روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الأربعاء، 25 مايو 2022

المستقصى في أمثال العرب + كتاب: المفصل في صنعة الإعراب {{أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

 

أولا : المستقصى في أمثال العرب
المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)


أبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أثلج به صدورنا من برد اليقين، وكساه أعطافنا من تشريف الإسلام، وأثبت عليه أقدامنا من صراطه المستقيم، والصلاة على مصطفاه من خلقه محمد وعترته الأبرار؛ التصنيف مضمار تنصب إليه خيل السباق من كل أوب ثم تتجارى؛ فمن شاط بعيد الشأو وساع الخطو تشخص الخيل وراءه إلى مطهم سباق إلى الحلبة ميفاء على القصبة، ومن لا حق بالأخريات مطرح خلف الأعقاب، ملطوم عن شق الغبار، موسوم بالسكيت المخلف، ومن آخذ في القصد متنزل سطة ما بينهما قد انحرف عن الرجوين، وجال بين القطرين، فليس بالسابق المفرط ولا اللاحق المفرط: وقد تصديت للانصباب في هذا المضمار تصدى القاصد بذرعه الرابع على ظلعه، فتدبرت شعب الفن الذي أنا كائن بصدده وقائم بإزائه، فصادفت الشعبة التي هي أمثال العرب خليقة بالميل في صغو الاعتناء بها،

(1/1)


ب والكدح في تقويم عنادها، وإعطاء بداهة الوكد وعلالته إياها، لما آنست من تناهي فاقة الأفاضل عن آخرهم إلى استكشاف غوامضها والغوص على مشكلاتها، ولا سيما من انتدب منهم لتدريس قوانين العربية وإقراء الكتب الكبار، فناط به الرغبة كل طالب، وغشي ضوء ناره كل مقتبس، ووجه إليه النجعة كل رائد، وكم يتلقاك في هذا العصر الذي قرع فيه فناء الأدب وصفر إناؤه، اللهم إلا عن صرمة لا يسئر منها القابض، وصبابة لا تفضل عن التبرض من دهماء المتحلين مما لم يحسنوه المتشبعين بما لم يملكوه، من لو رجعت إليه في معنى أسير مثل لفتل أصابعه سدرا ولاحمرت ديباجتاه نشورا أو توقح فأساء جابة فافتضح وتكشف عواره؛ وأيم الله! إنها لمدحضة الأرجل وبخبرة الرجال، بها يتخلص الخبث عن الإبريز، وينماز الناكصون عن ذوي التبريز؛ ثم هي قصارى فصاحة العرب العرباء، وجوامع كلمها، ونوادر حكمها، وبيضة منطقها، وزبدة حوارها، وبلاغتها التي أعربت بها عن القرائح السليمة والركن البديع إلى ذرابة اللسان وغرابة اللسن، حيث أوجزت اللفظ فأشبعت المعنى،

(1/2)


ج وقصرت العبارة فأطالت المغزى، ولوحت فأغرقت في التصريح، وكنت فأغنت عن الإفصاح، بله الاستظهار بمكانها والتمنع بجانبها عند الانتظام في سلك التذاكر، وإفاضة أزلام التناظر، وتذاوق بعض أهل الأدب بعضا؛ وإنها للمحافل إذا حوضر بهاء وللأفاضل متى أوردوها أبهة، وللنثر أنى سلكت أثناءه طلاوة، وللشعر كيف انساقت في تضاعيفه متانة؛ ولأمر ما سبقت أراعيل الرياح، وتركتها كالراسفة في القيود بتدارك سيرها في البلاد مصعدة ومصوبة، واختراقها الآفاق مشرقة ومغربة، حتى شبهوا بها كل سائر أمعنوا في وصفه، وشارد لم يألوا في نعته، فقيدت من أوابدها ما أعرض، واقتنصت من شواردها ما أكثب، ثم ربطتها في قرن ترتيب حروف المعجم ارتباطا جنحت فيه إلى وطاء منهاج أبين من عمود الصبح غير متجانف للتطويل عن الإيجاز؛ وذلك أنى بوبتها فأوردت ما في أوله الهمز، ثم قفيت على أثره بما في أوله الباء وهلم جرا إلى منتهى أبواب أبواب الكتاب، وفصلت كل باب فقدمت في باب الهمز إياه مع الألف عليه مع الباء، وفي باب الباء إياها مع الألف على السائر وهلم جرا إلى منتهى فصول الأبواب؛ وقد استمررت على مراعاة هذا النمط

(1/3)


د في أوساط الكلم وأواخرها، ومتى تساوت صدور الأمثال وجاءت شرعا لا يدلى بعضها بفضل التقدم على بعض عدلت بالنظر إلى أعجازها فقدمت الأحق فالأحق، وكل كلمة وجدتها متكررة سطرتها كرة واحدة ثم لم أتعرض لها في سائر مواقعها إلى أن انتهيت إلى أختها التي تطأ؛ عقبها إلا إذا استكره ذلك وغمض، وقد عنيت في شرحها بإيراد قصصها، وذكر النكت والروايات فيها، والكشف عن معانيها والإنباه على مضاربها، والتقاط أبيات الشواهد لها، على أنى اشترطت تحري الاختصار وتجريد الألفاظ عن الفضلات التي يستغنى عنها في حط اللثام عن وجه المعنى، ولارتفاع الكتاب محيطا بهذه النعوت كلها سميته " المستقصى في أمثال العرب "، وكأني بالعالم المنصف قد اطلع عليه فارتضاه وأجال فيه نظرة ذي علق ولم يتلفت إلى حدوث عهده وقرب ميلاده لأنه إنما يستجيد الشيء ويسترذله لجودته ورداءته في ذاته لا لقدمه وحدوثه، وبالجاهل المشط قد سمع به فسارع إلى تمزيق فروته وتوجيه المعاب إليه، ولما يعرف نبعه من غربه ولا صقره من خربه ولا عجم عوده ولا نفض تهائمه ونجوده، والذي غره منه أنه عمل محدث لا عمل قديم وحسب أن الأشياء تنقد أو تبهرج لأنها تليدة أو طارفة، ولله در من يقول:

(1/4)


هـ // (الطويل) //
(إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا علي لثامها)
والأمثال يتكلم بها كما هي، فليس لك أن تطرح شيئا من علامات التأنيث في " أطري فإنك ناعلة، ولا في " رمتني بدائها وانسلت " وإن كان المضروب له مذكرا، ولا أن تبدل اسم المخاطب من عقيل وعمرو في " أشئت عقيل إلى عقلك " و " هذه بتلك فهل جزيتك يا عمرو " والتمثل تطلب؛ المماثلة كالتعهد والتوقع والتوكف بمعنى تطلب العهد والوقوع والوكيف ولهذا تمثلت حاتما أجود من تمثلت به كتعهدته وتوقعته وتوكفته والضرب البيان من قولك: ضرب له موعدا، أي بينه.

(1/5)


1 -

(1/1)


بسم الله الرحمن الرحيم
باب الهمزة

الهمزة مع الألف

1 - آبل من حنيف الحناتم أي أحذق برعية الإبل ومصلحتها وهو أحد بنى حنتم بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة ويقال لهم الحناتم قال يزيد بن عمرو بن قيس بن الأحوص
(الطويل)
(لتبك النساء المرضعات بسحرة ... وكيعا ومسعودا قتيل الحناتم)
ومن آبالته إن ظمأ ابله كان غبا بعد العشر
ومن كلماته من قاظ الشرف وتربع الحزن وتشتى الصمان فقد أصاب المرعى
وسئل عن أفضل مرعى فقال خياشيم الحزن فالصمان قيل ثم أي قال أزهى أجلى أنى شئت أجلى موضع والازهاء إنبات الزهو أي النور وقد حكاه بعضهم عن بنت الخس وروى أرها أجلى أنى شاءت أى أر الابل

(1/1)


2 - من مالك بن زيد مناة كان على كونه محمقا آبل أهل زمانه وله
(الرجز)
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل)
وذلك أنه بنى على امرأة واشتغل بالاعراس بها فأورد أخوه سعد الإبل وأخل بالرفق بها وحسن القيام بإيرادها فعاب عليه ذلك وقيل أوردها سعد ومالك في صفرة فقال سعد
(الرجز)
(يظل يوم وردها مزعفرا ... وهى خناطيل تجوس الخضرا)
فقالت له امرأته وهى النوار بنت جل بن عدي أجب أخاك فأرتج عليه فلقفته هذا البيت
3 - آخر البز على القلوص أسر مالك بن كومة وعمرو بن الزبان الذهليان كتيف بن زهير الثعلبي فاحتقا فيه فحكماه فقال لولا مالك لكنت في أهلي فلطمه عمرو وكان مالك امرأ حليما فقال لكتيف جعلت

(1/2)


فداك لك وهو مائة بعير بلطمة عمرو وجز ناصيته وخلاه وقال كتيف اللهم ان لم تصب بني زبان بقارعة لا أصلي لك صلاة أبدا فضرب الدهر ضربانه حتى دله خوتعة رجل من بني غفيلة بن قاسط عليهم وهم في إبلهم فجمع لهم ثم أتاهم فقال له عمرو إن في خدي بواء من خدك فخذ لطمتك فأبى وضرب أعناقهم وجعل رؤسهم في مخلاة وعلقها فى عنق ناقة لهم تسمى الدهيم فراحت إلى بيت الزبان فرأى المخلاة فقال أصاب بني بيض نعام ثم أهوى بيده فيها فإذا هو برأس فقال هذا يريد ان هذا آخر ما كان بنوه يجيئون به من أسلاب الناس وبزهم فلا بز بعده
يضرب مثلا في التأسف على انقطاع الأمر
4 - الدواء الكي لأنه إنما يقدم عليه بعد أن لا ينفع كل دواء وقيل آخر الطب وقيل آخر الداء العياء أي إذا أعضل وأبى قبول كل دواء حسم بالكي آخر الأمر وقائله لقمان بن عاد وذلك أنه أقبل ذات يوم فبينا هو يسير إذ أصابه أوام فهجم على مظلة فى فنائها امرأة تداعب

(1/3)


رجلا فاستسقى فقالت المرأة اللبن تبغي أم الماء فقال أيهما كان ولا عداء قالت أما اللبن فخلفك والماء أمامك قال المنع كان اوجز فنظر إلى صبى يبكي ويستسقي فلا يكترث له ولا يسقى فقال إن لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة دفعتموه إلى فكفلته قالت ذلك إلى هانىء وهانىء زوجها قال أو هانىء من العدو ثم قال من هذا الشاب فانه ليس ببعلك قالت أخى قال رب أخ لك لم تلده أمك ثم نظر الى أثر يد زوجها في فتل الشعر في البناء فعرف أنه أعسر فقال ثكلت الا عيسر أمه لو يعلم العلم لطال غمه فذعرت المرأة فعرضت عليه الطعام والشراب فأبى وقال المبيت على الطوى حتى أنال به كريم المثوى خير من إتيان ما لا يهوى ثم مضى فإذا هو برجل يسوق إبله ويقول
(الرجز)
(روحي إلى اليى فإن نفسي ... رهينة فيهم بخير عرس)
(حسانة المقلة ذات أنس ... لا يشترى اليوم لها بآمس)
فهتف به يا هانىء وقال
(الرجز)
(يا ذا البجاد الحلكه ... والزوجة المشتركه)
(عش رويدا إبلكه ... لست لمن ليس لكه)

(1/4)


قال هانىء نور نور الله أبوك قال لقمان علي التنوير وعليك التغيير كل امرىء في أهله أمير إنى مررت بها تغازل رجلا زعمته اخاها ولو كان اخاها لجلى عن نفسه وكفاها الكلام قال هانىء كيف علمت ان المنزل منزلي قال عرفت عقائق هذه النوق في البناء وبو هذه الخلية في الفناء وسقب هذه الناب وأثر يدك في الأطناب قال فما الرأي قال أن تقلب الظهر بطنا والبطن ظهرا حتى يستبين لك الأمر أمرا قال أفلا أعالجها بكية توردها المنية قال آخر الدواء الكي يضرب في من يستعمل فى أول الأمر ما يجب استعماله في آخره ومن روى آخر الداء الكى فهذا المثل يضرب فى أعمال المخاشنة مع العدو إذا لم يجد معه اللين والمداراة
5 - أخرها آقلها شربا الضمير للإبل أي ما تأخر وروده منها قل نصيبه من الماء يضرب في أكداء المبطى
6 - آفة المروءة خلف الموعد عن عوف الكلبي
7 - آكل الدواب برذونة رغوث أي مرضع قالته بنت الخس يضرب

(1/5)


للنهوم الذي لا يشبع
8 - من السوس قيل لخالد بن صفوان بن الأهتم كيف ابنك قال سيد فتيان قومه ظرفا وأدبا قيل فكم ترزقه كل شهر قال ثلاثين درهما قيل وأين يقع الثلاثون منه هلا تزيده وأنت تستغل ثلاثين ألفا قال لثلاثون أسرع في مالي أي في إهلاكه من السوس بالصيف في الصوف فحكى كلامه للحسن البصري فقال أشهد أن خالدا تميمي لرشدة
9 - من الفار
10 - من الفيل قال
(الطويل)
(ويأكل أكل الفيل من بعد شبعه ... ويشرب شرب الهيم من بعد أن يروى)
11 - من النار
12 - من حوت قال جرير

(1/6)


(الطويل)
(ترامى به في لجة البحر زاخر ... فألقي فى فى الحوت فالحوت آكله)
13 - من ردامة هو رجل أكول من بني أسد حكى أنه حلب ثلاثين نعجة فشرب لبنها
14 - من ضرس وقيل من ضرس جائع
15 - من لقمان هو العادي ومن تكاذيبهم أنه كان يتغدى بجزور ويتعشى بأخرى ويروى ويتخلل بحوار وذلك بعد ما ذربت معدته وانطوت امعاؤه وإنه ضاجع امرأته يوما وقد أكل جزورا وأكلت فصيلا فما قدر على الإفضاء إليها فقال كيف أفضى إليك وبيني وبينك بعيران
16 - آكل لحم أخي ولا أدعه لآكل أول من قاله العيار بن عبد الله الضبي وذلك أن ضرار بن عمرو وأبا مرحب اليربوعي اختصما عند النعمان فنصر العيار ضرارا وكانت ذات بينهما غير صالحة إلا أنه من أسرته فقال النعمان أتنصره وهو مناوئك فقال ذلك فقال النعمان

(1/7)


لا يملك مولى لمولى نصرا يضربه من ينال من قريبه ويغضب له عند نيل غيره منه
17 - آلف من الحمى 18
- من حمام مكة قال العجاج
(الرجز)
(والقاطنات البيت غير الري ... م أو آلفا مكة من ورق الحم)
اراد الحمام فرخم وقد ذكرت أوجه ترخيمه في شرح أبيات الكتاب
19 - من غراب عقدة لا تصرف على أنها علم لأرض بعينها كثيرة النخل فالتأنيث والعلمية يأبيان صرفها وتصرف على أنها اسم كل أرض مخصبة والعقدة الكلأ الكافى للإبل ومنها قيل لما فيه بلاغ الرجل وكفايته من العقار عقدة والغراب إذا وقع في هذه الأرض ألفها
20 - من كلب
21 - آمن من الأرض من الأمانة لأنها تؤدي ما تودع

(1/8)


22 - من الظبيى بالحرم من الأمن
23 - من حمام مكة قال كثير عزة
(الخفيف)
(يأمن الظبى والحمام ولا ... يأمن آل الرسول عند المقام)
وقال عقبة الاسدي
(الكامل)
(ما زال مذ حجج بمكة ملحدا ... في حيث يأمن طائر وحمام)
وقال النابغة
(البسيط)
(والمؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند)
24 - آنس من الحمى
25 - من الطيف
26 - أهة وأميهة أي حصبة وجدريا يضرب في دعاء الشر

(1/9)


الهمزة مع الباء

27 - ابأى من حنيف الحناتم من البأو وهو العجب والكبر وكان لا يكلم أحدا حتى يبدأه بالكلام لشدة بأوه
28 - ممن جاء برأس خاقان هو ملك من ملوك الترك ظهر على أرمينية وغلظت نكايته وقتل عاملا لهشام بن عبد الملك فجهز إليه سعيد ابن عمرو الحرشي في جيش فأوقع به وفض جموعه واحتز رأسه وجاء به هشاما ففخم شأنه وفخر بذلك حتى تمثل به
29 - اباد الله غضراءهم أي خيرهم وغضارتهم وقيل خضراءهم أي شجرتهم التي تفرعوا منها وقيل اذهب الله نعمتهم وخصبهم وقيل سوادهم لأن الخضرة عندهم السواد يضرب في الدعاء على القوم في الاستئصال
30 - أبخر من أسد
31 - من صقر

(1/10)


32 - أبخل من الضنين بنائل غيره قال
(الطويل)
(وإن امرءا ضنت يداه على امرىء ... بنيل يد من غيره لبخيل)
33 - من حباحب ويروى من أبي حباحب وهو رجل من العرب كان لا يوقد نارا لئلا يتضيف ولا يقتبس منها وإن أوقدها ثم احس بأحد أطفأها فشبه بناره كل نار لا ينتفع بها فقيل نار الحباحب وقيل هو طائر يطير بالليل يتراءى جناحه كشعلة نار وقيل الحباحب النار المنقدحة من سنابك الخيل عند وطئها الحجارة قال النابغة
(الطويل)
(تقد السلوقي المضاعف نسجه ... ويوقدن بالصفاح نار الحباحب)
وقال أبو حية النميري
(الطويل)
(يعشر في تقريبه فإذا انتحى ... عليهن في قف أرنت جنادله)
(وأوقدن نيران الحباحب والتقى ... حصى تتراقى بينهن دلادله)

(1/11)


وقال القطامي
(الطويل)
(يخود تخويد النعامة بعد ما ... تصوبت الجوزاء قصد المغارب)
(ألا إنما نيران قيس إذا شتوا ... لطارق ليل مثل نار الحباحب)
وقال آخر
(الكامل)
(أوضوء نار حباحب إذ ما بدا ... فيخاله الجهال ذات تسعر)
34 - من ذي معذرة ويروى من ذي عذرة وهو الذي اذا سئل أخذ في تلفيق المعاذير
35 - من صبى يكون في يده أدنى شيء فيبخل به
36 - من كلب لا مطمع فيما يناله وإن تعرض له هرش قال الضحاك ابن سعيد الهمذاني
(البسيط)
(فراشة الحلم فرعون العذاب وإن ... يطلب مذاه فكلب دونه كلب)

(1/12)


37 - من مادر هو أحد بنى هلال بن عامر بن صعصعة سقى إبله ثم سلح في فضلة بقيت في أسفل الحوض ومدره بها ليعافه إبل غيره فلا ترده وفيه يقول الشاعر
(الطويل)
(لقد جللت خزيا هلال بن عامر ... بني عامر طرا بسلحة مادر)
(فأف لكم لا تذكروا الفخر بعدها ... بني عامر أنتم شرار المعاشر)
وتحاكم بنو هلال وبنو فزارة إلى أنس بن مدركة الخثعمي فذكرت بنو فزارة فعل مادر وقالت بنو هلال أنتم أكلتم اير الحمار وذلك أن فزاريا وتغليبا وكلابيا صادوا حمارا وغاب الفزاري فأكلا وخبأ له الجردان فأنشأ يأكله ولا يكاد يسيغه فضحكا ففطن فاخترط السيف وأراد أحدهما على أكله فأبى فقتله فقال الآخر طاح مرقمه فقال الفزاري وأنت إن لم تلقمه وفي ذلك يقول الكميت بن ثعلبة
(الوافر)
(نشدتك يا فزار وأنت شيخ ... إذا خيرت تخطىء في الخيار)
(أصيحانية أدمت بسمن ... أحب إليك أم اير الحمار)
(بلى اير الحمار وخصيتاه ... أحب إلى فزارة من فزار)

(1/13)


ويقول سالم بن دارة
(البسيط)
(لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار)
(لا تأمننه ولا تأمن بوائقه ... بعد الذي امتل اير العير فى النار)
(اطعمتم الضيف جوفانا مخاتلة ... فلا سقاكم إلهي الخالق الباري)
فقضى أنس على الهلاليين فأخذ بنو فزارة مائة بعير كان التراهن عليها وعن أبى عبيدة أنه كان يضحك تعجبا من تسيرهم المثل بمادر وتركهم ابن الزبير على افراط شه وحكى أبو عبيدة عنه أنه قال لرجل دق في صدور أهل الشام ثلاثة أرماح في قتاله الحجاج تجنب حربنا فان بيت المال لا يقوى على مثل هذا وشكا اليه رجل حفا راحلته فقال اخصفها بهلب وارقعها بسبت وأنجد بها يبرد خفها فقال يا أمير المؤمنين جئتك مستوصلا لا مستوصفا قال فلو تكلف الحارث بن كلدة طبيب العرب وحنيف الحناتم آبل العرب ما تكلفه هذا الخليفة من وصف علاج الناقة لعسر عليهما
38 - ابدأهم بالصراخ يفروا يضرب لمن قد أساء الى صاحبه فيتخوف لائمته فينحى عليه بالتحني ليرضى منه بالسكوت

(1/14)


39 - أبدى الصريح عن الرغوة هذا من مقلوب الكلام وأصله أبدت الرغوة عن الصريح كقوله
(الوافر)
(وتحت الرغوة اللبن الصريح ... )
قاله عبيد الله بن زياد لهانىء بن عروة حين سأله عن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وكان متواريا عنه فجحده ثم أقر يضرب في ظهور كامن الأمر
40 - ابذأ من مطلقة أي أفحش لأن المرأة إذا طلقت حملها الغيظ على ما قدرت عليه من القذع والبذاء قال
(الكامل)
(كفا مطلقة تفت اليرمعا ... )
41 - ابرد من الثلج
42 - 00 من جربياء هي الشمال وقيل لأعرابي ما أشد البرد فقال ريح جربياء في ظل عماء غب سماء

(1/15)


43 - 00 من حبقر ويروى عبقر وهما البرد وعن أبي عمرو عب قر والعب البرد وأنشد
(الكامل)
(وكأن فاها عب قر بارد ... أو ريح روض مسه تنضاح رك)
44 - 00 من عضرس ويروى بالكسر وهو البرد قال
(الرجز)
(يا رب بيضاء من العطامس ... تضحك عن ذي أشر عضارس)
45 - 00 من غب المطر
46 - أبر من العملس هو رجل بلغ من بره بأمه أنه حمل إليها غبوقا من لبن في عس فصادفها نائمة فكره انباهها والانصراف عنها فأقام مكانه قائما يتوقع إنتباهها والعس على يده حتى أصبح وقيل هو الذئب من

(1/16)


العملسة وهي السرعة والذئبة برة بولدها إذا وضعت لم تبعد عنه إلا مقدارا لا يغيب فيه عن عينها فهي تلازمه حتى تكمل تربيته وفي مثل آخر أبر من الذئب بولده
47 - 00 من فلحس وهو رجل من شيبان حج بأبيه وهو هم خرف على عاتقه
48 - 00 من هرة بلغ بها فرط برها وتمادي شفقتها أكل أولادها قال السيد الحميري في عائشة رضي الله عنها حين نصبت الحرب يوم الجمل
(السريع)
(جاءت مع الأشقين في هودج ... تزجي إلى البصرة أجنادها)
(كأنها في فعلها هرة ... تريد أن تأكل أولادها)
49 - أبرما وقرونا البرم الذي لا يدخل في الميسر وهو موسر لبخله والقرون فعول من قرن بين الشيئين وأصله ان امرأة احد الأبرام استطعمت من بيوت الأيسار فرجعت بقدر فيها قطع لحم فوضعتها بين يديه وجمعت عليه الأولاد فأقبل هو يأكل قطعتين قطعتين فقالت ذلك يضرب مثلا لبخيل يجر المنفعة إلى نفسه وانتصاب برما بفعل مضمر كأنه

(1/17)


أتكون برما وقرونا
50 - ابشر بغزو كولغ الذئب أي بغزو متدارك يضرب في البشارة بخير متصل
51 - 00 بما سرك عيني تختلج أراد فإن عيني تختلج فاستأنف الكلام وهو فصيح يضرب في التبشير بالخير لظهور إماراته
52 - أبصر وسم قدحك أي اعرف قدرك ووسم القدح العلامة التي عليه لتدل على نصيبه ولكل قدح نصيب معلوم فللفذ نصيب وللتوأم نصيبان وللرقيب ثلاثة أنصباء وللحلس أربعة وللنافس خمسة وللمسبل ستة وللمعلى سبعة قال
(الوافر)
(ولكن رهط أمك من شتيم ... فأبصر وسم قدحك في القداح)
53 - أبصر من الزرقاء هي من بنات لقمان بن عاد ملكة اليمامة واليمامة اسمها فسميت به البلدة كما قيل في حمير وقيل اسمها عنز وهي احدى الزرق الثلاث أعنيها والزباء والبسوس وكانت جديسية وحين قتلت جديس طمسا استجاش رجل طسمى حسان بن تبع إلى اليمامة فلما صاروا

(1/18)


من جو على مسيرة ثلاث صعدت الأطم الذي يقال له الكلب فنظرت اليهم وقد استتر كل شجرة تلبيسا عليها فارتجزت بقولها
(الرجز)
(أقسم بالله لقد دب الشجر ... أو حمير قد أخذت شيئا تجر)
فكذبها قومها فقالت والله لقد أرى رجلا ينهش كتفا أو يخصف نعلا فما تأهبوا حتى صبحهم الجيش وقال الأعشى يقص ذلك
(البسيط)
(ما نظرت ذات أشفار كنظرتها ... حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا)
(اذ قلبت مقلة ليست بمقرفة ... إنسان عين ومأقا لم يكن قمعا)
(فنظرت نظرة ليست بكاذبة ... ورفع الآل رأس الكلب فارتفعا)
(قالت أرى رجلا في كفه كتف ... أو يخصف النعل لهفي أية صنعا)
(فكذبوها بما قالت فصبحهم ... ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا)
(فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم ... وهدموا شاخص البنيان فاتضعا)
وقال لها حسان ما كان طعامك فقالت ورمكة في كل يوم بمخ عنوق وقال فبم كنت تكتحلين قالت بغبوق من صبر وصبوح من أثمد وشق عينها فرأى عروقا سودا من الاثمد وهي أول من اكتحل

(1/19)


بالأثمد من العرب وقصة الحمام مشهورة وهي القائلة
(البسيط)
(ليت الحمام ليه إلى حمامتيه ... ونصفه قديه تم الحمام مايه)
وقال النابغة
(البسيط)
(وأحكم كحكم فتاة اليى إذ نظرت ... إلى حمام سراع وأردى الثمد)
(يحفه جانبا نيق وتتبعه ... مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد)
(قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد)
(فحسبوه فألفوه كما حسبت ... تسعا وتسعين لم ينقص ولم يزد)
(فأكملت مائة فيها حمامتها ... وأسرعت حسبة في ذلك العدد)
54 - 00 من الوطواط وهو الخفاش ويروى أبصر ليلا وأبصر بالليل
55 - 00 من باز
56 - 00 من حية

(1/20)


57 - 00 من عقاب ملاع ويروى من عقاب ملاع بالإضافة وملاع كقطام الصحراء وعقابها أبصر من عقاب الجبل قال امرؤ القيس
(الطويل)
(كأن دثارا حلقت بلبونه ... عقاب ملاع لا عقاب القواعل)
هى رؤس الجبال وقيل ملاع صفة لها من الملع وهو السرعة وليس بوجه في البيت لقوله لا عقاب القواعل ويجوز أن تكون غير منصرفة وعلى هذا ينون في البيت لأن غير المنصرف سائغ صرفه في الشعر ولا يستحسن إيثار منع الصرف مع القبض على سلامة الجزء مع الصرف ههنا وبصر العقاب أنها تعرف من سكاك الجو أنثى الأرانب من ذكرها فتخطفها لأن الذكر يلتوى على عنقها فيقتلها ومدح أعرابى رجلا فقال هو أصح بصرا من العقاب وأيقظ عينا من الغراب وأصدق حسا من الأعراب
58 - 00 من غراب يغمض إحدى عينيه اجتزاء بالواحدة والعرب تدعوه لذلك أعور أو على طريق القلب كأن حدة بصره تناهت حتى انقلبت الى العكس قال ابن ميادة
(الطويل)
(ألا طرقتنا أم أوس ودونها ... حراج من الظلماء يعشى غرابها)

(1/21)


(فبتنا كأنا بيتتنا لطيمة ... من المسك وو دارية وعيابها)
أي إذا عشى فيها الغراب فما الظن بغيره قال أبو الطمحان القيني
(الطويل)
(اذا شاء راعيها استقى من وقيعة ... كعين الغراب صفوها لم يكدر)
59 - 00 من فرس ويروى من فرس في ظلماء ليل وغلس ويروى بيهماء غلس تزعم الفرس أنه ليس في الدواب أبصر من الفرس وأنه لو أجرى في الضباب الكثيف ومدت في طريقه شعرة لوقف عند انتهائه اليها
60 - 00 من كلب قال مرة بن محكان
(البسيط)
(يا ربة البيت قومي غير صاغرة ... ضمي إليك رحال القوم والقربا)
(في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من طخيائها الطنبا)
61 - 00 من نسر ليس في الطير ابصر منه تزعم الفرس أنه إذا حلق أبصر الجيفة من مسافة أربع مائة فرسخ

(1/22)


62 - أبطأ من حلمة هي أصغر القردان وبطؤها قطوفها في المشي
63 - 00 من فند هو مغن مخنث كان في المدينة بعثته مولاته عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ليقتبس نارا فذهب إلى مصر وأقام به حولا ثم جاء بالنار وهو يعدو فتبدد الجمر فقال تعست العجلة وفيه تقول عائشة
(الوافر)
(بعثتك قابسا فلبثت حولا ... متى يأتى غياثك من تغيث) وقيل منه
(الرمل)
(ما رأينا لغراب مثلا ... إذ بعثناه يجى بالمشمله)
(غير فند بعثوه قابسا ... فثوى حولا وسب العجله)
64 - أبطش من دوسر هي إحدى كتائب النعمان وكانت له خمس كتائب الرهائن وهم كانوا خمس مائة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون على بابه حولا ثم يذهبون ويجيء بدلهم والصنائع وهم خواصه لا يبرحون بابه والوضائع وهم ألف رجل كان يضعهم كسرى بالحيرة نجدة لملك العرب والاشاهب وهم بنو عمه وإخوته وأخوانهم سموا بذلك لبياض وجوههم ودوسر أخشنها وأنكأها وكانوا من قبائل شتى وأكثرهم من

(1/23)


ربيعة واشتقاقها من الدسر وهو الطعن قال المرار بن المعطل الهذلى
(الرمل)
(ضربت دوسر فيهم ضربة ... أثبتت أوتاد ملك فاستقر)
65 - أبعد من العيوق ويروى من مناط العيوق يراد بعده من مجرى القمر وتزعم العرب أن القمر رام المسير عليه فعاقه عن ذلك فسمى العيوق فيعول من عاق
66 - 00 من الكواكب
67 - 00 من النجم وهو اسم الثريا خصت به من بين سائر الكواكب
قال الكميت
(الطويل)
(وأنت ابن زاد الركب في كل شتوة ... أمية والساقي إذا النجم افغرا)
68 - 00 من بيض الأنوق قيل هو ذكر الرخم والذكر لا بيض له وقيل الرخمة أبعد الطير وكرا لأنها تبيض في شعاف الجبال قال
(الطويل)
(وكنت إذا استودعت سرا كتمته ... كبيض الأنوق لا ينال له وكر)

(1/24)


وقال الأخطل التغلبي
(الطويل)
(من الجازئات الحور مطلب سرها ... كبيض الأنوق المستكنة في الوكر)
وقال عقبة بن أسماء
(الخفيف)
(رد أموالنا علينا وكانت ... في ذرى شاهق يفوت الأنوقا)
وقال الفند الزماتي
(الرمل)
(قد تمنت تغلب أمنية ... فهي منها حيث بيضات الأنوق)
69 - 00 خيرا من قتادة قال
(الطويل)
(وأبعد خيرا يجتدي من قتادة ... أطاف بها وهنا من الليل حاطب)
70 - ابعد الله الآخر أي أهلك الله العدو يضرب في دعاء الشر
71 - ابعد خيراتها تحتفظ يضرب في سوء التدبير وأصله أن يضيع الراعي خيار الإبل ثم يقبل على الاحتفاظ بحواشيها

(1/25)


72 - أبغض حق أخيك ويروى اشنأ حق أخيك أي لا يحملنك محبة الشيء أن تمنعه إياه يضرب في الأمر بتوفية الحقوق
73 - أبغض من الجرباء ذات الهناء لا يكادون يبغضون شيئا أشد من بغضهم الجرب لاعتقادهم فيه العدوى
74 - 00 من الطلياء هي الناقة المطلية بالقطران وقيل خرقة الحائض التى تستفرم بها
75 - 00 من القدح الأول
76 - 00 من قدح اللبلاب نبت
77 - 00 أبقى عدوا من الذئب قال
(الرجز)
(والله لولا وجع في العرقوب ... لكنت أبقى عسلا من الذئب)
78 - 00 من تفاريق العصا سئل عنه أعرابي فقال إن العصا تقطع سواجير للأسارى والكلاب ثم تقطع الساجور أوتادا ثم يقطع الوتد اشظة فإن جعلوا رأس الشظاظ كالفلكة صار للبختى مهارا فإن فرق المهار

(1/26)


جاءت منه تواد فان كانت العصا قناة فكل شقة منها جلاهق فإن فرقت الشقة صارت سهاما فإن فرقت السهام صارت حظاء فإن فرقت الحظوة صارت مغازل فان فرق المغزل شعب به الشعاب أقداحه المصدوعة قالت غنية الأعرابية
(الرجز)
(حلفت بالمروة حقا والصفا ... إنك خير من تفاريق العصا)
79 - 00 من حجر
80 - 00 من الدهر
81 - 00 من الذهب
82 - 00 من وحي في حجر لأن أعراب اليمن كانوا يكتبون في الحجارة قال العنبريى
(الرجز)
(الحقد أبقى من وحى في حجر ... لا يتقى الشر وإن كان بشر)

(1/27)


83 - أبكر من غراب قيل لبزر جمهر بم بلغت ما بلغت قال ببكور كبكور الغراب وحرص كحرص الخنزير وتملق كتملق الكلب
84 - أبكى من يتيم
85 - أبدد من ثور
86 - 00 من سلحفاة
87 - أبلغ من سحبان وائل خطب في صلح بين حيين شطر يوم فما أعاد كلمة وهو القائل
(الطويل)
(لقد علم اليى اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها)
وقال في طلحة الطلحات
(الكامل)
(يا طلح أكرم من مشى ... حسبا وأعطاهم لتالد)
(منك العطاء فأعطني ... وعلي حمدك في المشاهد)
فحكمه فقال فرسك الورد وقصرك بزرنج وغلامك الخباز

(1/28)


وعشرة آلاف درهم فقال طلحة أف لك لم تسألني على قدري إنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك بأهلة والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأعطيتك ثم أمر له مما سأل وقال والله ما رأيت مسألة محكم ألأم منها
88 - 00 من قس هو ابن ساعدة الأيادي اسقف نجران وكان حكيما بليغا وهو أول من خطب متوكئا على عصا وأول من كتب من فلان إلى فلان وقال أما بعد قال الأعشى
(الطويل)
(وأبلغ من قس وأجرا من الذي ... بذي الغيل من خفان أصبح خادرا)
وقال الحطيئة
(الطويل)
(وأبلغ من قس وأمضى إذا مضى ... من الريح إذ مس النفوس نكالها)
89 - ابنك ابن بوحك على خطاب المؤنث والبوح جمع باحة الدار

(1/29)


وقيل هو الحجر أي ابنك من نشأ عندك لا عند غيرك وأصله أن كبشة بنت عروة تبنت عقيل بن طفيل بن مالك بن جعفر فضربته أمه فعتبت عليها كبشة وخاصمتها وقالت ابنى فقالت لها امه ابنك من دمي عقبيك أبي ولدته فأدماها النفاس لا من تبنيت فأجابتها كبشة بذلك ويروى على خطاب المذكر ويحكى أن الأحزن بن عوف العبدي من بنى عبد القيس طلق الماشرية بنت نهسر وتزوجها عجل بن لجيم وهي نسء لأشهر فولدت عنده سعد بن الأحزن فلما شب دفعه إلى أبيه وسمع بذلك اخوه اثال بن لجيم فقال له ما صنعت يا با عشمة وهل للغلام اب غيرك وسار الى الأحزن ليأخذ سعدا فوجده معه ومولى له فاقتتلا واستعان الأحزن سعدا على أثال فكع عنه فقال الأحزن ابنك ابن بوحك الذى يشرب من صبوحك وجذم أثال الأحزن بالسيف فسمى جذيمة وضرب الأحزن رجله فحنفها فسمي حنيفة ومولى الأحزن رأى ما أصابه فوقع عليه الضراط فمات فقيل أجبن من المنزوف ضرطا
90 - ابنك من دمى عقبيك قد سبق تفسيره
91 - أبول من كلب ربما شغر في ساعة واحدة في عدة مواضع وقيل

(1/30)


هو من البول بمعنى النسل والعدد الكثير يراد كثرة جرائه قال الفرزدق
(الطويل)
(أيى هو ذو البول الكثير مجاشع ... بكل بلاد لا يبول بها فحل)
(92 - أبى الحقين العذرة أي اللبن المحقون وهو المجموع العذر وأصله أن قوما اعتذروا إلى ضيف ولهم لبن فقال ذلك أتي لا يسوع اللبن معذرتكم وقيل حقن رجل أهالة وزعم للضيف أنها سمن فلما صبها جعل يعتذر إليه فقال الضيف ذلك يريد أن حقينك هذا يعنى الأهالة يمنع العذر يضرب للمعتذر بالزور
93 - 00 أبو عمرة إلا ما أتاه هى كنية الجوع يضربه الرجل المسلم للدهر
94 - 00 قائلها إلا تما ويروى بالضم والفتح والكسر ومعناه التمام والضمير في قائلها للكلمة والمعنى أن كل من يقولها يؤديها بتمامها لا ينقص منها شيئا يضرب لتتابع الناس في الأمر الذي لا يختلف فيه
95 - أبي يغزو وامي تحبر يضرب لمن يفتخر ببلاء غيره
96 - أبيض من دجاجة

(1/31)


97 - أبين شوما من زحل
98 - 00 من فلق الصبح وقد تسكن اللام وقيل من وضح الصبح
99 - 00 من قس أي أنصح من البيان يقال رجل بين اللسان قالت ليلى الأخيلية
(الطويل)
(وقد كان مرهوب السنان وبين ... اللسان ومجذام السرى غير فار)
الهمزة مع التاء

100 - أتب من أبي لهب
101 - أتبيع الدلو الرشاء قال قيس بن الخطيم الأوسي
(الطويل)
(إذا ما شربت أربعا خط مئزري ... وأتبعت دلوى في السماح رشاءها)
102 - 00 الفرس لجامها قاله عمرو بن ثعلبة الكلبي لضرار بن عمرو الضبي وقد رد عليه جميع ما أخذه من ماله سوى امرأته سلمى فردها عليه

(1/32)


يضربان في استتمام الضيعة
103 - أتبع من الظل لهذا قيل له التبع قالت سلمى الجهنية
(الكامل)
(يرد المياه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إذا اسمأل التبع)
104 - 00 من تولب
105 - أتجز من عقرب هو عقرب بن أبي عقرب تاجر كان بالمدينة من أكثر أهلها مالا وأنفقهم تجارة وكان مطولا مضروبا به المثل في المطل وهو القائل
(الوافر)
(ولو كنت الحديد لكسروني ... ولكني أشد من الحديد)
فاتفق انه ركبه دين من الفضل بن عباس اللهبي وكان من ألزم الناس وأشدهم اقتضاء فلما حل الأجل شد حمارا له كان يسميه شارب الريح على بابه وقعد يقرأ القرآن وعقرب أقام على مطله غير مكترث له حتى برم به فهجاه بقوله
(السريع)
(قد تجرت في سوقنا عقرب ... لا مرحبا بالعقرب التاجره)

(1/33)


(كل عدو يتقى مقبلا ... وعقرب تخشى من الدابره)
(إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة)
(كل عدو كيده في أسته ... فغير مخشي ولا ضائره)
106 - اتخذ الباطل دغلا يضرب لمن يتذرع بالباطل إلى الظلم وأصله استتار اللص في الصحراء ليعدو على الناس والدغل الشجر الملتف
107 - اتخذ الليل جملا تدرك أي عليك بركوب الليل وكابد السرى تنل بغيتك يضرب في الحث على مزاولة الجهد ليظفر بالمطالب
108 - اتخذوه قعيد الحاجات تصغير قعود وهو البعير الذي يقتعد في الحاجات يضرب في استهانة الرجل بأخيه وتصريفه إياه ممتهنا بأموره
109 - أتخم من فصيل
110 - أترف من ربيب نعمة

(1/34)


111 - أترك الشر يتركك أي انما يصيب الشر المعترض له
112 - اتسع الخرق على الراقع يضرب في الأمر الذي لا يستطاع تداركه لتفاقمه قال
(السريع)
(لا نسب اليوم ولا خلة ... اتسع الخرق على الراقع)
113 - اتعب من رائض مهر
114 - اتق الصبيان لا تصبك بأعقائها جمع عقى وهو أول ما يخرج من بطن المولود يضرب في التحذير من صحبة من تكره صحبته
115 - 00 توقه الهاء للسكت يضرب في التوقى وما فيه من السلامة
116 - 00 خيرها بشرها وشرها بخيرها هذا عن عبيد الله بن عامر قالها في اللقطة أي دعها ولا تأخذها ومعنى اتق استقبل يضرب في الأمر بترك ما لا ينجى منه رأسا برأس

(1/35)


117 - اتقى سلحه سمرة أراد رجل ضرب غلام له يسمى سمرة فسلح فقيل ذلك يضرب في وجوب دفع الرجل عن نفسه بما قدر عليه
118 - أتلف من سلف
119 - أتلى من الشعرى هي العبور وتكون تلوا للجوزاء في طلوعها ولهذا تسمى كلب الجبار لأن الجبار الجوزاء وهي لها ككلب يتلو صاحبه
120 - أتمك من سنام من التامك وهو المرتفع
121 - أتم من قمر الت
122 - أتوى من دين من التوى وهو الهلاك يقال توى إذا هلك وإنما قيل ذلك لأن أكثر الديون ذاهب هالك
123 - اتى أبد على لبد الأبد الدهر ولبد آخر نسور لقمان السبعة التى أوتى عمرها وقائله لقمان عند موته يضرب في تقضي الأوقات وإن طالت قال لبيد

(1/36)


(الكامل)
(ولقد جرى لبد فأدرك جريه ... ريب الزمان وكان غير مثقل)
(لما رأى لبد النسور تطايرت ... رفع القوادم كالقصير الأعزل)
(من تحته لقمان يرجو نهضه ... ولقد يرى لقمان ألا يأتلى)
وقال النابغة الذبياني
(البسيط)
(أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى على لبد)
124 - أتاك ريان بقعب من لبن ويروى ريان بلبنه يضرب لمن يعطيك الشيء استغناء عنه لا مكرمة
125 - أتت عليه أم اللهيم هي الداهية وهي مشتقة من الالتهام
126 - اتتك بحائن رجلاه قاله الحارث بن جبلة الغساني للحارث ابن العيف العبدي حين أسره في هزيمة المنذر وكان قد هجاه بقوله
(الرجز)
(لا هم إن الحارث بن جبله ... زنى على أبيه ثم قتله)
(وركب الشادخة المحجله ... وكان في جاراته لا عهد له)
(فأي فعل شيء لا فعله ... )

(1/37)


ثم أمر الدلامص سيافه فضربه ضربة دقت منكبه ثم برأ وبه خبل وقيل قاله عبيد بن الأبرص حين لقي النعمان يوم بؤسه فقال له النعمان مجيبا له أو أجل قد بلغ إناه يضرب للساعى على نفسه بالحين قال
(الطويل)
(إذا اجتابها الخريت قال لنفسه ... أتاك برجلي حائن كل حائن)
(127 - أتيس من تيوس البياع
128 - 00 من تيوس تويت هما قبيلتان من العرب
129 - أتيم من المرقش وهو المرقش الأصغر عشق فاطمة بنت المنذر الملك فبلغ من وجده بها أن قطع إبهامه بأسنانه وقال في ذلك
(الطويل)
(ألم تر أن المرء يجذم كفه ... ويجشم من لوم الصديق المجاشما)
130 - أتيم من فقيد ثقيف كان بالطائف أخوان ثقفيان فتزوج أحدهما امرأة من نبي كنة ثم سافر فوصى بها أخاه فتعشقها وضنى وتساقطت قوته حتى عجز عن النهوض فضلا عن القيام فلما قدم أخوه ورآه على

(1/38)


تلك الحال استوصف له طبيب العرب فحدس أن ما به من عشق فامتحنه بأن ثرد له في خمر وأطعمه إاياه وسقاه بعده شربة فرفع عقيرته بقوله
(الهزج)
(ألما بى على الأبيات ... بالخيف نزرهنه)
(غزال ثم تحتل ... بها درر بنى كنه)
(غزال أحور العينين ... في منطقه غنه) وبقوله
(الخفيف)
(أيها الجيرة اسلموا ... وقفوا كي تكلموا)
(أخذ اليى حظهم ... من فؤادي فأنعموا)
(فهمومي كثيرة ... وفؤادي متيم)
(وأخو الحب جسمه ... أبد الدهر مسقم)
(خرجت مزنة من ... البحر ريا تحمحم)
(هي ما كني وتزعم ... أنى لها حم)
فقال أخوه طلقتها ثلاثا فتزوجها فقال هي طالق ثلاثا إن تزوجتها ثم ثاب إليه ثائب من القوة ففارق الطائف خفرا فهام في البر فما رئي بعد ذلك ومات أخوه بعده كمدا عليه

(1/39)


131 - أتية من أحمق ثقيف هو يوسف بن عمر أمير العراقين وهو أحمق عربي أمر ونهى في دولة الإسلام يحكى أن حجاما اراد أن يشرطه فارتعدت يداه فقال لحاجبه والحجام قائم على رأسه قل لهذا البائس لا تخف وكان قصيرا جدا فكان إذا استزاده الخياط ثوبا أكرمه وإذا أفضل شيئا أهانه
الهمزة مع الثاء

132 - اثأر من قصير هو قصير بن سعد اللخمي صاحب جذيمة الأبرش وقصته مع الزباء الملكة مشهورة
133 - أثبت من أصم رأس يراد به الجبل
134 - فى الدار من الجدار
135 - من الوشم هو الذي ينقش به اليد
136 - من قراد يثبت في جلد البعير لا يفارقه
137 - أثر الصرار يأتي دون الذيار هو سرقين يطلى به خلف الناقة

(1/40)


لئلا يرضعها الفصيل والصرار الخيط الذي يشد به لئلا تدر يضرب في الشر يأتي دونه شر أفظع منه
138 - أثقف من السنور أي اسرع أخذا من قولهم رجل ثقف لقف إذا كان سريع الأخذ لقرنه في الحرب
139 - اثقل من احد جبل بيثرب (مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم)
140 - من الحمى
141 - من الرصاص
142 - من الزاووق هو الزئبق
143 - من الزواقى / حكي أن الفراء سئل عنه فلم يعرفه فقال جليس له كانت العرب تسمر فإذا زقت الديكة ثقل عليها زقاءها فاستحسنه الفراء
144 - من الكانون هو الذي يكنون عنه الحديث أي يخفونه قال الحطيئة يهجو أمه

(1/41)


(الوافر)
(أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانونا على المتحدثينا)
145 - من النضار هو الذهب والنضار بكسر النون جمع نضر يقال إن الذهب أرزن الجواهر كلها وأثقلها
146 - من ثهلان جبل لبنى نمير يقال له ثهلان الجوع ليبسه وقلة خيره
147 - من حمل الدهيم قد سبقت قضيته في الفصل الأول قال الكميت
(الطويل)
(أهمدان مهلا لا يصبح بيوتكم ... بذنبكم حمل الدهيم وما يربى)
148 - من دمخ الدماخ جبل بين جبال ضخام في حمى ضربة
149 - من رحى البزر بالفتح والكسر وهو كل حب يبذر
150 - من شمام هو جبل قال
(الوافر)
(سيلقى الحارث الحنفي شعرا ... على الشعراء أثقل من شمام)

(1/42)


151 - من عماية جبل بالبحرين قال الفرزدق
(الكامل)
(يصدعن ضاحية الصفا عن متنها ... ولهن من جبلى عماية أثقل)
152 - من مجدى ابن ركانة هو الحجر الذي يتجاذاه الأقوياء أي يرفعونه وابن ركانة كان رجلا ايدا
153 - من نضاد جبل بالعالية
الهمزة مع الجيم

154 - أجبن من المنزوف ضرطا كانت نسوة أعزاب فتزوجت إحداهن رجلا ينام الصبحة فإذا نبهنه ليصبحنه قال لو لعادية نبهتني فامتحنه ذات صباح بأن قلن له هذه نواصي الخيل فجعل يقول الخيل الخيل ويضرط حتى مات وقيل سافر رجلان فلاحت لهما شجرة فقال أحدهما أرى أقواما قد رصدونا فقال الآخر إنما هي عشرة فظنه يقول عشرة فجعل يقول وما غناء اثنين في عشرة ويضرط حتى مات وقيل هو دابة بين الكلب والذئب إذا صيح بها أخذها الضراط من الجبن وقد سبق له وجه رابع في الفصل الثانى

(1/43)


155 - من ام عويف هي الجرادة
156 - من ثرملة هي انثى الثعالب
157 - من رباح هو العرد ولا ينام إلا منتصبا في يده حجر لكي ينتبه إذا سقط عن يده عند استثقاله في النوم
158 - من صافر لأن الصفير في بغاث الطير دون سباعها وقيل هو طائر يتعلق من الشجر برجليه وينكس رأسه ويصفر طول الليل لئلا ينام فيؤخذ وقيل هو فاعل بمعنى مفعول أي إذا صفر به هرب وقيل هو الذي يصفر بالمرأة عند الريبة وجبنه لخوفه أن يظهر عليه ويحكى ان امرأة من العرب كان يطرقها خلها فيصفر بها فتخرج إليه عجزها من وراء البيت حتى يقضى منها وطره فأحس بذلك بعض بنيها فأحمى مكواة وصفر بها فأخرجت عجزها فكوى صدعها ثم طرقها خلها بعد فصفر فقالت قد قلينا صفيركم أيضا قال الكميت فى ذلك
(البسيط)
(اأجو لكم أن تكونوا في مودتكم ... كلبا كورهاء تقلى كل صفار)
(لما أجابت صفيرا كان آتيها ... من قابس شيط الوجعاء بالنار)

(1/44)


159 - من صفرد وهو من خشاش الطير أعظم من العصفور يألف فى البيوت وهو أجبن الطير كله ولهذا قيل للرجل الجبان صفرد
160 - من كروان اشتقاقه من الكرى وهو النعاس سمي بضد ما يفعله لأنه لا ينام طول الليل جبنا وعن أبي الدقيش انهم يصيدونه بهذه الرقية
(الرجز)
(أطرق كرا أطرق كرا ... إن النعام في القرى)
(أطرق كرا فلا يرى ... ما إن أرى هنا كرى)
إذا سمعها تلبد بالأرض فيلقى عليه ثوب فيصاد
161 - من ليل هو فرخ الكروان
162 - من نهار هو فرخ الحبارى
163 - من هجرس هو ولد الثعلب
164 - اجرأ من اسامة هو علم للأسد قال رياح

(1/45)


(الكامل)
(ولأنت أجرأ من أسامة او ... مني غداة وقفت للخيل)
165 - أجرأ من الأيهمين هما السيل والحريق وقيل السيل والجمل الهائج
166 - من السيل
167 - من الليل لأن أهل الدعارة يجترؤن فيه على ما لا يمكنهم الاجتراء عليه بالنهار فنسبت الجرأة إلى الليل على الاتساع
167 - من الماشي بترج هو الأسد وترج من المآسد
169 - من خاصي الأسد من تكاذيبهم ان اسدا في أول الزمان قال لحراث ما الذي ذلل لك هذا الثور قال خصيته قال وما الخصاء
قال ادن منى أركه فشده وخصاه ويروى من خاسىء الأسد وهو الذي يقول له اخسأ
170 - من خاصي خضاف هو رجل باهلى كان له فرس اسمه خضاف فطلبه بعض الملوك للفحلة فخصاه
171 - من ذباب يقع على انف الملك وجفن الأسد ويذاد فيعود

(1/46)


172 - من ذي لبد هو الأسد ولبدته شعره المتلبد المتكاثف على زبرته قال
(الرجز)
(كأنه ذو لبد ولهمس ... يفرس في عرينه ما يفرس)
173 - من فارس خصاف هو رجل غساني كان له فرس لا يجارى وهو من أجبن الناس فبينا هو جالس ذات يوم سقط سهم بين يديه فارتد فى الأرض ثم اهتز فقال ما هذا إلا لأمر فنظر فإذا هو في ظهر يربوع ثم قال
(الرجز)
(لا المرء في شيء ولا اليربوع ... )
ثم كان يعد من أجرأ الناس وقيل غزاهم بعض الملوك وكان عندهم أن جنود الملوك لا تموت فشد فارس خصاف على رجل منهم فقتله فقال لأصحابه ويلكم إنما هو قوم كمثلكم فشدوا عليهم فهزموهم فتمثل به لإقدامه على جند الملك قال الغساني

(1/47)


(الطويل المحروم)
(تالله لو ألقى خصاف عشية ... لكنت على الأملاك فارس أشأما)
174 - من قسورة هو الأسد فعولة من القسر
175 - من ليث بخفان اسم مأسدة قالت ليلى الأخيلية
(الطويل)
(وتوبة احيا من فتاة حيية ... وأجرأ من ليث بخفان خادر)
وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه
(الطويل)
(وأجرأ من ليث بخفان مخدر ... وأفضل ان عي الرجال كلاما)
176 - اجرد من جراد يقال جرد الجراد الأرض اكل ما عليها ومن هذا اشتقاق اسمه
177 - من صخرة من قولهم صخرة جرداء أي ملساء
178 - من صلعة هى ما تبرق من رأس الأصلع ويروى صلعة

(1/48)


بوزن قبرة وهى الصخرة الخلقاء
179 - اجر الأمور على اذلالها اى على وجوهها التى تذل لك وتتيسر واحدها ذل بكسر الذال يضرب فى الحث على الرفق وحسن التدبير
180 - اجرى من السيل تحت الليل لأنه لا يكاد يحس به ليلا وإن احسن به تعذر الإهتداء لوجه الحيلة فيه فهو أشد لجريه
181 - من الماء
182 - من فرس
183 - اجسر من قاتل عقبة هو رجل اتبعه قاتله من اليمامة الى باب الخليفة فقتله على بابه
184 - اجشع من اسرى الدخان هم قوم من بني تميم اغاروا على لطيمة كسرى فكتب الى عامله بالبحرين وهو المكعبر فى شأنهم فأمر باتخاذ طعام على رأس الحصن بحطب رطب واستحضرهم فاغتروا بالدخان فدخلوا الحصن اصفق عليهم الباب فبقوا ثم يمتهنون في البناء وغيره فهلكوا وبقيت منهم شرذمة حتى جاء الإسلام فضرب بهم المثل فقيل ليس بأول

(1/49)


من قتله الدخان وأجشع من وفد تميم والجشع اسوأ الحرص
185 - 00 من كلب
186 - اجع كلبك يتبعك اى اضطر اللئيم اليك بالحاجة ليقر عندك فإنه اذا استغنى عنك تركك ويحكى ان المنصور قال ذات يوم لقواده لقد صدق الأعرابى حيث قال جوع كلبك يتبعك فقال له احدهم يا امير المؤمنين اخشى ان فعلت ذلك ان يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويتركك فأمسك المنصور ولم يحر جوابا
187 - اجعل هذا في وعاء غير سرب يقال سرب فهو سرب أي سائل يضرب في استكتام الرأي لا تبده إبداء السقاء ماءه
188 - أجل من الحرش وهو أن تمسح جحر الضب وتحرك يدك حتى يظن انها حية فيخرج ذنبه ليضربها فتأخذه وهو من الحرش بمعنى الأثر لأن ذلك المسح له اثر لا محالة ويسمى الضب احرش لخشونة وتحزيز في جلده ومنه الدينار الأحرش ومن تكاذيبهم ان ضبا قال للحسل اياك والحرش فسأله عنه فعرفه اياه ثم هدم جحره بالمرداة

(1/50)


فقال يا ابت أهذا الحرش فقال يا بني هذا اجل من الحرش وقيل فسأله عن الحرش فقال هو أن يبول الإنسان في الجحر فتخرج فتصاد فدهمه سيل اتى يوما فقال يا ابت أهذا الحرش فأجابه بذلك يضرب لمن يخاف الشيء فيقع في اشد منه
189 - اجمع جراميزك أي ضم ما انتشر من امرك يقال ضم جراميزه ثم مضى أي المنتشر من لباسه وضم الثور جراميزه أى قوائمه
190 - اجمع من ذرة واحدة الذر وهي النمل الصغار يزعمون انها تدخر في قراها قوت بضع سنين قال ابو دهبل الجمحى
(المديد)
(ولها بالماطرون إذا ... اكل النمل الذي جمعا)
وفي الحديث ان عمر رضي الله عنه سأل عمرو بن معدى كرب عن سعد بن ابى وقاص فقال خير امير نبطي في حبوته عربى في نمرته اسد في تامورته يعدل في القضية ويقسم بالسوية وينقل إلينا حقنا نقل الذرة الى جحرها

(1/51)


191 - اجمل من البدر
192 - 00 من ذي العمامة ويروى من ذى العصابة وهو سعيد بن العاص كان من الجمال بحيث اذا خرج لم تبق امرأة الا برزت للنظر اليه وإنما لقب بذلك لأنه كان في الجاهلية اذا تعمم لم يلث قرشى عمامة على لوثه احتراما له وهيبة منه ويروى لا يلبس قرشي عمامة على لوثها وقيل هي كناية عن السيادة تقول العرب فلان معمم اى مسود لأن الأمور تعصب برأسه قال عمرو بن سعيد الأشدق
(الطويل)
(فتاة ابوها ذو العمامة وابنه ... اخوها فما اكفاؤها بكثير)
193 - اجناؤها ابناؤها جمع جان وبان كشاهد وأشهاد وصاحب وأصحاب يضرب لمن عمل عملا بغير روية ثم يحتاج الى نقضه وأصله ان احد ملوك اليمن غزا واستخلف بنتا له فبنت بمشورة قوم دارا كرهها ابوها فلما قدم امرهم بهدمها أي الذين جنوا على هذه الدار بالهدم هم الذين عمروها بالبنيان
194 - اجن الله جبلته ويروى جباله اى قبر خلقه من الجنن وهو القبر يضرب في الدعاء على الرجل

(1/52)


195 - اجن من دقة هو ابن عباية بن اسماء بن خارجة وكان مفرط الجنون
196 - اجود من الجواد المبر يضرب للفرس السابق وأجود اى ابلغ جودة يقال جاد الفرس يجود اذا صار جوادا فهو بين الجودة والجودة والمبر الغالب في الجري
197 - 00 من حاتم كان إذا قاتل غلب وإذا غنم انهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإذا اسر اطلق وإذا اثرى انفق وكان اقسم بالله لا يقتل واحد أمه وهو القائل
(الطويل)
(اماوى اني رب واحد امه ... اخذت فلا قتل عليه ولا اسر)
وخرج الى ارض عنزة قبيلة فناداه اسير يا با سفانة أكلني الإسار والقمل فساوم به وخلاه وأقام في قده حتى اتى بفدائه وعن امرأته انها قالت اصابت الناس سنة اكلت الخف والظلف فبينا نحن ليلة بأشد الجوع اخذ هو عديا وأنا سفانة نعللهما اذا بامرأة تقول يا با سفانة اتيتك من عند صبية جياع فذبح فرسه ثم قال ان ذلك للؤم ان تشبعوا وأهل الصرم جياع فقام يأتي الصرم بيتا بيتا فقال حي هلا النار فلم يتركوا

(1/53)


من الفرس شيئا وهو متقنع بكسائه وقد قعد حجرة ما ذاق شيئا قال
(الطويل)
(على حالة لو أن في القوم حاتما ... على جوده ما جاد بالماء حاتم)
197 - 00 من كعب هو ابن مامة الايادي ومامة اسم امه واسم ابيه عمرو وقيل مامة اسم ابيه واسم جده عمرو خرج في شهر ناجر فضل الركب الطريق فتصافنوا الماء فانتهى القعب الى كعب ورأى رجلا من النمر بن قاسط ينظر اليه فقال للساقي اسق اخاك النمري وفعل اليوم الثاني كذلك حتى وردوا الماء فقال له رد كعب انك وراد فعجز عن الجواب وتركوه ففاظ فقال ابوه يرثيه
(البسيط)
(اوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب انك وراد فما وردا)
(ما كان من سوقة أسقى على ظماء ... خمرا بماء اذ أنا جودها بردا)
(من ابن مامة كعب ثم عي به ... زو المنية إلا حرة وقدى)

(1/54)


وكان اذا جاوره احد فمات ودأه وإن هلك له مال اخلف عليه وفعل ذلك بأبي دؤاد حين جاوره حتى صارت العرب اذا حمدت جارا أي مجيرا قالوا كجار أبي دؤاد وقال قيس بن زهير العبسي
(الوافر)
(اطوف ما اطوف ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دؤاد)
وقال جرير
(الوافر)
(فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا)
199 - 00 من هرم هو ابن سنان بن ابي حارثة المري كان لا يليق شيئا من ماله لفرط جوده فحرقه قومه باللوم وهموا بالأخذ على يديه خوفا عليه من الفقر فقال ما ظننت اني اعيش الى زمان ألام فيه على الجود فركب ناقة له تسمى الجهول وأخذ في الفيفاء انفا وحمية فلم يعاين هو ولا ناقته بعد فسمي ضالة غطفان وفيه يقول زهير بن أبي سلمى المزني
(الكامل)
(ان الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم اضلت)
(ان الركاب لتبتغي ذا مرة ... بجنوب نخل اذا الشهور احلت)

(1/55)


(يبغين خير الناس عند شديدة ... عظمت مصيبته هناك وجلت)
روى عنه انه آلى على نفسه ألا يسلم عليه زهير الا اعطاه غرة عبدا او وليدة فكان زهير اذا اتى ناديا فيهم هرم قال انعموا صباحا غير هرم وخيركم استثفيت قال زهير
(البسيط)
(ان البخيل ملوم حيث كان ... ولكن الجواد على علاته هرم)
200 - أحور من قاضي سذوم هي غير مصروفة مدينة من مدائن قوم لوط كان بها قاض جائر وقيل هو ملك جائر كان له قاض اجور منه وهو على هذا منصرف قال عمرو بن الدراك العبدي
(الوافر)
(وإنى ان قطعت حبال قيس ... وحالفت المزون على تميم)
(لأعظم فجرة من ابي رغال ... وأجور في الحكومة من سذوم)
ابو رغال رجل وجهه صالح النبي عليه السلام على صدقات فأساء السيرة فقتله ثقيف وقيل هو دليل ابرهة الى البيت وهو الذى يرجم قبره بمكة قال جرير

(1/56)


(الوافر)
(اذا مات الفرزدق فارجموه ... كرجم الناس قبر ابي رغال)
201 - اجوع من ذئب هو دهره جائع وفي ادعيتهم رماه الله بداء الذئب اي بالجوع
202 - 00 من ذرعة هى كلبة كانت لربيعة الجوع
203 - 00 من قراد يلزق ظهره بالأرض سنة وبطنه سنة لا يأكل شيئا حتى يظفر بإبل
204 - 00 من كلبة حومل هى امرأة كانت لها كلبة تربطها بالليل للحراسة وتقول لها اذا اصبحت التمسي لنفسك لا ملتمس لك فطال عليها ذلك حتى أكلت ذنبها وأكلت ذات يوم ذا بطنها والتراب الذى تحته لما عبق به من الرائحة قال الكميت
(الطويل)
(كما رضيت جوعا وسوء رعاية ... لكلبتها في سالف الدهر حومل)
(نباحا اذا ما اظلم الليل دونها ... وعنها وتجويعا خبال مخبل)

(1/57)


205 - 00 من لعوة هى الكلبة الحريصة وجمعها لعاء وكذلك الذئبة
206 - 00 اجول من قطرب
207 - اجهد الأمر اي ظهر كانه سار في الجهاد وهى الأرض المرتفعة
208 - اجهل من حمار
209 - 00 من عقرب تجر بلدغها الهلاك إلى نفسها وربما ضربت بإبرتها ما لا تؤثر فيه من صخرة ونحوها وتندق ابرتها فتبقى بغير سلاح
210 - 00 من فراشة تلقى نفسها في النار قال الكميت
(الوافر)
(كأن بنى ذويبة رهط قرد ... فراش حول نار يصطلينا)
(يطفن بحرها ويقعن فيها ... ولا يدرين ماذا يتقينا)
وأنشد الجاحظ
(المتقارب)
(هوت بي الى حبها نظرة ... هوى الفراشة للجاحم)
(ختمت الفؤاد على سرها ... كختم الصحيفة بالخاتم)

(1/58)


الهمزة مع الحاء

211 - احاديث الضبع استها يزعمون ان الضبع تتمرغ في التراب ثم تقعي وتقبل بوجهها على استها فتتغنى بما لا يفهمه احد فتلك احاديث الضبع استها والأحاديث جمع احدوثة ويجوز ان يكون اسم جمع للحديث كالأباطيل للباطل وهو خبر مبتدا محذوف وانتصب استها بفعل مضمر دل عليه احاديث فيه يضرب فيمن يحدث بما يخلط فيه فلا يتقنه
212 - احب الكلب خانقه يضرب فى محبة اللئيم المسيء اليه قال ابن عادية السلمي
(الكامل)
(ركبوك مرتحلا فظهرك منهم ... دبر الحواقف والفقار موقع)
(كالكلب يتبع خانقيه وينتحي ... نحو الذين بهم يعز ويمنع)
213 - احب اهل الكلب اليه الظاعن لأنه يعطب الراحلة فينال منها الكلب يضرب في الطماع

(1/59)


214 - احدى حظيات لقمان هو العادي والحظيات المرامي جمع حظية تصغير حظوة وهي مرماة لا نصل لها وأصله ان لقمان كان بينه وبين عمرو وكعب ابني تقن بن معاوية عداوة وكان يطلب غفلتهما لينكى فيهما فلقيهما يوما ومع كل واحد منهما جفير من نبل ومعه سهمان فقال انتما تحملان حطبا وأنا يكفينى سهمان فنثراها فأهوى اليها فحواها وكانت لهما سمرة يستظلان بها ويسقيان عندها ابلهما فصعدها لقمان واختبأ فيها رجاء ان يصيب منهما غرة فلما رأى عمروا قد تجرد للاستقاء رماه من فوقه بسهم فى ظهره فقال حس احدى حظيات لقمان فذهبت مثلا اي هذه احدى هنات شره يضرب للشرير الذى يأتيك منه ما تكره اى اقصى ما عنده من النكاية وهو أمر غير ذى بال
215 - 00 لياليك فهيسى هيسى من هاست الابل تهيس اذا اسرعت يعني ان هذه الليلة من بين سائر الليالى التى تسرين فيها اخلق بالسرى فلا تفرطي وبعده لا تنعمي الليلة بالتعريس يضرب لمن دهى بأمر يحتاج فيه الى مزاولة النصب وأنشد الخليل
(الرجز)
(يا طسم ما لقيت من جديس ... ليلك يا طسم فهيسى هيسى)

(1/60)


216 - 00 نواده البكر اي من اللواتي يندهن البكر اي يزجرنه عن الماء بالصباح يضرب للمرأة السليطة
217 - 00 احد من ضرس
218 - 00 من ليطة واحدة الليط وهى القشرة الرقيقة للقصبة
219 - احذر اذا احمرت حماليقه يضرب في التخويف من العدو عند غضبه
220 - احذر تسلم يضرب في التوقي وما فيه من السلامة
221 - احذر من ذئب بلغ من حذره انه يراوح بين عينيه في النوم فيطبق احداهما ويفتح الأخرى قال حميد بن ثور الهلالي
(الطويل)
(ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع)
222 - 00 من ظليم يشم ريح القانص من غلوة فيأخذ حذره

(1/61)


223 - 00 من عقعق يتعرف بإصابته ثقافة الرامي لشدة حذره واحترازه
224 - 00 من غراب من حذره انه يخفي سفاده لئلا يعلم انه ذو عش وفراخ فيطلب ومن تكاذيبهم ان الغراب قال لابنه يا بنى اذا رميت فتلوص قال يا ابت انا اتلوص قبل ان ارمى والتلوص التلوي يقال فلان يلاوص الشجرة اذا اراد قطعها فهو ينظر اليها يمنة ويسرة كيف يأتي اليها وأنى يضربها
225 - 00 من قرلى في أسجاع بنت الخس كن حذرا كالقرلى ان رأى خيرا تدلى وإن رأى شرا تولى وهو طائر من بنات الماء صغير الجرم سريع الخطف يرفرف على وجه الماء ويهوى باحدى عينيه الى الماء والأخرى الى الجو فرقا من جارح فاذا ابصر في الماء سمكة يستطيع الاستقلا ل بها انقض كالسهم المرسل فاختطفها من قعر الماء وإن ابصر جارحا مر فى الأرض
226 - 00 من يد فى رحم هي يد الناتج تتحرز وتحتاط ما امكن لئلا تضر بالولد او بالرحم

(1/62)


227 - احر من الجمر انشد الجاحظ لابن ميادة
(الطويل)
(لقيت ابنة السهمي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسى عاشرة العشر)
(فقالت لنا ثنتين ابرد منهما ... على اللوح والأخرى احر من الجمر)
وقال قيس المجنون
(الطويل)
(اذا بان من تهوى وأسلمت للعزى ... ففرقة من تهوى احر من الجمر)
228 - 00 من القرع هو داء يحرق اوبار الإبل ويذيب اكبادها ومن سكن الراء ذهب الى قرع الميسم قال عمر بن ابي ربيعة
(المتقارب)
(كأن على كبدي قرعة ... حذارا من البين ما تبرد)
229 - 00 من المرجل قال الأصمعي هو كل قدر يطبخ فيها من حجر او خزف او حديد
230 - 00 من النار
231 - احرز امرأ اجله قيل هو أصدق مثل قالته العرب

(1/63)


232 - احرز ذا وابتغى النوافلا ويروى واحرزى قيل الحرز النصيب المحروز ويروى يا حرزتي وهي نقاوة المال أي ادركت ما أردت وأطلب الزيادة يضرب في زيادة المال واكتسابه
333 - احرس من الأجل
234 - 00 من خنزير
235 - 00 من كلب
236 - 00 من كلبة كريز هو رجل كانت له كلبة عساسة
237 - احرص من خنزير
238 - 00 من ذئب يصيد ما قدر عليه وياكل النبت ويستنشق النسيم اذا اعياه القوت
239 - 00 من كلب على جيفة 240 - 00 من كلب على عقيى صبى يزعمون ان الهرم من الكلاب اذا

(1/64)


اكل العقي وهو أول ما يخرج من بطن المولود عاد شابا فلهذا يشتد حرصه عليه ويروى على عرق وهو العظم الذي عليه لحم فهو يتعرق
241 - احزم من الحرباء لا يرسل ساق شجرة حتى يمسك اخرى
242 - 00 من سنان هو سنان بن ابى حارثة ابو هرم قالوا لم يجتمع الحزم والحلم في رجل فسار المثل له بهما الافيه وكانت العرب تقول سنان أحرم من فرخ العقاب
243 - 00 من فرخ عقاب يكون وكره فى عرض جبل والجبل ربما كان عمودا فلو تحرك عن مجثمه اذا اقبل عليه ابواه لهوى الى الحضيض وهو على صغره يعرف ان الصواب في تركه الحركة فلا يتحرك
244 - 00 من قرلى تقدم في هذا الفصل ما يدل على حزمه
345 - احسن من الدر
246 - 00 من الدمية هي الصورة المنقشة قيل اشتقاقها من الدم لحمرة في

(1/65)


نقوشها وحسنت لأن الرجل يصورها على حسب ارادته
247 - 00 من الدهم الموقفة هي التي لها اشباه وقوف من البياض والوقف في اليد كالمسكة
248 - 00 من الديك
249 - 00 من الزون هو موضع تجمع فيه الأصنام وتنصب وتزين قال رؤبة
(الرجز)
(وهنانة كالزون يجلى صنمه ... )
(250 - 00 من الشمس
251 - 00 من الصنم
252 - 00 من الطاووس
253 - 00 من القمر
254 - 00 من المذهب هو الضحاك بن عدنان لقب بذلك لجماله كأنه

(1/66)


طلى بالذهب
255 - 00 من النار من قول الأعرابي كنت في شبابى احسن من النار الموقدة وقيل احسن من الصلاء في الشتاء وعن بنت الخس في وصف بنتها هى احسن من النار فى عين المقرور وأصدق من قطاة وأصلب من حصاة
256 - 00 من بيضة فى روضة سئل شيخ عن احسن ما رآه فقال بيضة في روضة غب سارية والشمس متكبدة
257 - 00 من شنف الأنضر جمع نضر وهو الخالص من الذهب قال ابو كبير الهذلى
(الكامل)
(يا لهف نفسي كان جدة خالد ... وبياض وجهك للتراب الأعفر)
وبياض وجهك لم تحل اسراره ... مثل الوذيلة او كشنف الأنضر)
258 - احشك وتروثني يخاطب فرسه اي اعلفك وتروث علي يضرب للمسيء الى من احسن اليه

(1/67)


259 - أحشفا وسوء كيلة انتصابه باضمار الفعل اي أتجمع التمر الردي والكيل المطفف يضرب في خلتى اساءة تجتمعان على الرجل
260 - احضر عطب عدم ادب
261 - من التراب التراب حاضر لكل انسان ولا شىء احضر منه
262 - احطم من جراد
263 - احفظ ما فيى الوعاء بشدة الوكاء هو السير الذي يوكى به القربة اي تشد يضرب في موضع الاستيثاق
264 - احفظى بيتك ممن لا تنشدين اي ممن لم تحكمي معرفته حتى اذا ضل اعياك تعريفه وإنشاده يضرب فى التحفظ من المجهول الذى لا معرفة بينك وبينه
265 - احفظ من الأرض لأنها تحفظ ما يدفن فيها من المال

(1/68)


266 - احقد من جمل يصفون البعير بالحقد وغلظة الكبد قال بلعاء قيس الكنانى
(البسيط)
(يبكى علينا ولا نبكي على احد ... لنحن اغلظ اكبادا من الإبل)
ويزعمون انه ينطوي على الحقد سنين عدة حتى يستشفى منه
267 - احقر من التراب
268 - احق الخيل بالركض المعار من العارية يضرب فى ترك إشفاق الرجل على غير ملكه وقيل المعار السمين يقال اعرت الفرس أتي سمنته قال
(الوافر)
(اعيروا خيلكم ثم اركضوها ... احق الخيل بالركض المعار)
وقال
(الوافر)
(وجدنا فى كتاب بني تميم ... احق الخيل بالركض المعار)
وقيل المغار معجمة الغين وهو المضمر من إغارة الحبل وهو فتله
269 - احكم من زرقاء اليمامة من الحكمة وقوله احكم كحكم فتاة الحي أي كن حكيما كحكمتها

(1/69)


270 - 00 من لقمان هو لقمان الحكيم المذكور في القرآن او لقمان النسور العادي وكان من حكماء العرب
271 - 00 من هرم بن قطبة من الحكومة تنافر اليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة فقال انتما يا ابنى جعفر كركبتي البعير تقعان معا وكانا جعفريين
272 - أحكى من قرد من قولهم حكى فعله
273 - احلب حلبا لك شطره اى اعمل عملا لك بعضه
274 - احلم من الأحنف قال تعلمت الحلم من قيس بن عاصم المنقري حضرته يوما وهو محتب فجاؤا بابن له قتيل وابن عم له كتيف فقالوا ان ابن عمك هذا قتل ابنك فما قطع حديثه ولا حل حبوته والتفت الى احد بنيه فقال له يا بني قم الى ابن عمك فأطلقه وإلى اخيك فادفنه وإلى ام القتيل فأعطها مائة ناقة فانها غريبة عساها تسلو عنه ثم اتكأ على شقه الأيسر وأنشأ يقول

(1/70)


(الكامل)
(اني امرؤ لا يعتري خلقي ... دنس يفنده ولا افن)
(من منقر في بيت مكرمة ... والفرع ينبت حوله الغصن)
(خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مصاقع لسن)
(لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحسن جواره فطن)
والحكايات عن الأحنف فى باب الحلم لا يؤتى وراءها كثرة
275 - 00 من فرخ العقاب مر في هذا الفصل شرحه
276 - احلى من التمر الجنى قال الحطيئة
(الطويل)
(واحلى من التمر الجنى وفيهم ... بسالة نفس ان اريد بسالها)
277 - 00 من الجنى يراد جنى النحل
278 - 00 من الشهد تفتح شينه وتضم قال ابو النجم العجلي
(الرجز)
(احلى من الشهد ومر حنظله ... فهو يسيل شربه وعسله)

(1/71)


279 - 00 من العسل
280 - 00 من النشب
281 - 00 من الولد
282 - 00 من مصعة هي ثمرة العوسج
283 - 00 من ميراث العمة الرقوب هي التي لا ولد لها فهي ترقب ان يكون لها ولد
284 - احمق باك تاك هو المتساقط جمعا ويروى فاك
285 - 00 بلغ بكسر الباء وفتحها اي بلغ مع حمقه حاجته
286 - 00 لا يجأى مرغه اي لا يحبس لعابه وقيل لا يمسحه
287 - 00 من ابي غبشان هو رجل من خزاعة اسمه المحترش بن حليل بن حبشية بن سلول بن كعب كانت اليه سدانة الكعبة فخدعه عن مفاتيحها قصي بن كلاب بأن اسكره وابتاعها منه بزق خمر وخزاعة كانوا سدنة

(1/72)


البيت قبل قريش قال
(البسيط)
(باعت خزاعة بيت الله اذ سكرت ... بزق خمر فتبت صفقة البادي)
(باعت سدانتها بالخمر فانقرضت ... عن المقام وظل البيت والنادي) وقال آخر
(الوافر)
(ابو غبشان اظلم من قصي ... وأظلم من بني فهر خزاعه)
(فلا تلحوا قصيا في شراه ... ولوموا شيخكم اذ كان باعه)
وقال آخر
(الوافر)
(اذا فخرت خزاعة من قديم ... وجدنا فخرها شرب الخمور)
(وبيعا كعبة الرحمن حمقا ... بزق بئس مفتخر الفخور)
وقال آخر
(البسيط)
(باعت خزاعة بيت الله ضاحية ... بزق خمر فما فازوا وما ربحوا)
وقيل اخذ خزاعة موتان بمكة فخرجوا واقام بها حليل صاحب البيت في نفر من قومه وأخرج بنيه ثم انه مات وأوصى بالحجابة الى ابنه المحترش ودفع المفاتيح الى بنته حبى بنت حليل وكانت تحت قصي بن

(1/73)


كلاب لتدفعها الى اخيها واشهد الوصية ابا غبشان الملكانى وابنها عبد الدار ابن قصي ففتل قصي من حبى فى الذروة والغارب حتى دفعت المفاتيح الى ابنها عبد الدار وأطاب نفس ابي غبشان بأثواب وأبعرة حتى كتم الشهادة فضرب به المثل في الحمق والخسران لخيانته للوصية
287 - 00 من الحبارى تلقى عشرين ريشة بواحدة وسائر الطير تلقى الواحد بعد الواحد ولا تلقى الثانية الا بعد نبات الأولى فاذا فزعت الطير فطارت بقي الحبارى فربما مات كمدا
289 - 00 من الدابغ على التحلىء ويروى على تحلئه وهى قشرة من اللحم تبقى على الإهاب فلا يناله الدباغ حتى يقشر عنه
290 - 00 من الربع سار بحمقه مثل ودفع عنه بعضهم فقال والله انه ليتجنب العدوى ويتبع امه في المرعى يراوح بين الأطباء ويعلم ان حنينها له دعاء فأين حمقه
291 - 00 من الرخل هي اخت الحمل

(1/74)


292 - 00 من الضبيع يدخل الصائد وجارها فيقول خامري ام عامر فتنقبض فيقول ام عامر ليست فى وجارها ام عامر ابشري بكمر الرجال ابشري بشاء هزلى وجراد عظلى وهو مع ذلك يشد عراقيبها فلا تتحرك خامري اى الجيء الى اقصى وجارك واستتري قال الكميت
(الكامل)
(اما اخوك ابو الوليد ... فلابس ثوبي مخامر)
(فعل المقرة للمقالة ... خامري يا ام عامر)
ويروى انها رأت تودية في غدير فجعلت تشرب وتقول يا حبذا اطعم اللبن حتى انشق بطنها فماتت
293 - 00 من الممتخط بكوعه
294 - 00 من الممهورة احدى خدمتيها طلبت المهر من زوجها فأعطاها خلخالها فرضيت به
295 - 00 من الممهورة من نعم ابيها روودت عن نفسها فأبت فأمهرت بعض نعم ابيها فواتت
296 - 00 من ام الهنبر هي الأتان والهنبر الجحش وهي في لغة

(1/75)


فزارة الضبع والضبعان ابو الهنبر
297 - 00 من ام طريق
298 - 00 من ام عامر هما كنيتا الضبع
299 - 00 من بيهس هو الملقب بنعامة ولعمري انه كان عقولا متحامقا وكل ما يحكى عنه اذهب فى النكر والدهاء منه في الحمق وقصته مع قاتلي أخوته طريفة
300 - 00 من ترب العقد هو الرمل المنعقد وانه لا يتماسك عليه التراب إنما يزل عنه زليلا والأمق يوصف بقلة التماسك والثبات
301 - 00 من جحى غير مصروف لأنه علم ومعدول عن جاح وهو في الأصل اسم فاعل من جحى اذا مال فى احد شقيه معتمدا على القوس في الرمى وقيل جحا مقلوب حجا اي وقف وكان من فزارة وكنيته ابو الغصن كان يحفر بظهر الكوفة فقيل له ما لك قال دفنت دراهم وما اهتدى لها فقيل كان عليك ان تعلمها قال قد فعلت قيل ماذا قال سحابة كانت تظلها ودخل على ابي مسلم صاحب الدولة وعنده رجل اسمه يقطين فقال يا يقطين ايكما ابو مسلم والحكايات عنه

(1/76)


لا تضبط كثرة
302 - 00 من جهيزة هى الذئبة لأنها تترك اولادها وترضع اولاد الضبع فعل النعامة بالبيض قال ابن جذل الطعان
(الطويل)
(لعمري لقد سحت دموعك عبرة ... تبكي على قتلى سليم وأشجعا)
(أتنسى شتيرا والشريد ومالكا ... وتذكر من امسى سليما بضلفعا)
(كمرضعة اولاد اخرى وضيعت ... بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا)
وقال
(الطويل)
(كمرضعة اولاد اخرى وضيعت ... بني بطنها هذا الضلال عن القصد)
وقيل اذا صيدت الضبع تكفل الذئب بأولادها قال الكميت
(الطويل)
(كما خامرت في حصنها ام عامر ... لذي الحبل حتى عال اوس عيالها)
وقيل هي الدبة وقيل هي الضبع وقيل هي امرأة كانت رعناء

(1/77)


اي حمقاء قال
(الوافر)
(كأن صلا جهيزة حيث قامت ... حباب الماء حالا بعد حال)
وقيل هى ام شبيب الخارجى حملت به فتحرك الولد فقالت لأحمائها فى بطني شيء ينقر فبشرنها عنها فسار بها المثل
303 - 00 من حجينة رجل من بنى الصيداء
304 - 00 من حذنة رجل كان احمق من على وجه الأرض وقيل هي امرأة قيسية تمتخط بكوعها والحذنة فى اللغة الخفيف الرأس الصغير الأذنين
305 - 00 من حمامة تعتش بثلاثة اعواد فى مهب الريح فبيضها اضيع شيء قال عبيد بن الأبرص
(الكامل)
(عيوا بأمرهم كما ... عيت بيضتها الحمامة)
(جعلت لها عودين من ... نشم وآخر من ثمامة)

(1/78)


306 - 00 من دغة نقصانها واو او ياء فى الأصل من قولهم فلان ذو دغوات ودغيات أي اخلاق ردية قال رؤبة
(الرجز)
(ذا دغوات قلب الأخلاق ... )
كأنها لقبت بذلك لحمقها ورداءة خلقها واسمها مارية بنت مغنج العجلية زوجت في بني العنبر فضربها الطلق فأتت غائطا فولدت وظنته نجوا فقالت لضرتها يا هنتاه هل يفتح الجعر فاه ففطنت فقالت نعم ويدعو اباه فبنو العنبر تسمى بني الجعراء قال دريد بن الصمة
(الوافر)
(ألا ابلغ بني جشم بن بكر ... بما فعلت بي الجعراء وحدي)
ونظرت الى يافوخ ولدها ودعت بسكين وأخرجت دماغه فقيل لها ما تصنعي فقالت كان لا ينام فأخرجت من رأسه هذه المدة فقد نام الآن هى التى كان يقول زوجها لبنيه منها حبذا دردرك فهتمت اسنانها فقال لها ما أعييتني بأشر فكيف بدردر وقيل هي دابة وقيل هي الفراشة
307 - 00 من راعيى ضأن ثمانين خص الضأن لأنها تنفر كل ساعة فهو

(1/79)


يحتاج الى جمعها وحفظها عن الانتشار والسباع بخلاف الإبل فإنها اذا تعشت بركت والثمانين لأنها قلتها تعين على نفارها وتمنعها من التأنس ويقل خيرها ايضا ويروى من طالب ضأن ثمانين وإن كسرى بشره رجل بأمره سره فحكمه فطلب هذا المبلغ من الضأن وقيل استنجز رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم موعدا وهو يقسم غنائم هوازن فحكمه فاحتكم عليه ذلك فقال هي لك ولكن احتكمت صاحبة موسى التى دلته على عظام يوسف عليهما السلام فكانت اجزل وأكرم حكما منك لأنها قالت حكمى ان اعود شابة وأدخل معك الجنة ويروى من ضأن ثمانين وحمقها من شرادها وقلة سكونها قال الفرزدق
(الوافر)
(وما شيء بأحمق من قشير ... ولا ضأن تريع الى الجبال)
ينصب لها شيء لترعى حوله فترجع اليه اذا نفرت
308 - 00 من ربيعة البكاء هو ربيعة بن عامر رأى امه تحت زوجها وهو رجل ملتح فرفع صوته بالبكاء فاحتف به الحي وقالوا ما وراءك قالت رأيت فلانا على بطن أمي يقتلها فقالوا اهون مقتول ام تحت زوج فذهبت مثلا

(1/80)


309 - 00 من رجلة هي البقلة الحمقاء وهي تنبت في مسيل الماء فيقلعها السيل والرجلة المسيل فسميت باسمه وكانت عائشة رضي الله عنها تسميها السيدة حبا لها
310 - 00 من رخمة سار المثل بحمقها لعيها وتتبعها العذرات ويزعمون انها قيل لها انطقي بعد طول سكوتها فقالت قوه قوه وهي العذرة بالفارسية وقد اشتقوا من اسمها قولهم سقاء رخم ورخم يرخم اذا انتن قال الكميت
(الكامل)
(انشأت تنطق في الخطوب ... كوافد الرخم المداور)
(اذ قيل يا رخم انطقي ... في الطير انك شر طائر)
(فأتت بما هي اهله ... والعي من شكل المحاور)
وقال الشعبي فى ذكر الرافضة لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا وفيها من الكيس عشر خصال تحضن بيضها وتحمى فرخها وتألف ولدها ولا تمكن من نفسها غير زوجها وتقطع في اول القواطع وترجع في اول الرواجع ولا تطير في التحسير

(1/81)


ولا تغتر بالشكير ولا ترب بالوكور ولا تسقط على الجفير لعلمها ان فيه سهاما وإنها تعتش فى الجبال وليست وكورها كوكور سائر الطير قال الكميت
(الوافر)
(وذات اسمين والألوان شتى ... تحمق وهي كيسة الحويل)
311 - 00 من شرنبث هو رجل من بني سدوس جمع عبيد الله بن زياد بينه وبين هبنقة ليتراميا فرماه شرنبث وهو يقول طيري عقاب وأصيبي الجراب فأصاب بطنه فانهزم فقيل له أتنهزم من حجر واحد فقال لو قال وأصيبي الذباب فذهبت عيني ما كنتم تغنون عني
312 - 00 من شيخ مهو هو بطن من عبد القيس كانت اياد تعير بالفسو فاشترى منهم هذا الشيخ عار الفسو ببردين واسمه عبد الله بن بيذرة قال
(الرجز)
(يا من رأى كصفقة ابن بيذره ... من صفقة خاسرة مخسرة)
(المشتري العار ببردي حبره ... شلت يمين صافق ما اخسره)
وقال المنذر بن الجارود يوما في ناديه من يشتري مني عار الفسو بما يتحكم به فقام مهوى فقال أنا فقال له أثانيا لا ام لك قد اشتريتموه في الجاهلية وجئتم تشترونه فى الإسلام اعزب اقام الله ناعيك

(1/82)


313 - 00 من طريق هو الكروان لأنه اذا رأي احدا سقط على الأرض فأطرق
314 - 00 من عجل هو ابن لجيم بن صعب احد الحمقى المنجبين قيل له ما اسم فرسك ففقأ احد عينيه وقال الأعور قال جرثومة العنزى
(الطويل)
(رمتنى بنو عجل بداء أبيهم ... وأى عباد الله اموق من عجل)
(أليس ابوهم عار عين جواده ... فأمست به الأمثال تضرب في الجهل)
315 - 00 من عدى بن خباب كان اذا عد الحمقى تثنى به الخناصر
316 - 00 من عقعق هو شبه النعامة في اضاعة بيضها وفراخها وفيه طيش لا يكاد يكون في سائر الطير
317 - 00 من قباع بب ضبة هو رجل باهلى مضروب به المثل فى الحمق قال قتيبة يا اهل خراسان ان وليكم وال شديد عليكم قلتم جبار عنيد وإن وليكم وار رؤف بكم هين لين قلت قباع بن ضبة وكثر ضرب المثل به حتى قيل للأحمق القباع قال

(1/83)


(الوافر)
(امير المؤمنين ابا خبيب ... ارحمنا من قباع بني المغيرة)
قباع بنى المغيرة هو الحارث بن عبد الله بن ابي ربيعة بن الوليد بن المغيرة المخزومي ولاه عبد الله بن الزبير بن العوام العراق وأبو خبيب كنيته عبد الله بن الزبير فعجز الحارث عن رفع الخوارج وقد قربوا من البصرة فكتب بعض اهل البصرة الى ابن الزبيرا شعرا فيه هذا البيت والحارث هو أخو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر ولقب بالقباع لأن اهل البصرة اتوه بمكيال فقال إن مكيالكم هذا لقباع وهو القنفذ يقال مكيال قباع أي واسع الجوف فلقبوه به
318 - 00 من لاعق الماء
319 - 00 من ما ضع الماء
320 - 00 من ماطخ الماء هو لاعقه
321 - 00 من مالك بن زيد مناة
322 - 00 ممن اخذ الماء بإصبعه لأنه يتعب نفسه ولا يروى وهو يقدر على شربه بكفه

(1/84)


323 - 00 ممن قبض على الماء
324 - 00 ممن لاطم الأرض بخده
325 - 00 من نعامة هي موصوفة بالسخف والموق لحضنها بيض غيرها دون بيضها قال ابو دؤاد الإيادى
(المتقارب)
(كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض اخرى جناحا)
326 - 00 من نعجة على حوض قيل من حمقها انها تكب على الماء لا تنتهي عنه حتى تزجر
327 - 00 من هبنقة هو يزيد بن ثروان القيسي ذو الودعات تطوق بودعات وعظام وهو ذو لحية عظيمة وقال لأعرف نفسي ولا اضل فأصبح يوما فراى طوقه في عنق اخيه فقال يا اخي انت انا فمن انا وضل له بعير فأخذ ينادي من وجد بعييى فهو له فقيل فلم تنشده

(1/85)


فقال فأين حلاوة الوجدان وتنازع بنو راسب وبنو الطفاوة في رجل وقالوا الحكم بيننا اول من يبدو فبدا لهم هبنقة فقال القوة في النهر فان كان راسبيا رسب وإن كان طفاويا طفا فقال الرجل زهدت في الديوان فخلوا غني فلست من راسب ولا من الطفاوة وكان يرعى سمان غنمه ويضيع المهازيل ويقول لا اصلح ما افسد الله ولا افسد ما اصلح الله قال
(الخفيف)
(عش بجد ولن يضرك نوك ... انما عيش من ترى بالجدود)
(عش بجد وكن هبنقة القيسي ... نوكا أو شيبة بن الوليد)
(رب ذي اربة مقل من المال ... وذى عنجهية مجدود)
شيبة كان من عقلاء العرب
328 - احمقي وتيسي أي كوني في الحمق كالتيس هى سبة للمرأة في الأصل ثم يقال لمن يتكلم بما لا يشبه شيئا
329 - احمل العبد على فرس فإن هلك هلك وان عاش فلك يضرب لمن يهون على صاحبه
330 - 00 حرك او دع ادلت امرأة على زوجها عند الرحيل فقالت ذاك

(1/86)


تحثه على حملها ولو شاءت لركبت بنفسها يضرب في الادلال
331 - احمل من الأرض
332 - احمى من است النمر لا يدع احدا يأتيه من ورائه
333 - 00 من انف الأسد قيل ليس شيء آنف من الأسد والأنف في الأنف قال
(الطويل)
(وكانوا كأنف الليث لا شم مرغما ... ولا نال قط الصيد حتى تعفرا)
334 - 00 من مجير الجراد هو مدلج بن سويد الطائي وقيل حارثة بن مر رأى قوما من طي ومعهم اوعية فقال ما خطبكم فقالوا جراد وقع بفنائك نريد اخذه فركب وأخذ الرمح فقال والله لا يعرض له منكم احد الا قتلته فلما حميت الشمس وطار قال شأنكم به الآن

(1/87)


فقد نهض من جواري قال
(المتقارب)
(ومنا ابن مر أبو حنبل ... اجار من الناس رجل الجراد)
335 - 00 من مجير الظعن هو ربيعة بن مكدم الكناني لقى نبيشة بن حبيب السلمي وقد خرج غازيا فأراد احتواء ظعن من بني كنانة فمانعه قطعته نبيشة في عضده فقال يخاطب امه
(البسيط)
(شدي على العصب أم سيار ... فقد رزئت فارسا كدينار)
فأجابته
(الرجز)
(انا بني ربيعة بن مالك ... مرزأ أخيارنا كذلك)
(من بين مقتول وبين هالك ... )
فاستسقاها فقالت اذهب فقاتل القوم فإن الماء لا يفوتك فكر على القوم فكشفهم وقال للظعن اني لمائت وسأحميكن ميتا كما حميتكن حيا فالنجاء فوقف بازاء القوم على فرسه متكئا على رمحه ونزف دمه ففاض والقوم محجمون عن الإقدام عليه فلما طال وقوفه رموا

(1/88)


فرسه فقمص فخر لوجهه وطلبوا الظعن فلم يلحقوهن
336 - احن من شارف هي الناقة المسنة وحنينها اشد ليأسها من النتاج وضعف طمعها في معاودة الوطىء ولهذا قالوا ما حنت النيب
337 - احنى من الوالدة من الحنو وهو العطف
338 - احوتا تماقس اي تغاط يضرب للرجل الداهية يعارضه مثله قال
(الطويل)
(ان تك سباحا فإنى لسابح ... وإن تك غواصا فحوتا تماقس)
339 - احول من ابى براقش من حال يحول اذا تغير وهو طائر يتلون ألوانا في اليوم واشتقاقه من البرقشة وهو النقش يقال نقش ورقش وبرقش قال
(الكامل)
(ان يغدروا او يفخروا ... او يبخلوا لا يحفلوا)
(وغدوا عليك مرجلي ... ن كأنهم لم يفعلوا)
(كأبي براقش كل لون ... لونه يتخيل)

(1/89)


340 - من ابيى قلمون هو ثوب رومي يتلون للعيون
341 - 00 من ذئب من الحيلة وياؤها واو فى الأصل ألا ترى الى الحول والمحاولة والاحتوال
342 - احير من الليل وجعلت الحيرة في الليل وهي في المعنى لأهله ويجوز ان يكون من حير بحذف الزائد كما يقال هو أعطاهم الدينار والدرهم والمعنى اشد تحييرا
343 - 00 من ضب اذا فارق جحره تحير فلم يهتد له
344 - 00 من ورل هو شيء على خلقة الضب الا انه اعظم منه وهو مثله فى قلة الاهتداء
345 - 00 من يد في رحم هي يد الناتج او يد الجنين
346 - 00 احيا من بكر من الحياء
347 - 00 من ضب من الحياة يقال انه يتطوق كل مائة سنة طوقا

(1/90)


ابيض وربما وجدت عليه عدة اطواق ويبلغ من طول ذمائه وقوة نفسه انه يذبح وتلقى حشوة بطنه ثم يطبخ بعد يوم فيضطرب في القدر
348 - 00 من فتاة من الحياء
349 - 00 من كعاب
350 - 00 من مخبأة قال الأعشى
(الكامل)
(ولأنت احيا من مخبأة ... عذراء تقطن جانب الكسر)
وقالت الخنساء
(الوافر)
(وأحيا من مخبأة حياء ... وأجرأ من ابي شبل هزبر)
351 - 00 من مخدرة
352 - 00 من هدى هي العروس المهدية إلى زوجها

(1/91)


الهمزة مع الخاء

353 - اخب من ثعالة هو غلم للثعلب وهو موصوف بالخب والروغان
354 - 00 من ضب من هذا قيل للرجل القربز انه لخب ضب وخبه ان الحارش اذا مسح رأس جحره ليظن انه حية او شيء مما يتعرض له فيخرج ذنبه لضربه فيأخذه اخرج ذنبه الى نصف الجحر فإن احس بحية ضربها فقطعها بنصفين وإن كان حارشا لم يمكنه الأخذ بذنبه فنجا ولا يجترىء الحارش فيدخل يده فى جحره لأنه لا يخلو من عقرب فهو يخاف لدغها وبين الضب والعقرب الفة شديدة وهي من عدته على المحترش قال
(الطويل)
(وأخدع من ضب اذا جاء حارش ... اعد له عند الذنابة عقربا)
355 - اخبث من ذئب الخمر هو شجر او وهدة يختفى فيها الذئب يقال اخمر الذئب اذا توارى وإنما يفعل ذلك خبثا واغتيالا
356 - 00 من ذئب الغضا العرب تسمي ضروبا من الحيوان بضروب من المراعى يقال ارنب الخلة وضب السحا وظبى الحلب

(1/92)


وقنفذ البرقة وشيطان الحماطة وذلك لتأثير الأمكنة والأغذية في طباعها وعن بنت الخس اخبث الذئاب ذئب الغضا وأخبث الأفاعي أفعى الجدب وأسرع الظباء ظبي الحلب قال طرفة
(الطويل)
(وكرى اذا نادى المضاف مجنبا ... كسيد الغضا نبهته المتورد)
وقال البعيث
(الطويل)
(على كل سرحوب ووآه منهب ... كسيد الغضا الخمصان أصبح طاويا)
357 - اخبرته بعجري وبجري العجرة نفحة في الظهر والبجرة في السرة فنقل ذلك الى الهموم والعيوب الباطنة يضرب فى اطلاع الرجل صاحبه على غامض سره وهمه لثقته به
358 - اخبر تقله قال ابو الدرداء وتمامه وجدت الناس اخبر تقله اللفظ الأمر ومعناه الخبر والهاء للسكت اي امتحن كل من تحبه يظهر لك ما يوجب بغضه يضرب في قلة توقع الخير عند الناس
359 - اخبط من حاطب ليل الخبط الإصابة مرة والإخطاء اخرى وحاطب الليل كذلك لا يعرف ما يحتطبه فيجمع ما يحتاج إليه وما لا يحتاج اليه

(1/93)


فهو من الخطأ والصواب
360 - 00 من عشواء هي الناقة التي لا تبصر بالليل تخبط فتصيب هذا وتخطىء هذا قال زهير
(الطويل)
(رايت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم)
361 - اختل من ثعالة قد ذكر قبيل مثله
362 - 00 من ذئب
363 - اختلط الحابل بالنابل اي ناصب الحبالة بالرامي بالنبل وقيل السدى باللحمة يضرب في اشتباك الأمر وارتباكه
364 - 00 الخاثر بالزباد مخفف وهو الزبد وذلك إذا ارتجن اي فسد عند المخض وقيل هو اللبن الرقيق وقيل هو بالتشديد عشب اذا وقع في الرائب تعسر تخليصه منه يضرب فى اختلاط الحق بالباطل
365 - 00 الليل بالتراب يضرب فى استبهام الأمر على القوم

(1/94)


366 - 00 المرعى بالهمل اي تساوى النعم الذي له راع وما لا راعي له لسوء الرعية يضرب لقوم يشكل عليهم امرهم فلا يعتزمون فيه على رأى
367 - اخجل من مقمور يراد خجل الاهتمام والانكسار قال الأخطل
(البسيط)
(كأنما العلج اذ أوجبت صفقتها ... خليع خصل نكيب بين اقمار)
368 - (اخدع من ضب قد سبق في هذا الفصل وجه خدعه وقيل الخدع التواري ومنه المخدع والضب يتوارى فى جحره وتطول اقامته فيه وقل ما يظهر وقيل اخدع من ضب حرشته
369 - 00 من يلمع هو السراب
370 - اخذت اسلحتها وتترست بتراستها ويقال ايضا اخذت رماحها الضمير للإبل اي انها سمنت فراقت صاحبها فهو يضن بها عن النحر فكأن سمنها سلاح تدفع به عن انفسها قالت ليلى الأخيلية
(الطويل)
(ولا تأخذ البزل الصفايا سلاحها ... لتوبة في نحس الشتاء الصنابر)

(1/95)


وقال النمر بن تولب
(الكامل)
(ايام لم تأخذ الى سلاحها ... إبلى بجلتها ولا ابكارها)
يضرب فى اعجاب الرجل بماله
371 - 00 الارض زخاريها اي زخارفها من زخر النبات اذا طال وارتفع يضرب مثلا لكل شيء تم
372 - اخذل من يلمع هو السراب
373 - اخذوا طريق العنصلين رواية الأصمعي بفتح الصاد وهما موضعان وطريقهما طريق مستقيم قال الفرزدق
(الطويل)
(اراد طريق العنصلين فيأسرت ... به العيس فى نائي الصوى متشائم)
اراد اخذت الطريق المستقيم وقد وضعته العامة غير موضعه فضربته مثلا فيمن اخذ غير القصد والاستقامة قال جرير

(1/96)


(الكامل)
(في مزبد غمق كأن مشقه ... خل المجازة او طريق العنصل)
شبه متاع المرأة بطريق العنصل في السعة
374 - اخذه اخذ الضب ولده اي اخذة شديدة اراد بها هلكته
375 - 00 اخذ سبعة هو اسم رجل وهو سبعة بن عوف بن سلامان الثعلبي وكان قويا وقيل هو تخفيف سبعة والمراد اللبؤة وهي انزق من الأسد وقيل اخذ سبعة رجال وقيل ان سبعة كان رجلا ماردا فأخذه بعض الملوك فبالغ في التنكيل به وهو على هذا الوجه مفعول به في المعنى يضرب فى الرجل يشتد اخذه
376 - 00 ما قدم وما حدث ضمت العين في حدث وأصلها الفتح لتزاوج قدم ويروى ما قدم وما حدث وما قرب وما بعد يضرب للمغتاظ والذي يفرط اغتمامه ومعناه ان الإنسان يكون حزنه قديما وحديثا وقريبا وبعيدا فهو لشدة اغتمامه كأنما اخذته هذه الأنواع مجتمعة عليه

(1/97)


377 - اخرب من جوف حمار لأنه اذا صيد لم تلف في جوفه ما ينتفع به وقيل هو حمار بن مويلع رجل من عاد كان له واد خصيب مسيرة يوم في عرض فرسخين وله بنون عشرة وكان على الإسلام اربعين سنة وكان يرعى الناس ويقري الضيف فأصابت بنيه صاعقة فى بعض متصيداتهم فكفر بالله فأهلك الله واديه وأخربه والجوف بطن الوادي قال
(الطويل)
(مررت بجوف العير وهي حثيثة ... وقد خلفت بالأمس هجل الضراغم)
(تخاف من المصلى عدوا مكاشحا ... ودون بنى المعلى هديد بن ظالم)
(وما ان بجوف العير من متلدد ... مسيرة شهر للمطى الرواسم)
متلدد أي متلفت وقال امرؤ القيس
(الطويل)
(وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل)
وقال آخر

(1/98)


(الرمل)
(ويشوم الغشم والبغي قديما ... ما خلا جوف ولم يبق حمار)
378 - اخرق من امة
379 - 00 من حمامة قد مرت قصتها في فصل الهمزة مع الحاء
380 - 00 من صبى
381 - 00 من ناكثة غزلها هي ام ريطة القرشية المعنية بقوله تعالى {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}
382 - اخزى من ذات النحيين من الخزي او من الخزاية وهذه امرأة من تيم الله بن ثعلبة اتاها خوات بن جبير الأنصاري في الجاهلية يبتاع منها السمن ففتح نحيا فلم يرضه فأمسكته بيدها ففتح الأخرى فذافه وأمسكته باليد الأخرى ففجر بها ولم تدفعه خوفا على السمن ويحكى ان ام الدرداء العجلانية طلبت بثأرها فشغلت يدى بايع سمن بسوق يسمى خربة باليمامة وبزقت فى استه وصفنتها بقدمها صفنات وكانت تقول يا لثأرات ذات النحيين يا لثأرات النساء عند الرجال يا لثأرات الهذلية عند خوات وعن

(1/99)


النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما فعل بعيرك أيشرد عليك فقال اما مذ قيده الإسلام فلا قال خوات
(الطويل)
(وأم عيال واثقين بكسبها ... خلجت لها جار استها خلجات)
(شغلت يديها إذ اردت خلاطها ... بنحيين من سمن ذوي عجرات)
(فأخرجته ريان ينطف راسه ... من الرامك المدموم بالثفرات)
(فكان لها الويلات من ترك نحيها ... ورجعتها صفرا بغير بتات)
(فشدت على النحيين كفا شحيحه ... على سمنها والفتك من فعلاتي)
383 - اخسر من ابيى غبشان
384 - 00 من القابض على الماء تقدم ذكرهما في الفصل السادس
385 - 00 من حمالة الحطب هى ام جميل بنت حرب اخت أبي سفيان امرأة أبي لهب المذكورة في القرآن يحكى ان الحارث بن خالد المخزومي كان يقول للفضل بن عباس بن عتبة بن ابي لهب بن حمالة الحطب لمفاوضة

(1/100)


كانت بينهما فقال الفضل
(البسيط)
(ماذا تحاول من شتمي ومنقصتي ... ام ما تعير من حمالة الحطب)
(غراء شادخة في المجد غرتها ... كانت سليلة شيخ ثاقب الحسب)
386 - اخسر من شيخ مهو تفسيره في الفصل السادس
387 - 00 من مغبون
388 - اخشن من الجذيل المحكك تصغير جذل وهي خشبة تغرز في العطن تحتك به الإبل الجربى
389 - 00 من الشيهم هو ذكر القنافذ يسمى بذلك لحدة شوكه ومنه قيل للحديد القلب شهم وشهم افزع لأن في الإفزاع جدة وخشونة قال الأعشى
(الطويل)
(لئن شب اسباب العداوة بيننا ... لترتحلن مني على ظهر شيهم)
390 - 00 من شوك
391 - اخطأ من ذباب يقع فيما لا يستطيع التخلص منه

(1/101)


392 - 00 من فراشة قد سبق ذكره في الهمزة مع الجيم
393 - اخطأ نوءك يضرب لمن طلب حاجة فلم ينجح
394 - اخطأت استك الحفرة يضرب لمن لم يصب موضع الحاجة
395 - اخطب من سحبان وائل
396 - 00 من قس نفسير هافى الفصل الثانى
397 - 00 اخطف من برق يخطف نور الأبصار
398 - 00 من عقاب
399 - 00 من قرلى تفسيره في الفصل السادس
400 - اخف حلما من بعير قال
(الوافر)
(لقد عظم البعير بغير لب ... فلم يستغن بالعظم البعير)

(1/102)


(يصرفه الصبي لكل فج ... ويحبسه على الخسف الجرير)
(وتضربه الوليدة بالهراوي ... فلا غير لديه ولا نكير)
وقال آخر
(الرمل)
(ذاهب طولا وعرضا ... وهو في عقل البعير)
401 - 00 حلما من العصفور قال حسان
(البسيط)
(لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم الجمال وأحلام العصافير)
402 - 00 رأسا من الذئب
403 - 00 رأسا من الطائر
404 - 00 من الجماح هو سهم لا نصل له يجعل على رأسه طين كالبندقة او تمرة معلوكة لئلا يعقر أحدا يرمي به الصبيان وروت العرب عن راجز من الجن
(الرجز)
(هل يبلغنيهم الى الصباح ... هيق كأن رأسه جماحى)

(1/103)


والجماح ايضا ما يخرج على اطراف الحلي والصليان شبه سنبل لينا كأذناب الثعالب
405 - 00 من النسيم
406 - 00 من ريشة
407 - 00 من سرفة هي دويبة خفيفة كأنها عنكبوت
408 - 00 من عقيب ملاع هي عقيب تأخذ العصافير ولا تأخذ اكبر من ذلك
409 - 00 من فراشة هي اكبر جرما من الذباب الضخم فاذا اخذت صارت بين الأصابع كالدقيق
410 - 00 من يراعة هي القصبة واليراعة ايضا شيء كالبعوضة وبكليهما فسر المثل
411 - اخفى من الذرة
412 - 00 من السحر

(1/104)


413 - 00 من الماء تحت الرفة هى التبن
414 - اخفى من الهباء هو ما يسطع من دقاق التراب وهو أيضا ما تراه منبثا في ضوء الشمس كالذر
415 - 00 مما يخفي الليل
416 - اخلف رويعيا مظنه هو تصغير راع والمظن من ظن بمعنى علم وأصله ان راعيا قد اعتاد واديا يرعى فيه الإبل فرأى فيه الأسد يوما فقال ذلك يضرب في حاجة يعوق دونها عائق
417 - اخلف من بول الجمل قيل هو من الخلاف لأن الجمل والأسد يبولان الى وراء دون سائر ذكران الحيوان
418 - 00 من ثيل الجمل
419 - 00 من خفي حنين هو من الخلف لأن الخيبة قارنتهما فكأنهما اخلفا النجاح وأصل هذا ان هاشما كان رجلا نكحة وكان كثير الوفادات

(1/105)


على الملوك فقال لأهله اذا أتيتم بمولود فلا تقبلوه حتى يجيئكم بعلامة واجعلوا امارة قبوله ان تلبسوه ثيابا وخفا ثم انه تزوج يمنية وأولدها غلاما فسمى حنينا ووجه به الى آل هاشم بغير علامة فلم يقبلوه فرجع الى امه فقالوا جاء بخفي حنين أي بخفي نفسه لم يلبس خفا آخر وقيل كان حنين اسكافا فساومه اعرابي بخفين فاختلفا فأراد غيظه فألقى احد الخفين فى طريقه ثم استقام على الطريق فألقى له الآخر وكمن له فلما رأى الأعرابي الخف الأول قال ما اشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته ومضى حتى انتهى الى الآخر فأناخ راحلته ورجع ليأخذ الثانى فركب حنين راحلته ومضى بها ورجع هو إلى اهله خائبا وقيل هو رجل قال لعبد المطلب انا ابن اخيك اسد بن هاشم فنظر اليه عبد المطلب وعليه خفان احمران قال لا وثياب بني هاشم ما اعرف فيك شمائلهم فرجع خائبا إلى قومه فقالوا ذلك وقيل هو مغن كان بالنجف وهو القائل
(المنسرح)
(انا حنين وداري النجف ... وما نديمى الا الفتى القصف)
(ليس ندييى المبخل الصلف ... )
دعاه قوم فلما سكر عروه إلا عن خفيه فرجع الى اهله فقيل له ذلك

(1/106)


420 - 00 من شرب الكمون من الخلف يمنى السقي فيقال له اشرب الماء ثم لا يسقى قال
(الطويل)
(فأصبحت كالكمون ماتت عروقه ... وأغصانه مما يمنونه خضر)
وقال بشار
(الطويل)
(اذا جئته يوما احال على غد ... كما يعد الكمون من ليس يصدق)
421 - 00 من صقر من خلوف الفم
422 - 00 من عرقوب هو رجل من ساكني يثرب من الأوس او الخزرج وقيل هو رجل من خيبر يهودي كان كذوبا يعد ولا يفي وقيل عرقوب ابن معبد بن اسد اعرى ابن عم له نخلة فأتاه حين اطلعت فقال دعها حتى تبلح فابلحت فقال دعها حتى ترطب فأرطبت فقال دعها حتى تتمر فأتمرت فجدها ولم يوله شيئا قال الأشجعي

(1/107)


(الطويل)
(وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب اخاه بيثرب)
وقال الشماخ
(الطويل)
(وواعدتني ما لا احاول نفعه ... مواعيد عرقوب اخاه يثرب)
وقيل هو يترب بالتاء منقوطة بنقطتين والراء مفتوحة موضع قريب من حجر قصبة اليمامة وقال كعب بن زهير
(البسيط)
(كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها الا الأباطيل)
وقال المتلمس
(الرجز)
(الغدر والآفات شيمته ... فافهم فعرقوب له مثل)
وقال آخر
(الطويل)
(وأكذب من عرقوب يثرب لهجة ... وأبين شوما في الحوائج من زحل)
423 - 00 من نار الحباجب ويروى من وقود أبي حباحب وتفسيره في الفصل الثاني

(1/108)


424 - اخلف من ولد الحمار من الخلاف والمراد به البغل لأنه لا يشبه ابويه
425 - اخلق من البردة هي كساء كانت العرب تلتحف به والمراد ههنا بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يلبسها الخلفاء فى الأعياد الى يومنا هذا
426 - اخلى من جوف العير
427 - 00 من جوف حمار قد فسر في هذا الفصل
428 - اخنث من دلال هو من مخنثي المدينة اسمه نافذ وكنيته ابو يزيد خصاه ابن حزم الأنصاري امير المدينة على عهد سليمان بن عبد الملك بن مروان وبلغ من تخنيثه انه كان يرمي الجمار بسكر سليمانى مزعفر مبخر بالعود المطرى وكان يقول لأبي مرة عندي يد فأنا اكافيه عليها فقيل له ما تلك اليد قال حبب الى الأبنة
429 - 00 من طويس كان اسمه طاؤس فلما تخنث تسمى بطويس وكنيته ابو عبد النعيم وهو أول من غنى فى الإسلام بالمدينة ونقر بالدف

(1/109)


المربع وكان اخذ طرائق الغنا عن سبي فارس وكان يقول ما دمت بين اظهركم فتوقعوا خروج الدجال والدابة فإن امي ولدتني في الليلة التى مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفطمتني يوم مات ابو بكر وبلغت الحلم يوم قتل عمر وتزوجت يوم قتل عثمان وولد لى يوم قتل علي رضي الله عنه
430 - اخنث من مصفر استه هو ابو جهل بن هشام كان به برص في ذا الموضع وكان يردعه بالزعفران والأنصار كانوا يزعمون انه مستوه انما كان يفعل ذلك تطييبا لقلوب الرجال وقول المخبل السعدي
(الطويل)
(وأشهد من عوف حلولا كثيرة ... يحجون سب الزبرقان المزعفرا)
يروى بفتح السين وهو الأست كالسبة يرميه بذلك الداء والمهاجرون دفعوا ذلك وقالوا ان قيس بن زهير حين اراد قومه على قص اثر حذيفة قال ان حذيفة رجل مخرفج وهو اذا احتدمت عليه الوديقة متبرد في جفر الهباءة فعليكم به فلتجدن مصفر استه قد رمى بنفسه فيها ولم تر احدا

(1/110)


يحكم على حذيفة بأنه كان مثقارا وإنما هي كلمة تقال لأصحاب الرفه والدعة
431 - اخنث من هيت هو مخنث كان يدخل على ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال لأخ ام سلمة ان فتح الله عليكم الطائف فسل ان تنفل بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفية فإنها مبتلة هيفاء شموع نجلاء تناصف وجهها فى القسامة وتجزأ معتدلا في الوسامة ان قامت تثنت وإن قعدت تبنت وإن تكلمت تغنت اعلاها قضيب وأسفلها كثيب اذا اقبلت اقبلت بأربع وإذا ادبرت ادبرت بثمان مع ثغر كالأقحوان وشيء بين فخديها كالقعب المكفأ وهي كما قال قيس ابن الخطيم
(المنسرح)
(تغرق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف)
(بين سكول النساء خلقتها ... قصد فلا جبلة ولا قصف)

(1/111)


قال عليه السلام ما كنت احسبك الا من غير أولى الإربة من الرجال ثم نفاه الى خاخ موضع وقال بعض الصحابة أتأذن لي في ضرب عنقه فقال لا امرنا ان لا نقتل المصلين فبلغ خبره المخنث فقال انما هو من الناندرين اي من محترقي الخبز
432 - اخوك من صدقك
433 - اخون من ذئب قال
(الرجز)
(اخون من ذئب بصحراء هجر ... )
434 - اخيب صفقة من شيخ مهو فسر في الفصل السادس
435 - 00 من القابض على الماء
436 - 0 من حنين فسر في هذا الفصل
437 - 00 من ناتج سقب من حائل السقب ولد الناقة الذكر وكل حامل

(1/112)


ينقطع عنها الحمل سنة او سنوات فهي حائل حتى تحمل ومعناه ان تحول ناقة الرجل فيحرم نسلها ثم تحمل بعد حيال فيعلق رجاءه بأن تضع انثى ذات نتاج ثم تضع ذكرا فيخيب رجاؤه
438 - اخيل من ثعالة
439 - 00 من ثعلب فى أسته عهنة يقال اذا علقت صوفة مصبوغة بذنب الثعلب افرط عجبه بها وشغل عن كل شأنه باستحسانه
440 - 00 من ديك
441 - 00 من غراب يختالان في مشيتهما
442 - 00 من مذالة هي الأمة لأنها تهان وتتبختر مع ذلك يضرب للمتكبر وهو مهين
443 - 00 من واشمة استها ويروى من المتشمة قيل انها دغة وشمت استها بخضرة فتاهت على صواحبها

(1/113)


الهمزة مع الدال

444 - ادب من الشمس الى غسق الظلم
445 - 00 من حباب الماء قال امرؤ القيس
(الطويل)
(سموت اليها بعد ما نام اهلها ... سمو حباب الماء حالا على حال)
446 - 00 من ضيون قال
(السريع)
(ادب بالليل لجاراته ... من ضيون دب الى فرنب)
447 - 00 من عقرب
448 - 00 من قراد
449 - 00 من قرنبى هو شبيه بالسلحفاة طويل القوائم وقيل دويبة في الرمل كالخنفساء قال جرير

(1/114)


(الوافر)
(ترى التيمي يدرم كالقرنبى ... الى سوداء مثل عصا المليل)
وقال آخر خطب امرأة فردته لفقره ونكحت دميما
(الطويل)
(ألا يا عباد الله قلبي متيم ... بأحسن من يمشى وأقبحهم بعلا)
(يدب على احشائها كل ليلة ... دبيب القرنبى بات يعلو نقا سهلا)
450 - ادرها وان ابت اصله في الناقة العصوب يضرب لمن ينال من الشحيح شيئا بالتعنيف والإلحاح
451 - ادرك ارباب النعم اصله ان يرعى الإبل غير اربابها فيقل بها اهتمامهم ويسوء اثرهم ثم يدركها اصحابها فيعتنوا بشأنها ويتأنقوا في رعيتها يضرب فى مباشرة الأمر من له اعتناء به
452 - 00 امرأ بجنه اي بقوته وحدثانه يضرب لمن ابتكر الشيء فوفر منه نصيبه

(1/115)


453 - ادرك القويمة لا تأخذها الهويمة يقال ذلك للصبي أي ادركه لا تعضه هامة والقويمة تصغير قامة لأنه يقم كل ما وجد يجعله في فيه والهويمة تصغير هامة وهي ما هم ودب
454 - ادركني ولو بأحد المغروين العرب تحمق اهل هجر فيحكون إن اخوين منهم ركب احدهما بعيرا صعبا فتقحم به ومع الآخر قوس وسهمان واسمه هنين فناداه يا هنين ادركني ولو بأحد المغروين والمغرو السهم الذي ألصق عليه الريش بالغراء يقال سهم مغرو ومغرى فرماه اخوه فصرعه يضرب في الرضا بيسير الحاجة ان لم يتيسر كلها
455 - ادع الى طعانك من تدعو الى جفانك ويروى اندب أي اصرف في حوائجك من تخصه بمعروفك وهو كقوله
(الكامل)
(وإذا تكون كريهة ادعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب)

(1/116)


456 - ادفع الشر بعود او عمود اي إذا اتاك السائل فلا تردده الا بعطية كثيرة او قليلة لتقطع بها لسانه عن ذمك
457 - ادق من الدقيق اي من الطحين او الشىء الدقيق
458 - 00 من الشخب هو ما يخرج من ضرع الشاة كالشعرة من اللبن اذا بدىء بحلبها
459 - 00 من الشعر
460 - 00 من الطحين قال الحطيئة
(الوافر)
(لقد ملكت امر بنيك حتى ... تركتهم ادق من الطحين)
461 - 00 من الكحل
462 - 00 من الهباء قد فسر في الفصل السابع

(1/117)


463 - ادق من حد الجلم ويروى من شق الجلم
464 - 00 من حد السيف
465 - 00 من حد الشفرة هي السكين العريضة
466 - 00 من خيط
467 - 00 من خيط باطل هو الهباء وقيل هو الخيط الخارج من فم العنكبوت الذي يسميه الصبيان مخاط الشيطان وكان مروان بن الحكم يلقب به لطوله واضطرابه قال
(الطويل)
(لحا الله قوما ملكوا خيط باطل ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع)
468 - ادل من حنيف الحناتم كان ماهرا بالدلالة وقد سبق التمثيل به في الإبالة والبأو في الفصل الأول والثانى
469 - 00 من دعيميص الرمل كان رجلا خريتا يستاف التراب فيعرف الطريق وهو في الأصل تصغير دعموص وهو الرجل الدخال فى الأمور الزوار للملوك قال امية بن أبي الصلت

(1/118)


(الكامل)
(من كل بطريق لبطريق ... نقى اللون واضح)
(دعموص ابواب الملوك ... وجائب للخرق فاتح)
470 - ادم من بعرة من الدمامة
471 - ادنف من المتمنى هو نصر بن حجاج السلمي كان اجمل اهل عصره فتعشقته مدنية اشد العشق وسمعها عمر رضي الله عنه تقول
(البسيط)
(ألا سبيل الى خمر فأشربها ... ام لا سبيل الى نصر بن حجاج)
فقال من هذه المتمنية فعرف خبرها فحلق جمة نصر وسيره من المدينة الى البصرة فأنزله مجاشع بن مسعود وأخدمه امرأته وكانت جميلة فتعاشقا وكلاهما غير مطلع على سر صاحبه لملازمة مجاشع بيته وكان مجاشع اميا وهما كاتبان فكتب نصر على الأرض احببتك حبا لو كان فوقك لأظلك ولو كان تحتك لأقلك فوقعت تحته وأنا فسألها مجاشع عن مكتوبه فقالت كم تحلب ناقتكم فسألها عن توقيعها فقالت وأنا

(1/119)


فقال ما هذا يطابق هذا ثم اكفأ على الكتابة جفنة ودعا بمن يحسن الخط فاطلع على السر ثم نفى نصرا وقال له ان عمر ما سيرك عن خير قم وراؤك اوسع لك ثم انه ضنى ودنف حتى صار رخمة فقال مجاشع لامرأته عزمت عليك لما اخذت خبزة فلبكتها بسمن وبادرت بها الى نصر ففعلت وضمته الى صدرها وما كان به نهوض فبرأ كأن لم يكن به قلبة فقال بعض عواده قاتل الله الأعشى كأنه شهد كما حيث يقول
(السريع)
(لو أسندت ميتا إلى نحرها ... قام ولم ينقل الى قابر)
(حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميت الناشر)
فلما فارقته نكس فكانت فيه نفسه فقيل بالبصرة ادنف من المتمنى وبالمدينة اصب من المتمنية
472 - ادنى حماريك فازجرى يضرب في وجوب الاهتمام بأدنى الأمرين ثم بأبعدهما
473 - ادنى من الشع يقال هو أدنى للمرء من شسعه ومن شراك نعله قال

(1/120)


(الرجز)
(كل امرىء مصبح في اهله ... والموت ادنى من شراك نعله)
وقال آخر
(المتقارب)
(وأدنى الى المرء من شسعه ... وابعد بعدا من الكوكب)
474 - ادنى من حبل الوريد قال ذو الرمة
(الرجز)
(والموت أدنى لي من الوريد ... )
475 - ادهى من قيس بن زهير من الدهاء وهو النكر والبصارة بالأمور وقيس سيد بني عبس ومن دهائه انه مر ببلاد غطفان ومعه الربيع بن زياد فكره ثروتها وعددها فقال له أيسوءك ما يسر الناس فقال لا ولكن مع الثروة التحاسد والتباغض ومع القلة التعاضد والتآزر وقال إياكم وصرعات البغي وفضحات الغدر وفلتات المزح وقال اربعة لا يطاقون عبد ملك ونذل شبع وأمة ورثت وقبيحة تزوجت وقال المنطق مشهرة والصمت مسترة
476 - ادى قدرا مستعيرها يضرب في المطالبة بالحق اللازم

(1/121)


الهمزة مع الذال

477 - إذا اتلف الناس اخلف اليأس هما ابنا مضر وكان الناس متلافا فكان ما اتلفه اخلفه اليأس والمثل قديم يضرب فيمن يرقع ما أوهى غيره
478 - 00 أخذت برأس الضب اغضبته ويروى بذنبة الضب ويروى اخبثت نفسه والذنبة بمعنى الذنب ولم يسمع بها إلا في هذا المثل
479 - 00 أخذت عملا فجد فيه فإنما خيبته توقيه ويروى فقع فيه اي اذا دخلت في أمر فلا تنكل عنه فان الخيبة فى النكول يضرب في الأمر باستفراغ الجهد فيما يخاض فيه
480 - 00 ارتعصت كارتعاص الهرة اوشكت ان تسقط في أفرة ويروى اعترضت ومعنى ذلك المرح والنشاط والأفرة الشدة والبلية يضرب لمن اوبقه مرحه
481 - 00 ارجحن شاصيا فارفع يدا اي اذا سقط الى الأرض رافعا

(1/122)


رجليه فارفع عنه يدك ولا تجهز عليه يضرب في العفو عن العدو عند ذله واستكانته
482 - إذا ترضيت اخاك فلا اخاء لك به اي إن الجأك الى تكلف طلب رضاه فليس بأخ لك
483 - 00 تولى عقد شىء احكمه يضر للرجل الحازم الجاد في الأمور قال
(الرجز)
(وما عليك ان يكون أزرقا ... اذا تولى عقد شيء اوثقا)
484 - 00 جاء الحين غطى العين ويروى حارت العين
485 - 00 جاء القدر عمى البصر قاله ابن عباس رضي الله عنه لرافع بن الأزرق حين سأله عن الهدهد وأن سليمان عليه السلام كيف عني به فقال انه قناء الأرض له كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها فسأل عنه عند الحاجة الى الماء فقال نافع قف يا وقاف كيف ذلك والفخ يغطي بمقدار اصبع من تراب فلا يبصره حتى يقع فيه

(1/123)


486 - إذا حككت قرحة ادميتها ويروى نكأتها قاله عمرو بن العاص وذلك انه اعتزل الناس في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه فلما بلغه قتل عثمان رضي الله عنه قال انا ابو عبد الله اذا حككت قرحة ادميتها يريد انه كان يظن ذلك فكان كما ظن يضربه الرجل الصادق الحدس
487 - 00 رمت الباطل انجح بك اي غلبك يقال انجح به الشيء غلبه وأنجح هو أيضا بالشيء وأصله ان شابة كانت تحت شيخ فكلما انتعل انتعل قاعدا فسمعها تقول يا حبذا المنتعلون قياما فرام عند ذلك فضرط فعندها قالت ذلك يضرب في افتضاح المرء عند التصدي لما لا يقدر عليه وفى مثل آخر من خاصم بالباطل انجح به اي غلب
488 - 00 سمعت بسرى القين فإنه مصبح اي مصبح عندك غير سار عنك ويروى مصبح اي آتيك صباحا وأصله ان القين اذا خف عنه شغله قال اني سائر الليلة ليستصنعه اهل الماء خوف الفوت ثم يصبح وهو غير سار يضرب لمن عرف بالكذب حتى يرد صدقه قال نهشل ابن حرى الدرامي

(1/124)


(الوافر)
(وعهد الغانيات كعهد قين ... دنت عنه الجعائل مستذاق)
وقال النابغة الجعدي
(الطويل)
(تقول وعهد القين قد كان عهدها ... أليس بمنسيك المشيب التصابيا)
وقال اوس

(الكامل)
(بكرت اميمة غدوة برهين ... خانتك إن القين غير أمين)
489 - إذا ضربت فأوجع وإذا نعرت فأاسمع يضرب في اتقان الأمر والتشديد فيه
490 - 00 عز اخوك فهن من الهوان أي اذا تعزز وتعظم فتذلل انت وتواضع وقيل هو بكسر الهاء من وهن يهن او هان يهين اذا لان اى اذا صعب واشتد فلن له ويأسره وهو اصح فيما يروى عن بعض المحققين لأن العرب لا تأمر بالهوان والصحيح الأول لقول ابن احمر
(الوافر)
(دببت له الضراء وقلت احرى ... اذا عز ابن عمك أن تهونا)
وقول عدي بن زيد العبادي

(1/125)


(الهزج)
(ألا يا ربما عز ... خليلي فتهاونت)
(ولو شئت على مقدرة ... مني لعاقبت)
والمثل للهذيل بن هبيرة وذلك انه قال لقومه وقد طالبوه باقتسام الفيء قبل الوصول الى ارضهم اخاف لو تشاغلتهم بالاقتسام ان يدرككم الطلب فأبوا فقال ذلك ثم لما كان ما حدس قال لا يطاع لقصير رأى
491 - إذا قطعن علما بدا علم هو من قول جرير
(الرجز)
(اقبلن من ثهلان او وادي خيم ... على قلاص مثل خيطان السلم)
(اذا قطعن علما بدا علم حتى انخناها على باب الحكم)
خليفة الحجاج غير المتهم ... في ضئضىء المجد وبحبوح الكرم)
الضمير للإبل والعلم الجبل يضرب لمن يفرغ من امر فيعرض له آخر
492 - اذا كنت كذوبا فكن ذكورا اي تذكر ما كذبت لئلا تناقض

(1/126)


فتخجل ان نبهت على كذبك يضرب في ذم الكذب وما يجره من التبعات
493 - إذا كويت فأنضج يضرب في الأمر بالمبالغة فيما اخذ فيه
494 - 00 لم يكن ما تريد فأرد ما يكون يضرب في مؤاتاة المقادير كيف ما جرت
495 - 00 ما القارظ العنزي ابا هو يذكر بن عنزة خرج مع خزيمة بن نهد يطلبان القرظ فمرا بقليب فيها معسل فنزل يذكر لاشتيار العسل حتى رفع منه حاجته فقال له خزيمة لا اخرجك او تزوجني ابنتك فاطمة وكان يهواها فقال اما وأنا على هذه الحال فلا ولكن اخرجنى ثم اخطبها فأزوجكها فأبى وتركه فلما انصرف إلى اليى اتهموه وهموا به فمنعه قومه وقيل لم تعرف قصته حتى قال
(المتقارب)
(فتاة كأن رضاب العبير ... بفيها يعل به الزنجبيل)
(قتلت اباها على حبها ... فتبخل ان بخلت او تنيل)
فاحتربت ربيعة وقضاعة بسببه فتفرقت قضاعة عن مكة وقيل لخزيمة ان فاطمة ذهب بها فلا سبيل اليها فقال اما ما دامت حية فلا اقطع الطمع منها وأنشأ يقول

(1/127)


(الوافر)
(اذا الجوزاء اردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا)
(وأعرض دون ذلك من همومي ... هموم تخرج الداء الدفينا)
والقارظ الثاني اسمه هميم وقيل عقبة وكان من عنزة ايضا وكان يتصيد الوعول ويدبغ جلودها بالقرظ فعرض له فى بعض الجبال ثعبان فنفخه نفخة سقط منها ميتا قال بشر بن ابي خازم
(الوافر)
(فرجي الخيز وانتظري ايابي ... اذا ما القارظ العنزي آبا)
وقال ابو ذؤيب
(الطويل)
(وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل)
وقال محرم سيد عنزة وقد بعث ابنه مخزوما في جيش فأبطأ
(لرجز)
(ما كان مخزوم لعهدي حافظا ... ولن يؤوب معتبا او غائظا)
(حتى يؤوب العنزي قارظا ... )
وهو اول من تمثل به يضرب فى التأبيد
496 - اذا مضغت فأدقق يضرب في الأمر بالمبالغة
497 - 00 نام ظالع الكلاب الكلب الذي به ظلع لا يمكنه معاظلة الكلاب

(1/128)


الصحاح فهو ينتظر فراغ آخرها ولا ينام حتى إذا فرغت سفد حينئذ ثم نام يضرب في تأخير الحاجة ثم قضائها فى آخر وقتها وقيل الظالع الكلبة الصارف وإنها لا تنام ليلها لأن الكلاب لا تمهلها يضرب للمعتني بأمره الذي لا ينام عنه قال الحطيئة
(الطويل)
(تسديتنا من بعد ما نام ظالع ... الكلاب وأخبي ناره كل موقد)
498 - إذا نزا بك الشر فاقعد أي إذا انزاك الغضب وحملك على المواثبة فاحلم واقعد عنه يضرب في الحلم وكظم الغيظ
499 - 00 وقيى الرجل شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقي الشر كله أي شر لسانه وبطنه وفرجه
500 - اذكر غائبا يقرب ويروى غائبا تره قاله عبد الله بن الزبير للمختار وكان في ذكره فطلع عليه يضرب فى الاستعجاب من طلوع الرجل عقب ذكره

(1/129)


501 - اذل من البذج هو أضعف ما يكون من الحملان وفي الحديث يؤتى بالعبد يوم القيامة كأنه البذج يعنى في الذل والضعف
502 - 00 من البساط لأنه يطرح ابدا فيوطأ ويجلس عليه
503 - 00 من الحذاء هو النعل
504 - 00 من الرداء
505 - 00 من السقبان بين الحلائب هو من قول قيس بن الخطيم
(الطويل)
(ظأرناكم بالبيض حتى لأنتم ... أذل من السقبان بين الحلائب)
جمع سقب وحلوبة لأنهن يحلبن فتبقى أولادهن محرومة
506 - 00 من الشسع

(1/130)


507 - اذل من القرد قال الفرزدق
(الطويل)
(تمنى ابن راعي الشول عرضي ودونه ... شناخيب صعبات تشق على العبد)
(شناخيب لو ان النميري رامها ... رأى نفسه فيها اذل من القرد)
508 - من القشعة) هى الكشوثاء
509 - 00 من النعل قال غسان بن هذيل
(الكامل)
(صبر على طول الهوان أذل من ... نعل على التوطأء للأقدام)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(وكل كليبي صفيحة وجهه ... أذل على طول الهوان من النعل)
510 - 00 من النقد هو ضرب من الغنم صغار قال
(الرجز)
(فقيم يا شر تميم محتدا ... لو كنتم ضأنا لكنتم نقدا)

(1/131)


511 - اذل من اليعر هو الجدي الذي يشد على فم الزبية ويغطي رأسه فإذا سمع السبع صوته جاء فوقع في الزبية قال البريق بن عياض الهذلي
(الطويل)
(أسائل عنهم كلما جاء راكب ... مقيم بأملاح كما ربط اليعر)
512 - 00 من بعير سانية السانية الغرب وأداته والبعير مضاف اليها والسانية ايضا البعير الذي يسقى عليه فيجوز أن ينون بعير فتجري سانية عليه صفة ويجوز أن يضاف بعير اليها على حد قولهم مخة الرير وعود النبع قال الطرماح
(الوافر)
(قبيلة أذل من السوانى ... وأعرق بالهوان من الخصاف)
513 - 00 من بيضة البلد اي المفازة يراد بيضة النعامة التي تركها ضلالا عنها فتضيع لأنها سيئة الهداية وقيل هي الكمأة البيضاء تنشق عنها الأرض كأنها تبيضها قال الراعي
(البسيط)
(تأبى قضاعة لا تعرف لكم نسبا ... وابنا نزار فأنتم بيضة البلد)

(1/132)


وقال آخر
(البسيط)
(لكنه حوض من أودى بأخوته ... ريب الزمان فأمسى بيضة البلد)
وقال آخر
(الرجز)
(إن أبا نضلة ليس من أحد ... ضل اباه فهو بيضة البلد)
514 - اذل من حمار قبان هي دويبة صغيرة لازقة بالأرض ذات قوائم كثيرة
515 - 00 من حمار مقيد قال
(البسيط)
(إن الهوان حمار الأهل يعرفه ... والحر ينكره والجسرة الأجد)
(ولا يقيم بدار الخسف يعرفها ... إلا الأذلان عير الأهل والوتد)
) (هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فما يأوي له أحد)
516 - 00 من حوار بضم الحاء وكسرها الفصيل أول ما ينتج
517 - 00 من عير يراد الحمار الأهلي

(1/133)


518 - اذل من فقع بقاع هو الكمأة البيضاء ومنه حمام فقيع أي أبيض والأنثى فقيعة وذله أنه لا يمتنع على من اجتباه وقيل إنه يداس دائما بالأرجل وقيل إنه لا أصل له ولا أغصان قال الكميت
(الكامل)
(هل أنت إلا الفقع فقع ... القاع للحجل النوافر)
519 - 00 من فقع بقرقر هو الأرض المستوية السهلة قال أبو جندب الهذلي
(الطويل)
(فلا تحسبوا جاري لدى ظل مرخة ... ولا تحسبوه فقع قاع بقرقر) وقال آخر
(البسيط)
(لن يستطيع امتناعا فقع قرقرة ... بين الطريقة بالبيد الأماليس)
520 - 00 من قراد بمنسم هو أخفض موضع في الجمل فيه اذل الحيوان والمنسم طرف الخف ويحكى أن بنى عبس ارتحلوا بعد حرب داحس يريدون بني تغلب ففرحوا بهم وأرسلوا إليهم ثمانية عشر راكبا

(1/134)


فيهم ابن الخميس التغلبي قاتل الحارث بن ظالم فقال لهم قيس بن زهير انتسبوا نعرفكم حتى انتسب له ابن الخميس فقال له قيس إن زمانا امنتنا فيه لزمان سوء فقال ابن الخميس والله لقد تركتك ذبيان أذل من قراد تحت منسم بعيري فعطف عليه قيس فقتله ولحق بعمان فهلك بها قال الفرزدق
(الطويل)
(هنالك لو تبغي كليبا وجدتها ... أذل من القردان تحت المناسم)
521 - اذل من قرملة هي شجرة لا ذرى لها ولا ملجأ قال أبو النجم
(الرجز)
(يخضن ملاحا كذاوى القرمل ... )
522 - 00 من قمع هو الملزق بأعلى التمرة يرمى فيوطأ بالأرجل
523 - 00 من قيسي بحمص لأن حمص كلها لليمن وليس بها من

(1/135)


قيس إلا بيت واحد فهم فيها اذلاء
524 - اذل ممن بالت عليه الثعالب قال ابو ذر الغفاري رحمه الله
(الطويل)
(أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب)
525 - 00 من وتد بقاع لا يمتنع على من وجأه بفهر أو دمغه بصخر قال
(الوافر)
(وكنت أذل من وتد بقاع ... يشجج راسه بالفهر واجى)
526 - 00 من هرمة هي الضريعة اليابسة قال الحارث الذهلي
(الكامل)
(ووطئتنا وطأ على حنق ... وطأ المقيد نابت الهرم)
527 - 00 من يد فى رحم
528 - 00 اذهبي فلا انده سربك النده الزجر عن الحوض قال

(1/136)


(الرجز)
(لو دق وردى حوضه لم ينده ... )
والسرب المال الراعي كان الرجل يطلق امرأته بهذا اي اذهبي حيث شئت فلا امنعك عن وجهك وقيل المعنى صرت اجنبية عنى فلا اعني بحفظ مالك ولا أردها عن مذهبها كما كنت افعل يضرب فى القطيعة
529 - اذهل خلي عن فراشي مسجده أي سجوده قالته امرأة اشتغل زوجها بعبادته عن فراشها يضرب فى ذهول الرجل عن شأن صاحبه بغيره
الهمزة مع الراء

530 - اراد ان يأاكل بشدقين يضرب في الشرة وفرط الطمع
531 - 00 ما يحظيها فقال ما يعظيها اي يسخطها يضرب فيمن يريد أن يقول لك ما يسرك فيخطىء فيقول ما يسوءك ويقال اردت ما يلهيني فقلت ما يعظيني
532 - اراك بشر ما احار مشفر أي ما رد مشفر إلى جوفه يقال

(1/137)


حارت الغصة إذا انحدرت تحور وأحارها صاحبها وبشر فاعل وما أحار مفعول به والمعنى أنك إذا رايت بشر الحيوان سمينا كان أو هزيلا استدللت به على كيفية أكله لأن أثر ذلك يتبين على بشرته يضرب لمن يستغنى بحالة حسنة أو قبيحة عن سؤاله
533 - اربع على ظلعك أي ابق على غمزك قال كثير
(الطويل)
(وكنت كذات الظلع لما تحاملت ... على ظلعها يوم العثار استقلت)
يضرب في النهي عن التحمل فوق الطاقة
534 - ارجع إن شئت في فوقى أي عد كما كنت مواخيا لي قال
(البسيط)
(هل أنت قائلة خيرا وتاركة ... شرا وراجعة إن شئت في فوقي)
535 - ارجل من حافر
536 - 00 من خف هو خف البعير أي أقوى على الرجلة يقال رجل رجيل وامرأة رجيلة

(1/138)


537 - ارخ يديك واسترخ إن الزناد من مرخ يضرب في رفع الحاجة الى الكريم أي لا تتشدد ولا تلح فانه ينفع عنده قليل الهز لكرمه والمرخ يسرع سقوط ناره فلا يكده القادح
538 - ارخت مشأفرها للعس والحلب الضمير للإبل والعس القدح الضخم يضرب للرجل يطمعك في قضاء الحاجة بعد اليأس
539 - ارخص من التراب
540 - 00 من الزبل هو السرقين
541 - ارزن من ابان هو جبل
542 - 00 من النضار هو الذهب
543 - رسب من حجارة أي أذهب في الماء سفلا
544 - ارسح من الضفدع الرسح الزلل زعمت الأعراب فى

(1/139)


خرافاتها أن الضب والضفدع تصابرا عن الماء فصبره الضب فناداه الضفدع يا ضب وردا وردا فقال اصبح قلبى صردا لا يشتهي أن يردا فناداه اليوم الثاني فقال ذلك وزاد إلا عرادا عردا وصلبانا مردا وعنكثا ملتبدا فناداه اليوم الثالث فلم يجبه فبادر الى الماء فتبعه الضب فأخذ ذنبه وكان قبل ممسوح الذنب والضفدع ذو ذنب قال الكميت ابن ثعلبة
(المتقارب)
(على أخذها عند غب الورود ... وعند الحكومة أذنابها)
545 - ارسل حكيما واوصه اي هو على حكمته مفتقر الى معرفة غرضك يضرب فى ينفع الوصية والاحتياط
546 - 00 حكيما ولا توصه لأنه يعرف بحكمته ما فيه صلاحك يضرب فى يتخير الرسول
547 - أرسى من رصاصة قال بعض العرب والله ما قرقمني

(1/140)


إلا الكرم والله ما أحسن الرطانة ولا أتقاضى العشيرة وإنى لأرسى من رصاصة وإن ذكر الله أحب إلى من جزور بهية في غداة عرية
548 - ارض من الممركب بالتعليق هو من العلقة وهي البلغة أي إذا لم تقدر على الركوب التام فتبلغ بعقبة وقيل هو من العليقة وهي الدابة يدفعها صاحبها إلى الرجل ليمتار له عليها وذلك انها تركب ساعة بعد ساعة أى رض بركوبها إن لم تظفر بركوب غيرها مما يركب وإنما يضرب في الرضا باليسير عند اعواز غيره
549 - ارطى ان خيرك فى الرطيط هو الصياح والجلبة
550 - ارغوا لها حوارها تقر اي احملوه على الرغاء لأن الناقة إذا سمعت رغاء حوارها هدأت يضرب فى إسكان الرجل باعطائه حاجته
551 - ارفع من السماء
552 - ارق على خمرك اي سكن وعيدك كما تسكن الحميا بالمزاج ويروى جمرك بالجيم قال رؤبة

(1/141)


(الرجز)
(يا أيها الكاسر عين الأغضن ... والقائل الأقوال ما لم يلقني)
(ارق على خمرك أو تبين ... بأي دلو اذ غرفنا تستني)
553 - إرق على ظلعك من رقيت رقيا قيل ذلك لرجل به ظلع كان يصعد جبلا والمعنى توصل إلى بغيتك وإن كنت مقصرا وعلى بمعنى مع ويروى ارقأ مهموزا من قولهم فلان يرقأ على ظلعته أي يسكت على دائه وعيبه والمعنى كف فإنى عالم بمساويك وقيل معناه لا تتحمل فوق طاقتك قال
(الرجز)
(إرق على ظلعك أن يهاضا ... )
وقال محمد بن ذؤيب العماني
(الرجز)
(إنك إن يقصد إليك سهمي ... ينتظم الفؤاد قبل النظم)
(فارق على ظلعك قبل الكشم ... )

(1/142)


أرقب لك صبحا يضربه الرجل يحدثك بحديث فتكذبه فيقول لك ذلك أي يتبين لك صدقي إذا سألت عنه وفتشت
555 - أرق من الماء قال
(الطويل)
(وزرق كستهن الأسنة هبوة ... أرق من الماء الزلال كليلها)
الأسنة جمع سنان وهو المسن
556 - 00 من الهواء
557 - 00 من دمع الغمام
558 - 00 من رداء الشجاع يراد به خرشاء الحية
559 - 00 من رقراق السراب كل شيء له بصيص وتلألؤ فهو رقراق يقال جارية رقراقة البشرة
560 - 00 من ريق النحل هو العسل

(1/143)


561 - أرق من سحا البيض
562 - 00 من غرقىء البيض هما قشره
563 - اركب لكل حالة سيسأ هو منسج الحمار والبغل يضرب في ملابسة كل أمر بما يجب أن يلابس به
564 - ارمى من ابن تقن هو عمرو بن تقن العادي وكان أرمي من تعاطى الرمى قال
(الرجز)
(يرمى بها أرمى من ابن تقن ... )
565 - 00 من آخذ بأفواق النبل
566 - ارني غيا أزد فيه يضرب للشرير الذي يشتهي الشر
567 - ارنيها نمرة اركها مطرة أي أرني السماء على لون النمر لأنها تكون حينئذ خليقة للمطر فانى أضمن لك أمطارها عند ذلك يضرب

(1/144)


لأمر يتيقن وقوعه إذ لاحت مخايله وتباشيره
568 - اروغ من ثعالة قال
(الكامل)
(والدهر يلعب بالفتى ... والدهر اروغ من ثعالة)
569 - 00 من ذنب ثعلب قال طرفة بن العبد
(السريع)
(كلهم أروغ من ثعلب ... ما اشبه الليلة بالبارحه)
وقال دريد بن الصمة
(الطويل)
(ومرة قد ادركتهم فلقيتهم ... يروغون بالصلعاء روغ الثعالب)
وقال آخر
(المتقارب)
(وأكذب أحدوثة من اسير ... وأروغ يوما من الثعلب)
وقال النابغة الجعدي

(1/145)


(المتقارب)
(وبعض الأخلاء عند البلاء ... والجهد أروغ من ثعلب)
وقال آخر
(الطويل)
(دعاه يزيد والرماح شوارع ... فلم يستجب بل راغ روغان ثعلب)
570 - اروى من الحوت
571 - 00 من النقاقة هي الضفادع
(572 - 00 من النمل هو في القفار حيث لا يرى الماء ولا يرده
573 - 00 من بكر هبنقة كان يروى فيصدر مع الصادر ثم يرد مع الوارد قبل الوصول الى الكلأ
574 - 00 من حية هي كالنمل في الاستغناء عن الماء
575 - 00 من ضب لا يشرب الماء اصلا لأنه إذا عطش روى باستنشاق الريح

(1/146)


576 - اروى من معجل اسعد هو رجل أحمق وقع في غدير فجعل ينادي ابن عم له اسمه اسعد ناولني شيئا أشرب به الماء حتى غرق وقيل معجل بالتشديد وهو الذي يحلب الإبل حلبة ثم يحدرها إلى أهل الماء قبل أن ترد الإبل واسعد قبيلة
577 - 00 من نعامة لا تريد الماء فإن رأته شربته عبثا وقيل لا تشربه إلا ان تحده تحت ارجلها
578 - ارها اجلى انيى شاءت تقدم تفسيره في الفصل الأول يضرب في اعطاء الرجل بغيته كيف ما أراد
579 - اريها السهى وتريني القمر هو كوكب صغير خفي في نجوم بنات نعش وأصله أن رجلا كان يكلم امرأة بالخفي الغامض من الكلام وهي تكلمه بالواضح البين فضرب السهى والقمر مثلا لكلامه وكلامها يضرب لمن اقترح على صاحبه شيئا فأجابه بخلاف مراده قال
(المتقارب)
(شكونا اليه خراب السواد ... فحرم فينا لحوم البقر)
فكنا كما قال من قبلنا ... أريها السها وتريني القمر)

(1/147)


الهمزة مع الزاى

580 - إزددت رغما ولم تدرك وغما الرغم الذل والوغم الثأر يضرب مثلا لمن يسعى في امر فلا تنجح مسعاته ولا يخرج منه سالما كما أخذ فيه
581 - ازكن من إياس اي أفطن رأى اثر اعتلاف بعير فقال هذا بعير اعور فكان كما قال فقيل له من أين قلت فقال لأني وجدت اعتلافه من جهة واحدة وسمع نباح كلب فقال هذا كلب مربوط على شفير بئر لأن لنباحه دويا من مكان واحد وبعده صدى يجيبه فكان كما قال وهو إياس بن معاوية المزني تولى قضاء البصرة لعمر بن عبد العزيز سنة وقد كسر المدائني على نوادره كتابا سماه زكن إياس
582 - إزلام المعيدي ونفر اى ارتفع وأصله أن مياد بن حن ابن ربيعة نافر رجلا من اليمن فتحاكما الى حكم عكاظ فقال الحكم ذلك وقضى لمياد على اليمانى يضرب للمبهوت المغلب

(1/148)


583 - ازنى من حمامة
584 - 00 من سجاح هي امرأة تميمية تنبأت وتزوجت مسيلمة فقال لها
(الهزج)
ألا قومى إلى المخدع ... فقد هيئى لك المضجع)
(فإن شئت سلقناك ... وإن شئت على أربع)
(وإن شئت بثلثيه ... وإن شئت به أجمع)
فقالت بل به أجمع فهو للشمل أجمع
585 - أزنى من ضيون
586 - 00 من قرد هو قرد بن معاوية الهذلي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أسلم على ان تحل لي الزنا فقال له ولوفده أتحبون لبناتكم وأخواتكم ذلك قالوا لا قال فأحبوا للناس ما تحبونه لأنفسكم فرجع بهم ولم يسلموا
587 - ازنى من قط هو السنور

(1/149)


588 - ازنى من هجرس هو القرد وقيل هو الدب
589 - 00 من هر هي امرأة يهودية من حضرموت كان اسم ابيها يامن وكان الفساق يتناوبونها للفسق في الجاهلية وهي إحدى الشوامت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها المهاجر بن ابي أمية عامله فقطع يدها
590 - 00 من هرس بفتح الهاء وكسر الراء هو السنور
591 - ازهد الناس في عالم قاره أي من قر معه ويروى أهله وجيرانه يضرب في الاستهانة بما كان معرضا غير مفتقد
592 - ازهى من ثعلب
593 - 00 من ثور

(1/150)


594 - ازهى من ديك
595 - 00 من ذباب
596 - 00 من طاؤس
597 - 00 من غراب قال حسان رضي الله عنه
(الكامل)
(إن الفرافصة بن الأحوص عنده ... شجن لأمك من بنات عقاب)
(أجمعت أنك أنت ألأم من مشى ... في فحش مومسة وزهو غراب)
598 - 00 من واشمة استها تفسيره وتفسير زهو الثعلب والغراب في الفصل السابع
599 - 00 من وعل

(1/151)


الهمزة مع السين

600 - اسأل من فلحس هو الذي يتحين طعام الناس كالطفيلي يقال جاءنا يتفلحس والفلحس الحريص وبه سمي الكلب وقيل كان رجل من شيبان عزيزا يسأل الغزاة سهما لنفسه ولامراته ولناقته فيعطى وهو في بيته لعزه وابنه زاهر اعترض لغزى فسألهم فأجابوه إلى سهمي نفسه وامرأته وابوا عليه سهم ناقته فقال فإنى جار لكل من طلعت عليه الشمس فلم يمكنهم الغزو في عامهم ذلك فقيل فيه العصا من العصية
601 - 00 من قرثع رجل من بني أوس بن ثعلب فقال فيه أعشى بني تغلب
(الهزج)
(إذا ما القرثع الأوسي وافى ... عطاء الناس أوسعهم سؤالا)
602 - اساء رعيا فسقى يسيء الراعي رعي الإبل ويفرط فيه ثم يذهب فيسقيها ملء أجوافها ليحسبها أربابها شباعا يضرب لمن لا يحكم الأمر ثم يريد إصلاحه بسوء التدبير فيزيده فسادا

(1/152)


603 - أساء سمعا فأساء جابة أي إجابة كالطاعة بمعنى الإطاعة والطاقة بمعنى الإطاقة يضرب لمن لم يحسن سمع مقالك فما اصاب في جوابه
604 - 00 كاره ما عمل يضرب لمن يفعل الأمر من غير طيبة نفسه فلا يجيء كما يجب
605 - أسائر اليوم وقد زال الظهر أصله إن الرجل يريد السير فلا يسير ويتثاقل حتى إذا مضى وقت الظهر وانقطع معظم اليوم ومعنى أسائر اليوم أباقي اليوم من سير بمعنى بقي أي أتنظر حاجتك بقية نهارك وقد مضى اكثره يضرب للطامع في الشيء بعد تبين اليأس منه وقيل أصله إن قولما أغير عليهم فاستصرخوا بنى عمهم فأبطأوا عليهم حتى

(1/153)


اسروا وذهب بهم ثم جاؤا يسألون عنهم فقال المسؤل ذلك يضرب لطالب امر قد فات
606 - اساف حتى ما يشتكي السواف بالفتح والضم أي هلك ماله حتى ما يشتكي هلاكه يضرب لمن اعتاد حوادث الدهر وتمرن عليها حتى ما يتنغض منها
607 - اسبح من نون هو الحوت ويروى من سمكه
608 - اسبق من الأجل
609 - است البائن اعلم البائن الذي يكون عند يمين الحلوبة والمستعلي عن يسارها قال الكميت
(المتقارب)
(يبشر مستعليا بائن ... من الحالبين بأن لا غرارا)
وأصله ان الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر بن كلاب وكان جارا للأسود بن المنذر الملك وهرب فقيل له لن تصيبه بشيء كبنى جارات له من بلى ففعل فسمع ذلك الحارث فكر راجعا من مهربه وأتى مرعى إبلهن فاذا ناقة لهن تدعى اللفاع تحلب فقال يخاطب الإبل

(1/154)


(الرجز)
(إذا سمعت حنة اللفاع ... فادعي ابا ليلى ولا تراعي)
(ذلك راعيك فنعم الراعي ... )
فعرفه البائن فحبق خوفا وأنكره المستعلي فقال الحارث است البائن أعلم ثم استنقذهن وأموالهن وأتى أخته سلمى وقد تبنت شرحبيل بن الأسود الملك فمكر بها وأخذه منها وقتله فضرب به المثل فى الفتك يضرب لمن ولى أمرا وابتلى به فهو أعلم به من غيره وقيل يضرب لكل ما ينكر وشاهده حاضر
610 - است المسؤل اضيق وصى أسد بن خزيمة بنيه عند موته فقال يا بني اسألوا فإن إست المسؤل أضيق
611 - 00 لم تعود المجمر كانت ماوية بنت عفزر ملكة فكانت تتزوج

(1/155)


من أرادت وبعثت يوما غلمانها ليأتوها بأوسم من يجدونه فجاؤها بحاتم الطائي فقالت له استقدم إلى الفراش فقال ذلك أراد إنى أعرابى متقشف لم أتعود التطيب والتترف يضرب لمن حصل في نعمة لم يعهدها
612 - استاصل الله شأفته هي قرحة تخرج بالقدم فتكوى فتذهب والمعنى اذهب الله أصله كما اذهب ذاك يضرب فى دعاء الشر
613 - استتيست العنز أي صارت كالتيس في جرأتها وحركتها يضرب للضعيف إذا قوي
614 - إستحقب الغزو اصحاب البراذين أي ذهب بهم كما يجعل الراكب ما يذهب به وراء رحله يضرب في ضيق المخارج
615 - استر من الليل
616 - استعجلت قدرها فامتلت أصله إن امرأة كانت تطبخ قدرا فتناولت قطعة فملتها يوضع فى الأمر يعجل به قبل اوانه قال

(1/156)


(الكامل)
(وإذا العذارى بالدخان تقنعت ... واستعجلت نصب القدور فملت)
617 - استعسب فلان استعساب الكلب أي طلب العسب وهو السفاد وذلك أنه إذا هاج طلب الكلبات على البعد لينزو عليهن يضرب للكثير النكاح الشديد الحرص عليه
618 - استعنت عبدي فاستعان عبدي عبده يضرب لمن ناصره أذل منه
619 - استغنت السلاة عن التنقيح هي شوكة النخلة والتنقيح تشذيب العصا عن الأبن لتخلق وتملأس والسلاة فى غاية الملاسة والاستواء فلا تحتاج إلى التشذيب ولو اخذت قشرتها لخشنت ويروى استغنت الشوكة يضرب في إرادة تقويم ما هو مستقيم
620 - استقدمت رحالتك اصله في السرج إذا لم تنعم حزمه فيقلق ويتقدم يضرب فيمن عدا طوره

(1/157)


621 - استكرمت فاربط وروي أكرمت أي صادفت فرسا كريما فأمسكه يضرب في وجوب الاحتفاظ بالنفائس
622 - استكت مسامعه يضرب في الدعاء على الرجل بالصمم
623 - إستمسك فإنك معدو بك قيل لرجل راكب دابة تعدو به أي استعصم بما يقيك السقوط فانك على ظهر دابة شديدة العدو يضرب في التحفظ من المخاوف
624 - استنت الفصال حتى القريعى تصغير القرعى وهي التي بها القرع وهو داء واستنانها من المرح يضرب في الأمر الذي يدخل فيه كل أحد حتى أعجزهم عنه
625 - استنوق الجمل كان طرفة عند بعض الملوك والمسيب بن علس ينشده
(الطويل)
(وقد أتناسى الهم عند احتضاره ... بناج عليه الصيعرية مكدم)
(كميت كناز اللحم أو حميرية ... مواشكة تنفي الحصى بمثلم)

(1/158)


فقال طرفة ذلك لأن الكناز من صفات الإناث وقيل إن الصيعرية سمة لا يوسم بها إلا النوق خاصة فكان قوله استنوق الجمل عندها يضرب للمخلط الذي يكون في حديث ثم ينتقل إلى غيره ويخلطه به ولمن يظن به غناء وجلدا ثم يكون على خلاف ذلك قال الكميت
(الطويل)
(هززتكم لو أن فيكم مهزة ... وذكرت ذا التأنيث فاستنوق الجمل)
626 - استوت به الأرض يضرب في الموت والهلاك
627 - استى اخبثي زوج سعد بن زيد مناة أخاه مالكا نوار بنت جل ابن عدي رجاء أن يولد له وكان محمقا وانطلق به إلى بيتها فقال لج فأبى أن يلج فقال له لج مال ولجت الرجم أى القبر حتى ولج ونعلاه معلقتان فى ذراعيه فقال له ضع نعليك فقال ساعدي أحرز لهما ثم أتى بطيب فجعل يجعله فى استه فقالوا له فى ذلك فقال إستى أخبثي يضرب فى وضع الشىء غير موضعه
628 - اسخي من ديك
629 - إسر وقمر لك أي اغتنم طلوع القمر فسر في ضوءه ما دام طالعا

(1/159)


يضرب في انتهاز الفرصة
630 - أسرأ من جراد من السرء وهو بيضه
631 - أسرب من ورل الحضيض
632 - اسر من ساعة التلاقى
633 - أسرع فى نقص امر تمامه يضرب فى الأمر يأخذ فى الانتقاص إذا انتهى فى الازدياد
634 - اسرع غدرا من الذئب قال الفرزدق
(الطويل)
(وانت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... اخيين كانا ارضعا بلبان)
635 - 00 غضبا من فاسية هي الخنفساء لأنها إذا حركت فست فنتنت

(1/160)


636 - أسرع غضبا من الإشارة
637 - 00 من البرق
638 - 00 من البين
639 - 00 من الجواب
640 - 00 من الخذروف هو حجر أو عود أو قصبة مشقوقة يفرض في وسطها ثم تشد بخيط فإذا مد دارت وسمع لها حفيف يلعب بها الصبيان وتسمى الخرارة والخذروف السريع من هذا وخذرف بقوائمه قال امرؤ القيس
(الطويل)
(درير كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيط موصل)
وقال آخر
(الكامل)
(وكأنهن أجادل وكأنه ... خذروف يرمعة بكف غلام)
641 - 00 من الريح

(1/161)


642 - 00 أسرع من السم الوحى هو السريع القتل
643 - 00 من السيل إلى الحدور وهو مقدار منحدر الماء فى يانحطاط صببه
644 - 00 من الشفرة إلى سنام البعير
645 - 00 من الطرف هو تحريك الجفون في النظر
646 - 00 من العير هو إنسان العين سمى بذلك لنتوه قال تأبط شرا
(الوافر)
(ونار قد حضأت بعيد هدء ... بدار ما أريد بها مقاما)
(سوى تحليل راحلة وعير ... أكالئه مخافة أن يناما)
647 - 00 من اللمح
648 - 00 من الماء إلى قراره
649 - 00 من المهثهثة هى النمامة ويروى بالتاء وقيل هي التي تقول

(1/162)


في كلامها هث هث
650 - أسرع من النار تدنى من الحلفاء
651 - 00 من النار في يبيس العرفج
652 - 00 من تلمظة الورل هي الأكل والشرب بطرف الشفة
653 - 00 من حداجة هو رجل بعثه بنو عبس حين قتلوا عمرو بن عمرو بن عدس الى الربيع بن زياد ومروان بن زنباع قبل اتصال الخبر ببني تميم لينذرهما ويخوفهما لئلا يغتالوهما فأسرع في السير حتى ضرب به المثل
654 - 00 من حلب شاة
655 - 00 من دمعة الخصى
656 - 00 من رجع الصدى قال

(1/163)


(الطويل)
(دعوت كليبا دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع)
أراد بابن الطود الصدى وقيل الحجر الذي يتدهدى من رأس الجبل
657 - اسرع من رجع العطاس
658 - 00 من شرارة في قصباء
659 - 00 من طرف العين ويروى من طرف الموق قال
(الرجز)
(أسرع من طرف الموق ... وطائر وذى فوق)
اي سهم
660 - 00 من عدوى الثوباء من رأى آخر يتثاءب لم يلبث أن يفعل مثل فعله
661 - 00 من عصا الأعرج
662 - 00 من فريق الخيل هو السابق لأنه يتجرد عنها ويفارقها

(1/164)


663 - أسرع من قول قطاة قطا
664 - 00 من كلب الى ولوغه
665 - 00 من لحسة الكلب انفه
666 - 00 من لفت رداء المرتدي
667 - 00 من لمح البصر
668 - 00 من لمع الأصم تكتفي من الإشارة بلمعة خفيفة قال بشر ابن ابي خازم
(الطويل)
(أشار بهم لمع الأصم فأقبلوا ... عرانين لا يأتيه للنصر محلب)
669 - 00 من لمع وميض البرق
670 - 00 من ما ولا لخفتهما على اللسان
671 - 00 من مر الخيل

(1/165)


672 - أسرع من مر القطا الجون
673 - من مضغ تمرة
674 - من نكاح ام خارجة هي عمرة بنت سعد بن عبد الله الأنمارية وخارجة ابنها كنيت به وكانت ذواقة فتزوجت نيفا وأربعين زوجا وولدت عامة بطون العرب وكان يقال لها خطب فتقول نكح وكان يقال لها انزلى فتقول أنخ وهي التي رفع لها شخص في مسير لها فظنته خاطبا فقالت أيعجبني أن أحل ماله ال وغل من الغل
675 - اسرق من العقعق
676 - من برجان كان لصا كان بالكوفة صلب فسرق وهو مصلوب وذلك أنه قال لحافظه مر إلى تلك الخربة فإن لي فيها مالا وأنا أحفظ برذونك فلما غاب عنه قال لواحد مر به خذ هذا البرذون فهو لك
677 - من تاحة هو اسم سارق

(1/166)


678 - أسرق من جرذ
679 - من زبابة هي فارة برية تسرق كل ما تحتاج إليه وما تستغني عنه
680 - من شظاظ هو لص من بني ضبة مر بامرأة ترعى بازلا وتقول أعوذ بالله من شر شظاظ وكان هو على بكر فنزل وقال أتخافين على بعيرك من شظاظ قالت ما آمنه عليه فجعل يشغلها حتى تغافلت عن بعيرها فاستوى عليه ورفع عقيرته يقول
(الرجز)
(رب عجوز من أناس شهيرة علمتها الإنقاض بعد القرقرة
681 - أسرى من انقد هو علم للقنفذ وهو لا يدب لطلب قوته إلا ليلا ويقال بات فلان اسراء القنفذ إذا أحيا ليلة يدب للسوءات إما لسرق أو زنى
682 - من جراد هو من السرى ويروى أسرأ من السرى وهو بيض الجراد

(1/167)


683 - اسرى من قنفذ
684 - إسع بجدك لا بكدك أول من قاله حاتم بن عميرة الهمداني وذلك أنه بعث حنبلا ابنه إلى الشام بمال كثير للتجارة فقتل وأخذ ماله وبعث ابنه عامرا في طلب إبل شردت له فوجدها في أيدي تجار عليها بضاعاتهم فانتزعها من أيديهم كما هي فلما قدم على ابيه وكان قد بلغه خبر حنبل فقال ابوه ذلك يريد أن حنبلا قد حورف فخاب وساعد عامرا جده فظفر يضرب في فوز المجدود بمساعيه دون غيره
685 - على رجلك السرعى يضرب في العجلة
686 - اسع لمن لا يجد منك بدا قيل هو أنصح مثل قالته العرب
687 - أسعد أم سعيد هما ابنا ضبة بن أد خرجا في طلب إبل لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان ضبة إذا رأى شخصا مقبلا قال ذلك أي ابي ابتي هو سعد الموجود أم سعيد المفقود يضرب فى النجح والخيبة والخير والشر ثم انه في بعض مسائره أتى على مكان ومعه الحارث بن كعب

(1/168)


فى الشهر الحرام فقال له الحارث قتلت ههنا فتى من هيئتة كذا وكذا وأخذت منه هذا السيف فتناوله ضبة فعرفه فقال إن الحديث ذو شجون ثم ضربه به فعذل فقال سبق السيف العذل يضرب فى الاستعلام عن الخير والشر وفي العناية بذي الرحم قال الفرزدق
(الطويل)
(وإنى لأرجو الله أن يرأب الثأى ... وينقل حالي من سعيد إلى سعد)
688 - اسعى من رجل هو رجل الإنسان أو رجل الجراد
689 - من قطرب هو دويبة تسعى جميع النهار لا تستريح ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه لا أعرفن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار
690 - اسفد من ديك
691 - من عصفور
692 - من هجرس
693 - اسفه من ضيون

(1/169)


694 - اسق اخاك النمرى يصطبح قد سبقت قصته في الفصل الخامس يضرب لمن طلب الحاجة بعد الحاجة
695 - اسق رقاش إنها سقاية رقاش اسم امرأة يضرب في وجوب الإحسان إلى من لا ينفك محسنا
696 - اسلح من حبارى إذا طلبها الصقر علته مسامتة له ثم ذرقت عليه كالدبق فألصقت ريشه حتى يسقط قال أوس بن غلفاء الهجيمي
(الوافر)
(وهم تركوك أسلح من حبارى ... رأت صقرا وأشرد من نعام)
697 - من دجاجة هي ساعة الأمن كالحبارى ساعة الخوف
698 - اسلط من سلقة من السلاطة شدة الصخب وطول اللسان سلط الرجل فهو سليط وهي سليطة والسلقة الذئبة
699 - اسمن من دب

(1/170)


700 - أسمن من يغرو دويبة بخراسان تسمن على الكد وعظماء الترك يقولون ينبغي للقائد العظيم القيادة أن تكون فيه شجاعة الديك وروغان الثعلب وحذر الغراب وسمن يغرو
701 - اسمح من لافظة هي الحمامة لأنها تزق فرخها بما في حوصلتها وكذلك القطاة وقيل العنز لأنها إذا أشليت للحلب لفظت العلف وأقبلت وقيل الرحى للفظها الدقيق وقيل البحر للفظه بالجواهر وقيل الديك لأنه يلتقط الحبة فيلقيها للدجاجة والهاء في هذين للمبالغة ويروى أسخى وأجود قال وينسب إلى الخليل
(المتقارب)
(يداك يد خيرها يرتجى ... وأخرى لأعدائها غائظه)
(فأما التي خيرها يرتجى ... فأجود جودا من اللافظة)
(وأما التى يتقى شرها ... فنفس العدو لها فائظه)
وقال آخر
(المتقارب)
(تجود فتجزل قبل السؤال ... وكفك اسمح من لافظه)

(1/171)


702 - أسمح من مخة الرير الرير والرار المخ الذي قد ذاب في العظم حتى كأنه ماء وسماحه ذوبه وجريانه
703 - اسمح يسمح لك ويروى إسمح يسمح لك سئل ابن عباس رضي الله عنه عن الوضوء من اللبن فقال ما أباليه بالة أسمح يسمح لك يضرب في المساهلة
704 - اسمع جعجعة ولا ارى طحنا الجعجعة صوت الرحى والطحن الدقيق يضرب للجبان يوعد ولا يوقع والبخيل يعد ولا ينجز
705 - من حية
706 - من دلدل هو القراد الضخم وفرق ما بينهما كفرق ما بين الفأرة والجرذان والبقر والجواميس
707 - من سمع هو ولد الذئبة من الضبعان وبإزائه العسبار وهو

(1/172)


ولد الضبع من الذئب والسمع لا يعرف الأسقام ولا يموت إلا بعرض وعدوه أشد من الطيران
708 - أسمع من صدى
709 - من ضب
710 - من عقاب قال
(الرجز)
(أسمع من فرخ العقاب الأسحم ... )
711 - من فرس بيهماء فى غلس بولغ حيث جعل في يهماء لا أحد بها فتختلط الأصوات وفي غلس قبل انبعاث الطير ولغطها وفي حال حدة الحواس لطول راحتها ويزعمون أنه بلغ من حدة سمعه أنه يسمع سقوط الشعرة من جسده
712 - من قراد تزعم العرب أنه يسمع الصوت الخفي من وقع مناسم الإبل على مسيرة سبع فيثور في العطن ويقصد الطريق فإذا رآه اللصوص لم يشكو أن القافلة أقبلت وربما رحل أهل البادية عن دارهم وتركوها قفرا والقردان منتشرة في أعطان الإبل وأعقار الحياض ثم

(1/173)


لا يرجعون إليها إلا بعد عشر سنين أو عشرين سنة فيجدونها أحياء وقد احست بروائح الإبل فتحركت وقال ذو الرمة
(الطويل)
(وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... إليك ومن أحواض ماء مسدم)
(بأعقاره القردان هزلى كأنها ... نوادر صيصاء الهبيد المحطم)
(إذا سمعت وطء الركاب تنغشت ... حشاشتها في غير لحم ولا دم)
713 - أسمع من قنفذ
714 - من كلب قال جرير
(الطويل)
(خفي السرى لا يسمع الكلب وطأه ... أتى دون نبح الكلب والكلب ثائب)
715 - أسوأ القول الإفراط تجاذب مالك بن حيي وحارثة بن عبد العزيز العامريان عند علقمة بن علاثة وكره تفاقم الأمر بينهما فقال اول العي الإحتلاط وأسوأ القول الإفراط فلتكن منازعتكما فى رسل ومشانأتكما في مهل

(1/174)


716 - اسود من الأحنف من السؤدد
717 - اسهر من جدجد هو صرار الليل
718 - من قطرب عن أبي عمرو أنه دويبة لا تنام الليل إنما يقطعه سيرا
719 - اسهل من جلدان هو حمى قريب من الطائف سهل مستو كالراحة
720 - اسير من شعر لأنه يرد الأندية ويلج الأخبية سائرا في البلاد مسافرا بغير زاد قال
(الكامل)
(يرد المياه فلا يزال مداولا ... في القوم بين تمثل وسماع)
وعن بعض العرب الشعر قيد الأخبار وبريد الأمثال والشعراء أمراء الكلام وزعماء الفخار ولكل شىء لسان ولسان الزمان الشعر
الهمزة مع الشين

721 - اشئت عقيل إلى عقلك أي ألجئت واضطررت إلى رايك فجلب عليك ما تكره يضرب في الشماتة بالجاني على نفسه ويروى عقلك بفتح القاف وهو اصطكاك الركبتين والمعنى أنك ألجئت إلى سوء تصرفك وقلة استمكانك من السعي والتردد في أمرك فكأنك أعقل يشق عليك المشى

(1/175)


722 - اشأم من احمر عاد هو قدار بن قديرة وهي أمه وابوه سالف عقر ناقة صالح فهلكت بفعله ثمود قال زهير
(الطويل)
(فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم)
723 - 00 من الأخيل هو الشقراق طائر تغلبه الخضرة مشرب حمرة ويسمى الشاهين أيضا الأخيل لا يقع على دبرة بعير إلا جزل ظهره ويقال للبعير مخيول وسئل عنه رؤبة فقال هو الطائر الأخضر وإنما يتطيرون منه للظهر ويسمونه مقطع الظهور فإذا وقع على بعير وكان سالما فقد يئسوا منه وإذا لقى المسافر تطير منه وأيقن بعقر إن لم يكن موت في الظهر خاصة ولا يتطيرون منه لأنفسهم قال الفرزدق يخاطب ناقته
(الطويل)
(إذا قطنا بلغتنيه ابن مدرك ... فلاقيت من طير العراقيب أخيلا)
ويروى من طير الأشائم
724 - من البسوس هي بسة بنت منقذ التميمية زارت اختها

(1/176)


أم جساس بن مرة ومعها جار لها اسمه سعد بن شمس ومعه ناقة فدخلت في حمى كليب فرمى ضرعها فأقبلت ترغو وضرعها يشخب دما ولبنا فصاحت البسوس وا ذلاه وا غربتاه وأنشأت تقول
(الطويل)
(لعمري لو أصبحت في دار منقذ ... لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي)
(ولكننى أصبحت في دار غربة ... متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي)
(فيا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل ... فإنك في قوم عن الجار أموات)
(ودونك أذوادي فخذها فإننى ... لراحلة لا يغدروا ببنياتي)
والعرب تسمى هذه الأبيات ابيات الفنا فسمعها جساس فقال لها ايتها الحرة اهدإى فوالله لأقتلن كليبا فطعن كليبا طعنة مات منها ووقعت الحرب بين بنى وائل بسببها أربعين سنة وقيل هي امرأة من غنى جارة لجساس واسم ناقتها سراب وقيل البسوس اسم الناقة واشتقاقه من الإبساس قال رجل من الخوارج
(البسيط)
(قد سرت سير كليب في عشيرته ... لو كان فيهم غلام مثل حساسي)
(الطاعن الطعنة النجلاء عن عرض ... كطرة البرد أعيا فتقها الآسي)
وقال آخر

(1/177)


(الطويل)
(وجارة جساس ابأنا بنابها ... كليبا غلت ناب كليب بواؤها)
وقيل أعطي أحد بني إسرائيل ثلاث دعوات مستجابة فالتمست منه امرأته وكانت تسمى البسوس أن يدعو لها الله تعالى بأن يجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل ففعل فرغبت عنه فدعا الله أن يمسخها كلبة نباحة فطلب منه بنوه أن يدعو الله أن يردها على الحالة الأولى ففعل فذهبت دعواته الثلاث فصارت مثلا في الشوم
725 - اشأم من الزرقاء هي الناقة التي زرقت عينها وإنها تكون نافرة
726 - 00 من الزماح طائر كان يقع على آطام يثرب كل عام أيام التمر فكان يصيب منه ويطير ولا يتعرض له أحد وكان يقول خرب خرب فرماه رجل فقتله وقسم لحمه في الناس فلم يمتنع منه إلا رفاعة ابن يسار ورهطه فهلك كل من أكل منه قال قيس بن الخطيم
(الخفيف)
(أعلى العهد أصبحت أم عمرو ... ليت شعري أم عاقها الزماح)

(1/178)


727 - أشأم من الشقراء على نفسها قيل هي فرس لقيط بن زرارة التي ركبها يوم جبلة وكان يقول أشقراء إن تقدم تنحر وإن تأخر تعقر وقيل هي فرس رمحت راكبها فأصابت فلوها فشقت بطنه وقيل هي فرس كانت لبعض بني لكيز جموح فركبها يوما فمرت بحرف فأرادت أن تثبه فقصرت عنه فانكبت فيه فاندق عنقها وسلم راكبها ودخل على أهلها بلجامها فقال إن الشقراء لم يعد شرها سنابك رجليها فأبشروا قال بشر ابن ابي خازم
(الطويل)
(فأصبح كالشقراء لم يعد شرها ... سنابك رجليها وعرضك أوفر)
وقيل كانت لثور بن هدية وبينه وبين بني خميس شيء لأنهم قتلوا أخاه فطلب منهم ديتين فأبوا عليه فقال والله لا أزال أير عليكم ما بقي للشقراء سنبك فغزاهم غير مرة وهو لا ينال منهم فضرب بفرسه المثل
728 - 00 من الشقراق
729 - 00 من تالي النجم هو الدبران ويقال له التبع أيضا والتابع

(1/179)


والتويبع وإنما سمي بذلك لأنه يتلو الثريا تزعم العرب في تكاذيبها أن الدبران خطب الثريا وأراد القمر تزويجه إياها فأبت وقالت ما اصنع بهذا السبروت فجمع الدبران قلاصه يتمول بها وهو يتبعها ويسوق صداقها قدامه وذكر ذلك طفيل في قوله
(البسيط)
(أما ابن طوق فقد أوفى بذمته ... كما وفى لقلاص النجم حاديها)
ويقال له حادي النجوم وهو من النحوس عندهم قال كثير عزة
(الطويل)
(إذا دبران منك يوما لقيته ... أؤمل أن ألقاك غدوا بأسعد)
وقال آخر يذكر لقاء عبيد بن الأبرص النعمان يوم بؤسه
(الطويل)
(غداة توخى الملك يلتمس الحبا ... فصادف نحسا كان كالدبران)
وقال الأسود بن يعفر
(الطويل)
(ولدت بحادي النجم يتلو قرينه ... وبالقلب قلب العقرب المتوقد)

(1/180)


730 - أشأم من خميرة هي فرس شيطن بن مدلج الجشمي وقد خرج معه قومه طالبين المرعى فأفلتت خميرة فطلبها شيطن بياض نهاره حتى أخذها وخرج بنو ذبيان غازين فرأوا آثارهما فقافوهما حتى أغاروا على الحي فقال شيطن
(الطويل)
(جاءت بما يربي الدهيم لأهلها ... خميرة أو مسرى خميرة أشأم)
(فلا ضير إن عرضتها ووقفتها ... لوقع القنا كيما يضرجها الدم)
(وعرضتها في صدر أظمى بزينة ... سنان كنبراس النهامى لهذم)
(وكنت لها دون الرماح دريئة ... فتنجو وضاحى جلدها ليس يكلم)
(وببنا أرجى أن أوفى غنيمة ... أتتني بألفي دارع يتقمم)
731 - 00 من خوتعة سبقت قصته في الفصل الأول وقيل مات أبوه يوم علقت أمه وأمه يوم وضعته وأخته يوم فطم وأخوه يوم احتلم وعمه يوم تزوج

(1/181)


732 - أشأم من داحس هو فرس قيس بن وهير العبسي وقعت الحرب على رأسه بين عبس وذبيان أربعين سنة قال العبسي
(الطويل)
(وإن الرباط النكد من آل داحس ... أبين فما يفلحن يوم رهان)
(جلبن بإذن الله مقتل مالك ... وطرحن قيسا من وراء عمان)
733 - 00 من رغيف الحولاء هي امرأة خبازة كانت في بني سعد بن زيد بن مناة فمرت بخبز فتناول رجل رغيفا فقال ما أردت بهذا إلا أبس فلان تعنى رجلا كانت في جواره فثار القوم فقتل بينهم ألف إنسان
734 - 00 من سرب هى ناقة جساس
735 - 00 من طويس هو المخنث الذى سبق ذكره فى الفصل السابع
736 - 00 من طير العراقيب هى طير الشوم عند العرب وكل طائر يتطير منه العرب للإبل فهو عرقوب لأنه يعرقبها وإذا رأى أحدهم شيئا منها قيل أتيح له ابنا عيان كأنه قد عاين القتل أو العقر وإذا تكهن الكاهن أو زجر الطير أو خط فرأى ما يكره قال ابنا عيان ظهر البيان

(1/182)


737 - أشأم من غراب البين ليس في الأرض بارح ولا نطيح ولا قعيد ولا أعضب ولا شيء مما يتشاءمون إلا والغراب عندهم أنكد واشتقوا من اسمه الغربة ويقولون إن عادته أنه لا يعتري منازلهم إلا عند البين يقع فيها ويتلتمس ويتقمم وزعموا أن نعيبه يتطير منه وهو أن يقول غيق غيق يقال نعب بشر ونغيقه يتفاءل به وهو أن يقول غاق غاق يقال نغق بخير قال جرير
(الكامل)
(ليت الغراب غداة ينعب دائما ... كان الغراب مقطع الأوداج)
وقال آخر
(الوافر)
(تركت الطير عاكفة عليهم ... وللغربان من شبع نغيق)
738 - 00 من قاشر هو فحل كان لبني عوافة بن سعد بن زيد مناة ولهم إبل مذكرة فاستطرقوه رجاء أن يؤنث فهلكت الأمهات والنسل وقيل هو قاشر بن مرة اخو زرقاء اليمامة حمل الخيل إلى جو حتى استأصل أهله
739 - 00 من قدار هو أحمر عاد

(1/183)


740 - أشأم من منشم ويروى مشأم ويروى من عطر منشم وهي امرأة عطارة غمسوا أيديهم في عطرها وتحالفوا بالاستماتة في الحرب وقيل كانت امرأة تبيع الحنوط وسموه عطرا لأنه طيب الموتى وقيل هى امرأة افترعها زوجها صبيحة عرسها فأدماها فقيل لها بئس ما عطرك زوجك وقيل المنشم شيء يكون في سنبل العطر يسمى قرون السنبل وهو سم ساعة قالوا هو البيش وقيل المنشم الشر بعينه مأخوذ من شم فى الشر إذا أخذ فيه قال زهير
(الطويل)
(تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم)
قال المرار بن علقمة البكري
(الطويل)
(ودقت بنو بكر ودارت رحاهم ... على ابن لؤى في الوغى عطر منشم)
وقال آخر
(الطويل)
(أراني وعمرا بيننا دق منشم ... فلم يبق إلا أن أجن ويكلبا)

(1/184)


وقال الأعشى
(الطويل)
(فدع ذا ولكن ما ترى رأى كاشح ... يرى بيننا من جهله دق منشم)
741 - أشأى من فرس من الشأو وهو السبق
742 - اشب لي إشبابا يضرب في من عرض لك من غير أن تذكره وقال ساعدة بن جوية
(الكامل)
(حتى أشب لها وطال إيابها ... ذو رجلة شثن البراثن جحنب)
وقال بعض الحميريين
(الطويل)
(أشب لها القلوب من بطن قرقر ... وقد تجلب الشيء البعيد الجوالب)
وقال مالك بن خالد الخناعي
(البسيط)
(حتى أشب له رام بمحدلة ... ذو مرة بدوار الصيد وجاس)
743 - أشبق من حبى هي امرأة مزواج تزوجت على كبرها فتى شابا

(1/185)


ولها ابن كهل فقال لمروان بن الحكم صيرتني وإياها أحدوثة فاستحضرها مروان وابنها فقالت لابنها غير مكترثة يا برذغة الحمار أرأيت ذلك الشاب المقدود العنطنط والله ليصرعن أمك بين الباب والطاق فليشفين غليلها ولتخرجن نفسها دونه ولوددت أنه ضب وأنى ضبيبة وقد وجدنا خلاء وقال هدبة بن خشرم
(الطويل)
(فما وجدت وجدي بها أم واجد ... ولا وجد حبى بابن أم كلاب)
(رأته طوال الساعدين عنطنطا ... كما نعتت من قوة وشباب)
وكانت نساء المدينة يسمونها حواء أم البشر لأنها علمتهن ضروب الجماع ولقبتها منها بألقاب منها القبع والغربلة والنخير والرهز وزوجت بنتها ثم سألتها عن زوجها فقالت أحسن الناس خلقا وخلقا وأوسعهم رحلا وصدرا يملأ بيتى خيرا وحرى أيرا غير أنه يكلفني النخير عند الجماع فقالت وهل يطيب نيك بغير رهز ونخير

(1/186)


جاريتى حرة إن لم يكن قدم ابوك من سفر وأنا على سطح مشرف على مربد إبل الصدقة وكل بعير هناك قد عقل بعقالين فصرعني ورفع رجلى فطعنني طعنة نخرت لها نخرة نفرت منها إبل الصدقة فقطعت عقلها وتفرقت فما أخذ منها بعيران فى طريق فكان ذلك أول شيء نقم على عثمان رضي الله عنه وما كان له في ذلك ذنب الزوج طعن والمرأة نخرت والإبل نفرت فما ذنبه
744 - اشبق من هرة
745 - أشبه امرأ بعض بزه قاله سهيل بن عمرو لابنه وقد سأله عن شيء فأجابه بغير ما سئل عنه يريد أنه أشبه أمه وكانت حمقاء وقيل قائله ذو الإصبع العدواني وذلك أنه زوج بناته ثم أمهلهن حولا فزار الكبرى فقال كيف زوجك فقالت خير زوج يكرم أهله وينسى فضله قال فما مالكم قالت الإبل قال وما هي قالت نأكل لحمانها مزعا ونشرب ألبانها جرعا وتحملنا وضعفتنا معا فقال زوج كريم ومال عميم وزار الثانية فسألها عن زوجها فقالت يكرم الحليلة ويقرب الوسيلة وعن مالها فقالت البقر تألف الفناء وتملأ الإناء وتودك السقاء ونساء

(1/187)


مع نساء فقال رضيت وحظيت وزار الثالثة فسألها عن زوجها فقالت لا سمح بذر ولا بخيل حكر وكان مالها المعزى فقالت لو كنا نولدها فطما ونسلخها أدما لم نبع بها نعما فقال حذو مغنية ثم زار الرابعة فقالت في زوجها شر زوج يكرم نفسه ويهين عرسه وكان مالها الضأن فقالت جوف لا يشبعن وهيم لا ينقعن وصم لا يسمعن وأمر مغويتهن يتبعن فقال أشبه أمرأ بعض بزه يضرب فى مماثلة الشيء صاحبه
746 - أشبه شرج شرجا لو ان اسيمرا شرج موضع والأسيمر تصغير الأسمر جمع سمرة قاله لقيم بن لقمان العادي حين أوقد له ابوه هذا الشجر في أخدود حفره على طريقه إرادة سقوطه فيه وهلاكه حسدا له ففطن لما لم ير السمر في مكانه يضرب في تشابه الشيئين وبينهما أدنى تخالف
747 - أشبه من البيضة بالبيضة
748 - اشبه من التمرة بالتمرة يحكى أن عبيد الله بن زياد بن ظبيان وهو الذي قتل مصعب بن الزبير وألقى رأسه بين يدي عبد الملك بن مروان

(1/188)


فسجد وكان يتأسف على أنه لم يقتل عبد الملك فيجمع بين قتلى ملكي الشام والعراق في يوم واحد دخل على عبد الملك وسويد بن منجوف السدوسي معه على السرير فجلس على الكرسي مغضبا لأنه كان يجلس على السرير فقال له عبد الملك بلغني أنك لا تشبه اباك فقال لأنا أشبه بأبي من التمرة بالتمرة والبيضة بالبيضة والماء بالماء ولكنى أخبرك عمن لم تنضجه الأرحام ولا ولد لتمام ولا اشبه الأخوال والأعمام فقال ومن ذلك قال سويد فقال يا سويد أكذا أنت قال إنه ليقال ذلك وإنما عرض بعبد الملك لأنه ولد لسبعة أشهر فلما خرجا قال له عبيد الله والله يا ابن عمى ما يسرني بحملك عني حمر النعم فقال سويد وأنا والله ما يسرني بجوابك إياه سود النعم
749 - اشبه من الذباب بالذباب
750 - 00 من الغراب بالغراب
751 - 00 من القتة بالقتة
752 - 00 من القذة بالقذة

(1/189)


753 - اشبه من الليلة بالبارحة
754 - اشتر لنفسك وللسوق أي اشتر ما إن أمسكته انتفعت به وإن لم ترده نفق عليك في البيع يضرب فى وجوب تدبر العواقب
755 - اشجع من اسامة قال زهير
(الكامل)
(ولأنت أشجع من أسامة إذ ... دعيت نزال ولج في الذعر)
وقال عمران بن حطان
(الكامل)
(فهناك مجزأة بن ثور ... كان أشجع من اسامة)
756 - 00 من ديك
757 - 00 من صبي يريد تهوكه في كل شىء لغرارته
758 - 00 من كلب
759 - 00 من ليث بخفان

(1/190)


أشجع من ليث عريسة هي الأجمة
761 - 00 من ليث عفرين وهو دابة كالحرباء يتعرض للراكب ويضرب بذنبه وقيل ضرب من العناكب له ست أعين يلطأ بالأرض ويسكن أطرافه يصيد الذباب ثم يثب ولا يخطىء وقيل عفرين مأسدة قال رجل في ابن له يخاطب امرأته
(الطويل)
(لا تعذلي في حندج إن حندجا ... وليث عفرين لدي سواء)
76 - (أشح من ذات النحيين
763 - 00 من صبي تفسيرهما في الفصل الثانى والسابع
(764 - أشد حمرة من الضربة هي الصمغة الحمراء يقال عرك أذنه حتى صارت كالضربة
765 - حمرة من المصعة وهي ثمرة العوسج
766 - 00 حمرة من النكعة هي ثمرة الطرثوث وهو نبت أحمر في أصل

(1/191)


الرمث من جنس الفطر وليس به
767 - أشد حمرة من بنت المطر هي دويبة حمراء ترى غب المطر
768 - 00 حمرة من القرف هو الأديم الأحمر يقال أحمر كالقرف وأحمر قرف قال
(الرجز)
(أحمر كالقرف وأحوى أدعج ... )
769 - 00 سوادا من حنك الغراب هو منقاره ويروى حلك وهو سواده
770 - 00 عصبية من الجحاف هو ابن الحكيم السلمي فتكت تغلب بابن عم له اسمه عمير بن الحباب فدخل يوما على عبد الملك بن مروان قال الأخطل وكان تغلبيا
(الطويل)
(ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر)
فقال يجيبه

(1/192)


(الطويل)
(بل سوف ابكيهم بكل مهند ... وأبكى عميرا بالرماح الخواطر)
ثم قال يا ابن النصرانية ما ظننتك تجترىء علي بمثل هذا ولو كنت مأسورا فحم فرقا منه فقال له عبد الملك لا ترع فإني جارك فقال هبك تجيرنى منه في اليقظة فكيف تجيرني منه في النوم فنهض الجحاف يسحب رداءه فقال عبد الملك إن فى قفاه لغدرة ومر لطيته فجمع قومه وأخذ يقتل بني تغلب حتى جاوز الرجال إلى النساء فما كفه إلا عجوز قالت له حربك الله تعالى يا جحاف أتقتل نساء أعلاهن ثدى وأسفلهن دمي فانخزل ورجع فدخل الأخطل على عبد الملك وهو يقول
(الطويل)
(لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعول)
فأهدر دمه فهرب إلى الروم وكان بها سبع سنين إلى أن مات عبد الملك وقام ابنه الوليد مقامه فآمنه فرجع
771 - اشد من الاسد
772 - 00 من الحجر
773 - 00 من فرس من الشدة أو من لشد بمعنى العدو

(1/193)


774 - أشد من فيل يقال إن شدته وقوته في نابه وخرطومه
775 - 00 من لقمان العادي كان يحفر لإبله حيث شاء إلا الصمان والدهناء فإنهما غلبتاه بصلابتهما
776 - 00 من ناب جائع
77 - 00 من وخز الاشافي
778 - 00 اشدد يديك بغرزه هو ركاب الإبل يضرب في الحث على التمسك بالشيء قال
(الطويل)
(حلفت لشاس إذ علقت بغرزه ... لينفرجن ما بيننا من مصائب)
وقال آخر
(الطويل)
(تذكرتما أين المفر وإننى ... بغرز الذي ينجي من الموت معصم)
779 - اشرب تنقع يقال نقع نقوعا ردى ونقع الماء الغلة كسرها يضرب في التوقي وإن فيه السلامة لا محالة

(1/194)


780 - اشرب من الرمل
781 - 00 من القمع بسكون الميم وتحركها شيء يصب به الشراب في القربة وغيرها
782 - 00 من الهيم هي الإبل العطاش وقيل هي الرمال
783 - 00 من عقد الرمل بكسر القاف وفتحها المتعقد منه والواحدة عقدة وعقدة
784 - اشربتني ما لم اشرب أي ادعيت علي شربه يضرب في ادعاء الرجل على صاحبه بما لم يفعله
785 - اشرد من خفيدد هو الظليم
786 - 00 من ظليم قال أسامة بن الحارث الهذلي
(الطويل)
(لعمري لقد أمهلت في نهي خالد ... إلى الشام إما يعصينك خالد)
(وأمهلت في إخوانه فكأنما ... تسمع بالنهي النعام الشوارد)

(1/195)


787 - أشرد من ورل الحضيض لأنه إذا رأى إنسانا مر في الأرض لا يرده شيء
788 - اشره من الاسد لأنه يبتلع البضعة العظيمة من غير مضغ وكذلك الحية لأنهما واثقان بسهولة المدخل وسعة المجرى
789 - اشعث من قتادة هي شجرة شاكة
790 - 00 من ناب جائع
791 - اشغل من ذات النحيين
792 - 00 من مرضع بهم ثمانين تفسيرهما في الفصل السادس والسابع
793 - اشقى من راعي ضأن ثمانين تفسيره في الفصل السادس
794 - أشكر من بروقة هي شجيرة تخضر إذا غامت السماء وتهلك إذا جيدت

(1/196)


795 - أشكر من كلب
796 - أشمس من عروس
797 - اشم من ذرة إذا استقصى في استرواح الشيء فلا يوجد له رائحة ثم نبذ في موضع خال من الذر لم يلبث أن امتد إليه كالخيط الممدود
798 - 00 من ذئب يشم من ميل أو أكثر منه
799 - 00 من كلب
800 - 00 من نعامة
801 - 00 من هقل الرأل يشم ريح ابويه من بعد والعرب تزعم أنه يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى السمع وهو أصم وإنما لقب بيهس بنعامة لصممه قال الحرمازي
(الرمل)
(وهو يشتم اشتمام الهيق ... )

(1/197)


وقال آخر
(الرجز)
(أشم من هيق ... وأهدى من جمل)
وقال آخر يصف استرواح رجل يهجوه
(الطويل)
(وجاء كمثل الرأل يتبع أنفه ... لعقبيه من وقع الصخور قعاقع)
(إذا احتل حضنى بلدة طر منهما ... لأخرى خفى الشخص للريح تابع)
802 - أشوار عروس ترى قالته الزباء لجذيمة حين كشفت له عن فرجها وكانت بظراء فقال جذيمة بل شوار بظراء تفلة يضرب فى قطع طمع الرجل باطلاعه على أمارات اليأس
803 - اشهر من الابلق لقلة البلق فى العراب ولأنه إذا كان فى ضوء ظهر سواده وإن كان فى ظلمة ظهر بياضه
804 - 00 من الشمس
805 - 00 من الصبح

(1/198)


806 - أشهر من العلم
807 - 00 من القمر
808 - 00 من راكب الأبلق ويروى من فارس الأبلق وكان رئيس العسكر يركب أبلق ويلبس مشهرة يشهر نفسه
809 - 00 من راية البيطار
810 - 00 من علائق الشعر
811 - 00 من فلق الصبح ويروى من فرق الصبح
812 - اشهى من الخمر من قولك شهى وأشهى
813 - 00 من القند

(1/199)


814 - اشهى من كلبة حومل أي أشد اشتهاء وقد مرت قصته فى الفصل الخامس
815 - 00 من كلبة مجعلة
الهمزة مع الصاد

816 - اصاب قرن الكلا أي أنفه يضرب لمن اصاب مالا وافرا
817 - اصب من المتمنية قصته في الفصل الثامن
818 - اصبح قلبي صردا قصته في الفصل العاشر والصرد البارد يضرب في التسلي عن الشيء وطيب النفس عنه
819 - اصبح ليل قالته امرأة يأتيها امرؤ القيس وكان مفركا فبرمت به فما زالت تقول أصبحت يا فتى فيأبى القيام فاستعطفت الليل لفرط ضجرها يضرب فى استحكام الغرض من الشيء قال بشر بن ابى خازم

(1/200)


(الوافر)
(فبات يقول اصبح ليل حتى ... تجلى عن صريمته الظلام)
820 - اصبر على الذل من وتد تفسيره في الفصل التاسع
821 - 00 على السواف من ثالثة الاثافي السواف بالفتح والضم هلاك المال وثالثة الأثافى القطعة من الجبل يضم إليها حجران ينصب عليها القدر
822 - 00 من الأثافي على النار
823 - 00 من الأرض
824 - 00 من جذل الطعان هو علقمة بن فراس بن غنم بن تغلب أحد الفرسان لقب بذلك لجودة طعانه يقال للرجل العالم بالأمر القائم به المثابر عليه هو جذله
825 - 00 من حجر

(1/201)


826 - اصبر من ذي ضاغط هو البعير الذي يضغط موضع إبطه أصل كركرته فيشججه يقال به ضاغط وحاز وناكت وجمعه ضواغط حكي أن كلبا أوقعت ببني فزارة فقال عبد العزيز بن مروان وأمه كلبية لبشر أخيه وأمه فزارية أما علمت ما صنع خوالى بأخوالك شماتة به فقال بشر أخوالك أضيق استاها من ذلك ثم إن بشرا دس إليهم مالا ليشتروا به السلاح والكراع ويعزوا كلبا فتلاقوا ببنات فين وتعدوا فى قتل كلب فدخل بشر إلى عبد الملك بن مروان وعبد العزيز معه فأخبره الخبر فغضب عبد الملك لإخفار بنى فزارة عهدا كان بينه وبينهم فبعث إلى الحجاج فأوقع بهم واسرع سيدهم حلحلة بن قيس وسعد بن ابان فقال لهما عبد الملك الحمد لله الذى اقاد منكما فقال حلحلة اما والله ما اقاد منى ولقد نقضت وترى وشفيت صدرى وبردت وحرى فقال عبد الملك من كان له عند هذين وتر فليقم فليطلبه فقال سعير بن سويد يا حلحلة هل أحسست ابي قال عهدي به يوم بنات قين وقد انقطع خرؤه في بطنه فقال أما والله لأقتلنك فقال كذبت إنما يقتلني ابن الزرقاء وهي إحدى أمهات مروان اسمها أرنب كانوا يسبون بها فناداه بشر وقال صبرا حلحل فقال

(1/202)


(الرجز)
(أصبر من عود بدفيه الجلب ... قد اثر البطان فيه والحقب)
ثم قال لسعير أجد الضربة فقد وقعت مني بأبيك ضربة اسلحته فضرب سعير عنقه ثم قدم سعد فقال له بشر اصبر قال
(الرجز)
أصبر من ذي ضاغط معرك ... ألقى بواني زوره للمبرك)
فضرب عنقه
827 - اصبر من ضب
828 - 00 من عود بدفيه الجلب هي آثار الدبر قال
(الطويل)
(نعاه لنا كالليث يحمى عرينه ... وكالبدر يغشى ضوؤه كل كوكب)
(واصبر من عود وأهدى إذا سرى ... من النجم في داج من الليل غيهب)
829 - 00 من قضيب هو رجل من بني ضبة كان في الدهر الأول يضرب به المثل في الصبر على الذل قال
(الوافر)
(أقيمي عند غنمي لا تراعي ... من القتلى التى يبلوى الكثيب)
(لأنتم يوم جاء القوم سيرا ... على المخزاة أصبر من قضيب)

(1/203)


ليقول أنتم مقيمون لا تطلبون بثأركم
830 - اصبرا ولضبي قتل شتير بن خالد ابنا لضرار بن عمرو الضبي ثم اسره ضرارا فقال له اختر خلة من ثلاث ترد علي ابنى قال قد علمت أني لا أحيي الموتى قال فتدفع إلى ابنك فأقتله بابني قال لا يرضى بنو عامر بأن يدفعوا فارسا مقتبلا بشيخ أعور هامه اليوم أو غد قال فأقتلك قال أما هذه فنعم فأمر ابنه أدهم أن يقتله فنادى شتير يا لعامر اصبرا ولضبي يريد أأصبر صبرا ولضبي يضرب في حلول البلاء بالشريف من الوضيع
831 - إصبري بألم ما تختننه ما مزيدة والهاء للسكت يقال ذلك للتي تخفض أي لا يخلو الختان من ألم فوطني نفسك عليه يضرب فيمن وقع في أمر لا بد له منه
832 - اصح من بيض النعام يقال فى العذارى ويراد سلامتهن من الملامسة والافتضاض قال الفرزدق
(الوافر)
(خرجن إلي لم يطمثن قبلي ... وهن اصح من بيض النعام)
(فبتن بجانبي مصرعات ... وبت أفض أغلاق الختام)

(1/204)


833 - اصح من ذئب
834 - 00 من ظليم
835 - 00 من عير ويروى من عير الفلاة قيل إن أعمار حمر الوحش تزيد على أعمار الحمر الأهلية
836 - 00 من عير ابي سيارة هو عميلة بن خالد العداوني كان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة وكان يقف فيقول أشرق ثبير كيما نغير أللهم صاحب هذا الحمار الأسود علام يحسد فهلا صاحب البعير الجلعد اللهم ق ابا سيارة الحسد اللهم حبب بين نسائنا وبغض بين رعائنا واجعل أموالنا في سمحائنا وكان يقول
(الرجز)
(خلو الطريق عن ابي سيارة ... وعن مواليه بني فزارة)
(حتى يحيز سالما حماره ... مستقبل القبلة يدعو جاره)
837 - اصدق ظنا من ألمعي وهو الذي يظن فلا يخطىء واشتقاقه من لمعان النار ومثله اللوذعى من لذعها قال أوس

(1/205)


(الخفيف)
(الألمعى الذي يظن بك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا)
838 - أصدق من قطاة تسميها العرب الصدوق لأن صوتها حكاية لاسمها تقول قطا قطا قال النابغة
(البسيط)
(تدعو القطا وبه تدعى إذا نسبت ... يا صدقها حين تلقاها فتنتسب)
وقال كعب بن زهير
(الطويل)
(بحافته من لا يصيح بمن سرى ... ولا يدعي إلا بما هو صادقه)
وقال آخر
(البسيط)
(لا تكذب القول إن قالت قطا صدقت ... إذ كل ذي نسبة لا بد ينتحل)
839 - أصرد من السهم من قولهم صرد السهم من الرمية صردا إذا نفذت شباة حده قال الحماسي
(الوافر)
(فما بقيا علي تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال)

(1/206)


840 - اصرد من جرادة من الصرد بمعنى البرد لأنها لا تظهر في الشتاء لقلة صبرها عليه
841 - 00 من خازق ورقة أي أنفذ من سهم يخزق الورقة التي ينفذ فيها يضرب للنافذ في لطائف الأمور لدهائه وتأتيه وإنما يخزق الورق الثقف الحاذق من الرماة ويقال في مثل آخر وقع على خازق ورقة أي على داه ضابط للأشياء ويقال ما زال يخزق علينا منذ اليوم أي يحتال ويجر
842 - 00 من عنز جرباء أي أبرد وذلك لرقة جلدها وقلة شعرها والبرد يسرع إلى المعزاء قبل الضأن قول ومنه دغفل النسابة في بني مخزوم
معزى مطيرة علتها قشعريرة إلا بني المغيرة
ويزعمون أنه قيل للماعزة ما تصنعين في الليلة المطيرة فقالت الشعر دقاق والجلد رقاق والذنب جفاء ولا صبر لي عن البيت

(1/207)


843 - أصرد من عين الحرباء لأنه يستقبل الشمس بعينه أبدا
844 - أصعب من رد الجموح هو الفرس يعتز فارسه على رأسه ويجري جريا غاليا
845 - 00 من رد الشخب في الضرع قال
(الخفيف)
(صاح هل ريت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب)
846 - 00 من قضم قت
847 - 00 من نقل صخر
848 - 00 من وقوف على وتد
849 - أصغر القوم شفرتهم أى خادمهم السريع الذفيف فى حوائجهم وجمعه شفار يضرب فى وجوب الخدمة على الصغير
850 - أصغر من بلبل

(1/208)


851 - اصغر من حبة
852 - 00 من صؤابة
853 - 00 من صعوة هي العصفور الصغير الأحمر الرأس
854 - 00 من قراد
855 - 00 من وصعة هي طائر صغير كالعصفور وربما سكنت الصاد
856 - أصفر من ليلة الصدر من الصفارة وهي الخلو وليلة الصدر ليلة تنفر الناس من منى فلا يبقى به أحد وقيل هي ليلة صدور الواردة عن الماء
857 - أصفق من ظفر
858 - 00 من وجه
859 - أصفى من الدمعة
860 - من الماء

(1/209)


861 - اصفى من جنى النحل هو العسل
862 - 00 من عين ديك
863 - 00 من عين الغراب
864 - 00 من لعاب الجراد قال الأخطل)
(الطويل)
(إذا ما نديمى علي ثم علني ... ثلاث زجاجات لهن هدير)
(عقارا كعين الديك صرفا كأنها ... لعاب جراد في الفلاة يطير)
865 - 00 من لعاب الجندب هو ذكر الجراد وقيل شيء يشبه الجرادة وليس بها قال
(الكامل)
(صفراء من حلب الكروم كأنها ... ماء المفاصل أو لعاب الجندب)
866 - 00 من ماء المفاصل هو جمع المفصل والمفصل بين الجبلين وماؤه أصفى ماء وأرقه قال ابو ذؤيب

(1/210)


(الطويل)
(وإن حديثا منك لو تبذلينه ... جنى النحل في ألبان عوذ مطافل)
مطافل ابكار حديث نتاجها ... يشاب بماء مثل ماء المفاصل)
وقال كثير
(الطويل)
(وما قرقف من أذرعات كأنها ... إذا سكبت من دنها ماء مفصل)
وقيل هو ماء اللحم الذي يجري من المفصل وهو صاف جدا وبه تشبه الخمر في الصفاء والصهبة قال ابو ذؤيب
(الطويل)
(عقار كماء النىء ليس بخلة ... ولا خمطة يكوى الشروب شهابها)
867 - أصلب من الحجر
868 - 00 من الحديد
869 - 00 من النضار
870 - 00 من عود النبع

(1/211)


871 - اصلف من جوز في غرارة الصلف ادعاء ما فوق الحد الذي عليه الإنسان من أي خصلة كانت وتمدحه به وصلف الجوز قعقعته ويكني أبا القعقاع
872 - اصم الله صداه يضرب في الدعاء على الرجل بالصمم لأن العرب تزعم أن الصدى في الهامة والسمع يكون فى الدماغ
8730 - اصنع المعروف ولو اللى كلب يضرب فى إجداء الاصطناع إلى الرجل كيف ما كان
874 - اصنع من النحل لنيقتها فى عمل العسل
8750 - من تنوط هو طائر يركب عشه بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الجوف فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى يدخل فيه اليد إلى المعصم
876 - 00 من دود القز

(1/212)


877 - اصنع من سرفة هي دويبة تنسج على نفسها بيتا في عيدان الشجر وقيل منها تعلم الناس اتخاذ النواويس لموتاهم فبنوها فر خرط بيتها وشكله
878 - اصوص عليها صوص الأصوص الناقة الحائل السمينة والصوص الرجل اللئيم النكد قال
(الطويل)
(فألفيتكم صوصا لصوصا إذا دجا ... الظلام وهيابين عند البوارق)
يضرب في علق بملكة دنى
879 - أصول من جمل هو استطالته وعضه
880 - اصيد من ضيون
881 - 00 من ليث عفرين تفسيره في الفصل الثالث عشر
الهمزة مع الضاد

882 - اضىء لي أقدح لك ويروى أكدح لك أي كن لي أكن لك والمعنى بين لي حتى أعمل لك فى حاجتك وقيل هو تهكم إذا قال أضىء لى كيف يقول أقدح لك يضرب للمكافأة والمساواة في الفعل

(1/213)


883 - اضبط من اعمى
884 - 00 من ذرة تجر ما هو على اضعافها وربما سقطا من مكان مرتفع فلا ترسله
885 - 00 من صبي
886 - 00 من عائشة بن عثم هو رجل من عبد شمس كان يسقي إبله وأخوه يميح فازدحمت الإبل فوقعت بكرة في البئر فأخذ بذنبها وصاح به أخوه يا أخي الموت فقال ذلك إلى ذنب البكرة ثم أخذ بها وأخرجها
887 - 00 من نملة تجر نواة التمرة وهي أضعافها زنة
888 - اضحك من ضرطه ويضرط من ضحكي كان رجل في عصابة يتحدثون فضرط فضحك أحدهم فلما رآه الضارط يضحك جعل لا يملك استه ضرطا فقال الضاحك ذلك يضرب في الأمر العجيب

(1/214)


889 - إضربه ضرب غريبة الإبل أصله أن رب الإبل إذا أوردها ذاد عنها الغرائب يضرب للمظلوم يؤمر بدفع الظلم عنه بأشد ما يقدر عليه ومنه قول الحجاج لأحزمنكم حزم السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل
890 - أضرطا وانت الأعلى ألقى رجل نفسه على سليك بن السلكة وهو مستلق فقال له استأسر فضغطه سليك معنفا له فضرط فقال ذلك يضرب لمن يستكين وهو في موضع العزة والمنعة
891 - اضرط من عير
892 - 00 من غول
893 - اضطره السيل الى معطشة أي هرب من السيل حتى أتى مكانا يقاسي فيه العطش يضرب لمن خلص من خطة لأخرى لم يتوقعها
894 - اضعف من الحامل على الكراز وهو كبش الراعي الذي يحمل عليه

(1/215)


خرجه ولا يحمل عليه إلا أضعف الناس
895 - أضعف من بروقة شجيرة ضعيفة لها ثمر أسود صغار إذا أصابها المطر الغزير هلكت وإذا حميت عليها الشمس ذبلت على المكان قال
(الكامل)
(ولقد غمزت قناتكم فوجدتها ... خرعا مكاسرها كعود البروق)
وقال جرير
(الطويل)
(كأن سيوف التيم عيدان بروق ... إذا نضيت عنها لحرب جفونها)
وقال آخر
(الطويل)
(تطيح أكف القوم فيها كأنما ... تطيح بها في الروع عيدان بروق)
896 - 00 من بعوضة
897 - 00 من بقة
898 - 00 من فراشة

(1/216)


899 - أضعف من قارورة
900 - 00 من يد في رحم
901 - 00 أضل من ريح
902 - من سنان هو سنان بن أبي حارثة وقد سبقت قصته في الفصل الخامس
903 - 00 من ضب تفسيره في الفصل السادس
904 - 00 من قارظ عنزة قصته في الفصل التاسع
905 - 00 من موؤودة كان الوأد في العرب قاطبة وقطع الإسلام ذلك إلا عن تميم وكان سبب اصرارهم عليه أنهم منعوا النعمان الإتاوة فجرد إليهم دوسر واستاق نعمهم وسبى ذراريهم فوفدوا عليه وكلموه في الذرارى فجعل الخيار إلى النسار فاختارت بنت لقيس بن عاصم سابيها على زوجها

(1/217)


فنذر قيس أن يئد كل بنت تولد له فوأد بضع عشرة بنتا وبصنيع قيس هذا نزل القرآن
906 - اضل من ورل
907 - 00 من ولد اليربوع هما مثل الضب في قلة الهداية
908 - 00 من يد في رحم
909 - اضوأ من ابن ذكاء يراد الصبح وإنما جعلوا ذكاء وهي الشمس أمه لأن ضوءه منها وإنما سميت ذكاء لأنها تذكو ولا تنصرف للعلمية والتأنيث
910 - 00 من الصبح
911 - 00 من النهار
912 - اضيع من بيضة البلد تفسيره في الفصل التاسع

(1/218)


913 - أضيع من تراب في مهب الريح
914 - 00 من تمر بلاد الطائف
915 - 00 من دم سلاغ هو رجل من عبد القيس أهدر دمه
916 - 00 من غمد بغير نصل قال مسلم بن الوليد
(الطويل)
(وإني وإسماعيل عند وداعه ... لكالغمد يوم الروع زايله النصل)
917 - 00 من قمر الشتاء لأنه لا يجلس فيه
918 - 00 من لحم على وضم الوضم نضد من شجر يوضع عليه لحم الجزور لئلا يتترب وهو ما دام على الوضم لا يمنع من تناوله أحد يجتمع الحي فيشتوي من شاء حتى إذا وقعت فيه المقاسم كفوا عنه
919 - 00 من وصية

(1/219)


920 - اضيق من تسعين
921 - 00 من خرت الابرة
922 - 00 من زج
923 - 00 من سم الخياط
924 - 00 من ظل الرمح
925 - 00 من مبعج الضب هو مستقره في جحره حيث يبعجه أي يشقه ويوسعه
الهمزة مع الطاء

926 - اطب من ابن حذيم هو رجل من أطباء العرب قال أوس ابن حجر
(الطويل)
(فهل لكم فيما إلي فإنني ... طبيب بما أعيى النطاسي حذيما)
أراد ابن حذيم ويروى حذلم

(1/220)


927 - اطرى فإنك ناعلة أي أدلي وقيل خذي أطرار الوادي وهي جوانبه وقيل اطرار الإبل أي حوطيها من أقاصيها واحفظيها من نواحيها وقيل سوقي غنمك من قولهم أطر الراعي الشاة إذا ساقها ويروى بالظاء معجمة من الظرار وهي الحجارة والناعلة ذات النعل وقيل أريد غلظ قدميها كأنها منتعلة والخطاب للراعية يضرب في حث الرجل على الأمر الشديد إذا كان قويا عليه
928 - اطرق إطراق الشجاع أي الحية قال المتلمس
(الطويل)
(فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابية الشجاع لصمما)
وقال عمرو بن شاس
(الطويل)
(وأطرقت إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لقد أزم)
يضرب للغضبان المغتاظ
929 - اطرق كرا إن النعام في القرى الإطراق أن يطاطىء عنقه

(1/221)


ويسجد بصره إلى الأرض وكرا ترخيم كروان على مذهب قولهم يا حار بضم الراء وهو ذكر الحبارى ويكون طويل العنق يقال له ذلك إذا أريد اصطياده اي تطأطأ واخفض عنقك للصيد فإن أكبر منك وأطول أعناقا وهي النعام قد اصطيدت وحملت من الدو إلى القرى يضرب لمن يتكبر وقد تواضع من هو أشرف منه قال
(الرجز)
(إذا رآني كل بكري بكى ... أطرق في البيت كإطراق الكرا)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(ألآن لما عض نابي بمسحلي ... وأطرق إطراق الكرا من أحاربه) 930 - اطرقى أم عامر يضر لمن يتكلم كثيرا ولا يقبل كلامه
931 - اطرقي وميشى طرق الصوف ضربه بالعصا وميشه خلطه بالشعر أي اصلحي وأفسدي ولا يكن فعلك كله فسادا يضرب للمفسد الذي لا يرجع من الصلاح إلى شيء قال رؤية

(1/222)


(الرجز)
(عاذل قد أولعت بالترقيش ... إلى جهلا فاطرقي وميشي)
932 - اطعم اخاك من عقنقل الضب أي من ربضه والربض حشوة البطن وما تحوى من أقصابه وهو يرمي به يضرب في الهمزء قال
(الرجز)
(أطعم أخاك من عقنقل الضب ... إنك إن لم تطعمنه يغضب)
933 - اطعمتك يد شبعت ثم جاعت ولا اطعمتك يد جاعت ثم شبعت أول من قاله امرأة قال لها ابنها إني أخرج فأطلب من فضل الله فدعت له بهذا
934 - اطغى من السيل تحت الليل
935 - من الليل
936 - اطفر من برغوث
937 - اطفس من عفر الطفس الخبث والقذر وألا تتعاهد بغسل

(1/223)


ولا تنتظف يقال رجل طفس وامرأة طفسة والعفر ذكر الخنازير عن أبن الأعرابي
938 - اطفل من ذباب
939 - من شيب على شباب
940 - من ليل على نهار
941 - أطلب تظفر يضرب في التصميم على طلب الشيء وأن الحصول عليه يتبعه لا محالة
942 - ذاك وخلاك ذم أى جاوزك ولم يلزمك قاله قصير لعمرو بن عدي حين قال له كيف أقدر على أخذ الثأر من الزباء وهى أمنع من عقاب الجو أي أطلب الحاجة باذلا جهدك في طلبها ولا عليك إذا لم يقض يضرب في نفي الذم عمن أعذر فى الطلب وإن لم يظفر
943 - اطمع من اشعب هو رجل من اهل المدينة كان يقال له أشعب الطماع والنوادر فى بابه جمة فقيل له هل رأيت أطمع منك قال

(1/224)


نعم خرجت إلى الشام مع رفيق لي فنزلنا عند دير راهب فتلاحينا في أمر فقلت أير الراهب في أست الكاذب فنزل الراهب منعظا وهو يقول أيكما الكاذب ثم قال دعوا هذا امرأتي أطمع مني ومن الراهب لأنها قالت لي ما يخطر على قلبك من الطمع شيء بين الشك واليقين إلا وأنا أتيقنه
944 - اطمع من طفيل هو طفيل الأعراس أو العرائس بن دلال الغطفاني من أهل الكوفة مشتهر باللعمظة والتضيفن وهو أول من لابس هذا فى الحاضرة فنسب إليه من اقتدى به وأهل البادية يسمونه وارشا فى الطعام وواغلا في الشراب واشتق الأصمعى الطفيلى من الطفل وهو إقبال الليل على النهار ويسمى اللعمظى أيضا
945 - من فلحس تفسيره فى الفصل الثانى عشر
946 - من قالب الصخر هو رجل معدى رأى حجرا مكتوبا عليه بالمسند واقلبنى أنفعك فزاوله حتى قلبه بعد جهد جهيد فوجد على جانبه الآخر رب طمع يهدى إلى طبع فضرب برأسه الحجر حتى سال دماغه فمات
947 - من قرلى تفسيره فى الفصل السادس

(1/225)


948 - اطمع من مقمور يطمع فى أن يعود إليه ما قمر منه
949 - اطوع من ثواب هو رجل كان مطواعا للنساء قال
(الوافر)
(وكنت الدهر لست أطيع أنثى ... فصرت اليوم أطوع من ثواب)
وقيل هو اسم كلبة
950 - من فرس
951 - من كلب
952 - اطول ذماء من الأفعى تذبح فتبقى أياما تتحرك ويحكى أنها تعيش ألف سنة وإذا كبرت عميت فتتحكك بالرازيانج فيعود إليها بصرها
953 - ذماء من الحية ربما قطع نصفها من قبل ذنبها فتعيش إن سلمت من الذر

(1/226)


954 - اطول ذماء من الخنفساء لأنها تشدخ فتمشي
955 - ذماء من الضب
956 - صحبة من ابني شمام هو جبل وابناه هضبتان في أصله قال
(الوافر)
(وكل أخ مفارقة أخوه ... لعمر ابيك إلا ابني شمام)
957 - صحبة من الفرقدين قال
(الوافر)
(وكل أخ مفارقة أخوه ... لعمر ابيك إلا الفرقدان)
958 - صحبة من نخلتي حلوان هما نخلتان بعقبة حلوان من غرس الأكاسرة وقدم تجاورهما وطال اصطحابهما ويحكى عن المهدي أنه خرج متصيدا فنزل بهما للشرب فغنى
(الطويل)
(أيا نخلتى حلوان بالشعب إنما ... أشذكما عن نخل جوخى شقاكما)
(إذا نحن جاوزنا الثنية لم نزل ... على وجل من سيرنا أو نراكما)

(1/227)


فهم بقطعهما فكتب إليه المنصور مه يا بنى واحذر أن تكون النحس الذي ذكره مطيع بن إياس فى قوله
(الخفيف)
(أسعداني يا نخلتى حلوان ... وارثيا لي من ريب هذا الزمان)
(واعلما إن علمتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان)
فأمسك عما هم به ثم إن الرشيد في مسيره إلى الري ثارت به الحرارة فاحتاج إلى جمار فأخذ جمارة احداهما فجفت احداهما فما لبثت صاحبتها أن جفت أيضا وذهبتا
959 - اطول من الدهر
960 - من السكاك هو الهواء
961 - من السنة المجدبة
962 - من الفلق
963 - من اللوح هو الهواء

(1/228)


964 - اطول من شهر الصوم
965 - من طنب الخرقاء لأنها لا تعرف المقدار فتطيله ويروى من حبل الخرقاء
966 - من ظل الرمح قال
(الطويل)
(ويوم كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر)
967 - من فراسخ دير كعب قال
(الوافر)
(ذهبت تماديا وذهبت طولا ... كأنك من فراسخ دير كعب)
968 - من يوم الفراق
969 - أطيب مضغة صيحانية مصلية أي تمرة صيحانية قد صليت في الشمس قالته بنت الخس يضرب فى استطابة الشيء

(1/229)


970 - اطيب من الأمن لأنه لا لذة لمن لا أمن له
971 - نشرا من الروضة
972 - نشرا من الصوار بالضم والكسر فارة المسك
973 - اطير من جراد
974 - من حبارى تصاب الحبة في حوصلتها خضراء غضة قد التقطتها حيث بينه وبين المكان الذي اصطيدت فيه بلاد طرادة
975 - من عقاب يتغدى بالعراق ويتعشى باليمن
976 - اطيش من برغوث
977 - من ذباب قال
(الكامل)
(ولأنت أطيش حين تعدوا سادرا ... رعش العظام من القدوح الأقرح)
978 - من فراشة لا تزال واقعة وطائرة لا تستقر في مكان

(1/230)


الهمزة مع الظاء

979 - اظل من حجر لكثافة ظله قال
(الرجز)
(كأنما وجهك ظل من حجر ... )
وقال آخر (الرجز)
(سود غرابيب كأظلال الحجر ... لا صغر أزرى بها ولا كبر)
980 - اظلم من أفعى لأنها لا تحتفر لنفسها جحرا إنما تغتصب الحشرات جحرهن قال
(الرجز)
(وأنت كالأفعى التي لا تحتفر ... ثم تجيء سادرا فتنجحر)
981 - من الجلندى يمد في اللغة العالية ويجوز قصره قال الأعشى
(الخفيف)
(وجلنداء فى عمان مقيما ... ثم قيسا في حضرموت المنيف)
وقال آخر
(الطويل)
(إلى ابن الجلندى فارس الخيل جيفر ... )
وهو اسم ملك من ملوك عمان يقال هو الملك المعنى بقوله تعالى

(1/231)


{وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} والمثل عمانى
982 - أظلم من الشيب
983 - من تمساح
984 - من حية ويروى من حية الوادي يزعمون أن رجلا أخذ حية وقد جمدت من البرد حتى لا حراك بها فلم يزل يدفيها تحت ثيابه حتى تحركت فنهشته فقال لها ويحك أهذا جزائي منك قالت لا ولكنه طبعي قال
(الهزج)
(غدير الحي من عدوان ... كانوا حية الأرض)
وقال مضرس بن ربعي بن لقيط
(الطويل)
(لعمرك أني لو أخاصم حية ... إلى فقعس ما أنصفتني فقعس)
(فما لكم طلسا إلى كأنكم ... ذئاب الغضا والذئب بالليل أطلس)
985 - من ذئب ربى بدوي ذئبا فلما شب فرس سخلة له فقال

(1/232)


(الوافر)
(فرست شويهتي وفجعت طفلا ... ونسوانا وأنت لهم ربيب)
(نشأت مع السخال وأنت طفل ... فما أدراك أن أباك ذئب)
(إذا كان الطباع طباع سوء ... فليس بمصلح طبعا أريب)
وقال آخر
(الطويل)
(وأنت كذئب السوء إذ قال مرة ... لعمروسة والذئب غرثان مرمل)
(أأنت التي من غير جرم سبيتني ... فقالت متى ذا قال ذا عام أول)
(فقالت ولدت العام بل رمت ظلمنا ... فدونك كلني لا هنا لك مأكل)
وقال آخر
(الطويل)
(وأنت كجرو الذئب ليس بآلف ... أبى الذئب إلا أن يخون ويظلما)
وقال زحر بن نشبة الغنوي في ظلم الأفعى والحية والذئب
(البسيط)
(كأنني حين أحبو جعفرا مدحي ... أسقيهم طرق ماء غير مشروب)
(ولو أخاصم أفعى نابها لثق ... أو الأساود من صم الأهاضيب)
(لكنتم معها إلبا وكان لها ... ناب بأسفل ساق أو بعرقوب)
(ولو أخاصم ذئبا في أكيلته ... لجاءني جمعهم يسعى مع الذئب)

(1/233)


986 - اظلم من صبي لأنه يسأل ما لا يقدر عليه
987 - من فلحس تفسيره في الفصل الثاني عشر
988 - من ليل من الظلم لأنه يستر الشيء الذي ينم عليه النهار ويظهره وقيل من الظلمة على طريق قولهم هو أعطاهم للدينار والدرهم أو يكون من قولهم ظلم الليل بمعنى أظلم
989 - من ورل ما تلقاه الحشرات من الأفعى تلقاه بعينه من الورل وهو يقوى على الحيات ويأكلها أكلا ذريعا
990 - أظمأ من حوت يزعمون انه يعطش في البحر قال
(الرجز)
(كالحوت لا يرويه شيء يلهمه ... يصبح ظمآن وفي البحر فمه) 991 - من رمل
الهمزة مع العين

992 - أعبث من قرد إذا رأى إنسانا يفعل شيئا اولع بحكايته

(1/234)


993 - أعبيط أم عارض يضرب في الاستعلام عن الجيد والردي
994 - اعتبر السفر بأوله يضرب في اعتبار الأمر بأول ما يكون منه إما خيرا وإما شرا
995 - اعتق من بر أي أقدم لأنه أول حب بذر في الأرض
996 - اعتى من الذئب
997 - اعجب حيا نعمه حي اسم رجل أتاه سائل فلم يعطه فشكاه فقيل له ذلك أي راقه ماله فبخل به عليك يضرب في البخل
998 - اعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقود يزعمون أن الثعلب رأى العنقود فرامه فلم ينله فقال هذا حامض قال
(الرمل)
(أيها العائب سلمى ... أنت عندي كثعاله)
(رام عنقودا فلما ... أبصر العنقود طاله)
(قال هذا حامض لما ... رأى أن لا يناله)

(1/235)


999 - أعجز من جاني عنب من الشوك من قول الحكيم من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة ولن تجبتني من شوكة عنبة
1000 - من مستطعم عنبا من الدفلى قال
(البسيط)
(هيهات جئت إلى دفلى تحركها ... مستطعما عنبا حركت فالتقط)
1001 - ممن قتله الدخان هو رجل كان يطبخ فغشيه الدخان فلم يتحول حتى قتله فجعلت باكيته تقول يا شاة وأي فتى قتله الدخان فقيل لها لو كان ذا حيلة تحول أي انتقل أو طلب الحيلة
1002 - من هلباجة وصفه أعرابي فقال هو الضعيف العاجز الأحمق الأخرق الجلف الكسلان الساقط لا مغنى فيه ولا غناء عنده ولا كفاية معه ولا عمل لديه وبلى يستعمل وضرره أشد من عمله ولا يحاضرن به مجلسا وبلى فليحضر ولا يتكلمن
1003 - اعجل من كلب الى ولوغه

(1/236)


1004 - أعجل من معجل اسعد تفسيره في الفصل العاشر
1005 - من نعجة إلى حو ض إذا رأت الماء لم تنثن بزجر حتى تواقعه
1006 - اعدل من الميزان
1007 - اعدى من الايم هو الحية أي أظلم وتفسيره في الفصل السابع عشر
1008 - من الثوباء من العدوى تبع شظاظ اللص رجلا فتثاءب فتثاءبت ناقته فتثاءب الرجل وقال
(الرجز)
(أعديتني فمن ترى أعداك ... لا حل من عفا ولا عداك)
فالتفت فرأى شظاظا في طلبه فأفلت
1009 - من الجرب يقال إن الريح تجري من الجربى على الصحاح فتعديها

(1/237)


1010 - اعدى من الحية
1011 - من الذنب من العدو والعداء والعداوة وتفسيره أيضا في هذا الفصل
1012 - من السليك هو عمير بن يثربى السعدي الذي يقال له سليك بن السلكة وسليك المقانب أحد الأغربة والسلكة أمه وهي في اللغة ولد الحجلة وكانت سوداء وهو والشنفرى أعدى من رؤي كانا يسبقان الأفراس ويصيدان الظباء عدوا وقيل عداءة العرب السليك والشنفرى والمنتشر بن وهب وأوفى بن مطر والمثل من بينهم سائر بالسليك والشنفرى
1013 - من الشنفرى
1014 - من ظليم إذا عدا مد جناحيه يجمع بين العدو والطيران
1015 - من عقرب من العدو والعداء والعداوة

(1/238)


1016 - أعدى من فرس
1017 - اعذب من ماء البارق هو السحاب ذو البرق وقال كثير
(الطويل)
(يصب على ناجودها ماء بارق ... وعاه صفا في رأس عنقاء عيطل)
1018 - من ماء الحشرج هو الحسى وقيل هو كوز لطيف صغير قال جميل
(الكامل)
(فلثمت فاها قابضا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج)
1019 - من ماء المفاصل تفسيره فى الفصل الرابع عشر
1020 - من ماء غادية هي السحابة التي تغدو
1021 - اعذر عجب كان القاضي شريح على طعام جيش وكان له أخ يسمى عجبا فقال له يوما لو زدتني فقال له شريح لا أستطيع قال بلى ولكنك عاق فهم بزيادته فنهوه فعندها قال ذلك يضربه المعتذر

(1/239)


عند وضوح عذره
1022 - اعذر من أنذر أي من حذرك ما يحل بك فقد بالغ في العذر
1023 - أعرض ثوب الملبس أي صار ذا عرض يضرب لمن جاء بقول مبهم غير محدود كمن يسأل عن نسبه فيقول أنا من ربيعة أو مضر ويروى بكسر الميم قال عبد الله بن الحجاج الثعلبي لعبد الملك في قصيدة يسأله العفو
(الكامل)
(أدنو لترحمني وتقبل توبتي ... وأراك تدفعني فأين المدفع)
فقال عبد الملك إلى النار فقال
(الكامل)
(ضاقت ثياب الملبسين فأولني ... عرفا وألبسني فثوبك أوسع)
فرمى إليه بمطرف خز
1024 - اعرضت القرفة أي عرضت التهمة بحيث لا يقدر على الإحاطة بها وهو أن يقول سرقني رجل من أهل خراسان أو العراق

(1/240)


ولم يصرح
1025 - أعرض من الدهناء هي رملة في بلاد بني سعد
1026 - أعرى من أصبع
1027 - من الأيم
1028 - من الحية
1029 - من مغزل لأن الغازلة لا تبقي عليه مما تلبسه من الغزل شيئا بل تنزعه عنه قال
(المتقارب)
(وأبلغ سلامان إن جئتها ... فلا يك شبها لها المغزل)
(يكسى الأنام ويعرى استه ... وينسبل من خلعه الأسفل
وقال النابغة
(الطويل)
(وعريت من مال وخير جمعته ... كما عريت مما تمر المغازل)

(1/241)


1030 - أعزب رأيا من حاقن في الحديث لا رأي لحاقن ولا حاقب ولا حازق
1031 - 00 عقلا من صارب هو في الغائط كالحاقن في البول
1032 - أعز من ابن الخصى لأنه ما لا يكون
1033 - 00 من است النمر راود رجل غلاما بدويا عن نفسه فقال له الغلام أما علمت امتناع است النمر وقد سبق تفسيره في الفصل السادس

1034 - 00 من الأبلق العقوق لأن الأبلق الذكر والعقوق الحامل قال النعمان لخالد بن مالك النهشلي وكان قد أسر قوما من بني مازن من يكفل بهؤلاء فقال خالد أنا فقال وبما أحدثوا قال نعم وإن كان الأبلق العقوق قال
(الخفيف)
(طلب الأبلق العقوق فلما ... لم ينله أراد بيض الأنوق)
1035 - أعز من الترياق

(1/242)


1036 - أعز من الزباء قال المفضل الضبى كانت الزباء امرأة من الروم وأمها من العمالقة وكانت تتكلم بالعربية وكانت ملكة على قنسرين والجزيرة وكان مدائنها على جانبي الفرات وهي التي قتلت جذيمة وحديثها معه يطول ذكره وإنه ليفتقر إلى إيراده لاشتماله على أمثال شتى فأوردت من كلمة عدي بن زيد العبادى في معناه ما أغنى عن التطويل واستقل بفائدة لم تتوقع وذلك قوله
(الوافر)
(دعا بالبقة الأمراء يوما ... جذيمة فانتجوا عصبا ثبينا)
(فلم ير غير ما ائتمروا سواه ... فشد لرحلة السفر الوضينا)
(فطاوع أمرهم وعصى قصيرا ... وكان يقول لو نفع اليقينا)
(لخطيبى التي غدرت وخانت ... وهن ذوات غائلة لحينا)
(فدست في صحيفتها إليه ... ليملك بضعها ولأن تدينا)
(فأردته ورغب النفس يروى ... ويبدى للفتى الحين المبينا)
(ففاجأها وقد جمعت فؤوجا ... على ابواب حصن مصلتينا)
(فقدمت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبا ومينا)
(وحدثت العصا الأنباء عنه ... ولم أر مثل فارسها هجينا)

(1/243)


(فبات نساؤه عجلا عليه ... مع الويلات يعلن الرنينا)
(ومن حذر الملاوم والمخازي ... وهن المنديات لمن منينا)
(أطف لأنفه الموسى قصير ... ليجدعه وكان به ضنينا)
(فأهواها لمارنه فأضحى ... حوال الوتر مجدوعا مشينا)
(مخالبة ابنة الرومي زبا ... وضلل حلمها الثبت الرصينا)
(أتاها كرتين بما أرادت ... فأصبح عند ربته مكينا)
(فأبلاها كما حسبت نصيحا ... فملكت الخزائن والقطينا)
(وردته بضعفي ما أتاها ... ولم تكبل على المال اليمينا)
(وقد غرت جذيمة ثم غرت ... وكان الدهر آونة فنونا)
(فصادفت امرأ لم تخش منه ... مخالبة وما أمنت أمينا)
(فلما ارتد منها ارتد صلتا ... يجر المال والصدر الضغينا)
(أتتها العير تحمل ما دهاها ... وقنع في المسوح الدارعينا)
(ودس لها على الإنفاق عمرا ... بشكته وما خشيت كمينا)
(فجللها عتيق الأثر عضبا ... يصك به الجوانح والجبينا)
(فأضحت من خزائنها كأن لم ... تكن زبا لحاملة جنينا)
(وأبرزها الحوادث والمنايا ... وأي معمر لا يبتلينا)
(ألم تر أن ريب الدهر يعلو ... أخا النجدات والحصن الحصينا)

(1/244)


1037 - أعز من الغراب الأعصم هو الذي إحدى يديه بيضاء وقيل هو الأبيض الجناحين وقيل هو الأحمر الرجلين وقيل هو الذي في رسغه بياض
1038 - 00 من القنوع
1039 - 00 من الكبريت الأحمر الكبريت قيل هو من الجوهر ومعدنه خلف بلاد تبت في وادى النمل الذى مر به سليمان عليه السلام ويقال إن تلك النمل تحفر أسرابا نبائثها كبريت أحمر
1040 - 00 من أم قرفة هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر امرأة مالك ابن حذيفة بن بدر وكان يعلق فى بيتها خمسون سيفا لخمسين محرما لها كلهم فارس شجاع
1041 - 00 من أنف الأسد تفسيره في الفصل السادس
1042 - 00 من بيض الأنوق تفسيره في الفصل الثاني

(1/245)


1043 - اعز من حليمة وهي بنت الحارث بن أبي شمر الغسانى الأعرج ملك الشام وهي التي أضيف إليها اليوم فقيل ما يوم حليمة لبر وذلك أن المنذر بن المنذر بن ماء السماء سار إلى الحارث بعرب العراق لقتاله فخرجت هى محضضة لعسكر ابيها وطيبتهم بعطر أخرجته لهم فى مراكن وهو أشهر أيام العرب يزعمون أن الغبار ارتفع حتى سد عين الشمس فظهرت الكواكب وقتل المنذر وكان ملك العراق
1044 - 00 من عقاب الجو
1045 - 00 من كليب وائل هو كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب بن وائل وهو سيد ربيعة وقائد نزار كلها وكان لا يظلم إلا القوي ويحمى الكلأ فلا يقرب ويجير الصيد فلا يهاج ويكنع قوائم كلب فيلقيه فى روضة تروقه فحيث بلغ عواء الكلب كان حمى لا يرعى ولهذا لقب بكليب واسمه وائل ولا يسبق أحد إلى الورد إلا بأمره وإذا وقع الحيا لم يحوض إنسان إلا على ما فضل عنه وإذا سبق إلى الماء أنهش الماتح الكلاب ولا يحتبى فى مجلسه غيره ولا يمر أحد بين يديه ولا يرفع الصوت عنده

(1/246)


قال مهلهل أخوه يرثيه
(الكامل)
(نبئت أن النار بعدك أوقدت ... واستب بعدك يا كليب المجلس)
(وتقاولوا في أمر كل عظيمة ... لو كنت شاهدهم بها لم ينبسوا)
1046 - اعز من مخ البعوص
- 1047 - 00 من مروان القرظ هو مروان بن زنباع العبسي كان حمى القرظ بعزه وقيل كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ
1048 - أعط القوس باريها قيل إن الرواية عن العرب باريها بسكون الياء لا غير يضرب في وجوب تفويض الأمر إلى من يحسنه ويتمهر فيه
1049 - أعطش من الحوت تفسيره في الفصل السابع عشر
1050 - 00 من الرمل
1051 - 00 من النقاقة ويروى من النقاق وهو الضفدع لأنه يموت إذا فارق الماء

(1/247)


1052 - اعطش من النمل لأنه في القفار حيث لا ماء
1053 - 00 من ثعالة هو رجل من بنى مجاشع خرج مع نجيح بن عبد الله ابن مجاشع فى غزاة ففوزا فلقم كل واحد منهما فيشلة الآخر وشرب بوله عند تمادى العطش بهما ثم ازداد عطشهما لملوحة البول فماتا وذكر ذلك جرير فى قوله
(الكامل)
(ما كان ينكر في غزى مجاشع ... أكل الخزير ولا ارتضاع الفيشل)
1054 - 00 من قمع
1055 - 00 اعطانى اللفاء عن الوفاء اللفاء النقصان يقال لفأته حقه وأصله من لفأت اللحم عن العظم ولفأت العود إذا قشرته يضرب في بخس الحقوق وهضمها
1056 - أعطاه بقوف رقبته هو جلدتها وقيل شعرها وقيل شىء يكون فى عظمها كالمخ وقيل هو القذال ويروى بصوف ويروى بطوف وهو مؤخرها من طافه بمعنى طفاه أي أتبعه والقوف أيضا

(1/248)


من قاف بمعنى قفا والمعنى أعطاه برمته وكليته لم ينقص منه شيئا وقيل معناه مكنه منه وملكه رقبته والباء على هذا مزيدة والهاء فى أعطاه راجعة إلى الرجل وفي رقبته إلى الشيء وعلى الأول الضميران يرجعان إلى الشيء والباء بمعنى مع
1057 - أعظم بركة من نخلة مريم قيل كانت نخلة العجوة
1058 - 00 في نفسه من ابن مزيقياء هو عمرو بن عامر مزيقياء صاحب سيل العرم ومن ولده ملوك جفنة والأنصار ولقب بذلك لأنه كان يلبس كل يوم حلة وإذا أمسى مزقها واستبدل أخرى قال حسان بن ثابت رضي الله عنه
(الوافر)
أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي ... ابوه عامر ماء السماء)
وقال عبد الله بن محمد بن ابى عيينة بن المهلب
(الوافر)
(أنا ابن مزيقيا عمرو إليه ... تناهى المجد والحسب اللباب)
تمزق كلما أمسى ثياب ... عليه وتستجد له ثياب)

(1/249)


1059 - اعظم في نفسه من فلحس تفسيره في الفصل الثاني عشر
1060 - اعقد من ذنب الضب كسا حضري بدويا ثوبا فقال له لأكافئنك على فعلك بما أعلمك كم في ذنب الضب من عقد قال لا أدرى قال فيه إحدى وعشرون عقدة
1061 - أعقر من بغلة ويروى أعقم
1062 - أعق من ذئبة تفسيره في الفصل السادس
1063 - 00 من ضب يريدون الضبة وعقوقها أنها تحمي بيضها أشد الحماية ثم إذا انفلق عن الحسول ظنتها بعض ما يتعرض لبيضها فقتلها حتى لا تتخلص منها إلا الشريد قال العملس بن عقيل بن علفة يخاطب اباه
(الوافر)
(أكلت بنيك أكل الضب حتى ... وجدت مرارة الكلأ الوبيل)
وقال آخر

(1/250)


(الرجز)
(أعق من ضب وأقسى من ظرب ... )
وقال آخر
(الرجز
(أعق من ضب يلوى بالذنب ... )
1064 - أعقل من ابن تقن كان من أدهى عاد وأعقلهم وراقت لقمان العادي إبل له فطلب بيعها منه فأبى فاحتال فى خرابتها مع مكره ودهائه فما صادف منه غرة قال
(الطويل)
(أتجمع إن كنت ابن تقن فطانة ... وتغبن أحيانا هنات دواهيا)
0165 - إعقلها وتوكل قاله النبى صلى الله عليه وسلم لرجل قال له أأعقل ناقتي أم أتوكل على الله في حفظها يضرب فى الأخذ بالحزم والاحتياط فى الأمور
1066 - أعكرتين بضفير العكرة نحو العركة أى أضربتين بنسع مضفور وانتصاب عكرتين بفعل مضمر كأنه أتعكر عكرتين قاله رجل لصاحبه

(1/251)


وقد فعل به ذلك فأغضبه يضرب لمن عاد في ما يكره
1067 - أعلق من الحناء
1068 - 00 من قراد
1069 - أعلل تخطب اي كل مرة بعد أخرى تسمن يضرب في إثمار كل فعل خيرا أو شرا ثمرته لا محالة
1070 - اعلم من ابن لسان الحمرة هو من بكر بن وائل مشهور بالعلم والفصاحة
1071 - 00 من دغفل هو ابن حنظلة بن يزيد بن عبدة الشيباني وكان نسابة علامة وقد سأله معاوية عن اشياء فخبره بها فقال بم علمت قال بلسان سؤول وقلب عقول على أن للعلم آفة وإضاعة ونكدا واستجاعة

(1/252)


فآفته النسيان وإضاعته أن يحدث به غير أهله واستجاعته أن صاحبه منهوم لا يشبع ونكده الكذب فيه وإياه أراد الكميت في قوله
(الوافر)
(فما ابن الكيس النمري فيكم ... ولا أنتم هناك بدغفلينا)
1072 - أعلى الله كعبه أي شرفه وجده يضرب في دعاء الخير
1073 - اعمر من ضب تفسيره في الفصل السادس
1074 - 00 من قراد من تكاذيبهم أنه يعيش سبع مائة سنة وذلك استطالة لعمره ضجرا به
1075 - 00 من لبد هو نسر لقمان العادي سماه لبدا معتقدا فيه أنه لبد فلا يموت ولا يذهب ويزعمون أنه حين كبر قال له انهض لبد فأنت نسر الأبد
1076 - 00 من معاذ هو معاذ بن مسلم مولى القعقاع بن

(1/253)


ثور صحب بني مروان في دولتهم ثم بني العباس فطعن فى مائة وخمسين سنة وليس المثل بقديم
1077 - اعمر من نسر يقال إنه يعيش خمس مائة سنة
1078 - 00 من نصر هو نصر بن دههمان عمر حتى خرف ثم عاد يافعا فنبتت أسنانه بعد الدرد واسود شعره بعد البياض وكان من سادة غطفان قال سلمة بن الخرشب الأنماري

(1/254)


(الطويل)
(كنصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وتعين حولا ثم قوم فانصاتا)
وعاد سواد الرأس بعد بياضه ... وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا)
(فعاش بخير في نعيم وغبطة ... ولكنه من بعد ذا كله ماتا)
1079 - أعمق من البحر
1080 - أعن صبوح ترقق أي تعرض وحقيقته أن يجعل الكلام رقيقا حتى يشف فيعرف ما وراءه من الغرض واصله أن رجلا ضاف قوما ليلا فغبقوه ثم قال إذا أصبحتموني غدوة أخذت طريق كذا فقالوا ذلك يضرب لمن أظهر شيئا وهو يريد غيره
1081 - أعور عينك والحجر أي يا أعور احفظ عينك واتق الحجر وأصله أن غرابا وقع على دبرة ناقة فكره صاحبها أن تثور وكره أن يترك الغراب فجعل يشير إليه بالحجر ويقول ذلك وقيل للغراب أعور لحدة بصره يضرب فى التحذير وقيل هو مثل فى التحذير من أمر يخاف العطب لأن الأعور إذا فقئت عينه الصحيحة بقى لا يبصر فهو

(1/255)


أحق بالحذر من غيره
1082 - أعيث من جعار هي الضبع سميت بذلك لكثرة جعرها ويقال إنها أفسد حيوان رئي
1083 - اعيا من باقل هو رجل إيادي اشترى ظبيا بأحد عشر درهما فسئل عن الثمن فأشار بأصابعه ودلع لسانه فشرد الظبى فلما عيروه بذلك قال
(المتقارب)
(يلومون في حمقه باقلا ... كأن الحماقة لم تخلق)
فلا تكثروا العذل في عيه ... فللعي أجمل بالأموق)
(خروج اللسان وفتح البنان ... أحب إلينا من المنطق)
وقال حميد الأرقط
(الطويل)
(أتانا وما داناه سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل)
(فما زال عنه اللقم حتى كأنه ... من العي لما أن تكلم باقل)
1084 - اعيا من يد فى رحم

(1/256)


1085 - أعييتني بأشر فكيف بدردر الأشر بضم الشين وفتحها تحدد الأسنان ورقة أطرافها وإنما يكون ذلك فى أسنان الأحداث فتفعله المرأة الكبيرة تشبها بهم والدردر مواضع منابت الأسنان قبل نباتها وبعد سقوطها وقصته في الفصل السادس
1086 - أعييتنى من شب إلى دب بضمهما وفتحهما والتنوين أي من حين شببت إلى حين دببت يعني من الصبا إلى الهرم ويروى من شب إلى دب بغير تنوين على طريق حكاية الفعل يضربان للبغيض قال مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري
(الكامل)
(يا ضل سعيك ما صنعت بما ... جمعت من شب إلى دب)
الهمزة مع الغين

1087 - إغترز في ركاب لا يؤديه إلا إلى هلكة اشتقاق الاغتراز من الغرز هو ركاب الرحل أى وضع رجله فى ركاب مطيئة توصله إلى ما فيه هلاكه يضرب في أمر يأخذ فيه الرجل لا يتوقع في مغبته إلا الشر

(1/257)


1088 - أغدة كغدة البعير وموتا في بيت سلولية وفد عامر ابن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على النبي صلى الله عليه وسلم فاستخف به فدعا عليه فأصابته غدة مرض منها فالتجأ إلى بيت امرأة من سلول فقال ذلك يضرب في خلتي إساءة تجتمعان على الرجل
1089 - أغدر من أم أدراص قال ابو عبيدة يقال وقع فى أم أدراص مضللة أي في موضع استحكام بلاء لأن أم أدراص جحرة محثية ملأى ترابا وغدرها نها تعثر بمن يطؤها ظنا منه أنها أرض مستوية قال عامر بن مالك الجعفري لقيس بن زهير
(الطويل)
(وما أم أدراص بأرض مضلة ... بأغدر من قيس إذا الليل أظلما)
1090 - 00 من ذئب
1091 - 00 من عتيبة بن الحارث نزل به أنس بن مرداس السلمي

(1/258)


فى صرم من بني سليم فشد على أموالهم وربطهم حتى افتدوا بالفداء الغالي قال العباس بن مرداس السلمي
(الكامل)
(كثر الخناء فما سمعت بغادر ... كعتيبة بن الحارث بن شهاب)
(جللت حنظلة الدناءة كلها ... ودنست آخر هذه الأحقاب)
1092 - أغدر من قيس بن عاصم هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر التميمي الحليم وكان يلقب بالبذغ ومعناه المتلطخ بالعذرة لغدره جاوره تاجر فأخذ متاعه وشرب خمره وسكر حتى جعل يتناول النجم ويقول
(البسيط)
(وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأن عثنونه أذناب أجمال)
وجبا صدقة بني منقر فلما بلغه موت النبى صلى الله عليه وسلم قسمها بين قومه وقال
(الطويل)
(ألا بلغا عني قريشا رسالة ... إذا ما أتتهم مهديات الودائع)
حبوت بما صدقت في العام منقرا ... وأيأست منها كل أطلس طامع)
ثم ارتد وصار مؤذنا لسجاح بنت عقفان المتنبية

(1/259)


1093 - أغدر من كناة الغدر هم بنو سعد كانوا يكنون عن الغدر بكيسان اسم وضعوه له وقال النمر بن تولب
(الطويل)
(إذا كنت في سعد وأمك منهم ... غريبا فلا يغررك خالك من سعد)
(إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد)
قال ابو الندى أصل هذا أن بعض بني زرارة خرج بعير لكسرى يطلب بها اليمن فحدثت سعد أنفسها بأخذها فقال بعض شيوخهم أتغدرون بابن عمكم وهو فيها فأجابه بعضهم الغدر فى بعض المواطن أكيس فجعلوا شعارهم كيسان
1094 - أغرب من غراب
1095 - أغر من الأماني قال
(الرجز)
(إن الأماني غرر ... والدهر عرف ونكر)
(من سابق الدهر عثر ... )

(1/260)


1096 - أغر من الدباء هو القرع وفي مثل آخر لا يغرنك الدباء وإن كان في الماء قاله أعرابي أكل قرعا فى طعام حار فأحرق فاه وكأنه إنما قال ذلك ضجرا به أى انته عنه ولا تأكله ولو كان قد غمس فى ماء يزيل حرارته ويبرده وعلى هذا يمكن أن يصحح قول من قال أحر من القرع بسكون الراء وذهب إلى الدباء
1097 - 00 من السراب يحسبه الظمآن ماء
1098 - 00 من ظبي مقمر يغتر بالقمراء فلا يحترز حتى تأكله السباع وقيل إنه يعشى فى القمراء فصيده يكون أسهل منه في الظلمة
1099 - أغزل من العنكبوت من الغزل
1100 - 00 من امرىء القيس من الغزل
1101 - 00 من سرفة من الغزل
1102 - 00 من فرعل من الغزل وهو ولد الضبع قال

(1/261)


(الطويل)
(ملاحم منها بالرحوب وغيرها ... إذا ما رآها فرعل الضبع كبرا)
1103 - أغشم من السيل
1104 - أغلظ من حمل الجسر
1105 - أغلم من تيس بني حمان هم يدعون أن تيسهم فقط سبعين عنزا بعد ما فريت أوداجه وحمان من بني تميم واسمه عبد العزى بن كعب ولقب بذلك لأنه كان يحمم شفتيه أى يسودهما ويحكى أن مالك بن مسمع قال للأحنف هازلا يفتخر بالربعية على المضرية لأحمق بكر بن وائل أشهر من سيد بني تميم أراد بالأحمق هبنقة وبالسيد الأحنف فقال الأحنف وكان لقاعة لتيس بني حمان أشهر من سيد بكر بن وائل يعني مالك بن مسمع قال
(الطويل)
(وألهى بني حمان عسب عتودهم ... عن المجد حتى أحرزته الأكارم)
1106 - 00 من خوات تفسيره في الفصل السابع

(1/262)


1107 - أغلم من سجاح تفسيره في الفصل الحادي عشر
1108 - 00 من ضيون
1109 - 00 من هجرس
1110 - أغلى فداء من بسطام بن قيس أسره عينة بن الحارث فافتدي بأربع مائة ناقة وثلاثين فرسا
1111 - أغلى فداء من حاجب بن زرارة هو زيد بن زرارة وكنيته ابو عكرشة وإنما لقب بحاجب لعظم حاجبيه اسره ذو الرقيبة والزهدمان فافتدى منهم بألفي ناقة وألف أسير يطلقهم لهم قال الباهلي
(البسيط)
(حتى افتدوا حاجبا منا وقد جعلت ... سمر القيود بساقي حاجب أثرا)
(بألف عبد وألفي رائم جعلوا ... أولادهن لنا من لؤمهم جزرا)
ولم يسمع بملك ولا سوقة افتدى بفدائه

(1/263)


1112 - أغنج من مقنعة ويروى مفنقة أى منعمة
1113 - أغنى عن الشيء من الأقرع عن المشط قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان
(الرجز)
(قد كنت أغنى ذي غناء عنكم ... كالمشط أغنى الناس عنه الأقرع)
1114 - 00 عن الشيء من التفة عن الرفة التفة عناق الأرض والرفة حطام التبن وأصلهما تفهة ورفهة ويروى من التفه عن الرفه بالهاء جمع تفهة ورفهة والمعنى أن عناق الأرض ليست تغتذي إلا باللحم فهي مستغنية عن غيره
1115 - أغوص من قرلى تفسيره فى الفصل السادس
1116 - أغوى من غوغاء هو الجراد إذا ماج بعضه فى بعض قبل أن يطير

(1/264)


1117 - أغبر من الجمل
1118 - 00 من الفحل
1119 - 00 من ديك
1120 - أغيرة وجبنا تخلف المثنى بن حارثة عن القتال يوم الفساد ثم رأى امرأته تنظر إلى الفرسان فضربها فقال ذلك يضرب في خلتي السوء
الهمزة مع الفاء

1121 - إفتد مخنوق يضرب فى الحث على تخليص الرجل نفسه من الأذى والشدة
1122 - أفتك من البراض هو البراض بن قيس الكناني نفاه أهله لخلاعته

(1/265)


فوفد على النعمان فقال ذات يوم من يجيز لطيمتي إلى عكاظ فقال له البراض أنا المجيز بها على الحيين قيس وكنانة فقال الرحال وهو عروة بن عتبة الكلابي سمي رحالا لأنه كان وفادا على الملوك أهذا العيار الخليع يكمل لأن يجيز لطيمة الملك أنا المجيز بها على اهل الشيح والقيصوم من نجد وتهامة فرحل بها وأتبعه البراض ففتك به وضربه ضربة خمد منها واستاق العير فبسببه هاجت حرب الفجار
1123 - أفتك من الجحاف قصته فى الفصل الثالث عشر
1124 - 00 من الحارث بن ظالم ابن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة الفارس الوافي الفاتك قصته فى الفصل الثانى عشر
1125 - 00 من عمرو بن كلثوم ابن مالك بن عتاب الشاعر كان يقال فتكات الجاهلية ثلاث فتكتا البراض والحارث وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند الملك قتله في دار ملكه بين الجيرة والفرات وهتك سرادقة وأنهب رحله وانصرب بالتغالبة موفورا لم يكلم هو ولا واحد من قومه وفتكات الإسلام ثنتان فتكة عبد الملك بن مروان بعمرو بن سعيد بن العاص

(1/266)


وفتكة المنصور بأبي مسلم
1126 - أفحش من فاسية هي الخنفساء
1127 - 00 من فالية الأفاعي زعم ابو الدقيش أنها سيدة الخنافس رقطاء ضخمة تكون في الصحاري
1128 - 00 من كلب لأنه يهر على الناس قال
(الرجز)
(وصاحب صاحبته خب وكل ... ضلولة لا يهتدي إذا ارتحل)
(كأن ريح الثوم أو ريح البصل ... منه وريح ظربان أو جعل)
(أو جيفة ينهل منها ويعل ... أفحش من كلب وأعيا من جمل)
1129 - أفرخ روعك أي زال فزعك وانكشف قال عمر بن أبي ربيعة
(الطويل)
(فقالت وقد لانت وأفرخ روعها ... كلاك بحفظ ربك المتكبر)
وقال ذو الرمة
(البسيط)
(ولي يهذ انهزاما وسطها زعلا ... جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب)
ويروى عن روعك وهو القلب وأفرخ من قولهم أفرخت البيضة إذا خرج

(1/267)


منها الفرخ أي صار قلبك في خلوة عن الخوف كالبيضة في خلوها عن الفرخ وصاحب هذه الرواية يقول في قوله أفرخت عن روعة الكرب إنه مقلوب عن افرخ روعه عن الكرب قال حارثة بن بدر الغداني
(الرجز)
(وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة ... من الروع أفرخ أكثر الروع باطله)
1130 - أفرخ قيض بيضها المنقاض أي المنكسر يضرب في انكشاف الأمر وزوال غطائه
1131 - افرخوا بيضتهم انتصاب بيضتهم على التمييز على حد قوله عز وجل {إلا من سفه نفسه} وقولهم غبن رأيه لأن أفرخ غير متعد كما سبق وأصل الكلام أفرخت بيضتهم أى خرج فرخها وهو مثل لانكشاف الأمر وظهور السر ثم اسند الفعل إلى ضمير القوم وأتى بالبيضة منصوبة للتبيين
1132 - أفرس من بسطام بن قيس هو ابو الصهباء فارس بكر ورئيسها

(1/268)


الذي رثى بقوله
(الوافر)
(لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول)
1133 - أفرس من سم الفرسان هو عتيبة بن الحارث بن شهاب فارس تميم وكان يلقب أيضا بصياد الفوارس والعرب تقول لو أن القمر سقط من السماء ما التقفه غير عتيبة لثقافته قال ذو الغلصمة العجلي يرثيه
(الطويل)
(عتيبة صياد الفوارس عريت ... ظهور جياد بعده وركاب)
(ألا ايها الحي المؤمل عيشة ... ألا كل حي بعده لذهاب)
1134 - 00 من صياد الفوارس
1135 - 00 من عامر بن الطفيل هو ابن أخي عامر ملاعب الأسنة أفرس أهل زمانه وأسودهم وكان له مناد ينادي بعكاظ هل من راجل فأحمله أو جائع فأطعمه او خائف فأومنه وقف جبار بن سلمى على قبره فقال انعم ظلاما ابا على فوالله لقد كنت تشن الغارة وتحمي الجارة سريعا إلى المولى بوعدك بطيئا عنه بوعيدك وكنت لا تضل حتى يضل

(1/269)


النجم ولا تهاب حتى يهاب السيل ولا تعطش حتى يعطش البعير وكنت والله خير ما تكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا ثم التفت فقال هلا جعلتم قبر أبي على ميلا فى ميل
1136 - أفرس من ملاعب الأسنة هو ابو براء عامر بن مالك بن جعفر فارس قيس وإنما لقب بذلك لأنه بارز ضرار بن عمرو فصرعه كرات فقال له من أنت يا فتى كأنك ملاعب الأسنة فلزمه الاسم وقيل لقب بذلك لقول أوس بن حجر يعير أخاه طفيل بن مالك وقد خذله يوم السوبان
(الطويل)
(لعمرك ما آسى طفيل بن مالك ... بنى أمه إذ ثابت الخيل تدعي)
وودع إخوان الصفاء بقرزل ... يمر كمريخ الوليد المقرع)
(فرارا واسلمت ابن أمك عامرا ... ملاعب اطراف الوشيج المزعزع)
1137 - أفرغ من حجام ساباط كان بساباط المدائن حجام يحجم أهل البعوث نسيئة بدانق إلى أن يقفلوا وكان يفرغ الأسبوع والأسبوعين فيخرج أمه فيحجمها ليرى أنه مشتغل حتى أنزف دمها فماتت وقيل حجم مرة أبرويز فحباه ما أغناه فبقى فارغا مكفيا فضرب به المثل

(1/270)


1138 - أفرغ من فؤاد أم موسى من قوله عز وجل {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}
1139 - 00 من يدتفت الرمع هى الحجارة الرخوة
1140 - أفسد من أرضة بلحبلى يراد بني الحبلى وهم حي من الأنصار والأرضة دويبة بيضاء كالنملة تأكل الخشب
1141 - 00 من الأرضة
1142 - من الجراد ليس في الحيوان أكثر فسادا لما يتقوت به الإنسان منه
1143 - 00 من الجرذ
1144 - 00 من السوس ويروى من السوس في الصوف
1145 - 00 من الضبع هي فوق الذئب في العيث إذا وقعت في الغنم ولإفراطها فى الفساد استعاروا اسمها للأزمة فقالوا أكلتنا الضبع ويقال

(1/271)


إن الذئب والضبع إذا اجتمعا في الغنم تمانعا فتسلم الغنم ومن ثم قالت العرب اللهم ضبعا وذئبا
1146 - أفسد من القمل هو شيء يقع في الزرع قبل أن يسنبل فيأكله وقيل الدبا وقيل الذر وقيل الحمنان
1147 - 00 من بيضة البلد
1148 - أفسى من الظربان هى دويبة فوق جرو الكلب تفسو فى جحر الضب فيدار به فيخرج فتأكله ويوغل الضب فى جحره فرقا منها وتفسو في الهجمة فتتفرق ولهذا دعيت مفرق النعم وتفسو فى الثوب فتبقي فيه الريح إلى أن يبلى وتقول العرب لمتفاحشين يتجاذبان جلد الظربان ويتماسان ظربانا
1149 - 00 من خنفساء
1150 - 00 من عبدي النسبة إلى عبد القيس وقصتهم في الفصل الخامس

(1/272)


1151 - أفسى من نمس سبع من أخبث ما يكون من السباع منتن الرائحة
1152 - أفصح من العضين هما دغفل بن حنظلة الشيباني وزيد بن الكيس النمري والعض المنكر الداهية قال
(الطويل)
(أحاديث من عاد وجرهم ضلة ... يثورها العضان زيد ودغفل)
1153 - أفصى عنه الشتاء أي زال عنه القحط والشدة وصار إلى الخضب والسعة يضرب لمن احتمل المشقة حتى أصاب فى غبها الأمنية
1154 - أفضيت إليه بشقوري أي بثي وهمي ويروى بضم الشين وهو جمع شقر بوزن قفر وهي الأمور المهمة الشديدة واشتقاقها من الشقرة والحمرة من وصف الشديد يضرب في الاطلاع على مكنونات السرائر
1155 - أفق قبل أن يحفر ثراك أي قبل أن تطلب عيوبك ويفتش عن مثالبك فتظهر قال ابو طالب

(1/273)


(الطويل)
(أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ... ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب)
1156 - أفقر من العريان هو العريان بن شهلة الطائي التمس الغنى عمره ولم يزدد إلا فقرا
1157 - 00 من ود هو الوتد وقيل هو اسم رجل كان فقيرا
1158 - أفلت بجريعة الذقن الجريعة تصغير الجرعة وهي المقدار الذى يجترع أي يبتلع من الماء مرة والذقن مجتمع اللحيين والباء للتعدية يقال أفلت به إذا نجاه والمعنى انه لم يبق من نفسه إلا قليل شبه الجريعة وأنه خرج منه إلى الفم وصار منه في مجتمع اللحيين مشفيا على الخروج من فمه فأفلت به اى نجى بقية روحه القليلة وهى قريبة من الانزهاق ويروى جريعة الذقن بحذف الباء وإيصال الفعل كقوله عز وجل {واختار موسى قومه} ويروى بجريعاء الذقن قال مهلهل
(المنسرح)
(ملنا على وابل وأفلتنا ... أخو عدى جريعة الذقن)
1159 - 00 وانحص الذنب تأذى معاوية بجوار كنيسة بنى له قصر حيالها

(1/274)


فاحتال عليها بالتخريب بأن أرسل رجلا إلى قيصر ليؤذن بين يديه ففعل فهم بقتله فقيل له إن فعلت ذلك لم يبق في بلاده نصرانيا فرجع الرجل سالما فقال معاوية ذلك فقال الرجل كلا إنه ليهلبه يضربان لمن أفلت عن الشدة بعد الإشفاء عليها
1160 - أفلت وله حصاص هو شدة العدو وقيل الضراط يضرب لمن نجا من الشدة على خوف وفرق
1161 - أفلس من ابن المذلق هو رجل من بنى عبد شمس فقير مدقع ما كان يحصل على بيتة ليلة وآباؤه واجداده كذلك قال
(الطويل)
(فانك إذ ترجو تميما لنصرها ... كراجي الندى والعرف عند المذلق)
1162 - 00 من ضارب قحف استه ويروى لحف استه ولقف استه وهو شقها أي لا يجد لباسا فيحصف
1163 - افواهها مجاسها هي أفواه الإبل يعني انها إذا أحسنت

(1/275)


الأكل دلت على سمنها بذلك فاستغني عن ضبثها بالأيدي يضرب في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها ويروى احناكها مجاسها قال أبو زيد إذا طلبت كلأ جست برؤوسها وأحناكها فان وجدت مرتعا رمت برؤوسها فرتعت وإلا مرت والمجاس على هذا المواضع التى يجس بها
1164 - أفيل من الرأي الدبرى هو الذي يسنح بعد فوت الأمر والرأي الفائل المخطىء الضعيف
الهمزة مع القاف

1165 - أقبح أثرا من الحدثان
1166 - 00 من السحر
1167 - 00 من الغول
1168 - 00 من تيه بلا فضل
1169 - 00 من خنزير

(1/276)


1170 - أقبح من زوال النعمة
1171 - 00 من قرد
1172 - 00 من قول بلا عمل
1173 - 00 من من على نيل
1174 - أقتل من السم
1175 - اقدح بدفلى فى مرخ ثم شد بعد أو أرخ ويروى إقدح بعفار أو مرخ ثم شد إن شئت أو أرخ ويروى أرخ يديك واسترخ إن الزناد من مرخ هذه الشجرة أسرع شىء سقوط نار والمعنى أنك إذا حاولت أن تقتدح منها نارا فلا تكددها ولا تحمل عليها فإنها أسرع وريا من ذلك يضرب للرجلين الفاحشين إذا حمل أحدهما على صاحبه لم يلبثا أن يقع بينهما شر
1176 - أقد من شفرة قال

(1/277)


(المتقارب)
(أقد لنعماك من شفرة ... وأقطع في كفرها من جلم)
1177 - اقدر بذرعك أي قدر بطاقتك والذرع في الأصل مصدر ذرع البعير بيده في سيره يضرب فى وجوب تحمل المرء ما هو طوقه وألا يتجاوز ذلك قال الأعشى
(الكامل)
(فاقدر بذرعك أن تحين ... وكيف بوأت القداره) وقال آخر (البسيط)
(يا عجبا لامرىء ظلت مراجله ... تعمى إلى أعاليهن بالزبد)
اقدر بذرعك إني لن يقومني ... قول الضجاج إذا ما كنت في أود)
1178 - أقدم من البر نفسيره في الفصل الثامن عشر
1179 - أقدر من معباة هى خرقة الحائض

(1/278)


1180 - أقرب من البعث
1181 - 00 من حبل الوريد
1182 - 00 من عصا الأعرج
1183 - 00 من يد إلى فم قال زهير
(الطويل)
(بكرن بكورا واستحرن بسحرة ... فهن لوادي الرس كاليد للفم)
1184 - أقر صامت يضرب لمن سئل عن شيء فصمت فدل صمته على اعترافه
1185 - اقرش من المجبرين هم هاشم وعبد شمس ونوفل والمطلب بنو عبد مناف بن قصي سموا بذك لأن الله تعالى جبر بهم قريشا وذلك

(1/279)


أنهم وفدوا على الملوك فأخذوا العصم أخذ لهم هاشم حبلا من ملوك الشام حتى اختلفوا إلى الشام وعبد شمس حبلا من النجاشى الأكبر حتى اختلفوا إلى أرض الحبشة ونوفل حبلا من ملوك الفرس حتى اختلفوا إلى فارس والمطلب حبلا من ملوك حمير حتى اختلفوا إلى أرض اليمن والقرش الكسب وبهذا سميت قريشا
1186 - أقرى من آكل الخبز هو عبد الله بن حبيب العنبرى سيد بلعنبر وإذا افتخروا قالوا منا آكل الخبز ومجير الطير كان يأكل الخبز دون اللبن والتمر والخبز عندهم ممدوح ولهذا مدحوا هاشما حين هشم الثريد لقومه ويحكى أن هوذة بن علي الحنفي دخل على أبرويز فقال له أي أولادك أحب إليك قال الصغير حتى يكبر والغائب حتى يقدم والمريض حتى يبرأ قال فما غذاؤك ببلدك قال الخبز فقال هذا عقل الخبز لا عقل اللبن والتمر فمن ثم تمدحوا بأكل الخبز
1187 - 00 من أرماق المقوين هم كعب وحاتم وهرم لأنهم

(1/280)


كانوا بجودهم يحيون الهلاك ويطعمون من نفد زاده
1188 - أقرى من حاسي الذهب هو عبد الله بن جدعان التيمي وإنما سمي حاسي الذهب لأنه كان يشرب في إناء من ذهب وفد على كسرى فأكرم مثواه وأطعمه بين يديه ثم أمره برفع الحوائج فقال جارية تعمل لي ما أكلت عند الملك فأمر له بجارية وألطاف وانصرف إلى مكة فاتخذ فالوذا كثيرا أطعم الناس منه وهو أول فالوذ عمل ببلاد العرب قال فيه ابو الصلت
(الوافر)
(له داع بمكة مشمعل ... وآخر فوق دارته ينادي)
(إلى ردح من الشيزى ملاء ... لباب البر يلبك بالشهاد)
1189 - 00 من زاد الركب سموا مسافر بن أبي عمرو بن أمية وأبا أمية بن المغيرة والأسود بن المطلب أزواد الركب لأنهم كانوا إذا سافر معهم قوم لم يتزودوا حكى أن قوما من أزد عمان قدموا على سليمان النبي عليه السلام في دينهم ودنياهم فلما هموا بالانصراف سألوه الزاد فأعطاهم فرسا من خيله وقال إذا نزلتم منزلا فاحملوا عليه من شئتم ليأتيكم بالصيد قبل أن توروا النار فكان كذلك فسموه زاد الركب ومنه انتشر

(1/281)


عتاق الخيل في العرب
1190 - أقرى من عيث الضريك هو قتادة بن مسلمة الحنفي والضريك البائس الهالك بسوء الحال قال الكميت
(الكامل)
إذ لا تبض إلى الضرائك ... والشرائك كف حائر)
1191 - 00 من مطاعيم الريح
1192 - أقسى من الحجر قال عمر بن أبي ربيعة
(الرمل)
(عمرك الله أما ترحميني ... إنما قلبك أقسى من حجر)
1193 - 00 من صخرة
1194 - إقشعرت عنه الذوائب ويروى الدوائر وهي جمع دائرة

(1/282)


الرأس وهي الشعر الذي يستدير على قرنيه يضرب في الجبان إذا فزع من الشيء
1195 - أقصد من اليد إلى الفم
1196 - أقصر لما أبصر يضرب في الإنابة بعد الاجترام وما فيه من الرشاد
1197 - أقصر من ابهام حبارى
1198 - من إبهام الضب
1199 - 00 من ابهام القطاة قال جرير
(الطويل)
(ويوم كابهام القطاة مزين ... إلى صباه غالب لي باطله)
1200 - 00 من أنملة
1201 - 00 من حبة
1202 - 00 من زب نملة

(1/283)


1203 - أقصر من ظاهرة الفرس هي السقي كل يوم ولا بد للفرس منه
1204 - 00 من غب الحمار ويروى من ظمء الحمار والغب بعد الظاهرة
1205 - 00 من فتر الضب
1206 - اقصته شعوب أي دنت منه المنية يضرب لمن أشرف على الموت لمرض أصابه ثم انتعش ونجا ضربه حتى أقصه من الموت أي أدناه منه ويقال قصه الموت وأقصه بمعنى
1207 - أقصف من بروقة تفسيره في الفصل الخامس عشر
1208 - أقضى من الدرهم
1209 - أقطع من البين
1210 - 00 من الجلم

(1/284)


1211 - أقطف من أرنب القطوف مقاربة الخطو قطف يقطف والأرنب قصيرة الكراع قطوف ولذلك تسرع فى الصعود فلا يلحقها من الكلاب إلا ما كان قصير اليد وهو محمود في الكلاب أنشد الجاحظ
(الكامل)
(زعمت غدانة أن فيها سيدا ... ضخما يواريه جناح الجندب)
(يرويه ما يروي الذباب فينتشي ... سكرا ويشبعه كراع الأرنب)
1212 - 00 من حلمة
1213 - 00 من ذرة
1214 - 00 من فريخ الذرة
1215 - 00 من نملة
1216 - أقفر من أبرق العزاف هي رملة لبني سعد يسرة عن طريق الكوفة قريبة من زرود يزعمون أن فيها الجن
1217 - 00 من برية خساف

(1/285)


1218 - اقفط من تيس البياع مثله في الفصل الثاني والقفط السفاد
1219 - 00 من تيس بنى حمان تفسيره فى الفصل التاسع عشر
1220 - اقلب قلاب يضرب للفصيح الذي يقلب لسانه فيضعه حيث شاء وقيل يضرب لمن تفرط منه سقطة فيتلافاها بقلبها إلى غير معناها وأصله أن زهير بن جناب الكلبي وفد على ملك ومعه أخوه عدى فشكا إليه الملك علة بأمه فقال له عدي ايها الملك اطلب لها كمرة حارة فغضب وامر بقتله فقال زهير أيها الملك إنما أراد الكمأة فانا نسخنها ونتداوى بها فى بلادنا فاسترده الملك وذكر له قول زهير فنظر عدي إلى أخيه وقال ذلك
1221 - أقلل طعاما تحمد مناما
1222 - اقل في اللفظ من لا
1223 - 00 من تبنة فى لبنة

(1/286)


1224 - أقل من لا شيء في العدد
1225 - 00 من واحد ويروى من أوحد
1226 - اقود من ظلمة هي امرأة من هذيل فجرت شبابها حتى عجزت ثم قادت حتى أقعدت ثم اتخذت تيسا فكانت تطرقه الناس وتقول إني أرتاح إلى نبيبه على ما بى من الهرم وكانت تقول إذا مت فأحرقونى واتربوا كتب الأحباب بالرماد فإنهم يجتمعون لا محالة ولتذره الخاتنات على احراح الصبيات فانهن يلهجن يالزب ما عشن قال ابن يسار الكواعب
(المتقارب)
(بليت بورهاء زنمردة ... تكاد تقطرها الغلمه)
(تنم وتعضه جاراتها ... وأقود بالليل من ظلمه)
(فمن كل ساع لها ركلة ... ومن كل جار لها لطمه)
1227 - 00 من ظلمة لإخفائها أهل الريبة
1228 - 00 من ليل

(1/287)


1229 - أقود من مهر لأنه إذا قيد عارض قائده وسبقه
الهمزة مع الكاف

1230 - اكبرا وامعارا يضرب لمن جمع كبر السن مع الافتقار قال عدى بن زيد العبادى
(المديد)
(ليس يفنى عيشه أحد ... لا يلاقي فيه إمعارا)
أي فقرا وشدة
1231 - اكبر من عجوز بني إسرائيل قيل هي شارخ بنت أدشير بن يعقوب عليه السلام بلغت مائتين وعشرين سنة فكلما مضت لها سبعون عادت جارية وكانت تكون مع يوسف عليه السلام
1232 - 00 من لبد تفسيره في الفصل الثامن عشر
1233 - اكتم من الارض
1234 - اكثر من الدبا هو الجراد قبل نبات أجنحتها الواحدة دباة قال

(1/288)


(الطويل)
(ومبثوثة بث الدبا مسبطرة ... رددت على بطائها من سراعها
1235 - أكثر من الرمل
1236 - 00 من الغوغاء هى الجراد
1237 - 00 من النمل
1238 - 00 من تفاريق العصا تفسيره في الفصل الثاني
1239 - إكذب النفس إذا حدثتها أي حدثها بالظفر وبلوغ الآمال إذا هممت بأمر لتنشطها للاقدام ولا تناغها بالخيبة فتثبطها يضرب في الحث على الجسارة قال لبيد
(الرمل)
(واكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزرى بالأمللأ
1240 - اكذب من اخيذ الجيش يأخذونه فيستدلونه على قومه فيكذبهم بجهده

(1/289)


1241 - أكذب من اخيذ الديلم
1242 - 00 من اسير السند يزعم الخسيس منهم إذا أخذ أنه ابن ملك
1243 - 00 من الأخيذ الصبحان هو المصطبح لبنا يقال رجل غديان وعشيان وصبحان وقيلان وأصله أن أسيرا سأله الآسرون عن قومه فقال هم على ليال قطعن فبدر اللبن فعلم أنه كذب وأنهم قريب فأغاروا عليهم وقيل الأخيذ الفصيل المتخم يقال أخذ أخذا وكذبه أن شدة حرصه تحمله على الارتضاع فيوهم أنه جائع وهو متخم ممتلىء وقيل إن المراد بالكذب الجبن يقال كذب الرجل وكذب إذا عرد وجبن والمعنى أنه أضعف وأجبن من الحوار الذي أفرط به الري حتى اتخم ووهن والحوار مضروب به المثل في الضعف يقال أضعف من حوار وقد سبق فاذا اتخم كان ذلك أضعف له وقيل معناه أنه يصد عن القتال لجبنه كما يصد الفصيل الريان إذا أدني من أمه عن ارتضاعها وقيل الصبحان الممنو بالصباح وهو الغارة وأن الأسير يحدث القوم فيقول فعلت وفعلت فليس فيهم من عرفه فينكر عليه فيتخرق في الدعاوي العريضة والانتحالات الطويلة

(1/290)


1244 - اكذب من السالئة لأنها تقول إذا سلأت السمن قد ارتجن وهي كاذبة في ذلك مخافة العين
1245 - 00 من الشيخ الغريب يتزوج في غربة وهو ابن سبعين فيزعم أنه ابن أربعين
1246 - 00 من المهلب بن ابي صفرة كان على كونه كذابا قموص الحنجرة يمزق فروة كل كاذب ويبالغ فى ذمه وعيبه وكان لقب براح يكذب لأنه ربما وضع الحديث في أيام الخوارج ثم راح إلى حي من الازد ينزلون قريبا منه ليحدثهم به فإذا رأوه قالوا راح يكذب قال واثلة السدوسي
(الطويل)
(إذا ثار ركب أو تغنت حمامة ... فأير حمار في است المهلب)
(اعيور مشنوء يخالف قوله ... كما وصفوه لي إذا راح يكذب)
وقال آخر
(الوافر)
(تبدلت المنابر من قريش ... مزونيا بفقحته الصليب)
(وأصبح قافلا كرم وجود ... وأصبح قادما كذب وحوب)

(1/291)


1247 - اكذب من اليهير هو السراب
1248 - 0 من حجينة كان أكذب عربي ولعله الذي سبق ذكره الفصل السادس
1249 - 00 من دب ودرج الدبيب للحى والدروج للميت يقال درج القوم إذا انقرضوا أى أكذب الأحياء والأموات
1250 - 00 من صبى لا يميز فهو يتحدث بما يعن له
1251 - 00 من سهيلة هى الريح
1252 - 00 من صنع ما زال الصناع مشتهرين بالأكاذيب والمواعيد الباطلة والتسويف بما يستصنعونه إلى غد وبعد غد وقيل إن الصانع يرجف بالخروج كل يوم وهو مقيم ولذلك ضربوا المثل بالقين
1253 - 00 من فاختة لأن حكاية صوتها هذا أوان الرطب ولما يطلع الطلع قال

(1/292)


(الرجز)
(أكذب من فاختة ... تقول وسط الكرب)
(والطلع لم يبد لها ... هذا أوان الرطب)
1254 - اكذب من قيس بن عاصم سبق ضرب المثل به في الغدر والكذب والغدر من واد واحد قال زيد الخيل
(الطويل)
(فلست بفرار إذا الخيل أحجمت ... ولست بكذاب كقيس بن عاصم)
1255 - 00 من مجرب وهو الذي جربت إبله لأنه يخاف أن يطلب من هنائه فيقول أبدا ليس عندي هناء
1256 - 00 من مسيلمة
1257 - 00 من نمية هي الفاختة
1258 - 00 من يلمع هو السراب وقيل هو حجر يبرق من بعيد فيظن ماء وقيل البرق الخلب

(1/293)


1259 - اكرم من الأسد لأنه إذا شبع تجافى عما يمر به ولم يتعرض له
1260 - 00 من العذيق المرجب تصغير عذق وهو النخلة والمرجب المدعوم وإنما يدعم لكثرة حمله وذاك كرمه وأكثر العرب تنكره فتقول من عذيق مرجب
1261 - 00 من نجر الناجيات نجره أي أكرم أصل الإبل السراع أصله يضرب للكريم
1262 - 00 اكره من العلقم
1263 - 00 من خصلتي الضبع تزعم الأعراب أن ضبعا صادت ثعلبا فقال مني علي أم عامر قالت قد خيرتك يا با الحصين خصلتين قال وما هما قالت إما أن أقتلك وإما أن آكلك قال أما تذكرين حين نكحتك بهوة دابر قالت متى وفغرت فاها فأفلت الثعلب فضربت العرب خصلتيها مثلا فيما لا خيرة فيه لمختار
1264 - اكسب من ذئب تفسيره في الفصل السادس

(1/294)


1265 - اكسب من ذر تفسيره فى الفصل الخامس
1266 - 00 من فار
1267 - 00 من فهد يقال إن الفهود الهرمى العاجزة عن الصيد تجتمع على الفتى فيصيد لها كل يوم ما يكفيها
1268 - 00 من نمل يقال إن هذه الثلاثة أدأب الحيوان في الكسب
1269 - اكسفا وإمساكا الكسف من قولك رجل كاسف الوجه أى عابسه يضرب لمن يجمع بين عبوس الوجه وبخل اليد
1270 - اكسى من البصل هو متضاعف القشر
1271 - اكفر من حمار أنشد المبرد
(الوافر)
(ألم تر أن حارثة بن بدر ... يصلي وهو أكفر من حمار)
(ألم تر أن للفتيان حظا ... وحظك في البغايا والعقار)
وقصته في الفصل السابع

(1/295)


1272 - أكفر من ناشرة رجل كان استنقذه همام بن مرة الشيباني من أمه وقد أرادت وأده لعجزها عن تربيته فرباه فلما ترعرع سعى في قتله وفيه يقول الشاعر
(الطويل)
(لقد عيل الأيتام طعنة ناشره ... أناشر لا زالت يمينك آشره)
كان ناشرة هذا من بني تغلب فلما قتل جساس بن مرة الشيباني كليب بن ربيعة التغلبي وقامت الحرب بين بكر وتغلب تغفل ناشرة هماما فقتله لأنه كان أخا جساس وسار إلى بنى تغلب
1273 - اكلا وذما يضرب في ذم المحسن
1274 - اكل ماله بأبدح ودبيدح أي بالباطل والخديعة
1275 - اكلتم تمري وعصيتم امري هو من قول عبد الله بن الزبير في بعض الحروب لجنده أكلتم تمرى وعصيتم أمرى سلاحكم رث وحديثكم غث عيال في الجدب أعداء فى الخصب يضرب لمن ترشحه لوقت الحاجة ثم يخيب فيه أملك
1276 - اكمد من حبارى تفسيره في الفصل السادس قال أبو الأسود

(1/296)


(الوافر)
(وزيد مائت كمد الحبارى ... إذا طعنت لطيفة أو ملم)
1277 - اكيس من قشة هي الأنثى من ولد القرد والذكر رباح لغة يمانية وقيل دويبة تشبه الجعل وهي أيضا الصبية الصغيرة الجثة التي لا تكاد تشب
الهمزة مع اللام

1278 - الآن حمي الوطيس أي تنور لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في ركائبه ينظر إلى الحرب وقد احتدمت قال الآن حمي الوطيس وهو في الأصل فعيل بمعنى مفعول من وطست الأرض إذا هزمت فيها لأنه هزم فى الأرض يضرب فى تفاقم الشر
1279 - الاجتهاد أربح بضاعة يضرب في وجوب كد النفس وما فيه من الفوز والنجاح
1280 - الاخذ سريطى والقضاء ضريطى ويروى سريط وضريط بغير ألف أي إذا أخذ استرط ما أخذه وإذا طولب بالقضاء طنز لصاحبه وأضرط به كأنه يحكي له بفيه فعل الضارط

(1/297)


1281 - الاخذ سلجان والقضاء ليان سلج سلجانا إذا بلع والليان المطل يضربان في مدافعة الحقوق ومطلها
1282 - الأدب خير ميراث
1283 - الإفراط في الأنس يكسب قرناء السوء قاله أكثم
1284 - الأم من ابن قرصع هو رجل بمنى كان متعالما باللؤم
1285 - ألام من اسلم هو أسلم بن زرعة جبا أهل خراسان جباية لم يجبها أحد ثم بلغه أن الفرس كانت تضع في فم الميت درهما فنبش القبور واستخرج الدراهم قال صهبان الجرمي
(الطويل)
(تعوذ بنجم واجعل القبر في الصفا ... من الطود لا ينبش عظامك أسلم)
1286 - 00 من البرم القرون تفسيره في الفصل الثانى

(1/298)


1287 - الأم من الجوز يراد أنه صلب القشر لا يتوصل إلى لبه إلا برضخه
1288 - 00 من جدرة هو وضبارة كانا مثلين في اللؤم وعن بعض ملوكهم أنه سأل عن ألأم من فى العرب ليمثل به فدل عليهما فجدع أنف جدرة ففر ضبارة لما رأى أن نظيره لقى ما لقي
1289 - 00 من ذئب لأنه لا يتجافى عن التعرض لما يتعرض له وقتا من أوقاته وربما عرض للإنسان اثنان فتساندا وأقبلا عليه إقبالا واحدا فإذا أدمى أحدهما وثب عليه الآخر فمزقه وأكله وترك الإنسان قال الفرزدق
(الطويل)
(وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم)
وقال آخر
(الطويل)
(فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى ... بصاحبه يوما دما فهو آكله)
وقال رؤبة بن العجاج

(1/299)


(الرجز)
(فلا تكوني يا ابنة الأشم ... ورقاء دمي ذئبها المدمى)
وقال آخر
(البسيط)
(إني رأيتك كالورقاء يوحشها ... بعد الأليف وتغشاه إذا نحرا)
1290 - الأم من راضع هو الذي يأكل الخلالة التي تتعلق بطرف الخلال لئلا تفوته كأنه يرتضع ذلك وقيل هو الراعي الذي لا يمسك محلبا ليعتل للمعتر بفقده فإذا أراد شرب اللبن رضعه وقيل هو الشره الذى لا يصبر ريثما يحتلب فيحمله فرط الشره على الرضع قبيل الحلب وقيل هو الذي يسأل الناس كأنه يرضعهم وقيل هو الذى لم يزل لئيما كأنه رضع اللؤم من ثدي أمه ولكثرة ذلك سموا اللئيم راضعا وقالوا رضع كما قالوا لؤم
1291 - 00 من راضع اللبن هو رجل من العرب كان يرضع اللبن من حلمة شاته مخافة أن يسمع صوت حلبه فيطلب منه قال
(البسيط)
(أحب شيء إليه أن يكون له ... حلقوم واد له في جوفه غار)
(لا يعرف الريح ممساه ومصبحه ... ولا تشب إذا أمسى له نار)

(1/300)


(لا يحلب الضرع لؤما في الإناء ولا ... ترى له فى نواحي الصحن آثار)
1292 - الأم من سقب ريان لا تكاد تدر الناقة إلا إذا مري ضرعها الفصيل بلسانه فإذا كان ريان امتنع من المرى إذا أدنى إلى أمه لتحتلب فجعلوا ذلك قوما لؤما له
1293 - 00 من صبي تفسيره في الفصل الثانى
1294 - 00 من ضبارة سبق في هذا الفصل
1295 - 00 من كلب على عرق قال
(الطويل)
(سرت ما سرت في ليلها ثم عرجت ... على رجل بالعرج ألأم من كلب)
1296 - الإمارة ولو على الحجارة قاله زياد حين أخبر بثروة رجل كان قلده بناء مسجد البصرة
1297 - الامر سلكى ليس بمخلوجة هما فى الأصل صفتان للطعنة

(1/301)


يقال طعنة سلكى إذا أشرع الرمح تلقاء وجهه فسلكه فيه وطعنة مخلوجة إذا طعنه من جانب والتقدير طعنه طعنة سلكى وطعنه طعنة مخلوجة قال امرؤ القيس
(السريع)
(نطعنهم سلكى ومخلوجة ... كفتك لأمين على نابل)
ثم صارتا اسمن للمستقيم والمعوج في كل أمر يضرب في استقامة الأمر وانتظامه
1298 - ألأمر يحدث دونه الامر يضرب فيى الحاجة يعوق دونها عائق قال نهشل بن حرى
(الطويل)
(تمنى نئيشا أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور)
وقال خفاف
(الطويل)
(وعند سعيد غير أن لم أبح به ... ذكرتك إن الأمر يحدث للأمر)

(1/302)


1299 - الأنس يذهب المهابة قاله أكثم
1300 - الإيناس قبل الإبساس أي يجب أن يتلطف للناقة وتؤنس وتسكن ثم تحلب يضرب في وجوب البسط من الرجل قبل الانبساط إليه
1301 - الأيادي قروض قال أوس بن حجر
(الطويل)
(تكن لك في قومي يد يشكرونها ... وأيدي الندى في الصالحين قروض)
1302 - الأيام عوج رواجع يضربه المشموت به أو المتهدد
1303 - إلى الافها يقع الطير قال الأصمعي كنت أسمع بهذا المثل فلم أفهمه حتى رأيت غربانا تقع فتقع البقع مع البقع والسود مع السود
1304 - 00 امه يلهف اللهفان يضرب في التجاء المسغيث إلى حزانته وأهل شفقته
1305 - 00 من اكلها إذن قيل لرجل مداعب إنك لتطيب القول

(1/303)


عن نفسك فقال ذلك يضرب للمدافع عن نفسه
1306 - البئر ابقى من الرشاء
1307 - البادي اظلم أي من بدأ بالظلم فهو أظلم من المجازى به لأنه سبب تهيجه
1308 - إلبس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بؤسها قال بيهس حين شق قميصه فغطى به راسه وكشف استه بعد قتل إخوته وإنما أراد أنه افتضح بقتلهم وأنه إن لم يثأر بهم فهو كالمقنع راسه واسته مكشوفة يضرب في تلقى كل حال بما يليق بها والمعنى أنه فعل ذلك بمحضر من معاريف قاتلي إخوته ليبلغهم أنه مجنون ما به طلب الثأر فيقع الأمن منه
1309 - البضاعة تيسر الحاجة يضرب للمصانعة بالمال لطلب الحاجة
1310 - البطنة تذهب الفطنة يضرب فى ذم الرغب والشره قال الأعشى
(الخفيف)
(يا بني منذر بن عبدان ... والبطنة يوما تسفه الأحلاما)

(1/304)


1311 - البغل بغل وهو لذلك اهل لانتسابه إلى الحمار يضرب للئيم
1312 - البلاء موكل بالمنطق تبع عبيد بن شرية جنازة رجل من بني عذرة فلما وضع في حفرته تنحى ناحية وعيناه تذرفان وثم حميم للميت لا يندى جفنه فتمثل بأبيات كان يرويها في آخرها
(البسيط)
(يبكي عليه غريب ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحي مسرور)
فقال له رجل عذري كان إلى جنبه هل تعرف قائل هذه الأبيات قال لا والله فقال إن قائلها هذا المدفون جبلة بن الحريث وأنت الغريب الذى تبكي عليه وإن هذا لذو قرابته المسرور بموته فاستعجب عبيد وقال إن البلاء موكل بالمنطق يضرب في كلمة يتكلم بها الرجل فتكون باعثة للبلاء
1313 - التجارب ليست لها نهاية

(1/305)


1314 - التجرد لغير النكاح مثلة قالته رقاش بنت عمرو بن ثعلبة لكعب بن مالك بن تيم الله وقد قال لها اخلعى درعك لأنظر إليك يضرب فى وضع الشىء غير موضعه
1315 - الجلد ولا التبلد قاله أوس بن حارثة لابنه مالك
1316 - إلتقت حلقتا البطان هو أن يغذ الرجل هاربا في السير فيضطرب حزام رحله ويستأخر حتى يلتقى عروتاه وهو لا يقدر فرقا أن ينزل فيشده يضرب في تناهي الشر قال أوس بن حجر
(المنسرح)
(وازدحمت حلقتا البطان ... بأقوام وطارت نفوسهم جزعا)
وقال اللجلاج الحارثي
(الوافر)
(ولم أك دونه بكليل ناب ... ولا رعش البنان ولا الجبان)
(ولا متضائل إن ناب خطب ... جليل والتقت حلق البطان)
1317 - التقدم قبل التندم أي أنج بنفسك قبل أن لا تقوى فتندم

(1/306)


يضرب في وجوب تعجيل الفرار عمن لا يدي لك به
1318 - إلتقى البطان والحقب هو حبل يشد به الرحل في حقو البعير لئلا يجتذبه التصدير فيقدمه ومعناه تزحلف الرحل إلى خلف عند الهرب حتى يبلغ الحزام الحقو يضرب في تفاقم الشر
1319 - 00 التريان هو أن يرسخ المطر فى الأرض حتى يلاقى نداها يضرب فى الخصب والسعة
1320 - التقي ملجم أى كان عليه لجاما يمنعه من التكلم يضرب في الحث على السكوت
1321 - التمر في البئر أى أن من سقى نخلة أتمرت له وكان المنادي ينادى بهذا في الجاهلية على أطم من آطام المدينة حتى يدرك البسر ويروى التمر في البئر وعلى ظهر الجمل يراد الناضح والمعنى أن من عمل عملا كان له مرجوع عمله يضرب في الاجتهاد وما فى عاقبته من الخير
1322 - ألتمرة إلى التمرة تمر دخل أحيحة بن الجلاح حائطا له فرأى تمرة ساقطة فتناولها فعوتب فى ذلك فقال هذه الكلمة يضرب في الحث

(1/307)


على استصلاح المال
1323 - ألثكل أرأمها قاله بيهس لما رأى أمه تتحنن عليه بعد قتل إخوته أي أنها لما فقدت غيري أقبلت تنعطف علي فالثكل هو الذي يحملها على الحنو لا المحبة يضرب في اعتدادك الشيء لعوز غيره
1324 - ألثيب عجالة الراكب هي ما يستعجله قيل هو تمر بسويق يراد أنها أيسر من البكر يضرب فيما سهل مأخذه
1325 - ألجار قبل الدار بالرفع والنصب قاله النبى صلى الله عليه وسلم
1326 - ألج من الخنفساء إذا دفعت عن موضع عادت إليه ويروى من فاسية قال
(المتقارب)
(لنا صاحب مولع بالخلاف ... كثير الخطاء قليل الصواب)
(أشد لجاجا من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب)
1327 - ألج من الذباب

(1/308)


1328 - الج من الكلب يلج في الهرير على الناس
1329 - ألجحش لما فاتك الأعيار ويروى ندك أي إذا فاتك صيد العير فاقنع بالجحش يضرب في الرضا بدون الحاجة إذا أعيا عظمها
1330 - ألجواد قد يعثر يضرب لمن تبدر منه هفوة ليست من طباعه
1331 - ألحاجة خير من غنى من غير حله يضرب للضار غير النافع
1332 - ألحاج أسمعت أي إذا أسمعت الحاج فقد أسمعت الخلق كله يضرب في إفشاء السر
1333 - ألحب أعمى أي ربما شغفك من ليس بجميل
1334 - ألحتنى لا خير في سهم زلج أصله في التناضل وهو أن يرمى أحدهم فيضرب سهمه الأرض بمتنه ثم يثب فيصيب الغرض ويقال لهذا السهم الزالج ثم يدعي الإصابة فيقال له ذلك والحتنى اسم من التحاتن وهو التساوي أي نحن سواء ولا خير لك في السهم الزالج لأنه لا يعتد به فى الصوائب يضرب فيمن فعل أمرا على غير جهة الصواب فهو ومن لم يفعله سواء

(1/309)


1335 - ألحدث حدثان حدث من فيك وحدث من فرجك يروى عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما يضرب في مقالات السوء
1336 - ألحديث ذو شجون قصته في الفصل الثاني عشر والشجون الشعب والوجوه كشجون الوادى وهى طرفه واحدها شجن يضرب لحديث يستذكر به غيره قال
(الرجز)
(قالت لنا والقول ذو شجون ... أسهبت في قولك كالمجنون)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(فلا تأمنن الحرب إن استعارها ... كضبة إذ قال الحديث شجون)
1337 - ألحذر قبل ارسال السهم أصله أن ابن الغراب أراد الطيران وابوه قد رأى رجلا فوق السهم ليرميه به فقال له يا بني اتئد حتى تعلم ما يريد الرجل فقال ذلك أي لا أغرر بنفسي فأطير أخذا بالحزم ولا اصير عرضة لسهم يضرب فى التحذير

(1/310)


1338 - ألحرام يركب من لا حلال له أغار حرملة بن عبد الله القريعي على إبل جرية بن أوس الهجيمي يوم مسلوق فأطردها غير ناقة مما يحرم أهل الجاهلية ركوبها فأراد أن يركبها جرية في أثر الثوم فقال له ابن أخته إنها حرام فقال جرية ذلك يضرب في القناعة باليسير عند فوات الجزيل
1339 - ألحرب خدعة بفتح الخاء وبضمها ويروى خدعة أي خداعة والمعنى أنها تتم بالمخادعة وفيها غدر يضرب لكل أمر احتيل فيه فتم بالحيلة قاله النبى صلى الله عليه وسلم 1340 - 00 سجال هي جمع سجل أي مرة فيها سجل على هؤلاء وسجل على هؤلاء ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى المساجلة وهي المباراة والمبالغة قاله ابو سفيان بن حرب
1341 - 00 عشوة هو ركوب الأمر بلا بيان وقائله حنين بن خشرم السعدي
1342 - 00 غشوم يضربان فى منال الحرب بالمكروه من ليس بالجاني

(1/311)


1343 - ألحر يعطي والعبد يألم قلبه يضرب لمن يبخل ويأمر غيره بالبخل
1344 - ألحريص يصيدك لا الجواد أي الذي له حرص بقضاء حاجتك إنما يقضيها دون القادر عليها ولا حرص له
1345 - الحسن أحمر أي ذو مشاق وأذى من قولهم موت أحمر يراد حمرة الدم وقيل يرا أن بصر الرجل يتمدر حتى يتراءى له الدنيا حمراء أى من أراد الحسن وأحبه قاسى فيه الشدائد وقيل لأن وجنتي المحب تحمران خجلا لما يسمع من العذل يضرب لمن رام أمرا فتحمل فيه المشقة
1346 - ألحصن أدنى لو تأييته مر راكب بفتاة بدوية فحثت التراب على وجهه إراءة العفة والاستغناء عنه وقالت فى ذلك تخاطب أمها
(السريع)
(يا أمتا أبصرنى راكب ... يسير في مسحفر لاحب)
(فقمت أحثي الترب في وجهه ... حتى انثنى عني كالخائب)

(1/312)


فأجابتها أمها
(السريع)
(الحصن أدنى لو تأييته ... من حثيك الترب على الراكب)
والحصن الحصانة وتأييته قصدته يضرب في العفة وما يحمد فيها
1347 - ألحفائظ تحلل الاحقاد الحفيظة غضب الرجل لقريبه إذا ظلم يضرب في ذهاب حقد الرجل إذا تهضم قريبه وغضبه له عند ذلك ونصرته إياه
1348 - ألحق أبلج والباطل لجلج أي الحق واضح والباطل مختلط
1349 - ألحليم مطية الجهول أى يحتمل جهله ولا يؤاخذه به يضرب في وجوب الإغضاء عن الجاهل
1350 - الحمى أضرعتني لك ويروى لك يا فراش ويروى لك يا قطيفة أي الجأتني واضطرتني يضرب لمن يذل فى حاجة تنزل به قال عمر بن ابي ربيعة
(الطويل)
(ولكن حمى أضرعتني ثلاثة ... مجرمة ثم استمرت بنا غبا)

(1/313)


1351 - الحمد مغنم والمذمة مغرم يضرب في الحث على اكتساب ما ينتج المحامد واجتناب غيره
1352 - الحن من الجرادتين هما قينتان كانتا لسيد العماليق معاوية بن بكر واسمهما بعاد وثماد والمثل عادي قديم
1353 - 00 من قينتي يزيد هما حبابة وسلامة قينتا يزيد بن عبد الملك ولحن الغناء تطريب فيه وتغريد وكانتا ألحن قيان النساء في دولة الإسلام ومن فرط استهتاره لحبابة أهمل الخلافة وتخلى بها وغنته يوما
(الوافر)
(لعمرك إنني لأحب سلعا ... لرؤيتها ومن أضحى بسلع)
(تقر بقربها عيني وإني ... لأخشى أن تكون تريد فجعي)
(حلفت برب مكة والمصلى ... وايدي السابحات غداة جمع)
(لأنت على التنائي فاعلميه ... أحب إلى من بصري وسمعي)
ثم تنفست فقال إن شئت أن أنقل إليك سلعا حجرا حجرا أمرت فقالت وما أصنع بسلع ليس إياه أردت ثم غنته
(الكامل)
(بين التراقي واللهاة حرارة ... ما تطمئن ولا تسوغ فتبرد)
فأهوى يزيد ليطير فقالت كما أنت على من تخلف الأمة فقال عليك

(1/314)


1354 - ألحور بعد الكور أي النقصان بعد الزيادة وقيل حور العمامة نقضها وكورها لفها والمعنى النقض بعد الإبرام ويروى بعد الكون يضرب في تراجع الأمر
1355 - ألخازباز أخصب هو ذباب يظهر في الربيع فيدل على خصب السنة قال
(الوافر)
(وجن الخازباز به جنونا ... )
يضرب لمن هو في الرخاء والدعة
1356 - الخبيث عينه فراره هو اختبار الشيء ومعرفة حاله كما تفر الدابة والمشهور بضم الفاء وعن أبي سعيد السيرافي أنه كان يكسرها ويقول قد لج في ضم الفاء من لا يعتد به والمعنى أن الخبث يعرف فى عينه كما يعرف فى سن الدابة إذا فرت ويروى الجواد عينه فراره قال
(الرجز)
(إن الجواد عينه فراره ... لا يتوارى نظرا حماره)
أي إذا نظر إلى الحمار لحقه نجفه قبل أن يتوارى عنه يضرب في شهادة الطرف بالضمير
1357 - الخلة تدعو إلى السلة أي الفقر يدعو إلى السرقة

(1/315)


1358 - الخمر تكنى الطلا ويروى تدعى أى اسمها سهل وفعلها صعب قال عبيد
(المتقارب)
(هي الخمر تكنى الطلا ... كما الذئب يكنى أبا جعده)
ويروى أبا جعاد أي فعله قبيح وإن أحسنت كنيته قال ابن دريد هكذا يروى هذا البيت ناقصا ورواه بعضهم
(المتقارب)
(هي الخمر صرفا وتكنى الطلا ... كما الذئب يكنى ابا جعدة)
يضرب لمن يريد غائلة بك وهو يظهر إكراما لك
1359 - ألخنق يخرج الورق
1360 - ألخيل أعلم بفرسانها أي أنها اختبرتهم فهي تميز الأكفال من الأحلاس يضرب في وجوب الاستعانة بمن يتحقق الأمر دون غيره
1361 - 00 تجري على مساويها أي عتقها يحملها على الجري وإن كانت ذات أوصاب يضرب للحر يحمي الذمار وإن كان ضعيفا

(1/316)


1362 - ألدال على الخير كفاعله كان اللجيح بن سليك اليربوعي يوما في طلب قنص فعن له عير فتبعه فأمعن فى برية يهماء فما راعه إلا شيخ أعمى ازب في أطمار وبين يديه ملاطس فضة وذهب لم ير ولم يسمع مثلها فدنا منه وسأله وقال لا يحتوي على هذا المال إلى سعد بن حشرم بن شمام وهم حي من بني مالك بن هلال فاعدل عنى واطلب سعدا فطلبه الرجل حتى أخبره الخبر فقال سعد ذلك وأعطاه حكمه وهو أول من تكلم به
1363 - الدلو تأتى الغرب المزلة رأى بسطام بن قيس فى منامه أن قائلا يقول له ذلك فانتبه مرتاعا فقصه على أحد بنى لهب وسأله عن غيره فتطير اللهبى له وقال إن عاودك فقل له ثم تعود بادئا مبتله فعاوده وقد عى بالجواب فأخبر اللهبى فأنذره بالهلاك فكان مقتله بعد مدة قريبة يضرب فى التخويف من وقوع الشر والغرب الماء السائل بين البئر والحوض
1364 - ألدنيا قروض أي يتقارضها الناس بينهم

(1/317)


1365 - ألدهر أرود ذو غير أى يعمل عمله في سكون لا يشعر به قال ابن مقبل
(البسيط)
(إن ينقض الدهر مني مرة لبلى ... فالدهر أرود بالأقوام ذو غير)
1366 - 00 أزور مستبد أي منحرف في جانب ماض في أمره لا يرجع عنه
1367 - 00 أطرق مستتب أي ساكن يأتيك من حيث لا تدرى جار على ما يريد قال ابو مسلم صاحب الدولة لرؤبة إنك يا با الحجاف أتيتنا والأموال مشغوهة بالرجال ونوائب تعرد وإن الدهر أطرق مستتب وإن لك إلينا عودا فلا تجعلن لجنبك الأسدة
1368 - أنكب لا يلب أى مزور مائل لا يقيم يضرب أربعتها في ذم الدهر
1369 - ألذئب أدغم هو الذي يخالف لون وجهه سائر جسده لا يكون إلا سوادا والمعنى أنه أدغم ولغ أو لم يلغ فربما اتهم بالولوغ لدغمته

(1/318)


وهو جائع يضرب لمن يغبط بما لم ينله
1370 - الذئب خاليا اشد أي إذا وجد الإنسان في الخلاء والبعد عن الأنس كان أجرأ له عليه وخاليا منتصب بفعل مضمر يدل عليه أشد وتقديره الذئب أشد يشتد خاليا ثم قدم وحذف الفعل لدليل الاسم عليه وذلك لأنهم لايجوزون إعمال أفعل يضرب في الحذر من الانفراد في الأمور والاستبداد
1371 - مغبوط بذي بطنه ويروى يغبط ويروى الذئب مغبوط جائعا أي يظن به الشبع لما يرى من عدوه على الحيوان وربما كان مجهودا ويقال إنه عظيم الجفرة أبدا لا يبين عليه الضمور وإن جهده الجوع يضرب في تمني حال الرجل لما يرى من تحمله وهو مضطهد عند نفسه قال الأخطل

(1/319)


(البسيط)
(ولو أواجهه مني بقارعة ... ما كان كالذئب مغبوطا بما أكلا)
وقال آخر
(الطويل)
(ومن يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في بطنه وهو جائع)
1372 - الذئب يأدو للغزال أي يختله ليوقعه يضرب للماكر الخداع
1373 - يكنى ابا جعدة أي فعله قبيح وإن حسنت كنيته
1374 - الذ من إغفاءة الفجر قال المجنون
(الطويل)
(فلو كنت ماء كنت ماء غمامة ... ولو كنت درا كنت من درة بكر)
(ولو كنت لهوا كنت تعليل ساعة ... ولو كنت نوما كنت إغفاءة الفجر)
(ولو كنت يوما كنت يوم تواصل ... ولو كنت ليلا كنت صاحبة البدر)
1375 - من الأمن لأن الصحة والشباب والثروة التي هي أمهات لذات الإنسان معقودة به لا انتفاع لخائف بها
1376 - من السلوى هي العسل قال الهذلي

(1/320)


(الطويل)
(وقاسمها بالله جهدا لأنتم ... ألذ من السلوى إذا ما نشوزها)
1377 - ألذ من الغنيمة الباردة لا سبيل إلى تحصيل الغنيمة إلا بالحرب والاصطلاء بنارها فالمعنى أنها غنيمة حصلت من غير أن يصطلى فيها بنار الحرب فهي باردة لذلك وقيل هي من قولهم برد عليه حقى إذا ثبت وجمد مثله أى حاصلة ثابتة
1378 - من المنى قيل لابنة الخس أى شيء أطول إمتاعا قالت المنى
1379 - من زبد بزب هو تمر بالبصرة يسمى زب رباح ويحكى أن أبا الشمقمق دخل على الهادى وعنده سعيد بن سلم فأنشده
(الطويل)
(شفيعي إلى موسى سماح يمينه ... وحسب امرى من شافع بسماح)
(وشعري شعر يشتهي الناس كلهم ... كما يشتهى زبد بزب رباح)
فسأله عن زب رباح فقال تمر عندنا بالبصرة إذا أكله الإنسان وجد طعمه في كعبه قال ومن يشهد لك قال القاعد عن يمينك قال أهكذا هو يا سعيد قال نعم فأمر له بألفي درهم

(1/321)


1380 - ألذ من زبد بنرسيان هو ضرب من التمر جيد يكون بالكوفة
1381 - من شفاء غليل الصدر قال
(الرجز)
(لو كنت ماء كنت غير كدر ... ماء سحاب في صفى ذي صخر)
(أضله الله بعيص سدر ... فهو شفاء لغليل الصدر)
1382 - من ماء غادية
1383 - من مذاق الخمر
1384 - من نومة الضحى
1385 - ألذود إلى الذود إبل هي القليلة من ثلاث إلى عشر يضرب لكل قليل يجتمع فيكثر
1386 - ألرباح مع السماح يراد أن صاحبه يربح الحمد يضرب في مدح الجود

(1/322)


1387 - ألرغب شؤم يضرب في الشره وما يعاب منه
1388 - الرفيق قبل الطريق
1389 - ألزق من برام هو القراد قال
(المتقارب)
(فصادفن ذا قترة لاصقا ... لصوق البرام يظن الظنونا)
1390 - من جعل هو والقرنبى يتبعان الرجل البائت في الصحراء إذا أراد الغائط يضرب بهما المثل في لزوم من تكره صحبته قال
(البسيط)
(إذا أتيت سليمى شب لي جعل ... إن الشقي الذي يغرى به الجعل)
1391 - من حمى الربع
1392 - من دبق هو حمل شجر في جوفه كالغراء وقد يقال الطبق ودبق جناح الطير أصابه بدبق
1393 - من ريش على غراء

(1/323)


1394 - ألزق من شعرات القص لأنها كلما حلقت نبتت والقص الصدر وقيل العرب لا تقص شعر القص ولا تحلقه
1395 - من عل هو القراد الضخم يعرض لأست البعير فيلصق به لصوق النمل بالحصى
1396 - من قار
1397 - من قرنبى تفسيره في الفصل الثامن
1398 - من كشوث نبات مجتث لا يضرب بعرق في الأرض يلتوي بأطراف الشوك ويجعل في النبيذ وهي كلمة سوادية
1399 - الزم للمرء من إحدى طبائعه
1400 - للمرء من ذنبه والعامة تفتح النون
1401 - للمرء من ظله

(1/324)


1402 - الزم للمرء من نبز اللقب
1403 - من اليمين للشمال
1404 - ألسراح من النجاح أي التسريح بغير قضاء الحاجة خير من التعليق بوعد كاذب ويروى النجاح مع السراح يضرب في ذم المواعيد العرقوبية
1405 - ألسر أمانة يضرب في كتمان السر
1406 - ألسعيد من وعظ بغيره يضرب فى وجوب الاعتبار
1407 - ألسكوت أخو الرضا قاله حسان بن ثابت لعلي رضي الله عنه فى ذكر مقتل عثمان رضى الله عنه
1408 - ألشاة المذبوحة لا تألم السلخ سمعت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه ابنها عبد الله بن الزبير يقول حين حاصره الحجاج في الكعبة إني لا أخاف القتل ولكني أخاف المثلة فقالت له ذلك يضرب في قلة المبالاة بأهون الخطتين بعد أفظعهما

(1/325)


1409 - ألشجاع موقى لأن شجاعته ترهب قرنه فيولي عنه وجبن الجبان يطمع فيه يضرب في مدح الشجاعة
1410 - ألشحيح أعذر من الظالم لأنه تارك للتفضل وإنما يلام آخذ مال غيره وهو الظالم يضرب في عذر الرجل في إمساك ماله
1411 - ألشر أخيث ما أوعيت من زاد هو من قول عبيد بن الأبرص
(البسيط)
(ألخير أبقى وإن طال الزمان به ... والشر أخبث ما أوعيت من زاد)
يضرب في اجتناب الذم
1412 - يبدؤه صغاره أي منشأ كبيره من صغيره فاحتمل الصغير لئلا يخرجك إلى الكبير يضرب في الحلم وكظم الغيظ قال مسكين الدارمي
(الكامل)
(ولقد رأيت الشر بين ... الحى تبدؤه صغاره ... )
(فلو أنهم يأسونه ... لتنهنهت عنهم كباره)

(1/326)


وقال
(البسيط)
(الشر يبدؤه في الأصل أصغره ... وليس يصلى بجل الحرب جانيها)
1413 - ألشعير يؤكل ويذم يضرب في ذم المحسن
1414 - ألشماتة لؤم
1415 - ألشمس أرحم بنا هي دثار أهل البدو ولهذا كنوها أم شملة يضربه الفقير ذو المتربة
1416 - ألصبر عند الصدمة الأولى يعني قصارى كل ذي مرزية الصبر وإنما يحمد صبر من صبر عند حرارة المصيبة
1417 - ألصبي أعلم بمضغ فيه أي لا يتناول إلا ما يقدر على مضغه يضرب في إقدام الرجل على مبلغ وسعه
1418 - ألصدق عز والكذب خضوع

(1/327)


1419 - الصدق ينبي عنك لا الوعيد غير مهموز من أنباه إذا جعله نابيا أي إنما يبعد عنك العدو ويرده أن تصدقه القتال لا التهدد يضرب للجبان يتوعد ثم لا يفعل
1420 - الص من برجان
1421 - من شظاظ
1422 - من عقعق
1423 - من فارة تفسير أربعتها في الفصل الثاني عشر
1424 - الصقوا الحس بالأس الحس الشر وأس الرجل أصله وقالوا الحق أي الحق الشر والاستيصال بأهله
1425 - ألصمت حكم وقليل فاعله أبي حكمة دخل لقمان على داؤد عليه السلام وهو ينسج درعا فتعجب من صنعته وأراد أن يسأله فأدركه الحلم فسكت حتى فرغ منها ولبسها ومشى فيها فقال ويل أمك أي سربال بأس أنت فاطلع لقمان على الأمر فقال ذلك يضرب في

(1/328)


الأمر بالصمت
1426 - ألصيف ضيعت اللبن كانت دختنوس بنت لقيط بن زرارة تحت عمرو بن عمرو بن عدس وكان شيخا فسألته الطلاق فطلقها فتزوجت عمرو بن معبد بن زرارة وكان شابا فقيرا فلما أسنتوا أرسلت إلى الشيخ تستسقيه لبنا فقال ذلك فقالت هذا ومذقة خير يعنى أن سؤالك إياي الطلاق كان فى الصيف فيومئذ ضيعت اللبن وقيل طلق الأسود بن هرمز امرأته العنود الشنية رغبة عنها إلى امرأة من قومه ذات جمال ومال ثم جرى بينهما ما أدى إلى المفارقة فتبعت نفسه العنود فراسلها فأجابته بقولها
(الكامل)
(أتركتني حتى إذا ... علقت أبيض كالشطن)
(أنشأت تطلب وصلنا ... في الصيف ضيعت اللبن)
وهي أول من قال ذلك وكانت قد تزوجت رجلا اسمه عامر ثم عطفها عليه عطوف ذي صحبة فاحتالت حتى طلقها عامر وتزوجها الأسود يضرب لمن فرط في طلب الحاجة وقت إمكانها ثم طلبها بعد فواتها
1427 - الطعن يظأر أي يعطف ذوي الضغائن والعداوات لما يخافونه

(1/329)


من حره يضرب للبخيل بعطي على الخوف قال رجل من بني كلاب
(الطويل)
(لو شكان ما اعطيتم القوم عنوة ... هي السبة الشنعاء والطعن يظأر)
1428 - ألظباء على البقر يعني بقر الوحش لأنها ترعى مع الظباء في موضع وبعضها أولى ببعض وإياه قصده أبو دواد في قوله
(الكامل)
(ولقد ذعرت بنات عم ... المرشقات لها بصابص)
يضرب في النهي عن الدخول بين قوم بعضهم أولى ببعض ويروى الكلاب على البقر والمعنى أن بقر الوحش جرت العادة على اصطيادها بالكلاب فهي أولى بها فاتركها وشأنها ويروى الكراب على البقر والمعنى أن الأرض لا تكرب إلا بالبقر والمعنى وجوب ممارسة كل أمر بآلته قالها راع لراعية كانت ترعى البقر وقد راودها عن نفسها قالت كيف أصنع بالبقر فقال ذلك أي دعي الكلاب على البقر وفي ثلاثتها يجوز الرفع على الابتداء والنصب على إضمار الفعل
1429 - الظلم مرتعه وخيم يضرب فى كراهية الظلم وما يخاف من سوء مغبة قاله حنين بن خشرم السعدى قال

(1/330)


(الكامل)
(ألبغي يصرع أهله ... والظلم مرتعه وخيم)
(ولقد يكون لك البعيد ... أخا ويقطعك الحميم)
وقال قيس بن زهير العبسي
(الوافر)
(ولكن الفتى حمل بن بدر ... بغى والبغي مرتعه وخيم)
1430 - الظمأ الفادح خير من الري القامح الفادح الشديد المثقل والقامح الذي يمتنع من الشرب ريا يقال رويت حتى انقمحت يوصف به الري وهو في المعنى لصاحبه وروى من الرى الفاضح وقولهم الظمأ القامح خطأ يضرب في وجوب صون العرض وإن احتملت فيه المشاق وتجنب الفضيحة وإن قرن بها العيش البارد
1431 - ألعاشية تهيج الأبية أي إذا رأت الإبل التي تأبى العشاء إبلا تتعشى دعتها إلى التعشي معها وهيجتها له قاله يزيد بن رويم الشيباني وحديثه أن السليك بن السلكة خرج غازيا فإذا هو ببيت عظيم فقال

(1/331)


لأصحابه كونوا بمكان كذا حتى آتي هذا البيت لعلي أصيب خيرا فانطلق إليه فإذا هو بيت يزيد بن رويم فاحتال حتى دخل البيت من مؤخره فما لبث أن أراح ابن للشيخ إبله في الليل فغضب وقال هلا عشيتها فقال إنها أبت العشاء فقال الشيخ العاشية تهيج الآبية ثم نفض ثوبا في وجهها فرجعت إلى مرتعها والشيخ معها حتى مالت لأدنى روضة وقعد هو يتعشى معها وتبعه السليك فلما رآه مغترا ضربه من ورائه بالسيف فأطار رأسه وأطرد إبله وبلغ أصحابه وقد كادوا ييأسون منه فقال
(الطويل)
(وعاشية رح بطان ذعرتها ... بضرب قتيل وسطها يتسيف)
(كأن عليه لون ورد محبر ... إذا ما أتاه صارخ متلهف)
(فبات لها أهل خلاء فناؤهم ... ومرت بهم طير فلم يتعيفوا)
(وباتوا يظنون الظنون وصحبتي ... إذا ما علوا نشزا أهلوا وأوجفوا)
(وما نلتها حتى تصعلكت حقبة ... وكدت لأسباب المنية أعرف)
(وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرني ... إذا قمت يغشاني ظلال فأسدف)
يضرب فى نشاط الرجل للأمر إذا رأى غيره يفعله وإن لم ينشط له قيل ذلك

(1/332)


1432 - العبد من لا عبد له يضرب في ذلة من ليس له ناصر ولا معين
1433 - العتاب قبل العقاب قاله أوس بن حارثة لابنه مالك فى وصاياه أي ابدأ بالمعاتبة فإن لم تجد فثن بالعقوبة يضرب في النهي عن التسرع إلى الشر
1434 - العجز ريبة قيل هو أحق مثل قالته العرب يضرب في ذم العجز
1435 - العدة عطية أى أخلافها كاسترجاع العطية في القبح يضرب فى النهي عن الخلف
1436 - العزيمة حزم والاختلاط ضعف قاله أكثم يضرب فى اختلاط الرأي وما فيه من الخطأ والخور
1437 - العصا لا يشق غبارها هي فرس جذيمة قاله قصير حين أشار عليه بالهرب عليها ومعناه أنه لا تدركها فرس فيدخل في غبارها يضرب للرجل البارع المبرز قال

(1/333)


(الكامل)
(أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما شققت غباري)
1438 - العصا من العصية هي فرس جذيمة والعصية أمها يضرب في مناسبة الشيء سنخه وكانتا كريمتين ويروى العصا من العصية والأفعى بنت حية والمعنى أن العود الكبير ينشأ من الصغير الذي غرس أولا يضرب للشيء الجليل الذي يكون في بدئه حقيرا
1439 - العقوق ثكل من لم يثكل أي إذا عقه ولده ثكله وإن كان حيا يضرب في ذم العقوق
1440 - العنين خير من العاهر يضرب في أن عادم الشيء خير من مالكه إذا أساء ملكته
1441 - العنوق بعد النوق هي جمع عناق يضرب في ضيق الحال بعد سعته
1442 - العوا لا تعرف الخمرة يضرب للعارف المجرب للأمر

(1/334)


1443 - العود احمد لأنك لا تعود إلى شيء في الغالب إلا بعد خبرته قال الفرزدق
(الطويل)
(من الصم تكفي مرة من لعابه ... وما عاد إلا كان في العود أحمدا)
وقال الأخطل
(الطويل)
(فقلت لساقينا عليك فعد بنا ... إلى مثلها بالأمس فالعود أحمد)
وقال مرقش
(الطويل)
(وأحسن سعد في الذي كان بيننا ... فإن عاد بالإحسان فالعود أحمد) وقال رؤبة
(الرجز)
(وقد كفى من بدئه ما قد بدا ... وإن ثنى فالعود كان أحمدا)
وقال آخر
(الطويل)
(فلم تجر إلا جئت في الخير سابقا ... ولا عدت إلا أنت في العود أحمد)

(1/335)


وقال آخر
(الطويل)
(جزينا بني شيبان أمس بقرضهم ... وعدنا بمثل البدء والعود أحمد)
1444 - العير اوقى لدمه يضرب للرجل الموصوف بالحذر والتوقي لأنه ليس شيء من الصيد أحذر وأنجا بنفسه من العير واصله أن الزرقاء اليمامية حين نظرت من أطمها إلى جيش حسان رأت عيرا قد نفر من الجيش وراعيا فقالت العير أوقى لدمه من راع في غنمه
1445 - العير يضرط والمكواة فى النار أول من قاله عرفطة بن عرفجة الهزاني وذلك أن قومه أسروا من بني عكل فى حرب لهم رجلين وقتل بنو عكل من هزان رجلا فأرادوا أن يقتلوا بصاحبهم أفضل الأسيرين وأشرفهما فلما هموا بقتله جعل الآخر يضرط فقال عرفطة ذلك وقيل مرض مسافر بن أبي عمرو وسقى بطنه فداواه عبادي وأحمى مكاويه ليجعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إليه جعل يضرط فقال مسافر ذلك يضرب في تقدم الرهبة على وقوع المكروه
1446 - العيش السعة أي من كان في غنى وسعة من المال فهو الحي

(1/336)


والفقير ميت
1447 - الغبط خير من الهبط أي لأن تكون في عز ومرتبة فيغبطك الناس خير من أن تهبط إلى حال سفال وتقول العرب غبطا ولا هبطا
1448 - الغدر في بعض المواطن اكيس
1449 - الغراب اعرف بالتمر لأنه ينتقي أجوده يضرب للمميز العارف بسمين الأشياء من غثها
1450 - الغضب غول الحلم أي مهلكه يضرب في وجوب كظم الغيظ
1451 - الغمج اروى والرشف انقع الغمج جرع الماء وعبه والرشف مصه أي إذا تجرعت الماء كان أسرع لريك وإذا ترشفته رويدا كان أنجع وأقطع لغلتك وإن كان فيه بطء ويروى الجرع أروى والرشف أشرب أي إذا رشفته كان أدوم لشربك يضرب في الحث على التأني في الأمر والاقتصاد فى المعيشة وأن ذلك أدوم للعيش وأنجع له من الإسراف الذي يقطع بصاحبه

(1/337)


1452 - الفحل يحمي شوله معقولا يضرب في احتمال الحر الجلي وحمايته البيضة وإن كان مضطهدا
1453 - الفرار بقراب اكيس رأى جابر بن عمرو المازني في بعض مسائره أثر رجلين وكان قائفا فقال أرى أثر رجلين شديد كلبهما عزيز سلبهما والفرار بقراب أكيس والقراب بكسر القاف شبه جراب يضع فيه الراكب أداته من السيف والسوط والعصا وبضمها القريب يقال أفعل ذلك من قريب وقراب يضرب في تعجيل الفرار عمن لا يدى لك به
1454 - ألقت مراسيها بذي رمرام إلقاء المراسي الاستقرار والسكون وأصله في السفينة ثم قيل فى كل موضع والضمير للإبل والرمرام نبت يضرب لمن يطمئن ويقر عينه بعيشه
1455 - الق دلوك في الدلاء يضرب في بذل الجهد في اكتساب المال قال
(الوافر)
(وليس الرزق عن طلب حثيث ... ولكن ألق دلوك فى الدلاء)
(تجئك بملئها طورا وطورا ... تجئك بحمأة وقليل ماء)

(1/338)


1456 - القردان حتى الحلم هي أصغر القردان يضرب في أمر يتكلم فيه الأنذال
1457 - القرنبى في عين امها حسنة
1458 - القصد ابحى للسير أي الاقتصاد في السير أسلم له من الانقطاع يضرب في حمد الاقتصاد فى الأمور قال الأعشى
(الطويل)
(إذا حاجة ولتك لا تستطيعها ... فخذ طرفا من غيرها حين تسبق)
(فذلك أحرى أن تنال جسيمها ... وللقصد أنجى للمسير وألحق)
وفي معناه قول المرار الفقعسي
(الوافر)
(نقطع بالنزول الأرض عنا ... وبعض الأرض يقطعه النزول)
1459 - القطرة بدوامها تحتفر الصخر يضرب في تأثير الشيء إذا طال وكثر
1460 - القمه الحجر يضرب للمجيب بجواب مسكت

(1/339)


1461 - القول ما قالت حذام هي حذام بنت الريان وقعت بين ابيها وبين عاطس بن علاج بن ذي الجناح حرب فتحاجزا لما عضهما القرح ورجع كلاهما إلى عسكره ثم إن الريان هرب من ليلته فسارها والغد ولا يلوي على شيء فلما اصبح عاطس أتبعه فرسانا حتى إذا قربوا من المكان نبهوا القطا فطار مقبلا نحو أصحاب الريان فقالت حذام لو ترك القطا ليلا لنام فرفضوا قولها وأخلدوا إلى المضاجع فقال دميس بن ظالم الأعصري
(الوافر)
(إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام)
فارتحلوا حتى لاذوا بواد قريب منهم فوجدوهم قد امتنعوا فرجعوا وقيل قائله لجيم بن صعب وحذام امرأته وهي قد خوفته بيات العدو فكذبها ثم بيتوها فنجا منهم فقال ذلك يضرب فى تصديق الرجل أخاه عند إخباره
1462 - ألقوم طبون أي حذاق

(1/340)


1463 - القيد والرتعة ويروى الرتعة كالمنعة والأمنة وهي الأكل والشرب رغدا في الريف أول من قاله عمرو بن الصعق وكانت شاكر من همدان اسروه فأحسنوا إليه وروحوا عنه وقد كان يوم فارق قومه نحيفا فهرب من شاكر فلما وصل إلى قومه قالوا اى عمرو خرجت من عندنا نحيفا وأنت اليوم بادن فقال ذلك وقاله الغضبان بن قبعثري للحجاج حين نظر إليه وقد أخرج من السجن فاستسمنه فقال له ما أسمنك يا غضبان شبه نفسه بالبعير الذي يقيد في الروضة فيرعى ويشرب ما شاء وهو معفى من الركوب والحمل عليه فلا يلبث أن يسمن يضرب للمنعم الوادع
1464 - الكراب على البقر
1465 - الكلاب على البقر سبقا في فصل الظاء
1466 - الكريم طروب يراد أن الأريحية تهزه وليس كاللئيم الذي تمكنت القساوة والجفاء من طبعه
1467 - اللهم جدا لا كدا

(1/341)


1468 - اللهم سمعا لا بلغا ويروى سمع لا بلغ بالفتح والكسر يقوله الرجل إذا سمع خبرا لا لعجبه أي جعله الله مقصورا على السماع ولا بلغ أن يتم ويتحقق
1469 - 00 ضبعا وذئبا يدعى به على غنم الرجل وقيل بل يدعى به لها وقد سبق بيان هذا الوجه في الفصل العشرين قال
(الطويل)
(وكان لها جاران لا يخفرانها ... أبو جعدة العادي عرفاء حيئل)
1470 - الله يعلم ما حطها من رأس يسوم هو اسم جبل قال
(الطويل)
(حلفت بما أرسى يسوم مكانه ... يظل الضباب فوقه يتعصر)
أنزل رجل شاة من هذا الجبل فدفعها إلى رجل ليضحي بها عن نفسه فقال ذلك وما بمعنى من في المثل والبيت جميعا ويروى من حطها يضرب في النية والضمير

(1/342)


1471 - أللقوح الربعية مال وطعام اللقوح ذات الدر والربعية التي نتجت في أول النتاج وأرادوا بها أنها طعام لأهلها لأنهم يعيشون بلبنها لسرعة نتاجها وهى مال مع ذلك بنفسها وربعها يضرب فى تعجيل قضاء الحاجة
1472 - الليل أخفى للويل أي افعل ما تريده ليلا فإنه أستر لسرك وأول من قاله سارية بن عويمر العقيلي وذلك أن توبة بن الحمير ضربه ثور بن ابي سمعان بجزر وعليه بيضة فجرح أنفه ووجهه فمكن من أخذ حقه فأبى قال
(الرجز)
(إن يمكن السيف فسوف انتقم ... أو لا فإن العفو أدنى للكرم)
ثم أن سارية نزل به ثور يوما مع أصحابه فلما أرادوا الإصباح عنه قال لهم ادرعوا الليل فإنه أخفى للويل ولا آمن عليكم توبة ثم إن توبة سار خلفهم فقتلهم
1473 - 00 اخفى والنهار أفضح لا يبصر فيه
1474 - 00 أعور لا يبصر فيه

(1/343)


1475 - الليل داج والكباش تنتطح وهم الأقران في الحرب يضرب للأمر الكثير الشر قال
(الرجز)
(الليل داج والكباش تنتطح ... نطاح أسد ما أراها تصطلح)
(منهن مجروح ومنها منبطح ... فمن نجا برأسه فقد ربح)
1476 - الليل طويل وأنت مقمر قاله السليك لرجل سقط عليه وهو نائم فقال له استأسر أي اصبر فان فى الوقت تراخيا وسعة وأنت في قمراء لا تهاب إن اغتالك يضرب في التأني
1477 - الليل وأهضام الوادي جمع هضم وهو المكان المطمئن أي احذر شر الليل وشر بطون الأودية فلا تسر فيها فلعل هناك مغتالا يضرب في التحذير من أمرين مخوفين
1478 - 00 يوارى حضنا أي يخفي كل شيء حتى الجبل
1479 - الماء ملك الأمر أي يملك الناس أمرهم معه ويروى ملك أمري ويروى ملك أمره على لفظ الماضى يضرب للشيء الذي هو قوام الأمر قال ابو وجزة السعدي

(1/344)


(البسيط)
(ولم يكن ملك للقوم ينزلهم ... إلا صلاصل لا تلوى على حسب)
1480 - ألمال بيني وبينك شق الأبلمة بالنصب على المصدر على معنى قوله بيني وبينك لأنه في معنى المال مشقوق ومنصف وبالرفع على الخبر والأصل شق المال بينى وبينك شق الأبلمة فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه والمعنى أنه بيني وبينك مقسوم على السوية كما لو شقت الأبلمة لأنها إذا شقت طولا انتصفت سواء
1481 - ألمحاجزة قبل المناجزة أي المسالمة قبل المعالجة فى القتال أخذت من الشيء الناجز وهو الحاضر يضرب فى حزم من عجل الفرار عمن لا قوام له به
1482 - ألمرء اعلم بشأنه أى لا يقدر أن يفسر للناس كل ما يعلم من أمره يضرب لمن له عذر لا يستطيع إبداءه
1483 - 00 بأصغريه قاله شقة بن ضمرة حين قال له المنذر لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فقال أبيت اللعن إن الرجال ليسوا بجزر يراد

(1/345)


منهم الأجسام وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه إن قال قال بلسان وإن قاتل قاتل بجنان فلما رأى المنذر عقله وبيانه سماه باسم ابيه ضمرة فقيل ضمرة بن ضمرة
1484 - ألمرء تواق إلى ما لم ينل يضرب في شدة الحرص والشره وهو الأغلب
1485 - 00 مرآة اخيه أي إذا رأى منه ما ينكره عليه أخبره به ونهاه عنه
1486 - 00 يعجز لا المحالة أى يضيق من قولهم ثوب عاجز إذا كان ضيقا قاله أكثم بن صيفي ومعناه أن الجهل وقلة التهدي إنما يجيء من قبل الناس فأما العلوم والحيل فكثيرة وقيل المحالة البكرة
1487 - ألمزاح سباب النوكي قاله خالد بن صفوان يضرب في ذم المزاح
1488 - ألمزاحة تذهب المهابة مثله
1489 - المسألة آخر كسب المرء يضرب في النهي عن السؤال

(1/346)


إلا عند الاضطرار قاله أكثم
1490 - ألمصدور أنفث يضرب فى عذر شكاية الرجل بثه وحزنه
1491 - ألمعاذر مكاذب جمع معذرة ومكذبة قاله مطرف بن عبد الله بن الشخير
1492 - ألمعاذير يشوبها الكذب قاله إبراهيم النخعي وذلك أن رجلا أتاه ليعتذر إليه فقال له قد عذرتك غير معتذر إن المعاذير يشوبها الكذب
1493 - اللمعافى غير مخدوع ويروى ليس بمخدوع أي إذا دفع الرجل إلى خطة بالمكر والخديعة ثم عوفى منها ووقي لم يضره ما خودع به وكأن لم يخدع وأول من قاله فادح رجل من بني سليم وذلك أن سليطا السلمي علق امرأته فأراد أن يخدعه فقال له إني قد علقت امرأة ابي مظعون فإذا حضر ناديك فلبثه معك حتى أزورها ففعل ذلك وكان ابو مظعون قد سمع خبر سليط وعلاقته امرأة فادح فعرض له في عرض بعض الأحاديث فقام فادح يسعى إلى أهله فلم يجد فيهم امرأته فقفا إثرها حتى انتهى إليها وإلى سليط فهرب الرجل على وجهه وأهوى هو إليها

(1/347)


فقتلها وقال ذلك قال
(البسيط)
(لا تنطقن بأمر لا تيقنه ... يا عمرو إن المعافى غير مخدوع)
1494 - ألمعتذر اعيا بالقرى يحمدون تلقي الضيف بالقرى قبل الحديث ويعيبون سؤاله والاعتذار إليه وأعيا أفعل من عيي بالأمر يضرب في ثلب المضيف
1495 - ألمعذرة طرف من البخل
1496 - ألمعروف أوثق الحصون
1497 - ألمعزى تبهي ولا تبني أي تخرق الأخبية لصعودها عليها ولا تعطي من الثلة ما يبنى منه بيت لأن أخبيتهم من الوبر والصوف دون الشعر

(1/348)


يضرب لمن يضر ولا ينفع
1498 - ألمقدرة تذهب الحفيظة قال بعض عظماء قريش لعدو قد ظفر به لولا أن المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك ثم تركه والمعنى أن التمكن من العدو يزيل غضبك عليه إذا كنت كريم الظفر يضرب في وجوب العفو عند المقدرة
1499 - ألمكثار كحاطب ليل لأنه لا يرى ما يجمعه فيخلط بين الجيد والردي وقيل لأنه ربما نهشته حية قال الكميت
(البسيط)
(دع خبط عشواء في ليلاء مظلمة ... هاجت أفاعي رقشا بين أحجار) يضرب على الوجهين للمخلط في كلامه والجاني على نفسه بكلامه
1500 - ألملسى لا عهدة له الملسى أن يبيع الرجل سلعة مسروقة ثم يملس مخافة أن يستحق فيرجع عليه والعهدة أن يرجع المشتري على البائع بالدرك والمعنى أن مثل هذا البيع يؤدي إلى تولي المال فيجب أن يتجنب ولا يقدم عليه يضرب للتحذير من صحبة من لا أمانة له ولا وفاء

(1/349)


1501 - ألملك عقيم ويروى الملك أي لو نازع الملك ولده في المملكة لقطع رحمه وأهلكه فكأنه عقيم لم يولد له
1502 - ألمنايا على الحوايا هي مراكب النساء واحدتها حوية وأصله أن قوما مقتولين حملوا عليها فظن الراؤن فيها نساء فلما كشفوها أبصروا القتلى فقالوا ذلك ويروى على السوايا والسوية قتب أعجمي يضرب في الهلاك والخوف الشديد
1503 - ألمنتصر أعذر لأنه جازى المسيء بالانتقام منه فوضع الشيء موضعه والبادي اصاب البريء فوضع الشيء في غير موضعه يضرب في النصح عن المنتقم
1504 - ألمنة تهدم الصنيعة يضرب لمن يبتدىء بالإحسان ثم يعود عليه بالإفساد
1505 - ألموت الفادح خير من العي الفاضح
1506 - ألموتور أبث يضرب في عذر من له هم فهو يشكوه ويبثه

(1/350)


1507 - ألنار ولا العار
1508 - ألناس إخوان وشتي في الشيم بعده
(الرجز)
(وكلهم يجمعهم بيت الأدم)
قيل هو بيت للإسكان فيه من كل جلد رقعة يراد أن الناس وإن كانوا مجتمعين بالشخوص والأبدان فان أخلاقهم مختلفة
1509 - 00 أخياف أي متفرقون في أجسامهم وأخلاقهم من الفرس الأخيف وهو الذي إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء
1510 - 00 بخير ما تباينوا فاذا تساووا هلكوا أي الغالب عليهم السوء والخير نادر فاذا كان التساوى فإنما هو في السوء وقيل ما تباينوا فى الرتب فإذا تساووا فيها هلكوا لأنه لا ينقاد بعضهم لبعض فاختلفوا فاذا اختلفوا جاء الهلاك
1511 - 00 بين حاذف وقاذف أي بعصا وصخرة يضرب في الأمرين المكروهين

(1/351)


1512 - الناس شجرة بغي
1513 - 00 كإبل مائة لا تجد فيها راحلة أي إن المرضى المهذب فيهم قليل قلة الصالح للركوب فى الإبل
1514 - 00 كاسنان المشط أى متساوون فى الشر
1515 - 00 هوسى والزمان أهوس من الهوس وهو الأكل الشديد أي هم آكلون لطيبات الزمان والزمان آكل لهم أي يأكلهم بالموت يضرب في نوائب الزمان وغوائله
1516 - ألنبح من بعيد أهون من الهرير من قريب أي إذا نبحت من من بعيد فعسى أن تنجو والهرير أقل من النباح يضرب في النهي عن الدنو من المخشي والاحتيال له من بعيد
1517 - النبع يقرع بعضه بعضا قاله زياد بن أبيه فى أمر جرى بينه وبين معاوية يضرب في تدافع ذوي القوة قال
(الطويل)
(فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا)

(1/352)


1518 - الندم على السكوت خير منه على القول لأن السكوت أكثر ما يجنيه النسبة إلى العي والقول ربما جر القتل يضرب في وجوب حفظ اللسان
1519 - النزائع أنجب أي الغرائب من النساء دون القرائب قال
(الطويل)
(فتى لم يلده بنت عم قريبة ... فيضوي وقد يضوي رديد القرائب)
1520 - النظر في العواقب تلقيح العقول
1521 - النظرة الأولى حمقاء أي ربما استحسن بها القبيح واستقبح الحسن وإنما يعتد بالنظرة الثانية يضرب في الأمر بالتأني ومعاودة النظر
1522 - النفاض يقطر الجلب هو اسم من الإنفاض كالخراج من الإخراج والعطاء من الإعطاء ويقطر أي يجعلها قطارا قطارا لأنهم إذا أجدبوا جلبوها للبيع في الامتيار وقيل هو من قطره إذا ألقاه على أحد قطريه أى يحمل صاحبه على تقطير الإبل للنحر لأنها تموت هزلا يضرب ي شدة الحال

(1/353)


1523 - ألنفس أعلم من أخوها النافع يضرب في من تحمده أو تذمه عند الحاجة إليه
1524 - 00 عروف أي صبور يضرب في تحمل النفس ما تحمل
1525 - 00 مولعة بحب العاجل قال جرير
(الكامل)
(إنى لأرجو منك سيبا عاجلا ... والنفس مولعة بحب العاجل)
1526 - ألنقد عند الحافر أي لا يزول حافر الفرس حتى ينقد ثمنها لأنها كانت لكرامتها عندهم لا تباع نسيئة ثم كثر حتى استعمل في غير الفرس ويروى الحافرة وهي أول الأمر وقيل هي الأرض أي حفرها الفرس بقوائمه فاعلة بمعنى مفعولة كآشرة والمعنى عند المكان الذي أجري فيه الفرس للنظر إليه وقت البيع وقيل هي التقليب والرضا مأخوذة من حفر الأرض كأنها مصدر بمنزلة الفاضلة والعاقبة والمعنى أن السلعة إذا قلبت ونظر إليها نظر تفتيش عنها وتأمل وجب أن ينقد ثمنها يضرب في تعجيل قضاء الحاجة

(1/354)


1527 - الودعة إلى الودعة قلادة
1528 - ألوط من ثفر هو ثفر الدابة لأنه بلي ابدا دبرها وقيل رجل من بقية قوم لوط
1529 - 00 من دب هو رجل من العرب كان متعالما بذلك
1530 - من راهب قال
(المتقارب)
(ألوط من راهب يدعي ... بأن النساء عليه حرام)
1531 - 00 من عدار دابة باليمن تنكح الناس ونطفتها دود
1532 - ألوفاء من الله بمكان أي بمكان مرضى
1533 - ألوقس يعدي فتوق الوقس هو أول الجرب يضرب في النهي عن صاحب السوء قال

(1/355)


(الرجز)
(الوقس يعدي فتوق الوقا ... من يذق الوقس يلاق تعسا)
1534 - الهف من ابي غبشان
1535 - 00 من قالب الصخر تفسيرهما فى الفصل السادس والسادس عشر
1536 - 00 من قضيب هو تمار بالبحرين كان يشتري التمر من تاجر فجاءه يوما فدفع إليه حشفا قد اجتمع عنده فمضى به وكان قد طرح التاجر صرة دنانير في ذلك الحشف فتذكرها فأخذ سكينا وشد حلف قضيب فقال له رد علي الحشف لأعوضك الجيد ثم نفض الجلال فظفر بالصرة فقال له قضيب لم حملت السكين قال لأبعج به بطني لو فقدت الصرة فانتزعه من يده فبعج بطنه تلهفا على الدنانير
1537 - اليد العليا خير من اليد السفلى قاله النبى صلى الله عليه وسلم يضرب في الحث على الصدقة فالعليا يد المعطي والسفلى يد السائل أي

(1/356)


المفضل خير من المفضل عليه وعن الحسن أنه فسر اليد السفلى بيد البخيل
1538 - اليسير يجنى الكثير قال عدي
(الخفيف)
(شط وصل الذي تريدين مني ... وصغير الأمور يجني الكبيرا)
1539 - إليك يساق الحديث جمع عامر بن صعصعة بنيه عند موته ليوصيهم فلبث طويلا لم يتكلم فاستحثه بعضهم فقال له ذلك وقيل إن رجلا كان يخطب امرأة فانعظ فخاطب بذلك وكره يضرب لمن عجل بالمسألة قبل أوانها
1540 - اليمين حنث او مندمة قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب فى النهي عن الحلف
1541 - الين من خرنق هو الفتي من الأرانب
1542 - 00 من خميرة ممرية

(1/357)


1543 - الين من زبد
1544 - اليوم خمر وغدا امر قاله امرؤ القيس حين بلغه قتل أبيه وهو يشرب ويروى اليوم قحاف وغدا نقاف فالقحاف من القحف وهو شدة الشرب والنقاف المضاربة على الرؤوس يضرب في تنقل الدهر بحالاته
1545 - أليوم ظلم خرجت ظعن بني حنظلة تسير فأقبل رجل من بني يربوع إلى أم حاجب بن زرارة فى هودجها فقال لها اسقيني من هذا الماء فقالت نعم واليم ظلم لأنه خلا من رجالها أرادت أن اليوم ظلمنى حين وضع الشأن فى غير موضعه تعني أنها أعز وأجل مكانا من أن تمتهن ولا تهاب ولا تحتشم يضرب لمن يؤمر بأن يفعل فعلا قد كان يأباه ثم يذل له قال
(الرجز)
(قالت له مي بأعلى ذي سلم ... لو ما تزورنا إذا الشعب ألم)
(ألا يلى يا مي واليوم ظلم)
أي وضع الفعل في غير موضعه لأنه كان ينبغي أن يفعل قبل اليوم ويروى اليوم بالنصب فان ظلم بمعنى وجب ذلك يعني الزيارة

(1/358)


الهمزة مع الميم

1546 - أما والله لا تحقنها مني في سقاء اوفر أي واسع يضرب في إنذار الظالم بأن الذي يريد ظلمه منيع لا يتركه حتى يغلبه قال أوس
(الكامل)
(إن كان ظني بابن هند صادقا ... لم تحقنوها في السقاء الأوفر)
(حتى تلف نخيلهم وزروعهم ... لهب كناصية الحصان الأشقر)
وقال طرفة
(السريع)
(من يعص منهم أمر كفيك لا ... تحقنها في ماعز أوفر)
1547 - 00 والله لتحلبنها مصرا الضمير للناقة والمصر أن تحلب بأطراف الأصابع فتجيء حلابها نزرا يسيرا والناقة إذا كان لبنها بطيء الخروج لم تحلب إلا مصرا وهي مصور يقال للمهدد أي لا تقدر على أن تنال مني شيئا قال رؤبة

(1/359)


(الرجز)
(ثم احلبوا الحرب العوان مصرا ... )
1548 - امت في حجر لا فيك أي جعل الله اعوجاجا في حجر لا فيك يضرب في دعاء الخير
1549 - امحل من الترهات هي الطريقات التي تنشعب عن الطريق الأعظم وسلوكها أخذ في غير القصد واشتغال بما لا طائل تحته هذا أصلها ثم استعملت في معنى المحال والباطل
1550 - 00 من بكاء على رسم منزل
1551 - 00 من تسليم على طلل
1552 - 00 من تعقاد الرتم كان أحدهم إذا نوى سفرا عقد خيطا بشجرة واعتقد أن امرأته إذا أحدثت حدثا انحل ذلك الخيط واسم الخيط الرتمة والرتيمة وقد فعل ذلك بعضهم وأنذر به امرأته فقيل له
(الرجز)
(هل ينفعنك اليوم إن همت بهم ... كثرة ما توصي وتعقاد الرتم)

(1/360)


1553 - امحل من حديث خرافة هو رجل من بني عذرة استهوته الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدثهم بالأباطيل وكانت العرب إذا سمعت ما لا أصل له قالت حديث خرافة وقد أورده ابن الزبعري فى بيت كرهت إثباته ثم كثر في كلامهم حتى قالوا للأباطيل خرافات
1555 - امخط من سهم يقال مخط السهم إذا مرق
15550 - امر سري عليه بليل يضرب لما روى فيه ولم يكن بديهة
1556 - 00 لا ينادى وليده أي تذهل فيه النساء عن دعاء أولادهن لفظاعته وقيل إنما يدعى فيه الكبار لا الصغار لأنهم لا يضطلعون به وقيل إذا رأوا أمرا تحشدوا له كالقراد والحواء فلا ينادى الولدان ولكن يتركون يفرحون يضرب فى أمر عجيب وقيل إذا أخصبوا لم ينه الولدان عما تناولوه ولم يصيح بهم لكثرة أموالهم يضرب في الكثرة والسعة قال مزرد
(الطويل)
(فدتك عراب اليوم أمي وخالتي ... وناقتي الناجي إليك بريدها)
(تبرأت من شتم الرجال بتوبة ... إلى الله منى لا ينادى وليدها)
وقال آخر

(1/361)


(الطويل)
(لقد شرعت كفا يزيد بن مرثد ... شرائع جود لا ينادى وليدها)
وقال عبد الله بن قيس
(الخفيف)
(فالى الله أشتكي طول حزني ... وبلايا وليدها لا ينادى)
1557 - امر مبكياتك لا امر مضحكاتك أي أطع أمر من يأمرك بالصلاح وإن أبكاك لثقله عليك ولا تطع أمر من يأمرك بالفساد وإن أضحكك لإعجابك به يضرب في النهي عن اتباع الهوى وقيل هو أنصح مثل قالته العرب وأصله أن غلاما قال أتيت خالاتى فأضحكنني وأمرحنني وأتيت عماتي فأبكينني وأحزنني فقيل له ذلك أي إن العمات أنصح
1558 - امر نهار قضي ليلا يضرب لقوم فاجأوا على غرة من لم يتأهب
1559 - امر من الألاء جع ألاءة وهي شجرة مرة تخضر الشتاء والصيف

(1/362)


ورقها وحملها دباغ قال بشر بن أبي خازم يهجو أوس بن حارثة الطائي
(الوافر)
(فانكم ومدحكم بحيرا ... ابا لجأ كما امتدح الألاء)
(يراه الناس أخضر من بعيد ... ويمنعه المرارة والإباء)
1560 - امر من الحنظل قال
(الرجز)
(والشرى أرى عند طعم الحنظل)
1561 - 00 من الخطبان هو الحنظل الذي صارت له خطوط وتلميع من اللون الذي يقال له الخطبة قال علقمة بن عبدة
(البسيط)
(يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم)
(1562 - 00 من الدفلى
1563 - 00 من الصبر قال الأخطل

(1/363)


(الطويل)
(بني عامر لم تثأروا بأخيكم ... ولكن رضيتم باللقاح وبالجزر)
(إذا عطفت وسط البيوت احتلبتم ... لها لبنا محضا أمر من الصبر)
يقول إذا كانت الألبان عوضا من الدماء فهي والله أمر من الصبر
1564 - امر من العلقم
1565 - 0 من المقر هو الصبر وقيل السم قال
(الرمل)
(إنما ماؤك صاب ومقر ... )
1566 - امرعت فانزل يقال لطالب الحاجة أي أصبت حاجتك فانزل ويروى اعشبت انزل قال ابو النجم
(الرجز)
(يقول لي الرائد أعشبت انزل ... )
1567 - امرع واديه واجنى حلبه هو نبت وإجناؤه ظهور جناه يضرب لمن اتسع أمره واستغنى

(1/364)


1568 - امرق من سهم
1569 - امسخ من لحم الحوار ويروى أملخ يقال مسيخ ومليخ للذي لا طعم له قال الرقبان
(المتقارب)
(وقد علم المعشر الطارقون ... أنك للضيف جوع وقر)
(مسيخ مليخ كلحم الحوار ... لا أنت حلو ولا أنت مر) بعده
(المتقارب)
(إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنك قد ولدتك الحمر)
1570 - امسك عليك نفقتك قاله شريح بن الحارث القاضي يضرب في الأمر بالصمت وصرب النفقة مثلا لما يرمى به من سقاط الأقاويل
1571 - امضى من الأجل
1572 - 00 من الدرهم
1573 - 00 من الريح

(1/365)


1574 - امضى من السنان
1575 - 00 من السهم
1576 - 00 من السيف
1577 - 00 من السيل تحت الليل
1577 - 00 من الصمصامة هو سيف عمرو بن معدي كرب أشهر سيوف العرب وفيه يقول عمرو
(الوافر)
(سناني أزرق لا عيب فيه ... وصمصامي يصمم في العظام)
وقال عبد الله بن عباس لليمانية لكم من السماء نجمها ومن الكعبة ركنها ومن السيوف صمصامها وقال نهشل بن حرى الدارمي
(الطويل)
(أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد ... كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه)
1579 - 00 من القدر المتاح

(1/366)


1580 - امضى من النصل
1581 - امضى من ترحة بعد فرحة
1582 - 00 من سليك المقانب مضى ذكره في الفصل الثامن عشر قال
(الطويل)
(لزوار ليلى منكم آل برثن ... على الهول أمضى من سليك المقانب)
1583 - امطل من عقرب تفسيره ي الفصل الثالث
1584 - امكرا وانت في الحديد قاله عبد الملك بن مروان لعمرو بن سعيد بن العاص الأشدق وذلك أنه خرج عليه فأمر بقتله فقال نشدتك الله لما أعفيتني من أن تخرجني إلى الناس فتشهرني بقتلي بينهم وإنما أراد أن يخرجه لينصره من تابعه يضرب لمن يمكر وهو مضطهد
1585 - أملك الناس لنفسه أكتمهم لسره من أخيه أي ربما تغير ما بينهما من الصداقة فيفشي أسراره يضرب في شدة الوصية بكتمان السر

(1/367)


1586 - أم فرشت فأنامت يضرب في بر الرجل صاحبه وحنوه عليه قال قراد بن غوية
(الطويل)
(وكنت له عما لطيفا ووالدا ... رؤفا وأما مهدت فأنامت)
1587 - امنع من است النمر تفسيره في الفصل السادس

1588 - 00 من ام قرفة تفسيره في الفصل الثامن عشر
1589 - 00 من أنف الاسد
1590 - 00 من صبى من المنع شحا
1591 - 00 من عتر هو رجل من عاد كان له راع اسمه عبيدان يرعى له ألف بقرة فكان لا يورد أحد قبله لمهابة عتر حتى أدرك لقمان في بني ضد ابن عاد فهزنه عبيدان بقره فضربه لقمان وصده فاقتتل فريقاهما فغلب لقمان فكان له أول الورد بعد ذلك قال جزء بن إساف

(1/368)


(البسيط)
(قد كان عتر بني عاد وأسرته ... في الناس أمنع من يمشي على قدم)
(وعاش دهرا إذا أثواره وردت ... لم يقرب الماء يوم الورد ذو نسم)
(أزمان كان عبيدان تآزره ... رعاة عاد وورد الماء مقتسم)
(أشص عنه أخو ضد كتائبه ... من بعد ما رملوا فرسانه بدم)
لا تركبونا بظلم يا بني هبل ... فتندموا إن غب الظلم متخم)
1592 - امنع من عقاب الجو قاله عمرو بن عدي اللخمي لقصير حين وعده قتل الزباء كيف يقدر عليها وهي أمنع من عقاب الجو
1593 - 00 من لهاة الاسد قال ابو حية النميري
(البسيط)
_ (وأصبحت كلهاة الليث من فمه ... ومن يحامل شيئا في لها الأسد)
1594 - أمهلني فواق ناقة أي قدر ما يجتمع فيقتها وهي ما بين الحلبتين يضرب للمستعجل

(1/369)


1595 - أمهن من ذباب
الهمزة مع النون

1596 - إن أعيا فزده نوطا هو جلة صغيرة يكنز فيها التمر أي لا تخفف عن البعير إذا تلكأ عن السير بل زد فى ثقله يضرب في الشدة والإلحاح على البخيل ومثله إن ضج فزده وقرا وإن جرجر العود فزده ثقلا
1597 - إن ترد الماء بماء أكيس ويروى أوثق أي لأن يكون معك فضلة ماء ترد بها على ماء آخر خير من أن تفرط في حملها ولعلك تهجم على غير ماء يضرب للاحتياط والأخذ بالثقة قال
(الرجز)
(لا ذنب لي قد قلت للقوم استقوا ... والقوم في جنب غدير يفهق)
(ما ضر نابا شولها المعلق ... أن ترد الماء بماء أوثق)
ويروى أرفق
1598 - أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه قاله النعمان للصقعب بن عمرو النهدي من قضاعة معد وكان يسمع بذكره فيستعظمه فلما رآه

(1/370)


اقتحمته عينه وقاله المنذر أيضا لضمرة بن ضمرة فقال إنما المرء بأصغريه وقد تقدم ويروى تسمع بالمعيدي بالرفع وطرح أن وله وجهان أحدهما أن ينزل الفعل مع أن المطروحة منزلة المقدر كأنه قيل سماعك بالمعيدي والثاني أن تجعل الفعل نفسه كأنه المصدر ويروى تسمع بالمعيدى لا أن تراه والمعيدي تصغير معدى وكان الأصل معيدي وقد روى عليه فاستثقلوه فخففوا قال النابغة
(البسيط)
(ضلت حلومهم عنهم وغرهم ... رعي المعيدي في سن وتعزيب)
يضرب للنابه الذكر ولا منظر له
1599 - إن تعش تر ما لم تر يضرب في تنقل أحوال الدهر وعجائبه
1600 - تعط العبد كراعا يطلب ذراعا مر عمرو بن عدي بندماني جذيمة فناولاه طعاما فطلب أكثر منه فقالت أم عمرو جاريتهما ذلك يضرب في اعتياد الرجل عادة السوء

(1/371)


1601 - إن تك ضبا فإني حسله يضرب للرجل يلقى مثله في العلم والدهاء
1602 - 00 جانب اعياك فالحق بجانب يضرب في الأمر بالارتحال عند بنو المنزل
1603 - 00 جرجر العود فزده ثقلا الجرجرة ترديد الصوت في الحنجرة
1604 - 00 سرك أن لا تبأس فغر واجلس أي إن أردت أن لا تفتقر فسافر واذهب غورا ونجدا يقال جلس إذا أتى نجدا والجلس النجد يضرب في الأمر بالضرب في البلاد لاكتساب المال
1605 - 00 ضج فزده وقرا
1606 - 00 فر عير فعير في الرباط ويروى إن ذهب والرباط ما يربط به يضرب في الرضا بالحاضر ونسيان الغائب
1607 - 00 كنت بي تشد أزرك فأرخه يضرب في التعويل على

(1/372)


غير معول
1608 - إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا هي الريح الساطعة التي تثير السحاب يضرب للمدل بنفسه قد بلي بمن هو أدهى منه وقيل الإعصار السحاب وكأنه بمعنى ذو الإعصار من أعصرت السحابة إذا كانت تعتصر بالمطر وهو مسمى بالمصدر والمعنى إن كنت ذا اقتدار ومكنة فقد صادفت ما يتصرف بتصريفك ويلين قياده لك كالريح إذا لاقت السحاب المعصر
1609 - إن لا حظية فلا ألية الحظية ذات الحظوة من النساء عند زوجها وجمعها حظايا والألية كالآلية من ألى إذا قصر وأصله أن رجلا تزوج امرأة لم تحظ عنده ولم تكن مقصرة في الأشياء التي تحظى النساء عند أزواجهن فقالت لزوجها إن لا حظية فلا ألية أى إن لم تكن لك حظية من النساء لأن طبعك لا يلائم طباعهن فإني غير مقصرة بما يلزمني للزوج فارتفاع حظية لأنها فاعلة للفعل المضمر الذي هو تكن وهذا من كان التامة أي لا توجد حظية عندك وألية رفع لأنها خبر مبتدأ محذوف تقديره

(1/373)


فأنا لا ألية أي فأنا غير ألية ويجوز نصب حظية وألية على تأويل إن لا أكن حظية فلا أكن إلية يضرب في مداراة الناس والتودد إليهم ليتوصل بذلك إلى نيل الأغراض عندهم
1610 - إن لادة فلادة تفتح الدال وتكسر وهي كلمة فارسية معناها الضرب قد استعملها العرب فى كلامها وأصله أن الموتور كان يلقى واتره فلا يتعرض له فيقال له ذلك والمعنى أنك إن لم تضربه الآن لم تضربه أبدا وتقديره إن لا يكن ده فلا يكن ده أى إن لا يوجد ضرب الساعة فلا يوجد ضرب أبدا ثم اتسعوا فيه فضربوه مثلا في كل شيء لا يقدم عليه الرجل وقد حان حينه ووجب إحداثه من قضاء دين قد حل أو حاجة طلبت أو ما أشبه ذلك من الأمور التي لا يسوغ تأخيرها
1611 - إن لا يكن صنعا فانه يعتثم هو من عثمت المرأة المزادة

(1/374)


إذا خرزتها خرزا غير مترص أي إن لم يكن حاذقا فإنه يعمل على قدر معرفته يضرب لمن بذل لك وسعه وإن لم يبلغ ما في نفسك
1612 - إن لم تغلب فاخلب أي اخدع ويروى بكسر اللام للازدواج كقولهم ما قدم وما حدث وقيل هو من مخلب الطائر أي انتش شيئا بعد شيء يضرب فى التوصل إلى الأمر بالترفق عند إعواز القوة والغلبة
1613 - 00 لم يكن وماق ففراق أي محابة زوج عامر بن الظرب العدواني ابنته من ابن أخيه فقال لأمها مرى ابنتك أن لا تنزل مفازة إلا ومعها ماء فانه للأعلى جلاء وللأسفل نقاء وأن لا تمنعه شهوته فان الحظوة الموافقة وأن لا تطيل مضاجعته فانه إذا مل البدن مل القلب فلما كان بعد اشهر أتته مضروبة فقال لابن أخيه يا بني ارفع عصاك عن بكرتك تسكن فإن كانت نفرت من غير أن تنفر فهو الداء الذي لا دواء له وإن لم يكن وماق فتعجيل الفراق والخلع أحسن من الطلاق ولن نسلبك أهلك ومالك ثم رد عليه الصداق وفرق بينهما فهو أول خلع كان في العرب
1614 - 00 يبغ عليك قومك لا يبغ القمر تبايع رجلان على

(1/375)


غروب القمر صبيحة ثلاث عشرة أيسبق غروبه طلوع الشمس أم يسبقه طلوعها فمال القوم مع الذي ذكر أن الغروب يسبق فقال الآخر إنكم تبغون على فقيل له ذلك يضرب في شهرة الأمر
1615 - إن يدم أظللك فقد نقب خفى الأظل باطن منسم البعير وقيل لحم أسفل خفه ونقب خف الرجل تخرقه وكذلك خف البعير وأصله أن مسافرا حفى بعيره فنزل عنه حتى حفي هو أيضا فلما أراد ركوبه جرجر فقال ذلك قوله فقد نقب خفي على معنيين أحدهما أنه أراد تخرق خف كان عليه والثاني أنه سمى رجله خفا بطريق المجاز كما قال طرفة بن العبد
(الطويل)
(وحتى تناهوا عن أذاتي بعد ما ... أصاب الوجى منهم مشاش السنابك)
يضربه من هو في مثل حال المشتكى إليه
1616 - أنأى من الكوكب
1617 - أنا ابن بجدتها الضمير للأرض أي أنا العالم بها كأني نشأت فيها من بجد بالمكان إذا أقام به وأصله في الهادي الخريت ثم تمثل به لكل عالم بالأمر ماهر فيه

(1/376)


1618 - انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب الجذل خشبة تحتك بها الإبل الجربى والعذق بفتح العين النخلة والمرجب الذي جعل له ما يعتمد عليه وهذا تصغير التفخيم وتلطيف المحل قاله الحباب بن المنذر ابن الجموح الأنصاري يوم السقيفة عند بيعة ابي بكر رضي الله عنه يضرب للمستشفي برأيه
1619 - 00 درح يدك أي طوع يدك
1620 - 00 دون هذا وفوق ما في نفسك قاله علي رضي الله عنه لرجل مدحه نفاقا
1621 - 00 عذله وأخي خذله وكلانا ليس بابن أمه أي أعذل أخي وهو يخذلني وكلانا هجان غير هجين يضرب في قلة التوافق
1622 - 00 غريرك من هذا الأمر أي اغترني فسلني عنه على غير تفطن له فإني أخبرك به من غير روية لفرط علمى به يضربه من يعرف الشيء حق المعرفة قال الأصمعي معناه أنا أديت إليك ما سمعت ولم أغرك إنما غرني من أخبرني بغير الحق فأخبرتك به وأديته إليك يقال ما غرك مني

(1/377)


أي بم وثقت بي وما غرك بي أي بم اجترأت علي وما غرك عني أي بم غفلت عني
1623 - أنا منه كحاقن الإهالة هو الودك المذاب ولا يحقنها الرجل حتى يزوزها ويعلم أنها قد بردت لئلا تحرق السقاء يضرب في الحذق بالأمور والخبرة بها وحسن المعاناة لها
1624 - إنباض من غير توتير يضرب في الإرهاب من غير قدرة على إيقاع ويروى لا تعجل بالإنباض قبل التوتير وهو مثل فى الاستعجال بالأمر قبل بلوغ إناه
1625 - انبش من جيأل يقال نبش ينبش وينبش وجيأل الضبع قال
(الوافر)
(وجاءت جيأل وابو بنيها ... أحم المأقيين به خماع)
(فظلا ينبشان الترب عني ... وما أنا ويب غيرك والسباع)
1626 - انت ابنة الجبل مهما يقل تقل يضرب للنمام شبه بالصدى

(1/378)


في حكايته قول القائل
1627 - انت اجدت طبخه فأحس وذق يضرب في الشماتة بالجاني على نفسه
1628 - 00 اعلم ام من غص بها أي الغاص باللقمة أعلم بما قاسى يضرب لمن زاول الأمر فهو أعلم به من غيره 1629 - 00 أهون على من الطبوع هو قمل الإبل
1630 - 00 تئق وانا مئق فكيف نتفق التئق الممتلىء غيظا والمئق السريع البكاء يضرب لغير المتوافقين
1631 - 00 على المجرب يضرب للساقط على الخبير
1632 - 00 كبارح الأروى قليلا ما ترى ألأروى مساكنها الجبال فقل ما تمر بالناس يضرب للمبطىء الزيارة ويروى كخارج الأروى قليلا ما ترى وهي أولادها يضرب فيما لا يقدر عليه ولا يكاد يوجد

(1/379)


1633 - انت كصاحب البعرة كانت لرجل ظنته في قومه فأراد استبراءهم فجمعهم وأخذ بعرة وقال فى رام ببعرتي هذه صاحب ظنتي فجفل أحدهم وقال لا ترمنى بها يضرب في عيب المقر على نفسه
1634 - 00 كصاحبة النعامة قصته في من حفنا أو رفنا فليترك يضرب لمن وثق بغير الثقة
1635 - 00 مختل فتحمض الاختلال رعي الخلة والتحمض رعي الحمض والعرب تقول الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها فهي تستريح من الخلة إلى الحمض أي أنت كالبشم بالخلة فتداو بالحمض ليذهب بشمك يضرب لمن جاء متهددا قال
(الرجز)
(ويجد المختل عندي حمضا ... )
وقال الطرماح
(الخفيف)
(لا ينى يحمض العدو وذو الخلة يشفي صداه بالإحماض)
وقال آخر

(1/380)


(الرجز)
(كانوا مخلين فلاقوا حمضا ... ورهبوا النقض فلاقوا نقضا)
وقال
(الرجز)
(وخلة داويت بالإحماض ... ) وقال
(الطويل)
(وإن لنا حمضا من الموت منقعا ... وإنك مختل فهل أنت حامض)
1636 - انتن من العدرة
1637 - 00 من ريح الجورب قال نافع بن لقيط العبسي
(الكامل)
(وما ولق أنضجت كية رأسه ... فتركته ذفرا كريح الجورب)
وقال آخر

(1/381)


(الطويل)
(غزا ابن عمير غزوة تركت له ... ثناءا كريح الجورب المتخرق)
وقال آخر
(الكامل)
(بعثوا إلى صحيفة مطوية ... مختومة بختامها كالعقرب)
(فعرفت فيها الشر حين رأيتها ... ففضضتها عن مثل ريح الجورب)
قال الأصمعي كان العنوان من كهمس وهو أشبه شيء بالعقرب 1638 - انتن من مرقات الغنم جمع مرقة وهي الجلدة التى لم يتم دباغها قال
(الخفيف)
(يتضوعن لو تضمخن بالمسك صماخا كأنه ريح مرق)
1639 - انجب من ام البنين هى بنت عمرو بن عامر فارس الضحياء ولدت لمالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الأسنة عامرا وفارس قرزل طفيل الخلي والد عامر بن الطفيل وربيع المعترين ربيعة ابا لبيد ونزال المضيق سلمى بن مالك ومعوذ الحكماء معاوية قال لبيد

(1/382)


(الرجز)
(نحن بنو أم البنين الأربعة ... )
ولم يقل الخمسة لأن ربيعة اباه دخل تحت قوله نحن بنو فلو قال الخمسة لكان بمنزلة أن يقول ربيعة بن أم ربيعة لأن ربيعة حينئذ يكون من جملة الخمسة وقال ضبيعة بن الحارث لعامر
(الكامل)
(وفعلت فعل أبيك فارس قرزل ... إن البذوذ هو ابن كل بذوذ)
1640 - انجب من بنت الخرشب هي فاطمة الأنمارية ولدت لزياد العبسي الكملة ربيعا الكامل وعمارة الوهاب وقيس الحفاظ وأنس الفوارس وقيل لها أي بنيك أفضل فقالت ربيع بل عمارة بل قيس بل أنس ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل والله إنهم لكالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها
1641 - 00 من خبيئة هي بنت رياح بن الأشل الغنوية أتاها آت كرتين في منامها فقال لها أعشرة هدرة أم ثلاثة كعشرة فقصت رؤياها على زوجها جعفر بن كلاب فقال لها إن عاد الثالثة فقولي له بل ثلاثة

(1/383)


كعشرة فولدتهم وبكل منهم علامة خالد الأصبغ لشامة بيضاء في مقدم رأسه ومالك الطيان لانطواء بطنه وربيعة الأحوص لصغر عينيه
1642 - انجب من عاتكة هي بنت هلال بن مرة السلمية ولدت لعبد مناف بن قصى هاشما وعبد شمس والمطلب
1643 - 00 من ماوية هي امرأة زرارة بن عدس الدارمية ولدت له حاجبا ولقيطا وعلقمة ومعبدا
1644 - انجد من رأى حضنا أي من أبصر هذا الجبل وهو بأول بلاد نجد استغنى عن أن يسأل هل أتى نجدا أم لا يضرب في الاستدلال على الشيء بأمارة ظاهرة والاستغناء بها عن السؤال عنه
1645 - انجز حر ما وعد نجز الوعد إذا نفد وأنجزته قاله الحارث بن عمرو بن حجر الكندي لصخر بن نهشل وكان له مرباع بنيى حنظلة فجعل للحارث الخمس منه إن دله على غنيمة ففعل ووفى هو بوعده يضرب في استنجاز المواعيد
1646 - انج سعد فقد هلك سعيد هما ابنا ضبة بن اد وقد سبق ذكرهما في الفصل الثاني عشر يضرب في الاستمساك على الباقي عند

(1/384)


فوات الماضى
1647 - انج ولا اخالك ناجيا كان عبد شمس بن سعد بن زيد مناة يزور الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم فنهاه قومها فأبى حتى وقعت الحرب بين قومه وقومها فأغار عليهم عبد شمس فعرفت الهيجمانة فأخبرت اباها فقال مازن بن مالك بن عمرو بن تميم حنت ولات هنت وأنى لك مقروع وهو لقب عبد شمس فقال لها أبوها أي بنية اصدقيني أكذاك هو فإنه لا رأي لمكذوب فقال ثكلتك إن لم أكن صدقتك فانج ولا إخالك ناجيا يضرب فى التخويف من العدو قاله عسعس بن سلامة
(الطويل)
(فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإنى لا إخالك ناجيا)
1648 - انخب من يراعة يقال رجل نخب ونخب بوزن خبق

(1/385)


ومنخوب لا فؤاد له قال
(الوافر)
(فأنت مجوف نخب هواء ... ) واليراعة القصبة وقيل النعامة
1649 - انخى من ديك من النخوة
1650 - اند من حمار الوحش قال أسامة بن زيد الهذلي
(البسيط)
(أند من قارح روح قوائمه ... صم حوافره ما يفتأ الدلجا)
1651 - 00 من نعامة
1652 - اندس من ظربان من الندس وهو الصوت الخفي والمراد الفسو وشرحه في الفصل العشرين
1653 - اندم من ابي غبشان شرحه في الفصل السادس
1654 - 00 من الكسعي هو رجل من كسعة اسمه محارب بن قيس رأى نبعة في صخرة واد كان يرعى فيه فتعهدها حتى أدركت ثم اتخذ منها

(1/386)


قوسا وأنشأ يقول
(الرجز)
(يا رب وفقني لنحت قوسي ... فانها من لذتي لنفسي)
(وانفع بقوسي ولدي وعرسي ... انحتها صفراء مثل الورس)
(صلداء ليست كالقسي النكس ... ) وبرا من برايتها خمسة أسهم وأخذ يقلبها بكفه ويقول
(الرجز)
(هن وربي اسهم حسان ... تلذ للرامي بها البنان)
(كأنما قومها ميزان ... فأبشروا بالخصب يا صبيان)
(إن لم يعقني الشؤم والحرمان ... )
ثم كمن في قترة على موارد حمر فمر به قطيع فرمى عيرا فأمخطه السهم وصدم الجبل فأورى فظنه قد أخطأ فقال
(الرجز)
(أعوذ بالله العزيز الرحمن ... من نكد الجد معا والحرمان)
(مالى رأيت السهم بين الصوان ... يوري شرارا مثل لون العقيان)
(فأخلف اليوم رجاء الصبيان ... )
ثم صنع صنيع الأول وأنشأ يقول

(1/387)


(الرجز)
(لا بارك الرحمن في رمي القتر ... أعوذ بالخالق من سوء القدر)
(أأمخط السهم لإرهاق الضرر ... أم ذاك من سوء اختيار ونظر)
(أم ليس يغني حذر عند قدر ... ) ثم صنع صنيع الثاني وأنشأ يقول
(الرجز)
(ما بال سهمي يوقد الحباحبا ... قد كنت أرجو أن يكون صائبا)
(وأمكن العير وولى جانبا ... فصار رأيي فيه رايا خائبا)
(أظل منه في اكتئاب دائبا ... )
ثم صنع صنيع الثالث وأنشأ يقول
(الرجز)
(يا أسفى للشؤم والجد النكد ... أخلف ما أرجو لأهل وولد)
(فيها ولم يغن الحذار والجلد ... فخاب ظن الأهل فيه والولد)
ثم صنع صنيع الرابع وأنشأ يقول
(الرجز)
(أبعد خمس قد حفظت عدها ... أحمل قوسي وأريد ردها)
(أخزى الإله لينها وشدها ... والله لا تسلم عندي بعدها)
(ولا أرجى ما حييت رفدها ... )

(1/388)


ثم كسرها فلما اصبح ورأى الأعيار مصرعة ندم وأنحى على إبهامه فقطعها وقال
(الوافر)
(ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني إذا لقطعت خمسي)
(تبين لي سفاه الرأي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي) وقال الفرزدق
(الوافر)
(ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار)
وقال الحطيئة
(الوافر)
(ندمت ندامة الكسعي لما ... شربت رضا بني سهم برغمي)
1655 - اندم من شيخ مهو تفسيره في الفصل السادس
1656 - 00 من قضيب تفسيره في الفصل الثالث والعشرين
1657 - أندى من البحر
1658 - 00 من الرباب هو السحاب الذي فيه الماء

(1/389)


1659 - اندى من القطر
1660 - 00 من الليلة الماطرة
1661 - 00 انزى من تيس بني حمان تفسيره في الفصل التاسع عشر
1662 - 00 من جرادة
1663 - 00 من ضيون
1664 - 00 من ظبيى
1665 - 00 من عصفور
1666 - 00 من هجرس
1667 - انسب من ابن لسان الحمرة كان هو وابوه من أعرف الناس بالأنساب واسم ابيه وفاء بن الأشعر وإنما لقب بذلك لأنه نازع رجلا من تغلب اسمه عبيد فقال له تخير أعاقرك فقال الرجل أغن عنى نفسك يا لسان الحمرة

(1/390)


1668 - انسب من دغفل تفسيره في الفصل الثامن عشر
1669 - 00 من قطاة تفسيره فى الفصل الرابع عشر
1670 - من كثير من النسيب
1671 - انشط من ذئب
1672 - 00 من ظبي مقمر يأخذه النشاط في القمراء فيلعب
1673 - 00 من عير الفلاة
1674 - أنصح من شولة هي خادمة كانت في بعض دور الكوفة فكان مواليها يدفعون إليها كل يوم درهما لتشتري لهم به سمنا فوجدت ذات يوم درهما فضمته إلى درهمهم واشترت بهما سمنا فسرقوها وضربوها وقالوا لها فى كثرة سمنك اليوم ما يدل على أنك كنت تخونينا في الدرهم كل يوم وعاقبوها وعاد النصح وبالا عليها وقيل في مثل آخر انت شولة

(1/391)


الناصحة كانت شولة أمة لعدوان رعناء وكانت تنصح لمواليها فيعود نصيحتها وبالا عليهم لحمقها
1675 - انصر أخاك ظالما أو مظلوما مذهب العرب في هذا وجوب نصرته في كل حال وأول من قاله جندب بن العنبر بن تميم وذلك أنه وسعد بن زيد مناة كانا يتفاخران يوما ويتذاكران شجاعتهما فقال له سعد لتأخذنك ظعينة بني الضربة ولقد أخبرني طيري أن لا يعتقك غيري ثم إن جندبا أتى فى بعض متصيداته على أمة فوثب عليها ليفترعها فقبضت على يديه بيد واحدة وربطته بعنان فرسه وأراحت غنمها فمرت به على سعد فاستغاثه وخاطبه بذلك فأطلقه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تكلم بذلك فقيل له هذا ينصره مظلوما فكيف ينصره ظالما فقال يكفه عن الظلم قال النابغة الذبياني
(الكامل)
(حدبت علي بطون ضبة كلها ... إن ظالما فيهم وإن مظلوما)
حدبت أى اشفقت ضبة لم يرد النابغة أنهم يشفقون عليه فيكفوا عن الظلم

(1/392)


إذا كان ظالما وينصرونه إذا كان مظلوما وإنما أراد أنهم ينصرونه في هاتين الحالتين ظالما أو مظلوما
1676 - أنضر من روضة
1677 - أنطق من قس تفسيره في الفصل الثانى
1678 - أنعس من كلب لأنه يسهر ليلا للحراسة ثم يملكه النعاس ويغلبه
1679 - أنعم من حيان أخي جابر هو رجل من بني حنيفة كان في نعمته من البدن ورخاء من العيش وكان ينادم الأعشى فضرب به المثل فى قوله
(السريع)
(شتان ما يومى على كورها ... ويوم حيان أخى جابر)
وإنما أضافه إلى أخيه لاضطرار القافية وحيان كان جليلا ولم يكن جابر مثله فغضب وقال كأني لا أعرف إلا بأخي واستشن ما بينهما بسبب ذلك

(1/393)


1680 - أنعم من خزيم هو خزيم بن عمرو من بني مرة بن عوف كان يقال له خزيم الناعم وسأله الحجاج عن تنعمه فقال لا ألبس خلقا في شتاء ولا جديدا فى صيف فقال له فما النعمة قال الأمن فانى رأيت الخائف لا ينتفع بعيش فقال زدني قال الشباب فإني رأيت الشيخ لا ينتفع بعيش قال زدني قال الصحة فإنى رأيت السقيم لا ينتفع بعيش قال زدني قال الغنى فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش قال زدني قال لا أجد مزيدا
1681 - أنف في السماء واست في الماء لقي ابو الحارث بن عبد الله ابن أبي السائب المخزومي نافع بن جبير بن مطعم فقال له من اين قال خرجت أتمخر الريح فقال إنما يتمخر الكلب قال فأستثني قال إنما يستثني الفرس والحمار قال فما اقول قال قل أتنسم قال إنها والله حسك في قلبك علينا لقتلنا ابن الزبير قال ابو الحارث ألزقتك والله عبد مناف بالدكادك ذهبت هاشم بالنبوة وعبد شمس بالخلافة وتركوك بين فرثها والجئة أنف في السماء واست في الماء قال إذا

(1/394)


ذكرت عبد مناف فالطه قال بل أنت ونوفل فالطوا يضرب لمن رفع نفسه وهو لئيم الحسب قال النابغة الجعدي
(البسيط)
(بالأرض استاههم عجزا وأنفهم ... عند الكواكب بغيا يا لذا عجبا)
1682 - أنفذ رمية كلمة خفية
1683 - 00 من ابرة قال الأخطل
(البسيط)
(والقول ينفذ ما لا ينفذ الإبر ... ) وقال طرفة
(الطويل)
(رأيت القوافي يتلجن موالجا ... تضايق عنها إن تولجها الإبر)
1684 - 00 من الدرهم يراد نفاذه في الحوائج
1685 - 00 من خازق

(1/395)


1686 - انفذ من خياط
1687 - 00 من سنان
1688 - انفر من ازب هو البعير الكثير الوبر يرى طول شعره على عينيه فيحسبه شخصا فهو نافر أبدا وقيل هو شر الإبل وانفرها نفارا وأبطؤها سيرا وأخبها خبا وهو لا يقطع الأرض قال النابغة
(الوافر)
(أثرت الغي ثم نزعت عنه ... كما نفر الأزب عن الطعان)
وقال جرير
(الكامل)
(أسلمت احمر وابن أم مخرق ... وبقيت يومئذ ازب نفورا)
وقال كثير
(الطويل)
(إذا جئتها يوما يظل كأنه ... أزب ديافي عن الظل نافر)
وقال زيد الخيل

(1/396)


(الوافر)
(فحاد عن الطعان أبو أثال ... كما حاد الأزب عن الظلال)
1689 - انفر من ظبي ويروى من ظبي مفلت قال
(الطويل)
(فأصبحت ظبيا مفلتا عن حبالة ... صحيح أديم بعد داء اساف)
أراد الاسافة
1690 - 00 من نعامة
1691 - إنقطع السلى في البطن هو الذي يكون فيه الولد تثنيته سليان يضرب للأمر المتفاقم قال وضاح بن إسماعيل
(الطويل)
(من يبلغ الحجاج عني رسالة ... فان شئت فاقطعنى كما يقطع السلى)
1692 - 00 قوي من قاوية القوى الفرخ والقاوية البيضة وهما من قوى بمعنى خلا وزال لأنهما يتزايلان ويخلو كلاهما عن صاحبه فالقوى

(1/397)


تصغير قو كعمى في تصغير عم فعل من ذلك والقاوية فاعلة منه كقولهم عود ذو وذاو من ذوى ولو روى قوى بكسر الياء على أنه تصغير قاو لكان مستقيما وقيل قوى اسم واد وقاوية اسم روضة يفصل بينهما أرض صلبة وقاوية في هذا الوجه لا ينصرف للعلمية والتأنيث يضرب في انقطاع صحبة الأخوين وفوات أمر لا يستطاع استدراكه
1693 - انقى من الدمعة
1694 - 00 من الراحة
1695 - 00 من طست العروس
1696 - 00 من ليلة الصدر تفسيره في الفصل الرابع عشر
1697 - 00 من مرآة الغريبة هي المرأة الناكح في غير عشيرتها ومرآتها أبدا مجلوة إذ لا ناصح لها فى وجهها فهى تحتاط لنفسها في أن لا تعاب بشىء قال ذو الرمة

(1/398)


(الطويل)
(لها أذن حشر وذفرى اسيلة ... وخد كمرآة الغريبة أسجح)
1698 - أنكح من ابن الغز هو عروة بن أشيم الايادي كان أوفرهم عضوا وأنكحهم يزعمون أنه كان يستلقى منعظا فيظنه الفصيل الأجرب جذلا فيحتك به وأنه أصاب جنب عروس زفت إليه فقالت أتهددني بالركبة وأنه كان إذا غشي امرأة غشي عليها لوفور عضوه فادعت امرأة أنها تسلم عليه من الغشى فلما افترشها قال لها أريني السها فأرته القمر فقال أريها السهى وتريني القمر وهو القائل
(الطويل)
(ألا ربما أنعظت حتى إخاله ... سينقد للانعاظ أو يتمزق)
(فأعمله حتى إذا قلت قد دنى ... أبي وتمطى جانحا يتمطق)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(لحى الله هذا من حلال ومن يقل ... سوى ذاك لاقاه بأير ابن ألغز)

(1/399)


وقال آخر
(الطويل)
(ولا كالالى كان ابن ألغز منهم ... ولا مثل ما كان ابن ألغز يصنع)
1699 - أنكح من حوثرة هو ربيعة بن عمرو العبقسي لقب بالحوثرة وهي الكمرة حضر سوق عكاظ فساوم امرأة عسا فأغلت فقال لها لم تغالين بثمن إناء أنا أملؤه بحوثرتي ثم كشف فملأ بها عسها فنادت يا للفليقة فالتف عليه الناس فلقب بذلك وقيل لقومه بنو حوثرة والحواثر قال المتلمس
(الكامل)
(لن ترحض السوءات عن أحسابكم ... نعم الحواثر إذ تساق لمعبد)
1700 - 00 من خوات تفسيره في الفصل السابع
1701 - انكحنا الفرا فسوف نرى الفرا العير يضرب في طلب

(1/400)


الحاجة من رجل عظيم وانتظار ما يكون منه وقيل يضرب في الحذر من سوء العاقبة وأصله أن رجلا خطب إلى رجل ابنته فأبى أن يزوجها ورضيت أمها فتزوجت منه فقال الآن ذلك أي زوجنا من لا خير فيه كأنه حمار فسنعلم كيف يكون العاقبة
1702 - انكحيني وانظري قاله رجل دميم لامرأة يضرب لذي مخبر لا منظر له
17030 - أنكد من أحمر عاد
1704 - 00 من تالي النجم تفسيرهما في الفصل الثالث عشر
1705 - أنكر من كلب احص
1706 - أنم من التراب لأن الآثار تثبت عليه فيقتفى بها
1707 - 00 من الصبح لأنه ينم بما أخفاه الليل

(1/401)


1708 - انم من جرس
1709 - 00 من جلجل قال أوس بن حجر
(الطويل)
(فإنكما يا ابني جناب وجدتما ... كمن دب يستخفي وفي العنق جلجل)
1710 - 00 من ذكاء
1711 - 00 من زجاجة على ما فيها
1712 - إن أخاك في الأشاوي ضرعك أي في الأشياء مثلك ونظيرك من المضارعة
1713 - 00 أخاك من آساك
1714 - 00 البغاث بأرضنا تستنسر بفتح الباء واحدتها بغاثة وتجمع بغثانا ويقال بغاث بالكسر وهو جمع بغثة كقطرة وقطار أي تصير نسرا فلا يقدر على صيده يصرب في قوم أعزاء يتصل بهم الذليل

(1/402)


فيعز بجوارهم
1715 - إن الجبان حتفه من فوقه أي لا يجدي عليه توقيه وحذره فإن المنية تأنيه من السماء
1716 - 00 الحاجة ليعصيها طلبها قبل وقتها أي يقطعها ويفسدها
1717 - 00 الحديد بالحديد يفلح ويروى يفل يضرب في صدم الأمر الشديد بمثله أنشد الزجاج
(الرجز)
(قد علمت خيلك اين الصحصح ... إن الحديد بالحديد يفلح)
وقال بكر بن النطاح التغلبي
(الخفيف)
(قومنا بعضهم يقتل بعضا ... لا يفل الحديد إلا الحديد)
1718 - 00 الحماة أولعت بالكنة وأولعت كنتها بالظنة الحماة

(1/403)


أخت الزوج وأمه والكنة امرأة الرجل والمعنى أن الكنة إذا سمعت أدنى كلمة قالت هذا عمل حماتي يضرب لقوم بينهم معاملة من أخذ وإعطاء ولا غنى بهم عنها ولا يزال المشارة بينهم
1719 - إن الخصاص يرى في جوفه الرقم الخصاص جمع خصاصة وهي الفرجة اليسيرة بين الشيئين والرقم الداهية يضرب للشيء الحقير يرى فيه الشيء العظيم
1720 - 00 الدليل أثر الفوارس سقط قيس بن زهير على أثر الحنفاء فرس حمل حين قص اثره فقال إن هذا اثر الحنفاء فاتبعوه إن الدليل اثر الفوارس فأرسلها مثلا يضرب فيما يستدل به على الشيء
1721 - 00 الذليل من ليست له عضد أى أنصار وأعوان قال الثقفي
(البسيط)
(من كان ذا عضد يدرك ظلامته ... إن الذليل الذي ليست له عضد)
1722 - 00 الرثيئة تفشأ الغضب هي اللبن الحامض الخاثر وأصله

(1/404)


أن رجلا غضب على أهله وهو جائع فسقوه إياها فسكن غضبه يضرب في الإرضاء بالبر وإن قل
1723 - إن السلامة فيها ترك ما فيها قال
(البسيط)
(النفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك ما فيها)
يضرب للدنيا والزهد فيها
1724 - 00 الشراك قد من أديمه يضرب في التشبيه
1725 - 00 الشفيق بسوء الظن مولع يضرب في خوف الرجل على صاحبه الحوادث لفرط الشفقة
1726 - 00 الشقي وافد البراجم عمرو وقيس وغالب وكلفة ومرة وحنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يقال لهم البراجم لأن رجلا منهم قال لهم تعالوا فلنجتمع كبراجم يدي هذه فقال امرؤ القيس
(الطويل)
(ألا عقر الله البراجم كلها ... وقبح يربوعا وجدع دارما)

(1/405)


ويروى راكب البراجم وأصله أن سويد بن ربيعة التميمي قتل ابنا لعمرو بن هند اسمه سعد فأقسم عمرو ليحرقن مائة من تميم فأحرق ثمانية وتسعين ثم أقبل رجل من حنظلة اسمه عامر فرأى الدخان ساطعا فظن أنها نار قرى فينا فقال له عمرو ذلك وقذفه فى النار ثم أراد تمام المائة لتبر يمينه فلم يصادف رجلا فجعل يؤتى بالعجوز والصبى فيحرق فأتمى بالحمراء بنت ضمرة فقال لها لما نظر إلى حمرتها أحسبك أعجمية فقالت لا والذى أسأله أن يخفض جناحك ويهد عمادك ويضع وسادك ما أنا بأعجمية قال فمن أنت قال أنا ابنة ضمرة بن جابر ساد معدا كابرا عن كابر وأخت ضمرة بن ضمرة ثمال من يعتريه فى الحجرة إذا البلاد لفعت بغبرة قال فمن زوجك قالت هوذة بن جردل قال وأين هو الآن أما يعلم بمكانك قالت كلمة أحمق لو علم بمكاني لحال بينك وبيني قال وأي رجل هوذة قالت وهذه أحمق من الأولى أو عن هوذة تسأل هو والله طويل النجاد رفيع العماد طيب العرق سمين المرق لا ينام ليلة يخاف ولا يشبع ليلة يضاف يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد فقال والله لولا أني أخاف أن تلدي مثل ابيك أو أخيك أو زوجك لاستبقيتك فقالت أما والله ما قتلت

(1/406)


من بني تميم إلا نساء أعليها ثدي وأسافلها دمي وما من فعلت به هذا بغافل والحرب سجال ومع اليوم غد فأمر بإحراقها فقالت ألا فتي مكان عجوز ثم قالت صار الفتيان حمما يضرب لمن يجلب حينا على نفسه لسعيه
1727 - ان الضجور قد تحلب العلبة أى إن الناقة التى تضجر من الحلب ربما أصيب من لبنها ويروى العصوب وهى التى لا تدر حتى تعصب فخذاها قالت أعرابية
(الطويل)
(ألم تر أن الناب تحلب علبة ... ويترك ثلب لا ضراب ولا ظهر)
يضرب في استخراج الشىء من البخيل أحيانا
1728 - 00 العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء الحمة العين الحارة يضرب لضيعة العالم في بلده ويروى مثل العالم كمثل الحمة
1729 - 00 العجز والتواني تزاوجا فأنتجا الهقر أى توالداه

(1/407)


1730 - إن العروق عليها ينبت الشجر
1731 - 00 العصا قرعت لذي الحلم أول من قرعت له العصا عمرو بن مالك وذلك أن النعمان بعثه رائدا فقال إن ذم المرعى أو حمده لأقتلنه فلما رجع وقام ليتكلم قرع له أخوه سعد العصا ففطن الأمر فحين قال له النعمان ما وراءك هل حمدت خصبا أو ذممت جدبا قال أيها الملك لا أذم هزلا ولا أحمد بقلا الأرض مشكلة لا خصبها يعرف ولا جدبها يوصف رائدها واقف ومنكرها عارف فقال له النعمان أولى لك فنجا وقيل هو عامر بن الطرب العدواني وكان حكيما فكبر حتى أنكر عقله فقال لبنيه إذا زغت فقوموني فكان إذا زاغ قرع له بالعصا على قدح فيتنبه فينزع عن ذلك وقيل هو أكثم بن صيفي يضرب في تنبيه الرجل على الشيء وإن كان فطنا ذا شهامة قال
(الكامل)
(وزعمتم أن لا حلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي الحلم)
1732 - إن العقاب الولقى أي العقوبة سرعة التجازي يضرب في التسرع إلى الانتقام

(1/408)


1733 - إن الغني طويل الذيل مياس أي لا يستطيع صاحب المال أن يكتمه
1734 - إن القرم من الأفيل أي الفحل من الفصيل يضرب في كون الشيء الجليل في بدئه صغيرا
1735 - 00 الكذوب قد يصدق يضرب فى كل فلتة خير من صاحب الشر
1736 - 00 الكمر أشباه الكمر يضرب في تشبيه الشىء بالشىء
1737 - 00 المرء ليكذب حتة يصدق فما يصدق قوله يضرب في تبعات الكذب
1738 - 00 المرأة من المرء وكل أدماء من آدم يراد أنها مخلوقة منه فهو يميل إليها وهي تميل إليه قيل هو أول مثل قالته العرب
1739 - 00 المعروف اذا مخض كدر يضرب في تكدير الأيادي بالمن

(1/409)


1740 - إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقى قاله النبي صلى الله عليه وسلم أراد ذم الغلو في العبادة فشبهه بفعل من أغذ في السير حتى عطبت دابته فبقي مبدعا به
1741 - إن الموصين بنو سهوان أى إنما يوصى بالحوائج من يسهو عنها يضرب لمن يستغنى عن وصيته لفرط اعتنائه بالأمر
1742 - 00 النساء شقائق الأقوام يضرب في ميل الرجال إلى النساء ومحبتهم لهن
1743 - 00 الوحا من طعام الحزمة الوحا السرعة والحزمة الحزام أى أن السرعة فى الأكل من الحزم يضرب فى حمد المنكمش
1744 - 00 الهوى ليميل باست الراكب أي يستنزله عن راحلته يضرب في اتباع الإنسان هواه وطواعيته له
1745 - 00 الهوان للئيم مرأمة أي معطفة يضرب في الانتفاع باللئيم عند إهانته

(1/410)


1746 - إن بني صبية صيفيون طوبى لمن كان له ربعيون نظر سليمان بن عبد الملك عند موته إلى أولاد مهايره فلم ير فيهم من يستخلفه لصغرهم وكانوا لا يعقدون لأبناء الإماء فقال ذلك والصيفي الذى يولد للرجل بعد السن والربعي الذي يولد له في عنفوان الشباب وقد أصاف الرجل وأربع فردوا ثم دعاهم وقال
(الرجز)
(إن بني صبية صغار ... أفلح من كان له كبار)
وقال أيضا
(الرجز)
(إن بني صبية أطفال ... افلح من كان له رجال)
وعنده عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال له قد أفلح من تزكى فأخذ يكررها حتى قضى نحبه يضرب في ولد الشبيبة وما يحب من ذلك
1747 - 00 تحت طريقتك لعنداوة الطريقة الاسترخاء مأخوذ من الإطراق والطريقة بوزن سكينة لغة فيها والعنداوة العسر والالتواء

(1/411)


يضرب لمن يريك السكون والوقار وهو ذو نزوة وطماح
1748 - إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء قاله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لرجل كذب فى اعتذار إليه من ذنب
1749 - خيرا من الخير فاعله وإن شرا من الشر فاعله قاله علقمة بن المنذر بن ماء السماء لأخيه عمرو ويقال هو لصخر بن عمرو بن الشريد
1750 - دواء الشق أن تحوصه يضرب في رتق الفتق وإطفاء النائرة
1751 - سرارها قوم لي عنادها أي مسارتها أقامت لى ميلها يريد أن طول مناجاة هذه المرأة أمكننى منها وسهل بلوغ أمنيتى فيها يضرب لمن أطال ملازمة الشىء حتى ظفر منه بمراده
1752 - على أختك تطردين عادت لرجل فرس فركب أختها يطلب عليها فقال ذلك أى اعد لك من هو قرن مثلك يضرب لمن لقي مثله في خصلة

(1/412)


من الخصال
1753 - إن عليك جرشا فتعشه الهاء للسكت والجرش والجرش الهوى من الليل يضرب لمن يمنعه العجلة عن الحاجة التي هو فيها فيؤمر بالتوقر الاتياد وكان اصله أن رجلا كان يأكل العشاء على عجلة ليعلق قلبه بأمر قد عزم عليه فقيل له إنه لا يفوتك وعليك من الليل طائفة فلا تعجل
1754 - في الشر خيارا يضرب في تهوين المصيبة علما أن في المصائب ما هو فوقها
1755 - فى المرتعة لكل كريم مقنعة المرتعة الخصب والمقنعة الغنى
1756 - فى مض لطمعا هو أن يكسر شفته عند السؤال يضربه الطماع الذي يعلق قلبه بأدنى إشارة
1757 - لله جنودا منها العسل قاله معاوية حين سقى الأشتر عسلا

(1/413)


فيه سم فقتله يضرب في هلاك الرجل بما لا يتوقع منه الهلاك
1758 - إن مع اليوم غدا يضربه الراجي الظفر بمراده في عاقبة الأمر وهو في بدئه غير ظافر قال
(الرجز)
(لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا)
1759 - من البيان سحرا سأل النيى صلى الله عليه وسلم عمر بن الأهتم عن الزبرقان قال كيف هو فيكم فقال شديد العارضة مطاع في العشيرة مانع لما وراءه فقال الزبرقان والله إنه ليعلم اني أفضل مما قال ولكنه حسدني فقال ابن الأهتم والله ما علمت أنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الأب لئيم الخال أما والله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى ولكن رضيت فقلت برضائي ثم أسخطني فقلت بسخطي فقال صلى الله عليه وسلم ذلك يضرب في الثناء على البليغ

(1/414)


1760 - إن من لا يعرف الوحي أحمق يضربه الذي يتوخى دونه
1761 - مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا أو يلم قاله النبي صلى الله عليه وسلم أي إذا أكثرت الماشية من خضرة أورثها داء يضرب للمسرف في جمع الدنيا
1762 - إنك بعد في العزاز فقم هي أرض صلبة ليست بذات حجارة ولا يعلوها الماء كان الزهري يتردد إلى مجلس عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن عاقل وعتبة أخو عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ويكتب عنه فكان يقوم له إذا دخل وإذا خرج ويسوي عليه ثيابه إذا ركب ثم إنه ظن أنه استفرغ ما عنده فخرج يوما فلم يقم له فقال عتبة ذلك يعني أنك في أطراف العلم ولم تبلغ الأوساط لأن العزاز يكون فى أطراف الأرض وإذا توسطتها أسهلت يضرب لمن يظهر الاستغناء عن الشيء وهو محتاج إليه
1763 - ريان فلا تعجل بشربك أي إنك مدرك حاجتك فارفق

(1/415)


1764 - إنك لا تجني من الشوك العنب قاله أكثم أي إذا وترت امرءا وركبته بظلم فانظر كيف حالك عنده قال
(البسيط)
(إذا وترت امرءا فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا)
1765 - لا تركض مركضا قاله حذيفة بن بدر لقيس بن زهير حين رأى جبلة ينزق خيل قيس فقال له قيس رويد يعلون الجدد يضرب للبليد المتثاقل
1766 - لا تشكو إلى مصمت أي إلى من يشكيك فيسكتك عن الشكوى يضرب لمن يستغيث إلى غير مغيث أنشد ابو زيد
(الرجز)
(إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أدمت)
1767 - من طير الله فانطقي الخطاب للرخمة أي صيحي كغيرك من الطير لأنها موصوفة بالخرس يضرب للرجل الكثير السكوت

(1/416)


1768 - إنما أخشى سيل تلعتي هو سيل الماء يضربه من يخاف أن يؤتى من مأمنه ومن جهة خاصته وأقربائه وأما قولهم في مثل آخر ما أقوم بسيل تلعتك فمعناه ما أطيق هجاءك وشتمك الذي تشتمني به ولا أثبت له
1769 - اشتريت الغنم حذار العازبة كانت لرجل إبل تعزب في المرعى فباعها واشترى غنما لئلا تعزب فعزبت غنمه يضرب لمن يخير أهون الأمور مؤنة فلزمته مشقة لم يحتسبها
1770 - أكلت يوم أكل الثور الأبيص قاله علي رضى الله عنه يعني بالثور الأبيض عثمان رضي الله عنه وأن امره وهن يوم قتله يضرب لرجل يزرأ بأخيه وأصله أنهم يزعمون أنه كان في بعض المروج ثلاثة ثيران أبيض وأسود وأحمر وكن من أرواقهن في حمى لا يرام فخادعهن أسد حتى أنسن به وألفنه ثم خلا بالأسود والأحمر

(1/417)


منهن وقال لهما هذا الأبيض يدل ببياض لونه عليكما السبع ولا غناء عنده فخليا بيني وبينه لا يقتلكما شره فأنعما له فافترسه وأكله ثم خلا بعد ذلك بالأحمر وقال له بينى وبينك مناسبة اللون وهذا الأسود يخالفنا في اللون خل بيني وبينه ليكون المرج كله لك فرضي بذلك وافترس الأسود أيضا وأكله ثم لما جاع هم بالأحمر فبكى الأحمر بكاء شديدا وقال أكلت والله يوم أكل الثور الأبيض فذهب كلمته مثلا
1771 - إنما الشى كشكله قاله أكثم
1772 - خدش الخدوش ابونا أنوش أي أنه أول من كتب يضرب لمن باشر أول الأمر وابتداء
1773 - سميت هانئا لتهنأ هنأ يهنأ ويهنىء إذا أعطى يضرب في الحض على بذل النوال
1774 - طعام فلان الفقعاء والتأويل هما نبتان يعتلفهما الحمار

(1/418)


يضرب لمن استبلد فهمه
1775 - إنما فلان ذنب الثعلب يزعم الصيادون أن رواغ الثعلب بذنبه يميله فيتبع الكلاب ذنبه يضرب للرجل الرواغ
1776 - يجزي الفتى ليس الجمل أي أن الذي يجزي بما يعامل به من حسن أو قبيح هو الإنسان لا البهيمة وقيل الفتى هو السيد اللبيب والعرب يقول للجاهل يا جمل أي إنما يجزى اللبيب من الناس لا الجاهل يضرب في الحث على مجازاة الخير والشر وهو مصراع بيت أوله
(الرمل)
(وإذا جوزيت قرضا فاجزه ... )
قاله لبيد
1777 - يضن بالضنين أي إنما يضن الرجل بإخاء من ضن بإخائه قال
(الرجز)
(فيا شمالي زاوجي يميني ... وإن كرهت عشرتي فبيني)
(فانما يضن بالضنين ... )

(1/419)


1778 - إنما يعاتب الأديم ذو البشرة معاتبة الأديم رده إلى الدباغ ولا يعاتب إلا الصحيح الجيد البشرة يضرب في النهي عن عتاب الجاهل
1779 - إنه لأريض للخير أي خليق له قريب منه يضرب للرجل الخير
1780 - لألمعى
1781 - إنه لباقعة من البواقع هو الطائر الذي يتجنب المشارع ويرد البقاع وهي مستنقعات المياه حذر القناص فشبه به الرجل الحذر الكيس وقيل هو الرجل المجرب الذي سلك البقاع ونقب في البلاد حتى تدرب وتبصر
1782 - إنه لجذل حكاك أي يستشفى برأيه استشفاء الإبل بالجذل إذا احتكت به
1783 - لحثيث التوالي ويروى لسريع التوالي والتوالي من الفرس مآخره رجلاه وذنبه يضرب للفرس السريع

(1/420)


1784 - إنه لحول قلب هو المجرب الذي يقلب الأمور ويحيل الحيل فيها قال
(الطويل)
(وما غرهم لا بارك الله فيهم ... به وهو فيهم قلب الرأي حول)
وقال عمر بن أبي ربيعة
(الخفيف)
(وجرى بيننا فقرب كلا ... حول قلب اللسان رفيق)
1785 - لداهية الغبر هو الدهر أي هو داهية الزمان لشدة دهائه وقيل هو الحية التي طال عمرها فأضيفت إلى الدهر وقيل هو مصدر غبر الجرح إذا برىء ظاهره وباطنه دو أى هو كهذا الجرح وقيل الغبر الماء الذي قد بقي زمانا والداهية الحية لأنها تسكن بقربه فتحميه فيغبر لذلك قال عبد الله بن الأعور الكذاب الحرمازي
(الرجز)
(يا ابن المعلى نزلت إحدى الكبر ... داهية الدهر وصماء الغبر)
1786 - لذو بزلاء أي ذو رأي محكم من البازل وقيل رأي

(1/421)


يقطع به الأمور ويفصل من بزل إذا شق
1787 - إنه لساكن الريح يضرب للوقور
1788 - لصل أصلال يضرب للرجل الداهية وأصله في الحيات وفى نوادر اللحياني بالضاد وأيضا قال النابغة
(البسيط)
(ماذا رزينا من حية ذكر ... نضناضة بالرزايا صل أصلال)
1789 - لضب قلعة ويروى ضب كدية وضب كلدة وهي الصخرة وإذا احتفر جحره فيها كان أمنع له يضرب للرجل المانع ما وراءه
1790 - لضيق الحبل
1791 - لعض هو الداهي المنكر
1792 - لعضلة من العضل أى داهية من الدواهي

(1/422)


1793 - إنه لنقاب هو العالم الصادق الحدس قال أوس
(المتقارب)
(نجيح مليح أخو ماقط ... نقاب يحدث بالغائب)
وعن بعضهم لنقاب
1794 - لنقد أبد هو المنقب عن الأمور الغائص على غوامضها
1795 - لنكد الحظيرة يضرب للبخيل المنوع ما عنده قال الكميت
(الكامل)
(نزلت به أنف الربيع ... وزايلت نكد الحظائر)
1796 - لواسع الحبل اي واسع الخلق
1797 - لواقع الطير ويروى لواقع الغراب أي لواقع عليه طائر لم توجد منه لفرط وقاره حركة تطيره قال
(الطويل)
(وما زلت مذ قام ابن مروان وابنه ... كأن غرابا بين عيني واقع)
يضرب للوقور

(1/423)


1798 - إنه لواها من الرجال واها كلمة يقولها المعجب بالشيء المسرور به وعن معاوية أنه لما بلغه موت الأشتر قال واها ما أبردها على الفؤاد تعسا لليدين والفم وقال ابو النجم
(الرجز)
(واها لريا ثم واها واها ... )
يضرب للرجل المحمود الأخلاق أي ممن يقال له هذا
1799 - لهتر أهتار أى داهية من الدواهي
1800 - ليغتلث الزناد من قولهم قضيب مغتلث إذا لم يتخير شجره اغتلث زندا من شجر لا يدري أيورى أم لا يضرب لمن لا يتخير منكحة يشبه بمن لا يختار الشجر الذي يقدح به قال كعب ابن مالك
(الوافر)
(إذا ما نحن أشرجنا علينا ... جياد الجذل في الكرب الشداد)
(قذفنا في السوابغ كل صقر ... كريم غير مغتلث الزناد)

(1/424)


1801 - إنه ليكسر علينا الأرعاظ جمع رعظ وهو مدخل النصل في السهم يضرب للمتوعد الغضبان ومعناه أنه أخذ سهما فنكت بنصله الأرض وهو واجم نكتا شديدا حتى انكسر رعظه أو حرق أنيابه غضبا حتى عنتت أسناخها فشبه منابتها بالأرعاظ قال قتادة الشكرى
(الطويل)
(حذار حذار الليث يحرق نابه ... ويكسر أرعاظا عليك من الحقد)
1802 - إني الأكل الرأس وانا أعلم ما فيه يضرب لأمر تأتيه وأنت عالم بحقيقته
1803 - لأرى ضيعة لا يصلحها الا ضجعة رفضت على راع إبله فجهد بالطاقة في جمعها فغلبته فاستغاث حينئذ بالنوم وجعل رعي الإبل ضيعتة لأنها صناعته وحرفته يضرب فيمن يعجز عن الشيء فيرى أصلح شيء تركه
1804 - لأنظر إلى السيف وإليك أي أنظر إلى السيف لأضربك به يضرب للعدو المشنو

(1/425)


1805 - إني لا أثق بسيل تلعتك يضرب لمن لا يوثق بقوله
1806 - أنور من صبح
1807 - من وضح النهار
1808 - أنوم من عبود كان حبشيا حطابا لم ينم في محتطبه أسبوعا ثم رجع فنام أسبوعا وقيل هو رجل تماوت وقال اندبوني لأبصر كيف تندبوني إذا مت فندبوه ثم حركوه فاذا هو ميت
1809 - من غزال
1810 - من فهد ربما نام وثبتيه حتى يفوته الصيد قال
(الرجز)
(ليس بنوام كنوم الفهد ... ولا بأكال كأكل العبد)
وقال حميد بن ثور
(الطويل)
(ونمت كنوم الفهد عن ذي حفيظة ... أكلت طعاما دونه وهو جائع)

(1/426)


وقال أبو حية
(البسيط)
(وقد رأيت أناسا نام جهلهم ... عنها وعنك وعنا نومه الفهد)
1811 - أنهم من كلب
الهمزة مع الواو

1812 - أوثب من فهد
1813 - أوثق من الأرض هو كقولهم آمن من الأرض
1814 - أوجد من التراب
1815 - من الماء
1816 - أوحى من صدى
1817 - من طرف المؤق

(1/427)


1818 - اوحى من عقوبة الفجاءة أتى ابو بكر رضي الله عنه برجلين أحدهما من بني سليم قاطع طريق والآخر من بنى أسد مستوه اسمه شجاع ابن زرقاء فأججت نار فزج بهما فجاءة فصارا فحمتين فتمثل بذلك أهل المدينة في كل عقوبة حية وقيل إن فجاءة اسم رجل عوجل بالعقوبة
1819 - أودت أرض وأودى عامرها يضرب في هلاك الشيء ومن كان يصلحه
1820 - أودت به عقاب ملاع
1821 - أودى العير إلا ضرطه يضرب لفساد الشيء حتى ما لا يبق منه إلا ما ينتفع به
1822 - 00 به الأزلم الجذع أي الدهر ويروى الأزنم واشتقاقه من

(1/428)


زنمة الشاة وهي الهنة المتدلية من حلقها لأن المنايا منوطة بالدهر والأزلم الخفيف لأنه سريع المر والجذع الفتى لأنه ابدا جديد قال الأخطل
(البسيط)
(يا بسر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى يديه علي الأزلم الجذع)
1823 - أودى كما أودى درم هو درم بن دب بن مرة بن ذهل ابن شيبان قال الأعشى
(المتقارب)
(ولم يؤد من كنت تسعى له ... كما قيل في الحرب أودى درم)
قتله النعمان فأهدر دمه وقيل فقد كما فقد القارظ
1824 - أردى كما اودى عتيب هو عتيب بن اسلم بن مالك أسرهم

(1/429)


ملك واستبعدهم وكانوا يقولون إذا كبر صبياننا أفتكونا فلم يزالوا كذلك حتى هلكوا يضرب لمن هلك وهو مغلوب قال عدي بن زيد
(الوافر)
(ترجيها وقد وقعت بقر ... كما ترجو أصاغرها عتيب)
1825 - اوردته حياض عطيش ويروى مياه عطيش وهو السراب أي أهلكته قال
(الطويل)
(وما أنا إلا كالقطامى فيكم ... أجلى كما جلى واغضي كما يغضي)
(قفوا حمرات الجهل لا يوردنكم ... حياض عطيش غب ثالثة بغضي)
1826 - اوردها سعد وسعد مشتمل اي أوردها الشريعة فلم يتعب بالاستقاء لها ولكنه اشتمل بكسائه ونام وإبله في الورد يضرب فيمن يريد إدراك الحاجة بغير مشقة
1827 - اوسعت وهيا فارقعه ويروى أوهيت وهيا يضرب لمن أفسد شيئا فكان عليه إصلاحه

(1/430)


1828 - اوسعتهم سبا واودوا بالإبل قاله كعب بن زهير لأبيه وقد استاقت بنو أسد إبله فهجاهم قال
(الطويل)
(وكنت كراعي الإبل قال تقسمت ... فأودى بها غيري وأوسعتهم سبى)
يضرب لمن يتوعد وليس على عدوه ضير غير الوعيد بلا إيقاع
1829 - اوسع من الدهناء
1830 - 00 من اللوح
1831 - اوضح من مرآة الغريبة
1832 - اوضع من ابن قرصع تفسيره في الفصل الثالث والعشرين
1833 - اوطأ من الأرض
1834 - اوطأه عشوة بالفتح والضم والكسر أي اسلكه ما لم يتبينه يضرب في إضلال الرجل صاحبه وتحييره

(1/431)


1835 - اوغل من طفيل تفسيره في الفصل السادس عشر
1836 - اوفر فداء من الاشعث هو قيس بن معدى يكرب الكندي أسر ففدا نفسه بثلاثة آلاف بعير وإنما كان فداء الملك ألف بعير قال عمرو ابن معدى يكرب
(الوافر)
(أتانا ثائرا بأبيه قيس ... فأهلك جيش ذلكم السمعد)
(فكان فداؤه ألفي قلوص ... وألفا من طريفات وتلد)
1837 - 00 من الرمانة
1838 - اوفر من كيل الزيت
1839 - اوفق للشيء من شن لطبقه شن حي من ربيعة وطبق من إياد وقعت بينهما حرب فقاوم طبق شنا وقيل الطبق الجماعة من الناس المعادلة لمثلها وإن شنا قد أبروا نجدة فصادفوا قوما قهروهم والضمير يرجع إلى شن من طبقه في الوجهين والإضافة تكون بأدنى ملابسة وقيل شن وطبقة رجلان التقيا فى القتال فقيل وأوفق شن طبقه وافقه فاعتنقه وقيل شن رجل من دهاة العرب كان يروم امرأة مثله

(1/432)


فرافق فى مسايره رجلا إلى بلد ذلك الرجل وهما راكبان فقال له أتحملني أم أحملك فاستجهله الرجل وإنما أراد أتحدثني أم أحدثك لنميط عنا كلال السفر وقال له وقد رايا زرعا مستحصدا أأكل هذا الزرع أم لا وإنما أراد هل بيع فأكل ثمنه وقال له وقد تلقتهما جنازة أحي من على النعش أم ميت وإنما أراد هل له عقب يحيي به ذكره فلما بلغ الرجل وطنه وعدل بشن إليه سألته بنت له اسمها طبقة عنه فعرفها قصته وجهله عندها فقالت يا ابه ما هذا إلا فطن داه وفسرت له أغراض كلماته فخرج إلى شن فحكى له قولها فخطبها فزوجها إياه وتمثل بهما فى التوافق وعلى هذين الوجهين تقول له طبقة بتاء التأنيث مفتوحة لامتناع الصرف ومن جعل الشن القربة لم يكن كلاما لأن الشن لا طبق له يضرب في اتفاق لشيئين قال
(الرمل)
(لقيت شنا إياد بالقنا ... ولقد وافق شنا طبقه)
وقال مسكين الدارمي
(الرمل)
(وإذا الفاحش لاقى فاحشا ... فهناكم وافق الشن الطبق)

(1/433)


1840 - اوفى من ابي حنبل هو رجل من طيء نزل به امرؤ القيس وكانت له امرأتان جدلية وثعلية فحضته الجدلية على الغدر به والثعلية على الوفاء فأخذ بقول الثعلية وقام إلى جذعة من الغنم فحلبها وشرب اللبن ثم مسح بطنه وحجل وقال
(الوافر)
(لقد آليت أغدر في جداع ... وإن منيت أمات الرباع)
(لأن الغدر في الأقوام عار ... وأن الحر يجزأ بالكراع)
فقالت الجدلية تهزأ منه ورأت ساقيه خمشتين ما رايت كاليوم ساقى واف فقال هما ساقى غادر شر
1841 - 00 من الحارث بن ظالم مر عياض بن ديهث على رعاته وهم يستقون فاستعار منهم صلة لرشائه واستقى لإبله فأغار حشم للنعمان عليها واستاقوها فنادى يا جار يا جاراه فقال الحارث متى كنت جارك قال أخذت صلة من أرشيتك لرشائي واستقيت لإبلي وقد سقيت والماء في أجوافها قال جوار ورب الكعبة فأتى النعمان واسترد إبله
1842 - 00 من الحارث بن عباد ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري

(1/434)


أسر عدي بن ربيعة ولم يعرفه فقال له دلني على عدي بن ربيعة قال نعم على أن تخلي سبيلي قال لك ذلك قال أنا عدي فخلاه وقال
(الخفيف)
(لهف نفسي على عدي وقد ... أسقب للموت واحتوته اليدان)
1843 - اوفى من السموال مهموز من اسمأل الظل إذا ارتفع رواه ابن دريد سمول بغير همز وقال ليس بعربي وهو ابن عادياء وهو يهودي أودعه امرؤ القيس دروعا فلما مات غزاه ملك من ملوك الشام فتحصن منه فأخذ ابنا له وسامه أن يدفع إليه الدروع أو يقتل ابنه فأبى دفعها إليه وقال إن الغدر طوق لا يبلى ولا بني هذا إخوة فقتل ابنه وهو ينظر إليه ورجع خائبا ودفع الدروع بعد ذلك إلى ورثة امرىء القيس وقال في ذلك
(الوافر)
(وفيت بأدرع الكندي إني ... إذا ما خان أقوام وفيت)
(بنى لى عاديا حصنا حصينا ... إذا ما سامني ضيما أبيت)
(وقالوا عنده كنز رغيب ... ولا والله أغدر ما مشيت) وقال الأعشى يحى ذلك أحسن حكاية

(1/435)


(البسيط)
(كن كالسموأل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جرار)
(بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدار)
(إذ سامه خطتي خسف فقال له ... مهما تقله فإني سامع حار)
(فقال غدر وثكل أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار)
(فشك غير طويل ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري)
(عندي له خلف إن كنت قاتله ... وإن قتلت كريما غير عوار)
(فقال تقدمة إذ قام يقتله ... اشرف سموأل فانظر للدم الجاري)
(أأقتل ابنك صبرا أو تجيء به ... طوعا فأنكر هذا أي إنكار)
(فشك أوداجه والصدر في مضض ... عليه منطويا كاللذع بالنار)
(واختار أدراعه أن لا يسب بها ... ولم يكن عهده فيها بختار)
(وقال لا اشتري عارا بمكرمة ... فاختار مكرمة الدنيا على العار)
(والصبر منه قديما شيمة خلق ... وزنده في الوفاء الثاقب الواردي)
1844 - اوفى من المجبرين تفسيره في الفصل الحادي والعشرين

(1/436)


1845 - اوفى من ام جميل هي امرأة دوسية من رهط أبي هريرة رضي الله عنه دخل بيتها ضرار بن الخطاب الفهري هاربا من قوم ابي أزيهر الزهراني من أزد شنوءة وارادوا قتله بأبي أزيهر وكان قتله هشام بن الوليد بن المغيرة فقامت فى وجوههم فنادت في قومها حتى منعوه لها ولما استخلف عمر رضي الله عنه ظنته اخا ضرار فقصدته وقد عرف عمر القصة فقال لست بأخيه إلا فى الإسلام وأعطاها
1846 - 00 من خماعة هي بنت عوف بن محلم ضرب بها وبه المثل في الوفاء وذلك أن مروان القرظ غزا بكر بن وائل فقصوا اثر جيشه واسره أحدهم وهو لا يعرفه فأتى به أمه فقالت له إنك لمختال بأسيرك هذا كأنه مروان القرظ فقال لها مروان وما ترتجين من مروان قالت كثرة فدائه مائة بعير فضمن لها ذلك على أن يمضي به إلى خماعة ففعلت ثم إنها بعثته إلى ابيها عوف وإن عمرو بن هند كان واجدا على مروان فأرسل إلى عوف ليأتيه به فقال إن بنتي أجارته فأقسم أن لا يعفوا عنه أو يضع كفه في كفه فقال عوف يفعل ذلك على أن تكون يدي بين أيديكما ثم أدخله عليه فعفا عنه وقال لا حر بوادي عوف أي لا سيد يناويه

(1/437)


1847 - اوفى من عوف بن محلم هو ابو خماعة
1848 - 00 من فكيهة هي بنت قتادة بن مشنوء خالة طرفة ولج قبتها سليك بن السلكة مستجيرا من بكر بن وائل فأدخلته تحت درعها وجاؤا على اثره فانتزعوا خمارها فنادت في عشيرتها حتى منعوه وقال سليك في ذلك
(الوافر)
(لعمر ابيك والأنباء تنمى ... لنعم الجار أخت بني عوارا)
(عنيت بها فكيهة حين قامت ... كنصل السيف فانتزعوا الخمارا)
(من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا)
ويحكى أنه كان يقول كأني أجد خشونة اسبها على بدني بعد
1849 - أوقح من ذئب
1850 - اوقل من الوعل الوقل الصعود الى الجبل

(1/438)


1851 - اوقل من غفر هو ولد الأروية
1852 - أوقى لدمه من عير تفسيره في الفصل الثالث والعشرين
1853 - اولج من رمح
1854 - أولع من قرد يراد ولوعه بحكاية ما يراه
1855 - أولع من كلب
1856 - أولم من الأشعث هو الذي تمثل به في وفور الفداء وقد ارتد في جملة أهل الردة وأتى به ابو بكر رضي الله عنه فأطلقه وزوجه أخته أم فروة فخرج مخترطا سيفه فعرقب كل ما لقيه من ذوات الأربع فى سوق المدينة وصعد سطحا من سطوح بعض الأنصار ونادى يا أهل المدينة أولمت بما عرقبت فليأكل كلكم ما وجد وليفادني من كان له حق فما رضي يوم أشبه بيوم الأضحى من ذلك اليوم قال

(1/439)


(الطويل)
(لقد أولم الكندي يوم ملاكه ... وليمة حمال لثقل العظائم)
(لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منه في الطلا والجماجم)
فأغمده في كل بكر وسابح ... وعير وثور في الحشا والقوائم)
فقل للفتى الكندي يوم لقائه ... ذهبت بأسنى ذكر أولاد آدم)
1857 - أومرنا ما أخرى المرن السجية والعادة التي تمرن عليها الإنسان وأصله أن يقول لك الرجل لأفعلن كذا فتجيبه بذلك لشدة على إيراد الفعل وإيجاده كأنك قلت أو ترى غيره يضرب في إلزام الأمر الذي لا بد منه
1858 - أول الحزم المشورة يضرب في الأمر بالمشاورة
1859 - 00 الشجرة النواة يضرب في صيرورة الصغير كبيرا
1860 - 00 الصيد فرع أي حقير قليل شبه بأول النتاج

(1/440)


1861 - اول العي الاختلاط هو الغضب أي إذا غضب في عن الجواب وقد مر فى الفصل الثاني عشر
1862 - 00 الغزو أخرق لأن صاحبه غر لم يصطل بناره يضرب لمن ابتدأ أمرا فهو لا يحذقه إلا أن يتدرب
1863 - 00 قرح الخيل المهار
1864 - اوهن من بيت العنكبوت كل شيء يخرقه حتى مرور النفس
1865 - أوهى من الأعرج
الهمزة مع الهاء

1866 - إهتزموا ذبيحتكم ما دام بها طرق أي بادروا إلى ذبحها ما دامت سمينة قبل أن تهزل قال
(البسيط)
(كانت إذا جالب الظلماء أسمعها ... جاءت إلى حالب الظلماء تهتزم)

(1/441)


وقال آخر
(الرجز)
(إنيى لأخشى ويحكم أن تحرموا ... فاهتزموها قبل أن تندموا)
يضرب في انتهاز الفرص
1867 - أهدى من اليد إلى الفم ويروى من يد الإنسان إلى فيه
1868 - 00 من جمل
1869 - 00 من حمامة
1870 - 00 من دعيميص الرمل تفسيره في الفصل السادس
1871 - أهرم من قشعم هو المسن من النسور
1872 - أهرم من لبد

(1/442)


1873 - أهل القتيل يلونه أى هم أشد عناية بأمره من غيرهم يضرب في قيام أهل الاهتمام بالأمر قال حمزة بن بيض الحنفي
(المتقارب)
(عليك زرارة أو حاجبا ... فأهل القتيل يلون القتيلا)
(أقلني فان عدت فى مثلها ... فنطني برحلي حتى أبولا)
1874 - أهلكت من عشر ثمانيا وجئت بسائرها حبحبة أي جماعة يضرب في عيب المتلاف لماله
1875 - أهلك من ترهات البسابس المثل تميمي ولغتهم أن يقولوا هلكه في معنى أهلكه والترهات شعب الطريق والبسابس جمع بسبس وهى الصحراء الواسعى ويقال أخذ فى ترهات البسابس يضرب لمن أخذ في غير القصد وسلك في الطريق الذي لا ينتفع به
1876 - أهلك والليل أي أذكر أهلك وبعدهم والليل وظلمته فبادر
1877 - أهول من الحريق

(1/443)


1878 - اهول من السيل
1879 - اهون السقي التشريع هو أن يورد الإبل الشريعة فلا تحتاج إلى الاستقاء يضرب في إدراك الحاجة من غير مشقة
1880 - 00 ما اعملت لسان ممخ ويروى أهون مرزئة وهى العونة والممخ ذو المخ أى أيسر ما أعان به الرجل أخاه الكلام دون المال ومثله قوله
(الطويل)
(وأيسر ما يحبو به المرء خله ... من العاهن الموجود أن يتكلما)
1881 - 00 مظلوم سقاء مروب المظلوم السقاء الذي يشرب لبنه قبل مخضه وإخراج زبدته والمروب الذي لما يمخض ولما تؤخذ زبدته قال ابو زيد أربت اللبن إرابة وروبته ترويبا إذا جعلته في الشمس

(1/444)


لتمخضه وأما الرائب فهو الممخوض المخرج زبدته
1882 - اهون مظلوم عجوز معقومة لأنها لا ناصر لها يضربان للذليل المستضعف
1883 - 00 من الشعر الساقط
1884 - 00 من النباح على السحاب كلاب البادية تكون ابدا تحت السماء فتلقى من المطر جهدا فإذا طلعت السحابة نبحتها لمعرفتها بما تلقى منها قال
(الطويل)
(ومالي لا أغدو وللدهر كرة ... وقد نبحت تحت السماء كلابها)
1885 - 00 من تبالة على الحجاج هي بلدة باليمن وليها الحجاج أولا فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل اين هي قال تسترها عنك هذه الأكمة فقال أهون على بعمل تستره عني أكمة ورجع عن مكانه

(1/445)


1886 - اهون من ترهات البسابس
1887 - 00 من ثملة هي خرقة تطلى بها الجزلى وكذلك الربذة والطلية

1888 - 00 من حثالة القرظ هي ما يتناثر منه
1889 - 00 من حندج إذا سئل عنه العرب قالوا لا شيء
1890 - 00 من دحندح هي لعبة يجتمع لها صبيانهم فيقولونها فمن أخطأ قام على رجله وحجل على الأخرى سبع مرات وفي شرح الكتاب للسيرافي أنها دويبة صغيرة
1891 - 00 من ذباب
1892 - 00 من ذنب الحمار على البيطار

(1/446)


1893 - أهون من ربذة قال
(الرمل)
(يا عقيد اللؤم لولا نعمي ... كنت كالربذة ملقى بالفناء)
1894 - 00 من صؤابة
1895 - 00 من ضرطة الجمل
1896 - 00 من ضرطة عنز ويروى من عفطة عنز بالحرة وهي الضرطة قال عمرو بن جرموز
(المتقارب)
(لسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عنز بذي الجحفة)
1897 - 00 من طلياء
1898 - 00 من قراضة الجلم
1899 - 00 من قعيس على عمته هو ابن مقاعس بن عمرو التميمي رهنته عمته بعد موت ابيه على صاع من بر فغلق الرهن في يد الخياط

(1/447)


حتى استعبده وقيل هو رجل كوفي زار عمته فمطرت السماء ذات ليلة قرة فأدخلت كلبا لها في البيت وأخرجت قعيسا فمات
1900 - اهون من لقعة ببعرة هي الرمية يقال لقعه ببعرة وبحصاة وبعينه والتقاعة والتلقاعة العيان
1901 - 00 من معبأة هي خرقة الحائض
1902 - 00 من نغلة هي ما يقع في جلود الماشية فينتف صوفها ولا يقبل الدباغ بعد ذلك يقال جلد نغل
1903 - 00 هالك عجوز في سنة أي في قحط ويروى في سبة وهي الخرف يضرب للذليل
الهمزة مع الياء

1904 - أيأس من غريق
1905 - أيبس من صخر اليبس نقيض الرطوبة الخلقية والجفاف نقيض الرطوبة العرضية

(1/448)


1906 - أيسر من لقمان هو العادي كان أيسر الناس وكان له أيسار ثمانية بيض وحممة وطفيل وذفافة وفرزعة ومالك وثميل وعمار يتسرون معه فتمثل به وبهم يقال في تشريف الأقمار هم كأيسار لقمان قال طرفة
(الوافر)
(وهم ايسار لقمان إذا ... اغلت الشتوة ابداء الجزر)
1907 - أيقظ من ذئب
1908 - أين يضع المخنوق يده يضرب لمن أعيته الحيلة
1909 - أينما اوجه الق سعدا هي قبيلة الأضبط بن قريع وكان سيدهم فرأى منهم جفوة ففارقهم فرأى غيرهم يجفون ساداتهم كذلك فقال ذلك يضرب لمن يتلقاه الشر أية سلك
1910 - أي الرجال المهذب قال النابغة

(1/449)


(الطويل)
(فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلى به القار أجرب)
(ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب)
1911 - إياك اعني فاسمعي يا جارة أول من قاله سهل بن مالك الفزاري وذلك أنه عدل في طريقه إلى النعمان إلى خباء حارثة بن لأم الطائي فما أصابه شاهدا فرحبت به أخته وكانت جميلة نبيلة ثم إنه افتتن بها فجلس وهو يترنم بقوله
(الرجز)
(يا أخت خير البدو والحضارة ... ماذا ترين في فتى فزارة)
(أصبح يهوى حرة معطارة ... إياك أعنى فاسمعي يا جارة)
وذلك بمسمع منها فخاشنته فى القول ثم استحيت من تسرعها فى أذاه فلما رجع من عند النعمان ارسلت إليه أن يخطبها ففعل فتزوجت منه يضرب فى التعريض بالشيء يبديه الرجل وهو يريد غيره
1912 - إياك أن تضرب لسانك عنقك يضرب في التحذير من فلتات القول التي ربما جرت الهلكة

(1/450)


1913 - إياك والمأثور من الكلام ويروى اتق مأثور القول بعد اليوم قاله حذيفة بن بدر لأخيه حمل حين قال لقيس بن زهير وقد أشرف مع أصحابه على شفير جفر الهبأة نشدتك الرحم يا قيس وإنما قال حذيفة ذلك لمعرفته ان قيسا لا يدعهم فنهاه عن التضرع والخشوع الذى لا يجدي عليه ويتحدث به الناس فينسبونه إلى الضعف والجور يضرب في النهى عما لا يحسن يحدث الناس به
1914 - 00 وكل قرن أهلب العضرط الأهلب الأزب والعضرط الاست وقيل العجان ومعناه أبعد نفسك من الرجال واحذرهم يضرب فى تضعيف الرجل وتجبينه وأنه ليس مما يقاوم الرجال
1915 - 00 وما يعتذر منه يضرب في النهى عن اقتراف الخطايا
1916 - إياكم وخضراء الدمن قاله النبى صلى الله عليه وسلم واستفسر فقال المرأة الحسناء في منبت السوء شبهها بالعشب الذى ينبت على الدمن

(1/451)


فتكون فى نهاية الحسن إلا أنه يورث السهام إذا رعي يضرب في اختيار المنكح
1917 - إياي والمزاح فانه يجر القبيحة ويورث الضغينة قاله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
وقد وقع الفراغ بعون الله تعالى حسن توفيقه من طبع الجزء الأول من كتاب المستقصى فى أمثال العرب للزمخشرى فى شهر شوال سنة 1381 من هجرة سيد الأنام عليه وعلى آله الكرام أفضل الصلاة وأكمل التحية وأتم السلام الموافق مارس سنة 1962 م ويتلوه الجزء الثانى أوله
باب الباء مع الهمزة
تدقق مها

(1/452)


باب الباء

الباء مع الهمزة

1 - بؤ بشسع نعل كليب قاله مهلهل بن ربيعة حين قتل بجير بن الحارث ابن عباد بأخيه كليب أى قم مقام شسعة فانك لست ببواء له يضرب فى فرط اتضاع الشيء عن الشيء حتى لا يعادل كله بعضه قال الحارث ابن عباد
(الخفيف)
(قربا مربط النعامة منى ... إن بيع الكريم بالشسع غالى)
2 - بأذن السماع سميت أي إن فعلك يصدق ما تسمع الأذنان من قولك يضرب لمن يذكر الجود ثم يفعله

(2/1)


3 - بئس العوض من جمل قيده أهلك راع جملا لمولاه فأتاه بقيده فقال ذلك يضرب لمن اعتاض عن الشيء الخطير ما لا خطر له
4 - 00 مقام الشيخ أمرس أمرس من المرس وهو مرد الحبل إلى مجراه إذا خرج عنه يضرب للرجل يكون فى أمر يرغب له عنه قال
(الراجز)
(بئس مقام الشيخ أمرس أمرس ... إما على قعو وإما اقعنسس)
الباء مع الألف

5 - باءت عرار بكحل عرار بوزن قطام مبنية على لغة أهل الحجاز وعلى لغة بني تميم غير مصروفة وكذلك نظائرها وكحل يجوز أن تصرف وأن لا تصرف وهما بقرتان كانتا فى سبطين فعقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى فوقع بينهم الشر حتى كادوا يتفانون وقيل كحل ثور وعلى هذا لا يكون إلا منصرفا وقيل عرار السنة الشديدة التى تعر الناس بالشر وكحل كذلك هما علمان ومؤنثان قال
(البسيط)
(قوم إذا صرحت كحل بيوتهم ... مأوى الضيوف ومأوى كل فرضوب)

(2/2)


وذلك أنهم إذا أصابتهم سنة هلكوا فيها ثم أصابتهم بعد ذلك سنة أخرى مثل الأولى فى الشدة فقيل ذلك أي صارت هذه بواء لتلك أى مثلا لها يضرب فى تبادى الرجلين إذا قتل أحدهما بصاحبه أو كون الرجلين متكافيين فى الشر قال ابن عنقاء الفزارى
(البسيط)
(إن تأت عبس وتنصرها عشيرتها ... فليس جار ابن يربوع بمخذول)
(كلا الفريقين أغنى قتل صاحبه ... هذا القتيل بميت غير مطلول)
(باءت عرار بكحل والرفاق معا ... فلا تمنوا أماني الأباطيل)
وقال رجل من بني عبس
(الطويل)
(إن تفجعونى بعد ما قد فجعتكم ... تكن كعرار حين باءت بها كحل)
(وقال عبد الله بن الحجاج الثعلبى
(الكامل)
(باءت عرار بكحل فيما بيننا ... والحق يعرفه ذوو الألباب)
هو الثعلبى بالثاء فوقها ثلاث نقط من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن

(2/3)


بغيض هكذا ذكر ابن الكلبى فى جمهرة الأنساب
6 - بات بليلة ابن أنقد أى ساهرا لم ينم والقنفذ كذلك يقال اجعلوا ليلكم ليلة أنقد وسرينا ليلة ابن أنقد وقال الطرماح
(الطويل)
(فبات يقاسي ليل أنقد دائما ... ويجدر بالحقف اختلاف العجاهن)
وقال آخر
(الرجز)
(قنفذ ليل دائم النباح ... )
وقال الأسدى
(البسيط)
(كقنفذ القف لا تخفى مدارجه ... خب إذا نام عنه الناس لم ينم)
وقيل الأنفد الذى يشتكى سنه من النقد وهو فساد فى الأضراس لخرقها وهو لا ينام
7 - بادر الفرصة قبل أن تعود غصة لأنك تسقط فى يدك غب فواتها يضرب فى انتهاز الفرص

(2/4)


8 - باست بني فلان يضرب للقوم إذا استذلوا واستخف بهم قال
(الطويل)
(فباست بني عبس وأستاه طىء ... وباست بني دودان حاشى بني نصر)
وقال
(الطويل)
(فباست ابى الحجاج واست عجوزه ... عتيد بهم يرتعى بوهاد)
9 - باع فلان على بيع فلان أى اشترى على شراه وهو أن يشترى صاحبك سلعة فتجىء فتزيد على ثمنها فتأخذها يضرب فى غلبة الرجل على خصمه وفى مساواة الرجل غيره فى المرتبة وقيامه مقامه تقول العرب ما باع على بيعك أحد أي لم يساوك ولم يشق غبارك وتزوج يزيد ابن معاوية أم مسكين بنت عمرو على أم هاشم فقال لها
(الرجز)
(ما لك أم هاشم تبكين ... من قدر حل بكم تضجين)
(باعت على بيعك أم مسكين ... ميمونة من نسوة ميامين)
10 - بال حمار فاستبال أحمرة يضرب للوضيع يأتى أمرا فيتبعه أقرانه

(2/5)


11 - بالرفاء والبنين أي بالالتحام والتوافق يضرب فى الدعاء للناكح
12 - بالساعد تبطش الكف ويروى بالساعدين يبطش الكفان يضرب فى الاعتذار من ترك الجود أي إنما اقوي على الكرم بالسعة وقد عدمتها
الباء مع الباء

13 - ببطنه يعدو الذكر أي الفرس الذكر لأنه آكل من الأنثى فعدوه على حسب أكله وقيل المراد بالبطن بطن الوادى والفرس الذكر أعدى فى السهل والأنثى فى الحزن يضرب فى الاعتذار من ترك الفعل لعدم آلته
14 - ببقة صرم الامر هي الموضع الذى استشار فيه جذيمة وزراءه عند توجهه إلى الزباء فأشاروا عليه غير قصير فلما شاوره بعد ما وقع قال له ذلك ويروى أبرم الأمر ويروى ببقة خلفت الرأي يضرب لمن يستشير بعد فوت الأمر
الباء مع الجيم

15 - بجنبه فلتكن الوجبة أى الصرعة يضرب فى الدعاء على الرجل بأن يحيق مكره به

(2/6)


الباء مع الدال

16 - بدل أعور يضرب فى المذموم يخلف لمحمود قال عبد الله بن همام السلولي
(الكامل)
(أقتيب قد قلنا غداة أتيتنا ... بدل لعمرك من يزيد أعور)
(شتان من بالصبخ أدرك والذي بالسيف شمر والحروب تسعر)
(حولان بأهلة الألى فى ملكهم ... مات الندى فيهم وعاش المنكر)
الباء مع الراء

17 - برئت منه مطر السماء أي أبدا ما دامت السماء تمطر ونظيره آتيك خفوق النجم
18 - برح الخفاء أي زالت الخفية فظهر الأمر وقيل برح بفتح الراء ومعناه أنه ظهر الأمر الخفي كأنه صار فى براح من الأرض وقيل الخفاء المطمئن من الأرض أى صار المطمئن براحا والمعنى تكشف المستور وأول من تكلم به شق الكاهن قال الهيثم بن الأسود النخعي

(2/7)


(الوافر)
(فقلت لمذحج قوموا فشدوا ... مآزركم فقد برح الخفاء)
(فإن الحرب يجنيها رجال ... ويصلى حرها قوم براء)
وقال آخر
(الكامل)
(برح الخفاء فما على تجلد ... ونفا الرقاد جوى شجاني زائرا)
19 - برحلها باتت الضمير للناقة أي لا يستطرف منها أن تبيت مرحولة فإنها عبر أسفار قد باتت برحلها غير الليلة يضرب لمن شهر بأمر فلا يستنكر مه الإتيان به
20 - برد غداة غر عبدا من ظمأ سافر عبد بكرة فلم يستصحب الماء لما رأى من البرد فلما حميت الشمس عليه هلك عطشا فقيل ذلك
يضرب فى الأمر بالاحتياط
21 - برز الصريح بجانب المتن يضرب للأمر الواضح
22 - برق لمن لا يعرفك ويروى برقى على التأنيث يضرب فى

(2/8)


تخويف الرجل صاحبه وهو يعرفه بالجبن
الباء مع السين

23 - بسلاح ما يقتل الرجل قاله رجل كان يعادي آخر وكان لا يظفر به فتوصل إلى ذلك بأن سالمه وأعطاه الأمان ثم قتله أي إن أسباب القتل كثيرة والمسالمة أحدها يضرب فى تلطيف الحيل إلى إدراك الغرض وقيل اصله أن مرادا قتلت عمرو بن مامة فغزاها عمرو بن هند أخوه فقتل منها وأتى بابن الجعيد سالما فقال ذلك ويروى بسلاح ما يقتلن فضرب بالعمد حتى مات وابن الجعيد كان قاتله
الباء مع الصاد

24 - بصبصن إذ حدين بالأذناب يربد الإبل يضرب فى فرار الرجل واستكانته
الباء مع الطاء

25 - بطنى عطرى وسائرى ذرى ويروى فعطرى وسائرى فذرى نزل رجل جائع بقوم فأمروا الجارية بتطييبه فقال لها ذلك يضرب فى الإستطعام

(2/9)


الباء مع العين

26 - بعت جارى ولم أبع دارى يضرب فى سوء الجوار
27 - بعد اطلاع إيناس أي إبصار قاله قيس لحذيفة حين طلعا من منتهى الذرع وقد قال له سبقتك يا قيس أي ستؤنس بعد الساعة الأمر على خلاف ما تطلع عليه الساعة ينذره بسبقه إياه فى العاقبة يضرب للمدعي ما لا حقيقة له قال رؤبة
(الرجز)
(ليس بما ليس به بأس بأس ... ولا يضر البر ما قال الناس)
(فإنه بعد اطلاع إيناس ... )
28 - بعد الدار كبعد النسب أي إذا غاب قرينك فلم ينفعك فهو كمن لا نسب بينك وبينه
29 - بعض الشر أهون من بعض قال طرفة
(الطويل)
(أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض)

(2/10)


وقال أبو خراش
(الطويل)
(حمدت إلهى بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض)
30 - بعلة الورشان يؤكل الرطب المشان الورشان طائر يولد بين الفاختة والحمامة وجمعه ورشان ككروان وكروان والمشان ضرب من الرطب استحفظ قوم عبدا لهم رطب نخلهم فكان يأكله فاذا عوتب على سوء الأثر فيه درك الذنب على الورشان فقيل ذلك
31 - بعين ما أرينك أي اعجل وكن كأني أنظر إليك يضرب فى استعجال الرسول
الباء مع الغين

32 - بغيت لك ووجدت لى يضرب للمؤتلفين
الباء مع الفاء

33 - بفيك الأثلب فتات الحجارة

(2/11)


34 - بفيك الحجر
35 - 00 الكثكث هو التراب قال
(الرجز)
(منوك أن تطلقى أو تربثي ... بفيك من ذاك تراب الكثكث)
36 - بفيك من سار إلى القوم البرى أي التراب يضرب فى الدعاء على المخبر بالسوء قال مدرك بن حصن الأسدى
(الرجز)
(ماذا ابتعت حبى على حل العرا ... أحسبتني جئت من وادى القرى)
(بفيك من سار إلى القوم البرى ... )
الباء مع القاف

37 - بق نعليك وابذل قدميك يضرب فى صون المال بابتذال النفس
38 - بقطيه بطبك أى فرقيه بحذقك من قولهم أصبنا بقطا من المرتع أي لمعا وأصله أن رجلا أحمق طرق امرأة فى بيتها فأخذه

(2/12)


بطنه فأحدث فخافت المرأة أن يطلع عليهما فقال ذلك أي فرقيه لئلا يفطن به يضرب لمن يؤمر أن يحتال مترفقا بالأمر الذى يعني به غيره
الباء مع الكاف

(39 - بكل واد أثر من ثعلبة قاله رجل جفاه بنو ثعلبة فارتحل عنهم إلى قوم فجفوه أيضا فقال ذلك يضرب لمن يرى ما لا يريد أين يتوجه
الباء مع اللام

40 - بلغ الحزام الطيبين هما للفرس كالثديين للمرأة وإذا اضطرب الحزام حتى بلغهما سقط السرج وذلك عند الهرب
41 - بلغ الدماء الثنن يعنى ثنن الخيل وهى شعيرات فوق الرسغ أي كثرت الدماء حتى خاضت فيها الدواب
42 - 00 السكين العظم أى قطع اللحم كله حتى لم يجد مقطعا والغرض انتهاء الشدة إلى ما لا نهاية وراءه يضرب ثلاثتها فى تناهي الشر وتفاقمه
43 - 00 الغلام الحنث أي جرى عليه القلم فلو حلف وأتى ما حلف عليه

(2/13)


حنث وقيل الحنث الإثم يضرب فى إدراك الشيء وبلوغه إياه
44 - بلغ الله بك أكلأ العمر أي أقصاه
45 - الماء الزبى جمع زبية الأسد وهي حفرة تحفر له فى مكان مرتفع ليصطاد فاذا بلغها الماء فهو المجحف ويروى السيل والربا وهو جمع ربوة يضرب في الشر المفظع قال العجاج
(الرجز)
(قد بلغ الماء الزبى فلا غير ... واختار فى الدين الحر رى النظر)
(فأنزف الدين وأودى من كفر ... كانوا كما أظلم ليل فانسفر)
46 - فى العلم أطوريه أي غايته والغرض بالتثنية التوكيد وقيل طرفيه وهو أقصاه وأدناه ويروى أطوريه على لفظ الجمع أي ضروبه وأطرافه كقولهم الأمرين والبلغين يضرب للمتناهى فى العلم
47 - بلغ منه المخنق يضرب فى بلوغ الجهد قال رؤبة

(2/14)


(الرجز)
(دارت رحانا ورحاهم تستفى ... سجال موت من يخضها يغرق)
(إذ بلغ الموت إلى المخنق ... )
وقال أيضا
(الرجز)
(وكم جلا مروان حتى أشرفا ... من غمرات تبلغ المخنقا)
الباء مع الميم

48 - بمثل جارية فلتزن الزانية سرا وعلانية هو جارية بن سليط أفرشته امرأة نفسها افتنانا بجماله فلامتها أمها ثم لما رأته قالت ذلك يضرب فيما يلام فيه مباشرة للجهل به ثم يعذر إذا وقف على كيفيته
49 - بمثلى تطرد الأوابد هى الوحوش يضربه الرجل الكافي أي بمثلى تطلب الحاجات
الباء مع النون

50 - بنت برح شرك على رأسك هو اسم للشدة تقول لقيت

(2/15)


منه بنات برح أي شدائد مبرحة والمعنى لا جاوزك الشر وبقي مصبوبا عليك حتى لا يدهم الناس يضرب فى استعظام الأمر
الباء مع الهاء

51 - به داء ظبى أي لا داء به لأن الظبي أصح الحيوان وقيل هو شنج النسا وذلك ينعت به الفرس ومعناه أن به ما ينفعه وقيل داؤه أنه إذا أراد النهوض مكث بهنيئة قبل أن ينطلق فمعناه أنه سليم من الأدواء كلها إلا عن هنة يسيره لا يكاد يعتد بها قال
(الطويل)
(لا تجهمينا أم عمرو فإننا ... بنا داء ظبى لم تخنه عوامله)
52 - لا بظبى أعفر أي جعل الله ما أصابه لازما له مؤثرا فيه ولا كان مثل الظبى فى سلامته منه يضرب فى الشماتة قال الفرزدق
(الطويل)
(أقول له لما أتاني نعيه ... به لا بظبى بالصريمة أعفرا)
الباء مع الياء

53 - بيتى يبخل لا أنا يضرب لمن شيمته الكرم غير أنه معدم
54 - بيدين ما أوردها زائدة ما زائدة وزائدة اسم رجل والضمير

(2/16)


للابل يضرب لمن يباشر الأمر بقوة
55 - بين الحذيا والخلسة الحذيا ما أعطيته صاحبك من غنيمة أو جائزة يضرب للذي يسألك فإن لم تعطه اختلس منك
56 - الخلب والكبد الخلب لحمة لاصقة بالكبد يضرب للصديق القريب
57 - الرغيف وجاحم التنور يضرب للواقع فى أمر صعب قد التبس به
58 - العصا ولحائها يضرب لغريب دخل بين نسيبين قال
(الكامل)
(لا تدخلن بنميمة ... بين العصا ولحائها)
59 - القرينين حتى ظل مقرونا يقرن بعيران فيجىء بعير ليس بمقرون فيعبث بهما فيقرن معهما يضرب لجالب الحين على نفسه قال ابن مقبل
(البسيط)
(إنا مشائيم أن أرشت جاهلنا ... يوم الطعان وتلقانا ميامينا)
(فلا تكونن كالنازى ببطنته ... بين القرينين حتى ظل مقرونا)
60 - بينهم داء الضرائر يضرب لقوم بينهم شر لا ينقطع
61 - عطر منشم تفسيره فى الفصل الثالث عشر من الباب الأول

(2/17)


باب التاء

التاء مع الهمزة

62 - تأبى ذلك بنات لببى أي أفكارى وموداتى واللبب الصدر وأصله أن رجلا تزوج وله أم كبيرة فقالت له المرأة لا أنا ولا أنت حتى تخرج هذه العجوز عنا فاحتملها وأتى بها واديا كثير السباع فرمى بها فيه فمر بها متنكرا وهي تبكي فقال لها ما يبكيك فقالت طرحنى ابنى ههنا وذهب فأنا أخاف أن يفترسه الأسد فقال لها لا تبكي له وقد فعل بك ما فعل فقالت ذلك يضرب لمن يود من لا يوده كأنه مجبول على ذلك
التاء مع الباء

63 - تباعدت العمة عن الخالة أى العمة خير من الخالة يضرب فى التفاضل بين الرجلين
64 - تبين رويدا ما أمامة من هند غزا عمرو بن هند اليمامة فأخفق فمر بطيء وكان بينه وبينهم عهد فقتل منه زرارة بن عدس فى الذروة

(2/18)


والغارب حتى عليهم فهجاه عارق الطائي ونسبه إلى الغدر فأوعده عمرو فقال
(الطويل)
(من مبلغ عمرو بن هند رسالة ... إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد)
(أيوعدنى والرمل بينى وبينه ... تبين رويدا ما أمامة من هند)
أي أنظر برفق حتى ترى ما بين أمي وأمك من التباين يريد أن أمه أمامة أفضل من هند أم عمرو يضرب فى التفاضل بين الشيئين
التاء مع الجيم

65 - تجاوزت الأحص وشبيثا هما ماءان وأصله أن جساس بن مرة لما ركب ليلحق كليبا أردف خلفه عمرو بن الحارث بن ذهل بن شيبان فلما طعنه وبه رمق قال له
(الطويل)
(أغثنى يا جساس منك بشربة ... تعود بها فضلا على وانعم)
فقال له جساس ذلك أراد أنك تباعدت عن موضع سقياك ثم نزل عمرو فحسب أنه يسقيه فلما علم أن نزوله للاجهاز عليه قال
(البسيط)
(المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار)

(2/19)


يضرب لطالب الشيء بعد فوته
66 - تجشأ لقمان من غير شبع هو لقمان العادى والمثل مضروب به فى كثرة الأكل على ما سبق فى أول باب الهمزة يضرب لمن يدعي علما ليست معه آلته
67 - تجنب روضة وأحال يعدو الاحالة الإسراع يضرب لمن اختار الشقوة على السعادة
68 - تجوع الحرة ولا تأكل ثدييها كانت زبا بنت علقمة الطائي تحت الحارث بن سليل الأسدى وهى شابة وهو شيخ فنظرت ذات يوم إلى شباب فتنفست الصعداء فقال لها الحارث ذلك أراد أن المرأة الكريمة ترهقها الشدة والضر وتقاسى الجوع والشظف وعتقها يأبى عليها أن تكون ظئرا لقوم على جعالة كراهة العار وإنما ضرب هذا مثلا لها وعيرها إذ رآها قد طمحت إلى الشبان ورفضت موجب الحرية والعتق وقوله ولا تأكل ثدييها معناه جعل ثدييها كقوله
(الرجز)
(يأكلن كل ليلة أكافا ... )
أي ثمن إكاف ويروى بثدييها وهو ظاهر يضرب فى الاحتراس من مدنسات المكاسب

(2/20)


التاء مع الحاء

69 - تحسبها حمقاء وهى باخس أي نظن أنك تخدعها لحمقها فاذا هي تخدعك وتهضمك يضرب لمن يظن به الغباوة وهو فطن داه
70 - تحقره وينتا أي تزدريه وهو يخرج لك بالشر ويدافعك
يضرب لمن لا يكترث له وهو يأتى بالبوائق
71 - تحلل غيل كان عشمس بن سعد بن زيد مناة يخالف إلى الهيجمانة بنت الغبر بن تميم فطرد عنها وقوتل فأراد عمه الحارث بن كعب بن سعد الدفع عنه فضربت رجله فعرج فطولبوا بالدية فقال غيلان بن مالك ابن عمرو
(الرجز)
(لا نعقل الرجل ولا نديها ... حتى ترى داهية تنسيها)
(أو يسف فى أعيننا سافيها ... )
فجمع لهم عبشمس وغزاهم وقتل غيلان فجعلوا يسفون التراب فى عينيه وهو قتيل ويقولون تحلل غيل أي استثن مما قلت يضرب للمتوعد

(2/21)


إذا ظفر به
72 - تحمدى يا نفس لا حامد لك التحمد حمد النفس والثناء عليها يضرب فى اعتناء الرجل بشأنه
73 - تحمل عضة جناها يضرب لمن لا يعدوه شره بل يكون المصاب به وأصله أن امرأة عمدت إلى قدحين متشابهين فحطت فيهما سويقا وجعلت فى أحدهما سما فوضعت الذى فيه السم عند رأس ضرتها لتشربه ففطنت لذلك فلما نامت حولت الذى فيه السم إليها فأخذته فشربته فماتت فعندها قيل ذلك
التاء مع الخاء

74 - تخبر عن مجهوله مرآته يضرب فى الظاهر الدال على الباطن قال
(الرجز)
(نار حبى صدقت سماته ... تخبر عن نجاره مرآته)
75 - تحرسي يا نفس لا مخرسة لك قالته نفساء لم تجد من يتخذ لها

(2/22)


الخرسة وهى طعامعها فاتخذتها بنفسها يضرب لمن يعتنى بأمر نفسه
76 - تخلصت قائبة من قوب أي بيضة من فرخ قال الكميت
(الوافر)
(لهن وللمشيب ومن علاه ... من الأمثال قائبة وقوب)
ويورى تبرأت يضرب للمفارق صاحبه
التاء مع الراء

77 - تربت يداك يضرب فى الدعاء على الرجل بالفقر قال سليمان ابن ربيعة
(الكامل)
(تربت يداك وهل رأيت لقومه ... مثلى على يسرى وحين تعلتى)
78 - ترفض عند المحفظات الكتائف أي تتفرق لدى المغضبات الاحقاد الواحدة كتيفة يضرب فى التغضب للمولى إذا تهضم وإن كان مناديا قال القطامى

(2/23)


(الطويل)
(أخوك الذى لا يملك الحس نفسه ... وترفض عند المحفظات الكتائف)
79 - ترك الخداع من أجرى من مائة أي من مائة غلوة وكانت قد ضربت الغاية كذلك يوم داحس والغبراء قد استقبل ابو إياس بن نصر من بني ثعلبة مهب الشمال من ذات الاصاد ثم غلا بسهم فلم يزل يغلو به حتى استوفى مائة غلوة وقال الأصمعى تجري الجذعان أربعين والثنيان ستين والربع ثمانين والقرح مائة ولا تجرى أكثر من هذا قال ذلك قيس بن زهير لحذيفة حين طلبه بالسبق فقال له حذيفة خدعتك يا قيس أى من أرسل فرسه من مائة غلوة فقد كشف أمره ولم يخادع يضرب للمجد فى إزالة اللبس
80 - الخدع من كشف القناع
81 - ترك الذنب ايسر من الاعتذار ويروى من طلب التوبة
82 - ترك الظبى ظله يريد ظله تحت شجرة وما أشبهها من كن والظبى إذا نفر من شيء لم يرجع إليه أبدا يضرب فى هجر الرجل صاحبه

(2/24)


وتقول للمتوعد بالهجران لأتركنك ترك الظبي ظله
83 - تركتنى خبرة الناس فردا
84 - تركته بملاحس البقر أي بالمواضع التى تلحس فيها بقر الوحش أولادها ويروى بملحس البقر أولادها والملحس مصدر بمعنى اللحس وقيل هو اسم مكان محذوف تقديره بموضع ملحس البقر ولا يجوز أن يجعل الملحس اسم مكان له لأنه لا يعمل حيئذ النصب فى أولادها يضرب لمن ترك بمكان لا أنيس به
85 - على أنقى من الراحة
86 - على مثل ليلة الصدر تفسيره فى الفصل الرابع عشر من باب الهمزة
87 - على مثل مقلع الصمغة أي لم أبق له شيئا لأن الصمغة إذا قلعت

(2/25)


من الشجرة لم يبق عليها علقة ولا أثر تضرب ثلاثتها فى الاصطلام بالحوائج
88 - تركته قد شصر بصره هو انقلاب العين عند الموت وشخوصه أي تركته مشفيا على الموت
89 - محرنبئا لينباق أى مطرقا ليأتي ببائقة والمشهور قولهم مخرنبق لينباع أي ليثب باعا باعا ويروي مخرنطما ومعناه ومعنى المخرنبق واحد وهو الساكت المطرق يضرب لمن يحلم فاذا وجد فرصة نزق وحل حبوته
90 - تركتهم في كصيصة الظبى أي فى حبالته أي تركتهم فى الضيق والمحنة
91 - ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل أي العيب أول من قاله عثمة بنت مطر من بني غامد البجلى وذلك أن أختا لها اسمها خود ذات ميسم وجمال ولب خطبها خمسة إخوة من بني غامد مالك

(2/26)


وعمرو وعلقمة وعاصم ومدرك بنو مالك بن علقمة ومشوا بوصيد بابها يتعرضون لها وكلهم جسيم وسيم لم ير في زمنهم مثلهم فرغبت فى مدرك فأنكحها ابوها على مائة ناقة معها رعاؤها ومائة حلة وألف شاة فقالت لها أختها عثمة إن شر الغريبة يعلن وخيرها يدفن انكحى فى قومك لا يغرك التمام بطول الأجسام فقد ترين الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل فلم تسمع كلامها وحملوها فلم تلبث فيهم إلا يسيرا حتى صبحهم بنو مالك بن كنانة فانكشفوا وتركوا النساء والأموال فتذكرت قول عثمة وبكت فاذا فى بنى كنانة رجل أفوه أسود مضطرب الخلق غير أنه بطل فقيل لها لو كنت حليلة هذا لما أسلمك فقالت أليس يمنع الحليلة ويركب الطويلة ويطلب البليلة ويكرم القبيلة قالوا بلى قالت فهذا أجمل جمالا وأكمل كمالا فجعلوها له يضرب لذى منظر لا مخبر عنده
التاء مع السين

92 - تسألنى برمتين شلجما اشتهت على رجل امرأته سلجما بالسبسب فقال

(2/27)


(الرجز)
(تسألنى برامتين شلجما ... إنك لو سألت شيئا أمما)
(جاء به الكرى أو تجشما ... )
وحكى الأصمعي أنه قيل لرجل من أهل رامة إن قاعكم طيب فلو زرعتموه قال زرعناه قال وما زرعتموه قال سلجما قال وما حداكم على ذلك قال معاندة لقول الشاعر تسألنى البيت يضرب لطالب حاجة عسرة ويروى بالسين غير معجمة وبالمعجمة أفصح
93 - تسقط به النصيحة على الظنة أي تنصحه فيتهمك يضرب فى اتهام النصيح
التاء مع الصاد

94 - تصنع فى عامين كرزا من وبر أي جوالقا يضرب للبطيء الكسلان وهو قول أعرابية كانت تحمق
(الرجز)
(إنى صناع لو تبالى صنعتى ... أعمل فى عامين كرزا من وبر)

(2/28)


التاء مع الضاد

95 - تضرب فى حديد بارد يضرب فى سؤال البخيل
التاء مع الطاء

96 - تطأطأ لها تخطئك أي انخفض لها ولا تغرر فإنها تمضي عنك وتذهب يضرب فى خطب يتلاقاه الإنسان بالصبر والرفق فتسهل عليه ولو جزع فيه وأخذه بالعنف لتولد عنه ما هو شر منه
97 - تطعم تطعم أي ذق تشتق إلى الأكل يضرب لم يحجم عن الأمر فيقال له ادخل فى أوله ترغب فيه
98 - تطلب ضبا وهذا ضب باد رأسه ويروى مخرج رأسه يضرب لمن يترك ثأره قريبا ويطلبه من نأي وزعموا أن رجلين وترا رجلا

(2/29)


وكلاهما يسمى ضبا فكان يوعد ويتهدد النائي عنه منهما ويترك المقيم معه فقيل له ذلك أي تطلب صاحب ضب وهذا صاحب ضب
التاء مع الفاء

99 - تفرق من صوت الغراب وتقدم على الاسد المشتم هو الذي علم فوه لخبثه ويروى وتفرس الأسد يضرب للجبان المتصلف
التاء مع القاف

100 - تقطع أعناق الرجال المطامع قال
(الطويل)
(طمعت بليلى أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع)
يضرب فى مذلة الطامع
101 - تقلدها طوق الحمامة أي تقلد النعمة تقلدا لازما باقيا
قال بشر بن ابي خازم

(2/30)


(الطويل)
(حباك بها مولاك عن ظهر بغضة ... وقلدها طوق الحمامة جعفر)
102 - تقيل أباه أي أشبهه
التاء مع اللام

103 - تلبدى تصيدى يضرب للذي يظهر سكوتا فإذا رأى فرصة اغتنمها
104 - تلذع المرأة وتصيء أي تصوت والمعنى أنها تظلم بعلها وتزعم أنه يظلمها يضرب لم يؤذي ويشتكي
105 - تلك أرض لا تقض بضعتها أي لا يصيبها قضض وهو الحصا الصغار ويروى لا تنعفر بضعتها أى لا تترب يضرب للأرض الكثيرة العشب التي إذا وقعت فيها بضعة لحم لم تقع إلا على عشب

(2/31)


التاء مع الميم

106 - تمام الربيع الصيف أى إنما الحاجة بكمالها كما أن الربيع إنما يكمل بالصيف والربيع المطر الأول والصيف الذي يأتي بعده
107 - تمرة وزنبور يضرب فى اقتران كل نعمة بشدة
108 - تمرد مارد وعز الأبلق مارد حصن دومة الجندل والأبلق حصن تيماء امتنعا على الزباء الملكة فقالت ذلك يضرب فى العزة والمنعة
109 - تمنعى اشهى لك أي امتنعى ممن يراودك فان ذلك أهيج لشهوته لك يضرب فى وقوع الحرص عند امتناع الشىء وعزته
التاء مع النون

110 - تنزو وتلين يضرب لمن يتعزز ثم يذل
111 - تنهانا أمنا عن الغى وتغدو فيه قاله إخوة كانت أمهم تجنبهم الريب وهي مريبة يضرب لمن يعظ الناس ولا يتعظ هو

(2/32)


التاء مع الواو

112 - توقرى يا زلزة هى الغرضة القلقة يضرب لمن لا رزانة له
التاء مع الهاء

113 - تهم ويهم بك يضرب للمغتر بطول الأمل
114 - تهوى الواهي حوله ويسلم يضرب لمن تلم به نكبات الدهر ويخلص منها وهو في شعر رؤبة قال
(الرجز)
(قد رابنى النسيان والتوهم ... وكدت من طول الليالى أهرم)
(وما ارمأز الأسحمان الأسحم ... تهوى الدواهي حوله ويسلم)

(2/33)


باب الثاء

الثاء مع الهمزة

115 - ثأطة مدت بماء أي حمأة زيدت من قولك مد النهر ومده نهر آخر يضرب لمن اشتد موقه وأفرط
الثاء مع الألف

116 - ثار حابلهم على نابلهم يضرب فى اجتماع القوم على الشر
الثاء مع الكاف

117 - ثكلتك الرعبل أي الخرقاء من رعبل الثوب إذا خرقه يعني أمه يضرب فى دعاء الشر
الثاء مع اللام

118 - ثل عرشه أي زال قوام أمره قال زهير
(الطويل)
(تداركتما عبسا وقد ثل عرشها ... وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل)

(2/34)


الثاء مع الميم

119 - ثمرة العجب المقت
الثاء مع الهاء

120 - ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل يضرب للرزين

(2/35)


باب الجيم

الجيم مع الهمزة

121 - جىء به من حسك وبسك بالفتح والكسر أي من حيث تدركه بحاستك وبتصرفك من انبست الحيات إذا ذهبت فى الأرض وانتشرت ويروى من عسك أي من حيث تعس أو تطوف وليس يدركه بطوافك
122 - 00 من حيث أيس وليس قال الخليل ليس إنما كان لا أيس فأسقطوا الهمزة وجمعوا بين اللام والياء لأن العرب تقول ائتنى من حيث أيس ولا أيس أي من حيث هو ولا هو
الجيم مع الألف

123 - جاء باحدى بنات طبق أي بإحدى الدواهى وأصلها فى الحيات وسميت بذلك لأنها تصير كالأطباق إذا ترحت وقيل لأن الحواء يمسكها فى أطباق الأسفاط وقيل لاطباقها على الملسوع وقيل الطبق

(2/36)


السلحفاة وهى تبيض مائة بيضة ينفلق كلها عن سلاحف إلا واحدة فانها تنفلق عن حية خبيثة فتلك بنت طبق
124 - جاء بالازب أى بالداهية كأنهم ذهبوا إلى البعير الأزب وقد سبق ذكره فى فصل الهمزة مع النون
125 - 00 بالتره
126 - 00 بالتهاته
127 - 00 بالخنففيق أى بالداهية
128 - 00 بالداهية الدهياء
129 - 00 بالداهية الزباء
130 - 00 بالشعراء
131 - 00 بالنآدى

(2/37)


132 - جاء بالدردبيس
133 - 00 بالدهاريس
134 - 00 بالذربيا كلها دواه واشتقاق الذربيا من الذرابة وهى الحدة يقال سم ذرب قال الكميت
(الطويل)
(رمانى بالأرزاء من كل جانب ... وبالذربيا مرد فهر وشيبها)
135 - 00 بالرقم الرقماء
136 - 00 بالسلتم أي بالداهية من السلت وهو القشر والميم زائدة
137 - 00 بالسمة ويروى السمهى والسميهى أي بالباطل والكذب
138 - 00 بالشوك والشجر أي جاء بكل شىء لكثرة ما جاء به وقيل معناه جاء فى جيش عظيم
139 - 00 بالضئبل قال الكميت

(2/38)


(الطويل)
(ألا يفزع الأقوام مما أظلهم ... ولما تجئهم ذات ودقين ضئبل)
140 - جاء بالضح والريح الضح نور الشمس على وجه الأرض ولو صحت الرواية بالضيح فوجهها أن يكون أصله الضحو بوزن صنو من ضحا يضحو ضحوا وضحوا بمعنى ظهر ثم قدمت لامه على عينه فصار ضوح ووزنه فلع ثم قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها روما للازدواج أي جاء بالمال الكثير
141 - 00 بالضلال بن السبهلل أي بالباطل
142 - 00 بالطلاطلة والطلاطلة الداء العضال وقيل الذبحة التى تأخذ باللهازم ويقال الطلاطل قال
(الرجز)
(قتلتنى رميت بالطلاطل ... ) والطلطل أيضا بوزن خزخز
143 - 00 بالطم والرم أي بالبحر والبر وقيل بالرطب واليابس وقيل بالماء والتراب وقيل هما العدد الكثير وقيل هما الأمر العجيب

(2/39)


وقيل الطم هو الذي يطم على كل شىء والرم الذي يرم كل شىء أي يأكله والمعنى جاء بالكثير
144 - جاء بالعنقفير
145 - 00 بالفلق
146 - 00 بالفليقة
147 - 00 بالقنطر أى بالداهية
148 - 00 بالنئطل النئطل لغة فى النيطل وهو الرجل الطويل الجرم والمذاكير فسميت به الداهية
149 - 00 بالهىء والحق أي بالطعام والشراب قال
(الهزج)
(فما كان على الهيء ... ولا الجيء امتداحيكا)
150 - 00 بالهيل والهيلمان أي بالشيء الكثير من هيل الطعام وهو

(2/40)


دفعه من غير كيل
151 - جاء بام الربيق على أريق يزعمون أن رجلا رأي غولا على جمل أورق فذا أصله وأم الربيق كنية الغول وأريق بمعنى وريق وهو تصغير أورق على الترخيم وقيل أم الربيق الأفعى شبهت بالربق وأربق الذئب أي جاء بالأفعى مع الذئب والمعنى جاء بالداهية
152 - 00 بأم حبوكرى أي بالداهية وهي في الأصل الرملة التى تسوخ فيها الرجل وكذلك الحبوكر والحبوكران قال أبو شهاب الهذلي
(الطويل)
(فلما غشا ليلى وأيقنت أنها ... هي الأربى جاءت بأم حبوكرى)
(نهضت إلى القصواء وهي معدة ... لأمثالها عندي إذا كنت أوجرا)
153 - 00 بدبا دبى الدبا الجراد إذا تحرك قبل نبات أجنحته ودبي موضع واسع أي بمال كثير كدبا هذا المكان
154 - 00 بذات الرعد والصليل أي بداهية ترعد وتصلصل لشدتها
155 - 00 بعائرة عين يقال عار عينه بمعنى عورها وكان الرجل في

(2/41)


الجاهلية إذا بلغت إبله ألفا فقأ عين واحدة منها فمعناه جاء من الإبل بالعدد الذى يوجب فقأ العين أي بألف منها وقيل تكف العين عن النظر إلى غيرها لكثرتها وقيل تعير فيها العين
156 - جاء بعد اللتيا واللتى أي بعد الشدة الكبيرة والصغيرة
قال العجاج
(الرجز)
(بعد اللتيا واللتيا واللتى ... )
وقال سلمى بن ربيعة
(الكامل)
(ولقد رايت ثأي العشيرة بينها ... وكفيت جانيها اللتيا واللتى)
157 - 00 بعد الهياط والمياط ويروى الهيط والميط يراد المنازعة والمجاذبة
158 - 00 بما صاء وصمت أي بالناطق والصامت ويروى صكا وصمت من صكا القوم غير مهموز إذا صاحو وسمعت صكاهم

(2/42)


أي صوتهم قاله قصير للزباء حين جاءها بالصناديق فيها الرجال
159 - جاء بمطفئة الرضف أي بداهية أنست التى قبلها وأطفأت حرها لشدتها وقيل أصله الحية التى تمر على الحجارة المحماة فتطفىء سمها وحرها
160 - 00 بوركى خبر أي بآخره يضرب لمن أتى قوما قد علموا أول خبر فأتمه
161 - 00 تضب لثته أي تسيل دما يضرب فى الحرص قال بشر بن أبي خازم
(الوافر)
(ولما ألق خيلا من نمير ... تضب لثاتها ترجو النهابا)
وقال أيضا
(الكامل)
(وبني تميم قد لقينا منهم ... خيلا تضب لثاتها للمغنم)

(2/43)


وقال الحصين بن حمام
(الطويل)
(وحتى ترى قوما تضب لثاتهم ... يقودون أفراسا وجيشا عرمرما)
وأنشد أبو زيد وقال هو شعر عتيق
(الطويل)
(تضب لثات الخيل فى حجراتها ... وتسمع من تحت العجاج لها أزملا)
162 - جاء ثانيا من عنانه أي مقضى الحاجة
163 - 00 ثانى عطفه أى متكبرا
164 - 00 سبغللا وسبهللا أي فارغا قاله عمر رضى الله عنه
165 - 00 على غبيراء الظهر ويروى على ظهر الغبيراء يعنى راجلا
166 - 00 كخاصي العير أي مستحييا قال ابو خراش

(2/44)


(الطويل)
(فجاءت كخاصى العير لم تحل حاجه ... ولا عاجة منها تلوح على وشم)
167 - 00 جاء ناشرا اذنيه أي طامعا
168 - 00 وعلى حاجبه صوفة يضرب لمن لم يظفر بحاجته
169 - 00 وفى رأسه خطة أي فى نفسه حاجة قد عزم عليها
170 - 00 وقد قرض رباطه أي مجهودا شبه الميت تقول العرب قرض رباطه إذا مات
171 - 00 وقد لفظ لجامه أي مجهودا من الإعياء والعطش
172 - 00 يجر بقرة أى عيالا كثيرا ويروى بقره بالإضافة يضرب للمعيل
173 - 00 يجر رجليه أى جاء مثقلا لا يقدر أن يرفع رجليه

(2/45)


174 - جاء يضرب أصدريه ويروى بالسين والزاي أي يحرك عطفيه يراد مجيئه فارغا
175 - 00 ينفض مذرويه أي فرعى أليتيه يضرب للمتوعد من غير حقيقة قال
(الوافر)
(أحولى تنفض استك مذرويها ... لتقتلني فها أنا ذا عمارا)
176 - جاؤا على بكرة ابيهم هي الأنثى من أولاد الإبل قبل أن تنزل وأصله أن قوما قتلوا وحملوا على بكرة أبيهم فقيل ذلك ثم صار مثلا لقوم جاؤا مجتمعين وقيل هي بكرة البئر والمعنى أنهم تتابعوا فى المجيء تتابع دورانها وقيل البكرة الجماعة من الناس يقال جاؤا على بكرتهم وعلى بكرة أبيهم أي مع جماعتهم وقيل هو ذم ووصف بالقلة والذلة أي يكفيهم للركوب بكرة واحدة وذكر الأب احتقارا وتصغيرا لشأنهم
177 - جاءت جنادعه أى أوائل شره وأصلها جنادب تكون فى جحرة اليرابيع والضباب يقال جاءت جنادعه والله جادعه

(2/46)


178 - جاءت قضهم بقضيضهم القض الكسر والحطم فجعل عبارة عن الإلحاق بسرعة والقضيض بمعنى المقضوض ومعنى الكلام أنهم جاؤا مجتمعين منقضا آخرهم على أولهم فجعل أولهم قاضا لأنه يستلحق آخرهم بسرعة كأنه يحطمه على نفسه وجعل آخرهم مقضوضا لأنه يحطم ويلحق بسرعة وهذا من باب طلبته جهدك ورجع عوده على بدئه والتقدير جاؤا يقضون قضا بقضبضهم أي مع قضيضهم وقيل القض الحصا الكبار والقضيض الصغار قال أبى بن هريم الغنوى
(الكامل)
(جاءت فزارة قضها بقضيضها ... لسراتهم فى الفارسي وئيد)
(وتحدثوا ملأ لتصبح أمنا ... عذراء لا كهل ولا مولود)
وقال آخر
(الطويل)
(وجاءت جحاش قضها بقضيضها ... وجمع عوال ما أدق وألأما)
وربما قالوا قضها بالرفع وربما كسروا القاف

(2/47)


179 - جاءت كالجراد المشعل أي متفرقين فى كل ناحية قال
(البسيط)
(والخيل مشعلة فى ساطع ضرم ... كأنهن جراد أو يعاسيب)
180 - 00 مثل النمل يريد الكثرة
181 - جاحش عن خيط رقبته هو النخاع وهو العرق الذى يستبطن الفقار من الدماغ إلى الظهر يضرب في دفاع الرجل عن نفسه
182 - جانيك من يجنى عليك أي الجانى عليك يقال جنى فلان فلانا إذا جنى عليه يضرب لمن يعاقب المرء بذنب غيره أي لا ينبغى أن ينقل عقوبة الجانى إلى غيره وقيل معناه إنما يجنيك أي يكسبك ويفيدك من جنايته راجعة عليك لو أحدث حدثا كالإخوة ومن يتعلق سببه بسببك قال ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم
(الكامل)
(ألآن إذ أخذت مآخذها ... وتباعد الأنساب والقرب)
(أقبلت تطلب خطة عنتا ... وتركتها ومسدها رأب)

(2/48)


(جانيك من يجني عليك وقد ... يعدى الصحاح مبارك الجرب)
ارتفع الجرب بيعدى وانتصب مبارك على التمييز ويروى مبارك الجرب على الاقواء
183 - جاور ملكا وبحرا يضرب فى التماس الخصب والسعة
الجيم مع الدال

184 - جدح جوين من سويق غيره يضرب للجشع المساك
185 - جدع الله مسامعه أى قطع الله أذنيه يضرب فى دعاء الشر
الجيم مع الذال

186 - جذها جذ العير الصليانة هى نبت إذا ارتعاه الحمار اقتلعه من أصله والضمير فى جذها لليمين أي فعل هذا فعل الحمار بالصليانة يضرب لمن لا يتلعثم في يمينه إذا استحلف

(2/49)


الجيم مع الراء

187 - جرح اللسان كجرح اليد هو فى شعر امرىء القيس قال
(المتقارب)
(تطاول ليلى بالإثمد ... ونام الخلى ولم أرقد)
وذلك من نبأ جاءنى ... وأنبئته عن أبي الأسود)
(ولو عن نثا غيره جاءني ... وجرح اللسان كجرح اليد)
(لقلت من القول ما لا يزال ... يؤثر عني يد المسند)
يضرب في تأثير الوقيعة
188 - جرحه حيث لا يضع الراقى أنفه كانت جندلة بنت الحارث تحت حنظلة بن مالك وهى عذراء وهو شيخ فلم يستطع اقتضاضها فخرجت ليلة فوثب عليها مالك بن عمرو بن تميم فافتضها فصاحت فقيل لها في ذلك فقال لسعت فقيل لها أين فقال ذلك يضرب لجناية لا حيلة فيها وقيل يضرب فيمن أصيب بما لا يمكن إظهاره
189 - جروا له الخطير ما انجر لكم الخطير الزمام قاله علي رضي الله عنه فى عمار بن ياسر أي اتبعوه ما دام فيه موضع متبع وتوقوه ما لم يكن فيه متبع يضرب في التوفي وما فيه من السلامة

(2/50)


190 - جرى المذكيى حسرت عنه الحمر يضرب في تبريز الرجل على أقرانه
191 - جرى المذكيات غلاب أي لقوتها تغالب الجرى غلابا ويروى غلاء أي كما يتغالى بالنبل قاله قيس لحذيفة عند سبق داحس يضرب فى المسان وذوي الحنكة
192 - جرى الوادى فطم على القرى هو مستجمع الماء الكثير يضرب فى غلبة الرجل قرنه
193 - جرى جرى السمه أي البعير الكال يضرب للكاذب أي ليس فى جريه طائل قال رؤبة
(الرجز)
(ليت المنى والدهر جرى السمه ... )
194 - 00 منه مجرى اللدود هو الدواء اللذي يصب في أحد لديدى الفم أي شقيه وقيل معناه أنه كرهه كما يكره اللدود من يسقاه يضرب فى أمر ينجع فى الرجل

(2/51)


الجيم مع الزاى

195 - جزاء سنمار نصبه باضمار الفعل وسنمار بناء بني للنعمان بن امرىء القيس الخورنق فقتله لئلا يعمل لغيره مثله يضرب فى عقوبة المحسن البري قال شرحبيل الكلبي
(الطويل)
(جزانى جزاه الله شر جزائه ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب)
(سوى رصه البنيان سبعين حجة ... يعل عليه القراميد والسكب)
(فلما رأى البنيان تم سحوقه ... وآض كمثل الطود ذي الباذخ الصعب)
وظن سنمار متى تم أنه ... يفوز لديه بالمودة والقرب)
(فقال اقذفوا بالعلج من رأس شاهق ... فذاك لعمر الله من أعظم الخطب)
وقال آخر
(الطويل)
(جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب)

(2/52)


وقال نحية بن ربيعة الفزارى
(الطويل)
(جزى الله لأيا كلها غير واحد ... جزاء سنمار جزاء موفرا)
196 - جزاء شولة مثل ذلك وقصته فى فصل الهمزة مع النون
الجيم مع العين

197 - جعلته دبر أذني أي ألقيته خلف ولم التفت إليه والضمير للقول
198 - 00 نصب عيني يضرب في حاجة يتحملها المعنى بها
الجيم مع اللام

199 - جلت الهاجن عن الولد أي صغرت من الجلل بمعنى الهين والهاجن الصغيرة من اهتجنت الجارية إذا افترعت قبل الأوان ويروى جلت الهاجن عن الرفد وأصله أن ناقة هاجنا لقوم وهي التى تلقح قبل وقت اللقاح نتجت وكانت غزيرة تملأ القدح الضخم فلما أسنت

(2/53)


قل لبنها فقيل للراعي في ذلك فقال جلت الهاجن عن الرفد أي كبرت فقل لبنها ويروى جل الرفد عن الهاجن يضرب في استبعاد الشيء
200 - جلى محب نظره هذا من مقلوب الكلام كقولهم أبدى الصريح عن الرغوة والأصل جلى محبا نظره بمعنى أظهر محبته نظرة لأن العين طليعة القلب فهي تدل على البغض والمحبة ويجوز أن يكون جلي بمعنى نظر فيكون المعنى نظر محب نظره الذي هو أهله أو أرى فأظهر النظر الذى هو نظر المحب يضرب في نظر الرجل الذي يستشهد به على حبه
الجيم مع النون

201 - جندلتان اصطكتا اصطكاكا يضرب لقرنين يتصادان

(2/54)


باب الحاء

الحاء مع الألف

202 - حال الجريض دون القريض الجريض ان يجرض الإنسان وهو أن يغص بريقه عند الموت والقريض الشعر قاله عبيد بن الأبرص حين استنشده المنذر وقد هم بقتله وقيل قائله جوشن بن قنفذ الكلاعى وذلك أن اباه منعه قول الشعر حسدا له لتبريزه عليه فجاش الشعر فى صدره فمرض منه فرق له فقال يا بنى انطق بما أحببت فقال ذلك ثم أنشأ يقول
(الوافر)
(أتأمرنى وقد فنيت حياتى ... بأبيات أحبرهن عنى)
(فلا تجزع علي فإن يومي ... ستلقى مثله وكذاك ظبى)
(فأقسم لو بقيت لقلت قولا ... أفوق به قوافى كل جنى)
ثم مات فقال أبوه يرثيه
(الطويل)
(لقد أسهر العين المريضة جوشن ... وأرقها بعد الرقاد وسهدا)
(فيا ليته لم ينطق الشعر قبلها ... وعاش حميدا ما بقينا مخلدا)
(ويا ليته إذ قال عاش بقوله ... وهجن شعري آخر الدهر سرمدا)

(2/55)


وقيل القريض الجرة أي منعت الغصة عن الاجتراء يضرب لأمر يعوق عنه عائق
203 - حانية مختضبة زعمت امرأة مات عنها زوجها أنها تحنوا على ولدها ولا تتزوج وكانت تختضب فقيل لها ذلك يضرب فيمن يريبك أمره
الحاء مع الباء

204 - حبذا التراث لولا الذلة قاله بيهس حين ورث إخوته المقتولين يضرب فى اجتماع المسرة والمساءة
205 - حبك الشىء يعمى ويصم أى عينك عن مساويه وأذنك عن استماع العذل فيه قاله أبو الدرداء رضي الله عنه
206 - حبلك عل غاربك يضرب فى تخلية الشيء ونفض اليد
عنه قال النمر بن تولب
(الطويل)
(فلما عصيت العاذلين ولم أطع ... مقالتهم ألقوا على غازي حبلى)
207 - حبيب إلى عبد سوء محكده أي أصله وفيه أربع لغات

(2/56)


محقده ومحكده ومحتده ويروى حب إلى عبد سوء يضرب للحريص على ما يشينه ويهينه
208 - حبيب إلى عبد من كده يضرب فى الانتفاع باللئيم عند الإهانة
الحاء مع التاء

209 - حتى تجتمع معزى الفزر هو سعد بن زيد مناة استرعى ابنتيه هبيرة وصعصعة معزاه فقالا والله لا نرعاها سن الحسل فغضب فأنهبها فى الموسم فنادى من أخذ منها فردا فهو له ومن أخذ منها فزرا أى زوجا فليس له فلقب بالفزر ثم إنها تفرقت فى البلاد فلم تجتمع قال شبيب بن البرصاء المرى
(الطويل)
(ومرة ليسوا نافعيك ولن ترى ... لهم مجمعا حتى ترى غنم الفزر)
وقال ابو النجم
(الرجز)
(كانوا كمعزى الفزر فى التفرق ... )
210 - 00 ترجع ضالة غطفان هو سنان بن أبي حارثة وحديثه فى

(2/57)


فصل الهمزة مع الجيم
211 - حتى يؤلف بين الضب والنون
212 - 00 يؤوب القارظان
213 - 00 يؤوب المنخل قصته شبيهة بقصتهما في فصل الهمزة مع الذال وقيل المنخل هو القارظ العنزي قال النمر بن تولب
(الطويل)
(فقولى إذا ما أطلقوا عن بعيرهم ... تلاقونه حتى يؤوب المنخل)
214 - 00 يحج البرغوث
215 - 00 يرجع الدر فى الضرع
216 - 00 يرجع السهم إلى قوسه
217 - 00 يرد الضب

(2/58)


218 - حتى يشيب الغراب قاله النابغة الجعدي
(الوافر)
(فإنك سوف تحلم أو تناهي ... إذا ما شبت أو شاب الغراب)
وقال ساعدة بن جؤية
(الكامل)
(شاب الغراب ولا فؤادك تارك ... ذكرى عضوب ولا عتابك تعتب)
وقيل المراد بالغراب مؤخر الرأس وهو آخر ما يشيب
219 - 00 ينام ظالع الكلاب تفسيره في فصل الهمزة مع الذال يضرب كلها فى معنى التأبيد
220 - حتفها تحمل ضأن بأظلافها قاله حريث بن حسان الشيبانى لقيلة التميمية حين قدحت فى أمره بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم لما سأله إقطاع الدهناء ففعل وكان حملها إليه والمعنى أن الضأن تبحث بأظلافها عن المدية فتذبح بها فتحمل حتفها بأظلافها إلى نفسها وتجره

(2/59)


إليها وقيل إذا سمنت ذبحت فكأن شحومها التى تحملها وتمشى بها هيا حتفها لأنها سبب ذبحها يضرب فى جالب الحين على نفسه قال ابو الأسود الدؤلى
(المتقارب)
(فلا تك مثل الذى استخرجت ... بأظلافها مدية أو بفيها)
(فقام إليها بها ذابح ... ومن تدع يوما شعوب يجيها)
(فظلت بأوصالها قدرها ... تحش الوليدة أو تشتويها)
الحاء مع الدال

221 - حدا حدا وراءك بندقة نادى حدأة ورخمها يضرب لمن يتباصر فيقع عليه من هو أبصر منه
222 - حداد حديه أى يا مناع امنعيه تضربه العرب لرجل تطلع عليها وتكره طلعته
223 - حدث من فيك كحدث من فرجك يروى عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما يضرب فى مقالة السوء
224 - حدث حديثين امرأة فان أبت فأربعه ويروى فأربع أي

(2/60)


كف يزعمون أن الضبع والثعلب أتيا الضب فقالا ابا الحسل قال أجبتما قالا جئناك لتحكم بيننا قال عادلا حكمتما قالا اخرج إلينا قال فى بيته يؤتى الحكم قالت الضبع فتحت عيني قال فعل النساء فعلت قالت فوجدت تمرة قال حلوا جنيت قالت فالتقمتها ثعالة قال لنفسه بغى قالت فلطمته قال حقا قضيت قالت فلطمنى قال حر انتصر قالت اقض بيننا فقال ذلك يضرب فى سوء السمع والإجابة
225 - حدثنى فاه إلى فى أى مشافها
226 - حدس لهم بمطفئة الرضف حدس الناقة إذا أضجعها على جنبها للذبح أى ذبح لهم شاة تطفيء الرضف من سمنها
227 - حديث خرافة تفسيره فى فصل الهمزة مع الميم يضرب فيما لا أصل له
الحاء مع الذال

228 - حذو القذة بالقذة النابل يحذو كل ريشة على طرح صاحبتها يضرب فى المتماثلين

(2/61)


الحاء مع الراء

229 - حرك لحييك تطرب معدتك هذا كقولهم تطعم تطعم
230 - 00 لها حوارها تحن قال عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد استنصار أهل الشام أخرج لهم قميص عثمان رضي الله عنه الذى قتل فيه ففعل فأقبلوا يبكون فعندها قال عمرو رضي الله عنه ذلك يضرب في تذكير الرجل بعض أشجانه ليهتاج
الحاء مع الزاى

231 - حزق عير أى ضراط حمار
يضرب للأمر غير المحكم
الحاء مع السين

232 - حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق قيل لعقيل بن علفة لم لا تطيل الهجاء فقال ذلك يضرب فى وجوب الاكتفاء من الشيء بما تتم به الحاجة
233 - 00 من شر سماعه أصاب قيس بن زهير أم الربيع الأنمارية فى مسيرها فأراد ارتهانها بالدرع فقالت له أين عزب عنك عقلك يا قيس

(2/62)


أترى بنى زياد مصالحيك وفد ذهبت بأمهم يمينا وشمالا وقد قال الناس ما شاؤا وحسبك من شر سماعه يضرب فى شين المقالة وإن كانت باطلا قالت عاتكة
(الرجز)
(سائل بنا فى قومنا ... وليكف من شر سماعه)
234 - حسبك من غنى شبع ورى هذا من قول امريء القيس
(الوافر)
(إذا ما لم تكن إبل فمعزي ... كأن قرون جلتها العصى)
(فتملأ بيتنا أقطا وسمنا ... وحسبك من غنى شبع وري)
يضرب فى القناعة
235 - حسن فى كل عين من تود هو من قول عمر بن أبى ربيعة المخزومي
(الرمل)
(ولقد قالت لجارات لها ... وتعرت ذات يوم تبترد)
(أكما ينعتنى تبصرنني ... عمركن الله أم لا يقتصد)
(فتهامسن وقد قلن لها ... حسن فى كل عين من تود)
(حسدا حملنه قدما لها ... وقديما كان في الناس الحسد)

(2/63)


الحاء مع الفاء

236 - حفر له عافور شر ويروى عاثور وهي حفيرة تحفر ليسقط فيها الماشى يضرب للمورط صاحبه
237 - حفظ الصبى كوحى فى حجر ويروى كوشم ويروى كوشي
238 - حفظا من كالئك أى لا تأمن من تثق به
الحاء مع اللام

239 - حلأت حالية عن كوعها المرأة إذا حلأت الأديم أي نزعت تحلئه وهو باطنه فخرقت قطعت الشفرة كوعها وإذا رفقت سلمت فالمعنى أنها جاوزت بالحلء كوعها فدافعت عنه ويروى حزت حازة يضرب للمدافع عن نفسه
240 - حلب الدهر أشطره أصله من حلب الناقة يقال حلبتها شطرها

(2/64)


إذا حلبت خلفين من أخلافها ثم تحلبها الثانية خلفين أيضا فتقول حلبتها شطرين ثم تجمع فيقال أشطر يضرب للرجل المجرب وقيل الأشطر الخلوف تقول حلبتها شطرا شطرا واصله من التنصيف لأن كل خلف عديل لصاحبه قال الحارث بن ربيعة
(الكامل)
(ولقد حلبت الدهر أشطره ... وأتيت ما آتى على علم)
وقال آخر
(البسيط)
(كجري قد حلبت الدهر أشطره ... من كل ألبانه إذ كان لى عصر)
وقال لقيط الإيادى
(البسيط)
(ما انفك يحلب الدهر أشطره ... يكون متبعا طورا ومتبعا)
وقال آخر
(الوافر)
(حلبت الدهر أشطره غلاما ... وأشيب حين حل بى القتير)

(2/65)


241 - حلبت حلبتها ثم أقلعت يضرب لمن يبرق ويرعد ولا يصنع شيئا وأصله الريح الصيفية فانما تمرى السحاب مرية واحدة ثم تقلع ولا تزيد على ذلك ومن روى جلبت جلبتها بالجيم جعل الفعل للسحابة وأراد جلبة الرعد
242 - حلبتها بالساعد الاشد يضرب للقادر على الشيء
243 - حلمى أصم وما اذنى بصماء هو من قوله
(البسيط)
(قل ما بدا لك من زور ومن كذب ... حلمى أصم وما أذني بصماء)
يضربه الحليم للجهول أي أعرض عن الخنا بحلمى وإن سمعته بأذني
الحاء مع الميم

344 - حميم المرء واصله يضرب في التعصب بالقريب
الحاء مع النون

245 - حنت ولات هنت واني لك مقروع قصته في فصل الهمزة مع

(2/66)


النون وأصل قوله ولات هنت لات هنا وهو اسم إشارة إلى المكان القريب وفيه ثلاث لغات هنا وهنا وهنا فنقل إلى معنى الزمان كقول الأعشى
(الخفيف)
(لات هنا ذكرى جبيرة أم من ... جاء منها بطائف الأهوال)
اي ليس هذا أوان ذكرها وكذلك قوله
(الكامل)
(حنت نوار ولات هنا حنت ... وبدا الذى كانت نوارا جنت)
ثم ألحقت هاء السكت فقيل هناه كهؤلاه في من قصر هؤلاء ووقف عليه ثم أجرى الوصل مجرى الوقف فلم يحذف فى الدرج ثم قلبت تاء بدالة وقوعها فى الدرج وإن كانت فى الوصل للوقف كأنها هاء رحمة وظلمة ثم حذفت الألف منها لالتقاء الساكنين وكل ذلك لإراعة الازدواج والتشاكل وتحسين اللفظ والكلمة السائرة يكثر فيها مثل هذا وقيل معناه لا تهنت العيش يضرب لمتمنى شىء قد ايس منه

(2/67)


246 - حن قدح ليس منها القداح التى يضرب بها تكون من نبع فربما ضاع منها قدح فينحت على مثاله من غرب أو غيره آخر بالعجلة فاذا أجيل معها صوت صوتا لا يشبه أصواتها فيقال ذلك ثم ضربه عمر رضي الله عنه مثلا لعقبة بن ابى معيط حين أمر النبى صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه يوم بدر بالصفراء فقال أأقتل من بين قريش أراد عمر أنك لست من قريش وقيل فى بنى الحنان وهم بطن من بلحارث إن جدهم ألقى قدحا في قداح قوم يضربون بالميسر وكان يضرب لهم رجل أعمى فلما وقع قدحه فى يده قال حن قدح ليس منها فلقب الحنان لذلك يضرب لمنتحل نسبا أو فضلا
الحاء مع الواو

247 - حور في محارة بفتح الحاء وضمها أى نقصان فى نقصان
يضرب للشىء الذى لا يصلح
248 - حول الصليان الزمزمة هو من أفضل المراعى وأحبها إلى الراعية والزمزمة الصوت المتتابع الدائر في الخياشيم يضرب في ازدحام الناس على ما يحبونه ويرغبون فيه

(2/68)


الحاء مع الياء

249 - حيل بين العير والنزوان يضرب فى منع الرجل مراده وأول من قاله صخر بن عمرو أخو الخنساء وذلك أنه طعنه ربيعة الأسدى فأدخل حلقة من حلقات الدرع فى جوفه فمرض زمانا حتى ملته امرأته فمر بها رجل وكان ذات خلق وأوراك فقال لها كيف مريضكم فقالت لا حى فيرجى ولا ميت فينعى ثم قال لها هل يباع الكفل فقالت نعم عما قليل وذلك بمسمع من صخر فقال لها أما والله لئن قدرت لأقدمنك قبلى فقال لها ناولينى السيف لأنظر هل تقله يدى فناولته فاذا هو لا يقله وقال
(الطويل)
(أرى أم صخر لا تمل عيادتى ... وملت سليمى مضجعي ومكاني)
(فأى امرىء ساوى بأم حليلة ... فلا عاش إلا في شقا وهوان)
(أهم بأمر الحزم لا أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنزوان)
(وما كنت أخشى أن أكون جنازة ... عليك ومن يغتر بالحدثان)
(فللموت خير من حياة كأنها ... معرس يعسوب برأس سنان)

(2/69)


250 - حيلة من لا حيلة له الصبر قاله أكثم قال
(الرجز)
(ليس لمن ليست له حيلة ... موجودة خير من الصبر)
251 - حياك من خلا فوه سلم رجل على رجل وهو يأكل فلم يجب فلما فرغ قال ذلك يضربه المشتغل عن الاهتمام بشأن صاحبه
252 - حيهن حمارى وحمار صاحبى حيهن حمارى وحدى هذه كلمة حث وزجر وأصله أن امرأة رافقت رجلا فى سفرراجلة وهو راكب حمار فآوى لها وأفقرها ظهر حماره ومشى عنها فبينما هما في مسيرهما قالت حيهن حمارى وحمار صاحبى فلم يحفل بمقالتها فلما بلغا الناس وقالت حيهن حمارى وحدى فنازعها الرجل فاستعانت عليه فاجتمع الناس فرأوها راكبة والرجل راجلا فقضى لها عليه بالحمار يضرب فيمن يستحق الشىء مكابرة وظلما

(2/70)


باب الخاء

الخاء مع الألف

253 - خامرى أم عامر تفسيره فى فصل الهمزة مع الحاء
254 - 00 حضاجر أتاك ما تحاذر هى الضبع سميت بذلك لعظم بطنها قال الحطيئة
(الكامل)
(ولقد غضبت لرحل جار ... ك إذ تنبذه حضاجر)
ويقولون للهيابة لم ترع يا حضاجر كفاك ما تحاذر ضبارم مخاطر يرهبه االقساور يضربان للجبان
الخاء مع الباء

255 - خبأة خير خير من يفعة سوء أى جارية مستورة خير من غلام خليع يضرب فى التبرم بالابن الشاطر
256 - خبر ما جاءت به العصا قاله عمرو بن عدى اللخمى حين رأى فرس جذيمة وحدها يضرب فى حدس الأمر الفظيع

(2/71)


الخاء مع الذال

257 - خذ الأمر بقوابله أى بصدوره التى أقبلت قبل أن يدبر ويوليك أعجازه يقال أقبل فهو قابل كقولهم ابقل المكان فهو باقل ومنه عام قابل وعن الأصمعى قبل بمعنى أقبل كدبر بمعنى أدبر يضرب فى استقبال المر قبل أن يفوت ويروى خذ الأمر بتوابله أى بأبزاراته وتوابله
258 - خذ ما صفا ودع ما كدر
259 - 00 ما طف لك أى بدا وأمكن أخذه يضرب فى الرضا بالممكن
260 - 00 من الرضفة ما عليها أى إن تركك ذلك لا ينفع وإن كان جمرا ورمادا وقيل أصله أن الرضفة تلقى فى اللبن فيلزق بها شىء منه فتحمله يضرب فى اغتنام عطاء البخيل
261 - 00 من جذع ما اعطاك هو جذع بن عمرو الغسانى أتاه سبطة ابن المنذر السليحى يسأله دينارين كان بنو غسان يؤدونهما إتاوة كل سنة

(2/72)


من كل رجل إلى ملوك سليح فدخل منزله وخرج مشتملا على سيفه فضربه به حتى سكت ثم قال ذلك وامتنعت بعد غسان عن الإتاوة
2620 - خذ منها ما قطع البطحاء أى خذ من الإبل ما كان عنده من القوة ما يقطع به البطحاء يضرب فى الرضا بيسير الحاجة إذا اعوز جليلها
263 - خذه ولو بقرطى ى مارية هى مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث ابن معاوية الكندى أم الحارث بن ابى شمر الغسانى وهى أول عربية تقرطت وسار ذكر قرطيها فى العرب وكان نفيسى القيمة وقيل إنهما قوما بأربعين ألف دينار وقيل كانت فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما وقيل هي امرأة من اليمن أهدت قرطيها إلى البيت يضرب في الترغيب في الشىء وإيجاب الحرص عليه أى لا يفوتنك على حال وإن كنت تحتاج فى إحرازه إلى بذل النفائس
الخاء مع الراء

264 - خرج نازع يد يضرب للعاصى
265 - خرزتين فى خرزة يروى سيرين أي جمعت خرزتين

(2/73)


يضرب لمن أدخل أمرا فى أمر فأفسدهما جميعا وقيل معناه الأمر أى إن أمكنك الجمع بين حاجتين في حاجة فافعل ويروى فى غرزة وهي الخرزة قال رجل من بلحارث
(المتقارب)
(سأجمع سيرين في خرزة ... أمجد قومى وأحمى النعم)
2660 - خرقاء ذات نيقة يضرب لمن لا يحسن الصناعة وهو يدعي التنوق فيها
267 - 00 عيابة يضرب لمن هو أحمق وهو يعيب غيره
268 - 00 وجدت ثلة يضرب لأحمق يجد مالا فيضيعه وأصله المرأة غير الصناع تصيب الصوف فلا تجيد غزله فتفسده
الخاء مع الشين

269 - خش ذؤالة بالحبالة ذؤاله الذئب ويروى خش أي خذه من حواليه يضرب فى الأمر بالتبريق
الخاء مع الطاء

270 - خطر يسير فى خطب كبير قاله قصير لجذيمة حين استقبله رسل

(2/74)


الزباء بالهدايا والألطاف فقال يا قصير كيف ما ترى
الخاء مع اللام

271 - خلاؤك اقنى لحيائك أي أجمع من قناه يقنوه ويجوز أن يكون من قنى الحياء إذا لزمه كقوله
(الكامل)
(فأقنى حياءك لا ابالك إنني ... في أرض فارس موثق أحوالا)
والمعنى أنك إذا خلوت كنت أقل غضبا وأذاة للناس يضرب في ذم المخالطة وما فيها من مشارة الناس
272 - خلالك الجو فبيضى واصفرى هو من قول طرفة
(الرجز)
(يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضى واصفرى)
(ونقرى ما شئت أن تنقرى ... قد رفع الفخ فماذا تحذرى)
(ورجع الصائد عنك فابشرى ... )
قالها وهو ابن سبع سنين وذلك أنه خرج مع صويحب له إلى مكان كانا

(2/75)


يعهدان فيه القنابر فنصبا فخيهما فاذا قنبرة تحوم بالفخ تقع تارة وتفزع أخرى حتى ذهب النهار ثم لما توجها إلى أهلهما راجعين والقنبرة تحوم قال ذلك وقيل خرج كليب بن ربيعة يدور فى حماه فاذا هو بحمرة على بيض فلما رأته صرصرت وخفقت بجناحيها فقال أمن روعك أنت وبيضك فى ذمتى وقال ذلك ثم دخلت حماه البسوس فكسرت البيض فانتتج من ذلك ما انتتج يضرب لمن تمكن من أمره غير منازع فيه 273 - خلع الدرع بيد الزوج قالته رقاش بنت عمرو لزوجها كعبن ابن مالك بن تيم الله وقد سامها نزع درعها يضرب في وضع الشيء غير موضعه
274 - خلع طريق من وهى سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤه أى إذا كره الخليل صحبتك ولم يستقم لك فازهد فيه كزهده فيك وهراقة الماء مثل لخلو القلب عن المودة
275 - خل من قل خيره لك فى الناس غيره
276 - خله درج الضب أى فى درجه أجرى المحدود مجرى المبهم كقوله
(الوافر)
(كما عسل الطريق الثعلب ... )

(2/76)


وهو طريقه في جحره يلويه درجا فوق درج فيتعسر استخراجه إذا أمعن فيه يضرب للرجل الذى ولى عنه صاحبه أى خله ولا تذهب نفسك فى اثره كما تخلى الضب إذا غاب فى جحره ويروى ما درج الضب أى أبدا
الخاء مع الياء

277 - خير إنائك تكفئين
278 - خير حالبيك تنطحين بفتح الطاء وكسرها يضربان للمسىء فى موضع الإحسان ويروى هيل هيل خير حالبيك تنطحين وهى إشلاء لعنز اسمها هيلة
279 - خير الامور أحمدها مغبة
280 - 00 الامور أوساطها قاله مطرف بن الشخير
281 - 00 الخلال حفظ اللسان

(2/77)


282 - خير الفقه ما حاضرت به الفقه الفطنة ويروى خير الرأى يضرب فى الانتفاع بالشىء إذا ظفر به عند الحاجة إليه
283 - 00 المال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة السكة السطر من النخل والمأبورة الملقحة والمأمورة بمعنى المؤمرة من آمره أى أكثره فردها إلى مفعوله لتزاوج مأبورة كقوله مأزورات غير مأجورات وقيل السكة الحديدة التى تشق بها الأرض للحراثة فكنى بها عن الزرع يريد خير المال زرع مصلح أو حجر كثير النتاج قاله النبى صلى الله عليه وسلم يضرب فى فضل الحراثة
284 - خير ليلة بالأبد ليلة بين الزبانا والأسد هذه ليلة تراها العرب من ليالى السعود وذلك عند طلوع الشرطين وسقوط الغفر
285 - خير ما رد فى أهل ومال أى جعل الله ما رجعت به خير ما رجع به قادم يضرب فى الدعاء للقادم من سفره

(2/78)


باب الدال

الدال مع الباء

286 - دبت إلينا عقاربهم أى شرهم وأذاهم قال ابو النشناش
(الطويل)
(فللموت خير للفتى من قعوده ... فقيرا ومن مولى تدب عقاربه)
الدال مع الراء

287 - دردب لما عضه الثقاف أى صوت يضرب فى فرار الجبان واستكانته عند إحساسه بصدمة القتال
الدال مع العين

288 - دع امرأ وما اختار قاله قصير لعمرو بن عدى حين أبى عليه أن يجدع أنفه ونهنه عن ذلك وقد ألح عليه قصير
289 - دع بنيات الطريق أي اقصد المعظم الشأن
290 - دعنى من هند فلا جديدها ودعت ولا خلقها رقعت التوديع صيانة الثوب يضرب في ذم من يتصنع فى الأمر ولا يعتمد منه

(2/79)


على ثقة
291 - دعنى وخلاك ذم أي جاوزك قاله تصير لعمرو حين استبعد ما وعده من طلب ثأر جذيمة قال عبد الله بن رواحة
(الوافر)
(إذا أديتني وحملت رحلى ... مسيرة أربع بعد الحساء)
(فشأنك فارتعى وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلى وراع)
الدال مع القاف

292 - دقك بالمنحاز حب القلقل بقافين مكسورتين حب شاق المدق عن الأصمعى وعن ابى الهيثم حب القلقل من يدقه إنما أراد حب الفلفل الذى يدق فيجعل في الأمراق يضرب في الإلحاح على الشحيح
الدال مع اللام

293 - دلكت براح هى علم للشمس بوزن قطام مبنية على الكسر وقد تعرب غير منصرفة فيقال دلكت براح بالرفع يضرب فى اشتداد الأمر وأصله أن ترتفع غبرة الحرب حتى تسد عين الشمس

(2/80)


كما كان فى يوم حليمة
الدال مع الميم

294 - دماء الملوك أشفى من الكلب كانوا يزعمون أن من كان به كلب من عضة الكلب الكلب فسقى دماء الملوك شفى وقيل المراد بالكلب الغيظ الذى يكون عليه الموتور فاذا أدرك ثأره بسفك دم كريم زال غيظه
295 - دم سلاغ جبار قصته فى فصل الهمزة مع الضاد
296 - دمعة من عوراء غنيمة باردة يضرب فى الاستخراج من البخيل أحيانا على بخله
297 - دمث لجنبك قبل النوم مضطجعا هو من قول لقيط
(البسيط)
(كمالك بن قنان أو كصاحبه ... زيد القنا يوم لاقى الحارثين معا)
(إذا عابه عائب يوما فقال له ... دمث لجنبك قبل النوم مضطجعا)
ويروى قبل الليل يضرب في الاستعداد للأمر قبل حلوله

(2/81)


الدال مع الواو

298 - دون ذا وينفق الحمار من نفاق السلعة وأصله أن رجلا كان يبيع حمارا فقال صديق له أهذا حمارك الذى كنت تصيد عليه الوحش وإنما أراد تنفيقه عليه فقال المشترى ذلك يضرب فى النهى عن الإفراط
299 - 00 عليان القتادة والخرط قاله كليب حين سمع جساسا يقول لخالته ليقتلن غدا فحل هو أعظم شأنا من ناقتك فظن أنه يتعرض لفحل له يسمى عليان والخرط أن تمر يدك على القتادة من أعلاها إلى اسفلها حتى ينثر شوكها
300 - دونه خرط القتاد يضربان للأمر الشاق قال
(الخفيف)
(إن دون الذى هممت به ... مثل خرط القتاد فى الظلمه)
وقال المرار
(الرمل)
(ويرى دونى فلا يسطيعنى ... خرط شوك من قاد مسمهر)

(2/82)


وقال عمر بن كلثوم
(المتقارب)
(ومن دون ذلك خرط القتاد ... وضرب وطعن يقر العيونا)
الدال مع الهاء

301 - دهدرين سعد القين الدهدر والدهدن الباطل وأصله أن القين يضرب به المثل فى الكذب ثم إن قينا ادعى إن اسمه سعد فدعى به زمانا ثم تبين كذب دعواه فقيل له ذلك أى جمعت باطلين يا سعد القين فدهدرين منصوب بفعل مضمر وهو جمعت وسعد منادى مفرد معرفة والقين صفته وهو مرفوع أو منصوب ومعنى تثنية الباطل أن القين مشهور بالكذب فى السرى وقد انضم إليه الكذب فى انتحال الاسم فاجتمع كذبان وهذا أصح ما يؤدى إليه النظر والاجتهاد فى فسر هذا المثل يضرب لمن جاء بباطلين
302 - دهنت واحففت أى وشعثت يضرب لمن يلائن من وجه ويخاشن من آخر

(2/83)


باب الذال

الذال مع الألف

303 - ذاك ضب أنا حرشته أى هذا الأمر أنا قمت به
304 - ذاك النصح شولة الناصحة هى أمة عدوانية كانت تنصح فيعود نصحها وبالا عليها ولعلها التى مرت قصتها فى فصل الهمزة مع النون
الذال مع الراء

305 - ذرى بما عندك يا ليغاء أى أبينى ذروا من كلامك وهو الطرف القليل منه يقال سمعت ذروا من الخبر إذا لم يستقصه وذرى فعلى من ذلك ويروى ذرى من الذرى والليغاء التى لا تبين الكلام
يضرب لمن يكتم من صاحبه ذات نفسه
الذال مع القاف

306 - ذق عقق أى ذق جزاء عقوقك يا عاق وأصله أن رجلا

(2/84)


كان عاقا لأبيه فولد له ولد يعقه فعيره أبوه بذلك وقد قاله ابو سفيان لحمزة وهو مقتول
الذال مع الكاف

307 - ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا هو من قول رهم بن حزن الهلالي
(الرجز)
(ردا على أقربها الأقاصيا ... إن لها بالمشرفي حاديا)
(ذكرتنى الطعن وكنت ناسيا ... )
وذلك أنه كان يسير بأهله وماله فاعترضه قوم من تغلب فقالوا له خل ما معك فقال عليكم بالمال واتركو الحرم فقال له بعضهم إن أردت ذلك فألق رمحك فقال ألا أرى معى رمحا وأنا لا اشعر وجعل يقتل واحدا واحدا ويقول ذلك ويروى أذكرتنى وقيل إن الحامل صخر ابن معاوية السلمى والمحمول عليه يزيد بن الصعق يضرب فى الحديث يستذكر به حديث غيره قال الضبي
(الوافر)
(ينادينى لينجو من سلاحى ... فذكرني مخالسة الطعان)
308 - ذكرني فوك حمارى أهلي ضاع لرجل حماران فخرج لبغائهما

(2/85)


فرأى امرأة متنقبة فتبعها ونسى حماريه فسفرت فاذا هى فوهاء فقال ذلك يضرب للمغرور يستبصر بعد غفلته فيرعوى
الذال مع اللام

309 - ذل لو أجد ناصرا قاله أنس بن الحجير حين لطمه الحارث بن ابى شمر الغسانى يضرب فى التأسف على ركوب الضيم والعجز عن دفعه
310 - ذليل عاذ بقرملة تفسيره في الهمزة مع الذال قال جرير
(الكامل)
(كان الفرزدق حين عاذ بخاله ... مثل الذليل يعوذ وسط القرمل)
يضرب لذليل لجأ إلى مثله
الذال مع النون

311 - ذنبى ذنب صحر خرج لقمان العادى مغيرا ع ابنه لقيم فغنم لقيم وأخفق هو فاتخذت بنته صحر طعاما له مما رجع به أخوها فلطمها لطمة ماتت عنها وقال إنما عيرتني بالإخفاق وقيل تزوج امرأة وكان شديد الغيرة فأحلها فى رأس جبل فخانته فرمى بها من أعلاه وانحدر

(2/86)


مغضبا فتلقته صحر فقال أو أوتت أيضا من النساء ولطمها فماتت يضرب لمن يساء إليه وهو برىء قال عروة بن أذينة
(الطويل)
(أتجمع تهياما بليلى إذا نأت ... وهجرانها ظلما كما ظلمت صحر)
وقال خفاف بن ندبة
(الوافر)
(وعباس يدب بي المنايا ... وما أذنبت إلا ذنب صحر)
الذال مع الهاء

312 - ذهب المحلق فى بنات طمار هو المحلق الذى يطلب ما لا يعطى وبنات طمار الشدائد والدواهي يضرب للمتمنى ولمن يجاوز قدره
313 - ذهبت فى اليهيرى أي في الباطل يضرب لمن سألته شىء فأخطأ
314 - ذهبت هيف لأديانها الهيف السموم وأديانها عاداتها وذلك أنها تجفف النبات وتلفح الوجوه يضرب فى إقبال الرجل على هواه

(2/87)


315 - ذهب دمه درج الرياح أي فى طريقها يضرب للذى أهدر دمه قال
(الكامل)
(ذهبت دماء القوم بعد مغلس درج الرياح ... )
316 - ذهبوا أخول أخول أى متفرقين كما يتفرق الشرر من الحديدة المحماة بالنار إذا ضربها الحداد قال ضابيء بن الحارث البرجمى يصف الثور والكلاب
(الطويل)
(يساقط عنه روقه ضارياته ... سقاط حديد القين أخول أخولا)
قال الحجاج بن علاط السلمى يمدح عليا رضي الله عنه
(الكامل)
(وشددت شدة ماجد فكشفتهم ... بالجر إذ يهوون أخول أخولا)
وهما اسمان جعلا واحدا وبنيا على الفتح كخمسة عشر وصباح مساء والأصل ذهبوا أخولا وأخوالا وموضعهما منصوب على الحال
317 - ذهبوا اسراء القنفذ أي تفرقوا
318 - 00 ايدى سبا ويروى أيادى سبا هكذا بتسكين الياء

(2/88)


وكان القياس أن تنصب إلا أنهم آثروا فيه الخفة بالسكون لا غير كما فى قاليقلى ومعد يكرب على مذهب الإضافة والتركيب معا وتخفيف همزة سبا وأصله الهمز قال
(المنسرح)
(من سبأ الساكنين مارب إذ ... يبنون من دون سيله العرما)
وأصله أن سبأ بن يشجب لما أنذروا بسيل العرم خرجوا من اليمن متفرقين فى البلاد فقيل لكل جماعة تفرقوا ذهبوا أيدى سبا والمراد بالأيدى الأنفس وهو فى موضع النصب على الحال وإن كان معرفة لأنه فى تأويل شىء منكر وهو قولنا متفرقين وشاردين أو على حذف المضاف الذى هو مثل كأنه قيل ذهبوا مثل ايدي سبا كما قال
(الرجز)
(لا هيثم الليلة للمطي ... )
وقيل الأيدى جمع يد وهى الطريق فعلى هذا ينتصب موضع أيدي على الظرف والمعنى ذهبوا فى طرقهم وسلكوا مسالكهم قال
(الرجز)
(من صادر ووارد أيدي سبا ... )

(2/89)


وقال آخر
(الرجز)
(فاجتبذت أقرانهم جباذ ... أيدى سبا أبرح ما اجتباذ)
وقال رؤبة
(الرجز)
(مرا جنوبا وشمالا تندقم ... ايدي سبا بعد أعاصير ديم) وقال ذو الرمة
(الطويل)
(أمن أجل دار صير البين أهلها ... أيادى سبا بعدى وطال احتمالها)
وقال كثير
(الطويل)
(أيادى سبا ما كنت يا عز بعدكم ... فلم يحل للعينين بعدك منظر)

(2/90)


باب الراء

الراء مع الهمزة

319 - رأس برأس وزيادة خمسمائة أول من تكلم به الفرزدق فى بعض الحروب وذلك أن صاحب الجيش قال من جاء برأس فله خمسمائة فبرز رجل فقتل عدوا وأخذ الدراهم ثم برز الثانى فقتل فبكى أهله عليه فقال ذلك يضرب فى الرضا بالحاضر ونسيان الغائب
320 - رشمت لفلان بو ضيم أي رضيت بظلمه وذللت له كما ترأم الناقة البو أنشد المبرد لبعض بلحارث
(الطويل)
(رئمت لسلمى بو ضيم وإننى ... فقديما لآني الضيم وابن أباة)
321 - رأى الشيخ خير من مشهد الغلام قاله على رضي الله عنه أي لأن يعينك الشيخ برأيه وهو غائب خير من أن يعينك الغلام بنفسه حاضرا معك
322 - رأيته بأخى الخير أى بشر ورأيته بأخى الشر أي بخير

(2/91)


323 - رأيته بهذا البلد عنبريا يضرب مثلا في لهداية وبنو العنبر أهدى قوم قال ويمكن تقدير النون زائدة فيه فيكون فنعلا من عبرت كأنه بحسن تأتيه للاهتداء يعبر الطريق ومنه قيل في البعير عبر أسفار
324 - رأى فاتر وغدر حاضر قاله قصير حين استشاره جذيمة فى شأن الزباء يضرب فى الرأى الفاسد
325 - رأى الكواكب مظهرا ويروى ظهرا أى أظلم يومه لاشتداد الأمر به حتى لاحت له لكواكب يضرب في الشدائد قال طرفة
(الرمل)
(إن تنوله فقد تمنعه ... وتريه النجم يجري بالظهر)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(لعمري لقد سار ابن شيبة سيرة ... أرتنا نجوم الليل مظهرة تجري)
وقال النابغة
(الطويل)
(أرحنا معدا من شراحيل بعد ما ... أراهم من الصبح الكواكب مظهرا)

(2/92)


الراء مع الباء

326 - رباعي الإبل لا يرتاع من الجرس يضرب للمجد الذى لا يهوله القعاقع
327 - رب ابله عقول أى يدعي أنه النهاية في العقل
328 - 00 ابن عم ليس بابن عم
329 - 00 اخ لك لم تل ده امك قاله لقمان العادى لامرأة رأى معها رجلا مستخليا بها فسألها عنه فقالت هو أخى ومثله قول الشاعر
(الطويل)
(دعتنى أخاها أم عمرو ولم أكن ... أخاها ولم أرضع لها بلبان)
(دعتنى أخاها بعد ما كان بيننا ... من الأمر ما لا يفعل الأخوان)
يضرب فى الاتهام
330 - 00 اكلة منعت اكلات لأنها تمرض فيحتمى من غيرها وأول من قاله عامر بن الظرب العدوانى وذلك أنه كان يدفع بالناس

(2/93)


فى الحج فرآه ملك من ملوك غسان فقال لا أترك هذا العدوانى أو أذله فسأله أن يفد عليه بقومه فيكرمه ويحبوه فلما وفد عليه أكرمه وقومه ثم لما انكشف له باطن الملك قال لقومه الرأى نائم والهوى يقظان فقالوا له قد أكرمنا هذا الملك كما ترى وليس بعده إلا ما هو خير منه فقال إن لكل عام طعاما ورب أكلة منعت أكلات ثم احتال حتى ارتحل عنه وبلغ بلاده يضرب فى التحذير قال
(الوافر)
(وربة أكلة منعت أخاها ... بلذة ساعة أكلات دهر)
331 - رب امنية نتجت منية إذا ولى الإنسان ناقة حتى تضع حملها فقد نتجها والناقة منتوجة وقد نتجت ولا يقال نتجت
332 - 00 حثيث مكيث أي ربما عجل الإنسان في أمر فكانت عجلته سبب مكثه
333 - 00 ريث يعقب فوتا

(2/94)


334 - رب ساع لقاعد هو من أول قول النابغة
(الطويل)
(أبقيت للعبسى مالا ونعمة ... ومحمدة من باقيات المحامد)
(حباء شقيق فوق أعظم قبره ... وما كان يحبى قبله قبر واحد)
أتى أهله منه حباء ونعمة ... ورب امرىء يسعى لآخر قاعد)
وذلك أن رجلا اسمه شقيق مات عند النعمان من بين وفود أتته فأعطى الوفود وأنفذ نصيبه إلى أهله قال يزيد بن معاوية
(الخفيف)
(أنعمى أم خالد ... رب ساع لقاعد)
(إن هذى التي ترين سبتنى بوارد ... )
335 - 00 سامع بخبرى لم يسمع عذري يضرب لرجل يكون له عذر ولم يمكنه إبداؤه ويروى رب سامع قفوتى لم يسمع عذرتى

(2/95)


والقفوة من قفوت الرجل إذا قذفته بفجور ويروى رب سامع عذرتى ولم يسمع قفوتى والمعنى على هذا أن العذر يطهر الذنب عند من لم يعرفه يضرب فى النهى عن الاعتذار قبل أن يطلع المعتذر على معرفة المعتذر إليه بذنبه
336 - رب شد فى الكرز يقال إن فارسا طلبه عدو وهو على فرس عقوق اسمها سبل وكان لبنى آكل المرار فألقت سليلها لحمله عليها في العدو وعدا السليل مع أمه واسم السليل أعوج وهو لبنى هلال بن عامر فنزل الفارس فحمله في الجوالق فرهقه العدو فقال له ألق العلوق فقال له ذلك يريد ان فى الكرز وهو الجوالق شيئا يجب شده للضن به يضرب لما يحمد مخبره
337 - 00 صلف تحت الراعدة الصلف قلة النزل والخير والراعدة السحابة ذات الرعد يضرب للغنى البخيل أى هو كالغمامة ذات الماء الكثير

(2/96)


والرعد مع صلفها
338 - رب طلب جر إلى حرب
339 - 00 طمع ادنى إلى طبع قال ثابت قطنة
(البسيط)
(لا خير فى طمع يدنى إلى طبع ... وغفة من قوام العيش تكفينى)
وقال آخر
(البسيط)
(لا تطمعا طمعا يدنى إلى طبع ... إن المطامع فقر والغنى اليأس)
340 - 00 عجلة تهب ريثا لأن العجول لا يحكم الأمر فيحتاج إلى إعادته فيطول عليه
341 - 00 غيث لم يكن غيثا إذا أتى فى غير وقته أو تجاوز حده أضر
342 - 00 فرق خير من حب

(2/97)


343 - رب فروقة يدعى ليثا هو الشديد الخوف يقال رجل فروقة وامرأة فروقة شام ليث بن عمرو بن عوف بن محلم الغيث فهم بانتجاعه فقال له أخوه مالك لا تفعل فانى أخشى عليك بعض مقانب العرب فعصاه وسار بأهله فلم يلبث يسيرا حتى جاء وقد أخذ أهله فقال رب عجلة تهب ريثا ورب فروقة يدعى ليثا ورب غيث لم يكن غيثا فذهبت كلماته أمثالا
344 - 00 قول اشد من صول
345 - 00 لائم مليم أي أتى بما يلام عليه
346 - 00 لقاءة منعت لقاءات
347 - 00 مخطئة من الرامى الذعاف أى رمية غير مصيبة والعاف المصيب المصمى من قولهم سم ذعاف إذا كان وحيا قال الشماخ
(الطويل)
(ولما رأين الماء قد حال دونه ... ذعاف إلى جنب الشريعة كارز)

(2/98)


يضرب للمحسن إذا أتت منه الهنة من الإساءة
348 - رب مكثر مستقل لما فى يديه يضرب للشحيح الشره الذى لا يقنع بما أوتى
349 - 00 ملوم لا ذنب له قاله الأحنف لرجل ذم عنده الكمأة مع السمن قال
(المتقارب)
(فلا تلم المرء فى شأنه ... فرب ملوم ولم يذنب)
350 - 00 ناركى خيلت نار شى يضرب فى الاغترار بشىء يتوقع فيه الخير ثم ياتى منه البوائق
351 - 00 نعل شر من الحفاء يضرب فى الشىء المتناهى في الرداءة
352 - ربما اعلم فاذر يضرب فى الإغضاء عن الجرائم
353 - 00 كان السكوت جوابا يضرب لمن يحل خطؤه عن أن يكلم فيجاب بترك الجواب

(2/99)


الراء مع الجيم

354 - رجع الامر الى قرواه يمد ويقصر أى إلى حالته وطريقته الأولى يضرب لمن يرجع إلى خلق قد تركه
355 - 00 بخفى حنين أى خائبا وقصته فى الهمزة مع الخاء
356 - رجلا مستعير اسرع من رجلى مؤد يضرب للمتوانى في قضاء الحقوق
الراء مع الزاى

357 - رزقك الله لا كدك أي ملاك الأمر من الله لا من أسباب الناس
الراء مع الضاد

358 - رضي الناس غاية لا تدرك قاله أكثم
359 - رضى من الغنيمة بالإياب هو من قول امرىء القيس
(الوافر)
(وقد طوفت فى الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب)

(2/100)


وقال عبيد بن الأبرص
(الوافر)
(ولو لاقيت علباء بن عمرو ... رضيت من الغنيمة بالإياب)
يضرب لمن أشفى في طلب الحاجة على الهلكة فهو يرضى بالنجاة خائبا
الراء مع العين

360 - رعى فاقصب يقال بعير قاصب أى ممتنع من الورد وأقصب الرجل فعلت إبله ذلك أي أساء الرعى فلم تشرب إبله لأنها إنما تشرب على العلف يضرب لمن لم يحكم أمره ثم أراد إصلاحه بسوء التدبير
الراء مع الكاف

361 - ركب جناحى نعامة يضرب للجاد في الأمر قال الشماخ فى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(الطويل)
(فمن يسع أو يركب جناحى نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق)

(2/101)


الراء مع الميم

362 - رماه الله بالصدام والاولق والجذام الصدام وجع يصيب الرأس والأولق الجنون
363 - 00 الله بالطلاطلة والحمى المماطلة تفسير الطلاطلة فى باب الجيم
364 - 00 الله بداء الذئب أي بالجوع
365 - 00 بأقحاف رأسه جمع قحف وهو العظم الذى فوق الدماغ من الجمجمة أي رماه الله بنفسه ونطحه عما يحاوله
366 - رماه بثالثة الاثافى يعمد إلى قطعة من الجبل فيضم إليها حجران ثم تنصب عليها القدر والمراد بثالثتها هذه القطعة وهى مثل لأكبر الشر وأفظعة وقيل معناه أنه رماه بالأثافى أثفيه بعد أثفيه حتى رماه بالثالثة فلم يبق غاية والمراد أنه رماه بالشر كله قال خفاف

(2/102)


ابن ندبة
(الوافر)
(فلم يك طبهم جبنا ولكن ... رميناهم بثالثة الأثافى)
367 - رماه بحجره أى بقرن مثله ويروى لن بحجره ومنه قول الأحنف لعلي رضي الله عنه يوم الحكمين إنك رميت بحجر الأرض فاجعل معه ابن عباس فانه لا يشد عقدة إلا حلها فأبت اليمانية إلا أبا موسى
368 - 00 بنبله الصائب النبل يذكر ويؤنث يضرب للرجل يكلم صاحبه بجيد الكلام
369 - 00 فاشواه أى اصاب شواه دون مقتله يضرب لمن يقصدك بسوء تسلم منه
370 - رمتنى بدائها وانسلت كانت امرأة سعد بن زيد مناة يقول لها ضرائرها فى السباب يا عفلاء فشكت ذلك إلى أمها فقالت إذا ساببنك فابدئيهن بذلك ففعلت فقالت لها إحداهن ذلك وبنو مالك بن سعد يقال لهم بنوالعفيلى لهذا السبب يضرب لمن يعير بعيبه غيره

(2/103)


371 - رمدت الضأن فربق ربق أى هيء الربق لأولادها لأن الضأن تضرع على رأس الولد والترميد الإضراع يضرب للذى يوشك انجاز ميعاده أى إذا وعد فاستعد لأخذ عطائه فانه غير متراخ
372 - 00 المعزى فرنق رنق أى انتظر لأن المعزى تضرع ثم يتأخر ولادها يضرب للمطول اى إذا وعدك وعدا فلا تأمل وفاءه به إلا بعد حين
373 - رموه عن شريانه هى شجرة يعمل منها القوس قال ابو الحويرث الحنفي
(البسيط)
(إن كنت وترت لى قوسا لترمينى ... فقد رميتك رميا غير تنبيض)
(عن ظهر شريانة فلق وست قوى ... واسمر اللون ذي عيرين منحوض)
يضرب فيمن إجتمت عليه الكلمة
374 - رمى برسنه على غاربه يضرب لمن خلى وما يريد
375 - 00 منه فى الراس أى ساء رأيه فيه حتى لا ينظر إليه وعن زياد بن حدير أنه سلم على عمر رضى الله عنه فلم يرد عليه فقال زياد لقد رميت

(2/104)


من أمير المؤمنين فى الرأس وكان ذلك لهنة رآها عليه فكرهها
376 - رمية من غير رام أول من قاله الحكم بن عبد يغوث المنقرى وكان من أرمى الناس وذلك أنه نذر ليذبحن مهاة على الغبغب فرام صيدها أياما فلم يمكنه وكان يرجع مخفقا حتى هم بقتل نفسه مكانها فقال له ابنه مطعم احملنى أرفدك فقال ما أحمل من رعش وهل جبان فشل فما زال به حتى حمله فرمى الحكم مهاتين فأخطأهما فلما عرضت الثالثة رماها مطعم فأصابها فعندها قال الحكم ذلك يضرب فى فلتة إحسان من المسىء قال
(الوافر)
(رمتنى يوم ذات الغمر سلمى ... بسهم مطعم للصيد لام)
(فقلت لها اصبت حصاة قلبى ... وربة رمية من غير رام)
الراء مع الواو

377 - روىء تخرم فاذا روأت فاعزم وفي رواية المبرد فاذا استوضحت
378 - روغى جعار وانظرى اين المفر جعار الضبع سميت لكثرة جعرها يضرب في فرار الجبان وخضوعه

(2/105)


379 - رويد الشعر يغب أى أمهله يأت عليه أيام حتى تنقحه وتنفى عنه عواره ثم أرسله بعد ذلك يضرب فى التأنى فى الأمر وترك العجلة فيه
380 - 00 الغزو ينمرق كانت رقاش الكنانية شجاعة غزاءة فحملت من أسير لها فذكر لها الغزو وهو ماخض فقالت ذلك أمهلوا وأخروا الغزو حتى ينمرق الولد أي يخرج وفيها يقول بعض الطائية
(الكامل)
(نبئت أن رقاش بعد شماسها ... حبلت فقد ولدت غلاما أكحلا)
(فالله يبقيها ويرفع بضعها ... والله يلقحها كشافا مقبلا)
(كانت رقاش تقود جيشا جحفلا ... فصبت وأحر بمن صبا أن يحبلا)
381 - رويد يعلون الجدد أي اصبر حتى يأخذن في المستوى من الأرض قاله قيس بن زهير لحذيفة حين قال له سبقت خيلك ويروى

(2/106)


يعدون أى يتعدين الجدد إلى الوعث والخبار لأن الاناث تعى في الوعث وكانت الغبراء فرس حذيفة أنثى يضربان فى التأنى أيضا
الراء مع الهاء

382 - رهباك خير من رغباك يضرب للشحيح الذى يعطى على الخوف من غير كرم أى فرقه منك خير من رغبته فيك وحبه لك
383 - رهبوت خير من رحموت يراد الرهبة والرحمة أى لأن ترهب خير من أن ترحم
الراء مع الياء

384 - ريح حزاء فالنجاء الحزاء نبت يتدخن به يشبه الكرفس
قال ابو النجم
(الرجز)
(في برق يأكل من حزائه ... )
يزعمون أن الجن لا تقرب بيتا هو فيه يضرب في الأمر يخاف شره أى أهرب وانج فان هذا ريح شر وعن يزيد بن المهلب أنه دخل عليه عمرو

(2/107)


ابن حكيم النهدى وهو في الحبس فقال له يا أبا خالد ريح حزاء فالنجاء لا تكن فريسة للأسد اللأبد
385 - ريحهما جنوب يضرب للمتصافيين فاذا تفرقا قيل شملت ريحهما قال حميد بن ثور
(الطويل)
(ليالى أبصار الغوانى وسمعها إلى وإذ ريحى لهن جنوب)
وقال ابو وجزة السعدى
(الكامل)
(وهواك مجنوب بأم عويمر ... أنى تقده بالصبابة تنقد)

(2/108)


باب الزاى

الزاى مع الألف

386 - زاحم بعود او دع يضرب في الحث على ممارسة الأمور بذوي الأسنان والحنكة
387 - زادك الله رعالة كلما ازددت مثالة الرعالة الحماقة امرأة رعلاء ورجل أرعل والمثالة حسن الحال والهيئة يضرب في دعاء الشر
الزاى مع الراء

388 - زر غبا تزدد حبا أول من قاله معاذ بن صرم الخزاعى وكانت أمه عكية فكان يزور أخواله فزارهم ذات سنة وأقام عندهم زمانا وإنه قدم بفرس من خيل كلب فراهنه جحيش بن سورة الخزاعى على أن يرسلا فرسيهما فأيهما سبق ذهب بفرس صاحبه فسبق فرس جحيش فأهوى معاذ إليه فبعجه ونازعه جحيش فقتله وخرج إليه عمرو أخو جحيش ومعه رجل من قومه فحمل عليهما فقتلهما وقال في ذلك

(2/109)


(الطويل)
(فتكت بجحش بعد قتل جواده ... وكنت قديما في الحوادث ذا فتك)
(لكى يعلم الأقوام أني صارم ... خزاعة أجدادى وأنمي إلى عك)
(فقد ذقت يا جحش بن سورة وقعتى ... وجربتنى إذ كنت من قبل فى شك)
(وأثنى بعمرو بعد جحش بطعنة ... فخر صريعا مثل عاترة النسك)
ثم خاف أن يقيم فى خزاعة فخرج إلى أخواله وهو قريب العهد بزيارتهم فقال ذلك
الزاء مع الللام

389 - زلة العالم زلة العالم
الزاى مع الميم

39 - زمان اربت بالكلاب الثعالب أى ألفتها وذلك أن الزمان إذا اشتد وأساف القوم فشبعت الكلاب تركت التعرض للثعالب يضرب فى اشتداد الأمر

(2/110)


الزاى مع النون

391 - زندان في مرقعة هما الزند والزندة أي الأعلى والأسفل من عودي الاقتداح والمرقعة كنانة أو خريطة ويروى زندان في وعاء يضرب للمتساويين في النذالة
الزاى مع الواو

392 - زوج من عود خير من قعود هو القعود عن التزوج من المرأة القاعد وقيل هو الأيمة وأصله أن ذا الإصبع العدوانى اطلع ذات يوم على بناته وكان لا يزوجهن لفرط غيرته فقالت إحداهن تعالين لتقل كل واحدة منا ما في نفسها فقالت الكبرى
(الطويل)
(ألا ليت زوجى من أناس ذوى غنى ... حديث الشباب طيب الذكر والنشر)
(لصوق بأكباد النساء كأنه ... خليقة جار لا يقيم على هجر) وقالت الثانية
(الطويل)
(ألا ليته يعطى الجمال بديهة ... له جفنة تشقى بها النيب والجزر)
(له حكمات الدهر من غير كبرة ... تشين فلا فان ولا ضرع غمر)

(2/111)


وقالت الثالثة
(الطويل)
(ألا هل تراها مرة وحليلها ... أشم كنصل السيف عين المهند)
(عليم بأدواء النساء ورهطه ... إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدى) وقالت الصغرى وقد أحرجنها وألححن عليها
(زوج من عود خير من القعود ... )
فزوجهن يضرب في الرضا بيسير الحاجة إذا أعوز جليلها
الزاى مع الهاء
393 - زهرت بك زنادى ويروى وريت أى قويت بك كثرت
الزاى مع الياء
394 - زين فى عين والد ولده قال
(المنسرح)
(نعم ضجيع الفتى إذا برد الليل سحيرا وقرقف الصرد ... )
(زينها الله فى الفؤاد كما ... زين في عين والد ولد)

(2/112)


باب السين

السين مع الهمزة

395 - ساكفيك ما كان قوالا أى مقاولة وهى المخاصمة كان للنمر ابن تولب ابن أخ فراود امرأته جمرة بنت نوفل فشكت إليه ذلك فقال لها إن راودك فقولى له كذا وكذا فقالت له ذلك تريد أن دفع القول بالقول سهل هين استطيعه وقد يعتاص على ما وراءه
السين مع الألف

396 - ساجل فلان فلانا وهو أن يستسقى ساقيان فيخرج كل واحد منهما فى سجله ما يخرجه الآخر فأيهما نكل فقد غلب فضرب مثلا فى المساماة والمفاخرة قال الفضل بن العباس بن عتبة بن ابى لهب بن عبد المطلب بن هاشم
(الرمل)
(من يساجلنى يساجل ماجدا ... يملؤ الدلو إلى عقد الكرب)
ومر الفرزدق بالفضل وهو يستقى وينشدها هذا البيت فسرى ثيابه عنه وقال أنا أساجلك ثقة بنسبه فقيل له هذا الفضل بن العباس فرد عليه

(2/113)


ثيابه وقال ما يساجلك إلا من عض بأير ابيه
397 - سال الوادى فذره يضرب للمفرط فى الأمر شبه إفراطه بامتلاء الوادى وسيلانه
398 - 00 قضيب بماء وحديد لما ملك عمرو بن هند بعد أبيه المنذر ابن امرىء القيس استعمل إخوته من امه المنذر ومالكا وقابوسا وقطع عمرو بن أمامة أخاه من أبيه فلحق باليمامة فاستجد ملكها فأنجده بمراد فسيرهم حتى نزل واديا اسمه قضيب فتلاوموا بينهم وقالوا تركتم أموالكم ودياركم وعشائركم وتبعتم هذا الأنكد فنمارض منهم هبيرة بن عبد يغوث وشرب ماء الرفة فاصفر لونه فبعث إليه عمرو بن أمامة طبيبا فشرب ماء المغرة فلما دخل عليه الطبيب جعل يمجه فكشح بطنه فسمى المكشوح ثم أخبر عمروا بمرضه فلما اطمأن عمرو سار إليه وثأر به من تلك الليلة ولم يشعر به حتى أحاطوا به وقد أعرس بجارية من مراد وسمعت أم ولده الغسانية بجلبة الخيل فقالت ذلك ويروى لقد سال قضيب حديدا وجاءتك مراد وفودا فقال لها أنت غيرى تغرة وهى التى تغلى من الغية ى كأنها قدر فتمثل بكلمتيهما ثم قام عمرو بسيفه فكشفهم ولحقوا ببلادهم يضرب

(2/114)


في إظلال الشر وإقباله
399 - ساواك عبد غيرك يضرب لمن يرى لنفسه فضلا على غيره من غير تفضل وطول
السين مع الباء

400 - سبح يغتروا أى إذا سمعوا تسبيحك استأمنوك فخنتهم يضرب في الاحتراز من المعدلين
401 - سبك من بلغك السب أى من واجهك بما قفاك به غيره فهو الشاتم
402 - سبنى واصدق أى لا أبالى بأن تسبنى بما أعرفه من نفسى بعد أن تجانب الكذب يضرب في الحث على الصدق قال
(الطويل)
(لعمرك ما أخزى إذا ما سببتنى ... إذا لم تقل بطلا على ومينا)
403 - سبق السيف العذل قصته فى الهمزة مع السين يضرب في الأمر الذى لا يقدر على رده قال جرير

(2/115)


(يكلفنى رد الغرائب بعد ما ... سبقن كسبق السيف ما قال عاذله)
وقال رؤبة
(الرجز)
(والصادق السابق يوم المعل ... كسبق صمصامة زجر المهل) أى سبق قبل أن يقال له مهلا
404 - سبق درته غراره أى قلة اللبن كثرته يضرب فيمن يبدأ بالإساءة قبل الإحسان
405 - سبقك بها عكاشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتى كلهم على صورة القمر ليلة البدر فقال عكاشة بن محصن ادع الله أن يجعلنى منهم قال فانك منهم فقام أنصارى فقال ادع اله أن يجعلنى منهم فقال سبقك بها عكاشة وبردت الدعوة يضرب لمن طلب شيئا وقد سبق إلى حبازته غيره

(2/116)


السين مع الدال

406 - سداد من عوز يضرب فيما يتبلغ به
407 - سد ابن بيض الطريق بكسر الباء رجل تاجر كان لقمان ابن عاد يخفره على جعل كان يضعه على ثنية إلى أن يأتى لقمان فيأخذه فكان إذا رآه قال ذلك أى لم تجعل لى سبيلا على أهله وماله حين وفى بالجعل وقيل هو رجل نحر ناقة على طريق فمنع الناس من سلوكها
يضرب لأمر يعرض من دونه عارض قال عمرو بن الأسود الطهوى
(الطويل)
(سددنا كما سد ابن بيض طريقه ... فلم يجدوا عند الثنية مطلعا)
وقال المخبل السعدى
(الوافر)
(لقد سد السبيل ابو حميد ... كما سد المخاطبة ابن بيض)
وقال عوف بن الأحوص العامرى
(الطويل)
(سددنا كما سد ابن بيض فلم يكن ... سواها لذى الأحلام قومي مذهب)
وقال آخر

(2/117)


(المتقارب)
(كثوب ابن بيض وقاهم به ... فسد على السالكين السبيلا)
الثوب كناية عن الإتاوة لأنها تقى وقاية الثوب
408 - سدك بامرىء جعله ويروى غسق ومعناها اللزوم والجعل إذا نحى عن موضع عاد إليه يضرب لمن لج به من يدفعه عن حاجته
السين مع الراء

409 - سرق السارق فانتحر أى نحر نفسه غما يضرب لمن ينتزع من يده ما ليس له فيفرط جزعه وسرق بمعنى سرق منه
410 - سرك من دمك أى ربما كان فى إذاعته حتفك
السين مع الطاء

411 - سطى مجر ترطب هجر أي توسطي السماء يا مجرة ترطب النخل بهجر وذلك أن المجرة إذا توسطت فذلك وقت إرطاب النخل
يضرب فى تمنى أوقات الخصة والدعة
السين مع الفاء

412 - سفيه لم يجد مسافها قاله الحسن بن علي رضي الله عنهما فى

(2/118)


عمرو وفي عبد الله بن الزبير
السين مع القاف

413 - سقط العشاء به على سرحان استنبح رجل ليستدل على حى فيستطعم فأحس به الذئب فأكله وقيل سرحان رجل فاتك كان يحمى واديا فلا يقرب فادعى رجل أنه يرعى إبله فيه ففعل فقتله سرحان
يضرب لمن يطلب المرفق فيقع فى هلكة فقال سرحان
(الكامل)
(أبلغ نصيحة أن راعى أهلها ... سقط العشاء به على سرحان)
(سقط العشاء بن علي متقمر ... طلق اليدين معاود لطعان)
414 - سقطت به النصيحة على الظنة يضرب لمن يفرط في النصيحة حتى يتهم
السين مع الكاف

415 - سكت الفا ونطق خلفا أى رديئا أطال رجل الصمت عند الأحنف حتى أعجبه ثم تكلم فقال له يا با بحر أتقدرأ تمشى على شرف المسجد فقال ذلك

(2/119)


السين مع اللام

416 - سلقة ضب والقت مكونا السلقة الضبة التى ألقت بيضها والمكون التى جمعت بيضها فى جوفها والموالقة المفاخرة يضرب للضعيف يبارى القوى
417 - سلوا السيوف واستللت المنتن ويروى المنثل وهو السيف الردى وقيل الخنجر يضرب لمن لا خير فيه يبارى الأخيار ويريد اللحاق بهم قال
(الكامل)
(سلوا السيوف وقد سللت المنتنا ... فضربت أولى القوم ضربا مثخنا)
السين مع الميم

418 - سمن كلب ببؤس اهله وهو أن يصيب أموالهم السواف فيقعوا في البأساء والضراء ويهزلوا ويسمن كلبهم لأنه يأكل لحومها ويروى نعيم كلب في بؤس أهله ويروى نعم كلب قالت امرأة من الأعراب

(2/120)


(الطويل)
(أتهدى لى القرطاس والخبز حاجتى ... وأنت على باب الأمير بطين)
(إذا غبت لم تذكر صديقا وإن تقم ... فأنت على ما في يديك ضنين)
(فأنت ككلب السوء في جوع أهله ... فيهزل أهل الكلب وهو سمين)
وقيل كلب اسم رجل خيف فسئل رهنا فرهن أهله ثم تمكن من أموال القوم فساقها وترك أهله يضرب في حسن حال الرجل بسبب سوء حال غيره
419 - سمن كلبك ياكلك كان لرجل من طسم كلب يربيه رجاء الصيدبه فضرى فجاع يوما فوثب عليه حتى افترسه وفيه يقول طرفة
(المنسرح)
(ككلب طسم وقد تربيه ... يعله بالحليب فى الغلس)
(ظل عليه يوما يفرفره ... إلا يلغ فى الدماء ينتهس)
وأنشد أبو زيد
(البسيط)
(من ذا يسمن كلبا سوف يأكله ... يعدو عليه كعدو الباسل الضارى)
وقال حاجب بن دينار المازني

(2/121)


(الطويل)
(وكم من عدو قد أعنتم عليكم ... بمال وسلطان إذا أسلم الحبل)
(كذى الكلب لما اسمن الكلب نابه ... باحدى الدواهى حين فارقه الهزل)
وقال عوف بن الأحوص
(الطويل)
(فانى وقيسا كالمسمن كلبه ... فخدشه أنيابه وأظافره)
يضرب فى اللئيم يجازى بالإحسان إساءة والنهى عن بره
420 - سمنكم هريق فى اديمكم أى فى عكتكم المتخذة من الأديم وقيل هو بمعنى المأدوم فعيل بمعنى مفعول والمراد أن مالكم ينفق عليكم
يضرب للبخيل ينفق ماله على نفسه ويمتن على الناس
421 - سمنوا فارنوا أى بطروا
السين مع الواو

422 - سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة أى لأن يزل الإنسان وهو عامل بطريق الإحسان ووجه العمل خير من أن يصيب وهو عامل بالإساءة والخرق واصله الرجل الردي الركبة يستمسك فهو

(2/122)


خير ممن يصرع صرعة لا تضره يضرب فى الأمر بلزوم الطريقة المثلى
423 - سوء الاكتساب يمنع من حسن الانتساب
424 - 00 حمل الفاقة يضع من الشرف ويروى من الشريف أي إذا تعرض فى فقره للمطالب الدنية حط ذلك من شرفه
425 - سواء علينا قاتلاه وسالبه أى إذا رأيت رجلا سلب رجلا دلك ذلك على أنه قتله لأنه لم يقدر على سلبه وهو حى ممتنع فجعل القاتل سالبا
يضرب لإساءة الرجل يستدل بها على أكثر منها
426 - 00 هو والعدم ويروى والفقر
يضرب للبخيل الذى إذا نزلت به فكأنك نازل بالبلاء والممحلة أو كأنك لم تنزل بأحد قال ذو الرمة
(الطويل)
(تخط إلى الفقر امرؤ القيس إنه ... سواء على الضيف امرؤ القيس والفقر)
427 - سواسية كاسنان الحمار يقال هم سواسية وسواسوة وسوى سية

(2/123)


أى متساوون في الشر قال كثير
(الطويل)
(سواء كأسنان الحمار فلا ترى ... لذى شيبة منهم على ناشئ فضلا)
وقال حسان
(الوافر)
(لدعوة معشر كانوا جميعا ... كأسنان الحمار من السنام)
وقالت الخنساء
(الكامل)
(فاليوم نحن ومن سوا ... نا مثل أسنان القوارح)
428 - سواسية كاسنان المشط قال
(الرجز)
(والعيس تهوى مثل أسنان المشط ... )
السين مع الهاء

429 - سهم الحق مريش يضرب في قوة الحق ونفاذه
السين مع الياء

430 - سيل به وهو لا يدرى أى ذهب به السيل يضرب لمن دهى وهو غافل

(2/124)


باب الشين

الشين مع الألف

431 - شاكه ابا يسار أي قارب في المدح كان رجل له فرس كثير العيوب فأراد بيعها فقال لصاحب له يكنى ابا يسار إذا عرضتها فامدحها فقال عند عرضه لها أهذه فرسك التى كنت تصيد عليها الوحش فقال ذلك يضرب فى إفراط المدح
432 - شالت نعامتهم أى تفرقوا وذهبوا لأن النعامة كما سبق ذكرها موصوفة بالخفة وسرعة الذهاب والهرب ويقال أيضا خفت نعامتهم وزف رألهم وقيل النعامة جماعة القوم قال صخر الغي
(الوافر)
(دعاه صاحباه حين شالت ... نعامتهم وقد حفر القلوب)
وقال آخر
(الكامل)
(تلقى حصاصة بيننا ارماحنا ... شالت نعامة اينا لم يفعل)
وقال ذو الإصبع العدوانى

(2/125)


(البسيط)
(لى ابن عم علي ما كان من خلق ... مخالف لي أقليه ويقلينى)
(أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دونى)
وقال ضرار بن الأزور
(الطويل)
(وقلت لنفسى حين ما زف رالها ... مكانك لما تشفقي حين مشفق)
وقال زهير بن صرد يخاطب النبى صلى الله عليه وسلم
(البسيط)
(لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فانا معشر زهر)
وقال ابو الصلت بن ابي ربيعة الثقفي
(البسيط)
(واشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم ... واسبل اليوم من برديك إسبالا)
433 - شاهد البغيض النظر ويروى اللحظ
الشين مع الباء

434 - شب شوبا لك بعضه أى اعمل عملا لك فيه نصيب

(2/126)


الشين مع التاء

435 - شيء تؤوب الحلبة اصله أن يورد القوم إبلهم الشريعة مجتمعين ثم صدروا فافترقوا فيحلب كل فى بيته يضرب فى افتراق الناس ويروى يؤوب الحلبة يريد الخيل إذا أرسلت فى الحلبة فجاءت مختلفة
الشين مع الحاء

436 - شحمتى في قلعى من تكاذيبهم أنه قيل للذئب ما تقول فى غنيمات فيها غلام قال أغشاها وأخشى خطياته قيل فان كانت فيها جارية فقال ذلك أى أحرزتها إحراز الراعى شحمته فى قلعه وهو كتفه
يضرب لما أنت على ثقة من الظفر به والاشتمال عليه
الشين مع الخاء

437 - شخب طمح يضرب لمن تكون منه السقطة
438 - 00 فى الإناء وشخب فى الأرض ويروى فى الثرياء أى فى الثرى يضرب لمن يصيب مرة ويخطىء أخرى

(2/127)


الشين مع الدال

439 - شد للأمر حزيمه ويروى حيزومه والفرق بينهما أن الحزيم موضع الحزام من الصدر والظهر كله مستدير والحيزوم ملتقى رأس الجوانح ومن وسط الصدر قال وكيع بن ابى سويد
(الرجز)
(شيخ إذا حمل مكروهة ... شد الحيازيم لها والحزيم) وقال على رضي الله عنه
(الهزج)
(اشدد حيازيمك للموت ... فان الموت لاقيك)
(ولا بد من الموت ... إذا حل بواديك)
الشين مع الراء

440 - شر اخوانك من لا تعاتب
441 - 00 الرأى الدبري هو الذى يسنح في دبر الأمر بعد مضى صدره

(2/128)


442 - شر الرعاء الحطمة أي الذى يحطم الماشية أي يكسرها ويضربها إذا ساقها عنف وإذا أسامها قصر فى إسامتها يضرب فى سوء الملكة والسياسة
443 - 00 السير الحقحقة هى إسراع السير وعسفه يضرب فى ذم الإفراط
444 - 00 الغريبة يعلن وخيرها يدفن قصته فى باب التاء يضرب فى ذم الاغتراب 445 - 00 اللبن الوالج هو من قول الحارث بن حلزة
(الرجز)
(واصبب لأضيافك ألبانها ... فان شر اللبن الوالج)
أى الذى داخل الضرع لم بجلب يضرب في ذم الشح والإمساك
446 - 00 المال القلعة هو الذي لا يبقى على صاحبه وإنما يقلع منه

(2/129)


447 - شر المال ما لا يزكى ولا يذكى من الزكاة والذكاة يراد الحمر يضربان فيما يعاب من المال
448 - شر اهر ذا ناب كأنهم سمعوا هرير كلب فى وقت لا يهر فى مثله إلا لسوء فقالوا ذلك أى أن الكلب إنما حمله على الهرير شر يضرب فيما يستدل به على الشر
449 - ما رام امرؤ ما لم ينل قاله الأغلب العجلى يضرب فى طلب المتعذر
450 - شر يوميها واغواه لها هو من قول عامر بن المجنون
(الرمل)
(شر يوميها وأغواه لها ... ركبت عنز بحدج حملا)
هى عنز الطسمية سبيت فأكرمت للسبا وألطفت قولا وفعلا يعنى أن هذا شر يوميها فكيف خيرهما يضرب لمن يلطف باللسان ويراد به الغوائل
451 - 00 في الجوالق دخلت الإبل التى حمل عليها قصير الرجال إلى

(2/130)


مدينة الزباء حتى كان آخرها بعيرا مر على بواب المدينة وبيده منخسة فنخس بها الغرارة فأصابت خاصرة الرجل الذى فيها فضرط فقال البواب ذلك
452 - شر ما اجاءك الى مخة عرقوب لا مخ فيه فالملجأ إليه أشد الناس اضطرارا ويروى شر ما اختللت إليه مخ عرقوب أى افتقرت إليه من الخلة وهي الحاجة يضرب في الفاقة إلى البخيل
453 - شراب بانقع جمع نقع وهو الماء الناقع أى الثابت فى مكان يقال نقع الماء نقوعا إذا ثبت يضرب للرجل المجرب الذى عرف الأمور وغاص عليها فهو يأتيها من مأتاتها وأصله أن الطائر الحذر عرف أن المياه التى هى مشارب الناس لا تخلو من أشراك تنصب عليها فهو يتجنبها ويرد مستنقعات الماء في الفلاة وقيل إن دليل العرب فى باديتها يعرف المياه الغامضة فى المهامه فهو باهتدائه إليها يحذق الدلالة وسوك الطرق بالناس وقيل إن العرب تقول للحريص الذي لا يرويه شىء حتى متى تكرع ولا تبضع إنك لشراب بأنقع يقال بضع إذا روى أى لا تروى على أنك كثير الشرب بالمياه

(2/131)


454 - شرعك ما بلغك المحل أى حسبك ما أوصلك إلى الغرض المطلوب
455 - شرق بالريق يضرب في الاستضرار بما يترقب فيه الانتفاع
456 - 00 ما بينهم بشر يضرب بقوم نشب الشر بينهم وشملهم
457 - شريفة تعلم من اطفح يقال اطفح عليك فلان غضبا أى امتلأ ومنه السكران الطافح أى إنها تعلم لمن الذنب يضرب للشريف الذى غير بين المذنب والبرى فيجازى ذلك باساءته وهذا باحسانه
الشين مع الغين

458 - شغلت شعابى جدواى هى الحقوق والقرابات جمع شعبة وهى ما يتشعب من الرجل وتروى سعاتى وهى السعى ويروى مساعى جمع مسعاة يقوله المعتذر من ترك الجود والإفضال أى إن سعيى لمن يجب على القيام بأمر معاشه من الأقارب والمختصين بى يشغلنى عن الإنعام عن الناس لأنه لا تبقى فضلة يجاد بها

(2/132)


459 - شغلت عن الرامى الكنانة بالنبل أصله أن فزاريا وأسديا كانا راميين وكانت مع الفزارى كنانة جديدة ومع الأسدى رثة فأعجبته الكنانة الجديدة يفاخره فى الرماية فقال الفزارى انصب لى كنانتك فعلقها على شجرة فجعل لا يرميها إلا شكها حتى قطعها وأنفذ سهامه ثم قال الأسدى انصب لى كنانتك فرمى فسدد السهم نحو الفزارى وشك كبده فسقط ميتا وأخذ قوسه وكنانته فقيل ذلك لكل مخدوع قال الفرزدق
(الطويل)
(فقلت اظن ابن الخبيثة أننى ... شغلت عن الرامى الكنانة بالنبل) أراد أن جريرا أرادنى بهجائه البعيث دونه
الشين مع الفاء

460 - شفيت نفسى وجدعت انفى يضرب لمن ينكى فى قومه إذا عاوده فيشتفى من غيظه إلا أنه يثل عرشه ويوهن عزه قال قيس بن زهير
(الوافر)
(شفيت النفس من حمل بن بدر ... وسيفى من حذيفة قد شفانى)
(فان أك قد بردت بهم غليلى ... فلم اقطع بهم إلا بنانى)

(2/133)


الشين مع الميم

شمر ذيلا وادرع ليلا أى تأهب للأمر وتجلد لركوبه
462 - 00 واتزر والبس جلد النمر يضرب لمن يؤمر بالجد فى الحرب
الشين مع النون

463 - شنشنة اعرفها من اخزم أى شبه قال
(البسيط)
(قد تعلم الخيل أياما بطاعنها ... من أى شنشنة أنت ابن منظور)
صال على رجل بنوه فكلموه وكان جده فعل مثل ذلك بأبيه فقال
(الرجز)
(إن بنى رملونى بالدم ... من يلق ابطال الرجال يكلم)
(شنشنة أعرفها من أخزم ... )
وكان اسم جده أخزم وقيل إن عقيل بن علفة المرى كان غيورا

(2/134)


وقد سافر ببنت له اسمها جرباء فقال
(الطويل)
(قضت وطرا من دير سعد وربما ... على عرض ناطحنه بالجماجم)
فقال ابنه عملس
(الطويل)
(فأصبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم)
فقالت جرباء
(الطويل)
(كأن الكرى سقاهم صرخدية ... عقارا تمشى فى المطا والقوائم)
فقال واالله ما وصفتها هذه الصفة إلا وقد شربتها فأنحى عليها يضربها فوثبت عليه بنوه فخلوا فخذه بالسهم فقال ذلك يريد هذه سجية أعرفها من أخزم وقيل الشنشنة النطفة من شنشن أى صب والأخزم القصير الكمرة وقيل هو اسم فحل منجب وقيل هو أخزم بن أبى أخزم جد حاتم طى وكان جوادا فلما نشأ حاتم وعرف جوده قيل ذلك أى هو قطرة من نطفة أخزم وحاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرىء القيس ابن عدى بن أخزم الجواد بن أبى أخزم بن جرول

(2/135)


الشين مع الواو

464 - شوى اخوك حتى اذا انضج رمد أى ألقى فى الرماد يضرب لمن يفتتح بالإحسان ثم يختتم بالإساءة
الشين مع الياء

465 - شيئا ما يطلب السوط الى الشقراء أى يطلب منها العدو يضرب لمن يعنف لاستخراج المطلوب من يده

(2/136)


باب الصاد

الصاد مع الألف

466 - صابت بقر أى وقعت بقرار من صاب المطر إذا وقع يضرب لفعلة أو قولة أو خصلة تقع موقعها وتكون مرضية أى استقرت حيث وقعت ولم تكن قلقة فى موضعها قال طرفة
(الرمل)
(سادرا أحسب غيى رشدا ... فتناهيت وقد صابت بقر)
وقال الحارث بن النمر الجرمى
(الرمل)
(فلئن طأطأت فى قتلهم ... لأهيضن عظاما عن عفر)
(ولئن أعرضت عنهم بعد ما ... أوهنونى لتصوبن بقر)
467 - صار الأمر الى الوزعة أى الذين يكفون الجهلاء يضرب فى وقوع الأمر إلى من يضبطه
468 - 00 الفتيان حمما تقدم ذكره فى الهمزة مع النون يضرب فى التحزن للمتورط

(2/137)


469 - صار خير قويس سهما شذ مثل قويس وعريس فى الثلاثى شذوذ مثل قديديمة ودريئة فى الرباعى يضرب فى من انتقل إلى حال حسنة بعد الاحتلال قال يهجو قوما
(الرجز)
(أفواه أفراس أكلن هشما ... تركتهم خير قويس سهما)
470 - 00 شأنهم شوينا يضرب لقوم نقصوا وتغيرت أحوالهم ويروى عن الأشعث بن قيس أنه قال لشريح القاضى ابا أمية لعهدى بك وان شأنك لشوين فقال شريح ابا محمد أنت تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها من نفسك واينا لم يكن شأنه شوينا ثم من الله
471 - صالبى اشد من نافضك يضرب لمن يشكو شيئا فيشتكى إليه اشد منه
الصاد مع الباء

(صبحناهم فغزوا شأمة أى أوقعنا بهم صباحا فقصدوا الشق الأشأم يضرب للأذلاء المقهورين

(2/138)


473 - صبرا على مجامر الكرام كان لبنى غدانة عبد يسمى يسارا راود بنت مولاه فنهته فلج فواعدته فجذل فذكر ذلك لصاحب له فقال له ويلك يا يسار كل من لحم الحوار واشرب من لبن العشار وإياك وبنات الأحرار فأبى إلا هواه فأتاها فقالت إنى مبخرتك ببخور لو صبرت عليه طاوعتك ثم جعلت المجمرة تحته وجبت مذاكيره وقالت ذلك وإياه عنى الفرزدق فى قوله
(الطويل)
(وإنى لأخشى إن خطبت بناتهم ... عليك الذى لاقى يسار الكواعب)
يضرب فى احتمال الشدائد عند صحبة الكبراء
الصاد مع الدال

474 - صدرك احمل لسرك ويروى أوسع يضرب فى كتمان السر
475 - صدفته الكذوب أى النفس يضرب لمن يتهدوك فاذا رأك كذب وكع قال
(المتقارب)
(فأقبل نحوى على غرة ... فلما دنى صدقته الكذوب)

(2/139)


476 - صدفك وسم قدحه
477 - صدقنى سن بكره أى فى سنه فحذف الجار وأوصل الفعل كقولهم صدقته الحديث وأصله أن رجلا ساوم رجلا ببعير وسأله عن سنه فزعم أنه بازل فبينما هما كذلك نفر فدعاه هدع هدع فسكن وهى كلمة تسكن بها صغار الإبل فقال المشترى ذلك يريد أنه صدق فى سنه الآن لما دعاه بتلك الكلمة وقد كان كاذبا)
الصاد مع الراء

478 - صرح الحق عن محضه أى كشف عن خالصه يضرب فى ظهور الأمر غب استتاره
479 - صرحت بجلدان هى أرض لا خمر فيها يتوارى به يضرب للأمر الواضح
الصاد مع الغين

480 - صغراها مراها يضرب لذوى الشرارة أى اصغرهم وأحقرهم أكثرهم شرا كانت امرأة بغى لها بنات فخافت أن يأخذن أخذها فكانت تنهاهن

(2/140)


عن البروز والتعرض للرجال ورؤيتهم فقالت صغراهن تنهانا أمنا عن البغاء وتغدو فيه فلما سمعت الأم ذلك قالت صغراهن مراهن فأرسلتها مثلا وكذلك البنت
الصاد مع الفاء

481 - صفرت لهم وطابى أى ليس لهم عندى ما يشتهون قال تأبط شرا
(الطويل)
(أقول للحيان وقد صفرت لهم ... وطابى ويومى ضيق الجحر معور)
وقال
(الوافر)
(وأفلتهن علباء جريضا ... ولو أدركنه صفر الوطاب)
482 - صفقة لم يشهدها حاطب هو رجل باع بعض أهله بيعة لم يكن حاضرها فغبن فيها فقيل ذلك يضرب فى أمر غاب عنه صاحبه فأسىء فى مباشرته
الصاد مع القاف

483 - صقر يلوذ حمامه بالعوسج هو متداخل الأغصان فالطير تلوذ به

(2/141)


من الجوارح يضرب للرجل الذى يهابه الناس قال الحارث بن حلزة
(الكامل)
(فكأنهن لآلىء وكأنه ... صقر يلوذ حمامه بالعوسج)
وقال عمران بن عصام العنزى
(الكامل)
(وبعثت من ولد الأغر معتب ... صقرا يلوذ حمامه بالعوسج)
أراد به الحجاج والخطاب لعبد الملك
الصاد مع الميم

484 - صمت حصاة بدم أى كثر الدم حتى لو رمى فيه بحصاة لم تسمع لها صوت وقع على الأرض يضرب فى اشتداد الخطب
485 - صمى ابنة الجبل هى الصدى والمراد أنه قد بلغ الشر حيث يقال فيه للصدى هذا لأن الأصوات قد ارتفعت وكثر الضجاج فاذا صاح الإنسان لم يجبه الصدى وقيل هى الحية التى تسكن الجبل فلا تقرب من خوفها ومعنى صمى لا تجيبى الرقى والمراد الداهية فشبهت بهذه الحية وقيل هى الحصاة على معنى قولهم صمت حصاة بدم قال امرؤ القيس
(المنسرح)

(2/142)


(بدلت من وائل وكندة عد ... وان وفهما صمى ابنة الجبل)
وقال الكميت
(الطويل)
(وإياكم إياكم وملمة ... يقول لها الكانون صمى ابنة الجبل)
وقال أيضا
(الوافر)
(إذا لقى السفير بها وقالا ... لها صمى ابنة الجبل السفير) تقديره إذا لقى السفير السفير بها قال صمى ابنة الجبل والواو مقحمة
486 - صمى صمام هى الحية الصماء التى لا تجيب الرقى شبهت بها الداهية وقيل أرادوا أن الإنسان يحق له أن يصم فلا يسمع بك فجعل الصمم لها لأنها تصم ويحق فيها الصمم كما قالوا ليل نائم يضرب للداهية الفظيعة وقال دريد بن الصمة
(الوافر)
(متى كان الملوك لكم قطينا ... على ولاية صمى صمام)
وقال ابن أحمر
(الوافر)
(فأدوا ناقتى لا تأكلوها ... ولما يأتكم صمى صمام)

(2/143)


وقال آخر
(الكامل)
(فرت يهود واسلمت جيرانها ... صمى لما فعلت يهود صمام)
الصاد مع النون

487 - صنعة من طب لمن حب يضرب فى تحسين الحاجة والتنوق فيها
الصاد مع الياء

488 - صيدك لا تحرمه يضرب فى انتهاز الفرصة ويروى صيدك إن لم تحرم إن وقيت الحرمان فعليك بالصيد ولا تتغافل عنه

(2/144)


باب الضاد

الضاد مع الحاء

489 - ضح رويدا أى ترفق ولا تعجل وأصله أن الأعراب فى باديتها تسير بالظعن فاذا عثرت على لمع من العشب قالت ذلك وغرضها أن يرعى الإبل الضحى قليلا قليلا وهى سائرة حتى إذا بلغت مقصدها شبعت فلما كان من الترفق فى هذا توسعوا فقالوا فى كل موضع ضح بمعنى إرفق والأصل ذاك قال زيد الخيل
(الطويل)
(فلو أن نصرا أصلحت ذات بينها ... لضحت رويدا عن مطالبها عمرو)
الضاد مع الراء

490 - ضرب اخماسا لاسداس أى اعتتمد وتعاطى أخماسا لأجل أسداس وهو جمع خمس وسدس من إظماء افبل وأصله أن الرجل إذا أراد سفرا بعيدا عود إبله الصبر على العطش فأخذ يترقى بها مدرجا فى الإظماء حتى إذا فوز بها صبرت فهو حين يسقيها أخماسا ثم يتجاوز بها وينقلها إلى الأسداس عقيبها على سبيل التدريب لها إنما يتعاطى سقيها أخماسا لأجل سقيها

(2/145)


اسداسا قال الكميت
(الوافر)
(وذلك ضرب أخماس أريدت ... لأسداس عسى أن لا يكونا)
وقال أيضا
(الوافر)
(ألستم أيقظ الأقوام أفئدة ... وأضرب ناس أخماسا لأعشار)
وقال سابق البربرى
(البسيط)
(أذاكر أنت عهد الحى أم ناس ... وليس للحب غير الصبر من آس)
(إذا أراد امرؤ هجرا جنى عللا ... وظل يضرب أخماسا لأسداس)
يضرب للمكار الذى يريد أمرا ويظهر غيره
491 - ضرب عليه جروتهأى وطن عليه نفسه قال الفرزدق
(الكامل)
(فضربت جروتها وقلت لها اصبرى ... وشددت فى ضنك المقام إزارى)
وقال آخر
(الطويل)
(ضربت بأكناف اللوى عنك جروتى ... وواصلت أخرى لا تخون المواصلا)
وقال آخر
(لكامل)
(ولقد ضربت لطول هجرك جروتى ... ولمهجتى بصبابتى بلبال)

(2/146)


492 - ضرب في جهازه هو ما على ظهر البعير سقط فيقع بين قوائمه فينزو فيه نزوا ويشرد فى الأرض يضرب فى إفراط هجر الرجل صاحبه
493 - ضربا وطعنا او يموت الاعجل هو من قول الأغلب
(الرجز)
(إذا رأوا حوم المنا لم يرحلوا ... أخرى ولم ينبوا ولم يهللوا)
(ضربا وطعنا أو يموت الأعجل ... )
494 - ضربك بالفطيس خير من المطرقة أى من الضرب بالمطرقة يضرب فى الاعتضاد بالأقوى دون الأضعف
485 - ضرسوا فلانا أى عضوه بالأضراس وهو كناية عن الشتم والذم قال الحطيئة
(البسيط)
(ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس)
496 - ضرط اكثر ذاك من تكاذيبهم أن اسدا لقى عيرا فهالته صورته فقال له يختبره ما كنيتك قال أبو زياد قال فما طول أذنيك قال

(2/147)


للذباب ما ذاك قال فما أعظم أسنانك قال لجذ النبات ما ذاك قال فما صلابة حافرك قال لوطء الصخور ما ذاك قال فما ضخامة بطنك قال ضرط أكثر ذاك فعلم أنه لا غناء عنده فافترسه يضرب فيمن يهولك منظره ولا مخبر عنده
497 - ضرم شذاه أى اشتد جوعه قال الكميت
(الوافر)
(يظل غرابه ضرما شذاه ... شج بخصومة الذئب الشنون)
498 - ضربت فهى تخطف يراد العقاب ويروى ضريت فهى تخطف بالتشديد يضرب لمن احترأ عليك فهو يعاود مساءتك
الضاد مع الغين

499 - ضغث على إبالة هى الحزمة والضغث الحرزة التى فوقها يضرب لمن حما مكروها ثم زادك عليه
الضاد مع اللام

500 - ضلال بن جوشن هو رجل ضل فلم يوجد يضرب فى كل شىء

(2/148)


لا يدرك
501 - ضل الدريص نفقه أى ولد اليربوع جحره يضرب للباغى الظالم إذا لم يهتد إلى حجته
502 - 00 حلم امرأة فاين عيناها أى إن ذهب عقلها فأين بصرها يضرب للسادر الذى لا يهتدى لوجه الأمر
الضاد مع الياء

503 - ضيعت البكار على طحال البكار جمع بكر وطحال موضع
قال ابن مقبل
(الكامل)
(ليت الليالى يا كبيشة لم تكن ... إلا كليلتنا بحزم طحال) واصله أن سويد بن ابى كاهل هجا بنى غبر فى رجز له فقال
(الرجز)
(من سره النيك بغير مال ... فالغبريات على طحال)
(شواغرا يلمعن بالقفال ... )
ثم إن سويدا أسر فطلب إلى بنى غبر أن يعينوه فى فكاكه فقالوا ذلك يضرب لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه

(2/149)


باب الطاء

الطاء مع الألف

504 - طارت به عنقاء مغرب زعموا أنه طائر كان على عهد حنظلة ابن صفوان الحميرى نبى أهل الرس عظيم العنق وقيل كان فى عنقه بياض لذلك سمى عنقاء وكان أحسن طائر خلقه الله فاختطف غلاما فأغرب به ولذلك سمى المغرب فدعا عليه حنظلة فرمى بصاعقة ومغرب كقولهم لحية ناصل وناقة ضامر على مذهبى الخليل وسيبويه ويروى حلقت قال
(الطويل)
(إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه ... فقد حلقت بالجود عنقاء مغرب) وقال ابو عرادة السعدى
(الطويل)
(ولولا دفاع الله عنا لحلقت ... بنا يوم حلوا الجسر عنقاء مغرب)
505 - 00 عصاهم شققا أى انشقت وأصله أن الحاديين يكونان فى

(2/150)


رفقة فاذا فرقهم الطريق شقت العصا التى معهما فيأخذ ذا نصفها وذا نصفها ثم صار مثلا فى كل افتراق
506 - طار طائره يضرب للهارب
الطاء مع الراء

507 - طرقته ام الدهيم
508 - طرقته ام قشعم يراد بهما المنية
509 - طرقته ام اللهيم
510 - طريق يحن فيه العود أى يؤيسه وعورته من السلامة وبلوغ الوطن فيبعثه ذلك على الحنين ويهييج نزاعه يضرب للشديد المعتاص
الطاء مع العين

511 - طعن اللسان انفذ من طعن السنان

(2/151)


512 - طعنت فى حوص امر لست منه فى شىء الحوص الخياطة فى جلد لا يكون فى غيره يضرب لمن يعدو طوره ويتناول أمرا ليس له بأهل
الطاء مع الميم

513 - طمعوا بخير ان ينالوه فاصابوا سلعا وقارا أى شجرتى سم فهلكوا يضرب لمن يتوقع خيرا فأصابه شر
الطاء مع الواو

514 - طول التنائى مسلاة للتصافى أى يسلى التحاب ويذهب به
515 - طويته على بلاله ويروى بلاله وبلوله وبلته وبللته وأصله أن يستشن السقاء فيندى ثم يلف وهو ند مبتل حتى يلين ويذهب

(2/152)


يبسه وإنما يفعل ذلك بالشن الذاوى فضرب مثلا لمن هو مسىء إليك غير مصاف لك وانت تصله وتغضى على مكروهه وتحتمل إساءته قال
(الكامل)
(ولقد طويتكم على بللاتكم ... وعلمت ما فيكم من الأذراب)
(كيما أعدكم لأبعد منكم ... ولقد يجاء إلى ذوى الألباب)

(2/153)


باب الظاء

الظاء مع الهمزة

5160 - ظئار قوم طعن أى لذى يظأرهم على ما يريد هو أن يطعنهم يضرب للئيم الذى لا يؤاتى إلا بالإهانة والتذليل
الظاء مع اللام

517 - طلت اليوم تلهيك الجرادتان هما قينتان سبق ذكرهما فى الهمزة مع اللام يضرب لصاحب اللهو والسرور
518 - ظلت على فراشها تكرى من الكرى وهو النوم يضرب للخلى من الأمر
الظاء مع للنون

519 - ظن العاقل كهانة

(2/154)


باب العين

للعين مع الألف

520 - عاد الرمى على النزعة أى رجع على الرماة رميهم يضرب لمن أراد شرا لصاحبه فوقع هو فيه
521 - 00 غيث على ما افسد ويروى فسد ويروى خبل والتخبيل الإفساد يضرب للمحسن بعد الإساءة ويروى ما أفسد البرد وعلى هذا يضرب للمصلح ما أفسد غيره
522 - 00 فى حافرته أى فى طريقه الأولى قال
(الوافر)
(أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار)
يضرب للراجع إلى عادة قد انفطم عنها
523 - عادة السوء شر من المغرم أى من عودته شيئا ثم منعته إياه كان عليه أشد من المغرم يضرب فى عادة سوء يعتادها صاحبها
524 - عادت لعترها لميس ويروى لعكرها وهما الأصل يضرب

(2/155)


لمن رجع إلى خلق قد تركه
524 - عارك بجد أو دع المعاركة المزاحمة أى أن الغلبة إنما هى بالبخت والدولة فمن كان مجدودا فى أمر فليتركه
526 - عاشرينا واخبرينا كان رجلان يتعشقان امرأة وأحدهما جميل والآخر دميم فكان الجميل يقول عاشرينا وانظرى إلينا ويقول الدميم عاشرينا واخبرينا فأتتهما متنكرة وقد نحروا جزورين فوجدت الجميل عند القدر يلحس الدسم ويأكل االشحم ويقول اضبطوا كل بيضاء ليه يا نفس ولا لهف لك كل بيضاء لك فاستطعمته فأعطاها الثيل وأما الدميم فكان يعطى كل سائل فسألته فأعطاها الأطائب فرجعت فطبخت ذلك وقدمت إلى كل واحد رضيخته فغضب الجميل فقيل له قد إنها أتتكما وقدمت إلى كل واحد منكما ما أطعمها فأقصت الجميل ورغبت فى الدميم يضرب لصاحب المخبر لا منظر له
527 - عاط بغير انواطأى متناول لغير معالق يضرب للصانع بغير آلة

(2/156)


العين مع الباء

528 - عبد ارسل فى سومه أى مسوما فى عمله يضرب لن تثق به فى أمرك فيأتى فيما بينك وبينه بغير العفاف
529 - 00 صريخه امة يضرب لمن ناصره اذل منه
530 - 00 ملك عبدا
531 - عبد وخلى فى يديه ويروى وخول أى ترك خائلاويروى وخلا أى خلا له أمره وملك نفسه ويروى وخلى فى يديه يضربان لمن ملك ما لا يستأهله ويروى وخلا فى يديه وهو الكلأ وعلى هذا يضرب لمن أخصب فبطر للؤمه
532 - عبد غيرك حر مثلك هو كقولهم ساواك عبد غيرك
العين مع الثاء

533 - عثرت على الغزل باخرة فلم تدع بنجد قردة أصله

(2/157)


أن المرأة تظفر بما تغزله فتفرط فى الغزل ثم يفوتها فتعمد إلى القمامات فتلتقطها فتغزلها وعثرت عليه أى اطلعت وعرفت منفعته والقردة واحدة القرد وهى قطع الصوف
534 - عثيثة تقرم جلدا املسا قاله الأحنف وقد بلغته وقيعة بعض السقاط يضرب لوضيع يعيب شريفا أن لضعيف يجتهد أو يؤثر فى الشىء فلا يقدر عليه
العين مع الجيم

535 - عجلت ما عجلت الكلبة ان تلد ذا عينين يضرب لمن تمنعه عجلته استتمام الحاجة كما أن الكلبة تسرع الولادة حتى تأتى بولد لا يبصر ولو تأخر ولادها لخرج الولد وقد فقح وما مصدرية أى عجلت عجل الكلبة
العين مع الدال

536 - عدا القارص فحزر القارص الذى يحذى اللسان لحموضته والحازر المتناهى فى الحموضة يضرب فى تفاقم الأمر قال العجاج

(2/158)


(الرجز)
(يا عمر بن معمر لا منتظر ... بعد الذى عدا القروص فحرز)
(من أمر قوم خالفوا هذا البشر ... )
537 - عدوك اذ انت ربع بالنصب أى اعد عدوك يضرب فى التحضيض
538 - عدو الرجل حمقه وصديقه عقله
العين مع الذال

539 - عذره اشد من جرمه
العين مع الراء

540 - عرض على الامر سوم عالة هى الإبل التى تورد الماء ثانية فلا يبالغ فى عرض الماء عليها كما يبالغ فيه إذا نهلت يضرب

(2/159)


فى العرض السابري
541 - عرف بطنى تربه غاب رجل عن بلاده ثم قدم فألصق بطنه بالأرض فقال ذلك يضرب فى كل شىء وصل إليه بعد تمنيه وإرادته
542 - حميقا جمله كان لرجل يسمى حميقا جمل وقد ألفه حتى صال عليه يضرب للرجل يأنس بالشىء حتى يهون عليه
543 - عرفتنى نسأها الله قاله أعرابى لفرسه رأته فحمحمت وقد كانت غابت عنه حينا وقيل إن قائله بيهس لامرأته وقد رأته ليلا فعرفته بطول رجليه وكان طويل الرجلين وإنما لقب نعامة لذلك ونسأها أخر أجلها وقيل قواها من النسأ وهو السمن يضرب فى دعاء الخير
5440 - عركت ذلك بجنبى أى احتملته قال محد بن أبى سجاد
(الطويل)
(إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... أتاك به الأدنى رماك الأباعد)

(2/160)


العين مع السين

545 - عسى البارقة لا تخلف يضرب فى موضع الطمع والرجاء
546 - 00 الغوير ابؤسا تصغير الغار وجمع البأس وانتصاب أبؤسا على أنه خبر عسى جاء على أصل التقدير وأصله أن قوما أخذتهم السماء ففزعوا إلى جبل فيه غار فقالوا ندخل هذا الغار فقال أحدهم عسى أن يكون فى الغار بأس فدخلوا وأقام الواحد فانهار عليهم الجبل وجاء الرجل فحدث الحى فقالوا هذا كان ابؤسا لا بأسا واحدا وقد تمثلت به الزباء حين اطلعت من صرحها على الجمال التى كانت عليها الصناديق يضرب فى التهمة ووقوع الشر قال الكميت
(البسيط)
(قالوا أساء بنو كرز فقلت لهم ... عسى الغوير بأبآس وأعواز)
العين مع الشين

547 - عش تر ما لم تر قال
(الرمل)
(إن من عاش يرى ما لم يره ... )
قاله الحارث بن عبادة وقد طلق امرأته حين كبر فتزوجها غيره ووصف

(2/161)


حبها له يضرب فى عجائب الدهر
548 - عش رجبا تر عجبا أى رويدا حتى ينقضى رجب الذى هو من الأشهر الحرم فانك ترى العجب من الحرب بعد انقضائه ولا يبقى الحال على ما تراه من الهدو والمسالمة يضرب فى تنقل الدهر
549 - عشب ولا بعير يضرب لموسر لا ينفق من ماله
550 - عش ولا تغتر أراد رجل أن يفوز بابله من غير أن يعشيها ثقة بعشب سيجده فقيل له ذلك أى احتط ولا تغتر بما لست منه على يقين يضرب فى الاحتياط والأخذ بالوثيقة
العين مع الصاد

551 - عصب فلان عصب السلمة هى شجرة شاكة فاذا أرادوا قطعها اكتنفها رجلان فشدا أغصانها بحبل حتى يصلوا إلى اصلها فيقطعوها يضرب فى التضييق على البخيل حتى يستخرج ما عنده قال الكميت
(الطويل)
(ولا سمراتى يبتغيهن عاضد ... ولا سلماتى فى نجيلة تعصب)

(2/162)


552 - عصا الجبان اطول إنما يطولها ليهول بها وليكون أبعد من عدوه إن ضربه بها
العين مع الضاد

553 - عض على شبدعه يقال سرت إلينا شبادعهم أى ذمهم وعيبهم وا احتفروا عن صيد منجحر قالوا بدت شبادعه أى أوائله يضرب للحليم قال
(الرجز)
(عض على شبدعه الأريب ... فآض لا يلحى ولا يحوب)
العين مع الطاء

554 - عطشا اخشى على جاني كمأة لاقرا الكمأة تكون فى آخر الربيع فاذا باكر جانيها وجد البرد ثم إذا حميت الشمس عليه عطش وضرر العطش أشد عليه من القر الذى لا يدوم يضرب فى الاهتمام بعواقب الأمور وتدبرها وترك الأغترار بأوائلها

(2/163)


العين مع القاف

555 - عقرا حلقا أى عقر الله جسده وأصابه بداء فى حلقه ويروى عقرى حلقا يضرب فى دعاء الشر
العين مع اللام

556 - على الخبير سقطت سأل حارثة بن عبد العزيز العامرى مالك بن حنى العامرى وكانت بينهما منافرة عن أول من قرعت له العصا فقال على الخبير سقطت وبالحليم أحطت وهو أول من قاله وسأل الحسين ابن على رضى الله عنهما الفرزدق عن أهل الكوفة فقال على الخبير سقطت قلوب الناس معك وأسيافهم مع بنى أمية والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما در على معاشهم وإن امتخضوا قل الديانون منهم والأمر ينزل من السماء يضرب للعالم بالأمر قال ربيعة الأسدى
(الوافر)
(وسائلة تسائل عن أبيها ... فقلت لها وقعت على الخبير)
(رأيت اباك قد اطلي ومالت ... عليه القشعمان من النسور

(2/164)


557 - على اهلها دلت براقش هى كلبة نبحت فدلت العدو على أهلها فأوقعوا بهم ويروى جنت يضرب لمن أتاه الشر من نفسه وقيل براقش امرأة لقمان بن عاد وكان قوم لقمان لا يأكلون لحم الإبل فنزل يوما على إخوة براقش فنحروا الجزور فراح ابنه من براقش إلى ابيه بعرق فأكله واستطابه وكان قوم براقش أكثر الناس إبلا فأسرع لقمان فى إبلهم فقيل ذلك وقيل براقش امرأة لقمان بن عاد وهى التى وصفت له طيب لحم الإبل وأطعمته إياه حتى حملته استطابته إياه على الإنحاء على إبل قومها بالإغارة فقال الناس ذلك وقيل براقش الحية التى تدل على نفسها بحرسها قال حمزة بن بيض
(الخفيف)
(لم تكن عن جناية لحقتنى ... لا يسارى ولا يمينى جنتنى)
(بل جناها أخ على كريم ... وعلى أهلها براقش تجنى)
558 - 00 بدء الخير واليمن قاله عبيد الله بن عمر الليثى يضرب فى دعاء الخير

(2/165)


559 - على غريبتها تحدى الإبل أى تضرب الغريبة من الإبل فيتبعها ساترها يضرب فى التنكيل ببعض العصاة ليزجر الباقون وفى كل شىء يفعله واحد فيحتذيه غيره من الناس
560 - 00 فلان واقية الكلاب أى وقايتها يضرب لمن لا تصيبه فوارع الدهر للؤمه
561 - 00 ما خيلت الضمير للنفس أو للحال والمعنى افعل ذلك على ما أرتك نفسك وأوهمتك من سهولة وصعوبة يضرب فى إيجاب الفعل قال زهير
(الطويل)
(تراهم على ما خيلت هم ازاءها ... وإن أهلك الناس الجماعات والأزل)
562 - 00 هذا دار القمقم هو الجمع الكثير والقمقمان مثله يضربه من يسأل عن الشىء فيخبر بمقدار علمه

(2/166)


563 - على يدى دار الحديث قاله جابر بن عبد الله فى حديث المتعة يضرب للخبير بالأمر
564 - علقت معالقها وصر الجندب أعلق رجل رشاء برشاء بئر ثم ادعى جوار صاحبها فسأله عن سبب الجوار فقال علقت رشائى برشائك فأبى وأمره بالارتحال وكان الوقت قيظا فقال ذلك يعنى أن الدلو علقت معالقها واشتد الحر فلا يمكننى الرحيل يضرب فى استحكام الأمر وانبرامه
565 - علمان خير من علم سلك رجل طريقا وقال لابنه يا بنى استبحث لنا عن الطريق فقال إنى به عالم فقال ذلك يضرب فى الأمر بالبحث والمشاورة
566 - عليه من الله لسان اللسان يذكر ويؤنث يضرب فى حسن الثناء على الرجل
العين مع الميم

567 - عم ثؤباء الناعس يتثاءب الناعس فيعدى من حضر يضرب لجدب يجدب ببلد فيتعداه إلى سائر البلدان

(2/167)


568 - عمك خرجك سافر رجل مع عمه فلم يتزود اتكالا على زاد عمه فلما جاع قال يا عم أطعمنى مما فى خرجك فأبى وقال ذلك يضرب فى الأمر بانفاق الرجل من مال نفسه
العين مع النون

569 - عند الشدائد تذهب الاحقاد قال
(الكامل)
(نخلت له نفسى النصيحة إنه ... عند الشدائد تذهب الأحقاد)
570 - 00 الصباح يحمد القوم السرى أى إذا أصبح الذين قاسوا كد السرى وقد خلفوا تبجحوا بذلك وحمدوا ما فعلوا يضرب فى الحث على مزاولة الأمر بالصبر وتوطين النفس حتى تحمد عاقبته قال الجليج
(الرجز)
(إنى إذا الجبس على الكور انثنى ... لو سئل الماء فداء لافتدى)
(وقال كم اتعبت قلت قد أرى ... عند الصباح يحمد القوم السرى)
(وتنجلى عنه عمايات الكرى ... )

(2/168)


571 - عند النطاح يغلب الكبش الاجم ويروى التيس يضرب فى الاستعداد للنوائب قبل حلولها
572 - 00 النوى يكذبك الصادق ويروى ما يكذبك كان لرجل عبد لا يكذب فبويع ليكذبن فدعى ليلا وأطعم لحم حوار وسقى لبنا حليبا فى سقاء حازر فلما اصبح المبايعون تحملوا وقالوا له إلحق بأهلك فلما توارى عنهم نزلوا فسأله سيده فقال اطعمونى لحما لاغثا ولا سمينا وسقونى لبنا لا محضا ولا حقينا وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا فساروا بعد أو حلوا وعند النوى يكذبك الصادق فأحرز مولاه مال المبايعين يضرب فيمن يعرف بالصدق ثم يحتاج إلى الكذب
573 - 00 جفينة الخبر اليقين ويروى جهينة وهو فى الأصل تصغير جهنة وهى جهمة الليل وقيل تصغير جهانة مرخمة وهى الشابة من الجوارى ويروى حفينة وهو رجل خمار اجتمع عنده رجلان فسكرا ثم تواثبا فقام رجل يصلح بينهما فقتله احدهما فأخذ أهله الرجلين فقال الحاكم ذلك أى عليكم بحفينة فان عنده الخبر من القاتل وقيل إن حضين بن عمرو بن معاوية الكلابى خرج ومعه رجل من جهينة يدعى

(2/169)


الأخنس فقتل الجهنى الكلابى وكانت أخته صخرة تبكيه فى المواسم وقيل هى امرأته فقال الأخنس
(الوافر)
(وكم من ضيغم ورد هموس ... ابى شبلين مسكنه العرين)
(وكم من فارس لا تزدريه ... إذا شخصت لموقعه العيون)
(علوت بياض مفرقة بعضب ... فأضحى فى الفلاة له سكون)
(وأضحت عرسه ولها عليه ... بعيد هدو ليلتها رنين)
(كصخرة إذ تسائل فى مزاج ... وفى جرم وعلمهما ظنون)
(تسائل عن حضين كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين)
(فمن يك سائلا عنه فعندى ... لصاحبه البيان المستبين)
(جهينة معشرى وهم ملوك ... إذا طلبوا المعالى لم يهونوا)
يضرب فى معرفة الخبر
574 - عنز استتيست أى صارت كالتيس فى جرأتها ويروى عنز نزت فى الحبل فاستتيست أنشد ابن الأعرابى

(2/170)


(عنز نزت فى حبل فاستتيست ... فى دارنا حيث انشظى ضرس الضبع)
يضرب لمن يعز بعد الذلة
575 - عنز بها كل داء يضرب للكثير العيوب
576 - 00 عزوز لها در جم أى ضيقة الأحاليل وهى كثيرة اللبن يضرب للبخيل الموسر
577 - عن ظهرها تحل وقرا يضرب فى المدافع عن نفسه
578 - عنية تشفى الجرب هو بول البعير يعقد فى الشمس بطلى به الجربى يضرب لذى البصيرة المستشفى برأيه
العين مع الواو

579 - عود يعلم العنج هو بفتح النون اسم من عنج البكر إذا ربط خطامه فى ذراعه وضربه للرياضة وأما المصدر فبسكون النون وقيل

(2/171)


هو أن تجذب خطامه إليك وأنت راكبه
580 - عود يقلح أى يزال قلحه كقذيت وقرعت ونظائرهما وقيل التقليح التأديب يقال قلح صبيتك
581 - عودى الى مباركك يضرب فى معاودة الوطن
582 - عودت كندة عادة فاصبر لها هو من قول الأعشى
(الكامل)
(عودت كندة عادة فاصبر لها ... إغفر لجاهلها ورو سجالها)
يضرب فى عادة خير يعودها الرجل صاحبه فعليه أن يدوم عليها ولا يرفضها
583 - عوير وكسير وكل غير خير تصغير أعور وأكسر على الترخيم يقال قرن أكسر وشاة كسراء مكسورة القرن واصله أن أمامة بنت شيبة بن مرة تزوجها رجل أعور من غطفان فكانت تنشز عليه نفارا من عوره إلى أن طلقها فتزوجها رجل مكسور الفخذ من سليم فلما دخلت عليه قالت ذلك وقيل هما جبلان فى البحر قلما تنجو سفينة تدخل بينهما

(2/172)


وقيل هما اسما داهيتين يضرب فى كل شيئين مكروهين
العين مع الياء

584 - عيثى جعار يضرب للرجل المفسد قال
(الطويل)
(فقلت لها عيثى جعار وأبشرى ... بلحم امرىء لم يشهد اليوم ناصره)
585 - عير بعير وزيادة عشرة كان الخلفاء إذا مات واحد منهم وقام آخر مكانه زادهم فى أعطياتهم عشرة دراهم والمثل شامى يضرب فى الرضاء بالحاضرة ونسيان الغائب والعير ههنا السيد
586 - 00 دعا انفه الكلأ أى وجد ريحه فطلبه يضرب لمن يحس بمظنة مطلبه فيأخذ فى ارتياده قال ذو الرمة
(البسيط)
(أمسى بوهبين مختارا لمرتعه ... من ذى الفوارس يدعو أنفه الربب)
587 - 00 ركضته امه ويروى ركلته يضرب لمن يظلمه ناصره

(2/173)


588 - عير عاره وتده أى أهلكه وأصله أن رجلا ربط حمارا إلى وتد فهجم عليه السبع فلم يطق الفرار فأكله يضرب فى إتيان المخوف من جانب المأمن
589 - غيل ما هو عائله أى غلب غالبه ويروى عيل ما عاله يضرب فى الدعاء للذى يستعجب من كلامه أو أمر من أموره قال ابن مقبل
(الطويل)
(خدى مثل خدى الخارجى ينوشنى ... بحط يديه عيل ما هو عائله
590 - عين عرفت فذرفت يضرب فيمن عرف الشر فجزع
591 - عى ابأس من شلل أى شر منه قال الكميت
(الطويل)
(فان تفقدونى تفقدوا غير منة ... لسانكم والعى يعدل بالشلل)
وأصله أن رجلين خطبا امرأة وكان أحدهما عى اللسان كثير المال والآخر أشل لا مال له فاختارت الأشل وقالت ذلك يضرب فى مذمة الفهاهة

(2/174)


592 - عى بالاسناف من أسنفوا أمرهم إذا أحكموه وقيل من اسنف البعير إذا شده بالسناف أى عراه من الدهش ما لا يدرى معه أين يشد السناف أو كيف يدبر أمره ويبرمه قال عمرو بن كلثوم
(الوافر)
(إذا ما عى بالإسناف قوم ... من الأمر المشبه أن يكونا)
يضرب للمتحير فى أمره
593 - عير بجير بجره نسى بجير خبره بجير تصغير أبجر مرخما وهو الذى نتأت سرته والبجر المصدر يضرب لمن عير غيره بعيب هو فيه وقيل بجير وبجرة اسما رجلين ويروى بجرة بضم الباء وكأن بجيرا عاب بجرة بعيب كان فيه فقيل ذلك
594 - عى صامت خير من عى ناطق أى لا يظهر خير من عى يظهر فيفضح

(2/175)


باب الغين

الغين مع الألف

595 - غادر وهية لا ترقع يضرب فى جناية لا حيلة فى تلافيها
الغين مع الثاء

596 - غثك خير من سمين غيرك يضرب للحريص أى اقنع بالغث الذى فى يدك ولا تمدن عينيك إلى ما فى أيدى الناس وإن كان سمينا قال
(الكامل)
(غث الموالى لا ابا لك فاعلمن ... خير وأطيب من سمين الأبعد)
الغين مع الراء

597 - غرثان فاربكوا له أى اتخذوا الربيكة ويروى فابكلوا ويروى فالبكوا وأصله أن ابن لسان الحمرة قدم من سفر وهو جائع فبشر بولادة ذكر فقال ما أصنع به أآكله أم أشربه فقالت امرأته ذلك فلما أكل قال كيف الطلا وأمه يضرب فى اصطناع الرجل ليظفر منه بالمطلوب
598 - غرنى برداك من غدافلى هى الخلقان من الثياب ولم يعرف

(2/176)


لها واحد وقال العامرى هذا مثل نضربه كثيرا وما أدرى ما الغدافل وأصله أن رجلا استعار امرأة برديها فلبسهما رمى بخلقانه ثم إنها استرجعت برديها فقال ذلك يضرب لمن أضاع شيئا طمعا فى خير منه ثم فاته المطموع فيه فبقى متحسرا على ما اضاعه
الغين مع الشين

599 - غشمشم يغشى الشجر هو السيل يركب الشجر فيدقه يضرب لمن لا يرد وجهه جرأة ونجدة
الغين مع الضاد

600 - غضب الخيل على اللجم الدلاص هو جمع دلاص وهو المحكم ونظيره هجان وهجان وارتفاع غضب على الابتداء ونصبه باضمار الفعل يضرب لمن غضب على من لا ذنب له ولمن غضب غضبا لا يضر
الغين مع اللام

601 - غلبت جلتها حواشيها أى مسان الإبل صغارها يضرب فى غلبة

(2/177)


الذليل العزيز
الغين مع الميم

602 - غمرات ثم ينجلين هو من قول الأغلب
(الرجز)
(والغمرات ثم ينجلينا ... ثمت يذهبن فلا يجينا)
لو كن صم جندل يلينا ... )
يضرب فى الصبر على الشدة رجاء انكشافها
603 - غمزا ودرهماك لك فان لم تغمز فبعدا لك راود رجل امرأة عن نفسها وجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول ذلك يضرب للرجل تراه يعمل العمل الشديد
الغين مع الياء

604 - غيض من فيض أى قليل من كثير

(2/178)


باب الفاء

الفاء مع الألف

605 - فاق السهم بينى وبينه أى انكسر فوقه يقال فاق وفوق وانفاق يضرب فى فساد ما بين الأخوين لأن السهم لا يصلح إلا بالفوق
606 - فاها لفيك أى جعل الله فاه الداهية لفيك فأضمر الفعل كما أضمر فى قولهم تريا وجندلا ونزل فاها لفيك منزلة دهاك الله أى واجهتك الداهية وشافهتك يضرب فى دعاء الشر قال أبو سدرة الهجيمى
(الطويل)
(فقلت له فاها لفيك فانها ... قلوص امرىء قاريك ما أنت حاذره)
وقال الكميت
(البسيط)
(ولا أقول لذى القربى وآصرة ... فاها لفيك على حال من العطب)
الفاء مع التاء

607 - فتل فى ذروته وعاربه أصله أن يكون البعير صعبا شرسا لا يعطى رأسه الرجل فيحك الرجل سنامه وغاربه ويفتل الوبر فيهما بأصابعه

(2/179)


يؤنسه بذلك ويخدعه حتى يستمكن منه فيخطمه يضرب فى الخدع والمماكرة
608 - فتى ولا كمالك قاله متمم بن نويرة فى أخيه
الفاء مع الراء

6 - 9 - فرق ما بين معد تحاب يضرب فى تباغض القوم إذا تجاوروا وتوادهم إذا افترقوا
الفاء مع السين

610 - فسا بينهم الظربان يضرب لقوم تقاطعوا
الفاء مع الشين

611 - فشاش فشيه من استه إلى فيه هى فعال من الفش وهو استخراج الريح من الوطب بعد نفخه يقال فش الوطب يفشه أى يا فاشة اخرجى ريحه يضرب لمن يغضب ولا يقدر على شىء والمراد اخرجى غضبه كما تخرج الريح من الوطب
الفاء مع الضاد

612 - فضل القول على الفعل دناءة وفضل الفعل على القول مكرمة

(2/180)


الفاء مع القاف

613 - فقد الاحبة غربة
الفاء مع اللام

614 - فلم خلقت إذا لم اخدع الرجال يعنى لحيته
615 - ربض العير إذا تلقى امرأ القيس حين ألبسه قيصر الحلة المسمومة عير فربض فتطير منه فقيل له لا بأس عليك فقال ذلك يضرب فى شىء تسمعه وأنت ترى ما يدلك على خلافه وأصله أن صريم بن معشر التغلبى الملقب بأفنون أخبره بعض الكهان بأنه يموت بمكان يقال له ألاهة فأتى على ذلك ما شاء الله ثم خرج فى ناس من قومه يريدون الشام فضلوا الطريق فدلهم رجل فقال لهم خذوا على مكان كذا وكذا حتى إذا استقبلتكم قارة يقال لها ألاهة فاجعلوها على اليسار فانكم على الطريق فلما سمع أفنون بألاهة تذكر قول الكاهن فلما اتوا ألاهة نزل القوم ليلا فلم ينزل أفنون عن حماره فربض الحمار فلدغته أفعى فجزع أفنون وقال الموت والله فقال له القوم لا بأس عليك

(2/181)


يا صريم فقال فلم ربض العير إذا فأرسلها مثلا ومات
الفاء مع الواو

616 - فوزوا بى باركا التفويز دخول المفازة وأصله أن امرأة حملت على بعير وهو بارك فأعجبها وطأة المركب فقالت ذلك يضرب لطالب الدعة والرفاهية
الفاء مع الياء

617 - فى استها ما لا يرى يضرب للباذل الهيئة يكون مخبره أكثر من مرآته
618 - 00 القمر ضياء والشمس اضوأ منه يضرب فى تفضيل الرجل على صاحبه
619 - 00 بطن زهمان زاده هو اسم رجل أتى قوما وقد نحروا جزورا فاستطعمهم منها فأطعموه ثم عاودهم فقالوا ذلك أرادوا أنك قد زودت منها الساعة وذلك فى بطنك يضرب لكل من أخذ حظه من الشىء ثم جاء بعد يطلبه وقيل هو من قولهم رجل زهمانى وهو

(2/182)


الشبعان يضرب لمن يدعى إلى طعام وهو شبعان وقيل هو من زهم الرجل إذا أتخم يضرب لمن معه عدته التى يعتضد بها كالمتخم التى تعينه تخمته وامتلاؤه من تكلف كفاية الزاد وقيل زهمان اسم كلب ومعناه أن زاده فى بطن كلب فهو مفقود الزاد وكأن أصله أن رجلا أعد لنفسه زادا فغفل عنه فأكله كلبه يضرب لمن لا نصيب له
620 - فى بيته يؤتى الحكم تفسيره فى الحاء مع الدال
621 - 00 ذنب الكلب تطلب الاهالة ويروى الطرق يضرب فى طلب المعروف من اللئيم قال
(البسيط)
(كغابط الكلب يبغى الطرق فى الذنب ... )
622 - 00 راسه نعرة يضرب للطامح الرأس الذى لا يستقر
623 - 00 كل شجر نار واستمجد المرخ والغفار هما شجرتان من أسرع الشجر وخروج نار والاستمجاد الاستكثار من المجد وهو كثرة الشرف وقيل معناه أنهما أخذ الفضل وذهبا بالمجد يضرب فى تفضيل

(2/183)


القوم على بعض إذا كانوا كلهم ذوى خير ولبعضهم مزية وتقدم ليس للآخرين قال الأعشى
(المتقارب)
(زناد خير زناد الملو ... ك خالط منهن مرخ عفارا)
وقال كثير
(الطويل)
(له حسب فى الحى وار زناده ... عفار ومرخ حله الورى عاجل)
624 - فى وجه مالك تعرف امرته ويروى فى وجه المال ترى امرته أى بركته ونماءه من أمر إذا كثر ووجه المال أول ما تراه يضرب في معرفة صلاح الأمر عند إقباله
625 - فيحى فياح أى انتشرى واتسعى يا فياح كقولهم يا لكاع وهو اسم نوديت به الغارة المشعة المنتشرة وقيل هى من فاحت الطعنة بالدم إذا انفجرت والنداء للحرب أى سيل بالدماء أيتها الحرب السيالة والمعنى

(2/184)


أن الشدة بحيث يقال فيها هذا يضرب فى فظاعة الأمر قال عبد الله ابن ثور
(الوافر)
(فصاح رقيبهم لما رأونا ... وكنا لا نهد من الصياح)
(دفعنا الخيل شائلة عليهم ... وقلنا بالضحى فيحى فياح)

(2/185)


باب القاف

القاف مع الألف

626 - قام على منزعة زلخ فزل ويروى زلج وهما المزلقة والمنزعة الموضع الذى يقوم عليه الساقى لنزع الدلو يضرب لمن ركب خطة فاوبقته
القاف مع الباء

627 - قبح الله معزى خيرها خطة هى اسم عنز سوء قال
(الرجز)
(يا قوم من يحلب شاة ميته ... قد حلبت خطة جنبا مسفته)
والميتة الساكنة عند الحلب والجنب جمع جنبة وهى العلبة والمسفتة المدبوغة بالرب يضرب لقوم أشرار ينسب بعضهم إلى أدنى فضيلة
628 - قبل البكاء كنت عابسة المرأة تكون ذات عبوس فى خلقها ثم تعتل فى وقت بكائها بالبكاء فيقال لها ذلك يضرب للبخيل يعتل بالإعسار وقد كان فى اليسار مانعا
629 - 00 الرماء تملأ الكنائن يضرب فى الاستعداد للأمر قبل

(2/186)


حلوله قال رؤبة
(الرجز)
(قبل الرماء يملأ الجفير ... )
630 - قبل الرمى يراش السهم يضرب فى مثل ذلك
631 - 00 النفاس كنت مصفرة هو مثل قولهم كنت قبل البكاء عابسة
632 - 00 عير وما جرى أى قبل إنسان العين وجريه وهو حركته للنظر يضرب للمبكر يعنى أنه بكر قبل انتباه العيون وقيل هو حمار الوحش وهو أول غاد للمرعى أى بكر قبل الحمار وذهابه إلى المرعى ويجوز ان يكون ما موصولة بمعنى الذى ويكون المعنى قبل حمار الوحش وقبل ما جرى من سائر الحيوان وقيل يضرب مثلا للمخبر بلا استخبار ولا ذكر لما أخبر به ويجوز أن يكون عير اسم رجل له حديث فمعناه أن هذا الأمر كان قبل عير وما جرى من حديثه وفيل جاء قبل عير وما جرى وضرب قبل عير وما جرى يريدون السرعة أى قبل لحظة العين قال الشماخ

(2/187)


(الطويل)
(وتعدوا لقبضى قبل عير وما جرى ... ولم تدر ما بالى ولم أدر بالها) ويروى قبل عائر وهو السهم
633 - قبلك ما جاء الخبر أكل رجل محروتا فبات يفسو فلما أصبح أخبر أهله بأكله المحروت فقالوا له ذلك وما صلة يضرب لمن يخبرك بما أنت به عارف
القاف مع التاء

634 - قتل ارضا عالمها وقتلت ارض جاهلها أى عرف مسالكها العالم فقطعها فلم يضل ولم يهلك وهلك فيها الجاهل لجهله بأحوالها وطرقها يقال قنلت الأمر ونحرته إذا كنت عالما به ويروى بالتشديد من قولهم رجل مقتل إذا كان مضرسا مجربا مذللا يضرب فى المعرفة وحمدهم إياها
635 - 00 نفسا مخيلها أى مطعمها فيما لا يكون وأما قولهم قتل نفسا مخيرها فأصله أن رجلين اقتسما مالا فقال أحدهما لصاحبه اختر أى القسمين شئت فجعل المخير ينظر إلى ذاك مرة وإلى هذا أخرى ويرى كليهما جيدا

(2/188)


فقال الرجل ذلك أى إنى قتلت نفسك حين خيرتك وهو مثل يضرب فى الشره والجشع
القاف مع الدال

636 - قد احزم لو اعزم أى إذا صممت عزيمتى على الأمر وأمضيت فيه رأيى فأنا حازم وإن تركت الصواب فأنا أراه العزم لم ينفعنى حزمى يضرب فى العزم
637 - 00 النا وايل علينا هى من الإيالة وهى السياسة يروى عن زياد بن ابيه أنه قاله فى خطبة يضرب للرجل المجرب
638 - 00 انصف القارة من راماها هم عضل والديش ابنا الهون ابن خزيمة سموا قارة لأن الشداخ أراد تفريقهم فى قبائل كنانة فقال رجل منهم
(الوافر)
(دعونا قارة لا تنفرونا ... فنجفل مثل إجفال الظليم)
أراد دعونا مجتمعين كالقارة التى هى الأكمة وكانوا رماة الحدق فى الجاهلية ويزعمون أن أربعين منهم رموا فى الليلة المظلمة شيئا أحسوا به فأصبحوا فرأوا الأربعين سهما فى هرة والتقى قارى وأسدى فقال القارى إن

(2/189)


شئت صارعتك وإن شئت راميتك وإن شئت سابقتك فاختار الأسدى المراماة فقال القارى
(الرجز)
(قد علمت سلمى ومن والاها ... إنا نصد الخيل من هواها)
(قد أنصف القارة من راماها ... إنا إذا ما فئة نلقاها)
(نرد أولاها على أخراها ... نردها دامية كلاها)
وقيل هى الأنثى من الذئبة وإنها ترمى حيدا وقيل هى مشتقة من قوارة الديم للقرطاس الذى ينصب مقورا فى الهدف ولا يشبه الصواب لأن القرطاس يرمى ولا يرامى
639 - قد بكرت شبوة تزبئر هى العقرب الصفراء الصغيرة قال
(الرجز)
(قد بكرت شبوة تزبئر ... تكسو استها لحما وتقمطر)
640 - بلغ فلان السكاك يضرب لمن علا شأنه
641 - 00 بين الصبح لذى عينين أى تبين كقدم بمعنى تقدم ولهما نظائر

(2/190)


يضرب فى وضوح الأمر
642 - قد ترهيأ القوم هو أن يضطرب رأيهم فيكون مرة كذا ومرة كذا
643 - 00 شمرت عن ساقها فشمرى يحض به على الجد فى الأمر
644 - 00 ظهر نجيب القوم ويروى بدا أى ظهر ما كانوا يخفون من أمرهم
645 - 00 علقت دلوك دلوا اخرى هو أن يرسل الرجل دلوه للاستسقاء فيرسل آخر دلوه أيضا فيتعلق بالأولى حتى يمنع صاحبها السقى يضرب فى أمر يعرض دونه عارض
646 - 00 قف شعره أى قام من الفزع يضرب للجبان ورعبه
647 - 00 قيل ذلك ان حقا وان كذبا أى إن كان حقا وإن كان كذبا

(2/191)


وهو من قول النعمان بن المنذر
(البسيط)
(شرد برحلك عنى حيث شئت ولا ... تكثر على ودع عنك الأباطيلا)
(فما انتفاؤك منه بعد ما جزعت ... هوج المطى به ابراق شمليلا)
(قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من شىء إذا قيلا)
648 - قد كاد يشرق بالريق يضرب لمن لا يقدر على الكلام لشدة رعبه وجبنه قال للربيع بن زياد يجيبه عن أعتذاره إليه مما قرفه لبيد به من البرص
649 - 00 لا اخشى بالذئب كان الرجل يطول عمره حتى يخرف فيصير إلى أن يخوف بالذئب قال شريح بن هانىء
(المنسرح)
(أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا)
(والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدى وأخشى الرياح والمطرا)
650 - لا يقاد بى البعير قاله سعد بن زيد مناة وقد أسن حتى لم يطق

(2/192)


ضبط بعير يركبه فكان ابنه صعصعة يوما يقود به جمله فقال ذلك قال المخبل
(الطويل)
(كما قال سعد إذ يقود به ابنه ... كبرت فجبنبنى الأرانب صعصعا) يضربهما الهرم اسفا على شبابه
651 - قد نفخت لو انفخ فى فحم يضربه العامل فى غير فائدة قال ابو النجم
(الرجز)
(إن تميما معشر ذوو كرم ... قد قاتلوا لو ينفخون فى فحم)
652 - 00 نهيتك عن شربة بالوشل هو الماء القليل يضرب فى النهى عن سؤال اللئيم
653 - 00 وضع الحلس على بكر علط هو الذى لا خطام عليه يضرب لمن ركب أمرا صعبا
654 - 00 وقع غرابه يضرب لمن سكن بعد فوره

(2/193)


655 - قد يبلغ الخصم بالقضم أى يوصل إلى الأكل بجميع الفم بالأكل بمقدمه قال
(الطويل)
(لقد رابنى من أهلى أرضى أننى ... أرى الناس حولى يخضمون واقضم)
ويروى قد يدرك ويروى بالقضم ينال الخضم أى من يقدر معيشته يوشك أن يصير إلى الرفاهة وسعة المعيشة
656 - 00 يبلغ القطوف الوساع يضربان فى القناعة بيسير الحاجة عند فوات جليلها
657 - 00 يضرب الدبر الدامى باحلاس هو من قول الشاعر
(ولا يغرنك أحقاد مزملة ... قد يضرب الدبر الدامى بأحلاس) أراد جمع حلس وهو كساء يطرح على ظهر البعير يضرب لمن يظهر لك بشرا ويضمر غير ذلك
658 - 00 يؤتى على يدى الحريص يضرب فى المقادير التى لا يحترز عنها

(2/194)


الحريص على النجاة وإن اجتهد
659 - قد قدح فى ساقه أى عمل ما يكره
القاف مع الراء

660 - قرارة تسفهت قرارا هى الضائنة وجمعها قرار قال علقمة ابن عبدة
(البسيط)
(والمال صوف قرار يلعبون به ... على نقادته واف ومجلوم) وتسفهت حملت على السفه وذلك أنها إذا سقطت فى ماء أو فى وحل تبعتها البقية يضرب لمن تتقى صحبته
661 - قرب الوساد وطول السواد قيل لابنة الخس لم زنيت وأنت سيدة نسائك فقالت ذلك والسواد المسادة وقال بعضهم لو أتمت الشرح لقالت وحب السفاد يضرب لأمر ألقى صاحبه فى مكروه
662 - قرب طب أى علم ويروى قرب طبا كنعم رجلا وأصله أن رجلا تزوج امرأة فلما قعد معها مقعد الرجل من المرأة قال لها أبكر

(2/195)


أنت أم ثيب فقالت ذلك يضرب فى السؤال عن شىء قرب علمه
663 - قرده حتى امكنه أى خدعه من أخذ القراد عن البعير الصعب حتى يستمكن من خطمه
664 - قرع سن النادم أى ندم قال الكميت
(الطويل)
(سيقرع منها سن خزيان نادم ... إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب) فقال جرير
(الطويل)
(إذا ركبت قيس بخيل مغيرة ... على القين يقرع سن خزيان نادم)
وقال النابغة
(الوافر)
(ولو أنى أطعتك فى أمور ... قرعت ندامة من ذاك سنى)
665 - 00 للأمر ظنبوبة أى عظم ساقه يضرب لمن جد فى الأمر وعزم عليه قال سلامة بن جندل
(البسيط)
(إنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب)

(2/196)


666 - قرن الحرمان بالحياء
667 - قرنت الهيبة بالخيبة
القاف مع الشين

668 - قشر له العصا أى أبدى له ما فى نفسه من العداوة يضرب للعدو المكاشف
القاف مع الطاء

669 - قطعت جهيزة قول كل خطيب بينا قوم يخطبون فى صلح بين حيين قتل أحدهما من الآخر رجلا ويسألون الرضا بالدية جاءت أمه اسمها جهيزة فقالت إن القاتل ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله فقيل ذلك يضرب لأمر قد فات وايس من إصلاحه وقيل هى جهيزة التى يضرب بها المثل فى الحمق وإنه مثل فيمن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتى بها
القاف مع الفاء

670 - قف العير على الردهة ولا تقل له سأسأ ويروى إذا

(2/197)


أدنيت الحمار من الردهة فلا تقل له سأ وإذا قربت الحمار إلى الردهة فلا تقل له تشؤ والردهة مستنقع ماء المطر وسأسأ دعاء للحمار إلى الماء ويروى فلا تقل له هت وهد ويروى فلا تهتهت به ولا تهدهد أى أره رشده ولا تكرهه عليه
القاف مع اللام

671 - قلب له ظهر المجن أى تغير عليه وساء رايه فيه قال معن ابن أوس
(الطويل)
_ قلبت له ظهر المجن فلم أدم ... على ذاك إلا ريثما أتحول)
وقال عدى
(الرمل)
(بينما يغبطه أشياعه ... قلب الدهر له ظهر المجن)
وقال آخر
(الكامل)
(وقلبتم ظهر الجن لنا ... إن اللئيم العاجز الخب)

(2/198)


وقال رؤبة
(الرجز)
(أخشى عليك الوارثين بعدى ... إذا رأونى جدفا فى اللحد)
(إن يعضهوك بالدواهى الربد ... أو يقلب المجن من يفدى)
672 - قلب الامر ظهرا لبطن يضرب فى الأمر بحسن التدبير
القاف مع الميم

673 - قمقم الله غضبه أى خففه يضرب فى الدعاء على الغضبان
القاف مع الواو

674 - قولوا بقولكم ولا يستجزينكم الشيطان أى لا يتخذنكم أجرياء وهم الوكلاء فتنطقوا بلسانه قاله النبى صلى الله عليه وسلم لرجل قال له أنت أفضل قريش قولا وأعظمها طولا يضرب فى ترك الغلو فى المدح
675 - قورى والطفى كان لامرأة صديق فطلب إليها أن تقد له

(2/199)


شراكين من شرج است زوجها فعصبت على مبال طفلها بعقبة وأخفتها فعسر عليه البول فاستغاث بالبكاء فسأل أبوه عن شأنه فقالت أخذه الأسر وقد نعت لى دواؤه طريدة تقد له من شرج استك فأعظم ذلك واشتد الأمر بالصبى فاضطجع الرجل وقال دونك وقورى والطفى ففعلت يضرب فى غرة الغرير
القاف مع الياء

676 - قيل للشقى هلم الى السعادة فقال حسبى ما انا فيه يضرب لمختار الهوان على الكرامة
677 - قيد الإيمان الفتك أى منع من الغيلة قاله النبى صلى الله عليه وسلم

(2/200)


باب الكاف

الكاف مع الهمزة

678 - كأحمر عاد او كليب لوائل يضرب فى الشؤم
679 - كان جذعا باسقا من صوره ما بين لحييه إلى سنوره صورة النخلة أصلها والسنور فقرة العنق يضرب فى وصف الفرس بطول عنقه
680 - على رؤسهم الطير يضرب للحلماء وأهل الأناة قال ذو الرمة
(الطويل)
(فظلت تصاديها وظلت كأنها ... على رؤسها سرب من الطير لوح) وقال الهذلى
(الوافر)
(إذا حلت بنو ليث عكاظا ... رأيت على رؤسهم الغرابا)
وقيل اصله أن سليمان عليه السلام كان يقول للريح أقلينا وللطير أظلينا فكان اصحابه يغضون ابصارهم هيبة له ولا يتكلمون إلا أن يسألهم فيجيبوه فقيل لكل قوم سكتوا كأن على رؤسهم الطير يشبهون بأولئك

(2/201)


681 - كأن عنده كنز النطف هو رجل من بنى يربوع كان فقيرا يحمل الماء على ظهره فينطف أى يقطر فسمى بذلك وكان قد اصاب من اللطيمة التى أرسلها باذان إلى كسرى بن هرمز فانتهبها بنو حنظلة عيبتى جوهر فكنزها يضرب للغنى الذى يقتنى النفائس
682 - كأنما افرغ عليه ذنوبا من ماء يضرب فى كلمة عظيمة يسكت بها الرجل صاحبه
683 - 00 القمه حجرا يضرب فى الجواب المسكت
684 - 00 قد سيره الآن أى كأنما ابتدىء شبابه اليوم يضرب لمن لا يتغير شبابه على طول الزمان
685 - كانه شيطان الحماطة هى شجرة وحياتها خبيثة يضرب للمنظر القبيح ويروى ما هو إلا كشيطان الحماطة قال
(الرجز)
(عنجرد تحلف حين أحلف ... كمثل شيطان الحماط الأعرف)

(2/202)


686 - كانه قاعد على الرضف يضرب للمستوفز
الكاف مع الألف

687 - كاد العروس ان يكون ملكا
688 - 00 الفقر يكون كفرا لاشتداد الصبر عليه
689 - 00 المنتعل يكون راكبا
690 - كادت الشمس تكون صلا
691 - 00 القمراء تكون نهارا ضرب خمستها فى مقاربة الشىء الشىء وأخذه شبها منه
692 - كالارقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقم يضرب للمكروه من جهتين
693 - كالاشقر ان يتقدم ينحر وان يتاخر يعقر ويروى إن تقدم

(2/203)


نحر وإن تأخر عقر هم يتشاءمون فى الحرب بالفرس الأشقر قال
(الرجز)
(كموقف الأشقر إن تقدما ... باشر منحوض السنان لهذما)
(والسيف من ورائه إن أحجما ... )
وقال الفرزدق
(الطويل)
(فأصبح كالشقراء تنحر إن مضت ... وتضرب ساقاها إذا هى ولت)
يضرب فى مثل ذلك
694 - كالبائع الكبة بالهبة الكبة الإبل والهبة الريح يضرب للمغبون فى تجارته
695 - كالثور يضرب لما عافت البقر كانوا إذا عافت البقر الورد ضربوا الثور زاعمين أن الجن ركبته وأنها تزع البقر عن المشرب فينفرونها بالقاء الضرب على الثور وقيل إنما يضرب لأنه قائد البقر وسائقها وقيل الثور العرمض أى الطحلب يضرب فيذهب فى نواحى الورد ثم تشرب حينئذ وإذا كان على وجه الماء عافته يضرب للمأخوذ

(2/204)


بذنب غيره قال أنس بن مدركة الخثعمى
(البسيط)
(إن وقتلى سليكان ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر)
وقال عوف بن الخرع
(الوافر)
(هجونى إن هجوت جبال سلمى ... كضرب الثور للبقر الظماء)
وقال نهشل بن حرى
(الوافر)
(أتترك عارض وبنو عدى ... وتغرم دارم وهم براء)
(كذاك الثور يضرب بالهراوى ... إذا ماعافت البقر الظماء)
وقال الهيبان الفقيمى
(الطويل)
(كما ضرب اليعسوب إن عافت باقر ... وما ذنبه إن عافت الماء باقر)
696 - كالحادى وليس له بعير يضرب لمن ينتحل علما وليس عنده
697 - كالحيود عن الزبية يضرب لمن يعرف الشر فيتوقاه واصله

(2/205)


أن الصائد يحتفر حفيرة للصيد ويغطيها فيفطن لها الصيد فيحيد عنها لأن هلاكه فيها
698 - كالخروف اينما مال انقى الارض بصوف يضرب لمن يجد معتمدا فى كل حال ويروى الخروف ينقلب على الصوف يضرب للرجل المكفى
699 - كالساقط بين الفراشين يضرب للذى يتورد أمرين ليس فى واحد منهما
700 - كالسيل تحت الدمن جمع دمنة كتمرة وتمر يضرب لمخفى العداوة
701 - كالشاة تبحث عن سكين جزار هو من قول الكميت
(البسيط)
(أبلغ يزيد وإسماعيل مالكة ... ومنذرا واباه شر إستار)
(وخالد خالد الكوات إنكم ... كالعنز تبحث عن سكين جزار)

(2/206)


وأصله أن رجلا وجد شاة فأراد ذبحها فلم يظفر بسكين وكانت مربوطة فلم تزل تبحث برجيلها حتى أبرزت سكينا كانت مدفونة فذبحها بها ويروى كالباحثة عن حتفها بظلفها ويروى كالباحث عن الشفرة قيل معناه أنه طلب معاشا فسقط على شفرة فعقرته يراد الصيد الواقع فى الحبالة ويروى كالباحث عن الجرة وهى عصى تربط إلى حبالة يغيب فى التراب فيها وتر فاذا دخلت يد الظبى فى الحبالة انعقد الوتر فى يده فاذا وثب ليفلت ضرب بتلك العصا يده الأخرى ورجله فكسرهما فتلك العصا هى الجرة وقال حسان بن ثابت
(الطويل)
(ولا تك كالشاة التى كان حتفها ... بحفر ذراعيها فلم تر محفرا)
يضرب فى حاجة تؤدى صاحبها إلى التلف وفى حين يورط فيه الرجل نفسه قال
(المتقارب)
(فان بجيرا وأشياعها ... كما تبحث الشاة إذ تذأل)

(2/207)


(أثارت عن الحتف فاغتالها ... فمر على حلقها المغول)
702 - كالفاخرة بحدج ربتها الأمة يكون لمولاتها حدج وهو مركب للنساء فهى تفتخر به يضرب للمفتخر بما ليس له قال دختنوس بنت لقيط
(الكامل)
(فخر البغى بحدج ... ربتها إذا ما الناس شلو)
وقال الأخطل
(الكامل)
(أجرير إنك والذى تسمو له ... كأسيفة فخرت بحدج حصان) وقال الطرماح
(الطويل)
(كفخر الإماء الرائحات عشية ... برقم حدوج الحى لما استقلت)
وقال آخر
(الوافر)
(فانكم كفاخرة بحدج ... ضعيف الأسر منقطع السناف)
703 - كالقابض على الماءيضرب لمن ليس بيده شىء مما أخذ قال فبسن بن جروة الطائي

(2/208)


(الطويل)
(أصبح من اسماء قيس كقابض ... على الماء لا يدرى بما هو قابض)
وقال ضابىء
(الطويل)
(فأصبحت من ليلى الغداة كقابض ... على الماء لم ترجع بشىء أنامله)
وقال أيضا
(الطويل)
(وإنى وإياكم وشوقا إليكم ... كقابض ماء لم يسقه أنامله)
وقال آخر
(الطويل)
(فأصبحت مما كان بينى وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد)
704 - كالكبش يحمل شفرة وزنادا سمن عمرو بن هند الملك كبشا وعلق فى عنقه شفرة وزنادا ثم سرحه لينظر هل يجترىء أحد على ذبحه فتحاماه الناس حتى مر ببنى يشكر فذبحه علباء بن أرقم ثم أتاه مدحه بشعر واستوهبه نفسه فعفى عنه يضرب لمن يحمل ما فيه هلاكه قال خداش ابن زهير
(الكامل)
(كم مبغض لى لا ينال عداوتى ... كالكبش يحمل شفرة وزنادا)

(2/209)


705 - كالمتمرغ فى دم القتيل يضرب لمن يدنو من الشر ويتعرض لما يعزه وهو منه بمعزل
706 - كالمربوط والمرعى خصيب يضرب لصاحب نعمة هو ممنوع من تناولها
707 - كالمصطادة باستها دخل بين فخذى امرأة ضب فضمتهما عليه وأخذته يضرب لمن ينال مطلوبه عن قريب
708 - كالممهورة من مال ابيها يضرب للممتن باحسان قد انتفع به هو وقصته فى الهمزة مع الحاء
709 - كالمهدر فى العنة هو البعير الكثير التهدار والعنة الحظيرة يضرب للمتوعد من بعيد من غير قدرة قال الوليد
(الوافر)
(قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر فى دمشق ولا تريم)
710 - كالنازى بين القرينين هو أن يدخل البكر لمرحه بين بعيرين

(2/210)


مقرونين فيخبطاه يضرب للرجل المدخل نفسه فيما لا يعنيه سفها
711 - كانت بيضة الديك
712 - 00 بيضة العقر هى آخر بيضة تبيضها الدجاجة ثم تصير عاقرا لا تبيض بعدها يضرب لمن فعل شيئا ثم قطعه آخر الدهر وقيل هى بيضة الديك وهى تبيض فى السنة مرة وأضيفت إلى العقر وهو دية فرج المرأة إذا اغتصبت نفسها لأنها تبلى بها عذرتها فكأنه قيل كانت منه الفعلة مرة واحدة كالبيضة التى يجب بسببها العقر إذا امتحنت بها العذراء فعرف شأنها وتلك بيضة الديك وقيل هى بيضة قد توجد فى الفلاة نادرا والعقر طائر تبيضها يضرب لما يندر فى الدهر مرة
713 - 00 عليهم كراغية البكر الراغية مصدر بمعنى الرغاء كالعافية والبالية والقاضية والبكر سقب ناقة صالح وذلك أنه لما عقرت الناقة صعد الجبل فرغا فأتاهم العذاب يضرب فى الشؤم

(2/211)


قال الأخطل
(الطويل)
(لعمرى لقد لاقت سليم وعامر ... على جانب الثرثار راغية البكر) وقال أيضا
(الطويل)
(رغا فوقهم سقب السماء فداحض ... بشكته لم يستلب وسليب)
714 - كانت لقوة صادفت قبيسا أى طروقة سريعة اللقاح وجدت فحلا سريع الإلقاح يضرب فى سرعة اتفاق الأخوين قال
(الوافر)
(حملت ثلاثة فولدت تما ... فأم لقوه وأب قبيس)
715 - 00 وقرة فى حجر هى كالهزمة يضرب لمصيبة احتملها المصاب بها ولم تؤثر فيه
716 - كان جرحا فبرأ قاله حكيم أصيب بابن له فبكاه حولا ثم أمسك يضرب فى السلوة عن الرزية

(2/212)


717 - كان جوادا فخصى يضرب للرجل الجلد ينكب فيضعف
718 - حمارا فاستأتن أى صار فى ضعفه كالأتان يضرب لمن ذل بعد العزة
719 - 00 ذاك ايام الهدملة هى الدهر الأول الذى لا يوقف عليه لطول التقادم يضرب للأمر الذى قد فات
720 - 00 ذاك زمن الفطحل من تكاذيبهم أنه زمن كانت الصخور رطبة قال رؤبة
(الرجز)
(تسألنى عن السنين كم لى ... فقلت لو عمرت عمر حسل)
(أو عمر نوح زمن الفطحل ... والصخر مبتل كطين الوحل)
(كنت رهين هرم أو قتل ... )
يضرب فى زمان الخصب والخير
721 - 00 ذلك على است الدهر أى على قدم الدهر
722 - 00 مثل الذبحة على النحر بفتح الباء وتسكينها داء يصيب الحلق

(2/213)


وربما قتل يضربه من تشكو إليه رجلا كان يظهر لك الصداقة ثم بان غشه يريد أن عداوته كانت ظاهرة ظهور هذا الداء لى إلا أنها كانت خفية عليك
723 - كانوا كامس الذاهب أى اضمحلت آثارهم وانقرضوا كأمس قال عبد الله بن الزبعدي يخاطب النبى صلى الله عليه وسلم
(الكامل)
(ما حاربتك من الشعوب قبيلة ... إلا تركتهم كأمس الذاهب)
724 - 00 مخلين فلاقوا حمضا تفسيره فى الهمزة مع النون
الكاف مع الباء

725 - كبر عمرو عن الطوق هو عمرو بن عدى ابن اخت جذيمة قد طوق صغيرا ثم استهوته الجن مدة فلما عاد همت أمه بإعادة الطوق إليه فقال جذيمة ذلك وقيل إنها نطقته وطوقته وأمرته بزيارة خاله فلما رأى لحيته والطوق قال ذلك ويروى شب عمرو عن الطوق وجل عمرو يضرب فى ارتفاع الكبير عن هيئة الصغير وما يستهجن من تحلية بحليته
726 - كبرق الخلب هو صفة للسحاب والأصل كبرق السحاب الخلب

(2/214)


وهو الذى لا مطر فيه وإنه أشد البرق انعقاقا وأحصنه وإذا كان ينصب فى السحاب انصبابا لم يكد يخلف ويقال لما كان فيه مطر برق الحيا يضرب للمخلف الخائن بالوأى قال
(الرمل)
(لا يكن برقك برقا خلبا ... إن خير البرق ما الغيث معه)
الكاف مع الثاء

727 - كثير النصح يهجم على كثير الظنة
الكاف مع الحاء

728 - كحمارى العبادى هو رجل من العباد وهم ناس من قبائل شتى تعبدوا للملوك بالخدمة والملازمة فسموا بذلك وقيل كان شعارهم نحن عباد الله قال امرؤ القيس
(الطويل)
(أبلغ إيادا والعباد وطيئا ... وكندة أنى شاكر لبنى ثعل)
وقال الأخطل

(2/215)


(البسيط)
(عذراء لم تجتل الخطاب بهجتها ... حتى اجتلاها عبادى بدينار)
ومنهم عدى بن زيد الشاعر قيل له أى حماريك شر فقال ذا ثم ذا أراد أنه لا مزية لأحدهما على الآخر فى الرداءة وسئل بعضهم عن الكناس والحجام ايهما أنذل فأنشد قول الشاعر
(الطويل)
(حمار العبادى الذى سيل عنهما ... فكانا على حال من الشر واحد)
يضرب للمتساويين فى الشر
729 - كحسو الديك يضرب للقليل المتقاصر
الكاف مع الدال

730 - كدابغة وقد حلم الاديم هو من قول الوليد بن عقبة لمعاوية رضى الله عنه
(الوافر)
(فانك والكتاب إلى على ... كدابغة وقد حلم الأديم)
وقال الهذلى
(الوافر)
(تساقيهم على رصف وضر ... كدابغة وقد حلم الأديم)
يقول تسقيهم على ما في قلبك من غل وعداوة كدبغ هذه وقد فسد

(2/216)


أديمها وذلك أن الحلم إذا وقع فى الجلد فليس بعده إصلاح يضرب للسارع فى الأمر بعد فساده
731 - كدمت غير مكدم أى عضضت غير معض يضرب لمن طلب الشىء فى غير مطلبه
الكاف مع الذال

732 - كذلك النجار يختلف يزعمون أن ضبعا اطلع فى بئر فاذا فى اسفلها ثعلب على دلو فركبت الدلو الأخرى فانحدرت بها وعلت الأخرى بالثعلب فلما راته مصعدا قالت له إلى اين تذهب فقال ذلك يضرب للمختلفين فى الأمر
733 - كذى العر يكوى غيره وهو راتع هو من قول النابغة
(الطويل)
(وحملتنى ذنب امرىء وتركته ... كذى العر يكوى غيره وهو راتع)
العر الجرب تزعم العرب أن الإبل إذا فشا فيها الجرب فكوى بعير صحيح قدامها وهى تنظر إليه برأت كلها ويروى العر بالضم وهو قروح تخرج

(2/217)


بمشافرها يضرب للمعاقب بذنب غيره
الكاف مع الراء

734 - كركبتى البعير يضرب للمتساويين ويروى كركبتى العنز وذلك أن ركبتيها تقعان معا إذا أرادت تربض وحديثه فى الهمزة مع الحاء
735 - كرهت الخنازير الماء الموغر النصارى تغلى الماء للخنازير وتلقيها فيه للانضاح وذلك الإيغار يضرب لفرار الجبان واستكانته عند عشوة نار الحرب قال
(الكامل)
(ولقد لقيت فوارسا من قومنا ... غنطوك غنظ جرادة العيار)
(ولقد رايت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار)
الكاف مع السين

636 - كسؤر العبد من لحم الحوار أى كبقيته يضرب للحقير التافه
الكاف مع الطاء

737 - كطالب القرن جدعت اذناه يقولون ذهبت النعامة تطلب

(2/218)


قرنين فجدعت أذناه فعادت صلماء جماء أنشد الفراء
(البسيط)
(مثل النعامة كانت وهى سائمة ... أذناه حتى زهاها الحين والجبن)
(جاءت لتشرى قرنا أو تعوضه ... والدهر فيه رباح البيع والغبن)
(فقيل أذناك ظلما ثمت اصطلمت ... إلى الصماخ فلا قرن ولا اذن)
وقال آخر
(الكامل)
(أو كالنعامة إذا غدت من ببتها ... ليصاغ قرناها بغير أذين)
(فاجتثت الأذنان منها فانثنت ... صلماء ليست من ذوات قرون)
الكاف مع العين

838 - كعكمى بعير يضرب فى المتساويين واصله أن تحل عن البعير حباله فيسقط عدلاه معا
الكاف مع الفاء

730 - كفت إلى وئية الكفت بالفتح والكسر القدر الصغيرة التى تكفت

(2/219)


على الطابق والوئية بوزن فعيلة الكبيرة من الوأى وهو الضخم ويروى على وئيبة ويروى وابة من الحافر الوأب وهو المتقعب قال
(الرجز)
(جاءوا بقدر وابة التصعيد ... )
يضرب لمن يحملك بلية كبيرة ثم يزيدك إليها أخرى صغيرة وقيل الكفت بالفتح الرجل السريع فى طلب الولد والوئيبة المرأة العاقلة يضرب فى سرعة الإنفاق وذلك أن الرجل إذا كان بهذه الصفة وأصاب امرأة عاقلة فأمن الإحماق ورجا كياسة الولد وافقها سريعا
740 - كفرسى رهان يضرب للمتساويين فى الفضل
741 - كفضل ابن المخاض على الفصيل يضرب للرجلين المتقاربين فى الفضل
7420 - كفا مطلقة تفت اليرمعا تفسيره فى الهمزة مع الياء يضرب للجزوع

(2/220)


743 - كفى بالشك جهلا
744 - 00 برغائها مناديا نزل رجل بقرب قوم وناقته ترغو فلم يقروه فلامهم فقالوا ما أحسسنا بنزولك فقال ذلك يضرب فى الحث على قضاء الحاجة قبل سؤالها أى كفى بظهور إمارات المحتاج موجبا قضاء حاجته فلا تلجئه إلى التصريح بالسؤال
745 - 00 قوما بصاحبهم خبيرا هو من قوله
(الوافر)
(إذا لاقيت قومى فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا)
(بصاحبهم فاعل كفى وقوما مفعوله وخبيرا تمييز يضرب فى معرفة الرجل بحال عشيرته ووجوب الرجوع إليه فى أخبارهم
الكاف مع اللام

746 - كلا جانبى هرشى لهن طريق هو من قوله
(الطويل)
(خذا بطن هرشى أو قفاها فانه ... كلا جانبى هرشى لهن طريق)
وهرشى أكمة بتهامة يسلكها الحاج ولها طريقان من جانبيها أيهما

(2/221)


سلك كان صوابا يضرب لأمر سهل من وجهين
747 - كلب اعتس خير من اسد ربض ويروى كلب عس ويروى من اسد أندس ويروى كلب عائر خير من كلب رابض العائر المتردد ومنه العير لتردده فى الفلاة والعامة تقول كلب طواف خير من اسد رابض يضرب فى تفضيل الضعيف إذا تصرف فى المكسب على القوى إذا تقاعس
748 - كلفت إليك عرق القربة يراد ماؤها أى سافرت فاحتجت إلى حمل الماء وقيل معناه أنصبت نفسى لأجلك حتى عرقت كما تعرق القربة وعرقها نضح ماءها وقيل هو بمعنى علقها وهو معلاق تحمل به أى تجشمت لك حمل القربة يريد المسافرة يضرب فى تحمل الرجل المشاق لأجل صاحبه ويروى جشمت إليك قال ابن احمر
(الكامل)
(ليست بمشتمة تعد وعفوها ... عرق السقاء على القعود اللاغب)
749 - كلفتنى الابلق العقوق تفسيره فى الهمزة مع العين

(2/222)


750 - كلفتنى بيض السمائم هى جمع سمامة وهى طائر كالخطاف لا يقدر لها على بيض
751 - كلفتنى مخ البعوض قال ابن أحمر
(الرجز)
(كلفتنى مخ البعوض فقد ... أقصرت لا نجح ولا عذر)
تضرب ثلاثتها فى تكليف ما لا يطاق
752 - كل اداة الخبز عندى غيره أصله أن رجلا استضافه قوم فطرح الرحا على نطع وسوى قطبها وأطبقها فتعجبوا من حضور آلته ثم أخذ يديرها لغير شىء فقالوا له ما تصنع فقال ذلك يضرب عند إعواز الشىء
753 - 00 ازب نفور كان عند زهير بن جذيمة العبسى ثأر لخالد بن جعفر ابن كلاب فكان زهير يوما فى هله ومعه أخوه أسيد وكان أزب فرأى

(2/223)


جعفرا وأصحابه قد أقبلوا فخاف وأخبر زهيرا فقال له زهير ذلك وتفسير نفار الأزب فى الهمزة مع النون يضرب للجبان
754 - كل إناء يترشح بما فيه يضرب فى إفصاح الرجل بما يطبع به إن خيرا فخير وإن شرا فشر
755 - 00 الحذاء يحتذى الحافى الوقع من قول ابى المقدام جساس ابن قطيب وكان فى سفر ممتارا
(الرجز)
(يا ليت لى نعلين من جلد الضبع ... وشركا من استها لا تنقطع)
(كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع ... )
الوقع الحجارة المحددة فعل بمعنى مفعول من وقع الفأس إذا حدده والوقع الماشى فى الوقع فهو يحاذر على رجليه من كل شىء بينكبهما يضرب المحاذرة الرجل مما ابتلى به مرة وللمضطر الراضى بما يجد
756 - 00 الصيد فى جوف الفرا تصيد قوم فاصطاد بعضهم أرنبا وبعضهم ظبيا وبعضهم فرأ أى حمارا فجاؤا بصيدهم صاحبهم فطرحوه بين يديه فقال ذلك أراد أنه أكبر الصيد فاذا اصطيد فهو بمنزلة كل الصيد

(2/224)


وقد ضربه النبى صلى الله عليه وسلم مثلا لأبى سفيان حين قال له أنت يا با سفيان كما قيل وكل الصيد فى جوف الفرا يضرب فى الواحد الذى يقوم مقام الكثير لعظمه
757 - كل الطعام تشتهى ربيعة من قوله
(الرجز)
(كل الطعام تشتهى ربيعة ... الخرس والإعذار والنقيعة)
يضرب للمنهوم الذى لا يرد شيئا
758 - 00 امرىء بطوال العيش مكذوب أى بطوله ومعناه أن نفسه تمنيه الأمانى الكاذبة يضرب فى دوام الحياة وطولها وهو مخترم لا محالة
759 - 00 امرىء سيعود مريئا أى تحقره حوادث الدهر وتصغر شأنه يضرب فى تنقل الدهر بأهله
760 - 00 امرىء فى شأنه ساع هو من قول ابى قيس بن الأسلت

(2/225)


(السريع)
(أسعى على جل بنى مالك ... كل امرىء فى شأنه ساعى)
يضرب فى اعتناء الرجل بأمر نفسه
761 - كل جدة تبليها عدة يعنى عدة الأيام والليالى
762 - 00 ذات بعل ستئيم من الإيمة يضرب فى حؤول الدهر قال امرؤ القيس
(الطويل)
(أفاطم إنى هالك فتبينى ... ولا تجزعى كل النساء تئيم)
763 - 00 ذات ذيل تختال يضرب لإنفاق الغنى ما لا يحتاج إليه
764 - 00 ذات صدار خالة أغار همام بن مرة الشيبانى على بنى أسد وأمه منهم فقيل له أتفعل هذا بخالاتك فقال ذلك
765 - 00 شاة برجلها تناط ويروى تناط برجليها وأصله أن وكيع بن سلمة الأيادى ولى البيت بعد جرهم وبنى بمكة صرحا فكان يرتقى فيه ويقول إنى أناجى الله وكان يسجع يتكهن فلما حضرته الوفاة جمع أيادا فقال اسمعوا وصيتى الكلام كلمتان والأمر بعد البيان

(2/226)


من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه وكل شاة معلقة برجلها فأرسلها مثلا يضرب فى وجوب أخذ الرجل بذنبه دون ذنب غيره
766 - كل شىء اخطأ الانف جلل أى يسير هين واصله أن رجلا صرع رجلا وأراد جدع أنفه فأخطأه وجرح وجهه فحدث به رجل فقال ذلك يضرب فى وجوب المحاماة عن العز
767 - كل شىء مهه ومهاه ما خلا النساء وذكرهن المهه والمهاه الشىء الحقير يضرب فى الحمية عند ذكر الحرم
768 - 00 شىء يحب ولده حتى الحبارى هى أموق الطير وحبها لولدها أشد الحب إذا قوى على الطير إن طارت يمنة ويسرة منه شفقة عليه قال
(الرجز)
(وكل شىء قد يحب ولده ... حتى الحبارى فتطير عنده) أى جانبه
769 - 00 صعلوك جواد
770 - كل ضب عنده مرداته أى حجره الذى يردى به أى يرمى به

(2/227)


وذلك أن الضب لقلة هدايته لا يتخذ جحره إلا عند حجر يعلمه به فكل من أراد حرشه فالحجر الذى يرميه به قريب منه يضرب فى كون الحوادث معرضة لكل أحد
771 - كل طائر يصيد قدره يضرب فى إقدام المرء على ما يقدر عليه
772 - 00 فتى فى بيته صبى يضرب فى إطراح الرجل حشمته فى وطنه وقال عمر رضى الله عنه ينبغى للرجل أن يكون فى أهله كالصبى فاذا التمس ما عنده وجد رجلا
773 - 00 فتاة بابيها معجبة خرجت العجفاء بنت علقمة السعدى مع أتراب لها إلى متحدث لهن ليلا فذكرت كل واحدة اباها وافتخرت به فقالت العجفاء ذلك ثم ذكرت اباها بخير وكان علقمة جبانا بخيلا يضرب فى إعجاب الرجل برهطه وإن كانوا غير أهل لذلك قال
(الرجز)
(جارية من قيس بن ثعلبه ... كريمة أخوالها والعصبه)

(2/228)


(كأنها خلة سيف مذهبه ... أهوى لها شيخ غليظ الرقبه)
(خاظى البضيع عروه كالخشبه ... فضربت بالود فوق الأرنبه)
(وصرخت منه وقالت يا ابه ... كل فتاة بأبيها معجبه)
774 - كل مجد مع النواكة مود أى كل من كان عنده جدوى وغناء إذا عد فى الحمقى كان ضائعا غناؤه يضرب فى فضل العقل
775 - 00 مجر بالخلاء يسر أى يتبجح ويجرى فرسه لأنه لم ير ما عند غيره واصله أن رجلا كان له فرس يسميه الأبيلق وكان إذا رأى طائرا أجراه تحته أو إعصارا أجراه معه فتعجبه سرعته فراهن عنه فلما أرسلا سبق فقال صاحبه ذلك ويروى كل مجر وحده مسرور وكل مجر بخلاء مسرور يضرب لمن يحمد خلة فيه ولا يدرى ما فى الناس من الفضائل
776 - 00 نجار إبل نجارها هو من قول بعض اللصوص

(2/229)


(الرجز)
(تسألنى الباعة ما نجارها ... إذ زعزعوها فسمت أبصارها)
(كل نجار إبل نجارها ... وكل دار لأناس دارها)
(وكل نار العالمين نارها ... )
وقال ذلك وقد سئل عن أصل إبل كان يعرضها للبيع يضرب لمن كان له لون من الأخلاق
777 - كلا زعمت انه خصر لقى رجلان فارسا فى يوم شات فقالا إن الخصر الذى به شاغله عنا فأهويا إليه فطعن أحدهما فقال المطعون لصاحبه ذلك يضرب فى عتاب الرجل صاحبه إذا ورطه بالخداع
778 - 00 زعمت العير لا تقاتل هى الإبل التى تحمل الميرة يضرب لمن أمن أن يكون معه شىء ثم ظهر له خلاف الظن
779 - كلكم فليحتلب صعوده هى الناقة يموت ولدها فترتضع إلى فصيلها الأول فتدر عليه ويقال هو أطيب للبنها قال خالد بن جعفر

(2/230)


(الوافر)
(أمرت بها الرعاء ليكرموها ... لها لبن الخلية والصعود)
وأصله أن غلاما كان يلعب مع الغلمان وله صعود دونهم فقال ذلك يضرب فى موضع الاستيشار
780 - كليهما وتمرا مر بعمرو بن حمران الجعدى رجل مجهود وبين يديه زبد وقرص وتمر فاستطعمه زبدا أو قرصا فقال عمرو ذلك أى أطعمك كل واحد منهما وأطعمك تمرا أيضا ثم ضرب فى كل موضع خير فيه الرجل بين شيئين وهو يريدهما معا ويحكى أن بعض الخلفاء عرض على رجل ثوبين وخيره بينهما فقال ذلك فقال الخليفة أوتمزح بين يدى فلم يوله شيئا
الكاف مع الميم

781 - كما تدين تدان ابن دريد عن ابى حاتم عن ابي عبيدة ومعنى

(2/231)


المثل كما تفعل يفعل بك
782 - كمبتغى الصيد فى عريسة الاسد من قول الطرماح
(البسيط)
(يا طىء السهل والأجبال موعدكم ... كمبتغى الصيد فى عريسة الأسد)
يضرب لطالب حاجة تورطه
783 - كمجير ام عامر طرد قوم ضبعا حتى ألجؤوها إلى خيمة أعرابى فأجارها فنازعوه فقالوا صيدنا وطريدتنا فقال كلا والذى نفسى بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفى بيدى فتركوه فقرب إليها لبنا فأقبلت تلغ فيه حتى شبعت فانه لنائم فى جوف بيته فوثبت عليه فبقرت بطنه وذهبت فأخذ ابن عم له قوسه وكنانته فلم يزل فى طلبها حتى قتلها وأنشأ يقول

(2/232)


(الطويل)
(ومن يصنع المعروف فى غير أهله ... يجازى الذى لاقى مجير أم عامر)
(أدام لها حين استجارت بقربه ... لها محض ألبان اللقاح الدرائر)
(وأسمنها حتى إذا ما تكاملت ... فرته بأنياب لها وأظافر)
(فقل لذوى المعروف هذا جزاء من ... بدا يصنع المعروف مع غير شاكر)
يضرب لمصطنع المعروف إلى عير أهله
784 - كمستبضع التمر إلى هجر كانت معدن التمر قبل العراقين وقيل كمستبضع تمرا إلى خيبر قال
(الطويل)
(فانك واستبضاعك الشعر عندنا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا)
785 - 00 الملح إلى بارق هو اسم جبل باليمن وبه سمى سعد بن عدى بن حارثة بن عمرو مزيقيا لأنه نزل به وقيل لولاده بنو بارق يضربان فى نقل الأشياء عن أماكن تعز فيها إلى أماكن هى فيها كثيرة والخطأ فى ذلك
786 - كمعلمة امها البضاع أى المباضعة يضرب فى إهدائك

(2/233)


العلم لمن هو أعلم منك
787 - كمش ذلاذله أى رفع أذياله يضرب للمشمر فى أمره
788 - كمن الغيث على العرفجة هى سريعة الانتفاع بالغيث يضرب لمن أحسنت إليه فقال لك أتمن على فتقول له ذلك
الكاف مع النون

789 - كنت من هذا الامر فالج بن خلاوة الفالج من قولهم فلج الرجل على خصمه إذا ظهر عليه والخلاوة من تخلى عن الشىء إذا فارقه وعداه والمعنى كنت بريا ذا فلج وتخل يضرب فى التبرء من الأمر
790 - كندمانى جذيمة كان جذيمة الوضاح الملك يربأ بنفسه من أن ينادم أحدا وكان يقول أنا أعظم من أن أنادم إلا الفرقدين فكان يشرب كأسا ويصب لهما كأسين حتى فقد ابن أخته عمرو بن عدى صاحب الطوق فوجده مالك وعقيل رجلان من بلقين فلما قدما به عليه حكمهما فاختارا منادمته ما عاش وعاشا ويقال إنهما اصطحبا منادمته أربعين سنة يضرب

(2/234)


فى أخوين طال تصاحبهما قال متمم بن نويرة
(الطويل)
(وكنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن نتصدعا)
(فلما تفرقنا كأنى ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا)
وقال أبو خراش
(الطويل)
(ألم تعلمى أن قد تفرق قبلنا ... نديما صفاء مالك وعقيل)
791 - كنف ولا ذرا أى ملجأ وليس بما يظل يضرب لمولى لا يعود عليك بما ينفعك
792 - كنت كعارمة إذا لم تجد عارما المرأة إذا لم يكن لها ولد يمص ثدييها مصتهما هى لئلا ترما وهى من عرمت شيئا من مطعم وعرمت الإبل الشجر نالت منه والضمير فى تجد للعارمة يضرب لمباشرة الرجل الأمر بنفسه إذا اعوزه من يباشر له
793 - كن وسطا وامش جانبا يروى عن عيسى صلى الله عليه وسلم

(2/235)


أى توسط الناس مخالطا ومخالفا وزايلهم دينا وعملا
الكاف مع الياء

794 - كيف بغلام قد اعيانى ابوه هو كقول شعيث بن كنانة
(الطويل)
(أترجو حيى أن يجىء صغارها ... بخير وقد أعيا عليك كبارها)
795 - 00 تبصر القذاة فى عين اخيك وتدع الجذع المعترض فى حلقك قال وضاح بن إسماعيل
(الطويل)
(فانى أرى فى عينك الجذع معرضا ... وتعجب إن أبصرت فى عينى القذا)
796 - 00 توقى ظهر ما انت راكبه من قول المتلمس
(الطويل)
(عصانى فلم يلق الرشاد وإنما ... تبين من أمر الغوى عواقبه)
(فأصبح محمولا على ظهر آلة ... تمج نجيع الجوف منه ترائبه)
(فان لا تجللها يعالوك فوقها ... وكيف توقى ظهر ما أنت راكبه)

(2/236)


باب اللام

اللام مع الهمزة

797 - لابلغن منك سخن القدمين أى لآتين إليك أمرا يبلغ حره قدميك قال الكميت
(الوافر)
(ويبلغ سخنها الأقدام منكم ... إذا ارتان هيجتا أرينا)
798 - لآحلأنك حلأ غير مردود من الحلوء والحلاء وهو حكاكة حجر على حجر يكتحل بها الأرمد يضرب فى التوعد قال ابو المثلم الهذلى
(المتقارب)
(وأكحلك بالصاب أو بالحلاء ... ففقح لذلك أو غمض)
799 - لآرينك لمحا باصرا أى نظرا بتحديق وهو من باب لابن وتامر يضرب فى التوعد
800 - لأشانن شأنهم أى لأقصدن قصدهم يقال شأنت شأنه وصمدت

(2/237)


صمده يقوله المتوعد
801 - لآضعن عنك دينى يقوله من اتهم أخاه بشىء ينكره فيخوفه بالهجر
802 - لآطأنهم باخمص رجلى هو أمكن الوطء وأشده
803 - لاطعنن في حوصهم أى لأفسدن ما أصلحوا يضرب في التوعد
804 - لاطيرن نعرتك أى لأذهبن كبرك وجهلك وأصله الحمار إذا نعر ركب رأسه
805 - لافشنك فش الوطب أى لأخرجن غضبك
806 - لافعلن ذلك قبل حساس الايسار هو من معنى الحسحسة لا من لفظها وهو أن يجعلوا اللحم على الجمر أى افعله بكرة

(2/238)


807 - لاقبلن قبلك أي نحوك وقصدك
808 - لاقيمنحدلك أى عوجك من الأحدل وهو الذى فى عنقه أو منكبه اعوجاج ويروى قذلك قال
(الوافر)
(ومن لا يلبس المولى كثيرا ... على قذل فليس له موالى)
809 - لالجئنك إلى قر قرارك أى لأضطرنك إلى أسوإ حالك وأسفلها
810 - لالحقن حواقنك بذواقنك الحاقنة المرىء والذاقنة المعدة وقيل الحاقنة المعدة والذاقنة الذقن ويروى لألزقن حواقنك بلواقنك وهو أسفل بطنه هكذا ذكره ابو زيد فى نوادره
811 - لألحقن قطوفها بالمعناق أى لأتبعن لشدة السوق القصير الخطايا لواسعها

(2/239)


812 - لامدن غضنك أى لأطيلن عناءك قال رؤبة
(الرجز)
(أريت إن سقنا سياقا حسنا ... يمد من آباطهن الغضنا)
(أنازل أنت فخابز لنا ... )
813 - لامر ما حز قصير انفه وهو قصير بن سعد آخذ ثأر جذيمة قال المتلمس
(الطويل)
(ومن حذر الأيام ما حز أنفه ... قصير ورام الموت بالسيف بيهس)
814 - 00 ما يسود من يسود قال
(الوافر)
(عزمت على إقامة ذى صباح ... لأمر ما يسود من يسود)
815 - لامك الحلق ولعينك العبر الحق اسم من حلق الشعر يضرب فى دعاء السوء

(2/240)


816 - لئن التقى روعى وروعك لتندمن يضرب فى التهدد والمعنى لو الثقى جرأة قلبى وجبن قلبك
817 - 00 فعلت كذا ليكونن بتة ما بينى وبينك أى قطعه ما بينى وبينك يقوله الرجل يخوف صاحبه بالهجران فى شىء ينكره عليه
818 - لان يربنى فلان احب الى من ان يربنى فلان يعنى أن يكون ربا فوقى وسيدا يملكنى قال ابو سفيان يوم حنين عند الجولة التى كانت من المسلمين غلبت والله هوازن فقال له صفوان بن امية بفيك الكثكث لأن يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن يضرب فى اختيار الأرباب
اللام مع الألف

819 - لا ابقى الله عليك إن ابقيت يضرب فى مشاجرة الرجل صاحبه أى إن أمكنك أن لا تبقى فافعل

(2/241)


820 - لا ابوك انشر ولا التراب نفد أصله أن رجلا قتل أبوه فقال لو علمت أين قتل ابى لأخذت تراب موضعه وحثوته على رأسى فقيل له ذلك يضرب فيمن يضيع شيئا فى طلب غيره لا يدركه
821 - لا أحب رئمان انف وأمنع الضرع يضرب لمن يظهر الشفقة ويمنع خيره قال
(البسيط)
(أم كيف يمنع ما تعطى العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن)
822 - لا اتبع اثرا بعد عين العين الشىء نفسه الذى يعاين أى لست ممن ترك الشىء وهو يعانيه ثم تبع أثره حين فاته قاله مالك بن عمرو الباهلى للغسانى قاتل أخيه سماك حين أراد الاقتصاص منه فقال له دعنى ولك مائة من الإبل يضرب فى النهى عن التفريط فى طلب الممكن ثم طلبته بعد فوته
823 - لا افعل ذلك ابد الآبدين الآبد الذى يبقى على الأبد أى

(2/242)


ما دام الباقون على الدهر
824 - لا افعل ذلك ابد الابيد أى أبد الدهر قال ذو الرمة
(الرجز)
(هل تعرف المنزل بالوحيد ... قفرا عفاه أبد الأبيد)
825 - ذلك الازلم الجذع تفسيره فى الهمزة مع الواو
826 - لا افعل ذلك السمر والقمر السمر سواد الليل ومنه اشتقاق المسامرة وهى المحادثة بالليل خاصة أى لا أفعله سواد الليل وبياضه بطلوع القمر فيه
827 - لا افعل ذلك دهر الداهرين أى الباقين على الدهر ويقال دهر الدهارير
828 - ذلك سجيس الاوجس الأوجس الدهر وسجيسه آخره
829 - لا افعل ذلك سجيس عجيس أى أبدا قال

(2/243)


(الطويل)
(فأقسمت لا آتى ابن ضمرة طائعا ... سجيس عجيس ما أبان لسانى)
وقال زهير
(الوافر)
(ولولا ظلمه ما زلت أبكى ... سجيس الدهر ما طلع النجوم)
وقال الشنفرى
(الطويل)
(هنالك لا أرجو حياة تسرنى ... سجيس الليالى مبسلا بالحرائر)
وقال آخر
(الطويل)
(وآذنتها أن لا ترانى أزورها ... سجيس الليالى ما ترنم حادى)
830 - لا افعل ذلك سن الحسل الضب طويل العمر كما مر فى الهمزة مع العين ولا تسقط له سن أبدا
831 - لا افعل ذلك عوض العائضين أى دهر الداهرين

(2/244)


832 - لا افعل ذلك ما ابس عبد بناقة
833 - ذلك ما اختلف الاجدان
834 - ذلك ما اختلف الجديدان
835 - ذلك ما اختلف الصرفان
836 - ذلك ما اختلف العصران
837 - ذلك ما اختلف الفتيان
838 - ذلك ما اختلف الملوان أى الليل والنهار
839 - ذلك ما اختلفت الدرة والجرة لأن هذه تعلو وتلك تسفل
840 - ذلك ما ارزمت ام حائل الحائل الأنثى من أولاد

(2/245)


الإبل وإنما خصت لأن حنين الناقة إليها أشد منه إلى السقب قال ابو ذؤيب
(الطويل)
(فتلك التى لا يبرح القلب حبها ... ولا ذكرها ما أرزمت أم حائل)
841 - لا افعل ذلك ما اطت الابل الأطيط كالإرزام قال الأعشى
(البسيط)
(ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل)
842 - ذلك ما أن السماء سماء
843 - لا افعل ذلك ما ان فى السماء نجما
844 - ذلك ما باض الحمام وفرخ
845 - ذلك ما بل بحر صوفة قال مهلهل

(2/246)


(المنسرح)
(ما بل بحر كفا بصوفتها ... وما أناف الهضاب من حضن)
وقال ابو ميمون العجلى
(الرجز)
(لا يشتكين عملا ما انقين ... ما دام مخ فى سلامى أو عين)
(ما بلل الصوفة ماء البحرين ... )
846 - لا افعل ذلك ما حبج ابن اتان ويروى ما حبق
847 - ذلك ما حدا الليل النهار
848 - لا افعل ذلك ما حملت عينى الماء ويروى ما سبقت
849 - لا افعل ذلك ما حنت النيب قال عدى بن زيد
(السريع)
(لا يستفيق الدهر من شربها ... ما حنت النيب إلى النيب)

(2/247)


وقال آخر
(الطويل)
(وما هى إلا رقدة تورث العلى ... لرهطك ما حنت روائم نيب)
850 - لا افعل ذلك ما حى حى ومات ميت
851 - ذلك ما دام للزيت عاصر
852 - ذلك ما دعا لله داع قال
(الرمل)
(طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع)
(فله الشكر علينا ... ما دعا لله داع)
853 - ذلك ما ذر شارق أى طلع قرن الشمس يقال شرقت الشمس طلعت وأشرقت أضاءت والتذكير على معنى القرن أو على مذهب لحية ناصل وامرأة عاشق

(2/248)


854 - لا افعل ذلك ما سمر ابنا سمير لما كان من شأن المتسامرين أن يخوض هذا فى حديثه إذا فرغ ذاك تابعا له توسعوا فقالوا صرنا إلى فلان سمرا بوزن جذم أى بعضنا فى أثر بعض وقيل للدهر سمير لا تباع بعضه بعضا فقولهم ما سمر ابنا سمير أى ما تعاقب الليل والنهار وتلا أحدهما صاحبه وهما ابنا الدهر ويروى ما سمر السمير أى ما اختلف الدهر قال العباس بن مرداس
(الوافر)
(فان تهدوا إلى الإسلام تلقوا ... أنوف الناس ما سمر السمير)
ويجوز أن يكون المعنى ما حدث المسامر قال
(السريع)
(لا يبرأ الأحمق مما به ... من حمقه ما سمر ابنا سمير)
ويروى ما سمر السمير أى ما اختلف الدهر ويجوز أن يكون المعنى ما حدث المسامر

(2/249)


855 - لا افعل ذلك ما طاف فوق الارض حاف وناعل
856 - ذلك ما غبا غبيس أى ما غبر الدهر وذلك لأن غبيسا تصغير أغبس على الترخيم وهو الذى لونه كلون الرماد والدهر يوصف به تشبيها له بالذئب لعدوه على الناس وإضراره بهم وقيل إن غبيسا يسمى به العرب الجدى الذى يعتبر به القلة لخفائه وغبا أى خفى من قولهم لا يغبا على كذا أى لا يخفى قال
(الرجز)
(وفى بنى أم زبير كيس ... على المتاع ما غبا غبيس)
857 - ذلك ما غرد راكب
858 - لا افعل ذلك ما لألأت الفور أى ما حركت الظباء اذنابها ويروى العفر قال خداش بن زهير

(2/250)


(البسيط)
(لا يبرحون على أبواب ملامة ... يعارزون بها ما لألأ الفور)
أى ما حركت الظباء أذنابها
859 - لا افعل ذلك معزى الفزر تفسيره فى باب الحاء
860 - ذلك هبيرة بن سعد والوة بن هبيرة
861 - لا اكون اول من التنبأ لباه لما أخذ جرير فى هجاء بنى سليط قالوا الحكيم بن معية قبحك الله من صهر قوم هذا الغلام يقطع أعراضنا وأنت راجز بنى تميم وكان حكيم قد تزوج امرأة منهم فخرج نحو جرير معهم فلما سمعه يقول
(الرجز)
(لا نتقى حولا ولا حواملا ... نترك أصفان الخصا جلاجلا)
نكص على عقبيه وقال لقد جلجل الخصا جلجلة لا أكون أول من

(2/251)


التبا لبأه واللبا أول ما يحلب عند النتاج والتبأ شربه أى لا أكون أول مصطل بناره ومعترض لمهاجاته
862 - لا المرء فى شىء ولا اليربوع قصته فى الهمزة مع الجيم يضرب فى امتناع التوقى من الحوادث
863 - لا بد للبطنة من خمصة هى الجوع ويروى ليس للبطنة خير من خصمة تتبعها ويروى ليس لشبعة خير من صفرة يضرب لمن برم بالشىء لكثرته عنده فيؤمر بمجانبته حتى تشتهيه
864 - لابقيا للحمية بعد الحرائم كان محلم بن الطفيل اليمامى يقول يوم مسيلمة محرضا لقومه الآن تستحقب الكرائم غير حظيات وينكحن غير رضيات فما كان عندكم من حسب فأخرجوه لا بقيا للحمية بعد الحرائم يقول لا بقيا لشىء بعد هذا اليوم أى ينبغى أن تخرجوا كل حمية لكم حتى لا تبقوا منها شيئا فى المحامات دون الحرمات
865 - لا تاكل حتى تطير عصافير نفسك أى حتى تهيج شهوتك

(2/252)


866 - لا تبطر صاحبك ذرعه انتصب ذرعه على البدل أى لا تدهش طاقة صاحبك والمعنى لا تكلفه ما لا يطيق يضرب فى النهى عن التثقيل على الناس
867 - لا تبق إلا على نفسك يضرب فى توعد الرجل صاحبه أى اجهد جهدك
868 - لا تبل فى قليب شربت منه يضرب فى النهى عن ذم المنعم
869 - لا تجعل حاجتى منك بظهر أى لا تجعلها خلفك فتنساها
870 - شما لك جردبانا هو من قوله
(الوافر)
(إذا ما كنت فى قوم شهادى ... فلا تجعل شمالك جردبانا)
هو الذى يستر الطعام لئلا يراه الناس يقال جردب على الطعام يضرب فى الشره
871 - لا تحبق فى هذا الامر عناق حولية من الحبق وهو الضراط يضرب للأمر الذى لا يكون له تغيير ولا يدرك به ثأر ومنه ما يحكى عن عدى بن حاتم حين قتل عثمان رضى الله عنه ففقئت عينه يوم الجمل

(2/253)


وقتل ابنه بصفين فقيل له يا أبا ظريف ألم تزعم أنه لا تحبق فى هذا الأمر عناق حولية فقال بلى والله والتيس الأعظم قد حبق فيه
872 - لا تحمدن امة عام شرائها ولا حرة عام بنائها لأنها تتصنعان فى العام الأول يضرب فى النهى عن مدح الشىء قبل اختباره
873 - لا تراهن على الصعبة هى الدابة والناقة التى لم ترض أى لا تسابق عليها قال الحطيئة يضرب فى التحذير عما يخاف منه العطب
874 - لا ترضى شانئة إلا بجرزة أى لا يرضى المبغض فى من يبغضه إلا بالاستئصال
875 - لا تسأل الصارخ وانظر ماله أى إنه لم يستصرخك إلا لأمر أصابه فلا تحوجه إلى إثباتك بما دهاه يضرب للرجل تعرف فاقته

(2/254)


فيجب سد مفاقرة قبل المسألة
876 - لا تسخر من شىء فيحور بك أى يرجع إليك
877 - لا تشرب مشرب صفو بكدر
878 - لا تصحب من لا يرى لك من الحق مثل الذى ترى له
879 - لا تطعمن رنق الماء ولا نقوعه يضرب فى النهى عن مصافاة الأنذال
880 - لا تطمع فى كل ما تسمع لأنه ربما كان كذبا
881 - لا تظعنى فتهيجى القوم للظعن هو من قول الشاعر
(البسيط)
(يا ربة العير ردية لمرتعة ... لا تظعنى فتهيجى القوم للظعن)
يضرب لمن يفعل فعل سوء فيتبعه غيره

(2/255)


882 - لا تعدم من امها حنة أى عطفة وشفقة يضرب للرجل شبه غيره
883 - لا تعدم الحسناء ذاما ويروى ذاما هديت حتى بنت مالك ابن عمرو العدوانية إلى زوجها مالك بن غسان فقالت أمها لنسوتها إن لنا عند الملامسة رشحة لها هنة فمسحن أعطافها بما فى أصدافها يعنى الطيب فأعجلها زوجها فوجد منها رويحة فقيل له كيف وجدت طروقتك قال لم أر كاللية امرأة لولا رويحة أنكرتها وهى تسمع من خلف الستر فقالت ذلك وكانت جميلة يضرب فى عزة تهذيب الأشياء وخلوها عن المعاب قال
(الوافر)
(وقد قالت قتيلة إذ رأتنى ... وإذ لا تعدم الحسناء ذاما)
884 - خرقاء علة اى إن العلل يسيرة موجودة تحسنها الخرقاء فضلا عن غيرها فلا تشبثوا بها ولا ترضوا بها لأنفسكم حجة يضرب فى النهى عن المعاذير

(2/256)


885 - لا تعدم صناع ثلة أى صوفا يضرب للرجل الحاذق
886 - من ابن عمك ناصرا ويروى نصرا يضرب فى حفيظة ذوى الأرحام
887 - لا تعصب سلماته يضرب للعزيز الذى لا يقهر
888 - لا تعظينى وتعظمظى أى كفى عن وعظك إياى يضرب لمن يوصيك وهو أجدر بأن يوصى
889 - لا تعقرها لا ابا لك إما لنا وإما لك قاله مالك بن المنتفق لبسطام بن قيس حين أغار على إبله فجعل يطعنها ليساق سريعا يضرب فى النهى عن دعدعة الشىء وتمزيقه
890 - لا تغز إلا بغلام قد غزا يضرب فى تفويض الأمر إلى من قد باشره وتلبس به
891 - لا تفاكهن امة ولا تبل على اكمة ويروى لا تفش سرك

(2/257)


إلى أمة أى إنها تفضحك وتستهزىء بك فتكون بمنزلة من بال على مكان عال فرآه كل أحد يضرب فى النهى عن مباسطة اللئيم
892 - لا تقتن من كلب سوء جروا يضرب فى النهى عن اصطناع من لا عرق له
893 - لا تكته او تكت النجوم أى لا تعده يضرب فى الاستكاتة
894 - لا تكذبن ولا تشبهن بالكذب أى ولا تأت بما هو شبيه بالكذب
895 - لا تكن ادنى العيرين إلى السهم يراد سهم الصائد أى لا تكن أقرب أصحابك إلى موضع التلف يضرب فى التوقى
896 - حلوا فتسترط ولا مرا فتعقى أى تلفظ من شدة المرارة يقال عقيت الشىء وعقوته إذا كرهته وعقى يعقى كره فرمى به من قولهم

(2/258)


أعقيت الشىء إذا أزلته من فيك لمرارته كما تقول أشكيت الرجل إذا أزلته عما يشكوه ويروى فتعقى من أعقى الشىء إذا اشتدت مرارته كأنه صار بحيث يعقى أى يكره يضرب فى الأمر بالتوسط قال ابو زيد الطائى
(الوافر)
(فلا تك عندها حلوا فتحسى ... ولا مرا فتنشب فى الحلوق)
897 - لا تلم اخاك واحمد ربا عافاك
898 - لا تمازحن شريفا فيحقد عليك ولا دنيا فيجترىء عليك الدنى بغير همز الخسيس يقال دنى يدنى دناوة فهو دنى وهو بالهمزة الماجن الخبيث يقال دنؤ يدنو دناءة ودنأ يدنأ أيضا
899 - لا تمش برجل من ابى اى لا تستعن بمن لا تطيب نفسه بمعونتك
900 - لا تنسبوها وانظروا ما نارها أى سمتها والضمير للإبل يضرب فى شواهد الأمور الظاهرة على علم بواطنها

(2/259)


901 - لا تنطح بها ذات قرن جماء يضرب فى شدة الزمان أى ضعفت فيها ذات القرن وقل نشاطها حتى سادت الجماء وقيل معناه أن الناس هادؤن متوادعون فلا يظلم القوى الضعيف منهم ويروى لا تنطح جماء ذات قرن يضرب فى عجز الضعيف عن مقاومة القوى
902 - لا تنفع حيلة مع غيلة يضرب للصاحب الغاش الذى تأمنه وهو يغتالك
903 - لا تنقش الشوكة بمثلها فان ضلعها معها ويروى فان ألبها والمعنى ميلها يضرب فى النهى عن الاستعانة بمن هو للمطلوب منه الحاجة أنصح منه للطالب
904 - لا تنه عن خلق وتاتى مثله هو من قول المتوكل الكنانى
(الكامل)
(إبدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فاذا انتهت عنه فأنت حكيم)
(فهناك تعدل إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك ويقبل التعليم)
(لا تنه عن خلق وتأتى مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم)

(2/260)


وانتصاب تأتى باضمار أن على مذهب البصريين
905 - لا توبس الثرى بينى وبينك أى لا تقطع الصحبة بيننا يضرب فى تخويف الرجل من هجر صاحبه قال
(الطويل)
(فلا توبسوا بينى وبينكم الثرى ... فان الذى بينى وبينكم مثرى)
906 - لا توك سقاءك بأنشوطة يضرب فى توثيق الأمر
907 - لا تهرف بما لا تعرف ويروى قبل أن تعرف أى لا تهذ بالثناء على الشىء قبل الخبرة
908 - لا جد الا ما اقعص عنك من تكره خاف معاوية ميل الناس إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بالشام فاشتكى فسقاه الطبيب شربة حرقته فقال ذلك والإقعاص قتل الرجل مكانه يضرب فى الجد يعطاه الإنسان
909 - لا جديد لمن لا خلق له كقالته عائشة رضى الله عنها وقد وهبت مالا كثيرا ثم أمرت بثوب لها أن يرقع يضرب فى الحث على استصلاح المال قال

(2/261)


(البسيط)
(إلبس جديدك إنى لابس خلقى ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا)
910 - لا حر بوادى عوف تفسيره فى الهمزة مع الواو يضرب للعزيز الذى يذل له الأعزاء
911 - لا حريز من بيع هو الشىء المحرز المصون أى لا أحرز شيئا من أن تضيع إن أعطيت ثمنه الذى أرضى به يضرب فى ادخار النفيس والضن به إذا لم يعرف حقه ولم يبذل قيمته
912 - لا خل لى فيه ولا خمر يضرب فى التبرء من الشىء
913 - لا خير فى رزمة لا درة فيها هى ترجيع الناقة حنينها يضرب لمن يرق للمحتاج ثم لا ينعم عليه
914 - لا در دره يضرب فى دعاء الخير والشر أيضا كقولهم قاتله الله قال جران العود

(2/262)


(الطويل)
(وكنت أرانى قد صحوت فهاجنى ... حمام بأبواب المدينة يهتف)
(على شرفات الدار لا در دره ... ولا در أصوات له كيف تشغف)
915 - لا ذنب لى قد قلت للقوم استقوا كأى أنذرتهم ووصيتهم لو أطاعونى يضرب فى التبرء من الإساءة
916 - لا رأى لمكذوب قصته فى الهمزة مع النون يضرب فى ذم المكذب
917 - لا شحم ولا نفش يراد المعزى أى لا سمن بها ينتفع به ولا صوف ينفش فيغزل يضرب للمعيب من وجهين
918 - لا عتاب بعد الموت
919 - لا عطر بعد عروس ويروى لا مخبأ لعطر وأصله أن رجلا هديت إليه امرأة فوجدها تفلة فقال لها أين الطيب فقالت خبأته فقال ذلك وقيل عروس اسم رجل مات فحملت امرأته اواني العطر

(2/263)


فكسرتها على قبره وصبت العطر على قبره فوبخها بعض معارفها فقالت ذلك يضرب على الأول فى ذم ادخار الشىء وقت الحاجة إليه وعلى الثانى فى الاستغناء عن ادخار الشىء لعدم من يدخر له
920 - لا علة لا علة هذه اوتاد واخلة وفهرنا فى الحلة جمع خلال وهو ما يخل به الخباء وغيره وهو أن يشك حديدة أو خشبة وأصله أن امرأة خرقاء كانت لا تحسن بناء بيتها وتعتل بفقد الأوتاد والأخلة فأتاها زوجها بها ودلها على الفهر وقال ذلك يضرب لمن يعتل عليك بما ليس بعلة
921 - لا فى العير ولا فى النفير المثل قرشى وأصله أن النبى صلى الله عليه وسلم حين نهض من المدينة ليلقى عير قريش قافلة من الشام مع ابى سفيان سمع بذلك مشركو قريش فنهضوا ولقوه ببدر فكان من الأمر ما كان فكل من تخلف عنهم قالوا فيه ذلك يريدون بالعير عير ابى سفيان وبالنفير الذين نفروا إلى قتاله عليه السلام ويحكى أن رجلا قاله لمعاوية فقال ألى تقول هذا وإنى صاحب العير وأنا صاحب النفير قال
) الخفيف)
(لست فى العير يوم يحدون بالعير ولا في النفير يوم النفير)
يضرب لمن لا يصلح لمهمة

(2/264)


922 - لكن بشعفين انت جدود هما جبلان بالغور التقط بهما عروة بن الورد صبية فى منصرفه من غزاة ثم إنه سمعها بعد ما سمنت تقول لجوار يلعبن معها احلبننى فاننى لكن لقحة فقال ذلك يضرب لمن أخصب بعد هزال ونسى ذلك والجدود القليلة اللبن
923 - لكن خلالى قد سقط حمل شيخ وعجوز على جمل وخل بينهما بخلال فقال الشيخ للعجوز خرفا أخلالك ثابت قالت نعم فقال لكن خلالى قد سقط وانتزع خلاله فسقط ومات يضرب للخرف الذى لا يثبت شيئا
924 - على الاثلات لحم لا يظلل قاله بيهس لما قال قاتلو إخوته وقد نحروا جزورا ظللوا لحمها
925 - 00 على بلدح قوم عجفى قاله بيهس لما قالوا استغنينا بما غنمنا
926 - لكن حمزة لا بواكى له قاله النبى صلى الله عليه وسلم

(2/265)


لما وجد نساء مكة يبكين قتلاهن ولم يبك حمزة رضى الله عنه يضرب ثلاثتها فى تحزن الرجل إذا رأى قوما فى حال حسنة وله حميم يضطهد
927 - لا لعا لفلان أى لا أقامه الله والعرب تقول للفرس الجواد والناقة النجيبة إذا عثرا تعسا لك ولغيرهما لعا لك قال الأعشى
(البسيط)
(بدات لوث عفرناة إذا عثرت ... فالتعس أولى بها من أن أقول لعا)
وقال الأخطل
(البسيط)
(فلا هدى الله قيسا من ضلالتها ... ولا لعا لبنى ذكوان إذ عثروا)
يضرب فى الدعاء على العاثر
928 - لا ماءك ابقيت ولا درنك انقيت ويروى ولا حرك كان الضب بن أروى الكلاعى يسير فى طريق بامرأته وهى حائض وكان له سقاء من ماء فقالت له إنا مصبحو الماء فلو تطهرت بما فى السقاء فلم يكفها فظمىء بعض أصحابه فقال الضب ذلك يضرب فى إضاعة الشىء لدرك غيره ثم لا يدرك

(2/266)


929 - لا ناقة لى فى هذا ولا جمل ويروى لا ناقتى فى هذا ولا جملى أى لا خير لى فيه ولا شر وأصله أن الصدوف بنت حنش العدوية كانت تحت زيد الأخنس العدوى وله بنت من غيرها تسمى الفارعة كانت تسكن بمعزل منها فى خباء آخر فغاب زيد غيبة فلهج بالفارعة رجل عذرى يدعى شبثا وطاوعته فكانت تركب كل عشية جملا لأبيها وتنطلق معه إلى ثنية يبيتان فيها ورجع زيد عن وجهه فعرج على كاهنة اسمها ظريفة فأخبرته بريبة فى أهله فأقبل سائرا لا يلوى على أحد وإنما تخوف على امرأته حتى دخل عليها فلما رأته عرفت الشر فى وجهه فقالت لا تعجل واقف الأثر لا ناقة لى فى هذا ولا جمل وسمع الحجاج بعضهم يقول ذلك فقال له لا جعل الله لك فيه لا ناقة ولا جملا ولا حملا ولا رخلا يضرب فى التبرء عن الشىء قال الراعى
(البسيط)
(وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لى فى هذا ولا جمل)
930 - لا يابى الكرامة إلا الحمار

(2/267)


931 - لا يحزنك دم هراقه اهله قاله جذيمة للزباء حين أجلسته على نطع وقطعت رواهشه وقالت لجواريها احفظن دمه يقول أنا جنيت على نفسى يضرب فى الشماتة بالجانى على نفسه
932 - لا تحسن التعريض إلا ثلبا هو الطعن فى الأنساب يضرب للسفيه المصرح بالسب
933 - لا يدرى المكذوب كيف يأتمر أى إن المكذوب يغطى عليه فلا يدرى كيف ينفذ أمره
934 - لا يدعى للجلى إلا اخوها يضرب فى تجشيم الخطة من ينوء بها
935 - لا يذهب العرف بين الله والناس من قول الحطيئة
(البسيط)
(من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس)
يضرب فى الحث على الجود

(2/268)


936 - لا يربع على ظلعك من لم يحزنه امرك يضرب فى الاتكال على ذوى الإشبال والشفقة دون غيرهم
937 - لا يرحلن رحلك من ليس معك أى لا يعينك إلا صاحبك يضرب فى الأمر باستعانة الثقات دون غيرهم
938 - لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا من قول الحارث بن دوسر
(البسيط)
(أنى أتيح له حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا) هو لحرباء فانه يركب ساق شجرة إذا انتصب الشمس ثم لا يخليها حتى يركب ساقا أخرى يضرب لمن لا يدع حاجة حتى يسأل أخرى
939 - لا يرمى بها الرجوان أى الناحيتان واصله أن الدلو إذا استقى بها

(2/269)


فتارة يرمى بها هذا الرجا وأخرى هذا فشبه بها الرجل المستذل المزال من وجه إلى وجه يضرب للرجل الموفر قال طهمان الأعور
(الطويل)
(ألا هزيت منى بنجران أن رأت ... عثارى فى الكبلين أم ابان)
(كأن لم ترى قبلى أسيرا مكبلا ... ولا رجلا يرمى به الرجوان)
وقال عقبة بن كعب بن زهير
(الطويل)
(وأشعث قد طارت قنازع رأسه ... دعوت على طول السرى ودعانى)
(مطرت به الأرض حتى كأنه ... أخو سبب يرمى به الرجوان)
وقال ابن مقبل
(الطويل)
(فعرس والشعرى تغور كأنها ... شهاب غضا يرمى به الرجوان)
وقال آخر

(2/270)


(الهزج)
(ولا يرمى بى الرجوا إنى ... أقل القوم من يغنى غنائى)
وأنشد ابو عبيدة
(الطويل)
(وما أنا بابن الهم يجعل دونه النجى ولا يرمى به الرجوان)
940 - لا يسمع اذنا خمشا أى صوتا يضرب لمن لا يلتفت إلى مقالة أحد ويعير ما يسمع أذنا صماء
941 - لا يصطلى بناره المعنى أنه يهاب فلا تقرب ناحيته عدو حتى يصطلى بناره قال
(الرجز)
(أنا الذى لا يصطلى بناره ... ولا ينام الجار من سعاره) أى من جوعه يعنى لا ينام جاره جائعا يضرب للباسل الممتنع
942 - لا يضر الحوار ما وطئته امه أى وطؤها لإشفاقها عليه يضرب للمشفق الذى لا يؤذيك وإن هم بك قال الفرزدق

(2/271)


(الطويل)
(وإنى وسعدا كالحوار وأمه ... إذا وطئته لم يضره اعتمادها)
943 - لا يضر السحاب نباح الكلاب ويروى هل قال الفرزدق
(الطويل)
(وما لى لا أغزو وللدهر كرة ... وقد نبحت نحو السماء كلابها)
وقال آخر
(الطويل)
(فباتت كلاب الحي ينبحن مزنة ... وأضحت بنات الماء فيه تمعج)
وقال الفرزدق
(الطويل)
(وقد ينبح الكلب السحاب ودونه ... مهامه تغش نظرة المتأمل)
وقال الكميت
(البسيط)
(فإنكم ونزارا فى عداوتها ... كالكلب هر جدا وطفاء مدرار)
944 - لا يطاع لقصير رأى قاله قصير حين لم يقبل جذيمة رأيه

(2/272)


يضرب فى اتهام النصيح
945 - لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء يضرب فى اللئيم الذى لا ينفك عن قبيح فعله شبه بالجلد الذى لم يصلح للدباغ فنبذ جانبا فأنتن
946 - لا يعدم الحوار من امه حنة يضرب للمشفق ويروى لا تعدم ناقة من أمها خنة وهى ضرب من الغنة كأن الكلام يرجع إلى الخياشيم ومنه الخنين وهو البكاء دون الانتحاب يضرب فى انتزاع شبه الأصل
947 - لا يعدم شقى مهيرا ويروى مهرا يضرب للشقى لأن من الشقا معالجة المهارة وهو قد ابتلى بها يقاسيها
948 - لا يعدم عائش وصلات أى ما دام للمرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به يضرب فى ظفر الإنسان بما يستمسك به حاله ما دام حيا

(2/273)


949 - لا يقعقع له بالشنان هو جمع شن وهو القربة الخلق إذا قعقع نفرت منه الإبل قال النابغة
(الوافر)
(كأنك من جمال بنى أقيش ... يقعقع بين رجليه بشن) يضرب للرجل الشرس الصعب اى لا يهدد ولا يفزع وقال الحجاج على منبر الكوفة إنى والله يا أهل العراق ما يقعقع لى بالشنان ولا يغمز جانبى كتغماز التين
950 - لا يقوم بطن نفسه أى بقوتها ومؤنتها يضرب للذليل المستضعف
951 - لا يقوم به إلا ابن إحداها إلا ابن إحدى الدواهى يريد الداهى من الرجال يضرب للأمر الذى لا يضطلع به إلا ذو الأرب والدهاء
952 - لا يكذب الرائد اهله هو الذى يوجهونه أمامهم لارتياد الكلأ فلا يكذب لأن النفع مشترك بينه وبينهم والمعنى أن الرجل لا يكذب

(2/274)


فى أمر يرجع وبال كذبه عليه يضرب فى الانتفاع بالصدق والمخافة من عاقبة الكذب
953 - لا يلبث الحلب الحوالب الحلب اللبن المحلوب ويكون الحلب أيضا والحوالب جمع حالبة أى إن الرواعى لا يلبثن اللبن فى ضرع الإبل حتى يرحنها إلى أربابها ولكنهن يأخذن حاجتهن قبلهم يضرب فى ذم الخيانة والاحتراز عن الشىء خترا لصاحبه
954 - لا يلبث الغويان الصرمة أى يسرعان إنفاقها يضرب لمن ملك مالا وهو مبذر فمزقه سريعا
955 - لا يلبث المرء اختلاف الاحوال يضرب فى كون المرء عرضة للفناء قال
(الرجز)
(لا يلبث المرء اختلاف الأحوال ... من عيد شوال وبعد شوال)
(يفنينه مثل فناء السربال ... )

(2/275)


956 - لا يلتاط هذا بصفرى أى لا يلصق بنفسى يضرب وقلبى قال ابو زيد حليت بصفرى أى بنفسى فى قلة الموافقة
957 - لا يلسع المؤمن من جحر مرتين قاله النبى صلى الله عليه وسلم
958 - لا يملك حائن دمه يضرب فى الحين الذى يسوق المرء إلى الردى لا يمكنه الاحتراس منه
959 - 00 مولى لمولى نصرا أى لا يملك ترك نصر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ويجوز أن يكون على ظاهره أى لا يليق النصر ولا يمسكه ولكنه يبذله له يضرب فى عقب الرجل لحميمه وإن كانت بينهما مشاحنة وقصته فى الهمزة مع الألف
960 - لا يمنع ذنب تلعة يضرب للذليل الحقير
961 - لا ينام من اثير أى هيج

(2/276)


962 - لا ينتصف حليم من جهول يضرب فى غلبة ذى الجهل ذا العقل يعجزه مسافهته
963 - لا ينتطح فيها عنزان يضرب للأمر الذى لا غير له ولا يدرك به ثأر
964 - لا ينفعك من جار سوء توق
965 - 00 من ردى حذار
966 - لا ينفعك من زاد تبقى أى إن بقيته فسد وتغير يضرب فى الحض على الجود
اللام مع الباء

967 - لبث قليلا يلحق الحلائب قال الأصمعى حلائب الرجل أنصاره من بنى عمه خاصة قال
(الطويل)
(ونحن غداة الحرب لما دعوتنا ... منعناك إذ ثابت عليك الحلائب)

(2/277)


يضربه الذى وراءه من ينصره
968 - لبث قليلا يلحق الدريون أى أرباب النعيم وإنما سموا بذلك لإقامتهم فى دورهم واهتمامهم بالمال أبلغ من اهتمام الرعاة الذين ليسوا بأربابه قاله ابن المنتفق لبسطام بن قيس وهو يسوق الإبل يضرب فى عناية الرجل بماله
969 - 00 قليلا يلحق الهيجا حمل هو من قوله
(الرجز)
(لبث قليلا يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل)
قالوا فى حمل هو اسم رجل شجاع كان يستظهر به فى الحرب ولا يبعد أن يراد به حمل ابن بدر صاحب الغبراء يضربه من ناصره وراءه
970 - لبست عليه اذنى يضربه من سكت عن هنة يسمعها كأن لم يسمع
971 - لبس له جلد النمر قاله الحارث بن النمر الجرمى
(الرمل)
(إن أخوالى من شقرة قد ... لبسوا لى حمسا جلد النمر)

(2/278)


يضرب للمكاشف بالعداوة
اللام مع التاء

972 - لتجدن نبطه قريبا هو الماء الذى ينبط من الأرض يضرب لمن يستخرج ما عنده سريعا لا يبعد قعره
973 - لتجدنه الوى بعيد المستمر الألوى الألد الملتوى على خصمه بحججه والمستمر الاستمرار على ما يراد منه من الانقياد أى ذاك بعيد لا يصاب منه ولا يقدر عليه قاله النعمان فى خالد بن معاوية السعدى وقد نازعه رجل عنده فوصفه النعمان بهذه الصفة يضرب للجوج الثابت العذر قال
(الرجز)
(إذا تخازرت وما لى من خزر ... ثم كسرت العين من غير عور)
(ألفيتنى ألوى بعيد المستمر ... أحمل ما حملت من خير وشر)
اللام مع الجيم

974 - لج فحج من قولك حاجه فحجه أى غلبه فى الحجة يضرب لمن لا يزال يطلب الشىء حتى يظفر به وقيل هو من الحج وأصله

(2/279)


أن رجلا غاب عن أهله غيبة طويلة حتى حج ولم ينو الحج أول مغيبه يضرب لمن بلغ من لجاجه أن يخرج إلى ما ليس من شانه
اللام مع الحاء

975 - لحس ما ارضعت ان لم ترشفى أى لم تذهبى اللبن يضرب لمن يبدأ بالإحسان فيخاف أن يختم بالإساءة
976 - لحظ اصدق من لفظ
977 - لحفنى من فضل لحافه أى أعطانى من فضل ردائه قال جرير
(البسيط)
(كم قد نزلت بكم ضيفا فتلحفنى ... فضل اللحاف وفضل القوم يلتحف)
اللام مع الذال)
978 - لذى الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا من قول الشاعر

(2/280)


(الطويل)
(لذى الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما)
اللام مع السين

979 - لست الى تكذابك وتأثامك شولان البروق هى الناقة التى تشول بذنبها وليست بلاقح والتكذاب والتأثام بمعنى الكذب والإثم وأصله أن مجاشع بن دارم كان وفادا على الملوك خطيبا سليطا وكان أخوه نهشل بكيئا جثامة فأوفده مجاشع على بعض الملوك فقال له حدث الملك يا نهشل فقال الشر كثير وسكت فأعاد عليه فقال ذلك ويروى إنى لا أحسن تكذابك ولا تأثامك تشول بلسانك شولان البروق يضرب في ذم الكلام الكثير وما فيه من الكذب والإثم الذى لا يكاد يخلو منه ويضرب لمن يتحسن بما ليس عنده ويدعى ما لا يقدر عليه
980 - 00 بخلاة بنجاة أى لست بمرعى بأكمة يختلينى من أرادنى يضربه الرجل المنيع قال الأعشى

(2/281)


(المتقارب)
(فلست خلاة لمن أوعدن ... )
981 - لست على امك بالدهنا تدل ولا على ابيك فارحل يا رجل يضرب لمن يتدلل فى مكان لا دلال فيه
اللام مع العين

982 - لعق إصبعه أى مات
983 - لعل له عذرا وانت تلوم من قوله
(الطويل)
(تأن ولا تعجل بلومك صاحبا ... لعل له عذرا وأنت تلوم
984 - لعن الله عشا درجت فيه وبيضة تفلقت عنك
اللام مع القاف

985 - لقد اتقيتهم حتى ما اسمى البقل باسمائه استعدى

(2/282)


بنو بسباسة على رجل فقالوا هذا بسباسة فقال الرجل ذلك أراد أنى لأتقى اسم البسباس يوضع فى التعريض
986 - لقد اكل الدهر عليه وشرب يضرب للمعمر قال ابن الزبعرى
(الرمل)
(كم رأينا من أناس قبلنا ... شرب الدهر عليهم وأكل)
987 - 00 طرحتك الترهات البسابس يضرب لمن تورط
988 - 00 عجلت بامك العجول أى عجل بها الزواج يضرب فى ذم العجلة
989 - لقى منه اذنى عناق أى داهية قال
(الرجز)
(إذا تمطين على القياقى ... لاقين منهم أذنى عناق)
990 - 00 منه يوم العنز تقدم تفسيره فى باب الشين مع الراء

(2/283)


يضرب لمن يلقى ما يهلكه
991 - لقيت منه الاقورين قال الكميت
(الوافر)
(ومن يطع النساء يلاق منها ... إذا أغمزن فيه الأقورينا) وهى الدواهى
992 - 00 منه الامرين
993 - لقيت منه البرحين بكسر الباء وفتح الراء وتفتح الباء وتضم أيضا والراء مفتوحة
994 - لقيت منه الفتكرين
995 - 00 منه بنات برح وبنى برح أى الشدة والدواهى
996 - لقيته ادنى ظلم أى أقرب ظالم ويراد به الإنسان لأن الغالب

(2/284)


على الناس الظلم وموضعه نصب على الحال من الهاء
997 - لقيته التقاطا هو أن تهجم عليه بغتة وأنت لا تريده قال
(الرجز)
(ومنهل وردته التقاطا ... )
998 - لقيته اول ذات يدين أى أول نفس ذات يدين
999 - لقيته اول صوك وبوك وعوك من صاك أى لزق وباك أى زاحم وعاك بمعنى باك يقال اعترك القوم واعتوكوا إذا ازدحموا والمعنى أول شىء صاكنى أى خالطنى ولاصقنى وباكنى أى زاحمنى وعاكنى نزل المصدر منزلة اسم الفاعل او باضمار ذى كأنه قيل أول ذى صوك ويقال فعلت ذاك أول صائكة وبائكة يراد النفس
1000 - لقيته اول عائنة أى نفس مدركة بالعين
1001 - لقيته اول عين أى ناظرة

(2/285)


1002 - لقيته اول وهلة
1003 - لقيته بعيدات بين إذا كان يمسك عن إتيانه الزمان ثم يأتيه ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه
1004 - لقيته بوحش اصمت المكان الموحش وهو الخالى من الإنس وإصمت علم للفلاة القفر سميت بذلك لأنه لا أنيس بها فينطقوا أو لأنها بشدتها تصمت سالكها والدليل تشتبه عليه طرقها فلا يتكلم لأنه لا يتضح له الهدى فيها ومانعها من الصرف التعريف ووزن الفعل لأنه بزنة اضرب وهو مجرورة الموضع باضافة وحش إليها وقيل هى اسم بلدة بعينها ويروى بلدة إصمت ويقال تركتنى ببلدة إصمته وبلد إصمت يضرب للرجل الذى لا ناصر له ولا مانع
1005 - لقيته بين سمع الارض وبصرها أى بمكان قفر حيث لا سامع ولا مبصر غير الأرض
1006 - لقيته ذات الزمين هو تصغير الزمن أى لقيته مدة صاحبة

(2/286)


هذا الاسم الذى هو الزمين فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه والمعنى لقيته زمنا قصيرا
1007 - لقيته ذات العويم تصغير العام
1008 - لقيته صحرة بحرة معناهما السعة من الصحراء والاستبحار والأصل صحرة وبحرة فسلك بهما طريق خمسة عشر والمعنى لقيته لقية بينة واسعة لم يكن بينى وبينه أحد ويروى صحرة بحرة بالضم
1009 - 00 صراحا أى مصارحة
1010 - لقيته صقابا أى قريبا
1011 - لقيته صكة عمى أى نصف النهار والصكة الضربة وعمى اسم رجل من العماليق أغار فى هذا الوقت على حى فنسب إليه وقيل هو رجل من عدوان كان يفتى فى الحج فأقبل معتمرا ومعه ركب حتى إذا نزلوا منزلا فى يوم حار فقال من جاءت عليه هذه الساعة من غد وهو حرام

(2/287)


لم يقض عمرته فهو حرام إلى قابل فوثب الناس فى الظهيرة يضربون أى يسيرون حتى وافوا البيت وبينهم وبين ذلك المنزل ليلتان فقيل من ذلك للهاجرة صكة عمى قال كرب بن جبلة العدوانى
(الطويل)
(صك بها بحر الظهيرة عابرا ... عمى ولم ينعلن إلا ظلالها)
(وجئن على ذات الصفاح كأنها ... نعام تبغى بالفلاة رئالها)
(فطوفن بالبيت الحرام وقضيت ... مناسكها ولم يحل عقالها)
والأصل لقيته وقت صكة عمى أى وقت ضربته فأجرى مجرى قولهم آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج وقيل هو تصغير أعمى مرخما والمراد الظبى ويقال أيضا صكة أعمى قال يصف بقرة مسبوعة
(الرجز)
(وأقبلت صكة أعمى خاليه ... فلم يجد إلا سلاما داميه) لأن الوديقة في ذلك الوقت تصك الظبى فيطرق فى كناسة كأنه أعمى والصكة على هذا مضافة إلى المفعول ويروى صكة حمى فعل من حميت الشمس بوزن غزى منونا
1012 - لقيته عن عفر أى بعد شهر ونحوه والأصل فيه قلة الزيارة

(2/288)


من تعفير الظبية ولدها وهو أن ترضعه ثم تدعه ثم ترضعه ثم تدعه وذلك إذا أرادت أن تفطمه
1013 - لقيته عن هجر
1014 - لقيته فى الفرط أى فى الندرة من قولهم فرط منى كذا أى سبق وقيل لا يكون الفرط فى أكثر من خمسة عشر ليلة وأقل ما يكون فيه يومان وثلاثة
1015 - لقيته قبل كل صيح وتفر أى صياح وتفرق

1016 - لقيته كفاحا أى مكافحة وهى المواجهة
1017 - 00 كفة كفة اصلهما كفة كفة فسلك بهما طريق خمسة عشر والمعنى كفة منى وكفة منه وذلك أن المتلاقيين إذا تلاقيا فقد كف كل واحد منهما صاحبه عن مجاوزته إلى غيره فى دفعة التقائهما فهما مصدران وضعا موضع الحال كأنك قلت لقيته متكافين مثل لقيته قائمين ويروى كفة

(2/289)


لكفة وكفة على كفة وكفة عن كفة
1018 - لقيته نقابا أى فجاءة من غير أن تريده
1019 - لقيها باصبارها أى لقى الشدة بكمالها والإصبار فى الأصل نواحى الإناء والواحد صبرة
اللام مع الكاف

1020 - لك العتبى بان لا رضيت العتبى رجوع المستعتب إلى محبة صاحبه ورضاه أى اعتبتك بخلاف رضاك والمعنى افعل ما تكرهه ولا ترتضيه وأقيم خلاف رضاك مقام عتباك ونظير قوله
(الكامل)
(غضبت تميم أن تقتل عامر ... يوم النسار فأعتبوا بالصيلم) يقوله الأخ إذا استعتب فلم يعتب
1021 - 00 ما ابكى ولا عبرة بى ما صلة ويجوز أن تكون مصدرية أى

(2/290)


لك بكائى يضربه الرجل الذى يهتم بشأن صاحبه ويؤثره على نفسه
1022 - لكل اناس فى بعيرهم خبر ويروى فى جملهم قاله عمر رضى الله عنه فى العلباء بن الهيثم السدوسى وقد وفد عليه وهو فى هيئة رثة وكان دميما أعور فلما كلمه أعجب بجودة لسانه وحسن بيانه أراد أن قومه لم يسودوه إلا لمعرفتهم به يضرب فى معرفة القوم بصاحبهم دون الأجانب
1023 - لكل جديد لذة قال ضابىء
(الطويل)
(لكل جديد لذة غير أننى ... رأيت جديد الموت غير لذيذ)
وقال الأحوص
(الطويل)
(ما لجديد الموت يا بشر لذة ... وكل جديد تستلذ طرائفه)
1024 - 00 جواد كبوة

(2/291)


1025 - لكل داخل دهشة
1026 - 00 ساقطة لاقطة أي لكل كلمة يسقط من فم الناطق نفس تلتقطها يضرب في حفظ اللسان أي ربما قيض لها من ينميها فورط صاحبها
1027 - 00 صارم نبوة
1028 - 00 صباح صبوح
1029 - 00 عالم هفوة
1030 - 00 عمود ندى أي لكل أهل بيت نجعة يضرب للرزق المقدر لكل أحد
1031 - 00 قذر قذر اي لكل عمل سيء من يباشره

(2/292)


1032 - لكل مقام مقال قال الحطيئة
(المتقارب)
(تحنن على هداك المليك ... فان لكل مقام مقالا)
1033 - 00 يد ما ضربت أى كسبت
اللام مع اللام

1034 - للسوق درة وغرار أي نفاق وكساد يضرب لكل أمر يزيد وينقص
1035 - للمنخرين أي سقطت للمنخرين يضرب في الدعاء على الرجل بالكبت والرغم أتى عمر رضي الله عنه برجل افطر فى شهر رمضان فقال له للمنخرين مرتين أولداننا صيام وأنت مفطر
1036 - لليدين والفم أي كبه الله ليديه وفمه قالته عائشة رضي الله عنها لرجل اصابته نكبة قال ابو المثلم الهذلي
(الطويل)
(أصخر بن عبد الله من يغو سادرا ... يقل غير شك لليدين وللفم)

(2/293)


اللام مع الميم

1037 - لم اجد لشفرتى محزا يضربه من ليس له متقدم في طلب الحاجة
1038 - لم اجعلها بظهر يضربه المعنى بالحاجة
1039 - لم ار كاليوم في الحريمة أى فى الحرمان وأصله أن رجلا رأى أسدا في وهدة فحسبه وعلا فرمى بنفسه عليه ففزع الأسد ففضه ومضى فقال ذلك ومع ابن عم له لما نظر إلى الأسد وعرفه قال لم ار كاليوم واقية يضرب في الحرمان
1040 - لم تحلب ولم تغار واودى اللبن أي لم ينقص لبنها من الغرار يضرب لمن ضاع ماله ولا يعرف وجه ضياعه
1041 - لم يحرم من فزد له ويروى فصد والأصل فصد وهو من الفصد كانوا إذا أعياهم قرى الضيف فصدوا بعيرا وعالجوا دمه

(2/294)


بشىء فأكلوه وأصل المثل أن رجلين باتا عند أعرابي فالتقيا صباحا فسأل أحدهما صاحبه عن القرى فقال ما قريت وإنما فصد لي فقال ذلك يضرب في القناعة ببعض الحاجة
1042 - لم يضع من مالك ما وعظك لأنه بعثك على حفظ ما بقي فكأن هلاكه نفعك
1043 - لم يفت من لم يمت أى من مات فهو الفائت لا غيره
1044 - لم يهلك امرؤ عرف قدره قاله أكثم
1045 - لمثل هذا كنت احسيك الحسا
1046 - لمثلها كنت اسقيك المجع جمع مجعة وهي فضلة اللبن فى الإناء وأصل المثلين أن الرجل يسقي فرسه الألبان ثم يحتاج إليه في طلب أو هرب فيقول لهذا كنت أصنع ما اصنع يضربان لمن يحمد بلاؤه بعد الإحسان إليه قال الأغلب العجلي ويروى لجشم الخزرج وهو جاهلي

(2/295)


(الرجز)
(فشام فيها مثل محراث الغضا ... تقول لما غاب فيها واستوى)
(لمثلها كنت احسيك الحسا ... )
اللام مع النون

1047 - لن يعجز قوم اذا تعاونوا
اللام مع الواو

1048 - لو ترك القطا ليلا لنام تفسيره فى الهمزة مع اللام يضرب لمن يهيج حتى هيج قال
(الوافر)
(ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا ليلا لناما) وقال آخر
(الطويل)
(وإني وإياكم كمن نبه القطا ... ولم لم ينبه باتت الطير لا تسري) وأنشد ابو زيد
(الطويل)
(ولو تركت نامت ولكن نفسها أذى من قلاص كالجنى تعطف)

(2/296)


1049 - لو خيرك القوم لاخترت قاله بيهس لأمه حين قالت له كيف نجوت من بين إخوتك وكانت تحبهم دونه يضرب لمن اصاب شيئا وكان مراده غيره
1050 - 00 ذات سوار لطمتنى ويروى ذات قلب أي لو لطمتني حرة ذات حلى لاحتملت ولكن لطمتني أمة عاطل وكان أصله أن امرأة شريفة منيت بذلك وقال بعضهم أظن أصله أن امرأة عطلا كانت فى نساء حوال فلطمت رجلا فقال ذلك يضرب لكريم يظلمه دني فلا يقدر على احتمال ظلمه
1051 - 00 قيل للشحم اين تذهب لقال اسوى العوج يضرب في تغطية السمن للعيوب والمثل عامي
1052 - 00 كان بجسدي برص ما كتمته تضربه العامة في إسرار الرجل إلى أخيه ما يكتمه عن غيره

(2/297)


1053 - لو كان درا لم تئل الدرء خراج يخرج فى الإبط والحلق عن يونس يقال ما بدابتى درء ولم نئل لم تنج أي لو كان الداء الذي بك درا كما زعمت لم تسلم منه إنما كان شيئا آخر يضرب لمن يعظم الأمر الذي يشتكيه ويزيد فى وصفه
1054 - 00 كان ذا حيلة تحول تفسيره في الهمزة مع العين
1055 - 00 كرهتني يدي ما صحبتني يضربه من يزهد في أخيه إذا زهد فيه قال المثقب العبدي
(الوافر)
(فلو أن الشمال يريد صرمي ... وجدك ما وصلت بها يميني)
(إذا لقطعتها ولقلت بيني ... كذلك أجتوى من يجتويني)
1056 - 00 كنت منا لحذوناك أصابت رجل مرة بن ذهل بن شيبان آكلة فأمر بقطعها بنيه من قبل الركبة فأبى عليه كلهم فدعا ابنه

(2/298)


هماما وكان من أجرهم في نفسه فقطعها فنظر إليها مرة وقد بانت فقال ذلك أي لو كنت صحيحة جعلنا لك حذاء يضرب في التحسر على الشيء
1057 - لولا ان يضيع الفتيان الذمة لخبرتها بما تجد الإبل في الرمة لولا أن تدع الأحداث التمسك بالوفاء والرعاية للحرمة لأعلمتها أن الإبل تتناول العظم البالي وهو أقل الأشياء فتجد له لذة
1058 - 00 لا الوئام لهلك الأنام الوئام الموافقة أي لولا تعاشر الناس لهلكوا ويروى لهلك اللئام ومعناه لولا مباهاة اللئام الكرام وتشبههم بهم وتكلفهم الكرم موافقة لهم ومواءمة لجروا على طباعهم وهلكوا
1059 - 00 لك عويت لم اعوه الهاء للسكت وأصله أن رجلا استنبح ليقرى فقصدته الذئاب فقال ذلك يضرب لمن تورطه الحاجة

(2/299)


1060 - لو نهيت الاولى لانتهت الاخرى ويروى الآخرة والثانية قاله أنس بن الحجر الأيادى للحارث بن ابي شمر الغساني حين لطمه لطمة بعد أخرى يضرب في عادة سوء يعتادها صاحبها
1061 - 00 وجدت إلى ذلك فاكرش لفعلته ويروى فا سبيل لأتيته ولو كان إليه فوكرش وباب كرش فو سبيل وأدنى في كرش أى لو وجدت إليه سبيلا ومسلكا وأصله أن قوما طبخوا شاة فى كرشها فضاق فم الكرش عن بعض الطعام فقالوا للطباخ أدخله فقال إن وجدت إلى ذلك فاكرش ومنه ما يحكي عن الحجاج أنه قال للنعمان بن ضمرة وقد خرج مع ابن الأشعث من أهل الرس والنس والدهمسة والبرجمة والشكوى والنجوى أم من أهل المحاشد والمشاهد والمخاطب والمواقف فقال بل شر من ذلك إعطاء الفتنة واتباع الضلالة فقال صدقت لو أجد فاكرش إلى دمك لأسقيت الأرض منه ثم آمنه وقال إن اباه قدم على وأنا محاصر ابن الزبير فرمى البيت بأحجار فحفظت لهذا ما كان من ابيه

(2/300)


1062 - لو شكان ذا إهالة بفتح الواو وضمها وكسرها ابتاع محمق شاة عجفاء وكان يسيل لعابها هرما فلامته أمه فقال أما ترين إهالتها فقال ذلك تريد أن ودكها قد عجل سيلانه قبل أن تذبح وقبل أن يمسها النار ويروى سرعان ذي على التأنيث يضرب للمخبر بكون الأمر قبل إبانه
اللام مع الهاء

1063 - له سواد
1064 - 00 سوادج الليل
1065 - 00 سواد كحل يراد بهما كثرة المال
1066 - 00 قدم في الخير أي سابقة قال حسان
(الطويل)
(لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأولنا في ملة الله تابع)

(2/301)


1067 - ليت القسي كلها ارجلا رجل القوس إذ أوترت أعلاها ويدها أسفلها والرجل أشد من اليد وانتصاب أرجلا باضمار فعل أصله أن تكون أرجلا وقيل إنها لغة بني تميم ومثله
(الرجز)
(يا ليت أيام الصبى رواجعا ... )
وأنشد
(الرجز)
(ليت القسى كلها من ارجل ... ) يضرب فى تمني تساوي الناس في الفضل والخير
1068 - 00 حظى من ابي كرب ان يسد خيره خبله هو تبع ابو كرب اليماني قدم المدينة فقال مالك بن عجلان وهو الذي ساقه إليها قد جئتكم بعز الأبد فسمعت عجوز بقوله فقالت ذلك يضرب لمن لا يفي خيره بشره
1069 - ليتك من وراء حوض الثعلب هو واد بشق عمان يضرب للبغيض أي ليتك تبعد عني حتى تكون من وراء هذا الموضع

(2/302)


1070 - ليت لنا في كل عرفجة خوصة أى ليت لنا قليلا من كثير ويروى ليت حظي من العشب خوصة يضرب لمن يعدك الكثير ولا يعجل لك شيئا فتقول ليت حظي من موعودك الكثير قليل معجل
1071 - ليتنا في بردة اخماس أي طولها خمسة أشبار أي ليتنا متقاربون مجتمعون في مكان واحد قال
(الرجز)
(صيرني جود يديه ومن ... أهواه في بردة أخماس)
1072 - ليس ابن امك كابن علة
1073 - 00 الحاث باروح أي ليس من يحث على العمل بأروح ممن يعمله يضرب في التسوية بين الدال على الخير وفاعله ويروى الحاف وأصله أن امرأة كانت تحف وجه أخرى بخيط وكانت المحفوفة تتوجع فقال للحافة أريحينى فقالت الحافة لست بأروح منك
1074 - 00 الخبر كالعيان ويروى الخبر كالمعاين

(2/303)


1075 - ليس الرى عن التشاف هو شرب الشفافة أى الري يحصل قبل شربها يضرب فى النهي عن استقصاء الأمر والتمادى فيه
1076 - 00 الشحم باللحم ولكن من قواصيه أي من جوانبه يضرب للمتشابهين وليسا بشيء واحد
1077 - 00 المتعلق كالمتأنق أي ليس القانع بالعلقة وهي البلغة كالذي يتخير الشيء ويتنوق فيه يضرب في الأمر بالتنوق
1078 - 00 الهناء بالدس ويروى الهنء والدس هو أن تطلي مشاعر الإبل يراد أنه لا يقتصر من الهنء بطلى مواضع الجرب وإنما يجب أن يعم جميع جسده لئلا يتعدى الجرب موضعه فيعدى موضعا آخر يضرب فيمن يتبلغ في قضاء حاجة صاحبه لا يبالغ
1 - 79 - 00 بأول من غره السراب رأى سرابا فظنه ماء فلم يحمل الماء فهلك يضرب لغير المحتاط
1080 - 00 بأول من قتله الدخان يضرب للشره وقصته في الهمزة

(2/304)


مع الجيم
1081 - ليس بصلاد القدح الصلاد كالشحاح وهو الذي لا يوري يضرب للجواد
1082 - 00 بعد الإسار إلا القتل قاله بنو تميم حين رأوا اصحابهم يدخلون المشقر ولا يخرج منهم أحد فعلموا أنه أسر ثم قتل يضرب في إساءة يركبها الرجل من صاحبه فيستدل بها على أكبر منها
1083 - 00 بعد الورد إلا الصدر
1084 - 00 بعشك فادرجى يضرب لمن يدعي أمرا ليس من شأنه أي ليس بمباتك فاخرج منه
1085 - 00 ذنابا الطير كالقوادم ولا ذرى الجمال كاالمناسم

(2/305)


1086 - ليس عبد باخ لك كان لسعيد بن النعمان صنائع وإخوان فأراد امتحانهم فذبح كبشا ولفه في ثوب وحمله عبدا له وأتاهم واحدا واحدا فقال هذا رجل قتله وسألهم أن يوارده فكلهم كرهه حتى أتى أحبهم ويروى أخسهم عنده فقبله وقال هان ما ترغب فيه إلى أخيك ووثب على العبد فقتله مخافة أن يطلع على السر أحدا وقال ذلك واسمه خريم بن نوفل الهمداني يضرب في النهي عن الثقة باللئيم
1087 - 00 عليك نسجه فاسحب وجد يراد البرد يضرب لمن أضاع مالا لم يسع في كسبه
1088 - 00 قطا مثل قطى تصغير قطا يضرب فى اتضاع الصغير عن الكبير قال ابو قيس بن الأسلت
(السريع)
(ليس قطا مثل قطي ولا ... المرعى في الأقوام كالراعى)

(2/306)


1089 - ليس كل حين احلب فاشرب قاله سعيد بن جبير رحمه الله في حديث سئل عنه أي ليس كل وقت قولي هذا يقوله الرجل يسأل الشيء فيمنعه ويروى أحلب فأشرب
1090 - 00 لعين ما رأت ولكن لكف ما اخذت
1091 - 00 للئيم مثل الهوان
1092 - 00 لما قرت به العين ثمن قال
(الرمل)
(ما لما قرت به العينان من هذا ثمن ... )
1093 - 00 لمخضوب البنان يمين من قوله
(الطويل)
(وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين)
يضرب في قلة الثقة بالنساء

(2/307)


1094 - ليس لملول صديق
1095 - 00 لها راع ولكن حلبة ويروى ليس لها رعاء وأصله أن يكون للإبل من يحلبها وليس لها من يرعاها وفي مثل آخر كثر الحلبة وقل الرعاء يضرب لمن له آكل وليس له معين
1096 - 00 من العدل سرعة العذل
1097 - 00 من القوة التورط في الهوة أي ليس من شجاعة الرجل أن يقحم نفسه إنما هي لمن يحتال لتخليصها إذا أوقعت في المهلكة
1098 - ليست كل عورة تصاب أي ليس كل حال من الحفاظ يوجد ربما غفل عنه

(2/308)


باب الميم

الميم مع الهمزة

1099 - مأربة لا حفاوة أي إنما جاءت به حاجة إليك لا تحف بك يضرب لمن لا يزورك إلا عند الحاجة
الميم مع الألف

1100 - ما ابالى على أي قطريه وقع ويروى قتريه يضرب لمن لا يشفق عليه
1101 - ما نهى من ضبك هو النهىء الذى لما ينشو ويروى ما نهوء من ضبك وما نضج يضرب في قلة الاحتفال بشأن الرجل وأما قولهم في مثل آخر ما نهؤ الضب وما نضج الضب فان معناه نفي إحكام الأمر
1102 - ما اباليه بالة
1103 - 00 عبكة أي الودحة لأنها تعبك أي تعبق بمعنى تلتصق

(2/309)


وقيل هي ما يتعلق بالسقاء من الوضر
1104 - ما اتقى الله أحد حق تقاته حتى يخزن من لسانه قاله أنس ابن مالك يضرب فى حفظ اللسان
1105 - ما اخاف إلا من سيل تلعتى هى مسيل الماء ومن نزلها فهو على خطر من جرف السيل يضربه الخائف من أقربائه ومداخليه
1106 - ما أدرى أي الاورم هو
1107 - 00 اى البرنساء هو قيل هى كلمة عبرانية وبر عندهم الابن ونساء الإنسان فالمعنى أى ابن إنسان هو وقيل هو بالشين معجمة
1108 - 00 أى الطبن هو ويروى باللام من طبنه الله وطبله أى خلقه قال لبيد
(الرجز)
(ستعلمون من خيار الطبل ... إن ورد الأحوص ماء قبلى)
ويروى الطبن بتحريك الباء ويقال ما أدرى أى الطبن الطابن أنت
1109 - 00 اي الطمش هو ويروى محرك الميم وهو الخلق قال

(2/310)


كردوس المرى
(الطويل)
(ويسألنني عن نارها ونتاجها ... وذلك علم لا يحيط به الطمش)
وقال رؤبة
(الرجز)
(وما نجا من حشرها المحشوش ... وحش ولا طمش من الطموش)
1110 - ما ادرى اي النخط هو
1111 - 00 اى الورى هو
1112 - 00 اى ترخم هو فيه ثلاث لغات ترخم بضم التاء والخاء وترخم بفتح التاء وضم الخاء وترخم بضم التاء وفتح الخاء والتاء زائدة واشتقاقه من رخمته إذا أحببته وعطفت عليه أو من رخمت إذا ضعفت صوتك بالكلام
1113 - 00 اى خالفة هو الخالف والخالفة المتخلف عن القوم يقال فلان خالف قومه وخالفتهم

(2/311)


1114 - ما ادرى اي خلق الله هو
1115 - 00 اى دهداء الله هو أي خلق الله
1116 - ما ارخص الجمل لولا الهر ويروى الناقة لولا السنور شرد لأعرابى بعير فنذر ليبيعنه بذرهم إن وجده ثم ندم فربط فى عنقه هرا وجعل ينادى البعير بدرهم والسنور بمأتين ويروى بألف ولا أبيعهما إلا معا فقيل ذلك يضرب لمرغوب فيه معه مرغوب عنه لا يفارقه
1117 - ما استتر من قاد الجمل قال القلاخ
(الرجز)
(أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... ابو خناثير أقود الجملا)
أى أنا ظاهر غير خفى والخناثير الدواهي
1118 - ما اشبه الليلة بالبارحة يضرب للمتشابهين

(2/312)


1119 - ما اعرفني كيف يحز الظهر تقوله للرجل يعيبك بشيء وأنت تعرفه بما هو أقبح مما عابك أي ما أعرفني من اين أحز ظهرك وكيف أعيبك
1120 - ما اغفله عنك شيئا وصف إنسانا بالغفلة فقال ما أغفله ثم قال للمخاطب عنك شيئا أي دع عنك شيئا من الشك وإن كان يتخالج في صدرك يضرب للشديد الغفلة
1121 - م اكتحلت حثاثا بفتح الحاء وكسرها أي نوما قليلا سريعا ذهابه من الحثيث وهو المسرع ويروى ما جعلت في عيني حثاثا
1122 - م الخوافي كالقلبة ولا الخناز كالثعبة الخوافي سعف النخل الذي دون القلبة والخناز الوزغة والثعبة أغلظ من الوزغة لها عينان جاحظتان خضراوان تلسع وربما قتلت والمثل يمنى يضرب في موضع المفاضلة
1123 - ما امر وما احلى أى ما قال مرا ولا حلوا قال زهير

(2/313)


(الطويل)
(وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا ... على صير أمر ما يمر وما يحلو) وقال بشر
(الطويل)
(أظل نهاري ما أفيق صبابة ... وأمسى كئيبا ما أمر وما أحلى)
(وقال عمرو بن الهذيل)
(الطويل)
(نحن أقمنا أمر بكر بن وائل ... وأنت بتاج ما تمر وما تحلى)
1124 - ما انا من دد ولا دد مني أي من لعب يضربه الرجل لمن لا يوافقه
1125 - 00 انت بانجاهم مرقة جنى قوم جناية فأخذوا فأفلت أحدهم فقيل ما هو بأنجاهم مرقة أي نفسا وأنجاهم من النجاء وهو السرعة أي إنما أنجاه القدر لانجاؤه
1126 - 00 انت بلحمة ولا ستاة أي سداة
1127 - 00 ان بنيرة ولا حفة النيرة الخشبة المعترضة والحفة المعترضة والحفة القصبات الثلاث يضرب لمن لا ينفع ولا يضر

(2/314)


1128 - ما بالدار إرم ويروى أريم وأرمي قال المرقش الأكبر
(السريع)
(أمست خلاء بعد سكانها ... مقفرة ما إن بها من إرم)
1129 - ما بها تأمور تفعول من الأمر أي آمر
1130 - ما بها دبيج فعيل من دبج الأرض المطر يدبحها دبحا إذا زينها لأن الإنس يزينون الديار إذا كانوا فيها ومن جعل الجيم بدلا من أخرى يائي النسب في دبي قد ابعد ويروى بالحاء من التدبيح وهو خفض الراس
1131 - 00 بها دبي بالضم والكسر أي من يدب
1132 - 00 بها دعوى أي من يدعو كأنه نسب إلى الدعوة وضمه الدال من تغييرات النسب
1133 - 00 بها دوري من يدور

(2/315)


1134 - ما بها ديار فيعال من دار يدور وأصله ديوار أي ما يدور بها أحد ولو كان فعالا لكان دوارا ويجوز أن يكون فعالا من لفظ الدير على طريق السمان والعواج
1135 - 00 بها شفر أي ذو شفر وهي لغة في شفر العين وقيل معناه ما بها عين تطرف
1136 - 00 بها صافر أي أحد يصفر ويصوت
1137 - 00 بها طورى أي من يطور بها وهو أن يحوم حواليها ويدنو منها
1138 - 00 بها عائن أي مصيب بالعين
1139 - 00 بها عريب هو بمعنى المعرب كالسميع والأليم بمعنى المؤلم والمسمع أي أحد يفصح بكلام
1140 - 00 بها عين أي من يصاب بالعين كأنه بمعنى معيون فعل بمعنى مفعول

(2/316)


1141 - ما بها لاعى قرو أي لاحس قدح
1142 - 00 بها نافخ ضرمة هي النار ونفخه ونفخ فيه بمعنى قال النابغة
(البسيط)
(مولى الريح روقيه وكلكله ... كالهبرقى تنحى ينفخ الفحما)
1143 - 00 بها وابد من وبر وبرا ووبر توبيرا إذا اقام فلم يبرح وقيل أحد يفتل وبرا ويروى وابن بالنون وعساه يصح
1144 - 00 بالعير من قماص بضم القاف وكسرها يضرب للضعيف الذي لا حراك به
1145 - ما بقي منه الا قدر ظمء الحمار أي قليل وعن مروان ابن الحكم أنه قال الآن حين نفذ عمري ولم يبق إلا مثل ظمء الحمار صرت أضرب الجيوش بعضها ببعض
1146 - ما بللت منه باعزل أي ما ظفرت منه بأعزل وهو الذي لا سلاح معه والمعنى أنه ليس كذلك بل هو شاكي السلاح مدجج كقولهم رايت من فلان رجلا كريما أي هو رجل كريم وقيل

(2/317)


الأعزل السهم الذي لم يبر
1147 - ما بللت بافوق ناصل هو السهم المنكسر الفوق الساقط النصل أى ليس هو كذلك بل قوى ويجوز أن يكون المعنى فى المثلين ما اصبت منه شيئا ولو سهما أعزل أو أفوق
1148 - 00 به ظبظاب هو البثرة التى تخرج فى اصول أشفار العين التى يقال لها الجد جد يقال فلان مصحح ما به ظبظاب أى هو أملس من الأدواء حتى ليس به مقدار تلك البثرة قال رؤبة
(الرجز)
(كأن بى سلا وما بى ظبظاب ... بى والبلا أنكر تلك الأسباب)
وقال النمر بن تولب
(الكامل)
(راحت مؤملة الغدو صحيحة ... ملساء من عرر ومن ظبظاب)
1149 - 00 به قلبة أى داء يتقلب له على مضجعه قال النمر بن تولب
(البسيط)
(أودى الشباب وحب الخالة الخلبه ... وقد برئت فما بالصدر من قلبه)

(2/318)


1150 - ما به نطيش أى حراك هذلية يقولون تركته ينطش إذا لم يبق منه إلا حشاشة وقيل هو بالباء من البطش أى لا يمكنه أن يبطش لضعفه وقيل هو من بطش فلان من الحمى إذا أفاق أى ما به إفاقة من علته
1151 - 00 به وذية قال ابو زيد ما به وذية وأذية شىء يتأذى به وقيل هى الجرة وقيل الوذى الجدرى
1152 - ما تبل إحدى يديه الاخرى يضرب للبخيل
1153 - ما تدرى بى يولع هرمك ويروى على ما ينزأ هرمك أى يحمل يقال نزأ بى على كذا وعن الكلابى سففت سفة من دقيق فغصصت بها لا أدرى ما نزأ بى عليها ويقال هو من نزأ الشيطان بينهم أى نزغ ويروى يتراق هرمك أى يسترق ويتولى والمعنى لا تدرى بم تختم عاقبة أمرك أو إلى ماذا تصير شيخوختك وقيل الهرم والهرمان والمهرم الرأى والعقل والمعنى لا تدرى علام يستقر عزمك ويثبت رايك يضرب فى خفاء العواقب عن الإنسان
1154 - ما ترك له مضرب عسلة هى القطعة من العسل يقال كنا

(2/319)


في لحمة وعسلة ونبيذة ومضربها معتملها ومشتارها فاستعير لمنصب الرجل ونسبه ويجوز أن يجعل مضرب العسلى كناية عن المنكح والمفرش من قوله عليه السلام حتى تذوقى من عسيلته والمعنى أنه ثلبه وطعن فى منتسبه حتى جعله كالدعى الذى لا سبب له يضرب فى الشتم والتنقص
1155 - ما تقرن به الصعبة هى الناقة التى لم تركب ولم يطمثها حبل يضرب لمن لا يقهره مناوئه وأصله أن يقرن الصعبة مع البعير الذليل فتؤذيه بصعوبتها وشراستها فالمعنى أنه ليس بمنزلة هذا الذلول فى عجزه وذله إنما هو غالب مذل لمن تمرس به
1156 - ما تكلمت بكلمة حتى اخطمها وازمها جعل الخطم والزم مثلا لحفظ لكلمة من الزلل يضرب فى حفظ اللسان من الفلتات
1157 - ما جعل البؤس كالأذى اصله أن يكون القوم فى مقاساة كلب البرد والمخمصة شتاء ثم يصيفوا فيشتكوا حر الصيف وقد أخصبوا وانتعشوا

(2/320)


فيقال لهم ذلك يضرب فى إنكار المقايسة بين الفظيع والهين
1158 - ما حك ظهرى مثل يدى يضرب فى اعتناء الرجل بشأن نفسه
1159 - ما خللت بطن تبالة لتحرم الاضياف هى بلدة باليمن مخصبة
قال لبيد
(الكامل)
(والضيف والجار الغريب كأنما ... هبطا تبالة مخصبا أهضامها)
ويروى لم تحلى بطن تبالة لتجرمي بالتأنيث يضرب للغنى الذى لا يفضل أى إن الله لم يخولك هذه النعمة إلا لتجود على الناس
1160 - ما حويت ولا لويت من الحوية وهى كل شىء ضممته إليك وحويته ومن اللوية وهى كل شىء خبأته ولويته إلى نفسك كأنه قيل ما ضممت إليك شيئا ولا ادخرت يضرب لمن يطلب الباطل
1161 - ما ذقت اكالا هو ما يؤكل
1162 - 00 ذواقا ما يذاق

(2/321)


1163 - ما ذقت شماجا شمج اختبز من الأرز خبزا غلاظا
1164 - 00 عدافا ولا عدوفا ويروى بالذال شيئا قليلا من العذف وهو العلف اليسير ويقال مضى عدف من الليل أى قطعة يسيرة
قال الربيع بن زياد
(الكامل)
(ومجنبات ما يذقن عذوفا ... يقذفن بالمهرات والأمهار)
1165 - 00 عضاضا ما يعض
1166 - 00 علوسا من العلس وهو الشرب
1167 - 00 غماضا ويروى غمضا أى نوما
1168 - 00 قضاما ما يقضم
1169 - 00 لماجا من التلمج وهو إدارة الآكل لحييه
1170 - 00 لماظا ما يتلمظ به عند الأكل

(2/322)


1171 - ما ذقت لماقا أى شيئا يسيرا من لمق الكتاب إذا محاه لأن ما يمحى شىء يسير قال كعب بن جعيل
(الوافر)
(كبرق لاح يعجب من رآه ... ولا يشفى الحوائم من لماق)
1172 - لماكا من التلمك وهو التلمج
1173 - 00 مضاضا أى ما يدار فى الفم من معنى المضمضة لا من لفظها عند أصحابنا البصريين
1174 - 00 مضاغا أى ما يمضغ
1175 - ما زال بعدها ينظر فى خير
1176 - 00 منها بعلياء يضربان لمن فعل فعلة أكسبته مجدا
1177 - ما سد فقرك مثل ذات يدك

(2/323)


1178 - ما سلمت الجلة فالسخل هدر الجلة المسان يضرب فى التسلية ببقاء الكبير عن فناء الصغير
1179 - ما سمعت منك فهة فى الاسلام قبلها قاله أبو عبيدة بن الجراح لعمر رضى الله عنه حين قال له ابسط يدك ابايعك يضرب للمحسن يكون منه الهنة من الإساءة
1180 - ما شىء احق بطول سجن من لسان قاله ابن مسعود رضى الله عنه جعل الفم سجنا للسان يمنعه من الزلل كما يحبس أهل الدعارة فى السجون يضرب فى حفظ اللسان
1181 - ما صدقة افضل من صدقة من قول قد جاء هذا فى الحديث أى إن التلطف للمحتاج بالكلام خير من التصدق عليه يضرب فى الحث على حسن اللقاء
1182 - ما ظلمته نقيرا ولا فتيلا النقيرة النقرة فى ظهر النواة والفتيل ما يكون فى شقها يضرب فى الانتفاء من الظلم

(2/324)


1183 - ما عقالك بانشوطة هى العقدة التى تنحل إذا مد طرفها كعقد التكة وهى افعولة من أنشطت أى حللت يضرب لتمسك الرجل باخاء صاحبه
1184 - 00 عليه طحربة بضم الطاء والراء وفتحهما وكسرهما أى شىء من لباس
1185 - 00 عليه فراض أى ستر وروى بالقاف أى ما يقرض عنه العيون لسترة إياه يضربان للعريان
1186 - 00 عليها خربصيصة هى القرط وقيل هنة بضاضة فى الرمل كعين الجراد
1187 - 00 عليها خضاض هو والخضض واحد وهو خرز أبيض يلبسه الإماء قال
(الطويل)
(ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا ... لقلت غزال ما عليه خضاض)

(2/325)


1188 - ما عليها هلبسيسة ويروى هلبسيس قال رؤبة
(الرجز)
(لو سألته أمه لؤوسا ... أو أخته لم يكسها ديسا)
(يا ليته لم يعط هلبسيسا ... )
يضرب ثلاثتها فى نفى الحلى
1189 - 00 عنده خل ولا خمر قال
(الطويل)
(أفى الحق أنى مغرم بك هائم ... وأنك لا خل هواك ولا خمر)
1190 - 00 عنده خير ولا مير يضربان للبخيل النكد قال النمر ابن تولب
(الكامل)
(هلا سألت بعادياء وبنته ... والخل والخمر التى لم تمنع)
وقال الأسلغ بن القصاف الطهوى
(لطويل)
(ليهن لبكر إن أصاب كريمتى ... فأهلكها فى غير خل ولا خمر)

(2/326)


1191 - ما عنده شوب ولا روب أى لا يشوب بالماء اللبن فيفسده ولا يروبه أى لا يصلحه يضرب لمن لا يضر ولا ينفع وقيل الشوب العسل والروب اللبن الرائب يضرب لمن لا خير عنده
1192 - ما فجر غيور قط لغيرته على كل أنثى من كل ذكر
1193 - 00 فى بطنها نعرة هو الجنين قبل تمام خلقه يشبه بالذباب يضرب فى نفى الحبل
1194 - 00 فى رجله حذافة ويروى حذاقة بالقاف
1195 - 00 فيه حاكة ولا تاكة أى ضرس ولا ناب من قولهم تكة تكا إذا قطعه
1196 - 00 فى كنانته اهزع ولا مريش هو آخر ما يبقى من السهام فى الكنانة لرداءته يضرب للفقير الذى لا شىء له
1197 - ما قرعت عصا بعصا إلا حزن لها قوم وسر آخرون أى ما حدثت حادثة إلا ساءت قوما وسرت قوما

(2/327)


1198 - ما كفى حربا جانيها أى يجنيها السفهاء ويتلافاها ذوو الأحلام يضرب فى صلاح الأمور الفاسدة بذوى الحلم قال جرير
(الطويل)
(فان يدعنى باسمى البعيث فلم تجد ... لئيما كفى فى الحرب ما كان جانيا)
وقال بعض بنى قيس بن ثعلبة
(البسيط)
(لكن فررت حذار الموت منكفئا ... وليس مغنى حرب عنك جانيها)
1199 - 00 كل بيضاء شحمة ولا كل سوادء تمرة أول من قاله عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة وذلك أن أباه ذهلا هلك وترك عند أخيه قيس بن ثعلبة مالا فلما أدرك عامر وأخوه شيبان أتيا عمهما فوجداه قد أتوى المال فوثب عامر عليه يخنقه فقال يا ابن أخى دعنى فان الشح متواه يعنى إن لم أعطك مالك قتلتنى فدعنى أعطك مالك ولا أتوى نفسى فكف عنه وقال ذلك يريد أنك ظننت أن إتلاف مالى يسوغ لك كما يظن الجاهل أن كل بيضاء شحمة يضرب فى اختلاف أخلاق الناس وطباعهم قال

(2/328)


(الطويل)
(وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... ليالى قارعنا جذاما وحميرا)
1200 - ما لك است مع استك يضرب لمن لا عدة له ولا معين
1201 - 00 لك است ولا فم أى لا أصل ولا فرع قال جرير
(الطويل)
(فما لكم است فى العلاء ولا فم ... )
1202 - 00 له اثر ولا عثير هو ما قلبت من تراب أو مدر أو طين بأطراف أصابع الرجلين إذا مشيت ولا ترى من القدم غيره وقيل هو اتباع
1203 - 00 له احال واجرب أى حالت إبله وجربت يضرب فى دعاء الشر قال
(الطويل)
(فما طلبت منى أحالت وأجربت ... ومدت يديها لاحتلاب وصرت)

(2/329)


1204 - ما له اقذ ولا مريش أى سهم ساقط القذذ ولا ذو ريش وقيل هو بالفاء من الفذ وهو الفرد أى لا ريش عليه فكأنه مفرد عن الريش ويقال ما ترك له أفذ ولا مريشا
1205 - 00 له اكل أى رأى وحصافة
1206 - 00 له امر ولا امرة أى خروف ولا رخل
1207 - 00 له بذم اى رأى وحزم وقيل نفس وقيل احتمال لما حمل
1208 - 00 له ثاغية ولا راغية أى شاة ولا ناقة
1209 - 00 له حبص ولا نبض يرويان بتحريك الباء وتسكينها أى حركة ولا ضربان عرق وقيل الحبض من السهم الحابض وهو الساقط دون الهدف والنبض صوت وتر القوس أى ما له قوة نفاذ السهم ولا إنباض القوس وقيل الحبض المحلوج من المحبض وهو المحلاج والنبض المندوف أى ما له شىء

(2/330)


1210 - ما له سارحة ولا رائحة أي إبل تسرح وتروح
1210 - ما له سارحة ولا لبد أى شعر ولا صوف لشدة الفاقة وقيل ذو شعر ولا ذو وبر متلبد يراد الخيل والإبل والبقر والغنم قال
(الرجز)
(أريت إن كان الكتاب قد خلد ... وازم الدهر علينا وجمد)
(ولم يكن لى سبد ولا لبد ... أآخذى أنت بما لست أجد)
1212 - 00 له سعنة ولا معنة أى قليل من شحم ولا قليل من ودك وقيل كثرة من طعام ولا قلة منه وقيل وعاء من خوص ولا ركوة وقيل السعنة الميمونة والمعنة المشؤمة
1213 - 00 له سم ولا حم بفتح السين والحاء وضمهما أى هم واشتقاق ذلك من السامة وهى الخاصة ومن حمه أى قصده وكأن المعنى لا يخص غيرك ولا يقصده
1214 - 00 له شقذ ولا نقذ أى ما له أحد يشقذه أى يطرده ولا أحد

(2/331)


ينقذه وقيل الشقذ الوتر والنقذ الشفع
1215 - ما له صيور هو الأمر ترجع إليه من حزم ورأى
1216 - 00 له عافطة ولا نافطة أى ضائنة ولا ماعزة من العفيط وهو نثرها بأنفها والنفيط وهو صوتها وقيل العافطة الأمة لأنها تعفط فى كلامها أى تتكلم بما لا يفهم من قولهم رجل عفاط أى الكن والنافطة الشاة لأنها تنفط ببولها أى تدفعه دفعا دفعا وقيل العافطة الضارطة والنافطة العاطشة يراد العنز
1217 - 00 له قذعملة هى الشىء اليسير كالحبة وقيل هى الناقة القصيرة الجرم
1218 - 00 له قرطعبة أى خرقة
1219 - 00 له لا عد من نفره هو من قول امرىء القيس

(2/332)


(المديد)
(فهو لا ينمى رميته ... ما له لا عد من نفره)
يضرب فى موضع المدح كقولهم قاتله الله
1220 - ما له هارب ولا قارب أى صادر عن الماء ولا طالب له من قرب الماء يقربه وقيل من يهرب منه ولا من يأتيه من قربه أى غشيه
1221 - 00 له هلع ولا هلعة أى جدى ولا عناق
1222 - 00 لى بهذا الامر يدان أى طاقة قال الغدير الغنوى
(الكامل)
(إعمد لما تعلو فما لك بالذى ... لا تستطيع من الأمور يدان)
وقال آخر
(الرجز)
(قد سمتنى الهجران مرتين ... وما أظن لى به يدين)
1223 - 00 من عالم كره التحول من مسقط رأسه إلا لم يقبل يضرب فى الحث على الاغتراب لنيل الحظ

(2/333)


1224 - ما وراءك يا عصام هو من قول النابغة
(الوافر)
(فانى لا ألومك في دخول ... ولكن ما وراءك يا عصام) وهو عصام بن شهبر الباهلى حاجب النعمان يسأله عن خبره وقد عرض له مرض احتجب منه فأرجف بموته يضرب فى الاستخبار عن الشىء
1225 - 00 هو إلا شرق او غرق الشرق الغصص والغرق دخول الماء فى سمى الأنف حتى يمتلىء منافذه يضرب فى الخصلتين المكروهتين
1226 - ما يبض حجره وهو أدنى ما يكون من السيلان يضرب للمتناهى فى البخل أنشد الأصمعى
(الرجز)
(فذاك نكس لا يبض حجره ... منخرق العرص جديد ممطره)
وقال الأخطل
(الكامل)
(ولقد سموت على ربيعة كلها ... وكفيت كل مواكل خذال)
(كزم اليدين عن العطية ممسك ... ما أن تبض صفاته ببلال)

(2/334)


1227 - ما يبل الرضفة ويروى يندى يضرب للبخيل وأصله أنهم عند إعواز البرمة يجعلون الماء واللبن والودك فى شىء معمول من الجلد كهيئة القدر ثم يلقون فيه الحجر المحمى لينضج ما فيه فالمعنى أنه من قلة الخير بحيث لا يندى ذلك الحجر
1228 - ما يجعل قدك إلى اديمك القد بالفتح مسك السخلة والأديم الجلد العظيم والمعنى أى شىء يجعل صغيرك مضافا إلى كبيرك بالقياس والتشبيه يضرب للمتعدى طوره
1229 - ما يجمع بين الاروى والنعام أى كيف يجتمعان وهذه سهلية وتلك جبلية يضرب فى غير المتفقين
1230 - ما يحجز فى العكم أى ما يحبس فى العدل وقيل الحجز أن يدرج الحبل على العكم ثم يشد والحبل هو الحجاز يضرب للشهير الذى لا يخفى شأنه وقيل معناه أنه ليس ممن إذا خاف العدو فى السفر استتى ر تحت عكم الهودج كما يفعل الجبان يضرب للشجاع الجرى
1231 - ما يحسن القلبان فى يدى حالبة الضأن ويروى هل يحسن

(2/335)


يضرب لمن لا يليق به الغنى
1232 - ما يدرى اسعد الله اكثر ام جذام سعد الله قبيلة عظيمة وجذام قد بادت وفنيت قال حمزة بن الضليل البلوى لروح بن زنباع الجذامى
(الوافر)
(لقد أفحمت حتى لست تدرى ... اسعد الله أكثر أم جذام)
يضرب للجاهل
1233 - 00 ايخثر ام يذيب يضرب للمتحير فى أمره وأصله الذى يفسد عليه الزبد فلا يدرى أيجعله سمنا أم يدعه زبدا قال
(الوافر)
(تفرقت المخاض على ابن بو ... فما يدرى أيخثر أم يذيب)
1234 - 00 اى طرفيه اطول أى أنسب ابيه أفضل أم نسب أمه أنشد ابو زيد
(الطويل)
(وكيف بأطرافى إذا ما شتمتنى ... وما بعد شتم الوالدين صلوح)
وقيل طرفاه ذكره ولسانه
1235 - ما يعرف الحو من اللو ويروى الحى من اللى أى الحق من

(2/336)


الباطل وقيل الكلام الظاهر من الخفى وقيل الحى من الميت وقيل الإدارة من الفتل يقال حواه أداراه ولواه فتله
1236 - ما يعرف قبيلا من دبير أى ما يقبل به من القبل نحو الصدر مما يدبره عن الصدر وقيل فوز القدح عن خيبة وقيل كون رأس سير النعل إلى الإبهام من كون رأسه إلى الخنصر وقيل الطاعة من المعصية وقيل المواتىء من المخالف وكيف كان فهما من الإقبال والإدبار
1237 - 00 من ثطاته قطاته من لطاته أى من حمقه مؤخره من مقدمه يضرب للأحمق
1238 - 00 هرا من بر أى عقوقا من لطف وقيل دعاء الغنم إلى العلف من دعائها إلى الماء وقيل إيرادها من إصدارها وقيل سوقها من دعائها وقيل السنور من الجرذ ويروى ما يدرى ما من بر
1239 - ما يعوى ولا ينبح يضرب لمن لا يعتد به فى خير ولا شر

(2/337)


1240 - ما يفقىء البيض ولا ينضج الكراع يضرب للضعيف المتدع
1241 - ما يلقى الشجى من الخلى الشجى مخفف يقال شجى فهو شج كندى فهو ند ويروى ويل للشجى من الخلى ومن ثقله فسبيله ان يجعله فعيلا بمعنى مفعول من شجاه يشجوه أو يخرجه مخرج سميج وسمج وقمين وقمن وحر وحرى وكر وكرى أو يريد به الازدواج كقولهم الغدايا والعشايا وقيل فى الخلى الذى خلاه الهم أى عداه وفارقه من قولهم وخلاك ذم يضرب فيمن يسىء مساعدة أخيه على شأنه وهو على ذلك يعذله
1242 - مات ببطنته لم يتغضغض منها بشىء أى لم ينقص قاله عمرو بن العاص فى عبد الرحمن
1243 - 00 حتف انفه هو أن يموت على فراشه من غير أن يقتل فتخرج نفسه من أنفه وفمه ومنه قول خالد بن الوليد لقد لقيت كذا زحفا وما فى جسدى موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية ثم ها أنا ذا أموت حتف أنفى كما يموت العير فلا نامت عيون الجبناء

(2/338)


1244 - مات عريض البطان يضرب لمن يتوفى وماله واف لم يذهب منه شىء
1245 - ماز رأسك والسيف هو ترخيم مازن أى يا مازن باعد رأسك وأصله أن رجلا يقال له مازن أسر رجلا وكان رجل يطلب المأسور بذحل فقال له ماز رأسك والسيف فنحا رأسه فضرب الأسير يضرب فى الأمر بمجانبة الشر
1246 - ماء ولا كصدءاء مهموزة كأنها تأنيث أصدأ ويروى صداء مشددة الدال وهى ركية عذبة الماء وارتفع ماء على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره هو ماء وقد ينصب باضمار أرى وأصله أن القذور بنت قيس بن خالد توفى عنها لقيط بن زرارة فتزوجها رجل من قومها فكانت لا تزال تذكير لقيطا فقال لها يوما ما استحسنت من لقيط

(2/339)


فقالت كل أموره حسن ولكنى أحدثك خرج مرة إلى الصيد وقد انتشى فرجع وبقميصه نضخ من دماء صيده والمسك يضوع من أعطافه ورائحة الشراب من فيه فضمنى ضمة وشمنى شمة فليتنى مت ثمه فتكلف الرجل ذلك وقال لها أين أنا من لقيط فقالت ذلك ويروى ولا كصيدا قاله ابن دريد وهو ماء معروف يضرب لما يحمد بعض الحمد ويفضل عليه غيره
1247 - ما يوم حليمة بسر يضرب للمشهور المتعالم
الميم مع التاء

1248 - متى عهدك باسفل فيك الفم يذكر ويراد به الأسنان يقال الحسل لا يسقط فوه أى أسنانه يقوله الرجل إذا سئل عن الشىء لم يعهد به من زمان طويل يعنى بعد عهدى به كبعد عهدك عن أسفل فيك أى بأسفل ثغرك ومنبته وذلك قبل الإثغار
1249 - 00 كان حكم الله فى كرب النخل من قول جرير
(الطويل)
(فقلت ولم أملك سوابق عبرتى ... متى كان حكم الله فى كرب النخل)

(2/340)


قاله لخليد عينين وهو رجل من عبد القيس حين قال
(الطويل)
(أرى شاعرا لا شاعر اليوم مثله ... جريرا ولكن فى كليب تواضع)
يريد أن حكم الله لا يكون فى الزراع وأصحاب النخل وإنما أراد ذلك لأن بلاد عبد القيس كثيرة النخل يضرب لمن ينتدب للمفاضلة بين الناس وهو غير أهل لذلك
الميم مع الثاء

1250 - مثقل استعان بذقنه أصله البعير لا ينهض بالحمل الثقيل فيعتمد بذقنه على الأرض حتى ينهض ويروى بدفيه وهما جنباه يضرب لذليل يستعين بمثله
الميم مع الجيم

1251 - مجاهرة اذا لم اجد مختلا أى آخذ حقى علانية إذا لم أصل إليه بالملائمة يضربه من أعياه أخذ حقه رفقا فأخذه عنوة
الميم مع الحاء

1252 - محا السيف ما قال ابن دارة اجمعا من قول الكميت بن معروف

(2/341)


(الطويل)
(خذوا العقل إن أعطاكم القوم عقلكم ... وكونوا كمن سيم الهوان فارتعا)
(ولا تكثروا فيها الضجاج فانه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا) هو سالم بن دارة الغطفانى هجا بنى فزارة بقوله
(البسيط)
(أبلغ فزارة أنى لا أصالحها ... حتى ينيك زميل أم دينار)
فقتله زميل الفزارى وقال
(الرجز)
(أنا زميل قاتل ابن داره ... وداحض المخزاة عن فزارة) فقال الكميت ذلك يريد أن الفعل أفضل من القول وإنما قلت أنت وفعلنا نحن يضرب للجبان يتوعد ولا يفعل
1253 - محترس من مثله وهو حارس يضرب لمن يعيب الفاسق وهو أخبث منه قال

(الطويل)
(أقلى على اللوم يا ابنة مالك ... وذمى زمانا ساد فيه الفلاقس)
(وساع مع السلطان يسعى عليهم ... ومحترس من مثله وهو حارس)

(2/342)


1254 - محسنة فهيلى ارتفعت محسنة على أنها خبر مبتدإ محذوف تقديره أنت محسنة فهى جملة اسمية عطفت عليها بافاء جملة فعلية وهى هيلى ونظيره بيت الكتاب
(الطويل)
(وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا) ويجوز على مذهب ابى الحسن أى تنتصب محسنة على الحال من الضمير فى هيلى أى هيلى محسنة والفاء زائدة كقوله
(الكامل)
(لا تجزعى إن منفسا أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى)
التقدير فعند ذلك اجزعى وأصله أن رجلا أودع امرأة سلف دقيق فدخل عليها بغتة فرآها تهيل منه فى جرابها فدهشت فجعلت تهيل من جرابها فى جرابه فقال ذلك يضرب لمن يعمل عملا يكون فيه مستقيما أى دم عليه ولا تقطعه
الميم مع الخاء

1255 - مخشوب لم ينقح هو الذى لم يصلح ولم يتم صنعته يضرب لأمر يبتدأ فيه ولا يتم

(2/343)


الميم مع الذال

1256 - مذكية تقاس بالجذاع المذكية الفرس المسنة والجذاع الصغار يضرب لمن يقيس الصغير بالكبير
الميم مع الراء

1257 - مرة عيش ومرة جيش قاله امرؤ القيس حين أخبر بقتل أبيه وهو يشرب يضرب فى دول الدهر الجالبة المحاب والمكاره
1258 - مرعى ولا اكولة يضرب لمال كثير لا ينفقه صاحبه
1259 - 00 ولا كالسعدان هى من الأحرار غبراء اللون حلوة يأكلها كل شىء وليست بكبيرة ولها إذا يبست شوكة مفلطحة كأنها درهم تسمن عليها الإبل وتخثر ألبانها يضرب لجيد غير مبالغ فى الجودة قالته الطائية لامرىء القيس وقد قال لها كيف أنا من طرفة وكان زوجها قبله ويجوز فى محل مرعى الرفع والنصب
الميم مع الصاد

1260 - مصى مصيصا خادع غلام جارية بتمرات فطاوعته على أن تدعه فى معالجتها قدر ما تأكل التمر فأخذ يعمل وهى تأكل فلما خاف

(2/344)


أن تنفذ التمر ولم تقض حاجته قال لها ذلك يضرب فى الأمر بالتوقر والنهى عن العجلة
الميم مع الطاء

1261 - مطل الغنى ظلم ويروى الواجد من الوجد وهو الغنى
1262 - 00 كنعاس الكلب يراد أنه دائم متصل وفيه قرمطة ومن شأن الكلب ان يفتح من عينيه بقدر ما يكفيه للحراسة وذلك ساعة فساعة
قال رؤبة
(الرجز)
(لاقيت مطلا كنعاس الكلب ... وعدة عاج عليها صحبى)
(كالشهد بالماء الزلال العذب ... )
الميم مع العين

1263 - مع الخواطىء سهم صائب يضرب لمن يأتى منه الصواب فلتة وإنما دابة أن يخطىء

(2/345)


1264 - معاتبة الاخ خير من فقده أى عتابك إياه إذا أنكرت عليه شيئا خير من القطيعة ويروى عن ابى الدرداء
1265 - معاداة العاقل خير من مصافاة الجاهل لأن العاقل لا يضع الشىء غير موضعه والجاهل ربما أراد نفعك فضرك قال
(المتقارب)
(عدوك ذو العقل خير من الصديق لك الوامق الأحمق)
1266 - معلمة امها البضاع يضرب لمن يأتى بالعلم إلى أعلم منه
1267 - معيوراء تكادم هى الأعيار والتكادم التعاض يضرب للسفهاء إذا تواثبوا
الميم مع القاف

1268 - مقتل الرجل بين فكيه أى لحييه يراد اللسان قاله أكثم
1269 - مقنع واسته بادية أى يستر وجهه ويبدى عورته وهى أحق بالستر يضرب فى وضع الشىء غير موضعه

(2/346)


الميم مع الكاف

1270 - مكره اخوك لا بطل اصله أن أبا خنش خال بيهس هجم به بيهس على قاتلى إخوته وهم فى غار وكان شديد الجبن زاعما له أن فى الغار حمرا فجد فى القتال فقيل له ما اشجعه فقال ذلك وقيل أول من قاله جرول بن نهشل بن دارم وكان هيوبا غير أنه فى خلق كامل وذلك إن أباه غزا بحى وكان سيدهم بنى دارم وهم خلوف فنادى فى قومه أيما رجل لم يأتنى بأسير أو ظعينة فهو نفى منى فانطلق جرول متذمرا حتى حمل فى ناحية الجمهور على رجل يسوق ظعينة فرهبه الرجل لكمال خلقه وهم يترك الظعينة فقال جرول
(الرجز)
(أنا جرول بن نهشل ... فى الحسب المرفل)
فعرفه الرجل فقال
(المتقارب)
(إذا ما لقيت امرأ فى الوغى ... فذكر بنفسك يا جرول)
ثم طعن فرسه فسقط فأوثقه وانتهى به إلى سيدهم فعرفه فقال له ما هكذا عرفناك يا جرول كيف كرهت العيش وخرجت فى الجيش فقال جرول ذلك يضرب فى حمل الرجل صاحبه على ما ليس من شأنه بالإكراه

(2/347)


الميم مع اللام

1271 - ملكت فاسجح قالته عائشة لعلى رضى الله عنهما يوم الجمل أى قدرت فاعف فجهزها عند ذلك وبعث معها أربعين وقيل سبعين امرأة حتى قدمت المدينة قال الطرماح
(الطويل)
(أحاذر يا صمصام بعدى أتن يلى ... تراثى وإياك امرؤ غير مصلح)
(إذا صك وسط القوم راسك صكة ... يقول لها الناهى ملكت فأسجح) وقال محمد بن غالب
(المتقارب)
(فتى مسمع أنت من مسمع ... بحيث السويداء والناظران)
(ملكت فأسجح وزع بالزمام ... وخف ما يدور به الدائران) وقال آخر
(الطويل)
(أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا ... فان أخاكم لم يكن من بوائيا)
1272 - ملك ذا امر امره أى انه المعنى به دون غيره يضرب فى عناية الرجل بماله دون عنايته بمال غيره

(2/348)


الميم مع النون

1273 - من ابعد ادوائها تكوى الابل يضرب للذى يذهب فى الباطل تائها ويترك ما يعنيه
1274 - 00 التوقى ترك الافراط فى التوقى يضرب فى ذم الغلو
1275 - 00 العجز والتوانى نتجت الفاقة قاله أكثم
1276 - 00 العناء رياضة الهرم من قوله
(الكامل)
(أتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم)
1277 - 00 حظك موضع حقك أى من جد الرجل أن يعرف حقه فلا يبخس

(2/349)


1278 - من حظك نفاق ايمك أى أن لا تبور عليك فلا يخطبها أحد يضربان فى الجد يعطاه الإنسان
1279 - 00 شر ما طرحك اهلك ويروى ألقاك أى لو كان عندك خير ما رفضك قومك وأصله أن رجلا شتيم الوجه أصاب مرآة فى طريقه ولم يكن رآها قبل ذلك فنظر فيها فرآى شتامة وجهه فضرب بها الأرض وقال ذلك يضرب لمن يتحاماه الإنسان
1280 - منك انفك وإن كان أجدع ويروى وإن ذن وهو أن يسيل منه ماء خاثر
1281 - 00 ربضك وان كان سمارا الربض والربض من تأوى إليه من زوجة أو أم أو أخت وتربضك أى تخدمك والسمار اللبن الممذوق فاستعير لقريب السوء الذى لا يصفو لك وقيل الربض من اللبن ما يربض الإنسان أى يكفيه من قولهم حلب من اللبن ما يربض الرهط
1282 - 00 عيصك وان كان اشبا العيص الشجر الملتف والأشب

(2/350)


الكثير الشوك المتشابك ويروى مأشوبا تضرب ثلاثتها فى الإغضاء عن القريب واحتمال شذاته والتعطف عليه وإن كان غير أهل
1283 - من كرم الكريم الدفع عن الحريم قاله أوس بن حارثة لابنه مالك
1284 - 00 كلا جانبيك لا لبيك أى من كل وجه دعاء عليك
1285 - 00 كل تحفظ اخاك الا من نفسه يراد أنك تحفظه من الناس وإن كان مسيئا إلى نفسه لم تدر كيف تحفظه من نفسه يضرب فى إساءة الرجل إلى نفسه
1286 - 00 مال جعد وجعد غير محمود أصله أن جعد بن الحسين الخضرى أسن فتفرق عنه أهله وبقيت له جارية سوداء تخدمه فعلقت فتى يقال له عرابة فجعلت تنقل إليه ما فى بيت جعد ففطن لها فقال
(البسيط)
(أبلغ لديك بنى عمى مغلغلة ... عمرا وعوفا وما قولى بمردود)
(بأن بيتى أمسى فوق داهية ... سوداء قد وعدتنى شر موعود)

(2/351)


(تعطى عرابة بالكفين مجتنحا ... من الخلوق وتعطينى على العود)
(أمسى عرابة ذا مال وذا ولد ... من مال جعد وجعد غير محمود)
يضرب فى ضياع الصنيعة
1287 - من مأمنه يؤتى الحذر قاله أكثم يضرب فى قلة نفع التخوف
1288 - من اجدب جنابه انتجع يضرب فى طلب المال عند الافتقاد
1289 - 00 استرعى الدئب فقد ظلم يضرب فى وضع الأمانة غير موضعها
1290 - 00 استغنى كرم على اهله يضرب فى النهى عن إبرام الناس
1291 - 00 اشبه اباه فما ظلم من قول كعب بن زهير
(الطويل)
(فان تسألى الأقوام عنى فاننى ... أنا ابن أبى سلمى على رغم من رغم)
(أنا ابن الذى قد عاش تسعين حجة ... فلم يخز يوما فى معد ولم يلم)

(2/352)


(أقول شبيهات بما قال عالما ... بهن ومن اشبه اباه فما ظلم)
ويروى ومن اشبى وهو بمعنى أشبه وقوله فما ظلم أى لم يضع الشبه غير موضعه
1292 - من اشترى اشتوى أى من كان له أنفق منه
1293 - 00 اضرب بعد الامة المعارة أى أمتى أحب إلى يضرب لمن اشتد هوانه عليك
1294 - 00 اغتاب خرق ومن استغفر رقع ويروى رفأ أى خرق دينه بالغيبة ورقعه بالاستغفار يضرب فى الأمر بالاعتذار والتنصل
1295 - 00 اكثر اهجر أى أتى بالهجر وهو الفحش يضرب فى ذم المهذار
1296 - 00 اكثر من شىء عرف به
1297 - 00 انفق ماله على نفسه فلا يتحمدن به على الناس

(2/353)


1298 - من بدا فقد جفا
1299 - 00 جعل لنفسه من حسن الظن باخوانه نصيبا اراح قلبه قال أكثم
1300 - 00 حب طب أى من أحب شيئا فطن وحذق واحتال له
1301 - 00 - حدث نفسه بطول البقاء فليوطن نفسه على المرازى قاله عبد الملك بن أبى بكرة
1302 - 00 حفر لاخيه جبا وقع فيه منكبا
1303 - 00 حفر مغواة وقع فيها هى بئر تحفر للذئب ثم يجعل فيها جدى أو غيره فيسقط فيها ليأخذه فيصطاد يضربان لمن أراد بصاحبه مكرا فحاق به
1304 - 00 حفنا او رفنا فليترك حفنا أى طاف بنا واعتنى بأمرنا ورفنا أسدى إلينا يدا وأحسن إلينا وأصله أن امرأة كان جيرانها

(2/354)


يتعهدونها فأصابت يوما نعامة وقد غصت بصعرورة وهى قطعة من الصمغ فربطتها بخمارها إلى شجرة ثم جاءت الحى فنادت فيهم بذلك ظانة أنها قد استغنت بالنعامة وقوضت خباءها لتحمله عليها فوجدتها قد أفلتت فبقيت نادمة على ما قالت متأسفة على ما فاتها من الصيد يضربه المستغنى عن جدوى الناس بسعة أصابها ويروى فى الحديث من حفنا أو رفنا فليقتصد وقيل معناه من مدحنا فلا يغلون فيه دأبه يضرب فى النهى عن الثناء المفرط
1305 - من حقر حرم يضرب فى الحث على المعروف وإن كان يسيرا أى إذا رأى المرء ما عنده حقيرا استحيا من الإفضال به فيؤدى ذلك إلى إطراح الحقوق وحرمان الناس

1306 - 00 دخل ظفار حمر ظفار قرية باليمن يكون فيها المغرة وحمر تكلم بالحميرية وأصله أن أعرابيا كان بين يدى ملك حمير فقال له ثب أى أقعد بالحميرية فحسب العربى أنه يأمره بالوثوب فقفز وكان على مكان مرتفع فسقط فهلك فقال الملك ذلك يضرب للرجل إذا خالط القوم أخذ بزيهم

(2/355)


1307 - من سأل صاحبه فوق طاقته فقد استوجب الحرمان
1308 - 00 سره بنوه ساءته نفسه رأى ضرار بن عمرو الضبى من بنيه ثلاثة عشر رجلا كلهم يطعن فى الخيل ويحمل القناة الثقيلة فسره ذلك ثم أخذ قناة ليطعن بها فعجز لعلو سنه فقال ذلك يضرب فى التأسف على العمر الذاهب
3091 - 00 سلك الجدد امن العثار الجدد الأرض المستوية ويروى من تجنب الخبار وهى أرض رخوة تتعتع فيها الدواب يضرب لطالب العافية
1310 - صانع بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة
1311 - 00 عال منا بعدها فلا اجتبر من قول عمرو ابن كلثوم

(2/356)


(الرجز)
(من عال منا بعدها فلا اجتبر ... ولا سقى الماء ولا رعى الشجر)
(بنو لجيم وجعاسيس مضر ... بجانب الدو يدهدون العكر)
عال افتقر واجتبر استغنى وأصله أن عمروا أوقع ببنى سعد ثم أغار من فوره على بنى قيس فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبيا وكان فيمن أصاب الأحمر بن جندل السعدى ثم انتهى إلى اليمامة فأتاه بنو سحيم للقتال فلما رآهم قال ذلك والضمير فى بعدها للغنائم يضرب فى اغتنام الفرصة عند الإمكان
1312 - من عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه
1313 - 00 عز بز أى من غلب سلب قاله جابر بن رألان السنبسى لما أقرع النعمان يوم بؤسه بينه وبين صاحبيه فقرعهما فخلى سبيله قالت الخنساء
(المتقارب)
(كأن لم يكونوا حمى يتقى ... إذا الناس إذ ذاك من عز بزا)

(2/357)


1314 - من غاب غاب حظه
1315 - 00 فاز بفلان فقد فاز بالسهم الاخيب قاله على رضى الله عنه فى بعض من استبطأ من اصحابه يضرب فى ذم الرجل النكد
1316 - 00 فسدت بطانته كان كمن غص الماء قاله أكثم والبطانة الخاصة أراد أن مستغاث الغاص بالطعام الماء فاذا غص بالماء عدم المستغاث فكذلك إذا فسد الخاصة أعيى السبيل إلى إصلاحه
1317 - 00 قل ذل ومن امر قل أى من فل ناصره أدركته الذلة والغضاضة ومن كثر ناصره غلب مناويه وكسره قاله أوس بن حارثة
1318 - 00 قنع فنع أى استغنى تقول العرب قنعوا ففنعوا
1319 - 00 كان ذا دهن طلى استه أى من كان متمولا أنفق فى غير وجه الحاجة

(2/358)


1320 - من لاحالك فقد عاداك أى من نازعك وخالفك فليس بصديقك يضرب فى النهى عن خلاف الأوداء وما فيه من تكدير الود
1321 - 00 لانت كلمته وجبت محبته
1322 - 00 لا يذد عن حوضه يهدم هو من قول زهير
(الطويل)
(ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم)
يضرب فى تهضيم غير المدافع عن نفسه
1323 - 00 لسعته الحية حذر من الرسن المثل عامى
1324 - 00 لك باخيك كله أى لا يبذل لك جميع ما يجلب رضاك يضرب فى عزة خلوص الإخوان مما يكره
1325 - 00 لك بالسانح بعد البارح مرت برجل ظباء بارحة فتطير

(2/359)


منها فقيل له ستمر بك سانحة فقال ذلك يضربه من يكره شيئا من صاحبه فيقال له سترى منه ما يرضيك
1326 - من لم يأس على ما فاته اراح نفسه قاله أكثم
1327 - لم يتعرض للمتالف سلم يضرب فى النهى عن الإخطار بالنفس
1328 - 00 لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقنه يضرب فى حمد الفراسة
1329 - 00 نجل الناس نجلوه أى من شارهم شاروه
1330 - نجا برأسه فقد ربح يضرب لمن أشفى فى طلب الحاجة على الهلاك فهو راض بالنجاة منها وهو غير ظافر
1331 - 00 يات الحكم وحده يفلج أى يظهر على خصمه يقال فلج يفلج فلجا وفلجا وفلجت حجته

(2/360)


1332 - من يبغ فى الدين يصلف أى من يتكبر فى الدين على الناس ويروى له عليهم فضلا يقل خيره عندهم ولم يحظ عندهم يضرب فى الحث على مخالطة الناس مع التمسك بالدين
1333 - 00 يتفقد يفقد أى من تفحص أمور الإخوان فقد فيهم خصالا كثيرة لأن التمام فى الناس عديم
1334 - 00 يجتمع يتقعقع عمده أى يتقعقع عمد أخبيتهم للرحيل يضرب فى تقلب الدهر باهله
1335 - 00 ير الزبد يعلم انه من اللبن
يضرب للرجل يشكل عليه الأمر الواضح أى إنه من الوضوح بمنزلة الزبد الذى لا يشك رائيه أنه من اللبن واصله أن رجلا قال لامرأته هل لبنت عنزك فقالت لا وهو يرى عندها زبدا فقال ذلك ويروى من ير الزبد يخله من لبن
1336 - 00 ير يوما ير به أى من رأى بصاحبه يوما غير صالح لم يؤمن

(2/361)


أن يرى مثل ذلك اليوم به فلا يشمتن فان الدهر ذو دول ويروى من ير يوما أى من تهضم صاحبه وأراه مكروها رأى به ذلك غدا يضرب فى تنقل أحوال الدهر بأهله قال
(الرجز)
(من ير يوما ير به ... والدهر لا تغتر به) وقال آخر
(الطويل)
(ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرة يوما لا توارى كواكبه)
1337 - من يرد السيل على ادراجه جمع درج وهو السبيل يقال فلان على درج كذا أى على سبيله والمعنى أن السيل لا يستطاع رده على طرقه التى جاء منها يضرب فيمن لا يقاوم ولا يدافع
1338 - 00 يسمع يخل أى يظن ويتهم يقوله الرجل إذا بلغ شيئا عن رجل فاتهمه وقيل معناه أن من يسمع أخبار الناس ومعائبهم يقع فى نفسه المكروه عليهم أى إن المجانبة للناس أسلم ومفعولا يخل

(2/362)


محذوفان قال الكميت
(الطويل)
(فان تصغ تكفاه العداة إناءنا ... وتسمع بنا اقوال أعدائنا تخل)
1339 - من يشترى سيفى وهذا اثره من قول الأغلب
(الرجز)
(قل لها فى بعض ما يسطره ... وهى تنادى تحته وتذمره)
(وهو شديد لفظه وذكره ... من يشترى سيفى وهذا اثره)
يضرب للرجل تقدم على الأمر قد اختبر وجرب
1340 - يطل اير ابيه ينتطق به قاله على رضى الله عنه أراد من كثر إخوته اعتز بهم واشتد ظهره وضرب المنطقة مثلا لأنها تشد الظهر
(لطويل)
(فلو شاء ربى كان ايد ابيكم ... طويلا كأير الحارث بن سدوس) وذلك أنه كان له أحد وعشرون ولدا ذكرا والعرب تقول فلان طويل الأير يريدون كثرة الأولاد

(2/363)


وأما قولهم
1341 - من يطل ذيله ينتطق به فان معناه أن من كثر ماله أنفق منه فيما لا يفتقر إليه كمن يطول ذيله ويرفع فضوله ويحتبك بها
1342 - 00 يكن ابوه حذاء تجد نعلاه أى من كان ذا جدة جاد متاعه
1343 - 00 يمدح العروس إلا اهلها يضرب فى إعجاب الرجل برهطه
1344 - 00 ينك العير ينك نياكا يضرب فى غلبة الغلاب
1345 - 00 ينكح الحسناء يعط مهرا أى من طلب نفيسا بذل فيه ويروى من ينكح يعط ومعناه أن باذل النفيس تجزل عطيته

(2/364)


باب النون

النون مع الألف

1346 - ناب وقد تقطع الدوية الناب يراد أن المسن قد يبقى منه البقية التى يعول عليها وينتفع بها كالناقة إذا أسنت فان فيها من الأيد والقوة ما تقطع به المفازة يضرب لمن فيه بقية
1347 - ناوص الجرة ثم سالمها تفسير الجرة فى باب الكاف والمناوصة الممارسة والمعنى أن الظبى إذا نشب فيها مارسها ساعة فاذا غلبته سالمها أى استقر فيها وسكن يضرب لمن يخالف القوم فى رايهم ثم يرجع إليهم
النون مع الجيم

1348 - نجارها نارها أى أصلها سمتها يضرب فى ظاهر الشىء الدال على باطنه كما تدل سمة الإبل على اصلها
1349 - نجى عيرا سمنه أى قوى على العدو بسمنه حتى نجا من الصياد

(2/365)


يضرب لمن خلصه ماله من الشدة وقيل إن حمارا سمينا كان بين أحمرة عجاف فنجا دونها فقيل ذلك يضرب فى أمر الرجل بالنجاء ما دام به طوق قبل أن لا يقدرعلى ذلك
النون مع الحاء

1350 - نح الجربى عن العارة هى التى قد بدا فيها الجرب أى ابعدها لئلا يعمها الجرب يضرب فى مفارقة صاحب السوء الذى أعداك ببعض دائه لئلا يعديك بكله
النون مع الدال

1351 - ندمت ندامة الكسعى تفسيره فى الهمزة مع النون
النون مع الزاى

1352 - نزت به البطنة يضرب لمن لا يحتمل النعمة قال عسان ابن ذهبل
(الكامل)
(ولقد نزت بك من شقائك بطنة ... أردتك حتى طحت فى القمقام)
1353 - نزلنا فى بلدة يتنادى اصرماها هما الذئب والغراب يضرب

(2/366)


للمكان القفر
1354 - نزو الفرار استجهل الفرار هو ولد البقرة الوحشية يقال فرير وفرار كطويل وطوال وقيل هو جمع فرير إذا شب وقوى أخذ فى النزوان فاذا رآه غيره نزا لنزوه واستجهل حمل على الخفة ويروى القرار بالقاف مفتوحة وهى الضأن وقد سبق فى باب القاف
يضرب لمن يتقى صحبته أى إذا صاحبته فعلت فعله
النون مع السين

1355 - نسيج وحده هو الثوب النفيس الذى ينسج وحده يضرب فى مدح الرجل المنقطع القرين قال
(الرجز)
(جاءت به معتجرا ببرده ... سفواء تردى بنسيج وحده)
(خير معد جاء من معده ... من قبله أو رادفا من بعده)
النون مع الشين

1356 - نشطته شعوب أى انتزعته المنية

(2/367)


النون مع الظاء

1357 - نظر التيوس إلى شفار الجاذر يضرب لنظر المقهور إلى عدوه
1358 - 00 المريض إلى وجوه العود يضرب فى نظر المضطهد إلى من يحب
1359 - نظرة من ذى علق أى ذى مودة يضرب فى نظر المحب
1360 - نظرت إليه عرض عين أى اعترضته على عينى
النون مع العين

1361 - نعم عوفك هو الذكر يضرب فى الدعاء للرجل صبيحة بنائه على أهله وقيل هو الشأن والبال فيكون دعاء فى كل موضع

(2/368)


النون مع الفاء

1362 - نفس عصم سودت عصاما من قوله
(الرجز)
(نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما)
(وجعلته ملكا هماما ... )
وهو عصام الخارجى وإنما سمته العرب خارجيا لأنه خرج من غير أولية كانت له ويقال هو حاجب النعمان الذى قال له النابغة ما وراءك يا عصام ويحكى أن الحجاج ذكر عنده رجل بالجهل فأراد اختباره فقال له أعظامى أم عصامى أراد أشرفت بآبائك الذين صاروا عظاما أم بنفسك فقال الرجل أنا عظامى عصامى فقال الحجاج هذا أفضل الناس فقضى حوائجه ومكث عنده ثم فتشه فوجده من أجهل الناس فقال له تصدقنى أو لأقتلنك كيف أجبتنى بما أجبت حين سألتك عما سألت قال لم أعلم أعظامى خير أم عصامى فخشيت أن اقول أحدهما فأخطىء فقلت أقول كليهما فان ضرنى أحدهما نفعنى الآخر فقال الحجاج عند ذلك المقادير تصير العى خطيبا يضرب فى شرف الرجل بنفسه لا بآبائه
1363 - نفسى تعلم انى خاسر أى لا تلومونى فانى أعلم من نفسى مثل ما تلومونني عليه

(2/369)


1364 - نفسى تمقس من سمانى الاقبر اصطاد أعرابى هامة فخالها سمانى فشواها وأكلها فغثت نفسه فقال ذلك والتمقس الغثيان يضرب فى نفور الرجل عن الشىء
1365 - نفع فليل وفضحت نفسى ويروى غنى قليل وأصله أن فاقرة المرية وكانت من أجمل نساء زمانها هويت عبدا لها فمكنته من نفسها وذلك بمطلع من زوجها فأدركها الندم فقالت ذلك ثم شهقت شهقة فماتت مكانها وأحال زوجها على العبد فقتله يضرب فى احتمال الرجل المذلة بسؤال القليل من البخيل وفى كل خسيسة تجر فضيحة

(2/370)


باب الواو

الواو مع الهمزة

1366 - وأهل عمرو قد اضلوه هو عمرو بن الأحوص بن جعفر بن كلاب غزا بنى حنظلة فى يوم ذى نجب فقتله خالد بن مالك بن ربعى وكان أبوه شديد المحبة له وكان إذا سمع باكية قال ذلك يضرب فى تأسى المصاب بالمصاب
الواو مع الألف

1367 - وابابى وجوه اليتامى كان سعد القرقرة ضحكة يضحك منه النعمان فأركبه يوما فرسه اليحموم وكان كفلا فنظر إلى ولده فقال ذلك وهو القائل
(المنسرح)
(نحن بغرس الودى أعلمنا ... منا بركض الجياد فى السدف)
(أهلكنى بعد ما دنا فرسى ... للصيد أنى من معشر عنف)
(فاختلط السوط بالعنان وأمسكت جميع العنان بالعرف)
يضرب فى التحنن على الأقارب)
1368 - وافق شن طبقة تفسيره فى الهمزة مع الواو

(2/371)


1369 - واها لها من نغية ما ابردها على الكبد النغية والنغمة واحد يضربه الرجل عن الخبر السار من موت عدو أو نحوه
الواو مع الجيم

1370 - وجدان الرقين يغطى افن الافين هو نقصان العقل يضرب فى مدح الغنى وما فيه من ستر عيوب صاحبه قال ثمامة السدوسى
(الطويل)
(ألا رب ملتات يجر لسانه ... نفى عنه وجدان الرقين العظائما)
1371 - وجدت الدابة ظلفها هو غلظ الأرض يقال أرض ظلفة بينة الظلف غليظة لا تثبت فيها الآثار وهى الأظلوفة ايضا والخيل تستحب الجرى فيها وقيل هو من قولهم وجد ظلفه ما يحبه ويظلفه عن الشهوة التى كان يطمح إليها على زنة تلف فى الوجهين وقيل ظلفها والمراد حافرها بطريق الاستعارة كما قال عمرو بن معديكرب

(2/372)


(المتقارب)
(وخيل تطأكم بأظلافها ... ) أى ظفرت بما هو حاملها وآلتها فيما هو قصارى الغرض منها وهو الجرى وقيل ظلفها أى شأوها يضرب لمن أصاب ما يؤثره ويريده
1372 - وجد تمرة الغراب أى مراده وما اختاره لأن الغراب يتخير أطيب التمر وأحلاه
1373 - وجه المحرش اقبح أى وجه مبلغ القبيح أقبح من وجه قائله
1374 - وجه الحجر جهة ما له ويروى وجهة ووجها وانتصابها على الظرف وما إبهامية والمعنى وجهه فى أى ناحية له وأصله أن يريد البناء وضع الحجر على جهة الاستقامة فيديره ويقلبه على غير وجه حتى يأخذ مستقره ويستقيم فى مكانه ويروى جهة ووجهة ووجه بالرفع على الابتداء والخبر له والمعنى وجهه فان له جهة لا محالة يستقيم عليها فلا تقصر فى تقليبه يضرب فى وجوب تدبير الأمر إذا لم يستقم من

(2/373)


وجه استقام من وجه آخر وقيل هو الحجر الذى يرمى به ولا بد من أن يمضى فى وجه ويقع فيه ويضرب مثلا فى الحض على الطلب
الواو مع الحاء

1375 - وحمى ولا حبل أى مشتهيه اشتهاه الحبلى ولا حبل بها يضرب للحريص الذى يطلب ما لا يحتاج إليه لشدة حرصه
1376 - وحى فى حجر يضرب لمن يكتم سره أى هو مثل الحجر لا يخبر أحدا بما كتب فيه ويضرب أيضا فى الشىء الظاهر
الواو مع الدال

1377 - ودع مالا مودعه أى ائتمن فى حفظ مالك من يستحفظ الناس ماله لأنك إذا ائتمنت فيه غيره غررت به يضرب فى قلة الثقات
1378 - ودق العير الى الماء أى قرب يضرب للطائع بعد الإباء
الواو مع الراء

1379 - وراء الأكمة ما وراءها واعدت امرأة صديقها أن تأتيه

(2/374)


وراء أكمة إذا فرغت من مهنة أهلها فحبسوها فقالت أتحبسوننى ووراء الأكمة ما وراءها فذهبت مثلا فى إفشاء المرء على نفسه أمرا مستورا
1380 - ورد حياض غتيم أى مات واشتقاقه من الغنم وهو الأخذ بالنفس ويقال ورد به حياض غتيم إذا أهلكه قال مدرك بن حصن الأسدى
(الطويل)
(وكنت امرأ من يتبعنى أرد به ... حياض غتيم حيث تلقى متونها)
الواو مع الشين

1381 - وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه هو من قول بشر بن المغيرة
(الطويل)
(وكلهم قد نال شبعا لبطنه ... وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه)
الشبع مقدار ما يكفى وأما الشبع فالامتلاء
(الواو مع العين

1382 - وعيد الحبارى الصقر يضرب للضعيف يتوعد القوى وذلك

(2/375)


أن الحبارى يقف للصقر لتحاربه من شدة الرعب منه قال
(الطويل)
(لقل غناء عنك إيعاد بارق ... وعيد الحبارى الصقر من شدة الرعب)
الواو مع القاف

1383 - وقع الناس فى تحوط هى السنة المجدبة ويروى تحيط وتحيط بكسر التاء
1384 - على خازق ورقة تفسيره فى الهمزة مع الصاد
1385 - على شحمة الركى من الركة ويروى الرقى والشحم الذى يركب اللحم وهو سريع الذوب لا يعنى مذيبه يضرب لمن وقع فى أمر لا يقاسى فيه عناء
1386 - وقع فى ام جندب هى الداهية

(2/376)


1387 - وقع فى الاهيغين هو الأكل والنكاح
1388 - فى دوكة أى اختلاط
1389 - فى روضة وغدير أى فى خصب قال ربيع بن ضبع الفزارى
(الطويل)
(أولئك قوم لو علمت مكانهم ... لزرتهم إن الحبيب مزور)
(وسرت إذن حتى احل إليهم ... ولو كان عندى روضة وغدير)
1390 - وقع فى سلى جمل أى فى بلية لا مثل لها لأن السلى إنما يكون للناقة وهى المشيمة يضرب فى الشدة المتفاقمة
1391 - فى سن رأسه أى فى عدد شعر رأسه من الخير من قولهم وجد فلان كلأ سنا وأنبط ماء سنا يعنون كثيرا واسعا ويروى فى سى رأسه أى فى مثل شعر رأسه والسى المثل وقيل وقع فى سى

(2/377)


رأسه وسواء رأسه أى فى نعمة تساوى رأسه كثرة يعنى أنها غمرته حتى صارت بحذاء رأسه
1392 - وقع فى هند الاحامس هند قبيلة والتأنيث والتعريف منعا صرفها والأحامس جمع أحمس وهو الشجاع الصلب والمعنى أنه وقع فى القوم الأشداء فقهروه وأذلوه قال
(الطويل)
(لقيت بنا يا عمرو هند الأحامسا ... )
وقال آخر
(الطويل)
(فانكم لستم بدار تلنه ... ولكنما أنتم بهند الأحامس)
1393 - وقعت عليه رخمته هى الموافقة والمحبة من رخمته إذا أحببته

(2/378)


والرخيم الصوت المحبوب يضرب فى موافقة الرجل صاحبه وإشفاقه عليه
1394 - وقعت فى مرتعة فعيثى أى فى خصب فأفسدى يضرب فى المرأة التى لا تحسن إيالة مالها
1395 - وقعوا فى عبيثران شر ويروى عبو ثران وهى شجرة طيبة كثيرة الشوك لا يكاد يتخلص منها
1396 - فى وادى تخيب من الخيبة
1397 - فى وادى تظلل من الضلال
1398 - فى وادى تهلك من الهلكة
1399 - في وادى خدبات بالخاء المعجمة والدال غير المعجمة أى شدائد منكرة من الخدب وهو الضرب بالسيف ويروى جذبات بالجيم والذال المعجمة جمع جذبة وهى البعد وقيل معناه فى وادى ثنيات

(2/379)


تجذبهم من جانب إلى جانب فلا يميلون إلى الطريق المنهج وهى على هذا جمع جذبة وهى المرة من الجذب جذب الشىء إذا مده
الواو مع اللام

1400 - ولا قرار على زأر من الاسد من قول النابغة 3 (البسيط)
(نبئت أن أبا قابوس أوعدنى ... ولا قرار على زأر من الأسد)
وقد تمثل به الحجاج لما سخط عليه عبد الملك
1401 - ولكن من يمشى سيرضى بما ركب وهو من قول الشاعر
(الطويل)
(وما كنت أرضى أن تكون مطيتى ... مقطعة الشفر مقصرة الذنب)
(ولست وبيت الله أرضى بمثلها ... ولكن من يمشى سيرضى بما ركب)
يضرب للمضطر الراضى بما يجد
1402 - ولكنك امرؤ رأيك فى الكن لا فى الضح لما قال قصير حين

(2/380)


استشاره جذيمة فى قصد الزباء فلم يشر عليه بما أشار عليه ثقاته إنى امرؤ لا يميل العجز ترويتى قال له جذيمة لا ولكنك امرؤ رأيك فى الكن لا فى الضح يضرب للمترفة المترف
1403 - ولغ جرى كان محسوما هو تصغير جرو والمحسوم السىء الغذاء كأنه مقطوع عنه يضرب فى استكثار الرجل بما لم يكن يقدر عليه فقدر عليه
1404 - ول المال ربه يضرب فى انتفاع الرجل بماله دون غيره
1405 - ول حارها من تولى قارها ويروى من ولى قاله الحسن بن على رضى الله عنهما لأبيه حين أمره عثمان رضى الله عنه بضرب الوليد ابن عقبة وقد شهد عليه بشرب الخمر يضرب فى وضع الشىء موضعه الذى يستحقه
1406 - ولى الشكل بنت غيرك عارض كبيش أخو ضمرة بن جابر أمة

(2/381)


زرارة بن عدس فولدت له عمرا وذويبا وبرغوثا ومات كبيش وكان لقيط ابن زرارة عدوا لضمرة فقال للأمة انطلقى بالغلمة فعبسى بهم وجه ضمرة وأخبريه أنهم أبناء أخيه فأتته فانتزعهم منها ضمرة وطردها فركب زراردة وطلبهم فأهجروا له فحلم فقال له قومه ما صنعت قال إنهم أحسنوا إلى القول وكان يأتيهم كل سنة إلى سبع سنين يأتيهم فى كل سنة فيردونه بأسوإ الرد إلى أن مات فقال ضمرة يا بنى نهشل قد مات حلم إخوتكم اليوم فاتقوهم بحقهم ثم قال ضمرة لنسائه فمن أقمن بينكن الثكل فأخذ من سد شقة ومن العبدية شهابا ومن الطمثانية عنوة وهم جميعا لهم إخوة فأرسل بهم إلى لقيط رهنا وقال هؤلاء رهن لك بغلمتك وكانت له امرأة يقال لها خليدة ولها ولد وكانت مصافية لهند فقالت لها ولى الثكل بنت غيرك دعاء لها أى يلى الثكل غيرها فأرسلتها مثلا نجاه مما أصاب غيره من البلية
الواو مع الميم

1407 - ومن عضة ما ينبتن شكيرها بالهاء والتاء جميعا والشكير الورق ويروى فى عضة ما ينبت العود يضرب فى مشابهة الرجل اباه

(2/382)


الواو مع النون

1408 - ونبل العبد اكثرها المرامى هى سهام الهدف والمعنى أن الحر يغالى بالسهام فيشترى المعبلة وأمثالها لأنه صاحب صيد وحرب والعبد إنما يكون راعيا فتقنعه المرامى لأنها أرخص أثمانا إن اشتراها وإن استوهبها لم يكد أحد يجود له إلا بالمرماة لهونها يضرب لمماثلة الشىء صاحبه
الواو مع الياء

1409 - ويا رب حام انفه وهو جادعه يضرب لمن يأنف من الشىء فتوقعه الأنفة فى أشد منه قال البعيث
(الطويل)
(لعمرى لقد سب الفرزدق أمه ... وكان كحامى أنفه وهو جادعه)
قاله لما رأى أن الشر وقع بين الفرزدق وبينه
1410 - ويل اهون من ويلين
1411 - للشعر من راوية السوء ويروى من رواة السوء قاله الحطيئة فى وصيته

(2/383)


باب الهاء

الهاء مع الألف

1412 - هاجت زبراؤه كان للأحنف بن قيس جارية سليطة تسمى زبراء فكانت إذا غضبت قال هاجت زبراء ثم كثر حتى قيل لكل إنسان استشاط غضبا هاجت زبراؤه
1413 - هذا اجل من الحرش هو أن تمسح جحر الضب وتحرك به يدك حتى تظن أنها حية فيخرج ذنبه ليضربها فيأخذها وهو من الحرش بمعنى الأثر لأن ذلك المسح له أثر لا محالة ويسمى الضب أحرش لخشونة وتحزيز فى جلده ومنه الدينار الأحرش ومن تكاذيبهم أن ضبا قال للحسل إياك والحرش فسأله عنه فعرفه غياه ثم هدم جحره بالمرداة فقال يا أبة أهذا الحرش فقال يا بنى هذا أجل من الحرش يضرب لمن يخاف شيئا فيقع فى أشد منه
1414 - احق منزل بالتررك يضرب لكل شىء قد استحق أن يعرض عنه قال -

(2/384)


(الرجز)
(هذا أحق منزل بالترك ... الذئب يعوى والغراب يبكى)
قال شمر أنشدنيه أعرابى نميرى فقلت له أى منزل هذا فقال مغيث ما وإن ماءه ملح ولا مرتع حوله
1415 - هذا اوان الشد فاشتدى زيم هو اسم فرس أى هذا وقت العدو فاستفرغى جهدك يضرب فى الأمر بالجد والانكماش وقد تمثل به الحجاج حين ازعج الناس لقتال الخوارج
1416 - التصافى لا تصافى المشجب هو خشبات موثقة تنصب فتنشر عليها الثياب وأصله أن رجلين من هذيل أسرا وهما مطلوبان بدم فقال اكبرهما أنا الثأر المنيم فاتركوا هذا الغر البرى وقال الشاب بل أنا مقتبل الشباب فما تريدون من هذا الشيخ الفانى فقيل لهما ذلك يضرب فى التصافى بين الأخلاء
1417 - برض من عد البرض الماء القليل والعد الدائم الذى

(2/385)


لا ينقطع أى هو قليل من كثير
1418 - هذا بكل من البكل أى تخليط من التخاليط يضرب للأمر المستنكر
1419 - جناى وخياره فيه ويروى هجانه وأصله أن جذيمة أمر الناس أن يجتنبوا له من الكمأة فكل من وجد خيارا آثر به نفسه إلا ابن أخته عمرو بن عدى اللخمى فكان يقول
(الرجز)
(هذا جناى وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه)
أى إنى أتيتك بالخيار دون غيرى يضرب فى إيثار الرجل على نفسه
1420 - حر معروف رأيت أخت لقمان بن عاد أن يولد لها ابن شجاع وكان بعلها ضعيفا فاستعارت امرأة أخيها براقش فراش أخيها ليلة ففعلت فبطش بها لقمان وهو ثمل فاشتملت رحمها على لقيم فلما كانت الليلة المستأنفة أتى صاحبته فقال ذلك يضرب فى معرفة الشىء
1421 - حظ جد من المبناة هى النطع وأصله أن رجلا من عاد اسمه جد ضاف رجلا وكان عنده جماعة أضياف فبسط لهم نطعا

(2/386)


فناموا عليها فسلح بعضهم وجد أراد الدلجة فخاف أن يظن أنه السالح فقطع حظه من النطع وأتى به رب المنزل وقال ذلك قال مالك ابن نويرة
(الطويل)
(ولما أتيتم ما تمنى عدوكم ... عدلت فراشى عنكم ووسادى)
(وكنت كجد حين قد بسهمه ... حذار الخلاط حظه بسواد)
يضرب للمبرىء ساحته من التهمة
1422 - هذا على طرف الثمام يضرب لمطلوب يتوسل إليه بغير مشقة لأن الثمام لا يطول فيشق على المتناول ويقال هو ابوه على طرف الثمة والثمام إذا كان يشبهه
1423 - أمر لا تبرك عليه الابل يضرب لأمر لا يصبر عليه لأن الإبل إذا أنكرت شيئا نفرت منه
1424 - لا تفثأ له قدرى أى لا تسكن يضرب للأمر الذى لا يقبله الرجل ولا يقربه

(2/387)


1425 - هذا ولما تردى تهامة يضرب لمن جزع من الأمر قبل وقت الجزع
1426 - ومذقة خير المذقة القليل من اللبن المخلوط بالماء وقصته فى الهمزة مع اللام يضرب فى محبوب يجب أن يحتمل له الشدة
1427 - هذه بتلك فهل جزيتك يا عمرو رأى عمرو بن الأحوص النهشلى يزيد بن المنذر بن سلمى مع امرأته يداعبها فطلقها ولم يتنكر له ثم إنهما غزوا فاعتوروا عمرا وطعنوه وأخذوا فرسه فاستنقذه يزيد ورد فرسه وقال له ذلك
1428 - بتلك والبادى اظلم يضربان فى المجازاة
1429 - يدى لك يضرب فى الطاعة والانقياد
1430 - هذى يمين قد طلعت فى المخارم طلع الجبل إذا علاه والمخارم طرق الجبل يضرب لليمين التى تجعل لها مخرجا قال

(2/388)


(الطويل)
(ولا خير فى مال عليه ألية ... ولا فى يمين غير ذات المخارم)
1431 - هامة اليوم اوغد يقال للمشفى على الموت من فرط هرمه
قال الأخطل
(الطويل)
(وكم من حميم راءنى فهو قائل ... من أجلك هذا هامة اليوم أوغد)
1432 - هان على الاملس ما لاقى الدبر يضرب لمن يسىء مشاركة صاحبه فيما يهمه
الهاء مع الدال

1433 - هدمة الثعلب يضرب للمستذل قال
(المتقارب)
(صبية ليس لها ناصر ... وعروى التى هدم الثعلب)
1434 - هدنة على دخن وجماعة على اقذاء يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم

(2/389)


أنه قال حين سئل عن آخر الزمان يضرب لنغل الصدور
الهاء مع اللام

1435 - هل بالرمل اوشال يضرب للبخيل الذى لا خير عنده كما لا وشل بالرمل وهو الماء القليل
1436 - تلد الحية إلا حية
1437 - تنتج الناقة إلا لما لقحت له يضرب فى مشابهة الرجل اباه
1438 - من جائبة خبر أى خبر يجوب البلاد
1439 - من مغرية خبر أى خبر بعيد من قولهم شاد مغرب والتاء فيها وفى جائبة للمبالغة يضربان فى استبحاث الأخبار
1440 - يجمع السيفان فى غمد هو من قول أبى ذؤيب

(2/390)


(الطويل)
(تريدين كيما تغمدينى وخالدا ... وهل يجمع السيفان ويحك فى غمد)
يضرب فى قلة الاتفاق
1441 - هل يجهل فلانا إلا من يجهل الفم
1442 - يخفى على الناس النهار يضربان للرجل المشتهر
1443 - يكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد السنتهم جمع حصيد أو حصيدة وهو ما حصد من الزرع فضربوه مثلا لما يقال باللسان قاله النبى صلى الله عليه وسلم
1444 - ينبت البقلة إلا الحقلة هى القراح الطيب يضرب فى

(2/391)


انتتاج الكريم من الكريم
1445 - هل ينهض البازى بغير جناح وهو من قول مسكين
(الطويل)
(وما طالب الحاجات إلا مخاطر ... وما نال شيئا طالب كنجاح)
(أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح)
(وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البازى بغير جناح)
يضرب لمن قل أنصاره ولمن يدعى علما ليس معه آلة
1446 - هلكوا على رجل فلان أى فى زمانه ومنه قول سعيد بن المسيب ما نعلمه هلك على رجل احد من الأنبياء ما هلك على رجل موسى عليه السلام
الهاء مع الميم

1447 - هما يتماشيان جلد الظريان من امتشيت منه شيئا أى اخذت يضرب للمتفاحشين
1448 - هم عليه يد أى مجتمعون بالعداوة

(2/392)


1449 - هم عيبته أى خواصه الذين يودعهم أسراره كما يودع عيبته الثياب
1450 - هم فى مثل حدقة االجمل أى فى خصب لأنها أخصب ما فى الحى وبها يعرفون مقدار سمن الجزور ويشقون عينها ويتعرفون ذلك
1451 - هم فى مثل حولاء الناقة أى فى أرض خضراء معشبة لأن ماء الحولاء أشد ماء خضرة وهو قائد السلى أى يخرج قبله وفيه لغتان ضم الحاء وكسرها وقال بعض روادهم تركت الأرض مخضرة كأنها حولاء بها قصيصة رقطاء وعرفجة خاضبة وعوسج كأنه النعام من سواده
1452 - كالحلقة المفرغة لا تدرى ايها طرفها يضرب فى اجتماع القوم واتخاذ أيديهم وكلمتهم وفى تساوى الناس فى الخير
1453 - هم كبيت الادم يضربان فى القوم المختلفين
1454 - هم كنعم الصدقة يضربان فى القوم المختلفين

(2/393)


1455 - همسا وصه ويروى هما وصه واهمس وصه أى امش خفيا واسكت قاله سارق لصاحبه يضرب فى إخفاء الأمر
1456 - همك ما اهمك ويروى ما همك يقال همه الأمر وأهمه بمعنى أى إنما يعد من الهموم ما خصك ولا يهتم بما يهم صاحبك يضرب فى قلة عناية الرجل بشأن صاحبه ويروى همك ما أهمك أى أذابك ما احزنك يضرب لمن اشتد حزنه
الهاء مع النون

1457 - هنئت ولا تنكه أى ظفرت ولا كنت منكيا منهزما يقال نكيته أى هزمته فنكى والهاء للسكت ويروى ولا تنكه الهاء أصلية أى لا تضعف من قولهم إبل نكه إذا ضعفت أصواتها من الضعف يضرب فى دعاء الخير ويروى هنئت والأول الوجه
1458 - هنيئا لك النافجة يضرب فى التهنئة بالأنثى أى تأخذ مهرها فتنفج مالك أى تعظمه

(2/394)


الهاء مع الواو

1459 - هو احدى الاثافى يضرب لمن يعين العدو على أصحابه
1460 - ازرق العين أى عدو لأن الزرقة فى أعين الروم وهم أعداء العرب وكذلك قولهم أصهب السبال لأن الصهبة من ألوانهم قال ابن قيس الرقيات
(الخفيف)
(فظلال السيوف شيبن رأسى ... وطعانى فى الحرب صهب السبال)
وقال آخر
(الطويل)
(لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها)
وقال زيد الخيل
(الوافر)
(وأسلم عرسه لما انتقينا ... وأيقن أننا صهب السبال)
1461 - اسود الكبد اى عدو كأن كبده محترقة من شدة العداوة قال
(الوافر)
(وما حاولت من أضغان قوم ... هم الأعداء والأكباد سود)

(2/395)


1462 - هو اعلاها ذا فوق أى أعلاها سهما ذا فوق لأن السهم إذا كان ذا فوق ونصل فذلك تمامه وقال بعض الصحابة رضى الله عنه فى عثمان رضى الله عنه عند استخلافه ما ألونا أعلاها ذا فوق والمعنى تاما فى الخير يضرب فى تفضيل الرجل
1463 - اعلم بمنبت القصيص هو نبات ينبت فى أصول الكمأة
قال عدى
(السريع)
(تجنى له الكمأة ربيعة ... بالخبت تندى فى أصول القصيص)
ولا يعرف ذلك إلا عالم بالأمور يضرب للعارف بموضع الحاجة
1464 - امعة أى يجيب كل ناعق
1465 - اوثق سهم فى كنانتى أى هو خير أعوانى وأصله أن ربيعة اجتمعت عند مالك بن مسمع فقال له عبيد الله بن زياد بن ظبيان اجتمعت ربيعة ولم تخبرنى فقال له مالك يا أبا مطر والله إنك لأوثق سهم فى كنانتى فقال وأيضا فانى سهم فى كنانتك والله لئن قمت فيها

(2/396)


لأطولنها ولئن قعدت فيها لأخرقنها فقال له مالك أكثر الله فى العشيرة مثلك فقال لقد سألت ربك شططا
1466 - هو ابن انسه أى أنيسه وصفية
1467 - السمن لا يخم أى لا يفسد يضرب للحسن السجيه الذى لا يتغير
1468 - الشعار دون الدثار يضرب للمختص المقرب
1469 - الضلال بن ثهلل ويروى ثهلل وقد تضم الثاء مع اللام يضرب للكذوب السادر فى أمره
1470 - العبد زلمة ويروى زلما أى قده قد العبيد من زلمت القدح إذا أبريته وسويته ويروى زلمة والمعنى أنه لا شك فى عبودته يضرب للئيم
1471 - حواءة هى نبت مسطح على الأرض لا ينهض يضرب للازم بيته لا يبرح

(2/397)


1472 - هو خفيف الشنة أى قليل المسألة للناس
1473 - رخى اللبب يضرب للمثرى
1474 - شديد جفن العين يضرب للصبور على السهر
1475 - طامر بن طامر أى بعيد بن بعيد من قولك طمر إلى بلد كذا أى ارتفع إليه وذهب
1476 - عبيد العصا يضرب للذليل المستضعف وأصله ان بنى أسد طولبوا بدم فأمر الملك بقتلهم فاستوهبتهم امرأة من كندة اسمها عصية فوهبهم لها فأعتقهم فسموا عبيد العصا وقيل إن الملك أعطى كل واحد منهم عصا حين طلبوا منه الأمان فقيل لهم ذلك ثم قيل لكل ذليل عبد العصا
1477 - على حبل ذراعك هو عرق فى اليد يضرب فى القريب منك الذى لا يخالفك
1478 - على حندر عينه ويروى على حندورة عينه أى على

(2/398)


موقع عينه يضرب لمن يثقل على صاحبه
1479 - هو فى جناحى طائر يضرب للقلق الدهش
1480 - فى شىء لا يطير غرابه يضرب لمن كان فى خير وخصب لأن الغراب إذا وقع فى أرض مخصبة لا يطير عنها قال النابغة الذبيانى
(الكامل)
(ولرهط حراب وقد سورة ... فى المجد ليس غرابها بمطار)
1481 - فى ملء رأسه أى فيما يشغله
1482 - قفا غادر شر أصله أن رجلا دميما أجار قوما من بنى تميم وقد أرادوا اكلهم فقال أحد أولئك القوم لابنته وقد اجتاز بهم فرأت دمامته أتريدين هذا الوافى فقالت لم أر كاليوم قفا واف فقال ذلك ويروى هى بالتأنيث أى هو دميم ولو كان قفا رجل غادر لكان أدم وأقبح
1483 - كأبى الزناد اى لا ترى زناده يضرب للنكد

(2/399)


1484 - هو ماء مسوس هو النمير الذى يمس الغلة يضرب لمن لا شر عنده
1485 - ماعز مقروظ الماعز الواحد الذكر من المعز ويراد ههنا جلده والمقروظ المدبوغ بالقرظ قال الشماخ
(الطويل)
(وبردان من خال وسبعون درهما ... على ذاك مقروظ من الجلد ماعز)
يضرب للرجل المجرب
1486 - منامسه اى موضع سره
1487 - منجذ أى مجرب
1488 - منى بمنزلة اليمنى أى بالمنزلة الرفيعة ويقال بالشمال فى ضده
1489 - يخصف حذاءه يضرب لمن يزيد فى الحديث ما ليس منه
1490 - يدب له الضراء أى يختله والضراء ما يوارى من الشجر

(2/400)


وأصله أن الذئب يرى الضب فيستتر له فى الشجر حتى يغتاله ويروى يمشى له الضراء قال الكميت
(الطويل)
(إنى على حبيهم وتطلعى ... إلى نصرهم أمثنى الضراء وأختل)
1491 - هو يرتثئى يقال ارتثأ الرجل فى رأيه أى خلط يضرب لمن لا يخلص الصدق
1492 - يلتحب عصاة فلان أى يأخذ عنها قشرها يضرب لمنتحل الشعر
1493 - يمتذق يضرب للكذوب واشتقاقه من اللبن الممذوق
1494 - يمتلخ أى لا يخلص الصدق من قولهم فلان يملخ فى الباطل إذا أكثر منه
1495 - يمشى له الخمر يضرب فى الختل
1496 - هوت امه يضرب فى الدعاء للرجل إذا فعل فعلة منكرة قال

(2/401)


ابن مسافع العبسى
(الطويل)
(هوت امه ماذا تضمن قبره ... من الجود والمعروف حين يثوب)
قال كعب بن سعد
(الطويل)
(هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدى الليل حين يؤب)
1497 - هون عليك ولا تولع باشفاق من قول ابن خذاق
(البسيط)
(وقسموا المال وارفضت عوائدهم ... وقال قائلهم مات ابن خذاق)
(هون عليك ولا تولع باشفاق ... فانما مالنا للوارث الباقى)
الهاء مع الياء

1498 - هيج على غى وذر أى ابعث القوم على الشر وانتبذ جانبا ونظيره قوله
(الكامل)
(وكتيبة لبستها بكتيبة ... حتى إذا التبست نفضت لها يدى)

(2/402)


1499 - هين لين واودت العين كانت لدغة المحمقة انساع جدد تئط إذا ركبت فحسدتها صواحبها فقلن لها ويحك إذا سمع الناس أطيطها قالوا هذا ضراط دغة فادهنيها فهو ألين لها وأبقى ويذهب عنك العار فحملن إليها السمن فى الأقداح فقطرت على بعضها سمنا فاسود ولان فعندها قالت ذلك وقولها أودت العين تعنى أنه قد بطل حسن النسع يضرب لذى مخبر لا منظر له
1500 - هيهات هيهات الجناب الاخضر لما ثقل ضبة بن أد وكان يسار به إلى جنابة قال له ولده لو قد انتهينا إلى الجناب لقد انحل عنك ما تجد فقال ذلك يضرب فى استبعاد الشىء أراد انى اخترم دون بلوغه

(2/403)


بال الياء

الياء مع الهمزة

1501 - يأتيك بالأخبار من لم تزود من قول طرفة
(الطويل)
(ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود)
وكان جرير ينشده
(الطويل)
(غد ما غد ما أقرب اليوم من غد ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود)
أى إن الأيام هى التى تخبرك فتكفيك إنفاذ رسول تزوده وتجهزه
1502 - كل غد بما فيه أى بما قضى فيه من خير وشر
الياء مع الألف

1503 - يا ابلى عودى الى مباركك ويروى إلى مبركك وأصله أن رجلا عقر من إبله فنفرت فقال يا إبلى عودى إلى مبركك هذا ما عشت ولك يضرب للرجل قد ترك أمرا وهو خير له مما أتى فيؤمر بالرجوع إلى ما ترك

(2/404)


1504 - يا ابن استها إذا أحمضت حمارها الضمير للأم والمعنى أنه ولد من جانب الاست دون القبل لخبثه ودعارته وقوله احمضت حمارها أى أرسلته فى الحمض وهو مثل لتمكينها الفحل من الاست كأنه سيم قبلها كما تسام الإبل الخلة فاحمضته كما تحمض الإبل يضرب فى التشبيه
1505 - بعضى دع بعضا كانت بنت زرارة بن عدس عند سويد ابن ربيعة وقد قتل اخا لعمرو بن هند وهرب فأراد عمرو قتل بنيه فتعلقوابجدهم زرارة وخاطب عمرا بذلك وذلك ان اباه عدسا قد ظأر عمرا فأراد أنك بمنزلة البعض منى وهؤلاء بعض لأنهم ابناء بنتى فارث لهم وارحمهم لأنهم يمتون إليك بالقرابة ويناسبونك يضرب فى عطف ذى الرحم
1506 - حامل اذكر حلا الرجل يشد الحمل شدا يسرف فى استيثاقه فاذا أراد الحل أضر بنفسه وبراحلته ويروى يا عاقد اذكر حلا وعن ابن الأعرابى أنه قال سمعته من أكثر من ألف أعرابى فكلهم يقول يا حامل يضرب للنظر فى العواقب

(2/405)


1507 - يا حبذا المنتعلون قياما قصته فى الهمزة مع الذال يضرب للضعيف إذا تشبه بالأجلاد
1508 - شاة اين تذهبين قالت أجز مع المجزوزين يضرب للأحمق يتكلم مع القوم ويفعل فعلهم وهو لا يدرى ما هم فيه
1509 - شن اثخنى قاسطا لما وقعت الحرب بين ربيعة بن نزار عتبت شن لأولاد قاسط فقال رجل ذلك يضرب فى الإغراء
1510 - ضل ما تجرى به العصا قاله عمرو بن أخت جذيمة حين رأى قصيرا على فرسه مقبلا وحده بعد هلاك جذيمة يضرب فى توقع الشر
1511 - طبيب طب لنفسك ويروى طب بكسر الطاء واطيب ويروى لعيبك يضرب للمدعى علما لا يحسنه
1512 - عبرى مقبلة ويا سهرى مدبرة الأصل عبرى وسهرى بياء الإضافة فقلبت ألفا كقولهم يا لهفا ويا غلاما والعير سيلان والدمع حزنا

(2/406)


يقال عبر الرجل عبرا يضرب للخصلة المكروهة التي تبكي صاحبها إذا أقبلت وتسهره إذا أدبرت ويجوز أن يكونا مصدرين كالوكري والجمزي ويكون التقدير يا ذات عبرى ويا ذات سهري
1513 - يا للبهيتة هي من البهتان
1514 - للعضيهة هي من العضة
1515 - للأفيكة هي من الإفك
1516 - يا للفليقة هي الداهية والفلق مثلها يقولها الرجل إذا أصيب بها كأنه يدعو الناس ليشاهدوا ذلك ويتعجبوا منه والمنادي محذوف واللام لام المستغاث له والمدعو إليه
1517 - ليتني المحثى عليه كان رجل قاعدا إلى امرأة فأقبل وصيل لها أي خدن فحثت في وجهه التراب لئلا يدنو منها فيطلع الجليس على أمرها يضرب في تمني منزلة من يخفي له الكرامة وتظهر له الإهانة

(2/407)


1518 - يا ماء لوبغيرك غصصت احزت بك إلا بك أى لو غصصت بغير الماء أنقذته بالماء فاذا غصصت بالماء فلا حيلة يضرب فى ابتلاء الرجل بمن كان يرجو منه الإغاثة قال عدى بن زيد
(الرمل)
(لو بغير الماء حلقى شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصارى)
1519 - 00 مهدى المال كل ما اهديت يضرب للبخيل يمنع الناس ماله ويجود به على نفسه يقول إنما تهدى إلى نفسك فلا تمتن به على الناس
الياء مع الباء

1520 - يبعث الكلاب عن مرابضها ويروى يثور يضرب فى شدة الحرص مع الفقر أى يطردها عن مواضعها طمعا أن يجد تحتها من طعمتها شيئا يأكله قال
(الرجز)
(إن كسيبا وابنه وابن ابنه ... يبتعثون الكلب عن مكتنه)
(ليأكلوا الخارج من ذى بطنه ... شر الأنام إنسه وجنه)
وقيل يضرب للرجل الذى يخرج بالليل يسأل الناس من حرصه وشرهه

(2/408)


فتنبحه الكلاب فذلك بعثه إياها عن مرابضها
الياء مع الجيم

1521 - يجرى يليق ويذم هو اسم فرس كان سبق الخيل وهو يعاب مع ذلك يضرب فى ذم المحسن
الياء مع الحاء

1522 - يحرق عليه الارم أى الأضراس لأنها تكسر الطعام والأرم كسر الشىء واستئصال أرومته وقيل هى الحصى ويروى الأزم بالزاى وهو العض والمراد الأسنان أيضا وحرقها حك بعضها ببعض يضرب للمغيظ المحنق قال
(الرجز)
(نبئت أحماء سليمى إنما ... باتوا غضابا يحرقون الأرما)
1523 - يحسب الممطور ان كلا مطر يضرب لمن كان فى رخاء ورغد فظن أن الناس كلهم فى مثل حاله
1524 - يحلب بنى واشد على يديه احتاجت بدوية إلى لبن

(2/409)


ولم يحضرها رجل يحلب لها والحلب عار عندهن إنما يحلب الرجال فدعت بنيا لهاوأقبضته الخلف وجعلت كفها فوق كفه وقالت ذلك يضرب لمن يفعل الفعل وينسبه إلى غيره
1525 - يحمل شن ويفدى لكيز هما ابنا افصى بن دعمى كانا مع أمهما ليلى بنت قران بن بلى فى سفر حتى نزلت ذا طوى فلما ارادت الرحيل فدت لكيزا تفدية ودعت شنا دعاء ليحملها فقال شن ذلك ثم حملها وهو غضبان فلما كانوا فى الثنية رمى بها بعيرها فماتت فقال شن عليك بجعرات أمك يا لكيز
الياء مع الدال

1526 - يداك اوكتا وفوك نفخ أصله أن رجلا نفخ فى زق ولم يوثق وكاءه فركبه ليعبر نهرا فلما توسط انحل الوكاء وخرجت الريح فغرق وحين غشيه الموت استغاث برجل فقال له ذلك وقيل أصله أن شابا انتهى إلى جوار يستقين بالقرب فكان يلاعهن وينفخ فى بعض القرب ثم يوكيه فقتله بعض إخوتهن غيرة وأخبر أخو المقتول

(2/410)


بملاعبهن فقال ذلك يضرب للجانى على نفسه
1527 - يدال من البقاع كما يدال من الرجال
1528 - يد تشج واخرى منك تأسونى من قوله
(البسيط)
(إنى لأكثر مما سمتنى عجبا ... يد تشج وأخرى منك تأسونى)
يضرب لمن يسيىء ويحسن
1529 - يدع العين ويتبع الاثر
الياء مع الذال

1530 - يذهب يوم الغيم ولا يشعر به يضرب للساهى عن حاجته حتى يفوته ولا يعلم بها
الياء مع الراء

1531 - يربض حجرة ويرتعى وسطا الحجرة الناحية ويروى يأكل وسيطا ويروى يأكل خضرة ويربض حجرة وأصله أن الجمل أو الجدى يرتع فى الروضة فاذا شبع ربض ناحية قال بشر بن ابى خازم

(2/411)


(الطويل)
(جزيز القفا شبعان يربض حجرة ... حديث الخصاء دارم العقل معبر)
يضرب لمشاركة الرجل أخاه فى الرفاهية وخذلانه إياه فى الشدائد
1532 - يرقم فى الماء أى بلغ من حذقه أنه يرقم حيث لا يثبت الرقم وقيل معناه يفعل ما لا طائل تحته
1533 - يركب الصعب من لا ذلول له يضرب فى القناعة بيسير الحاجة إذا فات جليلها
1534 - يريد ان ثمل يأخذها بين الصحوة والسكرة يضرب لمن يطلب الأمر بتجاهل وهو يعلم
1535 - يريك يوم رأيه أى كل يوم يظهر لك ما تحب أن تراه فيه يضرب فى إبداء الأيام العجائب
الياء مع السين

1536 - يسر حسوا فى ارتغاء أى يظهر أخذ الرغوة وهو يحسو اللبن

(2/412)


يضرب لمن يظهر أمرا وهو يريد غيره
الياء مع الشين

1537 - يشوب وبروب أى يخلط الماء باللبن ويخثره فلا يخلطه بالماء وكان الأصل يريب أو يروب فجىء به كذلك للازدواج وقد روى عن ابن الأعرابى راب إذا اصلح يروب فان صح فالمعنى أنه يفسد اللبن يخلطه بالماء ويصلحه بتخثيره وقيل هو من التشويب وهو النضح عن الرجل والترويب الكسل والإمساك عن الأمر أى ينصح تارة ويمسك أخرى
يضرب فيمن يصيب ويخطىء
الياء مع العين

1538 - يعلم من حيث يؤكل الكتف يضرب لمن يأتى الأمور من مأتاها لأن أكل الكتف أعسر من غيره وقيل أكلها من أسفلها لأنه يسهل انجذاب لحمها من أعلاها يكون معقدا ملتويا لأنه غضروف متشبك باللحم قال
(المنسرح)
(إنى على ما ترين من كبرى ... أعلم من حيث يؤكل الكتف)

(2/413)


وقال رجل من عبس
(البسيط)
(إنى لأعرف ظهر الضغن أعدله ... عنى وأعرف أنى آكل الكتفا)
1539 - يعود على المرء ما يأتمر ائتمر الرجل فعل شيئا من تلقاء نفسه وعاد عليه أهلكه أى يهلك الإنسان استبداده يضرب فى الحث على المشاورة والنهى عن الاستبداد
1540 - 00 لما ابنى فيهدمه حسل هو اسم ولده أى إذا صنعت خيرا أو اتخذت معروفا عفى عليه ابنى حسل يضرب فى خلف السوء

(2/414)


الياء مع الكاف

1541 - يكفيك نصيبك شح القوم أى حظك الذى قدره الله تعالى لك من الرزق أن استغنيت به عن المسألة كفاك وحقن ماء وجهك عن إراقته عند الأشحاء ويروى كدحك أى كسبك يضرب فى ذم السؤال
الياء مع الميم

1542 - يمنع دره ودر غيره أصل الدر اللبن ثم جعل مثلا فى كل نيل يضرب لمن يبخل ويأمر غيره بالبخل
الياء مع الواو

1543 - يوم بيوم الحفض المجور الحفض الخباء بأسره مع ما فيه والمجور الساقط أى هذا اليوم بدل ذلك اليوم واصله أن قوما أوقعوا بقوم وقوضوا خيامهم واستأصلوهم ثم والت للمغار عليهم كرة فجازوهم فقالوا ذلك يضرب فى الانتقام والمجازاة وسمع عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالاشدق صراخ نساء من بنى هاشم حين بلغ أهل المدينة قتل الحسين بن على رضى الله عنهما فقال ذلك متمثلا أى

(2/415)


هذا بيوم عثمان ثم تمثل
(الكامل)
(عجت نساء بنى زياد عجة ... كعجيج نسوتنا غداة الأرنب)
1544 - يوهى ولا يرقع يضرب لمن يفسد ولا يصلح
(تم الكتاب ولله الحمد

وبآخر النسخة التى قوبلت عليها هذه تم الكتاب والحمد لله رب العالمين ضحى يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة 966 بخط الفقير إلى الله تعالى محمد بن صديق الحاص رزقه الله تعالى العلم والعمل وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
قال محمد السورتى سلمه ربه قد قابلت هذه النسخة على النسخة

(2/416)


المحفوظة فى المكتبة النوابية برامفور وتاريخها سنة 966 هـ وصححتها من أكثر المواضع ولله الحمد ولكن بقى اختلاف خفيف من تقديم المتأخر وتأخير المتقدم قاله مساء الاثنين لثمانية تبقى من ذى الحجة سنة 1330
بلغ مقابلة وصحح بحسب الجهد والطاقة والحمد لله وحده وصلى الله على النبى بعده قاله أبو عبد الله محمد بن يوسف السورتى رضى الله عنه وعن والديه وغفر لهم وعفا عنهم وذلك ليلة الخميس لثمانية عشر خلت من شوال سنة 1337 هـ
والحمد لله أولا وآخرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم اهـ
انتهى بحمد الله تعالى ومنه وحسن عونه طبع الجزء الثانى من كتاب المستقصى فى أمثال العرب للزمخشرى وكان تمامه فى شهر ذى القعدة سنة 1381 من هجرة خير من سلف وخلف الموافق ابريل 1962 م
فالحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على نبيه وآله وأصحابه ظاهرا وباطنا =

كتاب: المفصل في صنعة الإعراب أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

مقدمة المؤلف
قال الاستاذ الإمام الأجل فخر خوارزم رئيس الأفاضل القاسم محمود بن عمر الزمخشري رحمة الله عليه الله احمد على أن جعلني من علماء العربية
وجبلني على الغضب للعرب والعصبية
وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم وأمتاز وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وانحاز
وعصمني من مذهبهم الذي لم يجد عليهم إلا الرشق بألسنة اللاعنين والمشق بأسنة الطاعنين
وإلى افضل السابقين والمصلين اوجه افضل صلوات المصلين محمد المحفوف من بني عدنان بجماجمها وأرحائها النازل من قريش في سرة بطحائها المبعوث إلى الأسود والاحمر بالكتاب العربي المنور
ولآله الطيبين أدعو الله بالرضوان وادعوه على أهل الشقاق والعدوان

(1/17)


ولعل الذين يغضون من العربية ويضعون من مقدارها ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها حيث لم يجعل حيرة رسله وخير كتبه في عجم خلقه ولكن في عربه لا يبعدون عن الشعوبية منابذة للحق الأبلج وزيغا عن سواء المنهج
والذي يقضى منه العجب حال هؤلاء في قلة إنصافهم وفرط جورهم واعتسافهم
وذلك أنهم لا يجدون علما من العلوم الإسلامية فقهيا وكلامها وعلمي تفسيرها وأخبارها إلا وافتقاره إلى العربية بين لا يدفع ومكشوف لا يتقنع
ويرون الكلام في معظم أبواب أصول الفقه ومسائلها مبنيا على علم الإعراب والتفاسير مشحونة بالروايات عن سيبوبه والأخفش والكسائي والفراء وغيرهم من النحويين البصريين والكوفيين والإستظهار في مآخذ النصوص بأقاويلهم والتشبث بأهداب فسرهم وتأويلهم
وبهذا اللسان مناقلتهم في العلم ومحاورتهم وتدريسهم ومناظرتهم
وبه تقطر في القراطيس أقلامهم
وبه تسطر الصكوك والسجلات حكامهم
فهم ملتبسون بالعربية أية سلكوا غير منفكين منها أينما وجهوا كل عليها حيثما سيروا
ثم إنهم في تضاعيف ذلك يجحدون فضلها وتعليمها ويدفعون خصلها ويذهبون عن توقيرها وتعظيمها وينهون عن تعلمها وتعليمها ويمزقون أديمها ويمضغون لحمها فهم في ذلك على المثل السائر الشعير يؤكل ويذم ويدعون الإستغناء عنها
وإنهم ليسوا في شق منها فإن صح ذلك فما بالهم لا يطلقون اللغة رأسا والإعراب ولا يقطعون بينهما وبينهم

(1/18)


الأسباب فيطمسوا من تفسير القرآن آثارهما وينفضوا من أصول الفقه غبارهما
ولا يتكلموا في الإستثناء فإنه نحو وفي الفرق بين المعرف والمنكر فإنه نحو وفي التعريفين تعريف الجنس وتعريف العهد فإنهما نحو وفي الحروف كالواو والفاء وثم ولام الملك ومن التبعيض ونظائرها وفي الحذف والإضمار وفي أبواب الإختصار والتكرار وفي التطليق بالمصدر واسم الفاعل وفي الفرق بين أن وإن وإذا ومتى وكلما وأشباهها مما يطول ذكره فإن ذلك كله من النحو
وهلا سفهوا رأي محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله فيما أودع كتاب الإيمان وما لهم لم يتراطنوا في مجالس التدريس وحلق المناظرة ثم نظروا هل تركوا للعلم جمالا وأبهة وهل أصبحت الخاصة بالعامة مشبهة وهل انقلبوا هزأة للساخرين وضحكة للناظرين هذا وإن الإعراب أجدى من تفاريق العصا
وآثاره الحسنة عديد الحصى
ومن لم يتق الله فى تنزيله فاجترأ على تعاطي تأويله وهو غير معرب فقد ركب عمياء وخبط خبط عشواء وقال ما هو تقول وافتراء وهراء وكلام الله منه براء وهو المرقاة المنصوبة إلى علم البيان المطلع على نكت نظم القرآن الكافل بإبراز محاسنه الموكل بإثارة معادنه فالصاد عنه كالساد لطرق الخير كيلا تسلك والمريد بموارده أن تعاف وتترك
ولقد ندبني ما بالمسلمين من الإرب إلى معرفة كلام العرب وما بي من الشفقة والحدب على أشياعي من حفدة الأدب لإنشاء كتاب في

(1/19)


الإعراب محيط بكافة الأبواب مرتب ترتيبا يبلغ بهم الأمد البعيد بأقرب السعي ويملأ سجالهم بأهون السقي فأنشأت هذا الكتاب المترجم بكتاب المفصل في صنعة الإعراب مقسوما أربعة أقسام القسم الأول في الأسماء
القسم الثاني في الأفعال
القسم الثالث في الحروف القسم الرابع في المشترك من أحوالها
وصنفت كلا من هذه الأقسام تصنيفا وفصلت كل صنف منها تفصيلا
حتى رجع كل شيء إلى نصابه واستقر في مركزه
ولم أدخر فيما جمعت فيه من الفوائد المتكاثرة ونظمت من الفرائد المتناثرة مع الإيجاز غير المخل والتلخيص غير الممل مناصحة لمقتبسيه أرجو أن أجتني منها ثمرتي
دعاء يستجاب وثناء يستطاب
والله سبحانه وعز سلطانه ولي المعونة على كل خير والتأييد
والمليء بالتوفيق فيه والتسديد

(1/20)


القسم الأول:
الأسماء

(1/21)


الباب الأول
اسم الجنس واسم العلم
معنى الكلمة والكلام الكلمة هي اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع. وهي جنس تحته ثلاثة أنواع: الأسم والفعل والحرف. والكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى. وذاك لا يتأتى إلا في إسمين كقولك: زيد أخوك، وبشر صاحبك. أو في فعل وإسم نحو قولك: ضرب زيد، وانطلق بكر. وتسمى الجملة.
الأسم هو ما دل على معنى في نفسه دلالة مجردة عن الإقتران. وله خصائص منها جواز الإسناد إليه، ودخول حرف التعريف والجر والتنوين والإضافة.
ومن أصناف الأسم اسم الجنس، وهو ما علق على شيء وعلى كل من أشبهه. وينقسم إلى اسم عين، واسم معنى. وكلاهما ينقسم إلى اسم غير صفة، واسم هو صفة. فالأسم غير الصفة نحو رجل وفرس وعلم وجهل. والصفة نحو راكب وجالس ومفهوم ومضمر.
أنواع العلم
ومن أصناف الأسم العلم، وهو ما علق شيء بعينه غير متناول ما أشبهه. ولا يخلو من أن يكون اسما كزيد وجعفر، أو كنية كأبي عمرو وأم

(1/23)


كلثوم، أو لقبا كبطة وفقة. ينقسم إلى مفرد ومركب ومنقول ومرتجل.
فالمفرد نحو زيد وعمرو، والمركب إما بالجملة نحو برق نحوه تأبط شرا وذري حبا وشاب قرناها ويزيد في مثل قوله:
نبئت أخوالي بني يزيد ... ظلما علينا لهم فديد
وأما غير جملة إسمان جعلا إسما واحدا نحو. معد يكرب وبعلبك وعمرويه ونفطويه. أو مضاف ومضاف إليه كعبد مناف وامرئ القيس والكني. والمنقول على ستة أنواع، ومنقول عن اسم عين كثور وأسد،

(1/24)


ومنقول عن اسم معنى كفضل وإياس، ومنقول عن صفة كحاتم ونائلة، ومنقول عن فعل إما ماض كشمر وكعسب، وإما مضارع كتغلب ويشكر، وإما أمر كاصمت في قول الراعي:
أشلى سلقتة باتت وبات بها ... بوحش إصمت في أصلابها أود
وأطرقا في قول الهذلي:
على أطرقا باليات الخيام ... إلا الثمام وإلا العصي
تومنقول عن صوت كببة، وهو نبز عبد الله بن الحارث بن نوفل،

(1/25)


ومنقول عن مركب وقد ذكرناه. والمرتجل على نوعين قياسي وشاذ.
فالقياسي نحو غطفان وعمران وحمدان وفقعس وحنتف، والشاذ نحو مجب وموهب وموظب ومكوزة وحيوة.
إضافة الأسم إلى اللقب: وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب أضيف اسمه إلى لقبه فقيل هذا سعيد كرز، وقيس قفة، وزيد بطة. وإذا كان مضافا أو كنية أجري اللقب على الأسم فقيل هذا عبد الله بطة وهذا أبو زيد قفة.
أعلام الحيوانات الأليفة: وقد سموا ما يتخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم وغير ذلك بأعلام كل واحد منها مختص بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي، وذلك نحو أعوج ولاحق وشدقم وعلينان وخطة وهيلة وضمران وكساب.
أعلام الحيوانات غير الأليفة للجنس: وما لا يتخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحوض وأحناش الأرض وغير ذلك فإن العلم فيهب للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش، وابن دأيه، وأسامة، وثعالة، وابن قترة، وبنت طبق، ف: أنك قلت الضرب

(1/26)


الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ماله اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثعلب وثعالة، وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض، وحمار قبان.
أسماء وكنى الحيوانات: وقد صنعوا في ذلك نحو صنيعهم في تسمية الأناسي، فوضعوا للجنس اسما وكنية، فقالوا للأسد أسامة وأبو الحرث، وللثعلب ثعالة وأبو الحصين، وللضبع حضاجر وأم عامر، وللعقرب شبوة وأم عريط ومنها ما له اسم ولا كينة له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم له كأبي براقش وأبي صبيرة وأم رباح وأم عجلان.
أسماء وكنى المعاني: وقد أجروا المعاني في ذلك مجرى الأعيان فسموا التسبيح بسبحان، والمنية بشعوب وأم قشعم، والغدر بكيسان، وهو في لغة بني فهم. قال:
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد

(1/27)


ومنه كنوا الضربة بالرجل على مؤخر الإنسان بأم كيسان، والمبرة ببرة والفجرة بفجار، والكلبة بزوبر. قال الطرماح:
إذا قال غاو من تنوخ قصيدة ... بها جرب عدت علي بزوبرا
وقالوا في الأوقات لقيته غدوة وبكرة وسحر وفينة وقالوا في الأعداد ستة ضعف ثلاثة وأبرعة نصف ثمانية.
أوزان بعض الأعلام: ومن الأعلام الأمثلة التي يوزن بها في قولك فعلان الذي مؤنثة فعلى، وأفعل صفة لا ينصرف، ووزن طلحة وإصبع فعلة وأفعل.
العلم اسم شائع: وقد يغلب بعض الأسماء الشائعة على أحد المسمين به فيصير علما له بالغلبة. وذلك نحو ابن عمر وابن عباس وابن مسعود،

(1/28)


غلبت على العبادلة دون من عداهم من أبناء آبائهم، وكذلك ابن الزبير غلب على عبد الله دون غيره من أبناء الزبير، وابن الصعق وابن كراع وابن رألان غالبة على يزيد وسويد وجابر بحيث لا يذهب الوهم إلى أحد من إخوتهم.
أعلام يدخلها أل التعريف: وبعض الأعلام يدخله لام التعريف وذلك على نوعين لازم وغير لازم فاللازم في نحو النجم للثريا والصعق وغير ذلك مما غلب من الشائعة. الا ترى إنهما كهذا معرفين بالام إسمان لكل نجم عهده المخاطب والمخاطب ولكل معهود ممن أصيب بالصاعقة ثم غلب النجم على الثريا والصعق على خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب. فاللام فيهما الإضافة في ابن رألان وابن كراع مثلان في انهما لا تنزعان. وكذلك الدبران والعيوق والسماك والثريا لأنها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بالدبور العوق والسموك والثروة. وما لم يعرف باشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف. وغير اللازم في نحو الحرث العباس والمظفر والفضل والعلاء وما كان صفة في أصله أو مصدرا.
وقد يتأول العلم بواحد من الأمة المسماة به فلذلك من التأول يجري مجرى رجل وفرس فيجترأ على إضافته وإدخال اللام عليه. قالوا مضر الحمراء وربيعة الفرس وأنمار الشاة. وقال:
علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يمان

(1/29)


وقال أو النجم:
باعد أم العمرو من أسيرها ... حراس أبواب على قصورها
وقال الآخر:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأحناء الخلافة كاهله

(1/30)


وقال الأخطل:
وقد كان منهم حاجب وابن أمه ... أبو جندل والزيد زيد المعارك
وعن أبي العباس إذا ذكر الرجل جماعة اسم كل واحد منهم زيد قيل له فما بين الزيد الأول والزيد الآخر، وهذا الزيد أشرف من ذاك الزيد، وهو قليل.
وكل مثنى أو مجموع من الأعلام فتعريفه باللام نحو أبانين وعمايتين وعرفات وأذرعات. قال:

(1/31)


وقبلي مات الخالدان كلاهما ... عميد بني جحوان وابن المضلل
أراد خالد بن نضلة وخالد بن قيس بن المضلل: وقالوا لكعب بن كلاب وكعب بن ربيعة، وعامر بن مالك بن جعفر عامر بن الطفيل، وقيس ابن عتاب وقيس بن هرمة، الكعبان والعامران والقيسان. وقال:
أنا ابن سعد أكرم السعدينا
وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، هؤلاء المحمدون بالباب.
وقالوا طلحة الطلحات، وابن قيس الرقيات. وكذلك الأسامتان والأسامات، ونحو ذلك.
وفلان وفلانة وأبو فلان كنايات عن أسامي الأناسي وكناهم.
وقد ذكروا أنهم إذ كنوا عن أعلام البهائم أدخلوا اللام فقالوا الفلان والفلانة وأما هن وهنة فللكناية عن أسماء الأجناس.

(1/32)


الباب الثاني
الاسم المعرب
موقعه: الكلام في المعرب، وإن كان خليقا من قبل إشتراك الأسم والفعل في الإعراب بأن يقع في القسم الرابع، إلا أن اعتراض موجبين صوب إيراده في هذا القسم: أحدهما أن حق الإعراب للأسم في أصله والفعل إنما تطفل عليه فيه بسبب المضارعة. الثاني أنه لا بد من تقدم معرفة الإعراب للخصائص في سائر الأبواب.
تحديد الاسم المعرب
والاسم المعرب ما اختلف آخره باختلاف العوامل لفظا بحركة أو بحرف، أو محلا.
فاختلافه لفظا بحركة في كل ما كان حرف إعرابه صحيحا أو جاريا مجراه كقولك جاء الرجل ورأيت الرجل ومررت بالرجل.
واختلافه لفظا بحرف في ثلاثة مواضع في الأسماء الستة مضافة وذلك نحو جاءني أبوه وأخوه وحموها وهنوه وفوه وذو مال، ورأيت أباه ومررت بأبيه وكذلك الباقية.
وفي كلا مضافا إلى مضمر تقول: جاءني كلاهما ورأيت كليهما ومررت بكليهما.

(1/33)


وفي التثنية والجمع على حدها تقول: جاءني مسلمان ومسلمون ورأيت مسلمين ومسلمين ومررت بمسلمين ومسلمين.
واختلافه محلا في نحو العصا وسعدى والقاضي في حالتي الرفع الجر هو في النصب كالضارب.

(1/34)


النوع الأول
المنصرف وغير المنصرف
والاسم المعرب على نوعين: نوع يستوفي حركات الأعراب والتنوين كزيد ورجل ويسمى المنصرف. ونوع يختزل عنه الجر والتنوين لشبه الفعل.
ويحرك بالفتح في موضع الجر كأحمد ومروان إلا إذ أضيف أو دخله لام التعريف ويسمى غير المنصرف. واسم المتمكن يجمعهما. وقد يقال للمنصرف الأمكن.
والأسم يمتنع من الصرف متى اجتمع فيهب اثنان من أسباب تسعة أو تكرر واحد منها. وهي العلمية؛ والتأنيث اللازم لفظا أو معنى في نحو سعاد وطلحة؛ ووزن الفعل الذي يغلبه في نحو أفعل فإنه فيه أكثر منه في الأسم أو يخصه في نحو ضرب إن سمي به؛ والوصفية في نحو أحمر؛ والعدل من صيغة إلى أخرى في نحو عمر وثلاث لأن فيه عدلا ووصفية؛ وأن يكون جمعا في نحو منازل ومصابيح، إلا ما اعتل آخره نحو جوار فإنه في الرفع والجر كقاض وفي النصب كضوارب، وحضاجر وسراويل في التقدير جمع حضجر وسروالة؛ والتركيب في نحو معد يكرب وبعلبك؛ والعجمة في الأعلام خاصة؛ والألف والنون المضارعتان لألفي التأنيث في نحو سكران وعثمان.
إلا إذا اضطر الشاعر يصرف وأما السبب الواحد فغير مانع أبدا. وما تعلق به الكوفيون في إجازة منعه في الشعر ليس بثبت. وما أحد سببيه أو أسبابه

(1/35)


العلمية فحكمه الصرف عند التنكير كقولك رب سعاد وقطام لبقائه بلا سبب أو على سبب واحد، إلا نحو أحمر فإن فيه خلافا بين الأخفش وصاحب الكتاب وما فيه سببان من الثلاثي الساكن الحشو كنوح ولوط منصرف في اللغة الفصيحة التي عليها التنزيل لمقاومة السكون أحد السببين. وقوم يجرونه على القياس فلا يصرفونه وقد جمعهما الشاعر في قوله:
لم تتلفع بفضل مئزرها ... دعد ولم تسق دعد في العلب
وأما ما فيه سبب زائد كماه وجور فإن فيهما ما في نوح ولوط مع زيادة التأنيث فلا مقال في امتناع صرفه، والتكرر في نحو بشرى وصحراء ومساجد ومصابيح نزل البناء على حرف تأنيث لا يقع منفصلا بحال، والزنة التي لا واحد عليها منزلة تأنيث ثان وجمع ثان.

(1/36)


النوع الثاني
المرفوعات ووجوه الإعراب
وجوه الإعراب هي الرفع والنصب والجر وكل واحد منها علم على معنى: قالرفع علم الفاعلية والفاعل واحد لي إلا. وأما المبتدأ وخبره وخبر إن وأخواتها ولا التي لنفي الجنس واسم كان وأخواتها واسم ما ولا المشبهتين بليس فملحقات بالفاعل على سبيل التشبيه.
وكذلك النصب علم المفعولية. والمفعول أضرب: المفعول المطلق والمفعول فيه والمفعول معه ولمفعول له. والحال التمييز والمستثنى المنصوب والخبر في باب كان والأسم في باب إن والمنصوب بلا التي لنفي الجنس وخبر ما ولا المشبهتين بليس. ملحقات بالمفعول.
والجر علم الإضافة.
وأما التوابع فهي رفعها ونصبها وجرها داخلة تحت أحكام المتبوعات ينصب عمل العامل على القبيلين انصبابة واحدة.
وأنا أسوق إليك هذه الأجناس كلها مرتبة مفصلة بعون الله وحسن تأييده.

(1/37)


الفصل الأول:
الفاعل
الفاعل هو ما كان المسند إليه من فعل أو شبهه مقدما عليه أبدا كقولك بضرب زيد وزيد ضارب غلامه وحسن وجهه. وحقه الرفع. ورافعه ما أسند إليه. والأصل فيه أن يلي الفعل لأنه كالجزء منه فإذا قدم عليه غيره كان في النية مؤخرا ومن ثم جاز ضرب غلامه زيد وامتنع ضرب غلامه زيدا.
إضمار الفاعل: ومضمره في الإسناد إليه كمظهره تقول ضربت وضربنا وضربوا وضربن وتقول زيد ضرب فتنوي في ضرب فاعلا وهو ضمير يرجع إلى زيد شبيه بالتاء الراجعة إلى أنا وأنت في أنا ضربت وأنت ضربت.
ومن إضمار الفاعل قولك ضربني وضربت زيدا، تضمر في الأول اسم من ضربك وضربته إضمارا على شريطة التفسير، لأنك لما حاولت في هذا الكلام أن تجعل زيدا فاعلا ومفعولا فوجهت الفعلينب إليه استغنيت بذكره مرة. ولما لم يكن بد من إعمال أحدهما فيه أعملت الذي أوليته إياه. ومنه قول طفيل الغنوي أنشده سيبويه:
وكمتا مدماة كأن متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

(1/38)


وكذلك إذا قلت ضربت وضربني زيد رفعته لإيلائك إياه الرافع، وحذفت مفعول الأول استغناء عنه. وعلى هذا اعمل الأقرب أبدا فتقول ضربت وضربني قومك. قال سيبويه ولو لم تحمل الكلام على الآخر لقت ضربت وضربوني قومك. وهو الوجه المختار الذي ورد به التنزيل قال الله تعالى:: " آتوني أفرغ عليه قطرا " " وهاؤم آقرؤا كتابيه " وإليه ذهب أصحابنا البصريون وقد يعمل الأول وهو قليل ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
تنخل فاستاكت به عود إسحل

(1/39)


وعليه الكوفيون. وتقول على المذهبين قاما وقعد أخواك وقام وقعد أخواك وليس قول امرئ القيس:
كفاني ولم أطلب قليل من المال
من قبيل ما نحن بصدده إذ لم يوجه فيه الفعل الثاني إلى ما وجه إليه الأول. ومن إضماره قولهم إذا كان غدا. فائنني أي إذا كان ما نحن عليه غدا.
إضمار عامل الفاعل: وقد يجيء الفاعل ورافعه مضمر. يقال من فعل؟ فتقول زيد، بإضمار فعل ومنه قوله تعالى: " يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال " فيمن قرأها

(1/40)


مفتوحة الباء أي يسبحه رجال وبيت الكتاب.
ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح
أي ليبكه ضارع. والمرفوع في قولهم: هل زيد فاعل فعل مضمر يفسره الظاهر. وكذلك في قوله تعالى: " وإن أحد من المشركين استجارك " وبيت الحماسة:
إن ذو لوثة لانا
وفي مثل العرب لو ذات سوار لطمتني وقوله عز وجل " ولو أنهم

(1/41)


صبروا حتى تخرج إليهم " على معنى ولو ثبت. ومنه المثل الأحظية فلا ألية أي إن لا تكن لك في النساء حظية فإني في غير ألية.

(1/42)


الفصل الثاني:
المبتدأ والخبر
تعريفهما: هما الإسمان المجردان للإسناد نحو قولك زيد منطلق. والمراد بالتجريد اخلاؤهما من العوامل التي هي كان وإن وحسبت وأخواتها، لأنهما إذا لم يخلوا منها تلعبت بهما وغصبتهما القرار على الرفع. وإنما اشترط في التجريد أن يكون من أجل الإسناد لأنهما لو جردا للإسناد لكانا في حكم الأصوات التي حقها أن ينعق بها غير معربة لأن الإعراب لا يستحق إلا بعد العقد والتركيب. وكونهما مجردين للإسناد هو رافعهما لأنه معنى قد تناولهما معا تناولا واحدا من حيث أن الإسناد لا يتأتى بدون طرفين مسند ومسند إليه.
ونظير ذلك أن معنى التشبيه في كأن لما اقتضى مشبها ومشبها به كانت عامله في الجزءين وشبههما بالفاعل أن المبتدأ مثله في أنه مسند إليه والخبر في أنه جزء ثان من الجملة.
أنواع المبتدأ
والمبتدأ على نوعين معرفة وهو القياس، ونكرة إما موصوفة كالتي في قوله عز وجل: " ولعبد مؤمن " وإما غير موضوفة كالتي في قولهم أرجل في الدار أم امرأة، وما أحد خير منك، وشر أهر ذا ناب، وتحت رأسي سرج،

(1/43)


أنواع الخبر
أنواع الخبر والخبر على نوعين مفرد وجملة. فالمفرد على ضربين خال عن الضمير ومتضمن له وذلك زيد غلامك وعمرو منطلق. والجملة على أربعة أضرب فعليه واسمية وشرطية وظرفية. وذلك زيد ذهب أخوه، وعمرو أبوه منطلق، وبكر أن تعطه يشكرك، وخالد في الدار.
ولا بد في الجملة الواقعة خبرا من ذكر يرجع إلى المبتدأ وقولك في الدار معناه استقر فيها. وقد يكون الراجع معلوما فيستغنى عن ذكره وذلك في مثل قولهم الكربستين، والسمن منوان بدرهم. وقوله تعالى: " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ".
تقدم الخبر على المبتدأ:
ويجوز تقديم الخبر على المبتدأ كقولك تميمي أنا، ومشنؤ من يشنؤك، وكقوله تعالى: " سواء محياهم ومماتهم " وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم "، المعنى سواء عليهم الإنذار وعدمه. وقد التزم تقديمه فيما وقع فيه المبتدأ نكرة والخبر ظرفا وذلك قولك في الدار رجل.
وأما سلام عليك وويل لك وما أشبههما من الأدعية فمتروكة على حالها إذا كانت منصوبة منزلة منزلة الفعل. وفي قولهم أين زيد وكيف عمرو ومتى القتال.
حذف المبتدأ أو الخبر
ويجوز حذف أحدهما. فمن حذف المبتدأ قول المستهل: الهلال والله، وقولك وقد شممت ريحا: المسك والله، أو رأيت شخصا فقلت: عبد الله وربي. ومنه قول المرقش:

(1/44)


لا يبعد الله التلبب وال؟ ... غارات إذ قال الخميس نعم
ومن حذف الخبر قولهم خرجت فإذا السبع، وقول ذي الرمة:
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أم أم سالم

(1/45)


ومنه قوله تعالى: " فصبر جميل " يحتمل الأمرين أي فأمري صبر جميل أو فصبر جميل أجمل. وقد التزم حذف الخبر في قولهم لولا زيد لكان كذا لسد الجواب مسدة. ومما حذف فيه الخبر لسد غيره مسده قولهم أقائم الزيدان، وضربي زيدا قائما، وأكثر شربي السويق ملتوتا، وأخطب ما يكون الأمير قائما وقولهم كل رجل وضيعته.
وقد يقع المبتدأ والخبر معرفتين كقولك زيد المنطلق، والله إليهنا، ومحمد نبينا. ومنه قوله أنت أنت وقول أبي النجم:
أنا أبو النجم وشعري شعري
ولا يجوز تقديم الخبر هنا بل أيهما قدمت فهو المبتدأ
تعدد الخبر
وقد يجيئ للمبتدأ خبران فصاعدا منه قولك هذا حلو حامض. وقوله تعالى: " وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ".

(1/46)


دخول الفاء على الخبر
إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره، وذلك على نوعين الأسم الموصول والنكرة الموصوفة إذا كانت الصلة أو الصفة فعلا أو ظرفا كقوله تعالى: " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم " وقوله: " فما بكم من نعمة فمن الله " وقولك كل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم. وإذا أدخلت ليت أو لعل لم تدخل الفاء بالإجماع. وفي دخول إن خلاف بين الإخفش وصاحب الكتاب.

(1/47)


الفصل الثالث:
خبر إن وأخواتها
سبب رفع خبر إن
هو المرفوع في نحو قولك إن زيدا أخوك، ولعل بشرا صاحبك.
وارتفاعه عند أصحابنا بالحرف لأنه أشبه الفعل في لزومه الأسماء والماضي منه في بنائه على الفتح فألحق منصوبه بالمفعول ومرفوعه بالفاعل. ونزل قولك إن زيدا أخوك منزلة ضرب زيدا أخوك. وكأن عمرا الأسد منزلة فرس عمرا الأسد. وعند الكوفيين هو مرتفع بما كان مرتفعا به في قولك زيد أخوك ولا عمل للحرف فيه.
وجميع ما ذكر في خبر المبتدأ من أصنافه وأحواله وشرائطه قائم فيه، ما خلا جواز تقديمه إذا وقع ظرفا كقولك إن في الدار زيدا، ولعل عندك عمرا، وفي التنزيل: " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم "
حذف خبر إن
وإن عمرا أي إن لنا وقال الأعشى:
إن محلا وإن مرتحلا ... وإن في السفر اذ مضوا مهلا

(1/48)


وتقول إن غيرها إبلا وشاء أي إن لنا. وقال:
يا ليت أيام الصبى رواجعا
وقد حذف في قولهم إن مالا وإن ولدا عددا أي إن لهم مالا.

(1/49)


ويقول الرجل للرجل هل لكم أحد من الناس عليكم فيقول إن زيدا أي ياليت لنا. ومنه قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لقرشي مت إليه بقرابة: فإن ذاك. ثم ذكر حاجته فقال: لعل ذاك. أي فإن ذاك مصدق ولعل مطلوبك حاصل. وقد التزم حذفه في قولهم ليت شعري.

(1/50)


الفصل الرابع:
خبر لا التي لنفي الجنس
هو في قول أهل الحجاز لا رجل أفضل منك ولا أحد خير منك، وقول حاتم:
ولا كريم من الولدان مصبوح

(1/51)


يحتمل أمرين: أحدهما أن يترك فيه طائيته إلى اللغة الحجازية، والثاني أن لا يجعل مصبوحا خبرا ولكن صفة محمولة على محل لا مع المنفي وارتفاعه بالحرف أيضا لأن لا محذوبها حذو إن من حيث أنها نقيضتها ولازمة للأسماء لزومها.
حذف خبر لا: ويحذفه الحجازيون كثيرا فيقولون: لا أهل، ولا مال، ولا بأس، ولا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار. ومنه كلمة الشهادة ومعناها لا إله في الوجود إلا الله. وبنو تميم لا يثبتونه في كلامهم أصلا.

(1/52)


الفصل الخامس:
اسم ما ولا المشبهتين بليس
هو في قولك ما زيد منطلقا ولا رجل أفضل منك. وشبههما بليس في النفي والدخول على المبتدأ والخبر إلا أن ما أوغل في الشبه بها لاختصاصها بنفي الحال، ولذلك كانت داخلة على المعرفة والنكرة جميعا فقيل ما زيد منطلقا، وما أحد أفضل منك. ولم تدخل لا إلا على النكرة فقيل لا رجل أفضل منك، وامتنع لا زيد منطلقا. واستعمال لا بمعنى ليس قليل ومنه بيت الكتاب:
من صد عن نيرانها ... فأنا إبن قيس لا براح

(1/53)


أي ليس براح والمعنى لا أبرح بموقفي.

(1/54)


النوع الثالث
المنصوبات
الفصل الأول: المفعول المطلق
تعريفه
المفعول المطلق هو المصدر سمي بذلك لأن الفعل يصدر عنه.
ويسميه سيبويه الحدث والحدثان وربما سماه الفعل. وينقسم إلى مبهم نحو ضربت ضربا. وإلى مؤقت نحو ضربت ضربة وضربتين.
نائب المفعول المطلق: وقد يقرن بالفعل غير مصدره مما هو بمعناه؛ وذلك على نوعين: مصدر وغير المصدر. فالمصدر على نوعين: ما يلاقي الفعل في اشتقاقه كقوله تعالى: " والله أنبتكم من الأرض نباتا "، وقوله تعالى: " وتبتل إليه تبتيلا ". وما لا يلاقيه فيه كقولك قعدت جلوسا، وحبست منعا. وغير المصدر كقولك ضربته أنواعا من الضرب، وأي ضرب، وأيما ضرب. ومنه رجع القهقري، واشتمل الصماء، وقعد القرفصاء، لأنها أنواع من الرجوع والإشتمال والقعود. ومنه ضربته سوطا.

(1/55)


أنواع المفعول المطلق الذي اضمر فعله
والمصادر المنصوبة بأفعال مضمرة على ثلاثة أنواع: ما يستعمل إظهار فعله وإضماره، وما لا يستعمل إظهار فعله، وما لا فعل له أصلا. وثلاثتها تكون دعاء وغير دعاء فالنوع الأول كقولك للقادم من سفره خير مقدم ولمن يقرمط في عداته. مواعيد عرقوب وللغضبان غضب الخيل على اللجم. ومنه قولهم سقيا ورعيا وخيبة وجدعا وعقرا وبؤسا وبعدا وسحقا وحمدا وشكرا لا كفرا وعجبا وافعل ذلك وكرامة ومسرة ونعم ونعمة عين ونعام عين ولا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما ولا فعلن ذلك ورغما وهوانا. ومنه إنما أنت سيرا سيرا وما أنت إلا قتلا قتلا وإلا سير البريد وإلا ضرب الناس وإلا شرب الإبل.
ومنه قوله تعالى: " فغما منا بعد وإما فداء " ومنه مررت به فإذا له صوت صوت حمار، وإذا له صراخ صراخ الثكلى، وإذا له دق دقك بالمنحاز حب القلقل. ومنه ما يكون توكيدا إما لغيره كقولك هذا عبد الله حقا، والحق لا الباطل، وهذا زيد غير ما تقول، وهذا القول لا قولك، وأجدك لا تفعل كذا، أو لنفسه كقولك له علي ألف درهم عرفا، وقول الأحوص:
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل

(1/56)


ومنه قوله تعالى صنع الله، ووعد الله، وكتاب الله عليكم، وصبغة الله، وقولهم الله أكبر دعوة الحق.
ومنه ما جاء مثنى وهو حنانيك ولبيك وسعديك ودواليك وهذاذيك.
ومنه ما لا يتصرف نحو سبحان الله ومعاذ الله وعمرك الله وقعدك الله.
والنوع الثالث نحو ذفرا وبهرا وأفة وتفة وويحك وويسك وويلك وويبك.
وقد تجري اسماء غير مصادر ذلك المجرى وهي على ضربين: جواهر نحو قولهم تربا وجندلا وفاها لفيك، وصفات نحو قولهم هنيئا مريئا وعائذا بك وأقائما وقد قعد الناس وأقاعدا وقد سار الركب.
إضمار المفعول المطلق:
ومن إضمار المصدر قولك عبد الله أظنه منطلق، تجعل الهاء ضمير الظن كأنك قلت عبد الله أظن ظني منطلق. وما جاء في الدعوة المرفوعة واجعله الوارث منا محتمل عندي ان يوجه على هذا.

(1/57)


الفصل الثاني:
المفعول به
هو الذي يقع عليه فعل الفاعل في مثل قولك ضرب زيد عمرا وبلغت البلد. وهو الفارق بين المتعدي من الأفعال وغير المتعدي. ويكون واحدا فصاعدا إلى الثلاثة على ما سيأتيك بيانه في مكانه إن شاء الله تعالى. ويجيء منصوبا بعامل مضمر مستعمل إظهاره أو لازم:إضماره المنصوب بالمستعمل إظهاره هو قولك لمن أخذ يضرب القوم، أو قال أضرب شر الناس زيدا بإضمار أضرب؛ ولمن قطع حديثه حديثك، ولمن صدرت عنه أفاعيل البخلاء: أكل هذا بخلا، بإضمار هات وتفعل.
ومنه قولك لمن ركنت أنه يريد مكة: ورب الكعبة. ولمن سدد سهما القرطاس والله. وللمستهلين إذا كبروا: الهلال والله، تضمر يريد ويصيب وأبصروا، ولرائي الرؤيا: خيرا وما سر، وخيرا لنا وشرا لعدونا أي رأيت خيرا. ولمن يذكر رجلا. أهل ذلك وأهله أي ذكرت أهله. ومنه قوله:
لن تراها ولو تأملت إلا ... ولها في مفارق الرأس طيبا

(1/58)


أي وترى لها. ومنه قوله كاليوم رجلا، بإضمار لم أر. قال أوس:
حتى إذا الكلاب قال لها ... كاليوم مطلوبا ولا طلبا
قال سبيويه وهذه حجج سمعت من العرب. يقولون اللهم ضبعا وذئبا.
وإذا قيل لهم ما يعنون، قالوا اللهم اجعل فيها ضبعا وذئبا. وسمع أبو الخطاب بعض العرب وقيل له لم افسدتم مكانكم؟ فقال الصبيان بأبي أي لم الصبيان. وقيل لبعضهم أما بمكان كذا وجذ؟ فقال بلى وجاذا أي أعرف به وجاذا.

(1/59)


الفصل الثالث:
المنادى
ومن المنصوب باللازم إضماره المنادى لأنك إذا قلت يا عبد الله فكأنك قلت يا أريد أو أعنني عبد الله. ولكنه حذف لكثرة الإستعمال وصاريا بدلا منه.
ولا يخلو من أن ينتصب لفظا أو محلا. فانتصابه لفظا إذا كان مضافا كعبد الله أو مضارعا له كقولك يا خيرا من زيد ويا ضاربا زيدا ويا مضروبا غلامه ويا حسنا وجه الأخ ويا ثلاثة وثلاثين. أو نكرة كقوله:
فيا راكبا إما عرضت فبلغا ... تداماي من نجران ألا تلاقيا

(1/60)


وانتصابه محلا إذا كان مفردا معرفة كقولك يا زيد ويا غلام ويا أيها الرجل. أو داخلة عليه لام الإستغاثة أو لام التعجب كقوله:
يا لعطافنا ويا للرياح ... وأبي الحشرج الفتى النفاح

(1/61)


وقولهم يا للماء ويا للدواهي. أو مندوبا كقولك يا زيداه.
حكم توابع المنادى:
توابع المنادى المضموم غير المبهم إذا أفردت حملت على لفظه ومحله كقولك يا زيد الطويل والطويل، ويا تميم أجمعون وأجمعين، ويا غلام بشر وبشرا، ويا عمرو الحارث والحارث، وقرئ والطير رفعا ونصبا إلا البدل، ونحو زيد وعمرو من المعطوفات فإن حكمهما حكم المنادي بعينه، تقول يا زيد زيد ويا زيد وعمرو بالضم لا غير وكذلك يا زيد أو عمر ويا زيد لا عمرو أو إذا أضيفت كقولك يا زيد ذا الجمة وقوله:
أزيد أخا ورقاء كنت ثائرا ... فقد عرضت أحناء أمر فخاصم
ويا خالد نفيسه، ويا تميم كلهم، ويا بشر صاحب عمرو، ويا غلام أبا عبد الله ويا زيد عبد الله.

(1/62)


والوصف بابن وابنة كالوصف بغيرهما إذا لم يقعا بين علمين فإن وقعا أتبعت حركة الأول حركة الثاني كما فعلوا في ابن وامرئ تقول يا زيد ابن أخينا ويا هند ابنة عمنا ويا زيد بن عمرو ويا هن ابنة عاصم. وقالوا في غير النداء أيضا إذا وصفوا هذا زيد بن أخينا وهند ابنة عمنا، وهذا زيد ابن عمرو، وهند ابنة عاصم، وكذلك النصب والجر. فإذا لم يصفوا فالتنوين لا غير وقد جوزوا في الوصف التنوين في ضرورة الشعر كقوله:
جارية من قيس بن ثعلبة
المنادي المبهم:
والمنادي المبهم شيئان أي واسم الإشارة. فأي يوصف بشيئين بما فيه الألف واللام مقحمة بينهما كلمة التنبيه، وباسم الإشارة، كقولك يا أيها الرجل، ويا أيهذا. قال ذو الرمة:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر

(1/63)


واسم الإشارة لا يوصف إلا بما فيه الألف واللام كقولك يا هذا الرجل ويا هؤلاء الرجال. وأنشد سيبويه لخزز بن لوذان.
يا صاح يا ذا الضامر العنس

(1/64)


ولعبيد ابن الأبرص:
يا ذا المخوفنا بمقتل شيخه ... حجر تمني صاحب الأحلام
وتقول في غير الصفة يا هذا زيد وزيدا ويا هذان زيد وعمرو وزيدا وعمرا وتقول يا هذا ذا الجمة على البدل.

(1/65)


حكم المنادي المعرف بأل:
ولا ينادي ما فيه الألف واللام إلا الله وحده لأنهما لا تفارقانه كما لا تفارقان النجم مع انهما خلف عن همزة إله. وقال:
من اجلك يا التي تيمت قلبي ... وأنت بخيلة بالوصل عني
حكم المنادي المكرر:
وإذا كرر المنادي في حال الإضافة ققيه وجهان أحدهما أن ينصب الإسمان معا كقول جرير:
يا تيم تيم عدي أبا لكم ... يلقينكم في سوءة عمر
وقول بعض ولده:

(1/66)


يا زيد زيد اليعملات الذبل ... تطاول الليل عليك فأنزل
والثاني أن يضم الأول:
حكم المنادي المضاف إلى ياء المتكلم:
وقالوا في المضاف إلى ياء المتكلم يا غلامي ويا غلام ويا غلاما وفي التنزيل " يا عباد فاتقون " وقرئ يا عبادي. ويقال يا ربا تجاوز عني. وفي الوقف يا رباه غلاماه. والتاء في يا أبة ويا أمة تاء تأنيث عوضت عن الياء ألا تراهم يبدلونها هاء في الوقف. وقالوا يا ابن أمي ويا ابن عمي ويا ابن أم ويا ابن عم ويا ابن أم ويا ابن عم. وقال أبو النجم:
يا ابنة عما لا تلومي واهجعي ... ألم يكن يبيض لو لم يصلع

(1/67)


جعلوا الأسمين كاسم واحد.
حكم المندوب:
ولا بد لك في المندوب من أن تلحق قبله يا أووا. وأنت في إلحاق الألف في آخره مخير فتقول وازيد. والهاء اللاحقة بعد الألف للوقف خاصة دون الدرج. ويلحق ذلك المضاف إليه فيقال وا أمي للمؤمنيناه. ولا يلحق الصفة عند الخليل فلا يقال وازيد الظريفاه. ويلحقها عند يونس. ولا يندب إلا الأسم المعروف فلا يقال وارجلاه ولم يستقبح، وامن حفر بئر زمزماه لأنه بمنزلة واعبد المطلباه.
ويجوز حذف حرف النداء عما لا يوصف به أي. قال الله تعالى: " يوسف أعرض عن هذا " وقال: " رب أرني أنظر إليك ". وتقول أيها الرجل وأيتها المرأة، ومن لا يزال محسنا أحسن إلي. ولا يحذف عما يوصف به أي فلا يقال رجل ولا هذا. وقد شذ قولهم أصبح ليلن وفتد مخنوق، وأطرق كرا.

(1/68)


و (جاري لا تستنكري عذيري ... )
ولا عن المستغاث والمندوب وقد التزم حذفه في اللهم لو قوع الميم خلفا عنه.
الأختصاص:
وفي كلامهم ما هو على طريقة النداء ويقصد به الإختصاص لا النداء، وذلك قولهم أما أنا فأفعل كذا أيها الرجل، ونحن نفعل كذا أيها القوم،

(1/69)


واللهم اغفر لنا أيتها العصابة. جعلوا أيا مع صفته دليلا على الإختصاص والتوضيح، ولم يعنوا بالرجل القوم والعصابة إلا انفسهم وما كنوا عنه بأنا ونحن والضمير في لنا. كأنه قيل أما أنا فأفعل كذا متخصصا بذلك من بين الرجال، ونحن نفعل متخصصين من بين الأقوام، واغفر لنا مخصوصين من العصائب. ومما يجري هذا المجرى قولهم إنا معشر العرب نفعل كذا.
ونحن آل فلان كرماء. وإنا معشر الصعاليك لا قوة بنا على المروة. إلا أنهم سرغوا دخول اللام ههنا فقالوا نحن العرب أقرى الناس للضيف. وبك الله نرجو الفضل. وسبحانك الله العظيم. ومنه قولهم الحمد الله الحميد. والملك لله أهل الملك. وأتاني زيد الفاسق الخبيث. وقرئ حمالة الحطب. ومررت به المسكين والبائس. وقد جاء نكرة في قول الهذلي:
ويأوي إلى نسوةس عطل ... وشعثا مراضيع مثل السعالي

(1/70)


وهذا الذي يقال فيه نصب على المدح والشتم والترحم.
الترخيم:
ومن خصائص النداء الترخيم إلا إذا اضطر الشاعر فرحم في غير النداء. وله شرائط إحداهها أن يكون الأسم علما. والثانية أن يكون غير مضاف. والثالثة أن لا يكون مندوبا ولا مستغاثا. والرابعة أن تزيد عدته على ثلاثة أحرف إلا ما كان في آخره تاء تأنيث فإن العلمية والزيادة على الثلاثة فيه غير مشروطتين. يقولون يا عاذل، ويا جاري، لا تستنكري، ويا ثب اقبلي، ويا شا ارجني، وأما قولهم يا صاح وأطرق كرا فمن الشواذ.
والترخيم حذف في آخر الاسم على سبيل الإعتباط ثم إما أن يكون المحذوف كالثابت في التقدير وهو الكثير، أو يجعل ما بقي كأنه اسم برأسه فيعامل بما تعامل به سائر الأسماء. فيقال على الأول يا حار، ويا هرق، ويا ثمو، ويا بنو في المسمى ببنون. وعلى الثاني يا حار، ويا هرق ويا ثمى، ويا بني.

(1/71)


ولا يخلو المرخم من أن يكون مفردا أو مركبا فإن كان مفردا فهو على وجهين أحدهما أن يحذف منه حرف واحد كما ذكرت لك. والثاني أن يحذف منه حرفان. وهما على نوعين إما زيادتان في حكم زيادة واحدة كاللتين في أعجاز أسماء ومروان وعثمان وطائفي. وإما حرف صحيح ومدة قبله وذلك في نحو منصور وعمار ومسكين. وإن كان مركبا حذف آخر الأسمين بكماله فقيل يا بخت ويا عمرو ويا سيب ويا خمسة في بخت نصر وعمرويه وسيبويه، والمسمى بخمسة عشر. وأما نحو تأبط شرا وبرق نحره فلا يرخم.
حذف المنادي.
وقد يحذف المنادي فيقال يا بؤس لزيد بمعنى يا قوم بؤس لزيد وم أبيات الكتاب:
يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحون على سمعان من جار
وفي التنزيل " ألا يا اسجدوا "

(1/72)


الفصل الرابع: التحذير
ومن المنصوب باللازم إضماره قولك في التحذير إياك والأسد، أي إتق نفسك أن تتعرض للأسد أن يهلكك. ونحوه رأسك والحائظ، وماز رأسك والسيف. ويقال إياي والشر، وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب، أي نحني عن الشر، ونح الشر عني، ونحني عن مشاهدة حذف الأرنب، ونح حذفها عن حضرتي ومشاهدتي، والمعنى النهي عن حذف الأرنب. ومنه شأنك والحج، أي عليك شأنك مع الحج، وامرأ ونفسه أي دعه مع نفسه.
وأهلك والليل، أي بادرهم قبل الليل. ومنه عذيرك أي أحضر عذرك أو عاذرك. ومنه هذا ولا زعماتك. وقولهم كليهما وتمرا أي إعطني وكل شيء ولا شتيمة حر أي إئت كل شيء ولا ترتكب شيتمة حر. ومنه قولهم انته أمرا قاصدا لأنه لما قال انته علم أنه محمول على أمر يخالف المنهي عنه قال الله تعالى: " انتهوا خيرا لكم " ويقولون حسبك خيرا لك، وواءك أوسع لك. ومنه من أنت زيدا أي تذكر زيدا أو ذاكرا زيدا. ومنه مرحبا وأهلا وسهلا، أي أصبت رحبا ضيقا، وأتيت أهلا لا أجانب، ووطئت سهلا من البلاد لا حزنا. وأن تأتني فأهل الليل وأهل النهار أي فإنك تأتي أهلا لك بالليل والنهار. ومنه قولهم كاليوم رجلا بإضمار لم أر. قال أوس:

(1/73)


حتى إذا الكلاب قال لها ... كاليوم مطلوبا ولا طلبا
ويقولون الأسد الأسد والجدار الجدار والصبي الصبي إذا حذروه الأسد والجدار المتداعي وإبطاء الصبي. ومنه أخاك أخاك أي إلزمه، والطريق الطريق أي خله وهذا إذ ثني لزم إضمار عامله وإذا أفرد لم يلزم.

(1/74)


الفصل الخامس: التفسير
ومن المنصوب باللازم إضماره ما أضمر عامله على شريطة التفسير في قولك زيدا ضربته، كأنك قلت ضربت زيدا ضربته. إلا أنك لا تبرزه استغناء عنه بتفسيره قال ذو الرمة:
إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر

(1/75)


ومنه زيدا مررت به، وعمرا لقيت أخاه، وبشرا ضربت غلامه، بإضمار جعلت على طريقي ولا بست وأهنت قال سيبويه: النصب عربي كثير والرفع أجود.
النصب اختيارا ولزوما:
ثم إنك ترى النصب مختارا ولازما. فالمختار في موضعين أحدهما أن تعطف هذه الجملة على جملة فعلية كقولك لقيت القوم حتى عبد الله لقيته، ورأيت عبد الله وزيدا مررت به، وفي التنزيل: " يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ". ومثله: " فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ". فأما إذا قلت زيدا لقيت أخاه وعمرا مررت به ذهب التفاضل بينب رفع عمرو ونصبه لأن الجملة الأولى ذات وجهين، فإن اعترض بعد الواوما يصرف الكلام إلى الإبتداء كقولك لقيت زيدا وأما عمر فقد مررت به، ولقيت زيدا وإذا عبد الله يضربه عمرو، وعادت الحال الأولى جذعة.
وفي التنزيل: " وأما ثمود فهديناهم ". وقرئ بالنصب.
والثاني أن يقع موقعا هو بالفعل أولى وذلك أن يقع بعد حرف الإستفهام كقولك أعبد الله ضربته:، ومثله آلسوط ضرب به عمرو، وآلخوان أكل عليه اللحم، وأزيدا أنت محبوس عليه، وأزيدا أنت مكابر عليه، وأزيدا سميت به. ومنه أزيدا ضربت عمرا وأخاه، وأزيدا ضربت رجلا يحبه؛ لأن الآخر ملتبس بالأول بالعطف أو بالصفة. فإن قلت أزيد ذهب به فليس إلا بالرفع، وأن يقع بعد إذا وحيث كقولك إذا عبد الله تلقاه فأكرمه وحيث زيدا تجده فأكرمه، وبعد حرف النفي كقولك ما زيدا ضربته وقال جرير:
فلا حسبا فخرت به لتيم ... ولا جدا إذا ازدحم الجدود

(1/76)


وأن يقع في الأمر والنهي كقولك زيدا أضربه، وخالدا أضرب أباه، وبشرا لا تشتم أخاه، وزيدا ليضربه عمرو، وبشرا ليقتل أباه عمرو. ومثله أما زيدا فاقتله، وأما خالدا فلا تشتم أباه. والدعاء؟ بمنزلة الأمر والنهي، تقول اللهم زيدا فاغفر له ذنبه، وزيدا أمر الله عليه العيش. قال أبو الأسود الدؤلي:
فكلا جزاه الله عني بما فعل
وأما زيدا فجدعا له، وأما عمرا فسقيا له. واللازم أن تقع الجملة بعد حرف لا يليه إلا الفعل كقولك إن زيدا تره تضربه قال الشاعر:
لا تجزعي أن منفسا أهلكته

(1/77)


وهلا وألا ولوما بمنزلة إن لأنهن يطلبن الفعل ولا يبتدأ بعدها الأسماء.

(1/78)


حذف المفعول به:
وحذف المفعول به به كثير. وهو في ذلك على نوعين: أحدهما أن يحذف لفظا ويراد معنى وتقديرا. والثاني أن يجعل بعد الحذف نسيا منسيا كأن فعله من جنس الأفعال غير المتعدية كما ينسى الفاعل عند بناء الفعل به. فمن الأول قوله عز وجل " يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ". وقوله تعالى: " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ". لأنه لا بد لهذا الموصول من أن يرجع إليه من صلته مثل ما ترى في قوله تعالى: " الذي يتخبطه الشيطان من المس " وقرئ قوله تعالى: " وما عملته أيديهم " وما عملت. من الثاني قولهم فلان يعطي ويمنع ويصل ويقطع. ومنه قوله عز وجل: " وأصلح لي في ذريتي " وقول ذي الرمة:
وأن تعتذر عن ذي ضروعها ... إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي
ومن حذف المفعول به حذف المنادي يقال يا بؤس لزيد بمعنى يا قوم بؤس لزيد ومن أبيات الكتاب:

(1/79)


يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحون على سمعان من جار

(1/80)


الفصل السادس: المفعول فيه
هو ظرفا الزمان والمكان: وكلاهما منقسم إلى مبهم، ومؤقت، ومستعمل إسما وظرفا، ومستعمل ظرفا لا غير. فالمبهم نحو الحين والوقت والجهات الست. والمؤقت نحو اليوم والليلة والسوق والدار.
والمستعمل إسما وظرفا ما جاز ان تعتقب عليه العوامل. والمستعمل ظرفا لا غير ما لزم النصب نحو قولك وسرنا ذات مرة وبكرة وسحر وسحيرا وضحى وعشاء وعشية وعتمة ومساء، إذا أردت سحرا بعينه وضحى يومك وعشيته وعشاءه عتمة ليلتك ومساءها. ومثله عند وسوى وسواء. ومما يختار فيه أن يلزم الظرفية صفة الأحيان، تقول سير عليه طويلا وكثيرا وقليلا وقديما وحديثا.
وقد يجعل المصدر حينا لسعة الكلام. فيقال كان ذلك مقدم الحاج، وخفوق النجم، وخلافة فلان، وصلاة العصر؛ ومنه سير عليه ترويحتين، وانتظرنه نحر جزورين، وقوله تعالى: " وإدبار النجوم ".
وقد يذهب بالظرف عن أن يقدر فيه معنى في اتساعا، فيجرى لذلك مجرى المفعول به، فيقال الذي سرته يوم الجمعة وقال:

(1/81)


ويوم شهدناه سليما وعامرا ... قليل سوى الطعن النهال نوافله
ويضاف إليه كقولك يا سارق الليلة أهل الدار، وقوله تعالى: " بل مكر الليل والنهار ". ولولا الإتساع لقلت سرت فيه وشهدنا فيه.
إضمار عامل المفعول فيه:
وينصب بعامل مضمر كقولك في جواب من يقول لك منتى سرت؟ يوم الجمعة. وفي المثل السائر: أسائر اليوم وقد زال الظهر؟ ومنه قولهم لمن ذكر أمرا قد تقادم زمانه حينئذ: الآن، أي كان ذلك حينئذ. واسمع الآن.
ويضمر عامله على شريطة التفسير كما صنع في المفعول به. تقول اليوم سرت فيه وأيوم الجمعة ينطلق فيه عبد الله، مقدرا أسرت اليوم وأينطلق عبد الله يوم الجمعة.

(1/82)


الفصل السابع: المفعول معه
وهو المنصوب بعد الواو الكائنة يمعنى مع. وإنما ينصب إذا تضمن الكلام فعلا كقولك ما صنعت وأباك، وما زلت أسير والنيل ومن أبيات الكتاب:
فكونوا أنتم وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطحال
ومنه قوله عز وجل: " فأجمعوا أمركم وشركاءكم "، أو ما هو بمعناه نحو قولك مالك وزيدا، وما شأنك وعمرا، لأن المعنى ما تصنع وما تلابس وكذلك حسبك وزيدا درهم، وقطك وكفيك مثله لأنها بمعنى كفاك. قال:

(1/83)


فما لك والتلدد حول نجد ... وقد غصت تهامة بالرجال
وقال:
إذا كانت الهيجاء آنشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف مهند
وليس لك أن تجره حملا على المكنى. فإذا جئت بالظاهر كان الجر الإختيار كقولك ما شأن عبد الله وأخيه يشستمه، وما شأن قيس والبر تسرقه، والنصب جائز.

(1/84)


وأما في قولك ما أنت وعبد الله وكيف أنت وقصعة من ثريد، فالرفع قال:
يا زبرقان أخا بني خلف ... ما أنت ويب أبيك والفخر
وقال:
وكنت هناك أنت كريم قيس ... فما القيسيب بعدك والفخار

(1/85)


إلا عند ناس من العرب ينصبونه على تأويل ما كنت أنت وعبد الله، وكيف تكون أنت وقصعة من ثريد. قال سيبويه لأن كنت وتكون تقعان ههنا كثيرا وقال:
فما أنا والسير في متلف ... يبرح بالذكر الضابط
وهذا الباب قياس عند بعضهم وعند آخرين مقصور على السماع.

(1/86)


الفصل الثامن: المفعول له
هو علة الإقدام على الفعل. وهو جواب لمه. وذلك قولك فعلت كذا مخافة الشر وإدخار فلان، وضربته تأديبا له، وقعدت عن الحرب جبنا، وفعلت ذلك أجل كذا؛ وفي التنزيل حذر الموت.
وفيه ثلاث شرائط أن يكون مصدرا، وفعلا لفاعل الفعل المعلل، ومقارنا له في الوجود. فإن فقد شيء منها فاللام كقولك جئتك للسمن واللبن ولإكرامك الزائر، وخرجت اليوم لمخاصمتك زيدا أمس.
ويكون معرفة ونكرة وقد جمعهما العجاج في قوله:
يركب كل عاقر جمهور ... مخافة وزعل المحبور
والهول من تهول الهبور

(1/87)


الفصل التاسع: الحال
شبه المفعول والظرف: شبه الحال بالمفعول من حيث أنها فضلة مثله جاءت بعد مضي الجملة. ولها بالظرف شبه خاص من حيث أنها مفعول فيها ومجيئها لبيان هيأة الفاعل أو المفعول وذلك قولك ضربت زيدا قائما تجعله حالا من أيهما شئت وقد تكون منهما ضربة على الجمع والتفريق كقولك لقيته راكبين. قال عنترة:
متى ما تلقني فردين ترجف ... روانف أليتيك وتستطارا

(1/89)


ولقيته مصعدا ومنحدرا.
عوامل الحال: والعامل فيها إما فعل وشبهه من الصفات؛ أو معنى فعل كقولك فيهاب زيد مقيما، وهذا عمرو منطلقا، وما شأنك قائما، وما لك واقفا، وفي التنزيل: " وهذا بعلي شيخا "،و " فما لهم عن التذكرة معرضين "؛ وليت ولعل وكأن ينصبها أيضا لما فيها من معنى الفعل، فالأول يعمل فيها متقدم ومتأخرا ولا يعمل فيها الثاني إلا متقدما. وقد منعوا في مررت راكبا بزيد أن يجعل الراكب حالا من المجرور.
وقد يقع المصدر حالا كما تقع الصفة مصدرا في قولهم قم قائما، وقوله: ولا خارجا من في زور كلام وذلك قتلته صبرا، ولقيته فجاءه وعيانا كفاحا، وكلمته مشافهة، وأتيته ركضا وعدوا ومشيا، وأخذت عنه سمعا، أي مصبورا ومفاجئا ومعاينا.
وكذلك البواقي وليس عند سيبويه بقياس وأنكر اتانا رجلة وسرعة، وأجازه

(1/90)


المبرد في كل ما دل عليه الفعل.
والأسم غير الصفة والمصدر بمنزلتها في هذا الباب، تقول هذا بسرا أطيب منه رطبا، وجاء البر قفيزين وصاعين، وكلمته فاه إلى في، وبايعته يدا بيد، وبعت الشاء شاة ودرهما، وبينت له حسابه بابا بابا.
تنكير الحال: ومن حقها أن تكون نكرة، وذو الحال معرفة. وأما ارسلها العراك، ومررت به وحده، وجاؤا قضهم بقضيضهم، وفعلته جهدك وطاقتك، فمصادر قد تكلم بها على نية وضعها في موضع مالا تعريف فيه، كما وضع فاه إلى في موضع شفاها، وعنى معتركة، منفردا وقاطبة وجاهدا. ومن الأسماء المحذور بها حذو هذه المصادر قولهم مررت بهم الجماء الغفير.
وتنكير ذي الحال قبيح إلا إذا قدمت عليه كقوله:
لعزة موحشا طلل قديم

(1/91)


الحال المؤكدة: والحال المؤكدة هي التي تجيء على إثر جملة عقدها من اسمين لا عمل لهما لتوكيد خبرها وتقرير مؤداه ونفي الشك عنه، وذلك قولك ريد أبوك عطوفا، وهو زيد معروفا، وهو الحق بينا، ألا تراك حققت بالعطوف الأبوة، وبالمعروف والبين أن الرجل زيد وأن الأمر حق، وفي التنزيل: " وهو الحق مصدقا لما بين يديه " وكذلك أنا عبد الله آكلا كما يأكل العبيد، فيه تقرير للعبودية وتحقيق لها. وتقول أنا فلان بطلا شجاعا وكريما جوادا فتحقق ما أنت متسم به وما هو ثابت لك في نفسك، ولو قلت زيد أبوك منطلقا أو أخوك أحلت إلا إذا أردت التبني والصداقة. والعامل فيها أحق أو أثبت مضمرا.
الجملة الحالية:
والجملة تقع حالا. ولا تخلو من أن تكون اسمية فعلية فإن كانت اسمية فالواو إلا ما شذ من قولهم كلمته فوه إلى في، وما عسى ان يعثر عليه في الندرة. وأما لقيته عليه جبة وشي، فمعناه مستقرة عليه جبة وشي. وإن كانت فعلية لم تخل من أن يكون فعلها مضارعا أو ماضيا. فإن كان مضارعا لم يخل من أن يكون مثبتا أو منفيا. فالمثبت بغير واو: وقد جاء في المنفي الأمران. وكذلك في الماضي. ولا بد معه من قد ظاهرة أو مقدرة.
ويجوز إخلاء هذه الجملة عن الراجع إلى ذي الحال إجراء لها مجرى الظرف لانعقاد الشبه بين الحال وبينه، تقول أتيتك وزيد قائم، ولقيتك الجيش قادم، وقال:
وقد أغتدي والطير وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل

(1/92)


إضمار عامل الحال:
ومن انتصاب الحال بعامل مضرم قولهم للمرتحل راشدا مهديا ومصاحبا معانا بإضمار إذهب وللقادم مأجورا مبرورا أي رجعت. وإن أنشدت شعرا أو حدثت حديثا قلت صادقا، بإبضمار قال. وإذا رأيت من يتعرض لآمر قلت متعرضا لعنن لم يعنه، أي دنا منه متعرضا. ومنه أخذته بدرهم فصاعدا أو بدرهم فزائدا، أي فذهب الثمن صاعدا أو زائدا. ومنه أتميميا مرة وقيسيا أخرى، كأنك قلت أتحول. ومنه قوله تعالى: " بلى قادرين " أي نجمعها قادرين.
التمييز
تعريفه:
ويقالك له التبين والتفسير هو رفع الإبهام في جملة أو مفرد بالنص على أحد محتملاته. فمثاله في الجملة طاب زيد نفسا، وتصبب الفرس عرقا، وتفقأ شحما وأبرحت جارا، وامتلآ الإناء ماء، وفي التنزيل: " واشتعل الرأس شيبا " " وفجرنا الأرض عيونا "، " ومن أحسن قولا "، " ومن أصدق من الله حديثا ". ومثاله في المفرد عندي راقود خلا، ورطل زيتا، ومنوان عسلا، وقفيزان برا، وعشرون درهما، وثلاثون ثوبا، وملأ الإناء عسلا،

(1/93)


وعلى التمرة مثلها زبدا وما في السماء. وضع كف سحابا. وشبه المميز بالمفعول أن موقعه في هذه الأمثلة كموقعه في ضرب زيد عمرا وفي ضارب زيدا وضاربان زيدا وضاربون زيدا وضرب زيد عمرا.
عوامل التمييز: ولا ينتصب المميز عن مفرد إلا عن نام. والذي يتم به أربعة أشياء التنوين ونون التثنية ونون الجمع والإضافة. وذلك على ضربين زائل ولازم.
فالزائل التمام بالتنوين ونون التثنية لأنك تقول عندي رطل زيت، ومنوا سمن. واللازم التمام بنون الجمع والإضافة لأنك لا تقول كلأ عسل ولا مثل زبد ولا عشرو درهم.
وتمييز المفرد أكثره فيما كان مقدارا كيلا كقفيزان أو وزنا كمنوان أن مساحة كموضع كف او عدد كعشرون أو مقياسا كملؤه ومثلها. وقد يقع فيما ليس إياها نحو قولهم ويحه رجلا، ولله دره فارسان وحسبك به ناصرا.
تقديم المميز وتأخيره عن عامله: ولقد أبى سيبويه تقدم المميز على عامله. وفرق أبو العباس بين النوعين فأجاز نفسا طاب زيد، ولم يجز لي سمنا منوان. وزعم أنه رأي المازني. وأنشد قول الشاعر:
أتهجر ليلي بالفراق حبيبها ... وما كان نفسا بالفراق تطيب

(1/94)


أصل التمييز:
واعلم أن هذه المميزات عن آخرها أشياء مزالة عن أصلها. ألا تراها إذا رجعت إلى المعنى متصفة بما هي منتصبة عنه ومنادية. على أن الأصل عندي زيت رطل، وسمن منوان، ودراهم عشرون، عسل ملء الإناء، وزبد مثل التمرة، وسحاب موضع كف. وكذلك الأصل وصف النفس بالطيب، والعرق بالتصبب، والشيب بالإشتعال، وأن يقال طابت نفسه، وتصبب عرقه، واشتعل شيب رأسي. لأن الفعل في الحقيقة وصف في الفاعل. السبب في هذه الإزالة قصدهم إلى ضرب من المبالغة والتأكيد.

(1/95)


الفصل العاشر: الإستثناء
أنواع المستثنى:
المستثنى في إعرابه على خمسة أضرب. أحدها منصوب أبدا وهو على ثلاثة أوجه: ما استثني بإلآ من كلام موجب وذلك جاءني القوم إلا زيدا، وبعدا وخلا بعد كل كلام. وبعضهم يجر بخلا وقيل بهما، ولم يورد هذا القول سيبويه ولا المبرد. فأما ما عدا وما خلا فالنصب ليس إلا. وكذلك ليس ولا يكون. وذلك جاءني القوم أو ما جاءني عدا زيدا وخلا زيدا ومن عدا زيدا وما خلا زيدا. قال لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

(1/96)


وليس زيدا ولا يكون زيدا. وهذه أفعال مضمر فاعلوها. وما قدم من المستثنى كقولك ما جاءني إلا أخاك أحد قال الكميت:
وما لي إلا آل أحمد شيعة ... ومالي إلا مذهب الحق مذهب
وما كان استثناؤه منقطعا كقولك ما جاءني إلا حمارا وهي اللغة الحجازية. ومنه قوله عز وجل: " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم "، وقولهم ما زاد إلا ما نقص وما نفع إلا ما ضر.
والثاني جائز فيه النصب والبدل وهو المستثنى من كلام تامر غير موجب كقولك ما جاءني أحد إلا زيدا وإلا زيد. وكذلك إذا كان المستثنى منه منصوبا أو مجرورا.

(1/97)


والاختيار البدل قال الله تعالى: " ما فعلوه إلا قليل منهم ". وأما قوله عز وجل: " إلا أمرأتك " فيمن قرأ بالنصب فمستثنى من قوله تعالى: " فأسر بأهلك ".
والثالث مجرور أبدا وهو ما استثنى بغير وحاشا وسوى وسواه. والمبرد يجيز النصب بحاشا.
والرابع جائز فيه الجر والرفع وهو ما استثني بلا سيما وقول امرئ القيس:
ولا سيما يوم بدارة جلجل
يروى مجرورا ومرفوعا وقد روي فيه النصب.
والخامس جار على إعرابه قبل دخول كلمة الإستثناء وذلك ما جاءني إلا

(1/98)


زيد، وما رأيت إلا زيدا وما مررت إلا بزيد. والمشبه بالمفعول منها هو الأول والثاني في أحد وجهيه وشبهه به لمجيئه فضلة. وله شبه خاص بالمفعول معه لأن العامل فيه بتوسط حرف.
حكم غير:
وحكم غير في بالإعراب حكم الأسم الواقع بعد إلا تنصبه في الموجب والمنقطع وعند التقديم وتجيز فيه البدل والنصب في غير الموجب. وقالوا إنما عمل فيه المتعدي لشبهه بالظرف لإبهامه.
الشبه في المعنى بين إلا وغير:
واعلم أن إلا وغيرا يتقارضان ما لكل واحد منهما. فالذي لغير في أصله أن يكون وصفا يمسه إعراب ما قبله، ومعناه المغايرة وخلاف المماثلة. ودلالته عليها من جهتين: من جهة الذات ومن جهة الصفة. تقول مررت برجل غير زيد، قاصدا إلى أن مرورك كان بإنسان آخر أو بمن ليست صفته صفته، وفي قوله عز وجل: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله "، الرفع صفة للقاعدون والجر صفة للمؤمنين والنصب على الإستثناء. ثم دخل على إلا في الإستثناء وقد دخل عليه إلا في الوصفية. وفي التنزيل: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ". أي غير الله. ومنه قوله:
وكل آخ مفارقة أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

(1/99)


ولا يجوز اجراؤه مجرى غير إلا تابعا، لو قلت: لو كان فيهما إلا الله كما تقول لو كان فيهما غير الله لم يجز. وشبهه سيبويه بأجمعون.
وتقول ما جاءني من أحد إلا عبد الله وما رأيت من أحد إلا زيدا ولا أحد فيها إلا عمرو فتحمل البدل على محل الجار والمجرور لا على اللفظ، وتقول ليس زيد بشيء إلا شيئا لا يعبأ به. قال طرفة:
أبني لبينى لستم بيد ... إلا يدا ليست لها عضد

(1/100)


وما زيد بشيء لا يعبا به بالرفع لا غير.
حكم تقديم المستثنى على صفة المستثنى منه: وإن قدمت المستثنى على صفة المستثنى منه ففيه طريقان: أحدهما وهو اختيار سيبويه أن لا تكترث للصفة وتحمله على البدل. والثاني أن تنزل تقديمه على الصفة منزلة تقديمه على الموصوف، وذلك قولك ما أتاني أحد إلا أبوك خير من زيد، وما مررت بأحد إلا عمرو خير من زيد، أو تقول إلا أباك وإلا عمرا.
حمم تثنية المستثنى: وتقول في تثنية المستثنى ما أتاني إلا زيدا إلا عمرا أو إلا زيدا إلا عمرو ترفع الذي أسندت إليه الفعل وتنصب الآخر. وليس لك أن ترفعه لأنك لا تقول تركوني إلا عمرو. وتقول ما أتاني إلا عمرا إلا بشرا أحد، منصوبين لأن التقدير ما أتاني إلا عمرا أحد إلا بشر، على إبدال بشر من أحد فلما قدمته نصبته.
الفعل المستثنى:
وإذا قلت ما مررت بأحد إلا زيد خير منه كان ما بعد إلا جملة ابتدائية واقعة صفة لأحد، وإلا لغو في اللفظ معطية في المعنى فائدتها جاعلة زيدا خيرا من جميع من مررت بهم.
وقد أوقع الفعل موقع الأسم المستثنى في قولهم نشدتك بالله إلا فعلت، والمعنى ما أطلب منك إلا فعلك؛ وكذلك أقسمت عليك غلا فعلت. وعن ابن عباس: بالإيواء والنصر إلا جلستم. وفي حديث عمر: عزمت عليك لما ضربت كاتبك سوطا بمعنى إلا ضربت.
حذف المستثنى:
والمستثنى يحذف تخفيفا وذلك قولهم ليس إلا وليس غير.

(1/101)


الفصل الحادي عشر: الخبر والاسم في بابي كان وإن
لما شبه العامل في البابين بالفعل المتعدي شبه ما عمل فيه بالفاعل والمفعول.
ويضمر العامل في خبر كان في مثل قولهم الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والمرء مقتول بما قتل به أن خنجرا فخنجر وإن سيفا فسيف، أي إن كان عمله خيرا فجزاؤه خير وإن كان شرا فجزاؤه شر.
والرفع أحسن في الآخر ومنهم من يرفعهما ويضمر الرافع أي أن كان معه خنجر فالذي يقتل به خنجر قال النعمان بن المنذر: قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا

(1/102)


ومنه الإطعام ولو تمرا وائتني بدابة ولو حمارا. وإن شئت رفعت بمعنى ولو يكون تمر وحمار، ادفع الشر ولو إصبعا. ومنه أما أنت منطلقا انطلقت، والمعنى لأن كنت منطلقا، وما مزيدة معوضة من الفعل المضمر.
ومنه قول الهذلي:
أبا خراشة أما أنت ذا نفر
وروى قوله:

(1/103)


إما أقمت وأما أنت مرتحلا ... فالله يكلأ ما تأتي وما تذرا
بكسر الأول فتح الثاني.
النصوب بلا التي لنفي الجنس
حكم اسم لا
هي كما ذكر محمولة على إن فلذلك نصب بها الأسم ورفع الخبر، وذلك إذا كان المنفي مضافا كقولك لا غلام رجل أفضل منه، ولا صاحب صدق موجود؛ أو مضارعا له كقولك لا خيرا منه قائم هنا، ولا حافظا للقرآن عندك، ولا ضاربا زيدا في الدار، ولا عشرين درهما لك. فإذا كان مفردا فهو مفتوح وخبره مرفوع كقولك لا رجل أفضل منك، ولا أحد خير منك.
ويقول المستفتح ولا إله غيرك. وأما قوله: لا نسب اليوم ولا خلة

(1/104)


فعلى إضمار فعل، كأنه قال ولا أرى خلة كما قال الخليل في قوله: ألا رجلا جزاءه الله خيرا كأنه قال ألا ترونني رجلا وزعم يونس أنه نون مضطرا.
وحقه أن يكون نكرة. قال سيبويه واعلم أن كل شيء حسن لك أن تعمل فيه رب، حسن لك أن تعمل فيه لا. وأما قول الشاعر:

(1/105)


لا هيثم الليلة للمطي وقول ابن الزبير الأسدي:
أرى الحاجات عند أبي خبيب ... نكدن ولا أمية بالبلاد

(1/106)


وقولهم لا بصرة لكم وقضية، ولا أبا حسن لها، فعلى التنكير. وأما لا سيما زيد فمثل لا مثل زيد.
وتقول لا أب لك. قال نهار بن توسعة اليشكري:
أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم
ولا غلامين لك ولا ناصرين لك. وأما قولهم لا أبا لك ولا غلامي لك ولا ناصري لك فمشبه في الشذوذ بالملامح والمذاكير ولدن غدوة. وقصدهم فيه إلى الإضافة وإثبات الألف وحذف النون لذلك، وإنما أقحمت اللام المضيفة توكيدا للإضافة. لأألا تراهم لا يقولون لا أبا فيها، ولا رقيبلأ عليها، ولا مجيري منها، وقضاء من حق المنفي في التنكير بما يظهر بها من

(1/107)


صورة الإنفصال. وقد شبهت في أنها مزيلة ومؤكدة بتيم الثاني في يا تيم تيم عدي. والفرق بين المنفي في هذه اللغة وبينه وبين الأولى أنه في هذا معرب وفي تلك مبني، فإذا فصلت فقلت لا يدين بها لك ولا أب فيها لك، امتنع الحذف والإثبات عند سيبويه وأجازهما يونس. وإذا قلت لا غلامين ظريفين لك لم يكن بد من إثبات النون في الصفة والموصوف.
حكم صفة اسم لا:
وفي صفة المفرد وجهان أحدهما أن يبنى معه على الفتح كقولك لا رجل ظريف فيها، والثاني أن تعرب محموله على لفظه أو محله كقولك لا رجل ظريفا فيها أو ظريف، وإن فصلت بينهما أعربت. وليس في الصفة الزائدة عليها إلا الإعراب، فإن كررت المنفي جاز في الثاني الإعراب والبناء وذلك قولك لا ماء ماء باردا، وإن شئت لم تنون.
حكم معطوف اسم لا:
وحكم المعطوف حكم الصفة إلا في البناء.
قال: فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

(1/108)


وقال:
لا أم لي إن كان ذاك ولا أب

(1/109)


وان تعرف فالحمل على المحل لا غير كقولك لا غلام لك ولا العباس.
حكمه إذا كرر: ويجوز رفعه إذا كرر قال تعالى: " فلا رفث ولا فسوق "، وقال: " لا بيع فيه ولا خلة ". فإن جاء مفصولا بينه وبين لا أو معرفة وجب الرفع والتكرير كقولك لا فيها رجل ولا امرأة، ولا زيد فيها ولا عمرو. وقولهم لا نولك أن تفعل كذا كلام موضوع موضع لا ينبغي لك أن تفعل كذا وقوله:
وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ... حياتك لا نفع وموتك فاجع
وقوله:
قضت وطرا واسترجعت ثم آذنت ... ركائبها أن لا إلينا رجوعها

(1/110)


ضعيف لا يجيء إلا في الشعر. وقد أجاز المبرد في السعة أن يقال لا رجل في الدار ولا زيد عندنا.
إعراب لا حول ولا قوة إلا بالله: وفي لا حول ولا قوة إلا بالله ستة أوجه: أن تفتحهما، وأن تنصب الثاني، وأن ترفعه، وأن ترفعهما، وأن ترفع الأول على أن لا بمعنى ليس، أو على مذهب أبي العباس وتفتح الثاني، وأن تعكس هذا.
حذف اسم لا:
وقد حذف المنفي في قولهم لا عليك أي لا بأس عليك.

(1/111)


الفصل الثاني عشر: خبر ما ولا المشبهتين بليس
هذا التشبيهب لغة أهل الحجاز. وأما بنو تميم فيرفعون ما بعدهما على الإبتداء، ويقرؤن: ما هذا بشر، إلا من درى كيف هي في المصحف.
فإذا انتقض النفي بإلا أتقدم الخبر بطل العمل فقيل: ما زيد إلا منطلق، ولا رجل إلا أفضل منك، وما منطلق زيد، ولا أفضل منك رجل.
ودخول الباء في الخبر نحو قولك ما زيد بمنطلق إنما يصح على لغة أهل الحجاز لأنك لا تقول زيد بمنطلق.
لات:
لات وهي لا التي يكسعونها بالتاء وهي المشبهة بليس بعينها ولكنهم أبوا إلا أن يكون المنصوب بها حينا. قال الله تعالى: " ولات حين مناص " أي ليس الحين حين مناص.

(1/112)


النوع الرابع
المجرورات
لا يكون الأسم مجرورا إلا بالإضافة وهي المقتضية للجر، كما أن الفاعلية والمفعولية هما المقتضيان للرفع والنصب. والعامل ههنا غير المقتضي كما أن ثمة، وهو حرف الجر أو معناه في نحو قولك مررت بزيد، وزيد في الدار، وغلام زيد، وخاتم فضة.
الإضافة
وإضافة الأسم للأسم على ضربين: معنوية ولفظية. فالمعنوية ما أفاد تعريفا كقولك دار عمرو، أو تخصيصا كقولك غلام رجل. ولا تخلو في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام كقولك مال زيد وأرضه وأبوه وابنه وسيده وعبده، أو بمعنى من كقولك خاتم فضة وسوار ذهب وباب ساج.
واللفظية أن تضاف الصفة إلى مفعولها في قولك هو ضارب يد، وراكب فرس، بمعنى ضارب زيدا وراكب فرسا؛ وإلى فاعلها كقولك زيد حسن الوجه ومعمور الدار، وهند جاثلة الوشاح، بمعنى حسن وجهه ومعمورة داره وجائل وشاحهها. ولا تفيد إلا تخفيفا في اللفظ والمعنى كما هو قبل الإضافة. ولا ستواء الحالين وصف النكرة بهذه الصفة مضافة كما وصف بها مفصولة في قولك مررت برجل حسن الوجه وبرجل ضارب أخيه.

(1/113)


تجريد المضاف من التعريف:
وقضية الإضافة المعنوية ان يجرد لها المضاف من التعريف وما تقبله الكوفيون من قولهم الثلاثة الأثواب والخمسة الدراهم فبمعزل عند أصحابنا عن القياس واستعمال الفصحاء. قال الفرزدق:
فسما وأدرك خمسة الأشبار
وقال ذو الرمة:

(1/114)


ثلاث الأثافي والديار البلاقع
وتقول في اللفظية مررت بزيد الحسن الوجه، وبهند الجائلة الوشاح، هما الضاربا زيد، وهم الضاربو زيد. قال الله تعالى: " والمقيمي الصلاة "، ولا تقول الضارب زيد، لأنك لا تفيد فيه خفة بالإضافة كما أفدتها في المثنى والمجموع، وقد أجازه الفراء. وأما الضارب الرجل فمشبه بالحسن الوجه.
المضاف إلى ضمير متصل:
وإذا كان المضاف إليه ضميرا متصلا جاء ما فيه تنوين أو نون وما عدم واحدا منهما شرعا في صحة الإضافة. لأنهم لما رقضوا يوجد فيه التنوين أو النون أن يجمعوا بينه وبين الضمير المتصل جعلوا ما لا يوجد فيه له تبعا فقالوا الضاربك والضارباتك والضاربي بالضارباتي، كما قالوا لضارباك والضارباك والضاربوك والضاربي كما قال عبد الرحمن بن حسان:
أيها الشاتمي ليحسب مثلي ... إنما أنت في الضلال تهيم

(1/115)


وقوله: هم الآمرون الخير والفاعلونه مما لا يعمل عليه.
الإضافة إلى غير ومثل وشبه:
وكل اسم معرفة يتعرف به ما أضيف إليه إضافة معنوية، إلا أسماء توغلت في إبهامها فهي نكرات وإن أضيفت إلى المعارف، وهي نحو غير

(1/116)


ومثل وشبه. ولذلك وصفت بها النكرات فقيل مررت برجل غيرك ومثلك وشبهك ودخل عليها رب قال:
يا رب مثلك في النساء غريرة
اللهم إلا إذا شهر المضاف بمغايرة المضاف إليه كقوله عز وجل: " غير المغضوب عليهم "، أو بمماثلته.
أنواع الأسماء المضافة:
والأسماء المضافة إضافة معنوية على ضربين: لازمة للإضافة وغير لازمة لها. فاللازمة على ضربين: ظروف وغير ظروف. فالظروف نحو فوق وتحت وأمام وقدام وخلف ووراء وتلقاء وتجاه وحذاء وعند ولدن ولدى وبين ووسط وسوى ومع ودون. وغير الظروف نحو مثل وشبه وغير وبيد وقيد وقدا وقاب وقيس وأي وبعض وكل وكلا وذو مؤنثة ومثناء ومجموعة وأولو

(1/117)


وأولات وقد وقط وحسب.
وغير اللازمة نحو ثوب وفرس ودار وغيرها مما يضاف في حال دون حال.
حكم أي: وأي اضافته إلى اثنين فصاعدا إذا أضيف إلى المعرفة كقولك أي الرجلين وأي الرجال. عندك، وأيهما وأيهم وأي من رأيت أفضل، وأي الذين لقيت أكرم. وأما قولهم أيي وايك كان شرا فأخزاه الله، فكقولك اخزي الله الكاذب مني ومنك وهو بين وبينك، والمعنى أينا ومنا وبيننا. قال العباس بن مردس:
فأيي ما وأيك كان شرا ... فقيد إلى المقامة لا يراها
واذا أضيف إلى النكرة أضيف إلى الواحد والإثنين والجماعة كقولك أي رجل وأي رجلين وأي رجال، ولا تقول أيا ضربت وبأي مررت إلا حيث جرى ذكر ما هو بعض منه كقوله عز وجل: " أيا ما تدعوا فله الأسماء

(1/118)


الحسنى " ولا ستيجابه الإضافة عوضوا منها توسيط المقحم بينه وبين صفته في النداء.
حكم كلا:
وحق ما يضاف إليه كلا أن يكون معرفة ومثنى أو ما هو في معنى المثنى، كقوله:
فإن الله يعلمني ووهبا ... ويعلم أن سيلقاه كلانا
وقوله:
إن للخير وللشر مدى ... وكلا ذلك وجه وقبل

(1/119)


ونظيره " عوان بين ذلك ". ويجوز التفريق في الشعر كقولك كلا زيد وعمرو.
وحكمه إذا أضيف إلى الظاهر أن يجري مجرى عصا ورحا، تقول جاءني كلا الرجلين، ورأيت كلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين. وإذا أضيف إلى المضمر أن يجري مجرى المثنى على ما ذكر.
ومن العرب من يقر آخره على الألف في الوجهين.
حكم إضافة أفعل التفضيل:
وأفعل التفضيل يضاف إلى نحو ما يضاف إليه أي، تقول هو أفضل الرجلين وأفضل القوم، وتقول هو أفضل رجل، وهما أفضل رجلين، وهم أفضل رجال، والمعنى في هذا إثبات الفضل على الرجال إذا فضلوا رجلا رجلا واثنين اثنين وجماعة جماعة. وله معنيان: أحدهما أن يراد أنه زائد على المضاف إليهم في الخصلة هو وهم فيها شركاء، والثاني أن يؤخذ مطلقا له الزيادة فيها إطلاقا ثم يضاف لا للتفضيل على المضاف إليهم لكن لمجرد التخصيص، كما يضاف ما لا تفضيل فيه وذلك نحو قولك الناقص والأشج أعدلا بني مروان، كأنك قلت عادلا بني مروان. فأنت على الأول يجوز لك توحيده في التثنية والجمع وأن لا تؤنثه قال الله تعالى: " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة "، وعلى الثاني ليس لك إلا أن تثنيه وتجمعه تؤنثه وقد اجتمع الوجهان في قوله عليه السلام " ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذينب يألفون ويؤلفون ألا

(1/120)


أخبركم بأبغضكم إلي وأبعدكم مني مجالس يوم القيامة أساوئكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون ". وعلى الوجه الأول لا يجوز أن تقول يوسف أحسن أخوته، لأنك لما أضفت الأخوة إلى ضميره فقد أخرجته من جملتهم من قبل أن المضاف حقه أن يكون غير المضاف إليه، ألا ترى أنك إذا قلت هؤلاء إخوة زيد في عداد المضافين إليه، وإذا خرج من جملتهم لم يجز إضافة أفعل الذي هو هو إليهم، لأن من شرطه إضافته إلى جملة هو بعضها. وعلى الوجه الثاني لا يمتنع. ومنه قول من قال لنصيب أنت أشعر أهل جلدتك كأنه قال أنت شاعرهم:
إضافة الشيء إلى غيره:
ويضاف الشيء إلى غيره بأدنى ملابسة بينهما كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه خذ طرفك وقال:
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة

(1/121)


أضاف الكوكب إليهم لجدها في عملها إذا طلع وقال:
إذا قال قدني قال بالله حلفة ... لتغني عني ذا إنائك أجمعا
لملابسة له في شربه وهو لساقي اللبن.
امتناع إضافة الشيء إلى نفسه:
والذي أبوه من إضافة الشيء إلى نفسه أن تأخذ الأسمين المعلقين على عين أو معنى واحد كالليث والأسد وزيد وأبي عبد الله والحبس والمنع ونظائرهن فتضيف أحدهما إلى الآخر فذلك بمكان من الإحالة. فأما نحو قولك جميع القوم وكل الدراهم وعين الشيء ونفسه فليس من ذلك.
عدم جولز إضافة الموصوف إلى صفته:
ولا يجوز إضافة الموضوف إلى صفته ولا الصفة إلى موصوفها وقالوا دار

(1/122)


الآخرة وصلاة الأولى ومسجد الجامع وجانب الغربي وبقلة الحمقاء على تأويل دار الحياة الآخرة وصلاة الساعة الأولى ومسجد الوقت الجامع وجانب المكان الغربي وبقلة الحبة الحمقاء وقالوا عليه سحق عمامة وجرد قطيفة وأخلاق ثياب وهل عندك جائبة خبر ومغربة خبر على الذهاب بهذه الأوصاف مذهب خاتم وسوار وباب ومائة لكونها ومحتملة مثلها ليلخص أمرها بالإضافة كفعل النابغة في إجراء الطير على العائذات بيانا وتلخيصا لا تقديما للصفة على الموصوف حيث قال:
والمؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند

(1/123)


إضافة المسمى إلى اسمه: وقد أضيف المسمى إلى اسمه في نحو قولهم لقيته ذات مرة وذات ليلة ومررت به ذات يوم وداره ذات اليمين وذات الشمال وسرنا ذات صباح قال أنس بن مدركة الخثعمي:
عزمت على إقامة ذي صباح ... لأمر ما يسود من يسود
وقال الكميت:
إليكم ذوي آل النبي تطلعت ... نوازع من قلبي ظماء وألبب
وقالوا في نحو قول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

(1/124)


وفي قول ذي الرمة:
داع يناديه باسم الماء مبغوم

(1/125)


وقوله:
تداعين باسم الشيب في متثلم
أن المضاف يعنون الأسم مقحم خروجه ودخوله سواء وحكوا هذا حي زيد وأتيتك وحي فلان قائم وحي فلانة شاهد وأنشدوا:

(1/126)


يا قر إن إباك حي خويلد ... قد كنت خائفة على الإحماق
وعن الأخفش إنه سمع إعرابيا يقول في أبيات قالهن حي رباح بإقحام حي والمعنى هذا زيد وإن أباك خويلدا وقالهن رباح ومنه قول الشماخ:
ونفيت عنه مقام الذئب

(1/127)


أي الذئب.
إضافة أسماء الزمان والمكان:
وتضاف أسماء الزمان إلى الفعل قال الله تعالى: " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم "، وتقول جئتك إذ جاء زيد، وآتيك:إذا احمر البسر، وما رأيتك منذ دخل الشتاء ومذ قدم الأمير. وقال:
حنت نوار ولات هنا حنت

(1/128)


وتضاف إلى الجملة الإبتدائية أيضا كقولك أتيتك زمن الحجاج أمير، وإذ الخليفة عبد الملك. وقد أضيف المكان إليهما في قولهم اجلس حيث جلس زيد وحيث زيد جالس.
ومما يضاف إلى الفعل آية لقرب معناها من معنى الوقت قال:
بآية يقدمون الخيل شعثا ... كأن على سنابكها مداما

(1/129)


وقال آخر:
ألا من مبلغ عني تميما ... بآية ما يحبون الطعاما
وذو في قولهم اذهب بذي تسلم واذهبا بذي تسلمان واذهبوا بذي تسلمون. أي بذي سلامتك والمعنى بالأمر الذي يسلمك.
الفصل بين المضاف والمضاف إليه:
ويجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الشعر. من ذلك قول عمرو بن قميئة:
لله در اليوم من لامها

(1/130)


وقول درنا:
هما أخوا في الحرب من لا أخا له

(1/131)


وأما قول الفرزدق: بين ذراعي وجبهة الأسد وقول الأعشى:
إلا علالة أو بداهة سابح

(1/132)


فعلى حذف المضاف إليه من الأول استغناء عنه بالثاني وما يقع في بعض بنسخ الكتاب من قوله:
فزججتها بمزجة ... زج القلوص أبي مزاده
فسيبويه برئ من عهدته.

(1/133)


حذف المضاف:
وإذا امنوا الألباس حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه وأعربوه بإعرابه. والعلم فيه قوله تعالى: " واسأل القرية " لأنه لا يلبس أن المسؤول

(1/134)


أهلها لا هي. ولا يقولون رأيت هندا يعنون رأيت غلام هند. وقد جاء الملبس في الشعر قال ذو الرمة:
عشية فر الحارثيون بعد ما ... قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر
وقال: بما أعي النطاسي حذيما

(1/135)


أي ابن هوبر وابن حذيم. وكما أعطوا هذا الثابت حق المحذوف في الإعراب فقد أعطوه حقه في غيره قال حسان:
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل

(1/136)


فذكر الضمير في يصفق حيث أراد ماء بردي وقد جاء قوله عز وجل: " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ". على ما للثابت والمحذوف جميعا.
وقد حذف المضاف وترك المضاف إليه في إعرابه في قولهم ما كل سواء تمرة ولا بيضاء شحمة. قال سيبويه كأنك أظهرت كل فقلت ولا كل بيضاء قال أبو دؤاد:
أكل امرء تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا

(1/137)


ويقولون ما مثل عبد الله يقول ذلك ولا أخيه. ومثله ما مثل أخيك ولا أبيك يقولان ذاك. وهو في الشذوذ إضمار الجار.
؟؟ حذق المضاف إليه:
وقد حذف المضاف إليه في قولهم كان ذلك إذ وحينئذ، ومررت بكل قائما. وقال الله تعالى: " وكلا آتينا حكما وعلما " وقال تعالى: " ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات "، وقال: " لله الأمر من قبل ومن بعد "، وفعلته أول يريدون إذ كان كذا وكلهم وبعضهم وقبل كل شيء وبعده وأول كل شيء.
حذف الإثنين: وقد جاء المحذوفين معا في نحو قول أبي دؤاد يصف البرق:
أسال البحار فانتحى للعقيق
وقول الأسود:
وقد جعلتني من حزيمة إصبعا
قال الفسوي أي أسال سقيا سحابه وذا مسافة إصبع.

(1/138)


حكم المضاف إلى ياء المتكلم:
وما أضيف إلى ياء المتكلم فحكمه الكسر نحو قولك في الصحيح والجاري مجراه غلامي ودلوي، إلا إذا كان آخره ألفا أو ياء متحركا ما قبلها أو واوا أما الألف فلا يتغير إلا في لغة هذيل في نحو قوله:
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم

(1/139)


وفي حديث طلحة رضي الله عنه: فوضعوا اللج على قفي، يجعلونها إذا لم يكن للتثنية ياء، ويدغمونها. وقالوا جميعا لدي ولديه كما قالوا علي وعليه وعليك. وياء الإضافة مفتوحة إلا ماجاء عن نافع محياي ومماتي وهو غريب. وأما الياء فلا تخلو من أن ينفتح ما قبلها كياء التثنية وياء الأشقين والمصطفين والمرامين والمعلين أو ينكسر كياء الجمع. والواو لا تخلو من أن ينفتح ما قبلها كالأشقون وأخواته أو ينضم كالمسلمون والمصطفون فما انفتح ما قبله من ذلك فمدغم في ياء المتكلم ياء ساكنة بين مفتوحين، وما انكسر ما قبله من ذلك أو انضم فمدغم فيها ياء ساكنة بين مكسور مفتوح.
والأسماء الستة متى أضيفت إلى ظاهر أو مضمر، ما خلا الياء، فحكمها ما ذكرنا. فأما إذا أضيفت إلى الياء فحكمها حكمها غير مضافة، أي تحذف الأواخر، إلا ذو فإنه لا يضاف إلا إلى أسماء الأجناس الظاهرة وفي شعر كعب:
صبحنا الخزرجية مرهفات ... أبار ذوي أرومتها ذووها

(1/140)


وللفم مجريان أحدهما مجرى اخواته وهو أن يقال فمي والفصيح في في الأحوال الثلاث. وقد أجاز المبرد أبي وأخي وأنشد:
وأبي مالك ذو المجاز بدار

(1/141)


وصحة محمله على الجمع في قوله: وفديننا بالابينا تدفع ذلك.

(1/142)


النوع الخامس
التوابع
هي الأسماء التي لا يمسها الأعراب إلا على سبيل التبع لغيرها وهي خمسة أضرب تأكيد وصفة وبدل وعطف بيان وعطف بحرف.

(1/143)


الفصل الأول:
التأكيد
التأكيد صريح وغير صريح:
هو على وجهين تكرير صريح وغير صريح. فالصريح نحو قولك رأيت زيدا زيدا. وقال أعشى همدان:
مر إني قد امتدحتك مرا ... واثقا أن تثيبني وتسرا
مر يا مر مرة بن تليد ... ما وجدناك في الحوادث غرا
وغير الصريح نحو قولك فعل زيد نفسه وعينه والقوم أنفسهم وأعيانهم والرجلان كلاهما، ولقيت قومك كلهم والرجال أجمعين والنساء جمع.

(1/145)


جدوى التأكيد:
وجدوى التأكيد أنك إذا كررت فقد فررت المؤكد وما علق به في نفس السامع ونكنته في قلبه، وامطت شبهة ربما خالجته أو توهمت غفلة أو ذهابا عما أنت بصدده فأزلته، وكذلك إذا جئت بالنفس والعين، فإن لظان أن يظن حين قلت فعل زيد أن اسناد الفعل إليه تجوز أو سهو أو نسيان. وكل وأجمعون يجديان الشمول والإحاطة.
التأكيد يشمل الأسم والفعل الحرف:
والتأكيد بصريح التكرير جار في كل شيء في الأسم والفعل والحرف والجملة والمظهر ولمضمر. تقول ضربت زيدا زيدا. وضربت ضربت زيدا، وإن إن زيدا منطلق، وجاءني زيد، وما أكرمني إلا أنت أنت.
تأكيد المضمر بالمضمر:
ويؤكد المظهر بمثله لا بالمضمر، والمضمر بمثله وبالمظهر جميعا. ولا يخلو المضمران من أن يكونا منفصلين كقولك ما ضربني إلا هو هو، أو متصلا أحدهما والأخر منفصلا كقولك زيد قام هو وانطلقت أنت، وكذلك مررت بك أنت وبه هو وبنا نحن، ورأيتني أنا ورأيتنا نحن.

(1/146)


تأكيد المضمر بالمظهر:
ولا يخلو المضمر إذا أكد بالمظهر من أن يكون مرفوعا أو منصوبا أن مجرورا. فالمرفوع لا يؤكد بالمظهر إلا بعد أن يؤكد بالمضمر، وذلك قولك زيد ذهب هو نفسه وعينه، والقوم حضروا هم أنفسهم وأعيانهم، والنساء حضرن هن انفسهن وأعيانهن، سواء في ذلك المستكن والبارز. وأما المنصوب والمجرور فيؤكدان بغير شريطة، تقول رأيته نفسه ومررت به نفسه.
التأكيد بنفس وعين: النفس والعين مختصان بهذه التفصلة بين الضمير المرفوع وصاحبيه، وفيما سواهما لا فصل في الجواز بين ثلاثتها. تقول الكتاب قرئ كله، وجاءني كلهم، وخرجوا أجمعون.
التأكيد بكل وأجمع: ومتى أكدت بكل وأجمع غير جمع فلا مذهب لصحته حتى تقصد أجزاءه، كقولك قرأت الكتاب كله، وسرت النهار كله وأجمع وتجرت الأرض وسرت الليلة كلها وجمعاء.
ولا يقع كل وأجمعون تأكيدين للنكرات. لا تقول رأيت قوما كلهم ولا أجمعين وقد أجاز ذلك الكوفيون فيما كان محدودا كقوله:
قد صرت البكرة يوما أجمعا

(1/147)


وأكتعون وأبتعون وأبصعون إتباعات لأجمعون لا يجئن إلا على أثره.
وعن ابن أيسان تبدأ بأيتهن شئت بعدها. وسمع أجمع أبصع وجمع كتع وجمع بتع وعن بعضهم جاءني القوم أكتعون.

(1/148)


الفصل الثاني:
الصفة
تعريفها:
هي الأسم الدال على بعض أحوال الذات وذلك نحو طويل وقصير وعاقل وأحمق وقائم وقاعد وسقيم وصحيح وفقير وغني وشريف ووضيع ومكرم ومهان.
الغاية من الصفة:
والذي تساق له الصفة هو التفرقة بين المشتركين في الأسم. ويقال إنها للتخصيص في النكرات وللتوضيح في المعارف.
وقد تجيء مسوقة لمجرد الثناء والتعظيم كالأوصاف الجارية على القديم سبحانه. أو لما يضاد ذلك من الذم والتحقير، كقولك فعل فلان الفاعل الصانع كذا. وللتأكيد كقولهم أمس الدابر وكقوله تعالى: " نفخة واحدة ".
الوصف بأسماء الفاعل والمفعول والصفة المشبهة:
وهي في الأمر العام إما أن تكون اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة. وقولهم تميمي وبصري على تأويل منسوب ومعزو. وذو مال وذات سوار متأول بمتمول ومتسورة أو بصاحب مال وصاحبة سوار. وتقول مررت برجل أي رجل وأيما رجل على معنى كامل في الرجولية. وكذلك أنت الرجل كل الرجل، وهذا العالم جد العالم وحق العالم يراد به البليغ الكامل في

(1/149)


شأنه ومررت برجل رجل صدق وبرجل رجل سوء كأنك قلت صالح وفاسد، والصدق ههنا بمعنى الصلاح والجودة، والسوء بمعنى الفساد والرداءة. وقد استضعف سيبويه أن يقال مررت برجل أسد على تأويل جرئ.
الوصف بالمصدر:
ويوصف بالمصادر كقولهم رجل عدل وصوم وفطر وزور ورضي، وضرب هبر، وطعن نثر، ورمي سعر، ومررت برجل حسبك وشرعك وهدك وهمك وكفيك ونحوك، بمعنى محسبك وكافيك ومهمك ومثلك.
ويوصف بالجمل التي يدخلها الصدق والكذب. وما قوله:
جاؤا بمذق هل رأيت الذئب قط

(1/150)


فبمعنى مقول عنده هذا القول لو رقته لأنه سمار. ونظيره قول أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: وجدت الناس أخبر تقله، أي وجدتهم مقولا فيهم هذا المقال. ولا يوصف بالجمل إلا النكرات.
وقد نزلوا نعت الشيء بحال ما هو سببه منزلة نعته بحاله هو، نحو قولك مررت برجل كثير عدوه وقليل من لا سبب بينه وبينه.
الصفة تتبع الموصوف:
وكما كانت الصفة وفق الموصوف في إعرابه فهي وفقه في الأفراد والتثنية والجمع والتعريف والتنكير والتأنيث، إلا إذا كانت فعل ما هو من سببه فإنها توافقه في الإعراب والتعريف والتنكير دون سواهما، أو كانت صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث نحو فعول وفعيل بمعنى مفعول أو مؤنثة تجري على المذكر نحو علامة وهلباجة وربعة ويفعة.
وصف العلم:
والمضمر لا يقع موصوفا ولا صفة، والعلم مثله في أنه لا يوصف به، ويوصف بثلاثة بالمعرف باللام وبالمضاف إلى المعرفة وبالمبهم. كقولك مررت بزيد الكريم وبزيد صاحب عمرو وصديقك وراكب الأدهم وبزيد هذا.
والمضاف إلى المعرفة مثل العلم يوصف بما يوصف به. والمعرف باللام يوصف بمثله وبالمضاف إلى مثله كقولك مررت بالرجل الكريم صاحب القوم. والمبهم يوصف بالمعرف باللام إسما أو صفة. واتصافه باسم الجنس ما هو مستبد به عن سائر الأسماء وذلك مثل قولك أبصر ذاك الرجل وأولئك القوم ويا أيها الرجل ويا هذا الرجل.
ومن حق الموصوف أن يكون أخص من الصفة أو مساويا لها ولذلك امتنع وصف المعرف باللام بالمبهم وبالمضاف إلى ما ليس معرفا باللام لكونا أخص منه نحو جاءني الرجل صاحب عمرو.

(1/151)


جواز حذف الموصوف: وحق الصفة ان تصحب الوصوف إلا إذ ظهر أمره ظهورا يستغنى تبع عن ذكره فحينئذ يجوز تركه وإقامة الصفة مقامه كقوله:
وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ
وقوله:
رباء شماء لا يساوي لقلتها ... إلا السحاب وإلا الأوب والسبل

(1/152)


وقوله تعالى: " وعندهم قاصرات الطرف عين " وهذا باب واسع ومنه قول النابغة:
كأنك من جمال بني أقيش ... يقعقع بين رجليه بشن
أي جمل من جمالهم وقال:

(1/153)


لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسب وميسم
أي ما في قومها أحد. ومنه:
أنا ابن جلا

(1/154)


أي رجل جلا. وقوله: بكفي كان من أرمي البشر
يعني بكفي رجل وسمع سيبويه بعض العرب الموثوق بهم يقول ما منهما مات حتى رأيته في حال كذا وكذا، يريد ما منهما واحد مات. وقد

(1/155)


يبلغ من الظهور أنهم يطرحونه رأسا كقولهم الأجرع والأبطح والفارس والصاحب والأكب والأورق والأطلس.

(1/156)


الفصل الثالث:
البدل
أنواع البدل:
هو على أربعة أضرب: بدل الكل من الكل كقوله تعالى: " إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ". وبدل البعض من الكل كقولك رأيت قومك أكثرهم وثلثيهم وناسا منهم، وصرفت وجوهها أولها. وبدل الإشتمال كقولك سلب زيد ثوبه، وأعجبني عمرو حسنه، وأدبه وعلمه، مما هو منه أو بمنزلته في التلبس به. وبدل الغلط كقولك مررت برجل حمار، أردت أن تقول بحمار، فسبقك لسانك إلى رجل، ثم تداركته. وهذا لا يكون إلا في بداية الكلام وما لا يصدر عن روية وفطانة.
الغاية منه:
وهو الذي يعتمد بالحديث. وإنما يذكر لنحو من التوطئة وليفاد بمجموعهما فضل تأكيد وتبيين لا يكون في الإفراد. قال سيبويه عقيب ذكره أمثلة البدل أراد رأيت أكثر قومك وثلثي قومك وصرفت وجوه أولها. ولكنه ثنى الأسم توكيدا. وقولهم إنه في حكم تنحية الأول إيذان منهم باستقلاله بنفسه ومفارقته التأكيد والصفة في كونهما تمتينا لما يتبعانه لا أن يعنوا إهدار الأول واطراحه. إلا تراك تقول زيد رأيت غلامه رجلا صالحا فلو ذهبت تهدر الأول لم يسد كلامك.
والذي يدل على كون مستقلا بنفسه أنه في حكم تكرير العامل بدليل

(1/157)


مجيء ذلك صريحا في قوله عز وجل: " الذين استضعفوا لمن آمن منهم " وقوله: " لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ". وهذا من بدل الإشتمال.
عدم تطابق المبدل والمبدل منه: وليس بمشروط أن يتطابق البدل والمبدل منه تعريفا وتنكيرا بل لك أن تبدل أي النوعين شئت من الآخر قال الله تعالى: " إلى صراط مستقيم صراط الله " وقال: " بالناصية ناصية كاذبة "، خلا أنه لا يحسن إبدال النكرة من المعرفة إلا موصوفة كناصية.
إبدال المظهر والمضمر:
ويبدل المظهر من المضمر الغائب دون المتكلم والمخاطب. تقول رأيته زيدا، ومررت به زيد وصفت وجوهها أولها. ولا تقول بي المسكين كان الأمر ولا عليك الكريم المعول والمضمر من المظهر نحو قولك رأيت زيدا إياه ومررت بزيد به والمضمر كقولك رأيتك إياك ومررت بك بك.

(1/158)


الفصل الرابع:
عطف البيان
تعريفه:
هو اسم غير صفة، يكشف عن المراد كشفها، وينزل من المتبوع منزلة الكلمة المستعملة من الغريبة إذا ترجمت بها. وذلك نحو قوله:
أقسم بالله أبو حفص عمر ... ما مسها من نقب ولا دبر
أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو كما ترى جار مجرى الترجمة حيث كشف عن الكنية لقيامه بالشهرة دونها.

(1/159)


الفرق بين عطف البيان والبدل:
والذي يفصله لك من البدل شيئان أحدهما قول المرار:
أنا ابن التارك البكري بشر ... عليه الطير ترقبه وقوعا
لأن بشرا لو جعل بدلا من البكري والبدل في حكم تكرير العامل لكان التارك في التقدير داخلا على بشر. والثاني أن الأول ههنا هو ما يعتمد بالحديث، وورود الثاني من أجل أن يوضح أمره. والبدل على خلاف ذلك إذ هو كما ذكرت المعتمد بالحديث والأول كالبساط لذكره.

(1/160)


الفصل الخامس:
العطف بالحروف
هو نحو قولك جاءني زيد وعمرو. وكذلك إذا نصبت أو جررت يتوسط الحرف بين الاسمين فيشركهما في اعراب واحد. والحروف العاطفة تذكر في مكانها ان شاء الله تعالى.
والمضمر منفصله بمنزلة المظهر، يعطف ويعطف عليه، تقول جاءني زيد وأنت، ودعوت عمرا وإياك، وما جاءني إلا أنت وزيد، وما رأيت إلا إياك وعمرا. وأما متصله فلا يتأتى أن يعطف ويعطف عليه، خلا أنه يشترط في مرفوعه أن يؤكد بالمنفصل. تقول ذهبت أنت وزيد، وذهبوا هم وقومك، وخرجنا نحن وبنو تميم. وقال تعالى: " اذهب أنت وربك " وقول عمر بن أبي ربيعة:
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

(1/161)


من ضرورات الشعر. وتقول في المنصوب ضربتك وزيدا ولا يقال مررت به وزيد، ولكان يعاد الجار وقراءة حمزة والأرحام ليست بتلك القوية.
الباب الثالث

(1/162)


الاسم المبني
تعريفه:
وهو الذي سكون آخره وحركته لا بعامل. وسبب بنائه مناسبته مالا تمكن له بوجه قريب أو بعيد بتضمن معناه، نحو أين وأمس أو شبهه كالمبهمات، أو وقوعه موقعه كنزال، أو مشاكلته للواقع موقعه كفساق وفجار، أو وقوعه موقع ما أشبهه كالمنادي المضموم، أو إضافته إليه كقوله تعالى: " من عذاب يومئذ "، وهذا يوم لا ينطقون " فيمن قرأها بالفتح، وقول أبي قيس بن رفاعة:
لم يمنع الشرب منها غير أن تطقت ... حمامة في غصون ذات أو قال

(1/163)


وقول النابغة:
علي حين عاتبت المشيب على الصبى

(1/164)


البناء على السكون هو القياس:
والبناء على السكون هو القياس. والعدول عنه إلى الحركة لأجل ثلاثة أسباب: الهرب من التقاء الساكنين في نحو هؤلاء. ولئلا يبتدأ بساكن لفظا أو حكما كالكافين التي بمعنى مثل والتي هي ضمير. ولعروض البناء وذلك في نحو يا حكم، ولا رجل في الدار، ومن قبل، ومن بعد، وخمسة عشر. وسكون البناء يسمى وقفا. وحركاته ضما وفتحا وكسرا.
أهم الأسماء المبنية:
وأنا أسوق إليك عامة ما بنته العرب من الأسماء، إلا ما عسى أن يشذ منها. وقد ذكرناه في هذه المقدمة في سبعة أبواب وهي المضمرات وأسماء الإشارة والموصولات وأسماء الأفعال والأصوات وبعض الظروف والمركبات والكنايات.

(1/165)


الفصل الأول: المضمرات
أنواع الضمائر:
وهي على ضربين متصل ومنفصل. فالمتصل ما لا ينفك عن اتصاله بكلمة، كقولك أخوك وضربك ومربك. وهو على ضربين بارز ومستتر فالبارز ما لفظ به بالكاف في أخوك. والمستتر ما نوي كالذي في زيد ضرب. والمنفصل ما جرى مجرى المظهر في استبداده كقولك هو وأنت.
ولكل من المتكلم والخاطب والغائب مذكره ومؤنثه ومفرده مثناه ومجموعه ضمير متصل ومنفصل في أحوال الإعراب، ما خلا حال الجر فإنه لا منفصل لها. تقول في مرفوع المتصل ضربت ضربنا وضربت إلى ضربتن، وزيد ضرب إلى ضربن. وفي منصوبه ضربني ضربنا وضربك إلى ضربكن وضربه إلى ضربهن. وفي مجروره غلامي وغلامنا وغلامك إلى غلامكن وغلامه إلى غلامهن. وتقول في مرفوع المنفصل أنا نحن وأنت إلى أنتن وهو إلى هن وفي منصوبه إياي إيانا وإياك إلى إياكن وإياه إلى إياهن.
الحروف التي تلحق بالضمائر:
والحروف التي تتصل بأيا من الكاف ونحوها لواحق للدلالة على أحوال المرجوع إليه. وكذلك التاء في أنت ونحوها في أخواته ولا محل لهذه اللواحق من الإعراب، إنما هي علامات كالتنوين وتاء التأنيث وياء النسب.

(1/166)


وما حكاه الخليل عن بعض العرب إذا بلغ الرجل الستين فإياه وايا الشواب مما لا يعمل عليه.
عدم تسويغ ترك المتصل إلى المنفصل:
ولأن المتصل أخصر لم يسوغوا تركه إلى المنفصل إلا عند تعذر الوصل. فلا تقول ضرب أنت ولا هو ضربت إياك إلا ما شذ من قول حميد الأرقط:
إليك حتى بلغت إياك
وقول بعض اللصوص:
كأنا يوم قرى ... إنما نقتل إيانا

(1/167)


وتقول هو ضرب والكريم أنت وإن الذاهبين نحن وقال:
ما قطر الفارس إلا أنا
وجاء عبد الله وأنت وإياك أكرمت إلا ما أنشده ثعلب:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلاك ديار

(1/168)


حكم التقاء ضميرين
فإذا التقى ضميران في نحو قولهم الدرهم أعطيتكه، والدرهم أعطيتكموه، والدرهم زيد معطيكه، وعجبت من ضربكه، جاز أن يتصلا كما نرى، وأن يفصل الثاني كقولك أعطيتك إياه، وكذلك البواقي. وينبغي إذا أتصلا أن يقدم منهما ما للمتكلم على غيره، وما للمخاطب على الغائب، فتقول أعطنيك واعطانيه زيد والدرهم أعطاكه زيد وقال عز وجل: " أنلزمكموها ".
وإذا انفصل الثاني لم تراع هذا الترتيب، فقلت أعطاه إياك وأعطاك إياي وقد جاء في الغائبين أعطاهاه وأعطاهوها ومنه قوله:
وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة ... لضغمهماها يقرع العظم نابها

(1/169)


وهو قليل؛ والكثير أعطاها إياه، وأعطاه إياها، والإختيار في ضمير خبر كان وإخواتها الإنفاصل كقوله:
لئن كان إياه لقد حال بعدنا ... عن العهد والإنسان قد يتغير

(1/170)


وقوله:
ليس إياي وإيا ... ك ولا نخشى رقيبا
وعن بعض العرب عليه رجلا ليسني وقال:
إذ ذهب القوم الكرام ليسي

(1/171)


والضمير المستتر يكون لازما وغير لازم. فاللازم في أربعة أفعال إفعل وتفعل للمخاطب وافعل ونفعل. وغير اللازم في فعل الواحد الغائب وفي الصفات. ومعنى اللزوم فيه أن أسناد هذه الأفعال إليه خاصة لا تسند البتة إلى مظهر ولا إلى مضمر بارز، ونحو فعل ويفعل يسند إليه وإليهما في قولك عمرو قام وقام غلامه وما قام إلا هو. ومن غير اللازم ما يستكن في الصفة نحو قولك زيد ضارب، لأنك تسنده إلى المظهر أيضا في قولك زيد ضارب غلامه، وإلى المضمر البارز في قولك هند زيد ضاربته هي، والهندان الزيدان ضاربتهما هما، ونحو ذلك مما أجريتها فيه على غير من هي له.
ضمير الفصل:
ويتوسط بين المبتدأ وخبره قبل دخول العوامل اللفظية وبعده إذا كان الخبر معرفة أو مضارعا له في امتناع دخول حرف التعريف عليه كافعل من كذا أحد الضمائر المنفصلة المرفوعة، ليؤذن من أول أمره بأنه خبر لا نعت، وليفيد ضربا من التوكيد. وتسميه البصريون فصلا، والكوفيون عمادا. وذلك في قولك زيد هو المنطلق، وزيد هو أفضل من عمرو، وقال تعالى: " إن كان هذا هو الحق "، وقال تعالى: " كنت أنت الرقيب عليهم "، وقال: " ولا تحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم "، وقال تعالى: " إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ". ويدخل عليه لام الإبتداء، تقول إن كان زيد لهو ظريف، وإن كنا لنحن الصالحون. وكثير من العرب يجعلونه مبتدأ وما بعده مبنيا عليه. وعن رؤبة أنه يقول أظن زيدا هو خير منك ويقرؤون: " ومن ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون " " وأنا أقل ".

(1/172)


ضمير الشأن:
ويقدمون قبل الجملة ضميرا يسمى ضمير الشأن والقصة. وهو المجهول عند الكوفيين. وذلك نحو قولك هو زيد منطلق أي الشأن والحديث زيد منطلق، ومنه قوله عز وجل: " قل هو الله أحد " ويتصل بارزا في قولك ظننته زيد قائم، وحسبته قام أخوك، وأنه أمة الله ذاهبة، وأنه يأتنا نأته، وفي التنزيل: " وإنه لما قام عبد الله "، ومستكنا في قولهم ليس خلق الله مثله وكان زيد ذاهب، وكان أنت خير منه، وكاد تزيغ قلوب فريق منهم. ويجيء مؤنثا إذا كان في الكلام مؤنث نحو قوله تعالى: " فإنها لا تعمى الأبصار "، وقوله تعالى: " أو لم تكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ". وقال:
على أنها تعفو الكلوم

(1/173)


والضمير في قولهم ربه رجلا نكرة مبهم، يرمي به من غير إلى مضمر له، ثم يفسر العدد المبهم في قولك عشرون درهما ونحوه في الأبهام والتفسير والضمير في نعم رجلا.
وإذا كنى عن الأسم الواقع بعد لولا وعسى فالشائع الكثير أن يقال لولا أنت ولولا أنا وعسيت وعسيت قال تعالى: " لولا أنتم لكنا مؤمنين " وقال: " فهل عسيتم ". وقد روى الثقات عن العرب لولاك ولولاي وعساك وعساني وقال يزيد بن أم الحكم:
وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلة النيق منهوي

(1/174)


وقال:
لولاك هذا العام لم أحجج
وقال:
يا أبتا علك أو عساكا

(1/175)


وقال:
ولي نفس أقول لها إذا ما ... تنازعني لعلي أو عساني
واختلف في ذلك: فمذهب سيبويه وقد حكاه عن الخليل ويونس أن

(1/176)


الكاف والياء بعد لولا في موضع الجر، وإن لولا مع المكنى حالا ليس له مع المظهر، كما أن للدن مع غدوة حالا ليست له مع غيرها. وهما بعد عسى في محل النصب بمنزلتهما في قولك لعلك ولعلي. ومذهب الأخفش أنهما الموضعين في محل الرفع، وأن الرفع في لولا محمول على الجر، وفي عسى على النصب، كما حمل الجر على الرفع في قولهم ما أنا كأنت والنصب على الجر في مواضع.
نون الوقاية:
وتعمد ياء المتكلم إذا اتصلت بالفعل بنون قبلها صونا له من أخي الجر، ويحمل عليه الأحرف الخمسة لشبهها به. فيقال إنني. وكذلك الباقية، كما قيل ضربني ويضربني. وللتضعيف مع كثرة الإستعمال جاز حذفها من أربعة منها في كل كلام. وقد جاء في الشعر ليتي لأنها منها قال زيد الخيل:
كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد بعض مالي

(1/177)


وقد فعلوا ذلك في من وعن ولدن وقط وقد إبقاء عليها من أن تزيل الكسرة سكونها وأما قوله:
قدني من نصر الخبيبين قدي

(1/178)


فقال سيبويه لما اضطر شبهه بحسبي وعن بعض العرب مني وعني وهو شاذ ولم يفعلوه في علي ولدي لأمنتهم الكسرة فيها.

(1/179)


الفصل الثاني: أسماء الإشارة
تعدادها:
ذا للمذكر، ولمثناه ذان في الرفع وذين في النصب والجر، ويجيء ذان فيهما في بعض اللغات ومنه " إن هذا لساحران ". وتا وتي وته وذه بالوصل وبالسكون. وذي بالمؤنث ولمثناه تان وتين، ولم يثن من لغاته إلا تا وحدها. ولجمعهما جميعا أولا بالقصر والمد، مستويا في ذلك أولو العقل وغيرهم. قال جرير:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام

(1/180)


تلحقها كاف الخطاب:
ويلحق كاف الخطاب بأواخرها فيقال ذاك وذانك بتخفيف النون وتشديدها، قال تعالى: " فذانك برهانان من ربك "، وذينك وتاك وتيك وذيك وتانك وتينك وأولاك وأولئك ويتصرف مع المخاطب في أحواله من التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، قال تعالى: " وكذلك قال ربك " وقال: " ذلكما مما علمني ربي "، وقال: " ذلكم الله ربكم " وقال: " فذلكن الذي لمتنني فيه ".
الفرق بينهما:
وقولهم ذلك هو ذاك زيدت فيه اللام. وفرق بين ذا وذاك وذلك فقيل الأول للقريب والثاني للمتوسط والثالث للبعيد. وعن المبرد أن ذانك مشددة تثنية ذلك، ومثل ذلك في المؤنث تلك وتالك، وهذه قليلة.
تسبقها ها التنبيه:
وتدخل ها التي للتنبيه على أوائلها فيقال هذا وها ذاك وهذان وهاتا وهاتي وهذي وهاتيك وهؤلاء.
ومن ذلك قولهم إذا أشاروا إلى القريب من الأمكنة هنا وإلى البعيد هنا. وقد حكي فيه الكسر. وثم. وتلحق كاف الخطاب وحرف التنبيه بهنا وهنا فيقال هنالك كما يقال ذلك.

(1/181)


الفصل الثالث: الموصولات
تعدادها:
الذي للمذكر ومن العرب من يشدد ياءه. واللذان لمثناه ومن العرب من يشدد نونه واللذين. وفي بعض اللغات اللذون لجمعه. والأولى واللاؤن في الرفع. واللائين في الجر والنصب. والتي لمؤنثه. واللتان لمثناه. واللاتي واللات واللائي واللاء واللاي واللواتي لجمعه. واللام بمعنى الذي في قولهم الضارب أباه زيد أي الذي ضرب أباه. وما من في قولك عرفت ما عرفته ومن عرفته. وأيهم في قولك أضرب أيهم في الدار. وذو الطائية الكائنة بمعنى الذي في قول عارق:
لأنتحين للعظم ذو أنا عارقه

(1/182)


وذا في قولك ماذا صنعت بمعنى أي شيء الذي صنعته؟.
صلة الوصل والراجع:
والموصول ما لا بدله في تمامه إسما من جملة تردفه من الجمل التي تقع صفات، ومن ضمير فيها يرجع إليه. وتسمى هذه الجملة صلة، ويسميها سيبويه الحشو. وذلك قولك الذي أبوه منطلق زيد، وجاءني من عهده عمرو. واسم الفاعل في الضارب في معنى الفعل وهو مع المرفوع به جملة واقعة صلة للام ويرجع الذكر منها إليه كما يرجع إلى الذي. وقد يحذف الراجع كما ذكرنا. وسمع الخليل عربيا يقول ما أنا بالذي قائل لك شيئا. وقريء تماما على الذي أحسن بحذف شطر الجملة، وقد جاءت التي في قولهم بعد اللتيا والتي محذوفة الصلة بأسرها. والمعنى بعد الخطة التي من فظاعة شأنها كيت وكيت. وإنما حذفوا ليوهموا أنها بلغت من الشدة مبلغا تقاصرت العبارة عن كنهه.
تخفيف الموصول:
والذي وضع وصلة إلى وصف المعارف بالجمل وحق الجملة التي يوصل بها أن تكون معلومة للمخاطب كقولك هذا الذي قدم من الحضرة لمن بلغه ذلك. ولا ستطالتهم إياه بصلته مع كثرة الإستعمال خففوه من غير وجه فقالوا أللذ بحذف الياء ثم اللذ بحذف الحركة، ثم حذفوه رأسا واجتزؤا عنه بالحرف الملتبس به وهو لام التعريف. وقد فعلوا مثل ذلك بمؤنثه فقالوا أللت وأللت والضاربته هند أي التي ضربته هند. وقد حذفوا النون من مثناه

(1/183)


ومجموعه قال الأخطل:
أبني كليب إن عمي اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلالا
وقال:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم

(1/184)


وقال تعالى: " وخضتم كالذي خاضوا ".
الذي أوسع استعمالا من اللام:
ومجال الذي في باب الأخبار أوسع من مجال اللام التي بمعناه حيث دخل في الجملتين الأسمية والفعلية جميعا، ولم يكن للام مدخل إلا في الفعلية، وذلك قولك إذا أخبرت عن زيد في قام زيد وزيد منطلق: الذي قام زيد، والذي هو منطلق زيد، والقائم زيد. ولا تقول الهو منطلق زيد. والإخبار عن كل اسم في جملة سائغ إلا إذا منع مانع. وطريقة الإخبار أن تصدر الجملة بالموصول وتزحلق الإسم إلى عجزها واضعا مكانه ضميرا عائدا إلى الموصول. بيانه أنك تقول في الإخبار عن زيد في زيد منطلق: الذي هو منطلق زيد. وعن منطلق الذي هو زيد! هو منطلق. وعن خالد في قام غلام خالد: الذي قام غلامه خالد أو القائم غلامه خالد. وعن اسمك في ضربت زيدا: الذي ضرب زيدا أنا أو الضارب زيدا أنا. وعن الذباب في يطير الذباب فيغضب زيد: الذي يطير فيغضب زيد الذباب أو الطائر فيغضب زيد الذباب. وعن زيد الذي يطير فيغضب زيد أو الطائر فيغضب زيد. ومما امتنع فيه الإخبار ضمير الشأن لاستحقاقه أول الكلام، والضمير في منطلق في زيد منطلق، والهاء في زيد ضربته. ومنه في السمن منوان منه بدرهم، لأنها إذا عادت إلى الموصول بقي المبتدأ بلا عائد. والمصدر والحال في نحو ضربي زيدا قائما، لأنك لو قلت الذي هو زيدا قائما ضربي أعملت الضمير، ولو قلت الذي ضربي زيدا إياه قائم أضمرت الحال، والحال نكرة أبدا والإضمار إنما يسوغ فيما يسوغ تعريفه.

(1/185)


ما:
وما إذا كانت إسما على أربعة أوجه موصولة كما ذكر. وموصوفة كقوله:
ربما تكره النفوس من الأم ... ر له فرجة كحل العقال
ونكرة في معني شيء من غير صلة ولا صفة كقوله تعالى: " فنعما هي " وقولهم في التعجب ما أحسن زيدا. ومضمنة معنى حرف الإستفهام أو الجزاء كقوله تعالى: " وما تلك بيمينك يا موسى "، " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ". وهي في وجوهها مبهمة تقع على كل شيء. تقول لشبح رفع لك من بعيد لا تشعر به ما ذاك، فإذا شعرت أنه إنسان قلت من هو. وقد جاء سبحان ما سخركن لنا، وسبحان ما سبح الرعد بحمده.
قلب ألف ما وحذفه:
ويصيب ألفها القلب والحذف. فالقلب في الإستفهامية جاء في حديث أبي ذؤيب: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام فقلت مه؟ فقيل هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. والجزائية وذلك عند إلحاق ما المزيدة بآخرها كقوله تعالى: " مهما تأتنا به من آية ". والحذف في الإستفهامية عند إدخال حرف الجر عليها وذلك قولهم فيم وبم

(1/186)


وعم ولم وحتام والام وعلام.
من:
ومن كما في أوجهها، إلا في وقوعها غير موصولة ولا موصوفة. وهي تختص بأولي العلم. وتوقع على الواحد والإثنين والجمع والمذكر والمؤنث. ولفظها مذكر والحمل عليه هو الكثير. وقد يحمل على المعنى. وقريء قوله تعالى: " ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا " بتذكير الأول وتأنيث الثاني. وقال تعالى: " ومنهم من يستمعون إليك " وقال الفرزدق:
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وإذا استفهم بها الواقف عن نكرة قابل حركته في لفظ الذاكر من حروف المد بما يجانسها. تقول إذا قال جاءني منو، وإذا قال رأيت رجلا منا، وإذا قال مررت برجل مني، وفي التثنية منان ومنين، وفي الجمع منون ومنين، وفي المؤنث منه ومنتان ومنتين ومنات. والنون والتاء ساكنتان. وأما الواصل فيقول في هذا كله من يا فتى بغير علامة وقد ارتكب

(1/187)


من قال:
أتوا ناري فقلت منون أنتم
شذوذين إلحاق العلامة في الدرج وتحريك النون التي من حقها أن تكون ساكنة، لأن من مبني على السكون. ومنهم من لا يزيد إذا وقف على الأحرف الثلاثة وحد أو ثنى أم أنث أم جمع. وأما المعرفة فمذهب أهل

(1/188)


الحجاز فيه إذا كان علما أن يحكيه المستفهم كما نطق به فيقول لمن قال جاءني زيدا. من زيدا؟ ولمن قال مررت بزيد. من زيد؟ وإذا كان غير علم رفع لا غير، تقول لمن قال رأيت الرجل: من الرجل؟ ومذهب بني تميم أن يرفعوا في المعرفة البتة. وإذا استفهم عن صفة العلم إذا قال جاءني زيد. المنى؟ أي القرشي أم الثقفي، والمنيان والمنيون.
أي:
وأي كمن في وجوهها تقول مستفهما أيهم حضر؟ ومجازيا أيهم يأتني أكرمه، وواصلا أضرب أيهم أفضل أيهم أفضل، وواصفا يا أيها الرجل. وهي عند سيبويه مبنية على الضم إذا وقعت صلتها محذوفة الصدر كما وقعت في قوله تعالى: " ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد " وأنشد أبو عمر الشيباني في كتاب الحروف:
إذا ما أتيت بني عامر ... فسلم على أيهم أفضل
فإذا أكملت فالنصب كقولهم عرفت أيهم هو في الدار وقريء أيهم أشد.
وإذا استفهم بها عن نكرة في وصل قيل لمن يقول جاءني رجل: أي؟ بالرفع، ولمن يقول رأيت رجلا: أيا؟ ولمن يقول مررت برجل: أي؟ وفي التثنية والجمع في الأحوال الثلاث أيان وأيون وأيين وأيين. وفي المؤنث أية وأيات. وأما في الوقف فإسقاط التنوين وتسكين النون. ومحله الرفع على الإبتداء في هذه الأحوال كلها وما في لفظه من الرفع والنصب

(1/189)


والجر حكاية وكذلك قولك من زيد ومن زيدا ومن زيد من والأسم بعده مرفوع المحل مبتدأ وخبرا. ويجوز إفراده على كل حال وأن يقال أيا لمن قال رأيت رجلين أو أمرأتين أو رجالا أو نساء، ويقال في المعرفة إذا قال رأيت عبد الله أي عبد الله لا غير.
ولم يثبت سيبويه ذا بمعنى الذي إلا في قولهم ماذا وقد أثبته الكوفيون وأنشدوا:
عدس ما لعباد عليك إمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق
أي والذي تحملينه طليق. وهذا شاذ عند البصريين. وذكر سيبويه في ماذا صنعت بالرفع أحدهما أن يكون بمعنى أي شيء الذي صنعته وجوابه حسن بالرفع وأنشد للبيد:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضي أم ضلال وباطل

(1/190)


والثاني أن يكون ماذا كما هو بمنزلة اسم واحد كأنه قيل أي شيء صنعت وجوابه بالنصب وقرىء قوله تعالى: " ماذا ينفقون قل العفو " بالرفع والنصب.

(1/191)


الفصل الرابع: أسماء الأفعال والأصوات
أسماء الأفعال التي للأمر:
هي على ضربين ضرب لتسمية الأوامر وضرب لتسمية الأخبار. والغلبة للأول وهو ينقسم إلى متعد للمأمون وغير متعد له. فالمعتدي نحو قولك رويدا زيدا أي أروده وأمهله. ويقال تيد زيدا بمعنى رويد. وهلم زيدا أي قربه وأحضره. وهات الشيء أي أعطنيه. قال تعالى: " قل هاتوا برهانكم ". وها زيدا أي خذه. وحيهل الثريد أي إئته. وبله زيدا أي دعه. وتراكها ومناعها أي اتركها وامنعها. وعليك زيدا أي الزمه. وعلي زيد أي أولنيه. وغير المتعدي نحو قولك صه أي اسكت. ومه أي اكفف. وأيه أي حدث. وهيت وهل أي أسرع. وهيك وهيك وهيا أي أسرع فيما أنت فيه. قال:
فقد دجا الليل فهيا هيا

(1/192)


ونزال أي انزل. وقدك وقطك أي اكتف وانته. وإليك أي تنح، وسمع أبو الخطاب من يقال له إليك فيقول إلي كأنه قيل له تنح فقال أتنحى. ودع أي انتعش، يقال دعا لك ودعدعا. وأمين وآمين استجب.
أسماء الأفعال التي للماضي والمضارع:
وأسماء الأخبار: نحو هيهات ذاك أي بعد. وشتان زيد وعمر أي افترقا وتباينا. وسرعان ذا إهالة أي سرع. ووشكان ذا خروجا. أي وشك. وأف بمعنى أتضجر. واوه بمعنى أتوجع. رويد: في رويد أربعة أوجه هو في أحدها مبني وهو إذا كان إسما للفعل، وعن بعض العرب: والله لو أردت الدراهم لأعطيتك رويد ما الشعر. وهو فيما عداه معرب وذلك أن تقع صفة. كقولك ساروا سيرا رويدا ووضعه وضعا رويدا، وكقولك للرجل يعالج شيئا رويدا أي علاجا رويدا، وحالا كقولك ساروا رويدا، ومصدر في معنى إرواد مضافا كقولك رويد زيد. وسمع من بعض العرب رويد نفسه جعله مصدرا كضرب الرقاب.
هلم: مركبة من حرف التنبيه مع لم محذوفة منها ألفها عند أصحابنا، وعند الوفيين من هل مع أم محذوفة همزتها والحجازيون فيها على لفظ واحد في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث. وبنو تميم يقولون هلما هلموا هلمي هلممن. وهي على وجهين متعدية كهات، وغير متعدية بمعنى تعال وأقبل. قال تعالى: " قل هلم شهداءكم " وقال: هلم إلينا وحكى الأصمعي أن الرجل يقال له فيقول لا أهلم:

(1/193)


ها: ها بمعنى خذ، فتلحق الكاف فيقال هاك وتصرف مع المخاطب في أحواله. وتوضع الهمزة موضع الكاف فيقال هاء وتصرف تصريفها. ويجمع بينهما فيقال هاءك الهمزة على الفتح وتصريف الكاف. ومنهم من يقول هاء كرام ويصرفه تصريفه ومنهم من يقول هاء بوزن هب ويصرفه تصريفه.
حيهل:
حيهل مركب من حي وهل مبني على الفتح. ويقال حيهلا بالتنوين وحيلا بالألف، وذكر هذه اللغات سيبويه وزاد غيره حيهل وحيهلا. وقد جاء معدي بنفسه وبالياء وبإلى وبعلي. وفي الحديث إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر. وقال:
بحيهلا يزجون كل مطية ... أمام المطايا سيرها المتقاذف

(1/194)


وقال الآخر:
وهيج الحي من دار فظل لهم ... يوم كثير تناديه وحيهله
ويستعمل حي وحده بمعنى أقبل، ومنه قول المؤذن حي على الصلاة، وهلا وحده. قال:
ألا أبلغا ليلي وقولا لها هلا

(1/195)


بله: بله على ضربين اسم فعل ومصدر بمعنى الترك ويضاف فيقال بله زيد وكأنه قيل ترك زيد. وأنشد أبو عبيدة قول:
بله الأكف كأنها لم تخلق
منصوبا ومجرورا. وقد روى أبو زيد فيه القلب إذا كان مصدرا وهو قولهم بهل زيد. وقد استعملت بله بمعنى كيف فيرتفع الأسم بعدها.

(1/196)


فعال: فعال على أربعة أضرب التي في معنى الأمر كنزال وتراك وبراك ودراك ونظار وبداد أي ليأخذ كل منكم قرنه. ويقال جاءت الخيل بداد أي متبددة ونعاء فلانا، ودباب للضبع أي دبي، وخراج لعبة للصبيان أي اخرجوا. وهي قياس عند سيبويه في جميع الأفعال الثلاثية. وقد قلت في الرباعية كقرقار في قوله:
قالت له ريح الصبا قرقار

(1/197)


وقال النابغة:
يدعو وليدهم بها عرعار
والتي في معنى المصدر والمعرفة كفجار للفجرة، ويسار للميسرة، وجماد للجمود، وحماد للمحمدة. ويقولون للظباء إذا ورت الماء فلا عباب، وإذا لم ترد فلا أباب، وركب فلان هجاج أي الباطل. ويقال دعني كفاف أي تكف عني وأكف عنك، ونزلت بوار على الكفار ونزلت بلاء على أهل الكتاب.

(1/198)


فعال المعدولة: والمعدولة عن الصفة كقولهم في النداء يا فساق ويا خباث ويا لكاع ويا رطاب ويا دفار ويا خضاف ويا خزاق ويا حباق؛ وفي غير النداء نحو حلاق وجباذ للمنية، وصرام للحرب، وكلاع وجداع وأزام للسنة، وحناذ وبراح للشمس، وسباط للحمى، وطمار للمكان المرتفع. يقال هوى من طمار وأبنا طمار ثنينان، ووقع في بنات طمار وطبار أي في دواء، ورماه الله ببنت طمار وسببته تكون لزام أي لازمة. ويقولون للرجل يطلع عليهم يكرهون طلعته: حداد حدية وكرار خرزة يؤخذن بها أزواجهن يقلن يا هصرة آهصريه ويا كرار كرته إن أدى فرديه وإن أقبل فسريه وفي مثل فشاس فشيه من استه إلى فيه. وقطاط في قوله:
أطلت فراطهم حتى إذا ما ... قتلت سراتهم كانت قطاط

(1/199)


أي كانت تلك الفعلة كافية وقاطة لثاري أي قطعة له، ولا تبل فلانا عندي بلال أي بالة. ويقال للداهية صمي صمام وكويته وقاع وهي سمة عل الجاعرتين. وقيل في طول الرأس من مقدمه إلى مؤخره قال:
وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له فأكويه وقاع

(1/200)


والمعدولة عن فاعله في الأعلام كحذام وقطام وغلاب وبهان لنسوة، وسجاح للمتنبئة، وكساب وخطاف لكلبتين، وقثام وجعار وفشاح للضبع، وخصاف وسكاب لفرسين، وعرار لبقرة يقال باءت عرار بكحل وظفار للبلد الذي ينسب إليه الجزع. ومنها قولهم من دخل ظفار خمر وملاع ومناع لهضبتين، ووبار وشراف لأرضين ولصاف لجبل.
والبناء في المعدولة لغة أهل الحجاز. وبنو تميم يعربونها ويمنعونها الصرف، إلا ما كان في آخره راء كقولهم حضار لأحد المحلفين وجعار فأنهم يوافقون فيه الحجازيون إلا القليل منهم كقوله:
ومر دهر علي وبار ... فهلكت جهرة وبار
بالرفع.
هيهات:
هيهات بفتح التاء لغة أهل الحجاز، وبكسرها لغة أسد وتميم، ومن العرب من يضمها، وقرىء بهن جميعا، وقد تنون على اللغات الثلاث، وقال:

(1/201)


تذكرت أياما مضين من الصبى ... فهيهات هيهات إليك رجوعها
وقد قرىء قوله:
هيهات من مصبحها هيهات
بضم الأول وكسر الثاني. ومنهم من يحذفها. ومنهم من يسكنها.

(1/202)


ومنهم من يجعلها نونا. وقد تبدل هاؤها همزة. ومنهم من يقول أياك وأيهان وأيها. وقالوا أن المفتوحة مفردة وتاؤها للتأنيث مثلها في غرفة وظلمة ولذلك يقلبها الواقف هاء فيقول هيهاه. وألفها عن ياء لأن أصلها هيهية من المضاعف كزلزلة. وأما المكسورة فجمع المفتوحة وأصلها هيهيات فحذف اللام والوقف عليها بالتاء كمسلمات.
شتان:
المعنى في شتان تباين الشيئين في بعض المعاني والأحوال. والذي عليه الفصحاء شتان زيد وعمرو وشتان ما زيد وعمرو. وقال:
شتان ما يومي على كورها ... ويوم حسان أخي جابر

(1/203)


وقال:
شتان هذا والعناق والنوم ... والمشرب البارد في ظل الدوم
وأما نحو قوله:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر ابن حاتم

(1/204)


فقد أباه الأصمعي ولم يستعبده بعض العلماء عن القياس.
أف
أف يفتح ويضم ويكسر، وينون في أحواله، وتلحق به التاء منونا في الأحوال.
أنواع أسماء الأفعال من حيث التعريف والتنكير:
وهذه الأسماء على ثلاثة أضرب. ما يستعمل معرفة ونكرة، وعلامة التنكير لحاق التنوين كقولك إيه وإيه وصه ومه وغاق وأف وأف. وما لا يستعمل إلا معرفة نحو بله وآمين. وما التزم فيه التنكير كإيها في الكف، وويها في الإغراء، وواها في التعجب، يقال واها له ما أطيبه. ومنه فداء له فلان بالكسر والتنوين أي ليفدك. قال:
مهلا فداء لك الأقوام كلهم

(1/205)


ومن أسماء الفعل دونك زيدا أي خذه، وعندك عمرا أي إلزمه، وحذرك بكرا وحذارك ومكانك وبعدك إذا قلت تأخر أو حذرته شيئا خلفه، وفرطك وأمامك إذا حذرته من بين يديه شيئا أو امرأته أن يتقدم، ووراءك أي انظر إلى خلفك إذا بصرته شيئا.
الأصوات:
ومن الأصوات قول المنتدم والمتعجب وي. تقول وي ما أغفله، ويقال وي لمه، ومنه قوله تعالى: " ويكأنه لا يفلح الكافرون " ز وضربه فما قال حس ولا بس، ومض أن يتمطق بشفتيه عند رد المحتاج قال:
سألتها الوصل فقالت مض

(1/206)


ومن أمثالهم أن في مض لمطمعا، وبخ عند الإعجاب وأخ عند التكره قال:
وصار وصل الغانيات أخا
ويروى كخا. وهلا زجر للخيل، وعدس للبغل، وقد سمي به، وهيد بفتح الهاء وكسرها للإبل، وهاد مثله، ويقال أتاهم فما قالوا له هيد ما لك إذا لم يسألوه عن حاله. وجه وده مثله ومنه الأده فلاده، وحوب وحاي وعاي مثله. وسع حث للإبل. وجوت دعاء لها إلى الشرب. وأنشد قوله:
دعاهن ردفي فارعوين لصوته ... كما رعت بالجوت الظماء الصواديا

(1/207)


بالفتح محكيا مع الألف واللام. وجيء مثلهز وحل زجر الناقة. وحب من قولهم للجمل حب لا مشيت. وهدع تسكين لصغار الإبل. ودوه دعاء للربع. ونخ مشددة ومخففة صوت عند إناخة البعير. وهيخ وأيخ مثله. وهس وهبح وفاع زجر للغنم. وبس دعاء لها. وهج وهجا خسيء للكلب.
قال:
سفرت فقلت لها هج فتبرقعت ... فذكرت حين تبرقعت ضبارا

(1/208)


وهيج صوت يصوت به الحادي. وحج وعه وعيز زجر للضأن. وثيء دعاء للتيس عند السفاد. ودج صياح بالدجاجة. وسأوتشؤ دعاء للحمار إلى الشرب، وفي المثل إذا وقف الحمار على الردهة فلا تقل له سأ. وجاه زجر للسبع. وقوس دعاء للكلب. وطيخ حكاية صوت الضاحك. وعيط صوت للفتيان إذا تصايحوا في اللعب. وشيب صوت مشافر الإبل عند الشرب. وماء حكاية بغام الظبية. وغاق حكاية صوت الغراب. وطاق حكاية صوت الضرب. وطق حكاية صوت وقع الحجارة بعضها ببعض. وقب حكاية وقع السيف.

(1/209)


الفصل الخامس: الظروف
منها الغايات، وهي قبل وبعد وفوق وتحت وأمام وقدام ووراء وخلف وأسفل ودون ومن عل. ومن الغايات وابدأ بهذا أول. وقد جاء ما ليس بظرف غاية، نحو حسب ولا غير وليس غير. والذي هو حد الكلام وأصله أن ينطق بهن مضافات، فلما اقتطع عنهن ما يضفن إليه، وسكت عليهن، صرن حدودا ينتهي عندها، فلذلك سمين غايات. وإنما يبنين إذا نوي فيهن المضاف إليه. وإن لم ينو فالإعراب. كقوله:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات

(1/210)


وقد قرىء " لله الأمر من قبل ومن بعد. ويقال أبدأ به أولا، وجئته من عل؛ وفي معناه من عال ومن معال ومن علا. ويقال جئته من علو ومن علو ومن علو. وفي معنى حسب بجل. قال:
ردوا علينا شيخنا ثم بجل
حيث: وشبه حيث بالغايات من حيث ملازمتها الإضافة. ويقال حيث وحوث بالفتح والضم فيهما وقد حكى الكسائي حيث بالكسر. ولا يضاف إلى غير الجملة إلا ما روي من قوله:
أما ترى حيث سهيل طالعا

(1/211)


أي مكان سهيل وقد روى ابن الأعرابي بيتا عجزه:
حيث لي العمائم
ويتصل به ما فيصير للمجازاة.
منذ:
ومنها منذ، وهي إذا كانت إسما على معنيين: أحدهما أول المدة كقولك ما رأيته منذ يوم الجمعة، أي أول المدة التي انتفت فيها الرؤية

(1/212)


ومبدؤها ذلك اليوم. والثاني جميع المدة كقولك ما رأيته منذ يومان، أي مدة انتفاء الرؤية اليومان جميعا. ومذ محذوفة منها. وقالوا هي لذلك أدخل في الأسمية. وإذا لقيها ساكن بعدها ضمت ردا إلى أصلها.
إذ وإذا: ومنها إذ لما مضى من الدهر، وإذا لما يستقبل منه. وهما مضافتان أبدا. إلا إذ تضاف إلى كلتا الجملتين، وأختها لا تضاف إلا إلى الفعلية. تقول جئت إذ زيد قائم، وإذا قام زيد، وإذ يقوم زيد، وإذ زيد يقوم. وقد استقبحوا إذ زيد قام. وتقول إذا قام زيد، قال الله تعالى: " والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ".
إذا الرجال بالرجال التفت
ارتفاع الأسم فيه بمضمر يفسره الظاهر. وفي إذا معنى المجازاة دون إذ إلا إذا كفت، كقول العباس بن مرداس:
إذ ما دخلت على الرسول فقل له ... حقا عليك إذا اطمأن المجلس

(1/213)


وقد تقعان للمفاجأة كقولك بينا زيد قائم إذ رأى عمرا، وبينما نحن بمكان كذا إذا فلان قد طلع علينا، وخرجت فإذا زيد بالباب. قال:
وكنت زيدا كما قيل سيدا ... إذا أنه عبد القفا واللهازم
وكان الأصمعي لا يستفصح إلا طرحهما في جواب بينا وبينما وأنشد:
فبينا نحن نرقبه أتانا ... معلق وفضة وزناد راعي
وأمثالا له. ويجاب الشرط بإذا كما يجاب بالفاء، قال تعالى: " وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ".

(1/214)


لدى:
ومنها لدى والذي يفصل بينها وبين عند أنك تقول عندي كذا لما كان في ملك حضرك أو غاب عنك، ولدي كذا لما لا يتجاوز حضرتك. وفيها ثماني لغات: لدى ولدن ولدن ولد بحذف نونها، ولدن ولدن بالكسر لالتقاء الساكنين، ولد ولد بحذف نونهما. وحكمها أن يجر بها على الإضافة كقوله تعالى: " من لدن حكيم عليم ". وقد نصبت العرب بها غدوة خاصة قال:
لدن غدوة حتى ألاذ بخفها ... بقية منقوص من الظل قالص
تشبيها لنونها بالتنوين لما رأوها تنزع عنها وتثبت.
الآن:
ومنها الآن وهو الزمان الذي يقع فيه كلام المتكلم. وقد وقعت في أول أحوالها بالألف واللام، وهي علة بنائها.

(1/215)


متى وأين:
ومتى وأين وهما يتضمنان معنى الإستفهام ومعنى الشرط، تقول متى كان ذاك؟ ومتى يكون؟ ومتى تأتني أكرمك؟ وأين كنت؟ وأين تجلس أجلس؟ ويتصل بهما ما المزيدة فتزيدهما إبهاما. والفصل بين متى وإذا أن متى للوقت المبهم وإذا للمعين.
أيان:
وأيان بمعنى متى إذا استفهم بها.
لما وأمس:
ولما قولك لما جئت جئت، بمعنى حين وأمس، وهي متضمنة معنى لام التعريف، مبنية على الكسر عند الحجازيين، وبنو تميم يعربونها ويمنعونها الصرف، فيقولون ذهب أمس بما فيه وما رأيته مذ أمس، وقال:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالي خمسا
قط وعوض: وهما لزماني المضي والإستقبال على الإستغراق، تقول: ما رأيته قظ، ولا أفعله عوض. ولا يستعملان إلا في موضع النفي. قال الأعشي:

(1/216)


رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق
وقد حكي قط بضم القاف، وقط خفيفة الطاء وعوض مضمومة.
كيف وأنى:
وكيف جار مجرى الظروف. ومعناه السؤال عن الحال. تقول كيف زيد؟ أي على أي حال هو. وفي معناه أني قال الله تعالى: " فأتوا حرثكم أني شئتم ". وقال الكميت:

(1/217)


أنى ومن أين أبك الطرب
ألا أنهم يجازون بأنى دون كيف قال لبيد:
فأصبحت أني تأتها تلتبس بها
وحكى قطرب عن بعض العرب أنظر إلى كيف يصنع.

(1/218)


الفصل السادس: المركبات
هي ضربان:
هي على ضربين: ضرب يقتضي تركيبه أن يبني الإسمان معا، وضرب لا يقتضي تركيبه إلا بناء الأول منهما. فمن الضرب الأول نحو العشرة مع ما نيف عليها إلا أثني عشر، وقولهم وقعوا في حيص بيص، ولقيته كفة كفة، وصحرة بحرة، وهو جاري بيت بيت، ووقع بين بين، وآتيك صباح مساء ويوم يوم، وتفرقوا اشغر بغر وشذر مذر وخذع مذع، وتركوا البلاد حيث بيث وحاث باث ومنه الخاز باز والضرب الثاني نحو قولهم أفعل هذا بادي بدي، وذهبوا أيدي سبا، ونحو معد يكرب، وبعلبك، وقالي قلا.
والذي يفصل بين الضربين أن ما تضمن ثانية معنى حرف بني شطراه لوجود علتي البناء فيهما معا أما الأول فلأنه تنزل منزلة صدر الكلمة من عجزها، وأما الثاني فلأنه تضمن معنى الحرف. وما خلا ثانيه من التضمن أعرب وبني صدره.
الأعداد المركبة:
والأصل في العدد المنيف على العشرة أن يعطف الثاني على الأول، فيقال ثلاثة وعشرة، فمزج الأسمان وصيرا واحدا، وبنيا لوجود العلتين. ومن العرب من يسكن العين فيقول أحد عشر إحتراسا من توالي الحركات في كلمة. وحرف التعريف والإضافة لا يخلان بالبناء، تقول الأحد عشر

(1/219)


والحادي عشر إلى التسعة عشر والتاسع عشر، وهذا أحد عشرك وتسعة عشرك وكان الأخفش يرى فيه الإعراب إذا أضافه، وقد استرذله سيبويه. وإن سمى رجل بخمسة عشر كان فيه الإعراب والإبقاء على الفتح.
الأسماء المركبة:
وكذلك الأصل وقعوا في حيص وبيص، أي في فتنة تموج بأهلها متأخرين ومتقدمين. ولقيته كفة وكفة، أي ذوي كفتين كفة من اللاقي وكفة من الملقى، لأن كل واحد منهما في وهلة التلاقي كفا لصاحبه أن يتجاوزه. وصحرة وبحرة أي ذوي صحرة وبحرة، أي انكشاف واتساع لا سترة بيننا. وقال أخبرته بالخبر صحرة بحرة. ويقولون صحرة نحرة، فلا يبنون لئلا يمزجوا ثلاثة أشياء. وهو جاري بيت إلى بيت، أو بيت لبيت، أي هو جاري ملاصقا، ووقع بين هذا وبين هذا. قال عبيد:
وبعض القوم يسقط بين بينا
وأتيته صباحا ومساء، ويوما ويوما، أي كل صباح ومساء وكل يوم. وتفرقوا شغرا وبغرا، أي منشرين في البلاد هائجين من اشتغرت عليه ضيعته إذا فشت وانتشرت، وبغرا النجم هاج بالمطر. قال العجاج:

(1/220)


بغرة نجم هاج ليلا فانكدر
وشذرا ومذرا من التشذر وهو التفرق والتبذير، والميم في مذر بدل من الباء. خذعا ومذعا أي منقطعين منتشرين من الخذع وهو القطع. ومن قولهم فلان مذاع، أي كذاب يفشي الأسرار وينشرها. وحيثا وبيثا من قولهم فلان يستحيث ويستبيث، أي يستبحت ويستثير.
خاز باز:
وفي خاز سبع لغات، وله خمسة معان. فاللغات خاز باز، وخاز باز وخاز باز، وخاز باء، كقاصعاء وخز باز كقرطاس.
والمعاني ضرب من العشب قال:
والخاز باز السنم المجودا

(1/221)


وذباب يكون في العشب قال:
وجن الخاز باز جنونا
وصوت الذباب وداء في اللهازم قال:
يأ خاز باز أرسل اللهازما

(1/222)


بادي بدي:
افعل هذا بادي بدي وبادي بدا أصله بادئ بدء وبادي بداء فخفف بطرح الهمزة والإسكان. وانتصابه على الحال. ومعناه مبتدئا به قبل كل شيء. وقد يستعمل مهموزا في حديث زيد بن ثابت أما بادئ بدء فإني أحمد الله.
أيدي:
ويقال ذهبوا أيدي سبا وأيادي سبا أي مثل أيدي سبأ بن يشحب في تفرقهم وتبددهم في البلاد حين أرسل عليهم سيل العرم. والأيدي كناية عن الأنباء والأسرة، لأنهم في التقوي والبطش بهم بمنزلة الأيدي.
معد يكرب:
في معد يكرب لغتان: إحداهما التركيب ومنع الصرف، والثانية الإضافة. فإذا أضيف جاز في المضاف إليه الصرف وتركه، تقول: هذا معد يكرب ومعد يكرب ومعد يكرب. وكذلك قالي قلا وحضرموت وبعلبك ونظائرها.

(1/223)


الفصل السابع: الكنايات
ألفاظها:
وهي كم وكذا وكيت وذيت. فكم وكذا كنايتان عن العدد على سبيل الإبهام وكيت وذيت كنايتان عن الحديث والخبر. كما كني بفلان وهن عن الأعلام والأجناس: تقول كم مالك؟ وكم رجل عندي؟ وله كذا وكذا درهما، وكان من القصة كيت وكيت، وذيت وذيت.
كم:
وكم على وجهين: أستفهامية وخبرية. فالإستفهامية تنصب مميزها مفردا كمميز أحد عشر، تقول كم رجلا عندك؟ كما تقول عشر رجلا. والخبرية تجره مفردا أو مجموعا كمميز الثلاثة والمائة، تقول كم رجل عندي وكم رجال، كما تقول ثلاثة أثواب ومائة ثوب.
إعراب كم:
وتقع في وجهيها مبتدأة، ومفعولة، ومضافا إليها. تقول كم درهما عندك وكم غلام لك، على تقدير أي عدد من الدراهم حاصل عندك، وكثير من الغلمان كائن لك، وتقول كم منهم شاهد على فلان، وكم غلاما لك ذاهب، تجعل لك صفة للغلام، وذاهبا خبرا لكم. وتقول في المفعولية:

(1/224)


كم رجلا رأيت، وكم غلام ملكت، وبكم مررت، وعلى كم جذعا بني بيتك. وفي الإضافة: رزق كم رجلا وكم رجل أطلقت، وأنفس كم رجل أنقذت، وبكم رجل مررت.
حذف مميز كم:
وقد يحذف المميز فيقال كم مالك؟ أي كم درهما أو دينارا مالك، وكم غلمانك؟ أي كم نفسا غلمانك، وكم درهمك؟ أي كم دانقا درهمك، وكم عبد الله ماكث؟ أي كم يوما أو شهرا، وكذلك كم سرت؟ وكم جاءك فلان؟ أي كم فرسخا وكم مرة أو كم فرسخ وكم مرة.
إفراد كم ومميزها:
ومميز الإستفهامية مفرد لا غير. وقولهم كم لك غلمانا؟ المميز فيه محذوف، والغلمان منصوبة على الحال بما في الظرف من معنى الفعل، والمعنى كم نفسا لك غلمانا.
فصل كم الخبرية عن مميزها:
وإذا فصل بين الخبرية ومميزها نصب، كقولك في الدار رجلا قال القطامي:
كم نالني منهم فضلا على عدم

(1/225)


وقال:
تؤم سنانا وكم دونه ... من الأرض محدودبا غارها
وقد جاء الجر في الشعر مع الفصل قال:
كم في بني سعد بن بكر سيد ... ضخم الدسيعة ماجد نفاع
الضمير الراجع إلى المميز:
ويرجع الضمير إليه على اللفظ والمعنى، تقول كم رجل رأيته ورأيتهم، وكم امرأة لقيتها ولقيتهن، وقال تعالى: " وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا ".

(1/226)


وتقول كم غيره لك، وكم مثله لك، وكم خيرا منه لك، وكم غيره مثله لك، تجعل مثله لغيره فتنصبه نصبه.
وقد ينشد بيت الفرزدق:
كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت علي عشاري
على ثلاثة أوجه: النصب على الإستفهامية، والجر على الخبر، والرفع على معنى كم مرة حلبت علي عماتك.
سبق كم الخبرية بمن:
والخبرية مضافة إلى مميزها عاملة فيه عمل كل مضاف في المضاف إليه، فإذا وقعت بعدها من وذلك كثير من استعمالهم منه قوله تعالى: " وكم من قرية "، " وكم من ملك ". كانت منونة في التقدير كقولك كثير من

(1/227)


القرى ومن الملائكة. وهي عند بعضهم منونة أبدا والمجرور بعدها بإضمار من.
كأين:
وفي معنى كم الخبرية كأين. وهي مركبة من كاف التشبيه وأي. والأكثر أن تستعمل مع من قال الله عز وجل: " وكأين من قرية ". وفيها خمس لغات كأين، وكاء بوزن كاع، وكيء بوزن كيع، وكأي بوزن كعي، وكإ بوزن كع.
كيت وذيت:
وكيت وذيت مخففتان من كية وذية. وكثير من العرب يستعملونهما على الأصل ولا يستعملان إلا مكررتين. وقد جاء فيهما الفتح والكسر والضم والوقف على بنت وأخت.

(1/228)


الباب الرابع
الاسم المثنى
تعريفه:
وهو ما لحقت آخره زيادتان: ألف أو ياء مفتوح ما قبلها، ونون مكسورة، لتكون الأولى علما لضم واحد إلى واحد، والأخرى عوضا مما منع من الحركة والتنوين الثنتين في الواحد. ومن شأنه إذا لم يكن مثنى منقوص أن تبقى صيغة المفرد فيه محفوظة. ولا تسقط تاء التأنيث إلا في كلمتين خصيان وأليان قال:
كأن خصييه من التدلدل

(1/229)


وقال:
تربح ألياه ارتجاج الوطب
وتسقط نونه بالإضافة كقولك غلاما زيد، وثوبي بكر، وألفه بملاقاة ساكن كقولك التقت حلقتا البطان.
قلب ألف آخر الاسم في التثنية:
ولا يخلو المنقوص من أن تكون ألفه ثالثة أو فوق ذلك. فإن كانت ثالثة وعرف لها أصل في الواو أو الياء ردت إليه في التثنية كقولك قفوان وعصوان وفتيان ورحيان، وإن جهل أصلهما نظر فإن أميلت قلبت ياء كقولك: متيان وبليان في مسمين بمتى وبلى، وإلا قلبت واوا كقولك: لدوان وإلوان في مسمين بلدي وإلى، وإن كانت فوق الثلاثة لم تقلب إلا ياء كقولك أعشيان وملهيان وحبليان وحباريان. وأما مذروان فلأن التثنية فيه لازمة كالتأنيث في شقاوة وعضاية.
قلب همزة آخر الأسم في الثنية:
وما آخره لا تخلو همزته من أن يسبقها ألف أو لا. فالتي تسبقها ألف على أربعة أضرب: أصلية كقراء ووضاء، ومنقلبة عن حرف أصل كرداء وكساء، وزائدة في حكم الأصلية كعلباء وحرباء، ومنقلبة عن ألف تأنيث كحمراء وصحراء فهذه الأخيرة تقلب واوا لا غير كقولك حمراوان وصحراوان. والباب في البواقي أن لا يقلبن وقد أجيز القلب أيضا. والتي لا

(1/230)


ألف قبلها فبابها التصحيح كرشإ وحدإ.
قلب آخر المحذوف العجز:
والمحذوف العجز يرد إلى الأصل ولا يرد، فيقال أخوان وأبوان ويدان ودمان وقد جاء يديان ودميان قال:
يديان بيضاوان عند محلم
وقال:
ولو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين

(1/231)


تثنية الجمع:
وقد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين وأنشد أبو زيد:
لنا إبلان فيهما ما علمتم
وفي الحديث مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين وأنشد أبو عبيد:
لأصبح الحي أو بادا ولم يجدوا ... عند التفرق في الهيجا جمالين
وقالوا لقاحان سوداوان. وقال أبو النجم:

(1/232)


بين رماحي مالك ونهشل
وتجعل الإثنان على لفظ الجمع إذا كانا متصلين كقولك ما أحسن رؤسهما وفي التنزيل: " فاقطعوا أيديهما ". وفي قراءة عبد الله أيمانهما وفيه: فقد صغت قلوبهما.
وقال: ظهراهما مثل ظهور الترسين فاستعمل هذا والأصل معا ولم يقولوا في المنفصلين أفراسهما ولا غلمانهما. وقد جاء وضعا رحالهما.

(1/233)


الباب الخامس
الاسم المجموع
أنواعه:
وهو على ضربين: ما صح فيه واحده، وما كسر فيه. فالأول ما آخره واو، أو ياء مكسور ما قبلها، بعدها نون مفتوحة، أو ألف أو تاء. فالذي بالواو والنون لمن يعلم في صفاته وأعلامه كالمسلمين والزيدين، إلا ما جاء من نحو ثبون وقلون وأرضون وأحرون وأوزون. والذي بالألف والتاء للمؤنث في أسمائه وصفاته كالهندات والتمرات والمسلمات. والثاني يعم من يعلم وغيرهم في أسمائهم وصفاتهم كرجال وأفراس وجعافر وظراف وجياد. وحكم الزيادتين في مسلمون نظير حكمهما في مسلمان: الأولى علم لضم الإثنين فصاعدا إلى الواحد، والثانية عوض عن الشيئين، وتسقط عند الإضافة. وقد أجرى المؤنث على المذكر في التسوية بين لفظي الجر والنصب، فقيل رأيت المسلمات ومررت بالمسلمات، كما قيل رأيت المسلمين ومررت بالمسلمين.
جمع القلة وجمع الكثرة:
وينقسم إلى جمع قلة وجمع كثرة. فجمع القلة العشرة فما دونها، وأمثلته افعل أفعال فعلة، كأفلس وأثواب وأجربة وغلمة. ومنه ما جمع بالواو والنون، والألف والتاء. وما عدا ذلك جموع كثرة.

(1/235)


وقد يجعل إعراب ما يجمع بالواو والنون في النون. وأكثر ما يجيء ذلك في الشعر، ويلزم الياء إذ ذاك. قالوا أتت عليه سنين. وقال:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
وقال سحيم:
وماذا يدري الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين
جمع الثلاثي المجرد:
وللثلاثي المجرد إذا كسر عشرة أمثلة: أفعال، فعال، فعول، فعلان أفعل فعلان، فعلة، فعلة فعل، فعل. فأفعال أعمها تقول أفراخ وأجمال وأركان وأحمال وأعجاز وأعناق وأفخاذ وأعناب وأرطاب وآبال. ثم فعال تقول زناد وقداح

(1/236)


وخفاف وجمال ورباع وسباع. ثم فعول وفعلان وهما متساويان تقول فلوس وعروق وجروح وأسود ونمور ورئلان وصنوان وعيدان وخربال وصردان. ثم أفعل تقول أفلس وأرجل وأزمن وأضلع، ثم فعلان وفعلة وهما متساويان تقول بطنان وذؤبان وحملان وغردة وقردة وقرطة. ثم فعل تقول سقف وفلك. ثم فعلة وفعل تقول جيرة ونمر. وقد جاء حجلى في جمع حجل قال:
حجلى تدرج في الشربة وقع
وما لحقته من ذلك تاء التأنيث فأمثلة تكسيره فعال، فعول أفعل، فعل، فعل، فعل. نحو قصاع ولقاح وبرام ورقاب وبدور وحجوز وأنعم وأينق وبدر ولقح وتير ومعد ونوب وبرق وتخم وبدن.
جمع الصفات في الثلاثي:
وأمثلة صفاته كأمثلة أسمائه، وبعضها أعم من بعض. وذلك قولك أشياخ وأجلاف وأحرار وأبطال وأجناب وأيقاظ وأنكاد وأعبد وأجلف وصعاب وحسان ووجاع. وقد جاء وجاعي ونحو حباطي وحذاري وضيفان وأخوان ووغدان وذكران وكهول ورطلة وشيخة وورد وسحل ونصف وخشن. وقالوا سمحاء في جمع سمح.

(1/237)


والجمع بالواو والنون فيما كان من هذه الصفات للعقلاء الذكور غير ممتنع كقولكم صعبون وصنعون وحسنون وجنبون وحذرون وندسون. وأما جمع المؤنث منها بالألف والتاء فلم يجيء فيه غيره وذلك نحو عبلات وحلوات وحذرات ويقظات الأمثال فعلة فإنهم كسروه على فعال كجعاد وكماش وعبال. وقالوا علج في جمع علجة.
جمع المؤنث الساكن الحشو:
والمؤنث الساكن الحشو لا يخلو من ان يكون أسما أو صفة. فإذا كان اسما تحركت عينه في الجمع إذا صحت بالفتح في المفتوح الفاء كجمرات وبه، وبالكسر في المكسورها كسدرات وبه، وبالضم في المضمومها كغرفات، وقد تسكن في الضرورة في الأول، وفي السعة في الباقين في لغة تميم. فإذا اعتلت فالاسكان كبيضات وجوزات وديمات ودولات، إلا في لغة هذيل قال قائلهم:
أخو بيضات رائح متأوب
وتسكن في الصفة لا غير. وإنما حركوا في جمع لجبة وربعة لأنها كأنهما في الأصل اسمان وصف بهما كما قالوا امرأة كلبة وليلة غم.
وحكم المؤنث مما لا تاء فيه كالذي فيه تاء وقالوا أرضات وأهلات في جمع أهل وأرض. قال:
فهم أهلات حول قيس بن عاصم ... إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا

(1/238)


وقالوا عرسات وعيرات في جمع عرس وعير قال الكميت:
عيرات الفعال والسؤدد العد إليهم محطوطة الأعكام
جمع المعتل العين:
وامتنعوا فيما اعتلت عينه من أفعل. وقد شذ نحو أقوس وأثواب وأعين وأنيب. وامتنعوا في الواو دون الياء من فعول. كما امتنعوا في الياء دون الواو من فعال. وقد شذ نحو فووج وسووق.
جمع المعتل اللام:
ويقال في أفعل وفعول من المعتل اللام أذل وأيد ودلي ودمي. وقالوا نحو وقنو. والقلب أكثر. وقد يكسر الصدر فيقال دلي ونحي. وقولهم قسي كأنه جمع قسو في التقدير.
جمع المحذوف العجز والمنتهي بتاء:
وذو التاء من المحذوف العجز يجمع بالواو والنون مغيرا أوله، كسنون

(1/339)


وقلون، وغير مغير كثبون وقلون، أو بالألف والتاء مردودا إلى الأصل كسنوات وعضوات، وغير مردود كثبات وهنات؛ وعلى أفعل كآم. وهو نظير آكم.
جمع الرباعي:
ويجمع الرباعي، إسما كان أو صفة، مجردا من تاء التأنيث أو غير مجرد، على مثال واحد وهو فعالل. كقولك ثعالب وسلاهب ودراهم وهجارع وبراثن وجراشع وقماطر وسباطر وضفادع وخضارم. وأما الخماسي فلا يكسر إلا على استكراه ولا يتجاوز به إن كسر هذا المثال بعد حذف خامسه كقولهم في فرزدق فرازد، في جحمرش جحامر، ويقال في دهثمون وهجرعون وصهصلقون وحنظلات وبهصلات وسفرجلات وجحمرشات.
جمع ما ثالثه مدة:
وما كان زيادته ثالثة مدة فلأسمائه في الجموع أحد عشر مثالا: أفعلة، فعل، فعلان، فعائل، فعلان، فعلة، أفعال، فعال، فعول، أفعلاء، أفعل. وذلك نحو أزمنة وأحمرة وأغربة وأرغفة وأعمدة وقذل وخمر وقرد وكثب وزبر وغزلان وصيران وغربان وظلمان وقعدان وشمائل وأفايل وذنائب وزقان وقضبان وغلمة وصبية وأيمان وأفلاء وفصال وعنوق وأنصباء وألسن. ولا يجمع على أفعل إلا المؤنث خاصة نحو عناق وأعنق وعقاب وأعقب وذراع وأذرع. وأمكن من الشواذ. ولم يجيء فعل من المضاعف ولا المعتل اللام وقد شذ نحو ذب في جمع ذباب وأصله ذبب.
ولما لحقته من ذلك تاء التأنيث مثالان: فعائل وفعل، وذلك نحو صحائف ورسائل وحمائم وذوائب وحمائل وسفن.
ولصفاته تسعة أمثلة: فعلاء، فعل، فعال، فعلان، أفعال، أفعلاء، أفعلة، فعول. وذلك نحو كرماء وجبناء وشجعاء وودداء ونذر وصبر وصنع وكنز وكرام وجياد وهجان وثنيان وشجعان وخصيان وأشرف وأعداء

(1/240)


وأنبياء وأشحة وظروف. ويجمع جمع التصحيح نحو كريمون وكريمات.
وأما فعيل بمعنى مفعول فبابه أن يكسر على فعل كجرحى وقتلى، وقد شذ قتلاء وأسراء، ولا يجمع جمع التصحيح، فلا يقال جريحون ولا جريحات. ولمؤنثها ثلاثة أمثلة: فعال، فعائل، فعلاء. وذلك نحو صباح وصبائح وعجائز وخلفاء.
جمع فاعل:
وما كان على فاعل إسما فله إذا جمع ثلاثة أمثلة فواعل، فعلان، فعلان، نحو كواهل وحجران وجنان. ولمؤنثه مثال واحد فواعل نحو كوائب. وقد نزلوا ألف التأنيث منزلة تائه فقالوا في فاعلاء فواعل نحو نوافق وقواصع ودوام وسواب.
وللصفة تسعة أمثلة: فعل، وفعال، وفعلة، فعلة، فعل، فعلاء، فعلان، فعال، فعول. نحو شهد وجهل وجهال وفسقة وقضاة. وتختص بالمعتل اللام وبزل وشعراء وصحبان وتجار وقعود. وقد شذ نحو فوارس.
ولمؤنثها مثالان فواعل وفعل نحو ضوارب ونوم ويستوي في ذلك ما فيه التاء وما لا تاء فيه كحائض وحاسر.
جمع ما رابعه ألف تأنيث:
وللأسم مما في آخره ألف تأنيث رابعة مقصورة أو ممدودة مثالان: فعالى فعال. نحو صحارى وإناث. وللصفة أربعة أمثلة: فعال، فعل، فعل، فعالى. نحو عطاش وبطاح وعشار وحمر والصغر وحرامي. ويقال ذفريات وحبليات والصغريات وصحراوات إذا أريد أدنى العدد، ولا يقال حمراوات. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ليس في الخضروات صدقة فلجريه مجرى الاسم.
وإذا كانت الألف خامسة جمع بالتاء كقولكم حباريات وسمانيات.

(1/241)


جمع أفعل:
ولأفعل إذا كان أسما مثال واحد: أفعال. نحو أجادل. وللصفة ثلاثة أمثلة: فعل، فعلان، أفاعل. نحو حمر وحمران والأصاغر. وإنما يجمع بأفاعل أفعل الذي مؤنثه فعلى ويجمع أيضا بالواو والنون قال الله تعالى: " بالأخسرين أعمالا " وأما قوله:
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر ... فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
فمنظور فيه إلى جانبي الوصفية والاسمية.
جمع فعلان:
وقد جمع فعلان إسما على فعالين نحو شياطين، وكذلك فعلان وفعلان نحو سلاطين وسراحين. وقد جاء سراح وصفة على فعال وفعالى، نحو غضاب وسكارى. ويقول بعض العرب كسالى وسكارى وغيارى وعجالى بالضم.
جمع فيعل:
وفيعل يكسر على أفعال وأفعلاء، نحو أموات وجياد وأنبياء. ويقال هينون وبيعات.

(1/242)


جمع فعال فعال وفعيل ومعفعول ومفعل:
وفعال وفعال وفعيل ومفعول ومفعل ومفعل يستغنى فيها بالتصحيح عن التكسير فيقال شرابون وحسانون وفسيقون ومضروبون ومكرمون ومكرمون. وقد قيل عواوير وملاعين ومشائيم وميامين ومياسير ومفاطير ومناكير ومطافل ومشادن.
جمع الثلاثي الملحق بالرباعي:
وكل ثلاثي فيه زيادة للالحاق بالرباعي كجدول وكوكب وعثير، أو لغير الإلحاق وليست بمدة كأجدل وتنضب ومدعس، فجمعه على مثال جمع الرباعي تقول جداول وأجادل وتناضب ومداعس.
وتلحق بآخره التاء إذا كان أعجميا أو منسوبا كجواربة وأشاعثة وسيابجة. والرباعي إذا لحقه حرف لين رابع جمع على فعاليل كقناديل وسراديح. وكذلك ما كان من الثلاثي ملحقا به كقراويح وقراطيط. وكذلك ما كانت فيه من ذلك زيادة غير مدة كمصابيح وأناعيم ويرابيع وكلاليب.
ويقع الاسم المفرد على الجنس، ثم يميز منه واحده بالتاء، وذلك نحو تمر وتمرة، وحنظل وحنظلة، وبطيخ وبطيخة، وسفرجل وسفرجلة وإنما يكثر هذا في الأشياء المخلوقة دون المصنوعة ونحو سفين وسفينة ولبن ولبنة وقلنس وقلنسوة ليس بقياس. وعكس تمر وتمرة كمأة وكمء وجبأة وجبء.
ما شذ:
وقد يجيء الجمع مبنيا على غير واحدة المستعمل وذلك نحو أراهط وأباطيل وأحاديث وأعاريض وأقاطيع وأهال وليال وحمير وأمكن.
جمع الجمع:
ويجمع الجمع، فيقال في كل أفعل وأفعلة أفاعل، وفي كل أفعال

(1/243)


أفاعيل، نحو أكالب وأساور وأناعم. وقالوا جمائل وجمالات ورجالات وكلابات وبيوتات وحمرات وجزرات وطرقات ومعنات وعوذات ودورات ومصارين وحشاشين.
اسم الجمع:
ويقع الاسم على الجمع لم يكسر عليه واحده، وذلك نحو ركب وسفر وأدم وعمد وخلق وخدم وجامل وباقر وسراة وفرهة وضأن وغزي وقؤام ورحال.
ويقع الاسم الذي فيه علامة التأنيث على الواحد والجمع بلفظ واحد وذلك نحو حنوة وبهمى وطرفاء وحلفاء.
جمع المعنى:
ويحمل الشيء على غيره في المعنى فيجمع جمعه نحو قولهم مرضى وهلكى وموتى وجربى وحمقى، حملت على قتلى وجرحى وعقرى ولدغى ونحوها مما هو فعيل بمعنى مفعول، وكذلك أيامي ويتامى محمولان على وجاعي وحباطي.
رد المحذوف عند التكسير:
والمحذوف يرد عند التكسير وذلك قولهم في جمع شفة وإست وشاة ويد شفاه وأستاه وأيد ويدي وشياه.
جمع المذكر الذي لم يكسر:
والمذكر الذي لم يكسر يجمع بالألف والتاء نحو قولهم السرادقات وجمالات سبحلات وسبطرات، ولم يقولوا جوالقات حين قالوا جواليق، وقد قالوا بوانات مع قولهم بون.

(1/244)


الباب السادس
الاسم المعرفة والنكرة
فالمعرفة ما دل على شيء بعينه. وهو على خمسة أضرب: العلم الخاص، والمضمر، والمبهم، وهو شيئان: أسماء الأشارة والموصولات، والداخل عليه حرف التعريف، والمضاف إلى أحد هؤلاء إضافة حقيقة. وأعرفها المضمر، ثم العلم، ثم المبهم، ثم الداخل عليه حرف التعريف. وأما المضاف فيعتبر أمره بما يضاف إليه. واعرف أنواع المضمر ضمير المتكلم، ثم المخاطب، ثم الغائب.
والنكرة ما شاع في أمته كقولك جاءني رجل وركبت فرسا.

(1/245)


الباب السابع
الاسم المذكر المؤنث
المذكر ما خلا عن العلامات الثلاث: التاء والألف والياء، في نحو غرفة وأرض وحبلى وحمراء وهذى. والمؤنث ما وجدت فيه إحداهن. والتأنيث على ضربين: حقيقي كتأنيث المرأة والناقة ونحوهما مما بازائه ذكر في الحيوان، وغير حقيقي كتأنيث الظلمة والنعل ونحوهما مما يتعلق بالوضع والاصطلاح. والحقيقي أقوى، ولذلك امتنع في حال السعة جاء هند، وجاز طلع الشمس، وإن كان المختار طلعت. فإن وقع فصل استجيز نحو قولهم حضر القاضي اليوم امرأة. قال جرير:
لقد ولد الأخيطل أم سوء

(1/247)


وليس بالوسع. وقد رده المبرد، واستحسن نحو قوله تعالى: " فمن جاءه موعظة من ربه، وقوله: " ولو كان بهم خصاصة ". هذا إذا كان الفعل مسندا إلى ظاهر الاسم، فإذا اسند إلى ضميره فالحق العلامة. وقوله:
ولا أرض أبقل إبقالها
متأول بالمكان.
تاء التأنيث:
والتاء تثبت في اللفظ وتقدر. ولا تخلو من أن تقدر في اسم ثلاثي كعين وأذن، أو في رباعي كعناق وعقرب. ففي الثلاثي يظهر أمرها بشيئين: بالإسناد وبالتصغير، وفي الرباعي بالإسناد فقط.
ودخولها على وجوه: للفرق بين المذكر والمؤنث في الصفة كضاربة

(1/248)


ومضروبة وجميلة، وهو الكثير الشائع؛ وللفرق بينهما في الاسم كامرأة وشيخة وإنسانة وغلامة ورجلة وحمارة وأسدة وبرذونة، وهو قليل؛ وللفرق بين اسم الجنس والواحد منه، كتمرة وشعيرة وضربة وقتلة؛ وللمبالغة في الوصف كعلامة ونسابة وراوية وفروقة وملولة؛ ولتأكيد التأنيث كناقة ونعجة؛ ولتأكيد معنى الجمع كحجارة وذكارة وصقورة وخؤولة وصياقلة وقشاعمة؛ وللدلالة على النسب كالمهالبة والأشاعثة، وللدلالة على التعريب كموازجة وجواربة؛ وللتعويض كفرازنة وجحاجحة. ويجمع هذه الأوجه إنها تدخل للتأنيث وشبه التأنيث.
والكثير فيها أن تجيء منفصلة وقل أن تبنى عليها الكلمة ومن ذلك عباية وعظاية وعلاوة وشفاوة.
وقولهم جمالة في جمع جمال بمعنى جماعة جمالة، وكذلك بغالة وحمارة وشاربة وواردة وسابلة. ومن ذلك البصرية والكوفية والمروانية والزبيرية، ومنه الحلوبة والقتوبة والركوبة. قال الله تعالى: " فمنها ركوبهم " وقرئ ركوبتهم. وأما حلوبة للواحد وحلوب للجمع فكتمرة وتمر.
وللبصريين في نحو حائض وطامث وطالق مذهبان: فعند الخليل أنها على معنى النسب كلابن وتامر، كأنه قيل ذات حيض وذات طمث، وعند سيبويه أنه متأول بإنسان أو شيء حائض كقولهم غلام ربعة ويفعة على تأويل نفس وسلعة. وإنما يكون ذلك في الصفة الثابتة، فأما الحادثة فلا بد لها من علامة التأنيث، تقول حائضة وطالقة الآن أو غدا. ومذهب الكوفيين يبطله جري الضامر على الناقة والجمل، والعاشق على المرأة والرجل.
إستواء المذكر والمؤنث في بعض الأبنية:
ويستوي المذكر والمؤنث في فعول ومفعال ومفعيل وفعيل بمعنى مفعول ما جرى على الاسم. تقول هذه المرأة قتيل بني فلان ومررت

(1/249)


بقتيلهم. وقد يشبه به ما هو بمعنى فاعل، قال الله تعالى: " إن رحمة الله قريب من المحسنين " وقالوا: ملحقة جديد.
تأنيث الجمع:
وتأنيث الجمع ليس بحقيقي، ولذلك اتسع فيما اسند إليه إلحاق العلامة وتركها كما تقول فعل الرجال والمسلمات ومضى الأيام وفعلت ومضت. وأما ضميره فتقول في الاسناد إليه الرجال فعلت وفعلوا، والمسلمات فعلت وفعلن. وكذلك الأيام قال:
وإذا العذارى بالدخان تقنعت ... واستعجلت نصب القدور فملت
وعن أبي عثمان المازني: العرب تقول الأجذاع انكسرت لأدنى العدد والجذوع انكسرت، ويقال لخمس خلون ولخمس عشرة خلت، وما ذاك بضربة لازب.
ونحو النخل والتمر مما بينه وبين واحده التاء يذكر ويؤنث قال الله تعالى: " كأنهم أعجاز نخل خاوية " وقال: " منقعر ". ومؤنث هذا الباب لا يكون له مذكر من لفظه لالتباس الواحد بالجمع. وقال يونس فإذا

(1/250)


أرادوا ذلك قالوا: هذه شاة ذكر وحمامة ذكر.
ألف التأنيث المقصورة:
والأبنية التي تلحقها ألف التأنيث المقصورة على ضربين: مختصة بها ومشتركة. فمن المختصة فعلى وهي تجيء على ضربين: إسما وصفة. فالأسم على ضربين غير مصدر كالبهمى والحمى والرؤيا وحزوى، ومصدر كالبشرى والرجعى. والصفة نحو حبلى وخنثى وربى، ومنها فعلى وهي على ضربين: اسم كأجلى ودفرى وبردى، وصفة كجمزى وبشكى ومرطى، ومنها فعلى كشعبى وأربى. ومن المشتركة فعلى. فالتي ألفها للتأنيث أربعة أضرب: إسم عين كسلمى ورضوى وعوى، واسم معنى كالدعوى والرعوى والنجوى واللومى، ووصف مفرد كالظمأى والعطشى والسكرى، وجمع كالجرحى والأسرى، والتي ألفها للألحاق نحو أرطى وعلقى لقولهم أرطاة وعلقاة، ومنها فعلى. فالتي ألفها للتأنيث ضربان: اسم عين مفرد كالشيزى والدفلى والذفرى فيمن لم يصرف، وجمع كالحجلى والظربى في جمع الحجل والظربان، ومصدر كالذكرى. والتي للألحاق ضربان: اسم كمعزى وذفرى فيمن صرف، وصفة كقولهم رجل كيصى وهو الذي يأكل وحده وعزهى عن ثعلب وسيبويه لم يثبته صفة إلا مع التاء نحو عزهاة.
ألف التأنيث الممدة:
والأبنية التي تلحقها ممدودة فعلاء، وهي على ضربين: اسم وصفة. فالأسم على ثلاثة أضرب: اسم عين مفرد كالصحراء والبيداء، وجمع كالقصباء والطرفاء والحلفاء والأشياء، ومصدر كالسراء والضراء والنعماء والبأساء. والصفة على ضربين: ما هو تأنيث أفعل، وما ليس كذلك. فالأول نحو سوداء وبيضاء. والثاني نحو امرأة حسناء وديمة هطلاء وحلة شوكاء والعرب العرباء، ونحو رحضاء ونفساء وسيراء وسابياء وعاشوراء

(1/251)


وبراكاء وعقرباء وبروكاء وخنفساء وأصدقاء وكرماء وزمكاء. وأما فعلاء وفعلاء كعلباء وحرباء وسيساء وحواء ومزاء وقوباء فألفها للإلحاق.

(1/252)


الاسم المصغر
كيفية التصغير:
الأسم المتمكن إذا صغر ضم صدره وفتح ثانية والحق ياء ساكنة ثالثة، ولم يتجاوز ثلاثة أمثلة فعيل وفعيعل وفعيعيل، كفليس ودريهم ودنينير. وما خالفهن فلعلة، وذلك ثلاثة أشياء: محقر أفعال كأجيمال، وما في آخره ألف تأنيث كحبيلى وحميراء، أو ألف ونون مضارعتان ككسيران. ولا يصغر إلا الثلاثي والرباعي. وأما الخماسي فتصغيره مستكره كتكسيره لسقوط خامسه، فإن صغر قيل في فرزدق فريزد، وفي جحمرش جحيمر، ومنهم من يقول فريزق وجحيرش، بحذف الميم لأنها من الزوائد، والدال لشبهها بما هو منها وهو التاء. والأول الوجه، قال سيبويه لأنه لا يزال في سهولة حتى يبلغ الخامس، ثم يرتدع، فإنما حذف الذي ارتدع عنده، وقال الأخفش سمعت من يقول: سفيرجل متحركا والتصغير والتكسير من واد واحد.
في التصغير ترد أسماء إلى أصلها وأسماء لا ترد:
وكل اسم على حرفين فإن التحقير يرده إلى أصله حتى يصير إلى مثال فعيل. وهو على ثلاثة أضرب: ما حذف فاؤه أو عينه أو لامه، تقول في عدة وشية وكل وخذ إسمين: وعيدة ووشية وأكيل واخيذ، وفي مذ وسل

(1/253)


اسمين وسه: منيذ وسؤيل وستيهة، وفي دم وشفة وحر وفل وفم: دمي وشفيهة وحريح وفلين وفويه.
وما بقي منه بعد الحذف ما يكون به على مثال المحقر لم يرد إلى أصله. كقولهم في ميت وهار وناس: مييت وهوير ونويس. ولو رد لقيل مييت وهويئر وأنيس.
وتقول في اسم وابن: سمي وبني، فترد اللام الذاهبة، وتستغني بتحريك الفاء عن الهمزة. وفي أخت وبنت وهنة: أخية وبنية وهنية، ترد اللام وتؤنث وتذهب بالتاء اللاحقة.
والبدل غير اللازم يرد إلى أصله كما يرد في التكسير، تقول في ميزان مويزين، وفي معتد ومتسر مويعد ومييسر، وفي قيل وباب وناب قويل وبويب ونويب. وأما البدل اللازم فلا يرد إلى أصله، تقول في قائل قويئل، وفي تخمة تخيمة، وكذلكم تاء تراث وهمزة أدد، وتقول في عيد عييد لقولك أعياد.
تصغير الأسماء التي فيها واو ثالثة:
والواو إذا وقعت ثالثة وسطا كواو أسود وجدول، فأجود الوجهين أسيد وجديل، ومنهم من يظهر فيقول أسيود وجديول.
تصغير الأسماء التي لامها واو:
وكل واو وقعت لاما صحت أو علت فإنها تنقلب ياء، كقولك عرية ورضيا وعشياء وعصية في عروة ورضوى وعشواء وعصا.
تصغير الأسماء التي تجتمع فيها ثلاث ياءات:
وإذا اجتمع مع ياء التصغير ياءان حذفت الأخيرة وصار المصغر على مثال فعيل، كقولك في عطاء وإداوة وغاوية ومعاوية وأحوري: عطي وأدية وغوية ومعية وأحي غير منصرف. وكان عيسى بن عمر يصرفه، وكان أبو

(1/254)


عمرو يقول أحي ومن قال أسيود قال أحيو.
مصير تاء التأنيث في التصغير:
وتاء التأنيث لا تخلو من أن تكون ظاهرة أو مقدرة. فالظاهرة ثابتة أبدا. والمقدرة تثبت في كل ثلاثي إلا ما شذ من نحو عريس وعريب. ولا تثبت في الرباعي إلا ما شذ من نحو قديديمة ووريئة. وأما الألف فهي إذا كانت مقصورة رابعة تثبت نحو حبيلى، وسقطت خامسة فصاعدا كقولك جحيجب وقريقر وحويل في جحجبى وقرقرى وحولايا.
مصير الزوائد عند التصغير:
وكل زائدة كانت مدة في موضع ياء فعيعيل وجب تقريرها وإبدالها ياء إن لم تكنها، وذلك نحو مصيبيح وكريديس وقنيديل في مصباح وكردوس وقنديل. وإن كانت في اسم ثلاثي زائدتان ليس إحداهما إياها أبقيت أذهبهما في الفائدة وحذفت أختها، فتقول في منطلق ومغتلم ومضارب ومقدم ومحمر ومهوم مطيلق ومغيلم ومضيرب ومقيدم ومهيم ومحيمر، وإن تساوتا كنت مخيرا، فتقول في قلنسوة وحبنطي قلينسة أو قليسية وحبينط أو حبيط، وإن كن ثلاثا والفضل لإحداهن حذفت أختاها فتقول في مقعنسس مقيعس. وأما الرباعي فتحذف منه كل زائدة ما خلا المدة الموصوفة، تقول في عنكبوت عنيكب وفي مقشعر قشيعر وفي إحرنجام حريجيم.
ويجوز التعويض وتركه فيما يحذف منه هذه الزوائد. والتعويض أن يكون على مثال فعيعل، فيصار بزيادة الياء إلى فعيعيل، وذلك قولك في مغيلم مغيليم وفي مقيدم مقيديم وفي عنيكب عنيكيب. وكذلك البواقي. فإن كان المثال في نفسه على فعيعيل لم يكن التعويض.
تصغير جمع القلة والكثرة:
وجمع القلة يحقر على بنائه كقولك في أكلب وأجربة وأجمال وولدة

(1/255)


أكيلب واجيربة واجيمال ووليدة. وأما جمع الكثرة فله مذهبان: أحدهما أن يرد إلى واحده فيصغر عليه ثم يجمع على ما يستوجبه من الواو والنون أو الألف والتاء، أو إلى بناء جمع قلته إن وجد له وذلك قولك في فتيان فتيون أو فتية، وفي أذلاء ذليلون أو أذيلة، وفي غلمان غليمون أو غليمة، وفي دور دويرات أو أدير، وتقول في شعراء شويعرون، وفي شسوع شسيعات. وحكم أسماء الجموع حكم الآحاد، تقول قويم ورهيط ونفير وأبيلة وغنيمة.
تصغير على غير واحدة:
ومن المصغرات ما جاء على غير واحدة كانيسيان ورويجل، وآتيك مغيربان الشمس وعشيان وعشيشية، ومنه قولهم أغيلمة وأصيبية في غلمة وصبية.
وقد يحقر الشيء لدنوه من الشيء وليس مثله كقولك هو أصيغر منكم إنما أردت أن تقلل الذي بينهما وهو دوين ذلك، وفويق هذا، ومنه أسيد أي لم يبلغ السواد، وتقول العرب أخذت منه مثيل هاذيا ومثيل هاتيا.
تصغير الغعل:
وتصغير الفعل ليس بقياس. وقولهم ما أميلحه قال الخليل إنما يعنون تصفه بالملح، كأنك قلت زيد مليح شبهوه بالشي الذي تلفظ به وأنت تعني به شيئا آخر، كقولك بنو فلان يطأهم الطريق وصيد عليه يومان.
أسماء جاءت مصغرة:
من الأسماء ما جرى في الكلام مصغرا وترك تكبيره لأنه عندهم مستصغر، وذلك نحو جميل وكعيت وكميت، وقالوا جملان وكعتان وكمت، فجاؤا بالجمع على المكبر كأنه جمع جمل وكعت وأكمت.
تصغير الأسماء المركبة:
والأسماء المركبة يحقر الصدر منها فيقال بعيلبك وحضيرموت وخميسة

(1/256)


عشر وثنيا عشر.
تصغير الترخيم:
وتحقير الترخيم أن تحذف كل شيء زيد في بنات الثلاثة والأربعة حتى تصير الكلمة على حروفها الأصول ثم تصغرها كقولك في حارث حريث وفي أسود سويد وفي خفيدد خفيد وفي مقعنس قعيس وفي قرطاس قريطس.
أسماء لا تصغر:
ومن الأسماء ما لا يصغر كالضمائر وأين ومتى وحيث وعند ومع وغير وحسبك ومن وما وأمس وغدا وأول من أمس والبارحة وأيام الأسبوع والأسم الذي بمنزلة الفعل لا تقول هو ضويرب زيدا.
تصغير الأسماء المبهمة:
والأسماء المبهمة خولف بتحقيرها تحقير ما سواها بأن تركت أوائلها غير مضمومة، وألحقت بأواخرها ألفات. فقالوا في ذا وتا ذيا وتيا وفي أولى أولاء ألياء وألياء، وفي الذي والتي اللذيا واللتيا وفي الذين واللاتي اللذيون واللتيات.

(1/257)


الباب الثامن
الاسم المنسوب
تعريفه
هو الأسم الملحق بآخره ياء مشددة مكسور ما قبلها علامة للنسبة إليه، كما ألحقت التاء علامة للتأنيث، وذلك نحو قولك هاشمي وبصري. كما انقسم التأنيث إلى حقيقي وغير حقيقي، فكذلك النسب. فالحقيقي ما كان مؤثرا في المعنى. وغير الحقيقي ما تعلق باللفظ فحسب، نحو كرسي وبردي. وكما جاءت التاء فارقة بين الجنس وواحده، فكذلك الياء نحو رومي وروم ومجوسي ومجوس. والنسبة مما طرق على الأسم لتغييرات شتى لانتقاله بها من معنى إلى معنى وحال إلى حال. والتغييرات على ضربين: جارية على القياس المطرد في كلامهم، ومعدولة عن ذلك.
النسبة القياسية
فمن الجارية على قياس كلامهم حذفهم التاء ونوني التثنية والجمع، كقولهم بصري وهندي وزيدي في البصرة والهندان وزيدون اسمين، ومن ذلك قنسري ونصيبي ويبري فيمن جعل الأعراب قبل النون، ومن جعله معتقب الأعراب قال قنسريني. وقد جاء مثل ذلك في التثنية قالوا خليلاني وجاءني خليلان اسم رجل وعلى هذا قوله:

(1/259)


ألا يا ديار الحي بالسبعان
وتقول في نمر وشقر والدئل ونحوها مما كسرت عينه نمري وشقري ودؤلي بالفتح قياس متلئب، ومنهم من يقول يثربي وتغلبي فيفتح. والشائع فيه الكسر.
وقد تحذف الياء والواو من كل فعيلة وفعولة، فيقال فيهما فعلي نحو قولك حنفي وشناءي، إلا ما كان مضاعفا أو معتل العين نحو شديدة وطويلة، فإنك تقول فيهما شديدي وطويلي. ومن كل فعيلة فيقال فيها فعلي نحو جهني وغفلي.
حذف الياء المتحركة من المثال:
وتحذف الياء المتحركة من كل مثال قبل آخره ياءان مدغمة إحداهما في الأخرى نحو قولك في أيد وحمير وسيد وميت أسيدي وحميري وسيدي وميتي. قال سيبويه ولا أظنهم قالوا طائي إلا فرارا من طيئى، وكان القياس طيئي ولكنهم جعلوا الألف مكان الياء، وأما مهيم تصغير المهموم فلا يقال فيه إلا امهيمي على التعويض، والقياس في مهيم من هيمه مهيمي بالحذف.

(1/260)


النسبة إلى المعتل اللام:
وتقول في فعيل وفعيلة وفعيل وفعيلة من المعتل اللام فعلي وفعلي كقولك غنوي وضروي وقسوي وأموي وقال بعضهم أمي. وقالوا في تحية تحوي، وفي فعول فعولي. كقولك في عدو عدوي. وفرق سيبويه بينه وبين فعولة فقال في عدوة عدوي، كما قالوا في شنوءة شنائي. ولم يفرق المبرد وقال فيهما فعولي.
النسبة إلى المنتهي بألف:
والألف في الآخر لا يخلو من أن تقع ثالثة، أو رابعة منقلبة أو زائدة، أو خامسة فصاعدا. والثالثة والرابعة المنقلبة تقلبان واوا كقولك عصوي ورحوي وملهوي ومرموي وأعشوي. وفي الزائدة ثلاثة أوجه الحذف وهو أحسنها كقولك حبلي ودنيي. والقلب نحو حبلوي ودنيوي، وإن يفصل بين الواو والياء بألف كقولك حبلاوي ودنياوي. وليس فيما وراء ذلك إلا الحذف كقولك مرامي وحباري وقبثري وجمزي في حكم حباري.
النسبة إلى المنتهي بياء قبلها مكسور:
والياء المسكورة ما قبلها في الآخر لا تخلو من أن تكون ثالثة أو رابعة أو خامسة فصاعدا. فالثالثة تقلب واوا كقولك عموي وشجوي. وفي الرابعة وجهان: الحذف وهو أحسنهما، والقلب كقولك قاضي وحاني وقاضوي وحانوي، قال:
وكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا ... دراهم عند الحانوي ولا نقد

(1/261)


وليس فيما وراء ذلك إلا الحذف كقولك مشتري ومستسقي. وقالوا في محي محوي ومحيي، كقولهم أموي وأميي.
النسبة إلى المنتهي بتاء بعد واو أو ياء:
وتقول في غزو وظبي غزوي وظبيي. واختلفوا فيما لحقته التاء من ذلك. فعند الخليل وسيبويه لا فضل. وقال يونس في ظبية ودمية وقنية ظبوي ودموي وقنوي، وكذلك بنات الواو كغزوة وعروة ورشوة. وكان الخليل يعذره في بنات الياء دون بنات الواو. وعلى مذهب يونس جاء قولهم قروي وزنوي في قري وبني زنية، وتقول في طي ولية طووي ولووي، وفي حية حيوي، وفي دو وكوة دوي وكوي.
وتقول في مرمى مرمي تشبيها بقولهم في تميمي وهجري وشافعي تميمي وهجري وشافعي. ومنهم من قال مرموي. وفي بخاتي اسم رجل بخاتي.
النسبة إلى المنتهى بألف ممدودة:
ومما في آخره ألف ممدودة إن كان منصرفا ككساء ورداء وعلباء وحرباء قيل كسائي وعلبائي، والقلب جائز، كقولك كساوي. وإن لم ينصرف فالقلب كحمراوي وخنفساوي ومعيوراوي وزكرياوي.
وتقول في سقاية وعظاية سقائي وعظائي، وفي شقاوة شقاوي، وفي راية رأيي وراوي، وكذلك في آية وثاية ونحوهما.
النسبة إلى ما هو على حرفين:
وما كان على حرفين فعلى ثلاثة أضرب: ما يرد ساقطه، وما لا يرد،

(1/262)


وما يسوغ فيه الأمران. فالأول نحو أبوي وأخوي وضعوي ومنه ستهي في أست. والثاني نحو عدي وزني وكذا الباب إلا ما اعتل لامه نحو شية فإنك تقول فيه وشوي، وقال أبو الحسن وشيي على الأصل، وعن ناس من العرب عدوي ومنه سهي في سه. والثالث نحو غدي وغدوي ودمي ودموي ويدي ويدوي وحري وحرحي، وأبو الحسن يسكن ما أصله السكون، فيقول وغدوي ويدي ومنه ابني وبنوي واسمي وسموي، بتحريك الميم وقياس قول الأخفش إسكانها.
وتقول في بنت وأخت بنوي وأخوي عند الخليل وسيبويه، وعند يونس بنتي وأختي. وتقول في كلتا كلتي وكلتوي على المذهبين.
النسبة إلى الأسماء المركبة:
وينسب إلى الصدر من المركبة فتقول معدي وحضري وخمسي في خمسة عشر اسما، وكذلك إثني أو ثنوي في إثني عشر إسما، ولا ينسب إليه وهو عدد، ومنه نحو تأبط شرا وبرق نحره تقول تأبطي وبرقي.
النسبة إلى المضاف:
والمضاف على ضربين مضاف إلى اسم معروف يتناول مسمى على حياله كابن الزبير وابن كراع ومنه الكنى كأبي مسلم وأبي بكر، ومضاف إلى ما لا ينفصل في المعنى عن الاول كامرئ القيس وعبد القيس. فالنسب إلى الضرب الأول زبيري وكراعي ومسلمي وبكري. وإلى الثاني عبدي ومرئي قال ذو الرمة:
ويذهب بينها المرئي لغوا

(1/263)


وقد يصاغ منهما اسم فينسب إليه كعبدري وعبقسي وعبشمي.
النسبة إلى الجمع:
وإذا نسب إلى الجمع رد إلى الواحد كقولك مسمعي ومهلبي وفرضي وصحفي. وأما الأنصاري والأنباري والأعرابي فلجريها مجرى القبائل كأنماري وضبابي وكلابي، ومنه المعافري والمدائني.
النسبة غير القياسية:
ومن المعدولة عن القياس قولهم بدوي وبصري وعلوي وطائي وسهلي ودهري وأموي وثقفي وبحراني وصنعاني وقرشي وهذلي قال:
هذيلية تدعو إذا هي فاخرت ... أبا هذليا من غطارفة نجد

(1/264)


وفقمي وملحمي وزباني وعبدي وجذمي، في فقيم كنانة، ومليح خزاعة، وزبينة وبني عبيدة، وجذيمة. وخراسي وخرسي ونتاج خرفي وجلولي وحروري في جلولاء وحروراء. وبهراني وروحاني في بهاء وروحاء. وخريبي في خريبة. وسليمي وعميري في سليمة من الأزد وفي عميرة كلب. وسيلقي لرجل يكون من أهل السليقة.
وقد يبنى على فعال وفاعل ما فيه معنى النسب من غير الحاق الياءين كقولك بتات وعواج وثواب وجمال ولابن وتامر ودارع ونابل. والفرق بينهما أن فعالا لذي صنعة يزاولها ويديمها، وعليه أسماء المحترفين. وفاعل لمن يلابس الشيء في الجملة. وقال الخليل إنما قالوا عيشة راضية أي ذات رضى، ورجل طاعم كاس على قياس ذا.

(1/265)


الباب التاسع
الاسم العدد
تعريفهما
هذه الأسماء أصولها إثنتا عشرة كلمة وهي الواحد والاثنان إلى العشرة، والمائة إلى الألف، وما عداها من أسامي العدد فمتشعب منها. وعامتها تشفع بأسماء المعدودات لتدل على الأجناس ومقاديرها كقولك ثلاثة أبواب، وعشرة دراهم، وأحد عشر دينارا، وعشرون رجلا، ومائة درهم، وألف ثوب، ما خلا الواحد والأثنين فإنك لا تقول فيهما واحد رجال ولا إثنا دراهم بل تلفظ بأسم الجنس مفردا وبه مثنى كقولك رجل ورجلان، فتحصل لك الدلالتان معا بلفظة واحدة. وقد عمل على القياس المرفوض من قال:
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل
تذكير العدد وتأنيثه دون العشرة
وقد سلك سبيل قياس التذكير والتأنيث في الواحد والأثنين فقيل واحدة واثنتان أو ثنتان. وخولف عنه في الثلاثة إلى العشرة فألحقت التاء بالمذكر

(1/267)


وطرحت عن المؤنث، فقيل ثمانية رجال وثماني نسوة وعشرة رجال وعشر نسوة.
مميز العدد
والمميز على ضربين: مجرور ومنصوب. فالمجرور على ضربين: مفرد ومجموع. فالمفرد مميز المائة والألف، والمجموع مميز الثلاثة إلى العشرة. والمنصوب مميز أحد عشر إلى تسعة وتسعين. ولا يكون إلا مفردا.
ومما شذ عن ذلك قولهم ثلاثمائة إلى تسعمائة، اجتزؤوا بلفظ الواحد عن الجمع كقوله:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... فإن زمانكم زمن خميص
وقد رجع إلى القياس من قال:
ثلاث مئين للملوك وفي بها ... ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم

(1/268)


وقد قالوا ثلاثة أثوابا. وأنشد صاحب الكتاب:
إذا عاش الفتى مأتين عاما ... فقد ذهب اللذاذة والفتاء
وقوله عز من قائل: " ثلثمائة سنين " على البدل، وكذلك قوله عز وجل: " إثنتي عشرة أسباطا ". قال أبو إسحاق: ولو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسعمائة سنة.
وحق مميز العشرة فما دونها أن يكون جمع قلة ليطابق عدد القلة، تقول ثلاثة أفلس، وخمسة أثواب، وثمانية أجربة، وعشرة غلمة. إلا عند إعواز جمع القلة كقولهم ثلاثة شسوع، لفقد السماع في أشسع وأشساع. وقد روي عن الأخفش أنه أثبت أشسعا. وقد يستعار جمع الكثرة في موضع جمع القلة كقوله عز وعلا: " ثلاثة قروء ".

(1/296)


بناء الأعداد المركبة:
وأحد عشر إلى تسعة عشر مبني، إلا اثني عشر؛ وحكم آخر شطريه حكم نون التثنية، ولذلك لا يضاف إضافة أخواته فلا يقال هذه اثنا عشرك كما قيل هذه أحد عشرك.
تذكير الأعداد المركبة وتأنيثها:
وتقول في تأنيث هذه المركبات إحدى عشرة، واثنا عشرة، أو ثنتا عشرة، وثلاث عشرة، وثماني عشرة، تثبت علامة التأنيث في أحد الشطرين لتنزلهما منزلة شيء واحد، وتعرب الثنتين كما أعربت الأثنتين وشين العشرة، يسكنها أهل الحجاز ويكسرها بنو تميم وأكثر العرب على فتح الياء في ثماني عشرة، ومنهم من يسكنها.
ما لحق بآخره الواو والنون نحو العشرين والثلاثين يستوي فيه المذكر والمؤنث وذلك على سبيل التغليب كقوله:
دعتني أخاها بعد ما كان بيننا ... من الأمر ما لا يفعل الأخوان
إعراب الأعداد المعدودة:
والعدد موضوع على الوقف، تقول واحد اثنان ثلاثة، لأن المعاني

(1/270)


الموجبة للأعراب مفقودة. وكذلك أسماء حروف التهجي وما شاكل، ذلك إذا عددت تعديدا. فإذا قلت هذا واحد ورأيت ثلاثة فالإعراب كما تقول هذه كاف، وكتبت جيما.
والهمزة في أحد واحدى منقلبة عن واو. ولا يستعمل أحد وإحدى في الأعداد إلا في المنيفة.
تعريف الأعداد وتكبيرها:
وتقول في تعريف الأعداد ثلاثة الأثواب، وعشرة الغلمة، وأربع الأدور وعشر الجواري، والأحد عشر درهما، والتسعة عشر دينارا، والأحدى عشرة والأحد والعشرون ومائة الدرهم، ومائتا الدينار، وثلاثمائة الدارهم، وألف الرجل؛ وروى الكسائي الخمسة الأثواب. وعن أبي يزيد أن قوما من العرب يقولونه غير فصحاء.
وتقول الأول والثاني والثالث، والأولى والثانية والثالثة إلى العاشر والعاشرة والحادي عشر والثاني عشر، بفتح الياء وسكونها، والحادية عشرة والثانية عشرة والحادي قلب الواحد والثالث عشر إلى التاسع عشر، تبني الأسمين على الفتح كما بنيتهما في أحد عشر.
وإذا أضفت إسم الفاعل المشتق من العدد لم يخل من ان تضيفه إلى ما هو منه كقوله تعالى: " ثاني اثنين " وثالث ثلاثة، أو إلى ما هو دونه كقوله عز وجل: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم "، وقوله سادسهم وثامنهم، فهو في الأول بمعنى واحد من الجماعة المضاف هو إليها، وفي الثاني بمعنى جاعلها على العدد الذي هو منه. وهو من قولهم ربعتهم وخمستهم. فإذا جاوزت العشرة لم يكن إلا الوجه الأول، تقول هو حادي إحدى عشر، وثاني إثني عشر، وثالث ثلاثة عشر إلى تاسع تسعة عشر. ومنهم من يقول حادي عشر أحد عشر وثالث عشر ثلاثة عشر.

(1/271)


الباب العاشر
الاسم المقصور والممدود
تعريفهما والفرق بينهما:
المقصود ما في أخره ألف نحو العصا والرحا. والممدود ما في آخره همزة قبلها ألف كالرداء والكساء. وكلاهما منه ما طريق معرفته القياس، ومنه ما لا يعرف إلا بالسماع. فالقياسي طريق معرفته أن ينظر إلى نظيره من الصحيح: فإن انفتح ما قبل آخره فهو مقصور، وإن وقعت قبل آخره ألف فهو ممدود.
فأسماء المفاعيل مما اعتل آخره من الثلاثي المزيد فيه، والرباعي نحو معطى ومشترى ومستلقى مقصورات، لكون نظائرهن مفتوحات ما قبل الأواخر كمخرج ومشترك ومدحرج، ومن ذلك نحو مغزى وملهى كقولك مخرج ومدخل، ونحو العشا والصدى وطوى، لأن نظائرها الحول والفرق والعطش، والغراء في مصدر غري فهو غر شاذ، هكذا أثبته سيبويه، وعن الفراء مثله، والأصمعي يقصره. ومن ذلكم جمع فعلة وفعلة نحو عري وجزي في عروة وجزية.
والأعطاء والرماء والاشتراء والاحبنطاء وما شاكلهن من المصادر ممدودات لوقوع الألف قبل الأواخر في نظائرهن الصحاح كقولك الأكرم

(1/273)


والطلاب والإفتتاح والإحرنجام، وكذلك العواء والثغاء والدعاء والرغاء وما كان صوتا كقولك النباح والصراخ والصياح. وقال الخليل مدوا البكاء على ذا، والذين قصروه جعلوه كالحزن والعلاج كالصوت نحو النزاء ونظيره القماص. ومن ذلك ما جمع على أفعالة نحو قباء وأقبية وكساء وأكسية، كقولك قذال وأقذلة وحمار وأحمرة وقوله:
في ليلة من جمادى ذات أندية
في الشذوذ كأنجدة في جمع نجد
وأما السماعي فنحو الرجى والرحا والخفاء والاباء وما أشبه ذلك مما ايس فيه إلى القياس سبيل.
الأسماء المتصلة بالأفعال
هي ثمانية أسماء: المصدر. اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة، اسم التفضيل، وأسماء الزمان، والمكان، اسم الآلة.

(1/274)


الباب الحادي عشر
المصدر
أهم أبنيته في الثلاثي المجرد
أبنيته في الثلاثي المجرد كثيرة مختلفة يرتقي ما ذكره سيبويه منها إلى اثنين وثلاثين بناء. وهي فعل، فعل، فعل، فعلة، فعلة، فعلة فعلى فعلى، فعلي، فعلان، فعلان، فعلان، فعلان، فعل فعل، فعل فعل، فعلة، فعلة، فعال، فعال، فعال، فعول، فعالة، فعول، فعيل، فعولة، مفعل، مفعل، مفعل، ومفعلة، ومفعلة؛ وذلك نحو: قتل وفسق وشغل ورحمة ونشدة وكدرة ودعوة وذكرى وبشرى وليان وحرمان وغفران ونزوان وطلب وخنق وصغر وهدى وغلبة وسرقة وذهاب وصراف وسؤال وزهادة ودراية ودخول وقبول ووجيف وصهوبة ومدخل ومرجع ومسعاة ومحمدة.
أبنيته في الثلاثي المزيد والرباعي:
وتجري في أكثر الثلاثي المزيد فيه والرباعي على سنن واحد. وذلك قولك في أفعل أفعال، وفي أفتعل افتعال، وفي انفعل انفعال، وفي استفعل استفعال، وفي افعل وافعال إفعلان وافعيلال، وفي افعول افعوال، وفي افعوعل افعيعال، وفي افعنلل افعنلال، وفي تفاعل تفاعل، وفي إفعلل افعلال. وقالوا في فعل تفعيل وتفعلة، وعن ناس من العرب فعال. وقالوا

(1/275)


كلمته كلاما، وفي التنزيل: " وكذبوا بآياتنا كذابا ". وفي فاعل مفاعلة وفعال، ومن قال كلام قال قيتال. وقال سيبويه في فعال كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها أولئك في قيتال ونحوها. وقد قالوا ماريته مراء وقاتلته قتالا. وفي تفعل تفعل وتفعال فيمن قال كلام. قالوا تحملته تحمالا. وقال:
ثلاثة أحباب فحب علاقة ... وحب تملاق وحب هو القتل
وفي فعلل فعللة وفعلال. قال رؤبة:
أيما سرهاف

(1/276)


وقالوا في المضاعف قلقال وزلزال بالكسر والفتح، وفي تفعلل تفعلل.
مصادر على وزن أسمي الفاعل والمفعول:
وقد يرد المصدر على وزن أسمي الفاعل والمفعول، كقولك قمت قائما، وقوله:
ولا خارجا من في زور كلام
وقوله:
كفى بالنأي من أسماء كاف
ومنه الفاضلة والعافية والكافية والدالة والميسور والمعسور والمرفوع والموضوع والمعقول والمجلود والمفتون في قوله تعالى: " بأيكم المفتون ". ومنه المكروهة والمصدوقة والمأوية. ولم يثبت سيبويه الوارد على وزن مفعول والمصبح والممسي والمجرب والمقاتل والمتحامل والمدحرج. قال:
الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... بالخير صبحنا ربي ومسانا

(1/277)


وقال: وعلم بيان المرء عند المجرب وقال: فإن المندى رحلة فركوب وقال: إن الموقى مثلما وقيت

(1/278)


وقال: أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا وما فيه متحامل وقال: كأن صوت الصنج في مصلصله
مصادر على وزن تفعال:
والتفال كالتهدار والتلعاب والترداد والتجوال والتقتال والتسيار، بمعنى الهدر واللعب والرد والجولان والقتل والسير، مما بني لتكثير الفعل والمبالغة فيه.
مصادر على وزن فعيلي:
والفعيلي كذلك، تقول كان بينهم رميا وهي الترامي الكثير، والحجيزي والحثيثي كثيرة الحجز والحث، والدليلي كثرة العلم بالدلالة والرسوخ فيها، القتيتي كثرة النميمة.

(1/279)


اسم المرة:
وبناء المرة من المجرد على فعلة تقول قمت قومة وشربت شربة. وقد جاء على المصدر المستعمل في قولهم أتيته إتيانة، ولقيته لقاءة. وهو مما عداه على المصدر المستعمل كالإعطاءة. والانطلاقة والابتسامة والترويحة والتقلبة والتغافلة. وأما ما في آخره تاء فلا يتجاوز به المستعمل بعينه تقول قاتلته مقاتلة واحدة، وكذلك الاستعانة والدحرجة.
اسم النوع:
وتقول في الضرب من الفعل هو حسن الطعمة والركبة والجلسة والقعدة، وقتلته قتلة سوء، وبئست الميتة، والعذرة والضرب من الاعتذار.
المصادر مما اعتلت عينه أو لامه:
وقالوا فيما اعتلت عينه من أفعل واعتلت لامه من فعل اجازة وإطاقة وتعزية وتسلية، معوضين التاء من العين واللام الساقطتين. ويجوز ترك التعويض في أفعل دون فعل قال الله تعالى: " وإقام الصلاة " وتقول أريته إراء، ولا تقول تسليا ولا تعزيا. وقد جاء التفعيل فيه في الشعر، قال:
فهي تنزي دلوها تنزيا ... كما تنزي شهلة صبيا

(1/280)


عمل المصدر:
ويعمل المصدر أعمال الفعل مفردا، كقولك عجبت من ضرب زيد عمرا، ومن ضرب عمرا زيد، ومضافا إلى الفاعل أو إلى المفعول كقولك أعجبني ضرب الأمير اللص، ودق القصار الثوب، وضرب اللص الأمير، ودق الثوب القصار. ويجوز ترك ذكر الفاعل والمفعول في الإفراد والإضافة كقولك عجبت من ضرب زيدا، ونحو قوله تعالى: " أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما " ومن ضرب عمرو ومن ضرب زيد أي من ضرب زيد أو ضرب. ونحوه قوله تعالى: " وهم من بعد غلبهم سيغلبون ". ومعرفا باللام كقوله:
ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل
وقوله:
كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

(1/281)


وبيت الكتاب:
قد كنت داينت بها حسانا ... مخافة الأفلاس والليانا
إنما نصب فيه المعطوف عليه لأنه مفعول، كما حمل لبيد الصفة على محل الموصوف في قوله:
طلب المعقب حقه المظلوم

(1/282)


أي كما يطلب المعقب المظلوم حقه.
ويعمل ماضيا كان أو مستقبلا. تقول أعجبني ضرب زيد أمس، وأريد إكرام عمرو أخاه غدا.
ولا يتقدم عليه معموله قلا يقال زيدا ضربك خير له، كما لا يقال زيدا إن تضرب خير له.

(1/283)


الباب الثاني عشر
اسم الفاعل
يعمل عمل الفعل:
هو ما يجري على يفعل من فعله كضارب، ومكرم، ومنطلق، ومستخرج، ومدحرج. ويعمل عمل الفعل في التقديم والتأخير والإظهار والإضمار، كقولك زيد ضارب غلامه عمرا، وهو عمرا مكرم، وهو ضارب زيد وعمرا، أي وضارب عمرا. قال سيبويه وأجروا اسم الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا في الأمر مجراه إذا كان على بناء فاعل، يريد نحو شراب وضروب ومنحار وأنشد للقلاخ:
أخا الحرب لباسا إليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف أعقلا

(1/285)


ولأبي طالب:
ضروب بنصل السيف سوق سمانها
وحكي عن بعض العرب إنه لمنحار بوائكها وأما العسل فأنا شراب وأنشد:
كريم رؤوس الدارعين ضروب

(1/286)


وجوز هذا ضروب رؤوس الرجال وسوق الإبل.
جمعه ومثناه كمفرده في العمل:
وما ثني من ذلك وجمع مصححا أو مكسرا يعمل عمل المفرد كقولك: هما ضاربان زيدا، وهم ضاربون عمرا، وهم قطان مكة، وهن حواج بيت الله، وعواقد حبك النطاق. وقال العجاج:
أوالفا مكة من ورق الحمي
وقال طرفة:
ثم زادوا أنهم في قومهم ... غفر ذنبهم غير فخر

(1/287)


وقال الكميت:
شم مهاوين أبدان الجزور مخا ... ميص العشيات لا خور ولا قزم
يشترط في عمله أن يكون في معنى الحال أو الاستقبال:
ويشترط في إعمال اسم الفاعل أن يكون في معنى الحال أو الاستقبال، فلا يقال: زيد ضارب عمرا أمس، ولا وحشي قاتل حمزة يوم أحد، بل يستعمل ذلك على الإضافة إلا إذا أريدت حكاية الحال الماضية كقوله عز اسمه: " وكلبهم باسط ذراعيه "، أو أدخلت عليه الألف واللام كقولك الضارب زيدا أمس.
يشترط في عمله الاعتماد:
ويشترط اعتماده على مبتدأ، أو موصوف، أو ذي حال، أو حرف

(1/289)


استفهام، أو حرف نفي، كقولك: زيد منطلق غلامه، وهذا رجل بارع أدبه، وجاءني زيد راكبا حمارا، وأقائم أخواك، وما ذاهب غلامك. فإن قلت بارع أدبه من غير أن تعمده بشيء وزعمت أنك رفعت به الظاهر، كذبت بامتناع قائم أخواك.

(1/289)


الباب الثالث عشر
اسم المفعول
هو الجاري على يفعل من فعله، نحو مضروب لأن أصله مفعل، ومكرم ومنطلق به ومستخرج ومدحرج. ويعمل عمل الفعل تقول: زيد مضروب غلامه؛ ومكرم جاره، ومستخرج متاعه، ومدحرج بيده الحجر. وأمره على نحو من أمر اسم الفاعل في إعمال مثناه ومجموعه واشتراط الزمانين والإعتماد.

(1/291)


الباب الرابع عشر
الصفة المشبهة
تعريفها:
هي التي ليست من الصفات الجارية وإنما هي مشبهة بها في أنها تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع نحو كريم وحسن وصعب.
عملها:
وهي لذلك تعمل فعلها، فيقال: زيد كريم حسبه، وحسن وجهه، وصعب جانبه.
وهي تدل على معنى ثابت فإن قصد الحدوث قيل هو حاسن الآن أو غدا، وكارم وطائل، ومنه قوله عز وجل: " وضائق به صدرك ". وتضاف إلى فاعلها كقولك: كريم الحسبن وحسن الوجه، وأسماء الفاعل والمفعول يجريان مجراها في ذلك فيقال ضامر البطن، وجائلة الوشاح، ومعمور الدار، ومؤدب الخدام.
إعرابها:
وفي مسألة حسن وجهه سبعة أوجه: حسن وجهه، وحسن الوجه، وحسن وجها قال أبو زيد:

(1/293)


هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... مخطوطة جدلت شنباء أنيابا
وحسن الوجه قال النابغة:
ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
وحسن وجه قال حميد: ... لاحق بطن بقرا سمين

(1/294)


وحسن وجهه قال الشماخ:
أقامت على ربعيهما حارتا صفا ... كميت الأعالي جونتا مصطلاهما
وحسن وجههه قال:
كوم الذرا وادقة سراتها

(1/295)


الباب الخامس عشر
أفعل التفضيل
كيف يصاغ:
قياسه أن يصاغ من ثلاثي غير مزيد فيه ليس مما ليس بلون ولا عيب. لا يقال في أجاب وانطلق ولا في سمر وعور هو أجوب منه وأطلق ولا أسمر منه وأعور، ولكن يتوصل إلى التفضيل في نحو هذه الأفعال بأن يصاغ أفعل مما يصاغ منه ثم يميز بمصادرها كقولك: هو أجود منه جوابا، وأسرع انطلاقا، وأشد سمرة وأقبح عورا.
ما شذ منه:
ومما شذ من ذلك هو أعطاهم للدينار والدرهم، وأولاهم للمعروف، وأنت أكرم لي من زيد أي أشد إكراما، وهذا المكان أقفر من غيره أي أشد إقفارا، وهذا الكلام أخصر وفي أمثالهم أفلس من ابن المذلق، وأحمق من هبنقة.
وقد جاء أفعل منه وفعل له، قالوا: أحنك الشاتين وأحنك البعيرين، وفي أمثالهم آبل من حنيف الحناتم.
والقياس أن يفضل على الفاعل دون المفعول وقد شذ نحو قولهم أشغل من ذات النحيين، وأزهى من ديك، وهو أعذر منه وألوم وأشهر وأعرف وأنكر

(1/297)


وأرجى وأخوف وأهيب وأحمد، وأنا أسر بهذا منك، وقال سيبويه وهم ببيانه أعنى.
حكمه عند مصاحبته من:
وتعتوره حالتان متضادتان: لزوم التنكير عند مصاحبة من، ولزوم التعريف عند مفارقها. فلا يقال زيد الأفضل من عمرو ولا زيد أفضل. وكذلك مؤنثه وتثنيتهما وجمعهما، لا يقال فضلى ولا أفضلان ولا فضليان ولا أفاضل ولا فضليات ولا فضل، بل الواجب تعريف ذلك باللام أو بالإضافة، كقولك الأفضل والفضلى وأفضل الرجال وفضلى النساء.
وما دام مصحوبا بمن استوى فيه الذكر والأنثى والإثنان والجمع. فإذا عرف باللام أنت وثني وجمع، وإذا أضيف ساغ فيه الأمران. قال الله تعالى: " أكابر مجرميها " وقال: " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة " وقال ذو الرمة:
ومية أحسن الثقلين جيدا ... وسالفة وأحسنه قذالا
ومما حذفت منه من وهي مقدرة قوله عز وجل: " يعلم السر وأخفى " أي أخفي من السر وقول الشاعر:

(1/298)


يا ليتها كانت لأهلي إبلا ... أو هزلت في جدب عام أولا
أي أول من هذا العام وأول من أفعل الذي لا فعل له كآبل. ومما يدل على أنه أفعل الأولى والأول ومما حذفت منه قولك الله أكبر وقول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بني لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
حكم آخر:
ولآخر شأن ليس لأخوانه وهو أنه ألزم فيه حذف من حال التنكير، تقول جاءني زيد ورجل آخر، ومررت به وبآخر. ولم يستو فيه ما استوى في أخواته حيث قالوا مررت بآخرين وآخرين وأخرى وأخريين وأخر وأخريات.
حكم دنيا وجلى وحسنى وسوءى:
وقد استعملت دنيا بغير ألف ولام قال العجاج:
في سعي دنيا قد مدت

(1/299)


لأنها قد غلبت فاختلطت بالأسماء ونحوها جلى في قوله:
وإن دعوت إلى جلى ومكرمة
وأما حسنى فيمن قرأ " وقولوا للناس حسنى " وسوءى فيمن أنشد:
ولا يجزون من حسن بسوءى

(1/300)


فليستا بتأنيث أحسن وأسوأ بل هما مصدران كالرجعى والبشرى. وقد خطيء ابن هانيء في قوله:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها
وقول الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصى
ليست من فيه بالتي نحن بصددها هي نحو من في قولك أنت منهم الفارس الشجاع أي من بينهم.

(1/301)


لا عمل له:
ولا يعمل عمل الفعل. لم يخبروا مررت برجل أفضل منه أبوه، ولا خير منه أبوه، بل رفعوا أفضل وخيرا بالإبتداء وقوله:
وأضرب منا بالسيوف القوانسا
العامل فيه مضمر وهو يضرب المدلول عليه بأضرب.

(1/302)


الباب السادس عشر
أسماء الزمان والمكان
كيف يصاغان: من الثلاثي المجرد:
ما بني منهما من الثلاثي المجرد على ضربين: مفتوح العين ومكسورها. فالأول بناؤه من كل فعل كانت عين مضارعة مفتوحة كالمشرب والملبس والمذهبن، أو مضمومة كالمصدر والمقتل والمقام، إلا أحد عشر إسما وهي المنسك والمجزر والمنبت والمطلع والمشرق والمغرب والمفرق والمسقط والمسكن والمرفق والمسجد.
والثابت بناؤه من كل فعل كانت عين مضارعة مكسورة كالمجلس والمبيت والمصيف ومضرب الناقة ومنتجها، إلا ما كان منه معتل الفاء أو اللام، فإن معتل الفاء مكسور أبدا كالموعد والمورد والموضع والموحل والموجل، والمعتل اللام مفتوح أبدا كالمأتى والمرمى والمأوى والمثوى، وذكر الفراء أنه قد جاء مأوى الإبل بالكسر.
دخول التاء على بعض أسماء المكان والزمان:
وقد تدخل على بعضها تاء التأنيث كالمزلة والمظنة والمعبرة والمشرقة وموقعة الطائر. وأما ما جاء على مفعلة بالضم كالمقبرة والمشرقة والمشربة فأسماء غير مذهوب بها مذهب الفعل.

(1/303)


كيف يصاغان من الثلاثي المزيد ومن الرباعي:
وما بني من الثلاثي المزيد فيه والرباعي فعلى لفظ اسم المفعول كالمدخل والمخرج والمغار في قوله:
مغار ابن همام على حي خثعما
وقولهم فلان كريم المركب والمقاتل والمضطرب والمتقلب والمتحامل والمتدحرج والمحرنجم قال العجاج:
محرنجم الجامل والنؤي
وزن مفعله للتكثير:
وإذا كثر الشيء بالمكان قيل فيه مفعلة بالفتح، أرض مسبعة ومأسدة ومذءبة ومحيأة ومفعأةومقثأة ومطبخة. قال سيبويه ولم يجيؤا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف من نحو الضفدع والثعلب كراهة أن يثقل عليهم، لأنهم قد يستغنون بأن يقولوا كثيرة الثعالب.

(1/304)


لا عمل لها:
ولا يعمل شيء منها. والمجر في قول النابغة:
كأن مجر الرامسات ذيولها ... عليه قضيم نمقته الصوانع
مصدر بمعنى الجر، وقبله مضاف محذوف تقديره كأن أثر جر الرامسات.

(1/305)


الباب السابع عشر
اسم الآلة
هو اسم ما يعالج به وينقل. ويجيء على مفعل ومفعلة ومفعال كالمقص والمحلي والمكسحة والمصفاة والمفتاح.
وما جاء مضموم الميم والعين من نحو المسعط والمنخل والمدق والمدهن والمكحلة والمحرضة، فقد قال سيبويه لم يذهبوا بها مذهب الفعل ولكنها جعلت أسماء لهذه الأوعية.

(1/307)


الباب الثامن عشر
الاسم الثلاثي
أوزان الثلاثي المجرد عشرة:
للمجرد منه عشرة أبنية أمثلتها صقر وعلم وبرد وجمل وإبل وطنب وكتف ورجل وضلع وصدر.
أوزان المزيد كثيرة:
وللمزيد فيه أبنية كثيرة ولعل الأمثلة التي أنا ذاكرها تحيط بها أو بأكثرها.
أنواع الزيادة:
والزيادة إما أن تكون من جنس حروف الكلمة كالدال الثانية في قعدد ومهدد، أو من غير جنسها كهمزة أفكل وأحمر، وللإلحاق كواو جوهر وجدول، أو لغير الإلحاق كألف كاهل وغلام.
والزيادة المجانسة لا تخلو من أن تكون تكريرا للعين كخفيفد وقنب أو للام كخفيدد وخدب أو للفاء والعين كمرمريس ومرمريت أو للعين واللام كصمحمح وبرهرة وما عداها من الزوائد حروف سألتمونيها.

(1/309)


عدد الزيادة:
والزيادة تكون واحدة وثنتين وثلاثا وأربعا ومواقعها أربعة ما قبل الفاء وما بين الفاء والعين وما بين العين واللام وما بعد اللام ولا تخلو من أن تقع مفترقة أو مجتمعة.
الزيادة الواحدة:
والزيادة الواحدة قبل الفاء في نحو أجدل وأثمد وإصبع وأصبع وأبلم وأكلب وتنضب وتدراء وتتفل وتحلىء ويرمع ومقتل ومنبر ومجلس ومنخل ومصحف ومنخر وهبلع عند الأخفش.
وما بين الفاء والعين في نحو كاهل وخاتم وشامل وضيغم وقنبر وجندب وعنسل وعوسج.
وما بين العين واللام في نحو شمأل وحمار وغلام وبعير وعثير وعليب وعرند وقعود وجدول وخروج وسدوس وسلم وقنب.
وما بعد اللام في نحو علقى ومغزى وبهمى وسلمى وذكرى وحبلى وذفرى وشعبى ورعشن وفرسن وبلغن وقردد وشربب وعندد ورمدد ومعد وخدب وجبن وفلز.
الزيادتان:
والزيادتان المفترقتان بينهما الفاء في نحو أداير وأجادل وألنجج وألندد وزنهما أفنعل ومقاتل ومساجد وتناضب ويرامع.
وبينهما العين في نحو عاقول وساباط وطومار وخيتام وديماس وتوراب وقيصوم.
وبينهما اللام في نحو قصيري وقرنبي والجلندي وبلنصي وحباري وخفيدد وجرنبة.
وبينهما الفاء والعين في نحو إعصار واخريط وأسلوب وأدرون ومفتاح

(1/310)


ومضروب ومنديل ومغرود وتمثال وترداد ويربوع ويعضيد وتنبيت وتذنوب وتنوط وتبشر وتهبط.
وبينهما العين واللام في نحو خيزلي وخيزري وحنطأ.
وبينهما الفاء والعين واللام نحو إجفلي وأترب وأرزب.
والمجتمعان قبل الفاء في نحو منطلق ومسطيع ومهراق وانقحل وانقحر.
وبين الفاء والعين في نحو حواجز وغيالم وجنادب ودواسر وصيهم.
وبين العين واللام في نحو كلاء وخطاف وحناء وجلواخ وجريال وعضواد وهبيخ وكديون وبطيخ وقبيط وقيام وصوام وعقنقل وعثوثل وعجول وسبوح ومريق وحطائط ودلامص.
وبعد اللام في نحو صهباء وطرفاء وقوباء وعلباء وحرباء ورحضاء وسيراء وجفناء وسعدان وكروان وعثمان وسرحان وظربان والسبعان والسلطان وعرضني ودفقي وهبرية وسنبتة وقرنوة وعنصوة وجبروت وفسطاط وجلباب وحلتيت وصمحمح ودرحرح.
الزيادات الثلاث:
والثلاث المتفرقة في نحو هجيري ومخاريق وتماثيل ويرابيع.
والمجتمعة قبل الفاء في مستفعل.
وبعد العين واللام في نحو سلاليم وقراويح.
وبعد اللام في صليان وعنفوان وعرفان وتيقان وكبرياء وسيمياء ومرحيا.
وقد اجتمعت ثنتان وانفردت واحدة في نحو أفعوان وأضحيان وأرونان وأربعاء وقاصعاء وفساطيط وسراحين وثلاثاء وسلامان وقراسية وقلنسوة وخنفساء وتيحان وغمدان وملكعان.

(1/311)


الزيادات الأربع:
والأربعة في نحو إشهيباب وإحميرار.

(1/312)


الباب التاسع عشر
الإسم الرباعي
أوزان الرباعي المجرد خمسة:
للمجرد منه خمسة أبنية أمثلها جعفر ودرهم وبرثن وزبرج وفطحل.
تحيط بأبنية المزيد فيه الأمثلة التي أذكرها والزيادة فيه ترتقي إلى الثلاث.
أوزان المزيد:
فالزيادة الواحدة قبل الفاء لا تكون إلا في نحو مدحرج.
وهي بعد الفاء قنفخر وكنتال وكنهبل.
وبعد العين في نحو عذافر وسميدع وفدوكس وحبارج وحزنبل وقرنفل وعلمكد وهمقع وشمخر.
وبعد اللام الأولى في نحو قنديل وزنبور وغرنيق وفردوس وقربوس وكنهور وصلصال وسرداح وشفلح وصفرق.
وبعد اللام الأخيرة في نحو حبركي وجحجبي وهربذي وهندبي وسبطري وسبهلل وفرشب وطرطب.

(1/313)


والزيادتان المفترقتان في نحو حبوكري وهثعور ومنجنون وكنابيل وجحنبار.
والمجتمعتان في نحو قندويل وقمحدوة وسلحفية وعنكبوت وعرطليل وطرماح وعقرباء وهندباء وشعشعان وعقربان وحندمان.
والثلاث في نحو عبوثران وعريقصان وجخادباء وبرنساء وعقربان.

(1/314)


الباب العشرون
الإسم الخماسي
للمجرد منه أربعة أبنية أمثلتها سفرجل وجحمرش وقذعمل وجردحل. وللمزيد فيه خمسة ولا تتجاوز الزيادة فيه واحدة وأمثلتها خندريس وخزعبيل وعضرفوط ومنه يستعور وقرطبوس وقبعثري.

(1/315)


القسم الثاني:
الأفعال

(1/317)


الباب الأول
الفعل الماضي
تعريف الفعل
الفعل ما دل على اقتران حدث بزمان. ومن خصائصه صحة دخول قد، وحرفي الإستقبال، والجوازم، ولحوق المتصل البارز من الضمائر، وتاء التأنيث الساكنة نحو قولك: قد فعل يفعل وسيفعل وسوف يفعل ولم يفعل وفعلت ويفعلن وافعلي وفعلت.
تعريف الفعل الماضي:
وهو الدال على اقتران حدث بزمان قبل زمانك. وهو مبني على الفتح. إلا أن يعترضه ما يوجب سكونه أو ضمه. فالسكون عند الإعلال ولحوق بعض الضمائر. والضم مع واو الضمير.

(1/319)


الباب الثاني
الفعل المضارع
تعريفه
وهو ما يعتقب في صدره الهمزة والنون والتاء والياء. وذلك قولك للمخاطب أو الغائبة تفعل، وللغائب يفعل، وللمتكلم أفعل. وله إذا كان مع غيره واحدا أو جماعة نفعل. وتسمى الزوائد الأربع. ويشترك فيه الحاضر والمستقبل. واللام في قولك إن زيدا ليفعل مخلصة للحال، كالسين أو سوف للإستقبال. وبدخولهما عليه قد ضارع الأسم فأعرب بالرفع والنصب والجزم مكان الجر.
اتصاله بالضمائر:
وهو إذا كان فاعله ضمير اثنين أو جماعة أو مخاطب مؤنث لحقته معه في حال الرفع نون مكسورة بعد الألف مفتوحة بعد أختيها. كقولك: هما يفعلان، وأنتما تفعلان، وهم يفعلون، وأنتم تفعلون، وأنت تفعلين. وجعل في حال النصب كغير المتحرك، فقيل لن يفعلا، ولن يفعلوا، كما قيل لم يفعلا ولم يفعلوا.
وإذا اتصلت به نون جماعة المؤنث رجع مبنيا، فلم تعمل فيه العوامل لفظا، ولم تسقط كما لا تسقط الألف والواو والياء التي هي ضمائر لأنها

(1/321)


منها. وذلك قولك: لم يضربن ولن يضربن. ويبنى أيضا مع النون المؤكدة كقولك لا تضربن ولا تضربن.
وجوه إعرابه:
هي الرفع والنصب والجزم. وليست هذه الوجوه بأعلام على معان كوجوه إعراب الإسم، لأن الفعل في الإعراب غير أصيل بل هو فيه من الأسم بمنزلة الألف والنون من الألفين في منع الصرف. وما ارتفع به الفعل وانتصب وانجزم غير ما استوجب به الإعراب. وهذا بيان ذلك:

(1/322)


الفصل الأول: رفع المضارع
هو في الإرتفاع بعامل معنوي نظير المبتدأ وخبره. وذلك المعنى وقوعه بحيث يصح وقوع الأسم كقولك زيد يضرب كما تقول زيد ضارب، رفعته لأن ما بعد المبتدأ من مظان صحة وقوع الأسماء. وكذلك إذا قلت يضرب الزيدان لأن من ابتدأ كلاما منتقلا إلى النطق عن الصمت لم يلزمه أن يكون أول كلمة تفوه بها إسما أو فعلا، بل مبدأ كلامه موضع خبره في أي قبيل شاء.
وقولهم كاد زيد يقوم وجعل يضرب وطفق يأكل، الأصل فيه أن يقال قائما وضاربا وآكلا ولكن عدل عن الأسم إلى الفعل لغرض وقد استعمل الأصل فيمن روى بيت الحماسة:
فأبت إلى فهم وما كدت آبيا

(1/323)


الفصل الثاني: نصب المضارع
حروف النصب:
انتصابه بأن وأخواته، كقولك أرجو أن يغفر الله لي، ولن أبرح الأرض، وجئت كي تعطيني، وأذن أكرمك.
وينصب بأن المضمرة بعد خمسة أحرف وهي: حتى، واللام، وأو بمعنى إلى، وواو الجمع، والفاء، في جواب الأشياء الستة الأمر والنهي والنفي والإستفهام والتمني والعرض، وذلك قولك: سرت حتى أدخلها، وجئتك لتكرمني، ولألزمنك أو تعطيني حقي، ولا تأكل السمك وتشرب اللبن، وائتني فأكرمك، وقوله سبحانه وتعالى: " ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي "، وماتأتينا فتحدثنا، وأتأتينا فتحدثنا، فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا. . ويا ليتني كنت معهم فأفوز وألا تنزل فتصيب خيرا.
ولقولك ما تأتينا فتحدثنا معنيان أحدهما ما تأتينا فكيف تحدثنا أي لو أتيتنا لحدثتنا. والآخر ما تأتينا أبدا إلا لم تحدثنا أي منك إتيان كثير ولا حديث منك وهذا تفسير سيبويه.
ويمتنع إظهار أن مع هذه الأحرف، إلا اللام إذا كانت لام كي، فإن الإظهار جائز معها، وواجب إذا كان الفعل الذي تدخل عليه داخلة عليه لا،

(1/325)


كقولك: لئلا تعطيني. وأما المؤكدة فليس معها إلا التزام الإضمار.
حتى:
وليس بحتم أن ينصب الفعل في هذه المواضع بل للعدول به إلى غير ذلك معنى وجهة من الإعراب مساغ. فله بعد حتى حالتان: هو في إحداهما مستقبل أو في حكم المستقبل فينصب، وفي الأخرى حال أو في حكم الحال فيرفع. وذلك قولك: سرت حتى أدخلها، وحتى أدخلها، تنصب إذا كان دخولك مترقبا لما يوجد، كأنك قلت سرت كي أدخلها، ومنه قولهم أسلمت حتى أدخل الجنة، وكلمته حتى يأمر لي بشيء. أو كان مقتضيا إلا أنه في حكم المستقبل من حيث أنه في وقت وجود السير المفعول من أجله كان مترقبا. وترفع إذا كان الدخول يوجد في الحال كأنك قلت: حتى أنا أدخلها الآن، ومنه قولهم مرض حتى لا يرجونه، وشربت الإبل حتى يجيء البعير يجر بطنه أو تقضى. إلا أنك تحكي الحال الماضية. وقريء قوله تعالى: " وزلزلوا حتى يقول الرسول "، منصوبا ومرفوعا. وتقول كان سيري حتى أدخلها بالنصب ليس إلا. فإن زدت أمس وعلقته بكان أو قلت سيرا متعبا أو أردت كان التامة جاز فيه الوجهان. وتقول أسرت حتى تدخلها بالنصب. وأيهم سار حتى يدخلها بالنصب والرفع.
أو:
وقريء قوله تعالى: " تقاتلونهم أو يسلمون " بالنصب على إضمار أن، والرفع على الإشتراك بين يسلمون وتقاتلونهم، أو على الإبتداء كأنه قيل أو هم يسلمون. ويقول هو قاتلي أو أفتدي منه، وإن شئت ابتدأته على أو أنا أفتدي وقال سيبويه في قول امريء القيس:
فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

(1/326)


ولو رفعت لكان عربيا جائزا على وجهين: على أن تشرك بين الأول والآخر كأنك قلت إنما نحاول ملكا أو إنما نموت، وعلى أن يكون مبتدأ مقطوعا من الأول يعني أو نحن ممن يموت.
الواو
ويجوز في قوله عز وجل " ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق " أن يكون تكتموا منصوبا ومجزوما كقولهك
ولا تشتم المولى وتبلغ أذاته
وتقول زرني وأزورك بالنصب، يعني لتجتمع الزيادات فيه كقول ربيعة

(1/327)


ابن جشم:
فقلت أدعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان
وبالرفع يعني زيارتك على كل حال فلتكن منك زيارة كقولهم دعني ولا أعود. وإن أردت الأمر أدخلت اللام فقلت ولأزرك. وإلا فلا محمل لأن تقول زرني وأزرك لأن الأول موقوف. وذكر سيبويه في قول كعب الغنوي:
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤول
النصب والرفع. وقال الله تعالى: " لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء "، أي ونحن نقر.

(1/328)


الفاء:
ويجوز ما تأتينا فتحدثنا الرفع على الإشتراك. كأنك قلت ما تأتينا فما تحدثنا ونظيره قوله تعالى: " ولا يوذن لهم فيعتذرون ". وعلى الإبتداء كأنك قلت ما تأتينا فأنت تجهل أمرنا. ومثله قول العنبري:
غير أنا لم تأتنا بيقين ... فنرجي ونكثر التأميلا
أي فنحن نرجي. وقال:
ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرك اليوم بيداء سملق

(1/329)


قال سيبويه لم يجعل الأول سبب الآخر، ولكنه جعله ينطق على كل حال. كأنه قال فهو مما ينطق، كما تقول ائتني فأحدثك، أي فأنا ممن يحدثك على كل حال. وتقول ودلوا تأتيه فتحدثه. والرفع جيد كقوله تعالى: " ودوا لو تدهن فيدهنون ". وفي بعض المصاحف فيدهنوا وقال ابن أحمر:
يعالج عاقرا أعيت عليه ... ليلقحها فينتجها حوارا
كأنه قال يعالج فينتجها. وإن شئت على الإبتداء.
أن:
وتقول أريد أن تأتيني ثم تحدثني ويجوز الرفع. وخير الخليل في قول عروة العذري:
وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب

(1/330)


بين الرفع والنصب، في فأبهت، ومما جاء منقطعا قول أبي اللحام التغلبي:
على الحكم المأتي يوما إذا قضى ... قضيته أن لا يجوز ويقصد
أي عليه غير الجور وهو يقصد، كما تقول عليه أن لا يجوز، وينبغي

(1/331)


له كذا. قال سيبويه: ويجوز الرفع في جميع هذه الحروف التي تشترك على هذا المثال.

(1/332)


الفصل الثالث: جزم المضارع
الجزم بحروف الجزم وأسمائه:
تعمل فيه حروف وأسماء، نحو قولك لم يخرج، ولما يحضر، وليضرب، ولا تفعل، وإن تكرمني أكرمك، وما تصنع أصنع بك، وأيا تضرب أضرب، وبمن تمرر أمر به.
الجزم بأن مضمرة:
ويجزم بأن مضمرة إذا وقع جوابا لأمر أو نهي أو استفهام أو تمن أو عرض، نحو قولك أكرمني أكرمك، ولا تفعل يكن خيرا لك، وألا تأتني أحدثك، وأين بيتك أزرك، وألا ماء أشربه، وليته عندنا يحدثنا، وألا تنزل تصب خيرا. وجواز إضمارها لدلالة هذه الأشياء عليها. قال الخليل إن هذه الأوائل كلها فيها معنى إن فلذلك انجزم الجواب.
الجزم بما فيه معنى الأمر:
وما فيه معنى الأمر والنهي بمنزلتهما في ذلك تقول اتقي الله امرؤ وفعل خيرا يثب عليه، معناه ليتق الله وليفعل خيرا؛ وحسبك يتم الناس.
وحق المضمر أن يكون من جنس المظهر. فلا يجوز أن تقول: لا تدن

(1/333)


من الأسد يأكلك، بالجزم، لأن النفي لا يدل على الإثبات، ولذلك امتنع الإضمار في النفي فلم يقل ما تأتينا تحدثنا، ولكنك ترفع على القطع كأنك قلت: لا تدن منه فإنه يأكلك وإن أدخلت الفاء ونصبت فحسن.
الجزم على الجزاء:
وإن لم تقصد الجزاء فرفعت فكان المرفوع على أحد ثلاثة أوجه: إما صفة كقوله تعالى: " فهب لي من لدنك وليا يرثني "، أو حالا كقوله تعالى " ونذرهم في طغيانهم يعمهون "، أو قطعا واستئنافا كقولك لا تذهب به تغلب عليه، وقم يدعوك. ومنه بيت الكتاب:
وقال رائدهم أرسوا نزاولها
ومما يحتمل الأمرين الحال والقطع قولهم: ذره يقول ذاك، ومره يحفرها وقول الأخطل:

(1/334)


كروا إلى حرتيكم تعمرونهما
وقوله تعالى: " فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ".
وتقول إن تأتني تسألني أعطك وإن تأتني تمشي أمش معك، ترفع المتوسط. ومنه قول الحطيئة:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد
وقال عبيد الله بن الحر:

(1/335)


متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
فجزمه على البدل.
وتقول إن تأتيني آتك فأحدثك بالجزم، ويجوز الرفع على الإبتداء. وكذلك الواو وثم قال الله تعالى: " من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم ". وقرىء ويذرهم بالجزم وقال تعالى: " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "، وقال: " وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ".
وسأل سيبويه الخليل عن قوله تعالى: " رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين " فقال هذا كقول عمرو بن معد يكرب:
دعني فأذهب جانبا ... يوما وأكفك جانبا
وكقوله:

(1/336)


بدالي إني لست مدرك ما مضي ... ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
أي كما جروا الثاني لأن الأول قد تدخله الباء فكأنها ثابتة فيه فكذلك جزموا، الثاني لأن الأول يكون مجزوما ولا فاء فيه فكأنه مجزوم.
وتقول والله إن أتيتني لا أفعل كذا بالرفع، وأنا والله إن تأتيني لا آتك بالجزم، لأن الأول لليمين والثاني للشرط.

(1/337)


الباب الثالث
الأمر
كيف يصاغ الأمر من المضارع:
وهو الذي على طريقة المضارع للفاعل المخاطب لا تخالف بصيغته صيغته، إلا أن تنزع الزائدة فتقول: في تضع ضع، وفي تضارب ضارب، وفي تدحرج دحرج، ونحوها مما أوله متحرك؛ فإن سكن زدت همزة وصل لئلا يبتدأ بالساكن، فتقول في تضرب إضرب، وفي تنطق وتستخرج إنطلق وإستخرج، والأصل في تكرم تأكرم كتدحرج فعلى ذلك خرج أكرم.
وأما ما ليس للفاعل فإنه يؤمر بالحرف داخلا على المضارع دخول لا ولم، كقولك لتضرب أنت، وليضرب زيد، ولأضرب أنا. وكذلك ما هو للفاعل وليس بمخاطب كقولك ليضرب ريد ولأضرب أنا.
وقد جاء قليلا أن يؤمر الفاعل على المخاطب بالحرف ومنه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فبذلك فلتفرحوا.
وهو مبني على الوقف عند أصحابنا البصريين. وقال الكوفيون هو مجزوم باللام مضمرة وهذا خلف من القول.

(1/339)


الباب الرابع
الفعل المتعدي وغير المتعدي
حدهما:
فالمتعدي على ثلاثة أضرب: متعد إلى مفعول به وإلى اثنين وإلى ثلاثة. فالأول نحو قولك ضربت زيدا، والثاني كسوت زيدا جبة، وعلمت زيدا فاضلا. والثالث نحو أعلمت زيدا عمرا فاضلا وغير المتعدي ضرب واحد وهو ما تخصص بالفاعل كذهب زيد ومكث وخرج ونحو ذلك.
أسباب التعدية:
وللتعدية أسباب ثلاثة: وهي الهمزة وتثقيل الحشو وحرف الجر. تتصل ثلاثتها بغير المتعدي فتصيره متعديا، وبالمتعدي إلى مفعول واحد فتصيره ذا مفعولين: نحو قولك أذهبته، وفرحته، وخرجت به، وأحفرته بئرا، وعلمته القرآن، وغصبت عليه الضيعة. وتتصل الهمزة بالمتعدي إلى اثنين فتنقله إلى ثلاثة نحو أعلمت.
أنواع الأفعال المتعدية إلى ثلاثة:
والأفعال المتعدية إلى ثلاثة أضرب: ضرب منقول بالهمزة عن المتعدي إلى مفعولين، وهو فعلان: أعلمت وأريت، وقد أجاز الأخفش

(1/341)


أظننت وأحسبت وأخلت وأزعمت. وضرب متعد إلى مفعول واحد وقد أجري مجرى أعلمت لموافقته له في معناه فعدى تعديته، وهو خمسة أفعال: أنبأت ونبئت وأخبرت وخبرت وحدثت. قال الحارث بن حلزة:
فمن حدثتموه له علينا العلاء
وضرب متعد إلى مفعولين وإلى الظرف المتسع فيه كقولك: أعطيت عبد الله ثوبا اليوم، وسرق زيد عبد الله الثوب الليلة، ومن النحويين من أبي الإتساع في الظرف في الأفعال ذات المفعولين.
والمتعدي وغير المتعدي سيان في نصب ما عدا المفعول به من المفاعيل الأربعة، وما ينصب بالفعل من الملحقات بهن، كما تنصب ذلك بنحو ضرب وكسا وأعلم تنصبه بنحو ذهب وقرب.

(1/342)


الباب الخامس
الفعل المبني للمفعول
حده:
هو ما استغنى عن فاعله فأقيم المفعول مقامه وأسند إليه معدولا عن صيغة فعل إلى فعل، ويسمى فعل ما لم يسم فاعله. والمفاعيل سواء في صحة بنائه لها، إلا المفعول الثاني في باب علمت، والثالث في باب أعلمت، والمفعول له والمفعول معه. تقول ضرب زيد، وسير سير شديد، وسير يوم الجمعة، وسير فرسخان.
وإذا كان للفعل غير مفعول فبني لواحد بقي ما بقي على انتصابه كقولك أعطي زيد درهما، وعلم أخوك منطلقا، وأعلم زيد عمرا خير الناس.
وللمفعول به المتعدي إليه بغير حرف من الفضل على سائر ما بني له أنه متى ظفر به في الكلام فممتنع أن يسند إلى غيره، تقول دفع المال إلى زيد، وبلغ بعطائك خمسمائة، برفع المال وخمس المائة. ولو ذهبت تنصبهما مسندا إلى زيد وبعطائك قائلا دفع إلى زيد المال وبلغ لعطائك خمسمائة، كما تقول منح زيد المال وبلغ عطاؤك خمسمائة، خرجت عن كلام العرب. ولكن إن قصدت الإقتصار على ذكر المرفوع إليه والمبلوغ به قلت دفع إلى زيد وبلغ بعطائك، وكذلك لا تقول ضرب زيدا ضرب شديد ولا يوم الجمعة ولا أمام الأمير؛ بل ترفعه وتنصبها. وأما سائر المفاعيل

(1/343)


فمستوية الأقدام لا تفاضل بينها إذا اجتمعت في الكلام في أن البناء لأيها شئت صحيح غير ممتنع: تقول استخف بزيد استخفافا شديدا يوم الجمعة أمام الأمير، وإن أسندت إلى الجار مع المجرور، ولك أن تسند إلى يوم الجمعة أو إلى غيره وتترك ما عداه منصوبا.
ولك في المفعولين المتغايرين أن تسند إلى أيهما شئت تقول أعطي زيد درهما، وكسي عمرو جبة، وأعطي درهم زيدا، وكسيت جبة عمرا إلا أن الإسناد إلى ما هو في المعنى فاعل أحسن وهو زيد، لأنه عاط وعمرو لأنه مكسو.

(1/344)


الباب السادس
أفعال القلوب
عددها سبعة: وهي سبعة: ظننت وحسبت وخلت وزعمت وعلمت ورأيت ووجدت، إذا كن بمعنى معرفة الشيء على صفة. كقولك علمت أخاك كريما، ووجدت زيدا ذا الحافظ، ورأيته جوادا، تدخل على الجملة من المبتدأ والخبر إذا قصد إمضاؤها على الشك أو اليقين، فتنصب الجزئين على المفعولين وهما على شرائطهما وأحوالهما في أصلهما.
تلحق بها قال: ويستعمل أريت استعمال ظننت، فيقال أريت زيدا منطلقا، وأرى عمرا ذاهبا، وأين ترى بشرا جالسا. ويقولون في الإستفهام خاصة: متى تقول زيدا منطلقا؟ وأتقول عمرا ذاهبا؟ وأكل يوم تقول عمرا منطلقا؟ بمعنى أتظن. وقال الشاعر:
أجهالا تقول بني لؤي ... لعمر أبيك أم متجاهلينا

(1/345)


وقال عمر بن أبي ربيعة:
أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعنا
وبنو سليم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت.
لها معان أخر تجعلها متعدية إلى مفعول واحد:
ولها ما خلا حسبت وخلت وزعمت معان أخر لا يتجاوز عليها مفعولا واحدا. وذلك قولك ظننته من الظنة وهي التهمة، ومنه قوله عز وجل: " وما هو على الغيب بظنين ". وعلمته بمعنى عرفته ورأيته بمعن أبصرته، ووجدت الضالة إذا أصبتها، وكذلك أريت الشيء بمعنى بصرته أو عرفته، ومنه قوله عز وجل: " أرنا مناسكنا " وأتقول إن زيدا منطلق أي أتفوه بذلك.
ومن خصائصها أن الإقتصار على أحد المفعولين في نحو كسوت

(1/346)


وأعطيت مما تغاير مفعولاه غير ممتنع. تقول أعطيت درهما ولا تذكر من أعطيته، وأعطيت زيدا ولا تذكر ما أعطيته. وليس لك أن تقول حسبت زيدا ولا منطلقا وتسكت، لفقد ما عقدت عليه حديثك. فأما المفعولان معا فلا عليك أن تسكت عنهما في البابين. قال الله تعالى: " وظننتم ظن السوء "، وفي أمثالهم: من يسمع يخل. وأما قول العرب ظننت ذاك، فذاك إشارة إلى الظن. كأنهم قالوا ظننت فاقتصروا، وتقول ظننت به إذا جعلته موضع ظنك كما تقول ظننت في الدار. فإن جعلت الباء زائدة بمنزلتها في ألقى بيده لم يجز السكوت عليه.
أثر التقديم والتأخير في عملها:
ومنها أنها إذا تقدمت أعملت ويجوز فيها الإعمال والإلغاء متوسطة أو متأخرة قال:
أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور
ويلغى المصدر إلغاء الفعل فيقال متى زيد ظنك ذاهب، وزيد ظني مقيم، وزيد أخوك ظني. وليس ذلك في سائر الأفعال.
تعليق عملها:
ومنها إنها تعلق وذلك عند حروف الإبتداء والإستفهام والنفي كقولك

(1/347)


ظننت لزيد منطلق، وعلمت أزيد عندك أم عمرو وأيهم في الدار؟ وعلمت ما زيد بمنطلق. ولا يكون التعليق في غيرها.
تجمع ضمير الفاعل والمفعول:
ومنها أنك تجمع فيها بين ضميري الفاعل والمفعول فتقول علمتني منطلقا، ووجدتك فعلت كذا، ورآه عظيما. وقد أجرت العرب عدمت وفقدت مجراها فقالوا عدمتني وفقدتني. وقال جران العود:
لقد كان لي عن ضرتين عدمتني ... وعما ألاقي منهما متزحزح
ولا يجوز ذلك في غيرهما فلا تقول شتمتني ولا ضربتك، ولكن شتمت نفسي وضربت نفسك.

(1/348)


الباب السابع
الأفعال الناقصة
عددها وسبب تسميتها: وهي كان وصار وأصبح وأمسى وأضحى وظل وبات وما زال وما برح وما انفك وما فتئ وما دام وليس، يدخلن دخول الأفعال القلوب على المبتدأ والخبر، إلا أنهن يرفعن المبتدأ وينصبن الخبر. ويسمى المرفوع إسما، والمنصوب خبرا. ونقصانهن من حيث أن نحو ضرب وقتل كلام متى أخذ مرفوعه، وهؤلاء ما لم يأخذن المنصوب مع المرفوع لم يكن كلاما.
رأي سيبويه:
ولم يذكر سيبويه منها إلا كان وصار وما دام وليس، ثم قال وما كان نحوهن من الفعل مما لا يستغني عن الخبر. ومما يجوز أن يلحق بها عاد وآض وغدا وراح. وقد جاء بمعنى صار في قول العرب ما جاءت حاجتك، ونظيره قعد في قول الأعرابي: أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة.
أسمها وخبرها:
وحال الإسم والخبر مثلهما في باب الإبتداء من أن كون المعرفة إسما والنكرة خبرا حد الكلام. ونحوه قول القطامي:

(1/349)


ولا يك موقف منك الوداعا
وقول حسان:
يكون مزاجها عسل وماء
وبيت الكتاب:
أظبي كان أمك أم حمار

(1/350)


من القلب الذي يشجع عليه أمن الإلتباس. ويجيئان معرفتين معا، ونكرتين. ويجيء الخبر جملة ومفردا بتقاسيمها.
وجوه كان:
وكان على أربعة أوجه ناقصة كما ذكر، وتامة بمعنى وقع ووجد، كقولهم كانت الكائنة والمقدورة كائن، وقوله تعالى: " كن فيكون ". وزائدة في قولهم إن من أفضلهم كان زيدا وقال:
جياد بني أبي بكر تسامي ... على كان المسومة العراب
ومن كلام العرب: ولدت فاطمة بنت الخرشب الكلمة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم. والتي فيها ضمير الشأن وقوله عز وجل: " لمن كان له قلب " يتوجه على الأربعة وقيل في قوله:
بنيهاء قفر والمطي كأنها ... قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها

(1/351)


أن كان فيه بمعنى صار.
صار:
ومعنى صار الإنتقال وهو على ذلك على استعمالين: أحدهما كقولك صار الفقير غنيا والطين خزفا. والثاني صار زيد إلى عمرو، ومنه كل حي صائر إلى الزوال.
أصبح وأمسى وأضحى:
وأصبح وأمسى وأضحى على ثلاث معان: أحدهما أن يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة التي هي الصباح والمساء والضحى على طريقة كان. والثاني أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات كأظهر وأعتم، وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها. قال عبد الواسع بن أسامة:
ومن فعلاتي أنني حسن القري ... إذا الليلة الشهباء أضحى جليدها

(1/352)


والثالث أن يكون بمعنى صار كقولك: أصبح زيد غنيا وأمسى أميرا وقال عدي بن زيد:
ثم أضحوا كأنهم ورق ج ... ف فألوت به الصبا والدبور
ظل وبات:
وظل وبات على معنيين: أحدهما إقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصيين على طريقة كان. والثاني كينونتهما بمعنى صار، ومنه قوله تعالى: " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ".
حكم المسبوقة بالنفي:
والتي أوائلها الحرف النافي في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه؛ ولدخول النفي فيها على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب، ومن ثم لم يجز ما زال زيد إلا مقيما، وخطيء ذو الرمة في قوله:
حراجيج ما تنفك إلا مناخة

(1/353)


وتجيء محذوفا منها حرف النفي، قالت امرأة سالم بن قحفان:
تزال حبال مبرمات أعدها
وقال امرؤ القيس:
فقلت لها والله أبرح قاعدا

(1/354)


وقال:
تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكونه
وفي التنزيل: " تالله تفتؤ تذكر يوسف ".
ما دام:
وما دام توقيت للفعل في قولك أجلس ما دمت جالسا، كأنك قلت: اجلس دوام جلوسك، نحو قولهم آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج، ولذلك كان مفتقرا إلى أن يشفع بكلام لأنه ظرف لا بد له مما يقع فيه.
ليس:
وليس معناه نفي مضمون الجملة في الحال، تقول ليس زيد قائما الآن، ولا تقول ليس زيد قائما غدا. والذي يصدق أنه فعل لحوق الضمائر وتاء التأنيث ساكنة به وأصله ليس كصيد البعير.
تقديم خبرها:
وهذه الأفعال في تقديم خبرها على ضربين: فالتي في أوائلها ما يتقدم خبرها على اسمها لا عليها، وما عداها يتقدم خبرها على اسمها وعليها.

(1/355)


وقد خولف في ليس فجعل من الضرب الأول والأول هو الصحيح.
وفضل سيبويه في تقديم الظرف وتأخيره بين اللغو منه والمستقر، فاستحسن تقديمه إذا كان مستقرا نحو قولك ما كان فيها أحد خير منك، وتأخيره إذا كان لغوا نحو قولك ما كان أحد خيرا منك فيها، ثم قال: وأهل الجفاء يقرؤون ولم يكن كفؤا له أحد.

(1/356)


الباب الثامن
أفعال المقاربة
عسى وكاد:
منها عسى ولها مذهبان: أحدهما أن تكون بمنزلة قارب، فيكون لها مرفوع ومنصوب، إلا أن منصوبها مشروط فيه أن يكون أن مع الفعل متأولا بالمصدر. كقولك عسى زيد أن يخرج، في معنى قارب زيد الخروج. قال الله تعالى: " فعسى الله أن يأتي بالفتح ". والثاني أن يكون بمنزلة قرب، فلا يكون لها إلا مرفوع، إلا أن مرفوعها أن مع الفعل في تأويل المصدر كقولك: عسى أن يخرج زيد، في معنى قرب خروجه، قال الله تعالى: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
ومنها كاد ولها اسم وخبر. وخبرها مشروط فيه أن يكون فعلا مضارعا متأولا باسم الفاعل كقولك كاد يخرج. وقد جاء على الأصل:
وما كدت آيبا

(1/357)


كما جاء: عسى الغوير أبؤسا وقد شبه عسى بكاد من قال:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
وكاد بعسى من قال:
قد كاد من طول البلى أن يمصحا
وللعرب في عسى ثلاثة مذاهب: أحدها أن يقولوا عسيت أن تفعل كذا، وعسيتما إلى عسيتن، وعسى زيد أن يفعل كذا، وعسيا إلى عسين، وعسيت وعسينا. والثاني أن لا يتجاوزوا عسى أن يفعل وعسى أن يفعلا وعسى أن يفعلوا. والثالث أن يقولوا عساك أن تفعل كذا إلى عساكن، وعساه

(1/358)


أن يفعل إلى عساهن، وعساني أن أفعل، وعسانا أن نفعل.
وتقول كاد يفعل إلى كدن، وكدت إلى كدتن، وكدت أفعل، وكدنا نفعل. وبعض العرب يقولون كدت بالضم.
والفصل بين معنيي عسى وكاد أن عسى لمقاربة الأمر على سبيل الرجاء والطمع، تقول عسى الله أن يشفي مريضي، تريد أن قرب شفائه مرجو من عند الله تعالى مطموع فيه؛ وكاد لمقاربته على سبيل الوجود والحصول، تقول كادت الشمس تغرب، تريد أن قربها من الغروب قد حصل.
وقوله عز وجل ":إذا أخرج يده لم يكد يراها " على نفي مقاربة الرؤية، هو أبلغ من نفي نفس الرؤية. ونظيره قول ذي الرمة:
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح
أوشك:
ومنها أوشك يستعمل إستعمال عسى في مذهبيها، وإستعمال كاد. تقول: يوشك زيد أن يجيء، ويوشك أن يجيء زيد، ويوشك زيد يجيء. قال:

(1/359)


يوشك من فر من منيته ... في بعض غراته يوافقها
كرب وأخذ وجعل وطفق:
ومنها كرب وأخذ وجعل وطفق، يستعملن إستعمال كاد. تقول: كرب يفعل، وجعل يقول ذاك، وأخذ يقول، وقال الله عز وجل: " وطفقا يخصفان ".

(1/360)


الباب التاسع
فعلا المدح والذم
لفظاهما:
هما نعم وبئس، وضعا للمدح العام والذم العام، وفيهما أربع لغات: فعل بوزن حمد وهو أصلها قال:
نعم الساعون في الأمر المبر
وفعل وفعل بفتح الفاء وكسرها وسكون العين. وفعل بكسرهما.

(1/361)


وكذلك كل فعل أو اسم على فعل ثانية حرف حلق كشهد وفخذ. ويستعمل ساء استعمال بئس قال الله عز وجل: " ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا ".
فاعل نعم وبئس:
وفاعلهما إما مظهر معرف باللام، أو مضاف إلى المعرف به، وإما مضمر مميز بنكرة منصوبة. وبعد ذلك اسم مرفوع هو المخصوص بالذم أو المدح. وذلك قولك: نعم الصاحب أو نعم صاحبا القوم زيد، وبئس الغلام أو بئس غلام الرجل بشر، ونعم صاحبا زيد وبئس غلاما بشر.
مميز نعم وبئس:
وقد يجمع بين الفاعل الظاهر وبين المميز تأكيدا فيقال نعم الرجل رجلا زيد. قال جرير:
تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزاد زاد أبيك زادا
وقوله تعالى: " فنعما هي ": نعم فيه مسند إلى الفاعل المضمر، ومميزه ما وهي نكرة لا موصوفة ولا موصولة، والتقدير فنعم شيئا هي.
إعراب مخصوص نعم وبئس:
وفي ارتفاع المخصوص مذهبان: أحدهما أن يكون مبتدأ خبره ما

(1/362)


تقدمه من الجملة، كأن الأصل زيد نعم الرجل. والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف والتقدير: نعم الرجل هو زيد. فالأول على كلام والثاني على كلامين.
حذف المخصوص:
وقد يحذف المخصوص إذا كان معلوما للمخاطب كقوله تعالى: " نعم العبد إنه أواب " أي نعم العبد أيوب، وقوله تعالى: " فنعم الماهدون " أي فنعم الماهدون نحن.
تأنيث نعم وبئس وتثنية اسميهما وجمعهما:
ويؤنث الفعل ويثنى الإسمان ويجمعان نحو قولك نعمت المرأة هند وإن شئت قلت نعم المرأة. وقالوا هذه الدار نعمت البلد، لما كان البلد الدار كقولهم من كانت أمك. وقال ذو الرمة:
أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة ... دعائم الزور نعمت زورق البلد

(1/363)


وتقول نعم الرجلان أخواك، ونعم الرجال أخوتك، ونعمت المرأتان هند ودعد، ونعمت النساء بنات عمك.
المخصوص يجانس الفاعل:
ومن حق المخصوص أن يجانس الفاعل. وقوله عز وجل: " ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا " على حذف المضاف أي ساء مثلا مثل القوم، ونحوه قوله تعالى: " بئس مثل القوم الذين كذبوا " أي مثل الذين كذبوا. ورؤي أن يكون محل الذين مجرورا صفة للقوم، ويكون المخصوص بالذم محذوفا، أي بئس مثل القوم المكذبين مثلهم.
حبذا:
وحبذا مما يناسب هذا الباب ومعنى حب صار محبوبا جدا. وفيه لغتان فتح الحاء وضمها. وعليها روي قوله:
وحب بها مقتولة حين تقتل

(1/364)


وأصله حبب، وهو مسند إلى اسم الإشارة، إلا أنهما جريا بعد التركيب مجرى الأمثال التي لا تغير، فلم يضم أول الفعل، ولا وضع موضع ذا غيره من أسماء الإشارة، بل التزمت فيهما طريقة واحدة. وهذا الإسم في مثل إبهام الضمير في نعم، ومن ثم فسر بما فسر به، فقيل حبذا رجلا زيد كما يقال نعم رجلا زيد. غير أن الظاهر فضل على المضمر بأن استغنوا معه عن المفسر، فقيل حبذا زيد ولم يقولوا نعم زيد، ولأنه كان لا ينفصل المخصوص عن الفاعل في نعم وينفصل في حبذا.

(1/365)


فعلا التعجب
بناؤهما:
هما نحو قولك ما أكرم زيدا، وأكرم بزيد. ولا يبنيان إلا مما يبنى منه أفعل التفضيل. ويتوصل إلى التعجب مما لا يجوز بناؤهما منه بمثل ما توصل به إلى التفضيل، إلا ما شذ من نحو ما أعطاه وما أولاه للمعروف، ومن نحو ما أشهاها وما أمقته. وذكر سيبوبه أنهم لا يقولون ما أقيله استغناء عنه بما أكثر قائلته كما استغنوا بتركت عن وذرت.
معناهما:
ومعنى ما أكرم زيدا، شيء جعله كريما، كقولك أمر أقعده عن الخروج ومعهم أشخصه عن مكانه، يريد أن قعوده وشخوصه لم يكونا إلا لأمر. إلا أن هذا النقل من كل فعل خلا ما استثنى منه مختص بباب التعجب. وفي لسانهم أن يجعلوا لبعض الأبواب شأنا ليس لغيره لمعنى. وأما أكرم بزيد فقيل أصله أكرم زيد أي صار ذا كرم، كأغد البعير أي صار ذا غدة، إلا أنه أخرج على لفظ الأمر ما معناه الخبر، كما أخرج على لفظ الخبر ما معناه الدعاء في قولهم رحمه الله والباء مثلها في كفي بالله. وفي هذا ضرب من التعسف. وعندي أن أسهل منه مأخذا أن يقال إنه أمر لكل أحد بأن يجعل زيدا كريما، أي بأن يصفه بالكرم. والباء مزيدة مثلها في قوله

(1/367)


تعالى: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " للتأكيد والإختصاص، أو بأن يصيره ذا كرم والباء للتعدية. هذا أصله ثم جرى مجرى المثل فلم يغير عن لفظ الواحد في قولك يا رجلان أكرم بزيد ويا رجال أكرم بزيد.
ما:
واختلفوا في ما فهي عند سيبويه غير موصولة ولا موصوفة، وهي مبتدأ ما بعد خبره. وعند الأخفش موصولة صلتها ما بعدها وهي مبتدأ محذوف الخبر. وعند بعضهم فيها معنى الإستفهام كأنه قيل: أي شيء أكرمه.
لا تقديم ولا تأخير:
ولا يتصرف في الجملة التعجبية بتقديم ولا تأخير ولا فصل. فلا يقال عبد الله ما أحسن، ولا ما عبد الله أحسن، ولا بزيد أكرم، ولا ما أحسن في الدار زيد، ولا أكرم اليوم بزيد. وقد أجاز الجرمي الفصل وغيره من أصحابنا. وينصرهم قول القائل ما أحسن بالرجل أن يصدق.
ويقال ما أحسن زيدا للدلالة على المضي. وقد حكي ما أصبح أبردها. وما أمسى أدفأها والضمير للغداة.

(1/368)


الباب العاشر
الفعل الثلاثي
أوزان الثلاثي المجرد ثلاثة:
للمجرد منه ثلاثة أبنية فعل وفعل وفعل. فكل واحد من الأولين على وجهين: متعد وغير متعد. ومضارعه على بناءين: مضارع فعل على يفعل ويفعل، ومضارع فعل على تفعل ويفعل. والثالث على وجه واحد غير متعد ومضارعه على بناء واحد وهو يفعل. فمثال فعل ضربه يضربه، وجلس يجلس، وقتله يقتله، وقعد يقعد. ومثال يفعل شربه يشربه، وفرح يفرح، وومقه يرمقه، ووثق يثق. ومثال فعل كرم يكرم. وأما فعل يفعل فليس بأصل ومن ثم لم يجيء إلا مشروطا فيه أن يكون عينه أو لامه أحد حروف الحلق: الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين إلا ما شذ من نحو أبى يأبى وركن يركن. وأما فعل يفعل نحو فصل يفصل ومت تموت فمن تداخل اللغتين وكذلك فعل يفعل نحو كدت تكاد.
أوزان الثلاثي المزيد خمسة وعشرون:
وللمزيد فيه خمسة وعشرون بناء تمر في أثناء التقاسيم بعون الله تعالى. والزيادة لا تخلو إما أن تكون من جنس حروف الكلمة أو من غير جنسها كما ذكر في أبنية الأسماء.

(1/396)


وأبنية المزيد على ثلاثة أضرب: موازن للرباعي على سبيل الإلحاق، وموازن له على غير سبيل الإلحاق، وغير موازن له. فالأول على ثلاثة أوجه ملحق بدحرج نحو شملل وحوقل وبيطر وجهور وقلنس وقلسي. وملحق بتدحرج نحو تجلبب وتجورب وتشيطن وترهوك وتمسكن وتغافل وتكلم. وملحق باحرنجم نحو إقعنسس واسلنقي. ومصداق الإلحاق اتحاد المصدرين. والثاني نحو أخرج وجرب وقاتل يوازن دحرج غير أن مصدره مخالف لمصدره. والثالث نحو انطلق واقتدر واستخرج وأشهاب وأشهب وأغدودن واعلوط.
وزن فاعل:
فما كان على فعل فهو على معان لا تضبط كثرة وسعة. وباب المغالبة مختص بفعل يفعل. منه كقولك كارمني فكرمته أكرمه، وكاثرني فكثرته أكثره، وكذلك عازني فعززته أعزه، وخاصمني فخصمته، وهاجاني فهجوته. إلا ما كان معتل الفاء كوعدت أو معتل العين أو اللام من بنات الياء كبعت ورميت فأنك تقول فيه أفعله بالكسر، كقولك راميته أرميه وخايرته فخرته أخيره. وعن الكسائي إنه استثنى أيضا ما فيه أحد حروف الحلق وأنه يقال فيه أفعله بالفتح. وحكى أبو زيد شاعرته أشعره، وفاخرته أفخره بالضم. قال سيبويه وليس في كل شيء يكون هذا، ألا يرى أنك لا تقول نازعني فنزعته استغنى عنه بغلبته. وفعل يكثر فيه الإعراض من العلل والأحزان وأضدادها كسقم ومرض وحزن وفرح وجذل وأشر والألوان كأدم وشهب وسود. وفعل للخصال التي تكون في الأشياء كحسن وقبح وصغر وكبر.
وزن تفعلل:
وتفعلل يجيء مطاوع كجوربة فتجورب، وجلببه فتجلبب، وبناء مقتضيا كتسهوك وترهوك.

(1/370)


وزن تفعل:
وتفعل يجيء مطاوع فعل نحو كسرته فتكسر، وقطعته فتقطع. وبمعنى التكلف نحو تشجع وتصبر وتحلم وتمرأ. قال حاتم:
تحلم عن الأذنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
قال سيبويه وليس هذا مثل تجاهل لأن هذا يطلب أن يصير حليما ومنه تقيس وتنزر، وبمغنى استفعل كتكبر وتعظم وتعجل الشيء وتيقنه وتقصاه وتثبته وتبينه، وللعمل بعد العمل في مهلة كقولك تجرعه وتحساه وتعرفه. وتفوقه ومنه تفهم وتبصر وتسمع، وبمعنى إتخاذ الشيء نحو تديرت المكان وتوسدت التراب ومنه تبناه وبمعنى التجنب كقولك تحوب وتأثم وتهجد وتحرج أي تجنب الحوب والإثم الهجود والحرج.
وزن تفاعل:
وتفاعل لما يكون من اثنين فصاعدا نحو تضاربا وتضاربوا ولا يخلو من أن يكون من فاعل المتعدي إلى مفعول أو المتعدي إلى مفعولين: فإن كان من المتعدي إلى مفعول كضارب لم يتعد. وإن كان من المتعدي إلى مفعولين نحو نازعته الحديث وجاذبته الثوب وناسيسته البغضاء تعدي إلى مفعول واحد، كقولك تنازعنا الحديث وتجاذبنا الثوب وتناسينا البغضاء.

(1/371)


ويجيء ليريك الفاعل أنه في حال ليس فيها نحو تغافلت وتعاميت وتجاهلت قال:
إذا تخازرت وما بي من خزر
وبمنزلة فعلت كقولك توانيت في الأمر وتقاضيته وتجاوز الغاية. ومطاوع فاعلت نحو باعدته فتباعد.
وزن أفعل:
وأفعل للتعدية نحو أجلسته وأمكنته. وللتعريض للشيء وأن يجعل بسبب منه نحو أقتلته وأبعته إذا عرضته للقتل والبيع. ومنه أقبرته وأشفيته وأشقيته إذا جعلت له قبرا وشفاء وسقيا وجعلته بسبب منه من قبل الهبة أو نحوها. أو لصيرورة الشيء ذا كذا نحو أغد البعير إذا صار ذا غدة، وأجرب الرجل وانحز وأحال أي صار ذا جرب ونحاز وحيال في ماله، ومنه الأم وأراب وأصرم النخل وأحصد الزرع وأجر، ومنه أبشر وأفطر وأكب وأقشع الغيم. ولوجود الشيء على صفة نحو أحمدته أي وجدته محمودا، وأحييت الأرض أي وجدتها حية النبات. وفي كلام عمرو بن معد يكرب لمجاشع السلمي: لله دركم يا بني سليم قاتلناكم فما أجبناكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم. وللسلب نحو أشكيته وأعجمت الكتاب إذا أزلت الشكاية والعجمة. ويجيء. بمعنى فعلت تقول قلت البيع وأقلته وشغلته وأشغلته وبكر وأبكر.
وزن فعل:
وفعل يؤاخي أفعل في التعدية نحو فرحته وغرمته، ومنه خطأته وفسقته

(1/373)


وزنيته وجدعته وعقرته. وفي السلب نحو فزعته وقذيب عينه وجلدت البعير وقردته، أي أزلت الفرزع والقذي والجلد والقراد. وفي كونه بمعنى فعل كقولك زلته وزيلته وعضته وعوضته ومزته وميزته. ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه نحو قولك قطعت الثياب وغلقت الأبواب، وهو يجول ويطوف أن يكثر الجولان والطواف وبرك النعم وربض الشاء وموت المال ولا يقال للواحد.
وزن فاعل:
وفاعل لأن يكون من غيرك إليك ما كان منك إليه، كقولك ضاربته وقاتلته، فإذا كنت الغالب قلت فاعلني ففعلته. ويجيء مجيء فعلت كقولك سافرت. بمعنى أفعلت نحو عافاك الله، وطارقت النعل. وبمعنى فعلت نحو ضاعفت وناعمت.
وزن انفعل:
وانفعل لا يكون إلا مطاوع فعل كقولك كسرته فانكسر، وحطمته فانحطم، إلا ما شذ من قولهم: أقحمته فانقحم، وأغلقته فانغلق، وأسقفته فانسقف، وأزعجته فانزعج. ولا يقع إلا حيث يكون علاج وتأثير، ولهذا كان قولهم انعدم خطأ. وقالوا قلته فانقال لأن القائل يعمل في تحريك لسانه.
وزن افتعل:
وافتعل يشارك انفعل في المطاوعة كقولك غممته فاغتم، وشويته فاشتوى، ويقال أنغم وانشوى. ويكون بمعنى تفاعل نحو اجتوزوا واختصموا والتقوا وبمعنى الإتخاذ نحو إذبح وأطبخ واشتوى إذا اتخذ ذبيحة وطبيخا وشواء لنفسه. ومنه اكتال واتزن. وبمنزلة فعل نحو قرأت واقترات وخطف واختطف. وللزيادة على معناه كقولك اكتسب في كسب، واعتمل في عمل. قال سيبويه أما كسبت فإنه يقول أصبت، وأما اكتسبت فهو التصرف والطالب، والإعتمال بمنزلة الإضراب.

(1/373)


وزن استفعل: واستفعل لطلب الفعل، تقول استخفه واستعمله واستعجله إذا طلب عمله وخفته وعجلته مر مستعجلا أي مر طالبا ذلك من نفسه مكلفها إياه، ومنه استخرجته أي لم أزل أتلطف به وأطلب حتى خرج. وللتحول نحو استتيبست الشاة، واستنوق الجمل، واستحجر الطين، وإن البغاث بجرضنا يستنسر. وللإصابة على صفة نحو استعظمته واستسمنته واستجدته أي أصبته عظيما وسمينا وجيدا. وبمنزلة فعل نحو قر واستقر وعلا قرنه واستعلاه.
افعوعل:
وافعوعل بناء مبالغة وتوكيد. فاخشوشن واعشوشبت الأرض واحلولى الشيء مبالغات في خشن وأعشبت وحلا. قال الخليل في اعشوشبت إنما يريد أن يجعل ذلك عاما قد بالغ.

(1/374)


الباب الثاني عشر
الفعل الرباعي
أوزان الرباعي: للمجرد منه بناء واحد فعلل ويكون متعديا نحو دحرج الحجر، وسرهف الصبي. وغير متعد نحو دربخ وبرهم. وللمزيد فيه بناءان إفعنلل نحو احرنجم وافعلل نحو اقشعر.
وكلا بنائي المزيد فيه غير متعد. وهما في الرباعي نظير انفعل وأفعل وأفعال في الثلاثي. قال سيبويه وليس في الكلام أحرنجمته لأنه نظير انفعلت في بنات الثلاثة، زادوا نونا وألف وصل كما زادوهما في هذا. وقال ليس في الكلام افعللته ولا أفعاللته، وذلك نحو أحمررت وأشهاببت، ونظير ذلك من بنات الأربعة اطمأننت واشمأززت والله أعلم.

(1/375)


القسم الثالث:
الحروف

(1/377)


حروف الإضافة
تعريف الحرف
الحرف ما دل على معنى في غيره. ومن لم ينفك من أسم أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب، نحو قولهم نعم وبلى وإي وإنه ويا وزيد قد في قوله وكأن قد.
أنواعها
سميت بذلك إن وضعها على أن تفضي بمعاني الأفعال إلى الأسماء. وهي فوضى في ذلك وإن اختلفت بها وجوه الإفضاء. وهي على ثلاثة أضرب: ضرب لازم للحرفية. وضرب كائن إسما وحرفا. وضرب كائن حرفا وفعلا. فالأول تسعة أحرف: من وإلى وحتى وفي والباء واللام ورب وواو القسم وتاؤه. والثاني خمسة أحرف: على وعن والكاف ومذ منذ. والثالث ثلاثة أحرف: حاشا وخلا وعدا.
من:
فمن معناها ابتداء الغاية كقولك سرت من البصرة إلى الكوفة، وكونها مبعضة نحو أخذت من الدراهم، ومبينة في نحو " فاجتنبوا الرجس من الأوثان "، ومزيدة في نحو ما جاءني من أحد راجع إلى هذا، ولا تزاد عند

(1/379)


سيبويه إلا في النفي، والأخفش يجوز الزيادة في الإيجاب ويستشهد بقوله عز وجل: " يغفر لكم من ذنوبكم ".
إلى:
وإلى معارضة لمن دالة على انتهاء الغاية كقولك سرت من البصرة إلى بغداد، وكونها بمعنى المصاحبة في نحو قوله عز وجل: " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم " راجع إلى معنى الإنتهاء.
حتى:
وحتى في معناها إلا أنها تفارقها في أن مجرورها يجب أن يكون آخر جزء من الشيء أو يلاقي آخر جزء منه، لأن الفعل المعدى بها، الغرض فيه أن يتقضى ما تعلق به شيئا فشيئا حتى يأتي عليه، وذلك قولك أكلت السمكة حتى رأسها ونمت البارحة حتى الصباح، ولا تقول حتى نصفها أو ثلثها كما تقول إلى نصفها وإلى ثلثها. ومن حقها أن يدخل ما بعدها فيما قبلها. ففي مسألتي السمكة والبارحة في أكل الرأس ونيم الصباح. ولا تدخل على مضمر فتقول حتاه كما تقول إليه. وتكون عاطفة ومبتدأ ما بعدهما في نحو قول امريء القيس:
وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

(1/380)


في:
وفي معناها الظرفية كقولك: زيد في أرضه، والركض في الميدان، ومنه نظر في الكتاب، وسعي في الحاجة، وقولهم في قول الله عز وجل: " ولأصلبنكم في جذوع النخل " إنها بمعنى على عمل على الظاهر، والحقيقة إنها على أصلها لتمكن المصلوب في الجذع تمكن الكائن في الظرف فيه.
الباء:
والباء معناها الإلصاق كقولك به داء أي التصق به وخامره، ومررت به وارد على الاتساع والمعنى التصق مروري بموضع يقرب منه. ويدخلها معنى الإستعانة في نحو كتبت بالقلم، ونحرت بالقدوم، وبتوفيق الله حججت، وبفلان أصبت الغرض. ومعنى المصاحبة في نحو خرج بعشيرته، ودخل عليه بثياب السفر، واشترى الفرس بسرجه ولجامه. وتكون مزيدة في المنصوب كقوله تعالى: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "، وقوله: " بأيكم المفتون " وقوله:
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
وفي المرفوع كقوله تعالى: " كفى بالله شهيدا " وبحسبك زيد وقول امريء القيس:

(1/381)


ألا هل أتاها والحوادث جمة ... بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا
اللام:
واللام للإختصاص كقولك المال لزيد، والسرج للدابة، وجاءني أخ له وابن له. وقد تقع مزيدة قال الله تعالى: " ردف لكم ".
رب:
ورب للتقليل. ومن خصائصها أن لا تدخل إلا على نكرة ظاهرة أو مضمرة. فالظاهر يلزمها أن تكون موصوفة بمفرد أو جملة كقولك رب رجل جواد، ورب رجل جاءني، ورب رجل أبوه كريم. والمضمرة حقها أن تفسر بمنصوب كقولك ربه رجلا. ومنها أن الفعل الذي تسلطه على الأسم يجب تأخير عنها، وإنه يجيء محذوفا في الأكثر كما حذف مع الباء في بسم الله قال الأعشي:
رب رفد هرقته ذلك اليو ... م وأسرى من معشر أقيال

(1/282)


فهرقته ومن معشر صفتان وأسرى والفعل محذوف. ومنها أن فعلها يجب أن يكون ماضيا، تقول رب رجل كريم قد لقيت، ولا يجوز سألقى أو لألقين. وتكف بما فتدخل حينئذ على الإسم والفعل كقولك ربما قام زيد، وربما زيد في الدار. قال أبو دؤاد:
ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار
وفيها لغات: رب الراء مضمومة والباء مخففة مفتوحة أو مضمومة أو مسكنة، ورب الراء مفتوحة والباء مشددة ومخففة، وربت بالتاء والباء مشددة أو مخففة.
واو القسم:
وواو القسم مبدلة عن الباء الإلصاقية في أقسمت بالله، أبدلت عنها عند حذف الفعل، ثم التاء مبدلة عن الواو في تالله خاصة. وقد روى الأخفش ترب الكعبة فالباء لأصالتها تدخل على المضمر والمظهر فتقول بالله وبك لأفعلن كذا. والواو لا تدخل إلا على المظهر لنقصانها عن الباء، والتاء لا تدخل من المظهر إلا على واحد لنقصانها عن الواو. وقولهم والله قيل

(1/383)


أصله من الله لقولهم من ربي أنك لأشر فحذفت النون لكثرة الإستعمال، وقيل أصله أيم ومن ثم قالوا من ربي بالضم. ورأي بعضهم أن تكون الميم بدلا من الواو لقرب المخرج.
على:
وعلى للإستعلاء تقول عليه دين، وفلان علينا أمير، وقال الله تعالى: " فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك "، وتقول على الإتساع: مررت عليه إذا جزنه. وهو اسم في نحو قوله:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها

(1/384)


أي من فوقه.
عن:
وعن للبعد والمجاوزة كقولك رمى عن القوس لأنه يقذف عنها بالسهم ويبعده، وأطعمه عن الجوع، وكساه عن العري، لأنه يجعل الجوع العري متباعدين عنه. وجلس عن يمنيه أي متراخيا عن بدنه في المكان الذي بحيال يمينه. وقال الله تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره ". وهو اسم في نحو قولهم جلست من عن يمينه أي من جانبها.
الكاف:
والكاف للتشبيه كقولك: الذي كزيد أخوك. وهو اسم في نحو قوله:
يضحكن عن كالبرد المنهم
ولا تدخل على الضمير استغناء بمثل، وقد شذ نحو قول العجاج:
وأم أوعال كها أو أقربا

(1/385)


مذ ومنذ:
ومذ ومنذ لابتداء الغاية في الزمان كقولك ما رأيته مذ يوم الجمعة ومنذ يوم السبت. وكونهما أسمين ذكر في الأسماء المبنية.
حاشا:
وحاشا معناها التنزيه قال:
حاشا أبي ثوبان أن به ... ضنا عن الملحاة والشتم

(1/386)


وهو عند المبرد يكون فعلا في نحو قولك هجم القوم حاشا زيدا بمعنى جانب بعضهم زيدا، أي فاعل من الحشا وهو الجانب. وحكى أبو عمرو الشيباني عن بعض العرب اللهم اغفر لي ولمن سمع حاشا الشيطان وابن الأصبغ بالنصب. وقوله تعالى: " حاش لله " بمعنى براءة لله من السوء.
عدا وخلا:
وعدا وخلا مر الكلام فيهما في الإستثناء.
كي:
وكي في قولهم كيمه من حروف الجر بمعنى لمه.
حذف حروف الجر:
وتحذف حروف الجر فيتعدى الفعل بنفسه كقوله تعالى: " واختار لموسى قومه سبعين رجلا " وقوله:
منا الذي اختير الرجال سماحة ... وجودا إذا هب الرياح الزعازاع
وقوله:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

(1/387)


وتقول استغفر الله ذنبي، ومنه دخلت الدار. وتحذفت مع أن وإن كثيرا مستمرا.
وتضمر قليلا. ومما جاء من ذلك إضمار رب والباء في القسم وفي قول رؤبة خير إذا قيل له كيف أصبحت واللام في لاه أبوك بمعنى لله أبوك.

(1/388)


الباب الثاني
الحروف المشبهة بالفعل
وهي إن وأن ولكن وكأن وليت ولعل. وتلحقها ما الكافة فتعزلها عن العمل ويبتدأ بعدها الكلام. قال الله تعالى: " إنما إلهكم إله واحد " وقال: " إنما ينهاكم الله " وقال ابن كراع:
تحلل وعالج ذات نفسك وانظرن ... أبا جعل لعلما أنت حالم
وقال:
أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ... أضاءت لك النار الحمار المقيدا

(1/389)


ومنهم من يجعل ما مزيدة ويعملها. إلا أن الإعمال في كأنما ولعلما وليتما أكثر منه في إنما وأنما ولكنما. وروى بيت النابغة:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا
على وجهين.
أن وإن الفرق بينهما
أن وإن هما تؤكدان مضمون الجملة وتحققانه إلا أن المكسورة الجملة معها على استقلالها بفائدتها، والمفتوحة تقلبها إلى حكم المفرد. تقول إن زيدا منطلق وتسكت كما تسكت على زيد منطلق، وتقول بلغني أن زيدا منطلق، وحق أن زيدا منطلق، فلا تجد بدا من هذا الضميم كما لا تجده مع الإنطلاق ونحوه. وتعاملها معاملة المصدر حيث توقعها فاعلة ومفعولة ومضافا إليها في قولك بلغني أن زيدا منطلق، وسمعت أن عمرا خارج. وعجبت من أن زيدا واقف. ولا تصدر بها الجملة كما تصدر بأختها بل إذا وقعت في

(1/390)


موضع المبتدأ التزم تقديم الخبر عليها فلا يقال أن زيدا قائم حق، ولكن حق أن زيدا قائم.
التميز بين موقعيهما:
والذي يميز بين موقعيهما أن ما كان مظنة للجملة وقعت فيه المكسورة كقولك مفتتحا إن زيدا منطلق، وبعد قال لأن الجمل تحكى بعده، وبعد الموصول لأن الصلة لا تكون إلا جملة. وما كان مظنة للمفرد وقعت فيه المفتوحة نحو مكان الفاعل، والمجرور، وما بعد لولا، لأن المفرد ملتزم فيه في الإستعمال، وما بعد لولان تقدير لو أنك منطلق لانطلقت لو وقع أنك منطلق أي لو وقع انطلاقك، وكذلك ظننت أنك ذاهب على حذف ثاني المفعولين. والأصل ظننت ذهابك حاصلا.
ومن المواضع ما يحتمل المفرد والجملة فيجوز فيه إيقاع أيتهما شئت نحو قولك أول ما أقول أني أحمد الله، إن جعلتها خبرا للمبتدأ فتحت، كأنك قلت أول مقولي حمد الله وإن قدرت الخبر محذوفا كسرت حاكيا ومنه قوله:
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا ... إذا إنه عبد القفا واللهازم
تكسر لتوفر على ما بعد إذا ما يقتضيه من الجملة، وتفتح على تأويل حذف الخبر، أي فإذا العبودية حاصلة وحاصلة محذوفة.
حركة أن بعد حتى:
وتكسرها بعد حتى التي يبتدأ بعدها الكلام فتقول قد قال القوم ذلك حتى إن زيدا يقوله. وإن كانت العاطفة أو الجارة فتحت فقلت قد عرفت أمورك حتى أنك صالح، وعجبت من أحوالك حتى أنك تفاخرني.

(1/391)


ولكون المكسور للإبتداء لم تجامع لأمه إلا إياها وقوله:
ولكنني من حبها لعميد
على أن الأصل ولكن أنني كما أن أصل قوله تعالى: " لكنا هو الله ربي " لكن أنا. ولها إذا جامعتها ثلاثة مداخل: تدخل على الإسم إن فصل بينه وبين إن كقولك إن في الدار لزيدا وقوله تعالى: " إن في ذلك لعبرة "، زعلى الخبر كقولك إن زيدا لقائم وقوله تعالى: " إن الله غفور رحيم "، وعلى ما يتعلق بالخبر إذا تقدمه كقولك إن زيدا الطعامك آكل وإن عمرا لفي الدار جالس وقوله تعالى: " لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون ". وقول الشاعر:
إذا امرأ خصني عمدا مودته ... على التنائي لعندي غير مكفور

(1/392)


ولو أخرت فقلت آكل لطعامك أو غير مكفور لعندي لم يجز لأن اللام لا تتأخر عن الأسم والخبر.
وتقول علمت أن زيدا قائم فإذا جئت باللام كسرت وعلقت الفعل قال الله تعالى: " والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون " ومما يحكى من جراءة الحجاج على الله تعالى أن لسانه سبق في مقطع والعاديات إلى فتح فأسقط اللام.
إعراب المعطوف على أسم إن
ولأن محل المكسورة وما عملت فيه الرفع جاز في قولك إن زيدا ظريف وعمرا، وإن بشرا راكب لا سعيد أو بل سعيدا، أن ترفع المعطوف حملا على المحل قال الله تعالى: " إن الله بريء من المشركين ورسوله " وقال جرير:
إن الخلافة والنبوة فيهم ... والمكرمات وسادة أطهار
وفيه وجه آخر ضعيف وهو عطفه على ما في الخبر من الضمير. ولكن تشايع إن في ذلك دون سائر أخواتها. وقد أجرى الزجاج الصفة مجرى المعطوف وحمل عليه قوله تعالى: " قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب ". وأباه غيره. وإنما يصح الحمل على المحل بعد مضي الجملة فإن لم تمض لزمك أن تقول إن زيدا وعما قائمان بنصب عمرو ولا غير.

(1/393)


وزعم سيبويه أن ناسا من العرب يغلطون فيقولون أنهم أجمعون ذاهبون وأنك وزيد ذاهبان وذاك أن معناه معنى الإبتداء، فيرى أنه قال هم كما قال.
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
وأما قوله تعالى: " والصابؤن ". فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتداء والصابؤن بعد ما مضى الخبر وأنشدوا:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاه ما بقينا في شقاق
عدم جواز الجمع بين إن وأن:
ولا يجوز إدخال إن على أن فيقال إن أن زيدا في الدار إلا إذا فصل بينهما كقولك إن عندنا أن زيدا في الدار.
تخفف إن وإن فيبطل عملهما: وتخففان فيبطل عملهما. ومن العرب من يعملهما. والمكسورة أكثر

(1/394)


إعمالا. ويقع بعدهما الإسم والفعل. والفعل الواقع بعد المكسورة يجب أن يكون من الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر. وجوز الكوفيون غيره. وتلزم المكسورة اللام في خبرها. والمفتوحة يعوض عما ذهب منها أحد الأحرف الأربعة حرف النفي وقد وسوف والسين، تقول إن زيد لمنطلق وقال الله تعالى: " وإن كل لما جميع لدينا محضرون " وقرىء: " وإن كلا لما ليوفيننهم " على الإعمال وأنشدوا:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لم أبخل وأنت صديق
وقال الله تعالى: " وإن كنت من قبله لمن الغافلين " وقال: " وإن نظنك لمن الكاذبين " وقال: " وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " وأنشد الكوفيون:
بالله ربك إن قتلت لمسلما ... وجبت عليك عقوبة المتعمد

(1/395)


ورووا إن تزينك لنفسك وإن تشينك لهيه. وتقول في المفتوحة علمت أن زيد منطلق والتقدير أنه زيد منطلق. وقال الله تعالى: " وآخر دعواهم إن الحمد لله رب العالمين ". وقال:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل

(1/396)


وعلمت أن لا يخرج زيد وأن قد خرج وأن سوف يخرج وأن سيخرج قال الله تعالى: " أيحسب أن لم يره أحد " وقال تعالى: " علم أن سيكون منكم مرضى ".
ضرورة مشاكلة الفعل لها في التحقيق:
والفعل الذي يدخل على المفتوحة مشددة أو مخففة يجب أن يشاكلها في التحقيق كقوله تعالى: " ويعلمون أن الله هو الحق المبين " قوله تعالى: " أفلا يرون أن لا يرجع ". فإن لم يكن كذلك نحو أطمع وأرجو وأخاف فليدخل على أن الناصبة للفعل كقوله تعالى: " والذي أطمع أن يغفر لي ". وقولك أرجو أن تحسن إلي وأخاف أن تسيء إلي. وما فية وجهان كظننت وحسبت وخلت فهو داخل عليهما جميعا تقول ظننت أن تخرج وأن ستخرج وأنك تخرج وقريء قوله تعالى: " وحسبوا ألا تكون فتنة ". بالرفع والنصب.
معنى آخر لأن وإن:
وتخرج إن المكسورة إلى المعنى أجل. قال:
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه

(1/397)


وفي حديث عبد الله بن الزبير إن راكبها. وتخرج المفتوحة إلى معنى لعل كقولهم أئت السوق تشتري لحما. وتبدل قيس وتميم همزتها عينا فتقول أشهد عن محمدا رسول الله.
لكن:
هي للإستدراك لتوسطها بين كلامين متغايرين نفيا وإيجابا، فيستدرك بها النفي بالإيجاب بالنفي وذلك قولك: ما جاءني زيد لكن عمرا جاءني، وجاءني زيد لكن عمرا لم يجيء.
والتغاير في المعنى بمنزلته في اللفظ كقولك: فارقني زيد لكن عمرا حاضر، وجاءني زيد لكن عمرا غائب، وقوله عز وجل: " ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم "، على معنى النفي وتضمن ما أراكهم كثيرا.
وتخفف فيبطل عملها كما يبطل عمل إن وأن، وتقع في حروف العطف على ما سيجيء بيانها إن شاء الله تعالى.
كأن:
هي للتشبيه، ركبت الكاف مع أن كما ركبت مع ذا وأي في كذا وكأين. وأصل قولك كأن زيد الأسد أن زيدا كالأسد، فلما قدمت الكاف فتحت لها الهمزة لفظا والمعنى على الكسر، والفصل بينه وبين الأصل إنك ههنا بان كلامك على التشبيه من أول الأمر، وثم بعد مضي صدره على الإثبات.
وتخفف فيبطل عملها قال:
ونحر مشرق اللون ... كأن ثدياه حقان

(1/398)


ومنهم من يعملها قال:
كأن وريديه رشاء خلب
وفي قوله:
كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
ثلاثة أوجه الرفع والنصب والجر على زيادة أن.

(1/399)


ليت:
ليت هي للتمني كقوله تعالى: " ياليتنا نرد " ويجوز عند الفراء أن تجري مجرى أتمنى فيقال ليت زيدا قائما كما يقال أتمنى زيدا قائما والكسائي يجيز ذلك على إضمار كأن والذي غرهما منها قول الشاعر:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
وقد ذكرت ما هو عليه عند البصريين.
وتقول ليت أن زيدا خارج وتسكت كما تسكت على ظننت أن زيدا خارج.
لعل:
هي لتوقع مرجو أو مخوف، وقوله عز وجل: " لعل الساعة قريب " و" لعلكم تفلحون " ترج للعبادة، وكذلك قوله عز وجل: " لعله يتذكر أو يخشى "، ومعناه اذهبا أنتما على رجائكما ذلك من فرعون. وقد لمح فيها معنى التمني من قرأ فأطلع بالنصب. وهي في حرف عاصم.
وقد أجاز الأخفش لعل أن زيدا قائم. قاسها على بيت وقد جاء في الشعر:
لعلك يوما أن تلم ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا

(1/400)


قياسا على عسى.
وفيها لغات لعل وعل وعن وإن ولأن ولعن ولغن. وعن أبي العباس أن أصلها عل زيدت عليها لام الإبتداء.

(1/401)


الباب الثالث
حروف العطف
معنى العطف
العطف على ضربين: عطف مفرد وعطف جملة على جملة. وله عشرة أحرف: فالواو والفاء وثم وحتى أربعتها على جمع المعطوف والمعطوف عليه في حكم، تقول جاء بي زيد وعمرو، وزيد يقوم ويقعد، وبكر قاعد وأخوه قائم، وأقام بشر وسافر خالد. فتجمع بين الرجلين في المجيء، وبين الفعلين في إسنادهما إلى زيد، وبين مضموني الجملتين في الحصول. وكذلك ضربت زيدا فعمرا، وذهب عبد الله ثم أخوه، ورأيت القوم حتى زيدا. ثم إنها تفترق بعد ذلك.
الواو:
فالواو للجمع المطلق من غير أن يكون المبدوء به داخلا في الحكم قبل الآخر، ولا أن يجتمعا في وقت واحد، بل الأمران جائزان، وجائز عكسهما؛ نحو قولك جاءني زيد اليوم وعمرو أمس، واختصم بكر وخالد، وسيان قعودك وقيامك، وقال الله تعالى: " وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة "، وقال: " وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا " والقصة واحدة.

(1/403)


وقال سيبويه ولم تجعل للرجل منزلة بتقديمك إياه يكون أولى بها من الحمار كأنك قلت مررت بهما.
الفاء وثم:
والفاء وثم وحتى تقتضي الترتيب، إلا أن الفاء توجب وجود الثاني بعد الأول بغير مهلة، وثم توجبه بمهلة. ولذلك قال سيبويه مررت برجل ثم امرأة، فالمرور ههنا مروران، ونحو قوله تعالى: " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا "، وقوله: " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ". محمول على أنه لما أهلكها حكم بأن البأس جاءها، وعلى دوام الإهتداء وثباته.
حتى:
الواجب فيها أن يكون ما يعطف بها جزءا من المعطوف عليه إما أفضله كقولك مات الناس حتى الأنبياء أو دونه كقولك قدم الحجاج حتى المشاة.
أو، إما، أم،:
ثلاثتها لتعليق الحكم بأحد المذكورين، إلا أن أو وإما يقعان في الخبر والأمر والإستفهام نحو قولك جاءني زيد أو عمرو، وجاءني إما زيد وإما عمرو، واضرب رأسه أو ظهره، واضرب إما رأسه وإما ظهره، وألقيت عبد الله أو أخاه؟ وأم لا يقع إلا في الإستفهام إذا كانت متصلة، والمنقطعة تقع في الخبر أيضا. تقول في الإستفهام أزيد عندك أم عمرو؟ وفي الخبر إنها لإبل أم شاء.
الفرق بين أو وأم:
والفصل بين أو وأم في قولك أزيد عندك أو عمرو؟ وأزيد عندك أم عمرو؟ وأنك في الأول لا تعلم كون أحدهما عنده فأنت تسأل عنه، وفي الثاني تعلم أن أحدهما عنده إلا أنك لا تعلمه بعينه فأنت تطالبه بالتعيين.

(1/404)


معنى أو وإما:
ويقال في أو وإما في الخبر أنهما للشك، وفي الأمر أنهما للتخبير والإباحة. فالتخيير كقولك أضرب زيدا أو عمرا، وخذ إما هذا وإما ذلك. والإباحة كقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين، وتعلم إما الفقه وإما النحو.
الفرق بين أو وإما:
وبين أو وإما من الفصل إنك مع أو يمضي أول كلامك على اليقين ثم يعترضه الشك، ومع إما كلامك من أوله مبني على الشك. ولم يعد الشيخ أبو علي الفارسي إما في حروف العطف لدخول العاطف عليها ووقوعها قبل المعطوف عليه.
لا، بل، لكن:
أخوات في أن المعطوف بها مخالف للمعطوف عليه. فلا تنفي ما وجب للأول كقولك: جاءني زيد لا عمرو. وبل للإضراب عن الأول منفيا أو موجبا كقولك: جاءني زيد بل عمرو وما جاءني بكر بل خالد. ولكن إذا عطف بها مفرد على مثله كانت للإستدراك بعد النفي خاصة كقولك: ما رأين زيدا لكن عمرا. وأما في عطف الجملتين فنظيرة بل في مجيئها بعد النفي والإيجاب. تقول جاءني زيد لكن عمرو لم يجيء، وما جاءني زيد لكن عمرو قد جاء.
حروف النفي
وهي ما ولا ولم ولما ولن وإن فما لنفي الحال في قولك ما يفعل وما زيد منطلق أو منطلقا على اللغتين ولنفي الماضي المقرب من الحال في قولك ما فعل قال سيبويه أما ما فهي نفي لقول القائل هو يفعل إذا كان في فعل الحال وإذا قال لقد فعل فإن نفيه ما فعل فكأنه قيل والله ما فعل.

(1/405)


ولا لنفي المستقبل في قولك لا يفعل قال سيبويه وأما لا فتكون نفيا لقول القائل هو يفعل ولم يقع الفعل وقد نفي بها الماضي في قوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى ". وقوله:
فأي أمر سيء لا فعله
وتنفي بها نفيا عاما في قولك: لا رجل في الدار وغير عام في قولك: لا رجل في الدار ولا امرأة ولا زيد في الدار ولا عمرو. ولنفي الأمر في قولك لا نفعل ويسمى النهي والدعاء في قولك لا رعاك الله.
ولم ولما لقلب معنى المضارع إلى الماضي ونفيه إلا أن بينهما فرقا وهو أن لم يفعل نفي الفعل ولما يفعل نفي قد فعل وهي لم ضمت إليها ما فازدادت في معناها أن تضمنت معنى التوقع والإنتظار واستطال زمان فعلها ألا ترى أنك تقول ندم ولم ينفعه الندم أي عقيب ندمه وإذا قلته بلما كان على معنى أن لم ينفعه إلى وقته ويسكت عليها دون أختها في قولك خرجت ولما أي ولما يخرج كما تسكت على قد في وكأن قد.

(1/406)


ولم لتأكيد ما تعطيه لا من نفي المستقبل تقول لا أبرح اليوم مكاني فإذا وكدت وشددت قلت لن أبرح اليوم مكاني قال الله تعالى: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين " وقال تعالى: " فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ". وقال الخليل أصلها لا أن فخففت بالحذف وقال الفراء نونها مبدلة من ألف لا وهي عند سيبويه حرف برأسه وهو الصحيح.
وإن بمنزلة ما في نفي الحال وتدخل على الجملتين الفعلية والإسمية كقولك: إن يقوم زيد وإن قائم قال الله تعالى: " إن كانت إلا صيحة واحدة " وقال تعالى: " إن تتبعون إلا الظن ". وقال عز وجل: " إن الحكم لله ". ولا يجوز إعمالها عمل ليس عند سيبويه وأجازه المبرد.

(1/407)


الباب الرابع
حروف التنبيه
ألفاظها ها، ألا، أما
وهي ها وألا وأما. تقول ها أن زيدا منطلق، وها أفعل كذا، وألا إن عمرا بالباب، وأما إنك خارج، وألا لا تفعل كذا، وأما والله لأفعلن، قال النابغة:
ها أن تا عذرة إن لم تكن نفعت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد
وقال:
ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا ... فقلت لهم هذا لها ها وذا ليا

(1/409)


وقال:
ألا يا أصبحاني قبل غارة سنجال
وقال:
أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

(1/410)


دخولها على أسماء الشرط والضمائر
وأكثر ما تدخل ها على أسماء الإشارة والضمائر كقولك هذا وهذه وها أنا ذا وها هو وها أنت ذا وها هي ذه وما أشبه ذلك.
حذف الألف من أما:
ويحذفون الألف من أما فيقولون أم والله وفي كلام هجرس بن كليب أم وسيفي وزريه، ورمحي ونصليه، وفرسي وأذنيه، لا يدع الرجل قاتل أبيه، وهو ينظر إليه، ويبدل بعضهم من همزته هاء فيقول هما والله وهم والله وبعضهم عينا فيقول عما والله وعم والله.

(1/411)


الباب الخامس
حروف النداء
ألفاظها
وهي يا وايا وهيا وأي والهمزة ووا. فالثلاثة الأول لنداء البعيد أو من هو بمنزلته من نائم أو ساه، فإذا نودي بها من عداهم فلحرص المنادى على إقبال المدعو عليه ومفاطنته لما يدعوه له. وأي الهمزة للقريب. ووا للندبة خاصة.
وقول الداعي: يا رب ويا ألله، استقصار منه لنفسه، وهضم لها واستبعاد عن مظان القبول والإستماع، وإظهار للرغبة في الإستجابة بالجؤار.

(1/413)


الباب السادس
حروف التصديق والإيجاب
عددها
نعم وبلى وأجل وجير وأي وإن.
نعم
فأما نعم فمصدقة لما سبقها من كلام منفي أو مثبت. تقول إذا قال قام زيد أو لم يقم: نعم تصديقا لقوله فكذلك إذا وقع الكلامان بعد حرف الإستفهام إذا قال: أقام زيد أو ألم يقم؟ فقلت: نعم. فقد حققت ما بعد الهمزة.
بلى:
وبلى إيجاب لما بعد النفي. تقول لمن قال لم يقم زيدا أو ألم يقم؟ بلى. قد قام وقال الله تعالى: " بلى قادرين ". أي نجمعهما.
أجل
وأجل لا يصدق بها إلا في الخبر خاصة يقول القائل قد أتاك زيد فتقول أجل. ولا تستعمل في جواب الإستفهام.
جير:
وجير نحوها بكسر الراء، وقد تفتح. قال:

(1/415)


وقلن على الفردوس أول مشرب ... أجل جير أن كانت أبيحت دعاثره
ويقال جير لأفعلن بمعنى حقا.
إن:
وإن كذلك أيضا. قال:
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه
أي:
وأي لا تستعمل إلا مع القسم، إذا قال لك المستخبر هل كان كذا؟ قلت أي والله، وأي والله، وأي لعمري، وأي ها الله ذا.
وكنانة تكسر العين من نعم. وفي قراءة عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما قال نعم. وحكى أن عمر سأل قوما عن شيء فقالوا نعم

(1/416)


بالفتح، فقال إنما النعم الإبل، فقالوا نعم. وعن النضير بن شميل أن نحم بالحاء لغة ناس من العرب.
وفي أي والله ثلاثة أوجه: فتح الياء، وتسكينها، والجمع بين ساكنين هي ولام التعريف المدمغة وحذفها.

(1/417)


الباب السابع
حروف الاستثناء
وهي إلا وحاشى وعدا وخلا في بعض اللغات.

(1/419)


الباب الثامن
حرفا الخطاب
وهما الكاف والتاء اللاحقتان علامة للخطاب في نحو ذاك وذلك وأولئك وهناك وهاك وحيهلك والنجاك ورويدك ورأيتك وإياك وفي أنت وأنت.
وتلحقهما التثنية والجمع والتذكير والتأنيث كما تلحق الضمائر. قال الله تعالى: " ذلكما مما علمني ربي "، وقال: " ذلكم خير لكم "، وقال: " فذلكن الذي لمتنني فيه " وقال " أن تلكما الجنة " وقال " وأولئك جعلنا لكم " وقال " كذلك قال ربك ". وتقول أنتما وأنتم وأنتن.
ونظير الكاف الهاء والياء وتثنيتهما، وجمعهما، في إياه وإياي على مذهب أبي الحسن.

(1/421)


الباب التاسع
حروف الصلة
ألفاظها
إن وأن وما ولا ومن والباء.
إن، وأن: في نحو قولك: ما أن رأيت زيدا. والأصل ما رأيت زيدا. ودخول أن صلة أكدت معنى النفي. قال دريد:
ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم هانيء أينق جرب
وعند الفراء إنهما حرفا نفي ترادفا كترادف حرفي التوكيد في أن زيدا لقائم. وقد يقال انتظرني ما أن جلس القاضي، أي ما جلس بمعنى مدة جلوسه.

(1/423)


وتقول في زيادة أن لما أن جاء أكرمته وأما والله أن لو قمت لقمت.
ما:
وغضبت من غير ما جرم، وجئت لأمر ما، وإنما زيد منطلق، وأينما تجلس أجلس، وبعين ما أرينك، وقال تعالى: " فبما نقضهم ميثاقهم "، وقال تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم "، وقال تعالى: " عما قليل "، وقال تعالى: " أيما الأجلبن قضيت "، وقال: " وإذا ما أنزلت سورة "، وقال: " مثل ما أنكم تنطقون ".
لا:
وقال تعالى: " لئلا يعلم أهل الكتاب ". أي لأن يعلم أهل الكتاب، وقال تعالى: " فلا أقسم بمواقع النجوم ". وقال العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر
ومنه ما جاءني زيد ولا عمرو، وقال الله تعالى: " لم يكن الله ليغفر لهم ولا يهديهم "، وقال الله تعالى: " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ".
من:
وتزاد من عند سيبويه في النفي خاصة لتأكيده وعمومه، وذلك نحو قوله تعالى: " ما جاءنا من بشير ولا نذير ". والإستفهام كالنفي قال الله تعالى: " هل من مزيد ". وقال تعالى: " هل من خالق غير الله ". وعن

(1/424)


الأخفش زيادته في الإيجاب.
الباء:
وزيادة الباء لتأكيد النفي والإيجاب في نحو ما زيد بقائم. وقالوا بحسبك درهم، وكفى بالله.

(1/425)


الباب العاشر
حرفا التفسير
وهما أي وأن.
أي المفسرة: تقول في نحو قوله تعالى: " واختار موسى قومه ". أي من قومه كأنك قلت: تفسيره من قومه، أو معناه من قومه. قال الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي

(1/427)


أن المفسرة:
وأما أن المفسرة فلا تأتي إلا بعد فعل في معنى القول كقولك ناديته أن قم، وأمرته أن أقعد، وكتبت إليه أن أرجع. وبذلك فسر قوله عز وجل: " وانطلق الملأ منهم أن امشوا "، وقوله تعالى: " وناديناه أن يا إبراهيم ".

(1/428)


الباب الحادي عشر
الحرفان المصدريان
ما، أن:
وهما ما إن في قولك أعجبني ما صنعت وما تصنع، أي صنيعك. وقال الله تعالى: " وضاقت عليهم الأرض بما رحبت " أي برحبها. وقد فسر به قوله عز وجل: " والسماء وما يناها ". وقال الشاعر:
يسر المرء ما ذهب الليالي ... وكان ذهابهن له ذهابا
وتقول: بلغني أن جاء عمرو، وأريد أن تفعل، وأنه أهل أن يفعل، أي أهل الفعل وقال الله تعالى: " فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ".
وبعض العرب يرفع الفعل بعد أن تشبيها بما قال الشاعر:
أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وأن لا تشعرا أحدا

(1/429)


وعن مجاهد أن يتم الرضاعة بالرفع.

(1/430)


الباب الثاني عشر
حروف التحضيض
ألفاظها
وهي لولا ولوما وهلا وألا. تقول: لولا فعلت كذا، ولوما ضربت زيدا، وهلا مررت به، وألا قمت تريد استبطاء وحثه على الفعل.
دخولها على فعل ماض أو مستقبل:
ولا تدخل إلا على فعل ماض أو مستقبل قال الله تعالى: " لولا أخرتني إلى أجل قريب "، وقال الله تعالى: " لو ما تأتينا بالملائكة "، وقال تعالى: " فلولا أن كنتم غير مدينين ترجعونها ". دخل لولا على ترجعونها.
إضمار الفعل بعدها:
وإن وقع بعدها اسم منصوب أو مرفوع كان بإضمار رافع أو ناصب كقولك لمن ضرب قوما: لولا زيد أي لولا ضربته. قال سيبويه وتقول لولا خيرا من ذلك، وهلا خيرا من ذلك، أي هلا تفعل خيرا من ذلك، قال ويجوز رفعه على معنى هلا كان منك خير من ذلك. وقال جرير:

(1/431)


تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
معنى آخر للولا ولوما:
وللولا ولوما معنى آخر وهو امتناع الشيء لوجود غيره. وهما في هذا الوجه داخلتان على اسم مبتدأ كقولك لولا علي لهلك عمر.

(1/432)


الباب الثالث عشر
حرف التقريب
قد للتحقيق والتقريب
قد تقرب الماضي من الحال إذا قلت قد فعل، ومنه قول المؤذن قد قامت الصلاة لا بد فيه من معنى التوقع. قال سيبويه وأما قد فجواب هل فعل؟ وقال ايضا: فجواب لما يفعل. وقال الخليل هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر.
قد للتقليل:
وتكون للتقليل بمنزلة ربما إذا دخلت على المضارع كقولهم أن الكذوب قد يصدق.
حذف الفعل بعدها:
ويجوز الفصل بينه وبين الفعل بالقسم كقولك: قد والله أحسنت، وقد لعمري بت ساهرا. ويجوز طرح الفعل بعدها إذا فهم كقوله:
أفد الترحل غير أن ركابننا ... لما تزل برحالنا وكأن قد

(1/433)


الباب الرابع عشر
حروف الاستقبال
ألفاظها
وهي سوف والسين وأن ولا ولن. قال الخليل أن سيفعل جواب لن يفعل، كما أن يفعل جواب لا يفعل، لما في لا يفعل في اقتضاء القسم.
وفي سوف دلالة على زيادة تنفيس، ومنه سوفته كما قيل من آمين أمن.
وأن تدخل على المضارع والماضي فيكونان معه في تأويل المصدر. وإذا دخل على المضارع لم يكن إلا مستقبلا كقولك أريد أن تخرج، ومن ثم لم يكن منها بد في خبر عسى. ولما انحرف الشاعر في قوله:
عسى طيء من طيء بعد هذه ... ستطفيء غلات الكلى والجوانح

(1/435)


عما عليه الإستعمال جاء بالسين التي هي نظيرة أن.
وهي مع فعلها ماضيا أو مضارعا بمنزلة أن مع ما في حيزها.
وتميم وأسد يحولون همزتها عينا فينشدون بيت ذي الرمة:
أأن ترسمت من خرقاء منزلة
أعن ترسمت، وهي عنعنة بني تميم.
وقد مر الكلام في لا ولن.

(1/436)


الباب الخامس عشر
حرفا الاستفهام
الهمزة، هل:
وهما الهمزة وهل في نحو قولك أزيد قائم؟ وأقام زيد؟ وهل عمرو خارج؟ وهل خرج عمرو؟ والهمزة أعم تصرفا في بابها من أختها. تقول أزيد عندك أم عمرو. وأزيدا ضربت؟ وأتضرب زيدا وهو أخوك؟ وتقول لمن قال لك مررت بزيد: أبزيد، وتوقعها قبل الواو والفاء وثم. قال الله تعالى: " أو كلما عاهدوا عهدا "، وقال: " أفمن كان على بيته من ربه "، وقال تعالى: " أثم إذا ما وقع ". ولا تقع هل في هذه المواضع.
وعند سيبويه أن هل بمعنى قد إلا أنهم تركوا الألف قبلها لأنها لا تقع إلا في الإستفهام. وقد جاء دخولها في قوله:
سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل روانا بسفح القاع ذي الأكم

(1/437)


وتحذف الهمزة إذا دل عليها الدليل قال عمر بن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
وللإستفهام صدر الكلام لا يجوز تقدم شيء مما في حيزه عليه لا تقول ضربت أزيدا وما أشبه ذلك.

(1/438)


الباب السادس عشر
الشرط
حرفا الشرط:
وهما إن ولو يدخلان على جملتين فيجعلان الأولى شرطا والثانية جزاء كقولك: إن تضربني أضربك، ولو جئتني لأكرمتك خلا أن إن تجعل الفعل للإستقبال وإن كان ماضيا ولو تجعله للمضي وإن كان مستقبلا كقوله تعالى: " لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ". وزعم الفراء أن لو يستعمل في الإستقبال كإن.
فعلا الشرط والجزاء:
ولا يخلو الفعلان في باب إن من أن يكونا مضارعين، أو ماضيين، أو أحدهما مضارعا والآخر ماضيا. فإذا كانا مضارعين فليس فيهما إلا الجزم، وكذلك في أحدهما إذا وقع شرطا، فإذا وقع جزاء ففيه الجزم والرفع. قال زهير:
وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم

(1/439)


دخول فاء الربط على فعل الجزاء:
وإن كان الجزاء أمرا، أو نهيا، أو ماضيا صريحا، أو مبتدأ وخبرا، فلا بد من الفاء كقولك: إن أتاك زيد فأكرمه، وإن ضربك فلا تضربه، وإن أكرمتني اليوم فقد أكرمتك أمس، وإن جئتني فأنت مكرم. وقد تجيء الفاء محذوفة في الشذوذ كقوله:
من يفعل الحسنات الله يشكرها
ويقام إذا مقام الفاء قال الله تعالى: " إذا هم يقطنون ".
استعمال إن في المعاني المشكوك فيها:
ولا يستعمل إن إلا في المعاني المحتملة المشكوك في كونها ولذلك قبح إن احمر البسر كان كذا، وإن طلعت الشمس آتك إلا في اليوم المغيم.

(1/440)


وتقول إن مات فلان كان كذا، وإن كان موته لا شبهة فيه إلا أن وقته غير معلوم فهو الذي حسن فيه.
زيادة ما على إن:
وتجيء إن مع زيادة ما في آخرها للتأكيد قال الله تعالى: " فإما يأتينكم مني هدى ". وقال:
فإما تريني أزجي ظعينتي
وجوب تقدم الشرط:
والشرط كالإستفهام في أن شيئا مما في حيزه لا يتقدمه. ونحو قولك آتيك إن تأتني، وقد سألتك لو أعطيتني، ليس ما تقدم فيه جزاء مقدما، ولكن كلاما واردا على سبيل الإخبار. والجزاء محذوف وحذف جواب لو كثير في القرآن والشعر.

(1/441)


وجوب مجيء الفعل بعد إن:
ولا بد من أن يليهما الفعل ونحو قوله تعالى: " قل لو أنتم تملكون " وقوله: " وإن امرؤ هلك " على إضمار فعل يفسره هذا الظاهر. ولذلك لم يجز لو زيد ذاهب، ولا إن عمرو خارج. ولطلبهما الفعل وجب في أن الواقعة بعد لو أن يكون خبرها فعلا كقولك: لو أن زيدا جاءني لأكرمته وقال الله تعالى: " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ". ولو قلت لو أن زيدا حاضري لأكرمته لم يجز.
لو قد تجيء للتمني:
وقد تجيء لو بمعنى التمني كقولك: لو تأتيني فتحدثني، كما تقول: ليتك تأتيني فتحدثني. ويجوز في فتحدثني النصب والرفع وقال الله تعالى: " ودوا لو تدهن فيدهنون ". وفي بعض المصاحف فيدهنوا.
أما لها معنى الشرط:
وأما فيها معنى الشرك. قال سيبويه إذا قلت أما زيد فمنطلق فكأنك قلت مهما يكن من شيء فزيد منطلق، ألا يرى أن الفاء لازمة لها.
إذن:
وإذن جواب وجزاء. يقول الرجل: أنا آتيك، فتقول: إذن أكرمك. فهذا الكلام قد أجبته به وصيرت إكرامك جزاء له على إتيانه. وقال الزجاج: تأويلها إن كان الأمر كما ذكرت فإني أكرمك. وإنما تعمل إذن في فعل مستقبل غير معتمد على شيء قبلها كقولك لمن قال لك أنا أكرمك: إذن أجيئك. فإن حدث فقلت إذن أخالك كاذبا ألغيتها لأن الفعل للحال. وكذلك إن اعتمدت بها على مبتدأ أو شرط أو قسم فقلت: أنا إذن أكرمك، وإن تأتني إذن آتك، ووالله إذن لا أفعل. وقال كثير:

(1/443)


لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني إذن لا أقيلها
وإذا وقعت بين الفاء والواو وبين الفعل ففيها الوجهان قال الله تعالى: " وإذن لا يلبثون " وقريء لا يلبثوا. وفي قولك أن تأتني آتك وإذن أكرمك ثلاثة أوجه الجزم والرفع والنصب.

(1/443)


الباب السابع عشر
حرف التعليل
كي:
يقول القائل: قصدت فلانا، فتقول له كيمه؟ فيقول: كي يحسن إلي. وكيمه مثل فيمه وعمه ولمه، دخل حرف الجر على ما الإستفهامية محذوفا ألفها ولحقت هاء السكت. واختلف في إعرابها، فهي عند البصريين مجرورة، وعند الكوفيين منصوبة بفعل مضمر، كأنك قلت: كي تفعل ماذا. وما أرى هذا القول بعيدا من الصواب.
وانتصاب الفعل بعد كي إما أن يكون بها نفسها أو بإضمار أن. وإذا دخلت اللام فقلت لكي تفعل فهي العاملة كأنك قلت لأن تفعل.
وقد جاءت كي مظهرة بعدها أن في قول جميل:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا

(1/445)


الباب الثامن عشر
حرف الردع
كلا:
وهو كلا. قال سيبويه: هو ردع وزجر. وقال الزجاج كلا ردع وتنبيه، وذلك قولك: كلا لمن قال شيئا تنكره نحو فلان يبغضك وشبهه أي ارتدع عن هذا وتنبه عن الخطأ فيه. قال الله تعالى بعد قوله: " ربي أهانني كلا ". أي ليس الأمر كذلك لأنه قد يوسع في الدنيا على من لا يكرمه من الكفار وقد يضيق على الأنبياء والصالحين للإستصلاح.

(1/447)


الباب التاسع عشر
اللامات
وهي لام التعريف، ولام جواب القسم، واللام الموطئة، ولام جواب لو ولولا، ولام الأمر، ولام الإبتداء، واللام الفارقة بين أن المخففة والنافية.
لام التعريف:
فأما لام التعريف فهي اللام الساكنة التي تدخل على الأسم المنكور فتعرفه تعريف جنس كقولك: أهلك الناس الدينار والدرهم، والرجل خير من المرأة، أي هذان الحجران المعروفان من بين سائر الأحجار وهذا الجنس من الحيوان من بين سائر أجناسه. أو تعريف عهد كقولك: ما فعل الرجل، وأنفقت الدرهم لرجل ودرهم معهودين بينك وبين مخاطبك. وهذه اللام وحدها هي حرف التعريف عند سيبويه، والهمزة قبلها همزة وصل مجلوبة للإبتداء بها كهمزة ابن واسم. وعند الخليل إن حرف التعريف أل كهل وبل وإنما استمر بها التخفيف للكثرة. وأهل اليمن يجعلون مكانها الميم، ومنه: ليس من أمبر امصيام في امسفر. وقال:

(1/449)


يرمي ورائي بإمسهم وإمسلمه
لام جواب القسم:
ولام جواب القسم نحو قولك: والله لأفعلن. وتدخل على الماضي كقولك: والله لكذب. وقال امرؤ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صالي
والأكثر أن تدخل عليه مع قد كقولك والله لقد خرج.
اللام الموطئة للقسم:
والموطئة للقسم هي التي في قولك: والله لئن أكرمتني لأكرمنك.

(1/450)


لام جواب لو ولولا:
ولام جواب لو ولولا نحو قوله تعالى: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "، وقوله تعالى: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ". ودخولها لتأكيد إرتباط إحدى الجملتين بالأخرى. ويجوز حذفها كقوله تعالى: " لو نشاء لجعلناه أجاجا ". ويجوز حذف الجواب أصلا كقولك لو كان لي مال وتسكت، أي لأنفقت وفعلت. ومنه قوله تعالى: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال "، وقوله تعالى: " لو أن لي بكم قوة ".
لام الأمر:
ولام الأمر نحو قولك: ليفعل زيد. وهي مكسورة ويجوز تسكينها عند واو العطف وفائه كقوله تعالى: " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ". وقد جاء حذفها في ضرورة الشعر، قال:
محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر تبالا
لام الإبتداء:
ولام الإبتداء هي الام المفتوحة في قولك لزيد منطلق. ولا تدخل إلا على الإسم والفعل المضارع كقوله عز وجل: " لأنتم أشد رهبة " و" إن ربك

(1/451)


ليحكم بينهم ". وفائدتها تأكيد مضمون الجملة. ويجوز عندنا إن زيدا لسوف يقوم ولا يجوزه الكوفيون.
اللام الفارقة:
وللام الفارقة في نحو قوله تعالى: " إن كل نفس لما عليها حافظ " وقوله تعالى: " وإن كنا عن دراستهم لغافلين ". وهي لازمة لخبر إن إذا خففت.
لام الجر:
ولام الجر كقولك المال لزيد، وجئتك لتكرمني، لأن الفعل المنصوب بإضمار أن في تأويل المصدر المجرور والتقدير لاكرامك.

(1/452)


الباب العشرون
تاء التأنيث الساكنة
وهي التاء في نحو ضربت. ودخولها للإيذان من أول الأمر بأن الفاعل مؤنث. وحقها السكون ولتحركها في رمتا لم ترد الألف الساقطة لكونها عارضة، إلا في لغة رديه يقول أهلها رماتا.

(1/453)


الباب الحادي والعشرون
التنوين
أنواعه الخمسة:
وهو على خمسة أضرب: الدال على المكانة في نحو زيد ورجل، والفاصل بين المعرفة والنكرة في نحو صه ومه وايه، والعوض من المضاف إليه في نحو إذ وحينئذ ومررت بكل قائما ولات أوان، والنائب مناب حرف الإطلاق في إنشاد بني تميم في نحو قول جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابن ... وقولي ان أصبت لقد أصابن
والتنوين الغالي في نحو قول رؤبة:

(1/455)


وقاتم الأعماق خاوي المخترقن
ولا يلحق إلا القافية المقيدة.
إلتقاء الساكنين:
والتنوين ساكن أبدا إلا أن يلاقي ساكنا فيكسر أو يضم كقوله تعالى: " وعذابن أركض " وقد قرىء بالضم. وقد يحذف كقوله:
فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلا قليلا
وقرىء: " قل هو الله أحد الله الصمد ".

(1/456)


الباب الثاني والعشرون
النون المؤكدة
هذه النون نوعان:
وهي على ضربين: ثقيلة وخفيفة. فالخفيفة تقع في جميع مواضع الثقيلة إلا في فعل الإثنين وفعل جماعة المؤنث تقول: اضربن واضربن واضربن واضربن واضربن. وتقول اضربان واضربنان ولا تقول اضربان ولا أضربنان إلا عند يونس.
النون لتأكيد المستقبل:
ولا يؤكد بها إلا الفعل المستقبل الذي فيه معنى الطلب وذلك فيما كان قسما أو أمرا أو نهيا أو استفهاما أو عرضا أو تمنيا كقولك: بالله لأفعلن، وأقسمت عليك إلا تفعلن، ولما تفعلن واضربن، ولا تخرجن، وهل تذهبين، وإلا تنزلن، وليتك تخرجن.
ولا يؤكد بها الماضي ولا الحال ولا ما ليس فيه معنى الطلب. وأما قولهم في الجزاء المؤكد حرفه بما: إما تفعلن قال الله تعالى: " فإما ترين من البشر أحدا فقولي ". وقال: " فإما نذهبن بك ". فلتشبيه ما بلام القسم في كونها مؤكدة. وكذلك قولهم: حيثما تكونن آتك ويجهد ما تبلغن وبعين ما أرينك. فإن دخلت في الجزاء بغير ما ففي الشعر تشببها للجزاء

(1/457)


بالنهي. ومن التشبيه بالنهي دخولها في النفي وفيما يقاربه من قولهم: ربما تقولن ذاك، وكثر ما يقولن ذاك. قال عمرو بن هند:
ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات
حذف النون المؤكدة:
وطرح هذه النون سائغ في كل موضع إلا في القسم فإنه فيه ضعيف، وذلك قولك: والله ليقوم زيد.
وإذا لقي الخفيفة ساكن بعدها حذفت حذفا ولم تحرك كما حرك التنوين فتقول: لا تضرب ابنك. وقال:

(1/458)


لا تهين الفقير علك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
أي لا تهينن.

(1/459)


الباب الثالث والعشرون
هاء السكت
هاء السكت للوقف:
وهي التي في نحو قوله تعالى: " ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ". وهي مختصة بحال الوقف، فإذا أدرجت قلت مالي هلك سلطاني خذوه. وكل متحرك ليست حركته إعرابية يجوز عليه الوقف بالهاء نحو: ثمة وليته وكيفه وأنه وحيهله وما أشبه ذلك.
هاء السكت يجب أن تكون ساكنة:
وحقها أن تكون ساكنة، وتحريكها لحن ونحو ما في إصلاح ابن السكيت من قوله:
يا مرحباه بحمار عفرا

(1/461)


و: يا مرحباه بحمار ناجيه
مما لا معرج عليه للقياس واستعمال الفصحاء، ومعذرة من قال ذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف مع تشبيه هاء السكت بهاء الضمير.

(1/462)


الباب الرابع والعشرون
شين الوقف
وهي شين التي تلحقها بكاف المؤنث إذا وقف من يقول: اكرمتكش، ومررت بكش. وتسمى الكشكشة. وهي في تميم. والكسكسة في بكر، وهي الحاقهم بكاف المؤنث سينا. وعن معاوية أنه قال يوما: من أفصح الناس؟ فقام رجل من جرم، وجرم من فصحاء الناس فقال: قوم تباعدوا عن فراتية العراق، وتيامنوا عن كشكشة تميم، وتياسروا عن كسكسة بكر، ليست فيهم غمغمة قضاعة، ولا طمطمانية حمير. قال معاوية: فمن هم؟ قال. قومي.

(1/463)


الباب الخامس والعشرون
حرف الإنكار
حده:
وهو زيادة تلحق الآخر في الإستفهام على طريقين: أحدهما أن تلحق وحدها بلا فاصل كقولك أزيدنيه. والثاني أن تفصل بينها وبين الحرف الذي قبلها إن مزيدة كالتي في قولهم: ما إن فعل فيقال أزيدانيه.
لحرف الإنكار معنيان:
ولها معنيان: أحدهما إنكار أن يكون الأمر على ما ذكر المخاطب. والثاني إنكار أن يكون على خلاف ما ذكر كقولك لمن قال قدم زيد: أزيدنيه، منكرا لقدومه أو لخلاف قدومه. وتقول لمن قال غلبني الأمير: آلاميروه. قال الأخفش::كأنك تهزأ به وتنكر تعجبه من أن يغلبه الأمير. قال سيبويه وسمعنا رجلا من أهل البادية قيل له أتخرج إن أخصبت البادية فقال أأنا إنيه منكرا لرأيه أن يكون على خلاف أن يخرج.
حركته:
ولا يخلو الحرف الذي تقع بعده من أن يكون متحركا أو ساكنا. فإن كان متحركا تبعته في حركته فتكون ألفا وواوا وياء بعد المفتوح والمضموم والمكسور كقولك في هذا عمر أعمروه، وفي رأيت عثمان أعثماناه وفي

(1/465)


مررت بحذام أحذاميه، وإن كان ساكنا حرك بالكسر ثم تبعته كقولك أزيدنيه وأزيدانيه.
وإن أجبت من قال لقيت زيدا وعمرا قلت: أزيدا وعمرنيه، وإذا قال ضربت عمر قلت أضربت عمراه، وإن قال ضربت زيدا الطويل قلت أزيدا الطويلاه فتجعلها في منتهى الكلام.
وتترك هذه الزيادة في حال الدرج فيقال أزيدا يا فتى كما تركت العلامات في من حين قلت من يا فتى.

(1/466)


الباب السادس والعشرون
حرف التذكر
وهو أن يقول الرجل في نحو قال ويقول من العام قالا، فيمد فتحة اللام ويقولو ومن العامي إذا تذكر ولم يرد أن يقطع كلامه.
وهذه الزيادة في اتباع ما قبلها إن كان متحركا بمنزلة زيادة الإنكار. فإذا سكن حرك بالكسر كما حرك ثمة ثم تبعته. قال سيبويه: سمعناهم يقولون إنه قدي وألي يعني في قد فعل. وفي الألف واللام إذا تذكر الحارث ونحوه. قال وسمعنا من يوثق به يقول هذا سيفني يريد سيف من صفة كيت وكيت.

(1/467)


القسم الرابع:
المشترك

(1/469)


الباب الأول
الإمالة
المشترك نحو الإمالة والوقف وتخفيف الهمزة والتقاء الساكنين ونظائرها مما تتوارد فيه الأضرب الثلاثة أو اثنان منها. وأنا أورد ذلك في هذا القسم على نحو الترتيب المار في الأقسام الثلاثة، معتصما بحبل التوفيق من ربي بريئا من الحول والقوة إلا به.
حدها
يشترك فيها الإسم والفعل. وهي أن تنحو بالألف نحو الكسرة، فتميل الألف نحو الياء ليتجانس الصوت، كما أشربت الصاد صوت الزاي لذلك. وسبب ذلك أن تقع بقرب الألف كسرة أو ياء، أو تكون هي منقلبة عن مكسورة أو ياء أو صائرة ياء في موضع، وذلك نحو قولك عماد وشملال وعالم وسيال وشيبان وهاب وخاف وناب ورمى ودعا لقولك دعى ومعزى وحبلى لقولك معزيان وحبليان.
متى تؤثر الكسرة في الإمالة
وإنما تؤثر الكسرة قبل الألف إذا تقدمته بحرف كعماد، أو بحرفين أولهما ساكن كشملال، فإذا تقدمت بحرفين متحركين أو بثلاثة أحرف كقولك

(1/471)


أكلت عنبا وفتلت قنبا لم تؤثر. وأما قولهم يريد أن ينزعها ويضربها، وهو عندها، وله درهمان، فشاذ والذي سوغه أن الهاء خفية فلم يعتد بها.
الألف المنفصلة كالمتصلة:
وقد أجروا الألف المنفصلة مجرى المتصلة، والكسرة العارضة مجرى الأصلية، حيث قالوا درست علما ورأيت زيدا ومررت ببابه وأخذت من ماله.
الألف الآخرة:
والألف الآخرة لا تخلو من أن تكون في اسم أو فعل، وأن تكون ثالثة أو فوق ذلك. فالتي في الفعل تمال كيف كانت، والتي في الإسم إن لم يعرف انقلابها عن الياء لم تمل ثالثة، وتمال الرابعة. وإنما أميلت العلى لقولهم العليا.
والمتوسطة إن كانت في فعل يقال فيه فعلت كطاب وخاف أميلت ولم ينظر إلى ما انقلبت عنه، وإن كانت في اسم نظر إلى ذلك فقيل ناب ولم يقل باب.
وقد أمالوا الألف ممالة قبلها فقالوا رأيت عمادا ومعزانا.
سبعة أحرف تمنع الإمالة
وتمنع الإمالة سبعة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والخاء والقاف إذا وليت الألف قبلها أو بعدها، إلا في باب رمى وباع فإنك تقول فيهما طاب وخاف وصغى وطغى، وذلك نحو صاعد وعاصم وضامن وعاضد وطائف وعاطس وظالم وعاظل وغائب وواغل وخامد وناخل وقاعد وناقف، أو وقعت بعدها بحرف أو حرفين كناشص ومفاريص وعارض ومعاريض وناشط ومناشيط وباهظ ومواعيظ ونابغ ومباليغ ونافخ ومنافيخ ونافق ومعاليق. وإن وقعت قبل الألف بحرف وهي مكسورة أو ساكنة بعد مكسور لم تمنع عند الأكثر نحو صعاب ومصباح وضعاف ومضحاك وطلاب ومطعام

(1/472)


وظماء وإظلام وغلاب ومغناج وخباث وإخبات وقفاف ومقلات.
قال سيبويه: وسمعناهم يقولون أراد أن يضربها زيد فأمالوا، وقالوا أراد أن يضربها قبل فنصبوا للقاف، وكذلك مررت بمال قاسم وبمال ملق.
حكم الراء
والراء غير المكسورة إذا وليت الألف منعت منع المستعلية تقول راشد، وهذا حمارك، ورأيت حمارك، على التفخيم. والمكسورة أمرها بالضد من ذلك يمال لها ما لا يمال مع غيرها، تقول طارد وغارم وتغلب غير المكسورة كما تغلب المستعلية فتقول من قرارك وقريء: " كانت قوارير ". فإذا تباعدت لم تؤثر عند أكثرهم، فأمالوا هذا كافر، ولم يميلوا مررت بقادر، وقد فخم بعضهم الأول وأمال الآخر.
وعند شذ عن القياس قولهم الحجاج والناس مالين. وعن بعض العرب هذا مال وباب. وقالوا العشا والمكا والكبا وهؤلاء من الواو. وأما قولهم الربا فلأجل الراء.
وقد أمال قوم جاد وجواد نظرا إلى الأصل، كما أمالوا هذا ماش في الوقف.
وقد أميل: " والشمس وضحاها ". وهي من الواو لتشاكل جلاها ويغشاها.
وقد أمالوا الفتحة في نحو قولهم من الضرر ومن الكبر ومن الصغر ومن المحاذر.
الحروف لا تمال
والحروف لا تمال نحو حتى وعلى وإلى وإما وإلا إلا إذا سمي بها. وقد أميل بلى ولا في إمالا وياء في النداء لإغنائها عن الجمل.

(1/473)


حكم الأسماء غير المتمكنة في الإمالة
والأسماء غير المتمكنة يمال منها المستقبل بنفسه نحو ذا ومتى وأنى، ولا يمال ما ليس بمستقبل نحو ما الإستفهامية أو الشرطية أو الموصولة أو الموصوفة ونحو إذا. قال المبرد وإمالة عسى جيدة.

(1/474)


الباب الثاني
الوقف
في الوقف أربع لغات
تشترك فيه الأضرب الثلاثة. وفيه أربع لغات: الإسكان الصريح، والإشمام وهو ضم الشفتين بعد الإسكان، والروم وهو أن تروم التحريك والتضعيف. ولها في الخط علامات فللإسكان الخاء، وللإشمام نقطة، خ وللروم خ خط بين يدي ش الحرف، وللتضعيف الشين. مثال ذلك هذا حكم وجعفر وخالد وفرج. والإشمام مختص بالمرفوع، ومشترك في غيره المجرور والمرفوع والمنصوب غير المنون، والمنون يبدل من تنوينه ألف في المنصوب كقولك رأيت فرجا وزيدا ورشاءا وكساءا وقاضيا فلا متعلق به لهذه اللغات، والتضعيف مختص بما ليس بهمزة من الصحيح المتحرك ما قبله.
تحويل حركة الوقف إلى الحرف الساكن قبله
وبعض العرب يحول ضمه الحرف الموقوف عليه وكسرته على الساكن قبله دون الفتحة في غير الهمزة، فيقول هذا بكر ومررت ببكر، ويجري أيضا في حال التعريف. قال:

(1/475)


تحفزها الأوتار والأيدي الشعر ... والنبل ستون كأنها الجمر
يريد الشعر والجمر ونحوه قولهم إضربه وضربته قال:
عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه
وقال أبو النجم:
فقر بن هذا وهذا زحله

(1/476)


ولا تقول رأيت البكر. وفي الهمزة تحولهن جميعا فتقول هذا الخبء ورأيت الخبا ومررت بالخبيء، وكذلك البطؤ والردؤ. ومنهم من يتفادى وهم ناس من تميم من أن يقول هذا الردؤ ومن البطيء فيفر إلى الإتباع فيقول من البطؤ بضمتين، وهذا الرديء بكسرتين.
إبدال
الهمزة بحرف لين
وقد يبدلون من الهمزة حرف لين تحرك ما قبلها أو سكن، فيقولون هذا الكلو والخبو والبطو والردو، ورأيت الكلا والخبا والبطا والردا، ومررت بالكلي والخبي والبطي والردي، ومنهم من يقول هذا الردي ومررت بالبطو فيتبع، وأهل الحجاز يقولون الكلا في الأحوال الثلاث لأن الهمزة سكنها الوقف وما قبلها مفتوح فهو كرأس. وعلى هذه العبرة يقولون في أكمؤ أكمو وفي أهنيء أهني كقولهم جونة وذيب.
حكم المعتل الآخر إذا سكن ما قبله:
وإذا اعتل الآخر وما قبله ساكن كآخر ظبي ودلو فهو كالصحيح. والمتحرك ما قبله إن كان ياء قد أسقطها التنوين في نحو قاض وعم وجوار فالأكثر أن يوقف على ما قبله فيقال قاض وعم وجوار، وقوم يعيدونها ويقفون عليها فيقولون قاضي وعمي وجواري. وإن لم يسقطها التنوين في نحو القاضي ويا قاضي رأيت جواري فالأمر بالعكس، ويقال يا مري لا غير، وإن كان ألفا قالوا في الأكثر الأعرف هذه عصا وحبلى، ويقول ناس من فزارة وقيس حبلي بالياء، وبعض طيء حبلو بالواو، ومنهم من يسوي في القلب بين الوقف والوصل. وزعم الخليل أن بعضهم يقلبها همزة فيقول هذه حبلأ ورأيت حبلأ وهو يضربها. وألف عصا في النصب هي المبدلة من التنوين، وفي الرفع والجر هي المنقلبة عند سيبويه، وعند المازني هي المبدلة في الأحوال الثلاث.

(1/477)


حكم الفعل المعتل اللام
والوقف على المرفوع والمنصوب من الفعل الذي اعتلت لامه بإثبات أواخره نحو يغزو ويرمي، وعلى المجزوم والموقوف منه بإلحاق الهاء نحو لم يغزه ولم يرمه ولم يخشه واغزه وارمه واخشه، وبغير هاء نحو لم يغز ولم يرم واغز وارم إلا ما أفضى به ترك الهاء إلى حرف واحد، فإنه يجب الإلحاق نحو قه وره.
حذف الواو والياء في الفواصل:
وكل واو أو ياء لا تحذف تحذف في الفواصل والقوافي كقوله تعالى: " الكبير المعتال ويوم التناد إذا يسر ". وقول زهير:
وبعض القوم يخلق ثم لا يفر
وأنشد سيبويه:
لا يبعد الله إخوانا تركتهم ... لم أدر بعد غداة البين ما صنع
أي صنعوا.

(1/478)


تاء التأنيث تقلب هاء:
وتاء التأنيث في الأسم المفرد تقلب هاء في الوقف نحو غرفه وظلمه.
ومن العرب من يقف عليها تاء قال:
بل جوز تيهاء كظهر الحجفت
وهيهات أن جعل مفردا وقف عليه بالهاء، وإلا فبالتاء. ومثله في

(1/479)


إحتمال الوجهين استأصل الله عرقاتهم وعرقاتهم.
وقد يجري الوصل مجرى الوقف. منه قوله:
مثل الحريق وافق القصبا
ولا يختص بحال الضرورة تقول ثلاثة أربعة وفي التنزيل: " لكنا هو الله ربي ".
الوقف في غير المتمكن:
وتقول في الوقف على غير المتمكنة أنا بالألف، وأنه بالهاء، وهو بالإسكان، وهوه بإلحاق الهاء، وههنا وههناه وهؤلاء وهؤلاه إذا قصر، وأكرمتك وأكرمتكه، وغلامي وضربني وغلاميه وضربنيه بالإسكان وإلحاق الهاء فيمن حرك في الوصل، وغلام وضربن فيمن أسكن في الوصل، وفي قراءة أبي عمرو ربي أكرمن وأهانن وقال الأعشى:
ومن شانيء كاسف وجهه ... إذا ما انتسبت له أنكرن

(1/480)


وضربكم وضربهم وعليهم وبهم ومنه وضربه بالإسكان فيمن ألحق وصلا أو حرك، وهذه فيمن قال هذه هي أمه الله وحتام وفيم وحتامه وفيمه بالإسكان والهاء، ومجيء مه في مجيء م جئت وفي مثل م أنت بالهاء لا غير.
حكم النون الخفيفة
والنون الخفيفة تبدل ألفا عند الوقف في قوله تعالى: " لنسفعن بالناصية ". لنسفعا قال الأعشي:
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
وتقول في هل تضربن يا قوم هل تضربون بإعادة واو الجمع.

(1/481)


الباب الثالث
القسم
حده
يشترك فيه الإسم والفعل. وهو جملة فعلية أو أسمية تؤكد بها جملة موجبة أو منفية نحو قولك: بالله، وأقسمت، وآليت، وعلم الله، ويعلم الله، ولعمرك، ولعمر أبيك، ولعمر الله، ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وأمانة الله، وعلي عهد الله لأفعلن أو لا أفعل. ومن شأن الجملتين أن تتنزلا منزلة جملة واحدة كجملتي الشرط والجزاء، ويجوز حذف الثانية ها هنا عند الدلالة جواز ذلك ثمة. فالجملة المؤكد بها هي القسم، والمؤكدة هي القسم عليها، والإسم الذي يلصق به القسم ليعظم به ويفخم هو المقسم به.
تخفيف القسم
ولكثرة القسم في كلامهم أكثروا التصرف فيه، وتوخوا ضروبا من التخفيف، من ذلك حذف الفعل في بالله، والخبر في لعمرك وأخواته، والمعنى لعمرك ما أقسم به، ونون أيمن وهمزته في الدرج، ونون من ومن وحرف القسم في والله والله بغير عوض، وبعوض في ها الله وآلله وفالله، والإبدال عنه تاء في تالله وإيثار الفتحة على الضمة هي التي أعرف في

(1/482)


ويتلقى القسم بثلاثة أشياء باللام وبان وبحرف النفي كقولك بالله لأفعلن، وأنك لذاهب، وما فعلت ولا أفعل. وقد حذف حرف النفي في قول الشاعر:
تالله يبقى على الأيام مبتقل
الواو والتاء واللام ومن مكان الباء
وقد أوقعوا موقع الباء بعد حذف الفعل الذي ألصقته بالقسم به أربعة أحرف: الواو والتاء وحرفين من حروف الجر وهما اللام ومن في قولك لله لا يؤخر الأجل ومن ربي لأفعلن روما للإختصاص، وفي التاء واللام معنى التعجب، وربما جاءت التاء في غير التعجب، واللام لا تجيء إلا فيه وأنشد سيبويه لعبد مناة الهذلي:
لله يبقى على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس

(1/484)


وتضم ميم من فيقال من ربي أنك لأشر. قال سيبويه ولا تدخل الضمة في من إلا ههنا، كما لا تدخل الفتحة في لدن إلا مع غدوة، ولا تدخل إلا على اسم الله والكعبة. وسمع الأخفش من الله وتربى وإذا حذفت نونها فهي كالتاء تقول م الله وم الله كما تقول تالله ومن الناس من يزعم أنها من أيمن.
مميزات الباء:
والباء لأصالتها تستبد عن غيرها بثلاثة أشياء بالدخول على المضمر كقولك به لأعبدنه وبك لأزورن بيتك وقال:
فلا بك ما أبالي.

(1/485)


وبظهور الفعل معها كقولك حلفت بالله، وبالحلف على الرجل على سبيل الإستعطاف كقولك بالله لما زرتني وبحياتك أخبرني وقال ابن هرمة:
بالله ربك إن دخلت فقل له ... هذا ابن هرمة واقفا بالباب
وقال المجنون:
بدينك هل ضممت إليك نعما
حذف الباء:
وتحذف الباء فينتصب المقسم به بالفعل المضمر قال:

(1/486)


ألا رب من قلبي له الله ناصح
وقال:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
وقال:
إذا ما الخبر تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد

(1/487)


وقد روي رفع اليمين والأمانة على الإبتداء محذوفي الخبر، وتضمر كما تضمر اللام في لاه أبوك.
حذف الواو
وتحذف الواو ويعوض عنها حرف التنبيه في قولهم لا هالله ذا، وهمزة الإستفهام في آلله. وقطع همزة الوصل في أفألله وفي لا هالله ذا لغتان: حذف ألف ها وإثباتها. وفيه قولان: أحدهما قول الخليل أن ذا مقسم وتقديره: لا والله للأمر ذا، فحذف الأمر لكثرة الإستعمال، ولذلك لم يجز أن يقاس عليه فيقال هالله أخوك على تقديرها الله لهذا أخوك. والثاني وهو قول الأخفش. أنه من جملة القسم توكيد له، كأنه قال ذا قسمي. قال: والدليل عليه أنهم يقولون لاها الله ذا لقد كان كذا فيجيئون بالمقسم عليه بعده.
والواو الأولى في نحو: " والليل إذا يغشى ". للقسم وما بعدها للعطف كما تقول بالله فالله وبحياتك ثم حياتك لأفعلن.

(1/488)


الباب الرابع
تخفيف الهمزة
تشترك فيه الأضراب الثلاثة. ولا تخفف الهمزة إلا إذا تقدمها شيء، فإن لم يتقدمها نحو قولك ابتداء أب أم ابل فالتحقيق ليس إلا. وفي تخفيفها ثلاثة أوجه: الإبدال، والحذف، وأن تجعل بين بين، أي بين مخرجها وبين مخرج الحرف الذي منه حركتها.
إبدال الهمزة
ولا تخلو إما أن تقع ساكنة فيبدل منها الحرف الذي منه حركة ما قبلها كقولك رأس وقرأت وإلى الهداتنا وبير وجيت والذيتمن ولوم وسوت ويقولوذن.
وأما أن يقع متحركة ساكنا ما قبلها، فينظر إلى الساكن فإن كان حرف لين نظر، فإن كان ياء أو واوا مدتين زائدتين أو ما يشبه المدة كياء التصغير قلبت إليه وأدغم فيها كقولك: خطية ومقروة وأفيس. وقد التزم ذلك في نبي وبريه.
الهمزة بين بين:
وإن كان ألفا جعلت بين بين كقولك: سأل وتساؤل وقائل.
حذف الهمزة:
وإن كان حرفا صحيحا أو واوا أو ياء أصليتين أو مزيدتين لمعنى ألقيت

(1/489)


عليه حركتها وحذفت كقولك: مسلسلة والخب ومن بوك ومن بلك وجيل وحوبة وأبو يوب وذومرهم واتبعي مره وقاضوبيك، وقد التزم ذلك في باب يري، وأري يرى، ومنهم من يقول المراة والكماة فيقلبها ألفا وليس بمطرد، وقد رآه الكوفيون مطردا.
وأما أن تقع متحركة متحركا ما قبلها فتجعل بين بين كقولك: سأل ولؤم وسئل، إلا إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضم فقلبت ياء أو واوا محضة كقولك ميروجون. والأخفش يقلب المضمومة المكسورة ما قبلها ياء أيضا فيقول يستهزيون، وقد تبدل منها حروف اللين فيقال منساة ومنه قول الفرزدق:
فارعي فزارة لا هناك المرتع
وقال حسان:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سالت ولم تصب

(1/490)


وقال ابنه عبد الرحمن:
يشجج رأسه بالفهر واجي
وقال سيبويه وليس ذا بقياس متلئب وإنما يحفظ عن العرب كما يحفظ الشيء الذي تبدل التاء من واوه نحو أتلج.
وقد حذفوا الهمزة في كل ومر وخذ حذفا غير قياسي، ثم التزموه في اثنين دون الثالث فلم يقولوا أوخذ ولا أوكل. وقال الله تعالى: " وأمر أهلك ".
حكم همزة أحمر:
وإذا خففت همزة الأحمر على طريقها فتحركت لام التعريف اتجه لهم في ألف اللام طريقان: حذفها وهو القياس، وإبقاؤها لطرو الحركة، فقالوا لحمر وألحمر ومثل لحمر عاد لولى في قراءة أبي عمرو، وقولهم من لان في الآن، ومن قال أحمر قال من لان بتحريك النون كما قريء من رض أو ملان بحذفها كما قيل ملكذب.
التقاء همزتين:
وإذا التقت همزتان في كلمة فالوجه قلب الثانية إلى حرف لين كقولهم

(1/491)


آدم وأيمة وأويدم، ومنه جائي وخطايا، وقد سمع أبو زيد من بقول اللهم اغفر لي خطائئي، قال همزها أبو السمح ورداد ابن عمه وهو شاذ، وفي القراءة الكوفية أئمة. وإذا التقيا في كلمتين جاز تحقيقهما وتخفيف إحداهما بأن تجعل بين بين. والخليل يختار تخفيف الثانية كقوله تعالى: " فقد جاء أشراطها ". وأهل الحجاز يخففونهما معا. ومن العرب من يقحم بينهما ألفا قال ذو الرمة:
آأنت أم أم سالم
وأنشد أبو زيد:
حزق إذا ما القوم أبدوا فكاهة ... تفكر آإياه يعنون أم قردا
وهي في قراءة ابن عامر. ثم منهم من يحقق بعد إقحام الألف. ومنهم من يخفف.
وفي اقرأ آية ثلاثة أوجه: أن تقلب الأولى ألفا، وأن تحذف الثانية تلقي حركتها على الأولى، وإن تجعلا معا بين بين وهي حجازية.

(1/492)


الباب الخامس
التقاء الساكنين
حذف الساكن الأول
يشترك فيه الأضرب الثلاثة. ومتى التقيا في الدرج على غير حدهما وحدهما أن يكون الأول حرف لين، والثاني مدغما، في نحو دابة، وخويصة، وتمود الثوب، وقوله تعالى: " قل أتحاجونا ". لم يخل، أولهما من أن يكون مدة أو غير مدة، فإن كان مدة حذف كقولك: لم يقل، ولم يبغ، ولم يخف ويخشى القوم، ويغزو الجيش، ويرمي الغرض، ولم يضربا اليوم، ولم يضربوا الآن، ولم تضربي ابنك، إلا ما شذ من قولهم آلحسن عندك، وآيمن الله يمينك، وما حكي من قولهم: حلقتا البطان. وإن كان غير مدة فتحريكه في نحو قولك لم أبله، واذهب اذهب، ومن ابنك، ومذ اليوم، وألم الله، ولا تنسوا الفضل، واخشو الله، وأخشى القوم، ومصطفى الله، ولو استطعنا، ومنه قولك الاسم والابن والانطلاق والاستغفار أو تحريك أخيه في نحو قولك انطلق ولم يلده ويتقه ورد، ولم يرد، في لغة بني تميم. قال:

(1/493)


عجبت لمولود وليس له أب ... وذي ولد لم يلده أبوان
حركة الساكن الأول
والأصل فيما حرك منهما أن يحرك بالكسر، والذي حرك بغيره فلأمر، نحو ضمهم في نحو: وقالت أخرج عليهن، وعذابن اركض، وعيونن أدخلوها للإتباع؛ وفي نحو أخشوا الله، للفضل بين واو الضمير وواو لو. وقد كسرها قوم كما ضم قوم واو لو في لو استطعنا تشبيها بها، وفريء مر يبين الذي بفتح النون هربا من توالي الكسرات. وقد حركوا في نحو رد ولم يرد بالحركات الثلاث، ولزموا الضم عند ضمير الغائب، والفتح عند ضمير الغائبة فقالوا رده وردها، وسمع الأخفش ناسا من بني عقيل يقولون مده وعضه بالكسر. ولزموا فيه الكسر عند ساكن يعقبه فقالوا: رد القوم. ومنهم من فتح وهم بنو أسد فقال:
فغض الطرف إنك من نمير

(1/494)


وقال:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى
وليس في هلم إلا الفتح.
ولقد جد في الهرب من التقاء الساكنين من قال دأبة وشأبة، ومن قرأ ولا الضألين ولا جأن، وهي عن عمرو بن عبيد ومن لغته النقر في الوقف.
من
وكسروا نون من عند ملاقاتها كل ساكن سوى لام التعريف فهي عندها مفتوحة، تقول من ابنك ومن الرجل. وقد حكى سيبويه عن قوم فصحاء من ابنك بالفتح. وحكي في من الرجل الكسر، وهي قليلة خبيثة. وأما نون عن فمكسورة في الموضعين وقد حكي عن الأخفش عن الرجل بالضم.

(1/495)


الباب السادس
أوائل الكلم
الحالات التي تسكن فيها أوائل الكلم
تشترك فيه الأضرب الثلاثة. وهي في الأمر العام على الحركة. وقد جاء منها ما هو على السكون. وذلك من الأسماء في نوعين: أحدهما أسماء غير مصادر وهي ابن وابنه وابنم واثنان واثنتان وامرؤ وامرأة واسم واست وأيمن الله وأيم الله. والثاني مصادر الأفعال التي بعد ألفاتها إذا ابتديء بها أربعة أحرف فصاعدا نحو انفعل وافتعل واستفعل تقول: إنفعال وافتعال واستفعال، ومن الأفعال فيما كان على هذا الحد، وفي أمثلة أمر المخاطب من الثلاثي غير المزيد فيه نحو أضرب وأذهب، ومن الحروف في لام التعريف وميمه في لغة طيء، فهذه الأوائل ساكنة كما ترى يلفظ بها كما هي في حال الدرج، فإذا وقعت في موضع الإبتداء أو وقعت قبلها همزات ومزيدة متحركة، لأنه ليس في لغتهم الإبتداء بساكن كما ليس فيها الوقوف على متحرك.
وتسمى هذه الهمزات همزات الوصل، وحكمها أن تكون مكسورة، وإنما ضمت في بعض الأوامر، وفيما بني من الأفعال الواقعة بعد ألفاتها أربعة أحرف فصاعدا للمفعول للإتباع، وفتحت في الحرفين وكلمتي القسم للتخفيف.

(1/497)


وإثبات شيء من هذه الهمزات في الدرج خروج عن كلام العرب ولحن فاحش، فلا تقل الإسم والإنطلاق والإقتسام والإستغفار ومن إبنك وعن إسمك وقوله:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه
من ضرورات الشعر. ولكن همزة حرف التعريف وحدها إذا وقعت بعد همزة الإستفهام لم تحذف، وقلبت ألفا، لأداء حذفها إلى الإلباس.
إسكان أول هو وهي
وأما إسكانهم أول هو وهي متصلتين بالواو والفاء ولام الابتداء وهمزة الاستفهام ولام الأمر متصلة بالفاء والواو كقوله تعالى: " وهو خير لكم " وقوله تعالى: " فهي كالحجارة " وقوله تعالى: " لهو القصص الحق " وقول الشاعر:
فقلت أهي سرت أم عادني حلم

(1/498)


وقوله تعالى: " فلينظر " وقوله: " وليوفوا نذورهم " فليس بأصل. وإنما شبه الحرف عند وقوعه في ذا الموقع بضاد عضد وباء كبد ومنهم من لا يسكن.

(1/499)


الباب السابع
زيادة الحروف
جمعت في سألتمونيها
يشترك فيها الإسم والفعل. والحروف الزوائد هي التي يشملها قولك اليوم تنساه، أو أتاه سليمان، أو سألتمونيها، أو السمان هويت. ومعنى كونها زوائد أن كل حرف وقع زائدا في كلمة فإنه منها لا إنها تقع أبدا زوائد. ولقد أسلفت في قسمي الأسماء والأفعال عند ذكر الأبنية المزيد فيها نبذا من القول في الحروف، واذكر ههنا ما يميز به بين مواقع أصالتها ومواقع زيادتها والله تعالى الموفق.
الهمزة الزائدة والأصلية
فالهمزة يحكم بزيادتها إذا وقعت أولا بعدها ثلاثة أحرف أصول كأرنب وأكرم، إلا إذا اعترض ما يقتضي أصالتها كإمعة وإمرة، أتجيز الأمرين كأولق. وبأصالتها إذا وقع بعدها حرفان أو أربعة أصول كإتب وإزار واصطبل واصطخر، أو وقعت غير أول ولم يعرض ما يوجب زيادتها في نحو شمأل ونئدل وجرائض وضهيأة.

(1/501)


الألف
والألف لا تزاد أولا لامتناع الإبتداء بها. وهي غير أول إذا كان معها ثلاثة أحرف أصول فصاعدا لا تقع إلا زائدة كقولهم خاتم وكتاب وحبلى وسرادح وحلبلاب. ولا تقع للالحاق إلا آخرا في نحو معزى. وهي في قبعثرى كنحو ألف كتاب لإنافتها على الغاية.
الياء
والياء إذا حصلت معها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة أينما وقعت كيلمع ويهير ويضرب وعثير وزبنية، إلا في نحو يأجج ومريم ومدين وصيصية وقوقيت. وإذا حصلت معها أربعة فإن كانت أولا فهي أصل كيستعور، وإلا فهي زائدة كسلحفية.
الواو
والواو كالألف لا تزاد أولا وقولهم ورنتل كجحنفل. وأما غير أول فلا تكون إلا زائدة كعوسج وحوقل وقسور ودهور وترقوة وعنفوان وقلنسوة إلا إذا اعترض ما في عزويت.
والميم إذا وقعت أولا وبعدها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة نحو مقتل ومضرب ومكرم ومقياس، إلا إذا عرض ما في معد ومعزى ومأجج ومهدد ومنجنون ومنجنيق. وهي غير أول أصل إلا في نحو دلامص وقمارص وهرماس وزرقم. وإذا وقعت أولا خامسة فهي أصل كمزرنجوش. ولا تزاد في الفعل ولذلك استدل على أصالة ميم معد بتمعددوا ونحو تمسكن وتمدرع وتمندل لا اعتداد به.
النون
والنون إذا وقعت آخرا بعد ألف فهي زائدة إلا إذا قام دليل على أصالتها في نحو فينان وحسان وحمار قبان فيمن صرف، وكذلك الواقعة في أول

(1/502)


المضارع والمطاوع نحو نفعل وانفعل، والثالثة الساكنة في نحو شرنبت وعصنصر وغضنفر وعرند. وهي فيما عدا ذلك أصل إلا في نحو عنسل وعفرني وبلهنية وخنفقيق ونحو ذلك.
التاء
والتاء اطردت زيادتها أولا في نحو تفعيل وتفعال وتفعل وتفاعل وفعليهما، وآخرا في الانيث والجمع. وفي نحو رغبوت وجبروت وعنكبوت ثم هي أصل إلا في نحو ترتب وتولج وسنبتة.
الهاء
والهاء زيدت زيادة مطردة في الوقف لبيان الحركة أو حرف المد في نحو كتابيه وثمه ووازيداه وواغلاماه وواغلامهوه ووانقطاع ظهرهيه، وغير مطردة في جمع أم، وقد جاء بغير هاء، وقد جمع اللغتين من قال:
إذا المهات قبحن الوجو ... هـ فرجت الظلام بأماتكا
وقيل قد غلبت الأمهات في الناسي والأمات في البهائم. وقد زاد هاء في الواحد من قال:
أمهتي خندف والياس أبي

(1/503)


وفي كتب العين أمهت وهو مسترذل. وزيدت في اهراق اهراقه، وفي هركولة وهجرع وهلقامة عند الأخفش. ويجوز أن تكون مزيدة في قولهم قرن سلهب لقولهم سلب.
السين
والسين اطردت زيادتها في استفعل، ومع كاف الضمير فيمن كسكس، وقالوا اسطاع كأهراق.
اللام
واللام جاءت مزيدة في ذلك، وهنالك، وأولالك، قال:
وهل يعظ الضليل إلا ألالكا
وفي عبدل وزيدل، وفي فجعل، وفي هيقل إحتمال.

(1/504)


الباب الثامن
إبدال الحروف
جمعت في استنجده يوم صال زط
يقع الإبدال في الأضرب الثلاثة كقولك أجوه وهراق وإلا فعلت وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي ويجمعها قولك استنجده يوم صال زط.
الهمزة
فالهمزة أبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين. فإبدالها من حروف اللين على ضربين مطرد وغير مطرد. والمطرد على ضربين واجب وجائز. فالواجب إبادلها من ألف التأنيث في نحو حمراء وصحراء، والمنقلبة لاما نحو كساء ورداء وعلباء، أو عينا في نحو قائل ونائل وبائع، ومن كل واو واقعة أولا شفعت بأخرى لازمة في نحو أواصل وأواق جمعي واصلة وواقية.
قال:
يا عدي لقد وقتك الأواقي

(1/505)


وأويصل تصغير واصل. والجائز إبادلها من كل واو مضمومة وقعت مفردة فاء كأجوه، أو عينا غير مدغم فيها كادؤر، أو مشفوعة عينا كالغؤور والنؤور، وغير المطرد إبدالها من الألف في نحو دأبة وشأبة ابيأض واهأم، وعن العجاج أنه كان يهمز العالم والخاتم فقال:
فخندف هامة هذا العالم

(1/506)


وحكي بأز، وقوقأت الدجاجة. وقال:
يا دار مي بدكاديك البرق ... صبرا فقد هيجت شوق المشتاق
ومن الواو غير المضمومة في نحو إشاحة وإفادة وإسادة وإعاء أخيه في قراءة سعيد بن جبير، وأناة وأسماء واحد وأحد أحد في الحديث، والمازني يرى الإبدال من المكسورة قياسا، ومن الياء في قطع الله أديه وفي أسنانه ألل وقالوا الشئمة وإبدالها من الهاء في ماء وأمواء. قال:
وبلدة قالصة أمواءها ... ما صحة رأد الضحي أفياءها
وفي أل فعلت وإلا فعلت، ومن العين في قوله:

(1/507)


أباب بحر ضاحك زهوق
الألف:
والألف أبدلت من أختيها ومن الهمزة والنون. فإبدالها من أختيها مطرد في نحو قال وباع ودعى ورمى وباب وناب مما تحركتا فيه وانفتح ما قبلهما، ولم يمنع ما منع من الإبدال في نحو رميا ودعوا إلا ما شذ من نحو القود والصيد. وغير مطرد في نحو طائي وحاري وياجل. وإبدالها من الهمزة لازم في نحو آدم، وغير لازم في نحو رأس. وإبادلها من النون في الوقف خاصة على ثلاثة أشياء: المنصوب المنون، وما لحقته النون الخفيفة المفتوح ما قبلها، وإذن، كقولك رأيت زيدا ولنسفعا وفعلتها إذا.
الياء:
والياء أبدلت من أختيها، ومن الهمزة، ومن أحد حرفي التضعيف، ومن النون والعين والعين والباء والسين والثاء. فإبدالها من الألف في نحو مفيتيح وهو مطرد. ومن الواو في نحو ميقات وعصى وغاز وغازية وأدل وقيام وانقياد وحياض وسيد ولية واغزيت واستغزيت وهو مطرد. وفي نحو صبية وثيرة وعليان وبيجل، وهو غير مطرد. ومن الهمزة في نحو ذيب ومير على ما قد سلف في تخفيفها. ومن أحد حرفي التضعيف في قولهم أمليت، وقصيت أظفاري، ولا وربيك لا أفعل، وتسريت وتظنيت، ولم يتسن، وتقضى البازي. وقوله:

(1/508)


نزور امرأ أما الإله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
والتصدية فمن جعلها من صد يصد، وتلعيت من اللعاعة، ودهديت وصهصيت ومكاكي في جمع مكوك، ودياج في جمع ديجوج، وديوان وديباج وقيراط، وشيراز وديماس فيمن قال شراريز ودماميس. وقوله:
وايتصلت بمثل ضوء الفرقد
أبدل الياء من التاء الأولى في اتصلت ومما سوى ذلك في قولهم أناسي وظرابي. وقوله:
ومنهل ليس له حوازق ... ولضفادي جمه نقانق

(1/509)


وقوله يصف عقابا:
لها أشارير من لحم تتمرة ... من الثعالي ووخز من أرانيها
وقوله:
إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وأبوك سادي

(1/510)


وقوله:
قد مر يومان وهذا الثالي ... وأنت بالهجران لا تبالي
الواو:
والواو تبدل من أخييها ومن الهمزة. فإبدالها من الألف في نحو ضوارب وضويرب تصغير ضربات مصدر ضارب، وأوادم وأويدم ورحوي وعصوي وألوان تثنية إلى إسما. ومن الياء في نحو موقن وطوبى مما سكن ياؤه غير مدغمة وانضم ما قبلها، وفي ضويرب تصغير ضراب مصدر ضاربه، وفي بقوي وبوطر من بيطر، وهذا أمر ممضو عليه، وهو نهو عن المنكر، وفي الجباوة. ومن الهمزة في نحو جونة وجون كما سلف في تخفيفها.
الميم:
والميم أبدلت من الواو واللام والنون والباء. فإبدالها من الواو في فم وحدها. ومن اللام في لغة طيء في نحو ما روى النمر بن تولب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إنه لم يرو غير هذا ليس من امبرامصيام في امسفر. ومن النون في نحو عمبر وشمباء مما وقعت فيه النون ساكنة قبل الباء. وفي قول رؤبة:
يا هال ذات المنطق التمتام ... وكفك المخضب البنام

(1/511)


وطامه الله على الخير. ومن الباء في بنات مخر وما زلت راتما على هذا ورأيته من كثم. وقوله:
فبادرت شاتها عجلى مثابرة ... حتى استقت دون محني جيدها نغما
قال ابن الأعرابي أراد نغبا
النون:
والنون أبدلت من الواو واللام في صنعاني وبهراني، ولعن بمعنى لعل.
التاء:
والتاء أبدلت من الواو والياء والسين والصاد والباء. فإبدالها من الواو فاء في نحو اتعد وأتلجه قال:

(1/512)


متلج كفيه في قتره
وتجاه وتيقور وتكلان وتكاة وتكلة وتخمة وتهمة وتقية وتقوى وتترى وتوراة وتولج وتراث وتلاد. ولاما في أخت وبنت وهنت وكلتا. ومن الياء فاء في نحو اتسر، ولاما في نحو أسنتوا وثنتان وكيت وذيت. ومن السين في طست ومنه قوله:
يا قاتل الله بني السعلاة ... عمرو بن يربوع شرار النات
غير أعفاء ولا أكيات ومن الصاد في لصت قال:
كاللصوت المرد

(1/513)


ومن الباء في الذعالت بمعنى الذعالب وهي الأخلاق.
الهاء:
والهاء أبدلت من الهمزة والألف والياء والتاء. فإبدالها من الهمزة في هرقت الماء، وهرحت الدابة، وهنرت الثوب، وهردت الشيء، عن اللحياني، وهياك، ولهنك، وهما والله لقد كان كذا، وهن فعلت فعلت لغة طيء، وفيما أنشد أبو الحسن:
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا
أي إذا الذي ومن الألف في قوله:
إن لم تروها فمه

(1/514)


وفي أنه وحيهلة وقوله: وقد رابني قولها يا هناه وهي مبدلة من الألف المنقلبة عن الواو في هنوات، ومن الياء في هذه أمة الله، ومن التاء في طلحة وحمزة في الوقف. وحكى قطرب أن في لغة طيء كيف البنون والبناه، وكيف الأخوة والأخواه.
اللام:
واللام أبدلت من النون والضاد في قوله:
وقفت فيها أصيلالا أسائلها

(1/515)


وقوله:
مال إلى أرطاة حقف فالطجع
الطاء:
والطاء أبدلت من التاء في نحو اصطبر، وفحصط برجلي.
الدال:
والدال أبدلت من التاء في ازدجر، وازدان، وفزد، واذدكر غير مدغم فيما رواه أبو عمرو. واجدمعوا واجدز في بعض اللغات قال:
واجدز شيحا
وفي دولج.

(1/516)


الجيم:
والجيم أبدلت من الياء المشددة في الوقف. قال أبو عمرو: قلت لرجل من بني حنظلة: ممن أنت؟ فقال فقيمج. فقلت من أيهم؟ فقال: مرج. وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال:
خالي عويف وأبو علج ... المطعمان الشحم بالعشج
وبالغداة تل البرنج ... يقلع بالود وبالصيصج
وأنشد ابن الأعرابي:

(1/517)


كأن في أذنابهن الشول ... من عبس الصيف قرون الأجل
وقد أبدلت من غير المشددة في قوله:
لاهم إن كنت قبلت حجتج ... فلا يزال شاحج يأتيك بج
أقمر نهات ينزى وفرتج
وقوله:
حتى إذا أمسجت وأمسجا

(1/518)


السين:
والسين إذا وقعت قبل غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز إبدالها ضادا كقولك صائغ، وأصبغ نعمه صخر، ومس صقر، ويصاقون وصقت، وصبقت، وصويق، والصملق، وصراط، وصاطع ومصيطر؛ وإذا وقعت قبل الدال ساكنة أبدلت زايا خالصة كقولك في يسدد يزدد، وفي يسدل ثوبه يزدل. قال سيبويه ولا تجوز المضارعة يعني إشراب صوت الزاي. وفي لغة كلب تبدل زايا مع القاف خاصة يقولون مس زقر.
الصاد:
والصاد الساكنة إذا وقعت قبل الدال جاز إبدالها زايا خالصة في لغة فصحاء من العرب ومنه لم يحرم من فزد له. وقول حاتم:
هكذا فزدي أنه
وقال الشاعر:
ودع ذا الهوى قبل القلى ترك ذي الهوى ... متين القوى خير من الصرم مزدرا

(1/519)


وأن تضارع بها الزاي فإن تحركت لم تبدل. ولكنهم قد يضارعون بها الزاي فيقولون صدر وصدف والصراط. والراط. قال سيبويه: والمضارعة أكثر، وأعرب من الإبدال والبيان أكثر، ونحو الصاد في المضارعة الجيم والشين تقول هو أجدر وأشدق.

(1/520)


الباب التاسع
الاعتلال
حروف الاعتلال
حروفه الألف والواو والياء. وثلاثتها تقع في الأضرب الثلاثة، كقولك مال وناب وسوط وبيض وقال وباع وحاول وبايع ولا ولو وكي إلا أن الألف تكون في الأسماء والأفعال زائدة أو منقلبة عن الواو والياء لا أصلا، وهي في الحروف أصل ليس إلا لكونها جوامد غير متصرف فيها.
اتفاق الواو والياء واختلافهما
والواو والياء غير المزيدتين تتفقان في مواقعهما وتختلفان. فاتفاقهما إن وقعت كلتاهما فاء كوعد ويسر، وعينا كقول وبيع، ولاما كغزو ورمى، وعينا ولاما معا كقوة وحية وان تقدمت كل واحدة منهما على أختها فاء وعينا في نحو ويل ويوم.
واختلافهما أن الواو تقدمت على الياء في نحو وفيت وطويت، وتقدمت الياء عليها في يوم، وأما الواو في الحيوان وحيوة فكواو جباوة في كونها بدلا عن الياء والأصل حييان وحيية.
واختلافهما أن الياء وقعت فاء وعينا معا، وفاء ولاما معا في بين اسم

(1/521)


مكان وفي يديت، ولم تقع الواو كذلك. ومذهب أبي الحسن في الواو أن تأليفها من الواوات فهي على قوله موافقة للياء في بييت. وقد ذهب غيره إلى أن ألفها عن ياء فهي على هذا موافقتها في يديت. وقالوا ليس في العربية كلمة فاؤها واو ولامها واو إلا الواو. ولذلك آثروا في الوغي أن يكتب بالياء.

(1/522)


الفصل الأول:
الواو والياء فاءين
الواو والياء في مضارع فعل:
الواو تثبت صحيحة، وتسقط وتقلب. فثباتها على الصحة في نحو وعد وولد والوعد والوالدة. وسقوطها فيما عينه مكسورة من مضارع فعل أو فعل لفظا أو تقديرا. فاللفظ في يعد ويق، والتقدير في بضع ويسع، لأن الأصل فيهما الكسر والفتح لحرف الحلق، وفي نحو العدة والمقة من المصادر. والقلب فيما مر من الإبدال.
والياء مثلها إلا في السقوط. تقول ينع يينع ويسر ييسر فتثبتها حيث أسقطت الواو. وقال بعضهم يئس كومق يمق فأجراها مجرى الواو وهو قليل. وقلبها في نحو إتسر.
والذي فارق به قولهم وجع ووجل يوجل قولهم وسع يسع ووضع يضع حيث ثبتت الواو في أحدهما وسقطت في الآخر. وكلا القبيلتين فيه حرف الحلق أن الفتحة في يوجع أصلية بمنزلتها في يوجل، وهي في يسع عارضة مجتلية لأجل حرف الحلق فوزانهما وزان كسرتي الراءين في التجاري والتجارب.
الواو والياء في مضارع افتعل

(1/523)


وياتسر، ويقول في ييبس وييئس يابس ويائس. وفي مضارع وجل أربع لغات يوجل ويأجل وييجل وييجل وليس الكسرة من لغة من يقول تعلم.
وإذا بني افتعل من أكل وأمر فقيل ايتكل وايتمر لم تدغم الياء في التاء كما أدغمت في ايتسر، لأن الياء ههنا ليست بلازمة وقول من قال اتزر خطأ.

(1/524)


الفصل الثاني:
الواو والياء عينين
لا تخلوان من أن تعلا أو تحذفا أو تسلما. فالإعلال في قال وخاف وباع وهاب وباب وناب، ورجل لاع ومال ونحوها مما تحركتا فيه وانفاح ما قبلهما، وفيما هو من هذه الأفعال من مضارعاتها وأسماء فاعليها ومفعوليها، وما كان منها على مفعل ومفعلة ومفعل ومفعلة ومفعلة كمعاد ومقالة ومسير معيشة ومشورة، وما كان نحو أقام واستقام واختار وانقاد من ذوات الزوائد التي لم يكن ما قبل حرف العلة فيها ألفا أو واوا أو ياء نحو قاول وتقاولوا وزايل وتزايلوا وعوذ وتعوذ وزين وتزين، وما هو منها أعلت هذه الأشياء وإن لم تقم فيها علة الإعتلال اتباعا لما قامت العلة فيه لمونها منها وضربها بعرق فيها.
والحذف في قل وقلن وقلت ولم يقل. ولم يقلن وبع وبعن وبعت ولم يبع ولم يبعن، وما كان من هذا النحو في المزيد فيه، وفي سيد وميت، وكينونة وقيلولة، وفي الإقامة والإستقامة ونحوها مما التقى فيه ساكنان أو طلب تخفيف أو اضطر اعلال.
والسلامة فيما وراء ذلك مما فقدت فيه أسباب الإعلال والحذف أو وجدت خلا أنه اعترض ما يصد عن حكمها كالذي اعترض في صورى وحيدي والجولان والجيكان والقوباء والخيلاء.

(1/525)


أبنية الفعل الثلاثي:
وأبينة الفعل في الواو على فعل يفعل نحو قال يقول، وفعل يفعل نحو خاف يخاف، وفعل يفعل نحو طال يطول وجاد يجود إذا صار طويلا وجوادا. وفي الياء على فعل يفعل نحو باع يبيع، وفعل يفعل نحو هاب يهاب، ولم يجيء في الواو يفعل بالكسر، ولا في الياء يفعل بالضم، وزعم الخليل في طاح يطيح وتاه إنهما فعل يفعل كحسب يحسب وهما من الواو لقولهم طوحت وتوهت، وهو أطوح منه وأتوه، ومن قال طيحت وتيهت فهما على باع يبيع.
عند اتصال الفعل الثلاثي بالضمير:
وقد حولوا عند اتصال ضمير الفاعل فعل، من الواو إلى فعل، ومن الياء إلى فعل، ثم نقلت الضمة أو الكسرة إلى الفاء فقيل: قلت وقلن، وبعت وبعن. ولم يحولوا في غير الضمير إلا ما جاء من قول ناس من العرب كيد يفعل ذاك وما زيل يفعل ذلك.
في الفعل الثلاثي المجهول:
وتقول فيما لم يسم فاعله قيل وبيع بالكسر، وقيل وبيع بالإشمام، وقول وبوع بالواو، وكذلك اختير وانقيد له تكسر وتشم وتقول اختور وانقود له، وفي فعلت من ذلك عدت يا مريض واخترت يا رجل بالكسر والضم الخالصين والإشمام، وليس فيما قبل ياء أقيم واستقيم إلا بالكسر الصريح.
وقالوا عور وصيد وازدوجوا واجتوروا، فصححوا العين لأنها في معنى ما يجب فيه تصحيحها، وهو أفعال وتفاعلوا، ومنهم من لم يلمح الأصل فقال عار يعار. وقال:

(1/526)


أعارت عينه أم لم تعارا
وما لحقته الزيادة من نحو عور في حكمه، تقول أعور الله عينه وأصيد بعيره، ولو بنيت منه استفعلت لقلت استعورت، وليس مسكنه من ليس كصيد، كما قالوا علم في علم، ولكنهم ألزموها الإسكان لأنها لما لم تصرف تصرف أخواتها لم تجعل على لفظ صيد ولا هاب، ولكن على لفظ ما ليس من الفعل نحو ليت، ولذلك لم ينقلوا حركة العين إلى الفاء في لست. وقالوا في التعجب ما أقوله! وما أبيعه! وقد شذ عن القياس نحو أجودت واستروح واستحوذ واستجود واستصوب وأطيبت وأغيلت وأخليت وأغيمت واستفيل.
إعلال اسم الفاعل من الثلاثي:
وإعلال إسم الفاعل من نحو قال وباع أن تقلب عينه همزة، كقولك قائل وبائع، وربما حذفت كقولهم شاك، ومنهم من يقلب فيقول شاكيء. وفي جائي قولان: أحدهما أنه مقلوب كالشاكيء والهمزة لام الفعل وهو قول الخليل، والثاني أن الأصل جائيء فقلبت الثانية ياء والباقية هي نحو همزة قائم. وقالوا في عور وصيد عاور وصايد كمقاوم ومباين.
إعلال إسم المفعول من الثلاثي:
وإعلال إسم المفعول منهما أن تسكن عينه ثم أن المحذوف منهما واو مفعول عند سيبويه، وعند الأخفش العين، ويزعم أن الياء في مخيط منقلبة

(1/527)


عن واو مفعول، وقالوا مشيب بناء على شيب بالكسر، ومهروب بناء على لغة من يقول هوب، وقد شذ نحو مخيوط ومزيوت ومبيوع وتفاحة مطيوبة. وقال:
يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم
قال سيبويه ولا نعلمهم أتموا في الواو لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات وقد روى بعضهم ثوب مصؤون.
ورأي صاحب الكتاب في كل ياء هي عين ساكنة مضموم ما قبلها أن تقلب الضمة كسرة لتسلم الياء، فإذى بني نحو برد من البياض قال بيض، والأخفش يقول بوض، ويقصر القلب على الجمع نحو بيض في جمع أبيض، ومعيشة عنده يجوز أن يكون مفعلة ومفعلة، وعند الأخفش هي مفعلة، ولو كانت مفعل لقلت معوشة، وإذا بني من البيع مثل ترتيب قال تبيع وقال الأخفش تبوع والمضوفة في قوله:
وكنت إذا جاري دعا لمضوفه ... أشمر حتى ينصف الساق مئزر

(1/528)


كالقود والقصوى عنده وعند الأخفش قياس.
الأسماء الثلاثية المجردة:
والأسماء الثلاثية المجردة إنما يعل منها ما كان على مثال الفعل نحو باب ودار وشجرة شاكة ورجل مال، لأنها على فعل أو فعل. وربما صح ذلك نحو القود والحركة والخونة والجورة ورجل روع وحول. وما ليس على مثاله ففيه التصحيح كالنومة واللومة والعيبة والعوض والعودة. وإنما أعلوا قيما لأنه مصدر بمعنى القيام وصف به في قوله تعالى: " دينا قيما ". والمصدر يعل بإعلال الفعل. وقولهم حال حولا كالقود. وفعل إن كان من الواو سكنت عينه لاجتماع الضمتين الواو، فيقال نور وعون في جمع نوار وعوان، ويثقل في الشعر. قال عدي بن زيد:
وفي الأكف اللامعات سور

(1/529)


وإن كان من الياء فهو كالصحيح. من قال كتب ورسل قال غير وبيض في جمع غيور وبيوض ومن قال كتب ورسل قال غير وبيض.
الأسماء المزيدة:
وأما الأسماء المريد فيها فإنما يعل منها ما وافق الفعل في وزنه وفارقه إما بزيادة لا تكون في الفعل كقولك مقال ومسير ومعونة وقد شذ نحو مكوزة ومزيد ومريم ومدين ومشورة ومصيدة والفكاهة مقودة إلى الأذى وقرئ: " لمثوبة من عند الله "، وقولهم مقول محذوف من مقوال كمخيط من مخياط. وإما بمثال لا يكون فيه كبنائك مثال تحلى نم باع يبيع تقول يبيع بالإعلال لأن مثال تفعل بكسر التاء ليس في أمثلة الفعل. وما كان منها مماثلا للفعل صحح فرقا بينه وبينه كقولك أبيض وأسود وأدور وأعين وأخونة وأعينة. وكذلك لو بنيت تفعل أو تفعل من زاد يزيد لقلت تزيد وتزيد على التصحيح.
إعلال فعال:
وقد أعلوا نحو قيام وعياد واحتياز وانقياد لإعلال أفعالها مع قوع الكسرة قبل الواو والحرف المشبه للياء بعدها وهو الألف ونحو ديار ورياح وجياد تشبيها لإعلال وحدانها بإعلال الفعل مع الكسرة والألف ونحو سياط وثياب ورياض لشبه الإعلال في الواحد وهو كون الواو ميتة ساكنة فيه بألف دار وياء ريح مع الكسرة والألف. وقالوا ثير وديم لإعلال الواحد والكسرة. وقالاو ثيرة لسكون الواو في الواحد والكسرة. وهذا قليل والكثير عودة وكوزة وزوجة. وقالوا طوال لتحرك الواو في الواحد وقوله:
فإن أعزاء الرجال طيالها

(1/530)


ليس بالأعراف. وأما قولهم رواء مع سكونها في ربان وانقلابها فلئلا يجمعوا بين إعلالين: قلب الواو الي هي عين ياء وقلب الباء التي هي لام همزة. ونواء ليس بنظيره لأن الواو في واحده صحيح وهو قولك ناو.
كيف يمنع إعلال الإسم:
ويمتنع الإسم من الإعلال بأن يسكن ما قبل واوه ويائه أو ما هو بعدهما إذا لم يكن نحو الإقامة والإستقامة مما يعتل باعتلال فعله وذلك قولهم حول وعوار ومشوار وتقوال وسووق وغوور وطويل ومقاوم واهوناء وشيوخ وهيام وخيار ومعايش وابيناء.
إعلال الجمع الذي اكتنفت ألفه الواو والياء:
وإذا اكتنفت ألف الجمع الذي بعده حرفان واوان، أو ياءان، أو واو وياء، قلبت الثانية همزة كقولك في أول أوائل، وفي خير خيائر، وفي سيقة سيائق، وفي فوعلة من البيع بوائع، وقولهم ضياول شاذ كالقود وإذا كان الجمع بعد ألفه ثلاثة أحرف فلا قلب كقولك عواوير وطواويس. وقوله:
وكحل العينين بالعواور

(1/531)


إنما صح لأن الياء مرادة وعكسه قوله:
فيها عياييل أسود ونمر
لأن الياء مزيدة للإشباع كياء الضياريف. ومن ذلك إعلال صيم وقيم للقرب من الطرف، مع تصحيح صوام وقوام. وقولهم فلان من صيابة قومه وقوله:
فما أرق النيام إلا سلامها
شاذ.
ونحو سيد وميت وديار وقيام وقيوم قلب فيها الواو ياء، ولم نفعل ذلك

(1/532)


في سوير وبويع وتسوير لئلا يختلطا بفعل وتفعل.
وتقول في جمع مقامة ومعونة ومعيشة مقاوم ومعاون ومعايش مصرحا بالواو والياء، ولا تهمز كما همزت رسائل وعجائز وصحائف ونحوها مما الألف والواو والياء في وحدانه مدات لا أصل لهن في الحركة.
إعلال فعلي:
وفعلي من الياء إذا كانت إسما قلبت ياؤها واوا كالطوبي والكوسي من الطيب والكيس، ولا تقلب في الصفة كقولك في الصفة مشية حيكى وقسمة ضيزى.

(1/533)


الفصل الثالث:
الواو والياء لامين
الواو والياء لامين
حكمهما أن تعلا أو تحذفا أو تسلما فاعلا لهما متى تحركتا وتحرك ما قبلهما إن لم يقع بعدهما ساكن، إما قلبا لهما إلى الألف إن كانت حركة ما قبلهما فتحة نحو غزا ورمى وعصا ورحى، أو لإحداهما إلى صاحبتها كأغريت والغازي ودعي ورضي وكالبقوي والشروي والجباوة أو إسكانهما كيغزو ويرمي وهذا الغازي وراميك. وحذفهما في نحو لا ترم ولا تغز واغز وارم وفي يد ودم وسلامتهما في نحو الغزو والرمي ويغزوان ويرميان وغزوا ورميا.
حركات إعرابهما
ويجريان في تحمل حركات اإعراب مجرى الحروف الصحاح إذا سكن ما قبلهما في نحو دلو وظبي وعدو وعدي ومحوار وواو وزاي وآي. وإذا تحرك ما قبلهما لم يتحملا إلا النصب نحو لن يغزو ولن يرمي وأريد أن تستقي وتستدعي ورأيت الرامي والعمى والمضوضي.
وقد جاء الإسكان في قوله:
أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

(1/534)


وقول الأعشى:
فآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تلاقي محمدا
وقوله:
يا دار هند عفت إلا أثافيها

(1/535)


وفي المثل أعط القوس باريها. وهما في حال الرفع ساكنان. وقد شذ التحريك في قوله:
موالي ككباش العوس سحاح
ولا يقع في المجرور إلا الياء لأنه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها حركة. وحكم الياء في الجر حكمهما في الرفع. وقد حكي لجرير:
فيوما يجازين الهوى غير ماضي ... ويوما ترى منهن غولا تغول

(1/536)


وقال ابن الرقيات:
لا بارك الله في الغواني هل ... يصبحن إلا لهن مطلب
وقال الآخر:
ما أن رأيت ولا أرى في مدتي ... كجواري يلعبن في الصحراء
سقوطهما في الجزم:
ويسقطان في الجزم سقوط الحركة. وقد ثبتتا في قوله:
هجوت زبان ثم جئت معتذرا ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

(1/537)


وقوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
وفي بعض الروايات عن ابن كثير أنه قرأ: " من يتقي ويصبر ". وأما الألف فتثبت ساكنة أبدا، إلا في حال الجزم فإنها تسقط سقوطهما نحو لم يخش ولم يدع. وقد أثبتها من قال:
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا

(1/538)


ونحوه:
ما أنس لا أنساه آخر عيشتي ... ما لاح بالمعزاء ريع سراب
ومنه:
إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق
حكم الواو المتطرفة بعد متحرك:
ولرفضهم في الأسماء المتمكنة أن تتطرف الواو بعد متحرك قالوا في جمع دلو وحقو على أفعل، وفي جمع عرقوة وقلنسوة في حد تمرة، وتمر أدل وأحق وعرق وقلنس، قال:

(1/539)


لا صبر حتى تلحقي بعنس ... أهل الرباط البيض والقلنس
فأبدلو من الضمة الواقعة قبل الواو كسرة لتنقلب ياء مثلها في ميزان وميقات وقالوا قلنسوة وقمحدوة وافعوان وعنفوان وأقحوان حيث لم تتطرف. ونظير ذلك الإعلال في نحو الكساء والرداء. وتركه في نحو النهاية والعظاية والصلاية والشقاوة والأبوة والأخوة والثنائين والمذروين. وسأل سيبويه الخليل عن قولهم صلاءة وعباءة فقال: إنما جاؤوا بالواحد على قولهم صلاء وعظاء وعباء وأما من قال صلاية وعباية فإنه لم يجيء بالواحد على الصلاء والعباء كما أنه إذا قال خصيان لم يثنه على الواحد المستعمل في الكلام.
وقالوا عتى وجثى وعصى ففعلوا بالواو المتطرفة بعد الضمة في فعول مع حجز المدة بينهما ما فعلوا بها في أدل وقلنس كما فعلوا في الكساء نحو فعلهم في العصا. وهذا الصنيع مستمر فيما كان جمعا، إلا ما شذ من قول بعضهم إنك لتنظر في نحو كثيرة ولم يستمر فيما ليس بجمع قالوا عتو ومغزو وقد قالوا عتي ومغزى قال:

(1/540)


وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا الليث معديا عليه وعاديا
وقالوا أرض مسنية ومرضي، وقالوا مرضو على القياس. قال سيبويه والوجه في هذا النحو الواو والأخرى عربية كثيرة والوجه في الجمع الياء.
حكم الواو والياء بعد ألف:
والمقلوب بعد الألف يشترط فيه أن تكون الألف مزيدة مثلها في كساء ورداء فإن كانت أصلية لم تقلب كقولك واو وزاي وثاية.
حكم الواو المكسور ما قبلها:
والواو المكسور ما قبلها مقلوبة لا محالة نحو غازية ومحنية. وإذا كانوا ممن يقلبها وبينها وبين الكسرة حاجز في نحو قنية وهو ابن عمي دنيا فهم لها بغير حاجز أقلب.
قلب الياء واوا في فعلي:
وما كان فعلي من الياء قلبت ياؤه واوا في الأسماء كالتقوى والبقوى والرعوى والشروى والعوى لأنه من عويت والطغوى لأنها من الطغيان. ولم تقلب في الصفات نحو خزيا وصديا وريا ولا يفرق فيما كان من الواو نحو

(1/541)


دعوى وعدى وشهوى ونشوى وفعلى تقلب واوها ياء في الإسم دون الصفة. فالإسم نحو الدنيا والعليا والقصيا وقد شذ القصوى وحزوى، والصفة قولك إذا بنيت فعلى من غزوت غزوي، ولا يفرق في فعلى من الياء نحو الفتيا والقضيا في بناء فعلى من قضيت وأما فعلى فحقها أن تنساق على الأصل صفة وإسما.
قلب الياء ألفا بعد ألف الجمع والهمزة:
وإذا وقعت بعد ألف الجمع الذي بعده حرفان همزة عارضة في الجمع وياء قلبوا الياء ألفا والهمزة ياء وذلك قولهم مطايا وركايا والأصل مطائي وركائي على حد صحائف ورسائل، وكذلك شوايا وحوايا في جمع شاوية وحاوية فاعلتين من شويت وحويت، والأصل شواوي وحواوي ثم شوائي وحوائي على حد أوائل ثم شوايا وحوايا. وقد قال بعضهم هداوي في جمع هدية وهو شاذ. وأما نحو إداوة وعلاوة وهراوة فقد ألزموا في جمعه الواو بدل الهمزة فقالوا أداوي وعلاوي وهراوي كأنهم أراوا مشاكلة الواحد الجمع في وقوع واو بعد ألف. وإذا لم تكن الهمزة عارضة في الجمع كهمزة جواء وسواء جمع جائية وسائية فاعلتين من جاء وساء لم تقلب.
قلب الواو ياء إذا وقعت رابعة فصاعدا:
وكل واو وقعت رابعة فصاعدا ولم ينضم ما قبلها قلبت ياء نحو أغزيت وغازيت ورجيت وترجيت واسترشيت. ومضارعتها ومضارعة غزي ورضي وشائي في قولك يغزيان ويرضيان ويشأيان. وكذلك ملهيان ومصطفيان ومعليان ومستدعيان.
وقد أجروا نحو حي وعي مجري بقي وفني فلم يعلوه. وأكثرهم يدغم فيقول حي وعي بفتح الفاء وكسرها كما قيل لي ولي في جع ألوى قال الله تعالى: " ويحيى من حيي عن بينة ". وقال عبيد:

(1/542)


عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضتها الحمامة
وكذلك أحي واستحي وحوى في أحيى واستحيى وحويى وكل ما كانت حركته لازمة. ولم يدغموا فيما لم تلزم حركته نحو لن يحيى لن يحيى ولن يستحيى ولن يحايي. وقالوا في جمع حياء وعي أحية واعياء وأحيية. وقوي مثل حي في ترك الإعلال ولم يجيء في الإدغام إذا لم يلتق فيه مثلان لقلب كسرة الواو الثانية ياء.
حكم مضاعف الواو:
ومضاعف الواو مختص بفعلت دون فعلت وفعلت، لأنهم لو بنوا من القوة نحو غزوت وسروت أن يقولوا قووت وقووت. وهم لاجتماع الواوين أكره منهم لاجتماع الياءين. وفي بناء نحو شقيت تنقلب الواو ياء. وأما القوة والصوة والبو والجو فمحتملات للإدغام.

(1/543)


وقالوا في أفعال من الحوة احواوي فقلبوا الواو الثانية ألفا ولم يدغموا لأن الإدغام كان يصيرهم إلى ما رفضوه من تحريك الواو بالضم في نحو يغزو ويسرو لو قالوا يحواو، وتقول في مصدره احويواء واحوياء، ومن قال أشهباب قال احوواء. ومن أدغم اقتتال فقال قتال قال حواء.

(1/544)


الباب العاشر
الإدغام
حده
ثقل التقاء المتجانسين على ألسنتهم فعمدوا بالإدغام إلى ضرب من الخفة. والتقاؤهما على ثلاثة أضرب: أحدها أن يسكن الأول ويتحرك الثاني فيجب الإدغام ضرورة كقولك لم يرح حاتم ولم أقل لك. والثاني أن يتحرك الأول ويسكن الثاني فيمتنع الإدغام كقولك ظللت ورسول الحسن. والثالث أن يتحركا وهو على ثلاثة أوجه: ما الإدغام فيه واجب وذلك أن يلتقيا في كلمة وليس أحدهما للإلحاق نحو رد ويرد. وما هو جائز وذلك أن ينفصلا وما قبلهما متحرك أو مدة نحو أنعت تلك، والمال لزيد، وثوب بكر، أو يكونا في حكم الإنفصال نحو اقتتل لأن تاء الإفتعال لا يلزمها وقوع تاء بعدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب: أحدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب: أحدها أن يكون أحدهما للإلحاق نحو قردد وجلبب، والثاني أن يؤدي فيه الإدغام إلى لبس مثال بمثال نحو سرر وطلل وجدد، والثالث أن ينفصلا ويكون ما قبل الأول حرفا ساكنا غير مدة نحو قرم مالك وعدو وليد. ويقع الإدغام في المتقاربين كما يقع في المتماثلين. ولا بد من ذكر مخارج الحروف لتعرف متقاربتها من متباعدتها.

(1/545)


مخارج الحروف
ومخارجها ستى عشر. فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق. وللعين والحاء أوسطه وللغين والخاء أدناه. وللقاف أقصي وما فوقه من الحنك. وللكاف من اللسان والحنك ما يلي مخرج القاف. وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك. وللضاد أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس. وللام ما دون أول حافة اللسان إلى منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب. الرباعية والثنية. وللنون ما بين طرف اللسان وفويق الثنايا. وللراء ما أدخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون. وللطاء والدال والتاء ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا. وللصاد والزاي والسين ما بين الثنايا وطرف اللسان. وللظاء والذال والثاء ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا. وللفاء باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا. وللياء والميم والواو ما بين الشفتين.
عدد الحروف
ويرتقي عدد الحروف إلى ثلاثة وأربعين. فحروف العربية الأصول تلك التسعة والعشرون. وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح، وهي الهمزة بين بين، والنون الساكنة التي هي غنة في الخيشوم نحو عنك وتسمى النون الخفيفة والخفية، وألفا الإمالة والتفخيم نحو عالم والصلوة، والشين التي هي كالجيم نحو أشدق، والصاد التي كالزاي نحو مصدر، والبواقي حروف مستهجنة وهي الكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين. والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء.
أقسام الحروف حسب أصواتها:
وتنقسم إلى المجهورة، والمهموسة، والشديدة، والرخوة، وما بين الشديدة والرخوة، والمطبقة، والمنفتحة، والمستعلية، والمنخفضة،

(1/546)


وحروف القلقة، وحروف الصفير، وحروف الذلاقة، والمصمتة، واللينة، وإلى المنحرف، والمكرر، والهاوي، والمهتوت. فالمجهور ما عدا المجموعة في قولك ستشحثك خصفة وهي المهموسة. والجهر إشباع الإعتماد من مخرج الحرف ومنع النفس أن يجري معه. والهمس بخلافة. والذي يتعرف به تباينهما أنك إذا كررت القاف فقلت قق وجدت النفس محصورا لا تحس معها بشيء منه، وتردد الكاف فتجد النفس مقاودا لها ومساوقا لصوتها. والشديدة ما في قولك أجدت طبقك أو أجدك قطبت. والرخوة ما عداها وعدا ما في قولك لم يروعنا أو لم يرعونا وهي التي بين الشديدة والرخوة. والشدة أن يحصر صوت الحرف في مخرجه فلا يجري. والرخاوة بخلافها. ويتعرف تباينهما بأن تقف على الجيم والشيم فتقول الحج والطش فإنك تجد صوت الجيم راكدا محصورا لا تقدر على مده وصوت الشين جاريا تمده إن شئت. والكون بين الشدة والرخاوة أن يتم لصوته الإنحصار ولا الجري كوقفك على العين وإحساسك في صوتها بشبه الإنسلال من مخرجها إلى مخرج الحاء. والمطبقة الصاد والظاء والضاد والطاء. والمنفتحة ما عداها. والإطباق أن تطبق على مخرج الحرف من اللسان وما حاذاه من الحنك. والإنفتاح بخلافه. والمستعلية الأربعة المطبقة والخاء والغين والقاف. والمنخفضة ما عداها. والإستعلاء ارتفاع اللسان إلى الحنك أطبقت أو لم تطبق والانخفاض بخلافه. وحروف القلقلة ما في قولك قد طبج، والقلقلة ما تحسن به إذا وقفت عليها من شدة الصوت المتصعد من الصدر مع الحفز والضغط. وحروف الصفير الصاد والزاي والسين لأنها يصفر بها. وحروف الذلاقة ما في قولك مر بنفل. والمصمتة ما عداها. والذلاقة الإعتماد بها على ذلق اللسان وهو طرفه. والإصمات إنه لا يكاد يبنى منها كلمة رباعية وخماسية معراة من حروف الذلاقة فكأنه قد صمت عنها. واللينة حروف اللين. والمنحرف اللام قال سيبويه هو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت. والمكرر الراء لأنك إذا

(1/547)


وقفت عليه تعثر طرف اللسان بما فيه من التكرير. والهاوي الألف لأن مخرجه أتسع لهواء الصوت أشد من أتساع مخرج الياء والواو. والمهتوت التاء لضعفها وخفائها.
وصاحب العين يسمى القاف والكاف لهويتين لأن مبدأهما من اللهاة، والجيم والصاد شجرية لأن مبدأهما من شجر الفم وهو مفرجه، والصاد والزاي والسين أسلية لأن مبدأهما من أسلة اللسان، والطاء والدال والتاء نطعية لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى والظاء والذال والثاء لثوية لأن مبدأها من اللثة، والراء واللام والنون ذولقية لأن مبدأها من ذولق اللسان، والواو والفاء والباء والميم شفوية أو شفهية، وحروف المد واللين جوفاء.
لا بد من تقريب حرفي الإدغام:
وإذا ريم إدغام الحرف في مقاربة فلا بد من تقدمه قلبه إلى لفظه ليصير مثلا له، لأن محاولة إدغامه فيه كما هو محال. فإذا رمت إدغام الدال إلى السين من قوله تعالى: " يكاد سنا برقه ". فاقلب الدال أولا سينا. ثم أدغمها في السين فقل يكاسنا برقه. وكذلك التاء في الطاء من قوله: " وقالت طائفة ".
إدغام الحرفين المتقاربين من كلمة أو كلمتين:
ولا يخلو المتقاربين من أن يلتقيا في كلمة أو في كلمتين. فإن التقيا في كلمة نظر، فإن كان إدغامهما مما يؤدي إلى اللبس لم يجز نحو عتد ووقد ووتد يتد وكنية، وشاة زنماء، وغنم زنم. ولذلك قالوا في مصدر وطد ووتد طدة وتدة، وكرهوا وطدا ووتدا لأنهم من بيانه وإدغامه بين ثقل ولبس، وفي وتد يتد مانع خر وهو أداء الإدغام إلى إلا علالين: وهما حذف الفاء في المضارع والإدغام، ومن ثم لم يبنوا نحو وددت بالفتح لأن مضارعه كان يكون فيه إعلالان، وهو كقولك يد وإن لم يلبس جاز نحو امحى وهمرش وأصلهما انمحى وهنمرش، لأن افعل وفعلل ليس في أبنيتهم فأمن الإلباس.

(1/548)


وإن التقيا في كلمتين بعد متحرك أو مدة فالإدغام جائز لأنه لا لبس فيه، ولا تغيير صيغة.
ليس التقارب شرطا كافيا للإدغام:
وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدعم أحدهما في الآخر، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما. فقد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه. ومن ثم لم يدغموا حروف ضوي مشفر فيما يقاربهما. وما كان من حروف الحلق أدخل في الفم. وأدغموا النون في الميم، وحروف طرف اللسان في الضاد والشين. وأنا أفصل لك شأن الحروف واحدا فواحدا، وما لبعضها مع بعض في الإدغام، لأقفك على حد ذلك عن تحقق واستبصار بتوفيق الله تعالى وعونه.
إدغام الهمزتين:
فالهمزة لا تدغم في مثلها إلا في نحو قولك سأل ورأس والدأث في اسم واد؛ وفيمن يرى تحقيق الهمزتين قال سيبويه: فأما الهمزتان فليس فيهما إدغام من نحو قولك قرأ أبوك وأقرئ أباك. قال: وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وناس معه وهي رديئة. فقد يجوز الإدغام في قول هؤلاء ولا تدغم في غيرها ولا غيرها فيها.
الألف لا تدغم:
والألف لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغما فيها.
الهاء تدعم في الحاء والهاء:
والهاء تدغم في الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في أجبه حاتما واذبح هذه: أجبحاتما واذبحاذه. ولا يدغم فيها إلا مثلها نحو أجبه هلالا.

(1/549)


العين تدغم في مثلها: وفي الحاء:
والعين تدغم في مثلها كقولك ادفع عليا، كقوله عز وجل: " من ذا الذي يشفع عنده ". وفي الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في ارفع حاتما واذبح عتودا: ارفحاتما واذبحتودا. وقد روى اليزيدي عن أبي عمرو: " فمن زحزح عن النار " بإدغام الحاء في العين. ولا يدغم فيها إلا مثلها. وإذا اجتمع العين والهاء جاز قلبهما حاءين وإدغامهما في نحو قولك في معهم وأجبه عتبة: محم، وأجبحتبة.
الحاء تدغم في مثلها وفي الهاء والعين:
والحاء تدغم مثلها نحو اذبح حملا وقوله تعالى: " لا أبرح حتى ". وتدغم فيها الهاء والعين.
إدغام الغين والخاء:
والغين والخاء تدغم كل واحدة منهما في مثلها وفي أختها كقراءة أبي عمرو: " ومن يبتغ غير الإسلام دينا ". وقولك لا تمسخ خلقك وادمغ خلقا، واسلخ غنمك.
إدغام القاف والكاف:
القاف والكاف كالغين والخاء تدغم كل منهما في مثلها وفي أختها قال تعالى: " فلما أفاق قال ". وقال تعالى: " كي نسبحك ونذكرك كثيرا ": وقال تعالى: " خلق كل دابة ". وقال تعالى: " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا ".
إدغام الجيم:
والجيم تدغم في مثلها نحو أخرج جابرا، وفي الشين نحو أخرج شيئا

(1/550)


وقال تعالى: " أخرج شطأه ". وروى اليزيدي عن أبي عمرو إدغامها في التاء في قوله تعالى: " ذي المعارج تعرج ". وتدغم فيها الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء نحو اربط جملا، واحمد جابرا، ووجبت جنونها، واحفظ جارك، وإذ جاؤوكم، ولم يلبث جالسا.
إدغام الشين:
والشين لا تدغم إلا في مثلها كقولك أقمش شيحا. ويدغم فيها ما يدغم في الجيم، والجيم، واللام، كقولك لا تخالط شرا، ولم يرد شيئا، وأصابت شربا، ولم يحفظ شعرا، ولم يتخذ شريكا، ولم يرث شسعا، ولم يخرج شيئا ودنا الشاسع.
إدغام الياء:
والياء تدغم في مثلها متصلة كقولك حيي وعيي، وشبيهة بالمتصلة كقولك قاضي ورامي، ومنفصلة إذا انفتح ما قبلها كقولك اخشي ياسرا، وإن كانت حركة ما قبلها من جنسها كقولك اظلمي ياسرا لم تدغم ويدغم فيها مثلها، والواو نحو طيا، والنون نحو من يعلم.
إدغام الضاد:
الضاد لا تدغم إلا في مثلها كقولك إقبض ضعفها، وأما ما رواه أبو شعيب السوسي عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يدغمها في الشين في قوله تعالى: " لبعض شأنهم ". فما برئت من عيب رواية أبي شعيب. ويدغم فيها ما يدغم في الشين إلا الجيم كقولك: حط ضمانك، وزد ضحكا، وشدت ضفائرها، واحفظ ضأنك، ولم يلبث ضاربا، وهو الضاحك، وإذ ضرب.
إدغام اللام:
واللام إن كانت المعرفة فهي لازم إدغامها في مثلها وفي الطاء والدال

(1/551)


والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والشين والضاد والنون والراء. وإن كانت غيرها نحو لام هل وبل فإدغامها فيها جائز. ويتفاوت جوازه إلى حسن وهو إدغامها في الراء كقولك هل رأيت، وإلى قبيح وهو إدغامها في النون كقولك هل نخرج، وإلى وسط وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: " هثوب الكفار ". وأنشد سيبويه:
فذرذا ولكن هتعين متيما ... على ضوء برق آخر الليل ناضب
وأنشد:
تقول إذا أهلكت مالا للذة ... فكيهة هشيء بكفيك لائق

(1/552)


ولا يدغم فيها إلا مثلها، والنون كقولك من لك، وإدغام الراء لحن.
إدغام الراء:
والراء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى: " واذكر ربك ". وتدغم فيها اللام والنون كقوله تعالى " كيف فعل ربك" "وإذ تأذن ربك "
إدغام النون:
والنون تدغم في حروف يرملون كقوله من يقول، ومن راشدن ومن محمد، ومن لك، ومن راقد ومن نكرم. وإدغامها على ضربين: إدغام بغنة وبغير غنة. ولها أربع أحوال: إحداها الإدغام مع هذه الحروف. والثانية البيان مع الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء كقولك: من أجلك، ومن هانيء، ومن عندك، ومن حملك، ومن غيرك، ومن خانك. إلا في لغة فوم أخفوها مع الغين والخاء فقالوا منخل ومنغل. والثالثة القلب إلى الميم قبل الباء كقولك شنباء وعمبر. والرابعة الإخفاء مع سائر الحروف وهي خمسة عشر حرفا كقولك من جابر، ومن كفر ومن قتل، وما أشبه ذلك. قال أبو عثمان وبيانها مع حروف الفم لحن.
إدغام الطاء والتاء والظاء والذال والثاء:
والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء ستتها يدغم بعضها في بعض، وفي الصاد والزاي والسين. وهذه لا تدغم في تلك إلا أن بعضها يدغم في بعض. والأقيس. في المطبقة إذا أدغمت تبقية الإطباق كقراءة أبي عمرو: " فرطت في جنب الله ".
إدغام الفاء:
والفاء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى: " وما اختلف فيه ". وقريء أيضا: " نخسف بهم " بإدغامها في الباء.
وهو ضعيف تفرد به الكسائي وتدغم فيها الباء.

(1/553)


إدغام الباء:
والباء لا تدغم إلا في مثلها. قرأ أبو عمرو: " لذهب بسمعهم ". وفي الفاء والميم نحو: " اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم ". ولا يدغم فيها إلا مثلها.
إدغام الميم:
والميم لا تدغم إلا في مثلها قال الله تعالى: " فتلقى آدم من ربه ". وتدغم فيها النون والباء.
إدغام التاء في افتعل:
وافتعل إذا كان بعد تائها مثلها جاز فيه البيان والإدغام. والإدغام سبيله أن تسكن التاء الأولى وتدغم في الثانية وتنقل حركتها إلى الفاء، فيستغنى في الحركة عن همزة الوصل فيقال قتلوا بالفتح. ومنهم من يحذف الحركة ولا ينقلها فيلقى ساكنان فيحرك الفاء بالكسر فيقول قتلوا. فمن فتح قال يقتلون ومقتلون بفتح الفاء ومن كسر قال يقتلون ومقتلون بالكسر، ويجوز مقتلون بالضم اتباعا للميم لما حكي عن بعضهم مردفين، وتقلب مع تسعة أحرف إذا كن قبلها مع الطاء والظاء والصاد طاء، ومع الدال والذال والزاي دالا، ومع الثاء والسين ثاء وسينا فأما مع الطاء فتدغم ليس إلا، كقولك: وأطعنوا. ومع الظاء تبين وتدغم بقلب الظاء طاء أو الطاء ظاء كقولهم أظطلم وأطلم وأظلم. ورويت الثلاثة في بيت زهير:
هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوا ويظلم أحيانا فيظلم

(1/554)


ومع الضاد تبين وتدغم بقلب الطاء ضادا كقولك: اضطرب وأضرب، ولا يجوز أطرب. وقد حكي أطجع في اضطجع، وهو في الغرابة كالطجع. ومع الصاد تبين وتدغم بقلب الطاء صادا كقولك: مصطبر ومصبر واصطفى واصطلى واصفى واصلى وقريء: " إلا أن يصلحا ". ولا يجو مطبر. وتقلب مع الدال والذال والزاي دالا. فمع الدال والذال تدغم كقولك إدان وادر واذكر وحكى أبو عمرو عنهم اذدكر وهو مذدكر. وقال الشاعر:
تنحي على الشوك جرازا مقضبا ... والهرم تذريه اذدراء عجبا
ومع الزاي تبين وتدغم بقلب الدال إلى الزاي كقولك: إزدان وازان. ومع الثاء تدغم ليس إلا بقلب كل واحد منهما إلى صاحبتها فتقول مثرد ومترد ومنه آثار وأتار. ومع السين تبين وتدغم بقلب التاء إليها نحو مستمر ومسمع. وقد شبهوا تاء الضمير بتاء الإفتعال فقالوا خبط قال:
وفي كل حي قد خبط بنعمة

(1/555)


وفزد وحصط عينه، وعده ونقده، يريدون خبطت وفزت وحصت وعدت ونقدت. قال سيبويه وأعرب اللغتين وأجودهما أن لا تقلب. وقال: وإذا كانت التاء متحركة وبعدها هذه الحروف ساكنة لم يكن إدغام يريد نحو: استطعم واستضعف. واستدرك لأن الأول متحرك والثاني ساكن فلا سبيل إلى الإدغام، واستدان واستضاء واستطال بتلك المنزلة لأن فاءها في نية السكون.
إدغام تاء تفعل وتفاعل:
وادغموا تاء تفعل وتفاعل فيما بعدها فقالوا اطيروا وازينوا وأثاقلوا. وإذا رأو مجتلبين همزة الوصل للسكون الواقع بالإدغام لم يدغموا نحو تذكرون، لئلا يجمعوا بين حذف التاء الاولى وإدغام الثانية.
إدغام شاذ:
ومن الإدغام الشاذ قولهم أصله سدس، فأبدلوا السين تاء وأدغموا فيها الدال. ومنه ود في لغة بني تميم وأصلها وتد وهي الحجازية الجيدة. ومثله عدان في عتدان. وقال بعضهم عتد فرارا من هذا.
العدول عن الإدغام إلى الحذف:
وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الإدغام إلى

(1/556)


الحذف فقالوا في ظللت ومسست وأحسست ظلت ومست وأحست قال:
أحسن به فهن إليه شوس
وقول بعض العرب استخذ فلان أرضا، لسيبويه فيه مذهبان: أحدهما أن يكون أصله استتخذ فتحذف التاء الثانية، والثاني أن يكون اتخذ فتبدل السن مكان الأولى. ومنه قولهم يسطيع بحذف التاء، وقولهم يستيع، إن شئت قلت حذفت الطاء وتركت تاء الإستفعال، وإن شئت قلت حذفت التاء المزيدة وأبدلت التاء مكان الطاء. وقالوا بلعنبر وبلعجلان في بني العنبر وبني العجلان وعلماء بنو فلان أي على الماء. قال:
غداة طفت علماء بكر بن وائل ... وعاجت صدور الخيل شطر تميم
وإذا كانوا ممن يحذفون مع إمكان الإدغام في يتسع ويتقي فهم مع عدم إمكانه أحذف.
تم الكتاب.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسماء الله الحسني بتحقيق أبي نعيم الاصبهاني

طرق حديث الأسماء الحسنى أبو نعيم الأصبهاني وصف الكتاب ومنهجه : لقد رأى الحافظ العَلَمُ أبو نعيم أن حديث " إن لله تسعة...الحديث ...