِنُّهُ في ساعة واحدة كما يشتهي» أخرجه الترمذي (1) ، وقال : قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم- : «إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي ، ولكن لا يشتهي» (2) .
__________
(1) رقم (2566) في صفة الجنة ، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان والدارمي وغيرهم .
(2) قال الترمذي : قال محمد - يعني البخاري - قال إسحاق بن إبراهيم ... الخ ، وهذا ليس من الحديث ، وظاهر قوله : " ولكن لا يشتهي " مخالف لقوله في الحديث " كما يشتهي " والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/9و80) قال :حدثنا علي بن عبد الله ،والدارمي (2837) قال : أخبرنا ابن يزيد بن القروايري.وابن ماجة (4338) قال :حدثنا محمد بن بشار. الترمذي (2563) قال :حدثنا بندار.
ثلاتهم- علي -والقواريري ،وابن بشار بندار - عن معاذ بن هشام، قال :حدثني أبي ، عن عامر الأحول.
2- وأخرجه عبد بن حميد (939) قال :حدثنا قبيصة ،قال :حدثا سفيان ،عن أبان بن أبي عياش.
كلاهعما - عامر ، وأبان - عن أبي الصديق ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8084 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُعْطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ، قيل : يا رسول الله أو يُطيق ذلك ؟ قال : يعطَى قوةَ مائة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2539) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة ، وإسناده حسن ، ورواه الدارمي بإسناد صحيح من حديث زيد بن أرقم 2 / 334 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه الترمذي (2536) قال :حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن غيلان قالا :حدثنا أبو داود الطياليس ، عن عمران القطان ، عن قتادة ، فذكره.
وقال الترمذي :هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عمران القطان،

نوع خامس
8085 - (م) أنس وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من يدخل الجنةَ ينعمُ ، ولا يبْأسُ ، ولا تَبْلَى ثيابُهُ ، ولا يَفنى شبابُه» .
قال الحميديُّ : أخرجه أبو مسعود الدمشقي ، وخلفٌ الواسطي ، لمسلم عن أنس ، والذي رأيناه في كتاب مسلم عن أبي هريرة ، قلتُ : وكذا وجدته في كتاب مسلم عن أبي هريرة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2836) في الجنة ، باب في دوام نعيم أهل الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/369) قال حدثنا يحيى بن إسحاق.وفي (2/407 و416) قال:حدثنا عفان. وفي (2/462) قال حدثنا عبد الرحمن.والدارمي (2822) قال :حدثنا حجاج بن منهال.ومسلم (8/148) قال :حدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
أربعتهم - يحيى ، وعفان ،وعبد الرحمن بن مهدي ، وحجاج - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، فذكره.
* في رواية عفان : «عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فيما يحسب حماد» .

8086 - (م ت) أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إذا دخل أهلُ الجنة ، ينادي مُنَادٍ : إنَّ لكم أن تَحيَوْا فلا تموتوا أبداً ، وإنَّ لكم أن تصِحوا فلا تسْقمُوا أبداً ، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا فلا تهرَمُوا أبداً ، وإنَّ لكم أن تَنْعَمُوا فلا تبأسوا - وفي رواية : تبتئسوا - فذلك قوله عز وجل : {ونُودُوا أنْ تِلكم الجنةُ أورثتموها بما كنتم -[531]- تعملونَ} [الأعراف : 43]» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2837) في الجنة ، باب في دوام نعيم أهل الجنة ، والترمذي رقم (3241) في التفسير ، باب ومن سورة الزمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/319 و3/39) . والدارمي (2827) قال : أخبرنا عبيد بن عيس.والنسائي في الكبرى تحفة الأشرا (3963) عن أبي حاتم محمد بن إدريس ، عن عبيد بن يعيش.
كلاها- أحمد ،وعبيد - قالا :حدثنا يحيى بن آدم ، عن حمزة بن حبيب الزيات.
02-وأخرجه أحمد (3/95) .وعبد بن حميد (942) .ومسلم (8/148) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد.والترمذي (3246) قال :حدثنا محمود بن غيلان ، غير واحد.
جميعهم - أحمد ،وعبد ، وإسحاق ،وابن غيلان- عن عبد الرزاق ، قال :قال الثوري.
كلاهما - حمزة ، والثوري - عن أبي إسحاق ، أن الأغر حدثه ،فذكره.

نوع سادس
8087 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «تكون الأرض يوم القيامةُ خُبْزة واحدة ، يتكفَّؤها الجبَّارُ بيده كما يتكفَّؤ أحدُكم خبزتَه في السَّفَر ، نُزُلاً لأهل الجنَّة ، فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبركَ بنُزُلِ أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال : بلى ، قال : تكونُ الأرضُ خُبزة واحدة كما قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم- فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلينا ، ثم ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذه ، ثم قال : ألا أخبِرُكَ بإدامهم ؟ قال : بلى ، قال : إدامُهم بالامٌ ونون ، قالوا : وما هذا ؟ قال : ثور ونُون ، يأكل من زَائدة كبدِهما سبعون ألفاً» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتكفَّؤها الجبار) الجبَّار : اسم من أسماء الله عز وجل ، ويتكفَّؤُها أي : يُقَلِّبها ويُميلها ، من قولك : كفأت الإناء : إذا قلبته وكببته . -[532]-
(نُزُلا) النُّزُل : ما يُعدُّ للضيف من الطعام والشراب .
(بالام) قد جاء في متن الحدث أنه الثور ، ولعلّ اللفظة عبرانية ، و «النون» : الحوت ، وهو عربي .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 321 و 322 في الرقاق ، باب يقبض الله الأرض يوم القيامة ، ومسلم رقم (2792) في صفات المنافقين ، باب نزل أهل الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (962) قال :حدثني إبراهيم بن الأشعث ،قال:حدثنا محمد بن فضيل بن عياض ،والبخاري (8/135) قال :حدثنا يحيى بن بكير ،ومسلم (8/128) قال : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، قال :حدثني أبي.
ثلاثتهم - محمد بن الفضيل ، ويحيى بن بكير ،وشعيب - عن ليث بن سعد ،قال :حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطا بن يسار ، فذكره.

نوع سابع
8088 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أدنى أهل الجنة : الذي له ثمانون ألفَ خادم ، واثنتان وسبعون زوجة ، وتُنْصبُ له قُبَّة من لؤلؤ وزَبَرْجد وياقوت ، كما بيْنَ الجابية إلى صنعاءَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2565) في صفة الجنة ، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/75) قال :حدثنا حسن ،قال :حدثنا ابن لهيعة والترمذي (2562) قال :حدثنا سويد ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال: أخبرنا رشدين بن سعد ،قال :حدثني عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة ، وعمرو - عن دارج ، عن أبي الهيثم ، فذكره.

8089 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أدنى مقْعَدِ أحدِكُمْ من الجنة ، مَنْ يقول له (1) : تمنَّ فيتمنَّى ، ويتمنَّى ، فيقول له : هل تمنيتَ ؟ فيقول : نعم ، فيقول له : فإنَّ لك ما تمنَّيتَ ومثلَه مَعَه» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أن يقول له .
(2) رقم (182) في الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/315) .ومسلم (1/114) قال :حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ،فذكره.

8090 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أدنى أهلِ الجنةِ منزلة : لَمَنْ ينظر إلى جنانه وأزواجه -[533]- ونعيمهِ وخدمهِ وسُرُرِهِ مسيرةَ ألف سنة ، وأكرمُهم على الله : مَن ينظر إلى وجهه غُدْوة وعَشِيَّة ، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : {وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرةٌ . إلى ربها نَاظِرةٌ} [القيامة : 22، 23]» أخرجه الترمذي ، وقال : قد رُوي عن ابن عمر (1) ، ولم يرفعه (2) .
__________
(1) في المطبوع : عن عمر ، وهو خطأ .
(2) رواه الترمذي رقم (2556) في صفة الجنة ، باب رقم (17) ، ورقم (3327) في التفسير ، باب ومن سورة القيامة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (2/13) (4623) قال :حدثنا أبو معاوية ، قال :حدثنا عبد الملك بن أبجر.وفي (2/64) (5317) قال :حدثنا حسين بن محدم ،قال:حدثنا إسرائيل.وعبد بن حميد (819) قال : أخبرني شبابة بن سوار ،قال :حدثنا إسرائيل بن يونس.والترمذي (2553 و3330) قال:حدثنا عبد بن حميد ،قال : أخبرني شبابة عن إسرائيل.
كلاهما - عبد الملك بن أبجر ، إسرائيل - عن ثوير بن أبي فاختة ، فذكره.
* قال الترمذي : روى الأشجعي عن سفيان عن ثوير ،عن مجاهد ،عن ابن عمر قوله ولم يرفعه ، وما نعلم أحدا ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري.

8091 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أدنى أهل الجنة منزلة : مَنْ ينظر في ملكه ألف عام - وفي رواية ألفي عام - يرى أقصاه كما يرى أدناه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع جعله مع الحديث الذي قبله حديثاً واحداً وقال في آخره : أخرجه الترمذي ، وهو خطأ ، وهذا الحديث بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم نقف عليه ، وفي المطبوع كانا حدثنا واحدا ، وهو خطأ.

8092 - (م ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : سأل موسى عليه السلام ربَّه : ما أدنَى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما أُدْخِلَ أهل الجنة الجنةَ ، فيقال له : ادخُل الجنة ، فيقول : أي ربِّ ، كيف وقد نزلَ الناسُ منازلَهم ، وأخذوا أخَذاتِهِم ؟ فيقال له : أَما ترضى أن يكون لك مثلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيتُ ربِّ ، فيقول : لك ذلك ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ ، فقال في الخامسة : رضيتُ ربِّ ، فيقول : -[534]- هذا لك وعشرة أمثاله : «ولك ما اشتهت نَفْسُكَ ، ولذَّتْ عينُكَ ، فيقول : رضيتُ ربِّ ، قال ربِّ : فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردتُ ، غرَستُ كرامتَهم بيدي ، وختمتُ عليها ، فلم ترَ عين ، ولم تسْمع أذُن ، ولم يخطُرْ على قلْبِ بشر ، قال : ومصْدَاقُهُ في كتاب الله عز وجل {فلا تعْلم نَفْسٌ ما أُخفيَ لهم من قُرَّةِ أَعْينٍ ...} الآية [السجدة : 17]» . ومن الرواة من قال عن المغيرة : إن موسى عليه السلام ، ولم يسنده . أخرجه مسلم ، وأخرجه الترمذي إلى قوله : «فيقول : رضيتُ ربِّ» في الثالثة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَخَذاتِهم) أخذ الناسُ أخذاتِهم ، أي : نزلوا منازلَهم المختصة بهم ، زاد الحميدي في غريبه : واستَوْفَوا مراتبهم ، والإخَاذة : الأرض يأخذها الرجل لنفسه يحوزها ، قاله ابن فارس .
__________
(1) رواه مسلم رقم (189) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، والترمذي رقم (3196) في التفسير ، باب ومن سورة السجدة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1- أخرجه الحميدي (761) . ومسلم (1/120و 121) قال :حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي. (ح) وحدثنا ابن عمر (ح) وحدثني بشر بن الحكم ،الترمذي (3198) قال :حدثنا ابن أبي عمر.
أربعتهم - الحميدي ، والأشعثي ،وابن أبي عمر ،وبشر - قالوا :حدثنا سفيان بن عيينة ، قال :حدثنا مطرف بن طريف ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر.
2-وأخرجه مسلم (1/121) قال :حدثنا أبو كريب ،قال :حدثنا عبيد الله الأشجعي ، عن عبد الملك بن أبجر.
كلاهما - مطرف،وعبد الملك - سمعا الشعبي ، فذكره.
* في رواية الأشعبي ،قال :الشعبي : سمعت المغيره بن شعبة رواية إن شاء الله.
* وفي رواية بشر بن الحكم : قال سفيان : رفع أحدهما أراه بن أبجر.
* وفي روايحة عبيد الله الأشجعي : عن المغيرة : «أن موسى سأل ربه....فذكره» .

نوع ثامن
8093 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهلَ الجنة ، فيقولون : لبَّيْكَ ربَّنا وسَعدَيك ، والخيرُ في يديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربَّنا وقد أعطيتَنا ما لم تُعْطِ أحداً مِنْ خَلْقِكَ ؟ فيقول : -[535]- ألا أعطيكم أفضلَ من ذلك ؟ فيقولون : وأيُّ شيء أفضل ؟ فيقول : أُحلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخطُ عليكم بعده أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 363 و 364 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وفي التوحيد ، باب كلام الرب مع أهل الجنة ، ومسلم رقم (2829) في صفة الجنة ، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة ، والترمذي رقم (2558) في صفة الجنة ، باب رقم (18) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/88) قال:حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (8/142) قال :حدثنا معاذ بن أسد. ومسلم (8/144) قال :حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم.والترمذي (2555) قال حدثنا سويد بن نصر ،النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4162) عن عمرو بن يحيى بن الحارث ، عن أبي صالح سلمويه.
خمستهم - علي ، ومعاذ، ومحمد بن عبد الرحمن - وسويد وسلمويه - عن عبد الله بن المبارك.
2- وأخرجه البخاري (9/184) قال :حدثنا يحيى بن سليمان.ومسلم (8/144) قال:حدثني هارون بن سعيد الأيلى.
كلاهما - يحيى ، وهارون - عن عبد الله بن وهب.
كلاما - ابن المبارك ، وابن وهب - قالا :أخبرنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ،عن عطاء بن يسار ، فذكره.

نوع تاسع
8094 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «عرِضَ عليَّ أولُ ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد ، وعفيف متعفِّف ، وعبْدٌ أحسَنَ عِبادَة الله ونصَح لمواليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1642) في فضائل الجهاد ، باب ما جاء في ثواب الشهداء ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 425 ، والحاكم في " المستدرك " ، والبيهقي في " السنن " وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/425) قال :حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.قال :حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/479) قال حدثناوكيع ،عن علي بن مبارك.وعبد بن حميد (1446) قال :حدثنا مسلم بن إبراهيم.قال:حدثنا حميد بن مهران.والترمذي (1642) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا عثمان بن عمر.قال أخبرنا علي بن المبارك.وابن خزيمة (2249) قال :حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى.قال :حدثنا معاذ بن هشام. قال :حدثني أبي.
ثلاثتهم - هشام الدستوائي ،وعلي بن المبارك ،وحميد بن مهران - عن يحيى بن أبي كثير ،عن عامر العقيلي،عن أبيه ، فذكره.

8095 - (خ م) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ألا أخبرُكم بأهل الجنة ؟ قالوا : بلى ، قال : كلُّ ضعيف متضَعِّف لو أقْسمَ على الله لأبرَّه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 507 في تفسير سورة (ن) ، باب قوله تعالى : {عتل بعد ذلك زنيم} ، وفي الأدب ، باب الكبر ، وفي الأيمان ، باب قوله تعالى : {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2853) في صفة الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2608) في صفة جهنم ، باب رقم (13) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/306) قال :حدثنا وكيع وفيه (4/306) قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.وفي (4/306) قال :حدثنا أبو نعيم ،وعبد بن حميد (477) قال :حدثنا أبو نعيم والبخاري (6/198) قال :حدثنا أبو نعيم ،قال وفي (8/24) قال حدثنا محمد بن كثير.ومسلم (8/154) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،قال :حدثنا وكيع.وابن ماجة (4116) قال حدثنا محمد بن بشار ،قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.والترمذي (265) قال :حدثنا محمود بن غيلان ،قال :حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع ،وعبد الرحمن ، وأبو نعيم ،ومحمد -عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (8/167) ومسلم (8/154) قالا :حدثنا محمد بن المثنى ،قال حدثني غندر وفي (8/154) قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاد العنبري ،قال :حدثنا أبي.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3285) عن محمد بن المثنى ، عن غندر.
كلاهما - غندر ، ومعاذ - قالا :حدثنا شعبة.

8096 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يدخل الجنةَ أقوام أفئدتهم مثلُ أفئدة الطير» أخرجه مسلم (1) .
وزاد رزين في رواية : «وأكثر أهل الجنة البُلْهُ» (2) .
وفي رواية : «كلُّ نُوْمة» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُومة) رجل نُومَةٌ بضم النون وسكون الواو : لا يؤبه له ، خاملٌ لا يعرف الشرّ وأهله ، وفي حديث ابن عباس أنه قال لعلي رضي الله عنه : «ما النومة ؟ فقال : الذي سكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء ، فأما النُّوَمة - بفتح الواو - فهو الكثير النوم» (4) .
__________
(1) رقم (2840) في صفة الجنة ، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير .
(2) رواه البزار في " مسنده " عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، وهو حديث ضعيف .
(3) هذه الرواية لم نجدها بهذا اللفظ .
(4) انظر " لسان العرب " مادة " نوم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/331) .ومسلم (9/149) قال :حدثنا حجاج بن الشاعر.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وحجاج بن الشاعر - عن أبي النضر ، هاشم بن القاسم الليثي ،قال :حدثنا إبراهيم بن سعد ،قال :حدثنا أبي ، عن أبي سلمة ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/331) قال حدثنا يعقوب.قال :حدثني أبي ،عن أبيه ،عن أبي سلمة.قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قال عبد الله أحمد بن حنبل : وهو الصواب ، يعني لم يذكر أبا هريرة.

8097 - (د) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لاَ يْدخُلُ الجنة الجَوَّاظ ، ولا الجَعْظَرِيُّ ، قال : والجَوَّاظ : الغليظ الفظُّ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَوَّاظ) : المنوع ، وقيل : السمين المختال في مشيته ، وقيل : القصير البطين . -[537]-
(الجعظريُّ) : الفظُّ الغليظ .
__________
(1) رقم (4801) في الأدب ، باب في حسن الخلق ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (480) قال :حدثني بن أبي شيبة.وأبو داود (4801) قال :حدثنا أبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة ،قالا :حدثنا وكيع ،عن سفيان ،عن معبد بن خالد ، فذكره.

نوع عاشر
8098 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- : «كان يتحدَّث - وعنده رَجُل من أهل البادية - أنَّ رَجُلاً استأذن ربّه في الزرع ، فقال : ألستَ فيما شئتَ ؟ يقول : بلى ، ولكن أُحِبُّ ذلك ، فيؤذَن له ، فيبذُر ، فيبادر الطرْفَ نباتُه واستحصاده ، وتكويره أمثالَ الجبال ، فيقول الرب سبحانه : دونَكَ يا ابن آدم ، فإنه لا يشبِعُكَ شيء ، فقال الأعرابيُّ : إنكَ لن تجدَه إلا قُرَشياً أو أنصارياً ، فإنهم أصحاب زرع ، فأما نحن : فَلَسْنا بأصحاب زرع ، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ نواجذه» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 21 في الحرث والمزارعة ، باب كراء الأرض بالذهب والفضة ، وفي التوحيد ، باب كلام الرب مع أهل الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2348) حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح ، حدثنا هلال (ح) وحدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو عامر ، حدثنا فليح ،عن هلال بن علي،عن عطاء بن يسار ،عن ، فذكره.

الفرع الثاني : في ذكر أهل النار ، وفيه خمسة أنواع
نوع أول
8099 - (خ م ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : سمعتُ -[538]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن أهوَنَ أهلِ النار عذاباً يومَ القيامة : لرَجُل يُوضَعُ في أخْمَص قدَميهِ جمرتان ، يغلي منهما دماغُهُ - وفي رواية : له نعْلان وشراكانِ من نار يغلي منهما دماغه - كما يغلي المرْجلُ ، ما يَرَى أنَّ أحداً أشدُّ منه عذاباً ، وإنه لأهوَنُهُم عذاباً» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 372 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (213) في الإيمان ، باب أهون أهل النار عذاباً ، والترمذي رقم (2607) في صفة جهنم ، باب رقم (12) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/271) قال :حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، وفي (4/374) قال:حدثنا محمد بن جعفر بن ،قال : أخبرنا شعبة.والبخاري (8/144) قال :حدثني محمد بن بشار،قال:حدثنا غندر ،قال:حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه عبد الله بن رجاء ،قال :حدثنا إسرائيل.ومسلم (1/135) قال :حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ،قالا :حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال :حدثنا أبو أسامة ،عن الأعمش. والترمذي (2604) قال :حدثنا محمود ابن غيلان ،قال :حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وإسرائيل ، والأعمش - عن إبي إسحاق ، فذكره.

8100 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أدْنى أهْلِ النار عذاباً : ينْتَعِل بنعلين من نار ، يغْلِي منهما دِماغُه من حرارة نعليه» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (211) في الإيمان ، باب أهون أهل النار عذاباً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/27) . ومسلم (1/120 و135) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد ،وأبو بكر - قالا :حدثنا يحيى بن أبي بكير ،قال :حدثنا زهير بن محمد ،عن سهيل بن أبي صالح ،عن النعمان بن أبي العياش ، فذكره.
* رواية مسلم (1/135) مختصرة على : إن أدني أهل النار عذابا.

8101 - (م) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ منهم من تأخذُه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى رُكبتيه ، ومنهم من تأخذُه إلى حجزَتِه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ترْقُوَتِهِ» أخرجه مسلم .
وفي أخرى له : «إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذُه إلى حُجْزَته ، ومنهم من تأخذه إلى عنقه» . -[539]-
وفي أخرى مثل الأولى ، وجعل مكان «حُجْزته» : «حَقوَيه» (1) .
__________
(1) رقم (2845) في صفة الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1- أخرجه أحمد (5/10) قال :حدثنا يونس بن محمد ، وحسين.ومسلم (8/150) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما - يونس ، وحسين - قالا :حدثنا شيبان بن عبد الواحد.
2- وأخرجه أحمد (5/10 و18) قال:حدثنا روح،ومسلم (8/150) قال :حدثني عمرو بن زرارة ،قال : أخبرنا عبد الوهاب.يعني بن عطاء. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ،محمد بن بشار ،قالا :حدثنا روح.
كلاهما - روح ، وعبد الوهاب - عن سعيد.
كلاهما - شيبان ،وسعيد - عن قتادة ، قال :سمعت أبا نضرة ،فذكره.

نوع ثان
8102 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُلْقى على أهل النار الجوعُ ، فيَعْدِل ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون ، فيُغاثون بطعام من ضريع لا يُسْمنُ ولا يغني من جوع ، فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بطعام ذي غُصَّة ، فيتذكَّرون أنهم كانوا يُجِيُزون الغُصص في الدنيا بالشراب ، فيستغيثون بالشراب ، فيدفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد ، فإذا أُدْنِيَ من وجوههم ، شَوَت وُجوههم ، فإذا دخل بطونَهم ، قطَّعْ ما في بطونهم ، فيقولون : ادعوا خزَنَةَ جهنم ، عساهُم يخفِّفون عنا ، فيقولون لهم : {أولمْ تَكُ تأتيكُم رُسُلُكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلال} [غافر : 50] فيقولون : ادعوا مالكاً ، فيقولون : {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ علينا ربُّك} فيجيبهم : {إنَّكم ماكِثُون} [الزخرف : 77]» .
قال الأعمش : نُبِّئتُ أن بين دعائهم وإجابة مالك لهم : مقدار ألف عام ، فيقولون : ادعوا ربَّكم ، قال تجدون خيراً منه ، فيقولون : {ربَّنا غَلَبَتْ علينا شِقْوَتُنا وكُنَّا قوماً ضالِّين . ربَّنا أخرجْنا منها فإنْ عدنا فإنَّا ظالمون} -[540]-[المؤمنون : 106 ، 107] قال : فيجيبهم {اخسئُوا فيها ولا تُكَلِّمون} [المؤمنون : 108] فعند ذلك يئسوا من كل خير ، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويلِ . أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين : «فيقال لهم : لا تدْعوا اليوم ثُبوراً واحداً ، وادعُوا ثبُوراً كثيراً» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزفير) : إدخال النَّفَس إلى الجوف مع صوت . (ضريع) الضريع : نبت بالحجاز له شوك . (ثبوراً) الثبور : الهلاك .
__________
(1) رقم (2589) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار ، وإسناده ضعيف ، قال الترمذي : قال عبد الله بن عبد الرحمن - يعني الدارمي - : والناس لا يعرفون هذا الحديث ، قال : إنما روي هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله ، وليس بمرفوع ، أقول : وإسناده ضعيف مرفوعاً وموقوفاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2586) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن.قال:أخبرنا عاصم بن يوسف،قال:حدثنا قطبة بن عبد العزيز ،عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ،فذكره.* قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي : والناس لا يرفعون هذا الحديث.
* وقال الترمذي : إنا نعرف هذا الحديث عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، قوله : وليس بمرفوع ، وقطبة بن عبد العزيز هوثقة عند أهل الحديث.

8103 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الحميم ليُصبُّ على رؤوسهم ، فينفُذ حتى يخْلُصَ إلى جوفه ، فَيَسْلُتَ ما في جوفه حتى يمرُق من قدميه : وهو الصَّهْر ، ثم يُعاد كما كان» أخرجه الترمذي (1) .
-[541]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحميم) : الماء الحارُّ المتناهي الحرارة .
(فينفذ) نفذ ينفُذ : إذا خرق وجاز في الشيء .
(فيسلت) أي : يحلق ويستأصل ما في جوفه .
(يمرق) مرق السهم يمرق : إذا نفذ في الرميَّة .
(الصَّهْر) : الإذابة ، صَهَرْت الشحم أصهَرهُ : إذا أذبته .
__________
(1) رقم (2585) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/374) قال حدثنا إبراهيم.والترمذي (2582) قال :حدثنا سويد.
كلاهما - إبراهيم بن إسحاق ، وسويد بن نصر - عن عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا سعيد بن يزيد ،عن أبي السمح ، عن ابن حجيرة ، فذكره.

نوع ثالث
8104 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ضِرْس الكافر- أو ناب الكافر - مثلُ أحد ، وغلَظُ جلده : مسيرةُ ثلاث» أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ضرْسُ الكافر يوم القيامة مثلُ أحد ، وفخذه مثلُ البيضاء ، ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثلُ الرَّبذة» يعني كما بينها وبين المدينة ، والبيضاء : جبل ، وقيل : مدينة من مدائن المغرب .
وله في أخرى : «ضِرْسُ الكافر مِثْلُ أُحُد» .
وفي أخرى قال : «إن غِلَظَ جلد الكافر : اثنان وأربعون (1) ذراعاً ، -[542]- وإن ضِرْسَه مثلُ أُحُد ، وإنَّ مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة» (2) .
__________
(1) في الأصل : اثنين وأربعين .
(2) رواه مسلم رقم (2851) في صفة الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ، والترمذي رقم (2580) و (2581) و (2582) في صفة جهنم ، باب ما جاء في عظم أهل النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/153) قال:حدثنا سريج بن يونس.قال :حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن صالح ، عن هارون بن سعيد.الترمذي (2579) قال :حدثنا أبو كريب.قال:حدثنا مصعب بن المقدام ،عن فضيل ابن غزوان.
كلاهما - هارون بن سعد ، وفضيل بن غزوان- عن أبي حازم ، فذكره.
* رواية فضيل بن غزوان مختصرة في على: «ضرس الكافر مثل أحدِ» .

8105 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه – يرفعه ، قال : «ما بين منكبي الكافر في النار مسيرةُ ثلاثةِ أيام للراكب المسرع» .
وفي رواية لم يذكر «في النار» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث لم يذكره الحميديُّ في كتابه .
__________
(1) رقم (2582) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/142) قال :حدثنا معاذ بن أسد.قال :أخبرنا الفضل بن موسى.ومسلم (8/154) قال :حدثنا أبو كريب أحمد بن عمر الوكيعي.
قالا:حدثنا ابن فضيل.
كلاهما - الفضل بن موسى ، ومحمد فضيل - عن الفضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، فذكره.

8106 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الكافرَ لَيَسْحَبُ لسانَهُ الفَرْسَخَ والفَرْسَخيْن ، يتوَّطؤه الناس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2583) في صفة جهنم ، باب ما جاء في عظم أهل النار ، وفي سنده أبو المخارق مغراء العبدي وهو مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2580) قال :حدثنا هناد ،قال :حدثنا علي بن مسهر ، عن الفضل بن زيد ،وعن أبي المخارق ، فذكره.
وبلفظ : «يجر» أخرجه أحمد (2/92) (5671) .وعبد بن حميد (860) قال :حدثني ابن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وابن أبي شيبة - عن أبي النضر هاشم بن القاسم ،قال :حدثنا أبو عقيل ،يعني عبد الله بن عقيل ،عن الفضل بن يزيد بن الشمالي ،قال :حدثني أبو العجلان ،فذكره.

نوع رابع
8107 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «أولُ مَنْ يُدْعَى يوم القيامة : آدمُ عليه السلام ، فتراءى ذرِّيتُه ، فيقال لهم : هذا أبوكم آدمُ ؟ فيقول : لَبَّيْكَ وسعْدَيْكَ ، فيقول : أخْرِجْ بَعْثَ جهنم من ذُرِّيتك ، فيقول : يا ربِّ كم أُخرِجُ ؟ فيقول : أخرج من كلِّ مائة تسعة -[543]- وتسعين ، فقالوا : يا رسول الله ، إذا أخذَ مِنَّا من كل مائة تسعة وتسعون (1) ، فماذا يبقى مِنَّا ؟ قال : إنَّ أمَّتي في الأمم كالشعرَةِ البيضاء في الثور الأسود» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في المطبوع : تسعة وتسعين .
(2) 11 / 336 في الرقاق ، باب الحشر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/378) قال :حدثنا قتيبة ، قال :حدثنا عبد العزيز بن محمد.والبخاري (8/137) قال :حدثنا إسماعيل.قال :حدثني أخي ،عن سليمان.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد ، وسليمان بن بلال- عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ،فذكره.

نوع خامس
8108 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن إبراهيم عليه السلام يرى أباه يومَ القيامةِ ، عليه الغَبَرَةُ والقَتَرَةُ» .
وفي رواية : قال : «يَلْقَى إبراهيم أباه آزرَ يومَ القيامة وعلى وجهِ آزرَ قَتَرَة وغَبَرَة ، فيقول له إبراهيم : ألمْ أقل لك : لا تعصني (1) ؟ فيقول له أبوه : فاليوم لا أعصيك ، فيقول إبراهيم : يا ربِّ ، إنك وعدتَني أن لاُ تخْزِيني يوم يُبْعَثُون ، فأيُّ خِزْي أخزى من أبي الأبعد ؟ (2) فيقول الله : إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيم ، ما تحتَ رِجْلَيْكَ ؟ فنظر ، فإذا هو بِذَيخ مُتَلطِّخ ، فيؤخذ بقوائمه ، فيُلْقى في النار» . -[544]- أخرجه البخاري (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَتَرة) : غبرة معها سواد .
(بذِيخ) الذِّيخ : ذَكَر الضباع ، والأنثى : ذِيخة .
__________
(1) في المطبوع : لا تعصيني ، بإثبات الياء .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : وصف نفسه - يعني إبراهيم عليه السلام - بالأبعد ، على طريق الفرض ، إذ لم تقبل شفاعته في أبيه .
(3) 6 / 276 في الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي تفسير سورة الشعراء ، باب {ولا تخزني يوم يبعثون} ، وفي هذا الحديث إشكالات أوردها الحافظ في " الفتح " وذكر من استشكل الحديث من العلماء ، والأجوبة عليه ، فانظر " الفتح " 8 / 384 و 385 في تفسير سورة الشعراء ، باب {ولا تخزني يوم يبعثون} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (4/169 و6/139) قال :حدثنا إسماعيل بن عبد الله.قال : أخبرني أخي عبد الحميد ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14324) عن أحمد بن حفص بن عبد الله ، عن أبيه،عن إبراهيم بن طهمان ،عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، فذكره نحوه ، فزاد ، فيه : عن أبيه.

الفرع الثالث : في ذكر ما اشتركا فيه ، وفيه خمسة أنواع
نوع أول
8109 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «تحاجَّتِ الجنةُ والنار ، فقالت النارُ : أُوثِرْتُ بالمتكبِّرين والمتجَّبرين ، وقالت الجنةُ : فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهُم ؟ - زاد في رواية : وغِرّتُهم - فقال الله عز وجل للجنة : أنت رحمتي ، أرحمُ بكِ مَن أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي ، أُعذِّبُ بكِ من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملْؤها ، فأما النار : فلا تمتلئ حتى يضع رِجْلَه - وفي -[545]- رواية : حتى يضع الله تبارك وتعالى رِجلَهُ - فتقول : قَطْ قَط قَطْ ، فَهُنالِكَ تمتلئ ، ويُزوَى بعضُها إلى بعض ، ولا يظْلِمُ الله مِنْ خَلقْهِ أحداً ، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري قال : «اختصَمَتِ الجنةُ والنار [إلى ربِّهما] ، فقالت الجنة : يا ربِّ ماَ لَها لا يدخلها إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم ؟ وقالت النار (1) فقال [الله] للجنة : أنتِ رحمتي ، وقال للنار : أنتِ عذابي أُصِيبُ بِكِ من أشاء ، ولكلِّ واحدة منهما مِلؤها ، فأما الجنة ، فإن الله لا يظْلِمُ مِن خلْقهِ أحداً ، وإنه يُنْشئ للنار من يشاء ، فيُلْقَوْنَ فيها ، فتقول : هل من مزيد ؟ ويلقون فيها ، فتقول : هل من مزيد ، حتى يضع قدَمه فيها ، فتمتلئ ، ويُزْوَى بعضها إلى بعض ، وتقول : قطْ قطْ قطْ» .
وله في أخرى : - وكان كثيراً ما يقفِهُ أبو سفيان الحميري ، أحد رواته ، قال : يقال لجهنم ، هل امتلأت ؟ وتقول : هل من مزيد ؟ فيضع الرب قدمه عليها ، فتقول : «قط قط» .
ولمسلم بنحو الأولى ، وانتهى عند قوله : «ولكل واحدة منهما ملؤها» .
وقال في رواية : «فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغِرَّتُهم (2) ؟» .
وفي آخره : «فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها ، فهنالك تمتلئ ، -[546]- ويُزوى بعضُها إلى بعض» وأخرجه الترمذي نحو الأولى (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وسَقَطهم) السَّقَط في الأصل : المزدرَى به ، ومنه السَّقَط : لرديء المتاع .
(وغِرَّتُهم) الغِرّ : الذي لم يجرِّب الأمور ، فهو قليل الشرِّ ، منقاد ، والمعنى : أن من آثر الخمول وإصلاح نفسه والتزوُّدَ لمعاده ، ونبذ أمور الدنيا ، فليس غِرّاً فيما قصد له ، ولا سَقَطاً ولا مذموماً بنوع من الذم ، وقد جاء في الحديث " أكثر أهل الجنة البُلْهُ " (4) لأنهم أغفلوا أمر دنياهم ، فجهلوا حذق التصرف فيها ، وأقبلوا على آخرتهم ، فأتقنوا أسبابها ، وشغلوا أنفسهم بها ، وليس من عجز عن كسب الدنيا وتخلف في الحذق بها ، وأعرض عنها إلى اكتساب الباقيات الصالحات مذموماً ، وهؤلاء الذين خصت بهم الجنة رحمةً من الله رحمهم بها ؛ إذ وفَّقهم الله لها ، كما خُصّت النار بالمتكبرين الذين يستحقرون الناس ويزدرونهم ، ولا يرون لهم قدراً ، ويرفعون أنفسهم عليهم .
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة . وفي النسخ المطبوعة : يعني : أوثرت بالمتكبرين ، قال الحافظ في " الفتح " : كذا وقع هنا مختصراً ، قال ابن بطال : سقط قول النار هنا من جميع النسخ ، وهو محفوظ في الحديث ، وانظر " الفتح " 13 / 367 .
(2) وفي بعض النسخ : وعجزتهم .
(3) رواه البخاري 8 / 458 في تفسير سورة (ق) ، باب قوله تعالى : {وتقول هل من مزيد} ، وفي التوحيد ، باب ما جاء في قول الله تعالى : {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (2846) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ، والترمذي رقم (2564) في صفة الجنة ، باب ما جاء في احتجاج الجنة والنار .
(4) وهو حديث ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/314) والبخاري (6/173) قال حدثنا عبد الله بن محمد.ومسلم (8/151) قال :حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد ،ومحمد بن رافع ، عن عبد الرزاق بن همام. قال :حدثنا معمر، عن همام بن منبه ، فذكره.

8110 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «احتجّت الجنة والنار ، فقالت النار : فيَّ الجبّارون والمتكبِّرون وقالت -[547]- الجنةُ : فيَّ ضعفاء الناسِ و مساكينُهم ، فقضى بينهما : أنَّكِ الجنةُ رحمتي ، أرَحمُ بِكِ مَنْ أشاء ، وأنَّكِ النَّارُ عذابي أُعذِّب بك من أشاء ، ولكليكما عليَّ مِلؤها» أخرجه مسلم مُدْرجاً على حديث قبله لأبي هريرة في نحو معناه ، ولم يذكر من أوله إلى قوله : «احتجت الجنة والنار» فقط (1) .
وهذا الذي أوردناه هو ما أورده الحميديُّ في كتابه ، وزَعَمَ أنه الذي أورده البرقاني وأبو مسعود الدمشقي .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2847) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/79) ومسلم (8/151) وعبد الله بن أحمد (3/79) .
ثلاثتهم عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.

8111 - (خ م ت) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كلُّ ضعيف متضعِّف ، لو أقسم على الله لأبره ، ألا أُخبركم بأهل النار ؟ كل عُتُلٍّ جوَّاظ مستكبر» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
ولمسلم في رواية : «ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا : بلى ... وذكره ، وكذلك في أهل النار ، قالوا : بلى» . وله في أخرى مثله ، وقال في ذكر أهل النار : «كلُّ جَوَّاظ زَنِيم متكبِّر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عتل) العُتلّ : الغليظ الجافي الذي لا ينقاد إلى الخير . -[548]-
(زنيم) الزَّنيم : الدَّعِيُّ الملصَق بالقوم وليس منهم ، وقيل : هو اللئيم .
__________
(1) تقدم تخريجه برقم (8095) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/306) قال : حدثنا وكيع. وفيه (4/306) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفيه (4/306) قال : حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (477) قال : حدثنا أبو نعيم. والبخاري (6/198) قال : حدثنا أبو نعيم. وفي (8/24) قال : حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (8/154) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع. وابن ماجه (4116) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (2605) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع ، وعبد الرحمن ، وأبو نعيم ، ومحمد - عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (8/167) ومسلم (8/154) قالا : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثني غندر. وفي (8/154) قال مسلم : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال : حدثنا أبي ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3285) عن محمد بن المثنى ، عن غندر.
كلاهما - غندر ، ومعاذ - قالا : حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان ، وشعبة - عن معبد بن خالد ، فذكره.

نوع ثان
8112 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أمَّا أهلُ النارِ الذين هم أهلها ، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيَون ، ولكن ناس أصابتهم النارُ بذنوبهم - أو قال : بخطاياهم - فأماتتهم إماتة ، حتى إذا كانوا فحْماً أُذن بالشفاعة ، فجيء بهم ضبائرَ ضبائرَ فبُثُّوا على أنهار الجنة ، ثم قيل : يا أهل الجنة ، أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحبَّةِ في حميل السيل ، فقال رجل مِنَ القوْم : كأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد كان بالبادية» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضبائر ضبائر) الضبائر : جماعات الناس ، تقول : رأيتهم ضبائر : أي جماعات في تفرقة ، جمع ضِبارة .
__________
(1) رقم (185) في الإيمان ، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/5) قال : حدثنا ابن أبي عدي. وعبد بن حميد (865) قال : أخبرنا صفوان ابن عيسى.
كلاهما - ابن أبي عدي ، وصفوان - عن سليمان التيمي.
2- وأخرجه أحمد (3/11) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (3/78) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (868) قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا شعبة. والدارمي (2820) قال : أخبرنا عمرو بن عون ، عن خالد بن عبد الله. ومسلم (1/118) قال : حدثني نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا بشر يعني ابن المفضل. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجه (4309) قال : حدثنا نصر بن علي ، وإسحاق ابن إبراهيم بن حبيب ، قالا : حدثنا بشر بن المفضل.
أربعتهم - إسماعيل ، وشعبة ، وخالد ، وبشر - عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة.
3- وأخرجه أحمد (3/20) وعبد بن حميد (863) .
كلاهما - عن يزيد بن هارون - قال : أخبرنا أبو مسعود الجريري.
4- وأخرجه أحمد (3/90) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا عوف.
أربعتهم - التيمي ، وأبو مسلمة ، والجريري ، وعوف - عن أبي نضرة ، فذكره.

8113 - (ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُعذَّبُ ناس مِنْ أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حُمَماً ، ثم تُدركهم الرحمة ، فيُخْرَجون ، فيُطْرَحُون على أبواب الجنة ، قال : فيَرُشُّ -[549]- عليهم أهلُ الجنة الماء ، فيَنْبُتون كما ينْبُتُ الغُثاءُ (1) في حمَالةَ السيّل ، ثم يدخلون الجنة» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : كما ينبت القثاء ، وهو خطأ .
(2) رقم (2600) في صفة جهنم ، باب رقم (10) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/391) والترمذي (2597) قال : حدثنا هناد.
كلاهما - أحمد ، وهناد - قالا : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.
قلت : فيه عنعنة الأعمش وهو مدلس.

8114 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن قوماً يخرَجون من النار يحترقون فيها ، إلا داراتِ وجوههم ، حتى يدخلون الجنة» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دارات) جمع دارة ، وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه ، أراد : أن وجوههم لا تأكلها النار ؛ لأنها محل السجود ، وقد جاء في حديث آخر : «إن النار لا تأكل مواضع السجود» .
__________
(1) رقم (191) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/355) ومسلم (1/122) قال : حدثنا حجاج بن الشاعر.
كلاهما - أحمد ، وحجاج - قالا : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا قيس بن سليم العنبري. قال : حدثني يزيد الفقير ،فذكره.

8115 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخْلُصُ المؤمنون من النار ، فيُحبَسُون على قنطرة بين الجنة والنار ، فَيُقْتَصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هُذِّبوا ونقُّوا ، أُذنَ لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفسُ محمد بيده لأحدُهمْ أهْدَى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 70 في المظالم ، باب قصاص المظالم ، وفي الرقاق ، باب القصاص يوم القيامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2440) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره.

8116 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال -[550]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يدخل أهلُ الجنةِ الجنَّةَ ، وأهلُ النارِ النّارَ ثم يقول : انظروا مَنْ وجدتم في قلبه مثقالَ حبَّة من خرْدَل من إيمان فأخرِجُوه ، فيُخْرَجون منها حُمَماً قد امتُحِشُوا فيُلقَوْن في نهر الحياة - أو الحيا - فيَنبُتُونَ فيها كما تنبتُ الحبَّةُ إلى جانب السَّيْل ، ألم ترَوْها كيف تخرُج صفراءَ ملتوية» هذا لفظ مسلم ، وعند البخاري «فيُخرَجون منها قد اسودُّوا» وقال : «من خردلٍ من خير» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 68 في الإيمان ، باب تفاضل أهل الإيمان ، وفي الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (184) في الإيمان ، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/56) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. والبخاري (1/12) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك. وفي (8/143) قال : حدثنا موسى ، قال : حدثنا وهيب ، قال : أخبرني مالك بن أنس. وفي (1/118) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. (ح) وحدثنا حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا خالد.
ثلاثتهم - وهيب ، ومالك ، وخالد - عن عمرو بن يحيى المازني ، عن أبيه ، فذكره.

نوع ثالث
8117 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يَخْرُجُ من النار قوْم بالشفاعة ، كأنهم الثَّعاريرُ ، قلنا : ما الثَّعاريرُ ؟ قال الضغابيس» وفي رواية : «إن الله يُخْرِجُ ناساً من النار فيدخلهم الجنةَ» ، وفي أخرى : «إن الله يُخْرِجُ قوماً من النار بالشفاعة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثعارير) : صِغار القِثَّاء ، وهي الضغابيس أيضاً ، واللفظة بالثاء المعجمة -[551]- والعين المهملة ، وذكرها الهَرَوي في حرف الغين المعجمة ، وبعدها الراء المهملة ، وبعدها الزاي المعجمة ، «كما تنبت التغاريز» والتاء معجمة بنقطتين من فوق قبل الغين ، وقال : هي فسيل النخل إذا حُوِّلَتْ من موضعٍ إلى موضع ، فَغُرِزَت [فيه] ، الواحدة : تغريز وتنبيت ، وقال مثله في التقدير : التناوير ، لنَوْر الشجر ، والتقاصيب لما قُصِّب من الشَّعَر ، قال : وقد رويت «الثعارير» يعني الأول ، والوجه الأول ، وهو الرواية ، وتعضده الرواية الأخرى التي قال فيها : «الضغابيس» .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 367 - 371 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (191) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1245) وأحمد (3/308 و 381) ومسلم (1/122) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - الحميدي ، وأحمد ، وأبو بكر - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه البخاري (8/143) قال : حدثنا أبو النعمان. ومسلم (1/122) قال : حدثنا أبو الربيع.
كلاهما - أبو النعمان ، وأبو الربيع - قالا : حدثنا حماد بن زيد.
كلاهما - ابن عيينة ، وحماد - عن عمرو ، فذكره.

8118 - (خ د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يخرُجُ قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم- ، فيدخلون الجنةَ يُسمَّون الجَهَنَّميِّين» أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 384 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وأبو داود رقم (4740) في السنة ، باب في الشفاعة ، والترمذي رقم (2603) في صفة جهنم ، باب رقم (10) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/434) والبخاري (8/145) قال : حدثنا مسدد. وأبو داود (4740) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجه (4315) قال : حدثنا محمد بن بشار، والترمذي (2600) قال : حدثنا محمد بن بشار.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، ومسدد ، ومحمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان ، عن الحسن بن ذكوان، قال : حدثنا أبو رجاء ، فذكره.

8119 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يخرُجُ من النار قوم بعدما مسَّتهم منها سَفْعٌ ، فيدخلون الجنة ، فيُسمِّيهم أهلُ الجنةِ : الجهنميِّين» أخرجه البخاري (1) .
-[552]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَفْع) السَّفْع : حرق النار ، سَفَعتْه النار : إذا أحرقته وسوَّدت لونَه .
__________
(1) 11 / 371 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وفي التوحيد ، باب ما جاء في قول الله تعالى : {إن رحمة الله قريب من المحسنين} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (6559) حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام ، عن قتادة ، فذكره.

نوع رابع
8120 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يخرُجُ من النَّار أربعة ، فيُعْرَضون على الله عز وجل ، فيلتَفِتُ أحدُهم فيقول : أي ربِّ ، إذ أخرجتني منها فلا تُعدْني فيها ، فينجيه الله منها» . أخرجه مسلم (1) .
قال الحميديُّ : وزاد البرقاني في هذا الحديث : «ثم يُؤمَر بهم إلى النار فيلتفت...» وذكر الحديث .
__________
(1) رقم (192) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/221) قال : حدثنا حسن. وفي (3/285) قال : حدثنا عفان. ومسلم (1/123) قال : حدثنا هداب بن خالد.
ثلاثتهم - حسن ، وعفان ، وهداب - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عمران ، وثابت ، فذكره.

8121 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنَّ رجلين مِمَّن يدخل النارَ يشتَدُ صياحهما فيها ، فيقول الله تعالى : أخرجوهما ، ثم يقال لهما : لأي شيء [اشتدَّ] صياحكما ؟ فيقولان : فعلنا ذلك لترحَمَنا ، فيقول : إن رحمتي لكما : أن تنطلقا فتُلقْيا أنفسَكما في النار حيث كنتما ، فينطلقان ، فيلقي أحدُهما نفسه في النار ، فيجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، ويقوم الآخَر ، فلا يُلقي نفسه ، فيقول له الربُّ تبارك وتعالى : «ما مَنَعَك أن تُلقي -[553]- نَفْسَكَ كما ألقى صاحِبُك نفسه ؟ فيقول : ربِّ ، إني لأرجو أن لا تعيدَني فيها بعدَ أنْ أخرجتني منها ، فيقول الربُّ تبارك وتعالى : لك رجاؤك ، فيدخلان معاً الجنة برحمة الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2602) في صفة جهنم ، باب رقم (10) ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2599) قال : حدثنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين. قال : حدثني ابن أنعم ، عن أبي عثمان ، أنه حدثه ، فذكره.
* قال الترمذي : إسناد هذا الحديث ضعيف ، لأنه عن رشدين بن سعد ، ورشدين بن سعد هو ضعيف عند أهل الحديث عن ابن أنعم ، وهو الإفريقي ، والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث.

نوع خامس
8122 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنِّي لأعْلَمُ آخرَ أهلِ النار خرُوجاً منها ، وآخرَ أهل الجنة دخولاً الجنة : رجل يخرجُ من النار حبواً ، فيقول الله له : اذهبْ فادْخُل الجنة ، فيأتيها ، فيخيَّل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول : يا ربِّ ، وجدتُها ملأى ، فيقول الله عزَّ وجل : اذهبْ فادخل الجنةَ ، قال : فيأتيها ، فيُخيَّل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول : يا ربِّ وجدتُها ملأى ، فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثلَ الدنيا ، وعشرة أَمثالها (1) ، أو إنَّ لك مثلَ عشرةَ أمثال الدنيا ، فيقول : أتَسْخَرُ بي - أو أتضحك بي - وأنت الملك ؟ قال : فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حتى بدَتْ نواجِذُه ، فكان يقال : ذلك أدنى أهل الجنة منزلة (2)» أخرجه البخاري ومسلم . -[554]-
ولمسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إني لأعرف آخرَ أهلِ النار خروجاً من النار : رجُل يخرجُ منها زحْفاً ، فيقال له : انطلق فادخل الجنة ، قال : فيذهب فيدخل الجنة ، فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل ، فيقال له : أتذكر الزمان الذي كنتَ فيه ؟ فيقول : نعم ، فيقال له : تمنَّ ، فيتمنَّى ، فيقال له : لك الذي تمنَّيتَ ، وعشرةُ أضعاف الدنيا ، فيقول : أتسخر بي وأنت الملِك ؟ قال : فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يضحك حتى بدت نواجذُه» وفي رواية الترمذي مثل هذه التي لمسلم (3) .
__________
(1) في المطبوع : وعشرة أمثاله .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : قائل : وكان يقال : هو الراوي ، وأما قائل المقالة المذكورة فهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ثبت ذلك في أول حديث أبي سعيد عند مسلم ، ولفظه : أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار ... وساق القصة .
(3) رواه البخاري 11/ 386 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وفي التوحيد ، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، ومسلم رقم (186) في الإيمان ، باب أخر أهل النار خروجاً ، والترمذي رقم (2598) في صفة جهنم ، باب رقم (10) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/378) (3595) ومسلم (1/119) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب. والترمذي (2595) وفي الشمائل (232) قال : حدثنا هناد بن السري.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، وأبو كريب ، وهناد - قالوا : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/460) (4391) قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا شيبان. والبخاري (8/146) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. وفي (9/180) قال : حدثنا محمد بن خالد ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل. ومسلم (1/118) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
كلاهما - عن جرير - وبن ماجه (4339) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان ، وجرير ، وإسرائيل - عن منصور.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن إبراهيم ، عن عبيدة السلماني ، فذكره.

8123 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الجنةَ رجل ، فهو يمشي مرَّة ، ويكبُو مرَّة ، وتسْفَعُهُ النار مرة ، فإذا ما جاوزها التفتَ إليها ، فقال : تبارك الذي نجَّاني مِنْك ، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً مِنَ الأوَّلين والآخرين ، فترفَعُ له شجرة ، فيقول : يا ربِّ أدنني من هذه الشجرة فلأستظِلَّ بظلِّها ، وأشربَ من مائها ، فيقول الله عزَّ وجل : يا ابن آدمَ لعلِّي إن أعطيتُكها سألتني غيرها ؟ فيقول : لا ، يا ربِّ ويعاهِدُهُ أن لا يسأله غيرَها ، قال : وربّه عزَّ وجل يعْذِرُه ، -[555]- لأنه يرى ما لا صبر [له] عليه ، فيُدْنِيه منها ، فَيَستَظِلُّ بظلها ، ويشربُ من مائها ، ثم تُرفَعُ له شجرة هيَ أحسن من الأُولى ، فيقول : أي ربِّ ، أدنِني مِن هذه لأشرب مِن مائها ، وأستظِلَّ بِظلِّها ، لا أسألُكَ غيرَها ، فيقول : يا ابنَ آدمَ ، ألم تعاهدني أنْ لا تسألَني غيرَها ؟ فيقول : لعلِّي إن أدْنيتُك منها تسألني غيرَها ؟ فيُعاهِدُهُ أن لا يسألَهُ غيرها ، وربُّه تعالى يَعْذِرُه ، لأنه يرى ما لا صْبرَ له عليه ، فيدنيه منها ، فيستْظِلُّ بظلِّها ، ويشرب من مائها ، ثم تُرفَعُ له شجرة عند باب الجنة ، وهي أحسَنُ مِنَ الأُوليين ، فيقول : أي ربِّ أدْنني من هذه لأستظِلَّ بظلِّها ، وأشرب من مائها ، لا أسألكَ غيرها ، فيقول : يا ابنَ آدمَ ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى ، يا ربِّ ، [هذه] لا أسألك غيرَها - وربُّه عز وجل يعذِرُه ، لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصواتَ أهل الجنة ، فيقول : أي ربِّ أدخلنيها ، فيقول : يا ابنَ آدمَ ، ما يَصْريني منك ، أيُرْضيكَ أن أُعطِيَكَ الدنيا ومثلَها معها ؟ قال : يا ربِّ ، أتستهزئ مِني وأنتَ ربُّ العالمين ؟ فضحكَ ابن مسعود فقال : ألا تسألوني ممَّ أضحكُ ؟ فقالوا : ممَّ تَضْحكُ ؟ فقال : هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : ممَّ تَضْحَكُ يا رسول الله ؟ فقال : مِنْ ضحك ربِّ العالمين ، حين قال : أتستهزئ مني وأنتَ ربُّ العالمين ؟ فيقول : -[556]- إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاءُ قادر» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث هكذا أخرجه الحميديُّ وحدَه في أفراد مسلم ، والذي قبله في المتفق ، وقال : إنما أفردناه للزيادة التي فيه .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما يَصْرِيني) منك : أي ما الذي يرضيك ويقطع مسألتك ، وأصل التصرية : القطع والجمع ، ومنه : الشاة المصرَّاة ، وهي التي جمع لبنها وقطع حَلْبُه .
__________
(1) رقم (187) في الإيمان ، باب آخر أهل النار خروجاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (187) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، عن ابن مسعود ، فذكره.

8124 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أدْنى أهلِ الجنةِ منزلة : رَجُل صرَف الله وجهه عن النار قِبَلَ الجنة ، ومثلَّ له شجرة ذاتَ ظِلّ ، فقال : أيْ ربِّ ، قرِّبني من هذه الشجرةَ لأكونَ في ظلِّها...» وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود ، ولم يذكر : «فيقول : يا ابن آدم ، ما يَصْريني منك ؟ ...» إلى آخر الحديث .
وزاد فيه : «ويُذَكِّره الله ، سَلْ كذا وكذا ، فإذا انقطعتْ به الأماني ، قال الله : هو لك وعشرةُ أمثاله ، قال : ثم يدخل بيته ، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين ، فيقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا ، وأحيانا لك ، قال : فيقول : ما أعطيَ أحد مثلَ ما أعطيتُ» أخرجه مسلم هكذا عقيب حديث ابن مسعود (1) . -[557]-
وقال الحميديُّ في كتابه : إن مسلماً لم يذكر من هذا الحديث إلا إلى قوله : «لأكون في ظلها» والذي رأيته في كتاب مسلم هو ما ذكرتُه ، ولعلّ ذلك لم يَكُن في كتابه .
__________
(1) رواه مسلم رقم (188) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (188) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره.

الباب الرابع : في رؤية الله عز وجل
قد تقدَّم فيما مضى من هذا الكتاب أطراف في جملة أحاديثَ تتضمن ذِكْر الرؤية ، وإنما أوردنا هاهنا أحاديث انفردت بذكر الرؤية ، وجعلناها في آخر «كتاب القيامة» لأنها الغاية القصوى في نعيم الآخرة ، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة ، بَلَّغنا الله منها ما نرجوه .

8125 - (خ م ت د) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : كُنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنظرَ إلى القمر ليلةَ البدر ، وقال : إنكم ستَرَونَ ربكم عياناً ، كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، فافعلوا ، ثم قرأ {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُروب} [ق : 39] .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وأخرجه أبو داود ، وقال : «ليلة -[558]- أربَع عشرة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُضَامُون) روي بتخفيف الميم من الضَّيم : الظلم ، المعنى : إنكم ترونه جميعكم لا يُظلم بعضكم في رؤيته ، فيراه البعض دون البعض ، وروي بتشديد الميم : من الانضمام والازدحام ، أي : لا يزدحم بكم في رؤيته ، ويضم بعضكم إلى بعض من ضيق ، كما يجري عند رؤية الهلال مثلاً ، دون رؤية القمر ، إذ يراه كل منكم مُوَسَّعاً عليه منفرداً به ، وكذلك الخلاف في " تضارون " بالتخفيف والتشديد ، وقد تقدَّم ذكره فيما سبق من " كتاب القيامة " .
(كما ترون) قال : قد يخيَّل إلى بعض السامعين أن الكاف في قوله : " كما ترون " كاف التشبيه للمرئي ، وإنما هو كاف التشبيه للرؤية ، وهو فعل الرائي . ومعناه : ترون ربكم رؤيةً ينزاح معها الشك ، كرؤيتكم القمر ليلة البدر ، لا ترتابون فيه ولا تمترون .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 27 في مواقيت الصلاة ، باب فضل صلاة العصر ، وباب فضل صلاة الفجر ، وفي تفسير سورة (ق) ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (633) في المساجد ، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما ، وأبو داود رقم (4729) في السنة ، باب في الرؤية ، والترمذي رقم (2554) في صفة الجنة ، باب ما جاء في رؤية الله تبارك وتعالى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (799) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/360) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/362) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/365) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (1/145) قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية. وفي (1/150) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وفي (6/173) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير. وفي (9/156) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا خالد ، وهشيم. وفي (9/156) أيضا قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي ، قال : حدثنا أبو شهاب. وفي خلق أفعال العباد (12) قال : حدثني أبو جعفر ، قال : سمعت يزيد بن هارون. ومسلم (2/113) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وفي (2/114) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو أسامة ، ووكيع. وأبو داود (4729) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير ، ووكيع ، وأبو أسامة. وابن ماجه (177) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي ، ووكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا خالي يعلى ، ووكيع ، وأبو معاوية. والترمذي (2551) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3223) عن محمد بن المثنى ، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن محمد بن معمر ، عن يحيى بن كثير ، عن شعبة ، وعبد الله بن عثمان. (ح) وعن يحيى بن محمد بن السكن ، عن يحيى بن كثير ، عن عبد الله بن عثمان. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (317) قال : حدثنا بندار محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
جميعهم - سفيان ، وشعبة ، ويحيى ، ووكيع ، ومروان ، وجرير ، وخالد ، وهشيم ، وأبو شهاب ، ويزيد بن هارون ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة ، ويعلى بن عبيد ، وأبو معاوية ، وعبد الله بن عثمان ، وعبد الله بن إدريس - عن إسماعيل بن أبي خالد.
2- وأخرجه البخاري (9/156) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3223) عن عبدة بن عبد الله ، قال : حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، قال : حدثنا بيان بن بشر. وروايته مختصرة.
كلاهما - إسماعيل ، وبيان - عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.

8126 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن ناساً سألوا [النبي - صلى الله عليه وسلم-] قالوا : «يا رسول الله ، هل نرى ربَّنا يومَ القيامة ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل -[559]- تضَارُّونَ في القمر ليلة البدر؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا ، قال رسول الله : فإنَّكم ترونه كذلك» أخرجه أبو داود .
وأخرجه الترمذي ، وليس في أوله : «أن ناساً سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم-» ولا قوله : «ليس دونها سحاب» (1) وقال الترمذي : وقد روي مثل هذا الحديث عن أبي سعيد ، وهو صحيح .
وهذا الحديث طرف من أول حديث قد أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وهو مذكور في «الباب الثاني» من هذا الكتاب .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4730) في السنة ، باب في الرؤية ، والترمذي رقم (2557) في صفة الجنة ، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.

8127 - (د) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه - قال : قلت : «يا رسول الله ، أكلُّنا يرى ربَّه مخْلياً به يوم القيامة ؟ قال : نعم ، قلت : وما آيةُ ذلك في خلقه ؟ قال : يا أبا رزين ، أليس كلُّكم يرى القمر ليلةَ البدرِ مخلياً به ؟ قلتُ : بلى ، قال : فالله أعظمُ ، إنَّما هو خلق من خلق الله - يعني القمر - فالله أجلّ وأعظم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4731) في السنة ، باب في الرؤية ، وأيضاً ابن ماجة رقم (180) في المقدمة ، باب فيما أنكرت الجهمية ، وفي سنده وكيع بن عدس ، ويقال : ابن حدس ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال ابن القطان : مجهول الحال ، وقال ابن قتيبة في " اختلاف الحديث " : غير معروف ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/11) قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (4/11) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/12) قال : حدثنا عبد الرحمن ، وبهز ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4731) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (180) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد ، وشعبة - عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس - فذكره.
قلت : فيه وكيع بن عدس ويقال (حدس) ، ولم يوثقه غير ابن حبان وقال الحافظ في التهذيب (11/131) قال ابن قتيبة في اختلاف الحديث غير معروف ، وقال ابن القطان : مجهول الحال.

8128 - (م ت) صهيب [الرومي]- رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنة ، يقول تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدُكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجابَ ، فما أُعْطوا شيئاً أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى» زاد في رواية : ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزِيادةٌ} [يونس : 26] أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (181) في الإيمان ، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم عز وجل ، والترمذي رقم (2555) في صفة الجنة ، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/332) و 6/15) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/332) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عدي. وفي (4/333) قال : حدثنا عفان.ومسلم (1/112) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، قال : حدثني عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (187) قال : حدثنا عبد القدوس بن محمد ، قال : حدثنا حجاج. والترمذي (2552 و 3105) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4968) عن عمرو بن علي ، عن ابن مهدي. (ح) وعن أحمد بن سليمان ، عن عفان بن مسلم.
أربعتهم - يزيد ، وابن مهدي ، وعفان ، وحجاج - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.

8129 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : هل رأيتَ ربَّك ؟ قال : نُورٌ ، أنَّى أرَاه ؟» . أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن شقيق قال : «قلت لأبي ذر : لو رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[لسألتُه ، فقال : عمَّ كنْتَ تسألُه ؟ قلت :] كنتُ أسألُه : هل رأيتَ ربَّك ؟ فقال : أبو ذر : قد سألتُه ، فقال : نور ، أنَّى أراه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (178) في الإيمان ، باب قوله عليه السلام : " نور أنا أراه " ، والترمذي رقم (3278) في التفسير ، باب ومن سورة النجم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/147) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام. وفي (5/157) قال: حدثنا وكيع وبهز ، قالا : حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي (5/170) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن يزيد ابن إبراهيم. وفي (5/175) قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن هارون. قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم ومسلم (1/111) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن يزيد بن إبراهيم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا همام. والترمذي (3282) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع ويزيد بن هارون ، عن يزيد بن إبراهيم التستري.
ثلاثتهم - همام ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، وهشام الدستوائي - عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، فذكره.

8130 - (خ م ت) مسروق [بن الأجدع]- رحمه الله - قال : «قلتُ لعائشة : يا أمتاه ، هل رأى محمد ربَّه ؟ فقالت : لقد قفَّ شعري مما قلتَ ، أيْنَ أنتَ من ثلاث من حدَّثكهن فقد كذَب ، من حدَّثك أنَّ محمداً رأى ربَّه فقد كذَب ، ثم قرأتْ : {لا تُدْرِكُهُ الأبصارُ وهو يُدْرِكُ الأبصارَ وهو اللطيفُ الخبير} [الأنعام : 103] و {وما كان لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللهُ إلا وحياً أو مِنْ وراء حجاب أو يرسلَ رسولاً} [الشورى : 51] ومن حدَّثك أنه يعلم ما في غد ، فقد كذَب ، ثم قرأتْ : {وما تدري نَفْسٌ ماذا تكسبُ غداً} [لقمان : 34] ومن حدَّثك أنه كتم ، فقد كذبَ ، ثم قرأت {يا أيُّها الرسول بلِّغْ ما أُنْزِلَ إليك من ربك ...} الآية [المائدة : 67] ولكنَّه رأى جبريلَ عليه السلام في صورته مرتين» .
وفي رواية قال : قلتُ لعائشة : «فأين قوله : {ثم دنا فتدَّلى . فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم : 8 – 9] ؟ قالت : ذاك جبريل عليه السلام ، كان يأتيه في صورة الرجل ، وإنَّه أتاه هذه المرة في صورته ، التي هي صورته ، فسدَّ الأفق» .
وفي أخرى : ومن حدَّثك أنَّه يعلم الغيب ، فقد كذَب ، وهو يقول : لا يعلم الغيبَ إلا الله .
وفي أخرى : أن مسروقاً قال : كنتُ متَّكئاً عند عائشة ، فقالت : -[562]- يا أبا عائشة ، ثلاث من تكلَّم بواحدة منهنَّ فقد أعظم على الله الفِرْيةَ ، قلتُ : ما هن ؟ قالت : من يزعم أن محمداً رأى ربَّه فقد أعظم على الله الفرية ، قال : وكنتُ متكئاً فجلستُ ، فقلتُ : يا أمَّ المؤمنين ، أنظريني ولا تُعْجليني ، ألم يقل الله عز وجل : {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير : 23] ؟ {ولقد رآه نَزْلةً أُخرى} [النجم : 13] ؟ فقالت : أنا أوَّلُ هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : إنما هو جبريل لم أره على صُورتِهِ التي خُلقَ عليها غيرَ هاتين المرتين ، ورأيته مُنَهبِطاً من السماء ، سادَّاً عِظَمُ خَلْقِهِ ما بين السماء إلى الأرض ، فقالت : أو لم تسمعْ أنَّ الله يقول : {لا تُدْرِكهُ الأبصارُ وهو يدرك الأبصارَ وهو اللطيف الخبير} [الأنعام : 103] ؟ أولم تسمع أن الله يقول : {وما كان لبشر أن يُكَلِّمَهُ الله إلا وَحياً أم مِنْ وراء حجاب أو يرسلَ رسولاً} إلى قوله : {عليٌّ حكيم} [الشورى : 51] قالت : ومن زَعَمَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتم شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : {يا أيُّها الرسول بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليك من ربِّك وإن لم تفعلْ فما بلَّغْتَ رسالته} [المائدة : 67] قالت : ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : {قل لا يعلم مَن في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله} [النمل : 65]» .
زاد في رواية «قالت : ولو كان محمد كاتماً شيئاً مما أُنزِلَ عليه لكتم هذه -[563]- الآية : {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمْسِكْ عليك زَوجَكَ واتَّقِ الله وتُخْفي في نفسك ما الله مُبدِيه وتخشى الناسَ والله أحقُّ أن تخشاه} [الأحزاب : 37]» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري طرَفٌ منه عن القاسم عن عائشة قالت : «من زعم أن محمداً رأى ربَّه فقد أعظم ، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخَلْقِهِ سادّاً ما بين الأفق» .
وأخرج الترمذي الرواية التي أولها قال : «كنتُ متكئاً عند عائشة» (1) .
وقد أخرج الترمذي رواية لهذا الحديث بزيادة في أولها ، وهي مذكورة في تفسير (سورة والنجم) من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قفَّ شعري) قفَّ الشعر : إذا قام في منابته ، وأكثر ما يعرض عند سماعِ ما يخافه الإنسان أو يهابه ويعاينه .
(الفرية) : اختلاق الكذب .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 206 في تفسير سورة المائدة ، باب {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي تفسير سورة {والنجم} ، في فاتحتها ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً} ، ومسلم رقم (177) في الإيمان ، باب معنى قول الله عز وجل : {ولقد رآه نزلة أخرى} ، والترمذي رقم (3070) في التفسير ، باب ومن سورة الأنعام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/236) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا داود عن عامر. وفي (6/241) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن داود ، عن الشعبي. والبخاري (4/140) قال : حدثني محمد بن يوسف. قال : حدثنا أبو أسامة. قال : حدثنا زكرياء بن أبي زائدة ، عن ابن الأشوع ، عن الشعبي. وفي (6/66و 9/142 و 190) قال : حدثنا محمد بن يوسف. قال : حدثنا سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي. وفي (6/175) قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر. وفي (9/190) قال : وقال محمد : حدثنا أبو عامر العقدي. قال : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي. ومسلم (1/110 و111) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن داود ، عن الشعبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب. قال : حدثنا داود ، بهذا الإسناد ، نحو حديث ابن علية. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا إسماعيل ، عن الشعبي. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا أبو أسامة. قال : حدثنا زكرياء ،عن ابن أشوع ، عن عامر. والترمذي (3068) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا إسحاق ابن يوسف. قال : حدثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي. وفي (3278) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال: حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17606) عن إبراهيم بن يعقوب ، عن جعفر بن عون ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17613) عن محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب الثقفي ، عن داود ، عن عامر. (ح) وعن محمد بن مثنى ، عن ابن أبي عدي وعبد الأعلى ويزيد بن زريع.
ثلاثتهم - عن داود ، عن عامر -. (ح) وعن عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع ، عن داود ، عن عامر.
كلاهما - عامر الشعبي ، وإبراهيم النخعي - عن مسروق ، فذكره.
وبلفظ : «من زعم أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه ،» .
أخرجه البخاري (4/140) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن عون ، قال : أنبأنا القاسم ، فذكره.

حرف الكاف
ويشتمل على أربعة كتب
كتاب الكسب ، كتاب الكذب ، كتاب الكِبر والعجب ، كتاب الكبائر
الكتاب الأول : في الكسب والمعاش ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في الحث على الحلال واجتناب الحرام
8131 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أيُّها الناس ، إن الله طيِّب ، لا يقبلُ إلا طيباً ، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [المؤمنون : 51] وقال : {يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة : 172] ثم ذكرَ الرجلَ يُطيل السَّفر ، أشعثَ أغْبَرَ ، يمدّ يديه إلى السماء : يا ربِّ يا رب ومطْعمه حرام ، ومشْرَبُه حرام ، -[566]- وملبَسَهُ حرام ، وغُذِيّ بالحرام ، فأنَّى يُستجَاب لذلك ؟» .
أخرجه الترمذي ، وأخرجه مسلم ولم يذكر : «الملبس» (1) .
وزاد رزين بعد قوله : «{ما رزقناكم}» ، وقال : {أَنْفِقُوا من طيبات ما كسبتم ومما أخْرَجنا لكم من الأرض ولا تيمَّمُوا الخبيث منه تنفقون} [البقرة : 267] .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1015) في الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها ، والترمذي رقم (2992) في التفسير ، باب ومن سورة البقرة . أقول : والملبس مذكور عند مسلم والترمذي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/328) قال : حدثنا أبو النضر. والدارمي (2720) قال : أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (في رفع اليدين (91) قال : حدثنا أبو نعيم. ومسلم (3/85) قال : حدثني أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو أسامة،والترمذي (2989) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - أبو النضر ، وأبو نعيم ، وأبو أسامة - قالوا : حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عبد بن ثابت ، عن أبي حازم ، فذكره.

8132 - (خ ت) خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ رجالاً يتخوَّضون في مال الله بغير حق ، فلهم النار يوم القيامة» أخرجه البخاري .
وفي رواية الترمذي : «إن هذا المال خَضِر حُلْو ، منْ أصابه بحقِّه بُورِك له فيه ، ورُبّ متخوِّض فيما شاءت نفسُهُ من مال الله ورسولُه ليس له يوم القيامة إلا النار» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشعث) الأشعث : البعيد العهد بالدهن والغسل والنظافة ، وكذلك الأغبر .
(يتخوَّضون في مال الله بغير حق) أي : يأخذونها ويتملَّكونها ، كما يخوض الإنسان الماء يميناً وشمالاً .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 153 في الجهاد ، باب قول الله تعالى : {فأن لله خمسه} ، والترمذي رقم (2375) في الزهد ، باب ما جاء في أخذ المال بحقه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/410) وعبد بن حميد (1587) والبخاري (4/103) .
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد ، والبخاري - قالوا : حدثنا عبد الله بن يزيد. قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال : حدثني أبو الأسود ، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي فذكره.
ورواية الترمذي :
أخرجها الحميدي (353) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : أخبرني عمر بن كثير ابن أفلح. وأحمد (6/364 و 410) قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا يحيى بن سعيد أن عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أخبره. وفي (6/364) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح. وفي (6/378) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا ليث. قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد. وعبد بن حميد (1588) قال : حدثنا محمد بن الفضل. قال : حدثنا حماد بن سلمة. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح. والترمذي (2374) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث ، عن سعيد المقبري.
كلاهما - عمر بن كثير بن أفلح ، مولى أبي أيوب الأنصاري ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري - عن عبيد سنوطى أبي الوليد ، فذكره.

8133 - (خ م د ت س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : -[567]- سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيهِ - «إنّ الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات ، استبرأ لدينه وعِرْضهِ ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه ، ألا ولكِّل ملك حمى ، إلا وإنَّ حمى الله محارمُه ، ألا وإنَّ في الجسد مضغة ، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه ، ألا وَهِي القلبُ» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه الترمذي إلى قوله : «محارمه» وأخرجه أبو داود إلى قوله : «وقع في الحرام» .
ولأبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الحلالَ بيِّن والحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات ، وسأضرِبُ لكم في ذلك مثلاً : إن الله حَمَى حِمى ، وإن حِمَى الله ما حرَّم ، وإنه مَن يرْتَعْ حول الحِمَى ، يُوشِك أن يخالطه ، وإنَّه مَن يُخالط الرِّيبة يُوشكُ أن يَجسُرَ (1)» وأخرج النسائي رواية أبي داود .
وفي رواية (2) «الحلال بيِّن والحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهة ، فمن ترك ما شُبّه عليه من الإثم ، كان لما استبان عليه أترك ، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشكَ أن يُواقع ما استبان ، والمعاصي حمى الله ، ومن يرتَع حولَ الحِمى يُوشِكُ (3) أن يُخالِطَهُ» (4) .
-[568]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استبرأ لدينه) أي : طلب التبرِّي من التهمة والخلاص منها .
(مضغة) المضغة : القطعة من اللحم بقدر اللقمة .
(الرِّيبة) : التهمة ومظانُّ الشُّبَه .
(يرتع) رتع حول الحمى : إذا طاف به ودار حوله .
(الاجتراء) : الإقدام على الشيء ، وقِلَّة المبالاة به .
__________
(1) وفي بعض النسخ : يخسر .
(2) وهي للبخاري .
(3) في نسخ البخاري المطبوعة : أن يواقعه .
(4) رواه البخاري 1 / 117 في الإيمان ، باب فضل من استبرأ لدينه ، وفي البيوع ، باب الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ، ومسلم رقم (1599) في المساقاة ، باب أخذ الحلال وترك الشبهات -[568]- وأبو داود رقم (3329) و (3330) في البيوع ، باب في اجتناب الشبهات ، والترمذي رقم (1205) في البيوع ، باب ما جاء في ترك الشبهات ، والنسائي 7 / 241 في البيوع ، باب اجتناب الشبهات في الكسب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (918) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أبو فروة الهمداني. وفي (919/2 و 4) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا مجالد. وأحمد (4/269) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد. وفي (4/270) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن زكريا. وفي (4/270) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا. وفي (4/271) قال : حدثنا سفيان ، قال : حفظته من أبي فروة أولا ، ثم عن مجالد. وفي (4/274) قال : حدثنا سفيان ، عن مجالد. وفي (4/275) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي فروة. والدارمي (2534) قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا. والبخاري (1/20) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا. وفي (3/69) قال : حدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن أبي فروة. وحدثنا عبد الله بن قال :حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة (ح) وحدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، عن أبي فروة. ومسلم (5/50 و 51) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، قالا : حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن مطرف ، وأبي فروة الهمداني. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن القاري ، عن ابن عجلان ، عن عبد الرحمن بن سعيد. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، قال : حدثني خالد بن يزيد ، قال : حدثني سعيد بن أبي هلال ، عن عون بن عبد الله. وأبو داود (3329) قال: حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا أبو شهاب ، قال : حدثنا ابن عون. وفي (3330) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، قال : أخبرنا عيسى ، قال : حدثنا زكريا. وابن ماجة (3984) قال : حدثنا عمرو بن رافع ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن زكريا بن أبي زائدة ، والترمذي (1205) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : أنبأنا حماد بن زيد ، عن مجالد. (ح) وحدثنا هناد ، قال : حدثنا وكيع ، عن زكريا بن أبي زائدة. والنسائي (7/241) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال: حدثنا خالد ، وهو ابن الحارث ، قال : حدثنا ابن عون. وفي (8/327) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن يزيد ، وهو ابن زريع ، عن ابن عون.
سبعتهم - أبو فروة ، ومجالد ، وزكريا ، وابن عون ، ومطرف ، وعبد الرحمن بن سعيد ، وعون بن عبد الله - عن عامر الشعبي ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/267) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شيبان ، عن عاصم ، عن خيثمة والشعبي ، عن النعمان بن بشير ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8134 - () سلمان وابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الحلال ما أحلّ الله في كتابه ، والحرام ما حرَّم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه ، فلا تتكلّفوه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه الترمذي رقم (1726) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الفراء ، وابن ماجة رقم (3367) في الأطعمة ، باب أكل الجبن والسمن ، وأوله سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء ... وذكره من حديث سلمان ، وفي سنده سيف بن هارون البرجمي وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، قال : وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قوله . وكأن الحديث الموقوف أصح ، وذكر الترمذي في " العلل " عن البخاري أنه قال في الحديث المرفوع : ما أراه محفوظاً ، وقال أحمد : هو منكر ، وأنكره ابن معين أيضاً ، وقال أبو حاتم الرازي : هو خطأ ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان النهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً . -[569]- أقول : وقد روي عن سلمان من قوله من وجوه أخر ، ورواه البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي الدرداء مرفوعاً بمعناه ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وقال البزار : إسناده صالح ، وبنحوه رواه أيضاً ابن مردويه والحاكم عن ابن عباس يرفعه ، ورواه أبو داود موقوفاً على ابن عباس ، وله شاهد بالمعنى ، رواه الدارقطني وغيره من حديث أبي ثعلبة الخشني ، فالحديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، وتقدم بنحوه.

8135 - (خ) المقدام [بن معد يكرب]- رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكلَ من عمل يده ، وإن نبي الله داود : كان يأكل من عمل يده» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 259 في البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/131) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، قال : حدثنا بقية. قال: حدثنا بحير بن سعد. وفي (4/132) قال : حدثنا الحكم بن نافع ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد. والبخاري (3/74) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، عن ثور وفي ، الأدب المفرد (82) قال : حدثنا حيوة بن شريح. قال : حدثنا بقية ، عن بحير بن سعد. وفي (195) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا بقية ، عن بحير بن سعد. وابن ماجه (2138) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد. والنسائي في الكبرى الورقة (124) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان. قال : حدثنا بقية ، عن بحير. وفيه أيضا قال : أخبرني عيسى بن أحمد العسقلاني بلخ. قال : حدثنا بقية. قال : حدثني بحير بن سعد.
كلاهما - بحير ، وثور بن يزيد - عن خالد بن معدان ، فذكره.

8136 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يأتي على الناس زمان لا يُبالي المرءُ ما أخذَ منه : أمِنَ الحلال ، أم من الحرام ؟» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
وزاد رزين : «فإذ ذاك لا تجاب لهم دعوة» .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 253 في البيوع ، باب من لم يبال من حيث كسب المال ، و باب قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} ، والنسائي 7 / 243 في البيوع ، باب اجتناب الشبهات في الكسب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/435) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/452) قال : حدثنا حجاج.
(ح) وحدثنا يزيد. وفي (2/505) قال : حدثنا يزيد. والدارمي (2539) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. والبخاري (3/71 و 77) قال : حدثنا آدم. والنسائي (7/243) قال : حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال : حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان.
ستتهم - يحيى ، وحجاج ، ويزيد ، وأحمد بن عبد الله ، وآدم ، وسفيان الثوري - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، فذكره.
وبلفظ : «يأتي على الناس زمان ، لا يبالي الرجل من أين أصاب المال ، من حل أو حرام» .
أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (79) قال : أخبرنا القاسم بن زكريا. قال : حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن الشعبي. فذكره.

الفصل الثاني : في المباح من المكاسب والمطاعم ، وفيه ستة أنواع
[النوع] الأول : في مال الأولاد والأقارب
8137 - (ت س د) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أطيبَ ما أكلتم من كسبكم ، وإنّ أولادَكم من كسبكم» . أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود : عن عمارة بن عمير، عن عمته أنها سألت عائشة ، قالت : «في حجْري يتيم - تعني ابنَها - أفآكلُ من ماله ؟ فقالت عائشة : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ من أطيب ما أكل الرجلُ من كسبه ، وولدُه من كسبه» .
وفي رواية : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ولدُ الرجل من كسبه ، مِنْ أطيَب كسبه ، فكلوا من أموالهم» وأخرج النسائي هذه الرواية أيضاً (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3528) في البيوع ، باب في الرجل يأكل من مال ولده ، والترمذي رقم (1358) في الأحكام ، باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده ، والنسائي 7 / 241 في البيوع ، باب اجتناب الشبهات في الكسب ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2137) في التجارات ، باب الحث على المكاسب ، ورقم (2290) في التجارات ، باب ما للرجل من مال ولده ، وفي الباب عن جابر وعبد الله بن عمرو ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الحميدي (246) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا الأعمش ، وأحمد (6/31) قال : حدثنا إسحاق. قال : حدثنا سفيان ، عن منصور. وفي (6/31 و 193) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. قال : حدثني منصور. وفي (6/41 و 201) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الأعمش. وفي (6/127) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا سفيان ، عن منصور. وفي (6/220) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك ، عن الأعمش. والدارمي (2540) قال : أخبرنا قبيصة. قال : حدثنا سفيان ، عن منصور. وأبو داود (3528) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان، عن منصور. والنسائي (7/240) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور. وفي (7/241) قال : أخبرنا محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا الأعمش. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17992) عن أحمد بن حفص بن عبد الله ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن عمر بن سعيد ، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن إبراهيم ، عن عمارة بن عمير ، عن عمته ، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (6/162) قال : حدثنا يحيى بن زكريا.وفي (6/173) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (2290) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا ابن أبي زائدة. والترمذي (1358) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وشعبة - عن سليمان الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عمته، فذكرته. ليس فيه إبراهيم.
* وأخرجه أحمد (6/126) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/202) قال : حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر. وأبو داود (3529) قال : حدثنا عبيد الله بن عمرة بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة. قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - محمد بن جعفر ، ويحيى - عن شعبة ، عن الحكم ، عن عمارة بن عمير ، عن أمه ، عن عائشة، فذكرته.
* الروايات متقاربة المعني.
وبلفظ : «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه. وإن ولده من كسبه.» .
أخرجه أحمد (6/42) قال : حدثنا أبو معاوية ويعلى. وفي (6/220) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك. وابن ماجة (2137) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،وعلي بن محمد ،وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب. قالوا : حدثنا أبو معاوية. والنسائي (7/241) قال : أخبرنا يوسف بن عيسى. قال : أنبأنا الفضل بن موسى. (ح) وأخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال : حدثني أبي قال : حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن عمر بن سعيد.
خمستهم - أبو معاوية ، ويعلى بن عبيد ، وشريك ، والفضل بن موسى ، وعمر بن سعيد - عن الأعمش، عن إبراهيم ، عن الأسود ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد روى بعضهم هذا عن عمارة بن عمير ، عن أمه ، عن عائشة ، وأكثرهم قالوا : عن عمته ، عن عائشة.

8138 - (د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : «لما بايع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قامت امرأة جليلة ، كأنَّها من نساء مُضرَ ، فقالت : يا رسول الله إنا كَلٌّ على آبائنا [وأبنائنا] وأزواجنا ، فما يحلُّ لنا من أموالهم ؟ قال : الرطبُ تأَكُلْنَه وتُهدِينَهُ» أخرجه أبو داود (1) ، وقال أبو داود : «الرَّطْبُ يعني به : ما يفْسُدُ إذا بقي» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(امرأة جليلة) أي : كبيرة القَدْر عظيمة .
__________
(1) رقم (1686) في الزكاة ، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها ، وإسناده لا بأس به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (147) قال : حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1686) قال : حدثنا محمد بن سوار المصري.
كلاهما - أبو نعيم ، ومحمد بن سوار - قالا : حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن يونس بن عبيد ، عن زياد بن جبير ، فذكره.
* قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني : يرويه يونس بن عبيد ، عن زياد بن جبير ، واختلف عنه.
فرواه الثوري ، عن يونس بن عبيد ، عن زياد ، عن سعد.
وأرسله هشيم ، عن يونس ، عن زياد ، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث سعدا على الصدقة..» الحديث.
ويقال : إن سعدا هذا رجل من الأنصار ، وليس بسعد بن أبي وقاص ، وهو أصح إن شاء الله تعالى : العلل الورقة (1/170) .
وهذا الحديث أورده المزي في تحفة الأشراف رقم (3853) في مسند سعد بن أبي وقاص ، رضي الله تعالى عنه ، وعقب عليه صاحب النكت الظراف فقال : قال ابن المديني في العلل : سعد هذا ليس هو ابن أبي وقاص ، والحديث مرسل. هكذا حكى عبد الحق في الأحكام. ثم قال صاحب النكت : لكن أورده البزار في مسند سعد بن أبي وقاص ، فأخرجه من طريق سفيان الثوري ، عن يونس بن عبيد ، ورجح ذلك أبو الحسن بن القطان.

8139 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنهما - قالت : قالت هندُ [بنتُ عتبةَ] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يُعْطِيني ما يكفيني وَوَلدي ، إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : خُذِي ما يكفيك بالمعروفِ» .
وفي رواية : «إنَّ أبا سفيان رجل مَسِيك ، هلْ عليَّ حرجٌ أن أُطعِمَ من الذي له عِيالَنا ؟ قال : لا [إلا] بالمعروف» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) . -[572]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَسيك) أي : بخيل يُمْسِك ما في يده ، وبكسر الميم وتشديد السين : المبالغ في البخل .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 338 في البيوع ، باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم ، وفي المظالم ، باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه ، وفي النفقات ، باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها ونفقة الولد ، وباب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف ، وباب {وعلى الوارث مثل ذلك} ، وفي الأيمان والنذور ، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الأحكام ، باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس إذا لم يخف الظنون والتهمة ، وباب القضاء على الغائب ، ومسلم رقم (1714) في الأقضية ، باب قضية هند ، وأبو داود رقم (3532) في البيوع ، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده ، والنسائي 8 / 246 باب قضاء الحاكم على الغائب إذا عرفه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (242) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/39) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/50) قال: حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/206) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (2264) قال : أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (3/103) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا سفيان. وفي (7/85) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا يحيى. وفي (7/86) قال : حدثنا محمد بن يوسف. قال : حدثنا سفيان. وفي (9/89) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. ومسلم (5/129) قال : حدثني علي بن حجر السعدي. قال : حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثناه محمد بن عبد الله بن نمير ،وأبو كريب.
كلاهما - عن عبد الله بن نمير ووكيع. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا ابن أبي فديك. قال : أخبرنا الضحاك ، يعني ابن عثمان. وأبو داود (3532) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (2293) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد وأبو عمر الضرير. قالوا حدثنا وكيع. والنسائي (8/246) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا وكيع. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17228) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية. وفي (12/17314) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، عن يحيى بن سعيد.
جميعهم - سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد ، ووكيع ، وجعفر بن عون ، وسفيان الثوري ، وعلي بن مسهر ، وعبد الله بن نمير ، وعبد العزيز بن محمد ، والضحاك بن عثمان ، وزهير بن محمد ، وأبو معاوية- عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (6/225) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري (3/172 و 9/82) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (7/84) قال : حدثنا ابن مقاتل ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا يونس. وفي (8/163) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن يونس. ومسلم (5/130) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق.
قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا ابن أخي الزهري. وأبو داود (3533) قال : حدثنا خشيش بن أصرم. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (12/16633) عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، عن معمر.
أربعتهم - معمر ، وشعيب ، ويونس ، وابن أخي الزهري - عن الزهري.
كلاهما - هشام بن عروة ، والزهري - عن عروة بن الزبير ، فذكره.

8140 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : «إن لي يتيماً ، وله إبل ، أفأشرب من لَبن إبله ؟ فقال له ابن عباس : إن كنتَ تبْغِي ضالَّة إبله ، وتهنَأُ جرْبَاها ، وتليطُ حوضها ، وتسْقِيها يوم وردها ، فاشرب غير مُضِرٍّ بنَسْل ، ولا ناهِك في الحلْب» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تبغي ضالَّتها) الضَّالَّة : الشيء الضائع ، وابتغاؤها : طلبها ونشدانها .
(تهنأ جرباها) الجرباء : التي بها جرب ، وهنؤها : مداواتها بدواء الجرب ، وهو القطران وما يضاف إليه .
(تليط حوضها) لاط الحوضَ يليطه ويلوطه لَيْطاً ولوطاً : إذا لطخه بالطين ليصلحه .
(ناهك في الحلب) النَّاهِك : المستقصي المبالغ فيه ، حتى لا يبقى من اللبن شيئاً .
__________
(1) 2 / 934 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك الموطأ (1804) عن يحيى بن سعيد ، أنه قال : سمعت القاسم بن محمد يقول ، فذكره.

8141 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «يأكل الوصِيُّ بقدر عمالته» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه البخاري تعليقاً 13 / 134 في الأحكام ، باب رزق الحاكم والعاملين عليها ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، وقد أخرجه البخاري تعليقا في الأحكام ، باب رزق الحاكم والعاملين عليها.
وقال الحافظ في الفتح (13/161) وصله ابن أبي شيبة. من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة.

[النوع] الثاني : أجرة كَتْبِ القرآن وتعليمه
8142 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أحقَّ ما أخذُتم عليه أجراً كتابُ الله» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 4 / 372 في الإجارة ، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب ، ووصله في كتاب الطب ، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري تعليقا في الإجارة ، باب ما يعطي من الرقبة على أحياء العرب.
قلت : وقد ذكره موصولا ، وقد تقدم.

8143 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سُئل عن أجرة كتابة المصحف ؟ فقال : «لا بأس ، إنما هم مُصوِّرون ، وإنَّهم إنما يأكلون من عمل أيديهم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

[النوع] الثالث : في أرزاق العمال
8144 - (د) بريدة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنِ -[574]- استعملناه على عمل ، فرزقناه رزقاً ، فما أخذَ بعد ذلك فهو غُلول» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2943) في الخراج والإمارة ، باب في أرزاق العمال ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (2943) وابن خزيمة (2369) قالا : حدثنا زيد بن أخزم أبو
طالب الطائي ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.

8145 - (د) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَنْ كان لنا عامِلاً فليكتسب زوجَة ، فإن لم يكن له خادم ، فليكتسب خادماً ، فإن لم يكن له مسكن ، فليكتسب مسْكناً ، قال أبو بكر - رضي الله عنه (1) - : أُخبِرْتُ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من اتخذ غير ذلك فهو غالٌّ أو سارق» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) قال في " عون المعبود " قال : وأورد أحمد هذا الحديث من عدة طرق وليس فيه هذه الجملة " قال أبو بكر " .
(2) رقم (2945) في الخراج والإمارة ، باب في أرزاق العمال ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/229) قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، والحارث بن يزيد. وفي (4/229) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثنا الحارث بن يزيد الحضرمي. وفي (4/229) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، وعبد الله بن هبيرة. وفي (4/229) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا عبد الله بن هبيرة. وأبو داود (2945) قال : حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال : حدثنا المعافى ، قال : حدثنا الأوزاعي ، عن الحارث بن يزيد. وابن خزيمة (2370) قال : حدثنا يحيي بن مخلد المفتي. قال : حدثنا معافى ،هو ابن عمران الموصلي - عن الأوزاعي ، قال : حدثنا حارث بن يزيد.
كلاهما - عبد الله بن هبيرة ، والحارث بن يزيد- عن عبد الرحمن بن جبير ، فذكره.

8146 - (خ) عائشة رضي الله عنها قالت : «لما استُخلِفَ أبو بكر ، قال : لقد علمَ قومي أن حرْفتي لم تكن تعْجزُ عن مؤونة أهلي ، وشُغِلْتُ بأمر المسلمين ، فسيأكل آلُ أبي بكر من هذا [المال] ، ويحترف للمسلمين فيه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 258 في البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في البيوع (15:1) عن إسماعيل بن عبد الله - وهو ابن أبي أيس ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، به. تحفة الأشراف (5/313) .

8147 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي - رضي الله عنه - «أنه قَدِمَ على عمرَ في خلافته ، فقال له عمر : ألم أُحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً ، -[575]- فإذا أُعطيتَ العُمالة كرهتها ؟ فقلت : بلى ، قال عمر : ما تريد إلى ذلك ؟ فقلت : إن لي أفراساً وأعبُداً وأنا بخير ، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين ، قال عمر : لا تفعل ، فإني كنتُ أردتُ الذي أردتَ ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعطيني العطاءَ ، فأقول : أعطِهِ أفقر إليه مني ، حتى أعطاني مرَّة مالاً ، فقلت : أعْطِهِ أفقر إليه مني ، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : خذه فتمَوَّلهُ وتَصدَّق به ، فما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه ، ومالا فلا تُتْبِعْهُ نَفْسكَ» أخرجه النسائي (1) .
وقد أخرج هو والبخاري ومسلم وأبو داود هذا المعنى نحوه ، وهو مذكور في «كتاب القناعة» من حرف القاف.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإشراف) على الشيء : الاطِّلاع عليه ، والميل إليه ، والرغبة فيه ، وقوله : «وما لا فلا تتبعه نفسك» أي : ما لا يكون بهذه الصفة ، بل تكون نفسك له مؤثرة وأنتَ فيه طامع ، فلا تتبعه نفسك واتركه .
__________
(1) 5 / 103 في الزكاة ، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

[النوع] الرابع : في الإقطاع
8148 - (د ت) وائل بن حجر - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -[576]- صلى الله عليه وسلم- : «أقْطَعَهُ أرضاً بِحَضْرمَوْتَ ، وكَان معاويةُ أميراً بها إذْ ذاك ، وكتبَ إليه لِيعْطِيَهُ إياها ، فطلب معاوية أن يُرْدِفَهَ على دابته ، فأبى ، وقال : لَسْتُ من أرداف الملوك ، ثم جاءه بعدُ في خلافته فأعطاه ، فقال : ليتني حمَلْتُكَ إذْ ذاك» .
وفي رواية : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أقْطَعَهُ أرضاً بِحضْرَموْتَ» زاد في رواية : «وبعث معه معاوية ليُقطِعها إيَّاه» أخرج الأولى رزين ، والتي بعدها أخرجها الترمذي ، وأخرج أبو داود الثانية بغير الزيادة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرداف الملوك) : الذين يَخْلُفون الملوك إذا غابوا ، وينوبون منابهم في أمور ملكهم ، كانوا يُسمَّوْن في الجاهلية : أردافَ الملوك ، وذلك الفعل : الرادفة .
__________
(1) الرواية الأولى التي أخرجها رزين هي عند أحمد في " المسند " 6 / 399 ، والرواية الثانية رواها أبو داود رقم (3058) و (3059) في الخراج والإمارة ، باب إقطاع الأرضين ، والترمذي رقم (1381) في الأحكام ، باب ما جاء في القطائع ، وإسناد الحديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، قال : والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في القطائع ، يرون جائزاً أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (6/399) قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا شعبة ، عن سماك بن حرب. والدارمي (2612) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب. والبخاري في رفع اليدين (43) قال : أخبرنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا جامع بن مطر. وأبو داود (3058) قال : حدثنا عمرو بن مرزوق ، قال : أخبرنا شعبة ، عن سماك. وفي (3059) قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا جامع بن مطر. والترمذي (1381) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود ، قال :أخبرنا شعبة ، عن سماك. (ح) قال محمود : أخبرنا النضر ، عن شعبة ، عن سماك.
كلاهما - سماك ، وجامع - عن علقمة بن وائل ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.

8149 - (ط د) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أقطع بلال بنَ الحارث المزني مَعادن القبليَّة جلسِيَّها وغوريَّها - وفي رواية : جلْسَهَا وغورَها - وحيث يصلح الزرعُ -[577]- من قُدْس ، ولم يُعطِه حقَّ مسلم ، وكتب له : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمد رسولُ الله بلالَ بن الحارث ، أعطاه مَعادِنَ القبِليَّة جَلْسيَّها وغَورِيَّها - وفي رواية : جَلْسَها وغَوْرَها ، زاد في رواية : وجَرْسها وذات النصُب ، ثم اتفقتا - وحيث يَصلح الزرع مِن قُدس ، ولم يُعْطِهِ حقَّ مُسْلم» زاد في رواية : «وكَتَبَ أُبيُّ بن كعب» أخرجه أبو داود ، وقال وفي رواية : «عن عكرمة عن ابن عباس مثله» (1) .
وفي رواية الموطأ ولأبي داود قال مالك : بلغني عن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «أقطع بلال بن الحارث مَعادَن القبَليَّة وهي من ناحية الفُرْع ، وتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاةُ حتى اليوم» (2) .
-[578]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَلْسيَّها وغَوْرِيَّها) الجَلسيُّ : منسوب إلى جلس : وهي أرض بنجد ، ويقال لكل مرتفع من الأرض : جَلْس ، و «الغَوْر» : ما انهبط من الأرض ، أراد : أنه أقطعه جميع تلك الأرض نجدها وغَورها .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3062) و (3063) في الخراج والإمارة ، باب إقطاع الأرضين ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (2940) قال أبو عمر : وهو غريب من حديث ابن عباس ، ليس يرويه غير أبي أويس عن ثور ، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني لا يحتج بحديثه ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله ، أخرج له مسلم في الشواهد ، وضعفه غير واحد . أقول : وعبد الله بن عمرو بن عوف المزني والد كثير لم يوثقه غير ابن حبان .
(2) رواه الموطأ 1 / 248 في الزكاة ، باب الزكاة في المعادن ، وأبو داود رقم (3061) في الخراج والإمارة ، باب إقطاع الأرضين ، وهو مرسل عندهما ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وصله البزار من طريق عبد العزيز الدراوردي عن ربيعة عن الحارث بن بلال بن الحارث المزني عن أبيه . أقول : قال الذهبي في " الميزان " عن هذا السند في ترجمة الحارث : قال أحمد بن حنبل : ليس إسناده بالمعروف ، و قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : رقم (2938) ، وقال أبو عمر : هكذا في الموطأ عند جميع الرواة مرسلاً ، ولم يختلف فيه عن مالك ، وذكر أن الدراوردي رواه عن ربيعة بن الحارث بن بلال بن الحارث المزني عن أبيه ، وقال أيضاً : وإسناده صالح حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (1/306) (2786) وأبو داود (3062) قال : حدثنا العباس بن محمد بن حاتم وغيره.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، والعباس - عن حسين بن محمد ، قال : حدثنا أبو أويس ، قال : حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (3063) قال : حدثنا محمد بن النضر ، قال : سمعت الحنيني. قال : قرأته غير مرة. يعني كتاب قطيعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو داود : وحدثنا غير واحد عن حسين بن محمد ، قال : أخبرنا أبو أويس ، قال : حدثني كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.
وهو في الموطأ (585) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن غير واحد ، فذكره.

8150 - (د ت) أبيض بن حَمال - رضي الله عنه - «أنه وفدَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستقطعه الملح الذي بمأرِبَ ، فقطعه له ، فلما أن وَلَّى قال رجل من المجلس : أتدري ما قطعتَ له يا رسول الله ؟ إنما قطعتَ له الماء العِدّ ، قال : فانتزَعه منه ، قال : وسألته عمَّا يُحمى مِنَ الأراك ؟ قال : ما لم تَنَلْهُ أخفاف الإبل» قال أبو داود : «قال محمدُ بن الحسن المخزومي : يعني أن الإبلَ تأكل منتهى رؤوسها ، ويُحْمَى ما فوقهُ أن يُنْقَص» .
وفي رواية : «أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن حمَى الأراك ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا حِمَى في الأراكِ ، فقال : أراكةٌ من حِظارِي ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لا حِمَى في الأراكِ» .
قال فرج [وهو ابن سعيد السبائي المأربي] يعني «بحظاري» : الأرضَ التي فيها الزرع المُحَاطُ عليها . أخرجه أبو داود ، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
-[579]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العِدّ) الماءُ العِدُّ : الماء الدائم الذي لا انقطاع لمادَّته كثرةً وغزارَة .
(ما لم تبلغه أخفاف الإبل) قد جاء في متن الحديث له معنى ، وقال الخطابي : وله معنى آخر ، وهو أنه إنما يحمى من الأراك ما بَعُدَ عن العمارة فلا تبلغه الإبل السارحة إذا أُرْسِلَتْ في المرعى .
(حظاري) أراد بحظاره : ما قد حظره وحوَّط عليه ، وكانت تلك الأراكة التي ذكرها في الحديث ، في الأرض التي أحياها قبل أن يُحيْيها ، فلم يَمْلِكْها بالإحياء ، وملكَ الأرضَ دونها ، إذ كانت مرعى للسّارحة ، فأما الأراك إذا نَبَتَ في ملك رجل : فإنه مَحْمِي لصاحبه غير محظور عليه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3064) و (3065) و (3066) في الخراج والإمارة ، باب إقطاع الأرضين ، والترمذي رقم (1380) في الأحكام ، باب ما جاء في القطائع ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : حديث أبيض بن حمال حديث غريب ، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في القطائع ، يرون جائزاً أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك ، قال : وفي الباب عن وائل وأسماء بنت أبي بكر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3064) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ومحمد بن المتوكل. والترمذي (1380) عن قتيبة ، وابن أبي عمر.
ثلاثتهم - قتيبة ، وابن المتوكل ، وابن أبي عمر - قالوا : حدثنا محمد بن يحيى بن قيس المأربي ، قال : حدثني أبي ، عن ثمامة بن شراحبيل ، عن سمي بن قيس ، عن شمير بن عبد المدان ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث غريب.

8151 - (د) عبد الله بن حسان العنبري قال : حدَّثني جدَّتايَ صفيَّةُ ، ودُحَيبة ، ابنتا عُلَيبَةَ - وكانتا ربيبتي قَيْلَةَ بنتِ مخرمَةَ ، وكانت جدَّةَ أبيهما - أنها أخْبَرَتْهُما ، قالت : «قدِمْنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فتقدَّم صاحبي - تعني حُرَيثَ بن حسان وافدَ بني بكر بن وائل - فبايعهُ على الإسلام ، عليه وعلى قومه ، ثم قال : يا رسول الله ، اكتبْ بيننا وبين بني تميم بالدهناءِ : أن لا يجاوزَها إلينا منهم [أحدٌ] إلا مُسافِر أو مجاور ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اكتب له يا غلامُ بالدهناءِ ، قالتْ : فلما رأيتُه قد أمر له بها شُخِص بي ، وهي داري ووطني ، فقلت : يا رسولَ الله ، إنه لم يسألك السَّوِيَّة إذ سألك ، إنما هذه -[580]- الدهناءُ عندك مُقيَّدُ الجمل ، ومرْعى الغنم ، ونساءُ تميم وأبناؤها وراءَ ذلك ، فقال : أمِسك يا غلامُ ، صدقتِ المسكينةُ ، المُسِلمُ أخو المسلِمُ ، يسعُهما الماءُ والشجرُ ، ويتعاونان على الفَتَّانِ» قال أبو داود : الفَتَّانُ : الشيطانُ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدهناء) : موضع معروف ببلاد تميم .
(مقيَّد الجمل) : مرعى الجمل ومسرحه ، فهو لا ينزاح عنه ، ولا يتجاوزه في طلب المرعى ، فكأنه مُقَيّد هناك .
(الفتان) بفتح التاء : الشيطان الذي يفتن الناس عن دِينهم ويضلُّهم ، قال الخطابي : ويروى بضم الفاء ، وهو جمع فاتن ، مثل كاهن وكُهّان .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3070) في الخراج والإمارة ، باب إقطاع الأرضين ، وإسناده ضعيف ، ورواه الترمذي مختصراً ، وقال : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3070) قال : حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل. والترمذي (2814) ، وفي الشمائل (66) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان.
ثلاثتهم - حفص ، وموسى ، وعفان - عن عبد الله بن حسان العنبري. قال : حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة ، فذكرتاه.
* في رواية عفان : «قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» فذكرت الحديث بطوله. وزاد في آخره : «حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس. فقال : السلام عليك يارسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :وعليك السلام ورحمة والله، وعليه - تعني النبي -صلى الله عليه وسلم-- أسمال مليتين كانتا بزعفران وقد نفضتا ، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- عسيب نخلة.» .
وقال الترمذي : حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان.

8152 - (د) سبرة بن عبد العزيز بن الربيع [بن سبرة] الجهني عن أبيه عن جدِّه «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نزل في موضع المسجد تحتَ دَوْمَةَ ، فأقام ثلاثاً ، ثم خرج إلى تبوك ، وإنَّ جُهينةَ لحقوه بالرّحْبَةِ ، فقال لهم : مَن أهل ذي المروةِ ؟ فقالوا : بنو رفاعة من جهينة ، فقال : قد أقطعتَها لبني رفاعة ، فاقتسَموها ، فمنهم من باع ، ومنهم من أمسكَ فعمل ، ثم سألتُ أباه عبد العزيز عن هذا الحديث ؟ فحدَّثني ببعضه ، ولم يحدِّثني به كلّه» . -[581]- أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3068) في الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3068) قال : حدثنا سليمان بن داود العمري ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثنا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهني ، عن أبيه ، فذكره.
قلت : فيه سبرة بن عبد العزيز ، ليس له غير هذا الحديث في السنن ،وقال الحافظ في التهذيب (3/453) قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ليس به بأس.

8153 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطع الزبيرَ حُضْرَ فرَسِه ، فأجرى فرَسَهُ حتى قام ، ثم رَمى سوْطَهُ ، فقال : أعطوه من حيث بلغ السوطُ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُضْر) الفرس : عَدْوه .
__________
(1) رقم (3072) في الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3072) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا حماد بن خالد ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، فذكره.
قلت : ذكره الشيخ الألباني في ضعيف السنن.

8154 - (د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطع الزبير نخلاً» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أقطع الزبير نخلاً) قال فيه الخطابي : إن النخل مالٌ ظاهر العين ، حاضر النفع ، كالمعادن الظاهرة ، فلا يصح إقطاعه ، قال : ويشبه أن يكون إنما أعطاه ذلك من الخمس الذي هو سهمه ، قال : وكان أبو إسحاق المروزي يتأوَّل إقطاع النبي - صلى الله عليه وسلم- المهاجرين الدور على معنى العاريَّة .
__________
(1) رقم (3069) في الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (3069) قال : حدثنا حسين بن علي ، قال : حدثنا يحيى- يعني ابن آدم - قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.

8155 - (د) عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال : «خطَّ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة بقَوس ، وقال : أزْيدُك ؟ أزيدُك (1) ؟» . -[582]- أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي بعض النسخ : أزبدك ، بالباء الموحدة ، والزبد : العطاء .
(2) رقم (3060) في الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3060) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، عن فطر ، قال : حدثني أبي ، فذكره.
قلت : فيه قطر ، وهو ضعيف.

[النوع] الخامس : في كسب الحجَّام
8156 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم احْتَجمَ ، وأَعطى الحجَّام أجْرَهُ ، واستَعَطَ» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «حجَمَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عبدٌ لبني بياضَةَ ، فأعطاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أجرَهُ ، وكلَّم سيِّدَهُ ، فخفّفَ عنه من ضريبتَه ، ولو كان سُحْتاً لم يُعْطِهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية أبي داود : «ولو عَلِمَهُ خبيثاً لم يُعْطِهِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُحْتاً) السُّحْتُ : الحرام .
(الضريبة) : الخراج الذي يقرَّر على إنسان يؤدِّيه في كل يوم أو شهر أو سنة .
__________
(1) البخاري 4 / 377 في الإجارة ، باب خراج الحجام ، وفي البيوع ، باب ذكر الحجام ، وفي الطب ، السعوط ، ومسلم رقم (1202) في المساقاة ، باب حل أجرة الحجامة ، وأبو داود رقم (3423) في البيوع ، باب في كسب الحجام ، وقد اختلف العلماء في كسب الحجام ، فذهب الجمهور إلى أنه حلال ، واحتجوا بهذا الحديث وقالوا : هو كسب فيه دناءة ، وليس بمحرم ، فحملوا الزجر عنه على التنزيه ، وانظر " الفتح " 4 / 377 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/250) (2249) و (1/327) (3020) قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا زمعة.
2- وأخرجه أحمد (1/258) (2337) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (1/292) (2659) قال : حدثنا عفان. وفي (1/293) (2670) قال : حدثنا أبو سعيد.والبخاري (3/122) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (7/161) قال : حدثنا معلى بن أسد. ومسلم (5/39) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عفان بن مسلم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا المخزومي. وفي (7/22) قال : حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي ، قال : حدثنا حبان بن هلال. وأبو داود (3867) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5709) عن محمد بن معمر ، عن حبان.
ثمانيتهم - يحيى بن إسحاق ، وعفان ، وأبو سعيد ، وموسى بن إسماعيل ، ومعلى ، والمخزومي ، وحبان وأحمد بن إسحاق - عن وهيب بن خالد.
3- وأخرجه ابن ماجة (2162) قال : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتهم - زمعة ، ووهيب ، وابن عيينة - عن عبد الله بن طاووس ، عن أبيه ، فذكره.
رواية زمعة ، وموسى بن إسماعيل ، وابن عيينة ، ليس فيها «واستعط» .
ورواية أحمد بن إسحاق مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعط» .
وبلفظ: «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره ، ولو كان سحتا ، لم يعطه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أحمد (1/333) (3085) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا هشام ، عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى الحجام أجره» .
أخرجه أحمد (1/351) (3286) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، فذكره.
وبلفظ «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأخدعين ، وبين الكتفين ، حجمه عبد لبني بياضة ، وكان أجره مدا ونصفا ، فكلم أهله ، حتى وضعوا عنه نصف مد» .
قال ابن عباس : وأعطاه أجره ولو كان حراما ما أعطاه.
أخرجه أحمد (1/333) (3078) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، فذكره.
عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
وبلفظ : «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره ، ولو علم كراهية ، لم يعطه.» .
أخرجه أحمد (1/351) (3284) قال : حدثنا عبد الأعلى. والبخاري (3/82) قال : حدثنا مسدد ، قال: حدثنا خالد ، هو ابن عبد الله. وفي (3/122) وأبو داود (3423) قالا البخاري ، وأبو داود :حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - عبد الأعلى ، وخالد بن عبد الله ، ويزيد- عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، فذكره.
وبلفظ : «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره ، ولو كان حراما لم يعطه ، وكان يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين ، وكان يحجمه عبد لبني بياضة ، وكان يؤخذ منه كل يوم مد ونصف ،فشفع له النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهله ، فجعل مدا» .
1- أخرجه أحمد (1/234) (2091) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/241) (2155) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/316) (2906) قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا شريك. وفي (1/324) (2981) قال : حدثني هاشم ، قال : حدثنا إسرائيل. والترمذي في الشمائل (362) قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثنا عبدة ، عن سفيان الثوري.
أربعتهم - سفيان الثوري ، وشعبة ، وشريك ، وإسرائيل - عن جابر الجعفي.
2- وأخرجه أحمد (1/365) (3457) ومسلم (5/39) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد ، وإسحاق ، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عاصم الأحول.
كلاهما - جابر الجعفي ، وعاصم الأحول - عن عامر الشعبي ، فذكره.
زاد عاصم «.. وكلم سيده ، فخفف عنه من ضريبته..»
في رواية شعبة : «وأعطى الحجام أجره مدا ونصفا ، قال : وكلم مواليه ، فحطوا عنه نصف مد ، وكان عليه مدان.» .

8157 - (خ م ط د ت) حميد الطويل قال : سمعتُ أنساً رضي -[583]- الله عنه يقول : «دَعَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غلاماً لنَا حجَّاماً فحَجَمَهُ ، فأمرَ له بِصاع أو صاعين ، أو بمد أو مدَّين ، وكلّم فيه فخفَّف من ضريبَتِهِ» .
وفي رواية قال : «سُئِلَ أنس عن أجر الحجَّام ؟ فقال : احتجمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، حجَمَهُ أبو طيْبَةَ ، وأعطاه صاعين من طعام ، وكلَّم مواليه فخفَّفوا عنه ، وقال : إن أمْثلَ ما تدَاويتُم به الحجَامَةُ والقُسْطُ البحريُ ، ولا تُعْذِّبوا صِبْيانكم بالغَمْزِ من العُذَرَةِ ، عليكم بالقُسْطِ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الترمذي إلى قوله : «ما تَدَاويتم به الحجامة» .
وفي رواية الموطأ وأبي داود قال : «حجَمَ أبو طيبَةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأمرَ له بِصاع من تمر، وأمرَ أهله أن يُخفِّفُوا مِن خرَاجِهِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمثل) أي : أشرف وأجود . -[584]-
(العُذْرة) : وجع الحلق من الدم ، وذلك الموضع أيضاً يسمى : عُذرة ، وهو قريب من اللَّهاة .
__________
(1) البخاري 4 / 272 في البيوع ، باب ذكر الحجام ، وباب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم ، وفي الإجارة ، باب ضريبة العبد ، وتعاهد ضرائب الإماء ، وباب من كلم موالي العبد أن يخففوا من خراجه ، وفي الطب ، باب الحجامة من الداء ، ومسلم رقم (1577) في المساقاة ، باب حل أجرة الحجام ، والموطأ 2 / 974 في الاستئذان ، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام ، وأبو داود رقم (3224) في البيوع ، باب في كسب الحجام ، والترمذي رقم (1278) في البيوع ، باب ما جاء في الرخصة في كسب الحجام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك.الموطأ (603) والبخاري (3/82 و 103) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (3424) قال : حدثنا القعنبي.
كلاهما - ابن يوسف ، والقعنبي - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (1217) قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (3/100) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (779) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد ، وإسحاق - عن معتمر بن سليمان.
4- وأخرجه أحمد (3/107) قال : حدثنا ابن أبي عدي.
5- وأخرجه أحمد (3/182) قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
6- وأخرجه أحمد (3/282) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
والبخاري (3/122) قال : حدثنا آدم ومسلم (5/39) قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش ، قال : حدثنا شبابة.
ثلاثتهم - ابن جعفر ، وآدم ، وشبابة - قالوا : حدثنا شعبة.
7- وأخرجه عبد بن حميد (1403) والدارمي (2625) قالا : أخبرنا يزيد بن هارون.
8- وأخرجه البخاري (3/122) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان الثوري.
9- وأخرجه البخاري (7/161) قال : حدثنا محمد بن مقاتل ، قال : أخبرنا ابن المبارك.
10- وأخرجه مسلم (5/39) قال : حدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وعلي بن حجر. والترمذي (1278) وفي الشمائل (360) قال : حدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
11- وأخرجه مسلم (5/39) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا مروان بن معاوية.
جميعهم - مالك ، وابن عيينة ، ومعتمر ، وابن أبي عدي ، ويحيى بن سعيد ، وشعبة ، ويزيد ، والثوري، وابن المبارك ، وإسماعيل بن جعفر ، ومروان - عن حميد ، فذكره.
عن عمرو بن عامر ، قال : سمعت أنسا يقول : «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحتجم ، ولم يكن يظلم أحدا أجره.» .
1- أخرجه أحمد (3/120) قال : حدثنا وكيع ، وفي (3/215) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (3/261) والبخاري (3/122) قالا : حدثنا أبو نعيم ومسلم (7/22) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب.
كلاهما عن وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، ومحمد بن عبيد ، وأبو نعيم - عن مسعر.
2- وأخرجه أحمد (3/177) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان الثوري.
كلاهما - مسعر ، والثوري- عن عمرو بن عامر ، فذكره.
وبلفظ : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم ، وأعطى الحجام أجره» .
أخرجه ابن ماجة (2164) قال : حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن يونس ، عن ابن سيرين ، فذكره.
وبلفظ : «أن أبا طيبة حجم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأمر له بصاع من تمر ، وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه.» .
أخرجه أحمد (3/174) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا ثابت ، فذكره.

[النوع] السادس : في أشياء متفرقة
8158 - (د) رجل من المهاجرين من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «غزَوْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً ، أسْمَعُه يقول : المسلمون شركاءُ في ثلاث : في الماء ، والكلاءِ ، والنارِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3477) في البيوع ، باب في منع الماء ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.

8159 - (د) أسمر بن مضرس [الطائي] قال : أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فبايعتُه ، فقال : مَنْ سَبَقَ إلى ماء لم يَسبِقهُ إليه مسلم فهو له ، فخرج الناس يتعادَوْنَ يتخاطُّون» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3071) في الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف :أخرجه أبو داود (3071) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثني عبد الحميد بن عبد الواحد ، قال: حدثتني أم جنوب بنت نميلة، عن أمها سويدة بنت جابر،عن أمها عقيلة ، فذكرته.

الفصل الثالث : في المكروه والمحظور من المكاسب والمطاعم ، وفيه نوعان
[النوع الأول] منهيات مشتركة
8160 - (خ م ط د ت س) أبو مسعود - رضي الله عنه - قال : -[585]- «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثمنِ الكلب ، ومهر البغيِّ ، وحُلْوَانِ الكاهِن» أخرجه الجماعة .
وقال مالك : يعني بمهر البغيِّ : ما تُعطى المرأةُ على الزنا ، وحُلْوَان الكاهن : رِشوته ، وما يعطى على أن يَتَكَهَّنَ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَغِيُّ) : الزانية ، ومهرها : أجرها .
(حُلوان الكاهن) الكاهن معروف ، وحُلوانه : ما يعطى من الهدية والأجر إذا سئل عن شيء ليخبرهم به مما يجهلونه .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 353 في البيوع ، باب ثمن الكلب ، وفي الإجارة ، باب كسب البغي والإماء ، وفي الطلاق ، باب مهر البغي والنكاح الفاسد ، وفي الطب ، باب الكهانة ، ومسلم رقم (1567) في المساقاة ، باب تحريم ثمن الكلب ، والموطأ 2 / 656 في البيوع ، باب ما جاء في ثمن الكلب ، وأبو داود رقم (3481) في البيوع ، باب في أثمان الكلب ، والترمذي رقم (1276) في البيوع ، باب ما جاء في ثمن الكلب ، والنسائي 7 / 309 في البيوع ، باب بيع الكلب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (407) والحميدي (450) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/118) قال : حدثنا هشام بن القاسم ، قال : حدثنا اليث ، يعني ابن سعد. وفي (4/119) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، قال : حدثنا أبو أويس. وفي (4/120) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. والدارمي (2571) قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا ابن عيينة. والبخاري (3/110) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (3/122) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك. وفي (7/79) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وفي (7/176) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا ابن عيينة. ومسلم (5/35) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، ومحمد بن رمح ، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (3428 و 3481) قال : حدثنا قتيبة ، عن سفيان. وابن ماجة (2159) قال : حدثنا هشام بن عمار ، ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1133 و 1276 و 2071) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. وفي (1276) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، وغير واحد ، قالوا : حدثنا ابن عيينة. والنسائي (7/189 و309) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث.
خمستهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، والليث ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله ، ومعمر - عن الزهري، أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فذكره.

8161 - (م د ت س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مهْرُ البغي خبيث ، وثمن الكلب خبيث ، وكسب الحجام خبيث» .
وفي أخرى : «شرّ الكسب : مهر البَغيِّ ، وثمَنُ الكلبِ ، وكَسبُ الحجَّامِ» أخرجه الترمذي وأبو داود ، وأخرج النسائي الثانية (1) .
-[586]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خبيث) الخبيث : الحرام ، وهو يطلق على المكروه ، وهو الذي عنى به في كسب الحجام ، وأما قوله : «في ثمن الكلب ومهر البغي» فيريد به الحرام ، قال الخطابي : وقد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ، ويفرق بينهما في المعنى ، ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3421) في البيوع ، باب في كسب الحجام ، والترمذي رقم (1275) في البيوع ، باب ما جاء في ثمن الكلب ، والنسائي 7 / 190 في الصيد ، باب النهي عن ثمن الكلب ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فالحديث عند مسلم رقم (1568) في المساقاة ، باب تحريم ثمن الكلب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/464) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبان. وفي (3/465 و4/141) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. والدارمي (2624) قال : أخبرنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا هشام. ومسلم (5/35) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي. وفي (5/35) أيضا قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : حدثنا هشام. وأبو داود (3421) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : أخبرنا أبان. والترمذي (1275) قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن هشام بن عمار ، عن يحيى بن حمزة ، عن الأوزاعي. (ح) وعن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ، عن محمد بن المبارك ، عن معاوية بن سلام. (ح) وعن إسحاق بن منصور ، عن معاذ بن هشام الدستوائي ، عن أبيه.
خمستهم - أبان ، ومعمر ، وهشام ، والأوزاعي ، ومعاوية - عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ.
2- وأخرجه أحمد (4/140) ومسلم (5/35) قال : حدثني محمد بن حاتم. والنسائي (7/190) قال : أخبرنا شعيب بن يوسف. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن محمد بن المثنى.
أربعتهم - أحمد ، وابن حاتم ، وشعيب ، وابن المثنى - عن يحيى بن سعيد القطان ، قال : حدثنا محمد بن يوسف.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن الحسين بن حريث ، عن الفضل بن موسى ، عن الجعيد بن عبد الرحمن ، عن يزيد بن خصيفة.
ثلاثتهم - إبراهيم ، ومحمد ، ويزيد - عن السائب بن يزيد ، فذكره.
لفظ رواية محمد بن يوسف : «شر الكسب : مهر البغي ، وثمن الكلب ، وكسب الحجام» .
في رواية معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.

8162 - (خ د) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال : «نَهَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثَمَنِ الدَّمِ ، وثمَنِ الكلبِ ، وكسب البغيِّ ، ولَعَنَ الواشمَةَ والمستوشمة ، وآكلَ الربا ومُوكِلهِ ، والمصوِّرين» أخرجه البخاري .
وفي رواية : «نهى عنْ ثَمنِ الكلب ، والدمِ ، والوَشْم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الواشمة) : التي تَعمَلُ الوَشْمَ في وجوه النساء ، وهو تغريز الجلد بالإبرة ، وحَشْوُ النيل في أماكن الغرز ، والمستوشمة : التي تطلب أن يفعل بها ذلك .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 353 في البيوع ، باب ثمن الكلب ، وباب موكل الربا ، وفي الطلاق ، باب مهر البغي والنكاح الفاسد ، وفي اللباس ، باب الواشمة ، وباب من لعن المصور ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3483) في البيوع ، باب في أثمان الكلاب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/308) قال : حدثنا عفان. وفي (4/309) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (3/78) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (3/110) قال : حدثنا حجاج بن منهال. وفي (7/79) قال : حدثنا آدم. وفي (7/214) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (7/217) قال :حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثني غندر. وأبو داود (3483) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي.
سستتهم - عفان ، ومحمد بن جعفر غندر ، وأبو الوليد ، وحجاج ، وآدم ، وسليمان بن حرب - قالوا : حدثنا شعبة. قال : أخبرني عون بن أبي جحيفة ، فذكره.
* رواية أبي داود مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب.» .

8163 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يَحلُّ ثمنُ الكلب ، ولا حُلْوانُ الكاهن ، ولا مَهر البَغيِّ» . أخرجه أبو داود والنسائي . -[587]-
وفي أخرى للنسائي : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كَسْبِ الحجَّام ، وعن ثَمَن الكلب ، وعَسْبِ الفحلِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3484) في البيوع ، باب في أثمان الكلاب ، والنسائي 7 / 190 في الصيد ، باب النهي عن ثمن الكلب ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (3484) قال : حدثنا أحمد بن صالح.والنسائي (7/189) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى.
كلاهما - أحمد ، ويونس - قالا : حدثنا ابن وهب. قال : أنبأنا معروف بن سويد الجذامي ، أن علي بن رباح اللخمي حدثه ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/299) والنسائي (7/310) قال : حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر. قال : حدثنا شعبة ، عن المغيرة. قال : سمعت ابن أبي نعم ، فذكره.
وبلفظ : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب ، وعسب الفحل» .
أخرجه الدارمي (2626) قال : أخبرنا محمد بن عيسى. قال : حدثنا ابن فضيل.وابن ماجة (2160) قال : حدثنا علي بن محمد ومحمد بن طريف. قالا : حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (7/311) قال : أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. قال : حدثنا ابن فضيل. وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13407) عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن أبي عبيدة. (ح) وعن علي بن ميمون ، عن ابن فضيل.
كلاهما - ابن فضيل ، ومحمد بن أبي عبيدة - عن الأعمش ، عن أبي حازم ، فذكره.

8164 - (م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثَمَنِ الكلبِ ، والسِّنَّور» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وزاد النسائي : «إلا كلبَ صيد (1)» (2) .
__________
(1) قال النسائي : وهذا منكر ، يعني هذه الزيادة .
(2) رواه مسلم رقم (1569) في المساقاة ، باب تحريم ثمن الكلب ، وأبو داود رقم (3479) في البيوع ، باب في ثمن السنور ، والترمذي رقم (1279) في البيوع ، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور ، والنسائي 7 / 309 في البيوع ، باب ما استثني من بيع الكلب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/317) قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن الحسن بن أبي جعفر.
2- وأخرجه أحمد (3/339) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/349) قال : حدثنا موسى. وفي (3/386) قال : حدثنا حسن. وابن ماجة (2161) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
أربعتهم - إسحاق ، وحسن ، والوليد بن مسلم ، وموسى - عن ابن لهيعة.
3- وأخرجه مسلم (5/35) قال : حدثني سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا الحسن بن أعين ، قال : حدثنا معقل.
4- وأخرجه النسائي (7/190 و 309) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن حماد بن سلمة.
أربعتهم - ابن أبي جعفر ، وابن لهيعة ، ومعقل ، وحماد بن سلمة - عن أبي عن أبي الزبير ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3479) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. (ح) وحدثنا الربيع بن نافع، أبو توبة ، وعلي بن بحر. والترمذي (1279) قال : حدثنا علي بن حجر ، وعلي بن خشرم.
خمستهم - إبراهيم بن موسى ، وأبو توبة ، وابن بحر ، وابن حجر ، وابن خشرم - عن عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.

[النوع الثاني] منهيات مفردة
كسبُ الإماء
8165 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كسبِ الإماءِ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كسب الإماء) قد جاء في حديث أبي هريرة هكذا النهي مطلقاً ، -[588]- وجاء في حديث رافع مقيَّداً ، فقال : «حتى يُعلم من أين هو ؟» وفي الآخر «إلا ما عَمِلَتْ بيدها» قال الخطابي : ووجه حديث أبي هريرة : أنه كان لأهل مكة والمدينة إماءٌ عليهن ضرائب ، يخدمن الناس ، ويَأْخُذْنَ أجرهن ويعطين مواليهنَّ ما عليهنَّ من الضرائب ، ومن تكون مُتَبذِّلَةً خارجة داخلة وعليها ضريبة وقرار لمولاها ، فلا يؤمَنُ أن يبدوَ منها زلّةٌ ، إما لاستزادة في المعاش وتحصيل الضريبة ، وإما لشهوة تَغلب ، أو لغير ذلك ، والمعصوم قليل ، فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن كسبهنَّ تنزُّهاً عنه ، هذا إذا كان للأمة وجه معلوم تكسب منه ، فكيف إذا لم يكن لها جهة معلومة ؟
__________
(1) رواه البخاري 4 / 378 في الإجارة ، باب كسب البغي والإماء ، وفي الطلاق ، باب مهر البغي والنكاح الفاسد ، وأبو داود رقم (3425) في البيوع ، باب في كسب الإماء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/287) قال : حدثنا يحيى بن زكريا. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/347) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا همام. وفي (2/382) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/437) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (2/454) قال : حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/480) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا شعبة. والدارمي (2623) قال : حدثنا سهل بن حماد. قال : حدثنا شعبة. والبخاري (3/122) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا شعبة. وفي (7/79) قال : حدثنا علي بن الجعد. قال : أخبرنا شعبة. وأبو داود (3425) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، وهمام - عن محمد بن جحادة ، عن أبي حازم ، فذكره.

8166 - (د) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كسب الأمة حتى يُعْلَم مِنْ أينَ هو ؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3427) في البيوع ، باب في كسب الإماء ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3427) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، عن عبيد الله يعني ابن هرير ، عن أبيه ، فذكره.

8167 - (د) طارق بن عبد الرحمن القرشي قال : جاء رافعُ بنُ رِفَاعةَ - رضي الله عنه - إلى مجلسِ الأنصار ، فقال : لقد نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اليوم ... فذكر شيئاً (1) ، ونَهانا عن كسب الإماء ، إلا ما عمِلَتْ بيدها ، وقال : «هكذا بأصابعه ، نحو الخبزِ والغسل (2) والنَّقْشِ (3)» أخرجه أبو داود (4) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : أشياء .
(2) كذا في الأصول المخطوطة : وفي نسخ أبي داود المطبوعة و " عون المعبود " : والغزل ، وهو أصوب .
(3) قال في " عون المعبود " : وفي رواية : النقش ، بالقاف ، وهو التطريز .
(4) رقم (3426) في البيوع ، باب في كسب الإماء ، وإسناده صحيح ، وانظر " عون المعبود " 3 / 279 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/341) وأبو داود (3426) قال : حدثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما - أحمد ، وهارون بن عبد الله - قالا : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا عكرمة ، يعني ابن عمار ، قال : حدثني طارق بن عبد الرحمن القرشي ، فذكره.

8168 - (ط) أبو سهيل بن مالك عن أبيه أنَّه سمع عثمان بن عفّان يقول في خطبته حين ولَي : «ولا تكلِّفوا الصبيانَ الكسبَ ، فإنَّكم متى كلّفتُمُوهم الكسبَ سَرَقوا ، ولا تُكلِّفوا الأمَةَ غيْرَ ذاتِ الصَّنْعَةِ الكسبَ ، فإنَّكم متى كلَّفْتُمُوها ذلكَ : كسبِتْ بفَرْجِها ، وعِفُّوا إذْ أعفَّكُمُ الله ، وعليكم من المطاعم بما طابَ منها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 981 في الاستئذان ، باب الأمر بالرفق بالمملوك ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1904) عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه ، فذكره.

ثمن الكلب
8169 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب ، وإن جاء يطلب ثمن الكلب فاملأْ كفَّهُ تراباً» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أشياءَ حرَّمها : وثمنُ الكلب» لم يزدْ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَامْلأ كَفَّه تراباً) التراب : كناية عن الحرمان هاهنا والخيبة ، كما قال : «وللعاهِرِ الحَجَر» وقد استعملَ بعضُ السلف الحديثَ على ظاهره ، فكان يملأُ كَفَّه تراباً .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3482) في البيوع ، باب في أثمان الكلاب ، والنسائي 7 / 309 في البيوع ، باب بيع الكلب ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (1/235) (2094) (1/355) (3344) قال : حدثنا وكيع ، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/278) (2512) قال : حدثنا عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي ، قال : حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو. وفي (1/289) (2626) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا عبيد الله. في (1/350) (3273) قال : حدثنا زكريا بن عدي ، قال : أخبرنا عبيد الله. وفي (1/356) (3345) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا إسرائيل. وأبو داود (3482) قال : حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة ، قال : حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو.
كلاهما - إسرائيل ، وعبيد الله - عن عبد الكريم الجزري ، عن قيس بن حبتر ، فذكره.
رواية عبد الجبار بن محمد : «ثمن الكلب خبيث» ثم ذكر آخر الحديث.
ورواية إسرائيل ليس فيها آخر الحديث.
ورواية النسائي :
أخرجها (7/309) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا سعيد بن عيسى ، قال : أنبأنا المفضل بن فضالة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، فذكره.

8170 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «نهى عن ثمن الكلب ، إلا كلبَ صيد» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1281) في البيوع ، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور ، من حديث حماد بن سلمة عن أبي المهزم التميمي البصري ، عن أبي هريرة ، وأبو المهزم متروك ، كما قاله الحافظ في " التقريب " . وقال الترمذي : هذا حديث لا يصح من هذا الوجه ، قال : وروي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ، ولا يصح إسناده أيضاً . أقول : وقد روى حديث جابر النسائي 7 / 190 و 191 وقال النسائي : ليس هو بصحيح ، وقد أخذ القوم بهذا الاستثناء فأجازوا بيع كلب الصيد ، والجمهور على المنع ، وأجابوا بأن الحديث ضعيف ، أي باستثناء كلب الصيد ، وإلا فالحديث رواه مسلم في " صحيحه " بلا استثناء لكلب الصيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (1281) قال : أخبرنا أبو كريب ، قال : أخبرنا وكيع ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي المهزم ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث لا يصح من هذا الوجه. وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وتكلم فيه شعبة بن الحجاج وضعفه. وقد روي عن جابر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ، ولا يصح إسناده أيضا.

ثمن الهِرّ
8171 - (د ت) جابر عن عبد الله رضي الله عنهما قال : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل الهِرِّ وثمنه» أخرجه الترمذِي .
وفي رواية أبي داود : «نهى عن ثمنِ الهِرِّ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثمن الهرّ) النهي عن ثمن السّنّوْر ، إما لأنه كالوحشي الذي لا يمكن تسليمه ، لأنه ينتابُ دورَ الناس ، ولا يقيم في مكان واحد ، وإن حُبس أو رُبِط لم ينتفع به ، وإما لكي لا يتمانع الناسُ فيه ، ولا يتنازعوه إذا انتقل عنهم . -[591]-
وقيل : إنما نهي عن بيع الوحشي منه دون الإنسي .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1280) في البيوع ، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور ، وأبو داود رقم (3480) في البيوع ، باب في ثمن السنور ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه عبد بن حميد (1044) وأبو داود (3480) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. وفي (3807) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، ومحمد بن عبد الملك. وابن ماجة (3250) قال : حدثنا الحسين بن مهدي. والترمذي (1280) قال : حدثنا يحيى بن موسى. وعبد الله بن أحمد (3/297) قال: حدثني أبي ، ويحيى بن معين.
ستتهم - عبد بن حميد ، وأحمد ، ومحمد بن عبد الملك ، والحسين بن مهدي ، ويحيى بن موسى ، ويحيى بن معين - عن عبد الرزاق ، قال : حدثنا عمر بن زيد الصنعاني ، عن أبي الزبير ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب. وعمر بن زيد ، لا نعرف كبير أحد روى عنه ، غير عبد الزراق.

كسب الحجام
8172 - (ط د ت) ابن محيصة - رحمه الله - «أنه استأذن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في أُجْرَةِ الحجام ، فنهاه عنها ، وكان له موْلى حجَّاماً فلم يزل يسأله ويستأذنه ، حتى قال له آخِراً : اعْلِفْهُ ناضِحَكَ ، وأطْعِمْهُ رَقِيقَكَ» . أخرجه الموطأ هكذا (1) .
وأخرجه أبو داود والترمذي عن ابن مُحَيِّصة عن أبيه (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناضحك) النَّاضِح : البعير الذي يُستَقى عليه الماء .
(رقيقك) الرقيق : اسم يجمع العبيد والإماء .
__________
(1) 2 / 974 في الاستئذان ، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام من حديث مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة الأنصاري ، قال ابن عبد البر : كذا رواه يحيى وابن القاسم ، وهو غلط لا إشكال فيه على أحد من العلماء ، وليس لسعد بن محيصة صحبة ، فكيف لابنه حرام ، ولا خلاف أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة .
(2) رواه أبو داود رقم (3422) في البيوع ، باب في كسب الحجام ، والترمذي رقم (1277) في البيوع ، باب ما جاء في كسب الحجام ، من حديث الزهري عن ابن محيصة عن أبيه ، وابن محيصة : هو حرام بن سعد بن محيصة ، فيكون على هذا مرسلاً ، وقد وصله أحمد في " المسند " 5 / 436 من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه عن جده ورجاله ثقات ، وقال الترمذي : حديث محيصة حديث حسن ، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ، وقال الترمذي : وفي الباب عن رافع بن خديج ، وأبي جحيفة ، وجابر ، والسائب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/435) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال : أخبرنا مالك. وفي (5/436) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (5/436) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وأبو داود (3422) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، وابن ماجة (2166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، عن ابن أبي ذئب. والترمذي (1277) قال : حدثنا قتيبة ،عن مالك بن أنس.
ثلاثتهم - مالك ، ومعمر ، وابن أبي ذئب - عن الزهري ، عن ابن محيصة ، حرام ، فذكره.
* أخرجه الحميدي (278) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا الزهري. قال : أخبرني حرام بن سعد قال سفيان : هذا الذي لا شك فيه. وأراه قد ذكر : عن أبيه ، «أن محيصة سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كسب حجام له..» الحديث. مرسل.
* وأخرجه أحمد (5/436) قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن حرام بن سعد بن محيصة ، أن محيصة سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كسب حجام له. الحديث. مرسل.
* وأخرجه أحمد (5/436) قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود ، عن أبيه ، عن جده محيصة بن مسعود ، فذكره.
* تكرر إسناد يزيد بن هارون. قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود. قال : كان له غلام حجام. يقال له : أبو طيبة.. مرسل.
وأخرجه مالك (1889) عن ابن شهاب ، عن ابن محيصة ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

عسب الفحل
8173 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجُلاً من كلاب «سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفَحلِ ؟ فنَهَاه ، فقال : يا رسول الله ، إنا نُطْرِقُ الفَحْلَ ، فنُكرَمُ ، فرَّخص له في الكرامة» أخرجه الترمذي ، والنسائي ولم يذكر «الرخصة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَسْبُ الفحل) : ماؤه ، والمنهيُّ عنه هو ثمنه ، والأجر الذي يؤخذ عليه ، وإلا فإعارته حلال ، وإطراقهُ مباح جائز ، والعَسْبُ أيضاً : الكراء الذي يُؤخذ على ضراب الفحل ، تقول : عَسَبَ فحلَه يعسِبه عَسْباً ، أي أكراه ، وعَسْب الفحل أيضاً : ضرابه .
(نُطرِق) إطراق الفحل : إعَارَتُهُ للضِّراب .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1274) في البيوع ، باب ما جاء في كراهية عسب الفحل ، والنسائي 7 / 310 في البيوع ، باب بيع ضراب الجمل ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1274) قال : حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. والنسائي (7/310) قال : أخبرنا عصمة بن الفضل.
كلاهما - الخزاعي ، وعصمة - قالا : حدثنا يحيى بن آدم ، عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي ، عن هشام بن عروة ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، ولا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد ، عن هشام بن عروة.

8174 - (خ د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «نَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفَحلِ» .
أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 379 في الإجارة ، باب عسب الفحل ، وأبو داود رقم (3429) في البيوع ، -[593]- باب في عسب الفحل ، والترمذي رقم (1273) في البيوع ، باب ما جاء في كراهية عسب الفحل ، والنسائي 7 / 310 في البيوع ، باب بيع ضراب الجمل ، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 4 / 379 حول هذا الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/14) (4630) قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري (3/122) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، وإسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (3429) قال : حدثنا مسدد بن مسرهد ، قال : حدثنا إسماعيل. والترمذي (1273) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، وأبو عمار ، قالا : حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (7/310) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم. (ح) وأنبأنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، وعبد الوارث - عن علي بن الحكم ، عن نافع ، فذكره.

8175 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفحل» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 311 في البيوع ، باب بيع ضراب الجمل ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/311) قال : أخبرني محمد بن علي بن ميمون ، قال : حدثنا محمد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4135) عن محمد بن حاتم بن نعيم ، عن حبان ، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - محمد يوسف الفريابي ، وابن المبارك- عن سفيان ، عن هشام ، عن ابن أبي نعم ، فذكره.

القُسامة
8176 - (د) أبو سعيد الخدري (1) - رضي الله عنه - : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إياكم والقُسامة ، قلنا : وما القُسامة ؟ قال الشيءُ يكون بين الناس فينتَقصُ منه» .
وفي رواية نحوه قال : «الرجلُ يكون على الفِئام من الناس ، فيأخذ من حظِّ هذا، وحظِّ هذا» . أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُسامة) بالضم : ما يأخذه القَسَّام من الأجرة ، وبالكسر : صنعة القَسَّام ، ونظيرهما : الجُزَارة ، والجِزارة ، والمعنى : ما يأخذه القَسَّام جرياً على عادة السماسرة ، دون الرجوع إلى أجرة المثل ، كتواضعهم على أن يأخذوا من كل ألف شيئاً معلوماً ، وذلك حرام ، وقال الخطابي : ليس في هذا تحريم -[594]- إذا أخذ القَسَّام أجرته بإذن المقسوم لهم وإنما هو فيمن ولي أمرَ قوم ، أو كان عريفاً ، أو نقيباً ، فإذا قسم بين أصحابه شيئاً أمسك منه نصيباً لنفسه ليستأثِرَ به عليهم ، قال : وقد جاء في الرواية الأخرى «الرجل يكون على الفئام من الناس وهم الجماعة ، فيأخذ من حظِّ هذا وحظِّ هذا» .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن عباس ، وهو خطأ .
(2) رقم (2783) و (2784) في الجهاد ، باب في كراء المقاسم ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أدو داود (2783) قال : حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثنا الزمعي -هو موسى بن يعقوب- ، عن الزبير بن عثمان بن عبد الله بن سرافة ، أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره. فذكره.

المعدِن
8177 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رجلاً لَزِمَ غَريماً له بعشرة دنانير ، قال : والله ما أُفَارِقُكَ حتى تقضيني ، أو تأتِيَني بحَمِيل ، قال : فَتَحمَّل بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأتاه بقَدْر ما وَعدَهُ ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ أين أصبْتَ هذه (1) ؟ قال : مِن مَعْدِن ، قال : لا حاجة لنا فيها ، ليس فيها خير ، فقضاها عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحميل) : الزعيم والكفيل .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : من أين أصبت هذا الذهب .
(2) رقم (3328) في البيوع ، باب في استخراج المعادن ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2406) في الصدقات ، باب الكفالة ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (596) قال : حدثني القعنبي. وأبو داود (3328) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (2406) قال : حدثنا محمد بن الصباح.
كلاهما - القعنبي ، ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، فذكره.

عطاء السلطان
8178 - (د) سليم بن مطير : من أهل وادي القُرى عن أبيه ، أنه -[595]- حدَّثه (1) قال : سمعتُ رجلاً (2) يقول : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في حجة الوداع أمرَ الناس ونهاهم ، ثم قال : «هل بَلَّغْتُ ؟ قالوا : اللهم نعم ، ثم قال : إذا تجاحَفَتْ قريش المُلكَ فيما بينها ، وعاد العطاءُ رُشَاً فدَعوهُ فقيل : مَنْ هذا ؟ قالوا : هذا ذو الزوائد ، صاحبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قال : حدَّثني أبي مُطَير : أنه خرج حاجّاً ، حتى إذا كانوا بالسُّويدَاءِ إذا أنا برَجُل قد جاءَ ، كأنه يطلب دواء - أو حُضَضاً - فقال : أخبرني منْ سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع - وهو يَعِظُ الناس ويأمرهم وينهاهم - فقال : «يا أيها الناس ، خذوا العطاء ما كان عطاء ، فإذا تجاحَفَتْ قريش على المُلْكِ ، وكان عن دِين أحدِكم فدَعُوهُ» أخرجه أبو داود (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجاحفت) تجاحفوا في القتال ، بتقديم الجيم على الحاء : إذا تناول بعضهم بعضاً بالسيوف ، والفرسان يتجاحفون بينهم الكُرَة بالصوالجة ، أي : يتناولونها بها ، والمراد من الحديث : أن قريشاً إذا تقاتلوا على الملك .
(رِشاً) جمع رشوة ، وهي البِرْطيل .
__________
(1) قال في " عون المعبود " : قوله : أنه حدثه ، كذا أورده في " الأطراف " ، ثم قال : ورأيت في نسخة في حديث هشام عن سليم عن أبيه قال : سمعت رجلاً ، وهو الصواب ، أي : بحذف جملة " أنه حدثه " .
(2) في المطبوع : سمعت حذيفة ، وهو خطأ .
(3) رقم (2958) و (2959) في الخراج والإمارة ، باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2959) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا سليم بن مطير من أهل وادي القرى - عن أبيه- أنه حدثه ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (2958) قال : حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : حدثنا سليم بن مطير شيخ من أهل وادي القرى ، قال : حدثني أبي مطير أنه خرج حاجا ، حتى إذا كان بالسويداء إذا أنا برجل قد جاء كأنه يطلب دواء وحضضا ، فقال : أخبرني من سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع. فذكره ، ولم يسم ذا الزوائد.
قال المزي : ورأيت في نسخة في حديث هشام ، عن سليم ، عن أبيه ، قال : سمعت رجلا ، يقول : سمعت رجلا. وهو الصواب. تحفة الأشراف (3546) .

التَّكهُّنُ
8179 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان لأبي بكر غُلام يُخرِجُ له الخراجَ ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، ووافق من أبي بكر جوعاً ، فأكل منه لُقمة قبل أن يسألَ عنه ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنتُ تُكهَّنت لإنسانٍ في الجاهلية ، وما أُحْسِنُ الكَهانة ، إلا أني خَدَعتُه ، فلقيني فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلتَ منه ، فأدخل أبو بكر إصبَعَه في فيه ، فقاء كل شيء في بطنه» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تكهَّنت) التكهُّن : فِعْلُ الكاهن ، وهو إخباره لمن يسأله عما يسأله عنه .
__________
(1) 7 / 117 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب أيام الجاهلية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3842) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني أخي، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم ،عن القاسم بن محمد ، فذكره.

المتباريان
8180 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل طعام المتباريين : السِّباقِ ، والقِمار» .
وفي رواية قال : «كان ابن عباس يقول : إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن طعام المتباريين أن يؤكلَ» أخرجه أبو داود الثانية (1) . -[597]-
والأولى ذكرها رزين .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المتباريين) بارى فلان فلاناً : إذا عارض فعلَه بفعله .
__________
(1) رقم (3754) في الأطعمة ، باب في طعام المتبارين ، وإسناده صحيح ، ولكن العلماء صححوا -[597]- إرساله ، قال أبو داود : أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس ، وهارون النحوي ذكر فيه ابن عباس أيضاً ، وحماد بن زيد لم يذكر ابن عباس . أقول : وله شاهد عند ابن السماك في جزء من حديثه ورقة 64 / 1 من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ : المترائيان ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3754) قال : حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن الزبير بن خريت ، قال : سمعت عكرمة يقول. فذكره.
* قال أبو داود : أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس.

صنائعُ مَنْهيَّة
8181 - (د) أبو ماجدة وقيل : ابن ماجدة [السهمي] قال : قطعتُ من أذُن غلام : - أو قطعَ من أُذني غُلام - فقدِمَ علينا أبو بكر حاجّاً ، فاجتمعنا إليه ، فرفعَنا إلى عمر ، فقال عمر : إن هذا قد بلغ القصاص ، ادعوا لي حجَّاماً ، ليقْتصَّ منه ، فلما دُعي بالحجام قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إني قد وهبتُ لخالتي غُلاماً ، وأنا أرجوا أن يُبارَك لها فيه ، فقلت لها : لا تُسَلِّميه حجَّاماً ، ولا صائغاً ، ولا قصَّاباً» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تسلِّمِيه حجَّاماً ولا صائغاً ولا قصَّاباً) إنما كره الصائغ لما يدخل صنعته من الغش ، ولكثرة الوعد في فراغ ما يستعمل عنده ، والكذب ، لأنه -[598]- يَصوغ الذهب والفضة ، وربما كان منه شيء للرجال ، وهو حرام ، أو كان منه آنية ، وهي حرام ، وأما القصَّاب والحجَّام فلأجل النجاسة الغالبة على ثوب القصَّاب وبدنه مع تعذُّر الاحتزار ، والحجَّام نحوه .
__________
(1) رقم (3430) و (3431) و (3432) في البيوع ، باب في الصائغ ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/17) (102) قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن رجل من قريش من بني سهم ، عن رجل منهم يقال له ماجدة. فذكره.
* وفي (1/17) (103) قال أحمد : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : وحدثني العلاء بن عبد الرحمن ، عن رجل من بني سهم ، عن ابن ماجدة السهمي ، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3430) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبي ماجدة ، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3431) قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل. وفي (3432) قال : حدثنا الفضل بن يعقوب ، قال : حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - سلمة ، وعبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن ابن ماجدة السهمي ، فذكره.

المكس
8182 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يدخل الجنةَ صاحبُ مَكس» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2937) في الخراج ، باب في السعاية على الصدقة ، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/143) قال : حدثنا محمد بن سلمة. وفي (4/150) قال : حدثنا يزيد. والدارمي (1673) قال : أخبرنا أحمد بن خالد. وأبو داود (2937) قال : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال : حدثنا محمد بن سلمة. وابن خزيمة (2333) قال : حدثنا علي بن المنذر ، قال : حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - محمد بن سلمة ، ويزيد بن هارون ، وأحمد بن خالد ، وابن فضيل - عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (2938) قال : حدثنا محمد بن عبد الله القطان،عن ابن مغراء ، عن ابن إسحاق. قال: الذي يعشر الناس. يعني صاحب المكس.

الكتاب الثاني : في الكذب ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في ذمه وذم قائله
8183 - (ط) صفوان بن سليم رضي الله عنه قال : «قلنا : يا رسول الله أيكونُ المؤمن جباناً ؟ قال : نعم ، قيل : أيكون بخيلاً ؟ قال : نعم ، قيل : أيكون المؤمن كذَّاباً ؟ قال : لا» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 990 مرسلاً في الكلام ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، قال أبو عمر بن عبد البر : لا أحفظه مسنداً من وجه ثابت وهو حديث حسن مرسل . أقول : وقد روي بمعناه مرفوعاً وموقوفاً ، والموقوف أشبه ، وهو موقوف في حكم المرفوع ، و انظر " الترغيب والترهيب " 4 / 28 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (4/526) مع شرح الزرقاني (1928) عن صفوان بن سليم ، فذكره.

8184 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا كذَبَ العبدُ تباعَدَ عنه المَلَكُ ميلاً من نَتن ما جاء به» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1979) في البر والصلة ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، وفي سنده عبد الرحيم بن هارون الغساني أبو هشام الواسطي ، وهو ضعيف ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1972) قال : حدثنا يحيى بن موسى ، قال : قلت لعبد الرحيم بن هارون الغساني : حدثكم عبد العزيز بن أبي روّاد ، عن نافع ، عن ابن عمر... قال يحيى : فأقر به عبد الرحيم بن هارون ؟ فقال : نعم. فذكره.

8185 - (ط) مالك بن أنس بَلَغَهُ أنَّ ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : «إنَّه لا يزال العبد يكذبُ ، ويتَحرَّى الكذبَ ، فينكَتُ في قلبه نُكتةٌ سوداءُ حتى يَسْودَّ قلبُه فيُكْتَبَ عند الله من الكاذبين» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحرِّي) : القصد .
__________
(1) 2 / 990 بلاغاً في الكلام ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، وإسناده منقطع ، ولأكثره شاهد في " الصحيحين " من حديث ابن مسعود مرفوعاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بلاغا (4/526) (1927) مع شرح الزرقاني.

8186 - (د ت) بهز بن حكيم - رحمه الله - عن أبيه عن جدِّه قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ويل للذِي يُحدِّثُ بالحديث ليُضْحِكَ به القوم ، فيَكذِبُ ، ويلٌ له ، ويلٌ له» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الويل) : الحُزْن والكرب ، وإنما يقال ذلك عند المكروه ، وقيل : -[600]- هو شِدَّة العذاب ، وقيل : هو اسم وادٍ في جهنم .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4990) في الأدب ، باب في التشديد في الكذب ، والترمذي رقم (2316) في الزهد ، باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/2) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (5/5) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/5و 7) قال : حدثنا يزيد.والدارمي (2705) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (4990) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. والترمذي (2315) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11381) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وعن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك.
خمستهم - معمر ، ويحيى ، ويزيد ، وإسماعيل ، وعبد الله بن المبارك - عن بهز بن حكيم ، عن أبيه، فذكره.

8187 - (د) سفيان بن أسيد (1) الحضرمي - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «كبُرتْ خيَانة أن تحدِّثَ أخاكَ حديثاً هوَ لك به مُصدِّق ، وأنتَ له به كاذبُ» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) بفتح الهمزة وكسر السين ، ويقال : أسد .
(2) رقم (4971) في الأدب ، باب في المعاريض ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (393) . وأبو داود (4971) قالا : حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن ضبارة بن مالك الحضرمي ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، فذكره.

8188 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «كفى بالمرء كذباً أن يُحدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم 1 / 10 في المقدمة ، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع ، وأبو داود رقم (4992) في الأدب ، باب في التشديد في الكذب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1/8) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (4992) قال: حدثنا محمد بن الحسين.
كلاهما - أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن الحسين - قالا : حدثنا علي بن حفص. قال : حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، فذكره.
* قال أبو داود : ولم يسنده إلا هذا الشيخ ، يعني علي بن حفص المدائني.
* وأخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1/8) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (4992) قال : حدثنا حفص بن عمر.
ثلاثتهم - معاذ العنبري ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وحفص بن عمر - قالوا : حدثنا شعبة ، عن خبيب ابن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. ليس فيه أبو هريرة.

8189 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «بَحسْبِ المرء من الكذب : أن يُحدِّثَ بكل ما سمع» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) 1 / 11 في المقدمة ، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في المقدمة (1:11) قال : حدثنا عبد الرحمن.قال : حدثنا سفيان ،عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص ، فذكره.

8190 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - أن امرأة قالت : «يا رسولَ الله ، أقولُ: إن زوجي أعطاني لما لمْ يُعطني ؟ فقال : المتشبِّعُ بما لم يُعطَ كلابِس ثوبيْ زُور» أخرجه مسلم والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المتشبِّع بما لم يُعطَ كلابس ثَوبَي زُور) المتشبِّع : هو الذي يتشبَّه -[601]- بالشبعان وليس به ، وبهذا المعنى استُعِيرَ لِلْمُتَحَلِّي بفضيلة لم يُرزَقها ، وليس من أهلها ، وإنما شُبِّه بلابس ثَوْبَي زور ، أي ثوبي ذي زور ، وهو الذي يُزَوِّر على الناس ، بأن يتزيَّى بزيِّ أهل الزهد ، ويلبس لباس أهل التقشُّف رياء ، أو أنه يظهر أن عليه ثوبين ، وإنما هو ثوب واحد ، قال الأزهري : هو أن يخيط كُماً على كُمٍّ ، فيظهر لمن يراه أن عليه قميصين ، وليس عليه إلا قميص واحدٌ وله كُمَّان من كل جانب .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2130) في اللباس ، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره ، ولم نجده في النسائي ، ولعله في الكبرى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/167) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. ومسلم (6/168) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا وكيع ، وعبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (17248) عن زكريا بن يحيى ، عن إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر.
ثلاثتهم - معمر ، ووكيع ، وعبدة - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.

8191 - (خ م د س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أن امرأة قالت : يا رسول الله إن لي ضَرَّة ، فهل عليَّ جناح إن تشبَّعتُ من زوجي غير الذي يُعطيني ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «المتشبع بما لم يُعطَ كلابِس ثَوْبِي زور» .
وفي رواية : قالت : إنَّ امرأة قالت : «يا رسولَ الله ، أقول : إن زوجي أعطاني ، لما لم يُعطِني ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-..» وذكر مثله .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 278 و 279 في النكاح ، باب المتشبع بما لم ينل وما ينهى من افتخار الضرة ، ومسلم رقم (2130) في اللباس والزينة ، باب النهي عن التزوير في اللباس ، وأبو داود رقم (4997) في الأدب ، باب في المتشبع بما لم يعط ، ولم نجده في النسائي ، ولعله في الكبرى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (319) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/345) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/346و 353) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (7/44 و 45) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثني محمد بن المثنى. قال : حدثنا يحيى. ومسلم (6/169) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (4997) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15745) عن عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن محمد بن آدم ، عن عبدة بن سليمان. ستتهم - سفيان بن عيينة ، وأبو معاوية الضرير ، ويحيى بن سعيد ، وحماد بن زيد ، وعبدة بن سليمان ، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، فذكرته.

8192 - (د) عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال : «دَعتْني أمِّي يوماً - ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا - فقالت : ها تعال أُعْطيكَ ، فقال لها -[602]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما أردْتِ أن تُعْطيه ؟ قالت : أردتُ أن أُعُطِيه تمراً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما إنَّكِ لو لم تعطيه شيئاً كُتبَتْ علَيْكِ كذبة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4991) في الأدب ، باب في التشديد في الكذب ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 447 ورجاله ثقات ، غير المولى الذي لم يسم ، ورواه ابن أبي الدنيا وسماه زياداً ، وله شاهد عند أحمد من حديث أبي هريرة ومسنده صحيح إلا أنه منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/447) قال : حدثنا هشام. وأبو داود (4991) قال : حدثنا قتيبة.
كلاهما - هاشم ، وقتيبة- قالا : حدثنا الليث عن محمد بن عجلان ، عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي. فذكره.
في رواية قتيبة : رجل من موالي عبد الله بن عامر.

8193 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «سَيَكُونُ في آخر أُمَّتي أُناس يحدِّثونَكُم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإيَّاكم وإيَّاهم» .
وفي رواية: «يكون في آخر الزمان دَجالون كذَّابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإيَّاهم ، لا يُضِلُّونَكم ولا يفْتنونكم» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدجال) : الكذَّاب ، وقد تقدم شرحه في «كتاب القيامة» .
__________
(1) رقم (6) في المقدمة ، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/321) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ. قال : حدثنا سعيد. قال : حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني. ومسلم في مقدمة كتابه (1/9) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب. قالا : حدثنا عبد الله بن يزيد. قال : حدثني سعيد بن أبي أيوب. قال : حدثني أبو هانئ. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي. قال : حدثنا ابن وهب. قال : حدثني أبو شريح ، أنه سمع شراحيل بن يزيد.
كلاهما - أبو هانئ الخولاني حميد بن هانئ ، وشراحيل بن يزيد - عن أبي عثمان مسلم بن يسار ، فذكره.
وعن أبي عثمان الأصبحي. قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «سيكون في أمتي دجالون كذابون...» .
أخرجه أحمد (2/349) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال : حدثنا ابن لهيعة. قال : حدثنا سلامان بن عامر ، عن أبي عثمان الأصبحي ، فذكره.

8194 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «إنَّ الشيطان لَيَتَمَثَّلُ في صورة الرجل ، فيأتي القومَ فيُحدِّثهم بالحديث من الكذب ، فيتفرَّقون ، فيقول الرجل منهم : سمعتُ رجلاً أعرِف وجهه ، ولا أعرف اسمه ، يحدِّث كذا وكذا» أخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه (1) .
__________
(1) 1 / 12 في المقدمة ، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في المقدمة (1/12) (7) قال : حدثني أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع حدثنا الأعمش ، عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة ، فذكره.

8195 - (م) عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : «إن في البحر شياطينَ مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآناً» أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1) .
__________
(1) 1 / 12 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في المقدمة (1/12) قال : حدثني محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، فذكره.

الفصل الثاني : فيما يجوز من الكذب
8196 - (ت) أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا أيُّها الناس ، ما يحملكم على أن تتايعوا على الكذب كتتايُعِ الفراش على النار ، الكذبُ كلُّه على ابن آدمَ ، إلا في ثلاث خصال : رجل كذب امرأتَه ليُرضِيَها ، ورجل كذب في الحرب ، فإن الحرب خدْعَة ، ورجل كَذَبَ بين مُسْلِمَيْن ليُصْلح بينهما» .
وفي رواية قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يحلُّ الكذب إلا في ثلاث...» وذكر الحديث . أخرج الترمذي الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتايعوا) التتايع : التساقط والتهافت في الأمر . -[604]-
(الفَرَاش) : هذا الطائر الذي يتواقع في ضوء السّراج فيحترق .
__________
(1) رقم (1940) في البر والصلة ، باب ما جاء في إصلاح ذات البين ، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده .
(2) هي عند أحمد في " المسند " 6 / 454 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/454) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا داود بن عبد الرحمن. وفي (6/459) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا سفيان. وفي (6/460) قال : حدثنا أبو أحمد. قال : حدثنا سفيان. والترمذي (1939) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا بشر بن السري وأبو أحمد. قالا : حدثنا سفيان.
كلاهما - داود بن عبد الرحمن ، وسفيان الثوري - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم. وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن شهر بن حوشب ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكر فيه : (عن أسماء) .
حدثنا بذلك محمد بن العلاء. قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، عن داود.

8197 - (خ م د ت) أم كلثوم بنت عقبة - رضي الله عنها - : أنها سمعتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليس الكذَّابُ الذي يصلح بين اثنين - أو قال : بين الناس - فيقول خيراً ، أو يَنْمِي خيْراً» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
وزاد مسلم في رواية : قالت : «ولم أسمعه يُرَخِّصُ في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث ، يعني : الحربَ ، والإصلاحَ بين الناس ، وحديثَ الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها» .
وفي رواية : «قال ابن شهاب : ولم أسمعْ يُرَخصُ في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث...» وذكر الثلاث فجعل هذه الزيادة من قول ابن شهاب .
وأخرج أبو داود : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : لم يكذب مَن نَمَى بين اثنين ليصلح» .
وفي أخرى : «ليس بالكذاب من أصلح بين الناس ، فقال خيراً ، أو نمى خيراً» .
وفي أخرى : قالت : «ما سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يرخِّصُ في شيء من الكذب إلا في ثلاث : كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا أعدُّه كذباً : الرجل يُصْلِح بين الناس ، ويقول قولاً يريد به الإصلاح ، والرجل يقول في الحرب ، والرجل -[605]- يحدِّث امرأتَهُ ، والمرأةُ تحدِّث زوجها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنمي) نَميت الحديث أَنميه : إذا نقلته إلى غيرك ، وأسندته .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 220 في الصلح ، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس ، ومسلم رقم (2605) في البر والصلة ، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه ، وأبو داود رقم (4921) في الأدب ، باب في إصلاح ذات البين ، والترمذي رقم (1939) في البر والصلة ، باب ما جاء في إصلاح ذات البين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/403) قال : حدثنا بشر بن المفضل. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (6/403) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. وفي (6/403 و 404) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر. وفي (6/404) قال : حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا ليث - يعني ابن سعد - عن يزيد - يعني ابن الهاد - عن عبد الوهاب. وفي (6/404) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : أخبرنا معمر. وفي (6/404) قال : حدثنا حجاج.قال : حدثنا ابن جريج. وعبد بن حميد (1592) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. والبخاري (3/240) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح. وفي الأدب المفرد (385) قال : حدثنا عبد الله بن صالح. قال : حدثني الليث. قال : حدثني يونس. ومسلم (8/28) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. (ح) وحدثناه عمرو الناقد. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (4920) قال : حدثنا نصر بن علي. قال : أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا أحمد بن محمد بن شبويه المروزي. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (4921) قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي. قال : حدثنا أبو الأسود ، عن نافع - يعني ابن يزيد - عن ابن الهاد. أن عبد الوهاب بن أبي بكر حدثه. والترمذي (1938) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13/18353) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان. (ح) وعن محمد بن زنبور ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن عبد الوهاب. (ح) وعن كثير بن عبيد ، عن محمد بن حرب ، عن الزبيدي.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن إسحاق ، وصالح بن كيسان ، ومعمر ، وعبد الوهاب بن أبي بكر ، وابن جريج، ويونس ، وسفيان ، والزبيدي - عن محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. قال : قال ابن شهاب : لم أسمع أنه رخص في شيء مما يقول الناس.. نحوه.
* في رواية حرملة بن يحيى عند مسلم : «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمي خيرا» قال ابن شهاب : ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث.. فذكره من قول ابن شهاب.
الروايات مطولة ، ومختصرة.

8198 - (ط) صفوان بن سليم الزرقي - رحمه الله - أن رجلاً قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أكْذِبُ امرأتي ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا خير في الكذب ، فقال الرجل : يا رسول الله ، أفأعِدُها وأقول لها ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا جُنَاحَ عليك» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 989 مرسلاً في الكلام ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، وإسناده منقطع ، قال أبو عمر : لا أحفظه مسنداً بوجه من الوجوه ، وقد رواه ابن عيينة من صفوان عن عطاء بن يسار مرسلاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/524) (1924) عن صفوان بن سليم ، فذكره.

8199 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لم يكذب إبراهيم النبيُّ - عليه السلام - قطُّ إلا ثلاثَ كذَبَات ، ثنتين في ذات الله ، قوله : {إني سقيم} [الصافات : 89] وقوله : {بل فعله كبيرُهم هذا} [الأنبياء: 63] وواحدة في شأن سارة ، فإنه قدم أرضَ جبَّار ، ومعه سارَةُ ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبَّارَ إن يعْلَم أنَّكِ امرأتي يغْلِبْني عليك ، فإن سألك فأخبريه أنَّكِ أختي ، فإنك -[606]- أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مُسْلماً غيري وغيرَك ، فلما دخل أرَضه رآها بعضُ أهل الجبَّار ، فأتاه ، فقال : لقد قَدِمَ أرَضكَ امرأةُ لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسلَ إليها ، فأُتِيَ بها ، فقام إبراهيم إلى الصلاة ، فلما دخلَتْ عليه لم يتمالك أن بسَطَ يدَه إليها ، فقُبِضَتْ يدُه قبضة شديدة ، فقال لها : ادعي الله أن يطلِق يدي ولا أضرُّكِ ، ففعلت ، فعادَ ، فقُبِضَتْ أشدَّ مِنَ القبضَةِ الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقبِضَتْ أشدَّ من القبضتين الأوليَينِ ، فقال : ادعي الله أن يُطْلِقَ يَدي ، فلَكِ [الله] أن لا أضرُّك ، ففعلت ، وأُطْلِقتْ يدُهُ ، ودعَا الذي جاء بها ، فقال له : إنكَ إنما جئتني بشيطان ، ولم تأتني بإنسان ، فأخرجها من أرضي ، وأعطِها هاجرَ ، قال : فأقبلت تمشي ، فلما رآها إبراهيم انصرف ، فقال [لها] : مَهْيَم ، قالت : خيراً ، كفَّ الله يَد الفاجرِ ، وأخدَمَ خادماً ، قال أبو هريرة : فتلك أُمكم يا بني ماء السماء» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية للبخاري موقوفاً على أبي هريرة «ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ، ثنتان منها في ذات الله ، قوله : {إني سقيم} وقوله : {بل فعله كبيرهم هذا} قال : وبينا هو ذات يومٍ وسارةُ ، إذ أتى على جبَّار من الجبابرة ، فقيل له : إن هاهنا رَجُلاً معه امرأة من أحسَنِ الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها ؟ فقال : مَن هذه ؟ قال : أختي ، فأتى سارَة ، فقال : يا سارَةُ ، ليس على وجه الأرض مؤمِن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنكِ أُخْتِي ، فلا -[607]- تُكذِّبيني ، فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده ... وذكر نحو ما تقدَّم في منعه ودعائها إلى آخره ... وفيه : فأخدَمَها هاجر ، وقول أبي هريرة : تلك أمُّكم يا بني ماء السماء» .
وله في أخرى مسنداً قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هاجر إبراهيم عليه السلام بسارَةَ ، فدخل بها قرية فيها مَلك من الملوك ، أو جبَّار من الجبابرة ، فقيل له : دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء ، فأرسلَ إليه : أَنْ يا إبراهيمُ : من هذه التي معك ؟ قال : أُختي ، ثم رجع إليها فقال : لا تكذِّبي حديثي ، فإني أخبرتُهُم أنكِ أختي ، والله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل بها إليه ، فقام إليها ، فقامت توَّضأُ وتُصلِّي ، فقالت : اللهم إن كنتُ آمَنْتُ بِكَ وبرسولكَ وأحصَنْتُ فرْجِي إلا على زوجي ، فلا تُسلِّطْ عَليَّ يَدَ الكافر ، فَغُطَّ ، حتى رَكضَ برجله فقالت : اللهم إن يمُتْ يقال : هي قتَلَتْهُ ، فأُرْسِل ، ثم قام إليها ، فقامَتْ توَّضأُ وتصلِّي ، وتقول : اللهم إن كنتُ آمنتُ بك وبرسولِكَ ، وأحصَنْتُ فرجي فلا تسَلِّط عليَّ هذا الكافر ، فَغُطَّ حتى ركض برجله ، قال أبو هريرة فقالتْ : اللهم إن يمُتْ ، يقال : هي قتَلَتهُ ، فأرسل في الثانية أو الثالثة ، فقال : والله ما أرسلتم إليَّ إلا شيطاناً ، أرجعوهَا إلى إبراهيم وأعطوه هاجر ، فرجعت إلى إبراهيم ، فقالت : أشعرت أن الله كبتَ الكافِرَ وأخدَم وليدَة» واختصره أبو داود قال : «إن إبراهيم لم يكذب قطُّ إلا ثلاث كذبات ، ثنتان في ذات الله قوله : {إنِّي سقيم} ، -[608]- وقوله : {بل فعله كبيرهم هذا} وبَيْنا هو يسير في أرض جبَّار من الجبابرة ، إذ نزل منزِلاً ، فأُتِيَ الجبَّارُ ، فقيل له : إنه نزل هاهنا رجل معه امرأةُ هي أحسن الناس ، قال : فأرسل إليه ، فسأله عنها ؟ فقال : إنها أختي ، فلما رجع إليها ، قالت : إنَّ هذا سألني عنك ، فأنبأته أنكِ أختي ، وإنه ليس اليوم مسلم غيري وغيرك ، فإنك أختي في كتاب الله ، فلا تكذِّبيني عندهم» .. وساق الحديث : هكذا قال أبو داود .
واختصره الترمذي أيضاً ، وهذا لفظه ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لم يكذب إبراهيم في شيء قطُّ إلا في ثلاث ، قوله : {إني سقيم} ولم يكن سقيماً ، وقوله لسارة : أختي ، وقوله : {بل فعله كبيرهم هذا} (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَهْيم) كلمة يقال معناها : ما أَمْرُكَ وما حَالُكَ ؟ .
(خادم) الخادم : يقع على العَبد والأمة .
(أحصنت) المرأة فرجها : إذا حَمَتْه عن الزنا . -[609]-
(فغطَّ) الغطيط : صوت النائم ، والمراد : أنه غشي عليه فغَطّ .
(كبت) الكبْت : الهلاك .
(وليدة) الوليدة : الأمة .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 277 - 280 في الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي البيوع ، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه ، وفي الهبة ، باب إذا قال : أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز ، وفي النكاح ، باب إتحاد السراري ، وفي الإكراه ، باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها ، ومسلم رقم (2371) في الفضائل ، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (2212) في الطلاق ، باب في الرجل يقول لامرأته : يا أختي ، والترمذي رقم (3165) في التفسير ، باب ومن سورة الأنبياء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/403) قال : حدثنا علي بن حفص. قال : حدثنا ورقاء. والبخاري (3/105 و 3/218 و9/27) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. والترمذي (3166) قال : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي. قال : حدثني أبي. قال : حدثنا محمد بن إسحاق. والنسائي في فضائل الصحابة (268) قال : أخبرنا عمران بن بكار. قال : حدثنا علي بن عياش. قال : حدثنا شعيب.
ثلاثتهم - ورقاء بن عمر ، وشعيب ، وابن إسحاق - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
* أثبتنا لفظ البخاري (3/105) ، وعن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لم يكذب إبراهيم النبي قط إلا ثلاث كذبات..» .
أخرجه البخاري (4/171 و7/7) قال : حدثنا سعيد بن تليد الرعيني. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني جرير بن حازم ، عن أيوب. ومسلم (7/98) قال : حدثني أبو الطاهر. قال : أخبرنا عبد الله بن وهب. قال أخبرني جرير بن حازم ، عن أيوب السختياني. وأبو داود (2212) قال : حدثنا ابن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب. قال : حدثنا هشام. والنسائي في فضائل الصحابة (269) قال : أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. قال : حدثنا أبو أسامة ، عن هشام.
كلاهما - أيوب ، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين ، فذكره.
* أخرجه البخاري (4/171) قال : حدثنا محمد بن محبوب. قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي (7/7) قال : حدثنا ، سليمان ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب. والنسائي في فضائل الصحابة (270) قال : أخبرنا سليمان بن سلم. قال : أخبرنا النضر قال : أخبرنا ابن عون.
كلاهما - أيوب ، وابن عون - عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال : «لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ، ثنتين...» .
فذكر الحديث موقوفا.

الفصل الثالث : في الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم-
8200 - (خ م ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تكذِبُوا عَلَيَّ ، فإنَّهُ مَن كذَب عليَّ يلج النارَ» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 178 في العلم ، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (1) في المقدمة ، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2662) في العلم ، باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه أحمد (1/83) (629) و (1/123) (1000) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (1/83) (630) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/123) (1000) قال : حدثنا حجاج ، قال : أنبأنا شعبة. وفي (1/123) (1001) و (1/150) (1291) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (1/38) قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا شعبة. ومسلم (1/7) مقدمة الكتاب ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (31) قال : حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة ،وإسماعيل بن موسى ، قالا : حدثنا شريك. والترمذي (2660) قال : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي ، قال : حدثنا شريك بن عبد الله. وفي (3715) قال: حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن شريك. والنسائي في الكبرى (الورقة 77 ب) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة.
كلاهما - شعبة ، وشريك - عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، فذكره.

8201 - (خ) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ تَقَوَّلَ (1) عليَّ ما لم أقُلْ ، فليتبؤأ مقْعدَه من النار» أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقوَّل) تقوّلتَ على فلان : إذا قلتَ عنه ما لم يَقُله . -[610]-
(فليتبوَّأْ) التَّبوُّء : اتَّخاذُ المنزل ، لأن المباءة : المنزل .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : من يقل .
(2) 1 / 180 في العلم ، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/501) قال : حدثنا يزيد. وابن ماجة (34) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال :حدثنا محمد بن بشر.
كلاهما - يزيد بن هارون ، ومحمد بن بشر - عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.

8202 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن تَقَوَّلَ عليَّ ما لم أقُلْ ، فليتبوَّأْ مقعده من النار» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2661) في العلم ، باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث صحيح ، ولفظه في نسخ الترمذي المطبوعة : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/402) (3814) قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي. وفي (1/405) (3847) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا شيبان. (ح) وحدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد. وفي (1/454) (4338) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. والترمذي (2659) قال : حدثنا أبو هاشم الرفاعي ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش.
خمستهم - جرير بن حازم ، وشيبان ، وحماد ، وأبو عوانة ، وأبو بكر بن عياش - عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، فذكره.

8203 - (خ د) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه – قال : قلت لأبي : «ما لي لا أسمعُكَ تحدِّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما يُحدِّث فلان وفلان ؟ قال : أمَا إِنّي لم أُفَارِقهُ منذُ أسلمتُ ، ولكني سمعتُهُ يقول : مَن كذبَ عليَّ مُتَعَمِّداً فليتبوأ مقعده من النار» .
وفي رواية : «ما يمنعك أن تُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما يحدِّث عنه أصحابُك ؟ قال : أما والله ، لقد كان لي منه وَجْهٌ ومنزِلة ، ولكنِّي سمعتُه يقول ...» وذكر الحديث أخرجه البخاري ، وأخرج أبو داود الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وجه) لفلان وجه ومنزلة : إذا كان محظوظاً محترَماً كريماً على الناس .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 178 في العلم ، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (3651) في العلم ، باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/165) (1413) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/166) (1428) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/38) قال : حدثنا أبو الوليد. وابن ماجة (36) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا غندر محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3623) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث.
أربعتهم - محمد ، وعبد الرحمن ، وأبو الوليد ، وخالد - عن شعبة ، عن جامع بن شداد. وأخرجه أبو داود (3651) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا خالد. (ح) وحدثنا مسدد ، قال : حدثنا خالد، عن بيان بن بشر ، عن وبرة بن عبد الرحمن.
كلاهما - جامع ، ووبرة - عن عامر بن عبد الله بن الزبير.
2- وأخرجه الدارمي (239) قال : أخبرنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، قال : حدثني يزيد بن عبد الله ، عن عمرو بن عبد الله بن عروة ، عن عبد الله بن عروة.
كلاهما - عامر بن عبد الله ، وعبد الله بن عروة - عن عبد الله بن الزبير ، فذكره.

8204 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إني ليَمْنَعُني -[611]- أن أحدِّثكم حديثاً كثيراً : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : مَن تعمَّد عليَّ كذباً فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه مسلم .
وعند الترمذي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «من كذَبَ عليَّ - حسِبْتُ أنه قال : مُتعمِّداً - فليتبوَّأْ مقعده من النار» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2) في المقدمة ، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2663) في العلم ، باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/98) ومسلم (1/7) قال : حدثني زهير بن حرب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1002) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد ، وزهير ، وإسحاق - عن إسماعيل بن علية.
2- وأخرجه أحمد (3/98) قال : حدثنا هشيم.
3- وأخرجه البخاري (1/38) قال : حدثنا أبو معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1045) عن عمران بن موسى.
كلاهما - أبو معمر ، وعمران - عن عبد الوارث.
ثلاثتهم - إسماعيل ، وهشيم ، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب ، فذكره.
وعن سليمان التيمي ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار.» .
قال عبد الله بن أحمد : حدثنا أبي هكذا مرتين ، وحدثنا به مرة أخرى فقال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.» .
1- أخرجه أحمد (3/116) قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
2- وأخرجه أحمد (3/166) قال : حدثنا معتمر بن سليمان.
3- وأخرجه أحمد (3/176) ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (890) عن علي بن حجر.
كلاهم - أحمد ، وعلي - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
4- وأخرجه الدارمي (242) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو داود. وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على المسند.
(3/278) قال : حدثنا أبو عبد الله السلمي ، قال : حدثني حرمي بن عمارة.
كلاهما - أبو داود ، وحرمي - عن شعبة.
أربعتهم - يحيى ، ومعتمر ، وإسماعيل ، وشعبة - عن سليمان بن طرخان التيمي ، فذكره.
وعن حماد ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعتاب مولى ابن هرمز ، ورافع ، وسليمان التيمي ، وقتادة ، عن أنس ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.» .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال أبي : كذا قال لنا ، أخطأ فيه ، وإنما هو عبد العزيز بن صهيب. المسند (3/209) ..
أخرجه أحمد (3/172) قال : حدثنا حجاج ، وهاشم. والدارمي (241) قال : أخبرنا أسد بن موسى.
ثلاثتهم - حجاج ، وهاشم ، وأسد - عن شعبة ، عن عتاب مولى بن هرمز ، فقط.
وأخرجه أحمد (3/20) قال : حدثنا يزيد وأبو قطن ، قالا : حدثنا شعبة ، عن حماد بن أبي سليمان.
وأخرجه أحمد (3/209) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن حماد ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعتاب ، ورافع.
وأخرجه الدارمي (242) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو داود ، عن شعبة ، عن عبد العزيز. ولم ينسبه - وعن حماد بن أبي سليمان ، وعن التيمي ، وعن عتاب.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (3/278) قال : حدثنا أبو عبد الله السلمي ، قال : حدثني حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا شعبة ،قال : أخبرني قتادة ، وحماد بن أبي سليمان ، وسليمان التيمي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (3/279) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة.
وعن ابن شهاب ، عن أنس ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «من كذب علي قال : حسبته أنه قال : متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» .
أخرجه أحمد (3/223) قال : حدثنا إسحاق. وابن ماجة (32) قال : حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (2661) قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - إسحاق ، وابن رمح ، وقتيبة- قالوا : حدثنا ليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، فذكره.
وعن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أخرجه أحمد (3/113) قال : حدثنا أبو معاوية ، قال :حدثنا عاصم الأحول. فذكره.

8205 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن كذَبَ عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1) .
__________
(1) رقم (3) في المقدمة ، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/413) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الواحد ، يعني ابن زياد. والدارمي (599) قال : أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ، عن صالح بن عمر.
كلاهما - عبد الواحد بن زياد ، وصالح بن عمر - عن عاصم بن كليب. قال : حدثني أبي ، فذكره.
* زاد في رواية عمر بن صالح : فكان ابن عباس إذا حدث قال : إذا سمعتموني أحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم تجدوه في كتاب الله ، أو حسنا عند الناس ، فاعلموا أني قد كذبت عليه.
وأخرجه مسلم في مقدمته (1/10) (3) قال : وحدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا أبو عوانة ،عن أبي حصين، عن أبي صالح ،عن أبي هريرة، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/501) قال : حدثنا يزيد. وابن ماجة (34) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن بشر.
كلاهما - يزيد بن هارون ، ومحمد بن بشر - عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.
وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 77) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أخبرنا شعبة. قال : أخبرني أبو حصين. قال : سمعت أبا صالح ، فذكره.
وعن أبي عثمان مسلم بن يسار ، عن أبي هريرة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من تقول علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار» .
أخرجه أحمد (2/321) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد من كتابه. قال : حدثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب- قال : حدثنا بكر بن عمرو المعافري ،عن عمرو بن أبي نعيمة. وأبو داود (3657) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : حدثني يحيى بن أيوب ، عن بكر بن عمرو ، عن عمرو بن أبي نعيمة. وابن ماجة (53) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، عن سعيد بن أبي أيوب. قال : حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني.
كلاهما - عمرو بن أبي نعيمة ، وأبو هانئ الخولاني - عن أبي عثمان مسلم بن يسار ، فذكره.
* في رواية يحيى بن أيوب : عن أبي عثمان رضيع عبد الملك بن مروان.
* وأخرجه الدارمي (161) والبخاري في الأدب المفرد (259) وأبو داود (3657) قال : حدثنا الحسن بن علي.
ثلاثتهم - الدارمي ، والبخاري ، والحسن بن علي - عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقري. قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال : حدثني بكر بن عمرو المعافري ، عن أبي عثمان مسلم بن يسار ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه : عمرو بن أبي نعيمة.
* وأخرجه أحمد (2/365) قال : حدثنا يحيى بن غيلان. قال : حدثنا رشدين. قال : حدثني بكر بن عمرو ، عن عمرو بن أبي نعيمة ، عن أبي عثمان جليس أبي هريرة ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة..

8206 - (خ م ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «مَنْ حدّث عنِّي بحديث يُرى أنه كَذِب ، فهو أحد الكاذِبِيْن» وأخرج الترمذي رواية مسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 130 في الجنائز ، باب ما يكره من النياحة على الميت ، و مسلم رقم (4) في المقدمة ، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2664) في العلم ، باب ما جاء فيمن يروي حديثاً وهو يرى أنه كذب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/245) قال : حدثنا قران بن تمام ، عن سعيد بن عبيد الطائي. وفي (4/252) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن عبيد. وفي (4/255) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الطائي ، ومحمد بن قيس الأسدي. والبخاري (2/102) قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعيد بن عبيد. وفي (1/8 ، 3/45) قال : حدثني علي بن حجر السعدي ، قال: حدثنا علي بن مسهر قال : أخبرنا محمد بن قيس الأسدي. وفي (3/45) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع ، عن سعيد بن عبيد الطائي ، ومحمد بن قيس. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر قال : حدثنا مروان - يعني الفزاري - قال : حدثنا سعيد بن عبيد الطائي.والترمذي (1000) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا قران بن تمان ، ومروان بن معاوية ، ويزيد بن هارون عن سعيد بن عبيد الطائي.
كلاهما - سعيد بن عبيد ، ومحمد بن قيس - عن علي بن ربيعة الأسدي. فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة ،.

8207 - (م ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ حدَّثَ عنِّي بحديث يُرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذِبَيْن» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم 1 / 9 في المقدمة ، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين ، والترمذي رقم (2664) في العلم ، باب ما جاء فيمن يروي حديثاً وهو يرى أنه كذب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/14) قال : حدثنا يزيد. وفي (5/19) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/20) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وعفان. ومسلم (1/7) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (39) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - يزيد ، ووكيع ، وابن جعفر ، وعفان - عن شعبة ، قال : حدثنا الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.
وأخرجه الترمذي (2662) مرسلا قائلا ، وروى شعبة ، عن الحكم ،عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. فذكره.

8208 - (م) مجاهد - رحمه الله - قال : «جاء بشير العدويّ إلى ابن عباس - رضي الله عنه- فجعل يحدِّث ويقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] وجعل ابن عباس لا يأذَن لحديثه ، ولا ينظر إليه ، فقال بُشير : يا ابن عباس ما لي لا أراك تسمعُ لحديثي ، أُحدِّثكَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولا تسمع ؟ فقال ابن عباس : إنا كنا مرَّة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ابتدرتْه أبصَارُنا ، وأصغينا إليه بأسماعنا ، فلما ركب الناسُ الصَّعْبَةَ (1) والذَّلول لم نأخذ من الناس إلا ما نَعْرِفُ» .
وفي رواية : «فأمَّا إذْ ركبتم كلَّ صعبة (1) وذَلُولِ ، فهيهات» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّعبة والذلول) أراد بالصعبة والذلول : شدائد الأمور وسهولها ، والمراد : أنه ترك المبالاة بالأمور والاحتراز في القول والفعل .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : الصعب .
(2) 1 / 13 في المقدمة ، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (1/13) قال : حدثني أبو أيوب سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، حدثنا أبو عامر يعني العقدي ، حدثنا رباح، عن قيس بن سعد ،عن مجاهد. فذكره.

الكتاب الثالث : في الكبر والعجب ، وفيه ثمانية أنواع
نوع أول
8209 - (م د) أبو سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «العزّ إزارَهُ ، والكبرياءُ رداؤُه ، فمن ينازعني عذَّبتُهُ» .
قال الحميدي : كذا فيما رأينا من نسخ كتاب مسلم ، وأخرج البرقاني من الطريق الذي أخرجه مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما قالا : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يقول الله عزَّ وجل: العزُّ إزاري ، والكبرياءُ ردائي ، فمن نازعني شيئاً منهما عَذَّبتُه» قال : وهكذا أخرجه أبو مسعود في كتابه ، وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «قال الله تعالى : الكبْرِياءُ ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذَفْتُهُ في النار» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إزاري وردائي) شبَّه العِزَّ والكبرياء بالإزار والرداء ، لأن المتَّصفَ بهما يشملانه ، كما يشمل الإنسانَ الإزارُ والرداءُ ، وأنه لا يشاركه في إزاره ، -[614]- وردائه أحد ، فكذلك الله عزَّ وجلَّ : العِزُّ والكبرياء إزارُه ورداؤه ، فلا ينبغي أن يشركه فيهما أحد ، فضربه مثلاً لذلك .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2620) في البر والصلة ، باب تحريم الكبر ، وأبو داود رقم (4090) في اللباس ، باب ما جاء في الكبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1149) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/248) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/376) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا سفيان. وفي (2/414) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/427) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (2/442) قال : حدثنا عمار بن محمد. وأبو داود (4090) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثنا هناد ، يعني بن السري ، عن أبي الأحوص. وابن ماجة (4174) قال : حدثنا هناد بن السري. قال : حدثنا أبو الأحوص.
ستتهم - سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وحماد بن سلمة ، وإسماعيل بن علية ، عمار بن محمد ، وأبو الأحوض- عن عطاء بن السائب ، عن الأغر ، فذكره.
* في رواية ابن عيينة والثوري ، وعفان عن حماد ، وابن علية : عن الأغر ، وفي رواية عمار بن محمد ، وأبي الأحوص : عن الأغر أبي مسلم ، وفي رواية موسى عن حماد : عن سلمان الأغر.

نوع ثان
8210 - (م د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يدْخُلُ الجنةَ مَنْ كان في قلبه مثقالُ حبَّة من كِبْر ، فقال رجل : إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبُه حَسَناً ، ونعلُه حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبِرْ : بطَرُ الحقِّ ، وغمطُ الناس» .
وفي رواية : «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبةِ خرْدَل من إيمان ، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كِبْر» .
أخرجه مسلم والترمذي ، وأخرج أبو داود الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مثقال حبة من كبر) قال الخطابي : له تأويلان : أحدهما : أن يكون أراد : كبر الكفر والشرك ، ألا ترى أنه قد قابله في نقيضه بالإيمان فقال : «لا يدخل النارَ من كان في قلبه مثقال حَبَّةِ خردلٍ من إيمان» والوجه الثاني : أن الله تعالى إذا أراد أن يدخله الجنة نزع ما كان في قلبه من الكبر ، -[615]- حتى يدخلها بلا كبرٍ ولا غِلٍّ في قلبه ، وقوله : «لا يدخل النارَ من كان في قلبه مثقال حَبَّةِ خردل من إيمان» يعني به : دخول تخليد وتأبيد . (بَطَر الحق) : أن يَجْعَل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً ، هذا عند من جَعَل أصلَ البَطَر من الباطل ، ومن جعله من الحَيْرة ، فمعناه : أن يتحيَّر عند الحق فلا يقبله حقاً ، وقيل : البطر : التكبُّر ، أي : يطغى ويتكبر عند سماع الحق فلا يقبله .
(غمط) غمطت حق فلان : إذا احتقرته ولم تره شيئاً ، وكذلك غمصته : إذا انتقصت به وأذريتَ به .
__________
(1) رواه مسلم رقم (91) في الإيمان ، باب تحريم الكبر وبيانه ، وأبو داود رقم (4091) في الأدب ، باب ما جاء في الكبر ، والترمذي رقم (1999) في البر والصلة ، باب ما جاء في الكبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/412) (3913) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (1/416) (3947) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : أخبرنا أبو بكر. ومسلم (1/65) قال : حدثنا منجاب بن الحارث التميمي ، وسويد بن سعيد. كلاهما - عن علي بن مسهر. - وأبو داود (4091) قال: حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا أبو بكر ، يعني ابن عياش. وابن ماجة (59 و 4173) قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلمة. والترمذي (1998) قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش.
أربعتهم - عبد العزيز بن مسلم ، وأبو بكر بن عياش ، وعلي بن مسهر ، وسعيد بن مسلمة - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/451) (4310) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا حجاج. ومسلم (1/65) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، وإبراهيم بن دينار ، جميعا عن يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبان بن تغلب. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبان بن تغلب. والترمذي (1999) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، قالا : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبان بن تغلب.
كلاهما - حجاج ، وأبان - عن فضيل بن عمرو الفقيمي.
كلاهما - الأعمش ، وفضيل - عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.

8211 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان رجُلاً جميلاً - فقال : يا رسولَ الله ، إني رجل حبِّبَ إليَّ الجمال وأعْطيتُ منه ما ترى ، حتى ما أُحبُّ أن يفوقَني أحد - إمَّا قال : بِشِرَاكِ نَعْل ، وإمَّا قال : بِشِسْعِ نَعل - أفمِنَ الكبرْ ذلك ؟ قال : لا ، ولكن الكِبْرُ : مَن بَطِر الحقَّ ، وغَمَطَ الناسَ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يفوقني) فُقْتُ فلاناً أفُوقُه : إذا صِرتَ خيراً منه ، ومنه الشيء الفائق : وهو الجيِّد الخالص في نوعه . -[616]-
(بشراك - بشسع) الشِراك والشِسْع : من سيور النعل .
__________
(1) رقم (4092) في اللباس ، باب ما جاء في الكبر ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4092) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، ثنا عبد الوهاب ، ثنا هشام،عن محمد ، عن أبي هريرة. فذكره.

نوع ثالث
8212 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جدِّه : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُحْشَرُ المتكبِّرون يوم القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرجال ، يغشاهم الذُّل من كلِّ مكان ، يُساقُون إلى سجن في جهنم ، يقال له : بُولَس ، تعلوهم نارُ الأنيار ، يُسقَوْن من عُصارة أهل النارِ طينة الخبال» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طينة الخبال) جاء تفسيرها في بعض الحديث «قيل : يا رسولَ الله ، وما طينةُ الخبال ؟ قال : هي صديد أهل النار» .
__________
(1) رقم (2494) في صفة القيامة ، باب رقم (48) وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (598) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا داود بن شابور ، ومحمد بن عجلان ، وأنا لحديث ابن عجلان أحفظ. وأحمد (2/179) (6677) قال : حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان. والبخاري في «الأدب المفرد» (557) ، قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن عجلان. والترمذي (2492) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8800) . كلاهما - الترمذي ، والنسائي - عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن عجلان.
كلاهما - داود بن شابور ، ومحمد بن عجلان - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.

8213 - (ت) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يزال الرجل يذهب بنفسه ، حتى يُكْتَبَ في الجبَّارين فيصيبه ما أصابهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2001) في البر والصلة ، باب ما جاء في الكبر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2000) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن عمر بن راشد، عن إياس بن سلمة ، فذكره.
* في تحفة الأشراف (4528) : «حتى يكتب مع...» .

نوع رابع
8214 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «خطب الناس يوم فتح مكة ، فقال : يا أيُّها الناس ، إنَّ الله قد أذهب عنكم -[617]- عُبِّيةَ الجاهلية ، وتعاظُمَها بآبائها ، الناس رجلان : بَرٌّ تقي كريم على الله عزَّ وجل ، وفاجِرٌ شقي هيِّن على الله عزَّ وجل ، الناسُ كلُّهم بنو آدمَ ، وخلَقَ الله آدمَ من تراب ، قال الله تعالى : {يا أيُّها الناس إنَّا خلقناكم من ذَكَرٍ وأُنْثى} إلى {إنَّ الله عليم خبير} [الحجرات : 13]» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُبِّيَّة) العُبِّيَّة بضم العين وكسرها ، وتشديد الباء والياء ، مأخوذ من العَبِ : النور والضوء ، وقيل : من العِبء : الثِّقْل .
__________
(1) رقم (3266) في التفسير ، باب ومن سورة الحجرات ، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (795) قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن موسى بن عبيدة الربذي. والترمذي (3270) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر. وابن خزيمة (2781) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، عن موسى بن عقبة.
ثلاثتهم - موسى بن عبيدة ، وعبد الله بن جعفر ، وموسى بن عقبة ، عن عبد الله بن دينار ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر إلا من هذا الوجه وعبد الله بن جعفر يضعف ، ضعفه يحيى بن معين ، وغيره ، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني.

8215 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لَيَنْتَهِيَنَّ أقوَام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا ، إنما هم فَحْمُ جهنم ، أو لَيَكُونُنَّ أَهوَنَ على الله من الجِعْلان الذي يُدَهِدِهُ الخِراءَ بأنفه ، إن الله تعالى قد أذَهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية ، وفخرها بالآباء ، إنما هُوَ مؤمِنٌ تقي ، أو فاجِرٌ شقي ، الناس كلُّهم بنو آدمَ ، وآدمُ خُلِقَ من تراب» .
أخرجه الترمذي ، وهو آخر حديث في كتابه ، وأخرجه أيضاً مختصراً : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «قد أذهب الله عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمنٌ تقي ، وفاجرٌ شقي الناس بنو آدمَ ، وآدمُ خُلِقَ من تراب» . -[618]-
وفي رواية أبي داود : «إنَّ الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية» ... وذكر الرواية الأولى إلى قوله : «من تراب» ثم قال : «ليَدَعَنَّ رجال فَخْرَهم بأقوام» ... وذكره ، وقال في آخره : «من الجعلان التي تدفع بأنفها النَّتَنَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُدَهْدِهُ) : يُدَحْرِجُ .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5116) في الأدب ، باب في التفاخر بالأحساب ، والترمذي رقم (3950) و (3951) في المناقب ، باب في فضل الشام واليمن ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3270) قال : حدثنا علي بن حجر ،أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. فذكره.
وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر إلا من هذا الوجه.
وعبد الله بن جعفر يضعف ، ضعفه يحيى بن معين، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني.

نوع خامس
8216 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ينظر الله يوم القيامة إلى مَنْ جرَّ ثوبه خيلاءَ» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خيلاء) الخُيَلاء : الكِبْر والعُجْب ، والمَخِيلة : مَفْعِلة منه .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 216 في اللباس ، باب قول الله تعالى : {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} ، وباب من جر ثوبه من غير خيلاء ، وباب من جر ثوبه من الخيلاء ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب لو كنت متخذاً خليلاً ، وفي الأدب ، باب من أثنى على أخيه بما يعلم ، ومسلم رقم (2085) في اللباس ، باب تحريم جر الثوب خيلاء ، والموطأ 2 / 914 في اللباس ، باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ، والترمذي رقم (1730) في اللباس ، باب ما جاء في كراهية جر الإزار ، والنسائي 8 / 206 في الزينة ، باب التغليظ في جر الإزار ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (4085) في اللباس ، باب ما جاء في إسبال الإزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (570) والبخاري (7/182) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (6/146) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (1730) قال : حدثنا الأنصاري ، قال : حدثنا معن. (ح) وحدثنا قتيبة.
أربعتهم - إسماعيل ، ويحيى ، ومعن ، وقتيبة - عن مالك ، عن نافع ، وعبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، فذكروه.
* أخرجه مالك الموطأ (570) وأحمد (2/56) (5188) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. وفي (2/74) (5439) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم.
ثلاثتهم - مالك ، وسفيان ، وعبد العزيز - عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر ، فذكره. ليس فيه نافع ولا زيد بن أسلم.
* وأخرجه أحمد (2/5) (4489) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا أيوب. وفي (2/55) (5173) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/101) (5776) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله. ومسلم (6/146) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ، قالا: حدثنا يحيى ، وهو القطان. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع ، وأبو كامل ، قالا : حدثنا حماد. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل. كلاهما عن أيوب.
(ح) وحدثنا قتيبة، وابن رمح ، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا هارون الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب، قال : حدثنا أسامة. وابن ماجة (3569) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. جميعا عن عبيد الله بن عمر.
والترمذي (1731) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب. والنسائي (8/206) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث. (ح) وأنبأنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا بشر ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (8/209) قال : أخبرنا نوح بن حبيب ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب. وفي الكبرى (الورقة 129 ب) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عاصم بن هلال البصري ، قال : أخبرنا أيوب.
أربعتهم - أيوب ، وعبيد الله بن عمر ، والليث بن سعد ، وأسامة بن زيد - عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، فذكره. ليس فيه عبد الله بن دينار ، ولا زيد بن أسلم.
* وأخرجه الحميدي (636) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4567) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/33) (4884) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا داود ، يعني ابن قيس.
كلاهما - سفيان ، وداود بن قيس - عن زيد بن أسلم ، قال : بعثني أبي إلى عبد الله بن عمر ، فدخلت عليه بغير إذن ، فعلمني. فقال : إذا جئت ، فاستأذن ، فإذا أذن لك ، فسلم إذا دخلت. ومر ابن ابنه عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر ، عليه ثوب جديد يجره. فقال له : أي بني ، ارفع إزارك ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء» .
* زاد في رواية معمر ، وعاصم بن هلال ، عن أيوب ، عن نافع : «قالت أم سلمة : يا رسول الله ، فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : ترخينه شبرا. قالت : إذا تنكشف أقدامهن. قال : ترخينه ذراعا لا تزدن عليه» .
* وفي رواية إسماعيل ، عن أيوب ، زاد : «قال نافع : فأنبئت أن أم سلمة قالت : فكيف بنا ؟ قال : شبرا. قالت : إذا تبدو أقدامنا ؟ قال : ذراعا لا تزدن عليه» .
* وفي رواية يحيى ،عن عبيد الله ، عن نافع ، قال : وأخبرني سليمان بن يسار ، أن أم سلمة ذكرت النساء. فقال : ترخي شبرا. قالت : إذن تنكشف. قال : فذراعا ، لا يزدن عليه.

8217 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ينظرُ الله يوم القيامة إلى مَن جرَّ إزارَهُ بطراً» .
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ .
ولمسلم : أن أبا هريرة رأى رجُلاً يجرُّ إزاره ، فجعل يضرب برجله الأرض ، وهو يقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ الله لا ينظر إلى من يجرُّ إزاره بطراً» .
وفي رواية : «قال محمد بن زياد : سمعتُ أبا هريرة يقول - ورأى رجلاً يجرُّ إزاره ، وجعل يضرب الأرض برجله ، وهو أمير على البحرين - فقال له : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الله لا ينظر يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطراً» قال : وكان أبو هريرة يُستخلَف على المدينة ، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيشق السوق ، وهو يقول : جاء الأمير ، جاء الأمير» .
زاد في رواية : ويقول : «طَرِّقوا للأمير حتى ينظر الناس إليه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 219 و 220 في اللباس ، باب من جر ثوبه من الخيلاء ، ومسلم رقم (2087) في اللباس ، باب تحريم جر الثوب خيلاء ، والموطأ 2 / 914 في اللباس ، باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/386) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا حماد. وفي (2/397) قال : حدثنا عبد الله بن بكر. قال : سمعت ميسورا مولى قريش في حلقة سعيد يحدث يعني ابن أبي عروبة. وفي (2/409) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/430) قال : حدثنا يحيى ابن سعيد ، عن شعبة إن شاء الله. وفي (2/454) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثني شعبة. وفي (2/467) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/479) قال : حدثنا وكيع ، عن حماد بن سلمة. ومسلم (6/148) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد ، يعني ابن جعفر ، عن شعبة. (ح) وحدثناه ابن المثنى. قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14389) عن محمد بن بشار ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة.
ثلاثتهم - حماد ، وميسور ، وشعبة - عن محمد بن زياد ، فذكره.
وعن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (570) والبخاري (7/183) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.

8218 - (س) عبد الله بن عمر (1) - رضي الله عنهما - قال : قال -[620]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن جرَّ ثوبه مِن الخُيلاءِ (2) لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة» . أخرجه النسائي (3) .
__________
(1) في الأصول المخطوطة : عبد الله بن مسعود ، وهو في النسائي من رواية عبد الله بن عمر ، ورواه الطبراني عن ابن مسعود ، بلفظ : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وإن كان على الله كريماً " ، وفي سنده علي بن يزيد الألهاني ، وهو ضعيف .
(2) في نسخ النسائي المطبوعة : من مخيلة .
(3) 8 / 206 في الزينة ، باب التغليظ في جر الإزار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (649) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/67) (5351) قال : حدثنا عتاب ، قال : حدثنا عبد الله ، يعني ابن مبارك. وفي (2/67) (5352) و (2/136) (6204) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (2/104) (5816) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. وفي (2/136) (6203) قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : أنبأنا إسماعيل ، يعني ابن جعفر. والبخاري (5/7) قال : حدثنا محمد بن مقاتل ، قال : أخبرنا عبد الله وفي (7/182) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وفي (8/22) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (4085) قال : حدثنا النفيلي ، قال : حدثنا زهير. والنسائي (8/208) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل.
خمستهم - سفيان ، وعبد الله بن المبارك ، ووهيب ، وإسماعيل بن جعفر ، وزهير - عن موسى بن عقبة.
2- وأخرجه أحمد (2/60) (5248) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/128) (6123) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (2/155) (6442) قال : حدثنا عبد الله بن الحارث. ومسلم (6/147) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان.
خمستهم - وكيع ، ومكي ، وعبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن نمير ، وإسحاق بن سليمان - عن حنظلة ابن أبي سفيان.
كلاهما - موسى ، وحنظلة - عن سالم بن عبد الله ، فذكره.
* رواية سفيان ، عن موسى بن عقبة : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ذكر في الإزار ما ذكر قال أبو بكر : يا رسول الله ، إن إزاري يسقط من أحد شقيه. قال : إنك لست منهم» .
* رواية حنظلة بن أبي سفيان مختصرة على : «من جر ثوبه من الخيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة» .
وعن محارب بن دثار ، قال : سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من جر ثوبه من مخيلة ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة» .
أخرجه أحمد (2/42) (5014) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/46) (5057) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا شعبة. والبخاري (7/183) قال : حدثنا مطر بن الفضل ، قال: حدثنا شبابة ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (8/206) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا شعبة. وفي الكبرى (الورقة 129ب) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور ، قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، عن محمد ، يعني ابن قيس الأسدي.
كلاهما - شعبة ،ومحمد بن قيس - عن محارب بن دثار ، فذكره.
* أخرجه مسلم (6/147) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن الشيباني. (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما عن محارب بن دثار ، وجبلة بن سحيم ، عن ابن عمر ، فذكره.

8219 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن أَسْبَلَ إزاره في صلاته خيلاءَ ، فليس من الله في حِلٍّ ولا حرام» أخرجه أبو داود ، قال : ورواه جماعة [عن عاصم] موقوفاً على ابن مسعود (1) .
__________
(1) رقم (637) في الصلاة ، باب الإسبال في الصلاة ، وإسناده صحيح ، ولكن اختلف في رفعه ووقفه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (637) قال : حدثنا زيد بن أخزم ، قال : حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9379) عن الحسن بن مدرك ، عن يحيى بن حماد.
كلاهما - أبو داود الطيالسي ، ويحيى بن حماد- عن أبي عوانة ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، فذكره.
* في رواية يحيى بن حماد : «من جر ثوبه من الخيلاء» ولم يقل في الصلاة.
* قال أبو داود السجستاني : روى هذا جماعة عن عاصم ، موقوفا على ابن مسعود. منهم : حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وأبو الأحوص ، وأبو معاوية.

نوع سادس
8220 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بينما رجل يمشي في حُلَّة تُعجبه نفسُه مرَجِّل رأسهُ ، يختال في مِشيتِه إذ خسَفَ الله به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» .
وفي رواية قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن رجُلاً ممَّنْ كان قبلكم يتبختر في حُلَّة...» وذكره نحوه أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُرَجِّل) شعر مرَّجل : أي مُسَرّح .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 222 في اللباس ، باب من جر ثوبه من الخيلاء ، ومسلم رقم (2088) في اللباس ، باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/390) قال : حدثنا أسود بن عامر. والبخاري (7/183) قال : حدثني عبد الله بن محمد. قال : حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12913) عن محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم القرشي ، عن علي بن المديني ، عن وهب بن جرير بن حازم.
كلاهما - أسود ، ووهب - عن جرير بن حازم ، عن عمه جرير بن زيد. قال : كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر على باب داره. فقال... فذكره.

8221 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - نحوه ، وفيه «فهو يتجلجل - أو يتَلَجْلَجُ - إلى يوم القيامة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتجلجل) الجلجلة : صوت مع حركة ، والمراد : أنه يسوخ في الأرض ، أي : يغوص فيها ، فأما «يتلجلج» فهو من التردُّد ، ومنه : تلجلج في كلامه : إذا تردَّد ، فكأنه يتردَّد في تخوم الأرض .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2492) في صفة القيامة ، باب رقم (46) وهو حديث صحيح ، وقد جعله في المطبوع في جملة الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/222) (7074) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال عبد الله ،هو ابن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - قال : حدثنا ابن فضيل ،والترمذي (2491) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص.
كلاهما - محمد بن فضيل ، وأبو حوص - عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، فذكره.

8222 - (خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بينما رجل ممن كان قبلَكم يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسِفَ به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 222 في اللباس ، باب من جر ثوبه من الخيلاء ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، والنسائي 8 / 206 في الزينة ، باب التغليظ في جر الإزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/66) (5340) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا يونس. والبخاري (4/215) قال : حدثنا بشر بن محمد ، قال : أخبرنا يونس. وفي (7/183) قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد ، والنسائي (8/206) قال : أخبرنا وهب بن بيان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
كلاهما - يونس ، وعبد الرحمن بن خالد - عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني سالم ، فذكره.

نوع سابع
8223 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «الفخرُ والخُيلاءُ في الفَدَّادينَ أهلِ الوَبَر ، والسَّكِينةُ في أهل الغنم» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : «الإيمانُ يَمانِ ، والكفرُ قِبَلَ المشرق ، والسَّكِينةُ في أهل -[622]- الغنم ، والفخرُ والرياءُ في الفدَّادين أهلِ الخيرِ والوبرِ» (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الفتن» من حرف الفاء لهذا الحديث روايات .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفدَّادين) الفدَّادون : الفلاحون والحرَّاثون ، وقد تقدَّم مُسْتَقْصى في «كتاب الفتن» من حرف الفاء .
__________
(1) رواه البخاري 6 /250 في بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي ، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن ، ومسلم رقم (51) في الإيمان ، باب في تفاضل أهل الإيمان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/217) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. ومسلم (1/52) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
كلاهما - شعيب ، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/269) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب وأبي سلمة ،أو أحدهما ، عن أبي هريرة ، فذكراه.

نوع ثامن
8224 - (د س) جابر بن عتيك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «من الغَيْرة ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله ، فأمَّا التي يحبُّها الله : فالغيرة في الرّيبة ، وأما التي يبغضها الله : فالغيْرة في غير ريبة ، وإنَّ من الخُيلاءِ ما يبغض الله ، ومنها ما يحب الله ، فأما الخيلاء التي يحب الله : فاختيال الرجل نفسه عند القتال ، واختياله عند الصدقة ، وأما التي يبغض الله : فاختياله في البغي والفخر» أخرجه أبو داود .
وعند النسائي «فالاختيال في الباطل» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2659) في الجهاد ، باب في الخيلاء في الحرب ، والنسائي 5 / 78 في الزكاة ، باب الاختيال في الصدقة ، وفي سنده عبد الرحمن بن جابر بن عتيك الأنصاري ، وهو مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1996) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل. قال : حدثنا وكيع ، عن شيبان أبي معاوية ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سهم ، فذكره.
* قال المزي : أبو سهم وهو وهم. والصواب : أبو سلمة. تحفة الأشراف (11/15438) .
وأخرجه أبو داود (2659) في الجهاد.والنسائي (5/78) في الزكاة.

8225 - (ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : «تقولون : فيَّ التِّيهُ ، وقد ركبتُ الحمارَ ، ولبستُ الشمّلة ، وقد حَلَبْتُ الشاة ، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ فَعَلَ هذا، فليس فيه من الكِبر شيء» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2002) في البر والصلة ، باب ما جاء في الكبر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2001) قال : حدثنا علي بن عيسى البغدادي ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن عباس ، عن نافع بن جبير ، فذكره.
* في المطبوع من جامع الترمذي تكونون في التيه والصواب ما أثبتناه من تحفة الأشراف حديث (3200) وجامع المسانيد والسنن (الورقة 204) .

الكتاب الرابع : في الكبائر
8226 - (خ م ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر - ثلاثاً - قلنا : بلى يا رسولَ الله ، قال : الإشراكُ بالله ، وعقوقُ الوالدين ، ألا وشهادةُ الزور ، وقولُ الزور - وكان متَّكئاً فجلس - فما زال يكرّرُها حتى قلنا: ليته سكتَ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكبائر) جمع كبيرة : وهي الذُّنوب العظام .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 193 في الشهادات ، باب ما قيل في شهادة الزور ، وفي الأدب ، باب عقوق الوالدين من الكبائر ، وفي الاستئذان ، باب من اتكأ بين يدي أصحابه ، وفي استتابة المرتدين في فاتحته ، ومسلم رقم (87) في الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، والترمذي رقم (2302) في الشهادات ، باب ما جاء في شهادة الزور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/36 و 38) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (3/225 و 8/76 و 9/17) . وفي الأدب المفرد (15) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل. وفي (8/4) قال : حدثني إسحاق ، قال : حدثنا خالد الواسطي. وفي (8/76) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا بشر بن المفضل. وفي (9/17) قال : حدثني قيس بن حفص ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ومسلم (1/64) قال : حدثني عمرو بن محمد بن بكير بن محمد الناقد ، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (1901 و 2301 و3019) وفي الشمائل (131) قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل.
ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم ، وبشر ، وخالد بن عبد الله الواسطي - عن سعيد الجريري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة ، فذكره.

8227 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الكبائر ، فقال : الشركُ بالله ، وعقوقُ الوالدين ، وقتلُ النفس ، وقال : ألا أنبِّئكُم بأكبر الكبائر ؟ قولُ الزور - أو قال : شهادةُ الزور» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي والنسائي : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال في الكبائر : «الشِّركُ بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، وشهادةُ الزور» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 182 في الشهادات ، باب ما قيل في شهادة الزور ، وفي الأدب ، باب عقوق الوالدين من الكبائر ، وفي الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (88) في الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، والترمذي رقم (1207) في البيوع ، باب ما جاء في التغليظ في الكذب والزور ونحوه ، والنسائي 7 / 88 و 89 في تحريم الدم ، باب ذكر الكبائر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/131) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/134) قال : حدثنا بهز. والبخاري (3/224) قال : حدثنا عبد الله بن منير ، سمع وهب بن جرير ، وعبد الملك بن إبراهيم وفي (8/4) قال : حدثني محمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (9/4) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا عبد الصمد (ح) وحدثنا عمرو بن مروزق. ومسلم (1/64) قال : حدثني يحيى بن حبيب الحارثي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1207 و 3018) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (7/88 و 8/63) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد. وفي (7/88 و8/63) قال : أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا النضر بن شميل.
ثمانيتهم - ابن جعفر ، وبهز ، ووهب ، وعبد الملك ، وعبد الصمد ، وعمرو، وخالد ، والنضر - عن شعبة ، عن عبيد الله بن أبي بكر ، فذكره.

8228 - (د س) عبيد بن عمير - رحمه الله - عن أبيه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وقد سأله رجل عن الكبائر - فقال : «هُنَّ تسع ، فذكر الشركَ والسِّحرَ ، وقتل النفس ، وأكلَ الربا ، وأكلَ مال اليتيم ، والتوليِّ يوم الزحف ، وقذف المحصنات ، وعقوق الوالدين ، واستحلالَ البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتاً» .
وفي رواية أبي داود بمثل حديث قبله ، وهو حديث أبي هريرة الذي يرد ، وقال : وزاد «عقوق الوالدين المسلمَين ، واستحلالَ البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً» . -[625]- وفي رواية النسائي أن رجلاً قال : «يا رسول الله ، ما الكبائر ؟ قال : هُنَّ سبع ، أعظمهن : إشراكٌ بالله ، وقتلُ النفس بغير حق ، وفرارُ يوم الزحف» (1) والرواية الأولى ذكرها رزين .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزحف) الفرار من الزحف : هو الفرار من مصافّ الجهاد ، ومقاتلة الكفار .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2875) في الوصايا ، باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم ، والنسائي 7 / 89 في تحريم الدم ، باب ذكر الكبائر ، ورواه أيضاً ابن أبي حاتم والحاكم مطولاً ، وفي سنده عبد الحميد بن سنان لم يوثقه غير ابن حبان . وقال البخاري : في حديثه نظر . أقول : ورواية السبع صحيحة بشواهدها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2875) قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. والنسائي (7/89) قال : أخبرنا العباس بن عبد العظيم.
كلاهما - إبراهيم ، والعباس - قالا : حدثنا معاذ بن هانئ ، قال : حدثنا حرب بن شداد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الحميد بن سنان ، عن عبيد بن عمير ، فذكره.
* لم يذكر أبو داود متن الحديث ، وأحال على حديث قبله. وساقه النسائي مختصرا وفيه قال : هن سبع. وإنما أوردنا لفظه من المعجم الكبير للطبراني (17/101) ، وسنن البيهقي (10/186) .

8229 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اجتنبوا السبعَ الموبقات ، قيل : يا رسولَ الله ، وما هُنَّ ؟ قال : الشركُ بالله ، والسِّحْرُ ، وقتْلُ النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، و [أكل] الرِّبا ، والتولِّي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الموبقات) : جمع موبِقة ، وهي الخَصلة المهلكة . -[626]-
(قذف المحصنات) المحصَنات : جمع محصنة ، وهُنَّ العفائف ذوات الأزواج ، وقَذْفُهنَّ : رَمْيُهُنَّ بالزنا .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 294 في الوصايا ، باب قول الله تعالى : {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً} ، وفي الطب ، باب الشرك والسحر من الموبقات ، وفي المحاربين ، باب رمي المحصنات ، ومسلم رقم (89) في الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، وأبو داود رقم (2874) في الوصايا ، باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم ، والنسائي 6 / 257 في الوصايا ، باب اجتناب أكل مال اليتيم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/12 و 7/177 و 8/217) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (1/64) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب. وأبو داود (2874) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا ابن وهب. والنسائي (6/257) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا وهب.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله ، وابن وهب - قالا : حدثني سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد المدني ، عن أبي الغيث ، فذكره.
* رواية البخاري (7/177) مختصرة على : «اجتنبوا الموبقات : الشرك بالله ، والسحر» .

8230 - (س) أبو أيوب الأنصاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من جاءَ يعبد الله ولا يُشْرِكُ به شيئاً ، ويقيمُ الصلاةَ ، ويُؤتي الزكاةَ ، ويجتنبُ الكبائر : كان له الجنةُ ، فسألوه عن الكبائر ؟ فقال : الإشراك بالله ، وقتلُ النفس المسلمة ، والفرارُ يوم الزحف» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 88 في تحريم الدم ، باب ذكر الكبائر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/413) قال : حدثنا المقرئ ، قال : حدثنا حيوة بن شريح. وفي (5/413) قال: حدثنا زكريا بن عدي. والنسائي (7/88) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3451) عن عمرو بن عثمان.
أربعتهم - حيوة ، وزكريا ، وإسحاق ، وعمرو - عن بقية ، قال : حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، قال : حدثنا أبو رهم السمعي ، فذكره.
وفي رواية حيوة بن شريح ، وزكريا بن عدي ، زيادة : ويصوم رمضان.

8231 - (خ م ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أيُّ الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله نِدّاً وهو خلقك ، قلتُ : إنَّ ذلك لعظيم ، ثم أيُّ ؟ قال : أن تَقْتُلَ وَلدَكَ مخافة أن يَطْعَمَ مَعَك ، قلتُ : ثم أيٌّ ؟ قال : أن تُزانِي حَلِيلةَ جَارِكَ» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وزاد الترمذي والنسائي في رواية : «وتلا هذه الآية : {والذين لا يَدْعُون مع اللهِ إلهاً آخرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التي حَرَّم الله إلا بالحقِّ ولا يَزْنُونَ ومَنْ يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أثاماً . يُضاعَفْ له العذابُ يوم القيامة ويَخْلُدْ فيه مُهاناً} [الفرقان : 68 و 69]» (1) .
-[627]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نِدّاً) النِّدُّ : المثل .
(حليلةَ جارك) حليلةُ الرجل : زوجته ، والرجل حليل امرأته .
(أثاماً) الأثام : الإثم ، وقيل : هو العذاب .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 124 في تفسير سورة البقرة ، باب قول الله تعالى : {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} ، وفي تفسير سورة الفرقان ، باب قوله تعالى : {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس} ، وفي الأدب ، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه ، وفي المحاربين ، -[627]- باب إثم الزناة ، وفي الديات في فاتحته ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {ولا تجعلوا لله أنداداً} ، و باب قول الله تعالى : {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ، ومسلم رقم (86) في الإيمان ، باب الشرك أعظم الذنوب وبيان أعظمها بعده ، والترمذي رقم (3181) و (3182) في التفسير ، باب ومن سورة الفرقان ، والنسائي 7 / 89 و 90 في تحريم الدم ، باب ذكر أعظم الذنب ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2310) في الطلاق ، باب في تعظيم الزنا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم تخريجه

8232 - (خ ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : الكبائرُ : الإشراكُ بالله ، وعُقوقُ الوالدين ، وقتْلُ النفس ، واليمينُ الغموسُ» .
وفي رواية : «أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، ما الكبائر ؟ قال : الإشراكُ بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : اليمينُ الغموس ، قلتُ : وما اليمينُ الغموسُ ؟ ، قال : الذي يقْتطِعُ مال امرئ مسلم ، - يعني : بيمين هو فيها كاذب» أخرجه الترمذي والبخاري والنسائي (1) .
-[628]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغموس) اليمين الغموس: هي اليمين الكاذبة التي تغمس حالفها في الإثم .
(يقتطع) الاقتطاع : الأخذ والانفراد بالشيء .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 483 في الأيمان ، باب اليمين الغموس ، وفي الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، وفي استتابة المرتدين في فاتحته ، والترمذي رقم (3024) في التفسير ، باب ومن سورة النساء ، والنسائي 7 / 89 في تحريم الدم ، باب الكبائر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (2/201) (6884) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2365) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (8/171) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، قال : حدثنا النضر. وفي (9/4) قال : حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3021) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/89 و 8/63) قال : أخبرني عبدة بن عبد الرحيم ، قال : أنبأنا ابن شميل.
كلاهما - محمد بن جعفر ، والنضر بن شميل - عن شعبة.
2- وأخرجه البخاري (9/17) قال : حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان.
كلاهما - شعبة ، وشيبان - عن فراس ، عن الشعبي ، فذكره.
* رواية شيبان : «جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما الكبائر ؟ قال : الإشراك بالله. قال : ثم ماذا ؟ قال : ثم عقوق الوالدين. قال : ثم ماذا ؟ قال : اليمين الغموس. قلت : وما اليمين الغموس ؟ قال : الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب» .

8233 - (خ م ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن من الكبائر : شتْمَ الرَّجُل والديه ، قال : وهل يشتِم الرجل والديه ؟ قال : نعم ، يَسُبُّ الرجلُ أبا الرَّجُل وأمه ، فيسبُ أباه وأمه» . وفي رواية : «إن من أكبر الكبائر، أن يلعن الرجل والديه» ... وذكر الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وأخرج أبو داود الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 338 في الأدب ، باب لا يسب الرجل والديه ، ومسلم رقم (90) في الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، والترمذي رقم (1903) في البر ، باب ما جاء في عقوق الوالدين ، وأبو داود رقم (5141) في الأدب ، في بر الوالدين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/164) (6529) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/195) (6840) قال : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج ، قالا : حدثنا شعبة.وفي (2/214) (7004) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/216) (7029) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي. وعبد بن حميد (325) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : أخبرنا شعبة. والبخاري (8/3) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي الأدب المفرد (27) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. ومسلم (1/64 و 65) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث، عن ابن الهاد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن المثنى ، وابن بشار جميعا عن محمد بن جعفر ، عن شعبة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (5141) قال : حدثنا محمد بن جعفر بن زياد ، قال : أخبرنا. (ح) وحدثنا عباد بن موسى ، قالا : حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (1902) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن الهاد.
خمستهم - سفيان ، وشعبة ، وحماد بن سلمة ، وإبراهيم بن سعد ، ويزيد بن الهاد - عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، فذكره.
* في رواية أحمد (6529) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا مسعر.

8234 - (ت) عبد الله بن أنيس الجهني - رضي الله عنه - قال : «ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الكبائر ، فقال : وما حَلَف حالف بالله يمينَ صَبْر فأدخل فيها مثل جَنَاحِ بَعُوضة ، إلا جُعِلَتْ نُكتَة في قلبه إلى يوم القيامة» . أخرجه الترمذي (1) .
-[629]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعوضة) البعوضة : الصغير من البَقِّ .
(نُكتة) النكتة الأثر في الشيء .
(يمين صَبْر) صبرت الإنسان يميناً : إذا حلّفته بها جهد القسم ، وصبرته على اليمين : إذا ألزمته بها وحبسته على الحلف بها .

ترجمة الأبواب التي أولها كاف ولم ترد في حرف الكاف
(الكنى) في كتاب الأسماء من حرف الهمزة . (الكيل) في كتاب البيع من حرف الباء . (الكرم) في كتاب السخاء من حرف السين . (الكهانة) في كتاب السحر من حرف السين . (كتمان السر) في كتاب الصحبة من حرف الصاد . (الكيُّ) في كتاب الطب من حرف الطاء . (الكفن) في كتاب الموت من حرف الميم .
__________
(1) رقم (3023) في التفسير ، باب ومن سورة النساء ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/495) قال : حدثنا عبد الله بن يونس. والترمذي (3020) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما - عبد الله ، ويونس - قالا : حدثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن سعد ،عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي ، عن أبي أمامة الأنصاري ، فذكره.

حرف اللام
ويشتمل على ستة كتب
كتاب اللباس ، كتاب اللقطة ، كتاب اللعان ، كتاب اللقيط ، كتاب اللهو واللعب ، كتاب اللعن والسب
الكتاب الأول : في اللباس ن وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في آداب اللبس وهيئته ، وفيه عشرة أنواع
[النوع] الأول : في العمائم والطيالسة
8235 - (ت د) محمد بن ركانة - رضي الله عنه - قال : «إن رُكانة صارعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فصرعه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال ركانةُ : وسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : فرْقُ ما بيننا وبين المشركين : العمائمُ على القلانس» . -[631]- أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4078) في اللباس ، باب في العمائم ، والترمذي رقم (1785) في اللباس ، باب رقم (42) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وإسناده ليس بالقائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4078) والترمذي (1784) قالا : حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ، قال : حدثنا محمد بن ربيعة ، قال : حدثنا أبو الحسن العسقلاني ، عن أبي جعفر ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وإسناده ليس بالقائم ، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ، ولا ابن ركانة.

8236 - () أبو المليح - عن أبيه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «اعتَمُّوا تزدادوا حِلماً» قال : «وقال علي : العمائم تيجان العرب» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) كذا في الأصل : أخرجه أبو داود ، ولم نجده عنده ، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه لابن عدي والبيهقي ، وذكر الحافظ في " الفتح " ونسبه للطبراني ، والترمذي في " العلل " من حديث أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه ، وقال الحافظ : ضعفه البخاري ، وصححه الحاكم ولم يصب . ا هـ . أقول : وقد جاء الحديث من طرق كثيرة وبعضها أوهى من بعض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
كذا في الأصل : أخرجه أبو داود ، ولم نجده عنده ، وقد ذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ، ونسبه لابن عدي والبيهقي ، وذكره الحافظ في الفتح ونسبه للطبراني والترمذي في العلل من حديث أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه ،وقال الحافظ : ضعفه البخاري وصححه الحاكم ولم يصب. اهـ.
أقول : وقد جاء الحديث من طرق كثيرة بعضها أوهى من بعض.

8237 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إذا اعتمَّ سدَلَ عِمَامَتهُ بين كَتِفيه» .
قال نافع : وكان ابن عمر يفعل ذلك .
قال عبيد الله : ورأيتُ القاسم وسالماً يفعلان ذلك .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1736) في اللباس ، باب رقم (12) ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1736) وفي الشمائل (117) قال : حدثنا هاون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثنا يحيى بن محمد المدني ، عن عبد العزيز بن محمد بن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8238 - (د) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال : «لقد عمَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعمامة ، فسدَلَها من بين يديَّ ، ومِن خلفي أصابع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4079) في اللباس ، باب العمائم ، وفي سنده مجهولان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4079) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم ، قال : حدثنا عثمان الغطفاني ، قال : حدثنا سليمان بن خربوذ ، قال : حدثني شيخ من أهل المدينة ، فذكره.

8239 - (م د س) عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم-[على المنبر] وعليه عِمامة سوداءُ ، قد أرخى طرفَها بين كتفيهِ» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «رأيتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم- عمامة حرقانيَّة» .
وفي رواية مسلم : «كأني أنظر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليه عمامة سوداء ، وقد أرخَى طرفَها بين كتفيه» .
وفي أخرى له : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب الناس وعليه عمامة سوداء» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَرقانية) الحَرقانية : السوداء ، قال الهرويُّ : هكذا تفسيره في الحديث ، ولا ندري ما أصله .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1359) في الحج ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، وأبو داود رقم (4077) في اللباس ، باب في العمائم ، والنسائي 8 / 211 في الزينة ، باب لبس العمائم الحرقانية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (566) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/307) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (4/112) قال : حدثنا يحيي بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم. قالا : أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والحسن الحلواني. قالا : حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (4077) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا أبو أسامة.وابن ماجة (1104 و 3584) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2821 و 3587) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. والترمذي في الشمائل (115) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. وفي (116) قال : حدثنا محمود بن غيلان ويوسف بن عيسى. قالا : حدثنا وكيع. والنسائي (8/211) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري ، قال : حدثنا سفيان. وفيه (8/211) قال : أخبرنا محمد بن أبان ، قال :حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة ،ووكيع ، وأبو أسامة ، عن مساور الوراق ،عن جعفر بن عمرو بن حريث. فذكره.

8240 - (س) عمرو بن أمية - رضي الله عنه - قال : «كأني أنظرُ الساعةَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر وعليه عمامة سوداءُ أرخى طَرَفها بين كتفيه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 211 في الزينة ، باب إرخاء طرف العمامة بين الكتفين ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/211) قال : أخبرنا محمد بن أبان قال : حدثنا أبو أسامة ،عن مساور الوراق، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه.

8241 - (م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداءُ» زاد في رواية : «بغير إحرام» .
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وزاد النسائي في أخرى : «أرخى طرف العمامة بين الكتفين» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1358) في الحج ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، والترمذي رقم (1735) في اللباس ، باب ما جاء في العمامة السوداء ، وأبو داود رقم (4076) في اللباس ، باب في العمائم ، والنسائي 8 / 211 في الزينة ، باب لبس العمائم السود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/363) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (4076) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، ومسلم بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل. وابن ماجة (2822 و 3585) قال : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع.والترمذي (1735) وفي الشمائل (114) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي الشمائل (114) أيضا قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2689) عن حميد بن مسعدة ، عن يزيد بن زريع.
سبعتهم - عفان ، والطيالسي ، ومسلم بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، ووكيع ، وابن مهدي ، وابن زريع - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/387) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. ومسلم (4/112) قال : حدثنا علي بن حكيم الأودي. والترمذي (1679) قال : وقال محمد بن إسماعيل : حدثنا غير واحد ، عن شريك. والنسائي (8/211) قال : أخبرنا عمرو بن منصور ، قال : حدثنا الفضل بن دكين.
ثلاثتهم - الخزاعي ، وعلي بن حكيم الأودي ، والفضل بن دكين - عن شريك ، عن عمار الدهني.
3- وأخرجه الدارمي (1945) قال : أخبرنا إسماعيل بن أبان. ومسلم (4/111) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، وقتيبة بن سعيد الثقفي. والنسائي (5/201) و (8/211) قال : أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم- إسماعيل ، ويحيى ، وقتيبة - عن معاوية بن عمار الدهني.
ثلاثتهم - حماد ، وعمار الدهني ، ومعاوية بن عمار - عن أبي الزبير ، فذكره.

8242 - (ت) أبو كبشة الأنماري - رضي الله عنه - قال : «كانت عمِامةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بُطْحَة - تعني لاطِئَة» .
وفي رواية قال : «كانت كِمَامُ أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بُطْحاً» (1) .
أخرج الترمذي الرواية الثانية ، وقال : هذا حديث منكر (2) والرواية الأولى أخرجها رزين .
__________
(1) في النهاية " بطحا " أي لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء ، و " الكمام " جمع كمة ، وهي القلنسوة .
(2) رواه الترمذي رقم (1783) في اللباس ، باب رقم (40) ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1782) قال : حدثنا حميد بن مسعدة. قال : حدثنا محمد بن حمران ، عن أبي سعيد ، وهو عبد الله بن بسر. فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث منكر. وعبد الله بن بسر بصري ، هو ضعيف عند أهل الحديث ، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره. وبطح: يعني واسعة.

8243 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «بيْنا نحن جلوس في بيتنا في حرِّ الظهيرة (1) ، قال قائل لأبي بكر : هذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُقْبِلاً -[634]-متقنِّعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فاستأذنَ ، فأذِن له ، فدخل» أخرجه أبو داود (2) وهو طرف من حديث الهجرة أخرجه البخاري بطوله (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظهيرة) وقت الظهيرة : وقت حرِّ الشمس وشدة القائلة .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : في نحر الظهيرة .
(2) رقم (4083) في اللباس ، باب التقنع ، وإسناده صحيح .
(3) رواه البخاري بطوله 7 / 180 - 193 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة ، وفي اللباس ، باب التقنع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.

8244 - (خ) عبد الملك بن حبيب قال : «نظرَ أنس - رضي الله عنه - إلى الناس يوم الجمعة ، فرأى طَيالِسة ، فقال : كأَنَّهم الساعةَ يهودُ خيبرَ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 364 و 365 في المغازي ، باب غزوة خيبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4208) قال : حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي ، قال : حدثنا زياد بن الربيع ، عن أبي عمران ، فذكره.

[النوع] الثاني : في القميص والإزار
8245 - (د ت) أسماء بنت يزيد بن السكن - رضي الله عنها - قالت : «كان كمُّ قميصِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الرُّسْغِ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1765) في اللباس ، باب ما جاء في القمص ، وأبو داود رقم (4027) في اللباس ، باب ما جاء في القميص ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4027) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. والترمذي (1765) وفي الشمائل (57) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج الصواف البصري. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15765) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - إسحاق بن إبراهيم ، وعبد الله بن محمد - عن معاذ بن هشام الدستوائي. قال : حدثني أبي ، عن بديل بن ميسرة العقيلي ، عن شهر بن حوشب ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15765) عن سليمان بن سلم ، عن النضر بن شميل ، عن موسى بن ثروان. قال : حدثني بديل العقيلي. قال : كان كُم.. فذكره مرسلا.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8246 - (ط د) العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه - رحمه الله - قال : «سألتُ أبا سعيد عن الإزار ؟ فقال : على الخبير سقطْتَ ، قال -[635]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ، ولا حرَجَ» - أو قال : - «لا جناح - عليه فيما بينه وبين الكعبين ، ما كان أسفَلَ من ذلك ، فهو في النار ، ما كان أسفل من ذلك ، فهو في النار ، ومَنْ جرّ إزاره بَطَراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة» . أخرجه الموطأ ، وأخرجه أبو داود وقال : «ما كان أسفلَ من الكعبين فهو في النار» مرة واحدة ، ولم يقل في آخره : «يوم القيامة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إزْرة) الإزرة ، بكسر الهمزة : هيئة الائتزار ، كالجِلسة : هيئة الجلوس ، والقِعدة : هيئة القعود .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 2 / 914 و 915 في اللباس ، باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه ، وأبو داود رقم (4093) في اللباس ، باب في قدر موضع الإزار ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3573) في اللباس ، باب موضع الإزار أين هو ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (570) والحميدي (737) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/5) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن شعبة. وفي (3/6) قال : حدثنا سفيان. وفي (3/30) قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا محمد ، يعني ابن إسحاق. وفي (3/44) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/52) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا محمد ، يعني ابن إسحاق. وفي (3/97) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (4093) قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (3573) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4136) عن علي بن حجر ، عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن يزيد ، عن سفيان. (ح) وعن عيسى بن حماد ، عن ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب. (ح) وعن محمد بن عثمان هو العقيلي البصري ، عن عبد الأعلى ، عن عبيد الله بن عمر.
سبعتهم - مالك ، وسفيان ، وشعبة ، وابن إسحاق ، وإسماعيل ، ويزيد ، وعبيد الله - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة ، قال : سمعت أبي ، فذكره.

8247 - (ت س) حذيفة - رضي الله عنه - قال : «أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعضَلَةِ ساقي - أو ساقهِ - فقال : هذا موْضِعُ الإزار ، فإن أبيْتَ فأسفلُ ، فإن أَبيت ، فلا حقَّ للإزار في الكعبين» أخرجه الترمذي .
وفي رواية النسائي ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الإزار إلى أنصَافِ السَّاقين : العَضَلَةِ (1) ، فإن أبَيْتَ فأسفلَ ، فإن أبيْتَ فمن وراءِ السَّاق ، لا حقَّ للكعبين في الإزار» (2) .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : إلى أنصاف الساقين والعضلة .
(2) رواه الترمذي رقم (1784) في اللباس ، باب رقم (41) ، والنسائي 8 / 206 و 207 في الزينة ، باب موضع الإزار ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (445) ، وأحمد (5/382) قالا : حدثنا سفيان. وفي (5/396) قال أحمد : حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. وفي (5/398) قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة. وفي (5/400) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (3572) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
والترمذي (1783) وفي الشمائل (122) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (8/206) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن قدامة ، عن جرير ، عن الأعمش. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3383) عن قتيبة ، عن أبي الأحوص ، وعن محمد بن آدم ، عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، وعن أحمد بن سليمان ، عن محمد بن عبيد ، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، كلاهما عن فطر بن خليفة.
سبعتهم - ابن عيينة ، وشعبة ، والثوري ، وأبو الأحوص ، والأعمش ، وزكريا، وفطر - عن أبي إسحاق الهمداني ، عن مسلم بن نذير ، فذكره.
وعن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : «أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعضلة ساقي...» .
أخرجه النسائي في الكبرى ورقة (129) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعيب - وهو ابن صفوان - عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، فذكره.

8248 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الإزار فَهُوَ في القميص» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4095) في اللباس ، باب في قدر موضع الإزار ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/110) (5891) قال : حدثنا إبراهيم. وفي (2/137) (6220) قال : حدثنا علي بن إسحاق وعتاب. وأبو داود (4095) قال : حدثنا هناد.
أربعتهم - إبراهيم بن إسحاق ، وعلي بن إسحاق ، وعتاب بن زياد ، وهناد بن السري - عن عبد الله بن المبارك ، عن أبي الصباح الأيلي ، قال : سمعت يزيد بن أبي سمية ، فذكره.

8249 - (د) عكرمة مولى ابن عباس قال : «رأيتُ ابنَ عباس يأتزر ، فيضع حاشية إزاره من مقدِّمه على ظهر قدَمه ، ويرفَعُ من مؤخِّره ، قلتُ : لمَ تأتزرُ هذه الإزرةَ ؟ قال : رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يأتزرُها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4096) في اللباس ، باب في قدر موضع الإزار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4096) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6215) عن علي بن شعيب ، عن أبي ضمرة أنس بن عياض.
كلاهما - يحيى ، وأبو ضمرة - عن محمد بن أبي يحيي ، قال : حدثني عكرمة. فذكره.

8250 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار» أخرجه البخاري والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فهو في النار) قوله : «ما كان أسفل من ذلك فهو في النار» معناه : أنَّ ما دون الكعبين من قَدَم صاحب الإزار المسْبِل في النار ، عقوبةً له على فعله ، وقيل : معناه : أن صنيعه ذلك وفعلَه الذي فعله في النار ، على أنه معدود ومحسوب من أفعال أهل النار .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 218 في اللباس ، باب ما أسفل الكعبين فهو في النار ، والنسائي 8 / 207 في الزينة ، باب ما تحت الكعبين من الإزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/410) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/461) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/498) قال : حدثنا حجاج. والبخاري (7/183) قال : حدثنا آدم. والنسائي (8/207) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - محمد بن جعفر ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وحجاج ، وآدم ، وأبو داود الطيالسي - عن شعبة. قال : حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري ، فذكره.
* في رواية عبد الرحمن بن مهدي ، وحجاج ، قال شعبة : وكان سعيد قد كبر.

8251 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «مرَرْتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وفي إزاري استرخاءُ ، فقال : يا عبد الله ، ارفع إزاركَ ، -[637]- فرفعْتُهُ ، ثم قال : زِدْ ، فزِدْتُ ، فما زلت أتحرّاها بعدُ ، فقال بعض القوم : إلى أينَ ؟ قال : إلى أنصَافِ الساقين» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2086) في اللباس ، باب تحريم جر الثوب خيلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/148) قال : حدثني أبو الطاهر ، قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمر بن محمد ، عن عبد الله بن واقد ، فذكره.

8252 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا لَبِسْتُمْ أو توضأتم ، فابدؤوا بميامِنكم» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا لَبِسَ قميصاً بدَأَ بميامِنِهِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4141) في اللباس ، باب في الانتعال ، والترمذي رقم (1766) في اللباس ، باب ما جاء في القمص ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (402) في الطهارة ، باب التيمن في الوضوء ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/354) قال : حدثنا حسن وأحمد بن عبد الملك. وأبو داود (4141) قال : حدثنا النفيلي. وابن ماجة (402) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو جعفر النفيلي. وابن خزيمة (178) قال : حدثنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني ، قال : حدثني أبي.
أربعتهم - حسن ، وأحمد بن عبد الملك ، وعبد الله بن محمد أبو جعفر النفيلي ، وعمرو بن خالد الحراني عن زهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
* ليس في حديث ابن ماجة «إذا لبستم» .
* في سنن ابن ماجة عقب حديث رقم (402) قال أبو الحسن بن سلمة : حدثنا أبو حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن صلاح وابن نفيل وغيرهما ، قالوا : حدثنا زهير ، فذكر نحوه.

[النوع] الثالث : في إسبال الإزار
قد تقدَّم في «كتاب الكبر» منه أحاديث ، ونذكر هاهنا ما لم نذكر هناك .
8253 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن جرَّ ثَوّبَهُ خيلاءَ ، لم ينظرِ الله إِليهِ يوم القيامة ، فقالَ أبو بكر - رضي الله عنه- : يا رسول الله ، إنَّ إزاري يسترخي ، إلا أن أتعاهدَه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّك لستَ ممن يفعله خيلاءَ» .
أخرجه البخاري ، وأبو داود ، والنسائي . -[638]-
وفي رواية للبخاري : قال شعبة : لقيت محاربَ بن دِثار على فرس وهو يأتي المكان الذي يقضي فيه ، فسألته عن هذا الحديث ؟ فحدَّثني ، قال : سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ جرَّ ثوبَهُ مِن مَخِيلَة لم ينظر الله إليه يوم القيامة» قلت لمحارب : أذَكر إزاره ؟ قال : ما خصَّ إزاراً ولا غيره .
وفي رواية مسلم : «أن ابن عمر رأى رجلاً يجرُّ إزارَه ، فقال : ممن أنت ؟ فانتسبَ له ، فإذا رجل من بني ليث ، فعرَفَه ابن عمر ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأُذَنيَّ هاتين - يقول : مَنْ جرّ إزاره ، لا يريد بذلك إلا المخيلة ، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة» .
وفي رواية لأبي داود والنسائي : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، ومَنْ جرَّ منها شيئاً خُيلاءَ ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة» (1) .
-[639]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خيلاء) الخيلاء ، والمَخِيلة : العجب والكبر .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 223 في اللباس ، باب من جر ثوبه من الخيلاء ، وباب قول الله تعالى : {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} ، وباب من جر ثوبه من غير خيلاء ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب " لو كنت متخذاً خليلاً " ، وفي الأدب ، باب من أثنى على أخيه بما يعلم ، ومسلم رقم (2085) في اللباس ، باب تحريم جر الثوب خيلاء ، وأبو داود رقم (4085) في اللباس ، باب ما جاء في إسبال الإزار ، والنسائي 8 / 206 في الزينة ، باب التغليظ في جر الإزار ، وباب إسبال الإزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (649) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/67) (5351) قال : حدثنا عتاب ، قال : حدثنا عبد الله ، يعني ابن مبارك. وفي (2/76) (5352) و (2/136) (6204) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (2/104) (5816) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. وفي (2/136) (6203) قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : أنبأنا إسماعيل ، يعني ابن جعفر. والبخاري (5/7) قال : حدثنا محمد بن مقاتل ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (7/182) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وفي (8/22) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (4085) قال : حدثنا النفيلي ، قال : حدثنا زهير. والنسائي (8/208) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل.
خمستهم - سفيان ، وعبد الله بن المبارك ، ووهيب ، وإسماعيل بن جعفر ، وزهير - عن موسى بن عقبة.
2- وأخرجه أحمد (2/60) (5248) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/128) (6123) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (2/155) (6442) قال : حدثنا عبد الله بن الحارث. ومسلم (6/147) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان.
خمستهم - وكيع ، ومكي ، وعبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن نمير ، وإسحاق بن سليمان - عن حنظلة بن أبي سفيان.
كلاهما - موسى ، وحنظلة - عن سالم بن عبد الله ، فذكره.
* رواية سفيان ، عن موسى بن عقبة : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ذكر في الإزار ما ذكر قال أبو بكر : يا رسول الله ، إن إزاري يسقط من أحد شقيه. قال : إنك لست منهم» .
* رواية حنظلة بن أبي سفيان مختصرة على «من جر ثوبه من الخيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة» .

8254 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله لا ينظرُ إِلى مُسْبِل» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 207 في الزينة ، باب إسبال الإزار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/321) (2958) قال : حدثنا أبو النضر ، وحسين ، قالا : حدثنا شيبان. والنسائي (8/207) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ، قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5435) عن موسى بن عبد الرحمن ، عن حسين بن علي ، عن زائدة. (ح) وعن عمرو بن منصور ، عن آدم بن أبي إياس ، عن شيبان.
ثلاثتهم - شيبان ، وشعبة ، وزائدة - عن أشعث بن أبي الضعثاء ، عن سعيد بن جبير فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5435) عن أحمد بن سليمان ، عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس. فذكره ولم يرفعه.

[النوع] الرابع : في إزرة النساء
8255 - (د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ جرَّ ثوبه خيلاءَ ، لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة ، فقالت أمُّ سلمةَ : فكيف يصنع النساءُ بذيولهن ؟ قال : يُرْخين شِبراً ، فقالت أمُّ سلمة : إذاً تنكشف أقدامُهن ، قال : فيُرخين ذراعاً ، لا يزِدْنَ عليه» . أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود قال : «رخَّصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأُمَّهات المؤمنين في الذَّيل شبراً ، فاستزدنَه ، فزادَهُن شبراً ، فكنَّ يرسلن إلينا ، فنذْرَع لهن ذِرَاعاً» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1731) في اللباس ، باب ما جاء في جر ذيول النساء ، والنسائي 8 / 209 في الزينة ، باب ذيول النساء ، وأبو داود رقم (4119) في اللباس ، باب في قدر الذيل ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/18) (4683) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. وفي (2/90) (5637) قال: حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا شريك ، عن مطرف. وأبو داود (4119) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وابن ماجة (3581) قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان.
كلاهما - سفيان ، ومطرف - عن زيد العمي ، عن أبي الصديق التاجي ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/24) (4773) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا العمري ، عن نافع ، فذكره.
والترمذي (1731) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

8256 - (ط د س) أم سلمة - رضي الله عنها - «قالت - حين ذُكر الإزار- : فالمرأةُ يا رسولَ الله ؟ قال : تُرخيه شبْراً ، قالت أم سلمة : إذاً ينكشف عنها، قال : فذراعاً ، لا تزيد عليه» . أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 915 في اللباس ، باب ما جاء في إسبال المرأة ثوبها ، وأبو داود رقم (4117) في اللباس ، باب في قدر الذيل ، والنسائي 8 / 209 في الزينة ، باب في ذيول النساء ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (570) عن أبي بكر بن نافع. وأحمد (6/295) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (6/309) قال : حدثنا يعلى. قال : حدثنا محمد بن إسحاق. (ح) ويزيد. قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. والدارمي (2647) قال : أخبرنا أحمد بن خالد. قال : حدثنا محمد ، هو ابن إسحاق. وأبو داود (4117) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن أبي بكر بن نافع. والنسائي (8/209) قال : أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار ، عن سفيان. قال : حدثني أيوب بن موسى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18282) عن عمار بن خالد الواسطي، عن محمد بن يزيد ، عن محمد بن إسحاق.
ثلاثتهم - أبو بكر بن نافع ، ومحمد بن إسحاق ، وأيوب بن موسى عن نافع ، مولى بن عمر ، عن صفية بنت أبي عبيد.فذكرته.
وعن سليمان بن يسار.
أخرجه أحمد (6/293) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/315) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (4118) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا عيسى. وابن ماجة (3580) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، والنسائي (8/209) ، وفي الكبرى ، (الورقة 129ب) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا المعتمر ، وهو ابن سليمان. وفي الكبرى (الورقة 129ب) قال : أخبرني محمد بن آدم المصيصي ، عن عبد الرحيم بن سليمان.
خمستهم - ابن نمير ، ومحمد بن عبيد ، وعيسى ، والمعتمر ، وعبد الرحيم - عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن سليمان بن يسار ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبري (الورقة129ب) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال: حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن سليمان بن يسار ، أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء. مرسل.
* وأخرجه النسائي (8/209) ، وفي الكبرى ، الورقة (129ب) قال : أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال : أخبرني أبي قال : حدثنا الأوزاعي. قال : حدثنا يحيي بن أبي كثير. وفي الكبرى (الورقة 129ب) قال : أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان البصري. قال : حدثنا حماد - وهو ابن مسعدة - عن حنظلة ، هو ابن أبي سفيان.
كلاهما - يحيى ، وحنظلة - عن نافع ، عن أم سلمة ، نحوه. ليس فيه سليمان بن يسار.
* وأخرجه النسائي في الكبرى ، الورقة (129ب) قال :أخبرني محمود بن خالد الدمشقي ، عن الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو ، عن نافع ، عن أم سلمة ، نحوه ليس فيه سليمان بن يسار ولا يحيى بن أبي كثير.
* وأخرجه النسائي في الكبرى الورقة (129ب) قال : أخبرني عمرو بن عثمان. قال : حدثنا الوليد ، عن حنظلة ، هو ابن أبي سفيان. قال : سمعت نافعا يحدث. قال : حدثني بعض نسوتنا ، عن أم سلمة ، نحوه.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 129ب) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال : حدثنا شعيب بن الليث ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الرحمن - هو ابن غنج - عن نافع ، أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء ، مرسل.

8257 - (ت) أُم سلمة - رضي الله عنها «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شبَرَ لفاطمة شِبراً مِنْ نطاقها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نطاقها) النِّطاق : شيء تشدُّ به المرأة وسطها ، ترفع ثوبها لئلا يمسَّ الأرضَ عند معاناة الأشغال وغيرها .
__________
(1) رقم (1732) في اللباس ، باب ما جاء في جر ذيول النساء ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/299) والترمذي (1732) قال : حدثنا إسحاق بن منصور.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن منصور - عن عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أم الحسن ، فذكرته.

[النوع] الخامس : في الاحتباء والاشتمال
8258 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلةٍ قد وقعَ هُدْبُها على قَدَميه» . أخرجه أبو داود (1) .
-[641]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بشملة - والاحتباء) الشَّملة : من مآزر الأعراب ، والاحتباء : هو أن يجمع الإنسان بين ظهره ورجليه بمئزرٍ أو نحوه ، ليكون شبيه المستند إلى شي .
(هُدْبُها) هُدْبُ الإزار : طرفه ، لا من جهة حاشيته (2) .
__________
(1) رقم (4075) في اللباس ، باب في الهدب ، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (1221) " موارد " في الوصايا ، باب فيمن يتصدق عند الموت ، وهو حديث حسن .
(2) في " النهاية " للمصنف : هدب الثوب : طرفه مما يلي طرته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4075) قال : حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي ، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس بن عبيد ، عن أبي خداش ،عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر ،يعني ابن سليم.
قلت : وهم المصنف في إسناد الحديث لجابر بن عبد الله وهو جابر بن سليم.

8259 - (د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَنِ [اشتمال] الصمّاءِ ، والاحتباءِ في ثوبٍ واحد» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4081) في اللباس ، باب في لبسة الصماء ، والترمذي رقم (2768) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية وضع إحدى الرجلين على الأخرى مستلقياً ، والنسائي 8 / 210 في الزينة ، باب النهي عن الاحتباء في ثوب واحد ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/331) قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (4081) والترمذي (2768) والنسائي (8/210) .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

8260 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اشتمال الصماء ، وأن يحتبي الرجلُ في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيءُ» .
وفي رواية قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن لِبْستَينِ وعنْ بَيعَتَينِ : اشتمالِ الصَّمَّاءِ ، والاحتباء في ثوبٍ واحد ليس على فرج الإنسان منه شيء» أخرجه البخاري ، وأخرج النسائي الأولى .
وفي رواية للبخاري ومسلم : «أنه نهى عن لِبْستَيْن وعن بيعتين» وذكر -[642]- الحديث بطوله (1) ، وقد تقدَّم ذِكره في «كتاب البيع» من حرف الباء (2) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 235 في اللباس ، باب اشتمال الصماء ، وباب الاحتباء في ثوب واحد ، وفي الصلاة في الثياب ، باب ما يستر من العورة ، وفي الصوم ، باب صوم يوم الفطر ، وفي البيوع ، باب بيع الملامسة ، وباب بيع المنابذة ، وفي الاستئذان ، باب الجلوس كيفما تيسر ، ومسلم رقم (1512) في البيوع ، باب إبطال بيع الملامسة والمنابذة ، والنسائي 8 / 210 في الزينة ، باب النهي عن اشتمال الصماء .
(2) تقدم برقم (343) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/6) قال :حدثنا هاشم. وفي (3/46) قال : حدثنا يونس ، وهاشم. والبخاري (1/102) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (8/210) قال : أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم - هاشم ، ويونس ، وقتيبة- قالوا : حدثنا الليث.
2- وأخرجه أحمد (3/6 و46) قال : حدثنا حجاج. وفي (3/13) قال : حدثنا روح.والبخاري (7/191) قال : حدثني محمد ، قال : أخبرني مخلد.
ثلاثتهم - حجاج ، وروح ، ومخلد - عن ابن جريج.
كلاهما - الليث ، وابن جريج - قال الليث : حدثني ، وقال ابن جريج : أخبرني ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.

8261 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن لِبْستَيْن : اشتمالِ الصَّماءِ ، وهو أن يجْعَلَ ثوبَه على عاتِقهِ فيبدو أَحَدُ شِقَّيْه ليس عليه ثوب ، أو أن يشتمل على يديه في الصلاة ، واللِّبْسَةُ الأخرى : احتباؤه بثوبه وهو جالس ليس على فرجه منه شيء» .
وفي رواية : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لِبْستَيْن : أن يحْتبِيَ الرجُل في الثوب الواحد ، ثم يرفعه على مَنْكبيه ، وعن بيعتين : اللِّماس ، والنِّباذ» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الباقون نحواً منه ، وقد ذكرنا بعض رواياتهم في «كتاب البيع» من حرف الباء (1) .
وللموطأ «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لِبْستَيْن وعن بيعتين : عن الملامسة ، وعن المنابذة ، وعن أن يحتبيَ الرجلُ في ثوب واحد ليس على -[643]- فرجه منه شيء ، وعن أن يشتمل الرجلُ في الثوب الواحد على أحد شِقيِّه» (2) .
__________
(1) تقدم برقم (344) .
(2) رواه البخاري 10 / 235 في اللباس ، باب اشتمال الصماء ، وباب الاحتباء في ثوب واحد ، وفي البيوع ، باب بيع الملامسة ، وباب بيع المنابذة ، وفي الصلاة في الثياب ، باب ما يستر من العورة ، وفي مواقيت الصلاة ، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس ، وباب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس ، وفي الصوم ، باب صوم يوم النحر ، ومسلم رقم (1511) في البيوع ، باب الملامسة والمنابذة ، والموطأ 2 / 666 في البيوع ، باب الملامسة والمنابذة ، وأبو داود رقم (4080) في اللباس ، باب في لبسة الصماء ، والترمذي رقم (1758) في اللباس ، باب ما جاء في النهي عن اشتمال الصماء ، والنسائي 7 / 259 في البيوع ، باب بيع الملامسة ، وباب بيع المنابذة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ صفحة (413) عن محمد بن يحيى بن حبان وعن أبي الزناد. وفي (571) عن أبي الزناد. وأحمد (2/379) قال : حدثنا محمد بن إدريس ، يعني الشافعي. قال : أخبرنا مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان وأب الزناد. وفي (2/464) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي الزناد. وفي (2/476و480) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد. وفي (2/529) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان. والبخاري (1/102) قال : حدثنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد. وفي (3/92) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان، وعن أبي الزناد. وفي (7/191) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ، عن أبي الزناد. ومسلم (5/2) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال : قرأت على مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان. (ح) وحدثنا أبو كريب وابن أبي عمر. قالا : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزناد. والترمذي (1310) قال : حدثنا أبو كريب ومحمود بن غيلان. قالا : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزناد. والنسائي (7/259) قال : أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين- قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم. قال : حدثني مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان وأبي الزناد.
كلاهما - محمد بن يحيى ، وأبو الزناد - عن الأعرج ، فذكره.
* رواية مالك في الموطأ صفحة (413) . وأحمد (2/379) ووكيع. والبخاري (3/92) ومسلم والترمذي ، والنسائي مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الملامسة والمنابذة» .
وعن همام بن منبه ، عن أبي هريرة. قال : «نهي عن بيعتين ولبستين» .
أخرجه أحمد (2/319) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال : حدثنا معمر عن همام فذكره.

[النوع] السادس : في الإزار
8262 - (د) [عروة بن عبد الله بن قشير عن] معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن إياس - رضي الله عنه - قال : «أتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في رَهط من مُزينة ، فبايعناه وإنَّ قميصه لَمُطلقُ الأزْرَارِ ، فأدَخْلتُ يدي في جيب قميصه ، فَمسِسْتُ الخاتم : قال عروةُ : فما رأيتُ معاوية ولا ابنه إلا مُطْلِقي أزرارِهما قَطُّ في شتاء ولا حرّ ، ولا يزرِّرانِ أزرارَهما أبداً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4082) في اللباس ، باب في حل الأزرار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/434 و 5/35) قال : حدثنا حسن - يعني الأشيب - وأبو النضر. وفي (4/19) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وأبو داود (4082) قال : حدثنا النفيلي وأحمد بن يونس. وابن ماجة (3578) قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا ابن دكين. والترمذي في الشمائل (58) قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، قال : أخبرنا أبو نعيم.
خمستهم - حسن بن موسى ، وهاشم بن القاسم أبو النضر ، وعبد الله بن محمد النفيلي ، وأحمد بن يونس ، وأبو نعيم الفضل بن دكين - عن أبي خيثمة زهير بن معاوية ، عن أبي مهل عروة بن عبد الله بن قشير ، عن معاوية بن قرة ، فذكره.

[النوع] السابع : في خُمُر النساء ومُروطهن
8263 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها - «ذكرتْ نساءَ الأنصار ، -[644]- فأثنت عليهن وقالت لهن معروفاً ، وقالت : لما نزلت (سورة النور) عمَدن إلى حُجُور أو حجوز - شك أبو كامل [الجَحْدَري]- فشَقَقْنَهُنَّ ، فاتخذنهنَّ خُمُراً» .
وفي رواية : قالت : «يرحم الله نساءَ المهاجرين الأُولَ ، لما أنزل الله تعالى : {ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهن على جُيوبِهنَّ} [النور : 31] شققن أكنفَ مروطهن ، فاختمرن بها» أخرجه أبو داود ، وقال أحد رواته (1) : «أكثْفَ» وأخرج البخاري الثانية ، وقال : «شققن مروطَهُنّ فاختمرن بها» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حجور ، أو حجوز) قد جاء في متن الحديث «حجور ، أو حجوز» بالشك ، قال الخطابي : «الحجور» لا معنى لها هاهنا ، وإنما هو بالزاي المعجمة ، و «الحُجَز» جمع حُجْزة ، وأصل الحجزة : موضع مشدِّ الإزار ، و «الحجوز» ، جمع الحُجَز ، يقال : احتجز الرجل بالإزار : إذا شدّه على وسطه ، وأما الحجور - بالراء المهملة - فهو جمع حَجْر الإنسان ، وما أدري لأيِّ معنى أنكره -[645]- الخطَّابي ، فإنه لا فرق بين أن تشقَّ المرأة حُجْزتَها ، فتختمر بها ، أو حَجرها ، والله أعلم .
(أكثف مروطهن) قد جاء في الحديث «أكثف ، وأكنف» فأما أكثف - بالثاء المعجمة بمثلثة - فهو من الكثيف : الثخين ، وأما بالنون : فهو الأستر الأصفق ، قال الخطابي : ومن هاهنا قيل للوعاء الذي يحرز فيه الشيء : كِنْف ، وللبناء الساتر لما وراءه : كنيف .
__________
(1) هو أحمد بن صالح .
(2) رواه البخاري 8 / 376 في تفسير سورة النور ، باب قوله تعالى : {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} ، وأبو داود رقم (4100) و (4102) في اللباس ، باب قوله تعالى : {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/136) قال : حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى (6/419) (11363) قال : أخبرنا محمد بن حاتم. قال : أخبرنا حبان. قال : أخبرنا عبد الله.
كلاهما - أبو نعيم ، وعبد الله بن المبارك - عن إبراهيم بن نافع ، عن الحسن بن مسلم ، عن صفية بنت شيبة ، فذكرته.
* أخرجه أحمد (6/188) قال : حدثنا عبد الرحمن وعفان. وأبو داود (4100) قال : حدثنا أبو كامل.
ثلاثتهم - عبد الرحمن ، وعفان ، وأبو كامل - قالوا : حدثنا أبو عوانة ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن صفية بنت شيبة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها ذكرت نساء الأنصار ، فأثنت عليهن ، وقالت لهن معروفا. وقالت : لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور أو حجوز ، شك أبو كامل - مناطقهن ، فشققنهن فاتخذنه خمرا.
وعن عروة بن الزبير ، عنها.
أخرجه أبو داود (4102) قال : حدثنا أحمد بن صالح. (ح) وحدثنا سليمان بن داود المهري وابن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني. قالوا : أخبرنا بن وهب. قال : أخبرني قرة بن عبد الرحمن المعافري. وفي (4103) قال : حدثنا ابن السرح. قال : رأيت في كتاب خالي. عن عقيل.
كلاهما - قرة ، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.

8264 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : لما نزل {يُدْنِينَ عليهنَّ من جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب : 59] خرج نساءُ الأنصار كأنَّ على رؤوسهن الغِرْبانَ من الأكسية أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4101) في اللباس ، باب قوله تعالى : {يدنين عليهن من جلابيبهن} ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4101) قال : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن حيثم عن صفية بنت شيبة. فذكرته.

8265 - (د) عائشة - رضي الله عنها - «أن أسماءَ بنتِ أبي بكر دَخلْتَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها ، وقال : يا أسماءُ ، إنَّ المرأةَ إذا بلغت المحيض لن يصلح أن يُرَى منها إلا هذا وهذا ، - وأشار إلى وجهه وكفَّيه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4104) في اللباس ، باب فيما تبدي المرأة من زينتها ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4104) قال : حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني.
قالا : حدثنا الوليد ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن خالد ، قال يعقوب : ابن دريك. فذكره.
قال أبو داود : هذا مرسل. خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.

8266 - (د) محمد بن سيرين «أن عائشة - رضي الله عنها - كانت إذا أتتِ البصرةَ نزلت على صفيةَ أمِّ طلحةَ الطلحاتِ ، فرأت بنات لها ، فقالتْ : -[646]- إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل وفي حجرتي جارية ، فألقَى إليَّ حَقْوَه ، وقال : شُقّيهِ شُقَّتَيْنِ ، فأعطِي هذه نصْفاً ، والفتاة التي عند أُمِّ سلمةَ نصفاً ، فإني لا أُراها إلا قد حاضت ، أو لا أُراهما إلا قد حاضتا» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَقوه) الحَقو : الإزار ، وهو في الأصل : مشدّ الإزار ، فسمي به .
__________
(1) رقم (642) في الصلاة ، باب المرأة تصلي بغير خمار ، قال أبو حاتم الرازي : لم يسمع محمد بن سيرين من عائشة ، فعلى هذا تكون الرواية منقطعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (642) قال : حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين.فذكره.
قال أبو حاتم الرازي : لم يسمع محمد بن سيرين من عائشة ، فعلى هذا تكون الرواية منقطعة.

8267 - (د) دحية [بن خليفة] الكلبي - رضي الله عنه - قال : «أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقبَاطِيَّ ، فأعطاني منها قُبْطِيَّة ، فقال : اصْدَعها صَدْعَين ، فاقطع أحدهما قميصاً ، وأعط الآخر امرأتك تختمر به ، فلما أدْبَرَ قال : وأمُرِ امرأتك أن تجعلَ تحته ثوباً لا يَصِفُها» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بقَبَاطيَّ) القباطيُّ : ثياب بيض تكون بمصر ، واحدها : قُبطية - بضم القاف - وأما بكسر القاف : فهو منسوب إلى القِبط ، وهم هذا الجيل من الناس .
(يصفها) وصف الثوبُ البشرةَ : إذا حكاها ولم يسترها لِرِقَّته . -[647]-
(اصدعها) الصَّدع : الشَّق ، يريد : شُقّها نصفين ، وكل واحد منهما : صِدع - بكسر الصاد - فأما بالفتح : فهو المصدر .
__________
(1) رقم (4116) في اللباس ، باب في لبس القباطي ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4116) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، وأحمد بن سعيد الهمداني ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير ، أن عبيد الله بن عباس حدثه ، عن خالد بن يزيد بن معاوية ، فذكره.

8268 - (ط) علقمة بن أبي علقمة - عن أُمِّه - رضي الله عنها - قالت: «دَخَلتْ حفصةُ بنتُ عبد الرحمن على عائشةَ ، وعليها خمار رقيق ، فشقَّتْهُ عائشةُ وكَسَتها خِماراً كثيفاً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 913 في اللباس ، باب ما يكره للنساء لبسه من الثياب ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1758) مع شرح الزرقاني عن علقمة ، عن أمه ، فذكرته.

8269 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وهي تختمر ، فقال : لَيَّة ، لا لَيَّتَيْن» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَيَّةً ، لا لَيَّتين) اللَّيَّة : المرَّة الواحدة ، من اللّيّ ، وهو عطف الثوب والخمار ، ونحو ذلك ، وإنما كره لها أن يكون الخمار على رأسها لَيَّتين ، لئلا تكون إذا فعلت ذلك صارت كالمتعمِّم من الرجال ، يلوي طرَف العمامة على رأسه ، وهذا على معنى نهي النساء أن يتشبَّهن بلبسة الرجال .
__________
(1) رقم (4115) في اللباس ، باب في الاختمار ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/294) قال : حدثنا وكيع وعبد الرحمن. وفي (6/296) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (6/306) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (4115) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى.
ثلاثتهم - وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن سعيد - عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن وهب مولى أبي أحمد ، فذكره.

8270 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كانتْ أمُّ سلمة لا تَضع جلبابها عنها وهي في البيت ، طلباً للفضل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

8271 - (ط) مالك بن أنس بلغه «أن أمَة كانت لعبد الله بن عمر - رضي الله عنه - رآها عمر وقد تهيأت بهيئة الحرائر ، فدخل على ابنته حفصة ، فقال : ألم أُرَ جاريةَ أخيكِ تحُوسُ الناس ، وقد تهيأتْ بهيئةِ الحرائر ؟ فأنكر ذلك عمر» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحُوس) فلانة تحوس الرجال- بالحاء المهملة - أي : تخالطهم ، وهو بالجيم نحوه بمعناه .
__________
(1) 2 / 981 بلاغاً في الاستئذان ، باب ما جاء في المملوك وهبته ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1906) مع شرح الزرقاني ، بلاغا ، فذكره.

[النوع] الثامن : في النعال والانتعال
8272 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا انتعلَ أحدُكم فليبدأ باليمنى ، وإذا خلَعَ فليبدأْ بالشِّمال ، وقال : لا يَمشِ أحدُكم في نَعل واحدة ، ليُحْفِهما جميعاً ، أو لِينْعِلْهُما جميعاً» (1) .
وفي رواية أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وذكره إلى قوله - «بالشِّمال» وزاد «ولتكنِ اليَمِينُ أوَّلَهُما تُنْعَلُ ، وآخرَهما تُنْزَعُ» . -[649]-
أخرج الأولى مسلم ، والثانية الموطأ والترمذي وأبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لِيُحفِهِما جميعاً ، أو ليُنعلهما جميعاً) قوله : ليحفهما جميعاً ، أو لينعلهما جميعاً ، يجمع أموراً ، منها : أنه قد يشق عليه المشي على هذه الحال ، لأن وضع إحدى القدمين منه على الحفاء ، إنما يكون مع التوَقّي والتهيُّب لأذىً يُصِيبه ، أو حجَر يصدمه ، ويكون وضعه القدم الأخرى على خلاف ذلك من الاعتماد به والوضع له من غير محاشاة أو تقيَّة ، فتختلف من أجل ذلك مشيته ، ويحتاج إلى أن ينتقل عن سجيَّة مشيهِ وعادتهِ ، فلا يأمن عند ذلك العَثَار ، وقد يتصور فاعله عند الناس لِصورة مَنْ إحدى رجليه أقصر من الأخرى ، ولا خفاء بقبح منظر هذا الفعل واستبشاعه عند الناظرين ، ويدخل في هذا كُلُّ لباس مزدوج ، كالخفين ، وإدخال اليد في الكُمّين ، والتردِّي بالرِّدَاءِ على المنكبين .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : لينعلهما جميعاً ، أو ليخلعهما جميعاً ، وهي عند البخاري 10 / 263 باللفظ الذي ساقه المصنف .
(2) رواه ومسلم رقم (2097) في اللباس ، باب استحباب لبس النعل اليمنى أولاً ، والموطأ 2 / 916 في اللباس ، باب ما جاء في الانتقال ، وأبو داود رقم (4139) في اللباس ، باب في الانتعال ، والترمذي رقم (1780) في اللباس ، باب ما جاء بأي رجل يبدأ إذا انتعل ، ورواه أيضاً البخاري 10 / 263 في اللباس ، باب ينزع نعله اليسرى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (571) . والحميدي (1135) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/465) قال : حدثنا إسحاق قال : أخبرنا مالك. والبخاري (7/199) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك.وأبو داود (4139) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. والترمذي (1779) وفي الشمائل (84) قال : حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن. قال : حدثنا مالك. (ح) وحدثنا قتيبة ، عن مالك.
كلاهما - مالك ، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/245) قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين ، فذكره موقوفا.
أخرجه أحمد (2/233) قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن معمر. وفي (2/283) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (2/409 و 430) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/430) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة. وفي (2/477) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/497) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا شعبة.ومسلم (6/153) قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال : حدثنا الربيع بن مسلم. وابن ماجة (3616) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا وكيع ، عن شعبة.
ثلاثتهم - معمر ، وشعبة ، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8273 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلِهِ وتَرجُّلِهِ وطُهوره ، وفي شأنه كلِّه» . وفي رواية -[650]- «يحب التَّيَمُّنَ ما استطاع» ، وفي رواية : «كان يحب التَّيَمُّنَ ما استطاع في شأنه كلِّه في طُهوره وترجُّله ونعله» .
قال بعض الرواة : «وسِواكهِ» ولم يذكر «شأنه كله» .
وفي رواية : «كان يحبُّ التَّيَمُّنَ في طُهوره إذا تطهَّر ، وفي ترَجُلِّهِ إذا ترَجَّلَ ، وفي انتعاله إذا انتعَلَ» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ ، ورواياتهم متقاربة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وترجُّله) الترجُّل : تسريح الشعر وغسله .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 437 في المساجد ، باب التيمن في دخول المسجد وغيره ، وفي الوضوء ، باب التيمن في الوضوء والغسل ، وفي الأطعمة ، باب التيمن في الأكل وغيره ، وفي اللباس ، باب يبدأ بالنعل اليمنى ، وباب الترجيل ، ومسلم رقم (268) في الطهارة ، باب التيمن في الطهور وغيره ، وأبو داود رقم (4140) في اللباس ، باب في الانتعال ، والترمذي رقم (608) في الصلاة ، باب ما يستحب من التيمن في الطهور ، والنسائي 1 / 78 في الطهارة ، باب بأي الرجلين يبدأ الغسل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/94) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/130) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/147) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/187) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/202) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (6/210) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا أبي. والبخاري (1/53) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا شعبة. وفي (1/116) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا شعبة. وفي (7/89) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا شعبة. وفي (7/198) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال : حدثنا شعبة. وفي (7/211) قال : حدثنا أبو الوليد. قال : حدثنا شعبة ومسلم (1/155و156) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (4140) قال : حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم. قالا : حدثنا شعبة. وابن ماجة (401) قال : حدثنا هناد بن السري. قال : حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا سفيان بن وكيع. قال : حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. والترمذي (608) وفي الشمائل (34) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو الأحوص. وفي الشمائل (85) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال : أخبرنا محمد بن جعفر. قال : أخبرنا شعبة. والنسائي (1/78و 8/185) وفي الكبرى (115) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا شعبة. وفي (1/205) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله ، عن شعبة. وابن خزيمة (179) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال : حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال : حدثنا شعبة. وفي (244) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة.
أربعتهم - شعبة ، والجراح والد وكيع ، وأبو الأحوص ، وعمر بن عبيد - عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن أبيه ، عن مسروق ، فذكره.
* في رواية مسلم بن إبراهيم ، عند أبي داود.قال مسلم :وسواكه. ولم يذكر : في شأنه كله.
وعن الأسود بن يزيد ، عن عائشة. قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب التيامن : يأخذ بيمينه ، ويعطي بيمينه ، ويحب التيمن في جميع أموره» .
أخرجه النسائي (8/133) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا أبو عاصم ، عن محمد بن بشر ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن الأسود بن يزيد ، فذكره.

8274 - (ت) أبو هريرة وأنس بن مالك - رضي الله عنهما - قالا : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن ينتَعِلَ الرجلُ قائماً» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينتعل قائماً) إنما نهى عن لبس النعل قائماً ، لأن لبسها قاعداً أسهل عليه وأمكن له ، وربما كان ذلك سبباً لانقلابه إذا لبسه قائماً .
__________
(1) رقم (1776) و (1777) في اللباس ، باب رقم (35) ، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1775) قال : حدثنا أزهر بن مروان البصري. قال : حدثنا الحارث بن نبهان ، عن معمر ، عن عمار ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وروى عبيد الله بن عمرو الرقي هذا الحديث عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، وكلا الحديثين لا يصح عند أهل الحديث ، والحارث بن نبهان ليس عندهم بالحافظ ، ولا نعرف لحديث قتادة ، عن أنس أصلا.
قال محمد بن إسماعيل البخاري : ولا يصح هذا الحديث ، ولا حديث معمر ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن ماجة (3618) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.

8275 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قائماً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4135) في اللباس ، باب في الانتعال ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1435) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى ، قال : أخبرنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، فذكره.

8276 - (م ط د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «إذا انقطع شِسْعُ أحدكم ، أو انقطع شِسْع نعله ، فلا يمشِ في نعلٍ واحدة ، حتى يُصلح شِسْعَهُ ، ولا يمشِ في خُفٍّ واحد ، ولا يأكل بِشماله ، ولا يحْتَبِي (1) بالثوب الواحد ، ولا يلتحف الصَمَّاءَ» .
وفي رواية «نهى أن يأكل الرجل بشماله ، أو يشرب بشماله ، أو يمشيَ في نعل واحدة ، أو يشتمل الصماء ، أو يحتبيَ في ثوب واحد كاشفاً عن فرجه ، وأنْ يرفع إحدى رجليه على الأخرى وهو مُستَلْقٍ على ظهره» .
أخرجه مسلم ، وأخرج أبو داود الأولى إلى قوله : «بشماله» .
وله في أخرى قال : «إذا انقطع شِسْعُ أحدكم ، فلا يمشِ في نَعْلٍ واحدة حتى يُصْلِحَها (2)» وأخرج الترمذي الرواية الثانية ، وأسقط من أوله ذِكْر الأكل والشرب والانتعال (3) .
-[652]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشِّسع) : من سيور النعل ، وهو الذي يُدْخَل بين الأصبعين في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام ، والزِّمام : السَّيْر الذي يعقد فيه الشِّسع .
__________
(1) هو نفي بمعنى النهي .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها .
(3) رواه مسلم رقم (2099) في اللباس ، باب النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد ، وأبو داود رقم (4137) في اللباس ، باب في الانتعال ، والترمذي رقم (2768) في الأدب ، باب رقم (20) ، ورواه أيضاً الموطأ 2 / 922 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب النهي عن الأكل بالشمال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه مالك في الموطأ (574) وأحمد (3/325) قال : حدثنا أبو نوح قراد. وفي (3/344) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. ومسلم (6/154) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي في الشمائل (83) قال : حدثنا إسحاق بن موسى ، قال : حدثنا معن.
أربعتهم - قراد ، وإسحاق ، وقتيبة ، ومعن - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (3/293) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، وحسن بن موسى. وفي (3/327) قال : حدثنا هاشم. ومسلم (6/154) قال : حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (4137) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والنسائي في الكبرى «تحفة المزي» (2717) عن محمد بن معدان ، عن الحسن بن محمد بن أعين.
سبعتهم - يحيى بن آدم ، وحسن بن موسى ، وهاشم ، وابن يونس ، ويحيى بن يحيى ، والطيالسي ، وابن أعين - عن زهير أبي خيثمة.
3- وأخرجه أحمد (3/293) قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان.
4- وأخرجه أحمد (3/297) قال : حدثنا حجاج ، وروح وفي (3/222) قال : حدثنا محمد بن بكر. ومسلم (6/154) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن حاتم. قال إسحاق : أخبرنا. وقال ابن حاتم : حدثنا محمد بن بكر.
ثلاثتهم - حجاج ، وروح ، وابن بكر - عن ابن جريج.
5- وأخرجه أحمد (3/299) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/154) قال : حدثني إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا روح بن عبادة.
كلاهما - يحيى ، وروح - عن عبيد الله بن الأخنس.
6- وأخرجه أحمد (3/349) قال : حدثنا حجين ، ويونس. ومسلم (6/154) قال : حدثنا قتيبة. (ح) وحدثنا ابن رمح. وأبو داود (4865) . والترمذي (2767) والنسائي (8/210) .
ثلاثتهم قالوا : حدثنا قتيبة بن سعيد.
أربعتهم - حجين ، ويونس ، وقتيبة ، وابن رمح - عن الليث.
7- وأخرجه أحمد (3/357) قال : حدثنا عبد الوهاب ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2988) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، عن إسحاق الأزرق.
كلاهما - عبد الوهاب ، والأزرق - عن هشام بن أبي عبد الله.
8- وأخرجه أحمد (3/362) قال : حدثننا عفان. وأبو داود (4081 و 4865) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما - عفان ، وموسى - قالا : حدثنا حماد بن سلمة.
9- وأخرجه أحمد (3/367) قال : حدثنا محمد بن سابق ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان.
10- وأخرجه الترمذي (2766) قال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سليمان التيمي ، عن خداش.
عشرتهم - مالك ، وزهير ، وسفيان ، وابن جريج ، وابن الأخنس ، والليث ، وهشام ، وحماد ، وابن طهمان ، وخداش - عن أبي الزبير ، فذكره.

8277 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يمشِ أحدكم في نعلٍ واحدة ، ليُنْعِلْهُما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً» وفي رواية : «لِيُحْفِهِما جميعاً ، أو ليُنْعِلهِما جميعاً» .
أخرجه الجماعة إلا النسائي .
وفي رواية لمسلم ، وأخرجها النسائي : قال أبو رزين العقيلي : خرج إلينا أبو هريرة يوماً وهو يقول - وضرب على جبهته بيده - إنكم لَتُحدّثونَ أني أكذِبُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لِتهْتدوا وأضِلَّ ، ألا [وإني] أشهدُ لَسمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا انقطع شِسْعُ نَعلِ أحدكم فلا يمشِ في الأخرى حتى يُصلِحها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 261 في اللباس ، باب لا يمش في نعل واحدة ، ومسلم رقم (2097) في اللباس ، باب استحباب لبس النعل في اليمنى أولاً ، والموطأ 2 / 916 في اللباس ، باب ما جاء في الانتعال ، وأبو داود رقم (4136) في اللباس ، باب في الانتعال ، والترمذي رقم (1775) في اللباس ، باب ما جاء في كراهية المشي في النعل الواحدة ، والنسائي 8 / 218 في الزينة ، باب ذكر النهي عن المشي في نعل واحدة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ صفحة (571) . والحميدي (1135) قال : حدثنا سفيان. والبخاري (7/199) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. ومسلم (6/153) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك. وأبو داود (4136) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. والترمذي (1774) وفي الشمائل (81و82) قال : حدثنا قتيبة عن مالك (ح) وحدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن. قال : حدثنا مالك.
كلاهما - مالك وسفيان - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/245) قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحد ، فذكره. موقوفا.
وعن أبي صالح وأبي رزين ، عن أبي هريرة يرفعه. قال : «إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في النعل والواحدة» .
أخرجه أحمد (2/253) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/443 و477) قال : حدثنا وكيع.ومسلم (6/154) قال : حدثنيه علي بن حجر السعدي. قال : أخبرنا علي بن مسهر. وابن خزيمة (98) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا إسماعيل بن الخليل. قال : حدثنا علي.
ثلاثتهم - أبو معاوية، ووكيع ، وعلي بن مسهر - عن الأعمش ، عن أبي صالح وأبي رزين ، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/084) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/528) قال : حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (8/217) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - شعبة ، ومحمد بن عبيد - عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره. ليس فيه أبو رزين.
* وأخرجه أحمد (2/424) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/480) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (956) قال : حدثنا محمد بن سلام. قال : أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (6/153) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا ابن إدريس. والنسائي (8/218) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية ، وشعبة ، وعبد الله بن إدريس - عن سليمان الأعمش ، عن أبي رزين ، فذكره. ليس فيه أبو صالح.
* أشار المزي في تحفة الأشراف (10/14608) أن ابن ماجة رواه في كتاب الطهارة ضمن حديث عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي رزين. ولم نجده في المطبوع من سنن ابن ماجة.
وعن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أخرجه ابن ماجة (3617) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن ابن عجلان ، عن سعيد بن أبي سعيد ، فذكره.

8278 - (ت) عائشة - رضي الله عنها قالت : «ربما مشى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في نعل واحدة» .
وفي رواية عن القاسم بن محمد عن عائشة «أنها مَشَتْ في نعلٍ واحدة» . أخرجه الترمذي ، وقال : وهذا أصح (1) .
وذكر رزين عنها قالت : «قد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينْتَعِلُ قائماً ، ويمشي في نعلٍ واحدة ، غير مَا مَرَّة» (2) .
وقال القاسم بن محمد : «رأيتُ عائشةَ تمشي بنعلٍ واحدة ، أو قال : في خُفٍّ واحد وهي تُصلِح الآخَر» .
__________
(1) رقم (1778) و (1779) في اللباس ، باب رقم (36) ، وإسناده ضعيف ، وحديث القاسم بن محمد موقوفاً أصح كما قال الترمذي .
(2) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتعال قائماً ، وعن المشي في نعل واحدة ، وذلك مما يدل على ضعف رواية رزين هذه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1777) قال : حدثنا القاسم بن دينار. قال : حدثنا إسحاق بن منصور السلولي كوفي. قال : حدثنا هريم بن سفيان البجلي الكوفي ، عن ليث ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1778) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها مشت بنعل واحدة.
* قال الترمذي : وهذا أصح.
* وقال أيضا : هكذا رواه سفيان الثوري وغير واحد عن عبد الرحمن بن القاسم موقوفا. وهذا أصح.

8279 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «مِنَ السُّنَّةِ إذا جَلَسَ الرجلُ: أن يخْلَعَ نعْلَيهِ فلْيَضَعْهُما بجَنْبهِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4138) في اللباس ، باب في الانتقال ، وفي سنده عبد الله بن هارون ، وهو مجهول وباقي رجاله ثقات ، وفي الباب عن عبد الله بن السائب قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الفتح ووضع نعليه عن يساره ، أخرجه أبو داود (648) في الصلاة ، باب الصلاة في النعل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1190) . وأبو داود (4138) كلاهما (البخاري ، وأبوداود) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال :حدثنا صفوان بن عيسى ،قال :حدثنا عبد الله بن هارون ، عن زياد بن سعد ، عن أبي نهيك ، فذكره.
في تحفة الأشراف (6571) «فيضعهما خلفه» .

8280 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال لنا -[654]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة غزوناها : «استكثروا من النِّعال ، فإنَّ الرجل لا يزال راكباً ما انتعل» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود قال : «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر ، فقال...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2096) في اللباس ، باب استحباب لبس النعال وما في معناها ، وأبو داود رقم (4133) في اللباس ، باب في الانتعال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/337) قال :حدثنا حسن.وفي (3/360) قال :حدثنا قتيبة.وعبد بن حميد (1056) قال :حدثنا الحسن بن موسى. كلاهما (حسن ،وقتيبة) قالا :حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه مسلم (6/153) قال :حدثنا سلمة بن شبيب.والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2948) عن محمد بن معدان بن عيسى الحراني.
كلاهما - ابن شبيب ،وابن معدان - عن الحسن بن أعين ، عن معقل.
3- وأخرجه أبو داود (4133) قال :حدثنا محمد بن الصباح البزاز ،قال :حدثنا ابن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة.
ثلاثتهم - ابن لهيعة ، ومعقل ،وموسى بن عقبة - عن أبي الزبير ، فذكره.

8281 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَلْبِسُ النِّعال السِّبْتِيَّةَ - وهي التي ليس عليها شَعْر - ويتوضأ وأنا أُحِبُّ أن أَلْبَسَهُما» .
وفي رواية : قال عُبيد بن جريج : قلت لابن عمر : «رأيتُكَ تَلْبَسُ هذه النعال السِّبتيَّةَ وتتوضأ فيها ؟ قال : رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يلبسها ويتوضأ فيها» وفي أخرى قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يلبس النعال السِّبتية ، ويصفِّر لحيته بالوَرْس والزعفران ، وكان ابن عمر يفعل ذلك» أخرج النسائي الثانية والثالثة (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) .
-[655]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السِّبتيَّة) : جلود البقر مدبوغة بالقَرَظ ، سميت سِبتيَّة ، لأن شعرها قد سُبِتَ عنها ، أي : حُلِقَ ، وقيل : لأنها انسبَتَت بالدباغ ، أي : لانَتْ .
__________
(1) رواه النسائي 1 / 80 في الطهارة ، باب الوضوء في النعل ، و 8 / 186 في الزينة ، باب تصفير اللحية بالورس والزعفران ، وإسناده صحيح .
(2) رواه البخاري بأطول من هذا وفيه ذكر الحج 10 / 260 في اللباس ، باب النعال السبتية ، ومسلم رقم (1187) في الحج ، باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة ، والموطأ 1 / 333 في الحج ، باب العمل في الإهلال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (220) والحميدي (651) قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا محمد بن عجلان. وأحمد (2/17) (4672) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/66) (5338) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. (ح) وحدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا مالك.وفي (2/110) (5894) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. والبخاري (1/53) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (7/198) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ، ومسلم (4/9) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. وأبو داود (1772) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (3626) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي في الشمائل (78) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : أنبانا معن ، قال: أنبأنا مالك. والنسائي (1/80 ، 5/232) وفي الكبرى (117) قال : أخبرنا محمد بن العلاء قال : حدثنا ابن إدريس ، عن عبيد الله ومالك وابن جريج. وفي (5/163) قال : أخبرنا محمد بن العلاء قال : أنبأنا ابن إدريس ، عن عبيد الله ، وابن جريج ، وابن إسحاق ، ومالك بن أنس. وابن خزيمة (199) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا محمد بن عجلان.
خمستهم - مالك ، ومحمد بن عجلان ، وعبيد الله بن عمر ، وابن جريج ، وابن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
2- وأخرجه مسلم (4/9) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. وابن خزيمة (2696) قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
كلاهما - هارون بن سعيد ، وأحمد بن عبد الرحمن - عن ابن وهب ، قال : حدثني أبو صخر ، عن ابن قسيط.
3- وأخرجه النسائي (8/186) قال : أخبرنا يحيى بن حكيم ، قال : حدثنا أبو قتيبة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن زيد بن أسلم.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي سعيد المقبري ، ويزيد بن قسيط ، وزيد بن أسلم - عن عبيد بن جريج ، فذكره.
* في رواية يحيى ، عن عبيد الله ، قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد ، عن جريج ، أو ابن جريج ، ولم ينسبه.
* في رواية يزيد بن قسيط : عن عبيد بن جريج ، قال : «حججت مع» .
أخرجه أحمد (2/114) (5950) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا عبد الله. وأبو داود (4210) قال : حدثنا عبد الرحيم بن مطرف أبو سفيان ، قال : حدثنا عمرو بن محمد ، قال : حدثنا ابن أبي روّاد. والنسائي (8/186) قال : أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم ، قال : أنبأنا عمرو بن محمد ، قال : أنبأنا ابن أبي رواد.
كلاهما - عبد الله بن عمر العمري ، وعبد العزيز بن أبي رواد - عن نافع فذكره.
* أخرجه أحمد (2/60) (5251) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا العمري ، عن سعيد المقبري ونافع ، أن ابن عمر كان يلبس السبتية ، ويتوضأ فيها ، وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله.

8282 - (خ ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إنَّ نَعْلَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لهما قِبَالانِ» .
وفي رواية : قال عيسى بن طهمان : «أخرجَ لنا أنس نَعْلَينِ جردَاويْنِ لهما قِبالانِ ، فحدَّثني ثابت البُنَانيُّ بعْدُ عن أنس أنهما نعلا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري وأبو داود ، وأخرج الترمذي والنسائي الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِبالان) قِبال النعل : زِمامها ، وهو السير الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها . (جرداوان) نعلان جرداوان : لا شعر عليهما .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 263 في اللباس ، باب قبالان في نعل ومن رأى قبالاً واحداً واسعاً ، وأبو داود رقم (4134) في اللباس ، باب الانتعال ، والترمذي رقم (1773) و (1774) في اللباس ، باب ما جاء في نعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 8 / 217 في الزينة ، باب صفة نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه البخاري (4/101) قال : حدثني عبد الله بن محمد. والترمذي في الشمائل (77) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، ويعقوب بن إبراهيم.
ثلاثتهم - عبد الله ، وابن منيع ، ويعقوب - عن محمد بن عبد الله الأسدي ، أبي أحمد الزبيري.
2- وأخرجه البخاري (7/199) قال : حدثني محمد بن مقاتل ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - الزبيري ، وابن المبارك - عن عيسى بن طهمان ، فذكره.
وعن قتادة ، قال : حدثنا أنس. «أن نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لها قبلان» .
1- أخرجه أحمد (3/122 و 203) وعبد بن حميد (1177) ، وابن ماجة (3615) قال : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أحمد ، وعبد ، وأبو بكر - عن يزيد بن هارون.
2- وأخرجه أحمد (3/245) قال : حدثنا عفان.
3- وأخرجه أحمد (3/269) قال : حدثنا عفان ، وبهز.
4- وأخرجه البخاري (7/199) قال : حدثنا حجاج بن منهال.
5- وأخرجه أبو داود (4134) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
6- وأخرجه الترمذي (1772) وفي الشمائل (75) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو داود.
7- وأخرجه الترمذي (1773) قال : حدثنا إسحاق بن منصور. والنسائي (8/217) قال : أخبرنا محمد بن معمر.
كلاهما - إسحاق ، وابن معمر - عن حبان بن هلال.
سبعتهم - يزيد ، وعفان ، وبهز ، وحجاج ، ومسلم ، وأبو داود ،وحبان - عن همام بن يحيى ، عن قتادة، فذكره.

8283 - (د) [عبد الله بن عبيد الله] بن أبي مليكة قال : قيل لعائشة - رضي الله عنها- : «هل تلبس المرأة النعل ؟ فقالت : قد لَعنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[656]- الرَّجُلَةَ مِنَ النساء» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّجُلة) الرَّجُلة من النساء : التي تتشبَّه بالرجال في هيئاتهم وأخلاقهم وأفعالهم وأقوالهم .
__________
(1) رقم (4099) في اللباس ، باب لباس النساء ، ورجاله ثقات ، إلا أن فيه عنعنة ابن جريج ، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده ، فهو به حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (272) وأبو داود (4099) قال : حدثنا محمد بن سليمان لوين ، وبعضه قراءة عليه.
كلاهما - الحميدي ، ومحمد بن سليمان لوين - عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.

8284 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «لَعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الرجلَ الذي يلبَسُ لِبْسةَ المرأة ، والمرأةَ تلبَسُ لِبْسَةَ الرجل» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4098) في اللباس ، باب لباس النساء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/325) قال : حدثنا أبو عامر وأبو سلمة. وأبو داود (4098) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا أبو عامر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12670) عن عباس بن عبد العظيم العنبري ، عن خالد بن مخلد.
ثلاثتهم - أبو عامر العقدي ، وأبو سلمة ، وخالد بن مخلد - عن سليمان بن بلال ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه. فذكره.

[النوع] التاسع : في ترك الزينة
8285 - (ت) معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ تَرَكَ اللبَاسَ تواضُعاً لله وهو يقدر عليه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يُخيِّرَهُ مِنْ أيِّ حُلَلِ الإيمانِ شاء يَلْبَسُها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2483) في صفة القيامة ، باب رقم (40) ، و قال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/438) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا زبان. وفي (3/439) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن ، قال : حدثنا سعيد ، قال : حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون. والترمذي (2481) قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون.
كلاهما - زبان ، وأبو مرحوم - عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، فذكره.

8286 - (ت) ميمونة بنت سعد وكانت خادماً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنها سمعتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَثَلُ الرَّافِلَةِ في الزِّينة في غير أهلها ، كمثل ظُلْمةِ يوم القيامة لا نورَ لها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّافلة) رَفَلَ فلان يَرْفُلُ في ثوبِه : إذا أطاله ، وجرَّه على الأرض .
__________
(1) رقم (1167) في الرضاع ، باب رقم (13) ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : وقد رواه عن موسى بن عبيدة ولم يرفعه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1167) قال : حدثنا علي بن خشرم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، فذكره.
* قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة ، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه ، وهو صدوق.

8287 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يرفعه قال : «مَنْ لَبِسَ ثوبَ شُهْرَة ألبَسه الله إياه يوم القيامة ، ثم أُلهبَ (1) فيه النار ، ومن تشبَّهَ بقوْم فَهُوَ منهم» .
وفي أخرى : «منْ لَبِسَ ثوب شُهْرَة ألْبَسُه الله يوم القيامة ثوباً مثله» وفي رواية : «ثوبَ مذلَّة» (2) .
وأخرج في حديث آخر قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «من تشبَّهَ بقوم فهو منهم» أخرج الأولى رزين ، والثانية أخرجها أبو داود (3) .
-[658]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثوبَ شُهرة) ثوب الشهرة : هو الذي إذا لبسه الإنسان افتضح به ، واشتهر بين الناس ، والمراد به : ما ليس من لباس الرجال ، ولا يجوز لهم لبسه شرعاً ولا عُرفاً .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : ثم تلهب .
(2) الرواية الأولى والثانية رواهما أبو داود ، الأولى رقم (4029) و (4030) في اللباس ، باب في لبس الشهرة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (5664) و (6245) ، وابن ماجة رقم (3606) في اللباس ، باب من لبس شهرة من الثياب ، وإسناده حسن ، حسنه المنذري وغيره ، ولأوله شاهد عند ابن ماجة من حديث أبي ذر رقم (3607) .
(3) رواه أبو داود رقم (4031) ، وإسناده حسن ، وهو جزء من حديث طويل رواه أحمد في " المسند " رقم (5114) و (5115) و (5667) ، وله شاهد مرسل بإسناد حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/92) (5664) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا شريك. وفي (2/139) (6245) قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا شريك. وأبو داود (4029) قال : حدثنا محمد - يعني ابن عيسى - عن شريك. وابن ماجة (3606) قال : حدثنا محمد بن عبادة ومحمد بن عبد الملك ، الواسطيان، قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا شريك. وفي (3607) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، قال : حدثنا أبو عوانة. والنسائي في الكبرى (الورقة 128-أ) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا شريك.
كلاهما - شريك ، وأبو عوانة - عن عثمان بن أبي زرعة ، عن مهاجر الشامي ، فذكره.

[النوع] العاشر : في التَّزَيُّن
8288 - (س) أبو الأحوص عن أبيه - رضي الله عنه - قال : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليَّ ثوبٌ دُون ، فقال لي : ألكَ مال ؟ قلتُ نعم ، قال : من أيِّ المال ؟ قلتُ : من كلِّ المال قد أعطاني الله : من الإبل والبقر والغنم ، والخيل ، والرقيق ، قال : فإذا آتاك الله مالاً فلْيُرَ أثَرُ نِعْمَةِ الله عليك وكرامتِه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 196 في الزينة ، باب ذكر ما يستحب من لبس الثياب وما يكره منها ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 473 ، وإسناده صحيح ، واللفظ لأحمد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/473) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (3/473) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.وفي (3/473) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا أبي ، وإسرائيل.وفي (3/473) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/137) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله. وفي (4/137) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك. وفي (4/137) قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (4063) قال : حدثنا النفيلي ، قال :حدثنا زهير. والترمذي (2006) قال : حدثنا بندار ، وأحمد بن منيع ، ومحمود بن غيلان ، قالوا : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان. والنسائي (8/180) قال : أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. وفي (8/181) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زهير. وفي (8/196) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
تسعتهم - معمر ، وشعبة ، والجراح بن مليح والد وكيع ، وإسرائيل ، وشريك ، وسفيان ، وزهير ، وأبو بكر بن عياش ، وإسماعيل بن أبي خالد - عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، فذكره.

8289 - (ت) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الله يُحِبُّ أن يُرَى أثرُه نعمته على عبده» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2820) في الأدب ، باب ما جاء أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2819) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا همام عن قتادة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جدة، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن.

8290 - (ط) محمد بن سيرين - رحمه الله - قال : قال عمر بن الخطاب : «إذا وَسّعَ الله عليكم فوَسِّعُوا على أنفسكم ، جَمَع رجل عليه ثيابَه» . -[659]- أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 911 في اللباس ، باب ما جاء في لبس الثياب للجمال بها ، من حديث مالك عن أيوب بن أبي تميمة عن ابن سيرين قال : قال عمر بن الخطاب ، وإسناده منقطع ، وقد وصله البخاري 1 / 401 في الصلاة ، باب الصلاة في القميص والسراويل من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ... فذكره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1755) مع شرح الزرقاني ،عن أيوب بن أبي تميمة ، عن ابن سيرين ، فذكره.

8291 - (د) محمد بن يحيى بن حبان - رحمه الله - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما على أحدكم إن وَجد - أو ما على أحدكم إن وجدتم - أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثَوبَيْ مَهْنتِهِ» .
وفي رواية عنه عن ابن سلام : «أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك على المنبر» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مهْنته) المَهْنَة [بفتح الميم وكسرها] : الخدمة ، ومعاناة الأشغال ، والماهن : الخادم .
__________
(1) رقم (1078) في الصلاة ، باب اللبس للجمعة ، ورواه أيضاً بنحوه ابن ماجة رقم (1095) في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1078) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو ، أن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثه ، أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه ، فذكره.
* قال عمرو : وأخبرني ابن أبي حبيب ، عن موسى بن سعد ، عن ابن حبان ، عن ابن سلام ، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك على المنبر.
* قال أبو داود : ورواه وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن موسى بن سعد ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية يوسف بن عبد الله بن سلام.
أخرجه عبد بن حميد (499) . وابن ماجة (1095) . كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، وفي رواية ابن ماجة ، قال أبو بكر : حدثنا شيخ لنا ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (1078) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، وابن ماجة (1095) قال : حدثنا حرملة بن يحيى.
كلاهما - أحمد ، وحرملة - عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن موسى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عبد الله بن سلام ، فذكره. ليس فيه يوسف.
* وأخرجه أبو داود (1078) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو، أن يحيى بن سعيد الأنصاري ، حدثه أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فذكره ليس فيه يوسف ولا عبد الله بن سلام.
* في رواية أحمد بن صالح : موسى بن سعد.

8292 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثوبانِ قِطْرِيَّانِ ، فكان إذا قَعدَ فعرِقَ ثقُلا عليه ، فَقَدِمِ بَزٌّ من الشام لفلان اليهوديِّ ، فقلت له : يا رسول الله ، لو بعثتَ فاشتريْتَ منه ثوبين إلى الميْسَرَةِ ، فأرسل إليه ، فقال اليهوديُّ : قد علمتُ ما أراد ، إنما أراد أن يذهبَ بمالي ، أو بدراهمي ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كذبَ عدْو الله ، قد عَلَمِ أنِّيَ مِن أتقاهم وآداهم للأمانة» . -[660]- أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1213) في البيوع ، باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل ، والنسائي 7 / 294 في البيوع ، باب البيع إلى أجل معلوم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/147) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والترمذي (1213) قال : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : أخبرنا يزيد بن زريع. والنسائي (7/294) قال : أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا يزيد بن زريع.
كلاهما - شعبة ، ويزيد بن زريع - عن عمارة بن أبي حفصة قال : أنبأنا عكرمة ، فذكره.

8293 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزْوَةِ بني أنْمار ، قال : فبينما أنا تحت شجرة ، إذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، هلُمَّ إلى الظِّلِّ ، فأتى وسلّم ونزل ، فالتَمَسْتُ شيئاً ، فوجدتُ في غِرارةٍ جِرْوَ قِثَّاء ، فقرَّبتُه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : مِن أيْن لكم هذا ؟ قلت : خرجنا به من المدينة ، قال جابر : وعندنا صاحب لَنا يخْرُجُ يرْعَى ظَهْراً لنا ، وعليه بُرْدانِ قد أخْلَقا ، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أما له ثوبان غير هذين ؟ قلت : بلى ، له ثوبان في العَيْبَةِ كسَوتُهُ إياهما ، قال : فادُعهُ فليلْبَسْهُما ، [قال] : فلمَّا ولَّى ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : مالَهُ ؟ ضربَ الله عنُقَهُ ، أليْس هذا خيراً ؟ فسمعه الرجل ، فقال : في سبيل الله يا رسول الله ، فقال رسول الله : في سبيل الله ، فَقُتِلَ الرجل في سبيل الله» أخرجه الموطأ .
والذي جاء في رواية يحيى بن يحيى (1) قال : «خرجنا مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- في غزوَةِ بني أنمار ، قال جابر : فبينا أنا نازل تحت شجرة ، إذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فقلتُ : يا رسولَ الله ، هلُمَّ إلى الظل ، قال : فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[661]- فقُمْتُ إلى غِرارةٍ لنا ، فالتمست فيها ، فوجدتُ جِرْوَ قِثَّاء ، فكسرته ، ثم قرَّبته إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : من أين لكم هذا ؟ فقلت : يا رسولَ الله خرجنا به من المدينة ، قال جابر : وعندنا صاحب لنا نجهِّزه يذهب يرعى ظَهرنا ، قال : فجَهَّزْتُه ، ثم أدبر يذهب في الظَّهر وعليه بُرْدان له قد خَلَقَا ، قال : فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أما له ثوبان غير هذين ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، له ثوبان في العَيْبَةِ ، كَسوته إياهما ، قال : فادْعُهُ ، فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسهُما ، قال : فدعوته ، فلبسهما ، ثم ولَّى يذهب ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما له ؟ ضرَبَ الله عُنُقَهُ ، أليس هذا خيراً [له] ؟ قال : فسمعه الرجل فقال : يا رسول الله في سبيل الله ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : في سبيل الله ، قال : فَقتِلَ الرجلُ في سبيل الله» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جِرْوَ قثاء) جرو القثاء : صِغاره .
__________
(1) هو الليثي أحد رواة الموطأ .
(2) رواه مالك في الموطأ 2 / 910 و 911 في اللباس ، باب ما جاء في لبس الثياب للجمال من حديث زيد بن أسلم عن جابر ، وإسناده منقطع ، لأن رواية زيد عن جابر مرسلة ، وقد وصله الحاكم 4 / 183 من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن جابر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (568) عن زيد بن أسلم ، فذكره.

8294 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن هاتين اللِّبْستين : المرتفعة ، والدُّونِ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

الفصل الثاني : في أنواع اللباس ، وفيه خمسة أنواع
[النوع] الأول : في القميص والسَّراويل
8295 - (د ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : «كان أحبَّ الثياب إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- القميصُ» .
وفي أخرى : «لم يكن ثوب أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من القميص» أخرجه أبو داود ، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4025) في اللباس ، باب ما جاء في القميص ، والترمذي رقم (1762) و (1763) و (1764) في اللباس ، باب ما جاء في القمص ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/317) وأبو داود (4026) قال : حدثنا زياد بن أيوب. وابن ماجة (3575) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. والترمذي (1763) قال : حدثنا زياد بن أيوب البغدادي.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وزياد بن أيوب ، ويعقوب بن إبراهيم - عن أبي تميلة يحيى بن واضح ، عن عبد المؤمن بن خالد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أمه ، فذكرته.
* وأخرجه عبد بن حميد (1540) قال : أخبرنا زيد بن الحباب العكلي. وأبو داود (4025) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : حدثنا الفضل بن موسى. والترمذي (1762) قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي. قال : حدثنا أبو تميلة والفضل بن موسى وزيد بن حباب. وفي (1764) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا الفضل بن موسى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13/18169) عن علي بن حجر ، عن الفضل بن موسى.
ثلاثتهم - زيد بن الحباب ، والفضل بن موسى ، وأبو تميلة- عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أم سلمة فذكره ليس فيه عن أمه.

8296 - (ت د س) سويد بن قيس - رضي الله عنه - قال : «جَلَبْتُ أنا ومَخْرَمَةُ (1) العبديُّ بَزَّاً مِن هَجَر ، فأتينا به مكة ، فجاءنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فساوَمَنا سَرَاويلَ فبِعْنا منه ، فوزن ثمنه ، وقال للذي يزِنُ : زِنْ ، وأرْجِح» .
وفي رواية : «ولنا رجل يَزِنُ بالأجر ، فقال له : زِنْ ، وأَرْجِح» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (2) .
__________
(1) وفي نسخ أبي داود والترمذي والنسائي المطبوعة : مخرفة ، بالفاء ، وهو أصوب .
(2) رواه أبو داود رقم (3336) في البيوع ، باب الرجحان في الوزن والوزن بالأجر ، والترمذي رقم (1305) في البيوع ، باب ما جاء في الرجحان في الوزن ، والنسائي 7 / 284 في البيوع ، باب الرجحان في الوزن من حديث سفيان عن سماك بن حرب قال : حدثني سويد بن قيس ... الحديث ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/352) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (2588) قال : أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو داود (3336) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (2220) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد ، ومحمد بن إسماعيل ، قالوا : حدثنا وكيع. وفي (3579) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، وعبد الرحمن. والترمذي (1305) قال : حدثنا هناد ، ومحمود بن غيلان ، قالا : حدثنا وكيع ، والنسائي (7/284) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
خمستهم - وكيع. ومحمد بن يوسف ، ومعاذ بن معاذ ، ويحيى ، وعبد الرحمن - عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، فذكره.

8297 - (د س) أبو صفوان بن عميرة - رضي الله عنه - قال : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[بمكَة] ، قبل أن يُهاجر...» بهذا الحديث ولم يذكر «يَزِنُ بأجر» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3337) في البيوع ، باب في الرجحان في الوزن ، والنسائي 7 / 284 في البيوع ، باب الرجحان في الوزن من حديث شعبة عن سماك بن حرب عن أبي صفوان ، قال أبو داود : والقول قول سفيان ، وقال النسائي : حديث سفيان أشبه بالصواب - يعني - الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/352) قال : حدثنا حجاج. وأخرجه أحمد أيضا قال : حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (3337) قال : حدثنا حفص بن عمر ، ومسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (2221) قال : حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن الوليد ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/284) وفي الكبرى (الورقة 129) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ، عن محمد. وفي الكبرى (الورقة 129) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني سهل بن حماد أبو عتاب الدلال.
سبعتهم - حجاج ، ويزيد ، وحفص ، ومسلم ، وابن جعفر ، وأبو داود الطيالسي ، وسهل - عن شعبة ، عن سماك بن حرب ، فذكره.

[النوع] الثاني : في القَبَاء
8298 - (خ م ت د س) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال : «قَسَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أقبِيَة ، فلم يُعْطِ مَخْرَمةَ منها شيئاً ، فقال مخرمةُ : يا بُنيَّ انطلِقْ بنا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فانطلقتُ معه ، فقال : ادخل ، فادْعُهُ لي ، قال : فدعوته له ، فخرج وعليه قَبَاء منها ، فقال: خبأنا هذا لك ، قال : فنظر إليه ، فقال : رَضي مَخرمةُ» .
وفي رواية : قال : «قدِمتْ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أقبية ، فقال أبي مخرمةُ : انطلقْ بنا إليه ، عَسى أن يعطينا منها شيئاً ، فقام أبي على الباب ، فتكلم فَعَرَف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صوته ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم- ومعه قَبَاء ، وهو يريه محاسِنه ، ويقول : خبَأْت هذا لك ، [خبأتُ هذا لك]» .
وفي رواية قال : «يا بُنيَّ ، ادعُ لي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأعظمت ذلك ، وقلت : أدعو لك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : يا بُنيَّ ، إنه ليس بجبَّار ، فدعوتُه ، -[664]- فخرج وعليه قَبَاءٌ من ديباج مزرّر بالذهب ، فقال : يا مخرمةَ ، هذا خَبَأْناه لك» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي الرواية الأولى (1) ، والثالثة ذكرها رزين (2) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 159 في الجهاد ، باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه ، وفي اللباس ، باب القباء وفروج حرير وهو القباء ، ومسلم رقم (1058) في الزكاة باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة ، وأبو داود رقم (4028) في اللباس ، باب ما جاء في الأقبية ، والترمذي رقم (2819) في الأدب ، باب رقم (53) ، والنسائي 8 / 205 في الزينة ، باب لبس الأقبية .
(2) رواها البخاري تعليقاً 10 / 265 في اللباس ، باب المزرر بالذهب ، وقال الحافظ في " الفتح " : وصله أحمد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/328) قال : حدثنا هاشم. والبخاري (3/209و7/186) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (3/103) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (4028) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب. والترمذي (2818) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (8/205) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم - هاشم ، وقتيبة ، ويزيد بن خالد - عن الليث بن سعد.
2- وأخرجه البخاري (3/226) . ومسلم (3/104) كلاهما عن أبي خطاب زياد بن يحيى الحساني ، قال: حدثنا حاتم بن وردان ، قال : حدثنا أيوب السختياني.
كلاهما - الليث ، وأيوب - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، فذكره.
* أخرجه البخاري (4/105 و8/38) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (8/38) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا ابن علية.
كلاهما - حماد بن زيد ، وابن علية - عن أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا.

8299 - (خ) ابن أبي مليكة قال : «أُهدِيَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أقْبيَة من ديباج مَزَرَّرَة بذهب ، فقسمها في أصحابه ، وعزل منها واحدةً لِمخْرَمَةَ ، قال : خبأت هذا لك ، فجاءه فخرج إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابِسه يُرِيه محاسنَهُ وكان في خُلُقه شيء» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه البخاري 10 / 438 في الأدب ، باب المداراة مع الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (6132) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب : قال : أخبرنا ابن علية، قال : أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة.فذكره. ورواه حماد بن زيد عن أيوب. وقال :حاتم بن وردان : حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور ، فذكره.

[النوع] الثالث : في الحبرة
8300 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : -[665]- «كان أحبَّ ما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يلبَسه الحِبَرَةُ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود : قال قتادة : قلنا لأنس : أيُّ اللباس كان أحبَّ - أو أعجبَ - إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الحِبَرَةُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحِبَرَة) : واحدة الحِبَر ، وهي البرود الموشَّاة المنقوشة .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 234 في اللباس ، باب البرود والحبر والشملة ، ومسلم رقم (2079) في اللباس ، باب فضل لباس ثياب الحبرة ، وأبو داود رقم (4060) في اللباس ، باب في لبس الحبرة ، والترمذي رقم (1788) في اللباس ، باب رقم (45) ، والنسائي 8 / 293 في الزينة ، باب لبس الحبرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/134) قال : حدثنا بهز ، وعفان. وفي (3/251) قال : حدثنا عفان. وفي (3/184) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (7/189) قال : حدثنا عمرو بن عاصم. ومسلم (6/144) وأبو داود (4060) قالا : حدثنا هداب بن خالد.
خمستهم - بهز ، وعفان ، ووكيع ، وعمرو ، وهداب - عن همام بن يحيى.
2- وأخرجه أحمد (3/291) قال : حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري (7/189) قال : حدثني عبد الله بن أبي الأسود. ومسلم (6/144) قال : حدثنا محمد بن المثنى. والترمذي (1787) وفي الشمائل (62) قال : حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (8/203) قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد.
خمستهم - علي ، وابن أبي الأسود ، وابن المثنى ، وابن بشار ، وعبد الله بن سعيد - عن معاذ بن هشام الدستوائي ، قال : حدثني أبي.
كلاهما - همام ، وهشام - عن قتادة ، فذكره.

8301 - (د) أبو زميل [سماك بن الوليد اليماني] قال : حدَّثني ابن عباس - رضي الله عنه - قال : «لمّا خرجتِ الحروريَّةُ أتيتُ عَلِياً ، فقال : ائتِ هؤلاء القومِ ، فَلَبِستُ أحسنَ ما يكون من حُلَلِ اليمن ، [قال أبو زميل] : وكان ابنُ عباس رُجلاً جميلاً جهيراً ، قال ابن عباس : فلقيتُهم ، فقالوا : مرحباً بكَ يا أبا عباس ، ما هذه الحُلَّة ؟ قلتُ : ما تعيبون عليَّ ؟ لقد رأيتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أحسنَ ما يكون من الحُلَل» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جهيراً) رجل جَهير : إذا كان عالي الصوت ، ورجل جَهير : إذا كان -[666]- ذا هيئة ومنظر جميل ، ورُواء في العين والنفس ، والمراد في الحديث : الثاني ، يجوز أن يكون أراد الأول.
__________
(1) رقم (4037) في اللباس ، باب لباس الغليظ ، وإسناده حسن ، ورواه الحاكم 4 / 182 وصححه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4037) قال : حدثنا إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي ، قال : حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدثنا أبو زميل ، فذكره.

[النوع] الرابع : في الدِّرْع
8302 - (خ) عبد الواحد بن أيمن - عن أبيه - رضي الله عنه - قال : «دخلْتُ على عائشةَ وعليها دِرْع قِطْرِي ، ثَمَنُ خمسة دراهم ، فقالت : ارفع بصرك إلى جاريتي أنظر إليها ، فإنها تُزْهَى أن تلبْسَهُ في البيت ، وقد كان لي منها دِرْع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فما كانت امرأة تُقيِّنُ بالمدينة إلا أتت إليّ تستعيره» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِطريٌّ) البرود القطرية : نوع من البرود ، وقال الأزهري : قال شمر : هي خُمُر لها أعلام فيها بعض الخشونة ، قال : وقال غيره : هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين ، وقال الأزهري : في البحرين قرية تسمى : قَطَراً ، قال : وأحسب أن الثياب القطرية نسبت إليها ، فقالوا : قِطري ، فكسروا القاف وخفَّفوا .
(تُزَهى) زُهيَ الرجل : فهو مزهوٌّ : إذا تكبَّر ، وللعرب كلمات -[667]- لا ينطقون بها إلا على سبيل المفعول به ، وإن كان بمعنى الفاعل ، مثل قولهم : زُهِي الرجل ، وعُني بالأمر ، ونُتِجت الناقةُ ، وقد جاء فيه لغة أخرى حكاها ابن دريد : زها يزهو زَهْواً : إذا تكبَّر .
(تُقيَّن) : تُزيَّن ، والمراد به : تزينها لزفافها ، ومنه القينة : الماشطة .
__________
(1) 5 / 178 في الهبة ، باب الاستعارة للعروس عند البناء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2628) قال : حدثنا أبو النعيم ،حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : حدثني أبي. فذكره.

[النوع] الخامس : في الجُبَّة
8303 - (ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : «وضأتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليه جُبَّة من صُوف شامية ضيقةُ الكُمَّيْنِ» .
وفي رواية : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لبسُ جُبَّة رُوميَّة ضيِّقةَ الكمَّين» (1) .
وفي أخرى قال : «أهدى دِحْيةُ الكلبي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خُفَّين ، فلبسهما - زاد في رواية : وجبة ، فلبسهما حتى تخرَّقا - لا يدري رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أذَكيٌّ هُما ، أم لا ؟» أخرجه الترمذي (2) إلا الأولى ، فإن رزيناً ذكرها ، وهذا طرف من حديث طويل يتضمَّن المسح على الخفين ، وهو مذكور في «كتاب الطهارة» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أذَكيٌّ) الذَّكيُّ : الذبيح ، والتذكية : الذبح .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1768) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الجبة والخفين ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(2) رقم (1769) ، وقال : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال .
(3) تقدم برقم (5269) ج 7 / ص 228 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1769) وفي الشمائل (74) قال : حدثنا قتيبة ، قال: حدثنا ابن أبي زائدة ، عن الحسن بن عياش ، عن أبي إسحاق - هو الشيباني - عن الشعبي ، فذكره.

الفصل الثالث : في ألوان الثياب
الأبيض
8304 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «البَسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفِّنوا فيها موتاكم» أخرجه الترمذي .
وزاد أبو داود : «وإنَّ خير أكحالكم الإثمد ، يجلو البصر ، ويُنْبِتُ الشَّعْر» .
وقد أخرج الترمذي أيضاً هذه الزيادة مفردة (1) ، وهي مذكورة في «كتاب الطب» من حرف الطاء .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (994) في الجنائز ، باب ما يستحب من الأكفان ، وأبو داود رقم (3878) في الطب ، باب الأمر بالكحل ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (1439) موارد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (520) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/231) (2047) قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا سفيان الثوري.
وفي (1/247) (2219) قال : حدثنا علي. وفي (1/274) و (2479) قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان الثوري. وفي (1/328) (3036) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب. وفي (1/355) (3342) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا المسعودي. وفي (1/363) (3426) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا زهير. (ح) وعبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وأبو داود (3878) (4061) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (1472) (3566) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : أنبأنا عبد الله بن رجاء المكي. وفي (3497) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان الثوري. والترمذي (994) ، وفي الشمائل (52و67) قال : حدثنا قتيبة ابن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي (8/149) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا داود. وهو ابن عبد الرحمن العطار.
تسعتهم - سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وعلي بن عاصم ، ووهيب ، والمسعودي ، وزهير ، وعبد الله بن رجاء ، وبشر بن المفضل ، وداود العطار - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.
* الروايات جاءت مطولة ومختصرة.

8305 - (ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «البَسوا من ثيابكم البياض ، فإنها أطهرُ وأطيبُ ، وكفِّنوا فيها موتاكم» أخرجه الترمذي والنسائي .
وللنسائي في أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «عليكم بالبياض من الثياب ، فليلبَسْها أحياؤكم وكفِّنوا فيها موتاكم ، فإنَّها من خيرِ ثيابكم» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2811) في الأدب ، باب ما جاء في لبس البياض ، والنسائي 8 / 205 في الزينة ، باب الأمر بلبس البيض من الثياب ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه الحاكم 4 / 185 وصححه ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/20) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. (ح) وروح ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (4/34 و 8/205) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : سمعت سعيد بن أبي عروبة.
كلاهما - معمر ، وسعيد بن أبي عروبة - عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، فذكره.
* قال يحيى : لم أكتبه قلت -القائل عمرو بن علي- : لم ؟ قال : استغنيت بحديث ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة.
* أخرجه أحمد (5/10) قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن خالد الحذاء. وفي (5/12) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب. وفي (5/21) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا أيوب. (ح) قال أحمد : وذكر - يعني عفان- عن وهيب ، عن أيوب. والنسائي (8/205) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حماد ، عن أيوب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (4626) عن علي بن حجر ، عن إسماعيل بن علية ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، عن أيوب.
كلاهما - خالد الحذاء ، وأيوب - عن أبي قلابة ، عن سمرة ، فذكره. ليس فيه أبو المهلب.

8306 - (ط) مالك بن أنس بلغه أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : «إني لأُحِبُّ أن أنظُرَ إلى القارئ أَبيضَ الثياب» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 911 بلاغاً في اللباس ، باب ما جاء في لبس الثياب للجمال بها ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1754) بلاغا ، فذكره.

الأحمر
8307 - (د) هلال بن عامر - عن أبيه - رضي الله عنهما - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بمنى يخطبُ على بَغْلَة وعليه بُرْد أحمرُ ، وعليّ - رضي الله عنه- أمامَهُ يُعَبِّر عنه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4073) في اللباس ، باب في الرخصة في الحمرة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/477) وأبو داود (4073) قال : حدثنا مسدد.
كلاهما - أحمد ، ومسدد - قالا : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا هلال بن عامر المزني ، فذكره.
أخرجه أحمد (3/477) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا شيخ من بني فزارة ، عن هلال بن عامر المزني ، عن أبيه ، فذكره.

8308 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلةٍ إضحيان ، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وإلى القمر ، وعليه حُلَّةٌ حمراءُ ، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إضحيان) يقال : ليلةٌ إضحيان ، وإضحيانة ، أي : مضيئة مقمرة .
__________
(1) رقم (2812) في الأدب ، باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال ، ورواه الحاكم 1 / 187 وصححه ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (58) قال : حدثنا محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد. والترمذي (2811) وفي الشمائل (10) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2208) .
كلاهما - الترمذي ، والنسائي - عن هناد بن السري ، قال : حدثنا عبثر بن القاسم.
كلاهما - عبد الرحمن ، وعبثر - عن أشعث بن سوار ، عن أبي إسحاق ، فذكره.

8309 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرْبوعاً ، وقد رأيتُه في حُلَّة حمراءَ ، ما رأيتُ شيئاً قطُّ أحسنَ منه» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 258 في اللباس ، باب الثوب الأحمر ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي -[670]- صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2337) في الفضائل ، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (4072) في اللباس ، باب في الرخصة في الحمرة ، والترمذي رقم (1724) في اللباس ، باب ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر للرجال ، والنسائي 8 / 203 في الزينة ، باب لبس الحلل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/281) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/228) قال : حدثنا حفص بن عمر. وفي (7/197) قال : حدثنا أبو الوليد. ومسلم (7/83) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4072 و 4184) قال : حدثنا حفص بن عمر. والترمذي في الشمائل (3) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (26) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو قطن. والنسائي (8/183) قال : أخبرنا علي بن الحسين ، عن أمية ابن خالد. وفي (8/203) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم.
ستتهم - ابن جعفر ، وحفص ، وأبو الوليد ، وأبو قطن ، وأمية ، وهشيم - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (4/290و 300) ومسلم (7/83) قال : حدثنا عمرو الناقد ، وأبو كريب. وأبو داود (4183) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ومحمد بن سليمان الأنباري. والترمذي (1724و3635) وفي الشمائل (4) قال : حدثنا محمود بن غيلان. والنسائي (8/183) قال : أخبرنا حاجب بن سليمان.
سبعتهم - أحمد ، وعمرو ، وأبو كريب ، وابن مسلمة ، والأنباري ، ومحمود ، وحاجب - عن وكيع ، قال : حدثنا سفيان الثوري.
3- وأخرجه أحمد (4/295) قال : حدثنا أسود بن عامر ، ويحيى بن أبي بكير. والبخاري (7/207) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. والترمذي في الشمائل (64) قال : حدثنا علي بن خشرم ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. والنسائي (8/133) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار ، قال : حدثنا المعافى.
خمستهم - أسود ، ويحيى ، ومالك بن إسماعيل ، وعيسى ، ومعافى - عن إسرائيل.
4- وأخرجه أحمد (4/303) قال : حدثنا يعلى ، قال : حدثنا الأجلح.
5- وأخرجه ابن ماجة (3599) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن شريك القاضي.
6- وأخرجه النسائي (8/133) قال : أخبرنا عبد الحميد بن محمد ، قال : حدثنا مخلد ، قال : حدثنا يونس.
ستتهم - شعبة ، وسفيان ، وإسرائيل ، وأجلح ، وشريك ، ويونس بن أبي إسحاق - عن أبي إسحاق ، فذكره.

8310 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] «أنَّ ابن عمر كان يلبس الثوب المصبوغ بالمِشْق ، والمصبوغَ بالزعفران» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالمشق) المِشق : بكسر الميم : المغرة .
__________
(1) 2 /911 في اللباس ، باب ما جاء في لبس الثياب المصبغة والذهب ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1756) عن نافع ، فذكره.

8311 - () الحارث بن حسان - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عاصباً رأسه بخرقةٍ حمراءَ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجه رزين.

8312 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «مرَّ رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4069) في اللباس ، باب في الحمرة ، والترمذي رقم (2808) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجال ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب ، ورواه الحاكم 4 / 190 وصححه ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4069) قال : حدثنا محمد بن حزابة. والترمذي (2807) قال : حدثنا عباس ابن محمد البغدادي.
كلاهما - محمد بن حزابة ، وعباس بن محمد الدوري البغدادي - عن إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، فذكره.

8313 - (د) [حريث بن الأبج السليحي أن] امرأة من بني أسد قالت : «كنتُ يوماً عند زينب امرأةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ونحن نصْبُغُ ثياباً لها بمُغْرة ، فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما رأى المغرة رجع ، فلما رأتْ زينبُ ذلك علمتْ أنَّ -[671]- رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلتْ ، فأخذتْ فغسلت ثيابها ، ووارَتْ كل حمْرة ، ثم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع فاطَّلَع ، فلما لم ير شيئاً دخل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4071) في اللباس ، باب في الحمرة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4071) قال : حدثنا ابن عوف الطائي، قال:حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أبي ، قال ابن عوف الطائي : وقرأت في أصل إسماعيل، قال :حدثني ضمضم- يعني ابن زرعة - عن شريح بن عبيد ،عن حبيب بن عبيد، عن حريث بن الأبج السليحي، أن أمرأة من بني أسد..فذكرته.

8314 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا أرْكَبُ على الأُرْجُوان ، ولا ألبَسُ المعصفر ، ولا القميص المكفوف بالحرير ، ألا وطيبُ الرجال : ريحٌ لا لون له ، وطِيبُ النساء لونٌ لا ريح له» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4048) في اللباس ، باب من كره لبس الحرير ، ورواه بمعناه الترمذي رقم (2789) في الأدب ، باب ما جاء في طيب الرجال والنساء ، وهو حديث حسن بشواهده ، ولذلك قال الترمذي : حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/442) قال : حدثنا روح وأبو داود (4048) قال : حدثنا محمد بن خالد ، قال: حدثنا روح. والترمذي (2788) قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو بكر الحنفي.
كلاهما - روح ، وأبو بكر الحنفي - عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة عن الحسن.فذكره.

الأصفر
8315 - (ت) قبلة بنت مخرمة [العنبرية - رضي الله عنها -] قالت : «قَدِمْنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكرتِ الحديث بطوله ، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس ، فقال : السلام عليكَ يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ورحمة الله ، وعليه - تعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أسمال مُلَيَّتَيْنِ كانتا بزعفران ، وقد نفضَتا ، ومعه عَسِيبُ نخلة» .
أخرجه الترمذي هكذا قال : «فذكرت الحديث بطوله» ، ولم يذكر لفظه (1) .
-[672]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسمال) الأسمال : جمع سَمَل : وهو الثوب الخلق .
(مُلَيَّتَيْنِ) [تصغير ملاءة مثناة ، و] الملاءة بالمدّ والضم : الرَّيْطة ، والجمع المُلاء ، والريطة : القطعة الواحدة إذا لم تكن لَفْقَين .
(عسيب) العَسيب : من سَعَف النخل ، فويق الكَرَب مما لم ينبت عليه الخُوص ، وما نبت عليه الخوص فهو السَّعَف .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2815) في الأدب ، باب ما جاء في الثوب الأصفر ، وهو حديث حسن بشواهده ، حسنه المنذري وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2814) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان ، قال : حدثنا عبد الله بن حسان ، أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة ، فذكرتاه.
وقال : حديث قبلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان.

8316 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «كان يَصْبُغُ ثيابه بالزعفران ، فقيل له ، فقال : كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصْبُغُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 150 في الزينة ، باب الزعفران ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/97) (5717) و (2/126) (6096) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى، قال : حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم. وعبد بن حميد (840) قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال. وأبو داود (4064) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا عبد العزيز ، يعني ابن محمد. والنسائي (8/140) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا الدراوردي. وفي (8/150) قال : أخبرنا محمد بن علي بن ميمون ، قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيد.
ثلاثتهم - عبد الله بن زيد بن أسلم ، وسليمان بن بلال ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن زيد بن أسلم ، فذكره.

8317 - () سمرة بن جندب - رضي الله عنه - (1) قال : «لَبِسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثوبين كانا صُبِغا بزعفران وقد نفضا» أخرجه... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل :سمرة بن جندب ، وفي المطبوع : بياض .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

8318 - (خ) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مع أبي وعليَّ قميص أصفرُ ، فقال رسولُ الله : سَنَهْ ، سَنَهْ - قال الراوي : وهي بالحبشية : حسَنَةٌ حسنة - قالت : فذهبتُ ألْعَبُ بخاتم النُّبُوَّةِ ، فزَبرَني أبي فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : دَعْها ، ثم قال -[673]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبْلِي وأخْلِقِي ، ثم أبْلِي وأخْلِقِي ، ثم أبلي وأخْلِقِي» قال الراوي : «فَبَقِيَ حتى ذكر (1)» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) أي ذكر الراوي من بقائها أمداً طويلاً ، وفي بعض النسخ : حتى ذكرت ، وفي بعضها : حتى دكن ، أي : اتسخ .
(2) 10 / 236 في اللباس ، باب الخميصة السوداء ، وباب ما يدعى لمن لبس ثوباً جديداً ، وفي الجهاد ، باب من تكلم بالفارسية والرطانة ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب هجرة الحبشة ، وفي الأدب ، باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (337) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد السعيدي. وأحمد (6/364) قال : حدثنا أبو النضر. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد. والبخاري (4/90و 8/8) قال: حدثنا حبان بن موسى. قال : أخبرنا عبد الله ، عن خالد بن سعيد. وفي (5/64) قال : حدثنا الحميدي. قال : حدثنا شفيان. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد السعيدي. وفي (7/191) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد. وفي (7/197) قال : حدثنا أبو الوليد. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.وأبو داود (4024) قال : حدثنا إسحاق بن الجراح الأذني. قال : حدثنا أبو النضر. قال : حدثنا إسحاق بن سعيد.
كلاهما - إسحاق ، وخالد ، ابنا سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص - عن أبيهما سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص. فذكره.

8319 - (خ) سليمان التميمي قال : «رأيتُ على أنسِ بن مالك - رضي الله عنه - برنُساً أصفَرَ مِنْ خَزٍّ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 231 في اللباس ، باب البرانس ، قال البخاري : قال لي مسدد : حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي قال ... فذكره ، قال الحافظ في " الفتح " : وهذا الأثر موصول لتصريح المصنف بقوله : قال لي ، لكن لم يقع في رواية النسفي لفظ " لي " فهو تعليق ، وقد رويناه موصولاً في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى عن مسدد ، وكذا وصله ابن أبي شيبة عن ابن علية عن يحيى بن أبي إسحاق قال : رأيت على أنس ... فذكره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5802) قائل : وقال لي مسدد ، قال : حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي ، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (10/284) : وهذا الأثر موصول لتصريح المصنف بقوله : قال لي ، لكن لم يقع في رواية النسفي لفظ لي فهو تعليق ، وقد رويناه موصولا في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى ، عن مسدد ، وكذا وصله ابن أبي شيبة عن ابن علية ،عن يحيى بن أبي إسحاق قال : رأيت على أنس فذكر مثله.

8320 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- علَيَّ ثوبين مُعَصْفَرَيْن ، فقال : أمُّك أمَرَتْكَ بهذا ؟ قلتُ : أغْسلُهما يا رسول الله ؟ قال : بل أحرِقْهما» زاد في رواية : «إنَّ هذه من ثياب الكفار، فلا تَلْبَسها» أخرجه مسلم .
وفي رواية النسائي : «أنه رآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان معصفران ، فقال : هذه ثياب الكفار فلا تلْبَسها» .
وفي أخرى له «أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان معصفران ، فغضب النبيُّ -[674]- صلى الله عليه وسلم- ، وقال : اذهب فاطرْحهُمَا عنك ، فقلت : أين يا رسول الله ؟ قال : في النار» .
وفي رواية أبي داود قال : «هَبَطْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من ثَنِيَّة ، فالتَفَتَ إليَّ وعليَّ رَيْطة مُضَرّجة بالعصفر ، فقال : ما هذه الرَّيْطةُ عليكَ ؟ فعرفتُ ما كرهه ، فأتيتُ أهلي وهم يَسْجُرون تَنُّوراً لهم ، فقذفتُها فيه ، فأتيتُه من الغَد ، فقال : يا عبد الله ، ما فعلتِ الرَّيْطةُ ؟ فأخبرتُه ، فقال : أفلا كسوْتَها بعضَ أهلك ؟ فإنه لا بأس بها للنساء» قال هشام : المضرّج : الذي ليس بمشبَّع ، ولا مورَّد .
وفي رواية له قال : رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليَّ ثوبٌ مصبوغ بعُصفر مورّداً ، فقال : ما هذه ؟ فانطلقتُ فأحرقته ، فقال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «ما صنعتَ بثوبك ؟ قلت : أحرقْتُه ، قال : أفلا كسوتَه بعض أهلك ؟» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مضرَّجة) ضرَّجت الثوب تضريجاً ، إذا صبغته بالحمرة ، دون المشبَّع وفوق المورَّد .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2077) في اللباس ، باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر ، وأبو داود رقم (4066) و (4067) و (4048) في اللباس ، باب في الحمرة ، والنسائي 8 / 203 و 204 في الزينة ، باب ذكر النهي عن لبس المعصفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/162) (6513) قال : حدثنا يحيى ، عن هشام الدستوائي. وفي (2/164) (6536) و (2/193) (6821) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا علي بن المبارك. وفي (2/207) (6931) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام. (ح) وعبد الصمد ، قال : حدثنا هشام. وفي (2/211) (6972) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا هشام ، ومسلم (6/143و 144) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا معاذ بن هاشم ، قال : حدثني أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن علي بن المبارك. والنسائي (8/203) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد - وهو ابن الحارث - قال : حدثنا هشام.
كلاهما - هشام الدستوائي ، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، فذكره.
أخرجه مسلم (6/144) قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا عمر بن أيوب الموصلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن نافع ، عن سليمان الأحول. والنسائي (8/203) قال : أخبرني حاجب بن سليمان ، عن ابن أبي رواد ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن ابن طاووس.
كلاهما - سليمان الأحول ، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس ، فذكره.
* رواية ابن طاووس : «أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان معصفران ، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال : اذهب فاطرحهما عنك. قال : أين يا رسول الله ؟ قال : في النار» .

8321 - (م ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «نَهَى -[675]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن لبس القَسِّيِّ والمعصفَر» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَسِّي) : ثياب كَتَّان مخطَّطةٌ بإبريسم ، كانت تجيء من مصر ، وقيل : إنها تعمل بموضع يقال له : القَسُّ ، من أرض مصر .
(نهى عن لبس الأصفر) قال الخطابي : قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم- الرجال عن لبس الأصفر والمعصفر ، وكره لهم الحمرة في اللباس ، وقد جاء في الحديث «أنه - صلى الله عليه وسلم- لبسهما» قال : فيكون الجواز منصرفاً إلى ما صُبغ غزله قبل النسج ثم نسج ، ويكن النهي راجعاً إلى ما صبغ بعد النسج ، والله أعلم .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4044) في اللباس ، باب من كره لبس الحرير ، والترمذي رقم (1725) في اللباس ، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجال ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فقد رواه مسلم رقم (2078) في اللباس ، باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم برقم (2155) .

8322 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تلبسوا شيئاً مسه زعفزان ولا ورس» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه البخاري بأطول من هذا 10 / 231 في اللباس ، باب البرانس ، ومسلم رقم (1177) في الحج ، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح ، والموطأ 1 / 325 في الحج ، باب ما ينهى عنه من لبس الثياب في الإحرام ، و أبو داود رقم (1823) في الحج ، باب ما يلبس المحرم ، والنسائي 5 / 129 في الحج ، باب النهي عن الثياب المصبوغة بالورس والزعفران في الإحرام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين وهو جزء من حديث صحيح طويل وقد تقدم.

الأخضر
8323 - (د ت س) أبو رمثة - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوبان أخضران» أخرجه أبو داود والنسائي . -[676]- وللنسائي «وعليه بُرْدَانِ أخضَرَانِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4065) في اللباس ، باب في الخضرة ، والترمذي رقم (2813) في الأدب ، باب ما جاء في الثوب الأخضر ، والنسائي 8 / 204 في الزينة ، باب لبس الخضر من الثياب ، وفي العيدين ، باب الزينة للخطبة وللعيدين ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم برقم (2865) .

الأسود
8324 - (خ د) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أُتِيَ بثياب فيها خمِيصة سوداء صغيرة ، فقال : منْ تُرَوْن أكسو هذه ؟ فسكت القوم ، فقال : ائتوني بأُمِّ خالد ، فأُتِيَ بي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فألبسنيها بيده ، وقال : أبْلَي وأخلقي - مرتين - فجعل ينظر إلى عَلَم الخميصة ، ويشير بيده إليَّ ، ويقول : يا أمَّ خالد ، هذا سَنا ، يا أمَّ خالد : هذا سنا - والسَّنا بلسان الحبشة : الحسَنُ - قال إسحاق بن سعيد : حدَّثتني امرأة من أهلي : أنَّها رأتهُ على أمِّ خالد» .
وفي رواية : «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بثياب فيها خَمِيصة سوداءُ صغيرة ، فقال : مَنْ تُرون نكسو هذه ؟ فسكت القوم ، فقال : ائتوني بأُمِّ خالد ، فأُتيَ بها تُحمَلُ ، فأخذ الخميصة بيده فألبسنيها ، فقال : أبْلي وأخْلقي ، وكان فيها علَم أخضرُ أو أصفرُ ، فقال : يا أُمَّ خالد ، هذا سَنَاه» . وفي أخرى قالت : «قَدِمْتُ من أرض الحبشة وأنا جويرية ، فكساني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خميصةً لها أعلام ، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمسح الأْعلام -[677]- بيده ، ويقول : سَنَاه سَنَاه ، قال : يعني حَسَنٌ حَسَن» .
أخرجه البخاري ، وأخرج أبو داود الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خميصة) الخميصة : كساء أسود له علَم ، فإن لم يكن له علَم فليس بخميصة .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 236 في اللباس ، باب الخميصة السوداء ، وباب ما يدعى لمن لبس ثوباً جديداً ، وفي الجهاد ، باب من تكلم بالفارسية والرطانة ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب هجرة الحبشة ، وفي الأدب ، باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها ، وأبو داود رقم (4024) في اللباس ، باب فيما يدعي لمن لبس ثوباً جديداً ، وقد تقدم الحديث برقم (8318) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

8325 - (د) سعد بن عثمان الرازي الدشتكي (1) قال : «رأيتُ رجلاً [ببخارى] على بَغْلَة بيضاءَ على رأسهِ عمامةُ خَزٍّ سوداءَ ، وقال : كسانيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : سعد بن أبي وقاص ، وهو خطأ .
(2) رقم (4038) في اللباس ، باب ما جاء في الخز ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4038) قال : حدثنا عثمان بن محمد الأنماطي البصري. قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الرازي (ح) وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن الرازي. قال : حدثنا أبي. والترمذي (3321) قال : حدثنا يحيى بن موسى. قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الرازي ، وهو الدشتكي. والنسائي في الكبرى (الورقة 28-ب) قال : أخبرنا عمار بن الحسن الرازي.
كلاهما - عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، وعمار بن الحسن - عن أبي عبد الرحمن الدشتكي،عن عبد الله بن سعد ، عن أبيه ، فذكره.

الفصل الرابع : في الحرير، وفيه نوعان
[النوع] الأول : في تحريمه
8326 - (د س) عبد الله بن زُرَير أنه سَمِعَ عليَّ بن أبي طالب -[678]- يقول : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ حريراً ، فجعله في يمينه ، وذهباً فجعله في شماله ، ثم قال : إنَّ هذين حرام على ذُكورِ أُمَّتي» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4057) في اللباس ، باب في الحرير للنساء ، والنسائي 8 / 160 في الزينة ، باب تحريم الذهب على الرجال ، وهو حديث صحيح بطرقه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/115) (935) قال : حدثنا حجاج قال : حدثنا ليث. وعبد بن حميد (80) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وابن ماجة (3595) قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق. والنسائي (8/160) قال : أخبرنا عيسى بن حماد ، قال : أنبأنا الليث. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا محمد بن إسحاق.
كلاهما - ليث بن سعد ، وابن إسحاق - عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الصعبة عبد العزيز بن أبي الصعبة ، عن أبي أفلح الهمداني ، عن عبد الله بن زرير ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/96) (750) قال : حدثنا يزيد ، قال : أنبأنا محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد العزيز بن أبي الصعبة ، عن عبد الله بن زرير ، فذكره. ليس فيه : أبو أفلح.
* وأخرجه أبو داود (4057) ، والنسائي (8/160) قال أبو داود : حدثنا. وقال النسائي : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي أفلح الهمداني ، عن عبد الله بن زرير ، فذكره. ليس فيه أبو الصعبة.
* وأخرجه النسائي (8/160) قال : أخبرنا محمد بن حاتم ، قال : حدثنا حبان ، قال : أنبأنا عبد الله ، عن ليث بن سعد ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن أبي الصعبة ، عن رجل من همدان يقال له: أفلح ، عن ابن زرير ، فذكره.

8327 - (ت س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «حُرِّم لباس الحرير و الذهب على ذكور أمِّتي ، وأُحِلَّ لأناثهم» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية النسائي قال : «أُحِلَّ الذهبُ والحرير لإناثِ أُمَّتي ، وحُرِّم على ذكورها» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1720) في اللباس ، باب ما جاء في الحرير والذهب ، والنسائي 8 / 161 في الزينة ، باب تحريم الذهب على الرجال ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال . أقول : وفي هذين الحديثين المشهورين جواز تحلي النساء بالذهب المحلق وغير المحلق ، وعليه جمهور الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ومن تبعهم إلى يومنا هذا ، خلافاً لما قاله الأستاذ الألباني : في تحريم الذهب المحلق على النساء ، في " آداب الزفاف " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/394) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (4/407) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله. وعبد بن حميد (546) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. والترمذي (1720) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. والنسائي (8/161) قال : أخبرنا علي بن الحسين الدرهمي ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن سعيد ، عن أيوب. وفي (8/190) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى ، ويزيد ، ومعتمر ، وبشر بن المفضل ، قالوا : حدثنا عبيد الله.
كلاهما - عبيد الله ، وأيوب - عن نافع ، عن سعيد بن أبي هند ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/392) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. (ح) وحدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، وفي (4/393) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا عبد الله ، يعني العمري ، عن نافع.
كلاهما- عبد الله ، ونافع- عن سعيد بن أبي هند ، عن رجل من أهل البصرة ، عن أبي موسى ، نحوه.

8328 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ عمرَ يقول : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّما يلبس الحريرَ مَنْ لا خلاق له» أخرجه مسلم .
وفي رواية البخاري : قال عمران بن حِطّان : سألتُ عائشة عن لبس الحرير ؟ فقالت : «ائتِ ابنَ عباس فاسأله ، قال : فسألته ، فقال : سلْ ابن عمر ، فسألته ، فقال : أخبرني أبو حفص - يعني أباه عمر - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[679]- قال : إنَّما يلبس الحريرَ في الدنْيا من لا خلاق له في الآخرة» . وأخرج النسائي الأولى والثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 244 في اللباس ، باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ، ومسلم رقم (2068) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء الخ ، والنسائي 8 / 201 في الزينة ، باب التشديد في لبس الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (261) (181) قال :حدثنا يحيى.ومسلم (6/139) قال :حدثنا يحيى ،قال: أخبرنا خالد بن عبد الله.والترمذي (2817) قال :حدثنا أحمد بن منيع ،قال :حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. والنسائي في الكبرى (الورقة128-2) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال:أخبرا يعلى بن عبيد الطنافسي. (ح) وأخبرنا محمد بن أبان البلخي ،قال :حدثنا عبد ، بن سليما ، وهو كوفي.
خمستهم - يحيى القطان ، وخالد ، وإسحاق الأزرق ، ويعلى ، وعبدة - عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عبد الله بن مولى أسماء ، فذكره.
* في رواية إسحاق الأزرق : مولى أسماء ولم يسمه.والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (1/46) (321) قال :حدثنا عبد الصمد،قال:حدثنا حرب.والبخاري (7/194) قال:حدثنا محمد بن بشار ،قال:حدثنا عثمان بن عمر ،قال :حدثنا علي بن المبارك.والنسائي (8/200) قال أخبرنا عمرو بن منصور ، قال :حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال :أنبأنا حرب. وكذا في الكربى (الورقة 128-2) .
كلاهما - حرب ، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير ، عن عمران بن حطان ، فذكره.

8329 - (س) عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - قال عليٌّ البارقيُّ : أتتني امرأة تستفتيني ، فقلت لها : هذا ابن عمر ، فاتبعيه فاسأليه ، فاتَبعتُها أسمع ما يقول ، قالت : أفتني عن الحرير ، قال : «نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 201 في الزينة ، باب التشديد في لبس الحرير ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/201) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال : حدثنا أبو النعمان -سنة سبع ومائتين -قال : حدثنا الصعق بن حزن ، عن قتادة ، عن علي البارقي. فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة /128أ) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال: حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن علي البارقي ، قال : سألت امرأة بن عمر عن الحلي ؟ فرخص فيه. وسألته عن الحرير ؟ فكرهه. فقالت المرأة : أحرام هو ؟ قال : كنا نتحدث أنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.

8330 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ لَبِس الحريرَ في الدنيا ، لم يَلْبَسْه في الآخرة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 242 في اللباس ، باب في لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ، ومسلم رقم (2073) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء .. الخ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/281) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/193) قال : حدثنا آدم.
كلاهما -ابن جعفر، وآدم - قالا : حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (2/101) . ومسلم (6/142) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب. وابن ماجة (3588) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (998) عن إسحاق بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد ، وأبو بكر ، وزهير ، وإسحاق -.قالوا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
كلاهما -شعبة ، وإسماعيل - عن عبد العزيز ، فذكره.

8331 - (خ م ت س) أبو ذبيان خليفة بن كعب قال : سمعتُ ابنَ الزبير يخطب ، ويقول : لا تُلبِسُوا نساءَكم الحرير (1) ، فإني سمعتُ عمرَ بن -[680]- الخطاب يقول : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تُلْبَسوا الحرير ، فإنه من لبسه في الدنيا لم يَلْبَسْهُ في الآخرة» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وفي رواية الترمذي عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ لَبِسَ الحرير في الدنيا لم يَلْبَسْهُ في الآخرة» (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : هذا مذهب ابن الزبير ، وأجمعوا بعده على إباحة الحرير للنساء ، وهذا الحديث الذي احتج به إنما في لبس الرجال ... وانظر تتمة كلامه في شرح الحديث .
(2) رواه البخاري 10 / 243 في اللباس ، باب في لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ، ومسلم رقم (2069) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء الخ ، والترمذي رقم (2818) في الأدب ، باب ما جاء في كراهية الحرير والديباج ، والنسائي 8 / 200 في الزينة ، باب التشديد في لبس الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/20) (123) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا أبي. وفي (1/39) (269) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد. والبخاري (7/194) قال : وقال لنا أبو معمر : حدثنا عبد الوارث. والنسائي في الكبرى (الورقة 828أ) قال : أخبرنا عبيد الله بن فضالة ، قال : أخبرنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - عبد الوارث ، وعبد الواحد - عن يزيد الرشك ، عن معاذة ، عن أم عمرو ابنة عبد الله.
2- وأخرجه أحمد (1/37) (251) قال : حدثنا يحيي. والبخاري (7/194) قال : حدثنا علي بن الجعد. ومسلم (6/140) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبيد بن سعيد ، والنسائي (8/200) . وفي الكبرى (الورقة 128أ) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال:أنبأنا النضر بن شميل.
أربعتهم - يحيى ، وعلي ، وعبيد ، والنضر - عن شعبة ، قال : حدثنا خليفة بن كعب أبي ذبيان.
كلاهما - أم عمرو ، وخليفة - عن عبد الله بن الزبير ، فذكره.

8332 - (خ س) ثابت البناني قال : سمعتُ ابنَ الزبير يخطب ويقول : قال محمد - صلى الله عليه وسلم- «من لَبِس الحرير في الدنيا لم يَلْبَسْهُ في الآخرة» . أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 243 في اللباس ، باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ، والنسائي 8 / 200 في الزينة ، باب التشديد في لبس الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/5) قال : حدثنا يونس ، وعفان. والبخاري (7/193) قال : حدثنا سليمان بن حرب.
والنسائي (8/200) قال : أخبرنا قتيبة.
أربعتهم- يونس ، وعفان ، وسليمان ، وقتيبة - عن حماد بن زيد ، عن ثابت ، فذكره.

8333 - (م) أبو أمامة [الباهلي]- رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ لَبِسَ الحرير في الدنيا ، لم يَلْبَسْهُ في الآخرة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2075) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/143) قال : حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ، قال : أخبرنا شعيب بن إسحاق الدمشقي ، عن الأوزاعي ، قال : حدثني شداد أبو عمار ، فذكره.

8334 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – قال : وجد عمر حُلَّة من إسْتَبرق تُباع بالسوق ، فأخذها ، فأتى بها رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، ابْتَعْ هذه ، فتجَمَّلْ بها للعيد والوفد ، فقال -[681]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إنما هذه لباسُ مَنْ لا خلاق له ، قال : فلبث عُمَرُ ما شاء الله ، ثم أرسل إليه بجُبَّة ديباج ، فأقبل بها عمر ، حتى أتى بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «يا رسول الله ، قلتَ : إنما هذه لباس من لا خلاق له ، [أ] و إنما يلبس هذه من لا خلاق له ، ثم أرْسَلْتَ إليَّ بهذه ؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : تبيعُها وتُصِيبُ بها حاجَتَك» .
وفي رواية : «أنَّ عمرَ رأى على رجل من آل عُطارِد قَباء من ديباج أو حرير ، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لو اشتريتَه ، فقال : إنما يَلبَسُ هذا مَنْ لا خلاق له فأُهْدِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حُلَّة سِيَراءُ ، فأرسل بها إليَّ ، قال : قلتُ : أرسلتَ بها إليَّ وقد سَمِعْتُك قلت فيها ما قُلْتَ ؟ قال : إنما بعثْتُ بها إليك لِتَستمتع بها» .
وفي أخرى : قال يحيى بن إسحاق الحضرمي : قال لي سالم في الإستبرق (1) قال : قلت : ما غَلُظ من الديباج ، وخشُنَ منه ، فقال : سمعتُ عبد الله بنَ عمر قال : «رأى عمرُ على رجل حُلَّة من إستبرق ، فأتى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-...» فذكر نحوه .
وفي رواية قال : «إنما بَعثتُ بها إليك لتصيبَ بها مالاً» .
وفي أخرى : أن عمرَ رأى حُلَّة سِيَراء عند باب المسجد ، فقال : «يا رسول الله لو اشتريتَ هذه فلبستَها يوم الجمعة ولِلْوَفْدِ ؟ فقال : إنما يَلْبَسُ هذه مَنْ لا خلاق له في الآخرة ، ثم جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- منها حُلَل ، -[682]- فأعطَى عمرَ منها حُلة ، ثم ذكر قول عمر له ، وأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إني لم أكسُكَها لِتَلْبَسَها ، فكساها عمر أخاً له مشركاً بمكة» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أرسلَ إلى عمر بحلَّة حرير - أو سيراء - فرآها عليه ، فقال : إني لم أرسل بها إليك لِتَلْبسَها ، إنما يَلْبَسُها من لا خلاق له ، إنما بعثتُ بها إليك لتستمتع بها - يعني تبيعها» وله في أخرى نحوه .
ولمسلم قال : رأى عمرُ عُطَارداً التميميَّ يُقيم بالسوق حُلَّة سِيراء - وكان رجلاً يغشى الملوك ويصيب منهم - فقال عمر : يا رسولَ الله ، إني رأيتُ عُطارداً يقيم في السوق حُلَّة سيراء ، فلو اشتريتها فَلَبِستها لِوفودِ العرب إذا قَدِموا عليك ؟ وأظنه قال : ولَبِسْتَها يوم الجمعة ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنما يلبَسُ الحرير في الدنيا منْ لا خلاق له في الآخرة ، فلما كان بعد ذلك أُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِحلُلَ سيراء ، فبعث إلى عمر بحلة ، وبعث إلى أسامةَ بن زيد بحلَّة ، وأعطى عليَّ بنَ أبي طالب حلَّة ، وقال : شَقِّقْها خُمُراً بين نسائك ، قال : فجاء عمر بحلَّته يحملها ، فقال : يا رسولَ الله ، بعثتَ إليَّ بهذه ، وقد قلتَ بالأمس في حُلَّة عُطارد ما قلتَ ، فقال : إني لم أَبعَثْ بها إليك لتلبَسها ، ولكن بَعَثْتُ بها إليك لِتُصيبَ بها ، وأما أسامة : فراحَ في حُلّته ، فنظر إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نظراً عرَفَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أنكر ما صنع ، فقال : يا رسولَ الله ، ما تنظر إليَّ ؟ فأنت بعثتَ إليَّ بها ؟ فقال : إني لم أبعث إليك بها لتلبسها ، ولكن بعثتُ بها لتُشَقِّقَها خُمُراً بين نسائك» . -[683]-
وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية التي آخرها : «فكساها عمرُ أخاً له [مُشركاً] بمكَة» وأخرج النسائي الأولى إلى قوله : «لا خلاق له» .
وله في أخرى «أنَّه رأى مع رجل حلَّة سُنْدُس ..» وساق الحديث .
وفي رواية لأبي داود مثل الرواية الأولى إلى قوله : «وللوفد» ثم قال : ... وساق الحديث (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إستبرق) الإستبرق : ما غلُظ من الديباج .
(سيراء) حلة سيراء مخططة بالإبرسيم والقزِّ .
__________
(1) هذه رواية مسلم ، وعند البخاري والنسائي : قال لي سالم ما الإستبرق ؟
(2) رواه البخاري 10 / 251 و 252 في اللباس ، باب الحرير للنساء ، وفي الجمعة ، باب يلبس أحسن ما يجد ، وفي العيدين ، باب في العيدين والتجمل فيهما ، وفي البيوع ، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء ، وفي الهبة ، باب هدية ما يكره لبسه ، وباب الهدية للمشركين ، وفي الجهاد ، باب التجمل للوفود ، وفي الأدب ، باب صلة الأخ المشرك ، وباب من تجمل للوفود ، ومسلم رقم (2068) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء ، والموطأ 2 / 917 و 918 في اللباس ، باب ما جاء في لبس الثياب ، وأبو داود رقم (4040) و (4041) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الحرير ، والنسائي 8 / 196 - 198 في الزينة ، باب ذكر النهي عن لبس السيراء ، وباب ذكر النهي عن لبس الإستبرق ، وباب صفة الإستبرق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/39) (4978) قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، وعبد الله بن الحارث. والبخاري في الأدب المفرد (349) قال : حدثنا المكي. والنسائي (8/198) ، وفي الكبرى (1613) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا عبد الله بن الحارث المخزومي.
ثلاثتهم - إسحاق بن سليمان ، وعبد الله بن الحارث ، والمكي بن إبراهيم - عن حنظلة بن أبي سفيان.
2- وأخرجه أحمد (2/49) (5095) قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. والبخاري (8/27) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثني أبي. ومسلم (6/139) قال : حدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت أبي. والنسائي (8/198) قال : أخبرنا عمران بن موسى ، قال : حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - عبد الأعلى ، وعبد الوارث ، أبو عبد الصمد - عن يحيى بن أبي إسحاق.
3- وأخرجه أحمد (2/114) (5951) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (2/115) (5952) قال : حدثنا أسود. والبخاري (3/83) قال : حدثنا آدم. ومسلم (6/139) قال : حدثني زهير بن حرب ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني ابن نمير ، قال : حدثنا روح.
خمستهم - هاشم ، وأسود ، وآدم ، ويحيى ، وروح - عن شعبة ، قال : حدثنا أبو بكر بن حفص.
4- وأخرجه البخاري (2/20) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (4/85) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. ومسلم (6/138) قال : حدثني أبو الطاهر ، وحرملة بن يحيى ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وفي (6/139) قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث. وأبو داود (1077 و 4041) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، وعمرو بن الحارث. والنسائي (3/181) قال : أخبرنا سليمان بن داود ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، وعمرو بن الحارث. وفي الكبرى (الورقة 128 -أ) قال : أخبرنا عبيد الله بن فضالة ، قال : حدثنا أبو اليمان ، قال: أخبرنا شعيب، وفي تحفة الأشراف (6895) عن أحمد بن عمرو بن السرح ، عن ابن وهب ، عن عمرو ابن الحارث ، ويونس بن يزيد.
أربعتهم -شعيب ، وعقيل ، ويونس بن يزيد ، وعمرو بن الحارث - عن ابن شهاب الزهري.
أربعتهم - حنظلة ، ويحيى بن أبي إسحاق ، وأبو بكر بن حفص ، والزهري - عن سالم بن عبد الله ، فذكره.
وعن نافع ، عن ابن عمر : «أن عمر بن الخطاب رأي حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يارسول الله ، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة...» .
وفي رواية أيوب السختياني ، وجرير بن حازم :
«رأى عمر عطاردا التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء. وكان رجلا يغشى الملوك ، ويصيب منهم. فقال عمر: يا رسول الله : إني رأيت عطاردا يقيم في السوق حلة سيراء. فلو اشتريتها ، فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك..» .
أخرجه مالك الموطأ (571) .والحميدي (679) قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا أيوب بن موسى. وأحمد (2/20) (4713) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/40) (4979) قال : حدثنا عبد الله بن الحارث ، قال : حدثني حنظلة. وفي (2/103) (5797) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/146) (6339) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب. والبخاري (2/4) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (3/213) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. وفي (7/195) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثني جويرية. وفي الأدب المفرد (71) قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا عبدة ، عن عبيد الله. ومسلم (6/137) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثنا حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة. وفي (6/138) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، وأبو داود (1076 و 4040) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (3591) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر.والنسائى (3/96) ، وفي الكبرى (1612) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (8426) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب بن الليث بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الرحمن.
تسعتهم - مالك ، وأيوب بن موسى ، وعبيد الله بن عمر ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وأيوب السختياني ، وجويرية بن أسماء ، وموسى بن عقبة ، وجرير بن حازم ، ومحمد بن عبد الرحمن - عن نافع ، فذكره.
وبلفظ : «رأى عمر حلة سيراء تباع. فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه ، والبسها يوم الجمعة ، وإذا جاءك الوفود ، قال : إنما يلبس هذه من لا خلاق له..» .
أخرجه البخاري (3/214) قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال. وفي (8/5) وفي الأدب المفرد (26) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. والنسائي في الكبرى (الورقة 128 -أ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، عن الليث ، عن ابن الهاد.
ثلاثتهم - سليمان ، وعبد العزيز ، وابن الهاد - عن عبد الله بن دينار ، فذكره.

8335 - (م س) أبو الزبير : أنه سمع جابرَ بنَ عبد الله - رضي الله عنهما - يقول : لَبِسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قباء [مِنْ] ديباج أُهدي له ، ثم أوشَكَ أن نَزَعه ، فأرسلَ به إلى عمرَ ، فقيل : قد أوشَكَ ما نزعتَهُ يا رسولَ الله ، فقال : «نهاني جبريل عنه ، فجاء عمرُ يبكي ، فقال : يا رسول الله ، أكرهتَ أمراً وأعْطَيْتَنيه ، فمالي ؟ فقال : إني لم أُعْطِكَهُ لِتَلْبَسَهُ ، إنما أعْطَيْتُكَهُ تبيعهُ ، -[684]- فباعه بألفيْ دِرْهم» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2070) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء ، والنسائي 8 / 200 في الزينة ، باب نسخ لبس الديباج المنسوج بالذهب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/383) قال:حدثنا روح.ومسلم (6/141) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ويحيى بن حبيب،وحجاج بن الشاعر ، قال إسحاق:أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا روح بن عبادة.والنسائي (8/200) قال:حدثنا يوسف بن سعيد ، قال:حدثنا حجاج بن محمد.
كلاهما - روح ، وحجاج - عن ابن جريج ، قال:أخبرني أبو الزبير، فذكره.

8336 - (خ م) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : «أُهديَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فرُّوج حرير ، فَلَبِسَه ، ثم صلَّى فيه ، ثم انصرف ، فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له ، ثم قال : لا ينبغي هذا للمتقين» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فرُّوج) الفَرُّوج : القَباء الذي له شق من خلفه .
__________
(1) رواه البخاري 10 /230 في اللباس ، باب القباء وفروج حرير ، وفي الصلاة في الثياب ، باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه ، ومسلم رقم (2075) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

8337 - (م) أنس [بن مالك]- رضي الله عنه - قال : «بعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى عمر بِجُبَّةِ سُنْدُس ، فقال عمر : بعثتَ بها إليَّ وقد قلتَ فيها ما قلتَ ؟ قال : إني لم أَبْعَثْ بها إليك لِتَلْبَسَها ، وإنما بعثتُ بها إليك لتنتفعَ بثمنها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2072) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/141) قال : حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني. وفي (3/147) قال : حدثنا يونس. وفي (3/157) قال : حدثنا عارم.ومسلم (6/142) قال : حدثنا شيبة بن فروخ ، وأبو كامل.
خمستهم - الطالقاني ،ويونس ، وعارم ، وشيبان ، وأبو كامل - عن أبي عوانة ، عن عبد الرحمن الأصم، فذكره.

8338 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إنَّ ملك الروم أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُستَقَة من سندس ، فلبسها ، فكأني أنظر إلى يديه تَذَبذبان ، ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها ، [ثم جاءه] ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[685]- إني لم أُعْطكها لتلبسَها ، قال : فما أصنع بها ؟ قال : أرسل بها إلى أخيك النجاشيِّ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُستقة) المستقة : فروة طويلة الأكمام ، وأصلها مُستَه ، فَعُرِّبَت ، ويشبه أن تكون هذه المستقة مكففًّة بالسندس ، لأن نفس الفروة لا تكون سندساً ، أو قد كان غشاؤها سندساً ، وهو ما رقَّ من الديباج .
(تَذَبذبان) أي : تتحركان وتضطربان ، يريد الكمين .
__________
(1) رقم (4047) في اللباس ، باب من كره لبس الحرير ، في سنده علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4047) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، فذكره.وقال : في سنده علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف

8339 - (خ م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «كساني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حُلَّة سِيراءَ ، فخرجت بها ، فرأيتُ الغضبَ في وجهه ، فشقَقْتُها بين نسائي» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
ولمسلم «أن أُكَيدر دُومَةَ أهدى إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثوبَ حرير ، فأعطاه عليَّاً ، وقال : شَقِّقْةُ خُمراً بين الفواطم» .
وفي أخرى قال : «أُهدِيَتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- حُلَّة سيَراءُ ، فبعث بها إليَّ ، فلبستُها ، فعَرفتُ الغضب في وجهه ، فقال : إني لم أبعثْ بها إليكَ لِتلْبسها ، إنما بعثتُ بها لتشقِّقها خُمُراً بين النساء» . -[686]-
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الآخرة إلى قوله : «لتلبسها» ثم قال : «وأمرني فأطَرْتُها بين نسائي» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأطرتها) أطرْت الثوب : إذا شققتَه ، ويقال : طار لفلان في القسمة سهم كذا ، أي : صار له ، ووقع في حصته ، والمراد : أنَّه قسمها بين نسائه .
(الفواطم) جمع فاطمة ، وهنَّ : فاطمةُ الزهراءُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وفاطمةُ بنتُ أَسَدٍ أُمُّ علي بن أبي طالب ، وفاطمةُ أُمُّ أسماءَ بنتِ حمزةَ ، وقيل : الثالثة : فاطمةُ بنتُ عُتْبَةَ بنِ ربيعةَ ، وكانت قد هاجَرَتْ .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 250 و 251 في اللباس ، باب الحرير للنساء ، وفي الهبة ، باب هدية ما يكره لبسها ، وفي النفقات ، باب كسوة المرأة بالمعروف ، ومسلم رقم (2071) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء ، وأبو داود رقم (4043) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الحرير ، والنسائي 8 / 197 في الزينة ، باب الرخصة للنساء في لبس السيراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/97) (755) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وفي (1/153) (1314) قال : حدثنا بهز. والبخاري (3/213) و (7/85) قال : حدثنا حجاج بن منهال. وفي (7/195) قال : حدثنا سليمان بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن بشار قال : حدثنا غندر ومسلم (6/142) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا غندر وعبد الله بن أحمد (1/90) (698) قال : حدثني إسحاق بن إسماعيل. قال : حدثنا يحيى بن عباد والنسائي. في الكبرى (الورقة 128-أ) قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد غندر.
خمستهم - محمد بن جعفر غندر وبهز ، وحجاج ، وسليمان ، ويحيى بن عباد - عن شعبة. عن عبد الملك بن ميسرة ، عن زيد بن وهب.

8340 - (خ د س) [محمد بن شهاب] الزهري قال : «أخبرني أنسُ بنُ مالك - رضي الله عنه - أنه رأى على أُمِّ كُلثومٍ بُرْدَ حريرٍ سِيَراءَ» أخرجه البخاري .
وزاد أبو داود والنسائي قال : «والسِّيرَاءُ : المضلَّعُ بالقزِّ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 254 في اللباس ، باب الحرير للنساء ، وأبو داود رقم (4058) في اللباس ، باب في الحرير للنساء ، والنسائي 8 / 197 في الزينة ، باب الرخصة للنساء في لبس السيراء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/195) . والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1494) عن عمران بن بكار.
كلاهما - البخاري ، وعمران - عن أبي اليمان ، قال : أخبرنا شعيب.
2- وأخرجه أبو داود (4058) قال : حدثنا عمرو بن عثمان ، وكثير بن عبيد الحمصيان. والنسائي (8/197) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان.
كلاهما - عمرو ، وكثير - قالا : حدثنا بقية بن الوليد ، عن محمد بن الوليد الزبيدي.
كلاهما - شعيب ،والزبيدي - عن الزهري ، فذكره.

8341 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كُنَّا ننزِعه -[687]- عن الغلمان ، ونتركه على الجواري» قال مِسعرٌ : فسألت عمرو بن دينار عنه ؟ فلم يعرفه . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4059) في اللباس ، باب الحرير للنساء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4059) قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري ، قال: حدثنا مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن عمرو بن دينار. فذكره.
قال مسعر : فسألت عمرو بن دينار عنه فلم يعرفه.

[النوع] الثاني : في المباح منه
8342 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إنما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الثوب المُصْمَتِ من الحرير ، فأما العلَمُ وسدَى الثوب ، فلا بأس به» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4055) في اللباس ، باب في الرخصة في العلم وخيط الحرير ، وإسناده ضعيف ، ولكن رواه أحمد في " المسند " 1 / 313 بسند صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/218) (1879) قال : حدثنا مروان.وأبو داود (4055) قال : حدثنا ابن نفيل، قال : حدثنا زهير.
كلاهما - مروان ، وزهير - قالا : حدثنا خصيف ، عن عكرمة ، فذكره.

8343 - (خ م د ت س) أبو عثمان النهدي - رحمه الله - قال : «كتب إلينا عمر بن الخطاب ، ونحن بأذَرْبِيجانَ ، مع عُتْبَةَ بن فرقد : يا عتبةُ إنه ليس من كَدِّك ، ولا كَدِّ أبيك ، ولا كدِّ أُمِّك ، فأشبِع المسلمين في رِحالهم مما تشْبَعُ منه في رَحْلِكَ ، وإياكم والتنْعُمَ وزِيَّ أهل الشرك ، ولبُوسَ الحرير ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لَبوس الحرير ، قال : إلا هكذا ، ورفع لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إصبعيه السبَّابةَ والوسطى ، وضمهما» .
وفي رواية قال : «كُنَّا مع عُتْبَةَ ، فجاءَنا كتابُ عمرَ : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : لا يَلْبَسُ الحرير إلا مَنْ ليس له منه شيء في الآخرة ، إلا هكذا قال أبو عثمان - بأصبعيه اللتين تلِيان الإبهام» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم من روايةُ سُوَيد بن غَفَلة «أنَّ عمر خطب بالجابية ، فقال : نهى -[688]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن لبس الحرير ، إلا موضع أصبعين ، أو ثلاث ، أو أربع» .
وفي رواية أبي داود قال : «كتب عمرُ إلى عُتبَةَ بنِ فرْقد : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحرير ، إلا ما كان هكذا وهكذا ، إصبعين ، وثلاثة ، وأربعة» وأخرج الترمذي رواية مسلم المفردة .
وفي رواية النسائي قال : «كُنَّا مع عُتْبَةَ بن فرْقَد ، فجاء كتابُ عمرَ : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : لا يلبَس الحرير إلا مَنْ ليس له منه شيء في الآخرة إلا هكذا ، قال أبو عثمان : بإصبعيه اللتين تليان الإبهام ، فرأيتُهما أزرار الطيالسة حتى رأيتُ الطيالسة» .
وله في أخرى من رواية سويد : «أنَّ عمرَ لم يُرَخِّصْ في الديباج إلا موضع أربع أصابع» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 239 - 241 في اللباس ، باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ، ومسلم رقم (2069) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء ، وأبو داود رقم (4042) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الحرير ، والترمذي رقم (1721) في اللباس ، باب ما جاء في الحرير والذهب ، والنسائي 8 / 202 في الزينة ، باب الرخصة في لبس الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/15) (92) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا زهير ، قال: حدثنا عاصم الأحول. وفي (1/36) (242) قال : حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا خالد- ابن عبد الله الطحان- ، عن خالد -ابن مهران الحذاء-. وفي (243) قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا التيمي. وفي (1/43) (301) قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا عاصم. وفي (1/50) (356) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحجاج ، قال: حدثني شعبة ، عن قتادة. وفي (357) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحجاج ، وأبو داود ، عن شعبة ، عن قتادة. والبخاري (7/193) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا قتادة. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، قال : حدثنا عاصم. (ح) وحدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى ، عن التيمي. (ح) وحدثنا الحسن بن عمر ، قال : حدثنا معتمر ، قال : حدثنا أبي. ومسلم (6/140و 141) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، قال : حدثنا عاصم الأحول. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا حفص ابن غياث.
كلاهما - جرير ، وحفص - عن عاصم. (ح) وحدثنا ابن أبي شيبة ، وهو عثمان ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
كلاهما- عن جرير ، عن سليمان التيمي. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة. (ح) وحدثنا أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى. قالا : حدثنا معاذ ، وهو ابن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة. وأبو داود (4042) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، قال: حدثنا عاصم الأحول، وابن ماجة (2820 و 3593) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن عاصم الأحول. والنسائي (8/202) وفي الكبرى الورقة (128 -ب) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا جرير ، عن سليمان التيمي. وفي الكبرى (ق128- ب) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير. عن عاصم. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال: حدثني أبي ، عن قتادة.
أربعتهم - عاصم ، وخالد الحذاء ، وسليمان التيمي ، وقتادة - عن أبي عثمان النهدي ، فذكره.

8344 - (م د) عبد الله - مولى أسماء - رضي الله عنها - قال : «أرسلتني أسماءُ إلى عبد الله بن عمر ، فقالت : بلغني أنك تحرِّمُ أشياءَ ثلاثة : العَلَم في الثوب ، ومِيثَرةَ الأُرْجُوان ، وصومَ رجب كلِّه ؟ فقال : أمَّا ما ذكرتَ من صوم رجب كلِّه : فكيف بمن يصوم الدهر ؟ وأمَّا ما ذكرتَ -[689]- من العَلَم في الثوب : فإني سمعت عمرَ بن الخطاب يقول : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنما يلْبَسُ الحريرَ من لا خلاق له ، فخِفْتُ أن يكون العَلَم منه ، وأمّا مِيثَرَةُ الأُرْجوان : فهذه ميثَرَةُ عبد الله ، فإذا هي أُرْجوان ، فرَجعْتُ إلى أسماءَ فأخبرتُها ، فقالت : هذه جُبّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخرجتُ إليَّ جُبَّة طيالسة كِسْروانية لها لِبْنَةُ ديباج ، وفَرْجاها مكفوفان (1) بالديباج ، فقالت : كانت هذه عند عائشةَ حتى قُبِضَتْ ، فلما ماتتْ قبضتُها ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَلْبَسُها ، فنحن نغسلها للمرضى ، ونستشفي بها» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود قال : «رأيتُ ابنَ عمر في السوق ، فاشترى ثوباً شاميَّاً فيه خَيْط أحمر ، فردَّه ، فأتيتُ أسماءَ بنت أبي بكر ، فذكرتُ ذلك لها ، فقالت : يا جاريةُ ، ناوليني جُبَّةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخرجت - أظنه - جُبَّةَ طيالسة مكفوفةَ الجيب والكُمَّين والفَرْجين بالديباج» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُرْجُوان) الأُرجوان : صِبْغٌ أحمرُ شديدُ الحمرة .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : وفرجيها مكفوفين .
(2) رواه مسلم رقم (2069) في اللباس ، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة للرجال والنساء ، وأبو داود رقم (4054) في اللباس ، باب الرخصة في العلم وخيط الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/347) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الملك. وفي (6/348) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حجاج. وفي (6/353) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا مغيرة بن زياد. وفي (6/354) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن حماد بن سلمة ، عن حجاج ، وفي (6/355) قال: حدثنا نصر بن باب ، عن حجاج ، وعبد بن حميد (1576) قال : حدثني ابن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن حجاج. والبخاري في الأدب المفرد (348م) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى، عن عبد الملك العرزمي. ومسلم (6/139) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا خالد بن عبد الله، عن عبد الملك. وأبو داود (4054) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. قال : حدثنا المغيرة بن زياد. وابن ماجة (2819) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن حجاج. وفي (3594) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن مغيرة ابن زياد.
والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15721) عن قتيبة بن سعيد ، عن يحيى بن أبي زائدة ، عن عبد الملك بن أبي سليمان.
ثلاثتهم - عبد الملك ، وحجاج ، ومغيرة - عن عبد الله ، أبي عمر ، مولى أسماء ، فذكره
* وأخرجه أحمد (6/348و354) قال : حدثنا هشيم. قال : حدثنا عبد الملك ، عن عطاء ، عن مولى لأسماء بنت أبي بكر ، عن أسماء ، نحوه.

8345 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله تعالى - «أنَّ عائشةَ -[690]- كسَتْ عبد الله بنَ الزبير مِطرَفَ خَزٍّ كانت تلبَسُهُ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِطْرَفَ) المِطرفُ : بكسر الميم وضمها رداءٌ من خَزٍّ مربَّعٌ له أعلام ، والأكثر الكسر ، وقد يكون من غير الخَزِّ .
__________
(1) 2 / 912 في اللباس ، باب ما جاء في لبس الخز ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1757) عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
وإسناده صحيح.

8346 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «رخَّصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير وعبد الرحمن بن عوف في لبُسْ الحرير ، لحكَّة [كانت] بهما» .
وفي رواية قال : «شكَوْا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القَمْلَ ، فرَخَّصَ لهما في قُمُصِ الحرير في غزاة لهما» وفي أخرى مثله ، وفيه : «في السَّفَر من حِكَّة بهما ، أو وَجَع كان بهما» أخرجه إلا الموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 249 في اللباس ، باب ما يرخص للرجال من الحرير للحكة ، وفي الجهاد ، باب الحرير في الحرب ، ومسلم رقم (2076) في اللباس ، باب إباحة لبس الحرير للرجل إذا كانت به حكة أو نحوها ، والترمذي رقم (1722) في اللباس ، باب ما جاء في الرخصة في لبس الحرير في الحرب ، وأبو داود رقم (4056) في اللباس ، باب في لبس الحرير لعذر ، والنسائي 8 / 202 في الزينة ، باب الرخصة في لبس الحرير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/122) قال : حدثنا يزيد. وفي (3/192) قال : حدثنا بهز وعفان. وفي (3/252) قال : حدثنا عفان. والبخاري (4/50) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (4/50) أيضا قال: حدثنا محمد بن سنان.ومسلم (6/143) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا عفان.والترمذي (1722) قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
والنسائي في الكبرى تحفه الأشراف (4931) عن عبد الله بن الهيثم بن عثمان ، عن أبي داود.
سبعتهم - يزيد ، وبهز ، وعفان ، وأبو الوليد ، وابن سنان ، وعبد الصمد ، وأبو داود - عن همام بن يحيى.
2- وأخرجه أحمد (3/127و273) قال : حدثنا حجاج. وفي (3/181و273) قال : حدثنا وكيع. وفي (3/255 و 273) قال : حدثنا محمد بن جعفر وفي (3/273) قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
والبخاري (4/50) قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى بن سعيد.وفي (4/50) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (7/195) قال : حدثني محمد بن سلام قال : أخبرنا وكيع ومسلم (6/143) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع.وفي (6/143) أيضا قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - حجاج ، ووكيع ، وابن جعفر ، ويحيى بن سعيد - عن شعبة..
3- وأخرجه أحمد (3/215) قال : حدثنا محمد بن بكر. وفي (3/215) أيضا قال : حدثنا أسباط. والبخاري (4/50) قال : حدثنا أحمد بن المقدام قال : حدثنا خالد بن الحارث. ومسلم (6/143) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو أسامة.وفي (6/143) أيضا قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن بشر وأبو داود (4056) قال : حدثنا النفيلي ، قال : حدثنا عيسى بن يونس وابن ماجة (3592) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بشر والنسائي (8/202) قال: أخبرنا نضر بن علي. قال : حدثنا الخالد بن الحارث. وفي (8/202) أيضا قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عيسى بن يونس.
ستتهم - ابن بكر ، وأسباط ، وخالد ، وأبو أسامة ، وابن بشر ، وعيسى - عن سعيد بن أبي عروبة.
ثلاثتهم - همام ، وسعيد ، وشعبة - عن قتادة فذكره.

الفصل الخامس : في الصوف والشَّعَر
8347 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «صنعتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بُرْدَة سوداءَ ، فَلَبِسَها ، فلما عَرِقَ فيها وَجَدَ منها ريح الصوف ، فقذفَهَا ، وأحسِبُهُ قال : وكان يُعْجِبه الرِّيحُ الطَّيبةُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4074) في اللباس ، باب في السواد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/132) قال : حدثنا عفان. وفي (6/144) قال : حدثنا يزيد. وفي (6/219) قال : حدثنا بهز. وفي (6/249) قال : حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (4074) قال : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17665) عن هلال بن العلاء ، عن عفان.
خمستهم - عفان ، ويزيد ، وبهز ، وعبد الصمد ، ومحمد بن كثير - عن همام ، عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17665) عن محمد بن المثنى ، عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن مطرف ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-.. فذكره. مرسلا.

8348 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال لابنه أبي بُرْدةَ : «يا بُنيّ ، لو رأيتَنا ونحن مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وقد أصابتْنا السماءُ ؟ لَحَسِبْتَ أنَّ ريحنَا ريحُ الضأنِ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
وقال الترمذي : ومعنى هذا الحديث : «أنَّه كانت ثيابُهُم الصوفَ ، فإذا أصابهم المطرُ يجيء من ثيابهم ريحُ الصُّوفِ» .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (4033) في اللباس ، باب لبس الصوف والشعر ، والترمذي رقم (2481) في صفة القيامة ، باب رقم (39) ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/407) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا أبو هلال. وفي (4/419) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا سعيد. وفي (4/419) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (4033) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (3562) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن شيبان. والترمذي (2479) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - أبو هلال ، وسعيد ، وأبو عوانة ، وشيبان - عن قتادة ، عن أبي بردة ، فذكره..

8349 - (خ م د ت) أبو بردة - رضي الله عنه - قال : «دخلتُ على عائشةَ ، فأخرجتْ إلينا كِساء مُلَبَّداً ، مِن التي يُسمُّونها الملبَّدةَ ، وإزاراً -[692]- غليظاً مما يُصْنَعُ باليمن ، قال : وأقسَمتْ بالله لقد قُبضَ رُوحُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذين الثوبين» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
وفي رواية الترمذي قال : «أخرجتْ إلينا عائشةُ كساء ملبَّداً وإزاراً غليظاً ، فقالت : قُبضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذين» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 149 في الجهاد ، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه ، في اللباس ، باب الأكسية والخمائص ، ومسلم رقم (2080) في اللباس ، باب التواضع في اللباس ، وأبو داود رقم (4036) في اللباس ، باب لباس الغليظ ، والترمذي رقم (1733) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الصوف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/32) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثنا أيوب.وفي (6/131) قال : حدثنا عفان وبهز. قالا : حدثنا سليمان بن المغيرة والبخاري (4/101) قال : حدثني محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب. قال : حدثنا أيوب ومسلم (6/145) قال : حدثنا شيبان بن فروخ قال : حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي ، ومحمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم.
جميعا ، عن ابن علية ، قال ابن حجر. حدثنا إسماعيل ، عن أيوب. (ح) وحدثني محمد بن رافع قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر عن أيوب وأبو داود (4036) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا موسى. قال : حدثنا سليمان ، يعني ابن المغيرة ، وابن ماجة (3351) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة قال : أخبرني سليمان بن المغيرة. والترمذي (1733) وفي الشمائل (119) قال : حدثنا أحمد بن منيع قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا أيوب.
ثلاثتهم - أيوب ، وسليمان ، وحماد - عن حميد بن هلال ، عن أبي بردة ، فذكره.

8350 - (م د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات غداة وعليه مِرْط مُرَحَّل من شَعَرٍ أسودَ» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي ، وليس عند الترمذي : «مُرَحَّل» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِرْطٌ) المِرط : كساءٌ من صوف أو خَزٍّ ، يُؤتَزَر به .
(مُرَحَّل) المرحَّلُ ، بالحاء المهملة : الذي فيه صور الرحال ، وقيل «المرحَّل» : الموشَّى المنقوش ، سُمِّيَ بذلك ، لأن فيه تصاوير الرحال ، وجمعه : مراحل ، ويقال لذلك العمل : الترحيل ، والمراد بالرحال : الأكوار والإبل جميعاً .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2081) في اللباس ، باب التواضع في اللباس ، وأبو داود رقم (4032) في اللباس ، باب في لبس الصوف والشعر ، والترمذي رقم (2814) في الأدب ، باب ما جاء في الثوب الأسود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/162) قال : حدثنا يحيى بن زكريا ومسلم. (6/145) قال : حدثني سريج بن يونس قال : حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى قال : حدثنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا يحيى بن زكرياء.وفي (7/130) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا : حدثنا محمد بن بشر وأبو داود (4032) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الرملي ، وحسين بن علي. قالا : حدثنا ابن أبي زائدة والترمذي (2813) .وفي الشمائل (69) . قال : حدثنا أحمد بن منيع قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ومحمد بن بشر - عن زكريا بن أبي زائدة ، عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة ، فذكرته.

8351 - (د) [عبد الله] بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «كان على موسى - عليه السلام - يومَ كلَّمه ربُّه سراويلُ صُوف ، وجُبّةُ صوف ، وكِساءُ صوف ، وكُمَّةُ صُوف ، ونعلان من جِلْدِ حمارٍ مَيَّت» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1734) في اللباس ، باب ما جاء في لبس الصوف ، وفي سنده حميد بن علي أو ابن عطاء الأعرج ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، وحميد هو ابن علي الأعرج الكوفي ، قال : سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1734) قال : حدثنا علي بن حجر قال : حدثنا خلف ابن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، وحميد هو ابن علي الكوفي.
وقال أيضا : سمعت محمدا -يعني ابن إسماعيل البخاري - يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث.

الفصل السادس : في الفرش والوسائد
8352 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان فِرَاشُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من أَدَم حَشُوهُ ليف» .
وفي رواية : «كان وِسادُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي يتكئ عليه من أَدَم حشوه ليف» وفي أخرى : «الذي ينام عليه» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : «إنما كان فراشُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أدَماً حشوه ليف» . -[694]-
وفي أخرى : «إنما كان اضطجاع (1) رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-...» الحديث .
وفي رواية أبي داود : قالت : «كانت ضجعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أدماً حشوها ليف» .
وفي أخرى : «كان وساد النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه بالليل من أَدَم حشوه ليف» .
وفي رواية الترمذي : «إنما كان فراشُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه [من] أدَم حَشْوُهُ (2) لِيف» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الضِّجعة) بكسر الضاد : من الاضطجاع ، كالجِلْسَة من الجلوس ، -[695]- وهي الهيئة ، وبفتحها : المرة الواحدة من النوم ، والمراد به : ما كان يضطجع عليه ، فيكون في الكلام مضاف محذوف ، تقديره : كانت ذاتَ ضِجْعَةٍ ، أو ذات اضطجاعة : فراشُ أَدَمٍ حشوها ليف .
__________
(1) كذا في الأصل :اضطجاع ، وفي نسخة أخرى : إضجاع ، وفي نسخ مسلم المطبوعة : ضجاع ، وكذلك هي عند ابن ماجة رقم (4151) ، وأحمد في " المسند " 6 / 48 و 56 و 108 و 207 و 262 ضجاع ، قال الحافظ في " الفتح " : ضجاع : ما يضطجع عليه .
(2) في نسخ الأصل المخطوطة ، وفي نسخ الترمذي المطبوعة : أدم ، ووقع هذا الحديث عند مسلم بنفس إسناد الترمذي : أدماً ، كما تقدم ، وعلى هامش الترمذي طبع بولاق : نسخه : أدماً ، وانظر ما قاله العلامة ملا علي القاري في " جمع الوسائل " شرح شمائل الترمذي ، في باب ما جاء في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حول إعراب " أدم " التي جاءت في نسخ الترمذي وغيرها .
(3) رواه البخاري 11 / 250 في الرقاق ، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا ، ومسلم رقم (2082) في اللباس ، باب التواضع في اللباس ، وأبو داود رقم (4146) و (4147) في اللباس ، باب في الفرش ، والترمذي رقم (1761) في اللباس ، باب ما جاء في فراش النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/48) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/56) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/73) قال : حدثنا إسحاق. قال : حدثنا عبد الرحمن ، يعني ابن أبي الزناد. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/212) قال : حدثنا عبد القدوس بن بكر. وعبد بن حميد (1506) قال : حدثنا النضر بن شميل. والبخاري (8/121) قال : حدثني أحمد بن أبي رجاء. قال : حدثنا النضر. ومسلم (6/145) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبدة بن سليمان. (ح) وحدثني علي ابن حجر السعدي. قال : أخبرنا علي بن مسهر. و (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (4146) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن منيع. قالا : حدثنا أبو معاوية. وفي (4147) قال : حدثنا أبو توبة. قال : حدثنا سليمان ، يعني ابن حيان. وابن ماجة (4151) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد. قال : حدثنا عبد الله بن نمير وأبو خالد. والترمذي (1761) . وفي الشمائل (328) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا علي بن مسهر. وفي (2469) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا عبدة.
تسعتهم - أبو معاوية الضرير ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، ووكيع ، وعبد القدوس بن بكر ، والنضر بن شميل ، وعبدة بن سليمان ، وعلي بن مسهر ، وأبو خالد سليمان بن حيان - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.

8353 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الفُرُشَ ، فقال : فِراشٌ للرجل ، وفِراشٌ للمرأة ، وفِراشٌ للضَّيْف ، والرابع للشيطان» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4142) في اللباس ، باب في الفرش ، والنسائي 6 / 135 في النكاح ، باب الفرش ، ورواه أيضاً مسلم رقم (2084) في اللباس ، باب كراهة ما زاد على الحاجة من الفرش واللباس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/324) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد قال : أخبرنا حيوة.
2- وأخرجه مسلم (6/146) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وأبو داود (4142) قال : حدثنا يزيد بن خالد الهمداني الرملي ، والنسائي (6/135) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، وفي الكبرى تحفة الأشراف (2377) عن محمد بن سلمة.
أربعتهم - أبو الطاهر ويزيد ، ويونس ومحمد بن سلمة - عن ابن وهب.
كلاهما - حيوة ، وابن وهب - قالا : أخبرنا أبو هانيء أنه سمع وأبا عبد الرحمن ، فذكره.

8354 - (د ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فرأيته مُتكئاً على وسادة على يساره» . أخرجه الترمذي وأبي داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4143) في اللباس ، باب في الفرش ، والترمذي رقم (2771) في الأدب ، باب ما جاء في الاتكاء ، و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال : وروى غير واحد هذا الحديث عن إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئاً على وسادة ، ولم يذكروا " على يساره " ، ورواه الترمذي رقم (2772) دون قوله : " على يساره " وقال : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، وكذا رواه الدارمي وصححه أبو عوانة وابن حبان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/102) وأبو داود (4143) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. (ح) وحدثنا عبد الله بن الجراح ، والترمذي (2771) . وفي الشمائل (134) قال : حدثنا يوسف بن عيسى وعبد الله بن أحمد (5/97) قال : حدثني عثمان بن محمد.
أربعتهم - أحمد ، وعبد الله ، ويوسف وعثمان - عن وكيع.
2- وأخرجه الترمذي (2770) .وفي الشمائل (130) قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري البغدادي قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوفي.
كلاهما - وكيع وإسحاق - عن إسرائيل ، عن سماك بن حرب ، فذكره.

8355 - (خ) عبيدة (1) [السلماني] قال : «افتراش الحرير كلبسه» . أخرجه البخاري تعليقاً (2) .
__________
(1) في الأصول : أبو عبيدة ، وفي بعض النسخ : أبو عبيد ، والتصحيح من نسخ البخاري المطبوعة .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري تعليقاً ، وهو عنده 10 / 246 في اللباس ، باب افتراش الحرير ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله الحارث بن أبي أسامة من طريق محمد بن سيرين قال : قلت لعبيدة : افتراش الحرير كلبسه ؟ قال : نعم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (10/246) في اللباس - باب افتراش الحرير.

8356 - (ت د س) أبو المليح [بن أسامة] عن أبيه - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن جُلودِ السباعِ أنْ تُفْتَرَشَ» وفي أخرى : «نهى عن جلود السباع» أخرجه الترمذي وأخرج أبو داود والنسائي الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نهى عن جلود السباع) قال الخطابي : من رأى أن الدِّباغ لا يُفعل إلا في جلد ما يؤكل لحمه : يحتج بهذا الحديث وغيره ، ويكون معناه عنده : أن النهي إنما هو أن يستعمل قبل الدباغ ، وتأوَّله أصحاب الشافعي على أنه إنما نهي عن استعمالها من أجل شعرها ، لأن جلود النمور والحُمُر ونحوها إنما تستعمل مع بقاء الشعر عليها ، وشعر الميتة نجس عندهم ، وقد يكون النهي عنها أيضاً من أنَّها مراكبُ أهلِ السَّرَفِ والخُيَلاء ، فإذا دُبِغَ الجلدُ بعد أن يذهبَ شعره ، فهو طاهر عنده ، لأن شعور الميتة لا تقبل الدباغ .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4032) في اللباس ، باب جلود النمور والسباع ، والترمذي رقم (1771) في اللباس ، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع ، والنسائي 7 / 176 في الفرع ، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه ، وقال الترمذي : ولا نعلم أحداً قال : عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة ، وقال الترمذي : ورواه شعبة عن يزيد الرشك عن أبي المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الترمذي : وهذا أصح ، يعني : مرسلاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (5/74) قال :حدثنا إسماعيل. وفي (5/74) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/75) قال : حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (1989) قال : أخبرنا معمر بن بشر ، عن ابن المبارك. وفي (1990) قال : أخبرنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (4132) قال: حدثنا مسدد ، أن يحيى بن سعيد وإسماعيل بن إبراهيم حدثاهم والترمذي (1771) قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن المبارك ، ومحمد بن بشر ، وعبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحي بن سعيد ، والنسائي (7/176) . قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى.
ستتهم - إسماعيل ، وابن جعفر ، ويحيى ، وابن المبارك ، ومحمد بن بشر ، وعبد الله بن إسماعيل - عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن أبي المليح ، فذكره.

الفصل السابع : في أحاديث متفرقة
8357 - (د) عتبة بن عبد السلمي - رضي الله عنه - قال : «استكسيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكساني خيْشَتين ، فلقد رأيتُني وأنا أَكُسَى أصحابي» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4032) في اللباس ، باب في لبس الصوف والشعر ، وفي سنده عقيل بن مدرك لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/185) قال : حدثنا هيثم بن خارجة. وأبو داود (4032) قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي.
كلاهما - هيثم ، وإبراهيم بن العلاء - عن إسماعيل بن عياش ، عن عقيل بن مدرك السلمي ، عن لقمان بن عامر الوصابي ، فذكره.

8358 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنه رأى رُفقَة من أهل اليمن رحالُهم من الأدَمِ ، فقال : مَنْ أحبَّ أن ينظرَ إلى أشبَهِ رُفْقَةٍ كانوا بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلينظر إلى هؤلاء» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4144) في اللباس ، باب في الفرش ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/120) (6016) قال : حدثنا هاشم. وأبو داود (4144) قال : حدثنا هناد بن السري عن وكيع.
كلاهما - هاشم ، ووكيع - عن إسحاق بن سعيد بن عمرو الرقاشي ، عن أبيه ، فذكره.

8359 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : «نِساء كاسيات عاريات مائلات مُميِلات ، لا يدْخُلْنَ الجنة ، ولا يجْدنَ ريحها ، ورِيحُها يوجد من مسيرة خمسمائة عام» أخرجه الموطأ .
وأخرجه مسلم في جملة حديث طويل ، وهو مذكور في موضعه ، إلا -[698]- أن الموطأ وقفه على أبي هريرة ، ومسلماً ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كاسيات عاريات) الكاسية العارية : هي التي تلبس الرقيق من الثياب الذي يَشِفُّ ، يقال : كسا يكسو : إذا صار ذا كسوة ، فهو كاسٍ ، وقيل : يكسين بعضَ أجسامهن ويلقين خُمُرهن من ورائهن ، فتظهر صدورهن .
(مائلات مميلات) المائلات : الزائغات عن طاعة الله تعالى وعما يلزمهن من حفظ الفروج ، والمميلات : اللاتي يعلِّمن غيرَهُنَّ الدخول في مثل فعلهن . وقيل : «مائلاتٌ» : متبخترات في مشيهن ، «مميلات» : يملن أعطافهن ، وقيل : المائلات اللاتي يمتشطن المِشْطة المَيْلاء ، وهي مشطة البغايا ، والمميلات : اللاتي يَمْشُطْنَ غيرَهن تلك المشطة .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 2 / 913 في اللباس ، باب ما يكره للنساء لبسه من الثياب ، ومسلم رقم (2128) في اللباس ، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/355) قال : حدثنا أسود بن عامر. قال : حدثنا شريك وفي (2/440) قال : حدثنا أبو داود الحفري ، عن شريك ، ومسلم (6/68و8/155) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير.
كلاهما - شريك ، وجرير بن عبد الحميد - عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، فذكره.
وأخرجه مالك في الموطأ (1759) مع شرح الزرقاني عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح ، فذكره.

الكتاب الثاني : في اللقطة
8360 - (خ م ط د ت) يزيد مولى المنبعث أنه سمع زيدَ بنَ خالد يقول : «سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة : الذَهبِ أو الوَرِقِ ؟ فقال : اعرِفْ وكاءها وعِفاصها ، ثم عرِّفها سنة ، فإن لم تَعْرِفْ ، فاستنْفِقْها ، ولتكن وديعة عندك ، فإن جاء طالبُها يوماً من الدهر ، فأدِّها إليه، وسأله عن ضالة الإبل ؟ فقال : ما لَكَ وما لها ؟ دَعْها ، فإن معها حِذَاءها وسقاءها ، تَرِدُ الماء وتأكلُ الشجر ، حتى يَجِدَها ربُّها ، وسأله عن الشاة ؟ فقال : خُذْها ، فإنما هي لك ، أو لأخيك ، أو للذئب» .
وفي رواية - بعد قوله في اللقطة : «وكانت وديعةً عنده» قال يحيى بن سعيد : فهذا الذي لا أدري : أفي حديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أم شيء من عنده ؟ وفيه - بعد قوله في الغنم : «لك أو لأخيك أو للذئب» - قال يزيد : وهي تُعَرّف أيضاً ؟ .
وفي أخرى في اللقطة : «فإن جاء صاحبُها ، وإلا فَشأْنَكَ بها» .
وفي أخرى : «وإلا فاستَنْفِق بها» . -[700]-
وفي أخرى قال : «فضالة الإبل ؟ قال : فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرَّتْ وجْنَتَاهُ - أو احمرَّ وجهه - ثم قال : ما لَكَ ولها ؟» .
وفي أخرى : «فإن جاءَ صاحبُها فعرَّف عِفاصَها وعَدَدها ووِكاءَها ، فأعطِها إياه ، وإلا فهي لك» لم يذكر سفيان عن ربيعة «العدد» .
وفي رواية قال : سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة ؟ فقال : «عَرّفْها سنة ، فإن لم تُعْتَرَف ، فاعْرِف عِفَاصها ووكاءها ، ثم كُلْها ، فإن جاءَ صاحبُها فأدِّها إليه» .
وفي أخرى : فإن اعتُرِفتْ فأدِّها ، وإلا فعرِّف عِفَاصَها ووعاءها وعددها» .
أخرجه البخاري ومسلم ، إلا الروايتين الأخيرتين ، فإن مسلماً انفرد بهما .
وفي رواية الموطأ قال : «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فسأله عن اللقطة ؟ فقال : «اعرِف عِفَاصها ووِكاءها ، ثم عَرِّفها سَنَة ، فإن جاءَ صاحبُها ، وإلا فشأنَك بها ، فقال : فضالةَ الغنم ، يا رسولَ الله ؟ قال : لَكَ ، أو لأخيك أو للذئب ، قال : فضالَّة الإبل ؟ قال : ما لَكَ ولها ؟ معها سقاؤها وحِذَاؤُها ، تَرِدُ الماء ، وتأكلُ الشجر ، حتى يلقاها رَبُّهَا» .
وفي رواية الترمذي وأبي «أنَّ رجلاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة فقال : عَرِّفْها سَنَة ، ثم اعرِف وكاءها وعِفَاصَهَا - وفي أخرى ، وعاءها -[701]- وعفاصها - ثم استَنْفِقْ بها ، فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه ، فقال : يا رسولَ الله ، فضالَّةُ الغنم ؟ فقال : خُذها ، فإنما هِيَ لك ، أو لأخيك ، أو للذئب ، قال : يا رسولَ الله ، فضالَّةُ الإبل ؟ فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرتْ وجنتاهُ أو احمر وجهه - وقال مالك ولها ؟ معها حِذاؤها وسِقاؤُها ، حتى يأتيها ربُّها» .
وفي أخرى لأبي داود - بعد قوله «سِقاؤها» - «تَرِد الماءَ ، وتأكلُ الشجرَ» ولم يقل في ضالة الغنم : «خذها» وقال في اللقطة : «عرِّفْها سنَة ، فإن جاء صاحبُها ، وإلا فشأنَك بها» ولم يذكر «استنْفِق» .
وله أيضاً في روايات أخرى نحو ما سبق في روايات البخاري ومسلم ؛ وله في أخرى بمعناه ، وفيه «فإن جاء باغِيها فعرَّف عِفَاصها وعَددَهَا فادْفعها إليه» .
قال أبو داود : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثله ، ولم يذكر لفظه .
وله في أخرى عن زيد بن خالد قال : «سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة قال : تُعرِّفها حولاً ، فإن جاء صاحبُها دفعتَها إليه ، وإلا عَرَّفتَ وِكاءها وعِفَاصها ، ثم أفِضْها في مالك ، فإن جاء صاحبُها دفعتَها إليه» (1) . -[702]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عفاصها ووكاءها) العفاص : الوعاء الذي تكون فيه النفقة ، جلداً كان أو خِرْقة أو غير ذلك ، والوكاء : الخيط الذي يُشَدُّ به رأسُ الكيس والجراب والقربة ونحو ذلك ، والمراد : أنَّ ذلك يكونُ علامةً لما التقطه ، فمن جاء يتعرَّفُها أو يطلبها بتلك الصفة دُفِعت إليه .
(فضالة الغنم) الضالة : الضائعة عن صاحبها ، وإنما رُخِّص في ضالَّة الغنم لأنها إن لم تُؤخَذْ أكلها الذئب ، فلذلك قال : «هي لك ، أو لأخيك» يعني : رجلاً آخر يراها ، فيأخذها «أو للذئب» يأكلها إذا تركت .
(فضالة الإبل) إنما شدد في ضالة الإبل بقوله : «معها حذاؤها» وهو ما تطأ به الأرض من خُفِّها ، لأنه أراد : أنها تقوى به على قطع الأرض ، وقوله : «سقاؤها» أراد : أنها تقوى على ورود المياه ، ورَعْي الشجر ، والامتناعِ من السباع المفترسة ، وكذا ما كان في معنى الإبل من البقر والخيل والحمير . -[703]-
(فاستَنْفِقْها) أي : أنْفِقْها وصَرِّفْها إذا شاع خبرها بين الناس وانتشر أمرها .
(أفِضْها في مالك) أي : اخلطها فيه ، وألقها في جملته ، من قولك : فاض الحديث : إذا اختلط وانتشر .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 168 في العلم ، باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره ، وفي الشرب ، باب شرب الناس والدواب من الأنهار ، وفي اللقطة ، باب ضالة الإبل ، وباب ضالة -[702]- الغنم ، وباب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه ، وباب من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان ، وفي الطلاق ، باب حكم المفقود في أهله وماله ، وفي الأدب ، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله ، ومسلم رقم (1722) في اللقطة ، باب في فاتحته ، والموطأ 2 / 757 في الأقضية ، باب القضاء في اللقطة ، وأبو داود رقم (1704) و (1705) و (1706) و (1707) و (1708) في اللقطة في فاتحته ، والترمذي رقم (1372) و (1373) في الأحكام ، باب ما جاء في اللقطة وضالة الإبل والغنم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك في الموطأ (471) وأحمد (4/117) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، وعبد بن حميد (279) قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا مالك بن أنس. والبخاري (1/34) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا سليمان بن بلال المدني. وفي (3/149) قال : حدثنا إسماعيل قال : حدثنا مالك. وفي (3/163) قال : حدثنا عمرو بن عباس ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. وفيه (3/163) قال : حدثنا عمرو بن عباس ، قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا سفيان. وفيه (3/163) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك. وفي (3/165) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (3/166) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان. وفي (8/34) قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (5/133) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، قال : قرأت على مالك. وفي (5/134) قال : وحدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وابن حجر ، عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثني أبو الطاهر ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وعمرو بن الحارث ، وغيرهم. (ح) وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال: حدثني سليمان وهو ابن بلال. وأبو داود (1704) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (1705) قال : حدثنا ابن السرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني مالك. والترمذي (1372) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى (ورقة 75) قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك.
خمستهم - مالك ، والثوري ، وسليمان وإسماعيل ، وعمرو - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
2- وأخرجه الحميدي (816) وأحمد (4/116) . والبخاري (7/64) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (2504) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل بن العلاء الأيلي ، والنسائي في الكبرى (ورقة 75) قال : أخبرنا إسحاق بن إسماعيل.
أربعتهم - الحميدي ، وأحمد ، وعلي ، وإسحاق - قالوا : حدثنا سفيان هو ابن عيينة ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
* قال سفيان بن عيينة : فلقيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ،قال سفيان : ولم أحفظ عنه شيئا غير هذا ، فقلت : أرأيت حديث يزيد مولى المنبعث في أمر الضالة ، هو عن زيد بن خالد ؟ قال : نعم.
3- وأخرجه البخاري (3/163) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم (5/134) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3763) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن القعنبي.
كلاهما - إسماعيل ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد.
4- وأخرجه مسلم (5/135) قال : حدثني إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا حبان بن هلال. وأبو داود (1708) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في الكبرى (ورقة 75) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا أسد بن موسى.
ثلاثتهم - حبان ، وموسى ، وأسد - عن حماد بن سلمة ، قال : حدثني يحيى بن سعيد ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن.
5- وأخرجه أبو داود (1707) . والنسائي في الكبرى (ورقة 75) قال أبو داود : حدثنا ، وقال النسائي : أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن عباد بن إسحاق ، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث.
ثلاثتهم - ربيعة ، ويحيى ، وعبد الله بن يزيد - عن يزيد مولى المنبعث ، فذكره.

8361 - (خ م ت د) سويد بن غفلة - رضي الله عنه - قال : خرَجْتُ أنا وزيدُ بن صُوحانَ وسَلْمانُ بن ربيعة غَازِينَ ، فوجدتُ سَوطاً فأخذتُه ، فقالا لي : دَعْه ، فقلت : لا ، ولكني أعرِّفه ، فإن جاء صاحبه ، وإلا استمتعتُ به ، فلما رجعنا من غَزاتِنا قُضي لي أن حَجَجْتُ ، فأتيت المدينة فلقيتُ أُبيَّ بنَ كعب ، فأخبرتُه بشأن السّوطِ وبقولهما ، فقال : إني وجدتُ صُرَّة فيها مائةُ دينار على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأتيتُ بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : عرِّفْها حولاً ، قال : فَعَرَّفتُها ، فلم أجد مَنْ يعْرِفُها ، ثم أتيتُه ، فقال : عرِّفها حولاً ، [فعرَّفْتُها] ، فلم أجد من يعرفها ثم أتيته ، فقال : عَرِّفها حولاً ، [فعرَّفتُها] ، فلم أجد من يعرفها ، فقال : احفظْ عدَدَها ووِعاءها وَوِكَاءها ، فإن جاء صاحبُها ، وإلا فاستمتعْ بها ، قال : فاستمتعتُ بها ، فلقيتُه بعد ذلك بمكَة ، فقال : لا أدري : بثلاثة أحوال ، أو حَول واحد ؟ .
وفي رواية : قال شعبة : «فسمعتُه - يعني سلمَة بنَ كهيل - بعد عشر سنين يقول : عَرِّفْها عاماً واحداً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
ولمسلم في رواية : «عامين ، أو ثلاثة» وفي أخرى : «فإن جاء أحدٌ -[704]- يخبرك بِعدَدها وَوِعائِها وَوِكَائها فأعطها إياه» وفي أخرى : «وإلا فهو كسبيل مالِكَ» .
وفي حديث الترمذي زيادة : «قلتُ : لا أدَعُهُ تأْكلُه السباع» يعني «السَّوْطَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 56 و 57 في اللقطة ، باب إذا أخبر رب اللقطة بالعلامة دفع إليه ، وباب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع حتى لا يأخذها من لا يستحق ، ومسلم رقم (1723) في اللقطة ، باب في فاتحته ، وأبو داود رقم (1701) في اللقطة في فاتحته ، والترمذي رقم (1374) في الأحكام ، باب ما جاء في اللقطة وضالة الإبل والغنم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/126) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (3/162) قال : حدثنا آدم. وفي (3/162) قال : حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر. وفي (3/165) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (3/166) قال : حدثنا عبدان ، قال : أخبرني أبي. ومسلم (5/135) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع ، قال : حدثنا غندر. و (5/136) قال : حدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي ، قال : حدثنا بهز. وأبو داود (1701) قال : حدثنا محمد بن كثير. وفي (1702) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وعبد الله بن أحمد (5/126) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (28) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث. (ح) وعن عمرو بن علي ، عن محمد بن جعفر. (ح) وعن عمرو بن يزيد الجرمي ، عن بهز بن أسد.
ثمانيتهم - ابن جعفر ، وآدم ، وسليمان ، وعثمان بن جبلة ، وبهز ، ومحمد بن كثير ، ويحيى ، وخالد بن الحارث - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (5/126) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/126) قال : حدثنا عبد الله بن نمير. وعبد بن حميد (162) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (5/136) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (2506) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (1374) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ويزيد بن هارون ، عن سفيان الثوري.
3- وأخرجه أحمد (5/127) قال : حدثنا أبو خيثمة. ومسلم (5/136) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائى في الكبرى تحفة الأشراف (28) عن عمرو بن علي ، عن عبد الله بن نمير.
ثلاثتهم - وكيع ، وعبد الله بن نمير ، ويزيد بن هارون - عن سفيان الثوري.
3- وأخرجه أحمد (5/127) قال : حدثنا أبو خيثمة. ومسلم (/136) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (28) عن محمد بن قدامة.
ثلاثتهم - أبو خيثمة ، وقتيبة ، وابن قدامة - عن جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش.
4- وأخرجه أحمد (5/127) قال : حدثنا بهز. ومسلم (5/136) قال : حدثني عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدثنا بهز. وأبو داود (1703) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وعبد الله بن أحمد (5/127) قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي.
ثلاثتهم - بهز ، وموسى ، وإبراهيم - عن حماد بن سلمة.
5- وأخرجه مسلم (5/136) قال : حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة.
6- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/127) قال : حدثني أحمد بن أيوب بن راشد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا محمد بن جحادة.
7- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (28) عن محمد بن رافع ، عن حجين بن المثنى ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل.
سبعتهم - شعبة ، وسفيان ، والأعمش ، وحماد بن سلمة ، وزيد بن أبي أنيسة ، وابن جحادة ، وعبد الله بن الفضل - عن سلمة بن كهيل ، عن سويد بن غفلة ، فذكره.
* ألفاظ الروايات متقاربة.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (5/143) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدرواردي ، قال : حدثنا عمارة بن غزية ، عن سلمة بن كهيل ، عن صعصعة بن صرحان ، عن أبي بن كعب.

8362 - (د س) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه - رحمه الله - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن التمر المعلّق ؟ فقال : مَنْ أصاب منه من ذي حاجة غيرَ مَتَّخِذٍ خُبْنَة فلا شيء عليه ، ومن خرج بشيء منه فعليه غرَامةُ مِثْلَيْهِ والعقوبةُ ، ومَنْ سَرَقَ منه شيئاً بعد أن يُؤوِيَه الجَرِينُ فبلغ ثمنَ المِجَنِّ ، فعليه القطْعُ ، ومن سَرَقَ دون ذلك ، فعليه غَرَامَةُ مثليه والعقوبةُ» وذكر «في ضالة الإبل والغنم» كما ذكر غيره ، قال : «وسئل عن اللقطة ؟ فقال : ما كان منها في الطريق الميتاءِ والقريةِ الجامعة ، فعرِّفْها سنَة ، فإن جاء صاحبها فادْفَعها إليه ، وإن لم يأتِ فهي لك ، وما كان منها في الخراب- يعني ففيها وفي الركاز الخمس» .
وفي رواية بإسناده بهذا قال : «في ضالة الشاة : فاجمعها» وفي أخرى -[705]- قال في ضالة الغنم : «لك ، أو لأخيك أو للذئب ، خُذْها» وفي أخرى قال : «فاجمعها حتى يأتيها باغيها» أخرجه النسائي .
وأخرج أبو داود منه من قوله : «وسئل عن اللقطة... إلى قوله : فيه الخمس» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُبنة) الخُبْنة : ما يجعل في الخَبن ، ويخبأ فيه ، وهو طرف الثوب .
(الجَرين) للتمر كالبيدر للحنطة والشعير .
(المجنُّ) : التُّرس ، وقوله : «فعليه غرامة مثليه» يشبه أن يكون على سبيل الوعيد ، لينتهي فاعل ذلك عنه ، وإلا فالأصل أن لا واجب على متلفِ الشيء أكثر من مثله ، وقد قيل : إنَّه كان في صدر الإسلام تقع العقوبات في الأموال ، ثم نسخ ذلك ، وكذلك قوله : «في ضالة الإبل غرامتها ومثلها معها» سبيله هذا السبيل من الوعيد ، قال : وكان عمرُ بنُ الخطاب يحكم به ، وإليه ذهب أحمد بن حنبل ، وخالفه عامَّة الفقهاء .
(طريق مِيتاء) : إذا كان مطروقاً يأتيه الناس كثيراً .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (1710) و (1711) و (1712) و (1713) في اللقطة في فاتحته ، والنسائي 8 / 84 و 85 في قطع السارق ، باب الثمر المعلق يسرق ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (597) قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعناه من داود بن شابور ويعقوب بن عطاء. وأحمد (2/180) (6683) قال : حدثنا يعلى قال : حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/186) (6746) قال : حدثنا الحسين قال : حدثني ابن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن يعني ابن الحارث. وفي (2/203) (6891) قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت ابن إسحاق. وفي (2/224) (7094) قال: حدثنا حماد بن خالد ، قال : حدثنا هشام بن سعد. وأبو داود (1708) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن عمر. وفي (1710) و (4390) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان. وفي (1711) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الوليد ، يعني ابن كثير. وفي (1712) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة، عن عبيد الله بن الأخنس. وفي (1713) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، عن ابن إسحاق. (ح) وحدثنا ابن العلاء ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ابن إسحاق. وابن ماجة (2596) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير. والترمذي (1289) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان. والنسائي (5/44و8/84) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عبيد الله بن الأخنس. وفي (8/85) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث عن ابن عجلان. (ح) قال : قال الحارث بن مسكين ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، عن ابن وهب ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث ، وهشام بن سعد. وابن خزيمة (2327) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، وهشام بن سعد. وفي (2328) قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير ، عن محمد بن إسحاق.
عشرتهم - داود بن شابور ، ويعقوب ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الرحمن بن الحارث ، وهشام بن سعد ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عجلان ، والوليد بن كثير ، وعبيد الله بن الأخنس ، وعمرو بن الحارث ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة..

8363 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه - «أنَّ عليَّ بنَ أبي طالب دخل على فاطمةَ ، وحُسَنٌ وحُسَيْنٌ يبكيان ، فقال : ما يبكيهما ؟ قالت : -[706]-الجوعُ ، فخرج عليٌّ ، فوجد ديناراً بالسوق ، فجاء إلى فاطمةَ فأخبرها ، فقالت : اذهبْ إلى فلانٍ اليهوديّ ، فخذْ لنا دقيقاً ، فجاء إلى اليهوديِّ فاشترى به دقيقاً ، فقال اليهوديُّ : أنتَ خَتَنُ هذا الذي يزعُمُ أنَّه رسولُ الله ؟ قال : نعم ، قال : فخذ دينارك ولك الدقيق ، فخرج عليٌّ حتى جاء به فاطمةَ فأخبرها ، فقالت : اذهبْ إلى فلان الجَزَّار ، فخذ لنا بدرهم لحماً ، فذهَب فرَهَن الدينار بدرهم لحم ، فجاء به فعجَنَتْ ونَصَبَتْ (1) وخبزَتْ ، وأرسلت إلى أبيها فجاءهم ، فقالت : يا رسولَ الله ، أذكره لك ، فإن رأيتَهُ حلالاً أكلناه ، وأكلت مَعنا ، من شأنه كذا وكذا ، فقال : كلوا بسم الله ، فأكلوا منه ، فبينما هم مكانهم إذا غلامٌ يَنْشُدُ الله والإسلامَ الدينارَ ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدُعِيَ له ، فسأله ؟ فقال : سقط مِني في السوق ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : يا علي اذهب إلى الجَزَّارِ ، فقل له : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لك : أرسل إليَّ بالدينار ، ودرهَمُكَ عليَّ ، فأرسل به ، فدفعه [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] إليه» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل : وعصبت ، والتصحيح من " سنن أبي داود " المطبوعة .
(2) رقم (1716) في اللقطة في فاتحته ، وفي سنده موسى بن يعقوب الزمعي ، وهو صدوق سيء الحفظ ، قال الحافظ في " التلخيص " : وأعل البيهقي هذه الروايات لاضطرابها ومعارضتها لأحاديث اشتراط السنة في التعريف لأنها أصح ، قال : ويحتمل أن يكون إنما أباح له الأكل قبل التعريف للاضطرار ، والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1716) قال : حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن أبي حازم. فذكره.

8364 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن عليَّ بن أبي طالب وَجَدَ ديناراً ، فأتى به فاطمةَ ، فسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال رسولُ الله -[707]- صلى الله عليه وسلم- : هو رِزْق الله ، فأكل منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأكل علي ، وفاطمة ، فلما كان بعد ذلك : أتتِ امرأةُ تَنْشُدُ الدينار ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا علي ، أدِّ الدينار» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1714) في اللقطة في فاتحته ، وفي سنده مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1714) قال : حدثنا محمد بن العلاء. قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن عبيد الله بن مقسم حدثه ، عن رجل ، فذكره.

8365 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «[أنَّه] التقط ديناراً ، فاشترى به دقيقاً ، فعرفه صاحب الدقيق ، فردَّ عليه الدينار ، فأخذه عليٌّ ، فقطع منه قيراطين فاشترى به لحماً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1715) في اللقطة في فاتحته ، وإسناده حسن ، وحسنه الحافظ في " التلخيص " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1715) قال : حدثنا الهيثم بن خالد الجهني، قال : حدثنا وكيع ، عن سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، فذكره.

8366 - (ط) معاوية بن عبد الله بن بدر الجهني - رحمه الله - «أن أباه أخبره أنه نزلَ مَنْزِلاً في طريق الشام ، فوَجدَ صُرَّة فيها ثمانون ديناراً ، فذكرها لعمر بن الخطاب ، فقال : عَرِّفها على أبوب المسجد ، واذكرها لِمَنْ يَقدَم من الشامَ سَنَة ، فإذا مَضَتْ سَنَةٌ فشأنُكَ بها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 757 في الأقضية ، باب القضاء في اللقطة ، وفي سنده معاوية بن عبد الله بن بدر الجهني لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، لكن يشهد له بالمعنى حديث زيد بن خالد المتقدم فهو به حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/67) عن أيوب بن موسى ، عن معاوية ، فذكره.

8367 - (د) عياض بن حِمار - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن وجَدَ لُقْطَة فليُشهِد ذا عَدْل - أو ذَوَي عدل - ولا يَكْتُم ، ولا يُغَيّبْ ، فإن وَجد صاحبَها فليردَّها عليه ، وإلا فهو مالُ الله يؤتيه منْ يشاء» . -[708]- أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليُشْهد ذا عدل) الأمر بالشهادة : أمر تأديب وإرشاد ، وذلك مما يتخوَّفه في الآجل من تسويل النفس وانبعاث الرغبة فيها ، فيدعوه إلى الخيانة فيها بعد الأمانة ، وإنه ربما نزل به حادث الموت فادَّعاها ورثته ، وجعلوها في جملة تركته .
__________
(1) رقم (1709) في اللقطة في فاتحته ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/161) قال : حدثنا هشيم. وفي (4/266) قال : حدثنا إسماعيل. وفيه (4/266) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (1709) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا خالد ، يعني الطحان. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب. وابن ماجة (2505) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في الكبرى الورقة (75) قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا هشيم. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، وفي الكبرى أيضا تحفة الأشراف (8/11013) عن ابن بشار ، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
ثمانيتهم - هشيم ، وإسماعيل بن علية ، وشعبة ، وخالد الطحان ، ووهيب ، وعبد الوهاب ، وحماد بن سلمة ، وعبد الأعلى - عن خالد الحذاء ، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن أخيه مطرف ، فذكره.

8368 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في ضالة الإبل المكتومة : غرامتُها ومثلُها معها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1718) في اللقطة في فاتحته من حديث عكرمة قال : أحسبه عن أبي هريرة ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " : لم يجزم عكرمة بسماعه من أبي هريرة فهو مرسل ، قال : وكان عمر رضي الله عنه يحكم فيمن كتم ضالة الإبل ولم يعرفها ولم يشهد عليها بما يقتضيه هذا الحديث وإليه ذهب أحمد بن حنبل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه أبو داود (1718) قال : حدثنا مخلد بن خالد ، قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر ، عن عمرو بن مسلم ، عن عكرمة ، فذكره.

8369 - (د) المنذر بن جرير - رضي الله عنه - قال : «كنت مع جرير بالبوازيج (1) فجاء الراعي بالبقر ، وفيها بقرةٌ ليست منها ، فقال له جرير : ما هذه ؟ قال : لَحِقَت بالبقر، لا ندري لمن هي ؟ قال جرير : أخرجوها ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يأوي الضالَّة إلا ضالٌّ» أخرجه أبو داود (2) .
-[709]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يَأوي الضالة إلا ضالٌّ) الضالة : اسم للإبل والبقر والخيل والحمير ونحوها ، ولا يقع على اللقطة من غيرها ، وإنما أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث : من آوى ضالة الإبل وما في معناها مما له قوة يمتنع بنفسه ، ويستقل بقوته ، حتى يأخذَه ربُّه ، وقوله : «لا يأوي» هكذا جاء لفظ الحديث من أوى - بالقصر - يأوي ، قال الأزهري : يقال : أويت إلى المنزل ، وأويت [وآويت] زيداً ، قال : وأنكر أبو الهيثم أن يكون : أويت - بالقصر - متعدياً ، قال : ولم يَحفظ أبو الهيثم ، فإن القصر لغةٌ فصيحةٌ أقرأنيها الإيادي عن شَمر عن أبي عبيد ، وسمعتها من العرب ، ثم قال : ورواه فُصَحاء المحدِّثين عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بفتح الياء ... وذكر هذا الحديث .
__________
(1) هي الإمارة التي فتحها جرير بن عبد الله البجلي ، وفيها قوم من مواليه . ا هـ . من هامش " مختصر سنن أبي داود " .
(2) رقم (1720) في اللقطة في فاتحته ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/360) قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، وهو ابن أبي زائدة ، قال : حدثنا أبو حيان التيمي. وفي (4/362) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن أبي حيان. وابن ماجة (2503) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا أبو حيان التيمي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3233) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن أبي حيان. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن علية.
كلاهما - أبو حيان ، وإسماعيل - عن الضحاك خال المنذر بن جرير.
2- وأخرجه أبو داود (1720) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا خالد ، عن أبي حيان التيمي.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3233) عن حسين بن منصور بن جعفر ، عن إبراهيم بن عيينة ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير.
ثلاثتهم - الضحاك ، وأبو حيان ، وأبو زرعة - عن المنذر بن جرير ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3233) عن محمد بن بشار ، عن غندر ، عن شعبة ، عن يحيى بن سعيد التيمي ، عن رجل ، عن المنذر بن جرير ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3214) عن محمد بن آدم بن سليمان. وعن محمد بن حاتم ابن نعيم ، عن حبان بن موسى.
كلاهما - محمد بن آدم ، وحبان - عن ابن المبارك ، عن أبي حيان التيمي ، عن الضحاك خال المنذر بن جرير ، عن جرير ، فذكره. ليس فيه : المنذر بن جرير.

8370 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أن رجلاً وجد لُقطة ، فجاء بها إلى ابن عمر ، فقال له : وجدت لقطة فما ترى ؟ قال : عرِّفها ، قال : قد فعلت ، قال : زِدْ ، قال : قد فعلت ، قال : لا آمرك أن تأكلها ، [و] لو شئتَ لم تأخذها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 758 في الأقضية ، باب القضاء في اللقطة ، ورجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/67) عن نافع ، فذكره.

8371 - (ط) سليمان بن يسار «أن ثابت بن الضحاك حدثه أنه وجد بعيراً ضالاً بالحَرَّة فعقله ، ثم ذكره لعمر - رضي الله عنه - فأمره عمر أن يعرِّفه -[710]-ثلاث مرات ، فقال له ثابت : قد شغلني عن ضيعتي ، قال ، أرسله حيث وجدتَه» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَرَّة) : أرض ذات حجارة سود كثيرة .
__________
(1) 2 / 759 في الأقضية ، باب القضاء في الضوال ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/68) عن يحيى بن سعيد ،عن سليمان بن يسار فذكره.

8372 - (ط) سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال وهو مُسند ظهره إلى الكعبة : «مَنْ أَخذ ضالة فهو ضال» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 759 في الأقضية ، باب القضاء في الضوال ، وهو حديث صحيح بشواهده ، منها الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/69) عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

8373 - (م) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ آوى ضالة فهو ضال ، ما لم يُعَرِّفها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1725) في اللقطة ، باب في لقطة الحاج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/117) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال : أنبأنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا سريج هو ابن النعمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث. ومسلم (5/137) قال : حدثني أبو الطاهر ، ويونس بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث. والنسائي في الكبرى (ورقة 75) قال : الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، عن ابن وهب، قال : حدثني عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة ، وعمرو - عن بكر بن سوادة ، عن أبي سالم الجيشاني ، فذكره.

8374 - (ت) الجارود بن المعلى - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «ضالَّةُ المسلم حرْقُ النار» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1882) في الأشربة ، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً ، ورواه أيضاً أحمد والنسائي وابن حبان ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/80) قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3179) عن محمد بن عبد الله بن بزيع. عن يزيد بن زريع.
كلاهما - إسماعيل ، ويزيد - عن سعيد الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير ، عن مطرف.
2- وأخرجه أحمد (5/80) قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا خالد ، وفي (5/80) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا المثنى بن سعيد ، عن قتادة. وفي (5/80) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا حماد يعني ابن زيد ، عن أيوب. وفي (5/80) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا قتادة. والدارمي (2604) قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء. وفي (2605) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الجريري ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3178) عن أبي داود ، عن سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء. (ح) وعن محمد بن بشار ، عن عبد الوهاب ، عن خالد الحذاء ، وعن عمرو بن علي ، عن أبي داود ، عن المثنى بن سعيد ، عن قتادة. وعن محمد بن علي بن ميمون ، عن القعنبي ، عن حماد ، عن أيوب.
أربعتهم - خالد ، وقتادة ، وأيوب ، والجريري - عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3178) عن أحمد بن عمرو بن السرح ، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن أيوب.
ثلاثتهم - مطرف ، وأبو العلاء ، وأيوب - عن أبي مسلم ، فذكره.
الروايات جاءت مختصرة عدا رواية الجريري.
وأخرجه الترمذي (1881) قال : وروى عن قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي مسلم ، عن الجارود ، فذكره.
وقال الترمذي : والجارود هو ابن المعلى العبدي صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقال الجارود بن العلاء أيضا ، والصحيح: ابن المعلى.

8375 - (ط) مالك بن أنس أنه سمع ابن شهاب يقول : «كانت ضوال الإبل في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إبلاً مُؤبَّلة تَنَاتجُ ، لا يَمَسُّها أحدٌ حتى إذا كان زمانُ عثمان بن عفان أَمَرَ بتعريفها ، ثم تباعُ ، فإذا جاء صاحبُها أُعْطِيَ ثمنَها» أخرجه الموطأ (1) . -[711]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إبلاً مؤبلَّة) إذا كانت الإبل مهملة ، قيل : إبل أُبَّلٌ ، فإن كانت للقُنية ، قيل : إبل مؤبَّلة .
__________
(1) 2 / 759 في الأقضية ، باب القضاء في الضوال ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/69) عن ابن شهاب ، فذكره.

8376 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «رخِّصَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في العصا والسوط والحبْل وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به» .
وفي رواية عن جابر - ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1717) في اللقطة في فاتحته ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1717) قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، قال : حدثنا محمد بن شعيب ، عن المغيرة بن زياد ، عن أبي الزبير المكي ، أنه حدثه ، فذكره.

8377 - (د) عامر الشعبي - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ وجد دابَّة قد عجز عنها أهلُها أن يعْلِفُوها فسَيَّبُوها ، فأخذها فأحياها فهي له» قال عبيد الله بن حميد ، فقلت : عَمَّنْ ؟ فقال : عن غير واحدٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- .
وفي رواية عن الشعبي - يرفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ تَرَكَ دابَّة بمَهْلَكٍ ، فأحياها رجل ، فهي لمن أحياها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3524) و (3525) في البيوع ، باب فيمن أحيا حسيراً ، وهو مرسل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3524) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثنا موسى. قال : حدثنا أبان ، عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري ، عن الشعبي ، قال عن أبان، أن عامرا الشعبي حدثه ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3525) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن حماد ، يعني ابن زيد ، عن خالد الحذاء ، عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن ، عن الشعبي ، يرفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : من ترك دابة يمهلك فأحياها رجل فهي لمن أحياها.

8378 - (م د) عبد الرحمن بن عثمان التميمي - رضي الله عنه - «أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن لقطة الحاج» أخرجه مسلم ، وزاد أبو داود : قال ابن وهب «يعني : في لقطة الحاج : يتركها حتى يجدها صاحبُها» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1724) في اللقطة ، باب في لقطة الحاج ، وأبو داود رقم (1719) في اللقطة في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/499) قال : حدثنا سريج ، وهارون -قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا من هارون - ومسلم (5/137) قال : حدثني أبو الطاهر ، ويونس بن عبد الأعلى. وأبو داود (1719) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن موهب ، وأحمد بن صالح. والنسائي في الكبرى (الورقة 75-ب) قال : الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
سبعتهم - سريج ، وهارون ، وأبو الطاهر ، ويونس ، ويزيد بن خالد ، وأحمد بن صالح ، والحارث بن مسكين - عن عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، فذكره.

8379 - (خ م د) أبو هريرة وأنس بن مالك - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «مرَّ بتمرة في الطريق ، فقال : لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها» وفي رواية لأنس : «وجد تمرة فقال : لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 251 في البيوع ، باب ما يتنزه من الشبهات ، وفي اللقطة ، باب إذا وجد تمرة في الطريق ، ومسلم رقم (1071) في الزكاة ، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم ، وأبو داود رقم (1651) في الزكاة ، باب الصدقة على بني هاشم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- عن أنس:
1- أخرجه أحمد (3/291) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (3/118) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار.
ثلاثتهم قالوا : حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي ، قال : حدثنا أبي.
2- وأخرجه أبو داود (1652) قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : أخبرنا أبي ، عن خالد بن قيس.
كلاهما - هشام ، وخالد - عن قتادة ، فذكره.
وبلفظ : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمر بالتمر ، العائرة ، فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون صدقة» .
أخرجه أحمد (3/184) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (3/192) قال : حدثنا بهز. وفي (3/258) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (1651) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، ومسلم بن إبراهيم.
خمستهم - عبد الرحمن ، وبهز ، وعفان ، وموسى ، ومسلم - عن حماد بن سلمة ، عن قتادة ، فذكره
2- عن أبي هريرة :
بلفظ: «أني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها.» .
أخرجه أحمد (2/317) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (3/164) قال : حدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/117) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام.
كلاهما - عبد الرزاق ، وعبد الله بن المبارك - عن معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.
وبلفظ : «إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ، ثم أرفعها لآكلها ، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها.» .
أخرجه مسلم (3/117) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو ، أن أبا يونس مولى أبي هريرة ، حدثه ، فذكره.
* وهناك روايات أخرى بنحوه تقدمت.

8380 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «اشترى جارية ففقد صاحبُها ، فالتُمِسَ سنة ، فلم يوجد ، وفُقِدَ ، فأخذ يُعطِي الدِّرْهمَ والدرهمين ، ويقول : اللهم عن فلان ، فإن أبى فلي وعليَّ ، وقال : هكذا فافعلوا باللقطة إذا لم تجدوا صاحبها» وعن ابن عباس نحوه . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) معلقاً 9/ 379 في الطلاق ، باب حكم المفقود في أهله وماله ، قال الحافظ في " الفتح " : وقد وصله سفيان بن عيينة في " جامعه " ، وأخرجه أيضاً سعيد بن منصور عنه بسند له جيد ، وأخرجه الطبراني من هذا الوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (4/379) في كتاب الطلاق -باب حكم المفقود في أهله وماله.

الكتاب الثالث : في اللعان ولحاق الولد ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في اللعان وأحكامه
8381 - (خ م ط د س) محمد بن شهاب [الزهري]- رحمه الله - أن سهل بن سعد الساعدي أخبره «أن عويمراً العجلانيَّ جاء إلى عاصم بن عَدِي الأنصاريِّ ، فقال له : أرأيتَ يا عاصم ، لو أن رَجُلاً وجدَ مع امرأتَه رجلاً ، أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يفعل ؟ فَسَلْ لي عن ذلك يا عاصم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فسأل عاصم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسائل وعابَها حتى كَبُرَ على عاصم ما سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر ، فقال : يا عاصم ، ماذا قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم ؟ قال عاصم لعويمر : لم تأتني بخير ، قد كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المسائل التي سألتُه عنها ، فقال عويمر : والله لا أنتهي حتى أسأله عنها ، فأقبل عويمر حتى أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وسطَ الناس ، فقال : يا رسول الله ، أرأيتَ رَجلاً وَجد مع امرأته رجلاً أيقتله ، -[714]- فتقتلونه ، أم كيف يفعل ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قد نزل فيك وفي صاحبِتكَ ، فاذهب فائت بها ، قال سهل : فتلاعنا ، وأنا مع الناس عند رسولِ - صلى الله عليه وسلم- ، فلما فرغا قال عويمر : كذبتُ والله عليها يا رسول الله إن أمسكتُها ، فطلَّقها ثلاثاً قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. قال ابن شهاب : فكانت سُنّةَ المتلاعنَين» .
وفي رواية نحوه ، وأدرج فيه قوله : «فكان فراقُه إياها بعدُ سُنَّةً في المتلاعنين» ولم يقل : إنه من قول الزهري ، وزاد فيها : قال سهل : «وكانت حاملاً ، فكان ابنُها ينسب إلى أمه ، ثم جَرَتِ السنة : أنه يرثها وترث منه ما فرض الله لها» .
وفي أخرى نحوه قال : فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد ، وقال بعد قوله : فطلَّقها ثلاثاً قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : «ذاكم التفريق بين كل متلاعنَين» .
وفي أخرى : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن جاءت به أحمر قصيراً ، كأنه وَحَرَةٌ ، فلا أُراها إلا قد صدقت وكذب عليها ، وإن جاءت به أسود أعين ، ذا أَلْيَتَيْن ، فلا أُراه إلا صدق عليها ، فجاءت به على المكروه من ذلك» .
وفي أخرى : أن سهل بن سعد قال : «شهدتُ المتلاعنَين وأنا ابن -[715]- خمس عشرة ، فرق بينهما» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية الأولى إلى قوله : «فكانت تلك سُنَّةُ المتلاعنَين» .
وأخرجها النسائي أيضاً إلى قوله : «قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وفي رواية لأبي داود عن سهل بن سعد : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعاصم بن عدي : «أمسك المرأة عندك حتى تلد» .
وله في أخرى قال : «حضرتُ لِعانَهُما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة...» وساق الحديث ، قال فيه : «ثم خرجت حاملاً ، فكان الولدُ يُدَعى إلى أمه» .
وأخرج أيضاً الزيادة التي أخرجها البخاري ومسلم في آخر الحديث . وهذا لفظه ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «انظروها ، فإن جاءت به أدْعَجَ العينين ، عظيم الأليتين ، فلا أُراه إلا قد صدق ، وإن جاءت به أُحَيْمِرَ كأنه وَحَرَة ، فلا أُراه إلا كاذباً ، قال : فجاءت به على النعت المكروه» وزاد في رواية «فكان الولدُ يُدَعى لأمه» .
وزاد في أخرى قال : «فطلَّقها ثلاث تطليقات عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان ما صنع عند -[716]- النبي صلى الله عليه وسلم سُنَّة ، قال سهل : حضرت هذا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمضتِ السُّنَّة بعدُ في المتلاعنين : أن يفرَّق بينهما ، ثم لا يجتمعان أبداً» .
وزاد في أخرى «ثم جَرَتِ السُّنَّة في الميراث : أن يرثها وتَرِث منه ما فرض الله لها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوحَرة) بفتح الحاء : دُوَيبَّةٌ كالعضاهِ تلصق بالأرض ، وأراد بها في هذا الحديث : المبالغة في قصره .
(رجل أعين) : إذا كان واسع العين .
(أدعج) الأدعج العين : الشديد سواد العين مع سَعَتها ، ورجل أدعج : أسود .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 321 في الطلاق ، باب من جوز طلاق الثلاث ، وباب اللعان ومن طلق بعد اللعان ، وباب التلاعن في المسجد ، وفي المساجد ، باب القضاء واللعان في المساجد ، وفي تفسير سورة النور ، باب قوله عز وجل : {والذين يرمون أزواجهم} ، وباب {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} ، وفي المحاربين ، باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة ، وفي الأحكام ، باب من قضى ولاعن في المسجد ، وفي الاعتصام ، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع ، ومسلم رقم (1492) في اللعان ، والموطأ 2 / 566 و 567 في الطلاق ، باب ما جاء في اللعان ، وأبو داود رقم (2245) و (2246) و (2247) و (2248) و (2249) و (2250) و (2251) و (2252) في الطلاق ، باب في اللعان ، والنسائي 6 / 170 و 171 في الطلاق ، باب بدء اللعان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (350) وأحمد (5/334) قال : حدثنا نوح بن ميمون. وفي (5/335) قال : حدثنا أبو نوح. وفي (5/336) قال : قرأت علي عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى والدارمي (2235) قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. والبخاري (7/54) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/69) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (4/205) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2245) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والنسائي (6/143) قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، قال : حدثنا ابن القاسم.
عشرتهم - نوح بن ميمون ، وأبو نوح عبد الرحمن بن غزوان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وابن يوسف ، وإسماعيل ، ويحيى ، والقعنبي ، وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (5/330) والبخاري (8/216) (9/85) قال : حدثنا علي بن عبد الله وأبو داود (2251) قال : حدثنا مسدد ، ووهب بن بيان ، وأحمد بن عمرو بن السرح ، وعمرو بن عثمان.
ستتهم - أحمد ، وعلي ، ومسدد ، ووهب ، وابن السرح ، وعمرو بن عثمان - قالوا : حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (5/334) قال : حدثنا أبو كامل. وأبو داود (2248) قال : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. وابن ماجة (2066) قال : حدثنا أبو مروان ، محمد بن عثمان العثماني.
ثلاثتهم - أبو كامل ، والوركاني ، وأبو مروان - عن إبراهيم بن سعد.
4- وأخرجه أحمد (5/334) قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : حدثنا ابن إسحاق
5- وأخرجه أحمد (5/337) قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، قال : حدثني عقيل بن خالد.
6- وأخرجه الدارمي (2236) والبخاري (6/125) قال : حدثنا إسحاق. وأبو داود (2249) قال : حدثنا محمود بن خالد.
ثلاثتهم - الدارمي ، وإسحاق ، ومحمود - عن محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا الأوزاعي.
7- وأخرجه البخاري (1/115 و 7/70 و 9/85) قال : حدثنا يحيى بن موسى ، ومسلم (4/206) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - يحيى ، وابن رافع - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج.
8- وأخرجه البخاري (6/125) وأبو داود (2252) .
كلاهما - البخاري ، وأبو داود - عن سليمان بن داود. أبي الربيع العتكي ، قال : حدثنا فليح.
9- وأخرجه البخاري (9/121) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب.
10- وأخرجه مسلم (4/206) قال : حدثني حرملة بن يحيى. وأبو داود (2247) قال : حدثنا أحمد بن صالح. كلاهما - حرملة ، وأحمد - قال حرملة : أخبرنا ، وقال أحمد ، حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
11- وأخرجه أبو داود (2250) قال : حدثنا أحمد بن السرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن عياض بن عبد الله الفهري ، وغيره.
جميعهم - مالك ، وسفيان ، وإبراهيم بن سعد ، وابن إسحاق ، وعقيل ، والأوزاعي ، وابن جريج ، وفليح ، وابن أبي ذئب ، ويونس ، وعياض بن عبد الله - عن ابن شهاب ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8382 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : -[717]- «ذُكِرَ التلاعن عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عاصم بن عديّ في ذلك قولاً ، ثم انصرف ، فأتاه رجل من قومه يشكو إليه أنه وجد مع أهله رجلاً ، فقال عاصم : ما ابتُلِيتُ بهذا إلا لقولي ، فذهب به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبره بالذي وجد عليه امرأتَه ، وكان ذلك الرجل مُصْفَرّاً ، قليل اللحم ، سَبطَ الشعر ، وكان الذي ادُّعِي إليه أنه وجده عند أهله : خَدلاً ، آدمَ ، كثير اللحم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم بَيِّن ، فوضَعَتْ شبيهاً بالذي ذكر زوجُها أنه وجده عندها ، فلاعنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بينهما ، فقال رجل لابن عباس في المجلس : أهِيَ التي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لو رَجمْتُ أحداً بغير بينة لرَجمْتُ هذه ؟ فقال ابن عباس : لا ، تلك امرأة كانت تُظهر في الإسلام السوءَ» .
وفي رواية قال : «ذكر ابن عباس المتلاعنين ، فقال عبد الله بن شداد : هي التي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيها : لو كنت راجماً أحداً بغير بينة لرجمتها ؟ فقال : لا ، تلك امرأة أعلنت» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه النسائي ، وزاد - بعد قوله «كثير اللحم» - «جعداً قَطَطاً» (1) .
-[718]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل آدم) : شديد السمرة .
(سبط) السبط من الرجال : هو التامُّ الخَلْق .
(والجعد منهم) هو القصير .
(الخَدْل) : الغليظ من الرجال .
(الإعلان) : إظهار الأمر ، والمراد به : أنها أعلنت الفاحشة وأظهرتها .
(شعر قطط) : شديد الجعودة .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 400 و 401 في الطلاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت راجماً بغير بينة " ، وباب قول الإمام : اللهم بين ، وفي المحاربين ، باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة ، وفي التمني ، باب ما يجوز من اللو ، ومسلم رقم (1497) في اللعان في فاتحته ، والنسائي 6 / 174 في الطلاق ، باب قول الإمام : اللهم بين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (519) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (1/335) (3106) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن.وفي (1/336) (3107) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا ابن أبي الزناد. والبخاري (8/217 و9/105) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (4/210) قال : حدثنا عمرو الناقد ، وابن أبي عمر ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (2560) قال : حدثنا أبو بكر بن خالد الباهلي ، قال : حدثنا سفيان. والنسائي (6/171) قال : حدثنا أحمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن أبي بكر ، قال : حدثنا عمر بن علي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عقبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6327) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، عن سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة ، والمغيرة بن عبد الرحمن ، وابن أبي الزناد ، وإبراهيم بن عقبة - عن أبي الزناد.
2- وأخرجه أحمد (1/357) (3360) قال : حدثنا روح بن عبادة. وفي (1/365) (3449) قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - روح ، وعبد الرزاق - عن ابن جريج ، قال : أخبرني يحيى بن سعيد.
3- وأخرجه البخاري (7/70) قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثني الليث. وفي (7/72) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني سليمان بن بلال. وفي (8/217) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/209) قال : حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر ، وعيسى بن حماد المصريان، قالا : أخبرنا الليث. وفي (4/210) قال : وحدثنيه أحمد بن يوسف الأزدي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني سليمان يعني ابن بلال. والنسائي (6/173) قال : أخبرنا عيسى بن حماد ، قال : أنبأنا الليث. وفي (6/174) قال : أخبرنا يحيى بن محمد بن السكن ، قال : حدثنا محمد بن جهضم ، عن إسماعيل بن جعفر.
ثلاثتهم - الليث ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر - عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم.
ثلاثتهم - أبو الزناد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن القاسم - عن القاسم بن محمد ، فذكره.

8383 - (م د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : إنّا ليلةَ جمعة في المسجد ، إذا رجل من الأنصار ، فقال : لو أن رجلاً وَجد مع امرأته رجلاً فتكلم : جلدتموه ، أو قتلَ : قتلتموه ، وإن سكت : سكت على غيظ ، والله لأسألنَّ عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان من الغد أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[فسأله] ، فقال : لو أن رجُلاً وجدَ مع امرأته رجلاً فتكلَّمَ : جلدتموه ، أو قتل : قتلتموه ، أو سكت : سكت على غيظ ، فقال : «اللهم افتح ، وجعل يدعو ، فنزلت آية اللعان {والَّذينَ يَرْمُونَ أزواجَهُمْ ولم يَكُنْ لهم شُهَدَاءُ إلا أنفسُهم ...} هذه الآيات [النور : 6 - 9] فابتُلَي به ذلك الرجل من بين الناس ، فجاء هو وامرأتُه إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فتلاعنا ، فَشَهِدَ الرجلُ أربع شهادات بالله ، إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة -[719]-أنَّ لعنةَ الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذَهَبَتْ لِتَلْعنَ ، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم : مَهْ ، فأبتْ ، فلعنت ، فلما أدبرا قال : لعلها أن تجيء به أسودَ جَعداً ، فجاءت به أسوداً جعداً» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللهم افتح) أي : احكم ، والفَتَّاح : الحاكم .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1495) في اللعان في فاتحته ، وأبو داود رقم (2253) في الطلاق ، باب في اللعان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/421) (4001) قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/208) قال : حدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال إسحاق : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا جرير. وفي (4/209) قال : حدثناه إسحاق بن إبراهيم ، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، وأبو داود (2253) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. وابن ماجة (2068) قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي ، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب ، قالا : حدثنا عبدة بن سليمان.
أربعتهم - أبو عوانة ، وجرير ، وعيسى بن يونس ، وعبدة - عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/448) (4281) قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم - قال عبد الله بن أحمد : قال أبي : وقال غيره : عن علقمة - قال : قال عبد الله ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8384 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن هلال بن أُمية قذف امرأته بشَرِيك بن سَحْماء - وكان أخا البراء بن مالك لأمه - فكان أولَ رجل لاعن في الإسلام ، فلاعنها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أبصروها ، فإن جاءت به أبيض سَبِطاً قَضيء العينين ، فهو لهلال بن أمية ، وإن جاءت به أكحل جَعْداً ، حَمْشَ الساقين فهو لشريك بن سَحْماء ، فأُنْبِئْتُ أنها جاءت به أكحل جعداً ، حمش الساقين» أخرجه مسلم والنسائي .
وللنسائي قال : «إن أولَ لِعَان كان في الإسلام أن هلال بن أُمية قذف شَريك بن سحماء بامرأته ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أربعة شهداء ، وإلا حَدٌّ في ظهرك ، فردد عليه ذلك مِراراً ، فقال له هلال : والله يا رسولَ الله ، إن الله يعلم إني لصادق -[720]- وليُنزِلن الله عليك ما يُبَرِّئ [به] ظهري من الحدِّ ، فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان {والذين يرمون أزواجهم ...} إلى آخر الآية : فدعا هلالاً ، فشهد أربع شهادات بالله : إنه لمن الصادقين ، والخامسة : أنَّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم قامت ، فشهدت [أربع شهادات : إنه لمن الكاذبين] ، فلما كانت في الرابعة - أو الخامسة - قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قِفُوهَا ، فإنها مُوجِبة ، فَتَلكَّأت ، حتى ما شككنا أنها ستعترف ، ثم قالت : لا أفْضَحُ قومي سائر الأيام ، فَمضَتْ على اليمين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أنظِروها ، فإن جاءت به أبيض سَبطاً قَضِيء العينين ، فهو لهلال بين أمية ، وإن جاءت به آدمَ جعداً [رَبْعاً] ، حَمْشَ الساقين ، فهو لشريك بن سحماء ، فجاءت به آدم جعداً رَبْعاً ، حَمْشَ الساقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا ما سبق فيها من كتاب الله لكان لي ولها شأن» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل أكحل) : منابت أجفانه سود ، كأن فيها كحلاً ، وهو خلقة .
(رجل حمش الساقين) أي : دقيقهما ، والحموشة : الدِّقَّة .
(موجبة) أي أنها توجب الأمر المتنازَعَ فيه وتفصِّله . -[721]-
(فتلكَّأت) تلكَّأتْ ، أي : تباطأت وتوقَّفَتْ عن إتمام اليمين .
(قَضِيءَ العين) رجل قَضِيءُ العين ، بالقاف والضاد المعجمة مهموزاً : فاسد العين .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1496) في اللعان ، والنسائي 6 / 171 - 173 في الطلاق ، باب اللعان في قذف الرجل زوجته برجل بعينه ، وباب كيف اللعان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- وأخرجه أحمد (3/142) وعبد بن حميد (1218) قالا : حدثنا وهب بن جرير.
2- أخرجه مسلم (4/209) قال : حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (6/171) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - ابن المثنى وإسحاق- عن عبد الأعلى.
3- وأخرجه النسائي (6/172) قال : أخبرنا عمران بن يزيد قال : حدثنا مخلد بن حسين.
ثلاثتهم - وهب ، وعبد الأعلى ، ومخلد - عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، فذكره.

8385 - (خ د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «جاء هلال ابن أمية - وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم - من أرضه عِشاء ، فوجد عند أهله رَجُلاً ، فرأى بعينيه ، وسمع بأُذنيه ، فلم يَهِجْه حتى أصبح ، ثم غدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، إني جئت أهلي عِشاء ، فوجدت عندهم رجلاً ، فرأيت بعينيَّ ، وسمعت بأذنيَّ ، فكره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما جاء به ، واشتد عليه ، فنزلت {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداءُ إلا أنفسُهم فشهادةُ أحدهم أربعُ شهادات بالله إنه لمن الصادقين} - إلى قوله - {والخامسةَ أنَّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين} [النور : 6 - 9] فَسُرِّيَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : أبشر يا هلال ، قد جعل الله لك فرجاً ومخرجاً ، قال هلال : قد كنت أرجو ذلك من ربي تعالى ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أرسلوا إليها ، فجاءت ، فتلاها عليهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وذكّرهما ، وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا ، وقال هلال : والله لقد صَدَقْتُ عليها ، فقالت : كذب ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لاعِنُوا بينهما ، [فقيل لهلال : اشهد] فشهد هلال أربعَ شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، فلما كانت الخامسة ، قيل -[722]- له : يا هلال اتَّق الله ، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فقال : والله لا يعذِّبني الله عليها ، كما لم يُجَلِّدْني عليها ، فشهد الخامسة : أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم قيل لها : اشهدي ، فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، فلما كانت الخامسة قيل لها : اتقي الله ، فإن عذاب الدنيا أهْوَنُ من عذاب الآخرة ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليكِ العذاب ، فتلكَّأتْ ساعة ، ثم قالت : والله لا أفضح قومي ، فشهدت الخامسة : أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، ففرَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بينهما ، وقضى أن لا يُدْعَى ولدها لأبٍ ، ولا تُرمَى ، ولا يُرمَى ولدُها ، ومَنْ رماها [أ] و رمى ولدها ، فعليه الحدُّ ، وقضى أن لا بيت عليه لها ، ولا قُوتَ ، من أجل أنهما يتفرَّقان من غير طلاق ، ولا مُتَوفَّى عنها ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن جاءت به أُصَيْهب ، أُريصِح ، أُثَيبِج ، ناتئ الأليتين (1) حَمْشَ الساقين ، فهو لهلال ، وإن جاءت به أورقَ جَعْداً جُماليّاً ، خَدَلَّجَ الساقين ، سابغ الأليتين ، فهو للذي رُمِيتْ به ، فجاءت به أورقَ جعداً جُمالياً خدلّج الساقين ، سابغ الأليتين ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لولا الأيْمان لكان لي ولها شأن ، وقال عكرمة : فكان ولدُها بعد ذلك أميراً على مصر ، وما يدعى لأبٍ» .
وفي رواية : «أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بشريك -[723]- ابن سَحْماء ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : البيِّنةَ ، أو حَدٌّ في ظهرك ، فقال : يا رسولَ الله إذا رأى أحدُنا رجلاً على امرأته يلتمس البينةَ ؟ فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : البينةَ ، وإلا فحدٌّ في ظهرك ، فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق ، ولَيُنزِلنَّ اللهُ في أمري ما يبرِّئ ظهري من الحدِّ ، فنزلت {والذين يرمون أزواجَهم ولم يكن لهم شهداءُ إلا أنفسُهم} فقرأ حتى بلغ {من الصادقين} فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فأرسل إليهما ، فجاءا ، فقام هلال بن أمية ، فشهد والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنَّ الله يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما من تائب ؟ ثم قامت ، فشهدت ، فلما كانت عند الخامسة {أنَّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين} قالوا لها : إنها موجبة ، قال ابن عباس : فتلكَّأت ونكصت ، حتى ظننا أنها سترجع ، فقالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : أبصِروها فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الأليتين ، خدَلّج الساقين ، فهو لشريك بن سحماء ، فجاءت به كذلك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : لولا ما مضى من كتاب الله ، لكان لي ولها شأن» أخرجه أبو داود .
وأخرج البخاري والترمذي الرواية الثانية (2) .
-[724]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلم يَهِجْه) لم يَهِجْهُ ، أي : لم يزعجْه ، ولم ينفِّره لئلا يَهْرُبَ .
(أُصَيهب) تصغير الأصهب ، وهو الأشقر ، والأصهب من الإبل : هو الذي يخالط بياضه حمرة .
(أُرَيصح) الأُريصح - بالصاد والحاء المهملتين - تصغير الأرصح ، وهو الخفيف لحم الأليتين والفخذين ، وهو في الأصل بالسين ، فأبدلت صاداً ، وربما كان تصغير الأرصع ، وهو بمعناه ، هكذا قال الخطابي ، وهذا من عجيب الإبدال ، فإن الأصل في الكلمة : إنما هو " الأرسح " بالسين والحاء ، و " الأرصح " لغة في " الأرسح " فيكون على هذا التقدير : قد أبدلت السين صاداً ، والعين حاء .
(أُثَيبج) الأُثيبج : تصغير الأَثبج ، وهو الناتئُ الثبج ، وهو مابين الكتفين ، وإنما جاء بهذه الألفاظ مصغرة ، لكونها صفة لمولود .
(أَوْرَق) الوُرْقة في الألوان : السمرة .
(جمالياً) الجُماليُّ : العظيم الخِلْقَة ، كأنه الجمل في القدِّ .
(خَدَلَّج) الخَدلَّج : الضخم .
(نَكَصَتْ) النُّكوص : الرجوع إلى خلف .
__________
(1) جملة " ناتئ الأليتين " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رواه البخاري 9 / 392 في الطلاق ، باب يبدأ الرجل بالتلاعن ، وفي الشهادات ، باب إذا ادعى أو قذف فله أن يلتمس البينة ، وفي تفسير سورة النور ، باب {ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} ، وأبو داود رقم (2254) و (2255) و (2256) في الطلاق ، باب في اللعان ، والترمذي رقم (3178) في التفسير ، باب ومن سورة النور ، ورواه أيضاً الطيالسي رقم (2667) والطبري 18 / 65 و 66 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/238) (2131) قال : حدثنا يزيد. وفي (1/245) (2199) قال : حدثنا محمد بن ربيعة. وأبو داود (2256) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا يزيد بن هاون.
كلاهما - يزيد ، ومحمد بن ربيعة - قالا : حدثنا عباد بن منصور.
2- وأخرجه أحمد (1/273) (2468) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا جرير. والنسائي في فضائل الصحابة (122) قال : أخبرنا الحسن بن أحمد ، قال : حدثنا أبو الربيع ، قال : حدثنا حماد.
كلاهما - جرير ، وحماد - عن أيوب.
3- وأخرجه البخاري (3/233) و (6/126) و (7/69) وأبو داود (2254) وابن ماجة (2067) والترمذي (3179) قالوا : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، قال : حدثنا هشام بن حسان.
ثلاثتهم - عباد ، وأيوب ، وهشام - عن عكرمة ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8386 - (خ م ط ت [د] س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال سعيد -[725]- ابن جبير : «سُئلتُ عن المتلاعنين في إمرةِ مُصعب بن الزبير : أيفرَّق بينهما ؟ قال : فما دريتُ ما أقول ، فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكة ، فقلت للغلام : استأذن لي ، قال : إنه قائل ، فسمع صوتي ، فقال : ابن جبير ؟ قلت : نعم ، قال : ادخل ، فو الله ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة ، فدخلْتُ ، فإذا هو مُفْترِش بَرذعَة له ، متوسِّد وِسادة حشوها ليف ، قلت : أبا عبد الرحمن ، المتلاعنان أيُفرَّق بينهما ؟ قال : سبحان الله ! نعم ، إن أول من سأل عن ذلك : فلان بن فلان ، قال : يا رسولَ الله ، أرأيتَ أنْ لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة ، كيف يصنع ؟ إن تكلَّم تكلم بأمر عظيم ، وإن سكتَ سكت على مثل ذلك ، قال : فسكتَ النبي - صلى الله عليه وسلم- فلم يجبه ، فلما كان بعد ذلك أتاه ، فقال : إن الذي سألتُك عنه قد ابتليتُ به ، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور {والذين يرمون أزواجهم} فتلاهن عليه ، ووعظه وذكّره وأخبره : أن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة ، فقال : لا ، والذي بعثك بالحق ما كذبتُ عليها ، ثم دعاها فوعظها ، [وذكّرها] وأخبرها : أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قالت : لا ، والذي بعثك بالحق إنه لكاذب ، فبدأ بالرجل ، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، والخامسةُ : أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم ثنَّى بالمرأة ، فشهدت أربع شهادات بالله إنه -[726]- لمن الكاذبين ، والخامسة : أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ثم فرق بينهما» .
وفي رواية عن سعيد عن ابن عمر قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للمتلاعنين : «حسابكما على الله ، أحدكما كاذب ، لا سبيل لك عليها ، قال : يا رسولَ الله مالي ؟ قال : لا مال لك ، إن كنت صدقتَ عليها فهو بما استحللتَ من فرجها ، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعدُ لك منها» .
وفي أخرى عنه عن ابن عمر قال : فرَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أخوَيَ بني العَجلان ، وقال : «الله يعلم أنَّ أحدَكما كاذب ، فهل منكما تائب ؟» .
وفي أخرى : قال سعيد بن جبير : «لم يُفْرِّق المُصْعَبُ بينَ المتلاعِنيْنِ ، قال سعيد : فذُكرِ ذلك لعبدِ الله بن عمر ، فقال : فرَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أخوي بني العجلان» .
وفي أخرى عنه قال : قلتُ لابن عُمَرَ : رجل قذف امرأته ؟ فقال : «فرق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بين أخوي بني العجلان ، وقال : الله يعلم أنَّ أحدَكما كاذب فهل منكما تائب ؟ - ثلاثاً - فأبيا ، ففرَّق بينهما» .
وفي رواية نافع عن ابنِ عُمَرَ «أنَّ رجلاً رمى امرأتَه ، وانتفى مِنْ ولدها في زمانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمرَهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فتلاعنا كما قال الله عز وجل ، ثم قضى بالولدِ للمرأةِ ، وفرَّق بين المتلاعنينِ» . -[727]-
وفي رواية قال : «لاعنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين رجل من الأنصار وامرأته ، وفرَّق بينهما» .
وفي أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لاعنَ بين رجل وامرأته ، وانتفى من ولدها ، ففرَّقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بينهما ، وألحقَ الولدَ بأُمِّه» .
أخرجه البخاري ومسلم ، إلا أنَّ الرواية الأولى لفظ مسلم ، وهي أتمُ ، والسادسة لفظ البخاري ، وهي أتمُّ .
وأخرج الترمذي والنسائي الأولى ، إلا أن النسائي أسقط منها من قوله : «فقلتُ للغلام : استأذن - إلى قوله - حشوها ليف -» .
وأخرج الموطأ والترمذي وأبو داود والنسائي أيضاً الرواية الآخرة .
وأخرج أبو داود أيضاً والنسائي الرواية الثانية .
وأخرج النسائي أيضاً الرابعة .
وله في أخرى مثل الثانية ، وزاد فيها من طريق أخرى قال : «قال الرجل : مالي ؟ قال : لا مالَ لك ، إن كنتَ صادقاً فقد دخلتَ بها ، وإن كنت كاذباً ، فهو أبعدُ لك» (1) .
-[728]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قائل) القائل : الذي قد سكن عند القائلة ، وهي شدة الحر .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 403 في الطلاق ، باب قول الإمام للمتلاعنين : إن أحدكما كاذب فهل منكما من تائب ، وباب إحلاف الملاعن ، وباب صداق الملاعنة ، وباب التفريق بين المتلاعنين ، وباب يلحق الولد بالملاعنة ، وباب المهر للمدخول عليها ، وباب المتعة للتي لم يفرض لها ، وفي تفسير سورة النور ، باب قوله تعالى : {والخامسة أن غضب الله عليها} ، وفي الفرائض ، باب ميراث الملاعنة ، ومسلم رقم (1493) في اللعان ، والموطأ 2 / 567 في الطلاق ، باب ما جاء في اللعان ، والترمذي رقم (1102) في الطلاق ، باب ما جاء في اللعان ، وأبو داود رقم (2257) و (2258) و (2259) -[728]- في الطلاق ، باب في اللعان ، والنسائي 6 / 175 - 178 في الطلاق ، باب عظة الإمام الرجل والمرأة عند اللعان ، وباب التفريق بين المتلاعنين ، وباب استتابة المتلاعنين بعد اللعان ، وباب اجتماع المتلاعنين ، وباب نفي الولد باللعان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (350) وأحمد (2/7) (4527) و (2/64) (5312) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/38) (4953) قال : حدثنا يحيى بن زكريا. وفي (2/64) (5312م) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (2/71) (5400) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والدارمي (2238) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي. والبخاري (7/72) قال : حدثنا يحيى بن بكير. وفي (8/191) قال : حدثنا يحيى بن قزعة. ومسلم (4/208) قال : حدثنا سعيد بن منصور ، وقتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2259) قال : حدثنا القعنبي. وابن ماجة (2069) قال : حدثنا أحمد بن سنان ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1203) قال : أنبأنا قتيبة. والنسائي (6/178) قال : أخبرنا قتيبة.
جميعهم - عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن زكريا ، وإسحاق بن عيسى ، وأبو سلمة الخزاعي ، ومحمد بن عبد الله ، ويحيى بن بكير ، ويحيى بن قزعة ، وسعيد بن منصور ، وقتيبة بن سعيد ، ويحيى بن يحيى، والقعنبي - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (2/12) (4604) قال : حدثنا عبدة. وفي (2/57) (5202) قال : حدثنا يحيي. والبخاري (6/126) قال : حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا عمي القاسم بن يحيى. وفي (7/72) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا أنس بن عياض. وفي (7/72) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. ومسلم (4/208) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ، قالا : حدثنا يحيى ، وهو القطان.
ستتهم - عبدة بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطان ، والقاسم بن يحيى ، وأنس بن عياض ، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير - عن عبيد الله بن عمر.
3- وأخرجه أحمد (2/126) (6098) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا فليح.
4- وأخرجه البخاري (7/69) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جويرية.
أربعتهم - مالك ، وعبيد الله ، وفليح ، وجويرية - عن نافع ، فذكره.
* وأخرجه مسلم (4/208) قال : حدثنا أبو غسان المسمعي ، ومحمد بن المثنى ، وابن بشار. والنسائي (6/176) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، ومحمد بن المثنى.
أربعتهم - أبو غسان ، وابن المثنى ، وابن بشار ، وعمرو بن علي - قالوا : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.
* في رواية مسلم : قال سعيد : فذكر ذلك لعبد الله بن عمر.
* وأخرجه الحميدي (672) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (1/57) (398) و (2/37) (4945) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/4) (4477) قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري (7/71 و 79) قال : حدثني عمرو بن زرارة ، قال : أخبرنا إسماعيل. وفي (7/71) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (4/207) قال : حدثني أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا حماد. وفي (4/208) قال : حدثناه ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (2258) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي (6/177) قال : أخبرنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا ابن علية.
ثلاثتهم - سفيان ، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية ، وحماد - عن أيوب السختياني ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.

8387 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «لاعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين العجلانِّي وامرأتِه ، وكانتْ حُبْلى» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 171 في الطلاق ، باب اللعان بالحبل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (518) وأبو داود (2255) قال : حدثنا مخلد بن خالد الشعيري. والنسائي (6/175) قال : أخبرنا علي بن ميمون.
ثلاثتهم - الحميدي ، ومخلد ، وعلي بن ميمون - قالوا : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، فذكره.

8388 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرَ رجُلاً - حين أمرَ المتلاعنيْنِ أن يتلاعنا - أن يضعَ يده عند الخامسة على فيه ، وقال : إنها موجِبة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 175 في الطلاق ، باب الأمر بوضع اليد في المتلاعنين عند الخامسة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/175) قال : أخبرنا علي بن ميمون قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه. فذكره.

الفصل الثاني : في لحاق الولد ، ودعوى النسب والقافة ، وفيه خمسة فروع
[الفرع] الأول : في الولد للفراش
8389 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الوَلَدُ للفِراش ، وللعَاهِرِ الحَجر» أخرجه البخاري ومسلم -[729]- والترمذي والنسائي ، وللبخاري : «الولد لصاحب الفِراش» لم يزد (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وللعاهر الحجر) العاهر : الزاني ، والمعاهَرة : الزنا ، والمعنى : أن الزاني له الحجر ، يرجم به إن كان محصَناً ، وقيل : معناه : له الخيبة ، أي : إنه قد خاب من لحوق الولد به ، ومن العفة ، وذكر الحجر استعارة ، أي : لا منفعة له فيه ، وقال الخطابي : كثير من الناس يعتقدون أن «الحجر» عبارة عن الرجم ، وليس كذلك ، فإن ليس كل زان يرجم ، ومال إلى القول الثاني وزاده بياناً ، قال : إذا آيستَ الرجل من الشيء ، قلت : مالك غير التراب ، وما في يدك منه غير الحجر ، ونحو ذلك من الكلام ، قال : وهذا نحو ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «إذا جاءك صاحب الكلب يطلب ثمنه فاملأ كفَّه تراباً» يريد أن الكلب لا ثمن له ، فضرب له المثل بالتراب الذي لا قيمة له .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 113 في الحدود ، باب للعاهر الحجر ، وفي الفرائض ، باب الولد للفراش ، ومسلم رقم (1458) في الرضاع ، باب " الولد للفراش " ، والترمذي رقم (1157) في الرضاع ، باب ما جاء أن الولد للفراش ، والنسائي 6 / 180 في الطلاق ، باب إلحاق الولد بالفراش ، قال الحافظ في " الفتح " : حديث " الولد للفراش " ، قال ابن عبد البر : هو من أصح ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء عن بضعة وعشرين نفساً من الصحابة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1085) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/239) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/280) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. ومسلم (4/171) قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور وزهير بن حرب وعبد الأعلى بن حماد وعمرو الناقد. قالوا : حدثنا سفيان. والنسائي (6/180) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق قال: حدثنا معمر.
كلاهما - سفيان ، ومعمر - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة ، فذكراه.
* في رواية الحميدي : عن سعيد أو أبي سلمة ، أحدهما أو كلاهما.
كان سفيان ربما أفرد أحدهما ، وربما جمعهما ، وربما شك ، وأكثر ذلك يقوله عن سعيد ، عن أبي هريرة.
وفي رواية أحمد بن حنبل : عن سعيد ، عن أبي هريرة ، أو عن أبي سلمة. عن أحدهما أو كليهما.
* وفي رواية مسلم قال : أما ابن منصور فقال : عن سعيد عن أبي هريرة. وأما عبد الأعلى فقال : عن أبي سلمة ، أو عن سعيد ، عن أبي هريرة. قال زهير: عن سعيد ، أو عن أبي سلمة ، أحدهما أو كلاهما عن أبي هريرة. وقال عمرو : حدثنا سفيان مرة عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة. ومرة عن سعيد أو أبي سلمة. ومرة عن سعيد ، عن أبي هريرة.
* وأخرجه الدارمي (2241) قال : أخبرنا محمد بن يوسف. وابن ماجة (2006) قال : حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (1157) قال : حدثنا أحمد بن منيع.
ثلاثتهم - محمد ، وهشام ، وأحمد بن منيع - عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه : وأبو سلمة.
* أخرجه أحمد (2/386) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا حماد- يعني ابن سلمة-. وفي (2/409) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/466) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/475) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة. (ح) وابن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والبخاري (8/191) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن شعبة. وفي (8/205) قال : حدثنا آدم. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - حماد ، وشعبة - عن محمد بن زياد ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/492) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/492) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا عوف ، عن خلاس ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك.

8390 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الوَلَدُ للفِراشِ ، وللعاهر الحَجَرُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 181 في الطلاق ، باب إلحاق الولد بالفراش ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/181) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي وائل ، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي : ولا أحسب هذا عن عبد الله بن مسعود ،والله تعالى أعلم.

8391 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «إن عُتبَة - هو ابن أبي وقاص - عَهِدَ إلى أخيه سعد بن أبي وقاص : أنَّ ابنَ وليدَةَ زمعة مِنِّي ، فاقبِضْهُ إليك ، فلما كان عامُ الفتح : أخذه سعد ، فقال : ابنُ أخي ، عهد إليَّ فيه ، فقال عبد بن زَمعَة : أخي ، وابنُ وليدة أبي ، وُلِدَ على فراشه ، فتساوقَا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال سعد : يا رسولَ الله ، ابنُ أخي ، قد كان عهدَ إليَّ فيه : أنَّه ابنُه ، انظر إلى شَبَهِهِ ، وقال عبد بن زمعة : أخي وابن وليدة أبي ، وُلِدَ على فراشه» .
وفي رواية : «فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى شَبَهِهِ ، فرأى شَبَهاً بيِّناً بعتبة ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : هو لك يا عبدُ بن زَمعة ، الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ثم قال لسودة بنت زمعة : احتَجِبي منه لما رأى من شَبَهِه بعتبة ، فما رآها حتى لَقِي الله عز وجل ، وكانت سودةُ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية : «عَهِدَ عتبةُ إلى أخيه سعد : أن يقبِض ابنَ وليدةِ زمعَةَ ، قال عتبة : إنَّه ابني ، فاختصم سعدٌ وعبدُ بنُ زَمعةَ - في الفتح - إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ابنِ وليدةِ زَمعةَ ، فإذا أشبهُ الناس بعُتْبةَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هو لك ، هو أخوك يا عبدُ بنَ زَمعةَ ، مِنْ أجل أنه وُلِدَ على فراش أبيه ، وقال : احتجبي منه يا سودةُ ، لما رأى من شَبَهِ عُتْبةَ ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : الولدُ للفراش ، وللعاهر الحَجَرُ» . -[731]-
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ .
وفي رواية أبي داود والنسائي قال : «اختصم سعدُ بنُ أبي وقاص وعبدُ بنُ زمعةَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ابنِ أَمَةِ زَمعةَ ، فقال سعد : أوصاني أخِي عتبةُ : إذا قَدِمْتَ مكةَ (1) انظر إلى ابنِ أمةِ زمْعَة ، فاقبضه ، فإنه ابنُه ، قال عبدُ بن زمعةَ : أخي ، ابنُ أمة أبي ، ولدَ على فراش أبي ، فرأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شبَهاً بيِّناً بعُتبة ، فقال : الولد للفراشِ ، واحتجبي منه يا سودةُ» .
زاد في رواية : وقال : «هو أخوك يا عبدُ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وليدة زمعة) كان للجاهلية إماءٌ يضربون عليهن ضرائب ويزنين ، وَهُنَّ البغايا اللاتي يكتسبن بالزنا ، وكانوا يلحقون النسب بالزناة إذا ادَّعَوا الولد ، وكان لزمعة بن قيس أَمَةٌ ، وكان يطؤها ، وكان له عليها ضريبة ، -[732]- فظهر بها حَمل ، وكان يظن أنه من عتبة بن أبي وقاص فإنه كان زنا بها ، وهلك عتبة كافراً ، ولم يُسلم ، فعهِدَ إلى سعد أخيه أن يستلحق الحمل الذي بأمَة زمعة ، وكان لزمعة ابنٌ يقال له : عبد ، فخاصم سعداً في الغلام الذي وَلَدَتْهُ أمَةُ زمعة ، فقال سعد : هو ابن أخي عتبة ، على ما كان الأمر عليه في الجاهلية ، وقال عبد : هو أخي ، وُلد على فراش أبي ومن أمته ، على ما استقر عليه حكم الإسلام ، فقضى به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لعبد ، وأبطل حكم الجاهلية ، وإنما قال لِسَوْدَة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم- : «احتجبي منه» على سبيل الاستحباب والتنزيه ، لما رأى من شَبَهه بعتبة ، وأنه ربما كان مخلوقاً من مائه ، وإنما حكم الإسلام وإيجاب الولد للفراش : مَنَعَ من إلحاقه بعتبة ، والله أعلم .
__________
(1) في المطبوع : المدينة ، وهو خطأ .
(2) رواه البخاري 5 / 278 في الوصايا ، باب قول الموصي لوصيه : تعاهد ولدي ، وفي البيوع ، باب تفسير المشبهات ، وباب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه ، وفي الخصومات ، باب دعوى الوصي للميت ، وفي العتق ، باب أم الولد ، وفي الفرائض ، باب الولد للفراش ، وباب من ادعى أخاً أو ابن أخ ، وفي المحاربين ، باب للعاهر الحجر ، وفي الأحكام ، باب من قضى له بحق أخيه فلا يأخذه ، ومسلم رقم (1457) في الرضاع ، باب الولد للفراش وتوقي الشبهات ، والموطأ 2 / 739 في الأقضية ، باب القضاء بإلحاق الولد بأبيه ، وأبو داود رقم (2273) في الطلاق ، باب الولد للفراش ، والنسائي 6 / 180 و 181 في الطلاق ، باب إلحاق الولد بالفراش ، وباب فراش الأمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (460) والحميدي (238) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/37) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/129) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا ابن جريج. وفي (6/200) قال : حدثنا محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (6/226) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/237) قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (6/246) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا مالك. والدارمي (2242) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا مالك. وفي (2243) قال : حدثنا الحكم بن نافع ، قال : حدثنا شعيب ، والبخاري (3/70) قال : حدثنا يحيى بن قزعة ، قال : حدثنا مالك ، وفي (3/106) ، (8/194) (205) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث. وفي (3/161) قال : حدثنا عبد الله بن محمد وقال : حدثنا سفيان. وفي (3/191) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (4/4و 5/192) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، وفي (8/191) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. وفي (8/205) قال : حدثنا أبو الوليد. قال : حدثنا الليث. وفي (9/90) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ومسلم (4/171) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال : أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (2273) قال : حدثنا سعيد بن منصور ومسدد. قالا : حدثنا سفيان. وابن ماجة (2004) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، والنسائي (6/180) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. وفي (6/181) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا سفيان.
سبعتهم - مالك ، وسفيان بن عيينة ، وابن جريج ، ومعمر ، ومحمد بن إسحاق ، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد - عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8392 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال : «كانت لزمعةَ جارية يطَؤُها ، وكان يظنُّ بآخرَ أنَّه يقع عليها ، فجاءَت بولدٍ شِبه الذي كان يظن به ، فمات زَمْعَةُ وهي حبلى ، فذكرتْ ذلك سودةُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : الولد للفراش ، واحتجبي منه يا سَودةُ ، فليس لك بأخ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 180 و 181 في الطلاق ، باب إلحاق الولد بالفراش ، وإسناده حسن ، حسنه الحافظ في " الفتح " 12 / 31 و 32 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/180) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن يوسف بن الزبير ، مولى لهم ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/5) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن الزبير ، نحوه. ليس فيه يوسف بن الزبير.

8393 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - (1) قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[733]- في ابن وليدةِ زمعةَ : «هو لك يا عبدُ بنُ زمعةَ ، واحتجبي منه يا سودةُ ، فما رآها حتى لقي الله عز وجل» أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل : أبو هريرة ، وفي المطبوع : بياض .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو جزء من حديث أبي هريرة الذي تقدم في أول الفصل الثاني ، أخرجه البخاري ومسلم والموطأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع :أخرجه رزين، وهو جزء من حديث أبي هريرة الذي تقدم في أول الفصل الثاني.

8394 - (ط) سليمان بن يسار عن عبد الله بن أبي أمية «أن امرأة هلكَ عنها زوجها ، فاعْتَدَّتْ أربعةَ أشهر وعشراً ، ثم تزوجتْ حين حلَّتْ ، فمكثت عند زوجها أربعةَ أشهرِ ونصفاً ، ثم ولدَتْ ولداً تامّاً ، فجاء زوجها [إلى] عمرَ رضي الله عنه ، فذكر ذلك له فدعا عمرُ نسوَة قُدَمَاءَ لَحِقْنَ الجاهليةَ ، فسألَهُنَّ عن ذلك ؟ فقالت امرأة منهم : أنا أخبرُكَ عن هذه المرأة ، هلك عنها زوجها حين حَمَلتْ ، فأُهْرِيقَتْ عليه الدماءُ ، فَحَشَّ ولَدُها في بطنها ، فلمَّا أصابها زوجُها الذي نكحت ، أصاب الولدَ الماءُ فتحرَّك في بطنها وكَبِرَ ، فصدَّقهنَّ عمر ، وفرَّقَ بينهما ، وقال : أمَا إنَّه لم يبلُغني عنكما إلا خيرٌ وألحقَ الولد بالأول» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحشَّ ولدُها) حشَّ الولدُ في بطن أمه : إذا يبس ، وأحشت المرأةُ فهي محشٌّ : إذا صار ولدُها كذلك ، واللفظة : بالحاء المهملة والشين المعجمة .
__________
(1) 2 / 740 في الأقضية ، باب القضاء بإلحاق الولد بأبيه ، ورجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/30 و 31) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن سليمان ، فذكره.

8395 - (د) الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن رباح قال : «زَوَّجني أهلي أمَة لهم رومِيَّة ، فدخلت بها (1) ، فولَدتْ غلاماً أسود مثلي ، فسميتُه : عبد الله ، ثم وقعت عليها ، فولدت لي غلاماً أسود مثلي ، فسميتُه عبيد الله ، ثم طَبِنَ لها غلام من أهلي رُومِي ، يقال له : يُوحَنَّة ، فراطَنها بلسانه ، فولدت غلاماً ، كأنه وَزَغة من الوزَغات ، فقلت لها : ما هذا ؟ قالت : هذا ليُوحَنَّة ، فرفَعْنا إلى عثمان بن عفان ، فسألهما ، فاعترفا ، فقال لهما : أترْضيانِ أن أقضيَ بينكما بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى : أنَّ الولدَ للفراشِ ، فجلدها وجَلَده ، وكانا مملوكَيْن» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَبِنَ لها) الطبانة : الفِطنة والحِذْق وشدة الهجوم على بواطن الأشياء وطبن لها ، أي : خيَّبها وأفسدها .
(فرَاطَنَها) الرِّطانة - بالفتح والكسر - الكلام بغير اللسان العربي ، أيَّ لسان كان ، رَطَنَها ، وراطنها ، ورطن لها .
(وَزَغَةٌ) الوَزَغَةُ : سامٌّ أبرص ، وهو أبيض .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : فوقعت عليها .
(2) رقم (2275) في الطلاق ، باب الولد للفراش ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (416) و (417) و (467) و (502) و (820) ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/59) (416) قال : حدثنا بهز. وفي (1/69) (502) قال : حدثنا يزيد. وأبو داود (2275) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وعبد الله بن أحمد (1/59) (417) قال : حدثنا شيبان أبو محمد.
أربعتهم - بهز ، وشيبان ، ويزيد ، وموسى -عن مهدي بن ميمون أبو يحيى ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن رباح ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/65) (467) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، قال : سمعت محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، يحدث عن رباح ، فذكره.
(ليس فيه الحسن بن سعد) .

8396 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً -[735]- أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : «يا رسولَ الله ، وُلِدَ لي غلام أسود ، وهو يُعَرِّض بأن ينفيَه ، فلم يرخصْ له في الانتفاء منه ، فقال : هل لك من إبل ؟ قال : نعم ، قال : ما ألوانها ؟ قال : حُمرٌ ، قال : هل فيها من أورقَ ؟ قال : نعم ، قال : أنَّى ذلك ؟ قال : لعلَّه نَزَعه عِرْقٌ ، قال : فلَعَلَّ ابنَكَ نزعه عرق» أخرجه الجماعة إلا الموطأ .
وفي رواية أبي داود قال : «جاء رجل من بني فزارة» ... الحديث (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نزعه) نزعه إلى هذا الأمر ، أي : جذبه إليه .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 389 و 390 في الطلاق ، باب إذا عرض بنفي الولد ، وفي المحاربين ، باب ما جاء في التعريض ، ومسلم رقم (1500) في اللعان ، وأبو داود رقم (2260) و (2261) و (2262) في الطلاق ، باب إذا شك في الولد ، والترمذي رقم (2129) في الولاء والهبة ، باب ما جاء في الرجل ينتفي من ولده ، والنسائي 6 / 178 و 179 في الطلاق ، باب إذا عرض بامرأته وشكت في ولده وأراد الانتفاء منه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1084) قال : حدثنا سفيان ، وأحمد (2/233) قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن معمر. وفي (2/234) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/239) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/279) قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر. وفي (2/409) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا مالك بن أنس. والبخاري (7/68) قال:حدثنا يحيى بن قزعة. قال : حدثنا مالك. وفي (8/215) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك ومسلم (4/211) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع : حدثنا وقال الآخران : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا ابن رافع. قال : حدثنا ابن أبي فديك. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وأبو داود (2260) قال : حدثنا ابن أبي خلف. قال : حدثنا سفيان. وفي (2261) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وابن ماجة (2002) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2128) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا : حدثنا سفيان. والنسائي (6/178) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا معمر. وفي (6/179) قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة. قال : حدثنا أبو حيوة حمصي. قال : حدثنا شعيب ابن أبي حمزة.
خمستهم - سفيان بن عيينة ، ومعمر ، وابن أبي ذئب ، ومالك ، وشعيب - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.

8397 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال : قام رجل ، فقال: «يا رسولَ الله ، إن فلاناً ابني عاهَرتُ بأُمِّه في الجاهلية ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا دِعْوَةَ في الإسلام ، ذهب أمر الجاهلية ، الولدُ للفراش ، وللعاهر الحَجَرُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2274) في الطلاق باب الولد للفراش ، وإسناده حسن ، حسنه الحافظ في " الفتح " 12 / 28 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2274) قال : حدثنا زهير بن حرب قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا حسين المعلم ، عن عمرو بن شعيب ، فذكره.

[الفرع] الثاني : في القافة
8398 - (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليَّ مسروراً ، تبْرُقُ أسارير وجهه ، فقال : ألم تَرَي [أنَّ] مُجَزِّزاً المُدْلِجيَّ ؟ نظر آنِفاً إلى زيد بن حارثة ، وأُسامة بن زيد ، فقال : إنَّ هذه الأقدام بعضها من بعض» .
وفي رواية «ألم تسمعي ما قال المدلجيُ لزيدٍ وأُسامةَ ، ورأى أقدامَهما : إن بعض هذه الأقدام لَمِنْ بعض» .
وفي أخرى قال : إن عائشة قالت : «دخل قائف والنبي - صلى الله عليه وسلم- شاهد ، وأُسامة بن زيد ، وزيد بن حارثة مضطجعان ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض ، فسُرَّ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأعْجَبَهُ ، وأخبر به عائشة» .
وفي أخرى «ألمْ ترَي أن مُجَزِّزاً المدلجيَّ دخل عليَّ ، فرأى أُسامة وزيداً ، وعليهما قطيفة ، قد غَطَّيا رؤوسَهما ، وبدَت أقدامُهما ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض ؟» وفي رواية : «وكان مُجزِّز قائفاً» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وقال أبو داود : قال أحمد بن صالح : «كان أُسامةُ بن زيد أسود شديد السواد ، مثل القار ، وكان زيدٌ أبيضَ من القطن» (1) .
-[737]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القافة) القافة : جمع قائف ، وهو الذي يعرِف الآثار ، تقول : قُفْتُ أثره ، أي : اتَّبعتُه ، وهم في الشريعة : قومٌ معرِّفون من العرب يعرفون الناس بالشَّبَه ، فيُلْحِقُون إنساناً بإنسانٍ ، لما يدركون من الشَّبَه الذي يَرَونه بينهما مما يخفى على غيرهم .
(تبرُق أسارير وجه) الأسارير : التَّكاسير التي تكون في الجبين ، وبريقُها : ما يعرِض لها من البشاشة عند الفرح والاستبشار بالشيء السَّار .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 69 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب زيد ابن -[737]- حارثة ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الفرائض ، باب القائف ، ومسلم رقم (1459) في الرضاع ، باب العمل بإلحاق القائف الولد ، وأبو داود رقم (2267) و (2268) في الطلاق ، باب في القافة ، والترمذي رقم (2130) في الولاء والهبة ، باب ما جاء في القافة ، والنسائي 6 / 184 في الطلاق ، باب القافة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (239) قال : حدثنا سفيان.وفي (240) قال : وقال سفيان : وسمعت ابن جريج وأحمد (6/38) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/82) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا ليث. وفي (6/226) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/226) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا ابن جريج. والبخاري (4/229) قال : حدثنا يحيى. قال :حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا ابن جريج. وفي (5/29) قال : حدثنا يحيى بن قزعة. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (8/195) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (4/172) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا : أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة. قالوا : حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه منصور بن أبي مزاحم. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر وابن جريج. وأبو داود (2267) قال : حدثنا مسدد وعثمان بن أبي شيبة وابن السرح. قالوا : حدثنا سفيان. وفي (2268) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. وابن ماجة (2349) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار ومحمد بن الصباح. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2129) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن وغير واحد ، عن سفيان بن عيينة. والنسائي (6/184) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأنا سفيان.
ستتهم - سفيان بن عيينة ، وابن جريج ، والليث بن سعد ، ومعمر وإبراهيم بن سعد ، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.

8399 - (ط) سليمان بن يسار قال : «إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يُليط أولاد الجاهلية بمن ادَّعاهم في الإسلام ، فأتى رجلان ، كلاهما يدَّعي ولد امرأة ، فدعا عمر قائفاً ، فنظر إليهما ، فقال القائف : لقد اشتركا فيه ، فضربه [عمر] بالدِّرَّة ، وقال : ما يدريك ؟ ثم دعا المرأة فقال : أخبريني خبرك ، فقالت : كان هذا لأحد الرجلين يأتيها وهي في إبل لأهلها ، فلا يفارقها حتى يَظُنَّ وتظُنَّ أن قد استمر بها الحمل ، ثم انصرف عنها ، فَهُرِيقَتْ عليه الدماء ، ثم خلفه الآخر ، فلا أدري : من أيهما هو ؟ -[738]- فكَبَّر القائف ، فقال عمر للغلام : وَالِ أيَّهما شئتَ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُليط) لاط بالشيء يَليط به ، ويَلوط به ، لَيْطاً ولَوْطاً : إذا لصِق به .
(فهُرِيقَت) هُريقت عليه الدماء : أي : حاضت ، والغالب من أحوال الحوامل ، أنهن لا يحضن ، فإن طرأ لهن حيض فيكون نادراً لِعلَّة .
__________
(1) 2 / 740 في الأقضية ، باب القضاء بإلحاق الولد بأبيه ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/31) عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ، فذكره.

[الفرع] الثالث : فيمن ادَّعى إلى غير أبيه ، أو استلحق ولداً
8400 - (خ م د) أبو عثمان النهدي قال : «لمَّا ادُّعِيَ زيادٌ لقيتُ أبا بَكْرة ، فقلتُ : ما هذا الذي صنعتم ؟ إني سمعت سعدَ بن أبي وقاص يقول : سَمِعَت أُذُني من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول : مَنِ ادَّعى أباً في الإسلام غير أبيه - وهو يعلم أنه غير أبيه - فالجنة عليه حرام ، قال أبو عثمان : فذكرتُهُ لأبي بكرة ، فقال : وأنا سَمِعْتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- (1)» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية أبي داود : قال سعد : «سَمِعَتْه أُذُناي ، ووعاه قلبي من محمد - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث ، [قال : فلقيت أبا بكرة ، فذكرت -[739]- ذلك له] فقال أبو بكرة : سمِعَتْهُ أُذناي ، ووعاه قلبي [من محمد - صلى الله عليه وسلم-] قال عاصم : فقلت : يا أبا عثمان ، لقد شَهِدَ عِندك رجلان ، أيُّما رجلين ؟ فقال : أمَّا أحدهما : فأول من رَمَى بسهم في سبيل الله ، أو في سبيل الإسلام - يعني سعد بن مالك - والآخر : قَدِمَ من الطائف في بِضعة وعشرين على أقدامهم فذكر فضلاً» (2) .
__________
(1) في الأصل : وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله .
(2) رواه البخاري 12 / 46 في الفرائض ، باب من ادعى إلى غير أبيه ، وفي المغازي ، باب غزوة الطائف ، ومسلم رقم (63) في الإيمان ، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم ، وأبو داود رقم (5113) في الأدب ، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/174) (1497) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/174) (1499) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا سفيان. وفي (1/174) (1504) و (1/179) (1553) و (5/38) قال : حدثنا إسماعيل. وعبد بن حميد (135) قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة. والدارمي (2533 و 2863) قال : أخبرنا سعيد بن عامر ، عن شعبة. والبخاري (5/198) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/57) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ، وأبو معاوية. وأبو داود (5113) قال : حدثنا النفيلي ، قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (2610) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو معاوية
ستتهم - شعبة ، وسفيان الثوري ، وإسماعيل بن إبراهيم ، ويحيي بن زكريا ، وأبو معاوية ، وزهير - عن عاصم الأحول.
2- وأخرجه أحمد (1/169) (1454) ، وفي (5/46) قال : حدثنا هشيم. والبخاري (8/194) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا خالد ، هو ابن عبد الله ومسلم (1/57) قال : حدثني عمرو الناقد ، قال : حدثنا هشيم بن بشير.
كلاهما - هشيم ، وخالد بن عبد الله - عن خالد الحذاء.
كلاهما - عاصم الأحول ، وخالد الحذاء - عن أبي عثمان النهدي ، فذكره.
* قال البخاري عقب رواية شعبة (5/199) وقال هشام -يعني ابن يوسف- : أخبرنا معمر ، عن عاصم ، عن أبي العالية ، أو أبي عثمان النهدي ، قال : سمعت سعدا ، وأبا بكرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : فذكره.

8401 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليس من رجل ادَّعى إلى غير أبيه - وهو يعلمه - إلا كَفَر ، ومَنِ ادعى ما ليس له ، فليس منا ، وليتبوأ مقعده من النار ، ومن دعا رجلاً بالكفر ، أو قال : عدو الله - وليس كذلك - إلا حَارَ عليه» .
وفي رواية البخاري : «لا يَرمِي رجلٌ رجلاً بالفُسوق ، ولا يَرميهِ بالكفر إلا ارتدت عليه ، إن لم يكن صاحبه كذلك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
-[740]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إلا حار عليه) أي : إلا رجع عليه ، حار يحور : إذا رجع .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 388 في الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن ، وفي الأنبياء ، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل ، ومسلم رقم (61) في الإيمان ، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/166 و181) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (4/219و8/18) وفي لأدب المفرد (432و433) قال : حدثنا أبو معمر ومسلم (1/57) قال : حدثني زهير بن حرب ، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن ماجة (2319) قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة ، قال : حدثني أبي.
كلاهما - عبد الصمد بن عبد الوارث ، وأبو معمر - عن عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8402 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنِ ادَّعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مَوَاليه ، فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(انتمى) انتمى فلان إلى فلان : إذا انتسب إليه .
__________
(1) رقم (5115) في الأدب ، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5115) قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، قال : حدثنا عمر بن عبد الواحد ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد ، ونحن ببيروت. فذكره.

8403 - (خ) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - أنه قال لصهيب : «اتق الله ، ولا تدَّعِ إلى غير أبيك ، فقال صهيب : ما يَسُرُّني أنَّ لي كذا وكذا ، وأني فعلت ذلك ، ولكنِّي سُرِقتُ وأنا صبيّ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 342 في البيوع ، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2219) قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا غندر قال : حدثنا شعبة ، عن سعد ، عن أبيه ، فذكره.

8404 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ترغبوا عن آبائكم ، فمن رَغِبَ عن أبيه ، فهو كفر» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 47 في الفرائض ، باب من ادعى إلى غير أبيه ، ومسلم رقم (62) في الإيمان ، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/526) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد قال : حدثنا حيوة والبخاري (8/194) قال : حدثنا أصبغ بن الفرج. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو. ومسلم (1/57) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو.
كلاهما - حيوة ، وعمرو بن الحارث - عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك. فذكره.

8405 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - حين نزلت آيةُ الملاعنة - : «أيما امرأة أدخلتْ على قوم من ليس منهم ، فليست من الله في شيء ، ولن يُدخِلَها الله جنَّتَه ، وأيُّما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه ، احتجب الله منه يوم القيامة ، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2263) في الطلاق ، باب التغليظ في الانتفاء ، والنسائي 6 / 179 في الطلاق ، باب التغليظ في الانتفاء من الولد ، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 153 في النكاح ، باب من جحد ولده وهو يعرفه ، وابن حبان رقم (1335) موارد ، والحاكم 2 / 202 و 203 وصححه ووافقه الذهبي ، قال الحافظ في " التلخيص " : وفي الباب عن ابن عمر في مسند البزار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2244) قال : حدثنا عبد الله بن صالح. قال : حدثني الليث. قال : حدثني يزيد بن عبد الله ، عن عبد الله بن يونس. وأبو داود (2263) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو ، -يعني ابن الحارث-، عن ابن الهاد عن عبد الله بن يونس. وابن ماجة (2743) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة. قال : حدثني يحيى بن حرب. والنسائي (6/179) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال : قال شعيب : حدثنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن يونس.
كلاهما - عبد الله بن يونس ، ويحيى بن حرب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. فذكره.

8406 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قضى أنَّ كل مُسْتَلحَقٍ اسْتُلْحِقَ بعد أبيه الذي يُدْعَى له ادَّعاه ورثته ، فقضى : أنَّ كل من كان من أمَةٍ يملكها يوم أصابها ، فقد لَحِقَ بمن استلحقه ، وليس له مما قُسِمَ قبله من الميراث شيء ، وما أدرك من ميراث لم يُقْسَم فله نصيبُهُ ، ولا يُلْحَق إذا كان أبوه الذي يُدعَى له أَنكره ، فإن كان من أمةٍ لم يملكْها ، أو من حُرَّةٍ عاهَر بها ، فإنه لا يُلْحَق به ، ولا يرث ، وإن كان الذي يُدْعَى له هو ادَّعاه ، فهو ولد زِنْيَة ، من حُرَّةٍ كان أو أمة .
وفي رواية بإسناده ومعناه ، وزاد «وهو ولد زناً لأهل أمِّه مَن كانوا ، -[742]- حُرَّة أو أَمة ، وذلك فيما استُلْحقَ في أولِ الإسلام ، فما اقْتُسِمَ من مال قبل الإسلام فقد مضى» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مستلحق) [استلحق بعد أبيه] قال الخطابي : هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة وكان حدوثُها ما بين الجاهلية وبين قيام الإسلام ، وفي ظاهر لفظ الحديث تعقُّد وإشكال ، وتحريره وبيانه : أن أهل الجاهلية كانت لهم إماء تساعين ، وهُنَّ البغايا اللاتي ذكرهن الله في كتابه ، فقال : {ولا تُكْرِهُوا فتَياتِكم على البغاء} [النور : 33] وكان سادتُهنَّ يُلِمُّون بهنَّ ، ولا يجتنبوهن (2) ، فإذا جاءت واحدة منهن بولدٍ - وكان سيدُّها قد وطئها ، ووطئها غيره بالزنا - ربما ادَّعاه الزَّاني ، وادَّعاه السيِّد ، فحكم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالولد لسيِّدها ، لأن الأمَةَ فِرَاشٌ له كالحرة ، ونفاه عن الزاني ، فإن دُعي للزاني مُدَّةً ، وبقي على ذلك إلى أن مات السيد ، ولم يكن ادَّعاه في حياته ، ولا أنكره ثم ادَّعاه ورثتهُ بعد موته ، واستلحقوه ، فإنه يُلحق به ، ولا يرث أباه ، ولا يشارك إخوته الذين استلحقوه في ميراثهم من أبيهم ، إذا كانت القسمة قد مَضَتْ قبل أن يستلحقه الورثة ، وجعل حكم ذلك حكم ما مضى في الجاهلية ، فعفا عنه ، ولم يردَّ إلى حكم الإسلام ، فإن أدرك ميراثاً لم يقسم إلى أن يثبت -[743]- نسبه باستلحاق الورثة إياه ، كان شريكهم فيه أسوة من يساويه في النسب منهم ، فإن مات من إخوته بعد ذلك أحدٌ ، ولم يخلّف من يحجبه عن الميراث ، ورثه ، فإن كان سيِّد الأمَةِ أنكر الحملَ ، ولم يَدِّعِه ، فإنه لا يلحق به ، وليس لورثته أن يستلحقوه بعد موته .
__________
(1) رقم (2265) و (2266) في الطلاق ، باب في ادعاء ولد الزنا ، وإسناد حسن .
(2) كذا في الأصول المخطوطة والمطبوعة ، ولا داعي لحذف نون الفعل هنا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/181) (6699) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/219) (7042) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. والدارمي (3116) قال : حدثنا زيد بن يحيى. وأبو داود (2265) قال : حدثنا شيبان ابن فروخ. (ح) وحدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2266) قال : حدثنا محمود بن خالد ، قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (2746) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن بكار بن بلال الدمشقي.
ستتهم - يزيد بن هارون ، وزيد ، وهاشم ، وشيبان ، وخالد ، ومحمد بن بكار - عن محمد بن راشد ، عن سليمان بن موسى ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.

8407 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا مُساعاةَ في الإسلام ، مَن ساعَى في الجاهلية فقد لَحِقَ بعصبته ، ومن ادَّعى ولداً من غير رِشْدَةٍ فلا يرِث ولا يورَث» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا مساعاة) لا مساعاة في الإسلام : يقال : زنا الرجل وعَهَرَ وعاهر ، ويكون ذلك بالحرة والأمة ، ويقال في الأمة خاصة : ساعاها ، ولا تكون المساعاة إلا في الإماء ، كذا قال الجوهري ، وذلك لأن الإماء يَسْعَيْنَ لمواليهن في ضرائب تكون عليهن لهم ، وقيل : يقال : ساعَتِ الأمةُ : إذا فجرت ، وساعاها فلان : إذا فجر بها ، وهو من السعي ، كأن كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه .
(زنية - رشدة) يقال : هذا الولد لزِنية : إذا كان عن زنا ، ولرِشدة : إذا كان عن نكاح صحيح .
__________
(1) رقم (2264) في الطلاق ، باب في ادعاء ولد الزنا ، وفي سنده مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/362) (3416) وأبو داود (2264) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد ، ويعقوب - قالا : حدثنا معتمر ، عن سلم -يعني ابن أبي الذيال- ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.

8408 - (د س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : «كنت جالساً عند -[744]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجاء رجل من اليمن ، فقال : إن ثلاثة نفر مِن أهلِ اليمن أتوْا علياً يختصمون إليه في وَلَد قد وقعوا على امرأة في طهر واحد ، فقال لاثنين منهما : طيبَا بالولد لهذا ، فغُلِبا (1) ، ثم قال لاثنين : طيبا بالولد لهذا ، فغُلِبا ، ثم قال لاثنين : طِيبا بالواد لهذا ، فَغْلِبا ، فقال : أنتم شركاءُ متشاكسون ، إني مُقْرِعٌ بينكم ، فمن قُرع فله الولد ، وعليه لصاحبيه ثلثا الدية ، فأقرع بينهم ، فجعله لمن قُرِع ، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ أضراسه - أو نواجذه -» أخرجه أبو داود والنسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متشاكسون) التشاكس : الاختلاف والافتراق .
__________
(1) وفي بعض النسخ : فغليا ، بالياء ، أي صاحا .
(2) رواه أبو داود رقم (2270) في الطلاق ، باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد ، والنسائي 6 / 182 و 184 في الطلاق ، باب القرعة في الولد إذا تنازعوا فيه ، من حديث الشعبي عن عبد خير عن زيد بن أرقم ، ورجاله ثقات ، ورواه بنحوه أبو داود والنسائي من حديث الشعبي عن أبي الخليل ، أو ابن أبي الخليل ولم يذكر زيد بن أرقم ولم يرفعه ، قال النسائي : هذا صواب والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/373) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا سفيان ، عن أجلح.
2- وأخرجه أبو داود (2270) قال : حدثنا خشيش بن أصرم. وابن ماجة (2348) قال : حدثنا إسحاق بن منصور. والنسائي (6/182) قال : أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم.
كلاهما - خشيش ، وإسحاق - عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن صالح.
كلاهما - أجلح ، وصالح الهمداني - عن الشعبي ، عن عبد خير ، فذكره.

[الفرع] الرابع : فيمن والى غير مواليه
8409 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن توَلَّى قوماً بغير إذن مَوَاليه ، فعليه لعنة الله والملائكة [والناس أجمعين] لا يقبل منه [يوم القيامة] عَدْلٌ ولا صَرْف» أخرجه مسلم (1) . وقال أبو داود : «لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً» .
-[745]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بغير إذن مواليه) قد تقدَّم فيما مضى من كتابنا شرح قوله : «من تولَّى قوماً بغير إذن مواليه» وبسطنا فيه القول ، ولْنُعِدِ الآن منه شيئاً ، حيث عاد ذِكْره ، فنقول : ليس إذن الموالي شرطاً في جواز أن يتولَّى غير مواليه وإباحته ، وإنما معناه : أنه ليس له أن يوالي غير مواليه بحال ، وإنما إن سولت له نفسه ذلك ، فليستأذنهم ، فإنهم إذا علموا ذلك منعوه ، ولم يأذنوا له ، فلا يمكنه حينئذ أن يواليَ غيرهم ، وإنما لا يجوز ذلك ، لأن الولاء لُحمة كلحمة النسب لا تنتقل ، كما لا ينتقل النسب ، إلا ما جاء في قوله : «الولاء للكُبْر» وليس ذلك نقلاً للولاء عن أصله ، وإنما هو تنزيل وترتيب بين ورثة المعتق .
(عدلاً) العدل : الفريضة ، أو الفدية .
(صرفاً) الصرف : النافلة أو التوبة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1508) في العتق ، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه ، وأبو داود رقم (5114) في الأدب ، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه ، وفي بعض نسخ أبي داود مثل رواية مسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/417) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب ، عن سهيل. ومسلم (4/216 و217) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن القاري ، عن سهيل. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن سليمان. (ح) وحدثنيه إبراهيم بن دينار. قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. قال : حدثنا شيبان ، عن الأعمش. وأبو داود (5114) قال : حدثنا حجاج بن أبي يعقوب. قال : حدثنا معاوية ، يعني ابن عمرو. قال : حدثنا زائدة ، عن الأعمش.
كلاهما - سهيل ، وسليمان الأعمش - عن أبي صالح ، فذكره.

8410 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كتب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على كلِّ بطن عُقولَهُ ، ثم كتب : أنَّه لا يحل أنه يتولَّى (1) مولى رجل مسلم بغير إذنه ، ثم أخبرتُ : أنَّه لَعَنَ في صحيفةٍ (2) مَنّ فعلَ ذلك» أخرجه مسلم (3) .
وقد تقدم فيما مضى من كتابنا أحاديث تتضمن شيئاً من ذلك ، بعضها في «كتاب العلم» من حرف العين ، وبعضها في غيره .
-[746]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُقوله) العُقول : جمع عَقْل ، وهو الدِّيَة .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أن يتوالى .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : صحيفته .
(3) رقم (1507) في العتق ، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/321) قال : حدثنا عبد الرزاق. (ح) وروح. ومسلم (4/216) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/52) قال :أخبرنا العباس بن عبد العظيم ، قال : حدثنا الضحاك بن مخلد.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ، وروح ، والضحاك - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/342) قال : حدثنا حسن. وفي (3/349) قال : حدثنا موسى. كلاهما - حسن، وموسى-، قالا : حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن جريج ، وابن لهيعة - عن أبي الزبير ، فذكره.

[الفرع] الخامس : إسلام أحد الأبوين
8411 - (د س) عبد الحميد بن جعفر قال : أخبرني أبي عن جدي رافع [بن سنان] أنه أسلم وأبَتْ امرأته أن تُسْلِم [فأتتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-] فقالت : «ابنتي ، وهي فَطيم ، وقال رافع : ابنتي ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقعدي ناحية ، وأقْعَدَ الصَّبيَّة بينهما ، ثم قال : ادْعُواها ، فمالت الصبية إلى أُمِّها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اهْدِها ، فمالت إلى أبيها فأخذها» .
أخرجه أبو داود ، وأخرجه النسائي ، وجعل بدل البنت «ابناً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فطيم) الفطيم : الولد عند فطامه ، فعيل بمعنى مفعول .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2244) في الطلاق ، باب إذا أسلم أحد الأبوين مع من يكون الولد من حديث عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع بن سنان ، والنسائي 6 / 185 في الطلاق ، باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد من حديث عبد الحميد بن سلمة الأنصاري عن أبيه عن جده ، قال الحافظ في " التلخيص " : وفي سنده اختلاف كثير ، وألفاظ مختلفة ، ورجح ابن القطان رواية عبد الحميد بن جعفر ، وقال ابن المنذر : لا يثبته أهل النقل ، وفي سنده مقال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/446) قال : حدثنا علي بن بحر ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. وأبو داود (2244) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، قال : أخبرنا عيسى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3594) عن مسعود بن جويرية الموصلي ، عن المعافى بن عمران.
كلاهما - عيسى ، والمعافى - عن عبد الحميد بن جعفر ، قال : أخبرني أبي فذكره.

الكتاب الرابع : في اللقيط
8412 - (خ ط) سنين أبو جميلة «أنه وَجَدَ مَنْبُوذاً في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : فَجئْتُ به إلى عمر ، فلما رآني ، قال : عسى الغُوَير أبْؤساً ، ما حملك على أخذ هذه النَّسَمة ؟ قال : وجدتُها ضائعة ، فأخذتها ، فكأنه اتَّهَمني ، فقال عَريفي : إنه رجل صالح ، قال عمر : كذلك ؟ قال نعم : قال اذهب ، هو حرٌّ [ولك ولاؤه] وعلينا نفقته» أخرجه الموطأ (1) .
وزاد رزين «وولاؤه للمسلمين يرثونه ويعقلون عنه» ولم يذكر الموطأ فيما رأيناه من كتابه - «عسى الغوير أبؤساً» وذكرها رزين .
وأخرج البخاري هذا الحديث في ترجمة باب من كتابه بغير إسناد (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منبوذاً) المنبوذ : الطفل الذي ترميه أُمُّه عند ولادته في الأرض ، لا يُعْرَف أبوه ولا أُمُّه . -[748]-
(عسى الغُوَيرُ أبؤساً) الغُوَير : ماء الكلب ، وأبؤس : جمع بأس ، وهو الشدة ، وانتصابه : لأنه خبر «عسى» وهو مَثَل ، أول من تكلم به الزَّبَّاء الملِكة حين رأتِ الصناديق ، فاستنكرت شأن قصير ، إذ أخذ على غير الطريق ، وأرادت : عسى أن يأتي ذلك الطريق بِشَرٍّ ، ومراد عمر رضي الله عنه : اتَّهام الرجل بأن يكون هو صاحب المنبوذ ، حتى أثنى عليه عريفه خيراً .
(يعقلون عنه) العقل : الدية ، وقد ذكر ، ويعقلون عنه ، أي : يعطون عقله .
__________
(1) 2 / 738 في الأقضية ، باب القضاء في المنبوذ ، وإسناده صحيح .
(2) تعليقاً 5 / 201 و 202 في الشهادات ، باب إذا زكى الرجل رجلاً كفاه ، قال الحافظ في " الفتح " : وقد أخرج البيهقي هذه القصة موصولة من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن أبي جميلة ، أقول : وقد وصلها أيضاً مالك كما تقدم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1487) مع شرح الزرقاني عن ابن شهاب ، عن سنين أبي جميلة رجل من بني سليم ، فذكره.
وأخرجه البخاري تعليقا في الشهادات ، باب إذا زكى رجل رجلا كفاه.

الكتاب الخامس : في اللهو واللعب ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في اللعب بالحيوان
8413 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رأى رجلاً يتْبعُ حمَامَة يلعُب بها ، فقال : شيطان يتْبعُ شيطانة» أخرجه أبو داود ولم يذكر «يلعب بها» (1) .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (4940) في الأدب ، باب في اللعب بالحمام ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3765) في الأدب ، باب اللعب بالحمام ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/345) قال : حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (1300) قال : حدثنا شهاب بن معمر. وأبو داود (4940) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3765) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا الأسود بن عامر.
أربعتهم - عفان ، وشهاب بن معمر ، وموسى ، والأسود بن عامر - عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.

8414 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «نَهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن التحريش بين البهائم» أخرجه الترمذي وأبو داود .
وأخرجه الترمذي أيضاً مرسلاً عن مجاهد عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : هو أصح (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحريش بين البهائم) : إغراءُ بضعها ببعض ، كما يُفعَل بالكبشين لينتطحا ، والجَمَلَيْنِ ليقتتلا .
__________
(1) وهو كما قال الترمذي ، وقد رواه أبو داود رقم (2562) في الجهاد ، باب في التحريش بين البهائم ، والترمذي رقم (1708) و (1709) في الجهاد ، باب ما جاء في كراهية التحريش بين البهائم ، قال الترمذي : وفي الباب عن طلحة وجابر وأبي سعيد وعكراش بن ذؤيب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2562) والترمذي (1708) .
كلاهما - أبو داود ، والترمذي - عن أبي العلاء محمد بن كريب. قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن قطبة ابن عبد العزيز بن سبأ ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1709) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التحريش بين البهائم. ولم يذكر فيه عن ابن عباس. ويقال : هذا أصح من حديث قطبة. وروى شريك هذا الحديث عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. ولم يذكر فيه عن أبي يحيى. حدثنا بذلك أبو كريب ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك. انتهى كلام الترمذي.

8415 - (م ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تتخذوا شيئاً فيه الروحُ غرضاً» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غرضاً) الغرض : الذي يقصد رميه بالسهام من قرطاس أو سواه .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1957) في الصيد ، باب النهي عن صبر البهائم ، والترمذي رقم (1475) في الصيد ، باب ما جاء في كراهية أكل المصبور ، والنسائي 7 / 238 و 239 في الضحايا ، باب النهي عن المجثمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- عن سعيد بن جبير ، عنه.
1- أخرجه أحمد (1/274) (2480) قال : حدثنا أبو أحمد. والنسائي (7/239) قال : أخبرنا محمد بن عبيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن هاشم.
كلاهما - أبو أحمد ، وعلي بن هاشم - عن العلاء بن صالح.
2- وأخرجه أحمد (1/280) (2532) قال : حدثنا بهز. وفي (1/285) (2586) و (1/340) (3155) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/340) (3156) قال : حدثنا هاشم. وفي (1/345) (3215) قال : حدثنا وكيع ، وابن جعفر. ومسلم (6/73) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (7/238) قال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال : أنبأنا عبد الله.
سبعتهم - بهز ، ومحمد بن جعفر ، وهاشم ، ووكيع ، ومعاذ ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة.
كلاهما - العلاء بن صالح ، وشعبة - عن عدي بن ثابت ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، فذكره.
2- عن عكرمة ، عنه.
أخرجه أحمد (1/216) (1863) قال : حدثنا إسحاق يعني ابن يوسف. وفي (1/273) (2474) قال : حدثنا الفضل. وفي (1/345) (3216) قال : حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرزاق. وابن ماجة (3187) قال: حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1475) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا عبد الرزاق.
خمستهم - إسحاق بن يوسف ، والفضل ، ووكيع ، وعبد الرزاق ، وابن مهدي - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه أحمد (1/297) (2705) قال : حدثنا أسود بن عامر ، وخلف ابن الوليد ، قالا : حدثنا إسرائيل.
كلاهما - سفيان ، وإسرائيل - عن سماك ، عن عكرمة ، فذكره.

8416 - (خ م س) سعيد بن جبير قال «مرَّ ابنُ عمرَ رضي -[750]- الله عنهما بفتيان من قريش قد نصبُوا طيراً ، أو دَجاجة ، يترَامونَها ، وقد جعلوا لصاحبها كلَّ خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابنَ عمر تفرَّقوا ، فقال ابن عمر : مَنْ فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَعَنَ من اتخذ الروح غرضاً» أخرجه البخاري ومسلم . وأخرج النسائي المسند منه فقط .
وله في أخرى قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لَعَنَ الله مَنْ مَثَّلَ بالبهائم» .
وفي رواية للبخاري قال : «مرَّ ابنُ عمر على يحيى بن سعيد - وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها - فمشى إليها ابن عمر حتى حلَّها ، ثم أقبل بها وبالغلام معه ، فقال : ازجُروا غلامَكم أن يصبِر هذا الطير للقتل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن تُصْبَر رُوح للقتل» وفي رواية «بهيمة أو غيرها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خاطئة) السهم الخاطئ : الذي لا يصيب الغرض .
(يصبر) صبرت الحيوان على القتل : إذا نصبته لتقتله وحبسته على القتل .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 554 في الذبائح والصيد ، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة ، ومسلم رقم (1958) في الصيد والذبائح ، باب النهي عن صبر البهائم ، والنسائي 7 / 238 في الضحايا ، باب النهي عن المجثمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/338) (3133) و (2/43) (5018) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/13) (4622) قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. وفي (2/60) (5247) قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش. وفي (2/103) (5801) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (1979) قال : أخبرنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (7/238) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، والأعمش - عن المنهال بن عمرو.
2- وأخرجه أحمد (2/86) (5587) و (2/141) (6259) قال : حدثنا هشيم. والبخاري (7/122) قال: حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (6/73) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، وأبو كامل ، قالا : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا هشيم. والنسائي (7/238) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا هشيم.
كلاهما - هشيم ، وأبو عوانة - عن أبي بشر.
كلاهما - المنهال ، وأبو بشر - عن سعيد بن جبير ، فذكره.

8417 - (خ م د س) هشام بن زيد بن أنس قال : «دخلتُ مع جدِّي أنس على الحكم بن أيوب ، فرأى غِلماناً - أو فِتْياناً - نصَبُوا دَجاجة يرمونها ، فقال أنس : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تُصْبَرَ البهائم» .
وفي رواية قال : «سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن أن يقتلَ شيء من الدوابِّ صبراً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 553 و 554 في الذبائح والصيد ، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة ، ومسلم رقم (1956) في الصيد والذبائح ، باب النهي عن صبر البهائم ، وأبو داود رقم (2816) في الأضاحي ، باب في النهي أن تصبر البهائم ، والنسائي 7 / 238 في الضحايا ، باب النهي عن المجثمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/117) قال : حدثنا يحيى. وفي (3/171) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج. وفي (3/180) قال : حدثنا وكيع والبخاري (7/121) قال : حدثنا أبو وليد. ومسلم (6/72) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/72) أيضا قال : وحدثنيه زهير بن حرب، قال : حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب ، قال : خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ، وأبو داود (6/28) قال : حدثنا أبو الوليد. وابن ماجة (3186) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع والنسائي (7/238) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد بن الحارث.
ثمانيتهم - يحيى ، وابن جعفر ، وحجاج ، ووكيع ، وأبو الوليد ، وابن مهدي ، وخالد ، وأبو أسامة - عن شعبة بن الحجاج.
2- وأخرجه أحمد (3/191) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - شعبة ، وحماد - عن هشام بن زيد ، فذكره.

8418 - (س) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال : «مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ناس وهم يرْمُون كبشاً بالنَّبْلِ ، فكره ذلك ، وقال : لا تُمثِّلوا بالبهائم» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تمثلوا) التمثيل بالحيوان : تشويه خَلْقه ، كالجَدْع ونحوه .
__________
(1) 7 / 238 في الضحايا ، باب النهي عن المجثمة . وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/238) قال : أخبرنا محمد بن زنبور المكي ، قال : حدثنا ابن أبي حازم ، عن يزيد ، -وهو ابن الهاد- ، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، فذكره.

8419 - (س) الشريد - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ قتل عصْفوراً عبثاً عجَّ إلى الله عز وجل يوم القيامة (1) ، يقول يا رب : إنَّ فلاناً قتلني عبثاً ، ولم يقتلني لمنفعة» أخرجه النسائي (2) .
-[752]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَبَثاً) العَبَث : اللعب ، وهو أن يَقْتُلَ الحيوان لعباً ، لغير قصدِ الأكل ، ولا على جهة التصيد .
__________
(1) في الأصل : عج إليه يوم القيامة : وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة .
(2) 7 / 239 في الضحايا ، باب من قتل عصفوراً بغير حقها ، وهو حديث حسن ، ورواه أحمد في " المسند " من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ : من قتل عصفوراً بغير حقه سأله الله عنه يوم القيامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/389) والنسائي (7/239) قال : أخبرنا محمد بن داود المصيصي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا أبو عبيدة ، عبد الواحد بن واصل ، عن خلف -يعني ابن مهران- ، قال : حدثنا عامر الأحول ، عن صالح بن دينار ، عن عمرو بن الشريد ، فذكره.

8420 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقتلَ شيء من الدوابِّ صبراً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1959) في الصيد والذبائح ، باب النهي عن صبر البهائم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/318) قال : حدثنا يحيى. وفي (3/339) قال : حدثنا حجاج ومسلم (6/73) قال : حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا محمد بن بكر. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، وابن ماجة (3188) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
أربعتهم - يحيى ، وحجاج ، وابن بكر ، وابن عيينة - عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، فذكره.
أخرجه أحمد (3/321) قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير ، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار أخبره ، فذكره.

الفصل الثاني : في اللعب بغير الحيوان
النرد
8421 - (م د) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ لَعِبَ بالنردشير ، فكأنمَّا صبَغَ يده في دم خنزير» .
وفي رواية «غَمَسَ يدَه في لحم خنزير ودمه» أخرجه مسلم ، وأخرج أبو داود الثانية (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2260) في الشير ، باب تحريم اللعب بالنردشير ، وأبو داود رقم (4939) في الأدب ، باب في النهي عن اللعب بالنرد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/352) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/357) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/361) قال : حدثنا وكيع ، وعبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (1271) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، وقبيصة. ومسلم (7/50) قال : حدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (4939) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (3763) قال : حدثنا أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة- ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو أسامة.
ثمانيتهم - وكيع ، وعبد الرازق ، وعبد الرحمن ، ومحمد بن يوسف ، وقبيصة ، ويحيى ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة - عن سفيان عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، فذكره.

8422 - (ط د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال -[753]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن لَعِبَ بنَرْد - أو نَردَشِير - فقد عصى الله ورسوله» أخرجه الموطأ وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 958 في الرؤيا ، باب ما جاء في النرد ، وأبو داود رقم (4938) في الأدب ، باب في النهي عن اللعب بالنرد ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3762) في الأدب ، باب اللعب بالنرد ، وأحمد في " المسند " 4 / 394 و 397 و 400 ، وهو حديث حسن ، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " : قد ذهب جمهور العلماء إلى أن اللعب بالنرد حرام ، قال : ونقل بعض مشايخنا الإجماع على تحريمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ صفحة (594) عن موسى بن ميسرة. وأحمد (4/394) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا أسامة بن زيد. وفي (4/397) قال : حدثنا أبو نوح ، قال : أخبرنا مالك ، عن موسى بن ميسرة. وفي (4/400) قال : حدثنا يحيى ، قال : أخبرنا عبيد الله ، قال : أخبرني نافع. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني نافع. وعبد بن حميد (547) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن نافع. والبخاري في الأدب المفرد (1269) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك ، عن موسى بن ميسرة. وفي (1272) قال : حدثنا أحمد بن يونس، ومالك بن إسماعيل ، قالا : حدثنا زهير ، قال : حدثني عبيد الله ، قال : حدثني نافع ، وأبو داود (4938) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن موسى بن ميسرة. وابن ماجة (3762) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، وأبو أسامة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع.
ثلاثتهم - موسى بن ميسرة ، وأسامة بن زيد ، ونافع - عن سعيد بن أبي هند ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/392) وعبد بن حميد (548) قال أحمد : حدثنا وقال عبد : أخبرنا عبد الرزاق. قال: سمعت عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن رجل ، عن أبي موسى ، رضي الله تعالى عنه، فذكره. زاد فيه عن رجل.
* وأخرجه أحمد (4/394) قال : حدثنا عتاب. قال : حدثنا عبد الله. قال : أخبرنا أسامة بن زيد. قال: حدثني سعيد بن أبي هند ، عن أبي مرة مولى عقيل ، -فيما أعلم- ، عن أبي موسى ، فذكره. وسمى الرجل أبا مرة مولى عقيل.

8423 - (ط) عائشة - رضي الله عنها - بَلَغَها «أن أهل بيت في دارها - كانوا سكَّاناً فيها - عندهم نرْد ، فأرسلت إليهم تقول : لئن لم تخرِجوها لأخُرِجنَّكم من داري ، وأنكرَتْ ذلك عليهم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 958 في الرؤيا ، باب النرد ، ورجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/455) عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه ، فذكره.

8424 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أن ابن عمر كان إذا وجد أحداً من أهله يلْعَبُ بالنرد ضربَهُ وكسَرها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 958 في الرؤيا ، باب ما جاء في النرد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/456) عن نافع ، فذكره.

لعب البنات
8425 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كُنْتُ ألْعَبُ بالبناتِ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكانت تأتيني صوَاحِبي ، فكُنَّ ينقَمِعنَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان يُسَرِّبُهُنَّ إليَّ فيَلْعَبْنَ مَعي» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية أبي داود قالت : «كنت ألعْبُ بالبنات يوماً ، فربما دخل عليَّ -[754]-رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعندي الجواري ، فإذا دخل خرجنَ ، وإذا خرج دخلْنَ» وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قدِمَ مِنْ غَزْوة تبوك - أو خيبر (1) - وفي سَهْوَتِها سِتْر فهبَّتْ ريح ، فكشفت ناحية السِّتْرِ عن بناتٍ لعائشة لُعَب ، فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : بناتي ، ورأى بينهنَّ فرساً له جناحان من رِقاع ، فقال : وما هذا الذي أرى وَسْطُهنّ ؟ قالت : فَرَس ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالت : جناحان ، قال : فرس له جناحان ؟ قالت : أما سمعت أن لِسُليمان عليه السلام خَيلاً لها أجْنِحَة ؟ فضحكَ حتى رأيتُ نواجِذهُ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينقمعن) الانقماع : الاستتار والتغيُّبُ ، وقوله : «يُسَرِّبُهُنَّ» أي : يردُّهن ويدفعهنَّ إليَّ ، ومن السِّرْب ، وهو جماعة النساء .
(سهوتها) السَّهْوةُ : صُفَّة صغيرة ، كالمخدع .
__________
(1) في الأصل : أو حنين ، وما أثبتناه من نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رواه البخاري 10 / 437 في الأدب ، باب الانبساط إلى الناس ، ومسلم رقم (2440) في فضائل الصحابة ، باب في فضل عائشة رضي الله عنها ، وأبو داود رقم (4931) و (4932) في الأدب ، باب في اللعب بالبنات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (260) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/57) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/166) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/233) قال : حدثنا محمد بن بشر. وفي (6/234) قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. والبخاري (8/37) قال : حدثنا محمد. قال : أخبرنا أبو معاوية. وفي الأدب المفرد (368) قال : حدثنا محمد بن سلام. قال : حدثنا محمد بن حازم. وفي (1299) قال : حدثنا عبد الله. قال : أخبرني عبد العزيز بن أبي سلمة. ومسلم (7/135) قال : حدثنا يحيي بن يحيى. قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا محمد بن بشر. (ح) وعن أبي كريب ، عن أبي معاوية. وأبو داود (4931) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا حماد وابن ماجة (1982) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا عمر بن حبيب القاضي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16782) عن محمد بن النضر بن مسافر المروزي ، عن جعفر بن سليمان. وفي (12/17031) عن محمد بن رافع ، عن حجين بن المثنى ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة. وفي (12/17123) عن علي بن حجر ، عن علي بن مسهر..
جميعهم - سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن نمير ، ومعمر ، ومحمد بن بشر ، ويحيى بن سعيد ، وأبو معاوية محمد بن خازم ، وعبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد العزيز بن محمد ، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وجرير بن عبد الحميد ، وحماد بن زيد ، وعمر بن حبيب ، وجعفر بن سليمان ، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17359) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي ، عن وهيب بن خالد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن يزيد بن رومان.
كلاهما - هشام ، ويزيد - عن عروة بن الزبير ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
وأخرجه أبو داود (4932) قال : حدثنا محمد بن عوف. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17742) عن أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي مريم.
كلاهما - محمد بن عوف ، وأحمد بن سعد - عن سعيد بن أبي مريم. قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثني عمارة بن غزية. أن محمد بن إبراهيم حدثه ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

لعب الحبشة
8426 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «بينما الحبشة يلعبون عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بحِرابهم ، إذ دخل عمر بن الخطاب ، فأهوى -[755]- إلى الحَصْباءِ فحصَبَهم بها ، فقال [له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : دعَهُم يا عمر» . أخرجه البخاري ومسلم ، وزاد النسائي : «فإنما هم بنو (1) أرفِدَةَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحصَبَهم) أي : رماهم بالحصباء ، وهي الحصى .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : فإنما هو بني ، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة ، وهو أصوب .
(2) رواه البخاري 6 / 68 في الجهاد ، باب اللهو بالحراب ونحوها ، ومسلم رقم (893) في العيدين ، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ، والنسائي 3 / 196 في العيدين ، باب اللعب في المسجد يوم العيد ونظر النساء إلى ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/308) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. وفي (2/540) قال : حدثنا محمد بن مصعب ، قال : حدثنا الأوزاعي. والبخاري (4/46) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام ، عن معمر ومسلم (3/23) قال :حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرنا. وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والنسائي (3/196) قال : أخبرنا إسحاق بن موسى ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا الأوزاعي.
كلاهما - معمر ، والأوزاعي - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* قال البخاري عقب روايته : وزاد علي : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر : في المسجد. يعني أنهم كانوا يلعبون في المسجد.

8427 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - نحوه ، ولم تذكر فيه «الحصباء» بل قالت : «فزجَرَهم عمر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 402 في الأنبياء ، باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم : يا بني أرفدة ، ومسلم رقم (892) في العيدين ، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : انظر تخريج الحديث القادم.

8428 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يسْتُرني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا التي أسْأمُه ، فاقدرُوا قدرَ الجارية الحديثة السنِّ ، الحريصةِ على اللهو» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وفي أخرى للنسائي قالت : «جاءت السودان يلعبون بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد ، فدعاني ، فكنت أطَّلِع إليهم من فوق عاتقه حتى كنتُ أنا التي انصرفت» . -[756]-
وفي رواية لمسلم «أنها قالت للعَّابين : ودِدْت أني أراهم ، قالت : فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقمتُ على الباب أنظر بين أُذُنيه وعاتقه ، وهم يلعبون في المسجد» قال عطاء : «فُرْس أو حَبَش» وقال غيره : «حَبَش» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسأمه) سَئِمْتُ الشيءَ أسأَمُه : إذا مَلَلَتَهُ .
(فاقدروا قدر الجارية) أي : قِيسُوا قياس أمرها ، وأنَّها مع حَدَاثَتها وشهوتها النظر وحرصها عليه ، كيف مَسَّها التَّعَبُ والإعياءُ ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يمسّه شيء من ذلك حفظاً لقلبها .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 457 في المساجد ، باب أصحاب الحراب في المسجد ، وفي العيدين ، باب الحراب والدرق يوم العيد ، وباب سنة العيد لأهل الإسلام ، وباب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، وفي الجهاد ، باب الدرق ، وفي الأنبياء ، باب قصة الحبش ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ، وفي النكاح ، باب حسن المعاشرة مع الأهل ، وباب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة ، ومسلم رقم (892) في العيدين ، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ، والنسائي 3 / 195 و 196 في العيدين ، باب اللعب بين يدي الإمام يوم العيد ونظر النساء إلى ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (254) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/116) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : حدثنا عبد الرحمن ، يعني ابن أبي الزناد. وفي (6/186) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/233) قال : حدثنا محمد بن بشر. ومسلم (3/22) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. وفي (3/23) قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا ابن نمير قال : حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (3/195) قال: أخبرنا محمد بن آدم ، عن عبدة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16938) عن محمد بن منصور، عن سفيان.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن نمير ، وابن أبي الزناد ، ووكيع ، ومحمد بن بشر ، ويحيى بن زكريا ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (6/84) قال : حدثنا أبو المغرية. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/85) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/166) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/247) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا يونس. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. والبخاري (1/123) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان. وفي (2/29) (4/225) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. وفي (7/36) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا معمر. وفي (7/48) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، عن عيسى ، عن الأوزاعي. ومسلم (3/21) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب. قال أخبرني عمرو. وفي (3/22) قال : حدثني أبو الطاهر. قال أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. والنسائي (3/195) قال أخبرنا علي بن خشرم. قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/16485) عن عمرو بن منصور ، عن أبي اليمان الحكم بن نافع ، عن شعيب بن أبي حمزة ، وفي (12/16574) عن الربيع بن سليمان بن داود ، عن إسحاق بن بكر بن مضر ، عن أبيه ، عن عمرو ابن الحارث.
سبعتهم - الأوزاعي ، ومعمر ، ويونس ، وصالح بن كيسان ، وعقيل ، وعمرو بن الحارث ، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري.
كلاهما - هشام ، والزهري - عن عروة بن الزبير. فذكره.
* في رواية وكيع ، عن هشام : «كانت الحبشة يلعبون في يوم عيد.. الحديث. وفيه : «فجاء أبو بكر ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : دعها فإن لكل قوم عيدا ، وهذا عيدنا» .
أخرجه النسائي الكبرى (الورقة 121-أ) قال : أخبرنا يونس بن عبد ، الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، عن ابن أبي عدي ، عن محمد بن عمرو.
كلاهما - محمد إبراهيم ، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
* رواية محمد بن عمرو مختصرة على : «لعبت الحبشة فجئت من ورائه -صلى الله عليه وسلم- ، فجعل يطاطي ظهره حتى أنظر» .
أخرجه الترمذي (3691) قال : حدثنا الحسن بن صابح البزار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17355) عن عبد الله بن محمد الضعيف.
كلاهما - الحسن بن صابح ، وعبد الله بن محمد - عن زيد بن حباب ، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت. قال : أخبرنا يزيد بن رومان ، عن عروة ، فذكره.
أخرجه النسائي الكبرى (الورقة121-أ) قال : أخبرنا محمد بن خلف العسقلاني. قال : حدثنا آدم ،وهو ابن أبي -إياس-. قال : حدثنا إسرائيل ، عن قرظة ، عن عكرمة ، فذكره.

  مجلد 31. من جامع الأصول في أحاديث الرسول مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)

8429 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «لمَّا قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ لعِبَتِ الحبَشةُ لِقُدُومِهِ ، فرَحاً بذلك ، لَعِبُوا بِحِرَابِهِم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4923) في الأدب ، باب النهي عن الغناء ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/161) ، وعيد بن حميد (1239) وأبو داود (4923) قال : حدثنا الحسن بن علي.
ثلاثتهم - أحمد ، وعبد ، والحسن ، عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ثابت. فذكره.

الكتاب السادس : في اللعن والسّبّ ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في ذم اللعنة ، واللاعن
8430 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس المؤمن بطعَّان ، ولا لعَّان ، ولا فاحشٍ ، ولا بَذِيء» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بطعان) الطَّعان : الذي يطعن في أعراض الناس ، ويقع فيهم ، ومنه : الطعن في النَّسَبِ ، وهو القَدْح فيه .
(بذيء) البَذّاء : الفُحش في القول .
__________
(1) رقم (1978) في البر ، باب ما جاء في اللعنة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (3839) ، وابن حبان رقم (48) موارد ، والبخاري في " الأدب المفرد " رقم (312) ، والحاكم في " المستدرك " 1 / 12 و 13 وصححه ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/404) (3839) والبخاري (في الأدب المفرد) (332) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. والترمذي (1977) قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد ، ومحمد بن يحيى - قالوا : حدثنا محمد بن سابق ، قال: حدثنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.

8431 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال زيد بن أسلم : إن -[758]- عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجادٍ من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل ، فدعا خادِمَه ، فكأنه أبطأ عليه ، فلعنَه ، فلما أصبَحَ قالت له أم الدرداء : سمعتُك الليلةَ لعَنْتَ خادَمكَ حِين دعوتَه ، فقالت : سمعتُ أبا الدرداء يقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يكون اللعَّانون شهداءَ ولا شفعاءَ يوم القيامة» هذه الرواية لم يذكرها الحميدي في كتابه .
وفي رواية مختصراً : عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن اللعَّانين لا يكونون شهداءَ ، ولا شفعاءَ يوم القيامة» أخرجه مسلم . وأخرج أبو داود المسند منه فقط ، ولم يذكر «يوم القيامة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بأنجاد) الأنجاد ، جمع : نَجَدٍ ، وهو مَتَاعُ البيت من فُرُشٍ ونَمَارقَ وستُورٍ ، ومنه قولهم : بيت مُنَجَّد .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2598) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ، وأبو داود رقم (4907) في الأدب ، باب في اللعن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/448) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن زيد بن أسلم. وعبد بن حميد ، (203) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن زيد بن أسلم ، والبخاري في الأدب المفرد (316) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد بن أسلم ومسلم (8/24) قال : حدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو غسان المسمعي وعاصم بن النضر التيمي. قالوا : حدثنا معتمر بن سليمان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عن معمر ، عن زيد بن أسلم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم وأبي حازم.وأبو داود (4907) قال : حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن أبي حازم وزيد بن أسلم.
كلاهما - زيد بن أسلم ، وسلمة بن دينار ؟ حازم - عن أم الدرداء ، فذكرته.

8432 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يكون المؤمن لَعَّاناً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2020) في البر ، باب ما جاء في الطعن واللعن ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال : وفي الباب عن ابن مسعود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (309) قال : حدثنا عبد الرحمن بن شيبة ، قال : أخبرني ابن أبي الفديك. والترمذي (2019) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر.
كلاهما - ابن أبي الفديك ، وأبو عامر العقدي - عن كثير بن زيد ، عن سالم بن عبد الله ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8433 - (د ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -[759]- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تلاعَنوا بلَعْنَةِ الله ، ولا بَغَضبِ الله ، ولا بالنار» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (4906) في الأدب ، باب في اللعن ، والترمذي رقم (1977) في البر ، باب ما جاء في اللعنة ، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 48 وصححه ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وعمران بن حصين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/15) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو داود ، قالا : حدثنا همام. والبخاري في الأدب المفرد (320) قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا هشام. وأبو داود (4906) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشام. والترمذي (1976) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا هشام.
كلاهما -همام ، وهشام - عن قتادة ، عن الحسن ، فذكره.

8434 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعّاناً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2597) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/337و 365) قال : حدثنا منصور الخزاعي. قال : أخبرنا سليمان ، يعني ابن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (317) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (8/23) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال أخبرني سليمان ، وهو ابن بلال. (ح) وحدثنيه أبو كريب. قال : حدثنا خالد بن مخلد ، عن محمد بن جعفر.
كلاهما - سليمان بن بلال ، ومحمد بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.

8435 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ادعُ الله على المشركين ، والعنهم ، فقال : إني إنما بُعِثْتُ رحمة ، ولم أُبعَثُ لعّاناً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2599) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2599) قال : حدثنا محمد بن عباد ، وابن أبي عمر ، قالا : حدثنا مروان- يعنيان العزارى -، عن يزيد- وهو ابن كيسان- ، عن أبي حازم ، فذكره.

8436 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «لم يَكُن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَبَّاباً ، ولا فاحِشاً ، ولا لاعِناً ، كان يقول لأحدِنا عند المَعْتَبِة : مَالَهُ تَرِبَتْ يمينه ؟» وفي رواية «ترب جبينه» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُعْتَبةُ والمعتِبَةُ) [بالفتح والكسر] : الاسم من العَتْب ، عَتَب يَعْتِبُ -[760]- عَتْباً ومَعْتَبة ومَعتَباً ، والمراد به هاهنا : المَوْجِدة والغَضَب .
(تَرِبَتْ يمينه) يقال في الدعاء : " تَرِبَتْ يمينُه " أي : افتقر ، كأنه التصق بالتراب من الفقر ، وقد كثر في الاستعمال ، حتى صار يقال عند التعجب من الشيء ونحوه من المحاورات .
__________
(1) 10 / 378 في الأدب ، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، وباب ما ينهى من السباب واللعن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/136) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/144) قال : حدثنا يونس ، وسريج ، وفي (3/158) قال : حدثنا موسى بن داود. والبخاري (8/15) قال : حدثنا أصبغ ، قال : أخبرني وهب. وفي (8/18) . وفي الأدب المفرد (430) قال : حدثنا محمد بن سنان.
ستتهم - أبو عامر ، ويونس ، وسريج ، وموسى ، وابن وهب ، وابن سنان - عن فليح بن سليمان ، عن هلال ، فذكره.

8437 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «سِبَابُ المسلم فُسُوق ، وقتالُه كُفْر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 287 في الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن ، وفي الإيمان ، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، ومسلم رقم (64) في الإيمان ، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ، والترمذي رقم (1984) في البر ، باب رقم (52) ، والنسائي 7 / 121 في تحريم الدم ، باب قتال المسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (104) قال : حدثنا الفضيل بن عياض. والبخاري (8/18) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا معاوية ، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9299) عن محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة.
ثلاثتهم - الفضيل ، وشعبة ، وسفيان - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (1/385) (3647) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (1/433) (4126) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. والبخاري (1/19) قال : حدثنا محمد بن عرعرة ، قال : حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (431) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ، ومسلم (1/57) قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان ، وعون بن سلام ، قالا : حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (1983 و2635) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9243) عن عمرو بن علي ، عن ابن أبي عدي ، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وسفيان ، ومحمد بن طلحة - عن زبيد بن الحارث.
3- وأخرجه أحمد (1/411) (3903) و (1/454) (4345) قال : حدثنا عفان. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود.
كلاهما - عفان ، وأبو داود - قالا : حدثنا شعبة. قال : زبيد ، ومنصور ، وسليمان أخبروني.
4- وأخرجه أحمد (1/439) (4178) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور، وزبيد.
5- وأخرجه البخاري (9/63) قال : حدثنا عمر بن حفص ،قال : حدثني أبي. ومسلم (1/58) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (69) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3939) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتم - حفص بن غياث ، وشعبة ، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
ثلاثتهم - منصور ، وزبيد ، وسليمان الأعمش - عن شقيق أبي وائل ، فذكره
* أخرجه النسائي (7/122) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش.
كلاهما - منصور ، والأعمش - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» موقوف.
* قال زبيد : قلت لأبي وائل مرتين : أأنت سمعته من عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم.

8438 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يَرْمي رجُل رجلاً بالفِسقِ ، أو بالكفر ، إلا ارتدَّتْ عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 388 في الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/166و181) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (4/219و8/18) وفي الأدب المفرد (432و433) قال : حدثنا أبو معمر. ومسلم (1/57) قال : حدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن ماجة (2319) قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ، أبو عبيدة ، قال : حدثني أبي.
كلاهما - عبد الصمد بن عبد الوارث ، وأبو معمر - عن عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8439 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا لَعَنَ العبْدُ شيئاً صَعِدَتُ اللَّعنَةُ إلى السماء ، فَتُغْلَقُ أبوابُ السماء دُونَها ، ثم تَهْبِط إلى الأرض ، فتُغْلَقُ أبوابها دونها ، فتأخذ -[761]- يميناً وشمالاً ، فإذا لم تجد مَسَاغاً : رَجَعَتْ إلى الذي لُعِنَ ، فإن كان لذلك أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4905) في الأدب ، باب في اللعن ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (3876) و (4036) من حديث ابن مسعود ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4905) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا الوليد بن رباح ، قال : سمعت نمران يذكر ، عن أم الدراء ، فذكرته.
* قال أبو داود : قال مروان بن محمد : هو رباح بن الوليد ، سمع منه ، وذكر أن يحيى بن حسان وهم فيه.

8440 - (د) عائشة - رضي الله عنها - «أنها سُرِقتْ مِلْحَفَةٌ لها (1) ، فجعلت تدعو على من سرَقَها ، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تُسَبِّخي عنه ، قال أبو داود : لا تسبِّخي عنه : لا تُخَفِّفي عنه» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُسَبِّخِي) التَّسْبيخ - بالخاء المعجمة- التخفيف ، يقال : سَبَّخَ الله عنه الحُمَّى ، أي : خفَّفها .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : سرق لها شيء .
(2) رقم (1497) في الصلاة ، باب الدعاء ، ورقم (4909) في الأدب ، باب فيمن دعا على من ظلمه ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 45 و 136 ، وفي سنده حبيب بن أبي ثابت ، وهو مدلس ، وقد رواه بالعنعنة ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/45) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. وفي (6/136) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وأبو داود (1497) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش. وفي (4909) قال : حدثنا ابن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17377) عن عمرو بن علي عن يحيى ، عن سفيان.
كلاهما - الأعمش ، وسفيان - عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17377) عن محمد بن بشار ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، به ، مرسلا.

8441 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «المستَبَّان ما قالا ، فعلى الأول» وفي رواية «فعلى البادئ منهما حتى يَعتديَ المظلوم» (1) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (2) .
__________
(1) لفظه نسخ مسلم وأبي داود والترمذي المطبوعة : " المستبان ما قالا ، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم " وليس عندهم رواية " فعلى الأول " .
(2) رواه مسلم رقم (2587) في البر ، باب النهي عن السباب ، وأبو داود رقم (4894) في الأدب ، باب المستبان ، والترمذي رقم (1982) في البر ، باب ما جاء في الشتم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/235) قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة. (ح) ومحمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/488) قال : حدثنا إسماعيل قال : حدثنا روح بن القاسم. وفي (2/517) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (423) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (8/20) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا : حدثنا إسماعيل ، يعنون ابن جعفر. وأبو داود (4894) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال : حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - والترمذي (1981) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
أربعتهم - شعبة ، وروح بن القاسم ، وإسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، فذكره.

8442 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ -[762]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدُهما» وفي رواية «إذا كفَّر الرجلُ أخاه ، فقد باء بها أحدُهما» وفي أخرى : «أيما امرئ قال لأخيه : كافر ، فقد باء بها أحدُهما ، إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه» أخرجه الجماعة إلا النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(باءَ بها) باء بالشيء : إذا رجع به واحتمله .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 428 في الأدب ، باب من كفر أخاه بغير تأويل ، ومسلم رقم (60) في الإيمان ، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم : يا كافر ، والموطأ 2 / 984 في الكلام ، باب ما يكره من الكلام ، والترمذي رقم (2639) في الإيمان ، باب ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر ، وأبو داود رقم (4687) في السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (609) وأحمد (2/113) (5933) قال : حدثنا إسحاق. والبخاري (8/32) وفي الأدب المفرد (439) قال : حدثنا إسماعيل. والترمذي (2637) قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - إسحاق ، وإسماعيل ، وقتيبة - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (2/18) (4687) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/60) (5259) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/112) (5914) قال : حدثنا مؤمل.
ثلاثتهم - يحيى ، ووكيع ، ومؤمل - عن سفيان.
3- وأخرجه أحمد (2/44) (5035) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/47) (5077) قال عبد الله بن أحمد : وجدت في كتاب أبي : حدثنا حجاج.
كلاهما - ابن جعفر ، وحجاج - عن شعبة.
4- وأخرجه مسلم (1/56) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، وعلي بن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - مالك ، وسفيان ، وشعبة ، وإسماعيل - عن عبد الله بن دينار ، فذكره.
* وألفاظ رواياتهم متقاربة.
ورواية نافع :
1- أخرجه الحميدي (698) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أيوب.
2- وأخرجه أحمد (2/23) (4745) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/60) (5260) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (4687) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير.
ثلاثتهم - يعلى ، ووكيع ، وجرير - عن فضيل بن غزوان.
3- وأخرجه أحمد (2/105) (5824) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا صخر يعني ابن جويرية.
4- وأخرجه أحمد (2/142) (6280) قال : حدثنا ابن نمير ، وحماد بن أسامة. ومسلم (1/56) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، وعبد الله بن نمير.
ثلاثتهم - ابن نمير ، وحماد ، وابن بشر - قالوا : حدثنا عبيد الله هو ابن عمر.
5- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (440) قال : حدثنا سعيد بن داود ، قال : حدثنا مالك.
خمستهم - أيوب ، وفضيل ، وصخر ، وعبيد الله ، ومالك - عن نافع ، فذكره.
* وألفاظهم متقاربة.

8443 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : " من قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء بها أحدهما " أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 428 في الأدب ، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/32) قال : حدثنا محمد وأحمد بن سعيد ، قالا : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، فذكره.

الفصل الثاني : فيما نُهِيَ عن لعنه وسَبّه
الدهر
8444 - (خ م د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قال الله عز وجل : «يَسُبُّ بنو آدم الدهرَ ، وأنا الدهرُ ، بيدي الليل والنهار» . -[763]-
وفي أخرى «أُقَلِّبُ لَيْلهُ ونهاره ، وإذا شئتُ قبضتهما» .
وفي أخرى قال : قال الله تعالى : «يؤذيني ابنُ آدم بِسَبِّ الدهرَ ، وأنا الدهرُ بيدِيَ الأمرُ ، أُقَلِّبُ الليل والنهار» .
وفي أخرى «يؤذيني ابنُ آدم ، يقول : يا خيْبَةَ الدهر ، فلا يقولنَّ أحدكم : يا خيبةَ الدهر ، فإني أنا الدهر ، أُقَلِّبُ ليلَهُ ونهارهُ» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ ، ولا تقولوا : يا خيبةَ الدهر» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الثالثة .
وفي رواية الموطأ : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يقُلْ أحدكم : يا خيبةَ الدهر ، فإن الله هو الدهر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تسبُّوا الدهرَ) كان من عادة العرب : أن يَذُمُّوا الدهرَ ، ويسبُّوه عند النوازل ، وقد جاء في أشعارهم كثيراً ، اعتقاداً منهم أن النوائب من أفعال الدهر ، فقال الله عز وجل :" وأنا الدهر " أي : أنا الذي أُحِلُّ بهم النوائبَ والنوازل ، وأنا فاعل ذلك ، فالذي تظنون أنه الدهر الفاعل لذلك ، إنما هو أنا ، فأنا الدهر الذي يفعل ما تنسبونه إلى الدهر في زعمكم . -[764]-
قال الخطابي : كان بعضُهم ينكر روايةَ أصحاب الحديث " الدهر" مرفوعاً ، ويقول : لو كان كذلك لكان اسماً معدوداً من أسماء الله تعالى ، وكان هذا القائل يرويه منصوباً ، ويقول : " وأنا الدهرَ أُقَلِّبُ الليل والنهار " فينصبه على الظرفية ، أي : أَنا أُطوِّل الزمانِ أُقَلِّبُ الليل والنهار ، قال الخطابي : والمعنى الأول : هو وجه الحديث .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 465 في الأدب ، باب لا تسبوا الدهر ، وفي تفسير سورة الجاثية ، وفي التوحيد ، باب {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2246) في الألفاظ ، باب النهي عن سب الدهر ، والموطأ 2 / 984 في الكلام ، باب ما يكره من الكلام ، وأبو داود رقم (5274) في الأدب ، باب في الرجل يسب الدهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1096) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/238) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/272 و275) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والبخاري (6/166و9/175) قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (7/45) قال : حدثناه إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. قال إسحاق : أخبرنا. وقال ابن أبي عمر : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (5274) قال : حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان وابن السرح، قالا : حدثنا سفيان.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13131) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان.
كلاهما - سفيان ، ومعمر - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* زاد في رواية معمر : «... فإذا شئت قبضتهما.» .
والرواية الأخرى :
أخرجها البخاري (8/51) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث. ومسلم (7/45) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى ، قالا : أخبرنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15312) عن وهب بن بيان ، عن وهب.
كلاهما - الليث ، وابن وهب - عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
أخرجه أحمد (2/395) قال : حدثنا هوذة ، قال : حدثنا عوف ، عن خلاس ومحمد ، فذكراه.

الريح
8445 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن رجلاً لعنَ الريح - وفي رواية : إن رجلاً نازعتهُ الريح رداءه على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلعنها - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تلعنها ، فإنها مأمورة مُسخَّرَة ، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعَت عليه» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4908) في الأدب ، باب في اللعن ، والترمذي رقم (1979) في البر ، باب ما جاء في اللعنة ، وقد رواه أيضاً ابن حبان رقم (1988) موارد ، وهو حديث صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4908) والترمذي (1978) قالا : حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري ، قال : حدثنا بشر بن عمر ، قال : حدثنا أبان بن يزيد العطار ، قال : حدثنا قتادة ، عن أبي العالية ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4908) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبان ، قال : حدثنا قتادة ، عن أبي العالية : «أن رجلا نازعته الريح رداءه» ... فذكره مرسلا ليس فيه ابن عباس.

8446 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن هذه الريح من رَوْحِ الله ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تَسُبُّوها ، وسَلُوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5097) في الأدب ، باب ما يقول إذا هاجت الريح ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/250و436) قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/409) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال أخبرنا يونس. والبخاري في الأدب المفرد (720) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن الأوزاعي. وفي (906) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن يونس. وأبو داود (5097) قال : حدثنا أحمد بن محمد المروزي وسلمة ، يعني ابن شبيب ، قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر ، وابن ماجة (3727) قال : حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (931) قال أخبرنا يوسف بن سعيد. قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج. قال أخبرني زياد. وفي (932) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن سفيان ، وهو ابن حبيب ، عن الأوزاعي.
أربعتهم - الأوزاعي ، ومعمر ، ويونس ، وزياد بن سعد- عن ابن شهاب الزهري ، عن ثابت بن قيس الزرقي ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (929) قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. قال : حدثنا طلق بن السمح. قال : حدثنا نافع بن يزيد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

الأموات
8447 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضَوْا إلى ما قَدَّموا» . أخرجه البخاري والنسائي .
وفي رواية أبي داود قال : «إذا مات صاحبكم فدَعُوه ، ولا تقعوا فيه» .
وفي أخرى للنسائي قالت : «ذُكِرَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- هالِكٌ بسوء ، فقال : لا تذكروا هَلْكاكم إلا بخير» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 206 في الجنائز ، باب ما ينهى من سب الأموات ، وفي الرقاق ، باب سكرات الموت ، وأبو داود رقم (4899) في الأدب ، باب في النهي عن سب الموتى ، والنسائي 4 / 52 و 53 في الجنائز ، باب النهي عن ذكر الهلكى إلا بخير ، وباب النهي عن سب الأموات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/180) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (2514) قال : حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (2/129) قال : حدثنا آدم. وفي (8/134) قال : حدثنا علي بن الجعد. والنسائي (4/53) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن بشر ، وهو ابن المفضل.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي ، وسعيد بن الربيع ، وآدم ، وعلي بن الجعد ، وبشر بن المفضل - عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، عن مجاهد ، فذكره.
أخرجه النسائي (4/52) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني أحمد بن إسحاق. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه ، فذكرته.

8448 - (ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تَسُبُّوا الأموات ، فتؤذوا الأحياءَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1983) في البر ، باب ما جاء في الشتم ، وهو حديث حسن بشواهده ، منها الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/252) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (4/252) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان الثوري. والترمذي (1982) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري - عن زياد بن علاقة ، فكذره.
أخرجه أحمد (4/252) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن زياد بن علاقة ، قال : سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،فذكره.

8449 - () عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تسبُّوا الأمواتَ ، فتؤذوا الأحياءَ ، لا تسبُّوهم ، فإنهم قد أفْضَوا إلى ما قدَّمُوا» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وقد سقط هذا الحديث من المطبوع ، وهو بمعنى الحديثين اللذين قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث أخرجه رزين ، لم أهتد إليه.

8450 - (د ت) عبد الله بن عمر (1) - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اذكروا محاسِنَ موتاكم ، وكُفُّوا عن مساويهم» . -[766]- أخرجه أبو داود والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (4900) في الأدب ، باب في النهي عن سب الموتى ، والترمذي رقم (1019) في الجنائز ، باب رقم (34) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : حديث غريب ، أقول : ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4900) والترمذي (1019) .
كلاهما - عن أبي كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمران بن أنس المكي ، عن عطاء ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث غريب. سمعت محمدا يعني البخاري يقول : عمران بن أنس المكي منكر الحديث.

الدابَّة
8451 - (م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره ، وامرأة من الأنصار على ناقة لها فضَجِرَتْ فلَعَنَتْها ، فسمع ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : خذوا ما عليها ودَعُوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ، ما يَعْرِضُ لها أحد» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفر ، فسَمِعَ لَعنة ، فقال : ما هذه ؟ قيل : هذه فلانة لعنت راحلتها ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ضَعُوا عنها ، فإنها ملعونة ، فوَضعوا عنها ، قال عمران : فكأني أنظر إليها ، ناقةً ورقاءَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ورقاء) ناقة وَرقاء ، أي : بيضاء إلى سواد ، والوُرْقة في الألوان : السُّمْرة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2595) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ، وأبو داود رقم (2561) في الجهاد ، باب النهي عن لعن البهيمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/429) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب. وفي (4/431) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب. والدارمي (2680) قال : أخبرنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ومسلم (8/23) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير ابن حرب. جميعا عن ابن علية. قال زهير : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع. قالا : حدثنا حماد ، وهو ابن زيد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا الثقفي.
كلاهما - عن أيوب. والنسائي في الكبرى الورقة (118-ب) قال : أخبرنا محمد بن معمر بصري ، قال : حدثنا عبد الملك بن الصباح ، عن عمران بن حدير بصري.
كلاهما - أيوب ، وعمران بن حدير - عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، فذكره.

8452 - (م) أبو برزة [الأسلمي]- رضي الله عنه- قال : «بينما جاريةٌ على ناقةٍ عليها بعض متاع القوم ، إذ بَصُرَتْ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وتضايق بهم -[767]- الجبلُ ، فقالت : حَلْ حلْ ، اللهم العنْها ، فقال رسول فالله - صلى الله عليه وسلم- : لا تصاحِبْنا ناقةٌ عليها لعنة» .
وفي رواية «لا ، ايْمُ الله - لا تصاحبْنا ناقة عليها لعنة من الله ، أو كما قال» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَلْ حَلْ) زجرٌ للإبل يحثُّها على السير .
__________
(1) رقم (2596) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/419) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (4/423) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) ويزيد. ومسلم (8/23) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين ، قال : حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر. (ح) وحدثني عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى ، يعني ابن سعيد.
أربعتهم - ابن أبي عدي ، ويحيى ، ويزيد ، والمعتمر - عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، فذكره.

الديك
8453 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تَسْبُّوا الدّيكَ ، فإنه يُوقِظ للصلاة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5101) في الأدب ، باب ما جاء في الديك والبهائم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن :
1- أخرجه الحميدي (814) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/115) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (5/192) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. (ح) وحدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. (ح) وحدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. وعبد بن حميد (278) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الماجشون. وأبو داود (5101) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد والنسائي في عمل اليوم والليلة (945) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
أربعتهم - سفيان ، ومعمر ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد العزيز بن محمد - عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، فذكره.
* قال سفيان في روايته : لا أدري زيد بن خالد أم لا.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (946) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي عامر ، قال : حدثنا زهير ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، أن الديك ، صوت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فذكره مرسلا ،ليس فيه ذكر زيد بن خالد.

الفصل الثالث : فيمن لعنهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أو سَبَّه مِمَّنْ لم يرد في باب مفرد
8454 - (م س) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال : «كنت عند علي بن أبي طالب ، فأتاه رجل ، فقال : ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسِرّ إليك ؟ فغضِبَ ، وقال : ما كان يُسِرُّ إليَّ شيئاً يكتمه الناسَ ، غير أنه حدَّثني بأربع كلمات ، قلت : ما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : لَعَنَ اللهُ من ذبح لغير الله ، -[768]- لَعن الله من لعن والديه ، لَعَنَ الله من آوى محدِثاً ، لَعَنَ الله من غيّر منار الأرض» .
أخرجه مسلم ، وفي رواية النسائي مثله ، وقال في الرابعة «مَن أحدثَ حَدَثاً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آوى محدِثاً) المحدِث : الذي قد أذنب ذنباً وفَعَلَ أمراً منكراً ، المعنى : من نَصَرَهُ ومنع منه ، وضمَّه إليه ليحميه .
(منار الأرض) المنار : العَلامَةُ التي تكون على الطرق ، والحدُّ بين الأراضي .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1978) في الأضاحي ، باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ، والنسائي 7 / 232 في الضحايا ، باب من ذبح لغير الله عز وجل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/118) (954) و (1/152) (1306) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري في الأدب المفرد (17) قال : حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (6/85) قال : حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر ، وعمرو - عن شعبة ، قال : سمعت القاسم بن أبي بزة.
2- وأخرجه مسلم (6/84) قال : حدثنا زهير بن حرب وسريج بن يونس.
كلاهما - عن مروان بن معاوية الفزاري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان. وعبد الله بن أحمد (1/108) (855) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (1/108) (858) قال : حدثني أبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان ، قال : حدثنا سليمان بن حيان. والنسائي (7/232) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا يحيى وهو ابن زكريا بن أبي زائدة.
ثلاثتهم - مروان ، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان ، ويحيى بن زكريا - عن منصور بن حيان.
كملاهما - القاسم ، ومنصور - عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فذكره.

8455 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ملعونٌ من سبَّ أباه ، ملعون من سبَّ أُمه ، ملعون من ذبح لغير الله ، ملعون من غيَّر تُخُومَ الأرض ، ملعون من صَدَّ أَعمَى عن طريق ، ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط» أخرجه ... (1)

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُخوم الأرض) بضم التاء وفتحها - وهي حدودها - واحدها : تَخْم ، -[769]- قال أبو عبيدة : هي المعالم ، والمعنى في ذلك يقع في موضعين .
أحدهما : أن يكون ذلك في تعيين حدود الحرم التي حدَّها إبراهيم عليه السلام ، والآخر: أن يَدْخُلَ الرجل في ملك غيره من الأرض فيأخذه ظلماً .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (1875) ورجاله ثقات ، إلا أن محمد بن إسحاق عنعنه ، أقول : ولأكثره شواهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/217) (1875) قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/309) (2817) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن زهير. وفي (1/317) (2915) قال : حدثنا حجاج،قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1/317) (2916) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. وفي (1/317) (2917) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال. وعبد بن حميد (589) قال : حدثني خالد بن مخلد البجلي ، قال : حدثني سليمان بن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (892) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6181) عن قتيبة ، عن الدرارودي.
خمستهم - محمد بن إسحاق ، وزهير ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وسليمان بن بلال ، وعبد العزيز الدراوردي - عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، فذكره.
* وفي رواية ابن إسحاق : «ملعون من سب أباه ، ملعون من سب أمه ، ملعون من ذبح لغير الله...» الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8456 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «سِتَّة لعَنْتُهُم [ولعنهم الله] وكلُّ نبي مجاب : المحرِّف لكتاب الله - وفي رواية : الزائد في كتاب الله - والمكذِّب بقدر الله ، والمستحلّ لحرم الله ، والمتَسَلِّط بالجبروت ليُعِزَّ من أَذل الله ، ويُذلَّ من أَعزَّ الله ، والمستحلُّ ما حرَّم الله من عِتْرَتي ، والتاركُ لِسُنَّتي» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه الترمذي رقم (2155) في القدر ، باب رقم (17) ، والحاكم 1 / 36 وصححه ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : وقد روي عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ، وهذا أصح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2154) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي المزني ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمرة ، فذكرته.

8457 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «لَعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة : رَجلاً أمَّ قوماً وهم له كارِهُونَ ، وامرأةً باتت وزوجُها عليها ساخط ، ورجلاً سمع حيَّ على الفلاح ثم لم يُجِبْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (358) في الصلاة ، باب ما جاء فيمن أم قوماً وهم له كارهون ، وفي سنده محمد بن القاسم كذبوه ، وقال الترمذي : حديث أنس لا يصح لأنه قد روي هذا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ، وقال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس وطلحة وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة ، أقول : وللفقرة الأولى والثانية شواهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (358) قال : حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم الأسدي ، عن الفضل بن دلهم ، عن الحسن ، فذكره.

8458 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «آكِلُ -[770]- الربا وموكلُه وكاتبُه ، إذا علموا ذلك ، والواشِمَةُ والمستوشمةُ والموشومةُ لِلْحُسنِ ، ومانع الصدقة (1) ، والمرتدُّ أعرابياً بعد الهجرة ، ملعونون (2) على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة» أخرجه النسائي (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الواشمة والمستوشمة والموشومة) الوَشْم : يكون في اللِّثَةِ (4) والشَّفَة ، بأن يغيِّر لونَها بِزُرقة أو خُضْرة أو سواد ، والواشمة : هي التي تفعل ذلك بالنساء ، والمستوشمة : التي يفعل بها ذلك ، والموشومة : المفعول بها أيضاً ذلك .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : ولاوي الصدقة .
(2) في الأصل : ملعون ، والتصحيح من نسخ النسائي المطبوعة .
(3) 8 / 147 في الزينة ، باب الموتشمات ، وفي سنده الحارث الأعور وهو ضعيف ، لكن تابعه مسروق عند ابن خزيمة ، فالإسناد صحيح .
(4) قال في " لسان العرب " : قال نافع : الوشم في اللثة ، واللثة : بالكسر والتخفيف : عمور الأسنان ، وهو مغارزها ، والمعروف الآن في الوشم أنه على الجلد والشفاه ، والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/409) (3881) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (1/430) (4090) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، ووكيع. وفي (1/464) (4428) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (8/147) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، عن شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9195) عن بشر بن خالد العسكري ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة.
أربعتهم - سفيان ، ويحيى ، ووكيع ، وشعبة - عن الأعمش ، قال : سمعت عبد الله بن مرة يحدث ، عن الحارث الأعور ، فذكره.
* في رواية سفيان ، قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فقال : حدثني علقمة ، قال : قال عبد الله : آكل الربا وموكله سواء.

8459 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَعَنَ آكِلَ الربا ، ومُوكلَه ، وكاتبَه ، ومانَع الصدقة ، وكان ينهى عن النَّوْحِ» .
وفي رواية قال : «لعن آكلَ الربا ، ومُوكِلَه ، وشاهدَه ، وكاتبَه ، والواشِمَةَ والمستوشمةَ (1) إلا من داء ، والمحلِّلَ والمحلَّلَ له ، ومانعَ الصدقة ، وكان ينهى عن النوح» ولم يقل : «لعن» أخرجه النسائي (2) . -[771]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحلِّل) : هو الذي يتزوجُ المرأة المطلَّقةَ ثلاثاً لتحلَّ لزوجها الأول بوطئه ، والمحلَّل له : هو المطلِّق أولاً .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : والموتشمة .
(2) 8 / 147 في الزينة ، باب الموتشمات ، وإسناده ضعيف ، لكن له شواهد ، منها الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/83) (635) قال : حدثنا يحيى ، عن مجالد. وفي (1/87) (660) قال: حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا أبو جعفر ، يعني الرازي ، عن حصين بن عبد الرحمن. وفي (1/107) (844) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا سفيان ، عن جابر. وفي (1/121) (980) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل. وفي (1/150) (1288) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن جابر. وفي (1/158) (1364) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا حصين بن عبد الرحمن. وأبو داود (2076)

8460 - (ط) محمد بن عبد الرحمن - رحمه الله - أنه سمع أُمَّه عَمْرَةَ بنتِ عبد الرحمن تقول : «لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المختفيَ والمختفيَةَ» يعني نبَّاشَ القبور . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 238 في الجنائز ، باب ما جاء في الاختفاء ، وإسناده منقطع ، قال ابن عبد البر : وأسنده يحيى بن صالح وعبد الله بن عبد الوهاب كلاهما عن مالك عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (563) مع شرح السزرقاني

8461 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنَتَ شهراً يَلْعَنُ رِعْلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ، عَصَوُا الله ورسولَه» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقد تقدم في «باب القنوت» في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد أحاديث في لعن هذه القبائل .
__________
(1) رواه البخاري 2/ 408 في الوتر ، باب القنوت قبل الركوع بعده ، ومسلم رقم (677) في المساجد ، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازلة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
أخرجه أحمد (3/259) ، ومسلم (2/137) قال: حدثنا عمرو الناقد ، كلاهما (ابن حنبل والناقد) قالا: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، فذكره.

الفصل الرابع : فيمن لعنه [رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] ، أو سبَّه ، وسأل الله : أن يجعلها رحمة
8462 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «اللهم إني أتخذ عندَكَ عهداً لنْ تُخْلِفَنِيهِ ، فإنما أنا بشر ، فأيُّ المؤمنين آذيتُهُ ، شَتَمْتُهُ ، لعنْتُهُ ، جَلَدْتُهُ ، فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقُربة تقرِّبه بها إليك يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أخرى لهما قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «اللهم إنما أنا بَشَرٌ ، أغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشر ، فأيُّما رَجُلٍ من المسلمين سبَبْتُهُ ، أو لعنته ، أو جلدتُه ، فاجعلها له صلاةً وزكاةً ، وقُربةً تقرِّبه بها إليك يوم القيامة ، واجعل ذلك كفَّارة له إلى يوم القيامة» .
وقد جاء هذا الحديث من طرق مختلفة اللفظ باتفاق المعنى ، وفي بعضها لمسلم نحوه ، إلا أنه قال : «أو جَلَدُّهُ» قال أبو الزناد : وهي لغة أبي هريرة ، وإنما هي «جلدته» (1) .
-[773]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَلَدُّه) : هو جَلَدْتُهُ ، إلا أنه أدغم التاء في الدال ، بأن قلبها دالاً ثم أدغمها .
__________
(1) رواه البخاري 11/ 147 في الدعوات ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من آذيته فاجعله زكاة ورحمة " ، ومسلم رقم (2601) في البر والصلة ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح
أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا إسرائيل، (ح) وحدثناه ابن نمير وفي (2/488) قال: حدثنا محمد بن جعفر وعفان، قالا: حدثنا شعبة، وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير ،وفي (3/400) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس و (الدارمي) (2768) قال: حدثنا المعلى بن أسد. قال: حدثناعبد الواحد بن زياد ومسلم (8/25) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وفي (8/25) قال: حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ستتهم (إسرائيل ، وعبد الله بن نمير وشعبة وعيسى بن يونس ، وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية) عن الأعمش عن أي صالح بن ذكوان وذكره.
في رواية إسرائيل «.... فاجعلها له زكاة وقربة» وفي رواية شعبة «... فاجعلها له زكاة وأجرا وقربة تنقربه بها عندك يوم القيامة» وفي رواية عيسى بن يونس «... فاجعلها له زكاة وأجرا» وفي رواية عبد الواحد بن زياد «.... فاجعلها له صلاة ورحمة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» وعن أبي يونس أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثني يحيى قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي يويس فذكره.
وعن الأعرج أخرجه الحميدي (1014) وأحمد (2/243) قالا: (الحميدي وأحمد) حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو الزناد، وفي (2/449) و (3/33) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، ومسلم (8/25) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد ح وحدثناه ابن عمر، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أبو الزناد ح وحدثني سليمان بن معبد، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
كلاهما (أبو الزناد وأيوب) عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
وعن سالم مولى النصريين. أخرجه أحمد (2/493) قال: حدثنا حجاج ومسلم (8/25) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، كلاهما (حجاج وقتيبة) قالا: حدثنا ليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن سالم مولى النصريين، فذكره.
وعن سعيد بن المسيب أخرجه البخاري (8/96) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ومسلم (8/26) قال: حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس ح حدثني الزهير بن حرب وعبد بن حميد، قال زهير: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
كلاهما (يونس وابن أخي ابن شهاب) عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب فذكره.

8463 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنما أنا بشرٌ ، وإني اشترطتُ على ربيِّ : أيُّ عَبْدٍ من المسلمين سَببتُه أو شتمتُه : أن يكون ذلك له زكاةً وأجراً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2602) في البر والصلة ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح، وفي (3/384) قال: حدثنا حجاج، ومسلم (8/26) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنيه ابن أي خلف قال: حدثنا روح (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم (روح وحجاج بن حمد، وأبو عاصم) عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.
وعن أبي سفيان عن جابر أخرجه أحمد (1/391) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (3/400) قال حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى والدارمي (2769) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه ومسلم (8/ 25) قال: حدثنا ابن عمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب ، قالا: حدثنا أو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إباهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم (أبو معاوية وعيسى وعبد الله بن نمير) عن الأعمش عن أبي سفيان فذكره.

8464 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُلانِ ، فكلَّماه بشيء لا أدري ما هو ، فأغْضَبَاه ، فلعنَهما وسَبَّهما ، فلما خرجا ، قلتُ : يا رسولَ الله ، لَمَنْ أصابَ من الخير شيئاً ما أصابه هذان ، قال : وما ذلك ؟ قلتُ : لعنتَهما وسببتَهما ، قال : أوَمَا عَلِمتِ ما شارَطْتُ عليه ربي ؟ قلت : لا ، قال : قلتُ : اللهم إني أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سَبَبْتُه أو لَعَنْتُهُ فاجعَلْها له زكاة وأجراً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2600) في البر والصلة ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/45) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير ومسلم (8/24،25) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أو بكر بن أبي شيبة وأو كريب، قالا: حدثنا أو معاوية، (ح) وحدثناه على بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم، جميعا عن عيسى بن يونس.
أربعتهم (أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وجرير وعيسى بن يونس) عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.

8465 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كانت عند أمِّ سلَيم يتيمة ، فرآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أنتِ هِيَهْ ؟! فقد كَبِرتِ ، لا كَبِر -[774]- سِنُّكِ - أو قَرْنُكِ - فرجَعَتِ اليتيمةُ إلى أُمِّ سُلَيم تبكي ، فقالت لها : مالَكِ يا بنيَّةُ ؟ فقالت : دعا عليَّ نبيُّ الله أن لا يَكْبَر سِنِّي ، فإذَنْ لا يكبَر سنِّي أبداً ، أو قالت : قَرني ، فخرجَتْ أمُّ سُلَيم مستعجلةً تَلُوث خمارها ، حتى لَقِيَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مالَكِ يا أمَّ سُلَيم ؟ فقالت : يا نبيَّ الله ، دَعَوْتَ على بِنْتي (1) فقال : وما ذلكِ يا أمَّ سليم ؟ قالت : زَعَمَتْ أنك دَعَوْتَ أن لا يكبَر سِنُّها ، أو قَرْنُها ، فضحِكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا أم سليم ، أما تعلَمِين شرطي على ربِّي ؟ إني اشترطت على ربي ، فقلت : إنما أنا بشر ، أرضَى كما يَرْضَى البشر ، وأغْضَبُ كما يغضب البشر ، فأيُّما أحَدٍ دعوتُ عليه من أُمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهل ، أن تجعلها له طَهوراً وزكاةً ، وقُربة تقرِّبه بها يوم القيامة» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تلوث خمارها) لاث العمامة على رأسه يلوثها : إذا عَصَبَها ، ولاثت المرأة الخمار : إذا شَدَّتْه على وَجْهها .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : على يتيمتي .
(2) رقم (2603) في البر ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/26) قال: حدثني زهيربن حرب، وأبو معن الرقاشي (واللفظ لزهير) قالا: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، فذكره.

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الميم
ويشتمل على ستة كتب
كتاب المواعظ والرقائق ، كتاب المزارعة ، كتاب المدح ، كتاب المزح ، كتاب الموت ، كتاب المساجد
الكتاب الأول : في المواعظ والرقائق
8466 - (م ت) أبو إدريس الخولاني - رحمه الله- عن أبي ذَرّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :- فيما روى عن الله تبارك وتعالى - أنه قال : «يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه بينكم محرَّماً ، فلا تَظَالموا ، يا عبادي ، كُلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُه ، فاسْتَهدُوني أهْدِكم ، يا عبادي ، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم ، يا عبادي ، كُلُّكم عارٍ إلا مَنْ كَسوْتُه ، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ ، يا عبادي ، إنكم تُخطئون بالليل والنهار ، وأنا أَغْفِرُ -[4]- الذُّنوبَ جميعاً ، فاستغفروني أغفِرْ لكم ، يا عبادي ، إنَّكم لن تبلغُوا ضَرِّي فتَضُرُّوني ، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم ، كانوا على أتْقَى قلب رجلٍ واحد منكم ، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم ، [كانوا] على أفجرِ قلب رجلٍ واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم ، قاموا في صعيدٍ واحد ، فسألوني ، فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألتَهُ ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ ، يا عبادي ، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم ، ثم أُوفّيكم إيَّاها ، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ» .
وفي رواية عن أبي ذر نحوه ، والأول أتم ، أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي عن عبد الرحمن بن غَنْم ، عن أبي ذر ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يقول الله : كُلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُ ، فَسَلُوني الهُدَى أهْدِكم ، وكُلُّكم فقير إلا من أَغْنَيْتُ ، فَسَلُوني أَرْزُقْكُم ، وكُلّكُم مُذنِب ، إلا من عَافَيْتُ ، فمن علِمَ منكم أني ذُو قُدرَةٍ على المغفرةِ فاستغفرني غفرتُ له ولا أُبالي ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ، وحَيَّكم ومَيِّتَكم ، ورَطبَكم ويابسَكم ، اجتمعوا على أتقى قلبِ عبدٍ من عبادي ، ما زاد [ذلك] في ملكي جناحَ بعوضة ، ولو أنَّ أَوَّلكم وآخرَكم ، وحيَّكم ومَيِّتكم ، ورَطبَكُم -[5]- ويابِسَكم ، اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ من عبادي ، ما نَقَصَ ذلك من ملكي جناحَ بعوضة ، ولو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم ، وحيَّكم ومَيِّتَكم ، ورَطبَكم ويابسَكم ، اجتمعوا على صعيد واحد ، فسأل كلُّ إنسانٍ منكم ما بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُه ، فأعطيتُ كُلَّ سائلٍ منكم ، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أنَّ أحدَكم مَرَّ بالبحر فغمس فيه إبرةً ثم رفعها إليه ، ذلك بأني جَوَادٌ واجِدٌ ماجد ، أَفْعَلُ ما أُريد ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ، إنما أمري لشيء إذا أردتُ أن أقول له : كن فيكون» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصعيد) : وجه الأرض ، وقيل : هو التراب وحدَه .
(المخيط) بكسر الميم [وإسكان الخاء] : الإبرة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2577) في البر والصلة , باب تحريم الظلم , والترمذي رقم (2497) في صفة القيامة ، وباب رقم (49) , وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , قد اشتمل على قواعد عظيمة في أصول الدين , وهو من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام , وقد شرحه العلماء وأفردوه بالتأليف وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه , وقال أحمد بن حنبل : ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (490) قال: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر (أو بلغني عنه) . ومسلم (8/16) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال :حدثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي.في (8/17) قال :حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال :حدثنا أبو مسهر.
كلاهما - عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر، ومروان بن محمد - قالا :حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن غنم. عن أبي ذر.
أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم. وفي (5/177) قال: حدثنا ابن نمير قال :حدثنا موسى -يعني ابن المسيب الثقفي-. وابن ماجة (4257) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن موسى بن المسيب الثقفي. والترمذي (2495) قال:حدثنا هناد، قال :حدثنا أبو الأحوص. عن ليث.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، وموسى بن المسيب - عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/154) قال :حدثنا هاشم بن القاسم.قال :حدثنا عبد الحميد.قال :حدثنا شهر.قال: حدثني ابن غنم.أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله عز وجل يقول : ياعبدي، ماعبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك.وياعبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة مالم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة» .
وقال أبو ذر : إن الله عزوجل يقول : «ياعبادي، كلكم مذنب إلا من أنا عافيته» ، فذكر نحوه.إلا أنه قال: «...ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام» .
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما يَروي عن ربه عز وجل : إني حرمت على نفسي الظلم» .
أخرجه أحمد (5/160) قال: حدثنا عبد الرحمن وعبد الصمد. ومسلم (8/17) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث- قالا: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.

8467 - (ت) أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ثلثا الليل قام ، فقال : أيُّها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجِفةُ تَتْبَعُها الرادِفَةُ ، جاء الموت بما فيه [جاء الموت بما فيه] قال : -[6]- قلتُ : يا رسولَ الله ، إني أُكِثرُ الصلاة عليكَ ، فكم أجعلُ لكَ من صلاتي ؟ قال : ما شئتَ ، قلتُ : الربعَ ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لك ، قلتُ : النصفَ ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لك ، قلت : الثلثين ؟ قال : ما شئتَ وإن زدتَ فهو خير لك ، قلتُ : أَجْعَلُ لك صلاتي كُلَّها ؟ قال : إذن تُكفَى هَمَّك ، ويُغْفَرُ لك ذَنبُكَ» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراجفة) : النفخة الأولى التي تموت لها الخلائق .
(والرادفة) : النفخة الثانية التي يحيَون بها يوم القيامة .
__________
(1) رقم (2459) في صفة القيامة , باب رقم (24) ، وإسناده حسن , وقال الترمذي : هذا حديث حسن , وفي بعض النسخ : حسن صحيح , وصححه الحاكم 3 / 421 ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/136) قال:حدثنا وكيع.وعبد بن حميد (170) قال :حدثنا قبيصة بن عقبة.والترمذي (2457) قال :حدثنا هناد، قال :حدثنا قبيصة.
كلاهما - وكيع، وقبيصة -عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.

8468 - (م) خالد بن عمير العدوي - رحمه الله- قال : «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمَّا بعدُ ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم ، وَوَلَّتْ حَذّاءَ ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ ، يتصابُّها صاحبُها ، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها ، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم ، فإنه قد ذُكِر لنا : أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم ، فيهوي فيها سبعين عاماً ، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها ، وقال : لا يُدْرِكُ لها قعراً ، والله لَتُملأنَّ ، أفعجبتمُ ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين -[7]- مِصْراعين من مصاريع الجنة : مَسِيرةُ أربعين عاماً ، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام ، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر ، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا ، والتقطتُ بُرْدة ، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك ، فاتَّزَرْتُ بنصفها ، واتَّزرَ سَعد بنصفها ، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار ، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً ، وأنا عند الله صغير ، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً ، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آذنت بِصُرم) الصرم : القطع ، و «آذنت» أعلمت .
(حَذَّاءَ) : منقطعةً ، ومنفصلة .
(صُبَابة) الصُبابة : الماء القليل يبقى في الإناء ونحوه .
(شفير) شفير الوادي والجبل : حافَّته وجانبُه .
(كظيظ) موضع كظيظ : ضيق من كثرة الزحام .
__________
(1) رقم (2967) في الزهد في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/174و 5/61) قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا قرة بن خالد.وفي (4/174) قال:حدثنا بهز بن أسد.قال :حدثنا سليمان بن المغيرة.وفي (5/61) قال :حدثنا إسماعيل، قال :حدثنا أيوب.ومسلم (8/215) قال :حدثنا شيبان بن فروخ، قال :حدثنا سليمان بن المغيرة.وفي (8/216) قال:حدثني إسحاق بن عمر بن سليط، قال :حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا وكيع، عن قرة بن خالد.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9757) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان بن المغيرة.
ثلاثتهم - قرة، وسليمان، وأيوب - عن حميد بن هلال العدوي.
2-وأخرجه ابن ماجة (4156) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال :حدثنا وكيع، عن أبي نعامة.
كلاهما - حميد بن هلال، وأبو نعامة - عن خالد بن عمير، فذكره.
* في رواية أحمد (5/61) قال :حدثنا وكيع.قال :حدثنا قرة، عن حميد بن هلال العدوي، عن رجل منهم يقال له خالد بن عمير.فقال أبو نعامة :سمعته من خالد بن عمير.
* قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : ماحدث بهذا الحديث غير وكيع، يعني أنه غريب.
* قال أحمد بن حنبل : أبو نعامة هذا عمرو بن عيسى، وأبو نعامة السعدي آخر أقدم من هذا، وهذا أكبر من ذاك.
* في رواية أيوب : «عن رجل» ، قال أيوب : أراه خالد بن عمير.
* أخرجه الترمذي : في الشمائل (374) قال :حدثنا محمد بن بشار قال :حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي، قال :سمعت خالد بن عمير، وشويسا أبا الرقاد، قالا: «بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان، وقال : انطلق أنت ومن معك حتى إذا كنت في أقصى أرض العرب، وأدنى بلاد أرض العجم، فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد، وجدوا هذا الكذان، فقالوا :ماهذه ؟ قالوا :هذه البصرة، فساروا حتى إذا بلغوا حيال الجسر الصغير فقالوا : ها هنا أمرتم فنزلوا..» فذكروا الحديث بطوله، فقال عتبة بن غزوان : «لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» ...الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لمسلم.

8469 - (خ م) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً ، فصلَّى على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، -[8]- فقال : إني فَرَطٌ لكم ، وأنا شهيدٌ عليكم ، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن ، وإني أُعطيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض - وإني والله ، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .
وفي رواية قال : «صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على قَتْلى أُحُد بعد ثمان سنين ، كالمُوَدِّع للأحْيَاءِ والأموات ، ثم طَلَعَ على المنبر ، فقال : إني بين أيديكم فَرَطٌ وأنا شَهيدٌ عليكم ، وإنَّ مَوعِدَكُم الحوضُ ، وإني لأنظر إليه من مَقامي هذا ، وإني لَستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا ، ولكنْ أخشى عليكم الدنيا أن تَنَافَسُوها . قال : فكانت آخرَ نَظْرَةٍ نَظَرتُها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى «إني فَرَطُكم على الحوض ، وإنَّ عَرْضَهُ كما بين أيْلَةَ إلى الجُحْفة - وفيها - ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تَنافَسوا فيها ، وتَقْتَتِلوا فَتهْلِكوا ، كما هَلكَ مَنْ كان قبلكم» .
قال عقبة : «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَرَط) الفرط : المتقدِّم على القوم في السير ، السابق إلى الماء ، والمراد : -[9]- إني لكم سابق متقدِّم بين أيديكم ، فإذا قدمتم عليَّ ترَوْني وتجدوني لكم منتظراً .
(تنافسوا) المنافسة : المغالبة على تحصيل الشيء والانفراد به .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 414 في الرقاق , باب في الحوض , وباب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها , وفي الجنائز , باب الصلاة على الشهيد , وفي الأنبياء , باب علامات النبوة في الإسلام , وفي المغازي ، باب غزوة أحد ، وباب أحد يحبنا ونحبه ، ومسلم رقم (2296) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/149) قال :حدثنا حجاج بن محمد.وفي (4/153) قال :حدثنا هاشم.والبخاري (2/114) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.وفي (4/240) قال :حدثنا سعيد بن شرحبيل.وفي (5/132 و8/151) قال :حدثني عمرو بن خالد.وفي (8/112) ومسلم (7/67) وأبو داود (3223) . والنسائي (4/61) .
أربعتهم - البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي- عن قتيبة بن سعيد.
ستتهم - حجاج بن محمد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن شرحبيل، وعمرو بن خالد، وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد.
2- وأخرجه أحمد (4/154) قال :حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (5/120) قال :حدثنا محمد بن عبد الرحيم.قال : أخبرنا زكريا بن عدي.وأبو داود (3224) قال :حدثنا الحسن بن علي، قال :حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - يحيى، وزكريا، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
3- وأخرجه مسلم (7/67) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا وهب - يعني ابن جرير - قال : حدثنا أبي، قال : سمعت يحيى بن أيوب.
ثلاثتهم - ليث، وحيوة، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره.

8470 - (ت) أبو كبشة الأنماري - رضي الله عنه - أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ثلاث أُقْسِمُ عليهن ، وأُحَدِّثُكم حديثاً ، فاحفظوه : ما نقص مالُ [عبدٍ] من صدقة ، ولا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلمَة فصبر عليها ، إلا زاده الله بها عِزاً ، ولا فتح عبدٌ بابَ مسألة ، إلا فتح الله عليه بها باب فقر» - أو كلمة نحوها - .
زاد في رواية : «وما تواضع عبدٌ لله إلا رفعه الله (1) ، وأُحَدِّثكم حديثاً فاحفظوه ، إنما هذه الدنيا لأربعة نَفَر : عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً ، فهو يتَّقي في ماله ربَّهُ ، ويَصِلُ به رَحِمَهُ ، ويعلم أنَّ لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازلِ ، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقْه مالاً ، فهو صادقُ النية لله ، يقول : لو أنَّ لي مالاً لَعَمِلْتُ بعمل فلان ، فأجره بنيته - وفي رواية : فهو بنيته - فأجرهما سواء ، وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً ، فهو يَخبِط في ماله بغير علم ، لا يتَّقي فيه ربَّه ، ولا يصل به رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبدٍ لم يرزقْهُ الله مالاً ولا علماً ، فهو يقول : لو أنَّ لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، وَوِزرُهما سواء» . -[10]- أخرجه الترمذي (2) ، إلا زيادة «التواضع والرفعة» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخبط) الخبط : فعل الشيء على غير نظام ، وكذلك في القول .
__________
(1) هذه الرواية جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه رقم (2588) في البر والصلة والأدب , من حديث أبي هريرة , ولفظه بتمامه : " ما نقصت صدقة من مال , وما زاد عبداً بعفوه إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " .
(2) رواه الترمذي رقم (2326) في الزهد ، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 230 و 231 ، وابن ماجة رقم (4228) في الزهد ، باب النية ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(3) وهي عند مسلم كما تقدم عند ذكر الرواية في أول الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/231) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن نمير. والترمذي (2325) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو نعيم.
كلاهما - عبد الله بن محمد بن نمير، وأبو نعيم - قالا : حدثنا عبادة بن مسلم. قال : حدثنا يونس بن خباب، عن سعيد الطائي أبي البختري، فذكره.

8471 - (ت) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها- قالت : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «بئس العبدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واختال ، ونَسِيَ الكبيرَ المتعال ، بئس العبدُ عبدٌ تَجَبَّرَ واعتدى ، ونَسِيَ الجبَّار الأعلى ، بئس العبدُ عبدٌ سها ولها ، ونَسيَ المقابر والبِلَى ، بئس العبدُ عبدٌ عَتَا وطَغَى ، ونسيَ المبتدأ والمنتهى ، بئس العبدُ عبدٌ يَخْتِل الدِّين بالشهوات (1) بئس العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يقوده ، بئس العبدُ عبدٌ هوى يُضلُّه ، بِئس العبد عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّه» أخرجه الترمذي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السهو) : الغفلة واللهو واللعب .
(العتُوُّ) : التجبرُّ والتكبرُّ والطغيان ومجاوزة الحدِّ . -[11]-
(تخيَّل واختال) هو تفعَّل وافتعل ، من الخُيَلاء ، وهو العجب والتكبُّر في الأفعال .
(الخَتل) : الخداع والمكر ، يريد : أنه يمكر ويخدع الناسَ بالدِّين ليُحَصِّل الدنيا .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : بالشبهات .
(2) رقم (2450) في صفة القيامة ، باب رقم (18) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده بالقوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2448) قال : ثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثنا هاشم - وهو ابن سعيد الكوفي. قال : حدثني زيد الخثعمي، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.

8472 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ ، جعل الله غِناه في قلبه ، وجمع عليه شَمْلَهُ ، وأتَتْهُ الدنيا وهي رَاغِمَة ، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه ، جعل الله فَقْرَه بين عينيه ، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له» .
زاد في رواية «فلا يُمسي إلا فقيراً ، ولا يُصْبِحُ إلا فقيراً ، وما أقْبَلَ عبدٌ إلى الله بِقَلْبِهِ ، إلا جعَلَ الله قُلُوبَ المؤمنين تنقاد إليه بالوُدِّ والرحمة ، وكان الله بكل خير إليه أسْرَع» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) الرواية الأولى رواها الترمذي رقم (2467) في صفة القيامة ، باب رقم (31) ، وإسناده ضعيف ، والرواية الثانية ليست عند الترمذي ، وقد ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 247 إلى قوله : ولا يصبح إلا فقيراً ، ونسبها للبزار وقال : وفيه إسماعيل بن مسلم المكي ، وهو ضعيف ، نقول : وقد روى هذا الشطر أيضاً الدارمي 1 / 96 من قول الحسن البصري ، والشطر الأخير من الحديث إلى قوله : أسرع ، ذكره أيضاً الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 247 ، ونسبة للطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من حديث أبي الدرداء ، وقال الهيثمي : وفيه محمد بن حسان المصلوب ، وهو كذاب ، وانظر " الترغيب والترهيب " للمنذري 4 / 82 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2465) قال : ثنا هناد، قال : ثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد بن أبان، وهو الرقاشي.

8473 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يقولُ الله تبارك وتعالى : ابنَ آدم ، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى ، -[12]- وأَسُدَّ فَقْرَك ، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلاً ، ولم أَسُدَّ فقرك» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2468) في صفة القيامة ، باب رقم (31) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 358 ، وابن ماجة رقم (4107) في الزهد ، باب الهم بالدنيا ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/358) قال : حدثنا محمد بن عبد الله. وابن ماجة (4107) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال : حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (2466) قال : حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - محمد بن عبد الله، وعبد الله بن داود، وعيسى بن يونس - عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن داود : «عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة. قال : ولا أعلمه إلا قد رفعه» .

8474 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قلنا : يا رسولَ الله ما لَنَا إذا كُنَّا عِندك رَقَّتْ قلوبُنا ، وزَهِدنا في الدنيا ، وكانت الآخرةُ كأنَّها رَأْيُ عَيْن ؟ فإذا خرجنا من عندك فأنِسْنا في أهالينا ، وشَمَمْنا أولادنا : أنكرنا أنفسنا ؟ قال : «لو أنَّكم إذا خرجتم تكونون على حالكم عندي : لزارتكم الملائكةُ في بُيوتكم ، ولصافحتكم في طُرُقكم ، ولو لم تُذنِبوا لَذَهَبَ بكم ولجاء الله بخَلْق جديد يذنبون ، فيغفر لهم ، قال : قلتُ : يا رسولُ الله ، مِمَّ خُلق الخلق ؟ قال : من الماءِ ، قلتُ : الجنةُ ما بناؤها ؟ قال : لَبِنَة من فِضَّة ، ولَبِنَة من ذهب ، ومِلاطُها المسك الأذَفرُ وحَصْباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ ، وتربتُها الزعفرانُ ، مَنْ يَدخلها يَنْعَم ، ولا يبأس ، ويخَلُد ولا يموت ، لا تَبْلَى ثيابُهم ، ولا يَفْنى شبابُهم ، ثم قال : ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم : الإمامُ العادلُ ، والصائمُ حين يفطرُ ، ودعوة المظلوم يرفعها فوقَ الغمام ، وتُفتَح لها أبواب السماء ، ويقول الرب تبارك وتعالى : وعِزَّتي -[13]- لأنْصُرَنَّك ولو بعد حين» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملاط) : الطين الذي يجعل بين ساقي البناء ، ويُمْلَط به الحائط ، أي : يُصلَح .
__________
(1) رقم (2528) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 305 و 445 ، وابن ماجة رقم (1752) في الصيام ، باب في الصائم لا ترد دعوته ، وابن حبان رقم (894) " موارد " ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي ، وليس هو عندي بمتصل ، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة . أقول : ولفقراته شواهد ، فهو حسن بشواهده ، وقد تقدم الحديث برقم (8028) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2526) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي مُدَلِّه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت : أخرجه الحميدي (1150) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/304) قال : حدثنا أبو كامل وأبو النضر. قالا : حدثنا زهير. وفي (2/305) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال : حدثنا زهير. وفي (2/443 و 445 و 477) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سعدان الجهني. وعبد بن حميد (1420) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن زهير بن معاوية. والدارمي (2824) قال : أخبرنا أبو عاصم، عن سعدان الجهني. وابن ماجة (1752) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع، عن سعدان الجهني. والترمذي (3598) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعدان القبي. وابن خزيمة (1901) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. قال : أخبرنا عمرو بن قيس الملائي.
أربعتهم - سفيان، وزهير بن معاوية، وسعدان الجهني القبي، وعمرو بن قيس - عن سعد بن عبيد أبي مجاهد الطائي، قال : حدثني أبو المدله، مولى أم المؤمنين، فذكره.
(*) رواية سعدان الجهني عند أحمد (2/443) مختصرة على : «الإمام العادل لا ترد دعوته» وروايته عند أحمد (2/477) مختصرة على : «الصائم لا ترد دعوته» .

8475 - (ت) شداد بن أوس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه ، وعَمِلَ لما بعد الموت ، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله» أخرجه الترمذي .
وقال : قوله : «دان نفسه» يعني : حاسَبَها في الدنيا قبل أن يُحاسَب يوم القيامة (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2461) في صفة القيامة ، باب رقم (26) ، ورواه أيضاً أحمد ، وابن ماجة والحاكم ، وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم الغساني ، وهو ضعيف ، ومدار الحديث عليه ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/124) قال : ثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن ماجة (4260) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي، قال : حدثنا بقية بن الوليد. والترمذي (2459) قال : حدثنا سفيان بن وكيع، قال : حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال : أخبرنا عمرو بن عون، قال : أخبرنا ابن المبارك.
ثلاثتهم - ابن المبارك، وبقية، وعيسى بن يونس - عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، فذكره.

8476 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بادِرُوا بالأعمال سبعاً : هل تُنْظَرون إلا فَقْراً مُنْسياً ، أو غِنى مُطغياً ، -[14]- أو مَرَضاً مُفسِداً ، أو هَرَماً مُفنِداً ، أو موتاً مُجْهِزاً ، والدجالَ ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائبٍ يُنَتظَرُ ، والساعةَ ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ ، ثم قال : ألا وأكثروا من ذكر هادم اللذات» هكذا ذكره رزين .
والذي أخرجه الترمذي مثله إلى قوله : «أدهى وأمرُّ» وقال فيه : «هل تنظرون إلا إلى فقر» (1) .
وأخرج ذكر هادم اللذات ، حديثاً مفرداً ، وكذلك أخرج النسائي ذكر هادم اللذات مفرداً (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجهَزاً) موت مجهز : أي : سريع عجل .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2307) في الزهد ، باب ما جاء في المبادرة بالعمل ، وفي سنده محرز بن هارون وهو متروك ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث محرز بن هارون .
(2) رواه الترمذي رقم (2308) في الزهد ، باب ما جاء في ذكر الموت ، والنسائي 4 / 4 في الجنائز باب كثرة ذكر الموت ، وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2306) قال : حدثنا أبو مصعب، عن محرز بن هارون، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، إلا من حديث محرز بن هارون. وقد روى بشر بن عمر وغيره عن محرز بن هارون هذا. وقد روى معمر هذا الحديث عمن سمع سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. وقال : تنتظرون.

8477 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال لإنسانٍ : «إنك في زمانٍ كثيرٌ فقهاؤه ، قليلٌ قُرَّاءه ، تُحفَظ فيه حدودُ القرآن ، وتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ ، قليلٌ مَنْ يَسأل ، كثيرٌ من يُعطِي ، يُطيلون فيه الصلاة ، ويُقْصرون فيه الخطبةَ ، يُبَدُّون أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان ، قليل فقهاؤه ، -[15]- كثيرٌ قرّاؤه ، تحفَظ فيه حروف القرآن ، وتضيّع حدودُه ، كثيرٌ مَنْ يسأل ، قليل من يُعطي ، يُطيلون فيه الخُطْبَةَ ، ويُقْصِرون الصلاة ، ويُبَدَّون فيه أهواءهم قبل أعمالهم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 173 في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة ، وإسناده منقطع ، ورواه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود بلفظ : كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، وتتخذ سنة ، فإن غيرت يوماً قيل : هذا منكر ، قيل : ومتى ذلك ؟ قال : إذا قلت أمناؤكم ، وكثرت أمراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، وكثرت قراؤكم ، وتفقه لغير الدين ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (419) قال : عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود.

8478 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر ، ولا في عبادة ليس فيها فِقْه ، الفقيهُ كلُّ الفقيه : من لم يُقَنِّط النَّاسَ مِنْ رحمة الله ، ولم يُؤمِنهُمْ [من] مَكْرِ الله ، ولم يَدَعِ القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه الدرامي موقوفاً 1 / 89 في المقدمة ، باب من قال : العلم الخشية وتقوى الله ، وإسناده ضعيف ، ورواه الدارمي عن الحسن البصري بلفظ : إنما الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، البصير بأمر دينه ، المداوم على عبادة ربه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد أخرجه الدارمي (1/89) بإسناد ضعيف.

8479 - () شقيق بن عبد الله قال : كان ابن مسعود ينادي : «السرائر السرائرَ التي يَخْفَينَ على الناس ، وهنَّ عند الله بَوَادٍ ، فإن الخير لا يَبلى ، والشرَ لا يُنْسَى ، والدَّيان لا يموت» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصول بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد وقفت عليه من قول الربيع بن خثيم، أخرجه البيهقي في «الشعب» (5/459) .

8480 - () حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته : «الخمرُ جِماعُ الإثم ، والنِّساءُ حبائلُ الشيطان ، وحُبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئة» (1) .
قال : وسمعته يقول : «أخِّروا النساء حيث أخَّرَهُنَّ الله» أخرجه ... (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جماع الإثم) جماع الأمر والشيء ، أي : مجمعه ومَظِنَّته . -[17]-
(الحبائل) : الأشراك التي للصائد .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وكذلك ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 184 من حديث حذيفة وقال : ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله . أقول : أما الفقرة الأولى منه " الخمر جماع الإثم " فقد رواها الدارمي من حديث عقبة بن عامر ، والطبراني في " الأوسط " من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ " الخمر أم الخبائث " ، وثبت عند أحمد من حديث معاذ بلفظ : " ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة " ، وعند ابن ماجة من حديث أبي الدرداء بلفظ : " ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر " قال السخاوي في " المقاصد " : وشواهد هذا المعنى كثيرة . وأما الفقرة الثانية " والنساء حبائل الشيطان " ، فقد رواه أبو نعيم في " الحلية " عن ابن مسعود ، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر ، والتيمي في ترغيبه ، والخرائطي في " اعتلال القلوب " عن زيد بن خالد الجهني ، كلهم مرفوعاً به ، ورواه أيضاً القضاعي في " الشهاب " ، قال المناوي في " فيض القدير " : قال شارحه العامري : صحيح ، وأما الفقرة الثالثة " حب الدنيا رأس كل خطيئة " فلم يثبت في المرفوع ، بل هو من كلام الحسن البصري رحمه الله .
(2) كذا في الأصل البياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5115) موقوفاً على ابن مسعود بأطول من هذا ، وإسناده صحيح ، وصحح إسناده الحافظ في " الفتح " . أقول : ولم يثبت رفعه ، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول.
راجع «الترغيب» (3/257) ، المشكاة (5212) وقال : رواه رزين، قال العلامة ناصر الدين الألباني : والجملة الأخيرة منه رواها عبد الرزاق، كما في «نصب الراية» عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه، وأفاد أنه لا أصل له مرفوعا.
قلت : وبنحوه عن عبد الله بن عمرو، راجع «المقاصد الحسنة 201 و 202» .

8481 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا معشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ ، وأكْثِرْنَ الاستغفارَ ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار ، قالت امرأة منهن جَزْلة : ما لنا أكثرَ أهل النار ؟ قال : تُكْثِرْنَ اللَّعنَ ، وتَكْفُرنَ العشيرَ ، ما رأيتُ من ناقِصَات عَقْلٍ ودين أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ منكن ، قالت : ما نقصانُ العقل والدِّين ؟ قال : شهادةُ امرأتين بشهادةِ رجلٍ ، وتمكثُ الأيام لا تُصَلِّي» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجزلة) التامة ، ويجوز أن تكون ذات كلام جَزْل ، أي : قويٍّ شديد .
(العشير) : المعاشر ، والمراد به : الزوج ، وكفرهنَّ إياه : جحدهنَّ إحسانَه إليهنَّ .
__________
(1) رقم (79) في الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقصان الطاعات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.

8482 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - مثله ، وفي آخره «قالت : يا رسولَ الله ، وما نقصانُ العقل والدِّين ؟ قال : أمَّا نقصانُ العقل ، فشهادة امرأتين تَعْدِل شهادةَ رَجُل ، فهذا نقصان العقل ، وتمكثُ الليالي ما تُصلِّي ، وتُفْطِر في رمضان ، فهذا نقصانُ الدِّين» أخرجه مسلم . -[18]- وفي رواية الترمذي «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ النَّاسَ فَوَعَظَهم ، ثم قال : يا معشر النساء ...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (80) في الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات ، والترمذي رقم (2616) في الإيمان ، باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/373) قال : حدثنا سليمان. ومسلم (1/61) قال : حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة وابن حجر. والنسائي في الكبرى «الورقة 125» قال : أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2461) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي.
أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد المقبري، فذكره.

8483 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغه أن عيسى بنَ مريم كان يقول : «لا تُكْثِرُوا الكلام بغيرِ ذِكْرِ الله ، فَتَقْسوَ قلوبُكم ، فإن القَلْبَ القاسيَ بعيدٌ من الله ، ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذُنُوب الناس كأنَّكم أربابٌ ، وانظروا في ذُنُوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناسُ مُبْتَلى ومعافى ، فارحَمُوا أهلَ البلاءِ ، واحْمَدوا الله على العافِيةِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 986 بلاغاً في الكلام ، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله ، وإسناده معضل ، أقول : وأول الحديث إلى قوله : فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ثبت مرفوعاً عند الترمذي وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع.

8484 - () مالك بن أنس - رحمه الله- أن لقمان قال لابنه : «يا بُنَيَّ إن الناسَ قد تطاول عليهم ما يُوعَدُون ، وهم إلى الآخرةِ سِرَاعاً يذهَبُون ، وإنَّك قد استدبرتَ الدنيا منذ كنتَ ، واستَقْبَلتَ الآخرةَ ، وإن داراً تَسِيرُ إليها : أقربُ إليك من دار تخرج عنها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

8485 - () عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب قال يوماً في خُطْبَتِهِ : «تعلمون أيُّها الناسُ : أنَّ الطَمَعَ فَقْرٌ ، وأن اليأسَ غِنى ، وأن المرءَ إذا يئس -[19]- من شيء من أمور الدنيا استغنى عنه» ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

8486 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى لنا يوماً الصلاةَ ، ثم رَقِيَ المنبِرَ ، فأشار بيده قِبَلَ قِبْلَةِ المسجدِ ، فقال : أُرِيتُ الآن - منذُ صلّيتُ لكم الصلاةَ - الجنةَ والنارَ مُمَثَّلَتَيْنِ في قُبُلِ هذا الجِدَارِ ، فلم أرَ كاليومِ في الخير والشر» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 193 في صفة الصلاة ، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة ، وفي المساجد ، باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة ، وفي الرقاق ، باب القصد والمداومة على العمل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (749) قال : حدثنا محمد بن سنان، قال : حدثنا فليح، قال : حدثنا هلال بن علي، عن أنس، فذكره.

8487 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2604) في صفة جهنم ، باب رقم (10) ، وإسناده ضعيف ، وقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الأوسط " عن أنس ، وقال المناوي : قال الهيثمي : إسناد الطبراني هذا حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2601) قال : حدثنا سويد. قال : أخبرنا عبد الله، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله، ويحيى بن عبيد الله ضعيف عند أكثر أهل الحديث، تكلم فيه شعبة، ويحيى بن عبيد الله هو ابن موهب، وهو مدني.

8488 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب - وخرجتُ معه ، حتى إذا دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينَه جدار ، وهو في جوف الحائط - «عمرُ بنُ الخطاب ، أميرُ المؤمنين ؟ بخٍ بخٍ ، والله يا ابنَ الخطاب لَتَتَّقِيَنَّ الله ، أو لَيُعَذِّبنَّكَ» أخرجه الموطأ (1) .
-[20]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحائط) البستان ، وقيل : هو الذي يكون محوطاً عليه .
__________
(1) 2 / 992 في الكلام ، باب ما جاء في التقى ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/530) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، فذكره.

8489 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم] «أنَّ أبا طلحة الأنصاريَّ كان يصلِّي في حائطه ، فطار دبْسِيٌّ ، فَطَفِقَ يتردَّدُ يلتمس مَخْرَجاً ، فلا يجدُ ، فأعجبه ذلك ، فَتَبِعَهُ بصره ساعة ، ثم رجع إلى صلاته ، فإذا هو لا يدري كم صلَّى ؟ فقال : لقد أصابني في مالي هذا فِتْنَة ، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر له الذي أصابه في صلاته ، وقال : يا رسولَ الله ، هو صدقةٌ فَضَعهُ حيث شئتَ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُبْسِيُّ) : طائر صغير ، قيل : هو ذكر اليمام .
__________
(1) 1 / 98 في الصلاة ، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها ، وإسناده منقطع ، قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا أعلمه يروى من غير هذا الوجه ، وهو منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.

8490 - (ط) وعنه [عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم] «أن رجلاً من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقُفِّ - وَادٍ من أودية المدينة - في زمان الثمرِ ، والنخلُ قد ذُلِّلتْ ، وهي مُطَوَّقة بثمرِها ، فنظر إليها فأعجبته ، ثم رجع إلى صلاته ، فإذا هو لا يدري كم صلَّى ؟ فقال : لقد أصابني في مالي هذا فتنة ، فجاء عثمانَ - وهو يومئذ خليفة - فذكر ذلك له ، وقال : هو صدقة ، -[21]- فاجعله في سُبُلِ الخير ، فباعه [عثمانُ] بخمسين ألفاً ، فَسُمِّيَ ذلك المالُ : الخمسينَ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذُلِّلت) قُرِّبت وأدنيت ، وقيل : هي التي لا تمتنع على طالبها .
__________
(1) 1 / 99 في الصلاة ، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها ، وإسناده منقطع أيضاً ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.

8491 - () فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «المجاهِدُ مَن جاهَدَ نفسه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع أخرجه : رزين ، وقد رواه الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد ، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً ، وأحمد في " المسند " 6 / 20 و 22 ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : وحديث فضالة حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/20) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح. وفي (6/20) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا رشدين. وفي (6/22) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال : أخبرنا حيوة بن شريح. وأبو داود (2500) قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1621) قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال : أخبرنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11038) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
ثلاثتهم - حيوة، ورشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب - عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وفي المطبوع أخرجه رزين. وقال الترمذي : حديث فضالة حديث حسن صحيح.

الكتاب الثاني : في المزارعة
قد تقدَّم في «كتاب البيع» - من حرف الباء - أحاديث تتعلَّق بهذا المعنى لاشتراكها في المعنى مع غيرها ، ونذكر في هذا الكتاب ما يخصُّ المزارعةَ وكِراءَ الأرض بالغَلَّة والذهب والفضة .
وينقسم هذا الكتاب إلى فصلين
أحدهما في الجواز ، والآخر : في المنع منه
الفصل الأول : في جواز ذلك
8492 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى خَيْبَرَ بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زَرْع ، فكان يُعِطي أزواجه كُلَّ سنةٍ مائةَ وَسْق ، وثمانين وَسْقاً من تمْر ، وعشرين وَسْقاً من شعير ، فلما وَلِيَ عمرُ ، وقُسِمَ خَيْبُر ، خيَّر أزواجَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُقْطِعَ لَهُنَّ الأرضَ والماءَ ، أوَ يَضْمنَ لَهُنَّ الأوساق في كل عام ، فاخْتَلَفنَ ، فمنهن مَن اختار -[23]- الأرضَ والماءَ ، ومنهنَّ من اختار الأوساق كُلَّ عام ، فكانت عائشةُ وحفصةُ ممن اختارتا الأرضَ والماءَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج البخاري طرفاً «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى خَيبر اليهودَ : أنْ يعملُوها ويْزَرَعُوها ، ولهم شطْرُ ما يخرُجُ منها» .
وفي رواية لمسلم قال : «لما افتُتحتْ خَيبرُ : سألَتْ يهودُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُقِرَّهم فيها ، على أن يعملوا على نصف ما يخرج منها من الثمر والزرع ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أُقِرُّكم فيها على ذلك ما شئنا ، قال : وكان الثمر يُقْسَمُ على السُّهمان من نصف خيبر ، فيأخذُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الخمس» .
وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دفع إلى يهودِ خيبرَ نخلَ خيبر وأرَضها ، على أن يعتملوها من أموالهم ، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَطْرُ ثمرها» .
وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الأولى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عامَلَ [أهْلَ] خيبرَ بشطرِ ما يخرج منها من زَرْعٍ أو ثَمَر» .
وأَخرج أبو داود والنسائي الرواية الآخرة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 10 و 11 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحوه ، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة ، وباب المزارعة مع اليهود ، وفي الإجارة ، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما ، وفي الشركة ، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة ، وفي الشروط ، باب الشروط في المعاملة ، وفي المغازي ، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر ، ومسلم رقم (1551) في المساقاة ، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع ، وأبو داود رقم (3408) و (3409) في البيوع ، باب في المساقاة ، والترمذي رقم (1383) في الأحكام ، باب ما ذكر في المزارعة ، والنسائي 7 / 53 في المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/17) (4663) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/22) (4732) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (2/37) (4946) قال : حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2617) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. والبخاري (3/137) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال : حدثنا أنس بن عياض. وفي (3/138) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/138) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/26) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، قالا : حدثنا يحيى - وهو القطان -. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال : حدثنا علي - وهو ابن مسهر -. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (3408) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (2467) قال : حدثنا محمد بن الصباح، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن منصور، قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (1383) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، وحماد بن أسامة، وأنس بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر - عن عبيد الله بن عمر.
2 - وأخرجه أحمد (2/157) (6469) قال : حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله.
3- وأخرجه البخاري (3/123 و 184 و 249 و 5/179) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا جويرية بن أسماء.
4 - وأخرجه مسلم (5/26) قال : حدثني أبو الطاهر. وأبو داودد (3008) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري. كلاهما - أبو الطاهر، وسليمان بن داود - عن عبد الله بن وهب، قال : أخبرني أسامة بن زيد الليثي.
5- وأخرجه مسلم (5/27) قال : حدثنا ابن رمح. وأبو داود (3409) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/53) قال : أخبرنا قتيبة. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال : حدثنا شعيب بن الليث. ثلاثتهم - ابن رمح، وقتيبة، وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد، عن محمد بن عبد الرحمن - يعني ابن غنج -.
خمستهم - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الرحمن - عن نافع، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.
وأخرجه أحمد (2/30) (4854) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن نافع، فذكره.

8493 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا افتتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خيبرَ ؛ اشترط عليهم - حين حاصرهم - أنَّ له الأرضَ وكُلَّ صَفْراءَ وبيضاءَ ، قال أهلُ خيبرَ : نحن أعلم بالأرض منكم ، فَأعْطِناها على أنَّ لكم نِصْفَ الثمرة ، ولنا نصفها فزعم أنَّه أعطاهم على ذلك ، فلما كان حين يُصْرَم النخلُ ، بعث إليهم عبد الله بنَ رَوَاحة ، فحزَر عليهم النخل- وهو الذي يُسَميه أهلُ المدينة الْخَرص - فقال : في ذِهْ كذا وكذا ، فقالوا : أكثرتَ علينا يا ابنَ رَوَاحةَ ، قال : فأنا ألِيَّ حَزْرَ النخل ، وأُعطيكم نصف الذي قلتُ ، قالوا : هذا هو الحقُّ الذي تقوم به السماءُ والأرضُ ، وقد رضينا أن نأخذَ بالذي قلتَ» .
وفي رواية بمعناه ، وفيه - بعد قوله : «صفراءَ وبيضَاءَ» - «يعني الذهبَ والفضةَ» . وفي أخرى قال : «فَحَزرَ النخل ، قال : فأنا إلِيَّ جَزَازَ النخلِ ، وأُعطيكم نصفَ الذي قلتُ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفراء وبيضاء) الصفراء : الذهب ، والبيضاء : الفضة .
(يصرم) صَرْم النخل ، وصِرامها : قطف الثمار . -[25]-
(جزاز) : جداد النخل بالدالين المهملتين : قطف الثمار ، وهو المعروف ، والذي قد جاء في هذا الحديث : بالزاي المعجمة ، وإن صحت الرواية فيكون من الجزّ ، وهو قصُّ الشعر والصوف من الغنم ونحوه .
__________
(1) رقم (3410) و (3411) و (3412) في البيوع ، باب في المساقاة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/250) (2255) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (2468) قال: حدثنا إسماعيل بن توبة. كلاهما - سريج، وإسماعيل - قالا : حدثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة.
2 - وأخرجه أبو داود (3410) قال : حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال : حدثنا عمر بن أيوب. وفي (3411) قال : حدثنا علي بن سهل الرملي، قال : حدثنا زيد بن أبي الزرقاء. وابن ماجة (1820) قال : حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال : حدثنا عمر بن أيوب. كلاهما - عمر بن أيوب، وزيد بن أبي الزرقاء- عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران.
كلاهما - الحكم، وميمون - عن مقسم، فذكره.
رواية الحكم مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى خيبر أهلها على النصف، نخلها وأرضها» .
(*) أخرجه أبو داود (3412) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال : حدثنا كثير - يعني ابن هشام- عن جعفر بن برقان، قال : حدثنا ميمون، عن مقسم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر، فذكره مرسلا ليس فيه «ابن عباس» .

8494 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كان يقول : «كانت المَزَارعُ تُكرَى على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّ لرب الأرض ما على ربيع السّاقي من الزرع ، وطائفةً من التّبْن ، لا أدري كم هو ؟» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الربيع) : النهر الصغير ، وجمعه أربعاء ، مثل : نصيب وأنصباء ، وإضافته إلى الساقي : من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي : النهر الذي يَسقي الزرع ، ووجه الحديث : أنهم كانوا يُكرُون الأرض بشيء معلوم ، ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت على الأنهار ، والتبنَ .
__________
(1) 7 / 53 في المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/53) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال : حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نافع، فذكره.
(*) حديث سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -قال :
«كنت أعلم في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض تكرى، ثم خشي عبد الله أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أحدث في ذلك شيئا، لم يكن يعلمه، فترك كراء الأرض» .

8495 - (ط) محمد بن شهاب - رحمه الله- «سأل سالمَ بنَ عبد الله عن كِرَاءِ المزارع ؟ فقال : لا بأس بها بالذهب والوَرِقِ ، قال ابن شهابِ : فقلت له : أرأيتَ [الحديثَ] الذي يُذْكَر عن رِافع بنِ خَديج ؟ فقال : أكَثرَ رافِع ، ولو كانت لي مزرعة أكريتُها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 711 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/472) عن ابن شهاب، فذكره.

8496 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغهُ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عوف تكارى أرضاً ، فلم تزل في يديه بِكِرَاء حتى مات ، قال ابنه : فما كنتُ أُراها إلا لنا ، من طُول ما مكَثَتْ في يديه ، حتى ذكرها لنا عند موته فأمَرنَا بقَضاء شيء كان عليه من كرائها ذهب أو ورق» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 712 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا عن عبد الرحمن بن عوف في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/473) .

8497 - (د ت س) عمرو بن دينار - رحمه الله- قال : سمعتُ ابنَ عمر يقول : «ما كُنَّا نرى بالمزارعةِ بأساً ، حتى سمعتُ رافعَ بنَ خَديج يقول : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ، فذكرتهُ لِطَاوُس ، فقال : قال ابنُ عباس : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يَنْهَ عنها ، ولكن قال : لِيَمْنَحْ أحدُكم أرَضه أخاه خيرٌ له من أن يأخذ خَرْجاً معلوماً» .
أخرجه أبو داود ، وأخرج الترمذي المسند منه فقط .
وفي رواية النسائي : قال مجاهد : «أخذتُ بيد طاوس حتى أدخلتُه على ابنِ رافعِ بنِ خَديج ، فحدَّثه عن أبيه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّه نهى عن كراء الأرض ، فأبى طاوس ، فقال : سمعتُ ابنَ عباس لا يرى بذلك بأساً» (1) . -[27]-
وفي رواية ذكرها رزين قال : قلتُ لطاوس : «لو تركتَ المخابرةَ ، فإنَّهم يزعمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ، فقال لي : أي عمرو ، فإني أُعِينُهم ، وإنَّ أَعَلَمهم - يعني ابنَ عباس - أخبرني أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يَنْهَ عنه ، ولكنْ قال : إنْ يمنحْ أحدُكم أخاه خيرٌ له من أن يأخذَ خرْجاً معلوماً» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَرجاً) الخَرْج والخراج : معروف .
(المخابرة) : المزارعة على نصيب معيَّن ، ويقال : إن أصله من خيبر ، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أقرَّ خيبر في يد أهلها من النصف من ثمارها وزرعهم ، فقيل : خابرهم ، أي : عاملهم في خيبر .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3389) في البيوع ، باب في المزارعة ، والترمذي رقم (1385) في الأحكام ، باب من المزارعة ، والنسائي 7 / 34 و 35 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(2) هذه الرواية هي عند البخاري 5 / 11 في الحرث والمزارعة ، باب إذا لم يشترط السنين في المزارعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي (405) . وأحمد (2/11) و (3/463) و (4/142) . ومسلم (5/21) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (2450) قال : حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وهشام، وابن الصباح - قالوا : حدثنا سفيان «ابن عيينة» .
2 - وأخرجه أحمد (1/234) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (5/21) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وأبو داود (3389) قال : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (7/48) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : أنبأنا وكيع. كلاهما - وكيع، ومحمد بن كثير - قال وكيع : حدثنا، وقال محمد : أخبرنا سفيان «الثوري» .
3 - وأخرجه أحمد (3/465) . ومسلم (5/21) قال : حدثني علي بن حجر، وإبراهيم بن دينار. ثلاثتهم - أحمد، وابن حجر، وإبراهيم - قالوا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - قال : أخبرنا أيوب.
4 - وأخرجه مسلم (5/21) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع العتكي. والنسائي (7/48) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. ثلاثتهم - يحيى بن يحيى، وأبو الربيع، وابن عربي - عن حماد بن زيد.
5- أخرجه النسائي (7/48) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن خالد، قال :حدثنا حجاج، قال :قال ابن جريج.
خمستهم - ابن عيينة، والثوري، وأيوب، وحماد، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره.

8498 - (د س) عروة بن الزبير - رحمه الله- قال : قال زيدُ بنُ ثابت : «يَغْفِرُ الله لرافعِ بن خَديج ، أنا والله أعلم بالحديث منه ، إنما أتاه رجُلان من الأنصار قد اقتتلا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنْ كان هذا شأنُكم فلا تُكْرُوا المزارعَ ، فَسَمِعَ قوله : لا تُكْرُوا المزارعَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . -[28]-
وفي رواية ذكرها رزين عن هشام بن عروة عن أبيه قال : «لم يَنْهَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المخابرة ، قال هشام : فسمع ذلك رافعُ بنُ خَدِيج ، فقال : نهى عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال عروةُ وزيدُ بن ثابت لرافع : إنما أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلان. وذكر الحديث» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3390) في البيوع ، باب في المزارعة ، والنسائي 7 / 50 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وفي سنده الوليد بن أبي الوليد ، وهو لين الحديث ، كما قال الحافظ في " التقريب " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/182 و 187) قال : حدثنا إسماعيل. وأبو داود (3390) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا ابن علية (ح) وحدثنا مسدد، قال : حدثنا بشر. وابن ماجة (2461) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (7/50) قال : أخبرنا الحسين بن محمد، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3730) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل. (ح) وعن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وبشر بن المفضل، ويزيد - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) روايتا النسائي في الكبرى، قال : «الوليد بن الوليد» .

8499 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قالت الأنصار للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : «اقسم بيننا وبين إخواننا النخيلَ ، قال : لا ، فقالوا : تَكْفُونا المؤونةُ ونشْرَككم في الثمرة ؟ فقالوا : سمعنا وأطعنا» .
وفي رواية : قالت الأنصار : «اقسم بيننا وبينهم النخلَ...» وذكره ، ولم يذكر فيه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 6 و 7 في المزارعة ، باب إذا قال : اكفني مؤونة النخل أو غيره وتشركني في الثمر ، وفي الشروط ، باب الشروط في المعاملة ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/136 و 249) . وفي «الأدب المفرد» (561) قال : حدثنا أبو اليمان «الحكم بن نافع» . قال : أخبرنا شعيب. وفي (5/39) قال : حدثنا الصلت بن محمد أبو همام. قال : سمعت المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي في «فضائل الصحابة» (216) قال : أخبرنا أحمد بن حفص. قال : حدثنا أبي. قال : حدثني إبراهيم، عن موسى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13738) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب.
ثلاثتهم - شعيب بن أبي حمزة، والمغيرة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.

8500 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «إن أمْثَلَ ما أنتم صانعون : أن يُؤَاجِرَ أحدُكم أرَضهُ بالذهب والوَرقِ» .
أخرجه النسائي ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه النسائي 7 / 53 في المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة ، وإسناده صحيح ورواه البخاري تعليقاً 5 / 19 في المزارعة ، باب كراء الأرض بالذهب والفضة ، وقد وصله النسائي كما تقدم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة، باب كراء الأرض بالذهب والفضة. (5/31) . وأخرجه النسائي (7/53) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا المعتمر، قال : سمعت معمرا، عن عبد الكريم الجزري، قال : قال سعيد بن جبير، فذكره.

8501 - (س) حنظلة بن قيس - رضي الله عنه - قال : «سألتُ رافعَ -[29]- ابنَ خَديج عن كِرَاءِ الأرض البيضاء بالذهبِ والفضةِ ؟ فقال : حلال لا بأس به ، ذلك فرضُ الأرض» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 44 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/44) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي في حديثه، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن حنظلة بن قيس، فذكره.

8502 - (خ) قيس بن مسلم - رحمه الله- عن أبي جعفر ، قال : «ما كان بالمدينة أهلُ بيتِ هجرة إلا يزارعون على الثلث والربع ، وزارع عليّ ، وسعد بن مالك ، وابنُ مسعود» .
وعن القاسم وعروة مثله ، وزاد : «وآلُ أبي بكر ، وآلُ عثمان ، وآلُ عليّ ، وابنُ سيرينَ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 5 / 8 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحوه ، قال الحافظ في " الفتح " : وهذا الأثر وصله عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، قال : أخبرنا قيس بن مسلم به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه. (5/13) .

8503 - () عبد الرحمن بن الأسود قال : «كنت أُشَارِكُ عبد الرحمن بنَ يزيد في الزراعةِ ، وعَامَلَ عمرُ الناسَ على : إنْ جاء عمرُ بالبَذْر من عنده : فله الشَّطْرُ ، وإن جاؤوا بالبَذر : فلهم كذا» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، وقد رواه البخاري 5 / 9 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحو، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن أبي شيبة ، وروى النسائي من طريق أبي إسحاق عبد الرحمن بن الأسود قال : كان عماي يزارعان بالثلث والربع وأنا شريكهما ، وعلقمة والأسود يعلمان فلا يغيران .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه (5/13) وقال الحافظ : وصله ابن أبي شيبة، والنسائي من طريق إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، فذكره.

الفصل الثاني : في المنع من ذلك
8504 - (خ م د س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال : أتاني ظُهَير فقال : «لقد نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان بنا رافقاً ، فقلتُ : وما ذاك ؟ ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فهو حقٌّ ، قال : سألني كيف تصنعون بمحاقلكم ؟ فقلتُ : نؤاجرها يا رسولَ الله على الربيع ، أو الأوسق من التمر أو الشعير قال : فلا تفعلوا ، ازرعوها ، أو أَزْرِعوها ، أو أمسكوها» .
زاد في رواية «قال رافع : قلتُ : سمعاً وطاعة» .
وفي رواية عن رافع أنَّ عَمَّيه - وكانا قد شهدا بدراً - أخبراه «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراءِ المزارع» .
قال الزهريُّ : قلتُ لسالم : فَتُكْرِيها أنتَ ؟ قال : رافع أكثرَ على نفسه .
وفي أخرى : قال الزهريُّ : أخبرني سالم «أنَّ عبد الله بنَ عمر : كان يُكْرِي أرضه ، حتى بلغه أنَّ رافعَ بنَ خَديج كان ينهى عن كِراءِ الأرضِ ، فلقيه عبد الله ، فقال : يا ابنَ خَديج ، ماذا تُحَدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في كراءِ الأرض ؟ فقال رافع لعبد الله : سمعتُ عَمَّيَّ - وكانا قد شهدا بدراً -[31]- يحدِّثان أهلَ الدار : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراءِ الأرضِ ، قال عبد الله : لقد كنتُ أعْلَمُ في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنَّ الأرض تُكْرَى ، ثم خَشِيَ عبد الله أن يكون رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحدث في ذلك شيئاً لم يكن عَلمه ، فترك كراء الأرض» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري : قال رافع : «حدَّثني عَمَّاي أنَّهما كانا يُكْريان الأرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما يَنْبُتُ على الأربعاءِ ، أو بشيء يستثنيه صاحب الأرض ، قالا : فنهانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك ، قال : فقلتُ لرافع : كيف هي بالدينار والدرهم ؟ قال رافع : ليس بها بأس بالدينار والدرهم ، وكان الذي نهي عن ذلك : ما لو نظر فيه ذوو الفهم بالحلال والحرام لم يُجِيزوُه ، لما فيه من المُخَاطَرَةِ» .
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة ، التي عن الزهري بطولها ، وأخرج النسائي الأولى والآخرة ، وقال في رواية أخرى - غير الأولى - عن رافع ، ولم يذكر ظُهَير بن رافع ، وقال «ازرعوها ، أو أَعِيرُوها أو أَمْسِكوها» (1) .
-[32]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحقل) : القَراح من الأرض ، وهي الطيِّبة التربة ، الصالحة للزراعة ، ومنه حَقَلَ يَحقِل : إذا زرع ، والمحاقل : مواضع الزراعة ، كما أن المزارع مواضعها أيضاً ، والمحاقلة : مفاعلة من ذلك ، وهي المزارعة بالثلث ، أو الربع ، أو نحو ذلك ، وقيل : هي إكراء الأرض بمقدار من الثمر ، وقيل : هي بيع الطعام في سنبله ، وقيل : هي بيع الزرع قبل إدراكه .
(نُؤاجر) نفاعل من الإجارة .
(الأوسق) وجمع وَسْق ، وهو ستون صاعاً .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 17 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة ، وباب كراء الأرض بالذهب والفضة ، ومسلم رقم (1548) في البيوع ، باب كراء الأرض بالطعام ، وأبو داود رقم (3394) في البيوع ، باب التشديد في المزارعة ، والنسائي 7 / 44 و 49 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/141) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/23) قال : حدثني إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا أبو مسهر، قال : حدثني يحيى بن حمزة. وابن ماجة (2459) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (7/49) قال : أخبرنا هشام بن عمار، قال : حدثنا يحيى بن حمزة.
ثلاثتهم - عبد الله، ويحيى، والوليد - عن الأوزاعي، عن أبي النجاشي. مولى رافع بن خديج، قال : سمعت رافع بن خديج، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/168) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج، قال : «كنا نحاقل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، على الثلث، أو الربع، أو طعام مسمى. قال : فأتانا بعض عمومتي. فقال» ....الحديث نحو حديث الأوزاعي، قال قتادة : وهو ظهير.

8505 - (خ م ط ت د س) رافع بن خديج قال : «كُنَّا أكثرَ الأنصار حَقْلاً ، فكُنَّا نُكْري الأرضَ على أنَّ لنا هذه ، ولهم هذه ، فربما أخرجت هذه ، ولم تُخْرِجْ هذه ، فنهانا عن ذلك ، فأمَّا الوِرقُ فلم ينهنا» .
زاد في رواية : «فأما الذهب والوَرِقُ ، فلم يكَن يومئذ» .
وفي رواية عن نافع «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يُكْري مزارعه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وفي إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وصدراً من خلافة معاوية ، حتى بلغه في آخر خلافة معاوية : أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج يحدث فيها بنَهْيٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل عليه وأَنا معه ، فسأله ؟ فقال : كان رسولُ الله -[33]- صلى الله عليه وسلم- نهى عن كرَاءِ المزارع ، فتركها ابنُ عُمَرَ ، وكان إذا سُئِل عنها بعدُ ، قال : زعَمَ ابنُ خَديج أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عنها» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : أن حَنْظَلَةَ بنَ قَيْس قال : «سألتُ رافعَ بنَ خَدَيج عنَ كِرَاءِ الأرضِ بالذَّهَب والوَرِقِ ؟ فقال : لا بأس به ، إنما كان الناسُ يؤاجِرُون على عهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بما على الماذِيانات وأقبال الجداول ، وأشياءَ من الزرع ، فَيهْلِكُ هذا ويَسْلَمُ هذا ، ويَسْلَمُ هذا ويَهِلكُ هذا ، ولم يكن للناس كِرَاءٌ إلا هذا ، فلذلك زَجَرَ عنه ، فأما شِيء معلوم مضمون ، فلا بأس به» .
وقد أخرجا النهي عن كراء المزارع عن نافع عن رافع مرفوعاً .
ولمسلم أيضاً : قال ابنُ عُمَرَ : «كُنَّا لا نرى بالخِبْر بأساً ، حتى كان عامَ أولَ ، فزعم رافع : أنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ، فتركناه من أجله» .
وفي أخرى له : «لقد مَنَعَنَا رافع نَفْعَ أرضنا» .
وله في أخرى عن رافع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث ظُهَير ، ولم يذكر في الرواية ظُهَيْراً .
ورواه أيضاً عن رافع ، ولم يقل : «عن بعض عمومته» .
وفي أخرى عنه عن بعض عمومته ، وقال فيه : «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نَافِعاً ، وطواعيةُ الله ورسوله أنْفَعُ لنا ، نهانا أن نُحَاقِلَ الأرض ، فنُكْريها على الثُّلُثِ ، والرُّبُع ، والطعامِ المسَمى ، وأمَرَ -[34]- ربَّ الأرض أن يَزْرَعها ، أو يُزْرِعها ، وكره كِرَاءها ، وما سوى ذلك» .
وفي رواية الموطأ عن رافع «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ المزارع ، قال حَنْظَلةُ بنُ قيس : فسألتُ رافعَ بنَ خَديِج : بالذهب والورق ؟ فقال : أما الذَّهُب والوَرِقُ ، فلا بأس به» .
وفي رواية الترمذي قال رافع : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان نافِعاً ، إذا كانت لأحَدِنا أرض : أن يُعْطِيَها ببعض خَراجها ، أو بدراهم ، وقال : إذا كانت لأحدكم أرض فَلْيَمْنَحهَا أخَاهُ ، أو لِيَزْرَعْهَا» .
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الأولى لمسلم وفي رواية الموطأ .
وله في أخرى قال : «كنا نُخَابِرُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر أن بعضَ عمومِته أتاه ، فقال : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمرِ كان لنا نافعاً ، وطواعِيةُ الله ورسولِه أنفعُ لنا [وأنفع] ، قال : قلنا : وما ذاك ؟ قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ كانت له أرض فَلْيَزْرَعْها ، أو ليُزْرِعْها أخاه ، ولا يُكاريِها بِثُلُث ولا برُبُع ، ولا بطعام مُسَمَّى» .
وفي أخرى عن رافع قال : «جاءنا أبو رافع من عندِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان يرفُق بنا ، وطاعةُ الله وطاعةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرفَقُ بنا ، نهانا أن يَزْرَعَ أحدُنا إلا أرضاً يملك رقبتها ، أو مَنِيحة يمنحُها رجل» . -[35]-
وفي أخرى : قال أُسَيْدُ بنُ ظُهَيْر «جاءنا رافعُ بنُ خَديج ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهاكم عن أمر كان لكم نافِعاً ، وطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنفع لكم ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهاكم عن الحَقْل ، وقال : مَنِ استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه ، أو لِيَدَعْ» .
وفي أخرى : قال أبو جعفر الخَطْميُّ : «بعثني عَمي - أنا وغلاماً له - إلى سعيد بنِ المسيب ، قال : قلنا له : شيء بَلَغَنا عنك في المزارعة ؟ قال : كان ابنُ عمر لا يرى بها بأساً ، حتى بلغه عن رافع بنِ خَديِج حديث ، فأتاه ، فأخبره رافع : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى بني حارثةَ ، فرأى زَرْعاً في أرض ظُهَيْر ، فقال : ما أحسنَ زَرْعَ ظُهَيْر! قالوا : ليس لظهير ، قال : أليسَ أرض ظُهَيْر ؟ قالوا : بلى ، ولكنه زَرعُ فلان ، قال : فخذوا زَرْعَكم ورُدُّوا عليه النفقةَ ، قال رافع : فأخذنا زَرعَنا ورَددنا إليه النفقةَ» قال سعيد : «أفْقِرْ أخاك ، أو أكْره بالدراهم» .
وفي أخرى : قال رافع : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المحاقَلَةِ والمزابَنِةَ وقال : إنما يَزْرَعُ ثلاثة : رجل له أرض ، فهو يزرعها ، ورجل مُنِحَ أرضاً فهو يزرع ما مُنح ، ورُجلٌ استكرى أرضاً بذهب أو فضة» .
وفي أخرى : عن عثمان بن سهل بن رافع بن خَديج قال : «إني ليتيم في حَجْر رافع ، وحَججت معه ، فجاءه أَخي عمران بن سهل ، فقال : أكْرَينا -[36]- أرضنا فلانة بمائتي درهم ؟ فقال : دَعهُ ، فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ الأرضِ» .
وفي أخرى عن رافع «أنه زرع أرضاً ، فمرَّ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يسقيها فسأله : لمنِ الزرعُ ؟ ولمن الأرض ؟ فقال : زرعي بَبذْرِي وعَمَلي ، لي الشَّطْر ولبني فلان الشَّطرُ ، فقال : أرَبيْتُما ، فَرُدَّ الأرضَ على أهلها ، وخُذْ نفقتكَ» .
وفي رواية النسائي عن أُسَيْد بنِ ظُهَيْر قال : «جاءنا رافعُ بنْ خَدِيج ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن الحَقْلِ ، والحقل : الثُّلُثُ والرُّبعُ ، وعن المزابنةِ ، والمزابنةُ : شِراءُ ما في رؤوس النخل بكذا وكذا وَسقاً من تَمْر» .
وفي أخرى : قال : أتانا رافعُ بنُ خَدِيج ، فقال : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خيرٌ لكم ، نهاكم عن الحَقل ، وقال : مَنْ كانت له أرض فليمنحْها أَخاه ، أو لِيَدَعْها ، ونهاكم عن المزابنةِ ، والمزابنة : الرجل يكون له المال العظيم من النخل ، فيجيء الرجلُ ، فيأخذها بكذا وكذا وَسقاً من تمر» .
وفي أخرى قال : «أتى علينا رافعُ بنُ خَديِج ، فقال ولم أفهم ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن أمر كان ينفعكم ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[خيرٌ لكم] مما ينفعكم ، نهاكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحقلِ ، والحقلُ : المزارعة بالثُّلُثِ والرُّبعِ ، فمن كان له أرض فاستغنى عنها فليمنحْها أخاه ، أو لِيَدَعْ ، -[37]- ونهاكم عن المزابنةِ ، والمزابنةُ : الرجل يجيء إلى النخل الكثير بالمال العظيم ، فيقول : هذه بكذا وكذا وَسقاً من تمر ذلك العام» .
وفي أخرى : قال : قال رافع : «نهاكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لكم نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنفع لنا ، قال : مَنْ كانت له أرض فليَزرْعها ، فإن عَجَزَ عنها فليُزْرِعها أخاه» .
وفي أخرى : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ، وأمْرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على الرأس والعَين ، نهانا أن نَتَقَبَّلَ الأرض ببعض خراجها» .
وفي أخرى : قال : «مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أرض رَجُلٍ من الأنصار قد عَرَف أنه محتاج ، فقال : لمن هذه الأرض ؟ قال : لفلان ، أعطانيها بالأجر ، قال : لو منحها أخاه ؟ فأتى رافِع الأنصارَ ، فقال : إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن أمر كان لكم نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنفعُ لكم» .
وفي أخرى مختصراً قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحقل» .
وفي أخرى قال : «خرج إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنهانا عن أمر كان لنا نافعاً ، فقال : مَنْ كان له أرض فَلْيَزْرَعها ، أو يَمْنَحها ، أو يَذَرْها» .
وفي أخرى مثلها ، وفيها : «وأَمْر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خيرٌ لنا ، وقال : فَلْيزْرَعها ، أو لِيَذَرْها ، أو ليمنحهْا» . -[38]-
وفي أخرى : قال رافع : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ الأرض» .
وأخرج النسائي أيضاً رواية مسلم الأُولى ، ونحو رواية الموطأ ، وأخرج رواية أبي داود التي عن أبي جعفر الخطمي ، والرواية التي له بعدها .
وله في أخرى قال : «كُنا نُحاقِلُ بالأرض على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَنُكْريها بالثلث والربع ، والطعامِ المسمَّى ، فجاء ذاتَ يوم رجلٌ من عُمُوَمتي ، فقال : نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ، وطواعِيَةُ الله ورسولهِ أنفعُ لنا ، نهانا أن نُحَاقِلَ بالأرض ، ونُكْريَها بالثلث والربع ، والطعام المسمى ، وأمر ربَّ الأرض أَنْ يَزْرَعَها ، أو يُزْرِعَها ، وكره كراءها وما سوى ذلك» .
وفي أخرى قال : «كُنَّا نُحاقِلُ الأرض ، نُكريها بالثلث والرُّبُع ، والطعام المسمَّى» .
وفي أخرى قال : «كُنَّا نُحَاقِلُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فزعم أنَّ بعضَ عمومته أتاهم ، فقال : نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ، وطواعِيةُ الله ورسوله أنفع لنا ، قلنا : وما ذلك ؟ قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ كانت له أرض فَلْيَزْرَعها ، أو ليُزرِعها أخاه ، ولا يُكاريها بثلث ولا ربع ، ولا طعامٍ مُسمَّى» . -[39]-
وفي رواية قال : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كِراء أرضنا ، ولم يكن يومئذ ذَهَبٌ ولا فِضَّة ، وكان الرجلُ يُكْري أرَضه بما على الربيع والأقبال وأشياء معلومة...» وساقه .
وأخرج الرواية الثالثة من روايات البخاري ومسلم التي يرويها الزهريُّ عن سالم ، والتي قبلها ، إلى قوله : «عن كِراء الأرض» .
وله في أخرى عن ابن شهاب : أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كِرَاء الأرض» .
قال ابن شهاب : فسئل رافع بعد ذلك : «كيف كانوا يكْرون الأرض ؟ قال : بشيء من الطعام مسمَّى ، وبشرط أن لنا ما تُنبت ماذيانات الأرض ، وأقبال الجداول» .
وفي أخرى : «أنَّ رافعَ بنَ خَديِج أخبر عبد الله ، أن عمومتَه جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم رَجَعُوا فأخبروا أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ المزارع ، فقال عبد الله : قد عَلِمْنا أنَّه كان صاحِبَ مزرعة يُكريها على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، على أنَّ له ما على الربيع الساقي الذي يتفجَّر منه الماء ، وطائفة من التبن ، لا أدري كم هي ؟» .
وفي أخرى له : قال نافع : «كان ابنُ عُمَرَ يأخذ كِرَاءَ الأرض ، فبلغه عن رافعِ بنِ خَديِج شيء ، فأخذ بيدي فمشى إلى رافع وأنا معه ، فحدَّثه -[40]- رافع عن بعضِ عمومته أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ الأرض ، فتركها عبد الله بعدُ» .
وفي أخرى : «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يُكْرِي مَزَارِعَهُ حتى بلغه في آخر خلافة معاويةَ أنَّ رافعَ بن خَديج يُخْبِرُ فيها بِنَهي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأتاه وأنا معه ، فسأله ؟ فقال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن كراء المزارع ، فتركها ابنُ عُمَرَ بعدُ ، فكان إذا سُئل عنها ، قال : زعم رافعُ بنُ خَديِج أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عنها» .
وفي أخرى مثله ، وقال : «فخرج إليه على البلاط ، وأنا معه فسأله ، فقال : نعم ، نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كراء المزارع ، فترك عبد الله كِراءها» .
وفي أخرى : «فانطلقتُ معه أنا والرجل الذي خَبَّرَهُ ، حتى أتى رافعاً...» وذكره .
وفي أخرى : «أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج حَدَّثَ ابنَ عمر أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كراء المزارع» .
وفي أخرى قال : «كان ابنُ عمر يُكْري أرضه ببعض ما يخرج منها ، فبلغه أنَّ رافعَ بنَ خَديج يَزْجُر عن ذلك ، وقال : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك ، قال : قد كُنَّا نُكْري الأرض قبل أن نَعْرِفَ رافعاً ، وَجَدَ في نفسه ، فوضع يده على منكبي حتى دُفِعنا إلى رافع ، فقال له عبد الله : أسمعتَ -[41]- النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كراء الأرض ؟ فقال رافع : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تُكروا الأرض بشيء» .
وفي أخرى : قال ابن عمر : «كُنَّا نُخَابِرُ ، ولا نرِى بذلك بأساً ، حتى زعم رافعُ بنُ خديج : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن المخابرة» .
وفي أخرى : قال عمرو بن دينار : «أَشهدُ لَسَمَعْتُ ابنَ عُمَرَ وهو يُسأَلُ عن المخابرة ، فيقول : ما كُنَّا نرى بذلك بأساً ، حتى أخبرنا عامَ أولَ ابنُ خديِج : أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الخِبْر» .
وفي أخرى : عن أُسَيْدِ بن رافع بن خَدِيج «أنَّ أخا رافع قال لقومه : قد نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اليوم عن شيء كان لكم نافعاً (1) ، وأمره طاعةٌ وخير ، نهى عن الحَقْل» .
وفي أخرى : قال : سمعتُ أُسَيْدَ بنَ رافع بن خَدِيج يذكر «أنَّهم مُنعِوا المحاقَلةَ ، وهي : أرض تُزرَع على بعض ما فيها» .
وفي أخرى : عن عيسى بنِ سهل بنِ رافعَ بنِ خَديج قال : «إني ليتيم في حَجرِ جَدي رافعِ بنِ خَديِج ، وبَلَغْتُ رجلاً ، وحَجَجْتُ معه ، فجاء أخي عمران بن سهل بن رافع ، فقال : يا أبتاه ، إنه قد أكرينا أرضنا فلانة بمائتي درهم ، فقال : يا بُنيَّ ، دَعْ ذاك ، فإن الله عزَّ وجل سَيَجعلُ لكم رِزْقاً -[42]- غيره ، إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن كراء الأَرض» .
وفي أخرى عن أُسَيْدِ بنِ ظُهَير : أنَّه خرج إلى قومه بني حارثَةَ ، فقال : يا بني حارثةَ «لقد دخلت عليكم مصيبة ، قالوا : ما هي ؟ قال : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كراء الأرض ، قلنا : يا رسولَ الله ، إذاً نُكْريها بشيء مِنَ الْحَبِّ ، قال : لا ، قلنا : نُكريها بالتبن ؟ فقال : لا ، قلنا : نُكريها بما على الربيع الساقي ؟ قال : لا ، ازْرعها أو امنحها أخاك» .
وهذه الرواية لو أُفْرِدَتْ وجُعِلَت وحدها لجاز ، فإنها عن أُسَيْدٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ولكن قد أُضيفت إلى باقي روايات الحديث .
وقد أطلنا في ذكر روايات هذا الحديث ، لاختلاف ألفاظها ورواتها ، فإن هذا الحديث فيه اختلاف كثير ، منهم من رواه عن رافع ، ومنهم من رواه عن رافع عن عمه ظُهَير ، ومنهم من رواه عن رافع عن عَمَّيه ، ومنهم ، عن رافع عن بعض عمومته ، وقد اختلفت الروايات في طرقه .
وكأنَّ هذا الحديث والذي قبله شيءٌ واحد ، إلا أن الحميديَّ أَوْرَدَ الأولَ في مسند ظُهَير بن رافع ، والثاني في مسند رافع ، فاقتدينا به ، ونبَّهنا على ما في الروايات من الاختلاف .
ولقد أطنب النسائي في كتابه ، وذِكْر اختلاف الناقلين لحديث -[43]- رافع ما بَسَطَ القول فيه وأجاد (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
[الخِبْرُ : المخابرة] .
(الماذيانات) : الأنهار الكبار ، الواحد : ماذيان ، واللفظة غير عربية .
(أقبال الجداول) جمع جدول ، وهو النهر الصغير ، وأقبالها : أوائلها وما استقبل منها ، وإنما أراد : ما ينبت عليها من العشب .
(أفْقِرْ أخاك) أصل الإفقار : في إعارة الظهر ، يقال : أفقرتُ الرجل دابَّتي : [إذا] أعرتَه ظهرك للركوب .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : رافقاً .
(2) رواه البخاري 5 / 7 و 8 في المزارعة ، باب قطع الشجر والنخيل ، وباب ما يكره من الشروط في المزارعة ، وباب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة ، وفي الشروط ، باب الشروط في المزارعة ، ومسلم رقم (1547) في البيوع ، باب كراء الأرض ، وباب كراء الأرض بالذهب والورق ، والموطأ 2 / 713 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، والترمذي رقم (1384) في الأحكام ، باب من المزارعة ، وأبو داود رقم (3392) و (3393) و (3395) و (3397) و (3398) و (3399) و (3400) و (3401) و (3402) في البيوع ، باب في المزارعة ، وباب في التشديد في ذلك ، والنسائي 7 / 33 - 50 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وانظر " تهذيب سنن أبي دود " ، وما قاله ابن القيم 5 / 56 - 62 حول هذا الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/6) و (4/140) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (2/64) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. والبخاري (3/141) قال :حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد. ومسلم (5/21) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا يزيد بن زريع. وفي (5/22) قال : حدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا : حدثنا حماد (ح) وحدثني علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي (7/46) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال : حدثنا يزيد - وهو ابن زريع -. أربعتهم - إسماعيل، وعبد الوهاب، وحماد، ويزيد - عن أيوب.
2 - وأخرجه أحمد (3/464) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، وابن نمير. وفي (3/465) قال : حدثناه محمد بن عبيد. ومسلم (5/22) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (2453) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا عبدة بن سليمان، وأبو أسامة، ومحمد بن عبيد. والنسائي (7/47) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد - وهو ابن الحارث - ستتهم - يحيى، وابن نمير، وابن عبيد، وعبدة، وأبو أسامة، وخالد بن الحارث - عن عبيد الله بن عمر.
3 - وأخرجه البخاري (3/123) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (7/47) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - موسى، وعبد الله بن يزيد - قالا : حدثنا جويرية بن أسماء.
4 - وأخرجه مسلم (5/22) قال : حدثني ابن أبي خلف، وحجاج بن الشاعر، قالا : حدثنا زكريا بن عدي، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن الحكم.
5 - وأخرجه النسائي (7/47) قال : أخبرنا هشام بن عمار، قال : حدثنا يحيى بن حمزة، قال : حدثنا الأوزاعي، قال : حدثني حفص بن عنان.
6 - وأخرجه النسائي (7/46) قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، قال : حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن كثير بن فرقد.
ستتهم - أيوب، وعبيد الله، وجويرية، والحكم، وكثير، وحفص بن عنان عن نافع، فذكره.
في رواية محمد بن عبيد، وعبدة، وأبي أسامة : عن «عبيد الله - أو قال : عبد الله بن عمر» .
الروايات مطولة ومختصرة.

8506 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «كان لرجال مِنَّا فُضُول أَرَضِين ، فقالوا : نُؤاجِرُها بالثلث والربع والنصف ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ كانت له أرض فليزرْعها أو ليمنحْها أخاه» .
زاد في رواية : «ولا يؤاجرها إيَّاه ، ولا يُكريها» . -[44]-
زاد في رواية : «فإن أبى فَلْيُمْسِك أرضَه» .
وفي أخرى قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كراء الأرض ، وعن بيعها للسنين ، وعن بيع الثمر حتى يطيبَ» .
وفي أخرى : «نهى أن يُؤخَذَ للأَرض أجرٌ أو حَظّ» .
وفي أخرى قال : «كنا نُخَابر على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، [فنُصيب] من القِصريّ ، ومن كذا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن كانت له أرض فَلْيَزْرَعها أو ليُحرِثْها أخاه ، أو فَلْيَدَعْها» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع الأرض البيضاءِ سنتين أو ثلاثة» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع السنين» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع ثمر السنين» .
وفي أخرى : «أنَّه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن المزابنة والحقول ، فقال جابر : المزابنةُ : الثمرُ بالتَّمْر ، والحقول : كِراءُ الأرض» .
وفي أخرى : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراء الأرض ، وفيها : قال نافع عن ابن عمر : كُنَّا نُكْرِي أرضنا ، ثم تركنا ذلك حين سمعنا حديث رافعِ بنِ خَديِج» .
وفي أخرى قال : «مَن كان له فَضْلُ أرضٍ فليزرْعها ، أو لِيُزْرِعها ، ولا تبيعوها» فقلت لسعيد : ما «لا تبيعوها» يعني : «الكراء ؟ قال : نعم» أخرجه البخاري ومسلم . -[45]-
وفي رواية النسائي : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ كان له أرض فليَزرعها ، فإن عَجَزَ أن يزرَعها فليمنحْها أخاه المسلمَ ، ولا يُزْرِعْها إياه» .
وفي أخرى : «مَنْ كانت له أرض فلَيَزرَعْها ، أو ليمنحْها ، ولا يُكريها» .
وأخرج الرواية الأولى وقال : «مَنْ كانت له أرض فليَزْرَعْها ، [أو يُزْرِعْها] أو يُمْسِكها» .
وفي أخرى قال : خَطَبنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «مَنْ كانت له أرض فَليَزْرَعها ، أو ليْزُرِعها ، ولا يُؤاجِرْها» .
وفي أخرى عن جابر يرفعه : «نهى عن كِراء الأرض» .
وفي أخرى قال : «مَنْ كانت له أرض فليَزرَعها، أو لِيُزرِعْهَا أخاه ولا يُكْرِيها أخاه» .
وفي أخرى : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كراءِ الأرض» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بيعها للسنين) هو أن يبيع ثمرة البستان لأكثر من سنة واحدة ، وهو نوع من الغرر .
(القِصْريُّ) بوزن الهنديِّ : ما يبقى في السنبل بعد ما يداس ويُذْرى .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 18 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة ، وفي الهبة ، باب فضل المنيحة ، ومسلم رقم (1536) في البيوع ، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة ، والنسائي 7 / 36 - 38 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/302) قال : حدثنا يحيى. وفي (3/304 و 392) قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. ومسلم (5/19) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. والنسائي (7/36) قال : حدثنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد بن الحارث. وفي (7/36) قال : أخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى. أربعتهم - يحيى، وإسحاق، وعبد الله بن نمير، وخالد بن الحارث - قالوا : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان.
2 - وأخرجه أحمد (3/354) قال : حدثنا أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب. والبخاري (3/141) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. وفي (3/217) قال : حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (5/19) قال : حدثنا الحكم بن موسى، قال : حدثنا هقل - يعني ابن زياد -. وابن ماجة (2451) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (7/37) قال : أخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة. سبعتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف، وهقل، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة - عن الأوزاعي.
3 - وأخرجه أحمد (3/363) قال : حدثنا عفان ومسلم (5/19) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. والنسائي (7/38) قال : أخبرني أحمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - عفان، وشيبان، وأبو نعيم - قالوا : حدثنا همام بن يحيى.
4 - وأخرجه أحمد (3/369) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/19) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا محمد بن الفضل لقبه عارم وهو أبو النعمان السدوسي قال : حدثنا مهدي بن ميمون. وابن ماجة (2454) قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب. والنسائي (7/37) قال : أخبرنا عيسى بن محمد - وهو أبو عمير بن النحاس -، وعيسى ابن يونس - هو الفاخوري - قالا : حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب. ثلاثتهم - شعبة، ومهدي بن ميمون، وابن شوذب، عن مطر الوراق.
أربعتهم - عبد الملك، والأوزاعي، وهمام، ومطر الوراق - عن عطاء، فذكره.
(*) في رواية همام، قال : سأل سليمان بن موسى عطاء وأنا شاهد : أحدثك جابر ؟ قال : نعم.

8507 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ إلى أرض وهي تَهتزُّ زرعاً ، فقال : لمن هذه ؟ فقالوا : اكْتراها فلان ، فقال : لو منحها إيَّاه كان خيراً له من أن يأخذَ عليها أجراً مَعْلُوماً» .
وفي رواية أنَّ مجاهداً قال لطاوس : انطلق بنا إلى [ابن] رافعِ بنِ خَديِج فاسمع منه الحديث عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فانتهره ، وقال : «إني والله لو أعلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ما فعلته ، ولكن حدِّثَني مَن هو أعلم به منهم - يعني ابنَ عباس - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : لأن يَمنَحَ أحدُكم أخاه أرضَهُ خير له من أن يأخذَ عليها خَرجاً معلوماً» أخرجه البخاري ومسلم
وفي رواية النسائي قال : «كان طاوس يكره أن يؤاجِرَ أرضه بالذَّهب والفِضَّةِ ، ولا يرى بالثلث والربع بأساً ، فقال له مجاهد : اذهب إلى ابن رافع بنِ خَدِيج فاسمع حديثه...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 11 و 12 في الحرث والمزارعة ، باب إذا لم يشترط السنين في المزارعة ، وباب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة وفي الهبة ، باب فضل المنيحة ، ومسلم رقم (1550) في البيوع ، باب الأرض تمنح ، والنسائي 7 / 36 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (509) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وأحمد (1/234) (2087) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان «الثوري» . وفي (1/181) (2541) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/349) (3263) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . والبخاري (3/138) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» .وفي (3/141) قال : حدثنا قبيصة، قال : حدثنا سفيان «الثوري» . وفي (3/218) قال :حدثنا محمد بن شار، قال :حدثنا عبد الوهاب. قال :حدثنا أيوب.ومسلم (5:25) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال :أخبرنا حماد بن زيد.وفي (5/25) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا الثقفي، عن أيوب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع، عن سفيان «الثوري» (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث، عن ابن جريج (ح) وحدثني علي بن حجر، قال : حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة. وأبو داود (3389) قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان «الثوري» . وابن ماجة (2456) قال : حدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث بن سعد، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وفي (2462) قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : أنبأنا سفيان بن عيينة. وفي (2464) قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، ومحمد بن إسماعيل، قالا : حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . والترمذي (1385) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : أخبرنا الفضل بن موسى الشيباني، قال : أخبرنا شريك، عن شعبة. والنسائي (7/36) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا حماد بن زيد. ستتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وأيوب، وابن جريج، وشعبة - عن عمرو بن دينار.
2 - وأخرجه أحمد (1/286) (2598) و (1/338) (3135) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (5/26) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة. كلاهما - شعبة، وزيد بن أبي أنيسة - عن عبد الملك بن ميسرة أبي زيد.
3 - وأخرجه أحمد (1/313) (2864) . ومسلم (5/25) قال : حدثني عبد بن حميد، ومحمد بن رافع. وابن ماجة (2457) قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. أربعتهم - أحمد، وعبد بن حميد، ومحمد بن رافع، والعباس - عن عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن ابن طاوس.
4 - وأخرجه مسلم (5/25) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن عمرو، وابن طاوس.
ثلاثتهم - عمرو، وعبد الملك بن ميسرة، وابن طاوس - عن طاوس، فذكره.

8508 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ كانت له أرض فليَزْرَعها ، أو ليمنحْها أخاه ، فإن أبى فليُمسك -[47]- أرَضهُ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 5 / 18 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمر ، وقد وصله مسلم رقم (1544) في البيوع ، باب كراء الأرض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب ما كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يواسي بعضهم بعضا في الزراعة والثمر.
وأخرجه مسلم (5/20) قال : حدثنا حسن بن علي الحلواني. وابن ماجة (2452) قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
كلاهما - حسن، وإبراهيم - عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

8509 - (د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : «كان أصحاب المزارعِ في زمنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يُكْرُون مَزَارِعَهُم بما يكون على السواقي من الزرع ، فجاؤوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فاختصموا في بعض ذلك ، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُكروا بذلك ، وقال : اكْروا بالذَّهبِ والفِضة» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3391) في البيوع ، باب في المزارعة ، والنسائي 7 / 41 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وفي سنده محمد بن عكرمة ، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات ، وذكره الذهبي في " الميزان " فقال : لم يرو عنه إلا إبراهيم بن سعد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/178) (1542) قال : حدثنا يعقوب. وفي (1/182) (1582) قال : حدثنا يزيد. والدارمي (2621) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (3391) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (7/41) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، قال : حدثني عمي «يعقوب» .
كلاهما - يعقوب، ويزيد بن هارون - عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
(*) في رواية يعقوب : «محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة» . وفي رواية يزيد بن هارون : «محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة» .
وفي سنده محمد بن عكرمة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات.

8510 - (س) سعيد بن المسيب - رحمه الله- قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَنِ المحاقلةِ» قال سعيد : فذكر نحوه .
هكذا أخرجه النسائي عقيب روايةٍ لحديثِ رافع بنِ خَديج (1) .
وفي رواية رافع : «إنما يزرع ثلاثة : رجلٌ له أرض ، فهو يزرعها» . الحديث ، وقد تقدَّم في روايات حديث رافع (2) .
__________
(1) رواه النسائي 7 / 40 و 41 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع مرسلاً ، ورواه أيضاً مسنداً من حديث رافع النسائي وأبو داود ، وهو حديث صحيح ، وقد تقدم .
(2) رقم (8470) وهو إحدى روايات أبي داود والنسائي ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3400) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجة (2267 و 2449) قال : حدثنا هناد بن السري. والنسائي (7/40 و 267) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم - مسدد، وهناد، وقتيبة - قالوا : حدثنا أبو الأحوص، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، فذكره.

8511 - (د) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع المخابرة ، والمخابرةُ : أنْ يأخذَ الأرض بنصف ، أو ثلث ، أو رُبُع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3407) في البيوع ، باب في المخابرة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/187) قال : حدثنا كثير. وفيه (5/187) قال : حدثنا فياض بن محمد أبو محمد الرقي. وعبد بن حميد (253) قال : حدثنا كثير بن هشام. وأبو داود (3407) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عمر بن أيوب.
ثلاثتهم - كثير، وفياض، وعمر - عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، فذكره.

8512 - (م) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال : «دَخَلْنا على عبد الله بنِ مَعْقِل ، فسألناه عن المزارعة ؟ فقال : زعم ثابتُ بنُ الضحاك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن المزارعة ، وأمَرَ بالمؤاجرة ، وقال : لا بأس بها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1549) في البيوع ، باب في المزارعة والمؤاجرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/33) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد، والدارمي (2619) قال : أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر. ومسلم (5/24) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا علي بن مسهر. وفي (5/25) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا يحيى بن حماد، قال : أخبرنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - عبد الواحد، وعلي، وأبو عوانة - عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن السائب، قال : سألت عبد الله بن معقل، فذكره.

8513 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ لم يَذَرِ المخابرةَ فَلْيَأْذَنْ بِحَرب من الله ورسوله» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3406) في البيوع ، باب في المخابرة ، وفي سنده عبد الله بن رجاء وهو ثقة تغير حفظه قليلاً ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، والحديث رواه أيضاً الترمذي في " العلل " وذكر أنه سأل عنه البخاري فقال : إنما نهى عن تلك الشروط الفاسدة التي كانوا يشترطونها ، فمن لم ينته ، فليؤذن بحرب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3406) قال : حدثنا يحيى بن معين، قال : حدثنا ابن رجاء - يعني المكي - قال ابن خثيم :حدثني عن أبي الزبير، فذكره.

8514 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا نُكْري الأرض بالثلث والربع ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ لم يترك المخابرة فليأذَن بِحَرب من الله ورسوله ، قال : ولم يكنِ الذهبُ ولا الوَرِق يومئذ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

الكتاب الثالث : في المدح
8515 - (د) مطرف [بن عبد الله بن الشخير] قال : قال أبي : «انطلقتُ في وفَدِ بني عامر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلنا : أنتَ سَيِّدُنا ؟ فقال : السيد الله ، قلنا : وأفضلُنا فَضلاً ، وأعظمُنا طَوْلاً ، فقال : قولوا بقولكم ، أو بعض قولكم ، ولا يَستَجْرِيَنَّكم الشيَطان» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قولوا بقولكم ولا يستجرينَّكم الشيطان) الجَرِيُّ : الوكيل ، يقال : جرَّيت جرِيّاً ، واستجريت جرِيّاً ، أي : اتخذت وكيلاً ، ومعنى الحديث : يقول : تكلَّموا بما يحضركم من القول ، ولا تَسجَعوا كأنما تنطقون على لسان الشيطان ، وذلك : أن القوم كانوا مدحوه ، فكره لهم المبالغة في المدح ونهاهم عن ذلك ، وقوله : «لا يستهوينَّكم» أي : لا يستميلنَّكم ويضلنَّكم ، وقيل : لا يذهبْ بكم .
__________
(1) رقم (4806) في الأدب ، باب في كراهية التمادح ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/24) قال : حدثنا حجاج. وفي (4/25) قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (245) قال : أخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا محمد. كلاهما - حجاج، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن قتادة.
2 - وأخرجه أحمد (4/225) قال : حدثنا سويد بن عمرو، وعبد الصمد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (246) قال : أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - سويد، وعبد الصمد، ويونس - عن مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير.
3 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (211) . وأبو داود (4806) قالا : حدثنا مسدد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (247) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة. كلاهما - مسدد، وحميد - عن بشر بن المفضل، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة.
ثلاثتهم - قتادة، وغيلان، وأبو نضرة - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره.

8516 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إنَّ ناساً قالوا : -[50]- يا رسول الله ، ويا خيرنا وابنَ خيرِنا ، ويا سيدنا وابنَ سيدنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : السَّيِّد الله ، قالوا : أنتَ أفضلُنا فضلاً ، وأعظمُنا طَوْلاً ، فقال : يا أيُّها الناس ، عليكم بقولكم ، ولا يَستهوينَّكم الشيطانُ ، إني لا أريدُ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تبارك وتعالى ، أنا محمدُ بنُ عبد الله ، عبدُ [الله] ورسولُه» أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السيد الله) يريد بقوله : «السيد الله» أن حقيقة السؤدد لله ، وأن الخلق كلهم عبيد له ، وإنما منعهم أن يدعوه سيداً مع قوله : «أنا سيد ولد آدم» وقوله يوم حكم بني قريظة : «قوموا إلى سيدكم» يريد سعد بن معاذ ، من أجل أنهم حديثو عهدٍ بالإسلام ، وكانوا يحسِبون أن السيادة بالنبوَّة هي كأسباب الدنيا ، وكان لهم رؤوساء يعظِّمونهم ، وينقادون لأمرهم ، ويسمونهم السادات ، فعلمهم الثناء عليه ، وأرشدهم إلى الأدب في ذلك ، فقال : «قولوا بقولكم» أي : قولوا بقول أهل دينكم وملَّتكم ، وادعوني نبياً ورسولا ، كما سماني الله عز وجل في كتابه ، فقال : {يا أيها النبيُّ} و {يا أيها الرسول} ولا تسمُّوني سيداً ، كما تسمون رؤساكم وعظماءكم ، ولا تجعلوني مثلهم ، فإني لست كأحدهم -[51]- إذ كانوا يسوِّدونكم في أسباب الدنيا ، وأنا أسوِّدكم في النبوة والرسالة .
وقوله : " أو بعض قولكم " فيه حذف واختصار ، ومعناه : دعوا بعض قولكم واتركوه ، يريد بذلك : الاقتصاد في المقال .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 153 ، وإسناده صحيح ، وهو بمعنى الذي قبله والذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين. وأخرجه أحمد (3/153) قال : ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن أنس، فذكره.

8517 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ عُمَرَ يقول علي المنبرِ : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تُطْروني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسولُه» أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تطروني) الإطراء : مجاوزةُ الحدِّ في المدح ، والكذبُ فيه .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، وهو عنده 6 / 354 و 355 في الأنبياء ، باب قوله تعالى : {واذكر في الكتاب مريم} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3445) قال : حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال : سمعت الزهري يقول : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس سمع عمر يقول، فذكره.

8518 - (خ م د) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال : «أَثنى رجلٌ على رَجُلٍ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ويلك ، قطعتَ عُنق صاحبك ، - ثلاثاً - ثم قال : مَنْ كان منكم مادحاً أخاه لا محالةَ ، فليقل : أَحْسِبُ فلاناً ، واللهُ حسيبه ، ولا يُزَكِّي على الله أحداً ، أَحْسِبُ كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
وفي رواية لمسلم : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذُكِر عنده رجل ، فقال رجل : يا رسولَ الله ، مَا مِنْ رَجُل بعد رسول الله أفضل منه في كذا ، فقال -[52]- النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ويحك ، قَطَعتَ عُنُقَ صاحبك - مراراً يقول ذلك - ثم ذكر الحديث نحوه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قطعت عنق صاحبك) أي : أهلكته بالإطراء والمدح الزائد ، وتعظيمك شأنه عند نفسه ، فإنه يعجب بنفسه ، فيهلك ، كأنك قد قطعت عنقه .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 202 و 203 في الشهادات ، باب إذا زكى رجل رجلاً كفاه ، وفي الأدب باب ما يكره من التمادح ، وباب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، ومسلم رقم (3000) في الزهد ، باب النهي عن المدح ، وأبو داود رقم (4805) في الأدب ، باب في كراهية التمادح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/41) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/45) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا وهيب، ويزيد - يعني ابن زريع -. وفي (5/46) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/47) قال : حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري (3/231) قال : حدثنا محمد بن سلام، قال : أخبرنا عبد الوهاب. وفي (8/22) . وفي «الأدب المفرد» (333) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. وفي (8/46) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا وهيب. ومسلم (8/227) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثني محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، قال : حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال : أخبرنا غندر، قال : قال شعبة. وفي (8/228) قال : وحدثنيه عمرو الناقد، قال : حدثنا هاشم بن القاسم (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة. وأبو داود (4805) قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا أبو شهاب. وابن ماجة (3744) قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثنا شعبة. سبعتهم - شعبة، ووهيب، ويزيد، وسفيان، ومحبوب، وعبد الوهاب، وأبو شهاب - عن خالد الحذاء.
2 - وأخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد.
كلاهما - خالد الحذاء، وعلي بن زيد - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.

8519 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سمع رَجلاً يُثْني على رَجُل ، ويُطْريه في المِدْحَةِ فقال : أهلكتم - أو قطعتم - ظَهْرَ الرَّجُلِ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وزاد رزين : «أما إنَّه لو سمعَ ورضي قولَكَ ما أفلح» .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 203 في الشهادات ، باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما يعلم ، وفي الأدب ، ما يكره من التمادح ، ومسلم رقم (3001) في الزهد ، باب النهي عن المدح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/412) . والبخاري (3/231) . وفي (8/22) . وفي «الأدب المفرد» (334) . ومسلم (8/228) . وعبد الله بن أحمد (4/412) .
أربعتهم - أحمد، والبخاري، ومسلم، وعبد الله - عن أبي جعفر محمد بن الصباح، قال : حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.

8520 - (م د ت) عبد الله بن سخبرة (1) قال : قام رجل يثني على بعض الخلفاء ، فجعل المقدادُ رضي الله عنه يَحثي عليه التراب ، فقال له : ما شأنُك ؟ فقال : «أمَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نَحْثُوَ في وُجوهِ المدَّاحين الترابَ» . -[53]-
وفي رواية هَمَّام بن الحارث عن المقداد «أنَّ رجلاً جعل يمدح عثمان ، فَعَمَدَ المقدادُ ، فجثا على ركبتيه - وكان رجلاً ضخْماً - وجعل يحثو في وجهه الحَصْباء ، فقال عثمانُ : ما شأنُك ؟ فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إذا رأيتُم المدَّاحينَ ، فاحثوا في وُجوههمُ الترابَ» أخرجه مسلم ، وأخرج الترمذي الأولى .
وفي رواية أبي داود قال همام : «قام رجل ، فأثنى على عثمان في وجهه ، فأخذ المقدادُ بنُ الأسود تراباً فحثا في وجهه ، وقال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إذا لِقيتم المدَّاحِينَ فاحثوا في وجوههم الترابَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المدَّاحون) هم الذين اتخذوا مدح الناس عادةً ، وجعلوه بضاعة يتأكَّلون به من الممدوح ، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ، ترغيباً في أمثاله ، وتحريضاً للناس على الاقتداء به في أشباهه ، فليس بمدَّاح ، وإن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جميل القول ، وقد استعمل المقداد الحديث على ظاهره في تناول التراب بيده ، وحَثيه في وجه المادح ، وقد يتؤوَّل أيضاً على وجه آخر ، وهو أن يكون معناه : الخيبة والحرمان ، -[54]- أي : من تعرَّض لكم بالثناء والمدح فلا تعطوه واحرموه ، فكنى بالتراب عن الحرمان ، كقولهم : ما لَه غير التراب ، وما في يده غير التراب ، وكقوله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا جاءك من يطلب ثمن الكلب ، فاملأْ كَفَّه تراباً» وكقوله : «وللعاهر الحجر» ومثله في الكلام كثير .
__________
(1) هو أبو معمر الكوفي من أزد شنوءة .
(2) رواه مسلم رقم (3002) في الزهد ، باب النهي عن المدح ، وأبو داود رقم (4804) في الأدب ، باب في كراهية التمادح ، والترمذي رقم (2395) في الزهد ، باب ما جاء في كراهية المدحة والمداحين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/5) . والبخاري في «الأدب المفرد» (339) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/228) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن المثنى. وابن ماجة (3742) قال : حدثنا أبو بكر. والترمذي (2393) قال : حدثنا محمد بن بشار.
خمستهم - أحمد ، وعلي، وأبو بكر، وابن المثنى، وابن بشار - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا سفيان بن سعيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد، عن أبي معمر، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/5) قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، «أن سعيد بن العاص بعث وفدا من العراق إلى عثمان، فجاؤوا يثنون عليه، فجعل المقداد يحثو في وجوههم التراب...» الحديث. ليس فيه «أبو معمر» .

8521 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «أَمْرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نَحْثُوَ في أفواه المدَّاحين الترابَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2396) ، في الزهد ، باب ما جاء في كراهية المدحة والمداحين ، من حديث سالم الخياط عن الحسن البصري عن أبي هريرة ، وسالم صدوق سيء الحفظ ، والحسن لم يسمع من أبي هريرة ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة . أقول : ولكن يشهد له الذي قبله فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2394) قال : حدثنا محمد بن عثمان الكوفي. قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سالم الخياط، عن الحسن، فذكره.
وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب من أحاديث أبي هريرة.

الكتاب الرابع : في المزح والمداعبة
8522 - (ت) أبو هريرة- رضي الله عنه- قال : قالوا : «يا رسولَ الله إنَّكَ لَتُدَاعِبنا ، قال : إني لا أقول إلا حقاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1991) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/340) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا ليث، عن محمد. وفي (2/360) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال : حدثنا ابن مبارك، عن أسامة بن زيد. والترمذي (1990) . وفي «الشمائل» (232) قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري البغدادي. قال : حدثنا علي بن الحسن قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد.
كلاهما - محمد بن عجلان، وأسامة بن زيد - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
(*) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (265) قال : حدثنا عبد الله بن صالح، قال : حدثني الليث. قال : حدثني ابن عجلان، عن أبيه، أو سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

8523 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ امرأةَ أتتْ -[55]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : يا رسولَ الله احمِلْنا على بعير ، فقال : أحْمِلُكُمْ على وَلَدِ الناقةِ ، قالت: وما نَصْنَع بولدِ الناقةِ ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل تَلِدُ الإبِلَ إلا النُّوقُ ؟» .
أخرجه الترمذي وأبو داود ، وجعلا بدل المرأة رجلاً (1) .
زاد رزين قال : وكان يقول لي : «يا ذا الأُذُنَين ، يمازحني» (2) .
قال : وسمعته يقول لامرأة : «زوُجكِ ، ذلك البياضُ في عينيه ؟ قالت : عَقْرَى ، ومتى رأيتَه ؟ قال : وهل من عين إلا وفيها بياض ؟» (3) .
وقال لامرأة عِجوز «إنه لا يدخلُ الجنةَ عجوز ، فقالت : وما لهنَّ ؟ وكانت تقرأ القرآنَ ، فقال لها : أما تقرئين القرآن {إنا أنشأناهنَّ إنشاءً . فجعلناهنَّ أبكاراً . عُرُباً أتْراباً . لأصحاب اليمين} [الواقعة : الآية 35 - 38]» (4) . -[56]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَقْرَى) هذا دعاء عليها بالعَقْر - وهو الجرح - أي : عقرها الله ، وظاهره الدعاءُ ولم يُرِد الدعاءَ ، إنما هو على طريق التعجُّب من الشيء ، كقولهم : «تربت يداك» ونحو ذلك ، ويقال : إن الصواب «عقراً» بالتنوين ، لأنه مصدر عَقَر ، إلا أن المحدِّثين هكذا يروونه بغير تنوين .
(إنا أنشأناهنَّ إنشاءً . فجعلناهنَّ أبكاراً . عُرُباً أتراباً) الإنشاء : إبداء الخلق ، و «الأبكار» جمع بكر ، وهي التي لم تفْتَضَّ «العُرُب» جمع عَروب وهي المرأة الحسناء المتحبِّبة إلى زوجها ، والأتراب : الأقران .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1992) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وأبو داود رقم (4998) في الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناد صحيح .
(2) زيادة رزين هذه ستأتي من رواية الترمذي وأبي داود بعد هذا الحديث .
(3) ذكره الغزالي في " إحياء علوم الدين " من حديث زيد بن أسلم ، قال العراقي : رواه الزبير ابن بكار في كتاب " الفكاهة والمزاح " ، وابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن سهم الفهري مع اختلاف .
(4) رواه الترمذي في " الشمائل " باب ما جاء في صفة مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الحسن مرسلاً . قال العراقي في " تخريج الأحياء " : وأسنده ابن الجوزي في " الوفاء " من حديث أنس بسند ضعيف ، ورواه البيهقي أيضاً من حديث عائشة ، وكذا الطبراني في " الأوسط " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/267) قال : حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري في «الأدب المفرد» (268) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وأبو داود (4998) قال : حدثنا وهب بن بقية. والترمذي (1991) . وفي «الشمائل» (238) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
أربعتهم - خلف، وابن الصباح، ووهب، وقتيبة - عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن حميد، فذكره.

8524 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا ذا الأُذُنينِ - يعني يمازحه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1993) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وأبو داود رقم (5002) في الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/117) قال : حدثنا أبو أسامة. وفي (3/127) قال : حدثنا حجاج. وأبو أسامة. وفي (3/242) قال : حدثنا إسحاق. وفي (3/260) قال : حدثنا أسود. وأبو داود (5002) قال : حدثنا ابن مهدي. والترمذي (1992 و 3828) ، وفي الشمائل (235) قال :حدثنا محمود بن غيلان، قال :حدثنا أبو أسامة..
خمستهم - أبو أسامة، وحجاج، وإسحاق، وأسود، وإبراهيم - عن شريك، عن عاصم، فذكره.

8525 - (د) أُسيد بن حُضَير - رضي الله عنه - قال : «إنَّ رجلاً من الأنصار كان فيه مُزَاحُ ، فبينا هو يُحدِّثُ القوم يُضْحكهم ، إذْ طَعَنَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِخاصرته بِعودِ كان في يده ، فقال : أصبِرني يا رسول الله فقال : اصطَبِر ، قال : إنَّ عليك قميصاً ، وليس عليَّ قميص ، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قميصَهُ ، فاحتَضَنَه ، وجعل يُقَبِّل كَشحَه ، قال : إنما أردتُ هذا -[57]- يا رسولَ الله» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أصْبِرْني) من نفسك ، أي : أقدِرني ، ومكِّنِّي من نفسك لأقتص منك ، يقال : أصبره فاصطبر ، أي : أقصَّه فاقتص .
(كشحه) الكشح : ما فوق مَشَدِّ الإزار من جانب البطن ، وهما كشحان .
__________
(1) رقم (5224) في الأدب ، باب في قبلة الجسد ، وفي سنده حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ، وهو ثقة لكنه تغير ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5224) قال : حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، فذكره.

8526 - (د ت) عبد الله بن السائب بن يزيد بن السائب عن أبيه عن جده أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يأخُذَنَّ أحدُكم عصا أخيه لاعباً جادّاً ، ومن أخذ عصا أخيه فليردَّها إليه» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود «لا يأخُذَنَّ أحدُكم متاع أخيه لاعباً جادّاً» .
وفي رواية «لعباً ولا جِدّاً ... الحديث» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لاعباً جادّاً) هو أن لا يريد بأخذه سرقته ؛ ولكن يريد إدخال الغيظ على -[58]- أخيه فهو لاعب في مذهب السرقة ، جادٌّ في إدخال الأذى عليه ، أي : هو قاصد للعب ، مريد للجدِّ في ذلك ليغيظه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5003) في الأدب ، باب من يأخذ الشيء على المزاح ، والترمذي رقم (2161) في الفتن ، رقم (3) ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (437) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري في «الأدب المفرد» (241) قال : حدثنا عاصم بن علي. وأبو داود (5003) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال : حدثنا شعيب بن إسحاق. والترمذي (2160) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
أربعتهم - معمر، وعاصم، ويحيى، وشعيب - عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، فذكره.

8527 - (د) [عبد الرحمن] بن أبي ليلى قال : حدثنا أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم- «أنَّهم كانوا يسيرون مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنام رجلٌ منهم ، فانطلق بعضهم إلى حَبلٍ معه ، فأخذه ، فَفَزِعَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يحلُّ لمسلم أن يُروِّعَ مُسلماً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5004) في الأدب ، باب من يأخذ الشيء على المزاح ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/362) . وأبو داود (5004) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سليمان - عن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا الأعمش. عن عبد الله بن يسار الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

الكتاب الخامس : في الموت وما يتعلَّق به أولاً وآخراً وفيه ذكر وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول : في ذكر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وغسله وكفنه ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في مرضه وموته
8528 - (خ) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ، ما أزال أجِدُ أَلَم الطعام الذي أكَلْتُ بخيبرَ ، وهذا أوانُ وجدتُ انقطاع أبْهَرِي من ذلك السّم» -[60]- أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأبهر) : عرق مستبطن الصلب ، والقلب متصل به ، فإذا انقطع مات صاحبه .
__________
(1) تعليقاً 8 / 99 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد عن يونس بهذا الإسناد ، وقال البراز : تفرد به عنبسة عن يونس أي بوصله ، وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري ، لكنه أرسله ، وله شاهدان مرسلان أيضاً أخرجهما إبراهيم الحربي في " غرائب الحديث " له ، أحدهما من طريق يزيد بن رومان ، والآخر من رواية أبي جعفر الباقر ، وللحاكم موصولاً من حديث أم مبشر قالت : قلت : يا رسول الله ما تتهم بنفسك فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله بخيبر ، وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات ، فقال : وأنا لا أتهم غيرها ، وهذا أوان انقطاع أبهري .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في المغازي باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال الحافظ: وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس بهذا الإسناد.

8529 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «لما ثَقُلَ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، واشتد وجَعُهُ : استأذن أزْوَاجَهُ في أن يُمرَّض في بيتي ، فأذِنَّ له ، فخرج وهو بين رَجُلَينِ ، تَخُطّ رِجْلاَهُ في الأرض - بين عباس بن عبد المطلب ورجل آخر ، قال ابن عباس : هو عليٌّ - قالت : ولما دَخَلَ بيتي واشتد وَجَعُه قال : أَهريقوا عَلَيَّ من سَبع قِرَب لم تُحَلَّ أوكِيَتُهنَّ ، لعَلِّي أعْهَدُ إلى الناس ، فأجلَسْنَاه في مِخضَبٍ لحفصةَ زوج النبيِّ ، ثم طَفِقْنَا نَصُبُّ عليه من تِلْكَ القِرَب ، حتى طَفِق يشير إلينا بيده : أن قد فَعَلْتُنَ ، قالت : ثم خرج إلى الناس ، فصلَّى بهم وخَطَبَهم» . -[61]-
وفي رواية : قالت : «أولُ ما اشتكى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونةَ ، فاستأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيتي ، فأذِنّ له...» الحديث .
أخرجه البخاري ومسلم .
ولهما في رواية عبيد الله بن عبد الله قال : «دخلتُ على عائشةَ ، فقلت لها : ألا تحدِّثيني عن مرض رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت : بلى ، ثَقُلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أصَلَّى الناسُ ؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضَعُوا لي ماء في المِخْضَب ، قال : ففعلنا ، فاغتسل ، ثم ذهب لِيَنُوءَ ، فأُغْمِيَ عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصَلَّى الناسُ ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ ، قالت : ففعلنا ، فاغْتَسَلَ ، ثم ذهب لِيَنُوءَ ، فأُغْمِيَ عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصَلَّى الناسُ ؟ فقلنا : لا ، وهم ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضَعُوا لي ماء في المِخْضَبِ ، فاغتسل ، ثم ذهب لينوءَ ، فأُغميَ عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلَّى الناس ؟ قلنا : لا ، وهم ينتظرونك ، قال : والناس عُكُوفٌ في المسجد ينتظرون رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاءِ الآخرةِ قالت : فأرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر : أن يُصلِّي بالناس ، فأتاه الرسول ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن تُصلِّي بالناس ، فقال : أبو بكر - وكان رجلاً رقيقاً - يا عمر ، صَلِّ بالناس ، فقال عمر : أنتَ أحقُّ بذلك ، قالت : فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيامَ ، ثم إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[62]- وَجَدَ من نَفسِهِ خِفَّة ، فخرج بين رَجُلين - أحدهما : العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلِّي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر ، فأَومأ إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أن لا تتأخَّرْ ، وقال لهما : أجْلِساني إلى جنبه ، فأجْلَساه إلى جنب أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلِّي وهو يأتمُّ بصلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، والناس يُصَلُّون بصلاةِ أبي بكر ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قاعد» .
قال عبيد الله : «دخلت على عبد الله بنِ عباس ، فقلت : ألا أعْرِض عليك ما حدَّثتني عائشةُ عن مرض رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : هاتِ ، فعرضتُ حديثَها عليه ، فما أنكر منه شيئاً ، غير أنه قال : أسَمَّتْ لَكَ الرجلَ الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو عليٌّ - رضي الله عنه-» (1) .
__________
(1) في المطبوع جعل هذا الحديث والذي بعده حديثاً واحداً ، وانظر تخريج الحديث في نهاية الحديث الذي بعده ، فإنهما من حديث عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (233) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/34) قال : حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/38) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/117) قال : حدثنا إبراهيم وعلي بن إسحاق. قالا : أخبرنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. وفي (6/228) قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والبخاري (1/61) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (1/169) و (3/207) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا هشام بن يوسف، عن معمر. وفي (4/99) قال : حدثنا حبان بن موسى ومحمد. قالا : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا معمر ويونس. وفي (6/13) قال : حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث. قال : حدثني عقيل. وفي (7/165) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا معمر، ويونس. ومسلم (2/21) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (2/22) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب ابن الليث. قال : حدثني أبي، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد. وابن ماجة (1618) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16309) عن محمد بن منصور، عن سفيان. (ح) وعن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر ويونس.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب، وعقيل بن خالد - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
أخرجه أحمد (6/210) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/224) قال : حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/96) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال : حدثني أبي. وفي (1/182) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عبد الله بن داود. وفي (1/182) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/22) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية. وفي (2/23) قال : حدثنا منجاب بن الحارث التميمي. قال : أخبرنا ابن مسهر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (1232) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع. والنسائي (2/99) وفي الكبرى (818) قال : أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1616) قال : حدثنا سلم بن جنادة، قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا سلم أيضا. قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1618) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - وكيع، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن داود، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وشعبة - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
أخرجه أحمد (6/228) . ومسلم (2/22) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16061) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن راهويه.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وإسحاق بن راهويه - عن عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. قال : قال الزهري : أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره.

8530 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسأل في مرضه الذي مات فيه ، يقول : أيْنَ أنا غداً - يريدُ يومَ عائشةَ - فأَذِن له أزواجُه أن يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشةَ حتى مات عندها ، قالت عائشةُ : فمات في اليوم الذي كان يدور عَلَيَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله عز وجل وإنَّ رأسَه لَبَيْنَ نَحْري وسَحْري ، وخالَط رِيقُه رِيقي ، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ، ومعه سواك يَستَن به ، فنظر إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت له : أعْطِني هذا السواك يا عبد الرحمن ، فأعطانيه ، فقضمتُهُ ، ثم مضغتُه ، -[63]- فأعطيتُه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فاستَنَّ به وهو مستَنِد إلى صَدْرِي» هذا لفظ حديث البخاري ، وهو أكملها .
وفي رواية : «إنْ كان ليتفقَّد في مرضه ، يقول : أينَ أنا اليوم ؟ أين أنا غداً ؟ استبطاءً ليوم عائشةَ ، فلما كان يومي قبضه الله بين سَحري ونَحري» .
وفي أخرى «ودُفِنَ في بيتي» .
وأخرجه البخاري قالت : «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وأنا مُسْنِدَتُهُ إلى صَدري ، ومع عبد الرحمن سِواك رَطْب يَسْتَنُ به ، فأَبَدَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَصَرَه ، فأخَذتُ السِّواكَ ، فقضمتُه وطَيَّبْتُهُ ، ثم دَفَعْتُهُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فاستنَّ به ، فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَستنُّ استناناً أحسنَ منه ، فما غدا أن فَرغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَفَع يده - أو إصبعه - ثم قال : في الرفيق الأعلى - ثلاثاً - ثم قَضَى ، وكانت تقول : مات بين حاقِنتي وذاقِنَتي» .
وفي أخرى : قالت : «ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وإنَّه لَبَيْنَ حاقنتي وذاقنتي ، فلا أكره شِدَّة الموت لأحد أبداً بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ، ويقول : أين أنا غداً ؟ حِرْصاً على بيت عائشةَ ، قالت عائشةُ : فلما كان يومي سكن» .
وفي أخرى : قالت : «تُوفيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي ، وبين -[64]- سَحْري ونحري ، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بدعاءٍ إذا مَرِض ، فذْهبتُ أُعَوِّذه ، فرفع رأسه إلى السماء ، وقال : في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ، ومرَّ عبد الرحمن بنُ أبي بكر وفي يده جريدةٌ رَطْبة ، فنظر إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فظننتُ أنَّ له بها حاجة ، فأخذتُها فمضغتُ رأسها ونفضتُها ، فدفعتُها إليه ، فاستنَّ بها كأَحسن ما كان مُسْتنّاً ، ثم ناولنيها ، فسَقَطَتْ يده - أو سقطت من يده - فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ، وأوَّل يوم من الآخرة» .
وفي أخرى نحوه ، إلا أنَّه قال : قالت : «دخل عبد الرحمن بسواك ، فضعف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عنه ، فمضغتُه ، ثم سَنَنْتُه به» .
وفي أخرى : أنَّ عائشةَ كانت تقول : «إنَّ من نِعَم الله عليَّ : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تُوُفِّي في بيتي ويومي ، وبين سَحْري ونحْري ، وأنَّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ، دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فرأيتُه ينظر إليه ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السَّواك ، فقلتُ : آخذُه لك ؟ فأشار برأسه : أنْ نعم ، فتناوله ، فاشتَدَّ عليه ، فقلتُ : أُلَينُه لك ؟ فأشار برأسه : أنْ نعم ، فَلَيَّنْتُهُ ، فأمَرَّه وبين يديه ركوةٌ ، أو عُلبة - شك الراوي - فيها ماء ، فجعل يُدخِلُ يديه في الماء ، فيمسح بهما وجهه ، يقول : لا إله إلا الله ، إنَّ للموتِ سَكَرات ، ثم نَصَبَ يده ، فجعل يقول : في الرفيق الأعلى ، حتى قُبِض - صلى الله عليه وسلم- ، فمالت يده» . -[65]-
وقد أخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله طَرَفاً قال : قالت : «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو بالموت ، وعنده قدَح فيه ماء ، وهو يُدخِلُ يده في القدَح ثم يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول : اللهم أعنِّي على غَمَراتِ الموتِ ، وسكراتِ الموتِ» .
وله طرف آخر ، قالت : «ما أغبِطُ أحداً بِهَوْنِ موتٍ بعد الذي رأيتُ من شِدَّةِ موتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج النسائي منه طرفاً ، قالت : «ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين حاقِنتي وذاقِنتي ، ولا أكره شِدَّةَ الموتِ لأحد أبداً بعدما رأَيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
-[66]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يمرَّض) مرَّضتُ العليل : إذا عالجتَهُ وداريتَهُ .
(أوكيتهنَّ) الأوكية : جمع وِكاءٍ ، وهو ما تُشَدُّ به القِربةُ من خيطٍ ونحوه .
(مِخْضَب) المخضَب كالإجَّانة .
(سَحْراً) السَّحْر : الرِّئَةُ ، وأرادت : أنه مات عندها في حِضنها .
(لينوء) ناء بالشيء ينوءُ : إذا نهضَ به .
(عُكُوف) العُكوف : جمع عاكف ، وهو المقيم في المكان الملازِم له .
(رقيق) رجل رقيق ، أي ضعيف لَيِّن الجانب .
(يَسْتَنُّ) الاستنان : التّسوُّك بالسواك .
(فقصمته) القصم بالصاد المهملة : الكسر ، يقال : قصمتُ الشيء : إذا كسرتَه ، والقضم بالضاد المعجمة : مِنْ قَضْم الدابة شعيرها ، يقال : قَضَمتِ الدابة شعيرها ، والفصم بالفاء والصاد المهملة : أن يتصدَّع الشيء من غير تبيُّنٍ ، فإذا بان : فهو بالقاف والصاد المهملة . قال الحميدي : والذي في حديث عائشة أقرب إلى القضم - بالقاف والضاد المعجمة - لأنه مضغٌ وتليين لما اشتد من السواك ، والفصم بالفاء والصاد المهملة ، قريب من ذلك ، قال : والذي رويناه : فبالقاف والضاد المعجمة ، والله أعلم بما قالتْه ، أو بما قاله الراوي عنها . -[67]- قلت : ومما يدل على صحة ما رواه الحميديُّ : أنه قد جاء في باقي الروايات «فمضغته» وفي أخرى : «أُلَيِّنُه؟» وهو بمعنى القضم ، بالقاف والضاد المعجمة .
(أبَدَّه) بالباء المعجمة بواحدة ، أي مدّه إليه كأنه أعطاه بَدَّة من بصره ، وهي النَّصيب والحظُّ .
(الرفيق الأعلى) : الأنبياء الذين يسكنون أعلى علِّيين ، وهو اسم جاء على فعيل ، ومعناه : الجماعة .
(حاقنتي وذاقنتي) الحاقنة : ما سفل من البطن ، والذاقنة : طرف الحلقوم الناتئ ، وقيل : الحاقنة : المطمئن من الترقوة والحلق ، والذاقنة : نُقْرَةُ الذَّقن .
(رَكوة - علبة) قال الأزهريُّ : الرَّكوة : شبه تَوْرٍ من أدم ، وجمعها : رِكاء ، والعلبة : مخلب من جلد ، قاله الجوهري ، كالقدح يحلب فيه .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 106 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الوضوء ، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة ، وفي الجماعة ، باب حد المريض أن يشهد الجماعة ، وباب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة ، وباب من قام إلى جنب الإمام لعلة ، وباب إنما جعل الإمام ليؤتم به ، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام ، وباب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم ، وباب إذا بكى الإمام في الصلاة ، وفي الهبة ، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها ، وفي الجهاد ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الطب ، باب اللدود ، وفي الاعتصام ، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع ، ومسلم رقم (418) في الصلاة ، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر ، والترمذي رقم (978) و (979) في الجنائز ، باب ما جاء في التشديد عند الموت ، والنسائي 4 / 6 و 7 في الجنائز ، باب شدة الموت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/15) و (8/133) قال : حدثني محمد بن عبيد بن ميمون. قال : حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد. قال : أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/48) قال : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا أيوب. وفي (6/160) قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال : حدثنا محمد بن شريك. والبخاري (4/99) قال : حدثنا ابن أبي مريم. قال : حدثنا نافع. وفي (6/16) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
ثلاثتهم - أيوب، ومحمد بن شريك، ونافع بن عمر الجمحي - عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه ذكوان مولى عائشة.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وأخرجه أحمد (6/200) قال : حدثنا إبراهيم بن خالد. قال : حدثنا رباح، عن معمر. والبخاري (2/5 و 128 و 6/16 و 7/44) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني سليمان بن بلال. وفي (2/128) قال : حدثني محمد بن حرب. قال : حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا. وفي (5/37) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم (7/137) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : وجدت في كتابي : عن أبي أسامة.
أربعتهم - معمر، وسليمان، وأبو مروان، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة. قال : أخبرني أبي، فذكره.
وأخرجه أحمد (6/274) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى «الورقة 92 -ب» قال : أخبرني محمد بن وهب الحراني. قال : حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، ومحمد بن سلمة - عن ابن إسحاق، قال : حدثني يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، فذكره.

8531 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو صحيح : إنَّه لن يُقبَضَ نبيٌّ حتى يُرَى مقعَدُه من الجنة ، ثم يُحَيَّا - أو يُخَيّر- قالت عائشة : فلما نُزِلَ به - ورأسُه على فخذي - غُشِيَ عليه ، ثم أفاق ، فأشْخَص بصرَه إلى السقف ، ثم قال : اللهم الرفيقَ الأعلى ، قلتُ : إذاً لا يختارُنا ، قالت : وعَرَفْتُ أنَّه الحديثُ الذي كان يحدِّثنا به وهو صحيح ، في قوله : إنه لم يُقْبض نبيٌّ قطّ حتى يُرى مَقعَدُه من الجنة ، -[68]- ثم يخيَّر ، قالت عائشة : فكانتْ تلك آخرَ كلمةٍ تَكَلَّم بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، قوله : اللهم الرفيقَ الأعلى» .
وفي رواية قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح يقول : إنَّه لم يُقبَض نبيٌّ قط حتى يُرى مقعده من الجنة ، ثم يُحَيّا - أو يخيَّر - فلما اشتكى وحَضَرهُ القَبْضُ - ورأسُه على فخذ عائشةَ - غُشِيَ عليه ، فلما أفاق شَخَص بصرهُ نحو سقف البيت ، ثم قال : اللهم في الرفيق الأعلى ، فقلتُ : إذاً لا يُجَاورنا ، فَعَرَفْتُ أنَّه حديثُه الذي يحدِّثنا وهو صحيح» .
وفي أخرى قالت : «كنتُ أسمع أنَّه لا يموت نبيٌّ حتى يُخَيَّر بين الدنيا والآخرة ، فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِه الذي مات فيه ، وأَخَذَتهُ بُحَّة ، يقول : {مع الذين أَنْعَمَ اللهُ عليهم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصالحين وَحَسُنَ أُولئك رفيقا} الآية [النساء : 69] قالت : فظننت أنه خُيِّر يومئذ» .
وفي أخرى قالت : «لما مَرِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مرضه الذي مات فيه جعل يقول : في الرفيق الأعلى» وفي أخرى قالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : «ما مِن نبيٍّ يَمْرَض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة ، وكان في شكواه الذي قُبض فيه : أخذتْهُ بُحَّةٌ شديدة ، فسمعته يقول : {مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النَّبييِّن والصِّدِّيقين والشُّهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أُولئك رفيقاً} [النساء : 69] فعلمتُ أنه خُيِّر» . -[69]-
وفي أخرى «أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأصغت إليه قبل أن يموتَ ، وهو مستند إليها- يقول : اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى» .
وفي أخرى قالت : «شَخَصَ بصرُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : في الرفيق [الأعلى]» . أخرجه البخاري ومسلم ، إلا الثانية والآخرة ، انفرد بهما البخاري .
وأخرج الموطأ نحواً من الأُولى ، وأخرج السادسة الموطأ أيضاً والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 15 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، وباب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي تفسير سورة النساء ، باب {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} ، وفي المرضى ، باب تمني المريض الموت ، وفي الدعوات ، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم الرفيق الأعلى " ، وفي الرقاق ، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومسلم رقم (2444) في الفضائل ، باب في فضل عائشة رضي الله عنها ، والموطأ 1 / 238 و 239 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والترمذي رقم (3490) في الدعوات ، باب الاستعاذة من عذاب القبر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 89 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/89) . والبخاري (6/12) .
كلاهما - أحمد، والبخاري - قالا : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. قال : قال عروة بن الزبير، فذكره.
أخرجه البخاري (8/93) قال : حدثنا سعيد بن عفير. وفي (8/132) قال : حدثني يحيى بن بكير. ومسلم (7/137) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال : حدثني أبي.
ثلاثتهم - سعيد ، ويحيى، و شعيب بن الليث - عن الليث بن سعد. قال : حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب. قال : أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم، فذكروه.
(*) وأخرجه البخاري (6/18) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : حدثنا عبد الله. قال : قال يونس : قال الزهري : أخبرني سعيد بن المسيب في رجال أهل العلم نحوه ليس فيه «عروة بن الزبير» .
وأخرجه أحمد (6/274) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، قال ابن إسحاق : وقال ابن شهاب : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.

8532 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «ما رأيتُ الوجَعَ على أحد أشدَّ منه على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 96 في المرضى ، باب شدة المرض ، ومسلم (2570) في البر والصلة والآداب ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو غير ذلك ، والترمذي رقم (2399) في الزهد ، باب ما جاء في الصبر على البلاء ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 173 ، وابن ماجة رقم (1622) في الجنائز ، باب ما جاء في ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/172) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/181) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. والبخاري (7/149) قال : حدثنا قبيصة. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثني بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا شعبة. ومسلم (8/13) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق : أخبرنا. وقال عثمان : حدثنا جرير. وفي (8/14) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : أخبرني أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال : أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر.كلهم عن شعبة (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع. قال : حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا مصعب بن المقدام. كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (1622) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا مصعب بن المقدام. قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17609) عن إبراهيم بن محمد التيمي البصري، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (2397) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال : أخبرنا شعبة. عن الأعمش. قال : سمعت أبا وائل يقول : قالت عائشة، فذكرته. ليس فيه «مسروق» .

8533 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حُضِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وفي البيت رجال ، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيُّ -[70]- صلى الله عليه وسلم- : هَلُمُّوا أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلُّوا بعده ، فقال عمر - وفي رواية : قال بعضهم - : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد غَلبَ عليه الوَجَعُ ، وعندكم القرآن ، حَسْبُكم كتابُ الله ، فاختلف أهلُ البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا يكتبْ لكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ومنهم من يقول ما قال عمر - وفي رواية : فمنهم من يقول غير ذلك - فلما أكثروا اللَّغَطَ والاختلاف : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قوموا عني ، قال : فكان ابنُ عباس يقول : إن الرَّزِيَّة كلَّ الرَّزيَّةِ : ما حال بين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، لاختلافهم ولَغَطِهم» .
وفي رواية قال : «قُومُوا عَني ، فلا ينبغي عندي التنازعُ ، فخرج ابن عباس وهو يقول : إنَّ الرَّزِيَّة كل الرَّزيَّة ما حالَ بينَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين كتابه» .
وفي أخرى قال : قال ابنُ عباس : «يومُ الخميس ، وما يومُ الخميس ؟ - زاد في رواية : ثم بكى حتى بَل دمعُه الحصا - قلتُ : يا أبا عباس ، ما يومُ الخميس ؟ قال : اشتد برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ ، فقال : ائتوني بِكَتِف أكتبْ لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده أبداً ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع - فقالوا : ما شأنه ؟ هَجَر ؟ استفهِموه ، فذهبوا يَرُدُّون عليه ، فقال : ذَروني ، دَعُوني ، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، فأمرهم - وفي رواية : فأوصاهم-[71]- بثلاث فقال : أَخرِجُوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ أُجِيزُهم ، وسكت عن الثالثة - أو قال : فنسيتُها - قال سفيان : هذا من قول سليمان - هو ابن أبي مسلم الأحول - وفي رواية : ونسيتُ الثالثة» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه مسلم أيضاً مختصراً (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّغَطُ) : الضَّجَّةُ واختلاف الأصوات .
(الرَّزِيَّة) : المصيبة التي تنزل بالإنسان من الشدائد .
(هجر) الهَجْر بالفتح : الهَذَيان ، وهو النطق بما لا يفهم ، يقال : هَجَرَ فلان : إذا هَذَى ، وأَهْجَرَ : إذا نطق بالفحش ، والهُجْرُ- بالضم- : الفحش في النطق .
(أجيزوا الوَفد) الوفد : الذين يقصدون الملوك في طلب حوائجهم ويأتونهم من مهمَّاتهم ، وإجازتُهم : إعطاؤهم الجائزة ، وهي ما يُعْطَونَ من العطاء والصِّلَة ، وقد تقدَّم شرح ذلك مستقصى فيما مضى من الكتاب .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 103 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، وفي العلم ، باب كتابة العلم ، وفي الجهاد ، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ، وباب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، باب قول المريض : قوموا عني ، وفي الاعتصام ، باب كراهية الخلاف ، ومسلم رقم (1637) في الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/293) (1676) قال : حدثنا حسن، قال :حدثنا شيبان، عن ليث، عن طاوس، فذكره.
1 - أخرجه أحمد (1/324) (2992) قال : حدثني وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي. والبخاري (1/39) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثني ابن وهب. كلاهما - جرير، وابن وهب - عن يونس.
2 - وأخرجه أحمد (1/336) (3111) قال : حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (6/11) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/155 و 156) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى، قال : حدثنا هشام (ح) وحدثني عبد الله بن محمد. قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (9/137) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا هشام. ومسلم (5/76) قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، قال عبد : أخبرنا، وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5841) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - عن معمر.
كلاهما - يونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، فذكره.
1 - أخرجه الحميدي (526) . وأحمد (1/222) (1935) . والبخاري (4/85) قال : حدثنا قبيصة. وفي (4/120) قال : حدثنا محمد. وفي (6/11) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (5/75) قال : حدثنا سعيد بن منصور. وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وأبو داود (3029) قال : حدثنا سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5517) عن محمد بن منصور. تسعتهم- الحميدي، وأحمد، وقبيصة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وسعيد، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول.
2 - وأخرجه أحمد (1/355) (3336) . ومسلم (5/75) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5524) عن محمد بن عبد الله المخرمي.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، ومحمد - عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما - سليمان، وطلحة - عن سعيد بن جبير، فذكره.

8534 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «لمَّا ثَقُلَ -[72]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، جعل يتغَشَّاه الكَربُ ، فقالت فاطمةُ : وا كَرْبَ أبَتَاهُ ؟! فقال لها : ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبَتَاهُ ، أجاب رباً دعاه ، يا أَبَتَاه ، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه ، يا أبَتَاه ، إلى جبريلَ نَنْعاه ، فلما دُفِن قالت : يا أنس ، كيف طابتْ أنفسُكم أن تَحثُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الترابَ ؟» أخرجه البخاري .
وفي رواية النسائي «أنَّ فاطمةَ بكتْ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين مات ، فقالت : يا أبتاه ، مَنْ ربِّه ما أدناه ؟ يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه ، جَنَّةُ الفردوس مأواه؟ (1)» .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 113 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، والنسائي 4 / 13 في الجنائز ، باب في البكاء على الميت ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 197 ، والدارمي 1 / 40 و 41 ، وابن ماجة رقم (1629) في الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه عبد بن حميد (1364) قال : حدثني سليمان بن حرب. والدارمي قال : أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (6/18) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (1630) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سليمان، وأبو النعمان، وأبو أسامة - قالوا : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/141) قال : حدثنا أبو النضر. وفي (3/141) أيضا. قال : حدثنا خلف. كلاهما - أبو النضر، وخلف - قالا : حدثنا المبارك، هو ابن فضالة.
وأخرجه ابن ماجة (1629) . والترمذي في «الشمائل» (397) قالا : حدثنا نصر بن علي، قال : حدثنا عبد الله بن الزبير أبو الزبير.
كلاهما - المبارك، وعبد الله بن الزبير - عن ثابت، فذكره.

8535 - (خ) أنس (1) - رضي الله عنه - «أنَّ العباسَ مَرَّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون ، حين اشتدَّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ ، فقال لهم : ما يُبكيكم ؟ فقالوا : ذكرنا مَجْلِسَنَا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل العباسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبره ، فعَصَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رأسَه بعصابة دَسْماءَ - أو قال : بحاشيةِ بُرد - وخرج وصَعِدَ المنبر ، وخَطَبَ النَّاس وأثنى على الأنصار خيراً ، وأوصى بهم ، ثم قال : إنَّ الله خيَّرَ عبداً بين الدنيا -[73]- وبين ما عندَه ، فاختار العبد ما عنده ، فبكى أبو بكر ، وقال : يا رسولَ الله ، فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا ، فقلنا : ما لهذا الشيخ يبكي أن ذَكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عبداً خيَّره الله بين الدنيا وما عنده ، فاختارَ العبد ما عنده ؟ فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المخيَّرَ ، وكان أبو بكر أَعْلَمَنَا» (2) .
أخرجه البخاري إلى قوله : «فَصَعِدَ المنبر» .
ثم قال : ولم يَصعدهُ بعدَ ذلك اليوم ، فَحمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أوصيكم بالأنصار ، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي ، وقد قَضَوُا الذي عليهم ، وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من مُحْسِنهِم ، وتجاوزوا عن مسيئهم» (3) والباقي ذكره رزين .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دسماء) الدُّسْمَة : لون بين الغُبرة والسواد .
__________
(1) في المطبوع من جامع الأصول بتحقيق الشيخ حامد الفقي : أبو سعيد الخدري ، وهو خطأ .
(2) هذه الرواية التي ذكرها رزين في منتصف الحديث عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، رواها البخاري 1 / 464 في الصلاة ، باب الخوخة والممر في المسجد ، وفي الفضائل ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر " .
(3) رواه البخاري 7 / 91 و 92 في فضائل الأنصار ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " ، ورواه مسلم مختصراً رقم (2510) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل الأنصار ، بلفظ : " إن الأنصار كرشي وعيبتي ، وإن الناس سيكثرون ويقلون ، فاقبلوا من محسنهم ، واعفوا عن مسيئهم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (5/43) . والنسائي في «فضائل الصحابة» (241) قال : أخبرنا محمد بن يحيى أبو علي المروزي، قال : حدثنا شاذان بن عثمان أخو عبدان قال : حدثنا أبي، قال : أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد. فذكره.

8536 - (ط) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت : «ما صَدَّقتُ بموتِ -[74]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى سمعتُ وَقْعَ الكرازِينِ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكرازين) جمع كَرزِين ، وهو الفَأس .
__________
(1) 1 / 231 بلاغاً في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وإسناده منقطع ، قال ابن عبد البر : لا أحفظه عن أم سلمة متصلاً ، وإنما هو عن عائشة ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وهو تقصير ، فقد رواه الواقدي عن ابن أبي سبرة عن الحليس بن هشام عن عبد الله بن موهب عن أم سلمة نحوه .. ، وفي " التقريب " عبد الله بن موهب عن أم سلمة ، كذا وقع في أحكام عبد الحق وهو وهم ، والصواب : عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال الزرقاني : وقول عائشة أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت : ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي ليلة الأربعاء في السحر . أقول : ورواه أحمد في " المسند " 6 / 62 و 274 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/93) .

8537 - () عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي (1) ، «قيل له : متى هاجرتَ ؟ قال : خَرجنا من اليمن مهاجرين ، فقَدِمْنا الجُحْفةَ ، فأقبل راكبٌ ، فقلت له : الخبرُ ؟ فقال : دفنَّا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- منذ خمس» أخرجه ... (2) .
__________
(1) في الأصل : أبو الحسين الصنابحي ، وفي المطبوع : عبد الرحمن بن عبيد الصنابحي ، وكلاهما خطأ ، والصواب ما أثبتنا : عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، ويكنى أبا عبد الله ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق ، وهو تابعي ، لأنه لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحاديثه مرسلة .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين. وقال محقق النسخة المطبوعة: في المطبوع : أخرجه البخاري ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ.

الفصل الثاني : في غسله وكفنه - صلى الله عليه وسلم-
8538 - () جعفر بن محمد بن علي - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تُوفي يوم الاثنين ، فلم يُغَسَّل إلى آخر يوم الثلاثاء ، فغُسِّلَ مِن بئر غَرْس ، كانت لسعدِ بن خيثمةَ ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يشربُ منها ، ولِيَ غَسلَ سِفْلَتِه عليٌّ ، وغُسِّلَ في قميص ، عليٌّ يَغْسِلُ وأُسامة - وقيل : رجل من الأنصار - يَصُبُّ الماءَ ، والفَضلُ مُحْتَضِنُهُ إذ يغسِلُ عليٌّ سِفْلَتَه ، والفضل يقول : أرِحني أرِحني ، أرِحني ، قطعتَ وَتِيْني ، أرى شيئاً ينزل عليَّ ، وكُفِّنَ في ثلاثة أثواب : ثوبين صُحارِيَّينِ ، وبُردٍ حِبَرة ، وصلَّى الناسُ عليه بغير إمام ، تُصَلِّي زُمرةٌ وتخرُجُ ، وهو في موضعه ، فلما فرغوا نادي عمر بن الخطاب : خَلُّوا الجنازة وأهلَها ، وكانت عائشةُ بعدُ تقول : لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما غَسلَهُ إلا نساؤُه» . أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وتيناً) الوتين : عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه . -[76]-
(صُحاريَّين) صُحار : قرية باليمن تنسب إليها الثياب ، وقال الخطَّابيُّ : الصحرةُ : حُمْرَةٌ خفيفة كالغبرة ، يقال : ثوبٌ أصحر ، وصُحاري ، وقيل : إنَّ الأصحر : ما كان لونُه لون الصحراء من الأرض .
(الحِبَرة) واحدة الحِبَر ، وهي الثياب المنقوشة الموشيَّة .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وانظر الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

8539 - (د) عبَّاد بن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- قال : «سمعتُ عائشةَ - رضي الله عنها- تقول : لما أرادوا غَسلَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قالوا : والله لا ندري ، أنُجَرِّدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من ثيابه ، كما نُجَرِّدُ موتانا ، أم نغسله وعليه ثيابه ؟ فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النَّوْمَ ، حتى ما منهم رَجُلٌ إلا وذَقْنه في صدرِهِ ، ثم كلَّمهم مُكَلِّم من ناحية البيت - لا يدرون من هو - : اغْسِلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابُهُ ، فقاموا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فغسلوه وعليه قميصُه ، يَصبُّون الماءَ فوقَ القميص ، ويَدْلُكُونه بالقميص دون أيديهم ، وكانت عائشةُ - رضي الله عنها - تقول : لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ ما غَسلَه إلا نِساؤُه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3140) في الجنائز ، باب في ستر الميت عند غسله ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 267 ، والحاكم 3 / 59 و 60 وصححه على شرط مسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/267) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي.وأبو داود (3141) قال : حدثنا النفيلي. قال : حدثنا محمد بن سلمة. وابن ماجة (1464) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا أحمد بن خالد الوهبي.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد - والد يعقوب -، ومحمد بن سلمة، وأحمد بن خالد - عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.

8540 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله -[77]- صلى الله عليه وسلم- كُفِّنَ في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحُوليَّة من كُرْسُف ، ليس فيها قميصٌ ولا عِمامة» .
وفي رواية : قالت : «أُدْرِجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حُلَّة يَمانيَّة ، كانت لعبد الله بن أبي بكر ، ثم نُزِعَتْ عنه ، وكُفِّن في ثلاثة أثواب سَحُول يمانية ليس فيها عمامةٌ ولا قميص ، فرفع عبد الله الحُلَّة ، فقال : أُكَفَّنُ فيها ، ثم قال : لم يكفَّنْ فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأُكُفَّنُ فيها ، قال : فتصدَّق بها» .
وفي أخرى نحوه ، وزاد «أما الحُلَّةُ ، فإنما شُبِّه على الناس فيها ، إنها اشتُرَِيتْ ليُكفَّنَ فيها ، فتُرِكَتِ الحلَّةُ ، وكفِّنَ في ثلاثة أثواب بيض سَحولية فأخذها عبد الله بنُ أبي بكر ، فقال : لأحبِسَنّها حتى أُكَفِّنَ فيها نفسي ، ثم قال : لو رضيها الله عزَّ وجلَّ لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم- لكفَّنَه فيها ، فباعها وتصدَّق بثمنها» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرحمن قال : «سألتُ عائشةَ : في كم كُفِّنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت : في ثلاثة أثواب سحوليةِ» .
وفي أخرى لهما : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّي - سُجِّي ببُردٍ حِبَرة» .
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى ، وفي بعض الروايات : «ثلاثة أثواب سُحْل» . -[78]-
وفي رواية الترمذي : «فذكروا لعائشة قولهم ، في ثوبين وبُرْدٍ حبَرة ، فقالت : قد أُتِي بالبُرْد ولكنَّهم ردُّوه ، ولم يكفِّنوه فيه» .
وأخرج أبو داود والنسائي رواية الترمذي .
وفي أخرى لأبي داود : قالت «أدْرِجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ثوب حِبَرة ، ثم أُخِّر عنه» .
وفي أخرى له «كُفِّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة أثواب يمانيَّة بيض ليس فيها قميصٌ ولا عِمَامَة» .
وفي أخرى للنسائي : «كُفِّن في ثلاثة أثواب يمانِّية بيض سَحُول كُرْسُف» .
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَحوليَّة) سَحول : قرية باليمن تنسب إليها الثياب ، وقيل : السَّحولية : المقصورة كأنها نُسبَتْ إلى السحول ، وهو القصَّار ، لأنه يَسْحَلُها ، أي : يغسلها ، وروي بضم السين ، كأنه نسب إلى السُّحول جمع سُحُل ، وهو الثوب الأبيض ، وقيل : هو الثوب من القطن ، وفي هذا النسب نظر من حيث إنه -[79]- نسب إلى الجمع ، وقد ذكر أن اسم القرية اليمانية [سُحُول] بضم السين .
(الكُرسف) : القطن ، وقد وصف به ، كقولهم : مررت بحيَّةٍ ذراعٍ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 108 في الجنائز ، باب الثياب البيض للكفن ، وباب الكفن بغير قميص ، وباب الكفن ولا عمامة ، وباب موت يوم الاثنين ، ومسلم رقم (941) في الجنائز ، باب في كفن الميت ، والموطأ 1 / 223 في الجنائز ، باب ما جاء في كفن الميت ، والترمذي رقم (996) في الجنائز ، باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (3151) في الجنائز ، باب في الكفن ، والنسائي 4 / 35 في الجنائز ، باب كفن النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (156) . وأحمد (6/40) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/45) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/118) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : أخبرنا عبد الرحمن. وفي (6/132) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/165) قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6/192) قال : حدثنا يحيى. وفي (6/203 و 214) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1495) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (1507) قال : أخبرنا النضر بن شميل. والبخاري (2/95) قال : حدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (2/97) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى (ح) وحدثنا إسماعيل. قال : حدثنا مالك. وفي (2/127) قال : حدثنا معلى بن أسد. قال : حدثنا وهيب. ومسلم (3/49) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى : أخبرنا، وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال : أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث وابن عيينة وابن إدريس وعبدة ووكيع (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (3151) قال :حدثنا أحمد بن حنبل.قال :حدثنا يحيى بن سعيد.وفي (3152) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا حفص. وابن ماجة (1469) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (996) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث. وفي «الشمائل» (393) قال : حدثنا محمد بن حاتم. قال : حدثنا عامر بن صالح. والنسائي (4/35) قال : أخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حفص جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، ومعمر، والنضر بن شميل، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، ووهيب، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وعبد العزيز بن محمد، وعامر بن صالح - عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (6/231) . والنسائي (4/35) قال : أخبرنا إسحاق. كلاهما - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه - عن عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر، عن الزهري.
3 - وأخرجه أحمد (6/264) قال : حدثنا مسكين بن بكير، عن سعيد - يعني ابن عبد العزيز -. قال : مكحول حدثني.
ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، ومكحول - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

8541 - (د) عامر [بن شرحبيل الشعبي]- رحمه الله- قال : «غَسَّل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عليٌّ ، والفضلُ ، وأسامةُ ، وهم أدخلوه في قبره ، قال : وحدَّثني مُرَحَّب - أو ابن أبي مُرَحَّب - أنها أدْخلوا معهم عبد الرحمن بنَ عَوف ، فلما فرغ عليٌّ ، قال : إنما يلي الرجلَ أهلُه» .
وفي رواية عن الشعبي عن أبي مُرَحَّبٍ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عَوْف نزل في قبر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قال : كأني أنظرُ إليهم أربعة» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «غَسَّلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عليٌّ ، والفضلُ ومعهما العباسُ ، وأسامةُ بنُ زيد ، وهم أدخلوه قبرَه ، وكان معهم في الغَسْلِ ابنُ عوف ورجل من الأنصار ، فلما فرغوا قال عليُّ : إنما يلي الرجل أهلُه ، قال عبد الرحمن : كأنِّي أنظر إلى الذين نزلوا في قبر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أربعة ، أحدهم : أنصاريّ» .
__________
(1) رقم (3209) و (3240) في الجنائز ، باب كم يدخل القبر ، وهو مرسل صحيح ، وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه عند الحاكم 1 / 364 ، وعند البيهقي 4 / 53 ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3209) قال : حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، فذكره.

الفصل الثالث : في دفنه صلى الله عليه وسلم
8542 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغه «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تُوفِّيَ يوم الاثنين ، ودُفنَ يوم الثلاثاء ، وصلَّى الناس عليه أفذاذاً ، لا يُؤمُّهم أحد ، فقال ناس : يُدْفَن عند المنبر ، وقال آخرون : بالبقيع ، فجاء أبو بكر ، فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ما دُفِن نبيٌّ قَطُّ إلا في مكانه الذي تُوفِّيَ فيه ، فَحُفِر له فيه ، فلما أرادوا غَسلَه أرادوا نزع قميصه ، فسمعوا صوتاً يقول : لا تنْزِعوا القميص فلم يُنْزَعِ القميصُ ، فَغُسِّل وهو عليه» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفذاذاً) الأفذاذ : جمع فَذٍّ ، وهو المنفرد .
__________
(1) بلاغاً 1/ 231 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا أعلمه يروى على هذا النسق بوجه من الوجوه ، غير بلاغ مالك هذا ، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى ، جمعها مالك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني. بلاغا. (2/90) .

8543 - (ت) عائشة وابن عباس- رضي الله عنهما- قالا : «لَمَّا قُبِضَ رسول الله وغُسِّلَ ، اختلفوا في دفنه ، فقال أبو بكر : ما نَسيتُ ما سمعتُ من رسول الله -[81]- صلى الله عليه وسلم-، يقول : ما قَبَضَ الله نبياً إلا في الموضع الذي يُحِبُّ أن يُدفَن فيه ، ادفنوه في موضع فراشه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1018) في الجنائز ، باب رقم (33) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، أقول : لكن له شواهد يقوى بها ، ولذلك قال الترمذي : وقد روي هذا الحديث من غير وجه رواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أقول : ورواه ابن سعد عن أبي بكر مختصراً موقوفاً ، وهو في حكم المرفوع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1018) حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه فرواه ابن عباس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضا.

8544 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : «كان بالمدينة رجلان : أحدُهما يَلْحَدُ ، والآخر يَشُقُّ ، فقالوا : أيُّهما جاء أولُ عَمِل عَمَلَهُ ، فجاء الذي يَلْحَدُ ، فَلحَدَ له» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 231 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك مع شرح الموطأ (2/92) عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال، فذكره.

8545 - (م س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : - في مرضه الذي هلَك فيه - «الْحدُوا لي لَحْداً ، وانْصِبُوا عَلَيّ اللَّبِنَ نَصْباً ، كما صُنِعَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (966) في الجنائز ، باب في اللحد ونصب اللبن على الميت ، والنسائي 4 / 80 في الجنائز ، باب اللحد والشق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/169) (1450) . وفي (1/184) (1602) قال : حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي. وفي (1/184) (1601) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. ومسلم (3/61) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (1556) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو عامر. والنسائي (4/80) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا أبو عامر.
أربعتهم - أبو سلمة الخزاعي، وأبو سعيد، ويحيى بن يحيى، وأبو عامر - عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره.
أخرجه أحمد (1/169) (1451) . و (1/173) (1489) . والنسائي (4/80) قال : أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - أحمد، وعمرو بن علي - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، فذكره.

8546 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «جُعِلَ تحتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في قبره ، قطيفة حمراءُ» أخرجه الترمذي والنسائي .
وقال الترمذي : وقد رُوِيَ عن ابن عباس كراهةُ ذلك (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1048) في الجنائز ، باب رقم (55) ، والنسائي 4 / 81 في الجنائز ، باب وضع الثوب في اللحد ، وإسناده صحيح ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فقد رواه مسلم رقم (967) في الجنائز ، باب جعل القطيفة في القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/228) (2021) قال : حدثنا يحيى، وابن جعفر. وفي (1/355) (3341) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/61) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا غندر ووكيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1048) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، ويحيى.والنسائي (4/81) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد - وهو ابن زريع.
أربعتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، ووكيع، ويزيد - عن شعبة، عن أبي جمرة، فذكره.

8547 - (ت) محمد بن علي بن الحسين (1) قال : «الذي ألْحَدَ قَبْرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أبو طلحةَ ، والذي ألقى القطيفةَ تحته : شُقْرانُ ، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال جعفر بن محمد : وأخبرني ابن أبي رافع قال : سمعتُ شُقْرانَ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : أنا واللهِ طرحتُ القطيفة تحتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في القبر» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) هو محمد الباقر بن جعفر الصادق .
(2) رقم (1047) في الجنائز ، باب ما جاء في الثوب الواحد يلقى تحت الميت في القبر ، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد منها الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1047) قال : حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري. حدثنا عثمان بن فرقد. قال: سمعت جعفر بن محمد، عن أبيه، قال، فذكره.

8548 - (د) القاسم بن محمد [بن أبي بكر]- رحمه الله- قال : «دخلتُ على عائشةَ أمّ المؤمنين بيتَها ، فقلت : يا أُمّهْ ، اكشِفي لي عن قبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وصاحِبَيْهِ ، فَكَشَفَتْ لي عن ثلاثةِ قبور لا مُشْرِفَة ، ولا لاطِئَة ، مَبْطوحةٍ ببطْحاء الْعَرصةِ الحمراء» أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين في روايته : «ورأيت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُقَدَّمَ القبلة ، وأبو بكر خَلْفَهُ ، رأسهُ عند منكبي رسولِ الله ، وطالت رجلاه أسفل ، وعُمر خلف أبي بكر على تلك الرتبة» .
__________
(1) رقم (3220) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، ورواه أيضاً البيهقي في " دلائل النبوة " ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3220) قال : حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ، عن القاسم، فذكره.

8549 - (خ) [أبو بكر بن عياش] عن سفيان التمار (1) «أنه [حدَّثه أنه] رأى قبر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُسَنَّماً» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : عبد الله بن عباس أنه رأى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنماً ، وهو خطأ .
(2) 3 / 203 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (1390) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو بكر بن عياش.

الباب الثاني : في الموت ومقدِّماته ، وما يتعلَّق به ، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في مقدِّمات الموت ونزوله
8550 - (م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَقِّنُوا موتاكم لا إله إلا الله» .
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي .
وقال الترمذي : «لمَّا حُضِر ابنُ المبارك لَقَّنه رجل : لا إله إلا الله ، فلما أكَثرَ عليه من غير تفتير ، قال : إذا قلتُ مَرَّةَ فأنا عليه من غير تفتير ما لم أتكلَّمْ بكلام» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (916) في الجنائز ، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله ، والترمذي رقم (976) في الجنائز ، باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت ، وأبو داود رقم (3117) في الجنائز ، باب في التلقين ، والنسائي 4 / 5 في الجنائز ، باب تلقين الميت ، أقول : وقد رواه مسلم من حديث أبي هريرة رقم (917) في الجنائز ، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله . أقول : وجملة " من غير تفتير " في المكانين ليست في نسخ الترمذي المطبوعة ، ولعها من زيادات رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/3) . ومسلم (3/37) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وعثمان بن أبي شيبة. وأبو داود (3117) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (976) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. والنسائي (4/5) قال : أخبرنا عمرو بن علي. ستتهم - أحمد، وأبو كامل، وعثمان، ومسدد، وأبو سلمة، وعمرو بن علي - عن بشر بن المفضل.
- وأخرجه عبد بن حميد (973) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (3/37) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا خالد بن مخلد. وابن ماجة (1445) قال : حدثنا محمد بن يحيي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عبد الملك، وخالد، وابن مهدي - عن سليمان بن بلال.
3 - وأخرجه مسلم (3/37) . والنسائي (4/5) قال مسلم : حدثناه، وقال النسائي : أنبأنا قتيبة، قال : حدثنا عبد العزيز الدراوردي.
ثلاثتهم - بشر، وسليمان، وعبد العزيز - عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، فذكره.

8551 - (س) عائشة - رضي الله عنها- قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَقِّنُوا هَلْكَاكم لا إله إلا الله» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 5 في الجنائز ، باب تلقين الميت ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/5) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني أحمد بن إسحاق. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا منصور بن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته.

8552 - (د) معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اقرؤوا سورة يس على موتاكم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3121) في الجنائز ، باب القراءة عند الميت ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 26 و 27 ، وابن ماجة رقم (1448) في الجنائز ، باب ما يقال عند المريض إذا حضر ، من حديث عبد الله بن المبارك عن سليمان بن طرخان التميمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار رضي الله عنه ، وأبو عثمان وأبوه مجهولان ، وليسا بالمشهورين ، فالحديث ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (5/26) قال : حدثنا عارم. وفي (5/27) قال : حدثنا علي بن إسحاق. (ح) وعتاب. وأبو داود (3121) قال : حدثنا محمد بن العلاء، ومحمد بن مكي المروزي. وابن ماجة (1448) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق.
ستتهم - محمد بن الفضل عارم، وعلي بن إسحاق، وعتاب، ومحمد بن العلاء، ومحمد بن مكي، وعلي بن الحسن - عن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1074) قال : أخبرني محمود بن خالد، قال : حدثنا الوليد، قال : حدثني عبد الله بن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن معقل بن يسار، فذكره. ليس فيه «عن أبيه» .
(*) وأخرجه أحمد (5/26) قال : حدثنا عارم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1075) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - عارم، ومحمد - قالا : حدثنا معتمر، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة. و {يس} قلب القرآن، لا يقرؤها رجل، يريد الله تبارك وتعالى، والدار الآخرة، إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم» .
قلت : فيه أبو عثمان، وأبوه، وهما مجهولان.

8553 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «أَلمْ تَرَوْا إلى الإنسان : إذا مات شَخَصَ بَصَرُه ؟ قالوا : بلى ، قال : فذلك حين يَتْبَع بصرُهُ نَفْسَهُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (921) في الجنائز ، باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3/39) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) قال : وحدثناه قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي.
كلاهما - ابن جريح، وعبد العزيز الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب. قال : أخبرني أبي، فذكره.

8554 - (م د ت س) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت : «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على أبي سلمةَ - وقد شَقَّ بصرُه - فأغمضه ، ثم قال : إنَّ الرُّوحَ إذا قُبِص تَبِعَه البصرُ ، فَضَجَّ ناسٌ من أهله ، فقال : لا تَدْعُوا على أنفسكم إلا بخير ، فإنَّ الملائكةَ يؤمِّنون على ما تقولون ، ثم قال : اللهم اغفر -[85]- لأبي سلمةَ ، وارفع درجتَهُ في المهدِّيين ، واخلْفُه في عَقِبِه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وافْسَحْ له في قبره ، ونَوِّر له فيه» .
وفي رواية «واخْلُفْه في تَرِكتهِ ، وقال : اللهم أَوْسِعْ له في قبره ، ودعوة أخرى سابعة نسيتُها» .
وفي أخرى قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا حَضَرتمُ المريض - أو الميتَ - فقولوا خيراً ، فإن الملائكَة يُؤمَّنون على ما تقولون ، قالت : فلما مات أبو سلمةَ ، أتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : يا رسول الله ، إنَّ أبا سلمةَ قد مات ، قال : قولي : اللهم اغفر لي وله ، وأعقبني منه عُقبى حَسَنَة ، قالت : فقلتُ : فأعقَبني الله مَنْ هو خير لي منه : محمد - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود الأولى والثالثة ، ولم يذكر في الأولى «إن الرُّوحَ إذا قُبِضَ تَبِعَه البصُر» .
وأخرج الترمذي والنسائي الثالثة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (920) في الجنائز ، باب في إغماض الميت ، والترمذي رقم (977) في الجنائز ، باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت والدعاء له ، وأبو داود رقم (3115) و (3118) في الجنائز باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام ، وباب تغميض الميت ، والنسائي 4 / 4 و 5 في الجنائز ، باب كثرة ذكر الموت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/297) قال : حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري -. ومسلم (3/38) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري (ح) وحدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي. قال : حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا عبيد الله بن الحسن. وأبو داود (3118) قال : حدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان. قال : حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري -. وابن ماجة (1454) قال : حدثنا إسماعيل بن أسد. قال : حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18205) عن عمرو بن يحيى بن الحارث، عن أبي صالح محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري.
كلاهما - أبو إسحاق الفزاري، وعبيد الله بن الحسن - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره.

8555 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا حُضِرَ المؤمِنُ ، أتَتْ ملائكة الرحمة بحريرة بيضاءَ ، فيقولون : اخرُجِي -[86]- راضيةً مَرضِياً عَنْكِ إلى رَوْحٍ من الله ورَيحْان ، وربٍّ غَيْرِ غضبان ، فتخرجُ كأطيبِ ريحِ المسك ، حتى إنَّه ليناوله بعضهم بعضاً ، حتى يأتوا به أبواب السماء ، فيقولون : ما أطيب هذه الريحَ التي جاءتكم من الأرض ، فيأتون به أرواحَ المؤمنينَ ، فَلَهم أشدُّ فَرَحاً من أحدِكم بغائبه يقدَمُ عليه ، فيسألونه : ماذا فَعَل فلان ؟ ماذا فعل فلان ؟ فيقولون : دَعُوه ، فإنَّه كان في غَمِّ الدنيا ، فيقول : قد مات ، أما أتاكم ؟، قالوا : ذُهِبَ به إلى أمِّهِ الهاوية ، وإن الكافر إذا حُضِرَ أتَتْهُ ملائكة العذاب بمسْحٍ ، فيقولون : اخرجي ساخطةً مَسْخوطاً عليك إلى عذاب الله عز وجل ، فتخرجُ كأنْتَنِ ريح جيفة ، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون : ما أنتنَ هذه الريحَ ، حتى يأتون به أرواحَ الكفار» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 8 و 9 في الجنائز ، باب ما يلقى به المؤمن الكرامة عند خروج نفسه ، وإسناده حسن ، ورواه أحمد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/8) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14290) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - عبيد الله، وإسحاق - عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن قسامة بن زهير، فذكره.

8556 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا خَرَجتْ رُوحُ المؤمن تلقاها ملَكان يُصْعِدَانِها - قال حماد في روايته : فذكر من طِيَب ريحها ، وذَكَرَ المِسك - قال : فيقولُ أهل السماء : رُوحٌ طيبة جاءت مِنْ قِبَلِ الأرض ، صلَّى الله عليكِ وعلى جسدٍ كنتِ تَعْمُرينه ، فَيُنْطَلقُ به إلى ربِّه ، ثم يقول : انْطَلِقوا به إلى آخر الأجل ، قال : وإنَّ -[87]- الكافرَ إذا خرجتْ رُوحُه - قال حماد : وَذكَر مِنْ نَتْنهِا - فردّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَيْطةً كانت عليه على أنفه - هكذا - وذكر لَعْناً- ويقول أهل السماء : رُوح خبيثة جاءت مِن قِبَلِ الأرض ، فيقال : انطَلِقوا به إلى آخر الأجل» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّيطة) : كل ملاءة لا تكون لِفْقين .
__________
(1) رقم (2872) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/162) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري. قال : حدثنا حماد بن زيد. قال : حدثنا بديل، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.

8557 - (ت س) بريدة [بن الحصيب]- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «المؤمن يموت بعَرَق الجبين» أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي أخرى للنسائي : «موتُ المؤمن بعرَقِ الجبين (1)» .
__________
(1) روا الترمذي رقم (982) في الجنائز ، باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين ، والنسائي 4 / 6 في الجنائز ، علامة موت المؤمن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/350) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، وأبو داود. وفي (5/357) قال : حدثنا بهز. وابن ماجة (1452) قال : حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (982) . والنسائي (4/5) قال الترمذي : حدثنا. وقال النسائي : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، وبهز، وأبو داود - عن المثنى بن سعيد، عن قتادة.
2 - وأخرجه النسائي (4/6) قال : أخبرنا محمد بن معمر، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب، قال : حدثنا كهمس.
كلاهما - قتادة، وكهمس - عن عبد الله بن بريدة، فذكره.

8558 – [(د)] عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «موت الفجاءة أخذة أَسَف للكافر ورحمةٌ للمؤمن» .
وفي رواية عن عبيد قال مرة : عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقال مرة : عن عبيد «مَوْت الفُجَاءة : أخذُة أسَف» . -[88]-
أخرج الثانية أبو داود (1) ، والأولى : ذكرها رزين (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسفٍ) الأسِف : الغضبان ، أسِف يأسَف أسَفاً ، فهو أسِف ، وآسفه غيره .
__________
(1) رقم (3110) في الجنائز ، باب موت الفجاءة ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 424 و 4 / 219 ، والبيهقي في " سننه " 2 / 378 .
(2) روا أحمد في " المسند " 6 / 138 من حديث عائشة ، وإسناده ضعيف ، ورواه أيضاً البيهقي في " سننه " 3 / 378 ، وذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه لابن أبي شيبة في " مصنفه " من حديث عائشة وابن مسعود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3110) قال : حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي، فذكره.

8559 - () عائشة - رضي الله عنها- «سُئلَتْ عن موتِ الفَجْأةِ ؟ فقالت : بَطْشَةُ غضبان ، أو هُلْكُ يُسْر» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

الفصل الثاني : في البكاء والنَّوح والحزن ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في جواز ذلك
8560 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «دخلنا -[89]- مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على أبي سَيْف القَين - وكان ظِئراً لإبراهيم- فأخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ابنَه إبراهيم ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك ، وإبراهيمُ يجودُ بنفسه ، فَجعَلَتْ عينا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تَذْرِفان ، فقال ابنُ عوف : وأنتَ يا رسول الله ، فقال : يا ابنَ عوف ، إنَّها رحمة ، ثم أتبعها بأخرى ، فقال : إنَّ العينَ تدمع ، والقلبَ يخشع ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظِّئْر) : المرأة التي ترضع ولد غيرِها بالأجرة ، وزوج المرضعة يُسمَّى ظِئْراً .
(يجود بنفسه) جاد المريض بنفسه : إذا قارب الموت ، فكأنه سمح بخروج روحه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 139 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا بك لمحزونون " ، ومسلم رقم (2315) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه ، وأبو داود رقم (3126) في الجنائز ، باب في البكاء على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/194) قال : حدثنا بهز وعفان، وحدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن حميد (1287) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (7/76) قال : حدثنا هداب بن خالد، وشيبان بن فروخ. وأبو داود (3126) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ستتهم - بهز، وعفان، وهاشم، وعبد الملك، وهداب، وشيببان - عن سليمان بن المغيرة.
وأخرجه البخاري (2/105) قال : حدثنا الحسن بن عبد العزيز، قال : حدثنا يحيى بن حسان، قال : حدثنا قريش بن حبان.
كلاهما - قريش، وسليمان - عن ثابت، فذكره.
وفي رواية سليمان : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم. ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف....» الحديث.

8561 - (خ م د س) أسامة قال : «أرسلتْ بنتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- إليه : أنَّ ابناً لي قُبِض فائتِنا» . -[90]-
وفي رواية : «إن ابنتي قد حُضِرَتْ ، فاشهَدْنا ، فأرسل يقرأ السلام ، ويقول : إنَّ لله ما أخذَ ، وله ما أعطى ، وكلٌّ عِندَهُ بأجلٍ مُسمَّى ، فَلْتَصْبِرْ ولتحتسبْ ، فأرسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتينَّها ، فقام ومعه سعدُ بنُ عبادةَ ، ومعاذُ بنُ جبل ، وأُبيُّ بنُ كعب ، وزيدُ بنُ ثابت ، ورجال ، فرُفِعَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبيُّ ، فأقعده في حَجْرِه ، ونفسُهُ تَتَقَعقَعُ ، قال : حَسِبْتُ أنه قال : كأنَّها شَنّ» .
وفي رواية : «تقعقع كأنَّها في شَنّ ، ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسولَ الله ما هذا ؟ فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده» .
وفي رواية «في قلوب من شاء من عباده ، وإنَّما يرحمُ الله من عبادهِ الرحماءَ» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وفي رواية أبي داود نحوه - وهذه أتم - ولم يذكر أسماء الرجال الذين جاؤوا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- (1) . -[91]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَنٌّ - تقعقعُ) الشَّن : القِربة البالية ، وتقعقعها : حركتها وصوتها .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 124 - 126 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " ، وفي المرضى ، باب عيادة الصبيان ، وفي القدر ، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، وفي الأيمان والنذور ، باب قول الله تعالى : {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، وفي التوحيد ، باب قول الله تبارك وتعالى : {قل ادعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} ، وباب ما جاء في قول الله تعالى : {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (923) في الجنائز ، باب البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 22 في الجنائز ، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/204 و 206) . ومسلم (3/40) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - قالا : حدثنا أبو معاوية.
2 - وأخرجه أحمد (5/204) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/151) قال : حدثنا حجاج بن منهال، وفي (8/166) قال : حدثنا حفص بن عمر. وأبو داود (3125) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وحفص، وأبو الوليد - عن شعبة.
3- وأخرجه أحمد (5/205) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا سفيان.
4 - وأخرجه البخاري (2/100) قال : حدثنا عبدان، ومحمد. والنسائي (4/21) قال : أخبرنا سويد بن نصر.
ثلاثتهم - عبدان، ومحمد بن مقاتل، وسويد - عن عبد الله بن المبارك.
5 - وأخرجه البخاري (9/141) قال : حدثنا أبو النعمان. وفي «الأدب المفرد» (512) قال : حدثنا حجاج. ومسلم (3/39) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري.
ثلاثتهم - أبو النعمان، وحجاج، وأبو كامل - عن حماد بن زيد.
6 - وأخرجه البخاري (9/164) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1588) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.كلاهما عن عبد الواحد بن زياد.
7 - وأخرجه البخاري (8/153) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل. قال : حدثنا إسرائيل.
8 - وأخرجه مسلم (3/39) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا محمد بن فضيل.
ثمانيتهم - أبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وابن المبارك، وحماد، وعبد الواحد، وإسرائيل، وابن فضيل- عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان، فذكره.

8562 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حُضِرَتْ بنت لرسول الله صغيرة (1) ، أخذها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وضمها إلى صدره ، ثم وضع يده عليها ، [فَقَضَتْ] وهي بين يَدَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَبَكَتْ أمُّ أيمن ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا أَم أيمن ، أتبكين ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عندك ؟ فقالت : مالي لا أبكي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يبكي ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني لستُ أَبكي ، ولكنها رحمة ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المؤمنُ بخير على كل حال ، تُنْزَعُ نَفْسُه من بين جنبيه ، وهو يَحمد الله عز وجل» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) هي بنت زينب من أبي العاص بن الربيع .
(2) 4 / 12 في الجنائز ، باب في البكاء على الميت ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/268) (2412) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا أبو إسحاق. وفي (1/273) (2475) قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/297) (2704) قال : حدثنا أسود بن عامر، قال : حدثنا إسرائيل. وعبد بن حميد (593) قال : حدثنا الحسن بن موسى، قال : حدثني سعيد بن زيد - هو أخو حماد بن زيد -. والترمذي في «الشمائل» (325) قال : حدثنا محمود ابن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا سفيان. والنسائي (4/12) قال : أخبرنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو الأحوص.
خمستهم - أبو إسحاق، وسفيان، وإسرائيل، وسعيد بن زيد، وأبو الأحوص - عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، فذكره.

8563 - (خ م س) ابن أبي مليكة قال : «توفيَتْ بنتٌ لعثمانَ بنِ عفانَ بمكةَ ، فجئنا نشهدُها ، وحضرها ابنُ عمر وابنُ عباس ، فإني لجالس بينهما ، فقال عبد الله بنُ عمر لعمرو بن عثمان - وهو مواجهه - ألا تَنْهى عن البكاء ، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إن الميِّتَ ليعذَّبُ ببكاءِ أهلهِ عليه ؟ فقال ابنُ عباس : قد كان عمرُ يقول بعضَ ذلك ، ثم حدَّث ، فقال : -[92]- صدرتُ مع عمر من مكة ، حتى إذا كنَّا بالبَيداءِ ، فإذا هو بِرَكْبٍ تحت ظِلِّ شجرة ، فقال : اذهب فانظر مَن هؤلاء الركب ؟ فنظرت ، فإذا [هو] صُهيب ، قال : فأخبرتُه ، فقال : ادعُه ، فرجعتُ إلى صهيب ، فقلت : ارتحل ، فالحق بأمير المؤمنين ، فلما أن أصيب [عمر] دخل صهيب يبكي ، يقول : وا أخاه ، وا صاحباه ، فقال عمر : يا صهيب ، أتبكي عَليَّ وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن الميِتَ ليعذَّبُ ببعضِ بكاءِ أهله عليه ؟ فقال ابنُ عباس : فلما مات عمر ذكرتُ ذلك لعائشة ، فقالت : يرحم الله عمر ، لا والله ما حدَّثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الميتَ يعذَّب ببكاء أهله عليه ، ولكن قال : إن الله يزيد الكافر ببكاء أهله عليه ، وقالت عائشة : حَسْبُكم القرآن {ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى} قال ابن عباس عند ذلك : واللهُ أَضحَكَ وأبكى ، قال ابن أبي مليكة : فما قال ابن عمر شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي قال : قالت عائشة : «إنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن الله يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله [عليه]» .
وله في أخرى : قال ابن أبي مليكة «لما هلكتْ أُمُّ أبان حضرتُ مع أناس ، فجلستُ بين عبد الله بن عمر ، وابنِ عباس ، فبكين النساء ، فقال ابن عمر : ألا تنهى هؤلاء عن البكاء ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الميتَ ليعذَّب ببعضِ بكاءِ أهله عليه ؟ فقال ابنُ عباس : قد -[93]- كان عمر يقول بعضَ ذلك ، خرجت مع عمر ، حتى إذا كنا بالبيداء رأى راكباً تحت شجرة ، فقال : انظر من الركب ، فذهبت ، فإذا صهيبٌ وأهله ، فرجعت إليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هذا صهيب وأهله ، فقال : عَلَيَّ بصهيب ، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر ، فجلس صُهيب يبكي عنده ، يقول : وا أخَيَّاه ، وا أُخَيَّاه ، فقال [عمر] : يا صهيب ، لا تبكِ ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنَّ الميت ليعذَّب ببعض بكاءِ أهلِه عليه ، قال : فذكرتُ ذلك لعائشةَ ، فقالت: أما والله ما تُحدِّثون هذا الحديث عن كاذِبَين مُكَذَّبَيْن ، ولكن السمعَ يُخطئ وإن لكم في القرآن لَمَا يَشفيكم {ولا تزر وازرة وِزْرَ أُخرى} [فاطر : 18] ولكنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاءِ أهله عليه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا تزر وازرة) الوِزْر : الإثم والذَّنْب المُثْقِلُ للظهر ، والوازِرة : النفس المذنبة التي تذنب ، والمراد : لا يحمل أحد من المذنبين ذَنْبَ غيره .
(يعذَّب ببكاءِ أهله عليه) قال الخطابي : يشبه أن يكون هذا من -[94]- حيث إنَّ العرب كانوا يوصون أهاليهم بالبكاء ، والنَّوْح عليهم ، وإشاعة النعي في الأحياء ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم ، وموجوداً في أشعارهم كثيراً ، فالميت تلزمه العقوبة في ذلك لما تقدَّم من أمره إليهم في وقت حياته .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 127 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت ببكاء أهله عليه " ، ومسلم رقم (928) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والنسائي 4 / 18 و 19 في الجنائز ، باب النياحة على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (220) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (1/41) (288) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثنا أيوب. وفي (1/42) (289 و 290) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا ابن جريج. وفي (6/138) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا عبد الجبار بن ورد. والبخاري (2/101) قال : حدثنا عبدان، قال : حدثنا عبد الله، قال : أخبرنا ابن جريج. ومسلم (3/42) قال : حدثنا داود بن رشيد، قال : حدثنا إسماعيل ابن علية، قال : حدثنا أيوب. وفي (3/43) قال : حدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (3/44) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال : حدثنا سفيان، قال : قال عمرو. والنسائي (4/18) قال : أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد.
أربعتهم - عمرو بن دينار، وأيوب، وابن جريج، وعبد الجبار بن ورد - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، فذكره.
(*) رواية وكيع عن عبد الجبار بن الورد مختصرة على : «عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. قال : ذكر لها، إن الميت يعذب ببكاء الحي. فقالت : إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رجل كافر : «إنه ليعذب، وأهله يبكون عليه» .
(*) في رواية عمرو بن دينار : لم ينص على رفع الحديث عن ابن عمر، ولا عن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) قال أيوب في روايته : قال ابن أبي مليكة : حدثني القاسم بن محمد، قال : «لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر، قالت : إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطئ» .

8564 - (خ م ط د ت س) عمرة [بنت عبد الرحمن] قالت : سمعتُ عائشة- رضي الله عنها- وذُكر لها أن عبد الله بنَ عمر يقول : «إن الميِّت ليعذَّب ببكاء الحي عليه» - تقول : «يَغْفِرُ الله لأبي عبد الرحمن ، أما إنَّه لم يَكذِب ولكنَّه نَسِيَ ، أو أخطأ ، إنما مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على يهودية يُبكى عليها ، فقال : إنه لَيُبْكَى عليها ، وإنها لَتُعُذَّبُ في قبرها» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود .
وفي رواية الترمذي : أنَّ ابنَ عمرَ قال : إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الميتُ يُعذَّب ببكاء أهلهِ عليه ، فقالت عائشةُ : يرحمه الله ، لم يكذب ولكنَّه وَهِمَ ، إنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل مات يهودياً : إنَّ الميَّت ليعذَّب ، وإنهم ليبكون عليه» .
وفي رواية أبي داود والنسائي قالت : «وَهِلَ ، إنما مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على قبر ، فقال : إنَّ صاحبَ هذا لَيعذَّب وأهلُه يبكون عليه ، ثم قرأت : {ولا تزر وازرة وزر أخرى}» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 128 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " ، ومسلم رقم (931) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والموطأ -[95]- 1 / 234 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت ، والترمذي رقم (1004) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 17 في الجنائز ، باب النياحة على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/31) (4865) قال : حدثنا يزيد. والترمذي (1004) قال : حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي.
كلاهما - يزيد، وعباد - عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، فذكره.
أخرجه أحمد (2/38) (4959) قال : حدثنا عبدة. وفي (6/57) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/78) قال عبد الله بن أحمد : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده : حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي- وهو العيشي -، قال : أخبرنا حماد. وفي (6/95) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا همام. وفي (6/209) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (5/98) قال : حدثني عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/44) قال : حدثنا خلف بن هشام، وأبو الربيع الزهراني، جميعا عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (3129) قال : حدثنا هناد بن السري، عن عبدة، وأبي معاوية. والنسائي (4/17) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة.
سبعتهم - عبدة، وابن نمير، وحماد بن زيد، وهمام، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) رواية عبيد الله بن محمد التيمي عن حماد مختصرة على : «عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «والذي نفسي بيده إنهم ليبكون عليه، وإنه ليعذب في قبره بذنبه» .
(*) في بعض الروايات لم تنص على رفع الحديث عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

8565 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «مات ميت من آل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فاجتمع النساءُ يبكين عليه ، فقام عمر - رضي الله عنه - ينهاهن ويطردهنَّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : دَعْهن يا عمر ، فإن العينَ دامعة ، والقلبَ مصاب ، والعهدَ قَرِيب» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 19 في الجنائز ، باب الرخصة في البكاء على الميت ، وفي سنده سلمة بن الأزرق وهو مجهول . قال ابن القطان : لا يعرف حاله ولا أعرف أحداً من المصنفين في كتب الرجال ذكره ، قال الحافظ في " التهذيب " : أظن أنه والد سعيد بن سلمة راوي حديث القلتين ، والله أعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/110) قال :حدثنا سليمان بن داود، قال : أخبرنا إسماعيل.قال : أخبرني محمد بن عمرو بن حلحلة.وفي (2/273) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال : أخبرنا ابن جريج.قال : أخبرني هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان.وفي (2/408) قال :حدثنا عفان.قال : حدثنا وهيب.قال : حدثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان.وعبد بن حميد (1440) قال : أخبرنا عبد الرزاق.قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان.وابن ماجة (1587) قال :أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال: حدثنا عفان، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان.والنسائي (4/19) قال: أخبرنا علي بن حجر.قال : حدثنا إسماعيل - هو ابن جعفر - عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
كلاهما- محمد بن عمرو بن حلحلة، ووهب بن كيسان - عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سلمة بن الأزرق، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/333) قال :حدثنا محمد بن بشر.قال :حدثنا هشام بن عروة.قال :حدثني وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عمرو بن الأزرق، فذكر نحوه.
* وأخرجه أحمد (2/444) .وابن ماجة (1587) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد - عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة نحوه.ليس فيه (سلمة بن الأزرق) .
* وأخرجه الحميدي (1024) قال :حدثنا سفيان.قال : حدثنا ابن عجلان، عن وهب بن كيسان، عمن سمع أبا هريرة يقول : فذكر نحوه.

8566 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها- «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَ عثمان بن مَظْعون وهو ميِّتٌ وهو يبكي ، أو قالت : وعيناه تذرِفان» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (989) في الجنائز ، باب في تقبيل الميت ، وقال الترمذي : حديث عائشة حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن ابن عباس وجابر وعائشة ، إن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/43 و55) قال :حدثنا يحيى.وفي (6/206) قال :حدثنا وكيع وعبد الرحمن. وعبد بن حميد (1526) قال : أخبرنا عبد الرزاق.وأبو داود (3163) قال :حدثنا محمد بن كثير.وابن ماجة (1456) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.قالا :حدثنا وكيع.والترمذي (989) .وفي الشمائل (326) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير - عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، فذكره.

8567 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «قَنَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً حين قُتِلَ القُرَّاءِ ، فما رأيتُ رسولُ الله -[96]- صلى الله عليه وسلم- حَزِنَ حُزْناً قط أشدَّ منه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 135 في الجنائز ، باب من جلس عند المصيبة يعرف منه الحزن ، وفي الوتر ، باب القنوت قبل الركوع وبعده ، وفي الجهاد ، باب دعاء الإمام على من نكث عهداً ، وفي المغازي ، غزوة الرجيع ، ورعل وذكوان وبئر معونة ، وفي الدعوات ، باب الدعاء على المشركين ، ومسلم رقم (677) في المساجد ، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1207) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (3/111) قال :قرأت علي سفيان. وفي (3/111) أيضا قال :حدثنا سفيان.وفي (3/162و196) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر.وفي (3/218) قال :حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان.والبخاري (2/104) قال :حدثنا عمرو بن علي، قال :حدثنا محمد بن فضيل، وفي (8/104) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال :حدثنا أبو الأحوص.ومسلم (2/136) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال :حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال :حدثنا حفص، وابن فضيل. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال :حدثنا مروان.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وسفيان الثوري، وابن فضيل، وأبي الأحوص، وحفص، ومروان بن معاوية - عن عاصم الأحول، فذكره.
وفي رواية مسلم (2/136) ابن أبي عمر عن سفيان، والبخاري (2/104) عمرو بن علي : «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة» .

الفرع الثاني : في النهي عن ذلك
8568 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت : «لما مات أبو سَلَمَة قلت : غريب ، وفي أرضِ غُرْبة ، لأبْكِيَنَّةُ بُكاءً يُتَحَدَّثُ عنه ، فكنتُ قد تَهَيَّأْتُ للبكاء عليه ، إذ أقبلَتِ امرأةٌ [من الصعيد] تريد أن تُسعِدَني ، فاستقبلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أتريدين أن تُدخِلي الشيطان بَيْتاً أخرجه الله منه ؟ [مرتين] فكففتُ عن البكاء ، فلم أبكِ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (922) في الجنائز ، باب البكاء على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (291) .وأحمد (6/689) .ومسلم (3/39) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وإسحاق بن إبراهيم.
خمستهم- الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم- عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أيبه، عن عبيد بن عمير، فذكره.

8569 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «لما جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَعْيُ زيد بنِ حارثةَ ، وجعفر ، وابن رواحةَ : جَلَسَ يُعْرَف فيه الحزْنُ ، وأنا أنظر من صائر الباب - تعني : شَقَّ الباب - فأتاه رجل فقال : إن نساء جعفر - وذكر بكاءهُنَّ - فأمره أن يَنْهاهُن ، فذهب ، ثم -[97]- أتى الثانيةَ ، فذكر أنهنَّ لم يُطْعِنهُ ، فقال : انْهَهُنَّ ، فأتاه الثالثة ، فقال : والله لقد غَلَبْنَنا يا رسولَ الله ، قال : فزعمتْ أنه قال : فاحثُ في أفواههنَّ الترابَ ، قالت عائشةُ : فقلتُ : أرغَم الله أنفك ، واللهِ ما تفعل ما أمرك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولم تَتْرُكْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مِنَ العَناء» أخرجه البخاري ومسلم .
واختصره أبو داود قال : «لما قُتِل زيدُ بنُ حارثةَ ، وجعفر ، وعبد الله بنُ رواحة ، جَلَس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد يُعرَف في وجهه الحزن... وذكر قصة» هذا لفظ أبي داود ، ولم يذكر القصة .
وأخرجه النسائي بطوله ، وفيه «أرغم الله أنف الأبعد ، إنكَ واللهِ ما تركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وما أنت بفاعل» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 133 و 134 في الجنائز ، باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن ، وباب ما ينهى عن النوح والبكاء والزجر عن ذلك ، وفي المغازي ، باب غزوة مؤتة من أرض الشام ، ومسلم رقم (935) في الجنائز ، باب التشديد في النياحة ، وأبو داود رقم (3122) في الجنائز ، باب الجلوس عند المصيبة ، والنسائي 4 / 15 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/58) قال :حدثنا ابن نمير، والبخاري (2/104) قال :حدثنا محمد بن المثنى. قال :حدثنا عبد الوهاب.وفي (2/106) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب.قال : حدثنا عبد الوهاب.وفي (5/182) قال :حدثنا قتيبة.قال :حدثنا عبد الوهاب.ومسلم (3/45 و46) قال: حدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر.قال ابن المثنى :حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال :حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا أبو الطاهر.قال : أخبرنا عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح (ح) وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي.قال :حدثنا عبد الصمد.قال :حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم.وأبو داود (3122) قال :حدثنا محمد بن كثير.قال :حدثنا سليمان بن كثير.والنسائي (4/14) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال :حدثنا عبد الله بن وهب.قال :قال معاوية ابن صالح.
خمستهم- عبد الله بن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، ومعاوية بن صالح، وعبد العزيز بن مسلم، وسليمان بن كثير - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. قال : أخبرتني عمرة، فذكرته.

8570 - (خ م ت س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الميِّتُ يُعذَّبُ في قبره بما نِيحَ عليه» وفي رواية «ما نيحَ عليه» .
هذه رواية ابنِ عمر عن أبيه ، ورواه عن عمرَ : ابنُ عباس ، وأبو موسى الأشعري ، وأنس ، بألفاظ متقاربة المعنى . -[98]-
وفي حديث ابنِ عباس : أنَّ عائشةَ قالت : «لا واللهِ ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قط : إنَّ الميِّتَ يُعذَّب ببكاءِ أحد ، ولكنَّه قال : إنَّ الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذاباً ، وإن الله لَهُوَ أضْحَكَ وأبكى {ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى} ولكن السمعَ يُخْطئ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أفراد مسلم «أن حفصةَ بكتْ على عمر» فقال ... بمعنى ما تقدَّم .
وله في أخرى : أنَّ عمر قال نحو ذلك ، لما عَوَّلت حَفْصَةُ وصُهيبٌ عليه .
وفي أخرى له : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الميِّت لَيُعذَّب ببكاء الحي عليه» هذا لفظ الحميديِّ .
ولفظه في كتاب مسلم عن أبي بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه قال : «لما أصيب عمر أقبل صهَيْبٌ من منزله ، حتى دخل على عمرَ ، فقام بحياله يبكي ، فقال عمر : علامَ تبكي ؟ أعليَّ تبكي ؟ قال : إي والله ، لَعلَيْكَ أبكي يا أمير المؤمنين ، قال : والله لقد علمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : مَنْ يُبكَى عليه يُعذَّبُ ، قال : فذكرتُ ذلك لموسى بن طلحةَ ، فقال : كانت عائشة تقول : إنما كان أولئك اليهودَ» .
وفي رواية أنس في كتاب مسلم «أنَّ عمرَ بنَ الخطاب لَمَّا طُعِنَ أعْوَلَت -[99]- عليه حفصةُ ، فقال : يا حفصةُ ، أما سَمِعتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «المُعَوَّل عليه يُعذَّبُ» ، وعَوَّل عليه صهيبٌ ، فقال عمرُ : يا صهيبُ ، أما عَلِمْتَ أن المُعوَّل عليه يعذَّبُ ؟» .
وأخرج الترمذي والنسائي «الميَّتُ يعذَّب ببكاءِ أهله عليه» .
وللنسائي قال عمرُ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «الميِّتُ يُعَذَّبُ في قبره بالنِّياحة عليه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 128 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت ببكاء أهله عليه " ، وباب ما يكره من النياحة على الميت ، ومسلم رقم (927) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والترمذي رقم (1002) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 16 و 17 في الجنائز ، باب النياحة على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (161) .والحميدي (221) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (6/39) قال :حدثنا سفيان.وفي (6/107) قال :حدثنا إسحاق.قال:حدثني مالك.وفي (6/255) قال:حدثنا عثمان بن عمر.قال :حدثنا مالك. والبخاري (2/101) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.قال : أخبرنا مالك.ومسلم (3/44) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه، والترمذي (1006) قال :حدثنا قتيبة، عن مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى.قال :حدثنا معن.قال :حدثنا مالك.والنسائي (4/17) .

8571 - (س) محمد بن سيرين : ذُكِر عند عمران بن حُصَيْن : «الميَّتُ يعذَّب ببكاءِ الحي عليه» فقال عمران : قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
وفي رواية قال : «الميتُ يعذَّب بنياحةِ أهلهِ عليه ، فقال له رجل : أرأيتَ رَجُلاً مات بخراسان ، وناح أهله عليه هاهنا ، أكان يعذَّب بنياحَةِ أهله عليه ؟ قال : صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكذبْتَ أنْتَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعولتُ على الميت) : إذا ندبتَه وبكَيْتَ عليه ، وكذلك عَوَّلتُ عليه . -[100]-
(بحياله) حيال الشيء : تجاهه ومقابله .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 17 في الجنائز ، باب في النهي عن البكاء على الميت ، وباب النياحة على الميت ، إسناد الرواية الأولى صحيح ، والرواية الثانية من رواية الحسن عن عمران ، ولم يصح سماع الحسن من عمران ، إلا أن المرفوع منها صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/437) قال :حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/15) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال :حدثنا أبو داود.
كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو داود - قالا :حدثنا شعبة، عن عبد الله بن صبيح، قال :سمعت محمد بن سيرين، فذكره.

8572 - (ط د س) جابر بن عتيك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء يعود عبد الله بن ثابت ، فوجده قد غُلِبَ عليه ، فصاح به ، فلم يُجِبْهُ ، فاستَرْجَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : غُلِبْنَا عليك يا أبا الربيع ، فصاح النساءُ وبَكَيْنَ ، فجعل جابر- وفي رواية : فجعل ابنُ عَتيك - يُسْكِتُهُنَّ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «دَعْهُنَ ، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ باكية ، قالوا : يا رسول الله ، وما وجب ؟ قال : إذا مات ، فقالت ابنتهُ : واللهِ إن كنتُ لأرجو أن تكون شهيداً ، فإنك كنتَ قد قَضَيْت جَهَازَكَ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الله قد أوقع أجره على قَدْر نِيته ، وما تعدّون الشهادة ؟ قالوا : القتل في سبيل الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : الشهداء سبعة ، سِوَى القتلِ في سبيل الله : المطعونُ شهِيد ، والحَرِقُ شهِيد ، والغَرِقُ شهيد ، وصاحبُ ذاتِ الجَنبِ شهيد ، والمبطونُ شهيد ، والذي يموت تحت الهدْم شهيد ، والمرأة تموت بِجمع شهيد» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي .
وفي أخرى للنسائي عن عبد الملك بن عمير عن جَبْر «أنه دخل مع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على مَيّت ، فبكى النساء ، فقال جبر : أتبكينَ ؟ لا تبكين ما دام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً ، قال رسول الله : دَعْهُن يبكين ما دام بينهن ، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ عليه باكية» .
وفي أخرى عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه «أنَّ رسولَ الله -[101]- صلى الله عليه وسلم- عادَ جَبْراً : فلما دخل سمع النساءَ يبكين ، ويَقُلْنَ : كُنَّا نَحْسِبُ وفاتَكَ قَتْلاً في سبيل الله ، فقال : وما تعدُّون الشهادة إلا مَنْ قُتِل في سبيل الله ! إن شهداءكم إذاً لقليل ! القتل في سبيل الله شهادة ، والبَطِن شهادة ، والْحَرِق شهادة ، والمغموم شهادة - يعني : المهدوم - والمجنوب شهادة ، والمرأةُ تموتُ بجُمَع .
قال رجل : أتبكينَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد ؟ قال : دعهنَّ ، فإذا وجب فلا تبكين عليه باكية» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاسترجع) الاسترجاع عند المصيبة ، أن يقول الإنسان : إنَّا لله وإنا إليه راجعون .
(ماتت المرأة بجُمع) : إذا ماتت وفي بطنها ولدها .
__________
(1) رواه مالك في " الموطأ " 1 / 233 و 234 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت ، وأبو داود رقم (3111) في الجنائز ، باب فضل من مات بالطاعون ، والنسائي 4 / 13 و 14 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت ، ورواه بنحوه الطبراني عن ربيع الأنصاري ، وهو حديث صحيح ، وقد تقدم مختصراً رقم (1243) فليراجع تخريجه هناك 2 / 741 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (161) .وأحمد (5/446) قال :حدثنا روح. وأبو داود (3111) قال :حدثنا القعنبي.والنسائي (4/13) قال :أخبرنا عتبة بن عبد الله بن عتبة.وفي الكبرى تحفة الأشراف (3173) عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم.
أربعتهم - روح، والقعنبي، وعتبة، وابن القاسم - عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث - وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه - أخبره، فذكره.

8573 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : «اشتكى سعدُ بنُ عُبادة شكوى له ، فأتاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعوده مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعدِ بن أبي وقاص ، وعبد الله بنِ مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غَشِيَّة ، فقال : قد قَضَى ؟ فقالوا : لا يا رسول الله ، فبكى رسولُ الله -[102]- صلى الله عليه وسلم- ، فلما رأى القومُ بكاءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بَكَوْا ، قال : ألا تسمعون ؟ إنَّ الله لا يُعَذِّبُ بِدَمع العْين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «كنا جُلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، إذْ جاءه رجل من الأنصار ، فسلم عليه ، ثم أدبر الأنصاريُّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا أخا الأنصار ، كيف أخي سعدُ بنُ عبادةَ ؟ فقال صالح : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن يَعُودُه منكم ؟ فقام وقمنا معه ، ونحن بِضْعَةَ عشر ، ما علينا نِعَالٌ ولا خِفاف ، ولا قَلانِس ، ولا قُمص ، نمشي في تلك السِّباَخ ، حتى جئناه ، فأستأخره قومُهُ من حَوْلِهِ ، حتى دنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه الذين معه» لم يزد على هذا في هذه الرواية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 140 في الجنائز ، باب البكاء عند المريض ، ومسلم رقم (924) في الجنائز ، باب البكاء على الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/105) قال :حدثنا أصبغ.ومسلم (3/40) قال :حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، وعمرو بن سواد العامري.
ثلاثتهم - أصبغ بن الفرج، ويونس بن عبد الأعلى، وعمرو بن سواد - عن ابن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري فذكره.

8574 - (خ م د س) أبو بردة [بن أبي موسى الأشعري]- رضي الله عنهما- قال : «وَجِع أبو موسى وجعاً ، فَغُشِيَ عليه ورأسُه في حَجْر امرأة من أهله ، فصاحت امرأة من أهله ، فلم يستطع أن يَرُد عليها شيئاً ، فلما أفاق ، قال : أنا بريء ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- برئ من الصالقةِ ، والحالِقة ، والشاقَّةِ» أخرجه البخاري . -[103]-
وهو في رواية لمسلم «أغْمِيَ على أبي موسى ، فأقبْلَتِ امرأتُه أُمُّ عبد الله تَصيحُ بِرَنَّة ، ثم أفاق ، فقال : ألم تعلَمي ، وكان يحدِّثها أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : أنا بريء مِمَّنْ حَلَق ، وصَلَقَ ، وخَرقَ» .
وفي أخرى له عن امرأة أبي موسى أمِّ عبد الله ، عن أبي موسى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه ، وفي أخرى نحوه . قال مسلم : غير أن في حديث عِياضٍ الأشعري قال : «ليس مِنَّا» ولم يقل : «بريء» .
وفي رواية أبي داود : عن يزيد بن أوس قال : «دخلت على أبي موسى - وهو ثقيل - فذهبت امرأته لتبكيَ - أو تَهُمُّ به - فقال لها أبو موسى : أما سمعتِ ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قالت : بلى. قال : فسكتت ، فلما مات أبو موسى قال يزيد : لقيتُ المرأة ، فقلت لها : ما قول أبي موسى لك : أما سمعتِ ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم سَكَتِّ ؟ قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ليس مِنا مَنْ حَلَقَ ، وَمَنْ سَلق ، ومَنْ خَرَق» .
وفي رواية النسائي عن صفوان بن مُحرز قال : «أُغْمِيَ على أبي موسى ، فَبَكَوْا ، فقال : أبرأُ إليكم كما برئ إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ليس منا مَنْ حَلَقَ ، ولا خَرَق ، ولا سَلق» .
وله في أخرى : لما ثَقُلَ أبو موسى أقبلت امرأتُه تَصيح ، فأفاق ، فقال : أَلمْ أخبركِ أني بريء مما برئ منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ وكان يحدِّثها أنَّ -[104]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أنا بريء مِمَّنْ حَلَق ، وخَرق ، وسَلَق» . وأخرج أيضاً نحو رواية أبي داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصالقة والسالقة) هي التي تصرخ عند المصيبة وتَضِجُّ .
(الحالقة) : هي التي تحلق شعرها عند المصيبة .
(والشاقَّة) التي تشُق ثيابها .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 132 في الجنائز ، باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة ، وقد وصله مسلم رقم (104) في الإيمان ، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية ، وأبو داود رقم (3130) في الجنائز ، باب في النوح ، والنسائي 4 / 20 في الجنائز ، باب السلق ، وباب الحلق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/397) قال :حدثنا معتمر بن سليمان التميمي، قال :قرأت على الفضيل بن ميسرة، في حديث أبي حريز. والبخاري (2/103) قال : وقال الحكم بن موسى. حدثنا يحيى بن حمزة. عن عبد الرحمن بن جابر، أن القاسم بن مخيمرة حدثه. ومسلم (1/70) قال :حدثنا الحكم بن موسى القنطري، قال :حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن القاسم بن مخيمرة حدثه. وابن ماجة (1487) قال :حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال :أنبأنا معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميرسة، عن أبي حريز.
كلاهما - أبو حريز عبد الله بن الحسين، والقاسم - عن أبي بردة، فذكره.
* رواية القاسم بن مخيمرة. «وجع أبو موسى، وجعا، فغشى عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فصاحت امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا. فلما أفاق.قال : أنا برئ مما برئ منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- برئ من الصالقة والحالقة والشاقة» .

8575 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخدود ، وشَقَّ الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية» وفي رواية «أو ، أو» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 133 في الجنائز ، باب ليس منا من ضرب الخدود ، وباب ليس منا من شق الجيوب ، وباب ما ينهى من الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة ، وفي الأنبياء ، باب ما ينهى من دعوى الجاهلية ، ومسلم رقم (103) في الإيمان ، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية ، والترمذي رقم (999) في الجنائز ، باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب عند المصيبة ، والنسائي 4 / 20 في الجنائز ، باب ضرب الخدود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/386) (3658) قال :حدثنا يحيى.وفي (1/442) (4215) قال : حدثنا وكيع (ح) وعبد الرحمن. والبخاري (2/102) قال :حدثنا أبو نعيم.وفي (4/223) قال:حدثني ثابت بن محمد وابن ماجة (1584) قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد بن وعبد الرحمن.والترمذي (999) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا يحيى بن سعيد، وفي تحفة الأشراف (9559) عن: إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي.والنسائي (4/20) قال : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا يحيى.وفي (4/21) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور، قال :حدثنا عبد الرحمن.
خمستهم - يحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، وثابت بن محمد - عن سفيان، قال :حدثنا زبيد اليامي، عن إبراهيم.
2- وأخرجه أحمد (1/432) (4111) قال: حدثنا وكيع.وفي (1/456) (4361) قال :حدثنا أبومعاوية.وفي (1/465) (4430) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.والبخاري (2/103) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا عبد الرحمن، قال :حدثنا سفيان.وفي (2/104) قال:حدثنا عمر بن حفص، قال :حدثنا أبي.وفي (4/223) قال:حدثنا ثابت بن محمد، قال :حدثنا سفيان.ومسلم (1/69) قال :حدثنا يحيى بن يحيي، قال : أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا أبو معاوية ووكيع، (ح) وحدثنا ابن نمير، قال :حدثنا أبي.وفي (1/70) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال :حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم قالا :حدثنا عيسى بن يونس.وابن ماجة (1584) قال :حدثنا علي بن محمد وأبو بكر بن خلاد، قالا :حدثنا وكيع.والنسائي (4/19) قال : أخبرنا علي بن خشرم، قال :حدثنا عيسى (ح) وأنبأنا الحسن بن إسماعيل، قال :حدثنا ابن إدريس.
تسعتهم - وكيع، وأبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وجرير، وعيسى، وعبد الله بن إدريس- عن سليمان بن الأعمش، عن عبد الله بن مرة.
كلاهما - إبراهيم و عبد الله بن مرة - عن مسروق، فذكره.
* في رواية شعبة :قال سليمان الأعمش :وأحسبه قد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

8576 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : سمعتُ -[105]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ما من ميت يموت ، فيقوم باكيه ، فيقول : واجبلاه واسَيِّداه !! ونحو ذلك ، إلا وكَّل الله به مَلَكين يَلْهَزَانِهِ ، ويقولان : أهكذا كنتَ ؟» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلهزانه) اللهْزُ : الدَّفْع في الصدر بجميع الكف .
__________
(1) رقم (1003) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت ، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وقال الحافظ في " التلخيص " : ورواه الحاكم وصححه ، قال : وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير ، يريد الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1003) قال :حدثنا علي بن حجر، أخبرنا محمد بن عمار، حدثني أسيد بن أبي أسيد، أن موسى بن أبي موسى الأشعري أخبره عن أبيه، فذكره.
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.

8577 - (خ) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما- قال : «أُغْمِيَ على عبد الله بنِ رواحة ، فجعلت أخته عَمرةُ تبكي : واجبلاهُ ، وا كذا ، وا كذا ، تُعَدِّدُ عليه ، فقال حين أفاق : ما قُلتِ شيئاً إلا قيل لي : أنتَ كذلك؟» .
وزاد في رواية : «فلما مات لم تَبْكِ عليه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 397 في المغازي ، باب غزوة مؤتة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4267) قال :حدثني عمران بن ميسرة، حدثنا محمد بن فضيل، عن حصين، عن عامر، عن النعمان بن بشير، فذكره.

8578 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «أخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيد عبد الرحمن بن عوف ، فانطلق به إلى ابنه إبراهيم ، فوجده يجود بنفسه ، فأخذه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فوضَعَهُ في حَجره ، فبكى ، فقال له عبد الرحمن : أتبكي ؟ أوَلم تَكُنْ نَهيْتَ عن البكاء ؟ قال : لا ، ولكن نَهيتُ عن صوتين -[106]- أحْمَقَين فَاجِرِين : صوتٍ [عند مصيبة] : خَمْشِ وجوه ، وشقِّ جيوب ، ورَنَّةِ شيطان» .
وفي الحديث كلام أكثر من هذا.
أخرجه الترمذي هكذا (1) .
__________
(1) رقم (1005) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ جداً ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، أقول : أصل الحديث وأوله في " الصحيحين " من حديث أنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1006) قال أخبرنا عبيد الله بن موسى. والترمذي (1005) قال :حدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما- عبيد الله، وعيسى - عن ابن أبي ليلي، عن عطاء، فذكره.

8579 - (د) أسيد بن أبي أسيد عن امرأة من المبايعات قالت : «كان فيما أخذ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نَعْصِيَهُ [فيه]-: أن لا نَخْمِشَ وجهاً ، ولا ندعُوَ ويلاً ، ولا نَشُقَّ جَيباً ، ولا نَنْشُرَ شعراً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3131) في الجنائز ، باب في النوح ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3131) قال :حدثنا مسدد.قال :حدثنا حميد بن الأسود.قال :حدثنا الحجاح-عامل لعمر بن عبد العزيز على الربذة -قال :حدثني أسيد بن أبي أسيد، فذكره.

8580 - (خ م د س) أم عطية - رضي الله عنها- قالت : «أخَذَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع البيعة- أن لا نَنُوحَ ، قالت : فما وَفَتْ منا امرأة إلا خمس : أُمُّ سُلَيم ، وأُمُّ العلاءِ ، وابنة أبي سَبْرَةَ امرأةُ معاذ ، وامرأتان . أو ابنة أبي سبرةَ ، وامرأة معاذ ، وامرأة أخرى» .
وفي رواية أخرى : «فما وَفَتْ مِنَّا غير خمس ، منهن أُمُّ سليم» . -[107]-
وفي أخرى قالت : لما نزلت هذه الآية {يُبَايِعْنَكَ على أن لا يُشْرِكْنَ باللَّه شيئاً} ... {ولا يَعْصِينَكَ في معروف} [الممتحنة : 12] قالت : كان منه النياحةُ ، قالت : فقلت : يا رسولَ الله ، إلا آلَ فلان ، فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية ، فلا بُدَّ لي من أن أُسْعِدَهم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إلا آلَ فلان» .
وفي أخرى قالت : «بايعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقرأ علينا {أن لا يُشْرِكْنَ باللَّه شيئاً} ، ونهانا عن النياحة ، فقبضت امرأة مِنَّا يَدَها ، فقالت : فلانة أسْعَدَتْنِي ، فأنا أريدُ أن أَجِزيَها ، فما قال لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- شيئاً ، فانطَلَقَتْ ، ثم رَجَعَت ، فبايعها» .
زاد في رواية : «فما وَفَتْ امرأة إلا أُمُّ سُلَيم ، وأُم العلاءِ ، وبنت أبي سَبْرَةَ امرأةُ معاذ - أو بنت أبي سبرة - وامرأة معاذ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي قالت : «لمَّا أردتُ أن أبايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قلت : يا رسولَ الله ، إن امرأة أسعدتني في الجاهلية ، فأذهب فأُسعِدُها ثم أَجيئكَ فأَبايعُكَ ؟ قال : «فاذهبي فأسْعِدِيها» ثم بايعيني ، قالت : فذهبتُ فساعدتُها ، ثم جئتُ فبايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى : «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ علينا في البيعة أن لا نَنُوح» . -[108]-
وفي رواية أبي داود مختصراً : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن النياحة» . لم يزد على هذا (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 141 في الجنائز ، باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر من ذلك ، وفي تفسير سورة الممتحنة ، وفي الأحكام ، باب بيعة النساء ، ومسلم رقم (936) في الجنائز ، باب التشديد في النياحة ، والنسائي 7 / 148 و 149 في البيعة ، باب بيعة النساء ، وأبو داود رقم (3127) في الجنائز ، باب في النوح ، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 3 / 141 و 142.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/84) قال :حدثنا محمد بن جعفر.قال : أخبرنا هشام وفي (5/85و407) قال : حدثنا أبومعاوية.قال :حدثنا عاصم بن الأحول.وفي (5/85) قال :حدثنا غسان بن الربيع. قال :حدثنا أبو زيد ثابت بن يزيد، عن هشام. وفي (6/408) قال :حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/408) قال :حدثنا عفان.قال :حدثنا عبد الواحد بن زياد.قال :حدثنا عاصم الأحول. والبخاري (6/187) قال :حدثنا أبو معمر.قال :حدثنا عبد الوراث. قال :حدثنا أيوب وفي (9/99) قال :حدثنا مسدد.قال :حدثنا عبد الوراث، عن أيوب.ومسلم (3/46) قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم.قال : أخبرنا أسباط.قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن أبي معاوية.قال: زهير: حدثنا محمد بن خازم.قال :حدثنا عاصم.وأبو داود (3127) قال:حدثنا مسدد.قال :حدثنا عبد الوراث، عن أيوب.والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (12/18129) عن أحمد بن حرب الطائي، عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول.
ثلاثتهم - هشام بن حسان، وعاصم الأحول، وأيوب - عن حفصة بنت سيرين، فذكرته.
أخرجه البخاري (2/106) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، مسلم (3/46) قال :حدثني أبو الربيع الزهراني. والنسائي (7/149) قال : أخبرنا الحسن بن أحمد، قال :حدثنا أبو الربيع.
كلاهما - عبد الله بن عبد الوهاب، وأبو الربيع - عن حماد بن زيد، قال :حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره.
أخرجه أحمد (6/408) قال :حدثنا عفان.قال :حدثنا حماد بن سلمة.قال : أخبرنا هشام وحبيب.والنسائي (7/148) قال: أخبرني محمد بن منصور.قال :حدثنا سفيان، عن أيوب.
ثلاثتهم - هشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره.

8581 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ على النساء - حين بايعهنَّ- أن لا يَنُحْنَ ، فَقُلنَ : يا رسول الله ، إن نساء أسعَدتْنَا في الجاهلية : أفَنُسْعِدُهُن ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا إسعادَ في الإسلام»» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 16 في الجنائز ، باب النياحة على الميت ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " ، وصححه ابن حبان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/197) ، وعبد بن حميد (1253) .وابن ماجة (1885) قال :حدثنا الحسين بن مهدي.وأبو داود (3222) قال:حدثنا يحيى بن موسى البلخي.والترمذي (1601) قال :حدثنا محمود بن غيلان. والنسائي (1614) قال : أخبرنا إسحاق.
ستتهم - ابن حنبل، وعبد، والحسن بن مهدي، والبلخي، ومحمود ، وإسحاق - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، فذكره.
رواية أبي داود مختصرة على «لا عقر في الإسلام» .
رواية ابن ماجة مختصرة على «لاشغار في الإسلام» .
رواية الترمذي مختصرة على «من انتهب فليس منا» .

8582 - (ت) أسماء [بنت يزيد بن السكن الأنصارية]- رضي الله عنها- قالت : «قالتِ امرأةٌ مِنَ النسوة : ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نَعْصِيَكَ فيه ؟ قال : «لا تَنُحْنَ» قلتُ : يا رسول الله ، إن بني فلان قد أسعدوني على عَمِّي ، ولا بُد لي من قضائهم ، فأبى عليَّ ، فعاتبته (1) مراراً ، فأذن لي في قضائهن ، فلم أنُح بعدُ في قضائهن ولا غيرِه حتى الساعة ، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) أي راجعته وعاودته .
(2) رقم (3304) في التفسير ، باب ومن سورة الممتحنة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب وهو كما قال ، أقول : وقد استشكل معنى الحديث ، قال الحافظ : والأقرب إلى الصواب أن النياحة كانت مباحة ، ثم كرهت كراهة تنزيه ، ثم تحريم ، وانظر " الفتح " 3 / 490 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/320) قال :حدثنا وكيع.وابن ماجة (1579) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال :حدثنا وكيع. والترمذي (3307) قال :حدثنا عبد بن حميد، قال :حدثنا أبو نعيم.
كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - عن يزيد عن عبد الله الشيباني، مولى الصهباء عن شهر بن حوشب، فذكره.
* رواية وكيع مختصرة على : عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- {ولا يعصينك في معروف} قال: «النوح» قال الترمذي : هذا حديث حسن.
* قال عبد بن حميد : أم سلمة الأنصارية، هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
* ذكره أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مسند أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، قد أورده المزي في تحفة الأشراف (11/15769) في مسند أسماء بنت يزيد.

8583 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «لَعَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النائحةَ والمستمعةَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3128) في الجنائز ، باب في النوح ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/65) .وأبو داود (3128) قال:حدثنا إبراهيم بن موسى.
كلاهما - أحمد، وإبراهيم- عن محمد بن ربيعة، عن محمد الحسن بن عطية، عن أبيه، عن جده، فذكره.

8584 - (س) قيس بن عاصم - رضي الله عنه - «قال : لا تَنُوحُوا عَلَي ، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يُنَحْ عليه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 16 في الجنائز ، باب النياحة على الميت ، وفي سنده حكيم بن قيس بن عاصم المنقري التميمي البصري ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/61) قال :حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. والبخاري في الأدب المفرد (361) قال :حدثنا عمرو بن مرزوق.والنسائي (4/16) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال :حدثنا خالد.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وعمرو ، وخالد بن الحارث- عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن حكيم بن قيس بن عاصم، فذكره.
* رواية النسائي مختصرة على : «لا تنوحوا علي، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم ينح عليه» .

8585 - (خ م ت) علي بن ربيعة - رحمه الله- قال : أولُ من نِيحَ عليه بالكوفة : قَرَظة بنُ كعب ، فقال المغيرةُ بنُ شعبةَ : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ كَذباً عليَّ ليس كَكَذِب على غيري ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ مقعده من النار» وسمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ نِيحَ عليه ، فإنه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه يوم القيامة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 /130 في الجنائز ، باب ما يكره من النياحة على الميت ، ومسلم رقم (933) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والترمذي رقم (1000) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النوح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/245) قال: حدثنا قران بن تمام، عن سعيد بن عبيد الطائي. وفي (4/252) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن عبيد. وفي (4/255) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد بن قيس الأسدي. والبخاري (2/102) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. ومسلم (1/8) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. وفي (1/8) و (3/45) قال: حدثني علي بن حُجر السعدي، قال: حدثنا علي بن مسهر، قال: أخبرنا محمد بن قيس الأسدي. وفي (3/45) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد بن قيس. (ح) وحدثناه ابن أبي عُمر، قال: حدثنا مروان- يعني الفزاري- قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي. والترمذي (1000) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا قران بن تمام، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، عن سعيد بن عبيد الطائي.
كلاهما - سعيد بن عبيد، ومحمد قيس - عن علي بن ربيعة الأسدي، فذكره.

8586 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَنْهَى عَنِ النَّعْي ، وقال : «إياكُمْ والنعي ، فإنه مِن عَمَلِ الجاهلية» ، قال عبد الله بن مسعود : والنَّعيُ : أذانٌ بالميِّتِ . -[110]-
أخرجه الترمذي ، وقال : قد رُوِيَ عنه من طريق ، ولم يرفعه ، ولم يذكر فيه «والنعي أذانٌ بالميت» وقال : هذا أصح (1) .
__________
(1) رقم (984) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النهي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، أقول : والذي عليه الجمهور أن مطلق الإعلام بالموت جائز ، لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي ، قال الحافظ في " الفتح " : والحاصل أن محض الإعلام بذلك لا يكره ، فإن زاد على ذلك فلا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (984) قال :حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال :حدثنا حكام بن سلم، وهارون ابن المغيرة، عن عنبسة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (985) قال :حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال :حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، نحوه، ولم يرفعه.
* قال الترمذي : وهذا أصح من حديث عنبسة، عن أبي حمزة، وأبو حمزة هو ميمون الأعور، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.

8587 - (ت) [حذيفة بن اليمان]- رضي الله عنه - قال إذ حُضِرَ : «إذا أنا مِتُّ فلا تُؤذِنوا بي أحداً ، إني أخاف أن يكون نَعْياً ، وإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن النعْي ، فإذا متُّ فَصَلُّوا عَلَيّ ، وسُلُّوني إلى ربي سَلاًّ» . أخرجه الترمذي إلى قوله : «عن النعي (1)» .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (986) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النعي ، قال الترمذي هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/385) قال :حدثنا وكيع.وفي (5/406) قال :حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (1476) قال :حدثنا عمرو بن رافع، قال :حدثنا عبد الله بن المبارك.والترمذي (986) قال :حدثنا أحمد بن منيع، قال :حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس.
أربعتهم - وكيع، ويحيى، وعبد الله، وعبد القدوس - عن حبيب بن سليم العبسي، عن بلال بن يحيى العبسي، فذكره.

8588 - (م) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [«أربع في أُمَّتي من الجاهلية ، لا يتركونهنَّ : الفخرُ بالأحساب ، والطَّعنُ في الأنساب ، والاستسقاءُ بالنجوم ، والنياحةُ ، وقال :] النائحةُ إذا لم تَتُبْ قبل موتها ؛ تقام يوم القيامة وعليها سِربْالٌ من قَطِران ، ودِرْعٌ من جَرَب» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (934) في الجنائز ، باب التشديد في النياحة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/342) قال :يحيى بن إسحاق.قال :حدثنا موسى قال : أخبرني أبان ابن يزيد.وفي (5/343) قال :حدثنا أبو عامر، قال :حدثنا علي - يعني ابن المبارك - وفي (5/344) قال: حدثنا عفان.قال : حدثنا أبان.ومسلم (3/45) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال :حدثنا عفان، قال:حدثنا أبان بن يزيد (ح) وحدثني إسحاق بن منصور.قال : أخبرنا حبان بن هلال، قال :حدثنا أبان.
كلاهما - أبان، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، فذكره.
أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب مايكره من اتخاذ المساجد على القبور.

8589 - (خ) البخاري - رحمه الله- قال : «لمَّا مات الحسن بن الحسن -[111]- بن عليّ : ضربتِ امرأتُه القُّبَّةَ على قَبْرِهِ سَنَة ، ثم رُفِعَت ، فَسَمِعَتْ صائحاً يقول : ألا هلْ وجدوا ما فقَدوا ؟ فأجابه آخر : بل يئِسُوا فانقلبوا» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 161 تعليقاً في الجنائز ، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور.

8590 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - «أنه رأى فُسْطَاطاً على قبر عبد الرحمن ، فقال : يا غلام ، انزِعْهُ ، فإنما يظِّلهُ عَمَلُهُ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 تعليقاً في الجنائز ، باب الجريد على القبر ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن سعد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر.

الفصل الثالث : في الغسل والكفن
قد تقدَّم في «باب الغسل» من «كتاب الطهارة» من حرف الطاء : أحاديثُ غَسْلِ الميت ، ونذكرها ها هنا منها ما جاء في ضمن أحاديث الكفن .
8591 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : بينما «رجل واقف مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعرَفةَ ، إذ وقع من راحلته - قال أيوب : فأوقَصَتْهُ ، أو قال : فأقْعَصْتُه ، وقال عمرو : فَوَقَصتُهُ - فَذُكِرَ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : اغسلوه بماء وسِدْر ، وكفِّنُوهُ في ثوبين ، ولا تُحَنِّطوه ، ولا تُخَمِّرُوا -[112]- رأسه . قال أيوب : فإن الله يبعثهُ يُوم القيامة مُلَبّياً» ، وقال عمرو : يُلَبِّي» ومن الرواة من قال : «في ثوبيه» .
وفي أخرى : ولا تُغَطُّوا وَجْههَ ، ولا تُقَرِّبوه طِيباً ، فإنهُ يُبعَثُ يُلبِّي .
وفي أخرى «يُهِلُّ» .
وفي أخرى «خارجٌ رأسُه ووجهه ، فإنه يُبعَثُ يوم القيامة مُلبِّداً» .
أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «وَقَصَتْ رجلاً ناقتُه وهو محرِم مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمَرَهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَغسِلوه بماء وسِدْر ، ويكشفوا وجهه - حَسِبْتُه . قال : ورأسَه - فإنه يُبعَثُ وهو يُلَبِّي» .
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر ، فرأى رَجلاً سَقَطَ عن بعيره ، فمات وهو محرم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» ... وذكر الحديث نحوه .
وفي رواية أبي داود قال : «أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجل وَقَصَتْه راحلته ، فمات وهو محرِم ، فقال : «كُفنِّوه في ثوبيه ، واغسلوه بماء وسِدر ، ولا تخَمِّرُوا رأسه ، فإن الله يبعثُه يوم القيامة يُلَبِّي» .
وفي أخرى قال : «كفِّنوه في ثوبين» . وزاد «ولا تُحنِّطوه» .
وفي أخرى نحو الثانية ، وقال : «فإنه يُبعَثُ يُهِلّ» . -[113]-
وأخرج النسائي الأولى ، وأخرج رواية أبي داود الأولى .
وله في أخرى نحو منها ، وفيها : «أنَّ رَجُلاً وَقَعَ عن راحلته فأوْقَصَتْه» .
وفي أخرى : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اغسلوا المحرِم في ثوبيه اللَّذَيْنِ أحرَم فيهما ، واغسلوه بماءٍ وسِدْر ، وكفِّنوه في ثوبيه ، ولا تَمسُّوه بطِيب ، ولا تُخمِّروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة محرِماً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 108 و 109 في الجنائز ، باب الكفن في ثوبين ، وباب الحنوط للميت ، وباب كيف يكفن المحرم ، وفي الحج ، باب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة ، وباب المحرم يموت بعرفة ، وباب سنة المحرم إذا مات ، ومسلم رقم (1206) في الحج ، باب ماذا يفعل بالمحرم إذا مات ، وأبو داود (3238) و (3239) و (3240) و (3241) في الجنائز ، باب المحرم يموت كيف يصنع به ، والترمذي رقم (951) في الحج ، باب ما جاء في المحرم يموت في إحرامه ، والنسائي 5 / 195 - 197 في الحج ، باب غسل المحرم بالسدر إذا مات ، وباب في كم يكفن المحرم إذا مات ، وباب النهي عن أن يحنط المحرم إذا مات ، وباب النهي عن أن تخمر وجه المحرم إذا مات ، وباب النهي عن تخمير رأس المحرم إذا مات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (466) . وأحمد (1/220) (1914) قالا - الحميدي، وأحمد - حدثنا سفيان.وأحمد (1/346) (3230) قال :حدثنا يحيى، عن ابن جريج.والبخاري (3/22) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال :حدثنا حماد بن زيد، ومسلم (4/23) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا سفيان بن عيينة.وفي (4/24) قال :حدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس- عن ابن جريج. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال : أخبرنا محمد بن بكر البرساني، قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال :حدثنا وكيع ، عن سفيان (الثوري) .وأبو داود (3238) قال:حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان (الثوري) .وابن ماجة (3084) قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا سفيان (الثوري) .والترمذي (951) قال :حدثنا ابن أبي عمر، قال:حدثنا سفيان بن عيينة.والنسائي (4/39) قال : أخبرنا عتبة بن عبد الله، قال :حدثنا يونس بن نافع، وفي (5/145) قال : أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار، قال :حدثنا أبو داود - يعني الحفري -، عن سفيان (الثوري) وفي (5/197) قال : أخبرنا عمران بن يزيد، قال :حدثنا شعيب بن إسحاق، قال : أخبرني ابن جريج.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، ويونس بن نافع -، عن عمرو بن دينار.
2- وأخرجه الحميدي (467) .وأحمد (1/221) (1915) قالا :حدثنا سفيان، قال :حدثنا إبراهيم بن أبي حرة النصيبي.
3- وأخرجه أحمد (1/215) (1850) قال :حدثنا هشيم.وفي (1/286) (2600) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وفي (1/328) (3031) قال :حدثنا عفان، قال :حدثنا أبو عوانة.والبخاري (2/96) قال :حدثنا أبوالنعمان، قال : أخبرنا أبو عوانة.وفي (3/22) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال :حدثنا هشيم.ومسلم (4/24) قال :حدثنا محمد بن الصباح، قال :حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا هشيم (4/25) قال :حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال :حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، كلاهما عن غندر، قال :حدثنا شعبة. وابن ماجة (3084) قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا شعبة.والنسائي (5/144) قال : أخبرنا محمد بن بشار، قال :حدثنا محمد، قال :حدثنا شعبة.وفي (5/195) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال :حدثنا هشيم.وفي (5/196) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال :حدثنا خالد، قال:حدثنا شعبة.وفي (5/197) قال : أخبرنا محمد بن معاوية، قال :حدثنا خلف - يعني ابن خليفة -.
أربعتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة، وخلف بن خليفة - عن أبي بشر.
4-وأخرجه أحمد (1/266) (2394) قال :حدثنا حسين -يعني ابن محمد - قال :حدثنا شيبان.وفي (1/266) (2395) قال :حدثنا أسود، قال :حدثنا إسرائيل.والبخاري (3/20) قال:حدثنا قتيبة، قال:حدثنا جرير.وأبو داود (3241) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال :حدثنا جرير.والنسائي (5/196) قال : أخبرني محمد بن قدامة، قال :حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان، وإسرائيل، وجرير - عن منصور، عن الحكم.
5-وأخرجه أحمد (1/286) (2591) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا سعيد، عن قتادة، وأيوب.
6- وأخرجه أحمد (1/333) (3076) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال :أخبرنا معمر.والدارمي (1859) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال:حدثنا حماد -هو ابن زيد.- والبخاري (2/96) قال : حدثنا أبو النعمان، قال :حدثنا حماد بن زيد.وفي (2/96) قال :حدثنا قتيبة، قال :حدثنا حماد.وفي (3/22) قال : حدثنا سليمان بن حرب.قال :حدثنا حماد.وأبو داود (3240) قال :حدثنا مسدد، قال :حدثنا حماد، والنسائي (5/196) قال: أخبرنا قتيبة، قال :حدثنا حماد.
كلاهما - معمر، وحماد بن زيد- عن أيوب.
7- وأخرجه أحمد (1/333) (3077) قال :حدثنا عبد الرزاق قال : قال معمر : وأخبرني عبد الكريم الجزري.
8- وأخرجه البخاري (2/96) قال :حدثنا مسدد.ومسلم (4/23) قال :حدثنا أبو الربيع الزهراني.وأبو داود (3239) قال :حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد.
أربعتهم - مسدد، وأبو الربيع الزهراني، وسليمان، ومحمد بن عبيد - عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، وأيوب.
9- وأخرجه مسلم (4/25) قال :حدثنا هارون بن عبد الله، قال :حدثنا الأسود بن عامر، عن زهير ، عن أبي الزبير.
10- وأخرجه مسلم (4/25) قال :حدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال : حدثنا إسرائيل، عن منصور.
تسعتهم - عمرو بن دينار، وإبراهيم بن أبي حرة، وأبو بشر جعفر بن إياس، والحكم بن عتيبة، وقتادة، وأيوب، وعبد الكريم الجزري، وأبو الزبير، ومنصور - عن سعيد بن جبير، فذكره.
* أخرجه مسلم (4/24) قال :حدثنيه عمرو الناقد، قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، قال:نبئت عن سعيد بن جبير، فذكره.
وزاد في رواية أبي بشر، والحكم، وإبراهيم بن أبي حرة. «ولا تمسوه بطيب» .

8592 - (د) ليلى بنت قانف الثقفية - رضي الله عنها- قالت : «كُنْتُ فيمن غَسَّل أمَّ كُلْثُوم بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عند وفاتها ، فكان أولُ ما أعطانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : الحقْوَ ، ثم الدِّرْعَ ، ثم الخمارَ ثم المِلْحَفةَ ، ثم أُدْرِجَتْ بعدُ في الثوب الآخِر ، قالت : ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند الباب معه كفنها ، يْنَاوِلُنَاهَا ثوباً ثوباً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3157) في الجنائز ، باب في كفن المرأة ، وإسناده ضعيف ، والصحيح أن هذه القصة إنما كانت لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأن أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب ببدر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (60/380) .وأبو داود (3157) قال :حدثنا أحمد بن حنبل قال :حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال :حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال:حدثني نوح بن حكيم، الثقفي - وكان قارئا للقرآن - عن رجل من بني عروة بن مسعود.فذكره.

8593 - (ط) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «دَخَلْتُ على أبي بكر فقال : في كم كفَّنْتم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قلت : في ثلاثة أثواب بيضٍ [سَحُوليّة ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامة] قال : في أي يوم تُوفي ؟ قلت : يوم الاثنين ، قال : فأيُّ يوم هذا ؟ قلت : يوم الاثنين ، قال : أرجو فيما بيني وبين الليل ، فنظر إلى ثوب عليه كان يُمَرَّضُ فيه ، به رَدْعٌ من زَعْفران . فقال : اغسلوا ثوبي هذا ، وزيدوا عليه ثوبين ، فكفِّنوني فيها ، فقلت : إن هذا خَلَق ، قال: إن الحيَّ أولى بالجديد من الميت ، إنما هو للمُهْلَة ، فما توفي حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل الصبح» .
وفي رواية بنحوه ، إلا أنه لم يذكر سؤاله لها «في أيِّ يوم توفي ؟» وجوابها ، وقوله . وفيها : «بيض سحولية» وانتهت الرواية عند قوله : «للمُهْلة» .
أخرج الأولى رزين ، والثانية الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَدْع) الرَّدْع : اللطخ ، وأثر الشي المتلوِّن في الثوب أو البدن .
(للمُهلة) المهلة بضم الميم وكسرها : القيح والصديد .
__________
(1) رواه مالك في " الموطأ " بلاغاً 1 / 224 في الجنائز ، باب ما جاء في كفن الميت ، وإسناده منقطع ، وقد وصله البخاري 3 / 201 في الجنائز ، باب موت يوم الاثنين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/75) عن يحيى بن سعيد أنه قال : بلغني أبا بكر. فذكره.

8594 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -[115]- صلى الله عليه وسلم- قال : «خيرُ الكفنِ الُحلَّةُ ، وخيرُ الأضحيةِ الكبشُ الأقرنُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3156) في الجنائز ، باب كراهية المغالاة في الكفن ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (3156) قال :حدثنا أحمد بن صالح.وابن ماجة (1473) قال:حدثنا يونس بن عبد الأعلى.
كلاهما - أحمد، ويونس - عن ابن وهب، قال :حدثني هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة ابن نسي، عن أبيه، فذكره.

8595 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أنَّه لمَّا حُضِرَ دعا بثياب جُدُد ، فَلَبِسها ، ثم قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يُبعَثُ الميت في ثيابه التي مات فيها» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يبعث الميت في ثيابه) قيل : أراد بالثياب هاهنا : العمل الذي يموت الإنسان عليه ، ويختم له به ، وقد قيل في قوله تعالى : {وثيابَك فطهِّرْ} : عملك فأصلح ، وفلان دَنِسُ الثياب : إذا كان خبيث الفعل والمذهب ، ولبس فلان ثوب غدر : إذا غدر .
__________
(1) رقم (3114) في الجنائز ، باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3114) قال :حدثنا الحسن بن علي، قال :حدثنا بن أبي مريم، قال :أخبرنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره.

8596 - (ت د) جابر بن عبد الله وأبو قتادة - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا كَفَّنَ أحدكم أخاه فَليُحَسِّنْ كَفَنَه» . وفي رواية قال : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا توفِّيَ أحدُكم ، فوجد شيئاً ، فليكفِّن في ثوب حِبَرَة» . -[116]-
أخرج الأولى الترمذي عنهما ، وأخرج الثانية أبو داود عن جابر (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3150) في الجنائز ، باب في الكفن ، والترمذي رقم (995) في الجنائز ، باب ما يستحب من الأكفان ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فالرواية الأولى عند مسلم رقم (943) في الجنائز ، باب في تحسين كفن الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (943) قال:حدثنا هارون بن عبد الله، وحجاح بن الشاعر.قالا :حدثنا حجاج بن محمد، قال :قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر فذكره مطولا.
وأخرجه أبو داود (3150) قال :حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال :حدثنا إسماعيل - يعني ابن عبد الكريم - قال :حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب، فذكره.
وأخرجه ابن ماجة (1474) .والترمذي (995) قالا :حدثنا محمد بن بشار، قال :حدثنا عمر بن يونس.قال :حدثنا عكرمة بن عمار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين.فذكرهحديث أبي قتادة. وقال أبوعيسى : هذا حديث حسن غريب.

8597 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «لا تَغالَوْا في كَفَنٍ ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تَغَالَوْا في الكفن فإنه يُسْلَبُ سَلْباً سَرِيعاً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3154) في الجنائز ، باب كراهية المغالاة في الكفن ، وفي سنده عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي ، وفيه مقال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3154) قال :حدثنا محمد بن عبد المحاربي، قال :حدثنا عمرو أبو مالك الجنبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، فذكره.

8598 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كَفَّنَ حمزةَ بنَ عبد المطلب في نَمِرةٍ في ثوبٍ واحد» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نمرة) النَّمرة : كلُّ شملة مخطَّطة من مآزر الأعراب .
__________
(1) رقم (997) في الجنائز ، باب ما جاء في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/329) قال :حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو سعيد، وفي (3/357) قال :حدثنا معاوية بن عمرو.والترمذي (997) قال :حدثنا ابن أبي عمر.قال :حدثنا بشر بن السري.
أربعتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، ومعاوية، وبشر - عن زائدة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.

8599 - (ط) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما- قالت لأهلها : «أجْمِرُوا ثيابي إذا مِتُّ ، ثم حنِّطُوني ، ولا تَذُرُّوا على كَفَني حَنُوطاً ، ولا تُتْبِعوني بنار» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجمروا) الإجمار والتجمير : تبخير الثياب بالبَخُور .
__________
(1) 1 / 226 في الجنائز ، باب النهي عن أن تتبع الجنازة بنار ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/78) عن هشام بن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر.فذكرته.

8600 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن أُبَيّ ، بعدما أُدِخلَ حُفْرَتَهُ ، فأمر به فأُخرِج ، فوضعه على ركبتيه ، ونَفَثَ فيه من رِيقه ، وألْبَسَهُ قميصه - فالله أعلم - قال : وكان كسا عبَّاساً قميصاً» .
قال سفيان : وقال أبو هريرة : «وكان على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قميصان ، فقال له ابنُ عبد الله : أَلْبِس عبد الله قميصَك الذي يَلي جِلْدَكَ .
قال سفيان ، فيَرَوْنَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ألْبَسَ عبد الله قميصه مكافأة لما صنع» .
وفي أخرى قال : «لما كان يومُ بدر أُتِيَ بأُسارَى ، وأُتِيَ بالعباس ولم يكن عليه ثوب ، فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- له قميصاً ، فوجدوا قميص عبد الله بنِ أُبيّ يَقْدُرُ عليه ، فكساه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إيَّاه ، فلذلك نزع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قميصه الذي ألبسه» .
قال ابن عيينة : «كانت له عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يد ، فأحبَّ أن يكافِئهُ» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبرِ عبد الله بنِ أُبيّ وقد وُضِعَ في حُفُرَتِهِ ، فوقَفَ عليه ، فأمر به فأُخرِج ، فوضعه على ركبتيه وألبسه قميصه ، ونفث عليه من ريقه» . -[118]-
وفي أخرى له : أنه سمعَ جابراً يقول : «وكان العباس بالمدينة ، فطلبتِ الأنصار ثوباً يكسونه ، فلم يجدوا قميصاً يَصْلُحُ عليه إلا قميصَ عبد الله بن أُبيّ فَكَسَوْهُ إيَّاه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَقْدُرُ عليه) قَدَر عليه ، أي كان على قَدْره وفي طوله وعرضه ويصلح للباسه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 111 في الجنائز ، باب الكفن في القميص الذي يكف أولا يكف ، وباب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة ، وفي الجهاد ، باب الكسوة للأسارى ، وفي اللباس ، باب لبس القميص ، ومسلم رقم (2773) في صفات المنافقين ، في فاتحته ، والنسائي 4 / 84 في الجنائز ، باب إخراج الميت من اللحد بعد أن وضع فيه ، وباب القميص في الكفن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1247) .وأحمد (3/381) . والبخاري (2/97) قال :حدثنا مالك بن إسماعيل.وفي (2/116) قال :حدثنا علي بن عبد الله.وفي (4/73) قال :حدثنا عبد الله بن محمد.وفي (7/185) قال :حدثنا عبد الله بن عثمان.ومسلم (8/120) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وأحمد بن عبدة الضبي.والنسائي (4/37) قال:أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار.وفي (4/38) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري.وفي (4/84) قال :قال الحارث ابن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع-.
جميعا - الحميدي، وأحمد، ومالك، وعلي، وعبد الله بن عثمان، وعبد الله بن محمد، وأبو بكر، وزهير، وأحمد بن عبدة، وعبد الجبار، وعبد الله بن محمد الزهري، والحارث - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه مسلم (8/120) قال :حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال :حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج.
3-وأخرجه النسائي (4/84) قال :حدثني الحسين بن حريث، قال :حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد.
ثلاثتهم - سفيان، وابن جريج، والحسين - عن عمرو بن دينار، فذكره.
رواية البخاري (4/73) ، والنسائي (4/38) مختصرة على قصة العباس.

8601 - (د) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما- قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعود عبد الله بن أُبيّ في مرضه الذي مات فيه ، فلما دخل عليه ، عَرَف فيه الموتَ ، فقال له : قد كنتُ كثيراً أنهاك عن حُبِّ يَهُودَ ، فقال : قد أبغضهم أسعدُ بنُ زُرارَة ، فَمَهْ ؟ فلما مات أتاه ابنُه ، فقال : يا رسولَ الله ، إنَّ عبد الله بنَ أُبيٍّ قد مات ، فأعطني قميصَك أُكَفِّنْهُ فيه ، فنزع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قميصه فأعطاه إياه» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَمَهْ) أي : فما كان ، وأيُّ شيء كان .
__________
(1) رقم (3094) في الجنائز ، باب في العيادة ، ورجاله ثقات ، وقد تقدم معنى أكثره في الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/201) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو داود (3094) قال :حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال :حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - يحيى، ومحمد - عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، فذكره.

8602 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ عبد الله بنَ أُبيّ لما توفِّيَ جاء ابنُه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أعطِني قميصك أُكَفِّنه فيه ، وصلِّ عليه ، واستغفر له ، فأعطاه قميصه ، وقال : «آذِنِّي أصلِّي عليه» فآذنه ، فلما أراد أن يصلِّيَ ، جَذَبَهُ عمرُ ، فقال : أَلَيْسَ الله نهاك أن تُصِلِّي على المنافقين ؟ قال : «أنا بين خِيرَتَيْن» ، قال الله تعالى : {استغفِرْ لهم أو لا تستغفِرْ لهم إن تستغفرْ لهم سبعين مرةً فلن يغفرَ الله لهم} [التوبة : 80] فصلى عليه ، فنزلت {ولا تُصَلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تَقُمْ على قبره إنَّهم كفروا باللَّه ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة : 84]» .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وزاد الترمذي : فترك الصلاة عليهم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 /110 في الجنائز ، باب الكفن في القميص الذي يكف أو لا يكف ، وفي تفسير سورة التوبة ، باب {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} ، وباب {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً} ، وفي اللباس ، باب لبس القميص ، ومسلم رقم (2774) في صفات المنافقين في فاتحته ، والترمذي رقم (3097) في التفسير ، باب ومن سورة التوبة ، والنسائي 4 / 36 و 37 في الجنائز ، باب القميص في الكفن ، وزيادة : فترك الصلاة عليهم عند البخاري ومسلم أيضاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/18) (4680) .والبخاري (2/96) قال:حدثنا مسدد.وفي (7/185) قال:حدثنا صدقة.ومسلم (7/116 و8/120) قال :حدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد.وابن ماجة (1523) قال :حدثنا أبو بشر. بكر بن خلف. والترمذي (3098) قال :حدثنا محمد بن بشار.والنسائي (4/36) قال : أخبرنا عمرو بن علي.
ثمانيتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وصدقة بن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وبكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد القطان.
2- وأخرجه البخاري (6/85) قال :حدثنا عبيد بن إسماعيل. ومسلم (7/116 و8/120) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - عبيد بن إسماعيل، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن أبي أسامة.
3- وأخرجه البخاري (6/86) قال:حدثني إبراهيم بن المنذر، قال : حدثنا أنس بن عياض.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأنس بن عياض - عن عبيد الله، قال:حدثني نافع، فذكره.
* في رواية صدقة بن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وعمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، زادوا : «فترك الصلاة عليهم» .

8603 - (خ س) سهل بن سعد - رضي الله عنهما- «أنَّ امرأة جاءت بُبِرْدَةٍ منسوجة ، فيها حاشيتُها ، قال سهل : أتدرون ما البُردةُ ؟ قالوا : الشَّمْلةُ ؟ قال : نعم ، قالت : نَسَجتُها بيدي ، فجئتُ لأكْسُوكَها ، فأخذها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- محتاجاً إليها ، فخرج إلينا وإنها لإزاره ، فحسَّنها رجل ، فقال : -[120]- اكسُنِيها يا رسولَ الله ، ما أحسنَها ! فقال القوم : ما أحسنتَ ، لَبِسها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- محتاجاً إليها ، ثم سألتَها ، وعلمتَ أنه لا يردُّ سائلاً ، قال : إني والله ما سألته لألْبَسها ، إنما سأَلته لِتكون كَفني ، قال سهل : فكانت كَفَنَهُ» .
أخرجه البخاري ، وأخرج النسائي منه إلى قوله : «وإنها لإزاره» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشملة) : البُردةُ والمِلحفة .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 113 في الجنائز ، باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه ، وفي البيوع ، باب ذكر النساج ، وفي اللباس ، باب البرود والحبرة والشملة ، وفي الأدب ، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ، والنسائي 8 / 204 و 205 في الزينة ، باب لبس البرود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/333) قال :حدثنا سريج بن النعمان، قال :حدثنا ابن أبي حازم.وعبد بن حميد (462) قال :حدثني عبد الله بن مسلمة، قال :حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.والبخاري (2/98) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال :حدثنا بن أبي حازم.وفي (3/79) قال :حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.وفي (7/189) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.وفي (8/16) قال :حدثنا سعيد بن أبي مريم.قال :حدثنا أبو غسان. وابن ماجة (3555) قال: حدثنا هشام بن عمار.قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.والنسائي (8/204) قال : أخبرنا قتيية.قال: أنبأنا يعقوب.
ثلاثتهم - عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره.

8604 - (ط) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : الميت يُقَمَّص ، ويُؤزَّر ، ويُلَفُّ في الثوب الثالث ، فإن لم يكن إلا ثوب واحدٌ كُفِّنَ فيه . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 224 في الجنائز ، باب ما جاء في كفن الميت ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (2/76) عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

الفصل الرابع : في تشييع الجنازة وحملها
8605 - (ت) أبو المهزَّم يزيد بن سفيان - رحمه الله- قال : صحبتُ -[121]- أبا هريرة - رضي الله عنه - عشر سنين ، فسمعته يقول : «من تَبعَ جنازة وحملها ثلاث مرات ، فقد قضَى ما عليه من حقِّها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1041) في الجنائز ، باب رقم (50) ، وأبو المهزم متروك ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : قال الترمذي : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عباد بن منصور، به.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ورواه بعضهم بهذا الإسناد ولم يرفعه، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان، وضعفه شعبة.
قلت : لم يخرج هذا الحديث أحد سوى الترمذي من أصحاب الأصول.

الصوت والنار معها
8606 - (ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُتْبِعُوا الجنازة بصوت ولا نار» .
زاد في رواية «ولا تَمْشُوا بين يَدَيْها» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الموطأ عن أبي سعيد المقبري قال : «نهى أبو هريرة أن يُتْبَعَ بنار بعد موته» (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 226 في الجنائز ، باب النهي أن تتبع الجنازة بنار ، وأبو داود رقم (3171) في الجنائز ، باب في النار يتبع بها الميت ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/528) قال :حدثناعبد الصمد.وفي (2/531) قال :حدثنا أبو سعيد.وأبو داود (3171) قال :حدثنا هارون بن عبد الله.قال :حدثنا عبد الصمد. (ح) وحدثنا ابن المثنى.قال :حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وأبو داود - عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن باب ابن عمير، عن رجل من أهل المدينة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/427) قال :حدثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن رجل، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.

المشي قبل الجنازة وبعدها
8607 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمشي أمام الجنازة ، وأبو بكر وعمر وعثمانُ» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «أنتم مُشَفَّعونَ ، فامشوا بين يديها وخلفها ، وعن يمينها وشمالها ، وقريباً منها» .
__________
(1) رقم (1007) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1007) قال :حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان قالوا :حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال :فذكره.

8608 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «كان يُقَدِّمُ الرجالَ أمامَ جنازةِ زينبَ أُمِّ المؤمنين» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 225 في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، ورجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/76) عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه أخبره.فذكره.

8609 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما- قال : سألنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المشي خلفَ الجنازة ؟ فقال : «بما دون الخَبَب ، فإن كان خيراً عَجَّلتْمُوُه إليه ، وإن كان شرّاً فلا يُبَعَّد إلا أهلُ النار ، إن الجنازة متبوعة ، ليس معها مَن تقدَّمها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1011) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي خلف الجنازة ، وأبو داود رقم (3184) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/378) (3585) قال :قرئ على سفيان، وفي (1/394) (3734) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا زهير. وفي (1/415) (3939) قال:حدثنا موسى بن داود، قال : أخبرنا زهير. وفي (1/419) (3978) قال :حدثنا يحيى بن آدم.قال :حدثنا سفيان، وفي (1/432) (4110) قال حدثنا وكيع، قال حدثنا الحسن.وأبو داود (3184) قال :حدثنا مسدد، قال :حدثنا أبو عوانة، وابن ماجة (1484) قال :حدثنا أحمد بن عبدة، قال : أنبأنا عبد الواحد بن زياد، والترمذي (1011) قال :حدثنا محمود بن غيلان، قال :حدثنا وهب بن جرير، عن شعبة.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، وزهير، وسفيان الثوري، وحسن بن صالح، وأبو عوانة، وعبد الواحد، وشعبة- عن يحيى بن عبد الله التيمي الجابر، عن أبي ماجد الحنفي، فذكره.
* في رواية أبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد - أبو ماجدة الحنفي -.
* قال أبو داود.وهو ضعيف، وهو يحيى بن عبد الله، وهو يحيي الجابر، قال أبو داود : وهذا كوفي. وأبو ماجدة بصري.قال أبو داود: أبو ماجدة هذا لايعرف.
* قال الترمذي : وهذا حديث لايعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه.قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل -البخاري- يضعف حديث أبي ماجد هذا، وقال محمد : قال الحميدي: قال ابن عيينة :قيل ليحيى :من أبو ماجد هذا ؟ قال : طائر طار فحدثنا.

8610 - (د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمامَ الجنازة» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3179) في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، والترمذي رقم (1007) و (1008) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، والنسائي 4 / 56 في الجنائز ، باب مكان الماشي من الجنازة ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (607) .وأحمد (2/8) (4539) .وأبو داود (3179) قال :حدثنا القعنبي.وابن ماجة (1482) قال: حدثنا علي بن محمد، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، والترمذي (1007) قال :حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان.والنسائي (4/56) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر، وقتيبة.
جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، والقعنبي، وعلي بن محمد، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، وقتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان، وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر - عن سفيان بن عيينة.
2-وأخرجه أحمد (2/122) (6042) قال :حدثنا سليمان بن داود الهاشمي.قال : أخبرنا إبراهيم بن سعد، قال :حدثني ابن أخي ابن شهاب.
3- وأخرجه الترمذي (1008) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال : حدثنا عمرو بن عاصم. والنسائي (4/56) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا أبي. كلاهما - عمرو بن عاصم، وعبد الله بن يزيد المقرئ - عن همام، قال : حدثنا سفيان، ومنصور، وزياد، وبكر، هو ابن وائل.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن أخي ابن شهاب، ومنصور، وزياد بن سعد، وبكر بن وائل - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/37) (4939) قال : حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا : أخبرنا ابن جريج. وفي (2/37) (4940) و (2/140) (6254) قال : حدثنا حجاج، قال : قرأت على ابن جريج : حدثني زياد، يعني ابن سعد. وفي (2/140) (6253) قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث، قال : حدثني عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - ابن جريج، وزياد بن سعد، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب، قال : حدثني سالم، عن عبد الله بن عمر، أنه كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، يمشون أمامها.
(*) أخرجه الترمذي (1009) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن الزهري، قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم-... فذكره مرسلا.
(*) لفظ رواية ابن أخي ابن شهاب : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، يمشون أمام الجنازة» .
(*) لفظ رواية سفيان، ومنصور، وزياد عند النسائي : «أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، يمشون بين يدي الجنازة» .

8611 - (ط ت) محمد بن شهاب - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر كانوا يمشون أمام الجنازة ، والخلفاء - هَلُمَّ جراً - وعبد الله بن عمر» . أخرجه الموطأ والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 225 في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، والترمذي رقم (1009) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
انظر ما قبله.

8612 - (د س) عيينة بن عبد الرحمن - رحمه الله- قال : حدَّثني أبي ، قال : شهدتُ جنازةَ عبد الرحمن بنِ سَمُرةَ ، وخرج زياد يمشي بين يدي السرير ، فجعل رجالٌ من أهل عبد الرحمن ومواليهم يستقبلون السرير ، ويمشون على أعقابهم ، ويقولون : رُوَيداً رويداً ، بارك الله فيكم ، فكانوا يَدُبّون دبيباً ، حتى إذا كُنَّا ببعض طريق المرَبد لَحِقَنَا أبو بَكَرة على بَغْلَة ، فلما رأى الذي يصنعون ، حمل عليهم ببغلته ، وأهوى إليهم بالسوط ، وقال : خَلُّوا ، فوالذي أكرم وجه أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم- ، لقد رأيتنُا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإنّا لنكاد نَرْمُل بها رَمَلاً ، فانبسط القوم . أخرجه النسائي .
وفي رواية أبي داود : «أنه كان يمشي في جنازة عثمان بن أبي العاص ، وكنا نمشي مَشْياً خفيفاً ، فلحقنا أبو بكرة ، فرفع سوطه فقال : لقد رأيتُنا مع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَرْمُلُ رمَلاً» .
وفي رواية أخرى : «في جنازةِ عبد الرحمن بنِ سَمُرَةَ ، قال : فحمل عليهم ببغلته وأهوى بالسوط» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَرْمُل) الرَّمَل : سرعة المشي دون العَدْوِ .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 42 و 43 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، وأبو داود رقم (3182) و (3183) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/36) قال : حدثنا يحيى، ووكيع. وفي (5/37) قال : حدثنا هشيم. وفي (5/38) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (3182) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا شعبة. وفي (3183) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى، قال : حدثنا عيسى، يعني ابن يونس. والنسائي (4/42) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد. وفي (4/43) قال : أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل، وهشيم.
سبعتهم - يحيى، ووكيع، وهشيم، وشعبة، وخالد، وعيسى، وإسماعيل - عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبيه، فذكره.

مشي النساء معها
8613 - (خ م د) أم عطية - رضي الله عنها- قالت : «نُهينا عن اتّباع الجنائز ، ولم يُعْزَم علينا» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 115 في الجنائز ، باب إتباع النساء الجنازة ، ومسلم رقم (938) في الجنائز ، باب نهي النساء عن إتباع الجنائز ، وأبو داود رقم (3167) في الجنائز ، باب إتباع النساء الجنائز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/99) قال : حدثنا قبيصة بن عقبة. قال : حدثنا سفيان، عن خالد. ومسلم (3/47) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس، كلاهما عن هشام. وأبو داود (3167) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وابن ماجة (1577) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. عن هشام.
ثلاثتهم - خالد الحذاء، وهشام، وأيوب - عن حفصة بنت سيرين، أم الهذيل، فذكرته.

مشي الراكب معها
8614 - (د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الراكب يمشي خلف الجنازة ، والماشي كيف شاء منها ، والطفل يُصلَّى عليه» . أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود - يرفعه «خلفها وأمامها ، وعن يمينها ويسارها ، وقريباً منها ، والسِّقْط يُصَلَّى عليه ، ويُدْعَى لوالديه بالمغفرة والرحمة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1031) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على الأطفال ، والنسائي 4 / 55 و 56 في الجنائز ، باب مكان الراكب من الجنازة ، وباب مكان الماشي من الجنازة ، وأبو داود رقم (3180) في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/247) قال : حدثنا عبد الواحد الحداد، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وفي (4/248) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا المبارك. وفي (4/249) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا يونس، وفي (4/252) . قال : حدثنا وكيع، وروح، قالا : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وأبو داود (3180) قال : حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس. وابن ماجة (1507) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والترمذي (1031) قال : حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان البصري، قال : حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله. قال : حدثنا أبي. والنسائي (4/56) قال : أخبرني أحمد بن بكار الحراني. قال : حدثنا بشر بن السري، عن سعيد الثقفي. وفي (4/58) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله.
ثلاثتهم - سعيد، والمبارك بن فضالة، ويونس - عن زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، فذكره.
(*) غير أن يونس رواه موقوفا، وقال : وأهل زياد يذكرون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأما أنا فلا أحفظه.
وأخرجه ابن ماجة (1481) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والنسائي (4/55) قال : أخبرنا زياد بن أيوب، قال : حدثنا عبد الواحد بن واصل. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله، وأخوه المغيرة، جميعا عن زياد بن جبير، عن المغيرة بن شعبة. لم يقل زياد «عن أبيه» .

8615 - (ت د) ثوبان - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ، فرأى ناساً رُكباناً ، فقال : «ألا تستحيون ؟ إنَّ ملائكةَ الله على أقدامهم ، وأنتم على ظهور الدواب» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بدابَة -[125]- وهو مع الجنازة - فأبَى أن يركبَ ، فلما انصرف أُتي بدابة فرْكب ، فقيل له ، فقال : «إن الملائكة كانت تمشي ، فلم أكن لأركب وهم يمشون ، فلما ذهبوا رَكِبْتُ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1012) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية الركوب خلف الجنازة ، وأبو داود رقم (3177) في الجنائز ، باب الركوب في الجنازة ، وهو حديث صحيح ، ويدل على أن المشي أفضل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1480) قال : حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، قال : حدثنا بقية بن الوليد. والترمذي (1012) قال : حدثنا علي بن حجر، قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما - بقية، وعيسى - عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، فذكره.

8616 - (م ت د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اتَّبَع جنازةَ أبي الدحداح ماشياً ، ورجع على فرس» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية النسائي : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة أبي الدحداح ، فلما رجع أتى بفرس مُعْرَوْرَى ، فركب ، ومشينا معه» .
وفي رواية مسلم قال : صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابن الدحداح ، ثم أُتي بفرس عُرْي ، فعقله رَجُل فركبه ، فجعل يَتَوقِّص به ، ونحن نتبعه نَسْعَى خلفَه . قال : فقال رجل من القوم : إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّق - أو مُدَلَّى - في الجنة لابن الدحداح» وقال شعبة : «لأبي الدحداح ؟» .
وفي أخرى له قال : «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بفرس مُعْرَوْرَى ، فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ، ونحن نمشي حوله» . -[126]-
وفي رواية أبي داود قال : «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على ابنِ الدَّحْدَاحِ ونحن شهود ، ثم أُتي بفرس ، فَعُقِلَ حتى ركبه ، فجعل يتوقّص به ، ونحن نسعى حوله» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتوقَّص) التوقُّص في المشي : شِدَّة الوطء والوَثْبِ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (965) في الجنائز ، باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف ، والترمذي رقم (1014) في الجنائز ، باب رقم (29) ، وأبو داود رقم (3178) في الجنائز ، باب الركوب في الجنازة ، والنسائي 4 / 85 و 86 في الجنائز ، باب الركوب بعد الفراغ من الجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/90 و 95) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. ومسلم (3/60) قال : حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (3178) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال : حدثنا أبي. والترمذي (1013) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال : حدثني يحيى بن عبد الله. خمستهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ومعاذ، وأبو داود، ويحيى - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (5/102) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/60) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع. والنسائي (4/85) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا أبو نعيم، ويحيى بن آدم.
ثلاثتهم - وكيع، وأبو نعيم، ويحيى - قالوا : حدثنا مالك بن مغول.
3 - وأخرجه الترمذي (1014) قال : حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي، قال : حدثنا أبو قتيبة، عن الجراح «ابن مليح» .
4- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/99) قال : حدثني أبو القاسم الزهري عبد الله بن سعد، قال : حدثنا أبي، وعمي، قالا : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثنا عمر بن موسى بن الوجيه.
أربعتهم - شعبة، ومالك، والجراح، وعمر - عن سماك بن حرب، فذكره.

8617 - (ت) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال : «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ابنِ الدحداحِ ، وهو على فرس له يَسْعَى ، ونحن حوله ، وهو يتوقّص به» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1013) في الجنائز ، باب رقم (29) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1013) قال : حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سماك، قال : سمعت جابر بن سمرة، فذكره.

الإسراع بها
8618 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أسْرِعوا بجنائزكم ، فإن تكُ صالحة ، فخيرٌ تقدِّمونها وإن تَكُ سوى ذلك ، فَشَرٌّ تضعونه عن رقابكم» أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 147 و 148 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، ومسلم رقم (944) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، والموطأ 1 / 243 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، وأبو داود رقم (3181) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، والترمذي رقم (1015) في الجنائز ، باب ما جاء في الإسراع بالجنازة ، والنسائي 4 / 42 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1022) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/280) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/240 و 280) قال : حدثنا علي بن إسحاق. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال : أخبرنا ابن أبي حفصة. والبخاري (2/108) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/50) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. قال أبو بكر : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، جميعا عن عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب. قال : حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة. وأبو داود (3181) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (1477) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1015) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/41) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة - عن الزهري. عن سعيد بن المسيب، فذكره.
(*) في رواية سفيان عند أحمد قال : عن الزهري، يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم-.قال سفيان : أراه عن سعيد. عن أبي هريرة رواية.
(*) وفي رواية معمر. قال : لا أعلمه إلا رفع الحديث.

8619 - (خ س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا وُضِعتِ الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت : قَدِّمُوني ، وإن كانت غير ذلك قالت : يا ويلاه ، أين تذهبون بي ؟ يسمع صوتَها كلُّ شيء إلا الثقلين - أو قال : إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصَعِق» . أخرجه البخاري والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثقلين) الثَّقلان : الجن والإنس .
(لصعِق) صَعِق الرجل : إذا مات ، وصَعِق : إذا غشي عليه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 145 و 146 في الجنائز ، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء ، وباب قول الميت وهو على الجنازة : قدموني ، وباب كلام الميت على الجنازة ، والنسائي 4 / 41 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/41) قال : حدثنا يونس، وحجاج. وفي (3/58) قال : حدثنا حجاج. وفي (3/58) قال : حدثنا الخزاعي - يعني أبا سلمة -. وعبد بن حميد (923) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والبخاري (2/108) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (2/108) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/124) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (4/41) قال : أخبرنا قتيبة.
سبعتهم - يونس، وحجاج، والخزاعي، ويعقوب، وعبد العزيز، وابن يوسف، وقتيبة - قالوا : حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.

8620 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا وُضِعَ الرجل الصالح على سَريره ، قال : قَدِّموني ، وإذا وضع الرجل - يعني السوءَ - على سريره ، قال : يا ويلاه ، أين تذهبون بي ؟» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 40 و 41 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/292) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/474) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحجاج. وفي (2/500) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. والنسائي (4/40) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله.
خمستهم - يزيد، ويحيى، وحجاج، ومحمد بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، فذكره.

القيام معها ولها
8621 - (د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : كان -[128]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا تَبِع جنازةَ لم يقعُد حتى تُوَضع في اللَّحْد ، فعرَض له حَبْرٌ من اليهود ، فقال : إنَّا هكذا نصنعُ يا محمد ، قال : فقال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «خالفوهم واجلسوا» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَبْر) الحبر ، بفتح الحاء وكسرها : العالِم .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1020) في الجنائز ، باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع ، وأبو داود رقم (3176) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وإسناده ضعيف ، وحديث القيام منسوخ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3176) قال : حدثنا هشام بن بهرام المدائني، قال : أخبرنا حاتم بن إسماعيل. وابن ماجة (1545) قال : حدثنا محمد بن بشار، وعقبة بن مكرم، قالا : حدثنا صفوان بن عيسى. والترمذي (1020) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا صفوان بن عيسى.
كلاهما - حاتم، وصفوان - قالا : حدثنا بشر بن رافع - هو أبو الأسباط الحارثي - عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، عن أبيه، عن جده، فذكره.

8622 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ بعدُ ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مستقبلَ القبلةِ ، وجلسنا معه» . أخرجه أبو داود .
وعند النسائي قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ، فلما انتهينا إلى القبر ولم يلحد ، فجلس ، وجلسنا حوله ، كأنَّ على رؤوسنا الطيرُ» .
وهو طَرف من أول حديث للبراء ، يرد في الفصل الثاني من الباب الثالث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3212) في الجنائز ، باب الجلوس عند القبر ، والنسائي 4 / 38 في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
1 - أخرجه أحمد (4/287) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4/288) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (4/288) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/297) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3212) و (4753) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4753) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4754) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. خمستهم - أبو معاوية، وابن نمير، وزائدة، وسفيان، وجرير - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/295) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وابن ماجة (1548) قال : حدثنا محمد بن زياد، قال : حدثنا حماد بن زيد. وعبد الله بن أحمد (4/296) قال : حدثناه أبو الربيع، قال : حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - معمر، وحماد - عن يونس بن خباب.
3 - وأخرجه ابن ماجة (1549) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا هارون بن إسحاق، قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس.
ثلاثتهم - الأعمش، ويونس، وعمرو - عن منهال بن عمرو، عن زاذان، فذكره.

8623 - (خ م د ت س) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا رأى أحدُكم جنازة ، فإن لم يكن ماشياً معها -[129]- فليقم ، حتى يخلِّفَها أو تُخلِّفه ، أو توضَعُ [من] قَبْل أن تُخَلِّفَهُ» .
وفي رواية قال : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تُخَلِّفَكُمْ» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
وأخرج الترمذي وأبو داود الثانية . وزاد أبو داود «أو توضع» .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 142 في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وباب متى يقعد إذا قام للجنازة ، ومسلم رقم (958) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وأبو داود رقم (3172) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والترمذي رقم (1042) في الجنائز ، باب ما جاء في القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 44 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (142) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/445) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي (3/446) قال : حدثنا سفيان. وفي (3/447) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (2/107) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/56) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن نمير، قالوا : حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث (ح) وحدثني حرملة، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وأبو داود (3172) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (1542) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا سفيان. والترمذي (1042) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (4/44) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن أخي ابن شهاب، والليث بن سعد، ويونس - عن الزهري، قال : أخبرني سالم بن عبد الله.
2 - وأخرجه أحمد (3/445) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا ابن عون. وفي (3/445) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (3/445) قال : حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا : حدثنا ابن جريج. وفي (3/445) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (3/445) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا أيوب. وعبد بن حميد (315) قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا ابن عون. والبخاري (2/107) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. ومسلم (3/57) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. وفي (3/57) قال : حدثني أبو كامل، قال : حدثنا حماد (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا إسماعيل، جميعا عن أيوب (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1542) قال : حدثنا محمد بن رمح، قال : أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1042) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (4/44) قال : أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. خمستهم - ابن عون، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وأيوب، والليث بن سعد - عن نافع.
كلاهما - سالم، ونافع - عن ابن عمر. فذكره.

8624 - (خ) عبد الرحمن بن القاسم - رحمه الله- «أن القاسم [بن محمد] كان يمشي بين يدي الجنازة ، ولا يقوم لها ، ويخبر عن عائشة قالت : كان أهل الجاهلية يقومون لها ، يقولون إذا رأوها : كنتِ في أهلك ما أنْتِ ؟ مرتين» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 114 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب أيام الجاهلية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3837) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثني ابن وهب، قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم. فذكره.

8625 - (خ م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا ، فمن تَبِعها فلا يقعد حتى توضعَ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري من حديث أبي سعيد المقبري قال : «كُنَّا في جنازة ، فأخذ أبو هريرة بيد مروان ، فجلسنا قبل أن توضَع ، فجاء أبو سعيد الخدري ، -[130]- فأخذ بيد مَرْوان ، وقال : قُمْ ، فوالله لقد علم هذا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك . فقال أبو هريرة : صدق» .
ولمسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا تبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى توضَع» .
وأخرج الترمذي والنسائي الأولى .
وللنسائي : «إذا مرت بكم جنازة فقوموا ، فمن تبعها فلا يقْعُدْ حتى توضعَ» .
وفي أخرى له : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مروا عليه بجنازة فقاموا» .
وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إذا تبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى توضعَ» .
وأخرج أبو داود أيضاً المسند من رواية البخاري ، وهذا لفظه بمثل حديث أبي سعيد ، وقال فيه : «حتى توضَع بالأرض» وفي أخرى «حتى توضَع في اللحدِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 143 في الجنائز ، باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع عن مناكب الرجال ، وباب متى يقعد إذا قام للجنازة ، ومسلم رقم (959) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وأبو داود رقم (3173) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والترمذي رقم (1043) في الجنائز ، باب ما جاء في القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 44 و 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/25) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/48 و51) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. والبخاري (2/107) قال : حدثنا مسلم - يعني ابن إبراهيم -. ومسلم (3/57) قال: حدثني سريج بن يونس، وعلي بن حجر، قالا : حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية -. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا معاذ بن هشام. والترمذي (1043) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي، والحسن بن علي الخلال الحلواني، قالا : حدثنا وهب بن جرير. والنسائي (4/44) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد. سبعتهم - يحيى، وعبد الملك، ومسلم، وإسماعيل، ومعاذ، ووهب، وخالد بن الحارث - عن هشام الدستوائي.
2 - وأخرجه أحمد (3/41) قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا أبان.
3 - وأخرجه النسائي (4/43) قال : أخبرنا يحيى بن درست، قال : حدثنا أبو إسماعيل.
4 - وأخرجه النسائي (4/77) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال : أنبأنا عبد الله، عن هشام، والأوزاعي.
أربعتهم - هشام، وأبان، وأبو إسماعيل القناد، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، قال : حدثنا أبو سلمة، فذكره.

8626 - (س) أبو هريرة وأبو سعيد - رضي الله عنهما- قالا : «ما رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شهدَ جنازة قَطُّ فجلس حتى توضَع» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 /44 و 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/44) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن ابن عجلان، عن سعيد، فذكره.

8627 - (س) يزيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال : «إنهم كانوا -[131]- جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فطلعت جنازة ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقام من معه ، فلم يزالوا قياماً حتى نَفَذَت» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) قال : حدثنا ابن نمير. والنسائي (4/45) قال :أخبرني أيوب بن محمد الوزان. قال : حدثنا مروان.
كلاهما - عبد الله بن نمير، ومروان بن معاوية - عن عثمان بن حكيم الأنصاري، عن خارجة بن يزيد، فذكره.

8628 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : مَرَّت جنازة ، فقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنها يَهُودِيِّة ، فقال : «إن للموت فَزَعاً ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه لجنازة يهوديّ حتى توارت» وأخرج النسائي الروايتين .
وفي رواية أبي داود قال : «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، إذ مَرَّت بنا جنازة ، فقام لها ، فلما ذهبنا لنحمل ، إذا هي جنازة يهوديّ...» فذكر الحديث .
وللنسائي أيضاً مثل رواية مسلم ، ولم يذكر «يهودي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 144 في الجنائز ، باب من قام لجنازة يهودي ، ومسلم رقم (960) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وأبو داود رقم (3174) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 46 في الجنائز ، باب القيام لجنازة أهل الشرك ، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 3 / 145 حول القيام للجنازة وعدمه وحكمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/319) قال : حدثنا يحيى، عن هشام (ح) وعبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا هشام. وفي (3/334) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا أبان - يعني العطار -. وفي (3/354) قال : حدثنا أبو المغيرة، قال : حدثنا الأوزاعي. وعبد بن حميد (1153) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا أبان بن يزيد العطار. والبخاري (2/107) قال : حدثنا معاذ بن فضالة، قال : حدثنا هشام. ومسلم (3/57) قال : حدثني سريج بن يونس، وعلي بن حجر، قالا : حدثنا إسماعيل- وهو ابن علية -، عن هشام الدستوائي. وأبو داود (3174) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد، قال : حدثنا أبو عمرو.والنسائي (4/45) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل، عن هشام (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد، قال : حدثنا هشام.
ثلاثتهم - هشام، وأبان، وعمرو الأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبيد الله بن مقسم، فذكره.

8629 - (خ م س) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله- قال : «كان سهْلُ بنُ حُنَيف ، وقيسُ بنُ سَعْد قاعِدَيْن بالقادسَّيةِ ، فمُرّ عليهما بجنازة ، فقاما ، فقيل لهما : إنَّها من أهل الأرض - أي من أهل الذِّمَّةِ - فقالا : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرّت به جنازة فقام ، فقيل له : إنها جنازة يهوديّ ، فقال : -[132]-أليست نَفْساً ؟» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 144 في الجنائز ، باب من قام لجنازة يهودي ، ومسلم رقم (961) في الجنائز، باب القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 43 في الجنائز ، باب القيام لجنازة أهل الشرك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/6) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. (ح) ومحمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.
والبخاري (2/107) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (3/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا غندر، عن شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنيه القاسم بن زكريا، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش. والنسائي (4/45) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

8630 - (س) محمد بن سيرين - رحمه الله- قال : «إن جنازة مَرَّت بالحسن بن عليّ وابن عباس ، فقام الحسن ، ولم يقم ابنُ عباس ، فقال الحسن : أليس قد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهوديّ ؟ قال : نعم ، ثم جلس» .
وفي أخرى مثله ، ولم يذكر «يهودي» .
وفي أخرى : «فقال : قام أحدهما ، وقعد الآخر ، ولم يسمِّ القائم ولا القاعد» .
وفي أخرى عن جعفر بن محمد عن أبيه - رحمهما الله- «أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما- ، كان جالساً ، فمُرَّ عليه بجنازة ، فقام الناس حتى جاوزتِ الجنازةُ . فقال الحسن : إنما مُرَّ بجنازة يهوديّ ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على طريقها جالساً ، وكره أن تَعْلَوَ رأسَهُ جنازةُ يهودي ، فقام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 46 و 47 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/46 و 47) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا هشيم، قال : أنبأنا منصور، عن ابن سيرين، فذكره.

8631 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن جنازة مَرَّتْ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام ، فقيل : إنها جنازة يهوديّ ، فقال : إنما قُمْتُ للملائكةِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 4 7 و 48 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/47) قال : أخبرنا إسحاق، قال : أنبأنا النضر، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، فذكره.

8632 - (م ط ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقوم للجنائز ، ثم جلس بَعْدُ» . أخرجه الموطأ وأبو داود .
وفي رواية مسلم قال : «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قام فقمنا ، وقعد فقعدنا ، يعني في الجنازة» .
وفي رواية الترمذي والنسائي : «أنه ذكر القيام في الجنائز حتى توضع ، فقال علي - رضي الله عنه- : قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم قَعَدَ» .
وفي أخرى للنسائي ، قال : «رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام فَقُمنْا ورأيناه قَعَدَ فَقَعَدْنا» .
وفي أخرى له عن أبي معمر قال : «كُنَّا عند عليّ ، فمرَّتْ به جَنَازَة ، فقاموا لها ، فقال عليّ : ما هذا ؟ قالوا : أمْرُ أبي موسى ، فقال : إنما قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهودية ، ولم يَعُدْ بعد ذلك» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين عن محمد بن المنكدر قال : سمعتُ مسعودَ بنَ الحكم يُحَدِّث عن عليٍّ - وقد قيل له : لِمَ لم تقم للجنازة ؟ قال : «رأينا -[134]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام فقمنا ، ثم قعد فقعدنا» يعني في الجنازة ، وإنما قال ذلك ، لأن نافع بن جُبَيْر رأى واقِدَ بنَ عمرو قام حتى وُضِعَتِ الجنازةُ (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (962) في الجنائز ، باب نسخ القيام للجنازة ، والموطأ 1 / 232 في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز والجلوس على المقابر ، وأبو داود رقم (3175) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والترمذي رقم (1044) في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 46 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ، وباب الوقوف للجنائز .
(2) رواية رزين هذه هي إحدى روايات مسلم في الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» (160) عن يحيى بن سعيد. والحميدي (51) قال : حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. وأحمد (1/82) (623) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو. ومسلم (3/58) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال : حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني محمد بن المثنى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. جميعا عن الثقفي. قال ابن المثنى : حدثنا عبد الوهاب، قال : سمعت يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال : حدثنا ابن أبي زائدة، عن يحيى بن سعيد. وأبو داود (3175) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد. والترمذي (1044) . والنسائي (4/77) كلاهما عن قتيبة، قال : حدثنا الليث، عن يحيى.
كلاهما - يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو - عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع ابن جبير.
2 - وأخرجه أحمد (1/83) (631) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/131) (1094) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/138) (1167) قال : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. ومسلم (3/59) قال : حدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثناه محمد بن أبي بكر المقدمي وعبيد الله بن سعيد، قالا : حدثنا يحيى - وهو القطان -. وابن ماجة (1544) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد. ستتهم - يحيى القطان، ووكيع، وابن جعفر، وحجاج، وعبد الرحمن، وخالد - عن شعبة، قال : حدثنا محمد بن المنكدر.
كلاهما - نافع، وابن المنكدر - عن مسعود بن الحكم، فذكره.

الفصل الخامس : في الدفن ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في دفن الشهداء
8633 - (ت د س) هشام بن عامر - رضي الله عنه - قال : «جاءت الأنصارُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ أُحُد ، فقالت : أصابنا قَرْحٌ وَجَهْد ، فكيف تأمرنا ؟ قال : أَوسِعُوا القَبَر ، وأَعْمِقُوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. قيل : فأيُّهم يُقَدَّم ؟ قال: أَكثرُهم قرآناً» قال : «أصيب أبي يومئذ عامِرٌ بين اثنين ، أو قال : واحد» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي قال : «شُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الجراحات يوم أحد ، فقال : احفروا ، وَأَوْسِعوا ، وأحسنوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبرٍ واحد ، وقدِّموا أكثرَهم قرآناً ، فمات أبي ، فقُدِّم بين يدي رجلين» . -[135]-
وفي رواية النسائي قال : «شَكَوْنَا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أُحد ، فقلنا : يا رسول الله ، الحفر علينا لكل إنسان شديد ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- احفِروا ، وأعمِقوا ، وأحسنوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد ، قالوا : فمن نقدم يا رسول الله ؟ قال : قَدِّموا أكثرَهم قرآناً» ، فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد .
وفي أخرى له قال : «اشتد الجراح يوم أحد ، فشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : احفروا ، وأوسعوا ، وأحسنوا ، وادفنوا» .
وفي أخرى قال : لما كان يوم أُحد ، أصاب الناسَ جَهْدٌ شديد ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «احفروا...» وذكر الحديث إلى قوله : «أكثرهم قرآناً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرْح) القَرْحُ : الجَرْح ، والجَهْدُ ، والمشقَّة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3215) في الجنائز ، باب في تعميق القبر ، والترمذي رقم (1713) في الجهاد ، باب ما جاء في دفن الشهيد ، والنسائي 4 / 80 و 81 في الجنائز ، باب اللحد والشق ، وباب ما يستحب من توسيع القبر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/19) قال : حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. وفي (4/19) قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (4/20) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثنا أيوب. وفي (4/20) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (4/20) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر، عن أيوب. وأبو داود (3215) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة، أن سليمان بن المغيرة حدثهم. وفي (3216) قال : حدثنا أبو صالح - يعني الأنطاكي - قال : أخبرنا أبو إسحاق - يعني الفزاري - عن الثوري، عن أيوب. والنسائي (4/80) قال : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. قال : حدثنا سفيان، عن أيوب. وفي (4/83) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك.قال : حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. وفي (4/83) قال : حدثنا محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب.
كلاهما - سليمان بن المغيرة، وأيوب - عن حميد بن هلال، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/20) قال : حدثنا عبد الصمد. وابن ماجة (1560) قال : حدثنا أزهر بن مروان. والترمذي (1713) قال : حدثنا أزهر بن مروان البصري. والنسائي (4/83) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثنا مسدد.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأزهر، ومسدد - عن عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر، فذكره زاد فيه «أبو الدهماء، وهو قرفة بن بهيس» .
(*) وأخرجه أحمد (4/20) قال : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا أبي. وفي (4/20) قال : حدثنا عفان. قال : سمعت جرير بن حازم. وأبو داود (3217) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا جرير. والنسائي (4/81) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا أبي. وفي (4/83) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال : أنبأنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
كلاهما - جرير بن حازم، وأيوب - عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه هشام بن عامر، فذكره. زاد فيه «سعد بن هشام بن عامر» .

8634 - (خ د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين من قَتْلَى أُحُد في ثوب واحد ، ثم يقول : أيُّهما أكثرُ أخْذاً للقرآن ؟ فإذا أُشير إلى أحدهما قَدَّمه في اللَّحْد ، -[136]- وقال : أنا شهيد على هؤلاء ، وأمرَ بدَفْنِهم بدمائهم ، ولم يصلِّ عليهم ، ولم يُغَسِّلْهُم» .
وفي أخرى قال : «إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أُحد ، وقال : ادفنوهم في دمائهم ، ولم يُغَسِّلْهُم» . أخرجه البخاري .
وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي الأولى ، وليس عند أبي داود «ولم يصلِّ عليهم» .
وله في أخرى مثلها ، ولم يذكر «في ثوبٍ واحد» والثانية ذكرها رزين (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 169 في الجنائز ، باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر ، وباب الصلاة على الشهيد ، وباب من لم ير غسل الشهداء ، وباب من يقدم في اللحد ، وباب اللحد والشق في القبر ، وفي المغازي ، باب من قتل من المسلمين يوم أحد ، وأبو داود رقم (3138) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، والترمذي رقم (1034) في الجنائز ، باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد ، والنسائي 4 / 62 في الجنائز ، باب ترك الصلاة على الشهداء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه عبد بن حميد (1119) قال : أخبرنا زيد بن حباب العكلي. والبخاري (2/114) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/115) قال : حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (2/115) أيضا قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (2/115) أيضا قال : حدثنا ابن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (2/117) قال : حدثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (5/131) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (3138) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد بن موهب. وفي (3139) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري، قال : حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (1514) قال : حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1036) . والنسائي (4/62) قال الترمذي : حدثنا، وقال النسائي : أخبرنا قتيبة.
تسعتهم - زيد، وعبد الله بن يوسف، وسعيد، وأبو الوليد، وعبد الله بن المبارك، وقتيبة، ويزيد بن خالد، وابن وهب، وابن رمح - عن الليث بن سعد، قال : حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، فذكره.

8635 - (خ د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حَضَرَ أُحُد دعاني أبي من الليل ، فقال : ما أُراني إلا مقتولاً في أول من يُقتَل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإني لا أترك بعدي أعزَّ عليَّ منكَ ، غير نَفْسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإن عَلَيَّ دَيْناً ، فاقْض ، واستوصِ بأخواتِكَ خيراً ، فأصبحنا ، فكان أولَ قتيل ، فدفنتُ معه آخرَ في قبره ، ثم لم تَطِبْ -[137]- نفسي أن أتركه مع آخر ، فاستخرجته بعد ستةِ أشهر ، فإذا هو كيوم وضعتُه ، غيرَ أُذُنِهِ» .
وفي رواية : «فجعلته في قبر على حِدَة» . أخرجه البخاري .
وفي رواية أبي داود قال : «دُفِنَ مع أبي رجل ، وكان في نفسي من ذلك حاجة ، فأخرجتُه بعد ستة أشهر ، فما أنكرتُ منه شيئاً إلا شُعيرات كُنَّ في لحيته مما يلي الأرض» .
وفي رواية النسائي قال : «دفن رجل مع أبي في القبر ، فلم يَطِبْ قلبي حتى أخرجتُه ، ودفنته على حِدَة» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «جَرَفَ السيلُ على قَبْر أبي وآخر كان إلى جنبه ، فأخرجناهما ، فوجدناهما على هيئتهما يوم وضعناهما ، ويَدُ أبي قد وضعها على جَرحه ، فنَحَّيناها عن موضعها ، وأرسلناها ، فعادت كما كانت إلى موضعها ، وكان بين يوم أُحد ويوم جَرْفِ السيل على قبره : أربعون سنة» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(على حِدَةٍ) قَعَد فلان على حِدَةٍ : إذا قَعَدَ منفرداً .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 172 و 173 في الجنائز ، باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة , وأبو داود رقم (3232) في الجنائز ، باب في تحويل الميت من موضعه لأمر يحدث ، والنسائي 4 / 84 في الجنائز ، باب إخراج الميت من القبر بعد أن يدفن فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/116) قال : حدثنا مسدد، قال : أخبرنا بشر بن المفضل، قال : حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح. والنسائي (4/84) قال : أخبرنا العباس بن عبد العظيم، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح.
كلاهما - حسين، وابن أبي نجيح - عن عطاء، فذكره.
رواية ابن أبي نجيح مختصرة على : «دفن مع أبي رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته، فجعلته في قبر على حدة» .

8636 - (ط) عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة - رحمه الله- بلغه «أن عمرَو بنَ الجَموح ، وعبد الله بنَ عمرو الأنصاريِيَّن ، ثم السَّلَمِيَّيْن - رضي الله عنهما- دُفِنا يوم أحد معاً ، فَجَرَفَ السيلُ قبرهما فَحُفِرَ عنهما لِيغَيَّرا من مكانهما ، فوجدا كأنما ماتا بالأمس ، وكان في أحدهما جَرْح قد وضَع يده عليه ، فأمِيطت يَدُه عن جَرحه ، ثم أُرْسِلَتْ ، فرجعت كما كانت ، وكان بين يوم أحد ويوم حُفِرَ عنهما ست وأربعون سْنة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 470 في الجهاد ، باب الدفن في قبر واحد من ضرورة ، بلاغاً ، وإسناده منقطع ، قال ابن عبد البر : لم تختلف الرواة في قطعه ، ويتصل معناه من وجوه صحاح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/69) بلاغا عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فذكره.

8637 - (ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا كان يومُ أحد جاءت عَمَّتي بأبي لِتَدْفِنَهُ في مقابرنا ، فنادى منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : رُدُّوا القتلى إلى مضاجعهم» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «كُنَّا حملنا القتلى يوم أُحد لِنَدفِنَهم ، فجاء منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، يأمركم أن تدِفنوا القتلى في مضاجعهم ، فرددناهم» .
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرَ بقتلى أُحد أن يُرَدُّوا إلى مصارعهم ، وكانوا نقلوا إلى المدينة» .
وفي أخرى قال : «ادفنوا القتلى في مصارعهم» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3165) في الجنائز ، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض ، والترمذي رقم (1717) في الجهاد ، باب رقم (37) ، والنسائي 4 / 79 في الجنائز ، باب أين يدفن الشهيد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو جزء من حديث طويل :
أخرجه الحميدي (1298) قال : حدثنا «سفيان بن عيينة» . وأحمد (3/297) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/303) قال : حدثنا وكيع عن سفيان «الثوري» . وفي (3/308) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وفي (3/397) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا أبو عوانة. والدارمي (46) قال : أخبرنا أبو النعمان، قال : حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (1533) قال : حدثنا محمد بن عيسى، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (3165) قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان «الثوري» . وابن ماجة (1516) قال : حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1717) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود، قال : أخبرنا شعبة. وفي «الشمائل» (179) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا سفيان «الثوري» . والنسائي (4/79) قال : أخبرنا محمد بن منصور، قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وفي (4/79) أيضا قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . وفي «عمل اليوم والليلة» (423) قال : أخبرني عبد الأعلى بن واصل، قال : حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان «الثوري» .
أربعتهم - ابن عيينة، وشعبة، وأبو عوانة، والثوري - عن الأسود بن قيس، عن نبيح، فذكره.
رواية أحمد (3/397) . والدارمي (46) : ورد الحديث بطوله.
رواية الحميدي، وأحمد (3/297 و 308) . وأبي داود (3165) . وابن ماجة والترمذي، والنسائي : مختصرة على رد قتلى أحد إلى مضاجعهم.
رواية أحمد (3/297) مختصرة على قصة دين جابر.
رواية أحمد (3/303) مختصرة على قصة الدين، والدعاء لهم.
رواية أبي داود (1533) ، و «عمل اليوم والليلة» مختصرة على الدعاء.
رواية «الشمائل» مختصرة على ذبح الشاة.

8638 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «رُمِيَ رجل بسهم في صدره - أو في حَلْقه - فمات ، فأُدرجَ في ثيابه كما هو ، قال : ونحنُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3133) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/367) قال : حدثنا محمد بن سابق. وأبو داود (3133) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا معن بن عيسى (ح) وحدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - محمد، ومعن، وعبد الرحمن - عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، فذكره.

8639 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتلى أُحد أن يُنْزَعُ عنهم الحديدُ والجلودُ ، وأن يُدْفَنُوا بثيابهم ودمائهم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3134) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/247) (2217) . وأبو داود (3134) قال : حدثنا زياد بن أيوب، وعيسى بن يونس. وابن ماجة (1515) قال : حدثنا محمد بن زياد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، وعيسى بن يونس، ومحمد بن زياد - قالوا : حدثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره.

8640 - (س) عبد الله بن ثعلبة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «زَمِّلوهم بدمائهم ، فإنه ليس يُكْلَمُ أحد في سبيل الله إلا أتى يوم القيامةَ جَرحُه يَدْمى ، لونه لون الدم ، وريحه ريح المسك» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زمِّلوه) زمَّلتهُ في ثوبه : إذا لففته فيه ، وكذلك إذا تَدَّثَر به .
__________
(1) 4 / 78 في الجنائز ، باب مواراة الشهيد في دمه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/431) قال : حدثنا هشيم، عن محمد بن إسحاق. وفي (5/431) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (5/431) قال : حدثنا سفيان «قال : وثبتنيه معمر» . وفي (5/431) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والنسائي (4/78 و 6/29) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن ابن المبارك عن معمر.
ثلاثتهم - محمد، وسفيان، ومعمر - عن الزهري، فذكره.
(*) رواية سفيان : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشرف على قتلى أحد، فقال : إني أشهد على هؤلاء، زملوهم بكلومهم ودمائهم» .

8641 - (س) عبد الله (1) بن معية - رحمه الله- قال : «أصيبَ رجلان من المسلمين يوم الطائف ، فحملا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمر أن يُدْفَنا حيث -[140]- أُصيبا ، وكان ابن مُعَيَّة ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) ويقال : عبيد الله .
(2) مرسلاً 4 / 79 في الجنائز ، باب أين يدفن الشهيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/79) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا وكيع، قال : حدثنا سعيد بن السائب عن رجل يقال له : عبيد الله بن معية، قال... فذكره.

8642 - (د ت) محمد بن شهاب - رحمه الله- أن أنساً حدَّثَهم : «أن شُهداء أُحد لم يُغَسَّلوا ، ودفنوا بدمائهم ، ولم يُصَلَّ عليهم» .
وفي رواية قال أنس : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ علَى حمزة وقد مُثِّل به ، فقال : لولا أن تجد صَفِيَّةُ في نفسها لتركْتُه حتى تأكلَهُ العافيةُ ويُحْشَر من بطونها ، وقلّت الثياب ، وكثرت القتلى ، فكان الرجل والرجلان والثلاثة يُكفَّنون في الثوب الواحد» .
زاد في رواية : «ثم يدفنون في قبر واحد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل : أيُّهم أكثر قرآنا ؟ فيقدِّمه إلى القبلة» .
وفي أخرى قال : «مَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بحمزة وقد مُثِّل به ، ولم يصلِّ على أحدٍ من الشهداءِ غيره» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي : أن أنساً قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمزة يوم أحد ، فوقف عليه ، فرآه قد مُثِّل به . قال : لولا أن تجد صفيَّةُ في نفسها لتركتُه حتى تأكله العافيةُ ، حتى يُحْشَر يوم القيامة من بطونها ، قال : ثم دعا بنمرة فكفَّنه فيها ، فكانت إذا مدت على رجليه بدا رأسه ، قال : فكثر القتلى وقلَّت الثياب ، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد ، ثم يدفنون في قبر واحد ، قال : فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل عنهم : أيُّهم -[141]- أكثرُ قرآنا ؟ فيقدِّمه إلى القبلة ، قال : فدفنهم ، ولم يصلِّ عليهم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجد) وَجَدْت على الميت : إذا حَزِنتَ عليه وجَزِعت .
(العافية) : كلُّ طالب رزق من سَبُع أو طائر أو دابَّةٍ أو إنسان فهو عافٍ ، وأكثر ما تطلق العافية على السِّباع والطير .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3135) و (3136) و (3137) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، والترمذي رقم (1016) في الجنائز ، باب ما جاء في قتلى أحد وذكر حمزة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/128) قال : حدثنا صفوان بن عيسى، وزيد بن الحباب. وعبد بن حميد (1164) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى. وأبو داود (3136) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا زيد بن الحباب (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا أبو صفوان المرواني. والترمذي (1016) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا صفوان.
أربعتهم - صفوان، وزيد، وعبيد الله، وأبو صفوان - عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3135) قال : حدثنا أحمد بن صالح، قال : حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا سليمان بن داود المهري، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني أسامة بن زيد، أن ابن شهاب أخبره، فذكره.

الفرع الثاني : في دفن الموتى ، وهيئة القبور
تعجيل الدفن
8643 - (د) الحصين بن وحوَح «أن طلحةَ بنَ البراء لَمَّا مَرِضَ أتاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُه ، فقال : إني لا أُراه إلا قد حَدَث به الموتُ ، فآذِنُوني به ، وعَجِّلُوا ، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تُحْبَس بين ظَهْرانَيْ أهله» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظهرانَيْ) جلست بين ظهراني القوم : إذا جلست فيما بينهم .
__________
(1) رقم (3159) في الجنائز ، باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3159) قال : حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبو سفيان، وأحمد بن جناب، قالا : ثنا عيسى - قال أبو داود. هو ابن يونس - عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة، وقال عبد الرحيم : عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح. فذكره.

الدفن في الليل
8644 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «خطب يوماً ، فذكر رجلاً من أصحابه قُبِض ، وكفِّن في كفن غيرِ طائل ، وقُبِرَ ليلاً ، فزجر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُقُبَرَ الرجل بالليل حتى يُصَلَّى عليه ، إلا أن يضْطر إنسان إلى ذلك ، وقال في خطبته : إذا كَفَّنَ أحدكم أخاه فَلْيُحْسِن كَفَنَهُ» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غير طائل) في كفن غير طائل ، أي : في كَفَنٍ حقيرٍ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (943) في الجنائز ، باب في تحسين كفن الميت ، وأبو داود رقم (3148) في الجنائز ، باب في الكفن ، والنسائي 4 / 33 في الجنائز ، باب الأمر بتحسين الكفن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (8596) .

إدخال الميت القبر
8645 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل قبراً ليلاً ، فأُسْرِجَ له بسراجٍ ، فأخذه من قِبَلِ القِبْلَة مُعْتَرِضاً وقال : رحمكَ الله ، إن كنتَ لأوّاهاً ، تَلاَّءاً للقرآن ، وكَبّر عليه أربعاً» .
أخرجه الترمذي ، وقال : إنَّما كان هذا من العُذْرِ ، لأنه رُوِيَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «الأمرُ بأن يُسَلَّ مِنْ قِبَل رجليه سَلاًّ» (1) .
-[143]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لأوَّاهاً) الأوّاه : كثير الدعاء ، وقيل : هو رقيق القلب .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1057) في الجنائز ، باب ما جاء في الدفن بالليل ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1057) قال : حدثنا أبو كريب، ومحمد بن عمرو السواق، قالا : حدثنا يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطاء، فذكره.
(*) أخرجه ابن ماجة (1520) قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : أنبأنا يحيى بن اليمان، عن منهال بن خليفة، عن عطاء، فذكره. ولم يذكر «حجاجا» .
رواية ابن ماجة مختصرة على أوله.
(*) حديث ابن سيرين قال : «مر بجنازة على الحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس. فقال الحسن لابن عباس : أما قام لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال ابن عباس : قام لها، ثم قعد» .
(*) حدثنا أبي مجلز، «عن ابن عباس. والحسن بن علي، مرت بهما جنازة، فقام أحدهما، وقعد الآخر، فقال الذي قام : أما والله، لقد علمت، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قام، قال له الذي جلس : لقد علمت، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جلس» .

8646 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «رأينا ناراً بالبقيع ، فأتينا ، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في القبر ، وهو يقول : ناولوني الرجلَ ، فناولوه من قِبَل رِجْلَيِ القبر ، فنظرتُ ، فإذا هو الذي كان يرفع صوته بالذكر» .
وفي رواية قال : «رأى ناس ناراً في المقبرة ، فأتوها ، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في القبر ، وإذا هو يقول : ناولوني صاحبكم ، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صَوْتَهُ بالذكر» .
أخرج أبو داود الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين .
__________
(1) رقم (3164) في الجنائز ، باب الدفن بالليل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3164) قال : حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال : حدثنا أبو نعيم، عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، فذكره.

8647 - (د) أبو إسحاق السبيعي - رحمه الله- قال : «أوصاني الحارث أن يصلِّي عليه عبد الله بن يزيد [الخَطمي] ، فصلَّى عليه ، ثم أدخله القبر من قِبَل رِجلي القبر ، وقال : هذا من السنة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3211) في الجنائز ، باب في الميت يدخل من قبل رجليه ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3011) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، فذكره.

8648 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «شهدنا بِنْتاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- (1) تُدْفن ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالس على القبر ، فرأيت عينيه -[144]- تَدمعَان ، فقال : هل فيكم أحدٌ لم يقارفِ الليلةَ ؟ قال أبو طلحة : أنا ، قال : فانزل في قبرها ، فنزل في قبرها» . أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يُقَارِفْ) قوله : لم يُقارِفْ ، أي : لم يُذْنب ذنباً ، يجوز أن يريد به الجماع ، فكنى عنه .
__________
(1) هي أم كلثوم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنهما .
(2) 3 / 167 في الجنائز ، باب من يدخل قبر المرأة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/126) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/228) قال : حدثنا يونس، وسريج. والبخاري (2/100) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا أبو عامر. وفي (2/114) قال : حدثنا محمد بن سنان. والترمذي في «الشمائل» (327) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا أبو عامر.
أربعتهم - أبو عامر، ويونس، وسريج، وابن سنان - قالوا : حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال، فذكره.

اللحد والشَّق
8649 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اللحدُ لنا ، والشَّقُّ لغيرنا» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
وقد تقدَّم في الباب الأول ذِكْر اللَّحْد والشَّقِّ ، فلم نُعِدْهُ .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3208) في الجنائز ، باب في اللحد ، والترمذي رقم (1045) في الجنائز ، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اللحد لنا والشق لغيرنا " ، والنسائي 4 / 80 في الجنائز ، باب اللحد والشق ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3208) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل. وابن ماجة (1554) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. والترمذي (1045) قال : حدثنا أبو كريب، ونصر بن عبد الرحمن الكوفي، ويوسف بن موسى القطان البغدادي. والنسائي (4/80) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي.
ستتهم - إسحاق بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، ونصر بن عبد الرحمن، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن محمد الأذرمي - عن حكام بن سلم الرازي، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، فذكره.

تسوية القبور
8650 - (م د س) ثمامة بن شُفيّ - رحمه الله- قال : «كُنَّا مع فَضالَة بنِ عُبَيد - رضي الله عنه- بأرض الروم فُتُوفّيَ صاحبٌ لنا ، فأمر -[145]- فَضَالَةُ بقبره فَسُوِّيَ ، ثم قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمر بِتَسْوِيتها» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (968) في الجنائز ، باب الأمر بتسوية القبر ، وأبو داود رقم (9321) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، والنسائي 4 / 88 في الجنائز ، باب تسوية القبور إذا رفعت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/18) قال : حدثنا محمد بن عبيد، قال : حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق. وفي (6/18) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/21) قال : حدثنا الحسن بن موسى، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب. ومسلم (3/61) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو، قال : حدثنا ابن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال : حدثنا ابن وهب، قال : حدثنا عمرو بن الحارث. وأبو داود (3219) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال : حدثنا ابن وهب، قال : حدثني عمرو بن الحارث. والنسائي (4/88) قال : أخبرنا سليمان بن داود، قال : أنبأنا ابن وهب، قال : أخبرني عمرو ابن الحارث.
ثلاثتهم - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث - عن أبي علي الهمداني ثمامة بن شفي، فذكره.

8651 - (م د ت) أبو الهياج الأسدي - رحمه الله- قال : قال لي عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه- : «أَلا أَبعثُكَ على ما بعثني عليه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ اذهب ، فلا تَدَعْ تمثالاً إلا طَمسْتَه ، ولا قبراً مُشْرِفاً إلا سوَّيتَهُ» .
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (969) في الجنائز ، باب الأمر بتسوية القبر ، وأبو داود رقم (3218) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، والترمذي رقم (1049) في الجنائز ، باب ما جاء في تسوية القبور ، ورواه أيضاً النسائي 4 / 88 و 89 في الجنائز ، باب تسوية القبور إذا رفعت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/96) (741) و (1/128) (1064) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/61) قال : حدثنا يحيى بن يحيي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب - قال يحيى : أخبرنا.وقال الآخران : حدثنا وكيع -. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال : حدثنا يحيى - وهو القطان- وأبو داود (3218) قال : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (4/88) قال : أخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى.ثلاثتهم وكيع، ويحيى، ومحمد بن كثير - عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل.
2 - وأخرجه أحمد (1/89) (683) قال : حدثنا يونس بن محمد. وعبد الله بن أحمد (1/111) (889) قال : حدثنا شيبان أبو محمد.
كلاهما - يونس، وشيبان - عن حماد بن سلمة، عن يونس بن خباب، عن جرير بن حيان.
كلاهما - أبو وائل، وجرير - عن أبي الهياج -وهو حيان بن حصين الأسدي - فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/128) (1064) . والترمذي (1049) قال : حدثنا محمد بن بشار. كلاهما - أحمد، وابن بشار - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، أن عليّا قال لأبي الهياج... فذكر الحديث.

تجصيصها وإعلامها
8652 - (م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يُجَصّص القبر ، وأن يُبْنَى عليه ، وأن يُقعَد عليه» .
وفي رواية زيادة «وأن يُكتبَ عليه ، وأن يوطأ» .
وفي أخرى «نهى عن تجصيص القبور ، وهو تقصيصها» . أخرجه مسلم .
وأخرج النسائي الأولى والثالثة . وأخرج الترمذي الثانية . -[146]-
وللنسائي : «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُبْنَى على القبر ، أو يزادَ عليه ، أو يُجَصّص» .
زاد في رواية «أو يكتبَ عليه» .
وفي رواية أبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُقعَد على القبر ، وأن يُقَصّص ، وأن يبنى عليه» . زاد في رواية : «أو يزاد عليه» ، وزاد في الأخرى : «وأن يُكتَب عليه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقصيصها) العرب تسمي الجِصَّ قَصَّةً ، وتقصيصُ القبر : بناؤه بالقَصَّةِ ، وهي الجصُّ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (970) في الجنائز ، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه ، وأبو داود رقم (3225) و (3226) في الجنائز ، باب في البناء على القبر ، والترمذي رقم (1052) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها ، والنسائي 4 / 86 في الجنائز ، باب الزيادة على القبر ، وباب البناء على القبر ، وباب تجصيص القبور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/295) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/339) قال : حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1075) قال : حدثني ابن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث. ومسلم (3/61) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا حفص بن غياث. وفي (3/62) قال : حدثني هارون بن عبد الله، قال : حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (3225) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3226) قال : حدثنا مسدد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا : حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (1052) قال : حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري، قال : حدثنا محمد بن ربيعة. والنسائي (4/86) قال : أخبرنا هارون بن إسحاق، قال : حدثنا حفص. وفي (4/87) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد، قال : حدثنا حجاج. أربعتهم - عبد الرزاق، وحجاج، وحفص، ومحمد بن ربيعة - عن ابن جريج.
2 - وأخرجه أحمد (3/332) قال : حدثنا ابن علية، أو غيره. ومسلم (3/62) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا إسماعيل ابن علية. وابن ماجة (1562) قال : حدثنا أزهر بن مروان، ومحمد بن زياد، قالا : حدثنا عبد الوارث. والنسائي (4/88) قال : أخبرنا عمران بن موسى، قال : حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن أيوب.
كلاهما - ابن جريج، وأيوب - عن أبي الزبير، فذكره.

8653 - (د) المطلب بن عبد الله بن حنطب (1) - رحمه الله- قال : «لما ماتَ عثمانُ بنُ مَظْعون- وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين - فلما دُفنَ أمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً أن يأتيَه بحجر فَيُعلم قَبره به ، فأخذ حَجَراً ضَعُفَ عن حمله ، فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَحَسَر عن ذراعيه ، ثم حمله فوضعه عند رأسه ، وقال : أُعلم به قبر أخي ، وأدِفنُ عنده من مات من أهلي» . -[147]-
وفي رواية أبي داود قال : «لما ماتَ عثمان بنُ مظعون أخْرِجَ بجنازته ، فَدُفِن ، فأمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً أن يأتَيه بحجر ، فلم يستطع حملَه ، فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وحَسَر عن ذراعيه -[قال كثير ، وهو ابن زيد] ، قال المطلب : قال الذي يخبرني عَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : كأني أنظرِ إلى بياض ذراعي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين حَسَر عنهما - ثم حمله ، فوضعه عند رأسه ...» وذكر الحديث (2) .
الرواية الأولى ذكرها رزين .
__________
(1) في الأصل : المطلب بن وداعة ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (3206) في الجنائز ، باب في جمع الموتى في قبر والقبر يعلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3206) قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا سعيد بن سالم، (ح) وثنا يحيى بن فضيل السجستاني، ثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل - بمعناه، عن كثير بن زيد المدني، عن المطلب، فذكره.

8654 - (خ) خارجة بن زيد قال : «رأيتُنِي - ونحن شُبان في زمن عثمان - وإن أشَدَّنا وَثْبة : الذي يَثِبُ قبر عثمانَ بنِ مظعون حتى يجاوزَه» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله البخاري في " التاريخ الصغير " من طريق ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري سمعت خارجة بن زيد ... وذكره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر، وقال الحافظ في «الفتح» وصله البخاري في «التاريخ الصغير» من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، سمعت خارجة... فذكره.

نقل الميت
8655 - (ت) [عبد الله] بن أبي مليكة - رضي الله عنه - قال : «لما توفيَ عبد الرحمنُ بنُ أبي بكر بالحُبْشِي - وهو موضع - فَحُمِل إلى مكة ، فدفن بها ، فلما قَدِمتْ عائشة ، أتَتْ قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، -[148]- فقالت :
وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذيِمَةَ حِقْبَةً ... من الدَّهْرِ ، حتى قيل : لن يَتَصَدّعَا
فلما تفرَّقْنا كأنِّي ومالِكاً ... لطولِ اجتماع لم نَبِتْ لَيْلةً معا
ثم قالت : والله لو حضرتُك ما دُفنْتَ إلا حيثُ مُتَّ ، ولو شهدتُكَ ما زُرْتك» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1055) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ، وفيه عنعنة ابن جريج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1055) قال : حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره.

8656 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- عن غير واحد ممن يَثِقُ به «أن سعدَ بنَ أبي وقَّاص ، وسعيدَ [بنَ زيد] بن عمرو بن نُفَيل : تُوُفِّيا بالعقيق ، وحُمِلا إلى المدينة ، ودُفِنَا بها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 232 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/94) .

الدعاء عند الدفن
8657 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا أُدِخلَ الميتُ القبر قال : - وقال مرة : إذا وضِعَ الميِّتُ في لحده - قال مرة : بسم الله ، وبالله ، وعلى مِلَّةِ رسولِ الله ، وقال مرة : بسم الله ، وبالله ، وعلى سُنَّة رسولِ الله» أخرجه الترمذي .
وعند أبي داود «باسم الله وعلى سُنَّةِ رسولِ الله» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1046) في الجنائز ، باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر ، وأبو داود رقم (3213) في الجنائز ، باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره ، وصححه ابن حبان ، والحاكم ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1550) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش، قال : حدثنا ليث بن أبي سليم (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر، قال : حدثنا الحجاج. والترمذي (1046) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر، قال : حدثنا الحجاج.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، والحجاج بن أرطاة - عن نافع، فذكره.
أخرجه أحمد (2/27) (4812) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/40) (4990) قال : حدثنا عبد الواحد - يعني الحداد-. وفي (2/59) (5233) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/69) (5370) و (2/127) (6111) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (816) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (3213) قال : حدثنا محمد بن كثير (ح) وحدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1088) قال : أخبرنا أبو داود، قال : حدثنا سعيد بن عامر.
سبعتهم - يزيد بن هارون، وعبد الواحد الحداد، ووكيع - وعفان بن مسلم، ومحمد بن كثير، ومسلم ابن إبراهيم، وسعيد بن عامر- عن همام بن يحيى، قال :حدثنا قتادة، عن أبي الصديق الناجي، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1089) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا عبد الله، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن ابن عمر، فذكره موقوفا.

8658 - (د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا فَرَغ من دفن الميت وقَفَ عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم ، واسألوا له التثبيت ، فإنه الآنَ يُسأَل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3221) في الجنائز ، باب الاستغفار عند القبر للميت ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3221) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال : حدثنا هشام، عن عبد الله بن بحير، عن هانئ مولى عثمان، فذكره.

8659 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان يقول بعد ما يَفْرُغُ من دفن الميت : «اللّهم هذا عَبْدُكَ ، نزل بك ، وأنت خيرُ مَنْزُولٍ به ، فاغفر له ، ووسِّعْ مدخله» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

أحاديث مفردة
8660 - (خ) بريدة - رضي الله عنه - «أوصى أن يُجعَل في قبره جريدتان» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح " : وقد وصله ابن سعد من طريق مورق العجلي ، قال : أوصي بريدة أن يوضع على قبره جريدتان ومات بأدنى خراسان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر. وقال الحافظ في «الفتح» وصله ابن سعد من طريق مورق العجلي، قال : فذكره.

8661 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما- أنَّ عائشةَ قالت لعبد الله بن الزبير : «ادْفِنِّي مع صواحبي ، ولا تدفني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في البيت ، فإني أكرهُ أن أَزَكَّى به» أخرجه البخاري .
وفي رواية قال : سمعتُ عائشةَ توصي عبد الله بنَ الزبير تقول : -[150]-
«لا تدِفنِّي معهم في الحجرة ، ادِفنّي مع صواحبي بالبقيع ، لا أُزَكَّى بهم أبداً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 204 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، وفي الاعتصام ، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1391) عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكره.

8662 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما- أنَّ عمر أرسل إلى عائشة «ائذني [لي] أن أُدْفَنَ مع صاحبيَّ ، فقالت : إي والله ، قال : وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة ، قالت : لا والله ، لا أُوثرهم بأحد أبداً» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 258 في الاعتصام ، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7328) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أسامة، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، فذكره.

الفصل السادس : في زيارة القبور ، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول : في النهي عنها
8663 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَعَنَ زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسُّرُج» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3236) في الجنائز ، باب في زيارة النساء للقبور ، والترمذي رقم (320) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجداً ، والنسائي 4 / 94 و 95 في الجنائز ، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، فإن له شواهد ، لكن دون لفظة السرج ، وإيقاد السرج على القبور منكر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/229) (2030) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا وكيع. وفي (1/287) (2603) قال : حدثني محمد بن جعفر. وفي (1/324) (2986) قال : حدثنا هاشم. وفي (1/337) (3118) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (3236) قال : حدثنا محمد بن كثير. ستتهم - يحيى، ووكيع، وابن جعفر، وهاشم، وحجاج، وابن كثير - عن شعبة.
2 - وأخرجه ابن ماجة (1575) قال : حدثنا أزهر بن مروان. والترمذي (320) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (4/94) قال : أخبرنا قتيبة. كلاهما - أزهر، وقتيبة - قالا : حدثنا عبد الوارث بن سعيد.
كلاهما - شعبة، وعبد الوارث - قالا : حدثنا محمد بن جحادة، قال : سمعت أبا صالح، فذكره.

8664 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لعنَ زَوَّارات القبور» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1056) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، وهذا إما أنه كان قبل الرخصة ، وإما لقلة صبر النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/337) و (356) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. وابن ماجة (1576) قال : حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. أبو نصر. قال : حدثنا محمد بن طالب. والترمذي (1056) قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - يحيى بن إسحاق، ومحمد بن طالب، وقتيبة - عن أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره.

8665 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : «قَبَرْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مَيّتاً ، فلما فرغنا انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وانصرفنا معه ، فلما حاذَى رسولُ الله بابَه وقف ، فإذا نحن بامرأة مُقِبلَة - قال : أظنُّه عرفها - فلما ذهبت ، فإذا هي فاطمةُ ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ما أخرَجَك ، يا فاطمةُ من بيتكِ ؟ قالت : أتيتُ يا رسولُ الله أهل هذا البيت ، فرحَّمْتُ إليهم ميَّتَهم - أو عَزَّيُتُهَم به - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لعلَّكِ بَلَغْتِ معهم الكُدَى ؟ فقالت : معاذ الله ، وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر ، قال : لو بلغت معهم الكُدى - فذكر تشديداً في ذلك - قال : فسألتُ ربيعة بن سيف عن الكدى ؟ فقال : القبور ، فيما أحسِب» .
أخرجه أبو داود ، وأخرجه النسائي بنحوه ، وقال في آخره «فقال : لو بلَغْتِها معهم ما رأيتِ الجنة حتى يراها جَدُّ أبيكِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكُدَى) الكُدى جمع كُدْية ، وهي الأرض الصلبة ، وسمى به -[152]- المقابر ؛ لأن مقابرهم كانت في مواضع صلبة من الأرض .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3123) في الجنائز ، باب في التعزية ، والنسائي 4 / 27 في الجنائز ، باب النعي ، وفي سنده ربيعة بن سيف المعافري ، وفيه مقال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/168) (6574) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن، قال : حدثنا سعيد. وفي (2/223) (7082) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا حيوة. وأبو داود (3123) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال : حدثنا المفضل. والنسائي (4/27) قال : أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. قال : حدثنا عبد الله - هو ابن يزيد المقرئ -. (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال : حدثنا أبي، قال : قال سعيد.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي أيوب، وحيوة، ومفضل بن فضالة - عن ربيعة بن سيف المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي : ربيعة ضعيف.

الفرع الثاني : في جواز ذلك
8666 - (م د ت س) بريدة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «قَدْ كُنْتُ نَهيتكم عن زيارةِ القبورِ ، فقد أُذِنَ لمحمد في زيارة قبر أمِّه ، فزوروها ، فإنَّها تُذَكِّركم الآخرةَ» هذه رواية الترمذي .
وفي رواية مسلم وأبي داود والنسائي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «نَهَيْتُكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، ونَهَيْتُكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ، فأمسكوا ما بدا لكم ، ونَهَيتُكم عن النبيذ إلا في سِقاء ، فاشربوا في الأسقية كلِّها ، ولا تشربوا مُسْكراً» .
وللنسائي في رواية ذكر المعنيين دون «زيارة القبور» (1) .
__________
(1) رواه مسلم (977) في الجنائز ، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه ، وأبو داود رقم (3235) في الجنائز ، باب في زيارة القبور ، والترمذي رقم (1054) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ، والنسائي 4 / 89 في الجنائز ، باب زيارة القبور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/359) قال : حدثنا حسين بن محمد، قال : حدثنا خلف - يعني ابن خليفة - وفي (5/361) قال : حدثنا وكيع. كلاهما - خلف، ووكيع - عن أبي جناب.
2 - وأخرجه أحمد (5/356) قال : حدثنا مؤمل. ومسلم (3/65) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة. وفي (6/82 و 98) قال : حدثني حجاج بن الشاعر، قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والترمذي (1054) و (1510) و (1869) قال : حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، والحسن بن علي الخلال، قالوا : حدثنا أبو عاصم النبيل، ثلاثتهم - مؤمل، وقبيصة، والضحاك أبو عاصم - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد.
3 - وأخرجه أحمد (5/356) قال : حدثنا حسين بن محمد، قال : حدثنا أيوب بن جابر، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن.
4 - وأخرجه ابن ماجة (3405) قال : حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن سماك، عن القاسم بن مخيمرة.
أربعتهم - أبو جناب، وعلقمة بن مرثد، والقاسم بن عبد الرحمن، والقاسم بن مخيمرة - عن سليمان بن بريدة، فذكره.
(*) الروايات كاملة ومختصرة.

8667 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «استأذنتُ ربي أن استغفرَ لأمي ، فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزورَ قبرها ، فأذن لي» أخرجه مسلم . -[153]-
وفي رواية أبي داود والنسائي قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبر أُمِّه ، فبكى ، وأبكى مَنْ حوله ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : استأذنتُ ربِّي عز وجل أن أستغفرَ لها ، فلم يأذْن لي ، فاستأذنتُه أن أزورَ قبرها ، فأذن لي ، فزوروا القبور» (1) .
وزاد رزين في رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى قبر أمه بالأبواء في ألف مقنع ، فبكى ، وأبكى من حوله...» الحديث .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقنَّع) رجل مُقنَّع : إذا كان غائصاً في السلاح .
__________
(1) رواه مسلم (976) في الجنائز ، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه ، وأبو داود رقم (3234) في الجنائز ، باب في زيارة القبور ، والنسائي 4 / 90 في الجنائز ، باب زيارة قبر المشرك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/441) قال : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. ومسلم (3/65) قال: حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد. قالا : حدثنا مروان بن معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. قالا : حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (3234) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري.قال : حدثنا محمد بن عبيد. وابن ماجة (1569 و 1572) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (4/90) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - محمد بن عبيد، ومروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.
(*) رواية «مروان بن معاوية» مختصرة على : «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي» .
(*) رواية ابن ماجة (1569) مختصرة على : «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» .

8668 - () أم عطية - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نَهيْتُكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، ولا تقولوا فُحْشاً (1)» أخرجه ... (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُحشاً) الفحش : الرديء من القول .
__________
(1) الذي عند النسائي والحاكم : ولا تقولوا هجراً ، والهجر هو الفحش .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ورواه الحاكم 1 / 376 ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

8669 - (د) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع -[154]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نريد قبور الشهداء ، حتى إذا أشرفنا على حَرَّة واقِمٍ ، فلما تدلَّينا منها ، فإذا قبور بمَحنِيََةٍ ، فقلنا : يا رسولَ الله ، أقبورُ إخواننا هذه :؟ قال : هذه قبورُ أصحابنا ، فلما جئنا قبور الشهداء ، قال : هذه قبورُ إخواننا (1)» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى أولاً نهياً عاماً لقرب عهدهم بالجاهلية وشركها في عبادة الموتى والتبرك بقبورهم ، فنهاهم عن زيارتها مطلقاً ، ثم لما فقهوا التوحيد وعرفوا ما كانوا عليه في الجاهلية ومقتوه ، أباح زيارة القبور ، بشرط أن تكون لتذكر الموت والدار الآخرة .
(2) رقم (2043) في المناسك ، باب زيارة القبور ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1387) ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/161) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وأبو داود (2043) قال : حدثنا حامد بن يحيى.
كلاهما - علي، وحامد - قالا : حدثنا محمد بن معن المدني، قال : أخبرني داود بن خالد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن ربيعة - يعني ابن الهدير - فذكره.

الفرع الثالث : فيما يقوله زائر القبور
8670 - (م ط س) محمد بن قيس بن مخرمة قال يوماً : ألا أُحدِّثكم عنِّي وعن أُمِّي ؟ فظننا أنَّه يريد أمَّه التي ولدتُهُ ، قال : قالت عائشةُ أُمُّ المؤمنين : «ألا أُحدِّثُكم عني وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قلنا : بلى ، قال : قالت : لمَّا كانت ليلتي التي [كان] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيها عندي ، انقلب فوضع رداءه ، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه ، وبسط طَرَف إزاره على فراشه فاضطجع ، فلم يلبث إلا رَيثما ظَنَّ أني قد رَقَدْتُ ، فأخذ رداءه رُوَيداً ، وانتعل رويداً ، وفتح الباب رويداً ، فخرج ، ثم أجافه رُويداً ، وجعلتُ دِرْعي في رأسي ، واختمَرتُ ، وتَقَنَّعْتُ إزاري ، -[155]- ثم انطلقت على إثْره ، حتى جاء البقيع ، فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه - ثلاث مرات - ثم انحرف فانحرَفْتُ ، فأسْرَع ، فأسرَعتُ ، فهروَل ، فهرولتُ ، فأحَضر ، فأحضَرْتُ ، فسبقته فدخلتُ ، فليس إلا أن اضطجعتُ ، فدخل فقال : مالك يا عائشةُ ؟ حَشْيا رابية ، قالت : قلت: لا شيء ، قال : لَتُخْبرِيني أو لَيُخْبِرنِّي اللطيف الخبير ، قالت : قلت : يا رسولَ الله ، بأبي أنت وأُمي ، فأخبرتُه ، فقال : فأنتِ السَّوادُ الذي رأيتُ أمامي ؟ قلت : نعم ، فلَهَزَني في صدري لَهْزَة (1) أوجعتني ، ثم قال : أظننتِ أن يَحيفَ الله عليكِ ورسولُه ؟ قلتُ : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم ، قال : فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت ، فناداني ، فأخفاه منكِ ، فأجبته ، فأخفيته منكِ ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابكِ ، فظننتُ أن قد رقدتِ ، وكرِهْتُ أن أُوقِظَكِ ، وخشيتُ أن تستوحشي ، فقال : إنَّ رَبكَ يأمركَ أن تأتيَ أهل البقيع ، فتستغفر لهم ، قالت : قلتُ : فكيف أقول يا رسولَ الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخِرين ، وإنَّا إن شاء الله [بكم] للاحقون» أخرجه مسلم والنسائي .
وفي رواية الموطأ مختصراً ، قالت : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة ، فلبس ثيابه ، ثم خرج ، فأمرتُ جاريتي بَريرةَ تَتْبعه ، فتبِعَتْه حتى جاء البقيع ، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف ، ثم انصرف فسبقتْه ، فأخبرتني ، فلم أذكر -[156]- له شيئاً حتى أصبح ، ثم ذكرتُ ذلك له ، فقال : إني بُعثت إلى أهل البقيع لأُصَلِّيَ عليهم» .
وأخرج النسائي رواية الموطأ .
ولمسلم والنسائي أيضاً قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلَّما كان ليلتي منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون ، غداً مُؤَجَّلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بَقيع الغَرقُدِ» .
هذه الرواية الآخرة : قد أفردها الحميديُّ عن الأولى ، وجعلها حديثين ، وهما حديث واحد ، إلا أن الأولى فيها زيادة بَسْط ، وإن كان قد اجتمعا في معنى زيارة البقيع .
وعند النسائي فيها «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنَّا وإياكم متواعدون غداً ومواكلون» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ريثاً) الرَّيثُ : الإبطاء ، والمراد : مقدار ما مشى .
(رويداً) رويداً : إذا مشى على مهل . -[157]-
(أجافه) أَجَفْتُ الباب : إذا أغلقتَهُ .
(فأحضر) أحضَر يُحْضِر : إذا غدا ، والحُضْر : العَدْو .
(حشياً رابيةً) الحشا : الربو ، وهو ما يعرض للمسرع في مشيه والمحتدَّ في كلامه ، من ارتفاع النفَس وتواتره ، يقال : رجل حشيان ، وحَشٍ ، وامرأة حَشْياً وَحشِية ، والرابية : اسم فاعل من الربو وهو ارتفاع النفَس .
(فلهزني) اللَّهْز : الدَّفْع في الصدر بجميع الكفِّ .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : فلهدني لهدة ، بالدال .
(2) رواه مسلم رقم (974) في الجنائز ، باب ما يقال عند دخول المقابر ، والنسائي 4 / 91 - 94 في الجنائز ، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين ، والموطأ 1 / 242 في الجنائز ، باب جامع الجنائز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/221) . ومسلم (3/64) قال : حدثني من سمع حجاجا الأعور. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومن سمع حجاجا - عن حجاج بن محمد الأعور. قال : حدثنا ابن جريج. قال : أخبرني عبد الله- رجل من قريش-، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، فذكره.
(*) وأخرجه مسلم (3/63) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. والنسائي (7/72) قال : أخبرنا سليمان بن داود. كلاهما - هارون، وسليمان - عن عبد الله بن وهب. قال : أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (4/91) و (7/73) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد. قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج. قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة، فذكره.

8671 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «مَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقبور أهل المدينة ، فأقبل عليهم بوجهه ، فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، ويغفر الله لنا ولكم ، أنتم لنا سلف ، ونحن بالأثر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1053) في الجنائز ، باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1053) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره.

8672 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة ، فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3237) في الجنائز ، باب ما يقول إذا زار القبور أو أمر بها ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (44) . وأحمد (2/300) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/375) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى، قال : أنبأنا مالك. وفي (2/408) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (1/150 و 151) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس، وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. قال : حدثنا مالك. وأبو داود (3237) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (4306) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (1/93) وفي الكبرى (142) قال : أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (6) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي. قال : حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه. (ح) وحدثنا بندار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال : حدثني محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي. قال : أخبرنا ابن علية. عن روح بن القاسم.
ستتهم - مالك، وشعبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز الدراوردي، وروح بن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

8673 - (م س) بريدة - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلّمهم - إذا خَرجوا إلى المقابر - أن يقول قائلهم : السلام عليكم أهل الديار -[158]- من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (975) في الجنائز ، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها ، والنسائي 4 / 94 في الجنائز ، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (5/353) قال : حدثنا معاوية بن هشام، وأبو أحمد. وفي (5/359) قال : حدثنا محمد بن حميد أبو سفيان. ومسلم (3/64) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب قالا : حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي - أبو أحمد -. وابن ماجة (1547) قال : حدثنا محمد بن عباد بن آدم، قال : حدثنا أبو أحمد. ثلاثتهم - أبو أحمد، ومعاوية بن هشام، ومحمد بن حميد - عن سفيان.
2- وأخرجه النسائي (4/94) . وفي «عمل اليوم والليلة» (1091) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال : حدثنا حرمي بن عمارة، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.
أخرجه أبو داود «في رواية ابن العبد» عن أحمد بن حنبل، عن معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري به «تحفة الأشراف» (1930) .

الفرع الرابع : في الجلوس على القبور والمشي عليها
8674 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لأَنْ يجلس أحدكم على جَمْرة ، فَتُحْرِقَ ثيابَهُ فَتَخْلُص إلى جلدهِ ، خير له من أن يجلس على قبر» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (971) في الجنائز ، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه ، وأبو داود رقم (3228) في الجنائز ، باب في كراهية القعود على القبر ، والنسائي 4 / 95 في الجنائز ، باب التشديد في الجلوس على القبور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/11) قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا شريك. وفي (2/444) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. وفي (2/528) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حماد. ومسلم (3/62) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد. قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3228) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا خالد. وابن ماجة (1566) قال : حدثنا سويد بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي (4/95) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، عن وكيع، عن سفيان.
سبعتهم - شريك، وسفيان الثوري، وحماد، وجرير، وعبد العزيز الدراوردي، وخالد بن عبد الله، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.

8675 - (م د ت س) أبو مرثد الغنوي - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لا تجلسوا على القبور ، ولا تُصلّوا إليها» .
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (972) في الجنائز ، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه ، وأبو داود رقم (3229) في الجنائز ، باب في كراهية القعود على القبر ، والترمذي رقم (1050) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية المشي على القبور والجلوس عليها والصلاة إليها ، والنسائي 2 / 67 في القبلة ، باب النهي عن الصلاة إلى القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/135) قال : حدثنا عتاب بن زياد (ح) وحدثنا علي بن إسحاق. وعبد ابن حميد (472) قال : حدثنا زكريا بن عدي. ومسلم (3/62) قال : حدثنا حسن بن الربيع البجلي. والترمذي (1050) قال : حدثنا هناد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (794) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ستتهم - عتاب، وعلي، وزكريا، وحسن، وهناد، وعبد الرحمن - عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة بن الأسقع، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/135) قال : حدثنا الوليد بن مسلم. ومسلم (3/62) قال : حدثني علي بن حجر السعدي، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. وأبو داود (3229) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. والترمذي (1051) قال : حدثنا علي بن حجر، وأبو عمار، قالا : أخبرنا الوليد بن مسلم. والنسائي (2/67) . وفي الكبرى (747) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا الوليد. وابن خزيمة (793) قال : حدثنا الحسين بن حريث، قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - الوليد، وعيسى بن يونس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال : حدثني بسر بن عبيد الله، أنه سمع واثلة بن الأسقع الليثي، فذكره. ليس فيه «أبو إدريس» .
(*) قال الترمذي : قال محمد - يعني البخاري - : وحديث ابن المبارك خطأ، أخطأ فيه ابن المبارك وزاد فيه : «عن أبي إدريس الخولاني» وإنما هو بسر بن عبيد الله، عن واثلة. هكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وليس فيه «عن أبي إدريس» وبسر بن عبيد الله قد سمع من واثلة بن الأسقع.
(*) قال ابن خزيمة : أدخل ابن المبارك بين بسر بن عبيد الله، وبين واثلة، أبا إدريس الخولاني في هذا الخبر.

8676 - (س) عمرو بن حزم - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَقعُدوا على القبور» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 95 في الجنائز ، باب التشديد في الجلوس على القبور ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد. قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي (4/95) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال : حدثنا الليث، قال : حدثنا خالد.
كلاهما - ابن وهب، وخالد بن يزيد - عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي بكر بن حزم، أن النضر بن عبد الله أخبره، فذكره.

8677 - (د س) بشير [بن معبد] مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[وهو بشير بن الخصاصية]-رضي الله عنه - كان اسمه في الجاهلية زَحْم بن مَعْبَدْ ، فهاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : «ما اسمك ؟ قال زحم ، فقال : بل أنت بَشير» قال : بَيْنا أنا أُماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بقبور المشركين ، قال : لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً - ثلاثاً - ثم مر بقبور المسلمين ، فقال : لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً ، قال : ثم حانَتْ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نظرة ، فإذا رجل يمشي في القبور عليه نَعْلان ، فقال له : يا صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ ، وَيْحَكَ ألْقِ سِبتيَّتَيك ، فنظر الرجل ، فلما عرف رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خلعهما ، فرمى بهما . أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «كنتُ أمشي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فمرَّ على قبور المسلمين ، فقال : لقد سبق هؤلاء شراً كثيراً ، ثم مرَّ على قبور المشركين ، فقال : لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً ، فحانت منه التفاتة ، فرأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه ، فقال : يا صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ ألقِهِما» (1) .
-[160]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السبتيتين) السِّبت : جلود مدبوغة بالقَرَظ يتخذ منها النِّعال ، والمراد : اخلع نعليك .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3230) في الجنائز ، باب المشي في النعل بين القبور ، والنسائي 4 / 96 في الجنائز ، باب كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية ، وإسناده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/83) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/83 و 224) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/84) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري في «الأدب المفرد» (775) قال : حدثنا سهل بن بكار. وفي (829) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وأبو داود (3230) قال : حدثنا سهل بن بكار. وابن ماجة (1568) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (4/96) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا وكيع.
خمستهم - يزيد، ووكيع، وعبد الصمد، وسهل، وسليمان - عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سُمَير، عن بشير بن نهيك، فذكره.

8678 - (ط) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «كان يتوسّد القبور ويضطجع عليها» ، أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتوسَّد) التوسُّد : اتخاذ الوسادة ، وهي المخدَّة .
__________
(1) 1 / 233 في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز والجلوس على المقابر ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : بلاغه صحيح ، وقد أخرجه الطحاوي برجال ثقات عن علي رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/96) بلاغا عن علي بن أبي طالب، فذكره.

8679 - (خ) نافع مولى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال «كان ابن عمر يجلس على القبور» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 178 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله الطحاوي من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أن نافعاً حدثه بذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر.

8680 - (خ) عثمان بن حكيم - رحمه الله- قال : «أخذ خارجة بن زيد - رضي الله عنه - بيدي ، فأجلسني على قبر ، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت أنه قال : إنما كُرِهَ ذلك لمن أحدث عليها» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله مسدد في " مسنده الكبير " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر.

الفصل السابع : في أحاديث متفرقة
8681 - (ت) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من عَزَّى ثَكْلَى كُسِي بُرْداً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثكلى) امرأةٌ ثكلى : فَقَدت ولدها ومَنْ يعِزُّ عليها .
__________
(1) رقم (1076) في الجنائز ، باب في فضل التعزية ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1076) قال : حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثتنا أم الأسود، عن منية بنت عبيد بن أبي برزة، فذكرته.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي.

8682 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من عزَّى مصاباً فله مثلُ أجره» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مصاباً) المصاب : الذي عرضت له المصيبةُ .
__________
(1) رقم (1073) في الجنائز ، باب ما جاء في أجر من عزى مصاباً ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1602) قال : حدثنا عمرو بن رافع. والترمذي (1073) قال : حدثنا يوسف بن عيسى.
كلاهما - عمرو، ويوسف - قالا : حدثنا علي بن عاصم، قال : حدثنا والله محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث علي بن عاصم، وروى بعضهم عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد مثله موقوفا، ولم يرفعه، ويقال : أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم، بهذا الحديث، نقموا عليه.

8683 - (د ت) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال : «لمَّا جاء نعيُ جعفر قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : اصنعوا لأهل جعفر طعاماً ، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (998) في الجنائز ، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت ، وأبو داود رقم (3132) في الجنائز ، باب صنعة الطعام لأهل الميت ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (537) وأحمد (1/205) (1751) وأبو داود (3132) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجة (1610) قال : حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. والترمذي (998) قال : حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومسدد، وهشام، ومحمد بن الصباح، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن خالد بن سارة، عن أبيه، فذكره.

8684 - (د) عبد الرزاق - رحمه الله- قال : «كانوا في الجاهلية يَعْقِرون عند القبر بقرة ، أو ناقة ، أو شاة ، وكانوا يسمُّون العقيرةَ : البَليَّة ، فلما جاء الإسلام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا عَقْر في الإسلام» .
وفي رواية عن أنس قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لا عَقر في الإسلام» .
قال عبد الرزاق : «كانوا يعقرون عند القبر» - يعني بقرة أو شاة .
أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يعقِر) العقر : ضرب قوائم الفرس أو البعير بالسيف وهو قائم فيسقط ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية عند قبر الميت ، ويقولون : إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف ، فنحن نفعل كذلك في موته كما كان يفعله في حياته ، فنهى عنه الشرع .
(البلية) البليةُ : هي الناقة التي كانت تُعْقَل في الجاهلية عند قبر صاحبها فلا تعلف ولا تسقى إلى أن تموت ، أو يحفرون لها حفيرة ويتركونها فيها إلى أن تموت ، لأنهم كانوا يزعمون أن الناس يحشرون يوم القيامة ركباناً على البلايا إذا عُقِلَتْ مطاياهم عند قبورهم ، هذا عند مَنْ كان يُقِرُّ منهم بالبعث .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3222) في الجنائز ، باب كراهية الذبح عند القبر ، وإسناد أبي داود صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3222) قال : حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

8685 - (ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لمَا دُعِيَ إلى جنازة عثمانَ بنِ مَظْعون قَبَّلَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (989) في الجنائز ، باب ما جاء في تقبيل الميت بلفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3163) في الجنائز ، باب في تقبيل الميت ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (989) قال : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

8686 - (ط) أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله قال : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، لمَا مات عثمان بن مظعون ، وَمُرّ بجنازته ، ذَهَبْتَ ، ولم تَلَبس منها بشيء» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 242 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وصله ابن عبد البر من طريق يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/125) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، فذكره.

8687 - (ط د) عائشة - رضي الله عنها- أنها كانت تقول : «كَسْرُ عَظْم المسلم ميْتاً ككسره وهو حيّ» تعني في الإثم . أخرجه الموطأ .
وفي رواية أبي داود «كَسْرُ عظم الميِّت ككسره حيّاً» (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ بلاغاً 1 / 238 في الجنائز ، باب ما جاء في الاختفاء ، وإسناده منقطع ، وقد رواه أبو داود رقم (3207) في الجنائز ، باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/58) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا سعد بن سعيد. وفي (6/105) قال: حدثنا أبو سعيد. قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال من بني النجار. قال : سمعت أبا الرجال. وفي (6/168) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا داود بن قيس، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد. وفي (6/200) قال : حدثنا محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. قال : أخبرني سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد. وفي (6/264) قال : حدثنا شجاع بن الوليد، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد. وأبو داود (3207) قال : حدثنا القعنبي، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سعد - يعني ابن سعيد -.وابن ماجة (1616) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. قال : حدثنا سعد بن سعيد.
كلاهما - سعد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن أبو الرجال - عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته.
(*) وأخرجه أحمد (6/100) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، قال : قالت لي عمرة : أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها فإني سمعت عائشة تقول : «كسر عظم الميت مثل كسر عظم الحي» .
قال محمد : وكان مولى من أهل المدينة يحدثه عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

8688 - (خ م ط س) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُرّ عليه بجنازة ، فقال : مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ : يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب» . -[164]-
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي .
وزاد الموطأ - بعد قوله : «الدنيا» - «وأذاها إلى رحمة الله» .
وزاد النسائي «وأذاها» لا غير (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 314 في الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (950) في الجنائز ، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه ، والموطأ 1 / 241 و 242 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والنسائي 4 / 48 في الجنائز ، باب استراحة المؤمن بالموت ، وباب الاستراحة من الكفار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (165) عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي. وأحمد (5/296) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد - يعني ابن أبي هند -.قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. وفي (5/302) قال : حدثنا ابن مهدي. قال : حدثنا زهير بن محمد. قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. (ح) ويزيد بن هارون. قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. (ح) قال عبد الرحمن : وقرأته على مالك - يعني هذا الحديث -. وفي (5/304) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي. وعبد بن حميد (193) قال : أخبرنا صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. والبخاري (8/133) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. وفي (8/133) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. ومسلم (3/54) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عبد الرزاق، جميعا - يحيى، وعبد الرزاق - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عمرو. والنسائي (4/48) قال : أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. (ح) وأخبرنا محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني. قال : حدثنا محمد بن سلمة، وهو الحراني -، عن أبي عبد الرحيم. قال : حدثني زيد، عن وهب بن كيسان.
ثلاثتهم - محمد بن عمرو بن حلحلة، ومحمد بن إسحاق، ووهب بن كيسان - عن معبد بن كعب بن مالك، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند : عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن لكعب بن مالك.ولم يسمه.

8689 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : «مات رجل بالمدينة ممن وُلِد بها ، فصلَّى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا ليته مات بغير مَوْلِده ، قالوا : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس بين مولده إلى مُنْقَطَع أثَره في الجنة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 7 في الجنائز ، باب الموت بغير مولده ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/177) (6656) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة. وابن ماجة (1614) قال : حدثنا حرملة بن يحيى، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي (4/7) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أنبأنا ابن وهب.
كلاهما - ابن لهيعة، وابن وهب - قالا : حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
وعن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو :
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فتان القبور، فقال عمر : أترد علينا عقولنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم. كهيئتكم اليوم» . فقال عمر : بفيه الحجر» .
أخرجه أحمد (2/172) (6603) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثني حيي بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن حدثه، فذكره.

الباب الثالث : فيما بعد الموت ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في عذاب القبر
8690 - (ت) هانئ - مولى عثمان بن عفان قال : «كان عثمان - رضي -[165]- الله عنه- إذا وقف على قبر بكى ، حتى يَبُلّ لحيته ، فقيل له : تذكُرُ الجنة والنار فلا تبكي ، وتذكر القبر فتبكي ؟ فقال : إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : القبرُ أولُ منزلٍ من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشَدُّ منه ، قال : وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : ما رأيت مَنْظَراً قطّ إلا القبر أفظع منه» . أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين : قال هانئ : وسمعتُ عثمانَ ينشد على قبر :
فإن تَنْجُ منها تَنْجُ مِنْ ذِي عظيمةٍ ... وإلا فإني لا إخَالُكَ ناجيا

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفظع) الفظيع : الشديد الشنيع ، أي : لم يعذَّبا في أمرٍ كان يكبر عليهما ، أو يشق عليهما فِعْلُه لو أرادا أن يفعلاه ، وهو التنزُّه عن البول وترك النميمة ، ولم يُرِدْ أن المعصية في هاتين الخَصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين ، فإن الذنب فيها سهل هَيِّنٌ .
__________
(1) رقم (2309) في الزهد ، باب رقم (5) ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4267) قال : حدثنا محمد بن إسحاق. والترمذي (2308) قال : حدثنا هناد. وعبد الله بن أحمد (1/63) (454) .
ثلاثتهم - محمد، وهناد، وعبد الله - عن يحيى بن معين، قال : حدثنا هشام بن يوسف، قال : حدثني عبد الله بن بحير، أنه سمع هانئا مولى عثمان، فذكره.

8691 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «ما زلنا نَشُكُّ في عذاب القبر ، حتى نزل {أَلهَاكُم التَّكَاثُرُ . حَتَّى زُرْتُم المقابر} [التكاثر : 1]» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3352) في التفسير ، باب ومن سورة {ألهاكم التكاثر} ، وفي سنده الحجاج بن أرطاة وهو كثير الخطأ والتدليس ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3355) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا حكام بن سلم الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زر، فذكره.
وقال أبو كريب مرة : عن عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو.

8692 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها- «أن يهوديَّة دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذكِ الله من عذاب القبر ، قالت عائشةُ : فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر ؟ فقال : نعم ، عذابُ القبر حقّ ، قالت : فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعدُ صَلى صلاة إلا تعوّذ من عذاب القبر» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قالت : «دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وعندي امرأة من يهود ، وهي تقول : هَلْ شَعَرتِ أنكم تُفتنون في القبر ؟ قالت : فارتاع لذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : إنما تُفْتَنُ يهود ، قالت عائشةُ : فَلبِثْتُ لَيَالِيَ ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل شَعَرتِ أنه أُوحِيَ إليَ : أنَّكم تفتنون في القبر ؟ قالت : فسمعته بعدُ يستعيذ من عذاب القبر» .
وفي رواية لهما قالت : «دخلت عليَّ عجوزان من عُجُزِ يهود المدينة ، فقالتا : إنَّ أهلَ القبور يعذَّبون في قبورهم ، قالت : فكذَّبْتُهما ، ولم أُنْعِمْ أن أصدِّقَهما ، فخرجتا ، ودخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت له : يا رسولَ الله إن عجوزين من عُجُزِ يهودِ المدينة دخلتا عليَّ فزعمتا أن أهل القبور يعذَّبون في قبورهم ، فقال : صدقَتَا ، إنهم يُعَذّبون عذاباً تَسْمَعُهُ البهائم ، ثم ما رأيتُه بعدُ في صلاته إلا يتعوَّذُ من عذاب القبر» .
وفي رواية النسائي «أنها سألتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذابُ القبر حقّ ، قالت عائشةُ : فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[167]- يصلِّي صلاةً بعدُ إلا تعوَّذ من عذاب القبر» .
وفي أخرى له قالت : «دَخلَت عليَّ امرأة من اليهود ، فقالت : إن عذاب القبر من البول ، فقلت : كذبتِ ، فقالت : بلى ، إنا لنَقْرِضُ منه الجلد والثوب ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا ، فقال : ما هذا ؟ فأخبرتهُ بما قالت ، فقال : صدقتْ ، قالت : فما صلَّى بعدُ يومئذ إلا قال في دبر الصلاة : رَبَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل ، أعِذْنِي من حَرِّ النار ، وعذاب القبر» .
وفي أخرى قالت : «دخلت يهوديَّةٌ عليها ، فاسْتَوْهَبَتْهَا شيئاً ، فوهبت لها عائشةُ ، فقالت: أجارَكِ الله من عذاب القبر ، قالت عائشةُ : فوقع في نفسي من ذلك ، حتى جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكرتُ ذلك له ، فقال : إنهم ليعذَّبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم» .
وأخرج أيضاً الرواية الثانية والثالثة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 186 و 187 في الجنائز ، باب عذاب القبر ، ومسلم رقم (584) في المساجد ، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر ، والنسائي 4 / 104 و 105 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/44) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. عن شقيق. وفي (6/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. عن الأشعث بن سليم، عن أبيه. وفي (6/205) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا الأعمش. عن أبي وائل. والبخاري (2/123) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرني أبي، عن شعبة. قال : سمعت الأشعث، عن أبيه. وفي (8/97) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل. ومسلم (2/92) قال : حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير. قال زهير : حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل. (ح) وحدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن أبيه. والنسائي (3/56) . وفي الكبرى (1140) قال : أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال : حدثنا شعبة. عن أشعث، عن أبيه. وفي (4/105) قال : أخبرنا هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق. (ح) وأخبرنا محمد بن قدامة. قال : حدثنا جرير. عن منصور، عن أبي وائل.
كلاهما - شقيق أبو وائل، وأبو الشعثاء سليم بن أسود والد أشعث - عن مسروق، فذكره.

8693 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على قبرين ، فقال : أما إنَّهما ليعذَّبان ، وما يعذَّبان في كبير ، ثم قال: بلى ، أمَّا أحدهما : فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر : فكان لا يستتر من بوله ، قال : فدعا بَعسِيب رَطْب ، فشَقَّه باثنين ، ثم غرس على -[168]- هذا واحداً ، وعلى هذا واحداً ، ثم قال : لعله أن يُخفَّف عنهما ما لم يَيْبَسَا» .
وفي رواية «لا يستبرئ من البول» .
وفي أخرى «لا يستنزه عن البول» .
وفي أخرى قال : مَرّ بحائط من حيطان المدينة ، فسمع صوتَ إنسانين يُعَذَّبان في قبورهما ، ... وذكر الحديث ، وفيه : فدعا «بجريد» بدل «عسيب» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ ، وانتهت رواية الترمذي عند قوله : «من بوله» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعسيب) العسيب من سَعَف النخل : ما بين الكرب ومنبت الخوص وما عليه الخوص ، فهو سَعَف ، والجريد : السَّعَف أيضاً .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 273 - 276 في الوضوء ، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله ، وباب ما جاء في غسل البول ، وفي الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، وباب عذاب القبر من الغيبة والبول ، وفي الأدب ، باب الغيبة ، وباب النميمة من الكبائر ، ومسلم رقم (292) في الطهارة ، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه ، والترمذي رقم (70) في الطهارة ، باب ما جاء في التشديد في البول ، وأبو داود رقم (20) و (21) في الطهارة ، باب الاستبراء من البول ، والنسائي 281 - 30 في الطهارة ، باب التنزه عن البول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/225) (1980) قال : حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وعبد بن حميد (620) قال : حدثني فهد بن عوف، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والدارمي (745) قال : أخبرنا المعلى بن أسد، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والبخاري (1/65) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن خازم. (ح) قال محمد بن المثنى : وحدثنا وكيع. وفي (2/119) قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/124) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (8/20) قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع. ومسلم (1/166) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. وأبو كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق : أخبرنا. وقال الآخران : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه أحمد بن يوسف الأزدي، قال : حدثنا معلى بن أسد، قال : حدثنا عبد الواحد. وأبو داود (20) قال : حدثنا زهير بن حرب، وهناد بن السري، قالا : حدثنا وكيع. وابن ماجة (347) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا أبو معاوية، ووكيع. والترمذي (70) قال : حدثنا هناد، وقتيبة، وأبو كريب، قالوا : حدثنا وكيع. والنسائي (1/28) وفي الكبرى (27) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع. وفي (4/106) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. وابن خزيمة (56) قال : حدثنا يوسف بن موسى، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - أبو معاوية محمد بن خازم، ووكيع، وعبد الواحد، وجرير - عن الأعمش، قال : سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/225) (1981) قال : حدثنا حسين، قال : حدثنا شيبان. والبخاري (1/64) قال: حدثنا عثمان، قال : حدثنا جرير. وفي (8/21) قال : حدثنا ابن سلام، قال : أخبرنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن. وأبو داود (21) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. والنسائي (4/106) قال : أخبرنا محمد بن قدامة، قال : حدثنا جرير. وابن خزيمة (55) قال : حدثنا يوسف بن موسى، قال : حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان، وجرير، وعبيدة بن حميد - عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره. ولم يقل فيه مجاهد : «عن طاوس» .

8694 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنَّ أحدَكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَدُه بالغَداة -[169]- والعَشِيِّ ، إنْ كان من أهل الجنةِ فمن أهلِ الجنةِ ، وإن كان مِنْ أهلِ النارِ فمن أهلِ النار ، فيقال : هذا مقعُدك حتى يبعَثَكَ الله يوم القيامة» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 193 في الجنائز ، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، وفي بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (2866) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، والموطأ 1 / 239 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والترمذي رقم (1072) في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، والنسائي 4 / 107 في الجنائز ، باب وضع الجريدة على القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (164) . وأحمد (2/16) (4658) قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/50) (5119) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا أيوب. وفي (2/59) (5234) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا فضيل بن غزوان. وفي (3/113) (5926) قال : حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وفي (2/123) (6059) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا ليث. والبخاري (2/124) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثني مالك. وفي (4/142) قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا الليث بن سعد. وفي (8/134) قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ومسلم (8/160) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : قرأت على مالك. وابن ماجة (4270) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. والترمذي (1072) قال : حدثنا هناد، قال : حدثنا عبدة، عن عبيد الله. والنسائي (4/106) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. وفي (4/107) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا المعتمر، قال : سمعت عبيد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -، عن ابن القاسم، قال : حدثني مالك.
خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وفضيل بن غزوان، والليث بن سعد - عن نافع، فذكره.
(*) في رواية إسماعيل ابن علية، عن أيوب، قال : أحسبه قد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) رواية فضيل بن غزوان مختصرة على : «يعرض على ابن آدم مقعده من الجنة والنار، غدوة وعشية في قبره» .

8695 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - مثله إلى قوله : «فمن أهل النار» ولم يذكر ما بعده أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع جعله مع الذي قبله حديثاً واحداً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع جعله حديثا واحدا مع الذي قبله.

8696 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً مُصَلاّه ، فرأى أُناساً كأنَّهم يُكْثِرون ، فقال : أمَا إنَّكم لو أكثرتم ذِكْر هادِمَ اللَّذَاتِ لَشَغَلَكم عما أرى ، أكثروا ذِكْر هَادِمَ اللَّذَاتِ ، فإنه لم يأتِ على القبر يوم إلا تكلَّم فيه ، يقول : أنا بيتُ الغُرْبة ، أنا بيتُ الوْحدة ، أنا بيت التراب ، أنا بيتُ الدود والهوامِّ ، فإذا دُفِنَ العبد المؤمن قال له القبر : مرحباً وأهلاً ، أمَا إنْ كنتَ لمن أحبِّ من يمشي على ظهري إليَّ ، فإذ وَلِيتُكَ اليوم ، وصِرْتَ إليَّ ، فسترى صنيعي بك ، قال : فيتَّسع له مَدُّ بصره ، ويُفتَح له باب إلى الجنة ، وإذا دُفِنَ العبد الفاجر - أو الكافر - يقول له القبر : لا مرحباً ولا أهلاً ، أما إنْ كنتَ لَمِنْ أبغض من يمشي على -[170]- ظهري إليَّ ، فإذ وَليتُكَ اليومَ ، وصِرْتَ إليَّ ، فستري صنيعي بك ، فالتأم عليه حتى تلتقي وتختلف أضلاعه ، قال : وقال رسولُ الله - بأصابع يديه فشبَّكها - ثم يُقَيَّض له تسعون تِنِّيناً - أو قال : تسعةٌ وتسعون تنِّيناً - ولو أنَّ واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتتْ شيئاً ما بقيت الدنيا ، فَتنْهَشُه وتَخْدِشه حتى يُبعثَ إلى الحساب ، قال : وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّما القبرُ رَوضْةٌ من رياضِ الجنةِ ، أو حُفرةٌ من حفرِ النار» .
أخرجه الترمذي ، إلا أنه قال : «سبعون» (1) .
والذي ذكره رزين هكذا .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2462) في صفة القيامة ، باب رقم (27) ، وإسناده ضعيف ، ولبعض فقراته شواهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2460) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن مدوية، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد. فذكره.
وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

8697 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «القبرُ حفْرَة من حُفَرِ النار ، أو رَوْضَة من رياض الجنةِ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد جعله مع الذي قبله حديثاً واحداً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

8698 - (خ س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما- قالت : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خطيباً ، فذكر فتنة القبر التي يفتن فها المرءُ ، فلما ذكر ذلك ضجّ المسلمون ضَجَّة» . أخرجه البخاري هكذا .
وزاد النسائي «حالت بيني وبين أن أفهمَ كلامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما سكَنَتْ ضَجَّتُهم ، قلتُ لرجل قريبٍ مني : أيْ بارك الله لك ، ماذا قال -[171]-رسول الله - صلى الله عليه وسلم- آخر قوله ؟ قال : قد أُوحِيَ إليَّ : أنَّكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 187 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، والنسائي 4 / 103 و 104 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر .

8699 - (خ) أم خالد [بنت سعيد بن العاص]- رضي الله عنها- «أنها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : يتعوّذ من عذابِ القبرِ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 3 / 192 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، وفي الدعوات ، باب التعوذ من عذاب القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (336) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/364) قال : حدثنا أبو قرة موسى بن طارق الزبيدي. وفي (6/365) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (2/124) قال : حدثنا معلى، قال : حدثنا وهيب. وفي (8/97) قال : حدثنا الحميدي، قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15780) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم- سفيان بن عيينة، وأبو قرة الزبيدي، ووهيب بن خالد، وإسماعيل بن جعفر - عن موسى بن عقبة، فذكره.
(*) في رواية سفيان بن عيينة : قال موسى بن عقبة : لم أسمع من أحد سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- غيرها.

8700 - (م) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال : «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني النَّجار على بغلة له ، ونحن معه ، إذ حادَتْ به ، فكادت تُلْقِيه ، وإذا أقْبُرٌ ستة ، أو خمسة ، فقال : مِنْ يعرِفُ أصحاب هذه الأقبر ؟ قال رجل : أنا ، قال : فمتى ماتوا ؟ قال : في الشرك ، فقال : إنَّ هذه الأمةَ تُبْتَلى في قبورها ، فلولا أنْ لا تَدافَنُوا لدعوتُ الله أنْ يُسْمِعَكم من عذابِ القبر الذي أسمعُ منه ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : تعوَّذوا بالله من عذاب القبر ، قالوا : نعوذُ بالله من عذاب القبر ، قال : تعوَّذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذُ [بالله] من عذاب النار ، قال : تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قال : تعوذوا بالله من فتنة الدجال ، قالوا : نعوذ الله من فتنة الدجال» . أخرجه مسلم (1) .
-[172]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حادت) حاد عن الطريق : إذا مال عنه .
__________
(1) رقم (2867) في صفة الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/190) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وعبد بن حميد (254) قال : حدثني ابن أبي شيبة، قال : حدثنا إسماعيل ربن علية. ومسلم (8/160) قال : حدثنا يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن ابن علية.
كلاهما - يزيد، وابن علية - عن أبي مسعود الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

8701 - (خ م س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ما غَرَبت الشمس ، فسمع صوتاً ، فقال : يهودُ تُعَذَّبُ في قبورها» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، ومسلم رقم (2869) في صفة الجنة ، باب عرض مقعد من الجنة أو النار عليه ، والنسائي 4 / 102 في الجنائز ، باب عذاب القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/417) . والبخاري (2/123) قال : حدثنا محمد بن المثنى. ومسلم (8/161) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار. والنسائي (4/102) قال : أخبرنا عبيد الله ابن سعيد. خمستهم - أحمد، وابن المثنى، وزهير، وابن بشار، وعبيد الله - عن يحيى القطان.
2 - وأخرجه أحمد (5/419) . ومسلم (8/161) قال : حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. ثلاثتهم - أحمد، وابن المثنى، وابن بشار - قالوا : حدثنا محمد بن جعفر.
3 - وأخرجه عبد بن حميد (224) قال : أخبرنا عثمان بن عمر.
4 - وأخرجه مسلم (8/161) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبيد الله ابن معاذ، قال : حدثنا أبي.
خمستهم - القطان، ومحمد بن جعفر، وعثمان، ووكيع، ومعاذ - عن شعبة، قال : حدثني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء، فذكره.

8702 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لولا أن لا تدافَنُوا لدعوتُ الله أن يُسمِعَكم عذاب القبر» . أخرجه مسلم .
وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ صوتاً من قبر ، فقال : متى مات هذا ؟ قالوا : مات في الجاهلية ، فَسُرَّ بذلك ، وقال : لولا أن لا تدفنوا لَدَعَوْتُ الله أن يُسْمِعَكم عذابَ القبر» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2868) في صفة الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، والنسائي 4 / 102 في الجنائز ، باب عذاب القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/176 و 273) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/176) أيضا. قال : حدثنا يزيد، وعبد بن حميد (1171) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (8/161) قال : حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار.
كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد- عن شعبة، عن قتادة، فذكره.

8703 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «هذا الذي تَحْرَّكَ له العرشُ (1) ، وفُتحتْ أبوابُ السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضُمَّ ضمة ، ثم فُرِجَ عنه» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه .
(2) 4 / 100 و 101 في الجنائز ، باب صفة القبر وضغطته ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/100) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، قال : حدثنا ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، فذكره.

8704 - (ت س) عبد الله بن دينار قال : كنتُ جالساً وسليمان بن صُرَد وخالد بن عُرْفُطةَ ، فذكروا «أنَّ رجلاً تُوفِّيَ ، مات ببطنه ، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شَهِدا جنازَتَه ، فقال أحدُهما للآخر : ألم يَقُلْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن يَقْتُلْه بَطْنُهُ لم يعذَّب في قَبره ؟ فقال الآخر : بلى» . أخرجه النسائي .
واختصره الترمذي «أنَّ سليمانَ بنَ صُرد قال لخالد بن عرفطة - أو خالد لسليمان - أما سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَنْ قتله بطنه لم يعذَّب في قبره ؟ فقال أحدُهما لصاحبه : نعم» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1064) في الجنائز ، باب ما جاء في الشهداء من هم ، والنسائي 4 / 98 في الجنائز ، باب من قتله بطنه ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/262) قال : حدثنا محمدبن جعفر. وفي (4/262) قال : حدثنا بهز. وفي (5/292) قال : حدثنا حجاج. والنسائي (4/98) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد. أربعتهم - ابن جعفر، وبهز، وحجاج، وخالد - عن شعبة، قال : أخبرني جامع بن شداد، قال: سمعت عبد الله بن يسار، فذكره.
أخرجه أحمد (4/262) قال : حدثنا قران. والترمذي (1064) قال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - قران، وأسباط بن محمد - قالا : حدثنا سعيد الشيباني أبو سنان، عن أبي إسحاق، فذكره.

الفصل الثاني : في سؤال منكر ونكير
8705 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره ، وتولّى عنه أصحابُه ، إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالهم ، إذا انصرفوا : أتاه الملكان ، فيُقعدانه ، فيقولان له : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ، محمد ؟ فأمَّا المؤمن ، فيقول : أشهدُ أنَّه عبد الله -[174]- ورسولُه ، فيقال له : انظُر إلى مقعَدِك من النار ، أبْدَلَك الله به مقعداً من الجنة ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : فيراهما جميعاً ، قال قتادة : وذُكِرَ لنا أنَّه يُفْسَحُ له في قبره - ثم رجع إلى حديث أنس . وأما الكافر - أو المنافق - وفي رواية : وأما الكافر والمنافق - فيقول : لا أدري ، كنتُ أقول ما يقول الناس فيه ، فيقال : لا دَرَيتَ ، ولا تَلَيتَ ، ثم يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ من حديد ضربةً بين أُذنيه ، فيصيح صيحةً يسمعها مَنْ يليه إلا الثقلين» .
أخرجه البخاري ومسلم ، ولفظ الحديث للبخاري .
ولمسلم أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره ، ثم ذكر نحو ما تقدَّم إلى قوله : وذكر لنا : أنَّه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ، ويملأ عليه خَضِراً إلى يوم يبعثون» لم يزد على هذا .
وفي رواية أبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه ملك ، فيقول له : ما كنتَ تعبد ؟ فإن الله هداه ، قال : كنت أعبد الله ، فيقول : ما كنت تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول : هو عبد الله ورسولُه ، فما يُسأل عن شيء بعدها ، فَيُنْطَلَقُ به إلى بيت كان له في النار ، فيقال له : هذا كان لك ، ولكنَّ الله عَصَمَكَ ، فأبدلك به بيتاً في الجنة ، فيراه ، فيقول : دَعُوني حتى أذهَبَ فأُبَشِّرَ أهلي ، فيقال له : اسْكُن .
قال : وإنَّ الكافر ، أو المنافق إذا وُضع في قبره : أتاه ملك فيُنْهِضه ، -[175]-
فيقول له : ما كنت تعبدُ ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال [له] : لا دَرَيتَ ولا تلَيْتَ ، فيقال له : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول : كنتُ أقولُ ما يقول الناس ، فيضربه بمطراقٍ بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين» .
وفي رواية أبي داود «أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل نخلاً لبني النجار فسمع صوتاً ، فَفَزِعَ ، فقال : مَنْ أصحابُ هذه ؟ قالوا : يا رسول الله ، ناس ماتوا في الجاهلية ، قال : تعوَّذوا بالله من عذاب القبر ، ومن فتنة الدجال ، قالوا : ومِمَّ ذاك يا رسول الله ؟ قال : إنَّ المؤمن إذا وُضِع في قبره ...» وذكر نحو ما تقدَّم أولاً .
وأخرجه النسائي إلى قوله : «فيراهما جميعاً» ولم يذكر ما بعده ، وأخرجه في أخرى بتمامه (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا تليت) يقال : لا دريتَ ولا تليتَ ، أي : لاتبعت الناس بأن تقول شيئاً يقولونه ، وقيل : هو من قولهم : تلا فلان تِلْو غير عاقل : إذا عمل -[176]- الجهال ، يعني : هلكتَ فخرجتَ من القبيلتين ، وقيل : معناه : ولا قرأتَ ، وقلبت الواو ياءً للازدواج ، وقيل : الصواب : ايتليتَ ، افتعلتَ ، لا آلو قولك : لا آلو كذا : إذا لم تستطعه ، والمحدِّثون لا يروونه إلا تليتَ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 188 و 189 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وباب الميت يسمع خفق النعال ، ومسلم رقم (2870) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، وأبو داود رقم (3231) في الجنائز ، باب المشي في النعل بين القبور ، والنسائي 4 / 97 و 98 في الجنائز ، باب مسألة الكافر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/126) قال : حدثنا روح بن عبادة. وفي (3/233) قال : حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (2/113 و 123) قال : حدثنا عياش، قال : حدثنا عبد الأعلى. وفي (2/113) قال البخاري: وقال لي خليفة : حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (8/162) قال : حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال : حدثنا يزيد بن زريع.وفي (8/162) قال : حدثني عمرو بن زرارة، قال :أخبرنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء -. وأبو داود (3231) و (4752) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال : حدثنا عبد الوهاب. والنسائي (4/96 و 97) قال : أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله الوراق، قال : حدثنا يزيد بن زريع.
أربعتهم - روح، وعبد الوهاب، وعبد الأعلى، ويزيد بن زريع - قالوا : حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/126) . وعبد بن حميد (1180) . ومسلم (8/161) قال : حدثنا عبد بن حميد. والنسائي (4/97) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، وإبراهيم بن يعقوب بن إسحاق. أربعتهم - ابن حنبل، وعبد، ومحمد، وإبراهيم - قالوا : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
كلاهما - سعيد بن أبي عروبة، وشيبان - عن قتادة، فذكره.

8706 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا قُبرَ الميتُ - أو قال : أحدُكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر : النكير ، فيقولان : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسولُه ، أشهد أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول هذا ، ثم يُفْسحُ له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم يُنَوَّرُ له فيه ، ثم يقال له : نَمْ فيقول : أرجع إلي أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نَمْ كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه ، حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعتُ الناسَ يقولون قولاً ، فقلت مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول ذلك ، فيقال للأرض : التَئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذَّباً حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1071) في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1071) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال : حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.

8707 - (خ م د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أنَّ -[177]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ : {يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثَّابِتِ} [إبراهيم : 27] قال : نزلَتْ في عذاب القبر» .
وفي رواية : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المسلمُ إذا سُئِل في القبر يشهد أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ، فذلك قوله : {يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ}» .
وفي أخرى قال : «{يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ} نزلت في عذاب القبر ، يقال له : مَنْ ربُّك ؟ فيقول : ربِّيَ الله ، ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 184 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وفي تفسير سورة إبراهيم باب {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} ، ومسلم رقم (2871) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، والترمذي رقم (3119) في التفسير ، باب ومن سورة إبراهيم ، وأبو داود رقم (4750) في السنة ، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/282) قال : حدثنا عفان. وفي (4/291) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/122) قال : حدثنا حفص بن عمر. وفي (6/100) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (2/122) . ومسلم (8/162) . وابن ماجة (4269) . والنسائي (4/101) قالوا : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4750) قال : حدثنا أبو الوليد. والترمذي (3120) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحفص، وأبو الوليد، وأبو داود - عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، فذكره.
وأخرجه مسلم (8/162) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وأبو بكر بن نافع. والنسائي (4/101) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور.
أربعتهم - ابن أبي شيبة، وابن المثنى، وابن نافع، وإسحاق - قالوا : حدثنا عبد الرحمن - ابن مهدي - عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، فذكره.

8708 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في جَنَازَةِ رَجُل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ بعدُ ، فجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطَيرُ ، وبيده عُود يَنْكُتُ به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : تَعَوَّذوا بالله من عذاب القبر - مرتين ، أو ثلاثاً» . -[178]-
زاد في رواية : وقال : «إن الميتَ ليسمع خَفْق نعالهم إذا وَلَّوْا مدبرين حين يقال له : يا هذا ، مَنْ ربُّك ؟ وما دِينُك ؟ ومن نَبِيُّكَ ؟» .
وفي رواية : «ويأتيه مَلَكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : مَنْ ربُّكَ ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دِينُك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هو رسولُ الله ، فيقولان له : وما يُدريك ؟ فيقول : قرأتُ كتاب الله ، وآمنتُ به ، وصدَّقتُ» .
زاد في رواية «فذلك قوله : {يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقول الثابتِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ثم اتفقا : فينادي منادٍ من السماء : أن صَدَق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من رَوْحها وطيبها ، ويُفْسَح له في قبره مَدَّ بصره ، وإن الكافر... فذكر موته ، قال : فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه مَلَكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : مَنْ ربُّك ؟ فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان : ما دِينُك ؟ فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي منادٍ من السماء : أنْ كذَبَ ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حَرّها وسَمومها ، ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى تختلفَ فيه أضلاعه» .
زاد في رواية : «ثم يُقيَّض له أعمى أبكم ، معه مِرْزَبَةٌ من حديد -[179]- لو ضُرِبَ بها جَبَلٌ لصار تراباً ، فيضربه بها ضربةً يسمعها مَنْ بين المشرق والمغرب ، إلا الثقلين ، فيصير تراباً ، ثم تعاد فيه الروح» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينكتُ) نكت في الأرض بيده وبقضيب : إذا أثر فيها بذلك .
(أبكم) الأبكم : الذي خلق أخرس .
(هاه هاه) من عادة المشدوه الحائر إذا خوطب أن يقول : هاه هاه ، كأنه يستفهم عما يسأل عنه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3212) في الجنائز ، باب الجلوس القبر ، ورقم (4753) و (4754) في السنة ، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (4/287) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4/288) قال : حدثنا ابن نمير، وفيه (4/288) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة. وفي (4/297) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3212) و (4753) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4753) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4754) قال: حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا عبد الله بن نمير.
خمستهم - أبو معاوية، وابن نمير، وزائدة، وسفيان، وجرير - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/295) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وابن ماجة (1548) قال : حدثنا محمد بن زياد، قال : حدثنا حماد بن زيد. وعبد الله بن أحمد (4/296) قال : حدثناه أبو الربيع، قال : حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - معمر، وحماد - عن يونس بن خباب.
3 - وأخرجه ابن ماجة (1549) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا هارون بن إسحاق، قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس.
ثلاثتهم - الأعمش، ويونس، وعمرو - عن منهال بن عمرو، عن زاذان، فذكره.

الفصل الثالث : في أحاديث متفرقة
8709 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يَتْبَعُ الميتَ ثلاث : أهلُه ، ومالُه ، وَعَمَلُه ، فيرجع اثنان ، ويبقى واحد ، يرجع أهلُه ومالُه ، ويبقى عَمَلُه» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 315 في الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (2960) في الزهد في فاتحة ، والترمذي رقم (2380) في الزهد ، باب رقم (46) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1186) . وأحمد (3/110) . والبخاري (8/134) قال : حدثنا الحميدي. ومسلم (8/211) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وزهير بن حرب. والترمذي (2379) قال : حدثنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (4/53) قال : أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (940) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى، وزهير، وابن المبارك، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة، قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، فذكره.

8710 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبره ، وتولّى عنه أصحابُه ، إنَّه لَيَسمع قرع نعالِهم» . أخرجه أبو داود والنسائي .
وهو طرف من حديث أنس الذي تقدَّم في الفصل الثاني (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4753) في السنة ، باب في المسألة في القبر ، والنسائي 4 / 98 في الجنائز ، باب المسألة في القبر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (8705) .

8711 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «ما من أحد يِموتُ إلا نَدِمَ ، إن كان مُحْسِناً ، ندم أن لا يكون ازداد ، وإن كان مسيئاً ، ندم أن لا يكون نزع» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2405) في الزهد ، باب رقم (59) ، وإسناد ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2403) قال : حدثنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا ابن المبارك، قال : أخبرنا يحيى بن عبيد الله، قال : سمعت أبي يقول. فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، ويحيى بن عبيد الله قد تكلم فيه شعبة، وهو يحيى بن عبيد الله بن موهب مدني.

8712 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ، أو علم يُنْتَفَعُ به ، أو ولد صالح يدعو له» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صدقة جارية) الصدقة الجارية : هي الدَّارَّة المتصلة ، كالوقف وما يجري مجراه .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1631) في الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، وأبو داود رقم (2880) في الوصايا ، باب ما جاء في الصدقة عن الميت ، والترمذي رقم (1376) في الأحكام ، باب في الوقف ، والنسائي 6 / 251 في الوصايا ، باب فضل الصدقة عن الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/372) قال : حدثنا سليمان بن داود. والدارمي (565) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والبخاري في «الأدب المفرد» (38) قال : حدثنا أبو الربيع. ومسلم (5/73) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة - يعني ابن سعيد- وابن حجر. وأبو داود «تحفة الأشراف» (10/13975) عن يحيى بن أيوب. والترمذي (1376) قال : حدثنا علي بن حجر. والنسائي (6/251) قال : أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2494) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي. خمستهم - موسى بن إسماعيل، وسليمان بن داود أبو الربيع، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر.
2 - وأخرجه أبو داود (2880) قال : حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال : حدثنا ابن وهب، عن سليمان- يعني ابن بلال-.
كلاهما - إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
(*) في رواية سليمان بن بلال. قال : «عن العلاء بن عبد الرحمن، أراه عن أبيه» .

8713 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نفس المؤمن مُعَلَّقة بِدَينْه حتى يقضى عنه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1078) و (1079) في الجنائز ، باب رقم (76) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/440) قال : حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (2/475) قال : حدثنا وكيع، وأبو نعيم. قالا : حدثنا سفيان. والدارمي (2594) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، وابن ماجة (2413) قال : حدثنا أبو مروان العثماني. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (1079) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد.
كلاهما - سفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/475) قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ليس فيه : «عن أبيه» مثله.
(*) وأخرجه أحمد (2/508) قال : حدثنا يزيد. والترمذي (1078) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - يزيد، وأبو أسامة - عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه «عمرو بن أبي سلمة» .

8714 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «مَرُّوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بجنازة ، فأثْنَوْا عليها خيراً ، فقال : وَجَبَتْ ، ثم مَرُّوا بأخرى ، فأثْنَوْا عليها شراً ، فقال : وَجَبَتْ ، ثم قال : إنَّ بعضَكم على بعض شهداءُ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَجَبَتْ) يقال : وَجَبَتْ في الخير : إذا وجبتْ له الجنة ، وفي الشر : إذا وجبت له النار .
__________
(1) رقم (3233) في الجنائز ، باب في الثناء على الميت ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/466) قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، ومسعر. وفي (2/470) قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (3233) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (4/50) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا هشام بن عبد الملك. قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - سفيان، ومسعر، وشعبة - عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد البجلي، فذكره.
(*) في رواية مسعر قال : أظنه عن عامر بن سعد.

الكتاب السادس : في المساجد وما يتعلَّق بها ، وبناءُ مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في بناء مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ومِنْبَرِهِ
8715 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ ، فنزل في عُلْوِ المدينة ، في حَيّ يقال لهم : [بنو] عمرو بن عوف فأقام فيهم أربعَ عشرةَ ليلة ، ثم إنَّه أرسل إلى ملأ بني النجار ، فجاؤوا مُتَقلّدين بسيوفهم ، قال : فكأني أنظرُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على راحلته وأبو بكر رِدْفُهُ ، ومَلأُ بني النجار حوله ، حتى أَلْقَى بفناء أبي أيوب ، قال : وكان يصلِي حيث أدركته الصلاة ، ويصلِّي في مرابض الغنم ، ثم إنه أمر بالمسجد ، قال : فأرسل إلى ملأ بني النجار ، فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار ، ثامِنوني بحائطكم هذا ، قالوا : لا واللهِ ، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله ، قال -[183]- أنس : فكان فيه ما أقول ، كان فيه نخل ، وقبورُ المشركين ، وخِرَب ، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالنخل فقطع ، وبقبور المشركين فنُبشت ، والخِرَب فسوّيت ، قال : وصَفّوا النَّخل قِبْلَة ، وجعلوا عِضادتيه حجارة ، قال : فكانوا يَرْتجزون ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون
اللهم لا خَيْرَ إلا خيرَ الآخرة ... فانْصر الأنصارَ والمهاجرة» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .
وعند أبي داود «حَرْث» قال : وكان عبد الوارث يقول «خِرَب» .
وفي رواية للبخاري وأبي داود نحوه ، وفيه : «فجعلوا ينقلون الصّخْر وهم يرتجزون .
اللهم إنَّ الخيرَ خيرُ الآخرة ... فاغفر للأنصارِ والمهاجره» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثامنوني) ثامنت الرجل في المبيع وعلى السلعة ، أثامنه : إذا قاولتَه في -[184]- ثمنها وساومته على بيعها منه واشترائها .
(وخِرَب) الخرب : جمع خِرَبة ، ومن رواه «حرث» أراد به الموضع المحروث ، والحرث : الزرع .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 438 و 439 في المساجد ، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد ، وفي فضائل المدينة ، باب حرم المدينة ، وفي البيوع ، باب صاحب السلعة أحق بالسوم ، وفي الوصايا ، باب إذا أوقف جماعة أرضاً مشاعاً فهو جائز ، وباب وقف الأرض للمسجد ، وباب إذا قال الواقف : لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فهو جائز ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ، ومسلم رقم (524) في المساجد ، باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (453) و (454) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ، والنسائي 3 / 39 في المساجد ، باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجداً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/211) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/117، 4/14 و 15، 5/86) قال: حدثنا مسدد. و (3/25) قال : حدثنا أبو معمر. و (3/83) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (4/14) ، (5/86) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا عبد الصمد. ومسلم (2/65) ، (5/188) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وشيبان بن فروخ. وأبو داود (453) قال : حدثنا مسدد. و (454) قال : وقال موسى بن إسماعيل. والنسائي (2/39) . وفي الكبرى (692) . وابن خزيمة (788) كلاهما عن عمران بن موسى.
سبعتهم - عبد الصمد، ومسدد، وأبو معمر، وموسى، ويحيى، وشيبان، وعمران - عن عبد الوارث.
2 - وأخرجه أحمد (3/118 و 180) قال : حدثنا وكيع، وفي (3/123) قال : حدثنا يزيد. وفي (3/244) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (454) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (742) قال: حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع، ويزيد، وعفان، وموسى - عن حماد بن سلمة.
كلاهما - عبد الوارث، وحماد - عن أبي التياح يزيد بن حميد، فذكره.
(*) قال موسى بن إسماعيل : وزعم عبد الوارث أنه أفاد حمادا هذا الحديث «أبو داود» (454) .

8716 - (خ) عكرمة مولى ابن عباس قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما- ، ولابنه عليٍّ : «انطلقا إلى أبي سعيد ، فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يُصلحه ، فأخذ رداءه فاحْتَبَى ، ثم أنشأ يحدِّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد ، فقال : كُنَّا نَحْمِل لَبِنَة لَبِنَة ، وعمار لَبنتين لبنتين ، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فجعل ينفُضُ التراب عنه ، ويقول : وَيْحَ عمار ، يَدعُوهم إلى الجنة ، ويَدْعُوَنه إلى النار ، قال : ويقول عَمَّار : أعوذُ بالله من الفتن» . أخرجه البخاري (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الفضائل» من «حرف الفاء» ذِكْر هذا الحديث ، والزيادة التي فيه ، فلا حاجة إلى إعادته .
وزاد رزين «وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَنْقُلُ اللَّبِنَ معهم ويقول :
هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبرٍ ... هذا أَبَرُّ ربِّنا وأطْهرُ
ولقيه رجل وهو يَنْقُلُ التراب ، فقال : يا رسول الله ، ناولني لَبِنَتك -[185]- أحملها عنك ، فقال : اذهبْ ، فخذْ غير هذا ، فلستَ بأفقرَ مني إلى الله ، قال : وجاء رجل كان يحسن عَجْن الطين ، وكان من حَضْرموت ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : رحم الله امرءاً أحسن صنعته ، وقال له : الزم أنت هذا الشغل ، فإني أراك تُحسِنه» .
__________
(1) 1 / 450 و 451 في المساجد ، باب التعاون في بناء المسجد ، وفي الجهاد ، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/22) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/90) قال : حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري (1/121) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد العزيز بن مختار. وفي (4/25) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى، قال : أخبرنا عبد الوهاب.
أربعتهم - شعبة، ومحبوب، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.

8717 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «كان سَقْفُ المسجد من جريد النخل ، فأمر عُمَرُ في خلافته ببناء المسجد وقال : أكِنَّ الناسَ من المطر ، وإياك أن تُحَمِّر أَو تُصَفِّر فتفتن الناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 1 / 448 و 449 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وقد وصله في الاعتكاف وغيره من طريق أبي سلمة عن أبي سعيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المساجد باب بنيان المسجد.

8718 - (خ د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : «كان المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مبنيّاً باللَّبِن ، وسَقْفُه بالجريد ، وعُمُده خَشَبُ النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً ، وزاد فيه عمر ، وبناه على بنائه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- باللَّبنِ والجريد ، وأعاد عُمُدَه خشباً ، ثم غَيَّره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة ، وبنى جُدُرَه بالحجارة المنقوشة والقَصَّة ، وجعل عُمُده من حجارة منقوشة ، وسقفه ساجاً» . أخرجه البخاري وأبو داود .
وفي رواية لأبي داود أيضاً «أنَّ مسجدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كان سوارِيه على عهد -[186]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من جُذُوع النخلِ ، وأعلاه مُظَلَّل بجريد النخل ، ثم إنها نَخِرَتْ في خلافة أبي بكر ، فبناها بجذوعِ النخل وجريدِ النخل ، ثم إنَّها نَخِرَت في خلافة عثمان ، فبناها بالآجُرِّ ، فلم تزل ثابتة حتى الآن» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(والقَصَّة) القَصَّةُ : الجِصُّ بلغة أهل الحجاز .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 449 و 450 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وأبو داود رقم (451) و (452) في الصلاة ، باب في بناء المساجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/130) (6139) . والبخاري (1/121) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وأبو داود (451) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ومجاهد بن موسى. وابن خزيمة (1324) قال : حدثنا محمد بن يحيى (ح) وحدثنا علي بن سعيد النسوي.
خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن يحيى، ومجاهد بن موسى، وعلي بن سعيد النسوي - قالوا : حدثنا يعقوب - هو ابن إبراهيم بن سعد -، قال : حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، قال : حدثنا نافع، فذكره.

8719 - (خ م ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : عند قول الناس فيه «حين بني مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّكم أكثرتُم ، وإني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة» .
وفي أخري «بنى الله له في الجنة مثله» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الترمذي المسند من الثانية فقط (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 453 في المساجد ، باب من بني مسجداً ، ومسلم رقم (533) في المساجد ، باب فضل بناء المساجد والحث عليها ، والترمذي رقم (318) في الصلاة ، باب ما جاء في فضل بنيان المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1/122) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (2/68 و 8/221) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى.
ثلاثتهم - يحيى، وهارون، وأحمد - عن ابن وهب، قال : أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - أن بكيرا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني، فذكره.
أخرجه أحمد (1/61) (434) قال : حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي. وفي (1/70) (506) قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والدارمي (1399) قال : حدثنا أبو عاصم. ومسلم (2/68) و (8/222) قال : حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى، قالا : حدثنا الضحاك بن مخلد. وفي (8/222) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي وعبد الملك بن الصباح. وابن ماجة (736) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. والترمذي (318) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. وابن خزيمة (1291) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي.
ثلاثتهم - عبد الكبير، والضحاك بن مخلد أبو عاصم، وعبد الملك بن الصباح - عن عبد الحميد بن جعفر، قال : حدثني أبي، عن محمود بن لبيد، فذكره.

8720 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[187]- «مَنْ بنى مسجداً - صغيراً كان أو كبيراً - بنى الله له بيتاً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (319) في الصلاة ، باب ما جاء في فضل بنيان المسجد ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (319) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا نوح بن قيس، عن عبد الرحمن مولى قيس، عن زياد النميري، فذكره.

8721 - (س) عمرو بن عبسة (1) - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ بَنَى لله مسجداً ، ليُذكر الله فيه ، بنى الله له بيتاً في الجنة» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في المطبوع : أنس بن مالك ، وهو خطأ .
(2) 2 / 31 في المساجد ، باب الفضل في بناء المساجد ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/386) قال : حدثنا حيوة بن شريح. والترمذي (1635) قال : حدثنا إسحاق بن منصور المروزي، قال : أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي. والنسائي (2/31) . وفي الكبرى (678) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان.
كلاهما - حيوة، وعمرو - قالا : حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، فذكره.
(*) رواية الترمذي مختصرة على : «من شاب...» ورواية النسائي مختصرة على : «من بنى لله مسجدا...» .

8722 - (د) أبو الوليد - رحمه الله- قال : سألتُ ابنَ عُمَرَ عن الحصا الذي كان في المسجد ، فقال : «إنَّا مُطِرْنا ذاتَ ليلة ، فأصبحتِ الأرضُ مُبْتَلَّة ، فجعل الرجل يجيء بالحصا في ثوبه ، فيبسطه تحته ، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه قال : ما أحسن هذا !» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (458) في الصلاة ، باب في حصى المسجد ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (458) قال : حدثنا سهل بن تمام بن بزيع. وابن خزيمة (1298) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثني عبد الصمد.
كلاهما - سهل بن تمام، وعبد الصمد بن عبد الوارث - عن عمر بن سليم الباهلي، قال : حدثني أبو الوليد، فذكره.
(*) رواية سهل بن تمام بن بزيع مختصرة على أول الحديث.

8723 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال أبو بدر - وهو شجاعُ بن الوليد- أراه قد رفعه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «إن الحصاة لَتُنَاشِد الله الذي يخرجها من المسجد ليدَعها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (460) في الصلاة ، باب في حصى المسجد ، وإسناده ضعيف ، وليس في نسخ أبي داود المطبوعة لفظه " ليدعها " في آخر الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (460) قال : حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر قال : حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، قال : حدثنا شريك. قال : حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (459) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع. قالا : حدثنا الأعمش، عن أبي صالح. قال : كان يقال : إن الرجل إذا أخرج الحصى من المسجد تناشده.

8724 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -[188]- صلى الله عليه وسلم- لمَّا بَدَّن ، قال له تميم الداريُّ : ألا أَتّخِذُ لك مِنْبَراً يجمع - أو يحمل - عِظامك ؟ قال : بلى ، قال : فاتخذَ له منبراً ، مِرْقاتين» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَدَّن) بدَّن الرجل بالتشديد : إذا كَبِر ، وبالتخفيف وبضم الدال : إذا سمن .
__________
(1) رقم (1081) في الصلاة ، باب اتخاذ المنبر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1081) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافع، فذكره.

8725 - (خ) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أن امرأةَ قالت : «يا رسولَ الله ألا أجعلُ لك شيئاً تَقْعُدُ عليه ؟ فإن لي غلاماً نجَّاراً ، قال : إن شئتِ ، فعملتِ المنبرَ» ... وذكر الحديث ، وقد تقدم ذِكْر المنبر في كتاب الصلاة . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 452 و 453 في المساجد ، باب الاستعانة بالنجار والصناع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/300) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (1/122) و (3/80) قال : حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (4/237) قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - وكيع، وخلاد، وأبو نعيم - قالوا : حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، فذكره.

8726 - (خ م د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : «كان بين مِنَبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين الحائط كَقَدْر مَمَرّ الشاة» . أخرجه أبو داود .
وعند البخاري ومسلم قال : «كان جِدَارُ المسجد عند المِنْبَرِ ما كادت الشاة تجوزُه» .
وفي أخرى لمسلم «أنَّ سلمةَ كان يتحَّرى مَوْضِعَ المُصحَفِ يُسبِّح -[189]- فيه ، وذَكَر : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يتحِّرى ذلك المكان ، وكان بين المنبر والقِبلةِ قَدْرَ مَمَرِّ الشاةِ» .
وفي رواية لهما «كان سلمةُ يتحرَّى الصلاةَ عند الأُسطوانة التي عند المصحف ، فقلت له : يا أبا مسلم ، أراكَ تتحرَّى الصلاة عند الأسطوانة ؟ قال : رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى الصلاة عندها» .
وقد جعل الحميديُّ هذا والذي قبله حديثين ، وذكر أنَّ أبا مسعود جعلهما كذلك ، وهما حديث واحد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 475 و 476 في سترة المصلي ، باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة ، وباب الصلاة إلى الأسطوانة ، ومسلم رقم (509) في الصلاة ، باب دنو المصلي من السترة ، وأبو داود رقم (1082) في الصلاة ، باب موضع المنبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/54) . ومسلم (2/59) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن المثنى - عن حماد بن مسعدة، عن يزيد - يعني ابن أبي عبيد - فذكره.
أخرجه البخاري (1/133) قال : حدثنا المكي بن إبراهيم. وأبو داود (1082) قال : حدثنا مخلد بن خالد، قال : حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - المكي، وأبو عاصم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.

8727 - (خ) السائب بن يزيد - رحمه الله- «أنَّه سمع عثمانَ بنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه- على مِنْبَرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري هكذا (1) .
__________
(1) 13 / 261 في الاعتصام ، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7338) حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد، فذكره.

الفصل الثاني : في أحكام تتعلق بالمساجد ، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول : في البصاق
8728 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى نُخامة في القِبْلة ، فشَقَّ ذلك عليه ، حتى رُئي [في وجهه] ، فقام فحكَّه بيده ، فقال : إنَّ أحدَكم إذا قام في الصلاة فإنَّما يُناجي ربّه ، فإن ربَّه بينه وبين القِبلة ، فلا يَبْزُقَنَّ أحدُكم قِبَل قِبْلتِه ، ولكنْ عن يساره أو تحت قدمه ، ثم أخذ طرَف رِدائه ، فبصق فيه ، ثم رد بعضه على بعض ، فقال : أو يفعل هكذا» هذه رواية البخاري .
وفي رواية له ولمسلم قال : «إنَّ المؤمن إذا كان في الصلاة ، فإنَّما يناجي ربَّه ، فلا يَبْزُقَنَّ بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولكنْ عن يساره ، تحت قدمه» .
وللبخاري طرف منه قال : «بزَق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في ثوب» لم يزد عليه .
وفي رواية النسائي «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخذ طرف ردائِه فَبَزَق فيه ، فردَّ بعضه على بعض» . -[191]-
وله في أخرى قال : «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نُخامة في قِبْلَةِ المسجد ، فغضِب ، حتى احمرَّ وجهه ، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتهْا ، وجعلت مكانه خَلُوقاً ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما أحسنَ هذا !» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نخامة) النُّخَامَة : بَزْقَةٌ تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 425 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، وباب لا يبصق عن يمينه في الصلاة ، وباب ليبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى ، وباب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه ، وفي مواقيت الصلاة ، باب المصلي يناجي ربه ، وفي العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ، ومسلم رقم (551) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ، والنسائي 1 / 163 في الطهارة ، باب البزاق يصيب الثوب و 2 / 52 و 53 في المساجد ، باب تخليق المساجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1219) . والبخاري (1/70) قال : حدثنا محمد بن يوسف، كلاهما - الحميدي، ومحمد - قالا : حدثنا سفيان. ورواية البخاري مختصرة : «بزق النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوبه...» .
2 - وأخرجه أحمد (3/199) . والدارمي (1403) كلاهما، عن يزيد بن هارون.
3 - وأخرجه أحمد (3/188) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى.
4 - وأخرجه البخاري (1/112) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي مختصرا (1/163) . وفي الكبرى (289) قال : أخبرنا علي بن حجر.
كلاهما - قتيبة، وعلي - قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
5 - وأخرجه البخاري (1/113) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل، قال : حدثنا زهير بن معاوية.
6 - وأخرجه أبو داود (390) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد - وهو ابن سلمة - مختصرا.
ستتهم - سفيان، ويزيد، وابن المثنى، وابن جعفر، وزهير، وحماد - عن حميد، فذكره.

8729 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى بُصاقاً في جِدار القِبلة ، فحكَّه ، ثم أقبل على الناس ، فقال : إذا كان أحدُكم يصلِّي فلا يبصق قِبَل وجهه ، فإنَّ الله قِبَلَ وجهه [إذا صلّى]» .
وفي رواية قال : «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نُخامة في قِبْلَةِ المسجد فحكَّها بيده ، وتَغَيَّظَ» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي .
وفي رواية أبي داود قال : «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُب يوماً ، إذ رأى -[192]- نخامة في قِبْلَةِ المسجد ، فتغيظَ على الناس ، ثم حكَّها - قال : وأحسِبه قال : ودعا بزَعْفران فَلَطَخَه به - ثم قال : إنَّ الله تعالى قِبَلَ وجهِ أحدِكم إذا صلى فلا يَبْصُقُ بين يديه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 426 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، وفي صفة الصلاة ، باب هل يلتفت لأمر ينزل به ، وفي العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ، وفي الأدب ، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله ، ومسلم رقم (547) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، والموطأ 1 / 194 في القبلة ، باب النهي عن البصاق في القبلة ، وأبو داود رقم (479) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 51 في المساجد ، باب النهي عن أن يتنخم الرجل في قبلة المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (138) . وأحمد (2/6) (4509) قال : حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/18) (4684) قال : حدثنا يحيى. عن ابن أبي رواد. وفي (2/29) (4841) قال : حدثنا محمد، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/32) (4877) قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا محمد. وفي (2/34) (4908) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن أبي روَّاد. وفي (2/53) (5152) قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/66) (5335) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. (ح) وحدثنا إسحاق، قال : أخبرنا مالك. وفي (2/72) (5408) قال : حدثنا أبو سلمة، قال : أخبرنا ليث. وفي (2/99) (5745) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة، قال : حدثنا ليث بن أبي سليم. وفي (2/141) (6265) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال : حدثنا أيوب. وفي (2/144) (6306) قال : حدثنا يعلى ومحمد، ابنا عبيد، قالا : حدثنا محمد - يعني ابن إسحاق -. والدارمي (1404) قال : أخبرنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والبخاري (1/112) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك. وفي (1/191) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث. وفي (2/82) قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (8/33) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا جويرية. ومسلم (2/75) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي، جميعا عن عبيد الله (ح) وحدثنا قتيبة، ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -. عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال : حدثنا ابن أبي فديك، قال : أخبرنا الضحاك - يعني ابن عثمان -. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال : حدثنا حجاج بن محمد، قال : قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. وأبو داود (479) قال : حدثنا سليمان بن داود، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا أيوب.. وابن ماجة (763) قال : حدثنا محمد بن رمح المصري، قال : أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (2/51) وفي الكبرى (714) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبرى (443) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (923) قال : حدثنا يعقوب الدورقي، قال : حدثنا إسماعيل بن علية، قال : أخبرنا أيوب (ح) وحدثني مؤمل بن هشام، قال : حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -، عن أيوب.
عشرتهم - مالك، وأيوب، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، وليث بن سعد، وليث بن أبي سليم، وجويرية، والضحاك بن عثمان، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره.
(*) رواية يحيى، عن ابن أبي رواد، مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في قبلة المسجد، فحكها، وخلَّق مكانها» .
(*) لفظ رواية ليث بن أبي سليم : «إذا صلى أحدكم فلا يتنخمن تجاه القبلة، فإن تجاهه الرحمن، ولا عن يمينه، ولكن عن شماله، أو تحت قدمه اليسرى» .

8730 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري وأبو هريرة - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رأى نُخامة في جدار المسجد ، فتناول حَصاة فَحتها ، فقال : إذا تَنَخَّم أحدُكم فلا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَل وجهه ولا عن يمينه ، وليَبْصُق عن يساره ، أو تحت قدمه اليسرى» . أخرجه البخاري ومسلم عنهما .
ولهما من رواية ابن عُيينة عن أبي سعيد وحدَه . وقال : «فحكَّها بحصاةٍ ، ونهى أن يبصقَ الرجل بين يديه أو عن يمينه ، ولكنْ عن يساره ، أو تحت قدمه اليسرى» .
وأخرجه النسائي عن [أبي سعيد] الخدري وحدَه .
وأخرجه أبو داود عن [أبي سعيد] الخدريِّ : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يحبُّ العَراجينَ ، ولا يزال في يده منها ، وإنه دخل المسجد ، فرأى -[193]- نُخامةً في قبلة المسجد ، فحكَّها ، ثم أقبل على الناس مُغْضَباً ، فقال : «أيَسُرُّ أحدَكم أن يُبْصَقَ في وجهه ؟ فإن أحدَكم إذا استقبل القِبْلَة ، فإنما يستقبلُ ربَّه عزَّ وجلَّ ، والملَك عن يمينه ، فلا يَتْفُلْ عن يمينه ولا في قِبْلَتِهِ ، وليَبْصُقْ عن يساره ، أو تحت قدمه ، فإن عَجِلَ به أمْرٌ ، فَلْيَتُفُلْ هكذا ووصف لنا ابنُ عجلان ذلك : أنْ يَتْفُلَ في ثوبه ، ثم يردَّ بعضَهُ على بَعْض» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العراجين) العراجين : جمع عُرجون ، وهو القضيب الأصفر المتقوِّس الذي يكون عذق الرطب فيه .
(يتفل) التفل : أقل ما يكون من البزاق ، والنفثُ أقل منه .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 429 في المساجد ، باب حك المخاط بالحصى من المسجد ، وباب لا يبصق عن يمينه في الصلاة ، ومسلم رقم (548) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، وأبو داود رقم (480) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 51 و 52 في المساجد ، باب ذكر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه وهو في صلاته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (728) . وأحمد (3/6) . والبخاري (1/113) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (2/75) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. والنسائي (2/51) . وفي الكبرى (715) قال : أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (874) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، ويحيى، وأبو بكر، والناقد، وقتيبة، وعبد الجبار - عن سفيان ابن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/58) قال : حدثنا حجاج. والبخاري (1/112) قال : حدثنا يحيى بن بكير. كلاهما - حجاج، وابن بكير - قالا : حدثنا الليث، عن عقيل.
3 - وأخرجه أحمد (3/88) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال : أخبرني أبي.
4 - وأخرجه أحمد (3/93) قال : حدثنا أبو كامل. والدارمي (1405) قال : حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (1/112) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (2/76) قال : حدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وابن ماجة (761) قال : حدثنا محمد بن عثمان العثماني أبو مروان. خمستهم - أبو كامل، وسليمان بن داود، وموسى، ويعقوب، وأبو مروان - عن إبراهيم بن سعد.
5 - وأخرجه أحمد (3/93) قال : حدثنا سكن بن نافع، قال : حدثنا صالح.
6 - وأخرجه مسلم (2/76) قال : حدثني أبو الطاهر، وحرملة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3997) عن أبي الطاهر بن السرح. والحارث بن مسكين. وابن خزيمة (875) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. أربعتهم - أبو الطاهر، وحرملة، والحارث، ويونس بن عبد الأعلى - عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي.
ستتهم - سفيان، وعقيل، وشعيب، وإبراهيم، وصالح، ويونس - عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن ، فذكره.
(*) رواية سفيان - عن أبي سعيد - ولم يذكر «أبا هريرة» .

8731 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا قام أحدُكم إلى الصلاة ، فلا يبصق أمامَه ، فإنما يناجي الله ، ما دام في مُصلاَّه ، ولا عن يمينه ، فإنَّ عن يمينه مَلَكاً ، ولْيَبْصُقْ عن يساره أو تحت قدمه ، فيدفنها» أخرجه البخاري ومسلم . -[194]-
ولمسلم «أنَّه رأى نُخامة في قبلةِ المسجد ، فأقبل على الناس ، فقال : ما بالُ أحدِكم يقوم مستقبلَ ربَّه ، فيتَنَخَّعُ أمامَهُ ؟ أيُحبُّ أن يُستَقْبَلَ ، فيتنخَّعَ في وجهه ؟ فإذا تنخَّعَ أحدُكم ، فليتنخَّع عن يساره ، أو تحت قدمه ، فإن لم يجد فليَتْفُلْ هكذا - ووصف الراوي - فَتَفَلَ في ثوبه ، ثم مسح بعضه ببعض» .
وفي رواية : «كأنِّي انظرُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَرُدُّ ثوبه بعضَه على بعض» .
وفي رواية أبي داود قال : «مَنْ دَخَلَ هذا المسجد فبزق فيه أو تنخَّم ، فَليَحْفِر فليدفنه ، فإن لم يفعلْ فليبزقْ في ثوبه ، ثم ليخرجْ به» .
وفي رواية النسائي : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا صلَّى أحدُكم فلا يَبْصُقْ بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولكنْ عن يساره أو تحت قدمه...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 428 و 429 في المساجد ، باب دفن النخامة في المسجد ، ومسلم رقم (550) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، وأبو داود رقم (477) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 1 / 163 في الطهارة ، باب البزاق يصيب الثوب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/266) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.

8732 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «البصاقُ في المسجد خطيئة ، وكفَّارتُها دَفْنُها» أخرجه الجماعة إلا الموطأ . -[195]-
وفي أخرى لأبي داود قال : «التَّفْلُ في المسجد خطيئة ، وكفَّارتُه أن يُواريَه» .
وفي أخرى له «النخاعةُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 428 في المساجد ، باب كفارة البزاق في المسجد ، ومسلم رقم (552) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، وأبو داود رقم (474) و (475) و (476) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والترمذي رقم (572) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 50 و 51 في المساجد ، باب البصاق في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/173) قال : حدثنا حجاج. و (3/277) قال : حدثنا يزيد بن هارون. و (3/277) قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والدارمي (1402) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. والبخاري (1/113) قال : حدثنا آدم. ومسلم (2/77) قال : حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال : حدثنا خالد بن الحارث. وابن خزيمة (1309) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا أبو داود.
سبعتهم - حجاج ويزيد، والضحاك، وهاشم، وآدم، وخالد، وأبو داود - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/232 و 277) . وابن خزيمة (1309) قال : حدثنا زياد بن أيوب.
كلاهما - أحمد، وزياد - عن محمد بن يزيد الواسطي، عن هشام، وشعبة.
3 - وأخرجه أحمد (3/183) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع. وفيه (3/183) قال : حدثنا إسماعيل. و (3/274) قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وابن خزيمة (1309) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا ابن علية. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - يحيى، ووكيع، ومحمد، وابن علية - عن هشام الدستوائي.
4 - وأخرجه أحمد (3/109) قال : حدثنا ابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر و (3/309) قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. و (3/234) قال : حدثنا عبد الوهاب. وأبو داود (476) قال : حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
خمستهم - ابن أبي عدي، وابن جعفر، والضحاك، وعبد الوهاب، ويزيد - عن سعيد بن أبي عروبة.
5 - وأخرجه أحمد (3/289) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا أبان بن يزيد.
6 - وأخرجه مسلم (2/76) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (475) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (572) . والنسائي (2/50) . وفي الكبرى (713) كلاهما عن قتيبة.
ثلاثتهم - يحيى، وقتيبة، ومسدد - قالوا : حدثنا أبو عوانة.
7 - وأخرجه أبو داود (474) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا هشام، وشعبة، وأبان خمستهم - شعبة، وهشام، وأبان، وسعيد، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.

8733 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رأى في جدار القِبلةِ مُخاطاً ، أو بُزَاقاً ، أو نُخَامة ، فحكَّه» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 426 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، ومسلم رقم (549) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، والموطأ 1 / 195 في القبلة ، باب النهي عن البصاق في القبلة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (138) . وأحمد (6/138) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/148) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. وفي (6/230) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (1/112) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. ومسلم (2/76) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه. وابن ماجة (764) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1315) حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - مالك، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) أشار المزي في «تحفة الأشراف» (12/17155) إلى أن البخاري رواه عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد.

8734 - (د) السائب بن خلاد - رضي الله عنه - هو رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ رجُلاً أمّ قوماً ، فبصق في القِبلة ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينظر ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لقومه حين فرغ : لا يُصلّي لكم ، فأراد بعد ذلك أن يصلِّيَ لهم ، فمنعوه ، وأخبروه بقول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : نعم - أحْسِبُ أنه قال -: إنك آذيتَ الله -[196]- ورسولَهُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (481) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، وإسناده حسن ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/56) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وأبو داود (481) قال : حدثنا أحمد بن صالح.
كلاهما - سريج، وأحمد - قالا : حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن خيوان، فذكره.

8735 - (د ت س) طارق بن عبد الله المحاربي - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا كنتَ في الصلاة فلا تَبْزُقْ عن يمينك ، ولكنْ خَلْفَك ، أو تِلْقاءَ شِمالك ، أو تحتَ قدمك اليُسرى» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «إذا قام الرجل إلى الصلاة - أو صلَّى أحدُكم - فلا يبزقْ أمامَهُ ، ولا عن يمينه، ولكن تلقاء يَساره ، إن كان فارغاً ، أو تحت قدمه اليسرى، ثم ليقل به هكذا» .
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله : «شمالك إنْ كان فارغاً ، وإلا هكذا» وبزق يحيى تحت رجله ودَلَكه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (478) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والترمذي رقم (571) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 52 في المساجد ، باب الرخصة أن يبصق خلفه أو تلقاء شماله ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (1021) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (571) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (2/52) . وفي الكبرى (716) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (876) قال : حدثنا بندار، وأبو موسى، قالا : حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد. كلاهما - يحيى، ووكيع - عن سفيان.
2 - وأخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا عبيدة بن حميد.
4 - وأخرجه أبو داود (478) قال : حدثنا هناد السري، عن أبي الأحوص.
5 - وأخرجه ابن خزيمة (877) قال :حدثنا يوسف بن موسى، قال : حدثنا جرير.
خمستهم - سفيان، وشعبة، وعبيدة، وأبو الأحوص، وجرير - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره.

8736 - (د) أبو سعيد (1) - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ واثلةَ بن الأسقع - رحمه الله- في مسجد دِمَشْقَ بَصَقَ على البُوريِّ ، ثم مسحه برجله -[197]- فقيل له : لم فعلتَ هذا ؟ قال : لأني رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يفعله» . أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البوريُّ) البوريُّ والباريُّ : المعمول من القصب ، معروف ، قاله الأصمعي ، وأما البورياء والبارياء ، فإنه بالفارسية ، حكاه الجوهري .
__________
(1) هو أبو سعيد الحميري الحمضي صاحب واثلة بن الأسقع ، وفي المطبوع من جامع الأصول : أبو سعيد الخدري ، وهو خطأ .
(2) رقم (484) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/490) قال : حدثنا هاشم. وأبو داود (484) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - هاشم، وقتيبة - عن الفرج بن فضالة، قال : حدثنا أبو سعد، فذكره.
(*) في رواية أبي داود : «أبو سعيد» .

8737 - (م د) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا ، وفي يده عُرْجون ابنِ طاب ، فرأى في قِبلة المسجدِ نُخَامَة ، فحكَّها بالعُرجون ، ثم أقبل علينا ، فقال : أيُّكم يحبُّ أنْ يُعرِض الله عنه ؟ فجشِعْنا ، ثم قال : أيُّكم يحبُّ أن يُعْرِضَ الله عنه ؟ قلنا : لا أيُّنا يا رسولَ الله ، قال : فإنّ أحدَكم إذا قام يصلِّي ، فإن الله قِبَل وجهه ، فلا يبصقْ قِبَلَ وجهه ، ولا عن يمينه ، وليبصقنَّ عن يساره ، أو تحت رجله اليسرى ، فإن عَجِلَت به بادرة ، فليقل بثوبه هكذا - ثم لوى ثوبه بعضه على بعض - وقال : أروني عَبيراً ، فثارَ فَتى من الحيِّ يشتد إلى أهله ، فجاء بخَلوق في راحته ، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجعله على رأس العرجون ، ثم لَطَخ به على أثر النخامة ، قال جابر : فمن هناك جعلتم الخلُوق في مساجدكم» . -[198]-
هذا طرف من حديث عبادة بن الوليد عن جابر ، وقد ذكر الحديث بطوله في المعجزات من «كتاب النبوة» في حرف النون .
وأخرج أبو داود منه هذا القدر في «باب كراهة البزاق في المساجد» ، ولفظ مسلم فيه أتم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عرجون ابن طاب) : نوع من ثمر المدينة معروف عندهم .
(فجشعنا) الجَشَع : أشدُّ ما يكون من الحِرص ، والجَشَع : شدة الجزع لفراق الإلف ، وهو المراد في الحديث .
(عَبيراً) العبير : أخلاط من طيب يجمع بالزعفران ، وقيل : هو عند العرب : الزعفران .
__________
(1) رواه مسلم رقم (3008) في الزهد ، باب حديث الطويل وقصة أبي اليسر ، وأبو داود رقم (485) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3008) قال : حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد «وتقاربا في لفظ الحديث» والسياق لهارون. قالا. وأبو داود (485) قال : حدثنا يحيى بن الفضل السجستاني، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان. بهذا الحديث - وهذا لفظ يحيى بن الفضل السجستاني - قالوا.
خمستهم - هارون، ومحمد، ويحيى، وهشام، وسليمان - قالوا : حدثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حرزة، عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.

الفرع الثاني : في دخول المرأة المسجد
8738 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا استأذنَ أحدَكم امرأتُه إلى المسجد فلا يَمنَعْها» .
وفي رواية قال : فقال بلال بن عبد الله : «والله لنَمنعهُنَّ ، قال : -[199]- فَأَقْبَلَ عليه عبد الله ، فسَبَّه سَبّاً سيئاً ، ما سمعتُ سبَّهُ مثله قَطُّ ، وقال : أُخْبِرُكَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقول : واللهِ لنمنعهنَّ ؟» .
وفي أخرى : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فائذنوا لهن» .
وفي أخرى أنه قال : «لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله» .
وفي أخرى قال : «كانت امرأة لعمر تشهدُ صلاة الصبح والعشاءِ في الجماعة في المسجد ، فقيل لها : لِمَ تَخْرُجِين وقد تعلَمين أنَّه يَكْرَه ذلك ويَغار ؟ قالت : فما يمنعه أن ينهاني ؟ قالوا : يمنعه قول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل» .
وفي أخرى «ائْذَنوا للنساء بالليل إلى المساجد ، فقال ابنٌ له ، يقال له واقد : إذنْ يَتَّخِذْنَه دَغَلاً ، قال : فضرب في صدره ، وقال : أُحَدثُك عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقول : لا ؟» .
وفي أخرى «لا تمنعوا النساء حُظُوَظهن من المساجد إذا استأذَنكم ، فقال بلال : والله لنمنعهنَّ ، فقال عبد الله : أقولُ : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقول أنتَ : لنمنعهنَّ؟» . -[200]- أخرجه البخاري ومسلم ، والرواية الآخرة لمسلم .
وفي رواية الموطأ وأبي داود : أنه قال : «لا تمنعوا إماءَ الله مَساجِدَ الله» .
وأخرج أبو داود أيضاً والترمذي الرواية التي فيها ذِكْر «واقد» .
ولأبي داود : «لا تمنعوا نساءكم المساجد ، ودورهُنَّ خيرٌ لهن» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين زيادة على هذه : «وبيوتُهنَّ خيرٌ من دورهن ، وصلاة المرأةِ في مَخْدَعِها خير لها من صلاتها في بيتها» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدَّغَل) الدَّغَل : الفساد والشر .
__________
(1) رواه البخاري 2/ 318 في الجمعة ، باب هل على من يشهد الجمعة غسل ، وفي صفة الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس ، وباب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد ، وفي النكاح ، باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره ، ومسلم رقم (442) في الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، والموطأ 1 / 197 في القبلة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، وأبو داود رقم (566) و (567) و (568) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد ، والترمذي رقم (570) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (612) . قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/7) (4522) قال : حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/9) (4556) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/140) (6252) قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث، قال : حدثني عقيل. وفي (2/151) (6387) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. والدارمي (448) قال : أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي. وفي (1281) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/220) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن معمر. وفي (7/49) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (2/32) قال : حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني. بونس. وابن ماجة (16) قال : حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. والنسائي (2/42) . وفي الكبرى (696) قال: حدثنا إسحاق بن إبرهيم، قال : أنبأنا سفيان. وابن خزيمة (1677) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا ابن عيينة (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، وسعيد بن عبد الرحمن، قالا : حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وعقيل، والأوزاعي، ويونس - عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/57) (5211) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/143) (6303) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (2/143) (6304) قال : حدثنا محمد بن بكر. وفي (2/156) (6444) قال : حدثنا عبد الله بن الحارث. والبخاري (1/219) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (2/32) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي.
خمستهم - وكيع، وابن نمير، ومحمد بن بكر، وعبد الله بن الحارث، وعبيد الله ابن موسى - عن حنظلة الجمحي.
كلاهما - الزهري، وحنظلة - عن سالم بن عبد الله، فذكره.

8739 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «صلاةُ المرأةِ في بيتها أفضلُ من صلاتها في حُجرتها ، وصلاتُها في مَخْدَعِها أفضل من صلاتها في بيتها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (570) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (570) قال : حدثنا ابن المثنى. وابن خزيمة (1688) قال : حدثنا محمد بن بشار. وفي (1690) قال : حدثنا أبو موسى.
كلاهما - محمد بن المثنى أبو موسى، ومحمد بن بشار - قالا : حدثنا عمرو بن عاصم، قال : حدثنا همام، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، فذكره.

8740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله ، ولكن لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلات» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَفِلات) رجل تَفِل ، وامرأة تَفِلة : بيِّنا التَفَل : إذا كانا غير متطيبين .
__________
(1) رقم (765) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (978) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/438 و 475) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/528) قال : حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1282) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وفي (1283) قال : أخبرنا سعيد بن عامر. وأبو داود (565) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل،. قال : حدثنا حماد. وابن خزيمة (1679) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا يحيى (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا ابن إدريس.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى، ومحمد بن عبيد، ويزيد، وسعيد، وحماد بن سلمة، وابن إدريس - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.

8741 - (س) عبد الله بن عمر (1) - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا استأذنتِ امرأةُ أحَدِكم إلى المسجد فلا يمنعها» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في الأصل جابر ، وهو خطأ .
(2) 2 / 42 في المساجد ، باب النهي عن منع النساء من إتيانهن المساجد ، وإسناده صحيح ، وهو نفس الحديث المتقدم في أول الفرع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/42) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، فذكره.

8742 - (ط) عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل - رضي الله عنها- وهي زوجةُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أنَّها كانت تستأذن عمر بن الخطاب إلى المسجد ، فيسكت ، فتقول : والله لأخْرُجَنّ إلا أن تمنعَني ، فلا يمنعها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 198 في القبلة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/7) عن يحيى بن سعيد، عن عاتكة، فذكرته.

8743 - (خ م ط د) عمرة [بنت عبد الرحمن]- رحمها الله- قالت : قالت عائشة - رضي الله عنها - : «لو رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما أحدَثَ النساءُ ، -[202]- لمنعهنَّ المسجدَ ، كما مُنِعَهُ نساء بني إسرائيل ، قيل لعَمْرة : أوَمُنِعْنَ ؟ قالت : نعم» .
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 290 في صفة الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس ، ومسلم رقم (445) في الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، والموطأ 1 / 198 في القبلة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وأبو داود (569) في الصلاة ، باب التشديد في خروج النساء إلى المساجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/91) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. وفي (6/193) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/235) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (1/219) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. ومسلم (2/34) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال : حدثنا سليمان - يعني ابن بلال -. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال : حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو داود (569) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن خزيمة (1698) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا ابن عيينة. تسعتهم - حماد بن زيد، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ومالك، وسليمان بن بلال، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة، وأبو خالد الأحمر، وعيسى بن يونس - عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

8744 - (د) نافع عن ابنِ عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو تركنا هذا الباب للنساء ؟ قال نافع : فلم يدخل منه ابنُ عمر حتى مات» أخرجه أبو داود .
وفي رواية عن نافع قال : قال عمرُ ، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (571) في الصلاة ، باب التشديد في خروج النساء إلى المساجد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (462 و 571) قال : حدثنا عبد الله بن عمرو، أبو معمر، قال : حدثنا عبد الوارث، قال : حدثنا أيوب، عن نافع، فذكره.
(*) قال أبو داود : وقال غير عبد الوارث : قال عمر. وهو أصح، حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمعناه، وهو أصح.
(*) وفي (464) قال أبو داود : حدثنا قتيبة - يعني ابن سعيد - قال : حدثنا بكر - يعني ابن مضر - عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن نافع، أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء.

8745 - (د) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنه - قال : «كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ينهى أن يُدْخَلَ المسجدُ من باب النساء» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (464) في الصلاة ، باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (464) قال : حدثنا قتيبة - يعني ابن سعيد - ثنا بكر - يعني ابن مضر - عن عمرو بن الحارث ، عن بكير، عن نافع، فذكره.

الفرع الثالث : في أفعال متفرقة
8746 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «من سمع رجلاً يَنْشُد ضالَّة في المسجد ، فليقل : لا رَدَّها الله عليك ، فإن المساجدَ لم تُبْنَ لهذا» أخرجه مسلم وأبو داود .
وعند الترمذي قال : «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا : لا أرَبحَ الله تجارتك ، وإذا رأيتم من يَنْشُد ضالَّة ، فقولوا : لا ردَّ الله عليك» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنشُد ضالَّةً) الضَّالَّة : الضائعة ، ونشدها : طلبها والسؤال عنها .
__________
(1) رواه مسلم رقم (568) في المساجد ، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد ، وأبو داود رقم (473) في الصلاة ، باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد ، والترمذي رقم (1321) في البيوع ، باب النهي عن البيع في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/349) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ. وفي (2/420) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال : أخبرني ابن وهب. ومسلم (2/82) قال : حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، قال : حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال : حدثنا المقرئ.. وأبو داود (473) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد. وابن ماجة (767) قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. وابن خزيمة (1302) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : حدثنا ابن وهب.
كلاهما - عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب - عن حيوة بن شريح، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله مولى شداد، فذكره.

8747 - (م) بريدة - رضي الله عنه - «أنَّ رجلاً نَشَد في المسجد ، فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا وجدتَ ، إنما بُنِيَتْ المساجد لما بُنيت له» .
وفي رواية قال : «الواجدُ غيرك...» وذكره أخرجه مسلم (1) .
-[204]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من دعا إلى الجمل الأحمر) أراد بقوله : «من دعا إلى الجمل الأحمر» : من وجد الجمل الأحمر فدعا إليه صاحبه ليأخذه .
__________
(1) رقم (569) في المساجد ، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/360) قال : حدثنا عبد الله بن الوليد، ومؤمل. ومسلم (2/82) قال : حدثني حجاج بن الشاعر قال : حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1301) قال : حدثنا بندار، وأبو موسى، قالا : حدثنا مؤمل. ثلاثتهم - عبد الله، ومؤمل، وعبد الرزاق - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه أحمد (5/361) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (2/82) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (765) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع. والنسائي في «اليوم والليلة» (174) قال : أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن خزيمة (1301) قال : حدثنا أبو عمار، قال : حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (1301) قال : حدثنا سلم بن جنادة، قال : حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وعبد الله - عن سعيد بن سنان أبو سنان الشيباني.
3 - وأخرجه مسلم (2/82) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جرير، عن محمد بن شيبة.
ثلاثتهم - سفيان، وسعيد، ومحمد - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.

8748 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : «جاء رجل يَنْشُدُ ضالَّة في المسجد ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا وجدتَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 48 و 49 في المساجد ، باب النهي عن إنشاد الضالة في المسجد ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/48) قال : أخبرنا محمد بن وهب، قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال : حدثني زيد بن أبي أنيسة. عن أبي الزبير، فذكره.

8749 - (د ت س) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الشراء والبيع في المسجد ، وأن تُنشَد فيه ضالة ، وأن يُنشَد فيه شِعْر ، ونهى عن الحِلَق قبل الصلاة يوم الجمعة» .
أخرجه أبو داود والترمذي ، وفَرَّقَهُ النسائي في موضعين (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحِلَق) الحِلَق جمع حَلْقَة ، وهي الجماعة من الناس هاهنا .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1079) في الصلاة ، باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة ، والترمذي رقم (322) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البيع والشراء وإنشاد الضالة والشعر في المسجد ، والنسائي 2 / 47 و 48 في المساجد ، باب النهي عن البيع والشراء في المسجد ، وباب النهي عن تناشد الأشعار في المسجد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (2/179) (6676) قال : حدثنا يحيى. وأبو داود (1079) قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (749) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (766) و (1133) قال : حدثنا محمد بن رمح، قال : أنبأنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. والترمذي (322) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (2/47) . وفي الكبرى (704) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرني يحيى بن سعيد. وفي (2/48) . وفي الكبرى (705) . وفي «عمل اليوم والليلة» (173) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (1304) قال : حدثنا بندار، ويعقوب بن إبراهيم، قالا : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1306) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال : حدثنا أبو خالد. وفي (1816) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
خمستهم - يحيى بن سعيد، وأبو خالد الأحمر، وابن لهيعة، وحاتم بن إسماعيل، والليث - عن ابن عجلان.
2 - وأخرجه أحمد (2/212) (6991) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -، قال : حدثني أسامة بن زيد.
كلاهما - محمد بن عجلان، وأسامة بن زيد - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

8750 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- قال : «بنى عمر - رضي الله عنه- رَحْبة في ناحية المسجد ، تسمى البُطَيحاء ، فقال : من كان يريد أن يَلْغَط ، -[205]- أو يُنْشِدَ شِعْراً ، أو يرفع صوته ، فليخرج إلى هذه الرحبة» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلغط) اللَّغَط : الصوت والجَلَبة .
__________
(1) 1 / 175 في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة بلاغاً ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/504) . بلاغا.

8751 - (خ) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال : «كنتُ قائماً في المسجد ، فحصبني رجل ، فنظرت ، فإذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ، فقال : اذهب فائتني بهذين ، فجئتُه بهما ، فقال : مَنْ أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحصبني) حصبتُه : إذا رميتَه بالحصباء ، وهي الحصى الصغار .
__________
(1) 1 / 465 في المساجد ، باب رفع الصوت في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (470) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، قال : حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، قال : حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب، فذكره.

8752 - (د) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه شارعةٌ في المسجد ، فقال : وجِّهُوا هذه البيوت عن المسجد ، ثم دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولم يصنع القوم شيئاً رجاءَ أن تَنْزِل فيهم رخصة ، فخرج إليهم بعدُ ، فقال : وَجّهُوا هذه البيوت عن المسجد ، فإني لا أُحِلُّ المسجدَ لحائض ولا جُنب» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (232) في الطهارة ، باب في الجنب يدخل المسجد ، وهو حديث حسن ، وانظر " نصب الراية " 1 / 194 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (232) قال : حدثنا مسدد. وابن خزيمة (1327) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا معلى بن أسد.
كلاهما - مسدد، ومعلى بن أسد - قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : حدثنا الأفلت بن خليفة، قال : حدثتني جسرة بنت دجاجة، فذكرته.

8753 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا نَعَسَ أحدكم وهو في المسجد ، فليتحوَّل من مجلسه ذلك إلى غيرِه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1119) في الصلاة ، باب الرجل ينعس والإمام يخطب ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (526) في الصلاة ، وأحمد في " المسند " 2 / 32 و 135 ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/22) (4741) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/32) (4875) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/135) (6187) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي. وعبد بن حميد (747) قال : حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد. وأبو داود (1119) قال : حدثنا هناد بن السري، عن عبدة. والترمذي (526) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا عبدة بن سليمان، وأبو خالد الأحمر. وابن خزيمة (1819) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال : حدثنا أبو خالد، وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال : حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال : حدثنا محمد بن عبيد (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد أيضا. قال : حدثنا يعلى بن عبيد.
ستتهم - يعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، وإبراهيم بن سعد، ومحمد بن عبيد، وعبدة بن سليمان، وأبو خالد الأحمر - عن محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره.

8754 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكيناً ؟ فقال أبو بكر : دخلتُ المسجدَ ، فإذا أنا بسائل يسأل ، فوجدتُ كِسْرَة خبز في يدِ عبد الرحمن ، فأخذتُها فدفعتُها إليه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1670) في الزكاة ، باب المسألة في المسجد ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1670) قال : حدثنا بشر بن ادم، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

8755 - (خ ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنه كان ينام وهو شاب عَزَب لا أهل له في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه البخاري والترمذي والنسائي .
وعند الترمذي «كُنَّا ننام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد ونحن شباب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 446 في المساجد ، باب نوم الرجال في المسجد ، وفي التهجد ، باب فضل قيام الليل ، وباب من تعار من الليل فصلى ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب عبد الله بن عمر ، وفي التعبير ، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام ، وباب الأمن وذهاب الروح في المنام ، وباب الأخذ على اليمين في النوم ، ومسلم رقم (2479) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، والترمذي رقم (321) في الصلاة ، باب ما جاء في النوم في المسجد ، والنسائي 2 / 50 في المساجد ، باب النوم في المسجد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/146) (6330) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. والبخاري (2/61 و 9/51) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا هشام بن يوسف، قال : أخبرنا معمر. وفي (2/61) قال : حدثني محمود، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وفي (5/30) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (5/31) . وفي «رفع اليدين» (41) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثنا ابن وهب، عن يونس. ومسلم (7/158) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وابن ماجة (3919) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال : حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر. والترمذي (321) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر، ويونس - عن الزهري، عن سالم، فذكره.
رواية يونس مختصرة على : «عن ابن عمر، عن أخته حفصة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها : إن عبد الله رجل صالح» .
ورواية الترمذي مختصرة على : «عن ابن عمر، قال : كنا ننام على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، ونحن شباب» .

8756 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً على باب حُجْرتي والحَبشة يلعبون في المسجد ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتُرني بردائه أنظر إليهم» .
وفي رواية «والله لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي ، والحبشةُ يلعبون بحِرابهم في مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه ، لكي أنظرَ إلى لعبهِم ، ثم يقوم من أجلي ، حتى أَكون أَنا التي أَنصرف» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 457 في المساجد ، باب أصحاب الحراب في المسجد ، وفي العيدين ، باب الحراب والدرق يوم العيد ، وباب سنة العيد لأهل الإسلام ، وباب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، وفي الجهاد ، باب الدرق ، وفي الأنبياء ، باب قصة الحبش ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ، وفي النكاح ، باب حسن المعاشرة مع الأهل ، وباب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة ، ومسلم رقم (892) في صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (254) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/116) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد -. وفي (6/186) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/233) قال : حدثنا محمد بن بشر. ومسلم (3/22) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. وفي (3/23) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (3/195) قال : أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16938) عن محمد بن منصور، عن سفيان. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وابن أبي الزناد، ووكيع، ومحمد بن بشر، ويحيى بن زكريا، وجرير بن عبد الحميد، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (6/84) قال : حدثنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/85) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/166) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/247) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا يونس. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (1/123) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. وفي (2/29) و (4/225) قال : حدثنا يحيي بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (7/36) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا معمر. وفي (7/48) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عيسى، عن الأوزاعي. ومسلم (3/21) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو. وفي (3/22) قال : حدثني أبو الطاهر. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. والنسائي (3/195) قال : أخبرنا علي بن خشرم. قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16485) عن عمرو بن منصور، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. وفي (12/16574) عن الربيع بن سليمان بن داود، عن إسحاق بن بكر بن مضر، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث. سبعتهم - الأوزاعي، ومعمر، ويونس، وصالح بن كيسان، وعقيل، وعمرو بن الحارث، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري.
كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) في رواية وكيع، عن هشام : «كانت الحبشة يلعبون في يوم عيد... الحديث وفيه : فجاء أبو بكر. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- دعها فإن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا» .
(*) الروايات ألفاظها متقاربة، وبعضهم يزيد على بعض في اللفظ.

8757 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْلاً قِبَلَ نجد ، فجاءت بِرَجُل من بني حنيفة ، يقال له : ثمامة بن أثال ، فربطه بسارية من سواري المسجد» . أخرجه النسائي .
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود أخرج بعضه ، وهو مذكور في إسلام ثمامة بن أثال (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 462 في المساجد ، باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير أيضاً في المسجد ، -[208]- وباب دخول المشرك المسجد ، وفي الخصومات ، باب التوثق ممن تخشى معرته ، وباب الربط والحبس في الحرم ، و في المغازي ، باب وفد بني حنيفة ، ومسلم رقم (1764) في الجهاد ، باب ربط الأسير وحبسه ، والنسائي 1 / 46 في المساجد ، باب ربط الأسير بسارية المسجد ، وأبو داود رقم (2679) في الجهاد ، باب في الأسير يوثق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/304) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا عبد الله بن عمر. وفي (2/452) قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث. وفي (2/483) قال : حدثنا سريج، قال : حدثنا عبد الله - يعني ابن عمر -. والبخاري (1/125) و (3/161) . و (5/214) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : حدثنا الليث. وفي (1/127) . و (3/161) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. ومسلم (5/158) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي، قال : حدثني عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (2679) قال : حدثنا عيسى بن حماد المصري وقتيبة، قال قتيبة : حدثنا الليث. والنسائي (1/109) و (2/46) . وفي الكبرى (190) و (702) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (252) قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال : حدثنا شعيب - يعني ابن الليث - عن أبيه. وفي (253) قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا عبد الله وعبيد الله ابنا عمر.
أربعتهم - عبد الله بن عمر، والليث، وعبد الحميد بن جعفر، وعبيد الله بن عمر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/246) قال : حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وقرئ على سفيان، عن سعيد، عن أبي هريرة، إن شاء الله. قال سفيان : الذي سمعناه منه، عن ابن عجلان. لا أدري عمن سئل سفيان، عن ثمامة بن أثال ؟ فقال : كان المسلمون أسروه، فذكر نحوه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : وسمعته يقول : عن سفيان، سمعت ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، أن ثمامة بن أثال قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

الفرع الرابع : في أحاديث متفرقة
8758 - (د ت) أبو ثمامة الحناط أن كعب بن عُجْرة أدركه وهو يريد المسجد - أدرك أحدُهما صاحِبه - قال : فوجدني وأنا مُشَبِّك يَدَيَّ ، فنهاني عن ذلك ، وقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا توضأ أحدُكم ، فأحسنَ وُضُوءه ، ثم خرج عامداً إلى المسجد ، فلا يُشَبِّكنَّ يديه ، فإنه في صلاة» . أخرجه أبو داود ، وأخرج الترمذي المسند منه فقط (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (562) في الصلاة ، باب ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة ، والترمذي رقم (386) في الصلاة ، باب كراهية التشبيك بين الأصابع في الصلاة ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/241) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر. وعبد بن حميد (369) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي. والدارمي (1411) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وأبو داود (562) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، أن عبد الملك بن عمرو حدثهم. وابن خزيمة (541) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب.
أربعتهم - إسماعيل، وعبد الملك، وعثمان، وابن وهب - عن داود بن قيس، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي ثمامة الحناط، فذكره.
(*) وأخرجه ابن خزيمة (442) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرني أنس بن عياض، عن سعد بن إسحاق، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي ثمامة، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي. وفي (4/243) قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله. والدارمي (1412) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (967) قال : حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش. وابن خزيمة (444) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا أبو خالد.
خمستهم - قران، وشريك، وسفيان، وابن عياش، وأبو خالد - عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن كعب بن عجرة، فذكره..
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا حجاج. وابن خزيمة (443) قال : حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك.
كلاهما - حجاج، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن رجل من بني سالم، عن أبيه، عن جده، عن كعب بن عجرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
«لا يتطهر رجل في بيته، ثم يخرج، لا يريد إلا الصلاة، إلا كان في صلاة، حتى يقضي صلاته، ولا يخالف أحدكم بين أصابع يديه في الصلاة» .
(*) قال ابن خزيمة : سعد بن إسحاق بن كعب، هو من بني سالم.
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا محمد بن بكر، قال : أخبرنا ابن جريج، قال : أخبرني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن بعض بني كعب بن عجرة، عن كعب، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (386) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن رجل، عن كعب بن عجرة، فذكره.

8759 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ببناءِ المساجد في الدور ، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّب» . أخرجه أبو داود والترمذي .
قال سفيان «بناء المساجد في الدور ، يعني : في القبائل» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (455) في الصلاة ، باب اتخاذ المساجد في الدور ، والترمذي رقم (594) في الصلاة ، باب ما ذكر في تطييب المساجد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/279) قال : حدثنا عامر بن صالح. وأبو داود (455) قال : حدثنا محمد بن العلاء. قال : حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وابن ماجة (758) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن الأزهر. قالا : حدثنا مالك بن سعير. وفي (759) قال : حدثنا رزق الله بن موسى. قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي. قال : حدثنا زائدة بن قدامة. والترمذي (594) قال : حدثنا محمد بن حاتم المؤدب البغدادي البصري. قال : حدثنا عامر بن صالح الزبيري، هو من ولد الزبير. وابن خزيمة (1294) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال : حدثنا مالك بن سعير بن الخمس.
ثلاثتهم - عامر بن صالح، وزائدة، ومالك بن سعير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (595) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا عبدة ووكيع. وفي (596) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتههم - عبدة، ووكيع، وسفيان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر. فذكر نحوه. ليس فيه «عائشة» .
وقال أبو عيسى الترمذي : وهذا أصح من الحديث الأول «يعني من الرواية المتصلة عنده من طريق عامر بن صالح الزبيري» .

8760 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - كتَبَ إلى بنيه «أما بعدُ : فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا أن نَصْنَعَ المساجدَ في ديارنا ، ونصلح صنعتها ونُطهرها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (456) في الصلاة ، باب اتخاذ المساجد في الدور ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (456) قال : حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال : حدثنا يحيى - يعني ابن حسان - قال : حدثنا سليمان بن موسى، قال : حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة، قال : حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره.

8761 - (د خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما أُمِرْتُ بتشييد المساجد» .
قال ابن عباس : «لَتُزَخْرِفُنَّها كما زَخْرَفتِ اليهود والنصارى» .
أخرجه أبو داود ، وأخرج البخاري كلام ابن عباس في ترجمة باب (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زخرفت) الزَّخرفة : النُّقوش وتذهيب الحيطان وتمويهها بالذهب .
__________
(1) رقم (448) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ، وإسناده صحيح ، ورواه البخاري تعليقاً 1 / 449 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وقد وصله أبو داود وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (448) قال : حدثنا محمد بن الصباح، عن سفيان، قال : أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، فذكره.
ورواه البخاري تعليقا في كتاب المساجد، باب بنيان المساجد.

8762 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة حتى يَتَبَاهى الناسُ في المساجد» . أخرجه أبو داود .
وعند النسائي قال : «مِن أشْراط الساعة : أن يتباهى الناس في المساجد» (1) .
-[210]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتباهى) التباهي : المفاخرة ، والمباهاة : المفاخرة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (449) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ، والنسائي 2 / 32 في المساجد ، باب المعاهدة في المساجد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/134) قال : حدثنا عبد الصمد. و (3/145) قال : حدثنا أبو سعيد. و (3/152) قال : حدثنا عبد الصمد وعفان. و (3/230) قال : حدثنا يونس وحسن بن موسى. و (3/283) قال : حدثنا عفان. والدارمي (1415) قال : أخبرنا عفان. وأبو داود (449) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي (2/32) . وفي الكبرى (679) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1322) قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا المؤمل بن إسماعيل. وفي (1323) قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي.
تسعتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وعفان، ويونس، وحسن، والخزاعي، والجمحي، وابن المبارك، ومؤمل - عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره.

8763 - (س) طلق بن علي - رضي الله عنه - قال : «خرجْنَا وفداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فبايعناه ، وصلّينا معه ، وأخبرناه أنَّ بأرضنا بِيْعةً لنا ، فاستوهبناه من فَضْل طَهُوره ، فدعا بماء ، فتوضأ وتمضمض ، ثم صَبّه لنا في إداوة وأمرنا ، فقال : اخْرُجوا ، فإذا أتيتم أرضَكم فاكسِروا بِيْعتَكم ، وانضحوا مكانها بهذا الماء ، واتَّخِذوها مسجداً ، قلنا : إنَّ البلدَ بعيد ، والحرَّ شديد ، والماءَ يَنْشَفُ ، فقال : مُدّوه من الماء ، لا يزيده إلا طيباً ، فخرجنا حتى قَدِمْنا بَلَدَنا ، فكسرنا بِيْعَتَنا ، ثم نضحنا مكانها ، واتخذناها مسجداً ، فنادينا فيه بالأذان ، قال : والراهب رجل من طيء ، فلما سمع الأذان ، قال : دعوةُ حقٍّ ، ثم استقبل تَلْعةً من تِلاعنا فلم نَرَهُ بعد» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَلْعة) التَّلْعة : مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية ، وقيل : هو ما ارتفع من الأرض ، وما انهبط منها ، فهو إذن من الأضداد .
__________
(1) 2 / 38 و 39 في المساجد ، باب اتخاذ البيع مساجد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا ملازم، قال : حدثنا عبد الله بن بدر وسراج بن عقبة. والنسائي (2/38) . وفي الكبرى (691) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن ملازم - هو ابن عمرو - قال : حدثني عبد الله بن بدر.
كلاهما - عبد الله بن بدر، وسراج - عن قيس بن طلق، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/23) قال : حدثنا موسى بن داود، قال : حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، فذكره. ليس فيه «قيس بن طلق» .

8764 - (د) عثمان بن [أبي] العاص - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -[211]- صلى الله عليه وسلم- أَمَرَهُ : أن يجعلَ مسجدَ أهلِ الطائف حيث كانت طواغيتهم» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طواغيتهم) الطواغيت : جمع طاغوت ، وهو المارد من الشياطين ، وقيل : الصنم ، وكذا أراد به هاهنا .
__________
(1) رقم (450) في الصلاة ، باب في بناء المسجد ، وفي سنده محمد بن عبد الله بن عياض لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (450) قال:حدثنا رجاء بن المرجى. وابن ماجة (743) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - رجاء، ومحمد بن يحيى - قالا:حدثنا أبوهمام الدلال، قال:حدثنا سعيد بن السائب ، عن محمد بن عبد الله بن عياض، فذكره.

8765 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ أتى المسجدَ لشيء ، فهو حَظُّه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (472) في الصلاة ، باب في فضل القعود في المسجد ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (472) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال:حدثنا صدقة بن خالد، قال:حدثنا عثمان بن أبي العاتكة الأزدي، عن عمير بن هانئ العنسي، فذكره.

8766 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه الذي لم يَقُمْ منه : «لَعَنَ الله اليَهُودَ والنصارى ، اتَّخَذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ ، قالت : ولولا ذلك لأبرز قبُره ، خشي أن يُتَّخذ مسجداً» . وفي رواية : «ولولا ذلك لأبرز قبُره ، غير أني أخشى أن يُتَّخذ مسجداً» ولم يذكر «قالت» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقد ذكر عن عائشةَ وابنِ عباس وغيرهما نحو ذلك في موضع آخر من الكتاب ، فلم نُعِدْ ذِكْرَهُ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 203 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وباب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور ، وفي المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، ومسلم رقم (532) في المساجد ، باب النهي عن بناء المساجد على القبور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.

ترجمة الأبواب التي أولها ميم ، ولم ترد في حرف الميم

(المحاقلة والمزابنة) في كتاب البيع من حرف الباء .
(المِراء) في كتاب الجدال من حرف الجيم .
(ماء زمزم) في كتاب الحج من حرف الحاء .
(المجالسة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المحبة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المصافحة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المخنَّثون) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المياه) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المني) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المسح على الخفين) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المرض) في كتاب الفضائل من حرف الفاء .
(موت الأولاد الصغار) في كتاب الفضائل من حرف الفاء .
(ميراث النبي صلى الله عليه وسلم) في كتاب الفرائض من حرف الفاء .
(المسألة) في كتاب القناعة من حرف القاف .
(الميزان) في كتاب القيامة من حرف القاف .
(المعجزات) في كتاب النبوة من حرف النون .

حرف النون
ويشتمل على ثمانية كتب
كتاب النبوة ، كتاب النكاح ، كتاب النذر ، كتاب النصح ، كتاب النوم ، كتاب النفاق ، كتاب النجوم
الكتاب الأول : في النبوة ، وفيه خمسة أبواب
الباب الأول : في أحكام تخص ذاته - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في اسمه ونسبه
ذكر البخاري - رحمه الله - في ترجمة باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، بن عبد مناف ، ابن قُصي ، بن كلاب ، بن مُرَّة ، بن كعب ، بن لُؤي ، بن غالب ، بن فِهْر ، -[214]- ابن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مُدرِكة ، بن إلياس ، بن مُضَر ، ابن نِزار ، بن مَعدِّ ، بن عدنان " (1) .
وذكر رزين : أنه عن ابن عباس .
8767 - (خ) كليب بن وائل - رضي الله عنه - قال : قلت لزينب بنت أبي سلمة : «هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مُضَر ؟ قالت : ممن كان ، إِلا من مُضَر ؟ من بني النضرِ بن كِنانة» .
وفي رواية قال : «حدثتني رَبيبةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأظنها زينب - قالت : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمُقَيّر والمُزَفَّت ، فقلت لها : أخبريني ، النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ممن كان ؟ قالت ...» وذكر الحديث . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) أخرجه البخاري 7 / 124 و 125 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم .
(2) 6 / 383 و 384 في الأنبياء ، باب المناقب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/216) قال : حدثنا قيس بن حفص، قال : حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا كليب بن وائل. فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (4/216) قال : حدثنا موسى. قال : حدثنا عبد الواحد. قال : حدثنا كليب. قال : حدثتني ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأظنها زينب قالت. وذكر الرواية الثانية.

8768 - (م) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم» .
أخرجه مسلم (1) . وقد تقدم نحو هذا في باب فضل النبي - صلى الله عليه وسلم- في كتاب الفضائل من حرف الفاء .
-[215]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اصطفى) : اختار ، وهو افتعل ، وانقلبت التاء طاءً لأجل الصاد .
__________
(1) رقم (2276) في الفضائل ، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/107) قال : حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/107) قال : حدثنا محمد بن مصعب. ومسلم (7/58) قال : حدثنا محمد بن مهران الرازي. ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم. جميعا عن الوليد. والترمذي (3605) قال : حدثنا خلاد بن أسلم. قال : حدثنا محمد بن مصعب. وفي (3606) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل. قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
ثلاثتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، والوليد - قالوا : حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، فذكره.

8769 - (خ م ط ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدَمَيَّ ، وأنا العاقِبُ . والعاقِبُ : الذي ليس بعده نبيٌّ ، وقد سماه الله رَؤوفاً رحيماً» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرجه الموطأ عن محمد بن جبير بن مطعم مرسَلاً ، وانتهى حديثه عند قوله : «وأنا العاقب» وأخرجه الترمذي إلى قوله : «ليس بعده نبيٌّ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحشر الناس على قدميَّ) يعني : أنه أول مَنْ يُحْشَرُ من الخلق ، ثم يحشر الناس على قدمه ، أي : على أثره ، وقيل : أراد بقدمه : عهده وزمانه ، يقال : كان ذاك على رِجْلِ فلان ، وعلى قدم فلان ، أي : في عهده .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 404 في الأنبياء ، باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي تفسير سورة الصف ، ومسلم رقم (2354) في الفضائل ، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم ، والموطأ 2 / 1004 في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2842) في الأدب ، باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (555) . وأحمد (4/80) قالا : حدثنا سفيان. وأحمد (4/84) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. والدارمي (2778) قال : أخبرنا الحكم بن نافع، قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (4/225) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر، قال : حدثني معن، عن مالك. وفي (6/188) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب. ومسلم (7/89) قال : حدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق : أخبرنا، وقال الآخران : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وفي (7/90) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال : حدثني أبي، عن جدي، قال : حدثني عقيل. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب. والترمذي (2840) . وفي «الشمائل» (366) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3191) عن علي بن شعيب البغدادي، عن معن بن عيسى، عن مالك.
ستتهم - سفيان، ومعمر، وشعيب، ومالك، ويونس، وعقيل - عن الزهري، قال : أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، فذكره.

8770 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : «كان -[216]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَمِّي لنا نفسَه أسماء ، فقال : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا المُقفَّي ، ونبيُّ التوبة ، ونبي الرحمة» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُقفِّي) : الذاهب المولِّي ، فكأن المعنى : أنه - صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء ، وإذا قَفَّى فلا نبيَّ بعده ، وقيل : «المقفِّي» المتَّبِع ، أراد : أنه متَّبِع النبيين .
__________
(1) رقم (2355) في الفضائل ، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/395) قال : حدثنا وكيع، عن المسعودي. (ح) ويزيد قال : أنبأنا المسعودي. وفي (4/404) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم، قال : حدثنا المسعودي. (ح) وحدثنا يزيد بن هارون، قال : أنبأنا المسعودي. وفي (4/407) قال : حدثنا أبو النضر، ومحمد بن عبيد، قالا : أخبرنا المسعودي.ومسلم (7/90) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال : أخبرنا جرير، عن الأعمش.
كلاهما - المسعودي، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره.

8771 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أَلا تعجبون ، كيف يصرف الله عني شَتْمَ قريش ولعنهم ؟ يشتمون مُذَمَّماً ، ويلعنون مذمَّماً ، وأنا محمد» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 407 في الأنبياء ، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 6 / 159 في الطلاق ، باب الإبانة والإفصاح بالكلمة .. الخ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1136) . وأحمد (2/244) قالا : حدثنا سفيان. وفي (2/369) قال أحمد : حدثنا علي بن حفص، قال : أنبأنا ورقاء. والبخاري (4/225) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. والنسائي (6/159) قال : أخبرنا عمران بن بكار، قال : حدثنا علي بن عياش، قال : حدثني شعيب.
ثلاثتهم - سفيان، وورقاء، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.

الفصل الثاني : في مولده وعمره
8772 - (ت) المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال : «وُلِدْتُ أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفيل . قال ، وسأل عثمانُ بن عفان قُباثَ بن أشْيم ، أخا بني يَعْمَر بن ليث : أنت أكبرُ أم رسول الله ؟ -[217]- فقال : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَكبرُ مني ، وأنا أقدم منه في الميلاد ، وأنا رأيتُ خَذْقَ الطير أخضرَ مُحيلاً» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَذْق الطير) بالخاء والذال المعجمتين وبالقاف : ذَرْقُه ، وقد خَذَقَ يخذُق ، والذي في الرواية «خَذْق الطير» وإنما هو الفيل ، وأراد : أنه رأى ذَرْقَ الفيل أخضرَ مُحيلاً ، يعني بالياً قد دثَر ، وذلك أن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم- كان عام الفيل ، وهو أسنُّ من النبي - صلى الله عليه وسلم- كما ذكر - وعلل ذلك بأنه رأى ذرق الفيل ، وإن كانت رواية «خذق الطير» صحيحة فلعله أراد الطير التي أرسلها الله على أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل ، وذلك صحيح .
__________
(1) رقم (3623) في المناقب ، باب ما جاء في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/215) قال : حدثنا يعقوب. والترمذي (3619) قال : حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - يعقوب، وجرير بن حازم - عن محمد بن إسحاق، عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، فذكره.
(*) رواية يعقوب مختصرة على : «ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل، فنحن لدان، ولدنا مولدا واحدا» .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.
(*) قلت : وفيه عنعنة ابن إسحاق أيضا، وهو مدلس.

8773 - () العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - : قال : «وُلِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفيل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين العبدري، لم أقف عليه.

8774 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تُوُفِّيَ وهو ابنُ ثلاث وستين» . قال ابن شهاب : وأخبرني سعيد بن المسيَّب بمثله . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 408 في الأنبياء ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2349) في الفضائل ، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض ، والترمذي رقم (3655) في المناقب ، باب في سن النبي صلى الله عليه وسلم وابن كم حين مات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/93) قال : حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة. - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : وسمعته أنا من عثمان. قال : حدثني طلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس الأيلي. والبخاري (4/226) و (6/19) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (7/87) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني أبي، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وعباد بن موسى. قالا : حدثنا طلحة بن يحيى، عن يونس بن يزيد. والترمذي (3654) . وفي «الشمائل» (380) قال : حدثنا حسين بن مهدي البصري. قال : حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16570) عن محمد بن خلف، عن آدم، عن الليث، عن عقيل.
ثلاثتهم - يونس بن يزيد الأيلي، وعقيل بن خالد، وابن جريج - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3654) قال : حدثنا العباس العنبري، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج. قال: أخبرت عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره.

8775 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة ثلاث عَشْرة سنة يُوحَى إليه ، وتُوُفِّي وهو ابن ثلاث وستين» .
وفي رواية : «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ، ويرى الضوء ، ولا يرى شيئاً سبع سنين ، وثمان سنين يوحَى إليه ، وأقام بالمدينة عشراً ، وتوفي وهو ابن خمس وستين سنة» .
وفي أخرى قال : «أُنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين ، فمكث ثلاث عشرة ، ثم أُمِر بالهجرة ، فهاجر إلى المدينة ، فمكث بها عشرَ سنين ، ثم توفي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي الرواية الأولى .
وله في رواية قال : «أنزل عليه وهو ابن أربعين ، وأقام بمكة ثلاث عشرة ، وبالمدينة عشراً ، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين» .
وفي رواية لمسلم عن عمار بن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال : سألت ابن عباس «كم أتى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم مات ؟ قال : ما كنتُ أحْسِبُ مثلك يخفى عليه ذلك ، قلت : إني قد سألتُ الناس ، فاختلفوا عليَّ ، فأحببتُ أن أعلم قولَك فيه ، قال : أتحسِب ؟ قلت : نعم ، قال : أمسك ، أربعين بُعث بها ، وخمس عشرة بمكة يأمن ويخاف ، وعشراً مهاجراً إلى المدينة» . -[219]-
وفي أخرى له عن عمرو بن دينار ، قال : قلت لعروة : «كم لَبِث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة ؟ قال : عشراً ، قال : قلتُ : فابنُ عباس يقول : بِضْعَ عشرة ؟ قال : فغفّره ، وقال : إنما أخذه من قول الشاعر : ثَوَى في قريشٍ بِضْعَ عشرة حَجَّةً» .
وله في أخرى عن ابن حمزة قال : قال ابن عباس : «أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة يُوحَى إليه ، وبالمدينة عشراً ، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فغَفَّره) أي : استغفر له ، وقال : غفر الله له .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 114 في المغازي ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي فضائل القرآن باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل ، ومسلم رقم (2351) و (2353) في الفضائل ، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ، والترمذي رقم (3652) و (3653) في المناقب ، باب سن النبي صلى الله عليه وسلم وابن كم حين مات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/266) (2399) و (1/294) (2680) قال : حدثنا حسن بن موسى. وفي (1/279) (2523) قال : حدثنا عفان. وفي (1/312) (2847) قال : حدثنا أبو كامل. ومسلم (7/89) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال : أخبرنا روح. أربعتهم - حسن، وعفان، وأبو كامل، وروح - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة.
2 - وأخرجه أحمد (1/290) (2640) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (7/88) قال : حدثني ابن منهال الضرير، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وفي (7/89) قال : حدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة بن سوار، قال : حدثنا شعبة. كلاهما - يزيد، وشعبة - عن يونس بن عبيد.
3 - وأخرجه أحمد (1/223) (1945) و (1/359) (3380) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/89) قال: حدثني نصر بن علي، قال : حدثنا بشر - يعني ابن مفضل - (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية. والترمذي (3650) . وفي «الشمائل» (381) قال : حدثنا أحمد بن منيع، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا : حدثنا إسماعيل ابن علية. وفي (3651) قال : حدثنا نصر بن علي، قال : حدثنا بشر بن المفضل. كلاهما - إسماعيل ابن علية، وبشر بن المفضل - عن خالد الحذاء.
ثلاثتهم - حماد، ويونس، وخالد - عن عمار مولى بني هاشم، فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (1:296) (2035) قال :حدثنا ابن نمير، قال :حدثنا العلاء بن صالح، قال حدثنا المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره.
والرواية الثالثة :
أخرجها أحمد (1/230) (2696) قال : حدثنا حسن. وعبد بن حميد (1521) قال : حدثنا أبو نعيم. والبخاري (6/19) قال : حدثنا أبو نعيم. وفي (6/223) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. والنسائي في «فضائل القرآن» (1) قال : أخبرنا محمد بن رافع، قال : حدثنا حسين بن محمد.
أربعتهم - حسن، وأبو نعيم، وعبيد الله، وحسين - عن شيبان، عن يحيى، قال : أخبرني أبو سلمة، فذكره.

8776 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين ، وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وتوفي عمر ، وهو ابن ثلاث وستين» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2348) في الفضائل ، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/87) . قال : حدثني أبو غسان الرازي محمد بن عمرو، قال : حدثنا حكام بن سلم، قال : حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، فذكره.

8777 - (م ت) عامر بن سعد - رضي الله عنهما - قال : «كنا قعوداً -[220]- عند معاوية فذكروا سِني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال معاوية : قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين ، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وقُتِلَ عمر وهو ابن ثلاث وستين» .
وفي رواية : أنه سمع معاوية يخطب ، فقال : «مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وأبو بكر وعمر ، وأنا ابن ثلاث وستين (1)» . أخرجه مسلم ، وأخرج الترمذي الثانية ، وعنده : عن عامر بن سعد عن جرير (2) .
__________
(1) أي : وأنا متوقع موافقتهم ، وأني أموت في سنتي هذه .
(2) رواه مسلم رقم (2352) في الفضائل ، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ، والترمذي رقم (3854) في المناقب ، باب في سن النبي صلى الله عليه وسلم وابن كم حين مات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/96) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/97) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن. قال : حدثنا شعبة. وفي (4/100) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (421) قال : حدثنا سليمان بن داود، قال : أنبأنا شعبة. ومسلم (7/88) قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، قال : حدثنا سلام أبو الأحوص. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (3653) . وفي «الشمائل» (379) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي.
2 - وأخرجه أحمد (4/97) قال : حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11402) عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عن يحيى بن أبي زائدة.
كلاهما - أبو نعيم، ويحيى - عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، عن عامر الشعبي.
كلاهما - عامر بن سعد، وعامر الشعبي - عن جرير بن عبد الله، فذكره.

الفصل الثالث : في أولاده
8778 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن قريشاً تواصَتْ بينها بالتمادِي في الغَيّ والكفر ، فقال بعضهم : الذي نحن عليه أحق مما عليه هذا الصُّنبور المُنْبَتِرُ ، فأنزل الله {إنَّا أعطيناك الكوثر ...} إلى آخرها . وأتاه بعد ذلك خمسةُ أولادٍ ذكور ، أربعة من خديجة : عبد الله -[221]- وهو أكبرهم - ، والطاهر - وقيل : إن الطاهر هو عبد الله ، فهم ثلاثة - والطَّيِّب ، والقاسم ، وإبراهيم مِنْ ماريَة . وكان له - صلى الله عليه وسلم- أربع بنات منها : زينب - التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع - ورُقية ، وأم كُلْثوم - كانتا تحت عُتْبة وعتيبة ابْنَيْ أبي لهب ، فلما نزلت {تَبَّتْ يدا أبي لهب} أمرهما بفراقهما - وتزوج عثمان أولاً رقية ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وولدت هناك ابنَه عبد الله ، وبه كان يكنى ، ثم ماتت ، وتزوج بعدها أم كلثوم ، وفاطمة وكانت تحت عليٍّ ، وولدت له حسناً ، وحسيناً ، ومحسناً ، وزينب - وكانت تحت عبد الله بن جعفر - وأُمَّ كلثوم ، وزوّجها عليٌّ من عمر بن الخطاب» أخرجه رزين (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصُّنبور) في الأصل : النخلة التي تبقى منفردةً ويَدِقُّ أسفلها ، وقيل : هي سَعَفات تنبت في جذع النخلة غير ثابتة في الأرض ، فهي تقلع منها ، وأراد كفارُ قريش : أن محمداً - صلى الله عليه وسلم- بمنزلة صُنْبور نبت في جذع نخلة ، فإذا قُلِع انقلع ، يعنون : أنه لا عقب له ، فإذا مات انقطع ذِكْره .
(المنبتر) : المنقطع : من البَتْر ، وهو القطع .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.

8779 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «وُلِدَ لِي الليلةَ غُلام ، فسمّيتُه باسم أبي إِبراهيم ، ثم دفعه إلى أُمِّ سَيف - امرأة قَينٍ ، يقال له : أبو سَيْف - فانطلق يأتيه ، واتَّبعته ، فانتهينا إلى أبي سيف - وهو ينفُخ بكيره ، وقد امتلأ البيت دخاناً - فأسرعتُ المشي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : يا أبا سيف ، أمْسِكْ ، جاء رسول الله فأمسك ، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالصبي ، فضمه إليه ، وقال : ما شاء الله أن يقول ، فقال أنس : لقد رأيته وهو يَكِيد بنفسه - بين يديْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فدمعتْ عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : تدمع العين ويَحْزَن القلب ، ولا نقول إِلا ما يرضى ربنا ، واللهِ يا إبراهيم إنا بك لمحزونون» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَيْن) : الصائغ ، وأراد به الحداد .
__________
(1) رقم (2315) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/194) قال : حدثنا بهز وعفان، وحدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن حميد (1287) . قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (7/76) قال : حدثنا هداب بن خالد، وشيبان بن فروخ. وأبو داود (3126) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ستتهم - بهز، وعفان، وهاشم، وعبد الملك، هداب وشيبان - عن سليمان بن المغيرة.

8780 - (م) عمرو بن سعيد عن أنس - رضي الله عنه - قال : إنه لما توفي إبراهيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن إبراهيم مات في الثدي ، وإن له لَظِئْرين يُكَمِّلانِ رَضاعَه في الجنة ، وإنه ابني» أخرجه مسلم (1) .
-[223]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظئر) : المرأة التي ترضع ولد غيرها .
__________
(1) رقم (2316) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/112) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري في «الأدب المفرد» (376) قال : حدثنا حَرَمِيّ بن حفص قال : حدثنا وهيب. ومسلم (7/76) قال : حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا : حدثنا إسماعيل ابن علية.

8781 - (خ) البراء بن عازب رضي الله عنه قال : «لما توفي إبراهيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن له مُرْضِعاً في الجنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 3 / 194 في الجنائز ، باب ما قيل في أولاده المسلمين ، وفي بدء الخلق ، باب في صفة الجنة ، وفي الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/284) قال : حدثنا بهز. وفي (4/300) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/302) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (2/125) قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (4/145) قال : حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/54) قال : حدثنا سليمان بن حرب.
ستتهم - بهز، ووكيع، وابن جعفر، وأبو الوليد، وحجاج، وسليمان - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره.

8782 - (خ) إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت لابن أبي أوفى رضي الله عنه : أرأيت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ، مات صغيراً ، ولو قضي أن يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي عاش ابنه ، ولكن لا نبي بعده . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 477 في الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/353) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (8/54) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا محمد بن بشار. وابن ماجة (1510) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا محمد بن بشر.
كلاهما - وكيع، ومحمد - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.

8783 - () وائل بن عبيد الله (1) قال : «لما مات إبراهيم بنُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلّى عليه عند باب المقاعد ، وهو موضِعٌ عند باب الجنائز ، ودفنه عند رِجْلَيْ ابن مظعون» أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل : وائل بن عبيد الله ، وفي المطبوع : بياض ، والذي عن أبي داود من طريق وائل بن داود قال : سمعت النبي ... وذكر الحديث .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين : وقد رواه أبو داود إلى قوله : المقاعد ، رقم (3188) في الجنائز ، باب في الصلاة على الطفل ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الخبر من زيادات رزين، لم أقف عليه.

الفصل الرابع : في صفاته وأخلاقه
قد تقدَّم فيما مضى من الكتاب شيء كثير من صفاته وأخلاقه متفرَّقاً في الأبواب التي أوجب ذِكْره فيها .
ونذكر في الفصل ما لم يختص بباب من تلك الأبواب المتقدِّمة ، وينقسم هذا الفصل إلى ثمانية أنواع .
النوع الأول : في أحاديث جامعة لأوصاف عِدَّة
8784 - (ت) إِبراهيم بن محمد - من ولد علي - قال : «كان عَلِيٌّ يَصِفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لم يكن بالطويل الممغَّط ، ولا بالقصير المتردِّد ، كان رَبْعةً من القوم ، ولم يكن بالجَعْدِ القَطِطِ ، ولا بالسَّبطِ ، كان جَعداً رَجِلاً ، ولم يكن بالمُطَهَّمِ ولا بالمكَلْثَم ، كان أسيلَ الخدّ ، وكان أبيض مُشْرَباً بحمرة ، أَدْعَجَ ، أَهْدَب الأشفار ، ذا مَسْرُبة ، شَثْن الكف والقدمين ، جليل المُشاش والكَتَد ، إذا التفت التَفَتَ معاً ، وإِذا مشى يَتَكَفَّأ تَكفُّؤاً ، كأنَّما يَنْحَطّ من صَبَبٍ ، بين كتفيه خاتم النبوة ، وهو خاتم النبيين ، أجودُ الناس صدراً ، وأشجعهم قلباً ، وأصدقهم لهجة ، وألينهم عَريكة ، -[225]- وأكرمهم عِشْرة ، من رآه بَديهة هَابَهُ ، ومن خالطه فعرفه أحبَّه ، يقول ناعته : لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه ، ولا يَسْرُدُ الحديث سَرداً ، يتكلم بكلام فَصْل ، يفهمه من سمعه» هذه الرواية ذكرها رزين . والذي جاء في كتاب الترمذي : هذا لفظه قال : «لم يكن بالطويل الممغَّط ، ولا بالقصير المتردِّد ، كان رَبْعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القَطِط ، ولا بالسَّبِط ، كان جَعْداً رجلاً ، لم يكن بالمطهَّم ولا بالمكلثَم ، وكان في وجهه تدوير ، أبيض مُشْرَب بحمرة ، أدعجُ العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتَد ، أجرد ، ذو مسرُبة ، شَثْنُ الكَفَّين والقدمين ، إذا مشى تقلَّع ، كأنما يمشي في صَبَب ، وإذا التفت التفت معاً ، بين كتفيه خاتم النبوة - وهو خاتم النبيين - أجود الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمُهم عِشْرة ، من رآه بَديهةً هابَهُ ، ومن خالطه معرفةً أحبه ، يقول ناعِتُهُ : لم أر قبله ولا بعده مثله» .
وللترمذي في رواية أخرى عن عليٍّ قال : «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم- بالطويل ولا بالقصير، شَثْنُ الكفين والقدمين ، ضخمُ الكراديس ، طويلُ المسرُبَةِ ، إذا مشى تَكفَّا تكفِّياً ، كأنما انحطّ من صبب ، لم أر قبله ولا بعده مثله - صلى الله عليه وسلم-» (1) . -[226]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الممَّغَط) بتشديد الميم وبالغين المعجمة : هو الرجل البائن الطول ، والمحدِّثون يقولونه بتشديد الغين .
(المتردِّد) : الذي تردَّد بعض خلقه على بعض ، فهو مجتمع .
(رجل رَبْعَة) : معتدل القامة ، بين الطويل القصير .
(شعر قَطِط) : شديد الجعودة .
(شعر سَبِط) : سائل ليس فيه شيء من الجعودة .
(شعر رَجِل) : إذا لم يكن شديد الجعودة ، ولا شديد السبوطة ، بل بينهما .
(المطهّم) : الفاحش السِمَنِ ، وقيل : المنتفخ الوجه الذي فيه جهامة ، وقيل : هو النحيف الجسم الدقيقُهُ ، وقيل : الطُهْمة في اللون : أن تجاوز السمرة إلى السواد ، ووجه مطَّهم : إذا كان كذلك .
(المكلثَم) : المستدير الوجه ، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم .
(الإسالة في الخد) : الاستطالة ، وأن لا يكون مرتفعاً .
(الدَعج في العين) : شدة سوادها .
(أهدب الأشفار) : الذي شعر أجفانه كثير مستطيل .
(أشفار العين) : منابت الشعر المحيط بالعين . -[227]-
(المسْرُبة) : الشعر النابت علي وسط الصد نازلاً إلى آخر البطن .
(الشَثْن الكف) : الغليظ الكف ، وهو مدح في الرجل ، لأنه أشد لقبضهم ، وأصبر لهم على المراس .
(جليل المشاش) : عظيم رؤوس العظام : كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك ، و «المشاش» جمع مُشاشة ، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها .
(الكَتَد) : الكاهل .
(التكفؤ) : الميل في المشي إلى قُدَّام ، كما تتكفأ السفينة في جريها ، والأصل فيه الهمز ، فترك .
(كأنما ينحط من صَبَب) قريب من التكفؤ ، أي : كأنه ينحدر من موضع عال ، وفي رواية أبي داود «صبوب» قال الخطابي : إذا فتحت الصاد كان اسماً لما يُصبّ على الإنسان من ماء ونحوه ، كالطَّهور والغَسول والقَطور ، ومن رواه بالضم : فعلى أنه جمع الصبَب ، وهو ما انحَدَر من الأرض ، قال : وقد جاء في أكثر الروايات «كأنما يمشي في صبب» قال : وهو المحفوظ .
(اللهجة) : اللسان .
(فلان ليِّن العريكة) : سلس القياد ، لين المقادة .
(سرد الحديث يسرُده) : إذا تابعه ، وأسرع في النطق به . -[228]-
(كلامه فصل) : قاطع لا تردُّد فيه ولا تتعتع .
(تقلَّع في مشيه) : كأنه يقلع رجله من وَحْلٍ .
(الكراديس) : كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس ، والجمع الكراديس ، نحو الركبتين والمنكبين والوركين .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3641) و (3642) في المناقب ، باب رقم (18) ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3638) قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي حليمة -من قصر الأحنف -وأحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر المعنى واحد قالوا : حدثنا عيسى بن يونس.حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، ليس إسناده بمتصل.

8785 - (خ م ط ت) ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «كان رَبعة من القوم ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، أزهر اللون ، ليس بالأبيض الأمْهَق ، ولا بالآدم ، ليس بجَعْد قَطِط ، ولا سبِط رَجِل ، أُنزل عليه وهو ابن أربعين سنة ، فلبث بمكة عشر سنين ينزلُ عليه الوحي ، وبالمدينة عشراً ، وتوفاه الله على رأس ستين ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء ، قال ربيعة : فرأيتُ شَعرَه ، فإذا هو أحمر ، فسألتُ ؟ فقيل : احْمَرَّ مِنَ الطيب» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الموطأ إِلى قوله : «شعرة بيضاء» وأخرجه الترمذي كذلك ، وفي ألفاظه نقص .
وللبخاري عن أنس ، أو عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضَخْم القدمين ، حسن الوجه ، لم أر بعدَه مثله» .
وفي رواية عن أنس : «ضخم اليدين ، لم أر بعدَه مثله ، وكان شعر النبي - صلى الله عليه وسلم- رَجِلاً ، لا جَعداً ولا سَبْطاً» . -[229]-
وفي أخرى : «كان ضخم الرأس والقدمين ، لم أر بعده ولا قبله مثله ، وكان سَبِط الكفين» .
وفي أخرى : «شَثْنَ الكفين والقدمين» .
وفي رواية عن أنس - أو عن جابر بن عبد الله - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ضخم الكفين والقدمين ، لم أر بعده شَبَهاً له» .
وللترمذي أيضاً قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رَبْعَة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، حَسَنَ الجسم ، أسمر اللون ، وكان شعره ليس بجعد ولا سبط ، إذا مشى يتكفأ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزهر) : مستنير ، وهو أحسن الألوان ، والزهرة : البياض النيّر .
(الأمهق) : الأبيض الكريه البياض ، كلون الجصّ .
(الآدم) : الشديد السمرة .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 412 و 413 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي اللباس ، باب الجعد ، ومسلم رقم (2347) في الفضائل ، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنه ، والموطأ 2 / 919 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3627) في المناقب ، باب رقم (6) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» (573) . والبخاري (4/228) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/207) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/87) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (3623) . وفي «الشمائل» قال : حدثنا قتيبة. وفي (3623) أيضا. و «الشمائل» (383) قال الترمذي : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (833) عن قتيبة. خمستهم - ابن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، وقتيبة، ومعن - عن مالك.
2 - وأخرجه أحمد (3/130) قال : حدثنا أنس بن عياض.
3 - وأخرجه أحمد (3/148) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (3/185) قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا سفيان.
5 - وأخرجه أحمد (3/240) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. ومسلم (7/87) قال : حدثني القاسم بن زكريا، قال : حدثنا خالد بن مخلد. كلاهما - الخزاعي، وخالد - عن سليمان بن بلال.
6 - وأخرجه البخاري (4/227) قال : حدثني ابن بكير، قال : حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال.
7 - وأخرجه مسلم (7/87) قال : حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
سبعتهم - مالك، وأنس بن عياض، وعبد العزيز، وسفيان، وسليمان، وسعيد بن أبي هلال، وإسماعيل - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/125) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/208) قال : حدثني عمرو بن علي، قال : حدثنا معاذ بن هانئ. كلاهما - عبد الصمد، ومعاذ - قالا : حدثنا همام.
2 - وأخرجه البخاري (7/208) قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا جرير بن حازم.
كلاهما - همام، وجرير - عن قتادة، فذكره.
- ورواية أبي هريرة :
أخرجها أحمد (2/468) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/468) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، قال : سمعت رجلا، قال : سمعت أبا هريرة. قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضخم الكفين.
* وأخرجه البخاري (7/208) قال : حدثني عمرو بن علي، قال : حدثنا معاذ بن هانئ، قال : حدثنا همام، قال : حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أو عن رجل، عن أبي هريرة، قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله.

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسماء الله الحسني بتحقيق أبي نعيم الاصبهاني

طرق حديث الأسماء الحسنى أبو نعيم الأصبهاني وصف الكتاب ومنهجه : لقد رأى الحافظ العَلَمُ أبو نعيم أن حديث " إن لله تسعة...الحديث ...