مجلد 9. من كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول
المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم
الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)
1973 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - : بَلَغَهُ : أَنَّ رسولَ
اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : «بُعِثتُ لأُتَمِّمَ حُسْنَ الأخلاقِ» أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 904 في حسن الخلق ، باب ما جاء في حسن الخلق ، وإسناده منقطع ، ولكن
للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن ، قال الزرقاني : رواه أحمد وقاسم
بن أصبغ والحاكم والخرائطي برجال الصحيح عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن
أبي صالح عن أبي هريرة ، وقال ابن عبد البر : هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح
عن أبي هريرة وغيره ، وللطبراني عن جابر مرفوعاً " إن الله بعثني بتمام مكارم
الأخلاق ، ومحاسن الأفعال " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بلاغا : أخرجه مالك (الموطأ) (1742) في الجامع - باب ماجاء في حسن الخلق وقال
الزرقاني في (شرح الموطأ) رواه أحمد وقاسم بن أصبغ والحاكم والخرايطي برجال الصحيح
عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة.
1974
- (د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ : دَرَجَةَ الصَّائِمِ
القَائِمِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4798) في الأدب ، باب في حسن الخلق ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/64) قال : حدثنا يونس وأبو النضر. قالا : حدثنا الليث عن
يزيد بن عبد الله. وفي (6/90) قال : حدثنا هشام بن القاسم. قال : حدثنا ليث ، عن
يزيد بن عبد الله بن أسامة.وفي (6/133) قال : حدثنا سعيد بن منصور. قال : حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (6/187) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،عن زهير و «أبو
داود» (4798) قال : حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال : حدثنا يعقوب. يعني الإسكندراني.
ثلاثتهم - يزيد بن عبد الله ، و يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني ، وزهير بن محمد
التميمي - عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ،
فذكره.
1975
- (ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المؤمنينَ إِيمَاناً : أَحسَنُهُمْ خُلُقاً ، وَأَلْطَفُهُمْ
بِأَهْلِهِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2615) في الإيمان ، باب ما جاء في استكمال الإيمان من حديث أبي قلابة عن
عائشة ، وهو مرسل ، لأن أبا قلابة - وهو عبد الله بن يزيد الجرمي - لم يسمع من عائشة
، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن ، ولذلك قال الترمذي : هذا
حديث حسن ، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة ، وقد روى أبو قلابة عن عبد الله
بن يزيد - رضيع لعائشة - عن عائشة غير هذا الحديث ، وقال الترمذي : وفي الباب عن
أبي هريرة وأنس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/47) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (6/99) قال : حدثنا عبد الوهاب
الخفاف. و «الترمذي» (2612) قال : حدثنا أحمد بن منيع البغدادي قال :حدثنا إسماعيل
بن علية. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16195) عن هارون بن إسحاق
الهمداني عن حفص بن غياث النخعي.
ثلاثتهم - إسماعيل بن علية ، وعبد الوهاب الخفاف ، وحفص بن غياث - عن خالد الحذاء
عن أبي قلابة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة ،وقد روى أبو
قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة غير هذا الحديث ، وأبو قلابة ، وعبد الله بن
زيد الجرمي.
1976
- (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:
«أَكْمَلُ المُؤمِنينَ إِيمَاناً : أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ، وَخِيَارُكُمْ :
خِيَارُكُمْ لأهلِهِ» .
أخرجه الترمذي ، وأخرج أبو داود إلى قوله : «خُلُقاً» (1) .
__________
(1) رقم (1162) في الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ، وأبو داود رقم
(4682) في السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ، وإسناده حسن . وقال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن عائشة وابن عباس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/250) قال : ثنا ابن إدريس. وفي (2/472) قال : ثنا يحيى بن
سعيد. و «أبو داود» (4682) قال : ثنا أحمد بن حنبل. قال : ثنا يحيى بن سعيد. و
«الترمذي» (1162) قال : ثنا أبو كريب. قال ثنا عبدة بن سليمان ثلاثتهم - ابن إدريس
، يحيى ، وعبدة - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، فذكره.
1977
- (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال :
«مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزانِ المؤمِنِ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ
، وَإِنَّ اللهَ يبْغضُ الفَاحِشَ البَذيءَ» . -[6]-
وفي رواية قال : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقولُ : «مَا مِنْ
شَيءٍ يُوضَعُ فِي المِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ، وَإِنَّ صَاحِبَ
حُسْنِ الْخُلُقِ لَيبلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِب الصَّومِ، وَالصَّلاةِ» .
أخرجه الترمذي ، وأخرج أبو داود منه قوله : «مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ فِي الميزانِ
مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البذيء) : فعيل ، من البذاءة ، وهو الفحش في النطق.
__________
(1) الترمذي رقم (2003) و (2004) في البر والصلة ، باب ما جاء في حسن الخلق ، وأبو
داود رقم (4799) في الأدب ، باب حسن الخلق ، وإسناده حسن ، وفي الباب عن عائشة
وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك ، وقد ذكر الرواية الثانية المنذري في "
الترغيب والترهيب " 3 / 256 من رواية البزار باسناد جيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/442) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا :
حدثنا إبراهيم ، يعني ابن نافع ، عن الحسن بن مسلم ، و (6/446) قال : حدثنا محمد
بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت القاسم بن أبي بزة. وفي (6/446) قال :
حدثناه يزيد، قال :أخبرنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة. و في (6/448) قال : حدثنا
يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، قال : حدثني القاسم بن أبي بزة. و «عبد بن حميد» (204)
قال : حدثنا وهب بن جرير وأبو الوليد. قالا : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة.
و «البخاري» في الأدب المفرد (270) قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة ،
عن القاسم بن أبي بزة. و «أبو داود» (4799) قال : حدثنا أبوالوليد الطيالسي ،وحفص
بن عمر قالا : حدثنا (ح) وحدثنا ابن كثير ، قال : أخبرنا شعبة ، عن القاسم بن أبي
بزة ، و «الترمذي» (2003) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا قبيصة بن الليث
الكوفي ، عن مطرف.
ثلاثتهم - الحسن بن مسلم ، والقاسم بن أبي بزة ، ومطرف - عن عطاء بن نافع ، عن أم
الدرداء ، فذكرته.
1978
- (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم- قال : «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكم إِليَّ ، وَأَقْرَبِكُمْ مِني مَجْلِساً يَوْمَ
القِيَامَةِ : أَحَاسِنُكُم أخلاقاً ، وَإِنَّ أَبغَضَكُمْ إِليَّ ، وَأبْعَدَكُمْ
مِني مَجْلساً يَومَ القِيامةِ : الثَّرْثَارونَ والمُتَشَدِّقُونَ
وَالمُتَفَيْهِقُونَ ، قالوا : يا رسولَ الله ، قد عَلِمْنَا الثَّرثَارون
والمُتَشَدِّقون ، فما المُتَفَيْهِقونَ ؟ قال : المُتَكَبِّرونَ» أخرجه الترمذي
(1) . -[7]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثرثارون) : الذين يكثرون في الكلام تكلفاً وخروجاً عن حد الواجب.
(المتفيهقون) : الذين يتوسعون في الكلام ، ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق ،
وهو الامتلاء.
(الْمُتَشَدِّقون) : هم الذين يتكلمون بملء أفواههم تفاصحاً وتعظيمَاً لنطقهم.
__________
(1) رقم (2019) في البر والصلة ، باب ما جاء في معالي الأخلاق ، في سنده مبارك بن
فضالة ، وهو صدوق يدلس ويسوي ، ولكن له شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن ،
منها ما رواه أحمد والطبراني وابن حبان عن أبي ثعلبة الخشني كما في " الترغيب
والترهيب " للمنذري 3 / 261 ، ولذلك قال الترمذي عن حديث جابر : هذا حديث حسن
غريب من هذا الوجه ، وفي الباب عن أبي هريرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
يحسن : أخرجه الترمذي (2018) قال : ثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي قال : ثنا
حبان ابن هلال ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، قال : ثني عبد ربه بن سعيد ، عن محمد
بن المنكدر ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذه الوجه.
1979
- (ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - : قال : «أقَمتُ مَع رسولِ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم- بِالمدينةِ سَنة ، مَا يَمْنَعُني مِنَ الْهِجرَةِ إِلا
المَسألَةُ (1) ، كان أَحدُنَا إذا هَاجَر لَمْ يسأل رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- عَن شَيءٍ (2) ، قال : فَسَألتُهُ عن البِرِّ وَالإثْمِ ؟ فقال رسولُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم- : البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق (3) ، والإثمُ : مَا حَاكَ فِي
-[8]- صَدْرِكَ (4) وَكَرِهتَ أَن يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ» أخرجه مسلم والترمذي
(5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حاك في صدري) يقال : حاك هذا الأمر في صدرك : إذا دار في خاطرك أو فكرت فيه.
__________
(1) في الأصل : ما يمنعني من المسألة إلا الهجرة ، والتصحيح من " صحيح مسلم
" .
(2) قال النووي في شرح مسلم : قوله : ما منعني إلا المسألة ... إلخ . قال القاضي
وغيره : معناه أنه إذا قام بالمدينة كالزائر من غير نقله إليها من وطنه لاستيطانها
، وما منعه من الهجره - وهي الانتقال من الوطن واستيطان المدينة - إلا الرغبة في
سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور الدين ، فإنه كان سمح بذلك للطارئين ،
دون المهاجرين ، وكان المهاجرين يفرحون بسؤال الغرباء الطارئين من الأعراب وغيرهم
، لأنهم يحتملون في السؤال ، ويعذرون ، ويستفيد المهاجرون الجواب ، كما قال أنس في
الحديث الذي ذكره مسلم في كتاب الإيمان " وكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل
من أهل البادية فيسأله " .
(3) قال النووي في شرح مسلم : قال العلماء : البر يكون بمعنى الصلة ، وبمعنى اللطف
والمبرة وحسن الصحبة والعشرة ، وبمعنى الطاعة ، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق .
(4) قال النووي في شرح مسلم : قوله : " حاك في صدرك " أي تحرك فيه وتردد
، ولم ينشرح له الصدر ، وحصل في القلب منه الشك ، وخوف كونه ذنباً .
(5) مسلم رقم (2553) في البر والصلة ، باب تفسير البر والإثم ، والترمذي رقم
(2390) في الزهد ، باب ما جاء في البر والإثم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/182) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1824) قال :
حدثنا زيد بن الحباب. و «الدارمي» (2793) قال : أخبرنا إسحاق بن عيسى ، عن معن بن
عيسى. و «البخاري» في الأدب المفرد (302،295) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال :
حدثنا معن. و «مسلم» (8/6) قال : حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال : حدثنا ابن
مهدي. وفي (8/7) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا عبد الله بن وهب.
و «الترمذي» (2389) قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي. قال : حدثنا
زيد بن حباب. (ح) حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
أربعتهم -عبد الرحمن ، وزيد ، ومعن ،وعبد الله بن وهب - عن معاوية بن صالح ، عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، عن أبيه ، فذكره.
1980
- (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : «لَمْ يَكُنْ
رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاحِشاً ، وَلا مُتَفَحِّشاً ، وكان يقول :
إِنَّ مِنْ خِيَارِكم : أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً» أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاحشاً) : الفاحش : ذو الفحش في كلامه.
(متفحشاً) : والمتفحش : الذي تكلف ذلك ويتعمده.
__________
(1) البخاري 10 / 378 في الأدب ، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا
متفحشاً ، وباب حسن الخلق والسخاء ، وفي الانبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه
وسلم ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب عبد الله بن مسعود ،
ومسلم رقم (2321) في الفضائل ، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم
(1976) في البر ، باب ما جاء في الفحش والتفحش ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 2 / 161 و 189 و 193 و 218 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/161) (450) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/189) (6767) -
مكرر - قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.وفي (2/193) (6818) قال : حدثنا
وكيع. (ح) وابن نمير. و «البخاري» (4/230) قال : حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة. وفي
(5/34 ، 8/15) قال: حدثنا حفص بن عمر،قال : حدثنا شعبة. وفي (8/15) قال :حدثنا
قتيبة ، قال : حدثنا جرير. وفي (8/16) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي.و
في (الأدب الفرد) (271) قال: حدثنا محمد بن كثير ، قال :حدثنا سفيان. و «مسلم»
(7/78) قال : حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا : حدثنا جرير. (ح)
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ووكيع (ح) وحدثنا ابن
نمير ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا أبو خالد ، يعني
الأحمر. و الترمذي (1975) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال حدثنا أبو داود، قال :
أنبأنا شعبة.
جميعا - أبو معاوية ،وشعبة ووكيع ،وعبد الله بن نمير، وأبو حمزة - أخرجه أحمد
(2/177 (6649) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (2/220 (7052) قال :حدثنا علي بن
إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله.
كلاهما (يحيى ، وعبد الله بن المبارك) عن ابن لهيعة، قال : أخبرني الحارث بن زيد ،
عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره.
الكتاب
الثاني : في الخوف
1981 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه
وسلم- يقول : مَنْ خَافَ أدْلَجَ ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ ، أَلا إِنَّ
سِلْعَةَ اللهِ غالية ، ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أدلج) : الإدلاج مخففّاً : السير من أول الليل ، والإدِّلاج مثقلاً : السَّير من
آخره ، والمراد بالإدلاج هاهنا : التشمير في أول الأمر، فإن من سار من أول الليل
كان جديراً ببلوغ المنزل.
__________
(1) رقم (2452) في صفة القيامة ، باب من خاف أدلج ، وفي سنده أبو فروة يزيد بن
سنان التميمي الرهاوي ، وهو ضعيف ، وبكير بن فيروز لم يوثقه غير ابن حبان ، ومع
ذلك فقد قال الترمذي : هذا حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه عبد بن حميد (1460) ، و «الترمذي» (2450) قال : ثنا أبو بكر
بن أبي النضر.كلاهما - عبد بن حميد ، وأبو بكر بن أبي النضر - عن أبي النضر هاشم
بن القاسم.قال : ثنا أبو عقيل الثقفي. قال : ثنا أبو فرة يزيد بن سنان التميمي.
قال ثني بكير بن فيروز، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.
1982
- (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ
عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي المَوتِ ، فقال : كَيفَ تَجِدُكَ ؟ قال : أرجُو الله يا
رسولَ الله ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبي ، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-
: لا يَجْتَمِعَانِ فِي -[10]- قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثلِ هذا الموطِنِ إِلا
أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو مِنْهُ ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» أخرجه الترمذي
(1) .
__________
(1) رقم (983) في الجنائز ، باب رقم (11) ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4261) في
الزهد ، باب ذكر الموت والإستعداد له ، واسناده حسن .
1983
- (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مَا رَأْيتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم- مُستَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حتى تُرى منه لَهَوَاتُهُ (1) ، إِنَّمَا
كَانَ يَتَبَسَّم» .
زاد في رواية : «فَكَانَ إِذَا رَأى غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِهِ ، قالت: يا رسول
الله ، النَّاسُ إذا رَأوا الغَيمَ فَرِحُوا ، رَجَاءَ أنْ يَكُونَ فيه المطرُ ،
وَأراكَ إذا رَأيتَ غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكرَاهِيَةُ؟ فقال : يا عائشةُ ،
وَمَا يُؤمِّنُني أنْ يكونَ فِيه عَذَابٌ ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ ، وقد رَأى
قومٌ العذاب ، فقالوا : {هَذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف : 24]»
وفي رواية قالت : «كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رَأى مَخِيلَة فِي
السَّمَاءِ أَقْبَلَ وأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، فَإِذا
أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنه، فَعرَّفَتهُ عائشةُ ذلك ، فقال النبيُّ -صلى
الله عليه وسلم-: وَما أدْري ؟ لَعله كما قال قومٌ : {فَلَمَّا رَأْوهُ عَارِضاً
مُستَقْبِلَ أودِيَتِهِمْ قَالوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}» . -[11]-
وفي أخرى : «كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى يَوْمَ الرِّيح - أو
الغَيمِ - عُرِفَ ذلك في وَجْهِهِ ، وأقْبَلَ وأدبَر ، فَإِذا أُمْطرَتْ سُرَّ
بِهِ ، وذهب عنه ذلك ، قالت عَائِشَةُ: فسألتهُ ؟ فقال: إِني خَشيتُ أنْ يكون
عَذَاباً سُلِّطَ على أُمَّتي ، ويقول إذا رَأى المطر : رحمةٌ» .
وفي أخرى قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال :
اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها ، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ
بِهِ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ ما فيها ، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه ،
وَإذا تَخَيَّلتِ السماءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، وَخَرَجَ ودَخَلَ ، وَأقْبَلَ
وَأدبَرَ ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّي عنه ، فَعَرَفَتْ ذلك عائشةُ ، فَسألَتْهُ ؟
فقال : لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ : {فَلَمَّا رَأَوْهُ
عَارِضاً مُستَقْبِلَ أوديَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرنَا}» هذه روايات
البخاري، ومسلم .
وأخرج الترمذي الرواية الثانية ، والرابعة .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى .
وله في أخرى : «أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئاً
في أُفق السَّمَاءِ تَرَكَ العملَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ ، ثم يقول : اللَّهمَّ
إِني أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا ، -[12]- فَإِنْ مَطَرَ قال : اللَّهُمَّ صَيِّباً
هَنِيئاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عارض) : العارض : السحاب الذي يعرض في السماء.
(مخيلة) : المخيلة : السحابة التي يظن أن فيها مطراً ، وتخيلت السماء : إذا تغيمت.
(سُرِّي عنه) : سري عنه هذا الأمر : إذا كشف وأزيل عنه.
(عصفت) الريح : إذا هبت هبوباً شديداً.
(ناشئاً) : الناشئ من السحاب هو الذي لم يتكامل اجتماعه واصطحابه فهو في أول أمره.
(صيباً) : الصيب : السحاب الذي يهراق ماؤه.
__________
(1) جمع " لهاة " وهي اللحمة في أقصى سقف الحلق .
(2) أخرجه البخاري 8 / 444 في تفسير سورة الأحقاف ، باب قوله تعالى : {فلما رأوه
عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} ، وفي الأدب ، باب التبسم والضحك ،
ومسلم رقم (899) في الاستسقاء ، باب التعوذ عند رؤية الريح ، وأبو داود رقم (5098)
و (5099) في الأدب ، باب ما يقول إذا هاجت الريح ، والترمذي رقم (3254) في التفسير
باب من سورة الأحقاف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (270) قال : حدثنا سفيان. وقال : حدثنا مسعر. و «أحمد»
(6/41) قال : حدثنا عبدة. قال : حدثنا مسعر.وفي (6/137) قال : حدثنا وكيع ،عن
سفيان. وفي (6/190) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان و في (6/222) قال :حدثنا
حجاج ، قال : أخبرنا شريك. و «البخاري» في الأدب المفرد (686) قال : حدثنا خلاد بن
يحيى. قال : حدثنا سفيان.و «أبو داود» (5099) قال : حدثنا ابن بشار. قال : حدثنا
عبد الرحمن.قال : حدثنا سفيان.و «ابن ماجة «(3889) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة. قال : حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح. و «النسائي» (3/164) قال : أخبرنا
محمد بن منصور. قال : حدثنا سفيان ، عن مسعر. و في (عمل اليوم والليلة) (14) قال :
أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن المقدام بن شريح بن هانئ. وفي
(915) قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي القاضي ، قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان.
أربعتهم - مسعر ، وسفيان الثور ، وشريك بن عبد الله النخعي. ويزيد بن المقدام - عن
المقدام بن شريح ابن هانئ ، عن أبيه ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ رواية يزيد بن المقدام ، عند ابن ماجة.
1984
- (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنهما - : قال : «كانتِ الرِّيحُ إِذا هَبَّتْ
عُرِفَ ذلك في وَجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 432 في الاستسقاء ، باب إذا هبت الريح ، قال الحافظ في الفتح : وفي الحديث
: الإستعداد بالمراقبة لله ، والإلتجاء إليه عن اختلاف الأحوال ، وحدوث ما يخاف
بسببه .
1985
- (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ ، وَأسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ ، أطَّتِ
السَّماء ، وحُقَّ لَها أنْ تَئِطَّ ، ما فيها مَوضِعُ أَربَع أصَابِعَ إِلا
وَمَلَكٌ وَاضعٌ جَبهتهُ للهِ سَاجِداً ، والله لو تَعلَمُونَ مَا أعلَمُ
لَضحِكتُمْ قَليلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيراً ، وما تَلَذَّذْتُم بِالنِّساءِ على
الفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُدَاتِ تَجأروُنَ إِلى اللهِ ، لَوَدِدْتُ
أَنِّي شَجَرَةٌ تُعضَدُ» .
وفي رواية : أنْ أبا ذَرٍ قال : «لَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ شَجَرَة تُعضَدُ» .
ويُروى عن أبي ذرٍّ موقوفاً . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أطت) : الأطيط : صوت الأقتاب ، وأطيط الإبل : أصواتها وحنينها ، والمعنى : أن
كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت ، وهذا مثل وإيذان بكثرة
الملائكة ، وإن لم يكن ثم أطيط.
(الصعدات) : جمع صعيد ، وهو التراب ، والمراد : الطرق ، مثل طريق وطرق وطرقات.
-[14]-
(تجأرون) : الجؤار : الصياح والضجة ، يعني : تستغيثون.
(تعضد) : عضدت الشجرة ونحوه : إذا قطعتها.
__________
(1) رقم (2313) في الزهد ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو تعلمون ما أعلم
لضحتم قليلاً ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4190) في الزهد ، باب الحزن والبكاء ،
وأحمد في " المسند " 5 / 173 ، وإسناده حسن ، وقد حسنه الترمذي أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أحمد (5/173) قال : حدثنا أسود ، هو ابن عامر. و «ابن ماجة «(4190)
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : أنبأنا عبيد الله بن موسى. و «الترمذي» (2312)
قال : حدثنا ابن منيع. قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري.
ثلاثتهم - أسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري - عن إسرائيل ،
عن إبراهيم بن المهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق العجلي ،فذكره.
1986
- (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«لو تَعلَمُونَ مَا أعلمُ لَضَحِكْتُم قليلاً ، ولَبكَيْتُم كثِيراً» .أخرجه
البخاري ، والترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 273 في الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، وفي الأيمان والنذور ، باب كيف
كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2314) في الزهد ، باب قول
النبي صلى الله عليه وسلم : لو تعلمون ما أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/453) قال : ثنا حجاج. و «البخاري» (8/127) قال : ثنا يحيى
ابن بكير.
كلاهما - حجاج ، ويحيى -قالا : ثنا الليث ، قال : ثنا عقيل ، عن ابن شهاب ، عن ابن
المسيب فذكره.
أما رواية الترمذي :فأخرجها أحمد (2/502) قال : ثنا يزيد ، و «الترمذي» (2313) قال
: ثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس ، قال : ثنا عبد الوهاب الثقفي. كلاهما (يزيد ،
وعبد الوهاب) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره.
1987
- () أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«لو يَعلمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ من العقُوبةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِه ، ولو
يَعْلَمُ الكافرُ ما عندَ الله من الرَّحْمَةِ ما قَنِطَ من جَنَّتهِ» أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، والحديث أخرجه
مسلم ، رقم (2755) في التوبة ، باب في سعة الله رحمة الله تعالى ، والترمذي رقم
(3536) في الدعوات ، باب عظم العقوبة وعظم الرجاء ، وأحمد في " المسند "
2 / 334 و 397 و 484 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/ 334) قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا زهير. وفي (2/397)
قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : أخبرنا إسماعيل. وفي (2/ 484) قال : حدثنا عبد
الرحمن. قال: حدثنا زهير. و «مسلم» (8/97) قال : حدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة وابن
حجر.جميعا عن إسماعيل ابن جعفر. قال ابن أيوب. حدثنا إسماعيل. و «الترمذي» (3542)
قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم (زهير بن محمد. وإسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن محمد) عن العلاء بن عبد
الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.
الكتاب
الثالث : في خَلقِ العالَم ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في بَدء الخَلْقِ
1988 - (خ ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - : قال : «دَخَلْتُ على النبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- وَعَقَلْتُ نَاقتي بالباب ، فَأتى نَاسٌ من بني تَميمٍ ، فقال :
اقْبلُوا البُشْرى يا بَني تَمِيمٍ ، قالوا : بَشَّرْتَنا فَأعْطِنَا ، مَرَّتينِ
، فَتَغَيَّرَ وَجههُ ، ثم دَخَلَ عليه ناسٌ من أهلِ اليَمنِ ، فقال : اقْبَلُوا
البُشرى يا أهل اليَمنِ ، إِذْ لَم يَقْبَلْها بَنو تَمِيمٍ ، قالوا : قَبِلْنا يا
رسولَ اللهِ ، ثم قالوا : جِئْنَا لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ ، وَلِنسأَلَكَ عن
أوَّلِ هَذَا الأمرِ : مَا كانَ؟ قال : كانَ اللهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ ، وكان
عَرْشُهُ على الماءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ ، وَكَتبَ فِي الذِّكرِ
كُلَّ شيء ، ثُمَّ أتى رجلٌ ، فقال : يا عِمرانُ ، أدْرِك نَاقَتكَ فَقَدْ ذَهَبتْ
، فَانطَلقتُ أَطْلبُهَا ، فَإِذَا السَّرابُ يَنْقَطِعُ دُونَها ، وَايمُ اللهِ
لَوَدِدْت أنَّهَا قَدْ ذَهبتْ ولم أَقُمْ» . -[16]-
وفي رواية : «لَوَدِدْت أني كُنْتُ تَرَكْتُها» أخرجه البخاري .
وأخرج الترمذي منه إلى قوله : «قَبِلنَا يا رسول الله» (1) .
__________
(1) البخاري 8 / 66 في المغازي ، باب وفد تميم ، وباب قدوم الأشعريين وأهل اليمن ،
وفي بدء الخلق ، باب ما جاء في قول الله تعالى : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ،
وفي التوحيد ، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، والترمذي رقم
(3946) في المناقب ، باب في ثقيف وبني حنيفة ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند
" 4 / 426 و 431 و 433 و 436 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/426) قال : حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، عن سفيان.وفي (4/431)
قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش. وفي (4/ 433) قال : حدثنا عبد
الرزاق ، قال : حدثنا سفيان وفي (4/436) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ،. و
«البخارى» (4/128) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا عمر
بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا الأعمش. وفي (5/212) قال : حدثنا
أبو نعيم.قال : حدثنا سفيان. وفي (5/219) قال : حدثني عمرو ابن علي. قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال : حدثنا سفيان. وفي (9/152) قال : حدثنا عبدان ،عن أبي حمزة ، عن
الأعمش. و «الترمذي» (3951) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن
ابن مهدي قال : حدثنا سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10829) عن
محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث ، عن عبد الرحمن المسعودي.
ثلاثتهم - سفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وعبد الرحمن المسعودي - عن أبي صخرة
جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز ، فذكره.
1989
- (ت) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه - : قال : «قلتُ : يا رسول الله ، أيْنَ
كان رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ؟ قال : كان في عَمَاءٍ مَا تَحتَهُ
هَواءٌ ، وما فَوقَهُ هَوَاءٌ ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ على الماءِ» .
أخرجه الترمذي ، وقال : قال أحمد (1) : قال يزيد (2) : «العماءُ : أي ليس معه شيء»
(3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في عماء) : العماء في اللغة : السحاب الرقيق ، وقيل : الكثيف وقيل الضباب ، ولابد
في الحديث من حذف، تقديره : أين كان -[17]- عرش ربنا ، فحذف كقوله تعالى : {هل
ينظرون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظُللٍ من الغمام والملائكةُ} [البقرة : 210] أي :
أمر الله ، ويدلك على هذا المحذوف قوله تعالى : {وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ} (4)
[هود : 7] وحكي عن بعضهم «في عمى» مقصور ، و هو كل أمر لا تدركه الفِطَن.
قال الأزهري : قال أبو عبيد : إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم
، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء ، قال الأزهري : فنحن نؤمن به ولانكيفه بصفة.
__________
(1) هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البوغي الأصم .
(2) هو يزيد بن هارون أحد مشايخ شيوخ الترمذي من رواة الحديث .
(3) رقم (3108) في التفسير ، باب ومن سورة هود ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (182)
في " المقدمة " ، باب فيما أنكرت الجهمية ، وأحمد في " المسند
" 4 / 11 و 12 ، وفي سنده وكيع بن عدس ، أو - حدس - لم يوثقه غير ابن حبان ،
وباقي رجاله ثقات ، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وغيره .
(4) هذا على مذهبه في تأويل الصفات ، ومذهب السلف الصالح : عدم هذا التقدير ،
وأنها على مراد الله ، لا يعلم حقيقتها إلا الله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (4/11) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/12) قال : حدثنا بهز
«ابن ماجة» (182) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا
يزيد بن هارون و «الترمذي» (3109) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا يزيد بن
هارون - كلاهما - يزيد ، وبهز- عن حماد بن سلمة ، قال : أخبرني يعلى بن عطاء عن
وكيع بن حدس ، فذكره.
قلت : فيه وكيع بن حدس ، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه ابن القطان :مجهول
الحال.
1990
- (خ) طارق بن شهاب : قال : سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول : «قَامَ فينا رسولُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم- مَقَاماً ، فَأخبَرَنَا عنْ بَدءِ الخَلقِ حتى دَخَلَ أهلُ
الجنةِ مَنَازِلَهُم (1) ، وأهلُ النَّارِ منازِلَهم ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ
حَفِظَهُ ، وَنَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في الفتح : قوله : حتى دخل أهل الجنة ... هي غاية قوله : أخبرنا ،
أي أخبرنا عن مبتدإ الخلق شيئاً بعد شيء إلى أن انتهى الإخبار عن حال الإستقرار في
الجنة والنار ، ووضع الماضي موضع المضارع مبالغة للتحقيق المستفاد من خبر الصادق ،
وكان السياق يقتضي أن يقول : حتى يدخل ، ودل ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد
بجميع أحوال المخلوقات منذ ابتدئت إلى أن تفنى ، إلى أن تبعث ، فشمل ذلك الإخبار
عن المبدأ والمعاش والمعاد ، وفي تيسير إيراد ذلك كله في مجلس واحد من خوارق
العادة أمر عظيم .
(2) 6 / 207 في بدء الخلق ما جاء في قوله تعالى : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده}
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في بدء الخلق 0 باب ما جاء في قوله تعالى : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم
يعيده،وهو أهون عليه} قال : وروى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب.
فذكره.
1991
- () أبي بن كعب - رضي الله عنه - : قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
يقول : «أوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القلَمَ ، فقال له : اكتُبْ ، فَجرى بما هو كائن
إلى الأبدِ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد أخرجه
أحمد في " المسند " 5 / 317 من حديث عبادة بن الصامت ، والترمذي رقم
(2156) في القدر ، باب رقم (17) ، وأبو داود رقم (4700) في السنة ، باب في القدر ،
وإسناده حسن ، وهو حديث صحيح بطرقه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين العبدري على الأصول.
1992
- () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- : «لَمَّا خَلقَ اللهُ العَقلَ قال له : أقْبِلْ فَأقْبَلَ ، وَأدبِرْ
فَأدبَرَ ، فقال له : ما خَلَقْتُ خَلقاً أحبَّ إِليَّ مِنكَ ، وَلا أُرَكِّبَكَ
إِلا في أحَبِّ الخلق إليَّ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وهو كذلك في المطبوع ، قال الحافظ بن
حجر في " الفتح " : وأما حديث " أول ما خلق الله العقل " فليس
له طريق يثبت ، وقد أورده الحافظ السيوطي في " الجامع الكبير " 2 / 126
وجه أول ، ونسبه للحكيم الترمذي عن الحسن قال : حدثني عدة من الصحابة ، وللحكيم عن
الأوزاعي معضلاً ، والطبراني عن أبي أمامة ، وقال الحافظ السخاوي في "
المقاصد الحسنة " : قال ابن تيمية وتبعه غيره : إنه كذب موضوع ، وقال السيوطي
: وقد وجدت له أصلاً صالحاً ، أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند "
عن الحسن يرفعه ... ثم قال : وهذا مرسل جيد الإسناد ، وهو موصول في " معجم
الطبراني " في الأوسط من حديث أبي أمامة وأبي هريرة بإسنادين ضعيفين ، أقول :
وقد رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " العقل وفضله " من حديث حفص بن عمر
قاضي حلب ، عن الفضل بن عيسى الرقاشي ،عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً ،
وإسناده ضعيف ، ورواه أيضاًُ من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عقبة عن
كريب مولى بن عباس مرسلاً ، وقد استقصى طرق هذا الحديث الشيخ مرتضى الزبيدي في
" شرح الأحياء " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
: من زيادات رزين العبدري على الأصول.
1993
- (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
قال : «أذِنَ لي أنْ أُحَدِّثَ عن مَلَكٍ من ملائكَةِ اللهِ من حَمَلَةِ العرْشِ :
أنَّ مَا بينَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ : مَسِيرةُ سَبْعِمَائةِ عَامٍ» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4727) في السنة ، باب الجهمية ، وإسناده حسن ، وقد صححه المناوي في
" التيسير " ، ونسبه السيوطي في " الجامع الصغير " للضياء
المقدسي ، قال المناوي في " فيض القدير " : الضياء في " المختارة
" عن جابر ، ورواه عنه الطبراني في " الأوسط " قال الهيثمي : رجاله
رجال الصحيح ، ورواه الطبراني فيه أيضاً بمعناه عن أنس ، وفي سنده عبد الله بن
المنكدر ، وهو ضعيف ، ورواه أبو يعلى عن أبي هريرة بمعناه ، قال الهيثمي : رجاله
رجال الصحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (4727) قال : ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال : ثني أبي ،قال : ثني
إبراهيم ابن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، فذكره.
الفصل
الثاني : في خلق السماء والأرض وما فيهما من النجوم والآثار العلوية
1994 - (د ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - : قال : «كُنتُ جَالِساً في
البطحاء في عِصَابةٍ ، ورسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فيهم ، إذْ مَرَّتْ
سَحابَةٌ ، فَنَظَرُوا إليها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : هل تدرونَ
ما اسْم هذه ؟ قالوا : نعم ، هذه السَّحابُ، قال : والمُزْنُ ، قالوا : والمُزْنُ
، قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- : والعَنان ، قالوا : والعَنان ، ثم قال
لهم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- : تَدرونَ كم بُعْدُ ما بين السماء والأرض
؟ قالوا: لا والله، ما ندري ، قال : فَإِنَّ بُعدَ ما بينهما ، إمَّا قال : -[20]-
وَاحِدةٌ ، وإِمَّا اثْنَتَانِ، وإِمَّا ثَلاثُ وسبعُونَ سَنَة، وبُعْدُ السَّماء
التي فَوقَها كذلك ، وكذلك ، حتى عَدَّدَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ كذلك ، ثم فَوْق
السماء السابعة بَحرٌ بَينَ أعلاهُ وأسْفَلِهِ كما بين سَمَاءٍ إِلى سماءٍ ، وفَوقَ
ذلك ثَمَانيةُ أوْعَالٍ ، بين أظْلافِهنَّ ورُكبهنَّ ما بين سماءٍ إلى سماءٍ ، ثم
فوق ظُهُورِهِنَّ العرشُ ، بين أسْفَلِهِ وأعْلاهُ مِثْلُ ما بين السَّماء إِلى
السَّماء ، والله - عزَّ وجلَّ- فوق ذلك» .أخرجه الترمذي ، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العنان والمزن) : السحاب ، الواحدة : عنانة ومزنة.
__________
(1) الترمذي رقم (3317) في التفسير ، باب ومن سورة الحاقة ، وأبو داود رقم (4723)
في السنة ، باب الجهمية ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (193) في " المقدمة
" ، باب فيما أنكرت الجهمية ، وأحمد في " المسند " رقم (1771) ،
وفي سنده عبد الله بن عميرة ، قال الذهبي في " الميزان " : فيه جهالة ،
أقول : عبد الله بن عميرة لم يوثقه غير ابن حبان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/206) (1770) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا يحيى بن العلاء
، عن عمه شعيب بن خالد. وفي (1/207) (1771) قال : حدثنا محمد بن الصباح البزاز ،
ومحمد بن بكار ، قالا : حدثا الوليد بن أبي ثور. و «أبو داود» (4723) قال : حدثنا
محمد بن الصباح البزاز ، قال : حدثنا الوليد بن أبي ثور. وفي (4724) قال : حدثنا
أحمد بن أبي سريج ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، و محمد بن سعيد.
قالا : أخبرنا عمرو بن أبي قيس. (4725) قال : حدثنا أحمد ابن حفص ، قال : حدثني
أبي.قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان. و «ابن ماجة» (193) قال : حدثنا محمد بن يحيى
قال : حدثنا محمد بن الصباح قال : حدثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني. و «الترمذي»
(3310) قال : حدثنا عبد بن حميد ،قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد ، عن عمرو بن أبي
قيس.
أربعتهم - شعيب بن خالد ، والوليد بن أبي ثور ، وعمرو بن أبي قيس ، وإبراهيم بن
طهمان - عن سماك ابن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، فذكره.
1995
- () قتادة ، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - : قال : «بينما رسولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ مَعَ أصْحَابِهِ يَوْماً ، إِذْ مَرَّ سَحَابٌ ، فقال
: أَتَدْرونَ ما هذا ؟ هذا العنانُ، هذه رَوَايا (1) الأرض يَسُوقُها الله إلى
قومٍ لا يَعْبُدونه ، ثم قال : أتَدْرُونَ ما هذه السَّماء ؟ مَوجٌ مَكفوف ،
وسَقْفٌ مَحفُوظٌ ، وفَوقَ ذلك سماءٌ أخرى ، حتَّى عَدَّ سَبعَ سَمَواتٍ ، وهو
يقول : أتَدرونَ -[21]- ما بينهما ؟ ثم يقول : خمسمائةِ عامٍ ، ثم قال : أتَدْرونَ
مَا فَوقَ ذلك ؟ فوق ذلك العرشُ» .
وفي حديث ابن مسعود : «وفوق ذلك الماءُ ، وَفوق الماء العرشُ ، واللهُ فَوقَ
العَرشِ ، لا يَخفَى عليه شَيءٌ من أعمال بني آدمَ ، ثم قال : أَتَدرونَ ما هذه
الأرض ؟ قال: تَحْتها أخرى ، بينهما خَمسمائة عام،حَتَّى عَدَّ سَبعَ أَرَضِين
...» وذكر الحديث.
وعن عبد الله قال : «خَلَقَ اللهُ سَبعَ سمواتٍ ، غِلَظُ كلِّ واحدة مَسِيرةُ
خمسمائة [عام] ...» وذكر نحو ما تقدم . أخرجه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(روايا الأرض) : الروايا [من الإبل] : الحوامل للماء. واحدتها : راوية ، والعامة
تجعلها المزادة نفسها.
__________
(1) في الأصل : زوايا ، بالزاي المعجمة ، في هذه اللفظه كلما وردت ، وهو تصحيف .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وهو كذلك في المطبوع ، وهو بمعنى الذي
بعده ، فقد رواه عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " صفحة
(26 ، 27) طبع المكتب الإسلامي مختصراً عن ابن مسعود موقوفاً عليه ، ورواه ابن
جرير الطبري عن قتادة مرسلاً .
1996
- (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «بينما نَبيُّ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم- جَالِسٌ وَأصحابُه، إذ أتى عليهم سَحَابٌ ، فقال نَبيُّ اللهِ -صلى الله
عليه وسلم- : أَتَدْرُونَ مَا هذه ؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم ، قال : هذه
العَنَانُ ، هذه روايَا الأرض ، يَسوقُها -[22]- اللهُ إِلى قَومٍ لا يَشْكُرُونَه
، ولا يَدْعُونَهُ ، ثم قال : هل تدْرونَ ما فَوقَكم ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلم
، قال : فإنها الرَّقيعُ: سَقفٌ مَحْفوظٌ ، وموجٌ مَكفوفٌ ، ثم قال : هل تَدْرُونَ
ما بينكم وبينها ؟ قالوا : اللهُ ورسولهُ أعلم ، قال : بينكم وبينَها خَمسمائةِ
عامٍ ، ثم قال: هل تدرون ما فَوقَ ذلك ؟ قالوا : اللهُ ورسولهُ أعلم ، قال :
[فإنَّ فوقَ ذلك] سَمَاءينِ ، [بُعْدُ] ما بينَهما خَمْسُمائَةِ سنةٍ ، ثم قال
كذلك ، حتى عَدَّ سبعَ سَمَواتٍ ، ما بَيْنَ كلِّ سَمَاءينِ ما بين السَّماءِ
والأرض، ثم قال : هل تدرون مَا فَوقَ ذلك ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم ، قال :
إنَّ فَوقَ ذلك العَرشُ ، وبينه وبين السماء بُعْدُ ما بَيْنَ السَّماءينِ ، ثم
قال : هل تدرون ما الذي تَحْتَكم ؟ قالوا : اللهُ ورسوله أعلم ، قال : إنَّهَا
الأرضُ ، ثم قال : هل تدرون ما تحت ذلك ؟ قالوا : اللهُ ورسوله أعلم ، قال : إن
تحتها أرضاً أخرى ، بينهما مَسيرةُ خَمْسُمَائَةِ سنةٍ ، حتى عَدَّ سَبْعَ أرضينَ
، بين كُلِّ أرْضَيْن مَسيرَةُ خمسمائة سنة ، ثم قال : والذي نَفْسُ محمدٍ بيده ،
لو أنَّكم دَلَّيتُم بحبل إلى الأرض السُّفْلَى ، لَهَبَطَ على الله ، ثم قَرأ :
{هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}
[الحديد: 3]» .
قال أبو عيسى : قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الآية تدل على أنه أراد :
لَهَبطَ على علم الله وقدرته وسلطانه ، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان ،
-[23]- وهو على العرش ، كما وصف نفسه في كتابه (1) . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرقيع) : السماء ، وقيل : هو اسم سماء الدنيا.
__________
(1) قال المباركفوري في : " تحفة الأحوذي " : وفي قول الترمذي إشعار إلى
أنه لا بد لقوله " لهبط على الله " من هذا التأويل المذكور ، ولقوله :
" على العرش " من تفويض علمه إليه تعالى والإمساك عن تأويله (*) .
(2) رقم (3294) في التفسير ، باب ومن سورة الحديد ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 2 / 370 من حديث قتادة قال : حدث الحسن - يعني البصري - عن أبي
هريرة . أقول : وقد صرح كثير من أئمة الحديث بأن الحسن البصري لم يسمع من أبي
هريرة ، كما في كتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم طبع بغداد (صفحة 28 ،
29) ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، قال : ويروى عن أيوب ويونس بن
عبيد وعلي بن زيد قالوا : لم يسمع الحسن من أبي هريرة .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة : فيه نسبة التأويل والتفويض للإمام الترمذي رحمه
الله .
"يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6 / 573 - 574) [عندما ذكر حديث الإدلاء]
:
ولهذا قرأ في تمام هذا الحديث : {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد : 3] . وهذا كله على تقدير
صحته ، فإن الترمذي لما رواه قال : وفسره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله ،
وبعض الحلولية والاتحادية يظن أن في هذا الحديث ما يدل على قولهم الباطل ، وهو أنه
حال بذاته في كل مكان ، وأن وجوده وجود الأمكنة ونحو ذلك .
والتحقيق : أن الحديث لا يدل على شىء من ذلك إن كان ثابتًا ، فإن قوله : (لو أدلى
بحبل لهبط) يدل على أنه ليس في المدلى ولا في الحبل ، ولا في الدلو ولا في غير ذلك
، وإنها تقتضي أنه من تلك الناحية ، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد ، من
جنس تأويلات الجهمية ، بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة . انتهى .
ونسبة التأويل للترمذي لا تصح لعدة أمور :
أولاً : أن الترمذي رحمه الله لم يقله وإنما نقله عن غيره .
ثانياً : أن ابن القيم رحمه الله في حاشية السنن سمى هذا الكلام الذي نقله الترمذي
تفسيراً ولم يسمه تأويلاً.
ثالثاً : الظاهر والله أعلم أنه لا تنافي بين تفسير من فسره بأنه يهبط على علم
الله وقدرته وسلطانه والقول بأن المقصود به الإحاطة
ولذلك جاء في مختصر الموصلي قول ابن القيم رحمه الله (بل بتقدير ثبوته ، فإنما يدل
على الإحاطة ، والإحاطة ثابتة عقلاً ونقلاً وفطرة) انتهى .
وهو قول ابن تيمية رحمه الله كما سبق في قوله (بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على
الإحاطة) .
فتبين بهذا أن الإمام الترمذي رحمه الله لم يقع في التأويل المذموم الذي هو صرف
اللفظ عن ظاهره بدون قرينة .
فحتى لو أن الترمذي رحمه الله نقل هذا القول مقراً به فلا يعتبر ذلك من التأويل
المذموم والله أعلم.
وفي هذا الموضع يثبت الإمام الترمذي رحمه الله مذهب السلف في إثبات الصفات بدون
تكييف
قال الإمام الترمذي (3045) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن
إسحق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار قال أرأيتم ما أنفق منذ خلق
السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان
يرفع ويخفض
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
وتفسير هذه الآية وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل
يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
وهذا حديث قد روته الأئمة نؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم هكذا قال غير
واحد من الأئمة منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وابن المبارك أنه تروى
هذه الأشياء ويؤمن بها ولا يقال كيف .
ويعني بقوله : من غير أن يفسر أو يتوهم أي الكيفية ، وهذا معنى ما نقله عن الأئمة
من قولهم تروى هذه الأشياء ويؤمن بها أي نثبتها ونصدقها ولكن لانعرف كيفيتها
فرحم الله الإمام الترمذي على إثباته للعقيدة الصحيحة في عدم الخوض في الكيفية مع
إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى. "
[الشيخ عبد الرحمن الفقيه - بتصرف يسير]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (2/370) قال : ثنا الحكم بن عبد الملك ، و «الترمذي» (3298)
قال: ثنا عبد بن حميد وغير واحد قالوا : ثنا يوسف بن محمد. قال : ثنا شيبان بن عبد
الرحمن.
كلاهما (الحكم بن عبد الملك ، وشيبان بن عبد الرحمن) عن قتادة ، عن الحسن ، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
1997
- (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : قال : «أتَى رسولَ اللهِ -صلى الله عليه
وسلم- أعْرَابيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ ، جَهِدَتِ الأنفُسُ ، وَضَاعَتِ
العِيَالُ ، وَنُهِكَتِ الأمْوالُ ، وَهَلَكَتِ الأنْعَامُ ، فَاسْتَسْقِ اللهَ
لَنَا ، فَإِنَّا نَستَشْفِعُ بِكَ على اللهِ ، ونَستَشْفِعُ باللهِ عَلَيكَ، قال
رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- : وَيْحَكَ، أَتَدْري ما تَقُولُ ؟ وسَبَّحَ
رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فَمَا زالَ يُسَبِّحُ ، حَتى عُرِفَ ذلك في وجه
أصحابِهِ ، ثم قال : إنه لا يُستَشْفَعُ بالله على أحدٍ من خلقه ، شَأنُ الله
أعْظمُ من ذلك، ويحكَ ، أتدري مَا اللهُ ؟ إن عَرشَهُ على سَمَاوَاتِهِ لَهكَذَا ،
وقال بِأصبعِهِ - مثل القُبْةِ عليه - وإنَّهُ لَيَئِطُّ أطِيطَ الرَّحلِ
بالرَّاكِبِ» . -[24]-
وفي رواية : «إِنَّ الله فَوقَ عَرشِهِ ، وَعَرْشُهُ فَوقَ سَمَاوَاتِهِ ...
الحديث» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جهدت) : الجهد - بفتح الجيم - : المشقة ، وبضمها : الطاقة.
(نهكت) : النهك : المرض ، والمراد به هاهنا : التلف.
(أطيط) الرحل : الأطيط : قد ذكر في «كتاب الخوف» والرحل : كور الناقة ، قال
الخطابي : وهذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية ، والكيفية عن
الله عز وجل وعن صفاته منفية ، فعقل أنه ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة ، ولا
تحديده على هذه الهيأة إنما هو كلام تقريب أريد به: تقريب عظمة الله تعالى في
النفوس، وإفهام السائل من حيث يدركه فهمه، إذا كان أعرابياً جافياً لا علم له
بمعاني ما دق من الكلام، وفي الكلام حذف وإضمار ، فمعنى قوله : «أتدري ما الله ؟»
: ما عظمة الله وجلاله ؟ ومعنى قوله: «إنه ليئط به» ليعجز عن عظمته إذا كان
معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه ، ولعجزه عن احتماله -[25]-
فقرر بهذا التمثيل والتشيبه معنى عظمة الله وجلاله في نفس السائل ، وأن من يكون
كذلك لا يجعل شفيعاً إلى من دونه ، والله أعلم (2) .
__________
(1) رقم (4726) في السنة ، باب الجهمية ، ورواه أيضاً عثمان بن سعيد الدارمي في
" الرد على الجهمية " صفحة (24) طبع المكتب الإسلامي ، وإسناده ضعيف
لجهالة جبير بن محمد بن جبير ابن مطعم ، ولم يصح في أطيط العرش حديث .
(2) هذا التأويل على خلاف مذهب السلف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (4726) قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن المثنى ومحمد بن
بشار، وأحمد بن سعيد الرباطي ، قالوا : حدثنا وهب بن جرير ، قال : أحمد : كتبناه
من نسخته ، وهذا لفظه ، قال : حدثنا أبي ،قال : سمعت محمد بن إسحاق ، يحدث ، عن
يعقوب بن عتبة ، عن جبير بن محمد ابن جبير بن مطعم ، عن أبيه، فذكره.
قال : أبو داود قال عبد الأعلى. وابن المثنى وابن بشار : عن يعقوب بن عتبة ، وجبير
بن محمد بن جبير ، عن أبيه ، عن جده، والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح ،
وافقه عليه جماعة ، منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ، ورواه جماعة عن ابن إسحاق
كما قال أحمد أيضا ، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة
كما بلغني.
1998
- (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «أَخَذَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم- بِيَدي، فقال : خَلَقَ الله التُّرْبَةَ يومَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فيها
الْجِبَالَ يومَ الأحدِ ، وخَلَقَ الشَّجَرَ يومَ الإثنين ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ
يومَ الثُّلاثاء ، وخلق النُّورَ يومَ الأربِعَاء ، وبثَّ فيها الدَّوابَّ يومَ
الخميس ، وخلق آدم بعدَ العصرِ يومَ الجُمعَةِ في آخرِ الخلق ، وآخِرِ ساعةٍ من
النَّهَارِ ، فيما بين العصر إلى اللَّيلِ» . أخرجه مسلم (1) . -[26]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المكروه) : ضد المحبوب ، كأن المراد به هاهنا : الشر ، لقوله في الحديث : «وخلق
النور يوم الأربعاء» والنور خير.
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (2789) في صفة القيامة والجنة والنار ، باب ابتداء الخلق وخلق
آدم عليه السلام ، وهذا الحديث من أفراد مسلم ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند
" 2 / 327 رقم (8323) ، وكذلك رواه النسائي في التفسير ، وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه .
قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده 1 / 69 : وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم ، وقد
تكلم فيه ابن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار
، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب ، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعله
مرفوعاً ، وقد حرر ذلك البيهقي ، وقال ابن كثير أيضاً 3 / 488 : وفيه استيعاب
الأيام السبعة ، والله تعالى قد قال : {في ستة أيام} ، ولهذا تكلم البخاري وغير
واحد من الحفاظ في هذا الحديث وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار ليس
مرفوعاً ، وقال أيضاً 7 / 326 : وهو من غرائب -[26]- الصحيح ، وقد علله البخاري في
" التاريخ " فقال : رواه بعضهم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن كعب
الأحبار ، وهو الأصح ، وقال المناوي في " فيض القدير " : وقال بعضهم :
هذا الحديث في متنه غرابة شديدة ، فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات ، وفيه ذكر
خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام ، وهذا خلاف القرآن ، لأن الأربعة خلقت في أربعة
أيام ، ثم خلقت السموات في يومين ، وقد سكت عن الحديث النووي في " شرح مسلم
" ، وممن صحح الحديث ، الشوكاني في " فتح القدير " وقد تكلم عليه
العلماء من جهة متنه ، ورأوا أنه معارض للقرآن ، ومن صححه كالشوكاني وغيره ، رأوا
أنه لا تعارض بينه وبين نص القرآن ، فإن القرآن ذكر أن الله تعالى خلق السموات
والأرض جميعاً في ستة أيام ، وخلق الأرض وحدها في يومين ، والحديث إنما بين أن
الله تعالى خلق ما في الأرض في سبعة أيام ، ويحتمل عند بعض من صححه أن تكون هذه
الأيام السبعة غير الأيام الستة التي ذكرها الله تعالى في خلق السموات والأرض ،
وحينئذ لا تكون معارضة ، وإنما الحديث فصل كيفية الخلق على الأرض وحدها ، والله
تعالى أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/327) و «مسلم» (8/127) قال:ثني سريج بن يونس وهارون بن عبد
الله و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13557) عن هارون بن عبد الله ويوسف
بن سعيد.
أربعتهم أحمد بن حنبل ، وسريج ، وهارون ، و يوسف بن سعيد عن حجاج بن محمد. قال :
قال ابن جريج ، ني إسماعيل بن أمية ،عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى
أم سلمة.
فذكره
1999
- (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : كنتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- في المسجد عند غُروب الشَّمْس ، فقال : «يا أبا ذَرٍّ ، أَتَدْري أينَ
تَذْهَب هذه الشَّمسُ ؟» فقلتُ: الله ورسوله أعلم ، قال : «تَذْهَبُ لِتَسْجُدَ
تَحْتَ العرشِ ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤذَنُ لها ، وَيُوشِكُ أَن تسجدَ فلا يُقبلُ
منها ، وتَستَأْذِنَ فلا يُؤذَنُ لها ، فيقال لها : ارْجعي من حيثُ جِئْتِ،
فَتَطلُعُ من مَغرِبِهَا ، فذلك قوله عز وجل : {والشَّمْسُ تَجْري لِمُسْتَقَرٍ
لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَليم} [يس : 38]» . -[27]-
وفي رواية : ثم قرأ : «{ذلك مُستَقَرٌّ لَهَا}» في قراءةِ عبد الله» .
وفي رواية : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «تَدرُونَ مَتى ذَاكُمْ ؟
ذَاكُمْ حين لا ينفَعُ نَفساً إيمَانُها لم تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَو
كَسَبَتْ في إِيمانِها خَيْراً» .
وفي أخرى مختصراً قال : «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن قوله : {والشمسُ
تَجْري لِمُستَقَرٍ لها} ؟ قال : «مستَقَرُّها تحت العَرش» .
هذا روايات البخاري ومسلم . وفي رواية الترمذي مثل الأولى (1) .
__________
(1) البخاري 8 / 416 في تفسير سورة يس ، باب قوله تعالى : {والشمس تجري لمستقر
لها} ، وفي بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، وفي التوحيد ، باب وكان عرشه على
الماء ، وباب قول الله تعالى : {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (159) في
الإيمان ، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ، والترمذي رقم (4225) في
التفسير ، باب ومن سورة يس ، وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 /
263 وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ في " العظمة
" وابن مردويه ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ، وانظر التعليق
على الحديث رقم (780) جزء 2 / صفحة 332 من هذا الكتاب ، و " زاد المسير في
علم التفسير " لابن الجوزي 7 / 18 و 19 طبع المكتب الإسلامي ، حول هذا الحديث
وكلام العلماء عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (780) .
2000
- (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : كُنتُ رَدِيفَ رسولِ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم- وهو على حِمَارٍ ، والشمسُ عند غُرُوبها ، فقال : «هَل تَدْري
أَينَ تَذْهبُ هذه؟» قلت : اللهُ ورسوله أعلم، قال: «فإنها تغربُ في عينٍ
حَامِيةٍ» . أخرجه أبو داود (1) . -[28]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حامية) : حارة.
__________
(1) رقم (4002) في الحروف والقراءات ، وإسناده حسن ، وهو بمعنى حديث الصحيحين الذي
قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (780) .
2001
- (خ) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - : قال : «الشَّمسُ والقَمرُ مُكَوَّرَانِ
يَومَ القيامة» أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكوران) : التكوير : لف العمامة ، والمراد : أن السماء والأرض تجمعان وتلفان كما
تلف العمامة.
__________
(1) في الأصل : ت - ابن عباس ، ولعل سبق نظر من الناسخ إلى الحديث الذي بعده .
(2) 6 / 214 في بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4/131) قال : ثنا مسدد قال : ثنا عبد العزيز بن المختار. قال :
حدثنا عبد الله قال : ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
2002
- (ت) عبد الله بن عباس (1) - رضي الله عنهما - : قال : أَقْبَلَتْ يَهُودُ إلى
رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا : أخْبِرْنا عن الرَّعدِ ما هو ؟ قال :
«مَلَكٌ من الملائكة مُوكَّلٌ بِالسَّحاب ، معه مَخَاريقُ مِنْ نارٍ يَسوقُها بها
حيثُ شاء الله» قالوا : فما هذا الصّوت الذي نَسْمَعُ ؟ قال : «زَجْرُهُ لِلسحابِ
حتى تَنتَهيَ حيثُ أُمِرَتْ» قالوا : صَدقْتَ ، فَأْخبِرنا عمَّا حَرَّمَ
إسْرَائِيلُ عَلى نَفْسِهِ ؟ . قال : «اشْتكى عِرقَ النَّسا ، فلم يَجِدْ شَيئاً
يُلائِمُهُ - يعني : العِرقَ - إلا لُحُومَ الإبِل، وألبَانَهَا ، فلذلك
حَرَّمَها» . قالوا : صَدَقْتَ. أخرجه الترمذي (2) . -[29]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مخاريق) : جمع مخراق ، وهو في الأصل منديل يُفْتَلُ ويُلْوَى ويُجْعَل كالحبل
يتضارب به الصّبيان.
(عرق النَّسا) : اللغة الفصحى : النَّسا بغير عرق ، فلا يقال : عرق النَّسا.
__________
(1) في الأصل : خ - أبو هريرة .
(2) رقم (3116) في التفسير ، باب ومن سورة الرعد ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 1 / 274 ، وفي سنده بكير بن شهاب لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي
رجاله ثقات ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .
2003
- (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«اشْتَكتِ النَّارُ إِلى ربها ، فقالت: رَبِّ أكَلَ بَعضي بعضاً، فَأذِنَ لَهَا
بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ في الشِّتاءِ ، وَنَفَسٍ في الصيفِ ، فهو أشدُّ مَا
تَجدُونَ مِنَ الحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدونَ مِنَ الزَّمهَريرِ» أخرجه
البخاري، ومسلم ، والترمذي (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 438 في باب بدء الخلق ، باب صفة النار وأنها مخلوقة ، ومسلم رقم
(617) في المساجد ، باب استحباب الابراد بالظهر في شدة الحر ، والترمذي رقم (2595)
في صفة جهنم ، باب ما جاء أن للنار نفسين ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4319) في
الزهد ، باب صفة النار ، وأحمد في " المسند " 2 / 238 و 462 ، والموطأ 1
/ 15 في وقوت الصلاة ، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة من حديث عطاء بن يسار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/276) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال :حدثنا معمر ، عن الزهري.
وفي (2/503) قال : حدثنا يزيد. قال :أخبرنا محمد. و «الدارمي» (2848) قال : أخبرنا
الحكم بن نافع. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري ، و «البخاري» (4/146) قال : حدثنا
أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. «مسلم» (2/108) قال : حدثني عمرو بن
سواد وحرملة بن يحيى قالا : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب. وفي
(2/108) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرنا
حيوة. قال : حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم. و
«النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف 11/15299) عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ،
عن معمر ، عن الزهري.
ثلاثتهم (ابن شهاب الزهري ، ومحمد بن عمرو ، ومحمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن ، فذكره.
2004
- (خ) قتادة - رحمه الله - : قال : «[{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيا
بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] خَلَقَ هذه النُّجُومَ لِثَلاثٍ : جَعَلَها زِينة
لِلسَّماءِ، ورُجوماً لِلشَّياطِينِ ، وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بها، فمن تَأوَّلَ
فيها غير هذا فقد أخطأ حَظَّهُ ، وَأَضَاعَ نَصيبَهُ ، وَتَكلَّفَ مَا لا يَعْنيه
، وما لا عِلمَ له به ، وما عَجَزَ عن عِلْمِهِ الأنبياءُ والملائكةُ صَلَوَات الله
عليهم أجمعين» . -[30]-
وعن الربيع مثله ، وزاد : «واللهِ مَا جَعَلَ الله في نَجْمٍ حَيَاةَ أحَدٍ ولا
رِزْقَهُ ، وَلا مَوتَهُ ، وإنما يَفْتَرُونَ على اللهِ الكَذِبَ ، ويتعَلَّلُونَ
بالنجومِ» .
أخرجه [البخاري استشهاداً إلى قوله : «لا عِلمَ له به»] (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، ولم يرمز له في أوله بحرف (خ) وما أثبتناه
في المطبوع وهو في البخاري معلقاً عن قتادة في بدء الخلق ، باب في النجوم ، إلى
قوله : " لا علم له به " ، وقد وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به
بزيادة في آخره ، وانظر " فتح الباري " 6 / 211 وكلام الحافظ ابن حجر
حوله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في بدء الخلق - باب في النجوم. وقال الحافظ في «الفتح» .وصله
عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به.
الفصل
الثالث : في خلق آدم ، ومن جاء صفته من الأنبياء عليهم السلام
2005 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عليه
السلام، وَطُولُهُ : سِتُّونَ ذِرَاعاً ، ثم قال : اذْهَبْ فَسلِّمْ على أُولَئِكَ
- نَفَرٍ مِنَ الملائكة - فَاسْتَمعْ ما يُحيُّونَكَ، فَإنَّها تَحِيَّتُكَ
وَتَحيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، فقال : السلامُ عليكم ، فقالوا : السلامُ عليكَ ورحمةُ
اللهِ ، فَزَادُوهُ : ورَحمةُ اللهِ ، فَكلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ
آدمَ ، قال : فَلَم يَزَل الخَلْقُ يَنقُصُ حتى الآن» . وفي رواية : «خَلَقَ آدَمَ
على صورَتِهِ» (1) . -[31]- أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) الضمير في " صورته " يعود إلى آدم ، كما بينته الرواية الأخرى قبل
هذه (*) .
(2) البخاري 11 / 2 و 3 في الاستئذان ، باب بدء السلام ، وفي الأنبياء ، باب خلق
آدم صلوات الله عليه وذريته ، ومسلم رقم (2841) في الجنة ، باب يدخل الجنة أقوام
أفئدتهم مثل أفئدة الطير .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة
نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ،
عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك وهو أيضاً مذكور فيما عند
أهل الكتابين ، من الكتب ، كالتوراة ، وغيرها ، وما كان من العلم الموروث عن نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ، فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب ، كما قال
تعالى : {قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الكِتَابِ} [الرعد:43] ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل
طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء
المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني
وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة "
[شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2 / 59 - 60 نقلاً عن نقض
التأسيس لابن تيمية]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/315) . و «البخارى» (4/159) وفي الأدب المفرد (978) قال :
حدثنا عبد الله ابن محمد.وفي (8/62) قال:حدثنا يحيى بن جعفر. و «مسلم» (8/149) قال
حدثنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل ، و عبد الله بن محمد ، و يحيى بن
جعفر ومحمد بن رافع - قالوا : ثنا عبد الرزاق ، قال :نا معمر ، عن همام بن منبه ،
فذكره
2006
- (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «لمَّا صَوَّرَ اللهُ -عَزَّ وجلَّ -
آدَمَ في الجنةِ (1) تَرَكهُ مَا شَاءَ أنْ يَتْرُكَهُ ، فَجَعَلَ إِبليسُ يُطيفُ
به ، ويَنظُرُ إليه ، فلما رآه أجوَف عَرَف أنَّهُ خَلْقٌ لا يتمالك» أخرجه مسلم
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يطيف به) : أطاف بالشيء : إذا دار به وأحاط بجوانب.
(أجوف لا يتمالك) : شيء أجوف : خال وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل : لا
يتمالك ولا يتماسك.
__________
(1) قال التوربشتي : قيل : إن لفظ : " في الجنة " سهو من بعض الرواة .
(2) رقم (2611) في البر ، باب خلق الإنسان خلقاً لا يتمالك ، وأخرجه أيضاً أحمد في
" المسند " 3 / 152 و 229 و 240 و 254 .
2007
- (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «إنَّ الله تباركَ وتعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبضَةٍ قَبضها
مِنْ جَميع الأرضِ ، فجاءَ بَنو آدَمَ على قدر الأرض ، منهم الأحَمرُ ، والأبيَضُ
، والأسوَدُ ، وبين ذلك ، والسَّهلُ والحَزْنُ ، والخَبيث ، والطَّيِّبُ» . -[32]-
أخرجه الترمذي ، وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (2948) في التفسير ، باب ومن سورة البقرة ، وأبو داود رقم (4693)
في السنة ، باب في القدر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/400) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ومحمد بن جعفر. في (4 /400) قال:
حدثنا روح. وفي (4/406) قال : حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثناه هوذة. و «عبد بن
حميد» (549) قال : حدثنا هوذة بن خليفة. و «أبو داود» (4693) قال : حدثنا مسدد ،أن
يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدثاهم ، و «الترمذي» (2955) قال : حدثنا محمد بن بشار
، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، وابن أبي عدي ، ومحمد بن جعفر ، وعبد الوهاب.
سبعتهم - يحيى ، وابن جعفر ، وروح ، وهوذة ، ويزيد ، وابن أبي عدي ، وعبد الوهاب -
قالوا : حدثنا عوف ، عن قسامة بن زهير ، فذكره.
2008
- (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
«لَمَّا خَلقَ الله آدَمَ ، ونفَخَ فيه الرُّوحَ عَطسَ ، فقال : الحمدُ للهِ ،
فَحمِدَ اللهِ بِإِذْنِهِ ، فقال له رَبُّهُ : يَرْحَمُكَ الله يا آدَمُ اذْهَبْ
إلى أُولئكَ الملائَكِةِ - إِلى مَلإٍ منهم جلُوس- فقُلْ : السلامُ عليكم ، فقال :
السلام عليكم ، قالوا : عليك السلام ورحمةُ الله ، ثم رَجَعَ إلى رَبِّهِ ، فقال :
إنَّ هذه تَحِيَّتُكَ، وتَحيَّةُ بَنيكَ بينهم، فقال له : الله ، ويَدَاهُ
مَقْبوضَتانِ : اختَرْ أيَّهما شِئْتَ ، قال : اخْتَرْتُ يَمينَ رَبي ، وكلتا
يَدَيْ ربي يَمينٌ مُباركة، ثم بسطها ، فَإِذا فيها آدم وذُرْيَّتُهُ ، فقال : أي
رَبِّ ، ما هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ ، فَإذا كُلُّ إنْسانٍ مَكتُوبٌ
عُمرُهُ بين عَينَيْهِ ، فَإذا فيهم رجلٌ أضْوأهُمْ - أَو مِنْ أَضْوَئِهِم - قال
: يا رَبِّ ، مَنْ هذا ؟ قال : هذا ابنُكَ دَاودُ ، كتبتُ له عُمُرَ أربعين سَنة،
قال : يا رَبِّ زِد في عُمْرِهِ ، قال : ذلك الَّذي كَتبتُ له ، قال : أي رَبِّ ،
فإني قد جَعلْتُ له مِنْ عُمري سِتينَ سَنَة ، قال: أنتَ وَذَاكَ ، قال: ثم سَكَنَ
الجَنَّةَ ما شاء الله، ثم أُهْبِطَ منها ، وكان آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ ،
فَأتَاهُ مَلَكُ الموتِ ، فقال له آدَمُ : قد عَجِلتَ ، قد كُتبَ لي ألفُ سَنَةٍ ،
قال : بَلى ، وَلكنَّكَ جَعلتَ لابنكَ -[33]- داودَ ستين سنة، فَجَحَدَ ،
فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنسيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه . قال : فَمِنْ
يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3365) في التفسير ، باب من سورة المعوذتين ، وقال : هذا حديث حسن غريب من
هذا الوجه ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أقول
: ورواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3367) قال :حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة
(218) قال : أخبرنا صفوان بن عيسى.قال : حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ،
عن سعيد بن أبي سعي المقبري ،فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (220) قال :أخبرنا محمد بن خلف ، قال :
حدثنا آدم.. قال : قال أبو خالد : وحدثني ابن أبي ذباب. قال : حدثني سعيد المقبري
ويزيد بن هرمز. عن أبي هريرة ، فذكراه مختصرا على قصة خلق آدم ، وزاد فيه : «يزيد
بن هرمز» .
2009
- (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:
«خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وَخُلقَ الجَانُّ من مَارجٍ من نَارٍ ،
وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لكم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مارج) : المارج : لهب النار المختلط بسوادها.
__________
(1) رقم (2996) في الزهد ، باب في أحاديث متفرقة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/153 ، 168) ، و عبد بن حميد (1479) ومسلم (8/226) قال : ثنا
محمد بن رافع وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - وأحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد ، و ابن رافع ، قال عبدنا : وقال الآخران
: ثنا عبد الرزاق. قال : نا معمر عن الزهري ، عن عروة ،فذكره
2010
- (خ م ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : لا وَاللهِ ما قال النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم- لِعيسى (1) : أحمرُ ، ولكن قال : «بَينما أَنَا نَائِمٌ
أَطُوفُ بالبَيْتِ (2) ، فَإِذَا رَجلٌ آدَمُ سَبِطُ الشَّعرِ ، يُهادَى بين
رجلَينِ ، يَنطِفُ رَأْسُهُ -[34]- مَاء - أَو يُهْرَاقُ رَأْسُهُ ماء - فقلتُ :
مَنْ هَذَا ؟ قالوا : ابْنُ مَرْيَمَ ، فَذَهَبتُ أَلْتَفِتُ ، فَإِذَا رَجُلٌ
أَحْمَرُ جَسيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ ، أَعْوَرُ عَيْنِهِ اليُمنى ، كَأنَّ عَينَهُ
اليمنى عِنَبةٌ طَافِيَةٌ ، قلتُ : مَنْ هَذَا ؟ قالوا : [هذا] الدَّجالُ ،
وأقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبهاً ابْنُ قَطنٍ» .قال الزهري : رجلٌ من خُزَاعَةَ
هَلَكَ في الجاهِليَّةِ (3) ، ليس عند مسلم قول الزهري .
وفي رواية قال : ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- يَوماً بَينَ ظَهرَاني
النَّاس المَسيحَ الدَّجالَ ، [فقال: «إِنَّ الله تَبَارَكَ وتعالى ليس بِأعوَرَ ،
ألا إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ] أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمنى، كأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ
طَافِيةٌ، قال : وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أَرَانِي اللَّيلَةَ فِي
المنام عِند الكَعْبَةِ، فَإِذا رَجلٌ آدَمُ ، كأحسَنِ مَا تَرى مِنْ أُدْمِ
الرِّجالِ ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بين مَنكبَيْهِ ، رَجِلُ الشَّعْرِ ، يَقْطُرُ
رَأْسُهُ مَاء، وَاضِعاً بِيَديهِ على مَنكبَيْ رَجُلينِ ، هو بينهما ، يطوفُ
بالبيت. فقلت: مَنْ هذا ؟ فقالوا: المسيحُ ابْنُ مَريمَ ، ورأيتُ ورَاءهُ رَجُلاً
جَعْداً -[35]- قَطَطاً ، أَعْورَ عَيْنِ اليُمنى ، كأشْبَهِ مَن رَأَيتُ من
النَّاسِ بِابْنِ قَطنٍ ، واضعاً يَدَيه على مَنكَبي رَجُلَيْنِ ، يَطوفُ
بالبَيْتِ ، فقلتُ : مَن هَذا ؟ فقالوا : هذا المسيحُ الدَّجَّالُ» .
وفي رواية قال : قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- : «رَأَيتُ عيسى ، وموسى ،
وإبراهيم - عليهم السلام - ، فَأمَّا عيسى : فأْحمرُ جَعْدٌ ، عَريضُ الصَّدْرِ ،
وأمَّا مُوسى : فآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ ، كَأَنَّهُ من رِجالِ الزُّطِّ (4)» . هكذا
في كتاب البخاري، وليس فيه ذِكْرُ إبراهيم .
وقد ذكره البرقانيُّ فيما حكاه الحميديُّ ، فقيل له : فإبراهيم ؟ قال : «شبيه
صاحبكم» .
قال الحميديُّ : قال أبو مسعود [الدمشقي] : كذا في البخاري في سائر النسخ ، عن
مجاهد عن ابن عمر ، وإنما رواه الناس عن محمد بن كثير ، فقالوا : مجاهد عن ابن
عباس ، وعلى روايتهم اعتمد أبو بكر البرقاني ، فأخرجه في مسند ابن عباس ، أخرجه
البخاري، ومسلم ، والموطأ (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آدم) : رجل آدم : شديد السمرة. -[36]-
(يهادى) : تهادى الرجل في مشيته : إذا تمايل ، ورأيت فلاناً يهادى بين رجلين : إذا
كان يمشي متكئاً [عليهما] من ضعف وتمايل.
(ينطف) : أي يقطر.
(عنبة طافية) : إذا كانت خارجة القد والسمت عن أخواتها في العنقود.
(لمته) : اللمة : شعر الرأس.
(رَجِل الشعر) : شعر رجل ، أي مسرَّح غير شعث.
(قَطَطاً) : شعر قطط : متناهي الجعودة.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : اللام في قوله : " لعيسى "
بمعنى " عن " وهي كقوله تعالى : {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان
خيراً ما سبقونا إليه} ، قال : وفيه جواز اليمين على غلبة الظن ، لأن ابن عمر ظن
أن الوصف اشتبه على الراوي ، وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال ، لا عيسى ،
وقرب ذلك أن كلاً منهما يقال له : المسيح ، وهي صفة مدح لعيسى ، وصفة ذم للدجال ،
قال : وكان ابن عمر قد سمع سماعاً جزماً في وصف عيسى أنه آدم ، فساغ له الحلف على
ذلك لما غلب على ظنه أن من وصفه بأنه أحمر واهم .
(2) انظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 6 / 351 - 353 حول رؤية الأنبياء
لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً .
(3) أي ابن قطن : رجل من خزاعة هلك في الجاهلية ، قال الحافظ في " الفتح
" : اسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائذ بن مالك بن
المصطلق ، وأمه هالة بنت خويلد ، أفاده الدمياطي ، قال : وقال ذلك أيضاً عن أكثم
بن أبي الجون ، وأنه قال : يا رسول الله هل يضرني شبهه ؟ قال : لا ، أنت مسلم وهو
كافر ، حكاه عن ابن سعد ، والمعروف في الذي شبه به صلى الله عليه وسلم أكثم بن
عمرو بن لحي جد خزاعة ، لا الدجال ، كذلك أخرجه أحمد وغيره ، وفيه دلالة على أن
قوله صلى الله عليه وسلم : إن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة ، أي في زمن خروجه ،
ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي ، والله أعلم .
(4) الزط : جيل من الهند والسودان ، معرب " جت " .
(5) البخاري 12 / 366 في التعبير ، باب الطواف بالكعبة في المنام ، وباب رؤيا
الليل ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} ،
وفي اللباس ، باب الجعد ، وفي الفتن ، باب ذكر الدجال ، ومسلم رقم (169) في
الإيمان ، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال ، والموطأ 2 / 920 في صفة النبي
صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في صفة عيسى ابن مريم عليه السلام ، وأخرجه أيضاً
أحمد في " المسند " 2 / 83 و 122 و 127 و 144 و 154 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : 1-أخرجه أحمد (2/22) (4743) قال : حدثنا ابن نمير.وفي (2/39) (4977) قال :
حدثنا إسحاق بن سليمان.وفي (2/83) (5553) و2/154) (6425) قال : حدثنا محمد بن بكر.
و «مسلم» (1/107) قال : حدثنا بن نمير ، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم (عبد الله بن نمير.وإسحاق ، ومحمد بن بكر) عن حنظلة بن أبي سفيان.
2- وأخرجه أحمد (2/122 (6033) قال : حدثنا أبو اليمان ،قال : حدثنا شعيب. وفي
(2/144) (6312) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. (البخاري)
4/203) قال : حدثنا أحمد ابن محمد المكي ، قال : سمعت إبراهيم بن سعد. وفي (9/50)
قال :حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (9/75) قال : حدثنا يحيى بن بكير
،قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. و «مسلم» (1/108) قال : حدثني حرملة بن يحيى ، قال
: حدثنا وبن وهب. قال : أخبرني يونس بن يزيد.
أربعتهم (شعيب ، وإبراهيم ، وعقيل ، ويونس) عن الزهري. كلاهما (حنظلة ، والزهري)
عن سالم فذكره.
والرواية الثانية أخرجها مالك (الموطأ) ،573و «أحمد» (2/126) (6099) و «البخاري»
(4/202 ، 7/207) و «مسلم» (1/107) عن نافع ، فذكره.
والرواية الثانية : أخرجها البخاري (4/202) عن مجاهد فذكره.
2011
- (خ م ت) : أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- : «لَيْلَةَ أُسْريَ بي لَقيتُ مُوسَى عليه السلام ، قال : فَنَعَتَهُ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فإذا رَجُلٌ - حَسِبْتهُ قال : مُضطَرِبٌ
-[رَجِلُ] الرَّأْسِ ، كأنَّهُ من رِجالِ شَنُوءةَ ، قال : وَلقيتُ عِيسى ،
فَنَعَتهُ النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : رَبْعةٌ أحمرُ ، كأنَّما خَرَجَ مِنْ
دِيماسٍ - يعني : الحمَّامَ - ورأيتُ إبراهيم ، وأنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ به ، قال
: وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُما لَبَنٌ ، والآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ ، فقيل لي :
خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشرِبتُهُ ، فقال : هُدِيتَ
الفِطْرَةَ - أو أَصَبتَ الفِطرةَ - أما إِنَّكَ لَوْ أَخَذتَ الخَمرَ غَوَتْ
أُمَّتُكَ» . -[37]-
وفي رواية نحوه ، وفيه : «رأيتُ موسى ، وإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ (1) رَجِلٌ ، كأنَّهُ
مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ» .هذه رواية البخاري ، ومسلم ، والترمذي .
وفي رواية لمسلم قال : قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- : «لَقَد رَأيتُني في
الحِجْرِ ، وَقُرَيشٌ تَسألُني عن مَسْرَايَ؟ فَسألَتْني عن أشياءَ من بَيتِ
المقدس لم أُثبِتْهَا ، فكُرِبْت كُرْبَة ما كُرِب مثلها قطُّ ، قال : فَرَفَعهُ
الله لي ، أنْظرُ إليه، ما يَسألُوني عن شيءٍ إِلا أَنْبَأتُهم بِهِ، ولقد
رَأيتُني في جماعةٍ من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْبٌ جَعْدٌ
كأنَّه من رجال شَنُوءةَ ، وإذا عيسى بنُ مريمَ قائم يُصلِّي، أقرب الناسِ به
شَبهاً عُروَةُ بنُ مسعودٍ الثقفيُّ ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يُصلِّي ،
أَشْبهُ النَّاسِ به : صَاحِبُكم - يعني نَفسَهُ - فَحَانَتِ الصلاةُ فَأَمَمتُهُم
، فَلمَّا فَرَغْتُ من الصلاةِ قال قائلٌ : يا مُحَمَّدُ هذا مالكٌ خَازِنُ
النَّارِ ، فَسَلِّمْ عليه ، فَالتَفَتُّ إليه ، فَبَدَأني بالسلام» .
رأيت الحميديَّ قد جعل هذه الرواية الآخرة في أفراد مسلم ، والتي قبلها -[38]- في
المتفق عليه، ومعناهما واحد ، وإن كان في الآخرة زيادة ليست في الأولى ، لكن عادته
أن يجمع الروايات في موضع واحد ، ولذلك قد أضفناها نحن إلى الرواية الأولى (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مضطرب) : رجل مضطرب الخلقة ، يجوز أن يريد به : أنه غير متناسب الخلقة. وأن
أعضاءه متباينة، لكنه قال في حديث آخر في صفة موسى عليه السلام : «إنه ضرب من
الرجال» والضرب : الرقيق ، فيجوز على هذا أن يكون قوله : «مضطرب» أنه مفتعل من
الضرب ، أي : أنه مستدق ، والله أعلم.
(دِيمَاس) : الديماس في اللغة : الظلمة ، ويسمى الكن ديماساً ، والسرب ديماساً ،
وقد جاء في بعض طرق الحديث مفسراً بالحمَّام ، ولم أره في اللغة ، وقال الجوهري في
كتاب «الصحاح» في تفسير الحديث إنه أراد به : الكن ، وكذلك قال الهروي : أراد به
الكن أو السرب.
(الفطرة) : الخلقة : والفطرة : الإسلام. -[39]-
(غوت) : الغي : الضلال ، وهو ضد الرشاد.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : هو بإسكان الراء . قال القاضي عياض :
هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقلته ، قال القاضي : لكن ذكر البخاري فيه من
بعض الروايات " مضطرب " وهو الطويل غير الشديد ، وهو ضد جعد اللحم
مكتنزه ، ولكن يحتمل أن الرواية الأولى أصح ، يعني رواية " ضرب " لقوله
في الرواية الأخرى " حسبته قال : مضطرب " فقد ضعفت هذه الرواية للشك ،
ومخالفة الأخرى التي لا شك فيها ، وفي الرواية الأخرى " جسيم سبط " وهذا
يرجع إلى الطويل ، ولا يتأول جسيم بمعنى : سمين ، لأنه ضد " ضرب " وهذا
إنما جاء في صفة الدجال ، هذا كلام القاضي ، وهذا الذي قاله من تضعيف رواية "
مضطرب " وأنها مخالفة لرواية " ضرب " لا يوافق عليه ، فإنه لا
مخالفة بينهما ، فقد قال أهل اللغة : الضرب : هو الرجل الخفيف اللحم ، كما قاله
ابن السكيت في " الإصلاح " وصاحب " المجمل " والزبيدي
والجوهري ، وآخرون لا يحصون والله أعلم .
(2) البخاري 6 / 307 في الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {هل أتاك حديث موسى} ،
{وكلم الله موسى تكليماً} ، وباب قول الله تعالى : {واذكر في الكتاب مريم} ، وفي
تفسير سورة بني إسرائيل ، باب قوله تعالى : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} ، وفي
الأشربة في فاتحته ، وباب شرب اللبن ، ومسلم رقم (168) في الإيمان ، باب الإسراء
برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3829) في التفسير ، باب ومن سورة
بني إسرائيل ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 282 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/281) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. (ح) وعبد
الأعلى ، عن معمر. وفي (2/512) قال : حدثنا روح. و قال : حدثنا صالح بن أبي
الأخضر.و «الدارمي» (2094) قال : أخبرنا الحكم بن نافع. قال : حدثنا شعيب. و
«البخاري» (4/1786 ،202) قال حدثنا إبراهيم ابن موسى. قال : أخبرنا هشام بن يوسف.
قال :أخبرنا معمر. وفي (43/202) قال : حدثني محمود. قال : حدثنا عبد الرزاق.قال :
أخبرنا معمر.وفي (6/104 ، 7/140) قال :حدثنا عبدان. قال: حدثنا عبد الله. قال :أخبرنا
يونس.وفي (6/104) قال:حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة. قال : حدثنا يونس.
في (7/135) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. و «مسلم» (1/106) قال :
حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع : حدثنا. وقال عبد : أخبرنا عبد
الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (6/104) قال : حدثنا محمد بن عباد وزهير بن
حرب.قالا: حدثنا أبو صفوان. قال : أخبرنا يونس. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب.
قال:حدثنا الحسن ابن أعين. قال : حدثنا معقل ، والترمذي» (3130) قال : حدثنا محمود
بن غيلان. قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر. «النسائي» (8/312) قال :
أخبرنا سويد. وقال : أنبأنا عبد الله ، عن يونس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف»
(10/13204) عن محمد بن عامر المصيصي،عن منصور بن سلمة. (ح) وعن محمد بن عبد الله
بن عبد الحكم ، عن شعيب بن الليث. كلاهما عن الليث عن ابن الهاد ، عن عبد الوهاب
بن أبي بكر. وفي (10/13255) عن كثير بن عبيد المذحجي ومحمد بن صدقة الجبلاني.
كلاهما عن محمد بن حرب. عن الزبيدي.
سبعتهم - معمر ، وصالح ، وشعيب ، ويونس ، ومعقل بن عبد الله ، وعبد الوهاب بن أبي
بكر ، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
والرواية الثانية : أخرجها أحمد (2/528) . و مسلم (1/108) ، والنسائي في الكبرى
(تحفة الأشراف) (10/14965) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
2012
- (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال: «عُرِضَ عَليَّ الأنبياءُ ، فإذا مُوسى ضَرْبٌ من الرجال كأنهُ من
رِجَالِ شَنُوءةَ ، ورأيتُ عيسى بنَ مريم ، فَإِذَا أَقْرَبُ من رَأَيتُ بِهِ
شَبَهاً : عُرْوَةُ بنُ مسعودٍ ، ورأيتُ إبراهيم عليه السلام ، فإذا أقْرَبُ من
رأيتُ بِهِ شَبهاً صَاحِبُكُمْ - يعني نَفْسَهُ - ورأيتُ جبريلَ عليه السلام ،
فإذا أقْربُ من رأيت بِهِ شَبهاً : دِحيةُ بنُ خَليفَةَ» أخرجه مسلم ، والترمذي
(1) .
__________
(1) مسلم رقم (167) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والترمذي رقم (3651) في المناقب ، باب شبه الأنبياء ببعض الصحابة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/334) قال : ثنا يونس وحجين. و «عبد بن حميد» (1045) قال :ثني
أحمد بن يونس.و «مسلم» (1/106) قال : ثنا قتيبة بن سعيد (ح) وثنا محمد بن رمح. و
«الترمذي» (3649) وفي الشمائل (13) قال : ثنا قتيبة. خمستهم (يونس وحجين ، وأحمد
بن يونس ، وقتيبة وأبي رمح) عن الليث ابن سعد، عن أبي الزبير ، فذكره.
2013
- (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال مجاهدٌ : سَمِعتُ ابنَ
عَبَّاسٍ - وذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ : بَيْنَ عينيه كَافِرٌ ، أوْ كَفر - قال :
لم أسمعه قال ذلك ، ولكنه قال : «أَمَّا إبراهيم : فانْظُروا إلى صَاحِبكم ،
وأمَّا مُوسى : فَجَعْدٌ آدَمُ، على جَمَلٍ مَخْطومٍ بِخُلْبةٍ ، كأَني أَنظُرُ
إِليه انْحَدَرَ من الوادي» .
وفي رواية قال : ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة أُسريَ بهِ فقال :
«موسى آدَمُ طُوالٌ ، كأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ ، وقال : عِيسى جَعْدٌ
مَربُوعٌ ، وذكرَ -[40]- مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ ، وذكر الدَّجَّالَ» .
زادَ في رواية : «ورَأيتُ عيسى بنَ مريمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ ، إلى الحُمْرَةِ
والبياض ، سَبِطَ الرَّأْسِ ، ورأيتُ مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ ، والدَّجَّالَ في
آياتٍ أرَاهُنَّ اللهُ إيَّاهُ : {فَلا تَكُنْ فِي مِريَةٍ مِنْ لِقَائِهِ}
[السجدة: 23]» . أخرجه البخاري ، ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خلبة) : الخلب : الليف : واحدته خلبة .
(طوال) : رجل طوال : مثل طويل.
__________
(1) البخاري 6 / 226 في بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي الأنبياء ، باب قول
الله تعالى : {وهل أتاك حديث موسى} ، ومسلم رقم (165) في الإيمان ، باب الإسراء
برسول الله صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/276) (2501) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (1/277) (2502) قال :
حدثنا يزيد.و «البخاري «(2/171، 7/208) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثني
ابن أبي عدي. وفي (4/170) قال : حدثني بيان بن عمرو، وقال : حدثنا النضر. و «مسلم»
(1/106) قال: حدثني محمد بن المثنى ،قال : حدثنا ابن أبي عدي.
ثلاثتهم (محمد بن أبي عدي ،ويزيد ، والنضر) عن ابن عون،عن مجاهد ، فذكره.
2014
- (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال :
«سَامٌ: أَبُو العرَبِ ، ويَافِثُ : أبُو الرُّوم ، وحَامٌ : أَبُو الحَبَشِ» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3229) في تفسير سورة (ص) ، ورقم (3927) في المناقب ، باب فضل العرب ،
ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 9 و 10 من حديث الحسن البصري عن
سمرة ، وفيه عنعنة الحسن البصري ، وفي سماع الحسن من سمرة كلام ، وقد حسنه الترمذي
، ورواه أيضاً أبو يعلى وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه ، وقال المناوي في
" فيض القدير " : قال الزين العراقي في " القرب في محبة العرب
" هذا حديث حسن ، قال الديلمي : وفي الباب عن عمران بن حصين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (781) .
2015
- (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال :
«كانَ زَكَرِيَّا نَجَّاراً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2379) في الفضائل ، باب من فضائل زكريا عليه السلام ، قال النووي في
" شرح مسلم " : وفيه جواز الصنائع ، وأن النجارة لا تسقط المروءة ،
وأنها صنعة فاضلة ، وفيه فضيلة لزكريا عليه الصلاة والسلام ، فإنه كان صانعاً يأكل
من كسبه ، وقد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم : " أفضل ما أكل الرجل من كسبه ،
وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " ، قال : وفي زكريا خمس لغات : المد
، والقصر ، وزكري بالتشديد والتخفيف ، وزكر كعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/296) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/405) قال :حدثنا عفان. وفي (2/485)
قال : حدثنا عبد الرحمن. و «مسلم» (7/103) قال : حدثنا هداب بن خالد. و «ابن ماجة»
(2150) قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي والحجاج
والهيثم بن جميل.
سبعتهم - يزيد ، وعفان ، وعبد الرحمن ،وهداب ، ومحمد بن عبد الله ، والحجاج بن
المنهال ،والهيثم - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، فذكره.
الكتاب
الرابع : في الخلافة والإمارة ، وفيه بابان
الباب الأول : في أحكامها ، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في الأئمة من قريش
2016 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أنَّ رسولَ الله-صلى الله عليه
وسلم- قال: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ في الْخَيرِ والشَّرِّ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1819) في الإمارة ، باب الناس تبع لقريش .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه عن جابر أبو سفيان أخرجه أحمد (3/331) قال : حدثنا أبو أحمد. وفي
(3/379) قال : حدثنا الفضل بن دكين ، وأبو أحمد.
كلاهما -أبو أحمد ، والفضل - قالا : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان
،فذكره.
-ورواه عن جابر أبو الزبير - واللفظ له : أخرجه أحمد (3/383) . و «مسلم» (6/2) قال
: حدثني يحيى ابن حبيب الحارثي.
كلاهما - أحمد ، و الحارثي - قالا : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج قال :حدثني
أبو الزبير ، فذكره
2017
- (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رَسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- قال
: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ فِي هَذَا الشَّأنِ ، مُسْلِمُهُم تَبَعٌ
لِمُسْلِمِهِمْ ، وكافِرُهُمْ تَبَعٌ لكافِرهم ، الناسُ معادِنُ ، خِيارُهُمْ في
الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهم في الإسلام ، إذا -[43]- فَقُهُوا ، تَجِدُونَ مِنْ
خَيْرِ النَّاسِ، أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَة لهذَا الشَّأنِ حَتى يَقَعَ فيه»
أخرجه البخاري ، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 385 في الأنبياء ، باب المناقب ، ومسلم رقم (1818) في الإمارة ، باب
الناس تبع لقريش ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 243 و 261 و 395
و 433 ، وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 13 / 101 - 107 في الأحكام
، باب الأمراء من قريش ، و " شرح مسلم " للنووي 2 / 119 في الإمارة ،
باب الناس تبع لقريش ، وانظر أيضاً " الفتح " 6 / 388 في تعريف قريش .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/29) (4832) قال : حدثنا معاذ. وفي (2/93) (5677) قال:حدثنا
أبو النضر. وفي (2/128) (6121) قال : حدثنا محمد بن يزيد. و «البخاري (4/218) قال
: حدثنا أبو الوليد. وفي (9/78) قال : حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (6/2) قال :
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس.
خمستهم - معاذ ، وأبو النضر ، ومحمد بن يزيد ، وأبو الوليد ، وأحمد بن يونس - عن
عاصم بن محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت أبي ، فذكره.
2018
- (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- : «لا يَزَالُ هذا الأمر في قُريشٍ ما بقيَ منهم اثنانِ» . أخرجه البخاري ،
ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 389 في الأنبياء ، باب مناقب قريش ، وفي الأحكام ، باب الأمراء من
قريش .
2019
- (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - : قال : كان مُحمدُ بنُ جُبَيْر بنِ
مُطعِم يُحَدِّثُ : أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاويَةَ وهو عندَه فِي وَفْدٍ من قُرَيشٍ
أَنَّ عَبدَ الله بنَ عَمْرو بن العاص يُحَدِّثُ : «أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ من
قَحطانَ» فَغَضِبَ مُعَاويةُ ، فقام ، فَأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال :
أَمَّا بعدُ ، فَإِنَّهُ بلغني : أَنَّ رِجَالاً منكم يتحدَّثونَ أحَادِيثَ
لَيسَتْ فِي كِتَاب الله ، ولا تُؤثَرُ عن رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم-
فَأُولَئِكَ جُهَّالُكمْ ، فَإِيَّاكُم والأمَانِيَّ التي تُضِلُّ أَهلَها ،
فَإِني سَمِعْتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «إِنَّ هَذَا الأمْرَ في
قُرَيشٍ ، لا يُعَاديهِم أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللهُ على وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا
الدِّينَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 389 في الأنبياء ، باب مناقب قريش ، وفي الأحكام ، باب الأمراء من قريش .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/94) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة.و «الدرامي» 2524
قال: أخبرنا الحكم بن نافع. و «البخاري» (4/77،9،217) قال : حدثنا أبو اليمان. و
«النسائي» في الكبرى (الورقة 117ب) قال : أخبرنا محمد بن خالد ، قال : حدثنا بشر
بن شعيب.
كلاهما - بشر ، والحكم بن نافع أبو اليمان - عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ،قال :
كان محمد ابن جبير بن مطعم يحدث ، فذكره.
2020
- (ت) حبيب بن الزبير - رحمه الله - : قال : سَمِعْتُ عبدَ الله بن أبي الهذيل
يقول : كان نَاسٌ من ربيعة عند عمرو بن العاص ، فقال رجلٌ من بكر بن وائِلٍ:
لَتَنْتَهِيَنَّ قُريشٌ ، أو لَيَجْعَلَنَّ اللهُ هَذا الأمرَ في جُمْهُورٍ من
العَرَبِ غَيْرِهم ، فقال عَمْرو بن العاص : كَذَبتَ ، سمعتُ رسولَ الله- صلى الله
عليه وسلم- يقول : «قُرَيشٌ وُلاةُ النَّاس في الْخَيْرِ والشَّرِّ إلى يَومِ
القيامَةِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2228) في الفتن ، باب ما جاء أن الخلفاء من قريش إلى أن تقوم الساعة ،
وإسناده صحيح ، وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وجابر ، وما جاء في المطبوع
تعليقاً على هذا الحديث : رواه الترمذي وقال : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث
سعيد بن جمهان ، خطأ ، وإنما هو عند الترمذي عقب الحديث الآتي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/203) قال : حدثنا محمد بن جعفر. و «الترمذي» (2227)
قال : حدثنا حسين بن محمد البصري ، قال : حدثنا خالد بن الحارث.
كلاهما (ابن جعفر ، وخالد) قالا : حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الزبير قال : سمعت عبد
الله بن أبي الهذيل ، فذكره.
2021
- (ت د) سفينة (1) - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
: «الخِلافَةُ فِي أمَّتي ثَلاثُون سَنة ، ثُمَّ مُلْكُ بعد ذلك» - قال سَعيدُ بن
جُمهان - ثُمَّ قال : أمْسِكْ (2) : خِلافَةَ أبي بَكْرٍ ، وخلافَةَ عمر ،
وخِلافَةَ عثمان ، ثم قال : أمْسكْ خِلافَةَ عَلي ، فَوَجدْنَاهَا ثلاثين سنة ،
قال سعيدٌ : فقلتُ له : إنَّ بني أُمَيَّةَ يَزعُمُونَ : أنَّ الخِلافةَ فيهم ؟
قال : كَذَبُوا بَنُو الزَّرقاء ، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ مِن شَرِّ المُلوك. هذه رواية
الترمذي . -[45]-
وفي رواية أبي داود قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «خِلافَةُ
النبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَة ، ثُمَّ يُؤتي اللهُ المُلكَ مَنْ يَشَاء» . قال سعيدٌ
: قال لي سَفِينَةُ: أمْسِكْ : أبو بكر سنتين ، وعمرُ عشراً ، وعثمان اثْنَتي عشرة
، وعليّ ستّاً ، كذا قال سعيد : قلتُ لِسَفِينةَ : إِنَّ هؤلاء يَزعمونَ أَنَّ
عَلِيّاً لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفةٍ ؟ قال : كَذَبَتْ أَسْتَاهُ بَني الزَّرقَاء.
يعني : بَني مَروَانَ (3) .
__________
(1) هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو مولى أم سلمة رضي الله عنها
، وسفينة : لقب ، واسمه مهران ، وقيل : رومان ، وقيل : نجران ، وقيل غير ذلك .
(2) أي : عد واحسب .
(3) الترمذي رقم (2227) في الفتن ، باب ما جاء في الخلافة ، وأبو داود رقم (4646)
و (4647) في السنة ، باب في الخلفاء ، وإسناده حسن ، قال الحافظ في " الفتح
" : أخرجه أصحاب السنن ، وصححه ابن حبان ، وقال الترمذي : وفي الباب عن عمر
وعلي قالا : لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/220) قال : حدثنا بهز ،قال : حدثنا حماد بن سلمة. (ح)
وعبد الصمد ،قال حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/221) قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال
حدثني حماد (يعني ابن سلمة) .وفيه (5/221) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا
حشرج بن نباتة العبسي كوفي.و «أبو داود» (4646) قال : حدثنا سوار بن عبد الله ،
قال : حدثنا عبد الوراث بن سعيد.وفي (4647) قال : حدثنا عمرو بن عون ،قال : حدثنا
هشيم ، عن العوام بن حوشب.و «الترمذي» (2226) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال :
حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا حشرج بن نباة و «النسائي» في فضائل الصحابة
(52) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال : حدثنا يزيد ،قال : أخبرنا العوام.
أربعتهم -حماد بن سلمة ، وحشرج ، وعبد الوارث ، والعوام - عن سعيد بن جمهان ،
فذكره.
قلت : سعيد بن جمهان ، قال الذهبي. صدوق وسط. الكاشف (1/357) (1881) .
2022
- (خ م ت د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- يقول: «يكونُ بَعدي اثْنا عشر أمِيراً ، فقال كَلمة لَم أسْمَعها ، فقال أبي
: إِنَّهُ قال: كُلُّهُمْ من قُرَيشٍ» .
وفي رواية قال : «لا يَزالُ أمْرُ النَّاسِ مَاضِياً مَا وَلِيَهُمْ اثْنا عشر
رَجُلاً ، ثُمَّ تَكلَّمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ خَفِيَتْ عَليَّ ،
فَسَألتُ أبي : مَاذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : قال :
كُلُّهمْ من قريش» هذه رواية البخاري ، ومسلم .
وفي أخرى لمسلم قال : انطلقتُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَعي أبي ،
فَسَمِعتُهُ يقولُ: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عزيزاً مَنِيعاً إلى اثْني عَشَر
خليفة» . فقال -[46]- كلمة أصمَّنِيها النَّاسُ (1) ، فقلتُ لأبي : ما قال ؟ قال :
«كُلُّهم من قريشٍ» .
وفي أخرى له قال : دَخَلْتُ مع أبي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
فَسَمِعْتُهُ يقول : «إِنَّ هَذَا الأمرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِيَ فِيهِ اثنا
عَشرَ خَليفة» قال : ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلامٍ خَفِيَ عَليَّ ، فقلت لأبي : ما قال ؟
قال : «كُلُّهم من قريش (2)» . -[47]-
وفي أخرى : «لا يَزَالُ الإسلام عزيزاً إلى اثْني عشرَ خَليفة - ثم ذكر مثله» .
وفي رواية الترمذي قال : قال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «يَكُونُ من بعدي اثنا
عَشَرَ أمِيراً» قال: ثم تَكلم بشيءٍ لم أفْهَمْهُ ، فَسألتُ الذي يَليني ، فقال :
«كُلُّهم من قُرَيشٍ» .
وفي رواية أبي داود قال : سَمِعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا
يَزَالُ هذا الدِّينُ قَائِماً حتَى يكونَ عليكم اثْنا عَشرَ خليفة ، كلُّهُمْ
تَجْتَمِعُ عليه الأُمَّةُ» فَسَمِعتُ كلاماً من النبي- صلى الله عليه وسلم- لم
أفْهمْهُ، فقلتُ لأبي : ما يقول ؟ قال : «كلُّهم من قُرَيش» .
وفي أخرى قال : «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عَزِيزاً إلى اثني عَشَرَ خليفة» قال :
فَكَبَّرَ الناسُ وضَجُّوا ، ثُمَّ قال كَلِمة خفيفَة ... وذكر الحديث» .
وفي أخرى بهذا الحديث : وزاد : «فَلَمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُريشٌ
فقالوا : ثُمَّ يَكُونُ ماذا ؟ قال : «ثم يكونُ الهَرْجُ» (3) .
__________
(1) في مسلم المطبوع : صمنيها . قال النووي في " شرح مسلم " : هو بفتح
الصاد وتشديد الميم المفتوحة أي : أصموني عنها فلم أسمعها لكثرة الكلام ، ووقع في
بعض النسخ " صمتنيها الناس " أي : أسكتوني عن السؤال عنها .
(2) قال النووي في " شرح مسلم " : قال القاضي : قد توجه هنا سؤالان .
أحدهما : أنه قد جاء في الحديث الآخر : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون
ملكاً " وهذا مخالف لحديث الاثني عشر خليفة ، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا
الخلفاء الراشدون الأربعة ، والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي ؟ . قال :
والجواب عن هذا : أن المراد في حديث " الخلافة ثلاثون سنة " خلافة
النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات : " خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ، ثم
تكون ملكاً " ولم يشترط هذا في الاثني عشر .
السؤال الثاني : أنه قد ولي أكثر من هذا العدد .
قال : وهذا اعتراض باطل ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل : لايلي إلا اثني عشر
خليفة ، وإنما قال : " يلي " فقد ولي هذا العدد ، ولا يضر كونه وجد
بعدهم غيرهم ، هذا إن جعل المراد باللفظ : كل وال ، ويحتمل أن يكون المراد :
مستحقي الخلافة العادلين ، وقد مضى منهم من علم ، ولابد من تمام هذا العدد قبل
قيام الساعة ، قال : وقيل : إن معناه : أنهم يكونون في عصر واحد ، يتبع كل واحد
منهم طائفة ، قال القاضي : ولا يبعد أن يكون هذا ، وقد وجد إذا تتبعت التواريخ ،
فقد كان في الاندلس وحدها منهم في عصر واحد - بعد أربعمائة وثلاثين سنة - ثلاثة ،
كلهم يدعيها ويلقب بها ، وكان حينئذ في مصر آخر ، وكان خليفة الجماعة ، الخليفة
العباسي ببغداد ، سوى من كان يدعي ذلك في ذلك الوقت في أقطار الأرض ، قال : ويعضد
هذا التأويل : قوله في كتاب مسلم بعد هذا : " سيكون خلفاء فيكثرون ، قالوا :
فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول " ، قال : ويحتمل أن المراد : من
يعز الإسلام في زمنه ، ويجتمع المسلمون عليه ، كما جاء في " سنن أبي داود
" : " كلهم تجتمع عليه الأمة " وهذا قد وجد قبل -[47]- اضطراب أمر
بني أمية واختلافهم في زمن يزيد بن الوليد ، وخرج إليهم بنو العباس ، ويحتمل
أوجهاً أخر ، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم .
(3) البخاري 13 / 181 في الأحكام ، باب في الاستخلاف ، ومسلم رقم (1821) في
الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والترمذي رقم (2224) في الفتن ، باب ما جاء في
الخلفاء ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 87 و 90 و 92 و 95 و 97
و 99 و 101 و 107 و 108 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : 1-أخرجه أحمد (5/88،87) قال : حدثنا حماد بن أسامة ،وفي (5 و87 و90) قال:حدثنا
ابن نمير.وفي (5/93/و96) قال : حدثنا يونس بن محمد قال:حدثنا حماد (يعني ابن زيد)
.و «عبد الله بن أحمد» (5/96) قال : حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ،قال:حدثنا
حماد بن زيد.وفي (5/99) قال:حدثني أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود ، وعبيد
الله بن عمر القواريري ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي.قالوا : حدثنا حماد بن زيد.وفي
(5/99) قال : حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال : حدثني أبي. أربعتهم -حماد
بن أسامة ، وابن نمير ، وحماد بن زيد ، و يحيى بن سعيد - قالوا حدثنا مجالد بن
سعيد.
2-وأخرجه أحمد (5/93) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا أبي. وفي (5/106) قال :
حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (6/3) قال :حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (4280) قال : حدثنا موسى
بن إسماعيل ،قال : حدثنا وهيب. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال : حدثني محمد بن
أبي بكر بن علي المقدمي ، قال :حدثنا زهير بن إسحاق. خمستهم - عبد الوارث ،وابن
سلمة ، وأبو معاوية ، ووهيب ،وزهير - عن داود بن أبي هند.
3- وأخرجه أحمد (5/101) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ،و «مسلم» (6/3) قال :
حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان
النوفلي ، قال : حدثنا أزهر. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال : حدثنا محمد بن أبي
بكر بن علي المقدمي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع.وفي (5/99) قال : حدثنا عبيد الله
القواريري ، قال : حدثنا سليم بن أخضر. أربعتهم - إسماعيل، ويزيد ، وأزهر ، وسليم
- عن ابن عون.
ثلاثتهم - مجالد ، وداود ، وابن عون - عن عامر الشعبي ، فذكره.
- ورواه سماك بن حرب ،قال سمعت جابر بن سمرة.أخرجه أحمد (5/90 ،95) قال : حدثنا
محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة وفي (5/90 ،100 ،106) قال : حدثنا بهز بن أسد ،
قال : حدثنا حماد بن سلمة وفي (5/92) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا زهير.
(5/4) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا زهير. و في (5/108) قال : حدثنا عمر بن عبيد
أبو حفص. و «مسلم» (6/3) قال :حدثنا قتيبة ابن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة. (ح)
وحدثنا هداب بن خالد الأزدي ، قال حدثنا حماد بن سلمة. «الترمذي» (2223) قال :
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. و «عبد الله
بن أحمد» (5/99) قال : حدثني سريج بن يونس. عن عمر بن عبيد.
خمستهم (شعبة ، وحماد ، وزهير ، عمر ، وأبو عوانة) عن سماك بن حرب ، فذكره.
ورواه عن الأسود بن سعيد الهمداني ، عن جابر بن سمرة :أخرجه أحمد (5/92) : قال
حدثنا هشام. و «أبو داود» (4281) قال : حدثنا ابن نفيل.
كلاهما (هاشم ، وابن نفيل) قالا : حدثنا زهير ، قال : حدثنا زياد بن خيثمة ، عن
الأسود بن سعيد. فذكره.
- ورواه عبد الملك بن عمير. قال : سمعت جابر بن سمرة :
1- أخرجه أحمد (5/92) . و «البخاري» (9/101) قال : حدثني محمد بن المثنى. كلاهما
(أحمد ، وابن المثني) قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (5/107،97) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/101،97) ،و
«مسلم» (6/3) قال : حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم (عبد الرحمن ،وأحمد ، و ابن أبي
عمر) عن سفيان.
3-وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الرزي
قال : حدثنا أبو عبد الصمد العمي.
ثلاثتهم - شعبة ، وسفيان ، وأبو عبد الصمد - عن عبد الملك بن عمير ، فذكره.
ورواه أبو خالد الوالبي. عن جابر بن سمرة وأخرجه أحمد (5/107) قال : حدثنا وكيع عن
فطر ،عن أبي خالد الوالبي ، فذكره. ورواه حصين. عن جابر بن سمرة : أخرجه مسلم
(6/3) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا رفاعة بن الهيثم
الواسطي ، قال : حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله الطحان) كلاهما جرير ، وخالد) عن
حصين ، فذكره.
- ورواه عن أبي خالد ، عن خالد بن سمرة : وأخرجه أبو داود (4279) قال : حدثنا عمرو
بن عثمان ، قال: حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل ، (يعني ابن أبي خالد) عن أبيه
، فذكره.
- ورواه أبو بكر بن أبي موسى ، عن جابر بن سمرة : وأخرجه الترمذي (2223) قال
:حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا عمر بن عبيد ، عن أبيه ، عن أبي بكر أبي موسى ،
فذكره.
الفصل
الثاني : فيمن تصح إمامته وإمارته
2023 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: «إذا بُوِيعَ لِخَلِيفَتَيْن فَاقْتُلُوا الآخِرَ منهما» . أخرجه مسلم (1)
.
__________
(1) رقم (1853) في الإمارة ، باب إذا بويع لخليفتين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/23) قال : حدثني وهب بن بقية الواسطي ،قال ثنا خالد بن عبد
الله ابن، عن الجريري ، عن أبي تضرة ، فذكره.
2024
- (م) عرفجة بن شريح (1) - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «مَن أَتَاكُمْ وأَمرُكم جَمِيعٌ على رجل واحدٍ يريدُ أنْ
يَشُقَّ عصَاكُمْ ، أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكم، فَاقتُلُوهُ» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) هو عرفجة بن شريح الأشجعي الكندي ، له صحبة .
(2) رقم (1852) في الإمارة ، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه زياد بن علاقة ، قال :سمعت عرفجة : أخرجه أحمد (4/261) قال :حدثنا
يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال :
حدثنا أبو النضر، قال : حدثنا شيبان. وفي (4/341و5/23) قال : حدثنا محمد بن جعفر ،
قال :حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/22) قال :حدثني أبو بكر بن نافع ، ومحمد بن بشار.
قال : ابن نافع: حدثنا غندر. وقال بن بشار : حدثنا محمد بن جعفر،قال : حدثنا شعبة.
(ـح) وحدثنا أحمد بن خراش ، قال: حدثنا حبان قال : حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني
القاسم بن زكريا ،قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان.وفي (6/23) قال :
حدثنا إسحاق بن إبراهيم،قال : أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي،قال: حدثنا
إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج ، قال : حدثنا عارم بن الفضل ، قال : حدثنا حماد بن زيد
، قال: حدثنا عبد الله بن المختار ،ورجل سماه.و «أبو داود» (4762) قال :حدثنا مسدد
، قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. و «النسائي» (7/92) قال :أخبرني أحمد بن يحيى
الصوفي ، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا يزيد بن مردانبة.وفي (7/93) قال
:أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان ،عن أبي
حمزة (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ،، قال :حدثنا يحيى ،قال : حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة ، وشيبان ، وأبو عوانة وإسرائيل وعبد الله بن المختار ويزيد بن
مردانبة وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة ، فذكره
(*) في رواية شيبان «عرفجة بن شريح الأسلمي» .وفي رواية يزيد بن مردانبة : «عرفجة
بن صريح الأشجعي» .وفي رواية أبي حمزة : «عرفجة بن شريح» .
ورواه أبو يعفور ، عن عرفجة واللفظ له:أخرجه مسلم (6/23) قال : حدثني عثمان بن أبي
شيبة قال : حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه ، فذكره.
2025
- (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم- :
«كانت بَنُو إِسْرَائيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبيَاءُ (1) ، كُلما هَلَكَ نَبيٌّ
خَلَفَهُ نَبيٌّ ، وَإِنَّهُ لا نَبيَّ بعدي، وسيكون بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ
، قالوا : فما -[49]- تَأْمُرُنا ؟ قال : أَوْفُوا بِبَيعَةِ الأول ، ثم أعطوهُمْ
حَقَّهم ، واسأَلوا الله الذي لكم ، فَإنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا
اسْتَرعَاهُمْ» . أخرجه البخاري ، ومسلم (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث
الله لهم نبياً يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوارة ، وفيه إشارة إلى
أنه لابد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريق الحسنة وينصف الظالم من
المظلوم .
(2) البخاري 6 / 360 في الأنبياء ، باب ذكر بني إسرائيل ، ومسلم رقم (1842) في
الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/297) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال :حدثنا شعبة ، و
«البخاري» (4/206) قال : حدثني محمد بن بشار.قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال :
حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/17) قال :حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر.
قال :حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن براد
الأشعري.قالا : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن الحسن ابن فرات. و «ابن ماجة» (2871)
قال : حدثنا أ بو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حسن بن
فرات.
كلاهما -شعبة ، والحسن بن فرات - عن فرات القزاز. قال : سمعت أبا حازم ، فذكره.
2026
- (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
استَخْلَفَ ابْنَ أمِّ مكتوم على المدينة مرتين» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2931) في الخراج والإمارة ، باب في الضرير يولى ، وإسناده حسن ، وفيه
دليل على أن إمامة الضرير غير مكروهة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (2931) قال : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ، ثنا عبد الرحمن بن
مهدي ، ثنا عمران القطان ،عن قتادة ، فذكره. قلت : عمران القطان، صدوق يهم.
2027
- (خ ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه - : قال : لقد نَفَعَني الله بكلمة سمعتُها من
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أيامَ الجَملِ ، بَعدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلحقَ
بأصحاب الجملِ فَأُقَاتِلَ معهم ، قال : لَمَّا بَلَغَ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- أنَّ أهلَ فَارِسَ مَلَّكُوا عليهم بنْتَ كِسرَى ، قال : «لَنْ يُفْلِحَ
قَومٌ وَلَّوْا أمْرَهُمْ امْرَأة» . هذه رواية البخاري .
وفي رواية الترمذي قال : «عَصَمَني الله - عز وجل - بشيء سمعتُه من رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم-: لمَّا هَلَكَ كِسْرى قال : «مَنِ استَخْلَفُوا ؟» قالوا :
ابنَتهُ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا
أَمْرَهُمْ امْرأة» فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ - يعني البصرة - ذكرتُ قَولَ
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَعَصَمني اللهُ بِهِ» . -[50]-
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله : «وَلَّوا أمْرَهُم امرأة» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 45 و 46 في الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، وفي
المغازي ، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر ، والترمذي رقم
(2263) في الفتن ، باب لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، والنسائي 8 / 227 في القضاة
، باب النهي عن استعمال النساء في الحكم ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند
" 5 / 38 و 43 و 47 و 51 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/43) قال : حدثنا أسود بن عامر ،قال :حدثنا حماد بن سلمة ، عن
حميد. وفي (5 /47) قال :حدثنا يزيد بن هارون ، قال :حدثنا مبارك بن فضالة. وفي (5
/51) قال:حدثنا عفان ، قال : حدثنا مبارك. و «البخاري» (6/9،10/70) قال : حدثنا
عثمان بن الهيثم ، قال: حدثنا عوف. و «الترمذي «(2262) قال :حدثنا محمد بن
المثنى،قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال: حدثنا حميد الطويل. و «النسائي» (8/227)
قال : أخبرنا محمد بن المثنى ،قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا حميد.
ثلاثتهم (حميد الطويل ، ومبارك وعوف) عن الحسن ، فذكره.
- ورواه عبد الرحمن الجوشن عن أبي بكرة.أخرجه أحمد (5/38) قال : حدثنا يحيى. وفي
(5/ 47) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (5/47) قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم (يحيى ، ومحمد بن بكر ، ويزيد) عن عيينة ، عن أبيه ، فذكره.
-ورواه عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه :
أخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : وجدت هذه الأحاديث في
كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ،
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، فذكره.
الفصل
الثالث : فيما يجب على الإمام والأمير
2028 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : سمعتُ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- يقول : «كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَمَسؤْولٌ عن رَعِيَّتِهِ ،
فالإمامُ رَاعٍ ، ومَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ ، والرجلُ رَاعٍ في أهله ، وهو
مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ ، والمرأَةُ في بَيْتِ زَوجِها رَاعيةٌ، وهي مَسؤولَةٌ عن
رَعيَّتِها ، والخادم في مال سيده راع ، وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ» قال : فَسمِعتُ
هؤلاءِ من النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وأحسِبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
قال : «والرجلُ في مالِ أبيهِ راعٍ ، ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ
، وكُلُّكُم مَسؤولٌ عن رعيَّتِهِ» .
وفي رواية مثله إلا قَوْلَهُ : «والرجلُ فِي مَالِ أبيهِ» .
وفي أخرى : «والعبدُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ ، وهو مسؤولٌ» . -[51]- هذه رواية
البخاري ، ومسلم .
وفي أخرى للبخاري قال : «ألا كُلُّكُمْ راعٍ ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ
، الأمِيرُ الذي على النَّاسِ ، والرجلُ على أَهل بيتِهِ ، وهو مَسؤولٌ عن
رَعِيَّتِهِ ، والمرأةُ رَاعِيَةٌ على أَهْلِ بَيْتِ زوجها ، وولدِهِ ، وهي
مسؤولَةٌ عنهم ، وَعَبدُ الرَّجل راعٍ على مال سيِّدِهِ ، وهو مَسْؤولٌ عنه، ألا
كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ» . وأخرج الترمذي ، وأبو
داود الرواية الأخيرة التي للبخاري (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 100 في الأحكام ، في فاتحته ، وفي الجمعة ، باب في القرى والمدن
، وفي الاستقراض ، باب العبد راع في مال سيده ، وفي العتق ، باب كراهية التطاول
على الرقيق ، وباب العبد راع في مال سيده ، وفي الوصايا ، باب تأويل قول الله
تعالى : {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي النكاح ، باب {قوا أنفسكم وأهليكم
ناراً} ، وباب المرأة راعية في بيت زوجها ، ومسلم رقم (1829) في الإمارة ، باب
فضيلة الإمام العادل ، والترمذي رقم (1705) في الجهاد ، باب ما جاء في الإمام .
وأبو داود رقم (2928) في الإمارة ، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية . قال الخطابي
: اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التسمية ، أي : في الوصف بالراعي ،
ومعانيهم مختلفة ، فرعاية الإمام الأعظم : حياطة الشريعة بإقامة الحدود ، والعدل
في الحكم ، ورعاية الرجل أهله : سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم ، ورعاية المرأة :
تدبير أمر البيت والأولاد والخدم ، والنصيحة للزوج في كل ذلك ، ورعاية الخادم :
حفظه ما تحت يده ، والقيام بما يجب عليه من خدمة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه نافع عن ابن عمر.أخرجه أحمد (2/5) (4495) قال : حدثنا إسماعيل ، قال :
أخبرنا أيوب. وفي (2/54) (5167) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله.و «عبد بن حميد»
(745) قال: حدثنا يعلى ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، و «البخاري» (3/196) قال :
حدثنا مسدد ،قال حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. و «البخاري» (7/34) وفي (الأدب
المفرد) (212) قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي
(7/41) قال : حدثنا عبدان ، قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا موسى بن عقبة. و
«مسلم» (6/7) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن
رمح ، قال : حدثنا ليث ، و في (6/8) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال : حدثنا
محمد بن بشر. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال
: حدثنا خالد ، يعني ابن الحارث (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد ،قال : حدثنا يحيى ،
يعني القطان. كلهم عن عبيد الله بن عمر. (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل ، قالا
: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل ، جميعا عن
أيوب (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرنا الضحاك ،
يعني ابن عثمان. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال :
حدثني أسامة. و «الترمذي» (1705) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث.
سبعتهم- أيوب ، وعبيد الله بن عمر ، وابن إسحاق ، وموسى بن عقبة ، والليث بن سعد ،
والضحاك بن عثمان ، وأسامة بن زيد الليثي - عن نافع ، فذكره.
- ورواه سالم عن أبيه. أخرجه أحمد (2/121) (6026) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال :
أخبرنا شعيب. و «البخاري» (2/6و4/6) قال : حدثنا بشر بن محمد السختياني ، قال
أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا يونس. في (3/197،157) ،وفي (الأدب المفرد) (214)
قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ابن أبي حمزة. و «مسلم» (6/8) قال :
حدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. و «النسائي» في
(الكبرى / الورقة 119-ب، 124-أ) قال : أخبرنا يحيى بن عثمان ، قال : حدثنا بقية ،
عن شعيب.
كلاهما -شعيب ، ويونس - عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني سالم بن عبد الله ، فذكره.
- ورواه بسر بن سعيد عن ابن عمر : أخرجه مسلم (6/8) قال : حدثني أحمد بن عبد
الرحمن بن وهب قال: أخبرني عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني رجل سماه ، و عمرو
بن الحارث عن بكير ، عن بسر ابن سعيد، حدثه ، فذكره.
-ورواه وهب بن كيسان عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/108) (5869) قال : حدثنا قتيبة بن
سعيد. و «البخاري «في (الأدب المفرد) (416) قال : حدثنا عمرو بن خالد.
كلاهما - قتيبة ، وعمرو - عن بكر بن مضر ،عن ابن عجلان ، أن وهب بن كيسان أخبره
،وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر ، فذكره.
-ورواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/111) (5901) قال : حدثنا مؤمل
بن إسماعيل، قال : حدثنا سفيان. و «البخاري» (9/77) ، وفي (الأدب المفرد) (206)
قال :حدثنا إسماعيل بن أويس ، قال :حدثني مالك ، وفي (تحفة الأشراف) (7129) عن
قتيبة ، عن إسماعيل بن جعفر. و «مسلم» (6/8) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، ويحيى بن
أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، وابن حجر ، كلهم عن إسماعيل بن جعفر. و «أبو داود» (2928)
قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك.
ثلاثتهم -سفيان، ومالك ، وإسماعيل -عن عبد الله بن دينار ، فذكره.
2029
- (ت د) أبو مريم الأذري - رحمه الله - : قال : دَخَلْتُ على مُعَاويةَ فقال : مَا
أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلانٍ ؟ - هي كلمةٌ تقولها العرب - فقلتُ : حَدِيثٌ
سمعتُه أُخْبِرُكَ بِهِ ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ
وَلاهُ اللهُ -[52]- شَيْئاً من أُمُورِ المسلمين فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ
وَخَلَّتِهمْ وفَقْرِهم احْتَجَبَ اللهُ دُونَ حَاجَتِهِ وخَلَّتِهِ ، وَفَقْرِهِ
يَوْمَ القِيامَةِ» قال : «فَجَعلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً على حَوَائِجِ النَّاسِ»
.أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي : عن عمرو بن مُرَّة الجهني : أَنَّهُ قال لمعاوية : سمعتُ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَا مِنْ إمَامٍ يُغْلقُ بَابَهُ دُونَ ذَوي
الحَاجَةِ والخَلَّة والمَسْكَنَةِ ، إِلا أَغْلَقَ الله أبْوَابَ السَّماءِ دُونَ
خَلَّتِهِ وحَاجَتِهِ ، ومَسْكَنَتِهِ» فَجَعلَ مُعَاوِيةُ رجلاً على حَوائِجِ
الناس.
وله في أخرى : عن أبي مريم صاحب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- . وذكر نحوه (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما أنعمنا بك) : يريد ما أعملك إلينا ، وما جاء بك ؟ قال الخطابي : أحسبه مأخوذاً
من قولهم : «ونُعْمَة عين» أي : قرة عين ، وإنما يقال ذلك لمن يعتد بزيارته ،
ويُفرح بلقائه ، كأنه يقول : ما الذي أطلعك علينا، أو حيَّانا بلقائك ؟ ومن ذلك
قولهم : «أنعم صباحاً» في التحية. -[53]-
(خلتهم) : الخلة بفتح الخاء : الحاجة.
__________
(1) الترمذي رقم (1332) و (1333) في الأحكام ، باب ما جاء في إمام الرعية ، وأبو
داود رقم (2948) في الخراج والإمارة ، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية ،
وإسناده حسن ، وفي الباب عن ابن عمر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5
/ 238 بمعناه من حديث معاذ بن جبل ، ولفظه : " من ولي من أمر الناس شيئاً
فاحتجب عن أولي الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/231) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وقال أحمد حدثنا يزيد، قال:
أخبرنا حماد بن سلمة. و «عبد بن حميد» (286) قال : أخبرنا أبو عاصم ، قال : أخبرنا
سعيد بن زيد. و «الترمذي» (1332) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا إسماعيل
بن إبراهيم.
ثلاثتهم (إسماعيل ،وحماد ، وسعيد) عن علي بن الحكم ، قال :حدثني أبو الحسن ، فذكره
(*) قال الترمذي : حديث عمرو بن مرة حديث غريب ، و قد روي هذا الحديث من غير هذا
الوجه،وعمرو ابن مرة الجهني يكنى أبا مريم.
2030
- (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ المُقْسِطِينَ (1) عند الله على مَنَابِرَ من نُورٍ
عن يَمينِ الرَّحْمنِ - وكلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ - الَِّذينَ يَعْدِلُونَ فِي
حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهمْ وَمَا وَلُوا» (2) . أخرجه مسلم ، والنسائي (3) .
__________
(1) المقسطون : هم العادلون ، وقد فسره في آخر الحديث ، والإقساط بكسر القاف :
العدل ، يقال ، أقسط إقساطاً فهو مقسط : إذا عدل ، قال الله تعالى : {وأقسطوا إن
الله يحب المقسطين} ، ويقال : قسط يقسط بفتح الياء وكسر السين قسوطاً وقسطاً بفتح
القاف فهو قاسط وهم قاسطون : إذا جاروا ، قال الله تعالى : {وأما القاسطون فكانوا
لجهنم حطباً} .
(2) قال النووي في " شرح مسلم " : معناه أن هذا الفضل إنما هو عن عدل
فيما تقلده من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف ،
وفيما يلزمه من حقوق أهله وعياله ونحو ذلك ، والله أعلم .
(3) أخرجه مسلم رقم (1827) في الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ، والنسائي 8 /
221 في آداب القضاة ، باب فضل الحاكم العادل ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند
" 2 / 160 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (588) .وأحمد (2/160) (6492) .و «مسلم» (6/7) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ،وزهير بن حرب ، وابن نمير. و «النسائي» (8/221) قال : أخبرنا
قتبية بن سعيد (ح) وأنبأنا محمد بن آدم بن سليمان ، عن ابن المبارك.
سبعتهم - الحميدي ،وأحمد ، وابن أبي شيبة ، وزهير ، وابن نمير ، وقتيبة وابن
المبارك - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس فذكره.
-ورواه سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/159) (6485) قال :
حدثنا عبد الأعلى.وفي (2/203) (6897) قال : حدثنا عبد الرزاق. و «النسائي» في
الكبرى (الورقة 77 - ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثني عبد الأعلى.
كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الرزاق - عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد
بن المسيب ، فذكره.
(*) قال النسائي : وقفه شعيب بن أبي حمزة.
2031
- (خ م) الحسن البصري - رحمه الله - : قال : عَادَ عُبَيْدُ الله بنُ زياد
مَعْقِلَ بْنَ يسار (1) المُزنيَّ في مَرَضِهِ الذي مَات فيه ، فقال مَعْقِلُ :
إِني مُحَدِّثُك حَدِيثاً سَمِعْتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لو
علمتُ أنَّ لي حَياة مَا حَدَّثْتُكَ - إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة ، يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو
غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ» . -[54]-
وفي رواية : «فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ ، [إِلا] لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»
.
هذه رواية البخاري ، ومسلم .
وفي أخرى لمسلم : «مَا مِنْ أمِير يَلي أُمُورَ المُسلمينَ ، ثم لا يَجْهدُ لهم ،
وَيَنْصَحُ لهم ، إلا لم يَدْخُلْ مَعَهُمُ الجَنَّةَ» (2) .
__________
(1) في الأصل : عاد عبيد الله بن زياد بن معقل بن يسار ، وهو خطأ ، والتصحيح من
الصحيحين وكتب الرجال ، وكان عبيد الله إذ ذاك أمير البصرة لمعاوية ، وهو عبيد
الله بن زياد ، وهو زياد بن أبيه الذي يقال له : زياد بن أبي سفيان .
(2) البخاري 13 / 112 في الأحكام ، باب من استرعى رعية فلم ينصح ، ومسلم رقم (142)
في الإيمان ، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار ، وفي الإمارة ، باب فضيلة
الإمام العادل ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 25 و 27 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح أخرجه أحمد (5/25) قال :حدثنا إسماعيل ، عن يونس. وفي (5/27) قال : حدثنا
هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف و «عبد بن حميد» (401) قال : حدثنا رو ح بن عبادة
، وقال : حدثنا هشام بن حسان. و «الدارمي» (2799) قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال :
حدثنا أبو الأشهب. و «البخاري» (9/80) قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا أبو
الأشهب. وفي (9/80) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال: أخبرنا حسين الجعفي، قال :
زائدة ، ذكره عن هشام. و «مسلم «(1/87 ،6/9) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال :
حدثنا أبو الأشهب. وفي (1/6،88/9) قال : حدثنا يحيى بن يحييى ، قال : أخبرنا يزيد
بن زريع عن يونس ، وفي (1/88) قال : حدثني القاسم بن زكريا ، قال : حدثنا حسين
،يعني الجعفي ، عن زائدة، عن هشام.
أربعتهم- يونس بن عبيد ، وعوف ، وهشام بن حسان ،وأبو الأشهب- عن الحسن ، فذكره.
-ورواه أبو المليح أن عبيد الله بن زياد ، فذكره - بنحوه -..
أخرجه مسلم (1/88 ،6 ،9) قال : حدثنا أبو غسان المسمعي ، ومحمد بن المثني ، و إسحاق
بن إبراهيم، قال إسحاق : أخبرنا ،وقال الآخران : حدثنا معاذ بن هاشم ، قال : حدثني
أبي ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، فذكره.
- ورواه مسلم بن مخارق عن معقل بلفظ :.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار» .
أخرجه أحمد (5/25) قال : حدثنا وكيع.و «مسلم» (6/9) قال : حدثنا عقبة بن مكرم
العمي ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق.
كلاهما - وكيع، ويعقوب - عن سوادة بن أبي الأسود ، عن أبيه ، فذكره.-ورواته ابنة
معقل عن أبيها : أخرجه أحمد (5/25) .
2032
- (م) الحسن البصري - رحمه الله- : أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرو - وكان من أصحابِ
رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ على عُبَيْدِ الله بْنِ زيادٍ فقال : أي
بُنيَّ ، إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ : «إِنَّ شَرَّ
الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ» ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ منهم ، فقال له : اجْلِسْ ،
فإنما أنتَ من نُخَالَةِ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «وهل كان
لهم نُخَالَةٌ ؟ إنما النخالةُ بعدهم ، وفي غيرهم» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحطمة) : بوزن الهمزة: الظلوم الشديد الوطأة.
__________
(1) رقم (1830) في الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ، وأخرجه أيضاً أحمد في
" المسند " 5 / 64 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/64) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا يزيد بن
هارون. و «مسلم» (6/9) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ثلاثتهم - ابن مهدي ، ويزيد ، شيبان - عن جرير بن حازم ، قال : حدثنا الحسن ،
فذكره.
2033
- (م) عدي بن عميرة الكندي (1) - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ -[55]- رسولَ الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن اسْتَعْمَلناه منكم على عملٍ ، فَكَتَمَنا
مِخْيطاً فَما فَوقَهُ ، كانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يوم القيامة» قال : فقام رجلٌ
من الأنصار أسودُ ، كأَنِّي أنْظُرُ إليه ، فقال: يا رسولَ الله اقْبَلْ عَني
عَمَلكَ ، قال : ومالكَ ؟ قال : سمعتُكَ تقول كذا ، وكذا ، [قال] : وأنا أقولُه
الآنَ : «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ منكم على عملٍ فَلْيَجئ بِقَلِيلِهِ وَكَثيرِهِ،
فما أُوتِيَ مِنه أخَذَ ، وما نُهي عنه انْتهى» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِخْيطاً) : المخيط - بكسر الميم و سكون الخاء - : الإبرة.
(غلُولاً) : الغلول : السرقة من الغنيمة والفيء.
__________
(1) هو أبو زرارة ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه شيئاً يسيراً .
(2) رقم (1833) في الإمارة ، باب تحريم هدايا العمال ، وأخرجه أبو داود رقم (3581)
في الأقضية ، باب في هدايا العمال ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4
/ 192 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (894) قال : حدثنا سفيان.و «أحمد» (4/192) قال :حدثنا يحيى
بن سعيد) (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثناوكيع. وفي (4/192) قال : حدثنا محمد
بن جعفر ، قال : حدثنا سعيد. و «مسلم» (6/12) قال : حدثنا أبو بكر بن أ بي شيبة ،
قال : حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (6/13) قال : حدثناه محمد بن عبد الله بن نمير ،
قال : حدثنا أبي ، ومحمد بن بشر (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا : أبو
أسامة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : أخبرنا الفضل بن موسى.و «أبو
داود» (3581) قال : حدثنا مسدد،قال : حدثنا يحيى.و «ابن خزيمة» (2338) قال : حدثنا
محمد بن بشار، قال : حدثنا يحيى.
تسعتهم - سفيان ، ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن هارون ، ووكيع بن الجراح ، وسعيد ،
وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر ، وأبو أسامة ، والفضل بن موسى - عن إسحاق بن أبي
خالد،عن قيس بن أبي حازم فذكره.
(*) اللفظ لوكيع عند مسلم.
2034
- (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم-: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِساً :
إمَامٌ عَادِلٌ ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى ، وأَبعدهم منه مجلساً : إمَامٌ
جَائِرٌ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1329) في الأحكام ، باب ما جاء في الإمام العادل ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 3 / 22 ، وفي سنده عطية بن سعد العوفي ، وهو ضعيف ، ومع ذلك
فقد قال الترمذي : حديث حسن غريب ، ولعله حسنه لأن له شاهداً ، فقد قال : وفي
الباب عن ابن أبي أوفى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/22) قال : حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/55) قال : حد
ثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله. و «الترمذي» 1329 قال : حدثنا علي بن
المنذر الكوفي، قال : حدثنا محمد بن فضيل.
ثلاثتهم - يحيى بن آدم ، وعبد الله بن المبارك ، ومحمد بن فضيل - عن فضيل ابن
مرزوق عن عطية، فذكره.
قلت : مداره على عطية العوفي وقد تكلموا فيه.
الفصل
الرابع : في كراهية الإمارة ، ومنع من سألها
2035 - (د) المقدام (1) بن معد يكرب - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله
عليه وسلم- ضَرَبَ على مَنْكَبَيْهِ ، ثم قال له : «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إنْ
مُتَّ ، ولم تكن أميراً ، ولا كاتباً ، ولا عَريفاً» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع : المقداد ، وهو تصحيف .
(2) رقم (2933) في الخراج والإمارة ، باب في العرافة ، وأخرجه أيضاً أحمد في
" المسند " 4 / 133 بلفظ : " أفلحت يا قديم إن لم تكن أميراً ولا
جابياً ولا عريفاً " ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ، وله شواهد : أخرجه أبو داود (2933) قال : حدثنا عمرو بن عثمان ، قال
: حدثنا محمد بن حرب ، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر ، عن صالح بن
يحيى بن المقدام فذكره.
* أخرجه أحمد (4/133) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني ، قال : حدثنا محمد
بن حرب الأبرش، قال : حدثنا سليمان بن سليم ، عن صالح بن يحيى بن المقدام ، فذكره
، ليس فيه (يحيى بن جابر) .
(*) قال المزي في «تحفة الأشراف» (8/11566) : وفي بعض نسخ أبي داود : (صالح بن
يحيى بن المقدام ، عن أييه عن جده) .
2036
- (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : قلتُ : يا رسولَ الله ، ألا تَسْتَعْملُني
؟ قال : فَضَرَبَ بيدهِ على مَنْكِبي ثم قال : «يا أبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعيفٌ ،
وإِنَّها أمَانَةٌ ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلا مَنْ أَخذَها
بِحَقِّها ، وَأدَّى الَّذِي عليه فِيهَا» .
وفي رواية قال له : «يا أبا ذَرٍّ ، إِني أرَاكَ ضَعيفاً ، وإني أحِبُّ لَكَ مَا
أُحِبُّ لِنَفْسي ، لا تَأمَّرنَّ على اثْنينِ ، ولا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتيمٍ» .
-[57]- أخرجه مسلم . وأخرج أبو داود الثانية (1) .
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1826) في الإمارة ، باب كراهية الإمارة بغير ضرورة ، وأبو
داود رقم (2868) في الوصايا ، باب ما جاء في الدخول في الوصايا ، والنسائي 6 / 255
في الوصايا ، باب النهي عن الولاية على مال اليتيم ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 5 / 73 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/6) قال : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني أبي
شعيب بن الليث.قال : حدثني الليث بن سعد. قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن بكر
بن عمرو ، عن الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره.
* أخرجه أحمد (5/173) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا ابن لهيعة. قال : حدثنا الحارث
بن يزيد. قال سمعت ابن حجيرة الشيخ يقول : أخبرني من سمع أبا ذر يقول : «ناجيت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة إلى الصبح. فقلت : يارسول الله أمِّرني. فقال
: إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها» .
2037
- (د) غالب القطان - رحمه الله - : عن رجلٍ من الأنصار عن أبيه عن جَدِّه : أَنَّ
قوماً كَانُوا على مَنْهلٍ من المنَاهل ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ الإسلامُ جَعَلَ
صَاحِبُ الماء لقومه مِائَة من الإِبِلِ على أن يُسْلِمُوا ، فأسلَمُوا ، وقَسَمَ
الإِبلَ بينهم ، وبَدَا لَهُ أنْ يَرْتَجعَها ، فَأرَسَلَ ابْنَهُ إلى النَّبيِّ -
صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ائْتِ النبيَّ ، فَقُل [له] : إنَّ أبي يُقرِئُكَ
السلامَ ، وإنَّهُ جَعلَ لقومه مِائة من الإِبل على أنْ يُسْلِمُوا ، فَأسلَمُوا ،
وقَسَمَ الإِبِلَ بينهم ، وبَدا له أنْ يَرْتَجِعَها منهم ، أفهو أحَقُّ بِهَا ،
أمْ هُمْ ؟ فإن قال لك : لا ، أو نعم فَقُلْ له : إنَّ أبي شَيْخٌ كبير ، وهو
عَريفُ الماءِ ، وإنهُ يَسْأَلُكَ أنْ تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعده ، فَأتاه ،
وقال له : إنَّ أبي يُقرئك السلام ، فقال : «عليك ، وعلى أبيك السلامُ» ، فقال : إن
أبي جَعَلَ لِقومِهِ مائَة من الإِبِلِ على أنْ يُسلموا ، فأسلموا وَحسُنَ
إسلامُهُمْ ، ثم بَدَا لَهُ أنْ يَرتَجِعهَا منهم ، أَفَهُوَ أحَقُّ بها ، أم هم ؟
قال : «إنْ بَدَا له أنْ يُسلِّمَهَا لهم فَلْيُسَلِّمْها ، وإنْ بَدا له أنْ
يَرْتَجِعَهَا فهو أَحَقُّ بها منهم ، فإن أَسْلَمُوا فلهم إسلامُهُمْ ، وإنْ لم
يُسلِمُوا قُوتِلُوا على الإِسلام» ، وقال : إنَّ -[58]- أَبي شَيخٌ كَبيرٌ ، وهو
عريفُ الماء ، فإنه يَسألُكَ أن تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعدَهُ ، فقال : «إنَّ
العِرَافَةَ حَقٌّ ، ولابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عِرَافَةٍ ، ولكنَّ العُرفَاءَ في
النَّارِ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منهل) : المنهل : الماء الذي يرده الناس.
__________
(1) رقم (2934) في الخراج والإمارة ، وفي إسناده جهالة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبوداود (2934) قال : حدثنا مسدد ، ثنا بشر بن المفضل ثنا
غالب ، فذكره.
قلت: في إسناده جهالة.
2038
- (خ م ت د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - : قال : قال لي رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- : «يَا عَبدَ الرَّحمن ، لا تَسألِ الإِمَارَةَ ، فَإنَّكَ
إنْ أُوتيتَها عَن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أُعْطيتَهَا مِنْ غَيْرِ
مَسألَةٍ أُعِنْتَ عَلَيها ، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ فَرَأيتَ غَيرهَا خيراً
مِنْها فائتِ الَّذي هو خيرٌ ، وكفِّر عن يَمينِكَ» أخرجه البخاري ، ومسلم ،
والترمذي .
وأخرج أبو داود ، والنسائي [منه] إلى قوله : «أُعِنْتَ عليها» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 110 في الأحكام ، باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها ،
وباب من سأل الإمارة وكل إليها ، وفي الأيمان والنذور في فاتحته ، وباب الكفارة
قبل الحنث وبعده ، ومسلم رقم (1652) في الإمارة ، باب النهي عن طلب الإمارة ، وأبو
داود رقم (2929) في الخراج والإمارة ، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية ، والترمذي
رقم (1529) في النذور ، باب فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها ، والنسائي 8
/ 225 في آداب القضاة ، باب النهي عن مسألة الإمارة ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 5 / 62 و 63 .
قال الحافظ في " الفتح " : ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تركت
إعانته عليها من -[59]- أجل حرصه ، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه ،
فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك ، وأن من حرص على ذلك لا يعان . قال
الحافظ : ويعارضه في الظاهر ما أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رفعه : " من طلب
قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة ، ومن غلب جوره عدله فله
النار " قال : والجمع بينهما أنه لا يلزم من كونه لا يعان بسبب طلبه أن لا
يحصل منه عدل إذا ولي ، أو يحمل الطلب هنا على القصد ، وهناك على التولية ، قال :
وقد تقدم من حديث أبي موسى : " إنا لا نولي من حرص " - وهو عندنا في
الحديث الذي بعده - ولذلك عبر في مقابله بالإعانة ، فإن لم يكن له من الله عون على
عمله لا يكون فيه كفاية لذلك العمل ، فلا ينبغي أن يجاب سؤاله ، ومن المعلوم أن كل
ولاية لا تخلو من المشقة ، فمن لم يكن له من الله إعانة تورط فيما دخل فيه وخسر
دنياه وعقباه ، فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلاً ، بل إذا كان كافياً وأعطيها
من غير مسألة ، فقد وعده الصادق بالإعانة ، ولا يخفى ما في ذلك من الفضل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/61) قال :حدثنا هشيم، قال أخبرنا منصور ،ويونس. وفي (5/62)
قال: حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا يونس. وفي (5/62) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. ،
قال : حدثنا المبارك. وفي (5/62) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ،عن ابن عون.وفي
(5/62) قال : حدثنا عبد الله بن بكر ،قال : حدثنا هشام.وفي (5/63) قال :حدثنا أسود
بن عامر ،وعفان ، قالا : حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/63) قال : حدثنا حسين ،قال :
حدثنا المبارك. و «الدارمي» (2351) قال : أخبرنا محمد بن الفضل ، قال :حدثنا جرير
بن حازم. وفي (2352) قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال: حدثنا سفيان ، عن يونس. و
«البخاري» (8/159) قال : حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ، قال : حدثنا جرير بن
حازم. وفي (8/183) قال : حدثني محمد بن عبد الله ،قال : حدثنا عثمان بن عمر بن
فارس، قال : أخبرنا ابن عون. وفي (9/79) قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا
جرير بن حازم. وفي (9/79) قال :حدثنا أبو معمر ، وقال : حدثنا عبد الوارث ، قال
:حدثنا يونس. و «مسلم» (5/86 ،6/5) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا جرير
بن حازم. وفي (5/87،86) قال حدثني علي بن جحر السعدي قال :حدثنا هشيم ، عن يونس،
ومنصور وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري ، قال :حدثنا حماد بن زيد ، عن سماك بن
عطية، ويونس ابن عبيدة وهشام بن حسان -في آخرين - (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ،
قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا سعيد بن
عامر ، عن سعيد ، عن قتادة. وفي (6/5) قال :حدثنا يحيى بن يحيى ، قال :حدثنا خالد
بن عبد الله ، عن يونس (ح) وحدثني علي بن حجر ا لسعدي ، قال : حدثنا هشيم ، عن
يونس ، ومنصور ، وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري ،قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن
سماك بن عطية ، ويونس بن عبيد ، وهشام بن حسان. و «أبو داود» (2929) و (3277) قال
: حدثنا محمد بن الصباح البزاز ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس ومنصور ،
وفي (3278) قال حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة.
و «الترمذي» (1529) قال :حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر بن
سليمان ،عن يونس. و «عبد الله بن أحمد» (5/62) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري. قال
: حدثنا حماد بن زياد. قال : حدثنا سماك بن عطية ويونس بن عبيد. و «النسائي» (107)
قال : أخبرنا محمد عبد بن الأعلى ، قال : حدثنا المعمر ، عن أبيه (ح) وأخبرنا أحمد
بن سليمان، قال حدثنا عفان ، قال : حدثنا جرير بن حازم (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى
القطعي ، عن عبد الأعلى وذكر كلمة معناها : حدثنا سعيد، عن قتادة.وفي (7/11) قال :
أخبرنا زياد بن أيوب، قال : حدثنا هشيم، قال :أنبأنا منصور ، يونس. وفي (7/11) و (8/225)
قال : أخبرنا عمروبن علي ، قال: حدثنا يحيى ، قال : حدثنا ابن عون.وفي (7/12) قال
: أخبرنا محمد بن قدامة في حديثه عن جرير عن منصور.وفي (8/225) قال : أخبرنا مجاهد
بن موسى ، إسماعيل ،عن يونس.
جميعهم - منصور بن زاذان ، ويونس عن عبيد، ومبارك بن فضالة ، وعبد الله بن عون،
وهشام بن حسان، وجرير بن حازم ، وحميد الطويل ، وسماك بن عطية ، وسليمان التيمي،
وقتادة ومنصور بن المعتمر - عن الحسن ،فذكره.
2039
- (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال
: «إِنَّكم سَتَحرِصُونَ على الإمَارَةِ ، وسَتَكُونُ نَدَامَة يوم القيَامَةِ ،
فَنِعْمَتِ المُرضِعَةُ ، وبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ» .
وفي رواية أنه موقوف على أبي هريرة . أخرجه البخاري ، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مرضعة) : ضرب المرضعة مثلاً للإمارة ، وماتوصله إلى صاحبها -[60]- من المنافع ،
وضرب الفاطمة مثلاً للموت الذي يهدم عليه لذاته، ويقطع تلك المنافع.
__________
(1) البخاري 13 / 111 في الأحكام ، باب ما يكره من الحرص على الإمارة ، والنسائي 8
/ 225 و 226 في آداب القضاة ، باب النهي عن مسألة الإمارة ، وأخرجه أيضاً أحمد في
" المسند " 2 / 448 و 476 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/448) قال :حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/476) قال :حدثنا وكيع
(ح) وحجاج. و «البخاري» (9/79) قال : حدثنا أحمد بن يونس. و «النسائي» (7/162) ،
(8/225) قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان ، عن ابن المبارك.
خمستهم -يزيد ، ووكيع ، وحجاج، أحمد بن يونس ، وابن المبارك -عن ابن أبي ذئب ، عن
سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/79) قال : قال : محمد بن بشار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة
الأشراف» (10/14266) عن زيد بن سنان.كلاهما (محمد ، ويزيد) عن عبد الله بن حمران.
قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم،عن أبي هريرة ،
قوله.
2040
- (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : دَخَلْتُ على النبيِّ -
صلى الله عليه وسلم- أنا ورجلان من بني عمي ، فقال أحدهما : يا رسولَ الله ،
أمِّرْنا على بعض مَا وَلاكَ الله - عزَّ وجلَّ - ، وقال الآخَرُ مثل ذلك ، فقال :
«إِنَّا وَاللهِ لا نُولِّي هذا العملَ أحداً سَأَلَهُ ، أو أحَداً حَرَصَ عليه»
هذه رواية البخاري، ومسلم .
وقد جاء أطول من هذا بزيادة فيه أوجَبت ذكره في موضع آخر من الكتاب .
وفي رواية أبي داود قال : انْطَلقتُ مَعَ رَجُلَيْنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- فَتَشَهَّدَ أحَدُهُما ، ثم قال: جِئنا لِتَسْتَعِين بِنَا على عملك ، وقال
الآخر مثلَ قَولِ صَاحِبِهِ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ
أَخْوَنَكم عِندنَا مَنْ طَلَبَهُ» . فَاعْتَذَرَ أَبو موسى إلى النبي - صلى الله
عليه وسلم- ، فقال : لم أَعلمْ لِمَا جَاءا له ، فلم يَستَعنْ بهما على شيءٍ حتى
مات.
وفي رواية النسائي قال : أتَاني نَاسٌ من الأشعريِّين ، فقالوا : اذهب مَعنا إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فإنَّ لنا حاجَة ، فَذَهَبْتُ مَعهم ، فقالوا :
يا رسول الله ، اسْتَعنْ بِنا في عَملِكَ ، قال أبو موسى : فَاعتذَرْتُ مِمَّا
قالوا ، -[61]- وأَخبرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنِّي لا أدري مَا
حَاجَتُهُم ، فَصَدَّقَني وَعَذَرني ، وقال : «إِنَّا لا نَسْتَعينُ في عَملِنا
بِمَن سَأَلَنا» (1) .
وللنسائي في رواية أخرى أطولُ من هذه ، وستجيء مع روايات البخاري ، ومسلم في
موضعها (2) .
__________
(1) في الأصل : من سألناه ، وما أثبتناه من النسائي المطبوع .
(2) البخاري 13 / 112 في الأحكام ، باب ما يكره من الحرص على الإمارة ، وباب
الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه ، وفي الإجارة ، باب في
الإجارة ، وفي استتابة المرتدين ، باب حكم المرتد والمرتدة ، ومسلم رقم (1733) في
الإمارة ، باب النهي عن طلب الإمارة ، وأبو داود رقم (2930) في الخراج والإمارة ،
باب ما جاء في طلب الإمارة ، والنسائي 8 / 224 في آداب القضاة ، باب ترك استعمال
من يحرص على القضاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
الفصل
الخامس : في وجوب طاعة الإمام والأمير
2041 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «اسْمَعوا وأطِيعوا وإِن استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبشيٌّ ، كأنَّ رأسَهُ
زَبيبَةٌ (1) ، مَا أقَامَ فيكُم كِتَابَ الله» .
وفي رواية : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذَرٍّ : «اسْمَعْ ،
وأَطِعْ ، ولو -[62]- لِحَبَشيٍّ ، كأنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» . أخرجه البخاري (2)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زبيبة) : جعل الزبيبة مثلاً في سواد الرأس الأسود وجعودة شعره .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : قيل : شبهه بذلك لصغر رأسه ، وذلك معروف
في الحبشة ، وقيل : لسواده ، وقيل : لقصر شعر رأسه وتفلفله .
(2) 13 / 108 في الأحكام ، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية ، وفي
الجماعة ، باب إمامة العبد والمولى ، وباب إمامة المفتون والمبتدع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1-أخرجه أحمد (3/114) ، والبخاري (1/178) قال : حدثنا محمد بن بشار.وفي (9/78) قال
: حدثنا مسدد. و «ابن ماجة» 2860 قال : حدثنا محمد بن بشار ، وأبو بشر بكر بن خلف.
أربعتهم (أحمد ، وابن بشار ، ومسدد، وبكر) قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد القطان.
2-وأخرجه أحمد (3/171) ، والبخاري (1/178) قال : حدثنا محمد بن أبان. كلاهما (أحمد
، وابن أبان) قالا : حدثنا محمد بن جعفر (غندر) .
كلاهما - يحيى بن سعيد ، وغندر - قالا : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا أبو التياح يزيد
بن حميد ، فذكره.
2042
- (م ت س) أم الحصين الأحمسية (1) - رضي الله عنها - قالت : حَجَجْتُ مَعَ رسولِ
الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الودَاعِ ، فَرأيتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ
العَقَبَةِ وانصَرَفَ ، وهو على راحِلَتِهِ ، ومعه بلالٌ وأُسَامَةُ : أَحَدُهُما
يقودُ بِهِ رَاحِلَتَهُ ، والآخرُ رافعٌ ثَوبَهُ على رأسِ رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- يُظِلُّهُ من الشمس، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
قَولاً كثيراً لم أفْهمهُ ، ثُمَّ سَمِعتُهُ يقولُ : «إِنْ أُمِّرَ عليكم عَبْدٌ
مُجَدَّعٌ - حَسِبْتها قالت : أسودُ - يَقُودُكمْ بِكِتابِ اللهِ فَاسمعوا [لَهُ]
وَأَطِيعوا» (2) .
وفي رواية : نحوه في الإمارة فقط ، وقال : «عَبْداً حَبَشياً مُجَدَّعاً» . وقال :
إنَّها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بِمنى ، أو بعرَفَاتٍ . هذه
رواية مسلم . -[63]-
وفي رواية الترمذي قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ في
حَجَّةِ الودَاعِ ، وعليه بُرْدٌ قد التَفَعَ به من تَحْتِ إِبْطِهِ ، قالت: فَأنا
أنْظُرُ إلى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ ، سَمعتُه يقول : «يَا أيُّها النَّاسُ
اتَّقُوا اللهَ ، وإن أُمِّرَ عليكم عَبدٌ حَبَشيٌّ مُجَدَّعٌ ، فَاسْمَعوا
وأَطِيعوا ما أقام فيكم كتابَ الله» .
وفي رواية النسائي نحو من رواية الترمذي ، إلا أنه لم يذكر الْبُرْدَ والتَّلفعَ
به (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجدع) : المجدع : المقطوع الأطراف ، وأكثر ما يستعمل في الأنف والأذن.
(التفع به) : التفع بالثوب : إذا تغطى به ، ولفع رأسه بثوبه إذا غطاه به.
__________
(1) في الأصل : الاخمصية : وهو تصحيف ، والتصحيح من كتب الرجال .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : وفي الرواية فائدتان : تعيين جهة الطاعة
، وتاريخ الحديث وأنه كان في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
(3) مسلم رقم (1833) في الإمارة ، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ، والترمذي
رقم (1706) في الجهاد ، باب ما جاء في طاعة الإمام ، والنسائي 7 / 154 في البيعة ،
باب الحرص على طاعة الإمام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (359) قال : حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/402) قال حدثنا أبو
قطن. وفي (6/402) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/403) قال : حدثنا : حدثنا أبو نعيم.
والترمذي (1706) قال : حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال : حدثنا محمد بن يوسف.
خمستهم - سفيان ،وأبو قطن ، ووكيع ، وأبو نعيم ، ومحمد بن يوسف - عن يونس بن أبي
إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، فذكره.
-ورواه يحيى بن حصين عنها :
أخرجه أحمد (4/69،5/381 ،6/402) قال :حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة. وفي (6/402) قال
: حدثنا روح. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/402) قال :حدثنا محمد بن جعفر. قال :حدثنا
شعبة. وفي (6/403) قال :حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/403) قال :حدثنا
كيع. وقال : قال شعبة. و «عبد بن حميد» (1560) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى. عن
إسرائيل ، عن أبي إسحاق. وفي (1561) قال : حدثنا عفان بن مسلم. قال : حدثنا شعبة.
و «مسلم» (4/79،6/15) قال : حدثني سلمة ابن شبيب. قال : حدثنا الحسن بن أعين. قال
:حدثنا معقل ، عن زيد بن أبي أنيسة. و (6/14) قال : حدثنا محمد بن المثنى.قال :
حدثنا محمد بن جعفر. قال :حدثنا شعبة.وفي (6/15) قال : وحدثناه ابن بشار.قال :
حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي ،عن شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة.قال : حدثنا وكيع بن الجراح ،عن شعبة (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر. قال :
حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة.و «ابن ماجة» (2861) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال حدثنا وكيع بن الجراح ،عن شعبة.والنسائي (7/154) قال : أخبرنا محمد بن عبد
الأعلى. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ،وأبو إسحاق ، وزيد بن أبي أنيسة - عن يحيى بن الحصين ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/70 ،5/381 ،6/402) قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق
، عن يحيى بن الحصين ، عن أمه ، قالت : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفات ،
فذكرته ، بنحوه.
2043
- (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: «مَنْ أطاعني فقد أطاعَ الله ، ومَنْ عصاني فقد عَصى اللهَ ، ومَنْ يُطعِ
الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَني ، ومَنْ يَعصِ الأمِيرَ فَقد عَصَانِي» . -[64]-
وفي رواية مثله ، وفيه : «وَإِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ ورَائِهِ ،
وَيُتَّقَى به ، فإنْ أمَرَ بِتَقْوى اللهِ وعَدَلَ ، فإنَّ له بذلك أَجراً ، وإن
قال بِغيرِهِ ، كان عليه منه وزْراً» .
أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأخرج النسائي الرواية الأولى .
وفي أخرى للبخاري مِثْلَهُ ، وفي أوله : «نَحنُ الآخرُونَ السَّابِقُونَ ...» ثم
ذكرَه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَّة) : الجُنَّة ما يتقى به الأذى ، ويستدفع به الشر.
__________
(1) البخاري 13 / 99 في الأحكام ، باب قوله تعالى : {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم} ، وفي الجهاد ، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به ، ومسلم رقم
(1835) في الإمارة ، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ، والنسائي 7 / 154 في
البيعة ، باب الترغيب في طاعة الإمام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح رواه عن الأعرج ، أنه سمع أبا هريرة :أخرجه الحميدي (1123) قال:حدثنا
سفيان.قال حدثنا أبو الزناد.و «أحمد» (2/244) قال : قرئ على سفيان :سمعت أبا
الزناد.وفي (2/342) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال :حدثنا موسى بن عقبة.
و «البخاري» (4/60) قال : حدثنا أبو اليمان. وقال: أخبرنا شعيب. قال حدثنا أبو
الزناد.ومسلم (6/13) قال : حدثنا يحيى بن يحيى.قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن
الحزامي ،عن أبي الزناد. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال : حدثنا ابن عيينة ، عن أبي
الزناد. و «النسائي» في الكبرى (الورقة /117-أ) قال : أخبرنا محمد بن منصور المكي
، قال : حدثنا سفيان ،عن أبي الزناد.
كلاهما - أبو الزناد ، وموسى بن عقبة -عن الأعرج ،فذكره.
أخرجه أحمد (2/270) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/511) قال :
حدثنا روح. قال : حدثنا ابن جريج. قال : أخبرنا زياد. والبخاري (9/77) قال : حدثنا
عبدان. قال : أخبرنا عبد الله ، عن يونس. ومسلم (6/13) قال : حدثني حرملة بن يحيى.
قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا
مكي بن إبراهيم. قال : حدثنا ابن جريج ، عن زياد. والنسائي (7/154) قال : أخبرنا
يوسف بن سعيد. قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، أن زياد بن سعد أخبره. وفي الكبرى
«تحفة الأشراف» (11/15262) عن محمد بن نصر ، عن أيوب بن سليمان بن بلال ، عن أبي
بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة.
خمستهم - معمر ، وزياد بن سعد ، ويونس بن يزيد ، ومحمد بن أبي عتيق ، وموسى بن
عقبة - عن ابن شهاب الزهري ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره ، فذكره.
- ورواه عن أبي علقمة الأنصاري. قال : حدثني أبو هريرة ، من فيه إلى في:
أخرجه أحمد (2/386) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/416) قال :
حدثنا عفان وبهز قالا : حدثنا أبو عوانة. وفي (2/467) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
قال : حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1462) قال : حدثني أبو الوليد. قال : أخبرنا أبو
عوانة. ومسلم (6/13 و 14) قال : حدثني أبو كامل الجحدري. قال : حدثنا أبو عوانة.
(ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد
بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (8/276) قال :
أخبرنا محمد بن بشار ، عن محمد ، وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1597)
قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثني محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم -حماد بن سلمة ، وأبو عوانة ، وشعبة-عن يعلى بن عطاء ، عن أبي علقمة
الأنصاري ، فذكره.
- ورواه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد (2/252) قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/471) قال : حدثنا وكيع.
وابن ماجة (3) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثني أبو معاوية ووكيع.
وفي (2859) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا : حدثنا وكيع.
كلاهما (أبو معاوية ، ووكيع) قالا : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
- ورواه همام بن منبه. قال : هذا ما حدثنا به أبو هريرة :
أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (6/14) قال : حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما (أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال : حدثنا معمر ،
عن همام بن منبه ، فذكره.
- ورواه أبو يونس مولى أبي هريرة. قال : سمعت أبا هريرة يقول : عن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال من أطاع الأمير، ولم يقل : أميري. هكذا ذكره مسلم ولم يسق
متنه كاملا.
أخرجه مسلم (6/14) قال : حدثني أبو الطاهر. قال : أخبرنا بن وهب ، عن حيوة ، أن
أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه ، فذكره.
2044
- (م ت) وائل بن حُجر - رضي الله عنه - : قال : سَألَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدٍ
الجُعفيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : يا نَبيَّ اللهِ ، أرَأيتَ إنْ
قَامَتْ علينا أُمرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهم ، ويَمنعونَا حَقَّنا، فما تَأْمُرنا ؟
فأعْرَضَ عنه ، ثم سأله ، فَأعرَضَ عَنْه ، ثم سأله في الثانية - أو في
الثَّالِثَةِ - فَجَذَبَهُ الأشعَثُ بنُ قَيسٍ ، فقال : «اسْمعوا وأطِيعُوا ،
فإنَّما عليهم مَا حُمِّلُوا ، وعليكم ما حُمِّلْتُم» . هذه رواية مسلم . -[65]-
واختصره الترمذي قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ورجلٌ يَسألُهُ -
فقال : أَرأَيتَ إنْ كان عَلَيْنا أُمَرَاءُ يَمنعونا حَقَّنا ويسألونا حَقَّهُمْ
؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «اسْمعوا وأطِيعُوا ، فإنَّما عليهم
مَا حُمِّلُوا ، وعليكم ما حُمِّلْتُم» (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1846) في الإمارة ، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق ،
والترمذي رقم (2200) في الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/19) قال : حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا
محمد بن جعفر. (ح) وحثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شبابة. والترمذي (2199)
قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم (محمد بن جعفر ، وشبابة ، ويزيد) عن شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن
وائل بن حجر ، فذكره.
2045
- (خ م [ت]) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم-: «إِنَّها ستكُونُ بعدي أَثَرَةٌ ، وَأُمُورٌ تُنكِرُونَها» قالوا : يا
رسولَ الله ، كيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذلك مِنّا؟ قال : «تُؤدُّونَ الحَقَّ
الذي عليكم ، وتَسألُونَ اللهَ الذي لكم» . أخرجه البخاري، ومسلم [والترمذي] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أثرة) : الأثرة اسم من آثر به يؤثر إيثاراً : إذا سمح به لغيره وفضله على نفسه ،
والمراد : إنكم ستجدون بعدي قوماً يُفضِّلون أنفسهم عليكم في الفيء ونحوه.
__________
(1) البخاري 13 / 4 في الفتن ، باب قوله عليه السلام : " ستكون بعدي أمور
تنكرونها " ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم
(1843) في الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء ، والترمذي رقم (2191) في
الفتن ، باب ما جاء في الأثرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/384) (3640) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/384) (3641) و
(1/386) (3663) قال : سمعت يحيى. وفي (1/428) (4066) قال : حدثنا مؤمل ، قال :
حدثنا سفيان. وفي (1/433) (4127) قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر ، قال
: حدثنا شعبة. والبخاري (4/241) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان.
وفي (9/59) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/17) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص ، ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج ،
قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب ، وابن نمير ، قالا : حدثنا أبو معاوية (ح)
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعلي بن خشرم ، قالا : أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا
عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. والترمذي (2190) قال : حدثنا محمد بن بشار
، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
ثمانيتهم - أبو معاوية ، ويحيى بن سعيد ، وسفيان ، ووكيع ، وشعبة ، وأبو الأحوص ،
وعيسى بن يونس، وجرير - عن الأعمش ، قال : حدثنا زيد بن وهب ، فذكره.
2046
- (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- قال: «على المرء المسلم السَّمعُ والطاعَةُ فيما أحَبَّ أو كَرِهَ ،
-[66]- إِلا أَنْ يُؤمَرَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِن أُمِرَ بِمعصيةٍ، فلا سَمْعَ ، ولا
طَاعَةَ» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 109 في الأحكام ، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية ،
وفي الجهاد ، باب السمع والطاعة للإمام ، ومسلم رقم (1839) في الإمارة ، باب وجوب
طاعة الأمراء في غير معصية ، والترمذي رقم (1707) في الجهاد ، باب ما جاء لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق ، وأبو داود رقم (2626) في الجهاد ، باب في الطاعة ،
والنسائي 7 / 160 في البيعة ، باب جزاء من أمر بمعصية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/17) (4668) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/142) (6278) قال: حدثنا
ابن نمير. وعبد بن حميد (752) قال : أخبرنا محمد بن بشر العبدي. والبخاري (4/60 و
9/78) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/60) قال: حدثني محمد
بن صباح ، قال : حدثنا إسماعيل بن زكرياء. ومسلم (6/15) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد
، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثناه زهير ابن حرب ، ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا
يحيى ، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (2626) قال :
حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (2864) قال : حدثنا محمد ابن رمح ، قال
: أخبرنا الليث بن سعد. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح ، وسويد بن سعيد ، قالا : حدثنا
عبد الله بن رجاء المكي. والترمذي (1707) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث.
والنسائي في الكبرى «الورقة / 117 - أ» قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا
الليث. ستتهم :- يحيى بن سعيد القطان ، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن
زكريا ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن رجاء - عن عبيد الله بن عمر
2 - وأخرجه النسائي (7/160) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث ، عن عبيد
الله بن أبي جعفر.
كلاهما (عبيد الله بن عمر ، وعبيد الله بن أبي جعفر) عن نافع ، فذكره.
2047
- (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«عَلَيْكَ السمعُ والطاعَةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ ، ومَنْشَطِكَ وَمَكرَهِكَ
وَأَثَرَةٍ عليك» أخرجه مسلم، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منشطك) : المنشط مفعل من النشاط ، أي في حالة نشاطك ، وكذلك قوله : (ومكرهك) ، أي
في حالة كراهتك ، والمراد : في حالتي الرضى والسخط ، والعسر واليسر ، والخير
والشر.
__________
(1) مسلم رقم (1836) في الإمارة ، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ، والنسائي
7 / 140 في البيعة ، باب البيعة على الأثرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/381) قال : حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة. ومسلم (6/14) قال :
حدثنا سعيد بن منصورو قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/140) قال : أخبرنا قتيبة.
كلاهما -سعيد ، وقتيبة - قالا : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، عن أبي
صالح السمان ، فذكره.
2048
- (م) عوف بن مالك - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ : الذين تُحبُّونَهُمْ ويُحبونَكُمْ ،
وَتُصَلُّونَ عليهم ، ويُصَلُّونَ عليكم (1) ، وَشِرارُ أَئِمَّتِكُمُ : الَّذِينَ
تُبْغِضُونَهُمْ ، -[67]- وَيُبْغِضُونَكمْ ، وتَلْعَنُونَهُم ، وَيلْعَنُونَكم»
قال : قُلنا : يا رسول الله ، أفَلا نُنابِذُهم [عند ذلك ؟] ، قال : «لا ، ما
أقاموا فيكم الصلاةَ ، لا ، ما أقاموا فيكم الصلاةَ ، ألا مَنْ وَلِيَ عليهِ وَالٍ
، فرآهُ يَأْتي شَيئاً مِنْ مَعصيةِ اللهِ ، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا
يَنْزِعَنَّ يَداً من طَاعَةٍ» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ننابذهم) : المنابذة المدافعة والمخاصمة والمقاتلة.
__________
(1) أي يدعون لكم وتدعون لهم .
(2) رقم (1855) في الإمارة ، باب خيار الأئمة وشرارهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/24) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال
: أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني زريق مولى بني فزارة. وفي
(6/28) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا فرج بن فضالة ، عن ربيعة بن يزيد.
والدارمي (2800) قال : حدثنا الحكم بن المبارك، قال : أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : أخبرني زريق بن حيان مولى فزارة. ومسلم (6/24)
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا
الأوزاعي ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ، عن رزيق بن حيان (ح) وحدثنا داود بن رشيد ،
قال: حدثنا الوليد ، يعني ابن مسلم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
قال : أخبرني مولى بني فزارة ، وهو رزيق بن حيان (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري
، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال: حدثنا ابن جابر بهذا.
كلاهما - رزيق بن حيان ، وربيعة بن يزيد - عن مسلم بن قرظة ، فذكره.
2049
- (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم-: «أَلا أُخْبِرُكم بِخِيارِ أُمَرَائِكُم ، وَشِرَارِهم ؟ خيَارُهم : الذين
تُحِبُّونَهم ، ويُحِبُّونَكُم ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ ويَدْعُونَ لَكُمْ ، وشِرَارُ
أُمَرائِكم : الذين تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكم ، وَتَلْعَنُونَهُمْ ،
ويَلْعَنُونَكُمْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2265) في الفتن ، باب خيار الأمراء من تحبونهم ويحبونكم ، وفي سنده محمد
بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي ، أبو إبراهيم المدني ، لقبه حماد ، وهو ضعيف
، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ، ومحمد
يضعف من قبل حفظه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2264) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو
عامر العقدي ، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ، ومحمد
يضعف من قبل حفظه.
2050
- (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : أنَّ النبيَّ - صلى الله
عليه وسلم- قال : «مَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وثَمرَةَ
قَلْبِهِ ، فَليُطِعهُ مَا استطاعَ ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا
رَقَبةَ الآخرِ» . قُلتُ : أنتَ -[68]- سَمِعْتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- ؟ . قال : سَمِعَتْه أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبي ، قلت: هذا ابنُ
عَمِّكَ مُعاويَةُ يَأْمُرنَا أن نَفْعَلَ ، وَنَفْعَل ؟ قال : «أَطِعْهُ في
طَاعَةِ الله ، واعْصِهِ في مَعصيَةِ الله» .
هذه رواية أبي داود ، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم بطوله ، وهو مذكور في
كتاب الفتن ، من «حرف الفاء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفقة يده) : كناية عن البيعة والعهد ، وذلك أن العادة في التبايع والبيعة : أن
يطرح المشتري يده في يد البائع، وكذلك عند البيعة ، ويصفق أحدهما يده على الآخر ،
هذا هو الأصل.
(ثمرة قلبه) : كناية عن الإخلاص فيما عاهده عليه والتزمه له.
__________
(1) مسلم رقم (1844) في الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء ، وأبو داود رقم
(4248) في الفتن والملاحم ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، والنسائي 7 / 153 في البيعة
، باب على من بايع الإمام وأعطاه صفقة قلبه ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3956) في
الفتن ، باب ما يكون من الفتن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/161) (6501) و (6503) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/191)
(6793) . و (2/192) (6807) . و (2/193) (6815) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (6/18و 19)
قال : حدثنا زهير ابن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق : أخبرنا. وقال زهير :
حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير وأبو سعيد الأشج ، قالوا :
حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4248) قال :
حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3956) قال: حدثنا أبو كريب ،
قال : حدثنا أبو معاوية وعبد الرحمن المحاربي ووكيع. والنسائي (7/152) قال :
أخبرنا هناد بن السري ، عن أبي معاوية. خمستهم - أبو معاوية ، ووكيع ، وجرير ،
وعيسى بن يونس ، والمحاربي - عن الأعمش ، عن زيد بن وهب.
2 - وأخرجه أحمد (2/191) (6794) . ومسلم (6/19) قال : حدثني محمد بن رافع. كلاهما-
أحمد ابن حنبل ، ومحمد - عن إسماعيل بن عمر أبي المنذر ، قال : حدثنا يونس بن أبي
إسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي.
كلاهما (زيد ، والشعبي) عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، فذكره.
2051
- (م ت د) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال
: «إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عليكُمْ أُمَرَاءُ ، فَتعرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ
كَرِهَ فَقد بَرِئ ، وَمَن أَنْكَرَ فقد سَلِمَ، ولكن مَنْ رَضي وتَابَعَ» ، قالوا
: أفَلا نُقَاتِلُهمْ ؟ قال : «لا ، مَا صَلُّوا» . -[69]-
أي : مَنْ كَرِهَ بِقَلْبه ، وأنكر بقلبه ، كذا عند مسلم .
وفي حديث أبي داود : «سَيَكُونُ عليكم أئمَّةٌ تَعرِفُونَ منهم وتُنكِرون ...
الحديث» . وأخرجه الترمذي أيضاً (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1854) في الإمارة ، باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع
، والترمذي رقم (2266) في الفتن ، باب رقم (78) ، وأبو داود رقم (4760) في السنة ،
باب في قتل الخوارج ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 295 و 302 و
305 و 321 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/295) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا هشام بن حسان. وفي
(6/302) قال : حدثنا عبد الصمد وعفان وبهز. قالوا : حدثنا حماد. قال : حدثنا
قتادة. وفي (6/305) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن هشام ، وفي (6/305) قال : حدثنا
أبو عبيدة الحداد. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/321) قال : حدثنا عفان. قال
: حدثنا همام. قال : حدثنا قتادة. ومسلم (6/23) قال : حدثنا هداب بن خالد الأزدي.
قال : حدثنا همام بن يحيى. قال : حدثنا قتادة (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد
بن بشار جميعا ، عن معاذ. قال أبو غسان : حدثنا معاذ وهو ابن هشام الدستوائي ، قال
: حدثني أبي عن قتادة (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي. قال : حدثنا حماد - يعني ابن
زيد - ، قال : حدثنا المُعَلَّى بن زياد وهشام. في (6/24) قال : حدثناه حسن بن
الربيع البجلي ، قال: حدثنا ابن المبارك ، عن هشام. وأبو داود (4760) قال : حدثنا
مسدد وسليمان بن داود. المعنى. قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن المعلى بن زياد
وهشام بن حسان. وفي (4761) قال : حدثنا ابن بشار. قال : حدثنا معاذ بن هشام. قال :
حدثني أبي ، عن قتادة. والترمذي (2265) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال :
حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا هشام بن حسان.
ثلاثتهم (هشام ، وقتادة ، والمعلى) عن الحسن ، عن ضبة ، فذكره.
2052
- (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «مَنْ كَرِهَ مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصبِرْ ، فَإِنَّهُ مَنْ
خَرَجَ مِن السُّلطانِ شِبراً مَاتَ مِيتَة جَاهِليَّة» .
وفي رواية : «فَليَصبِرْ عليه ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبراً
فَمَاتَ (1) فَمِيتَتُهُ جَاهِليَّةٌ» . أخرجه البخاري ، ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من فارق الجماعة فميتته جاهلية) : معناه كل جماعة عقدت عقداً يوافق الكتاب والسنة
، فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد ، فإن خالفهم فيه استحق الوعيد. -[70]-
ومعنى قوله : «فميتته جاهلية» أي على ما مات عليه أهل الجاهلية قبل مبعث النبي -
صلى الله عليه وسلم- من الجهالة والضلالة.
__________
(1) في الأصل : مات .
(2) رواه البخاري 13 / 5 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
سترون بعدي أموراً تنكرونها " ، وفي الأحكام ، باب السمع والطاعة للإمام ما
لم تكن معصية ، ومسلم رقم (1849) في الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند
ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة ، وأخرجه أيضاً
أحمد في " المسند " 1 / 275 و 277 و 310 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/275) (2487) وفي (1/297) (2702) قال : حدثنا حسن بن الربيع،
قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/310) (2826) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا
سعيد بن زيد. وفي (1/310) (2827) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي
(2522) قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (9/59) قال
:حدثنا مسدد، عن عبد الوارث. وفي (9/59) قال : حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا
حماد بن زيد. وفي (9/78) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد. ومسلم
(6/21) قال: حدثنا حسن بن الربيع ، قال : حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا شيبان بن
فروخ ، قال : حدثنا عبد الوارث.
أربعتهم- حماد بن زيد ، وسعيد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وعبد الوارث - عن الجعد
أبي عثمان ، عن أبي رجاء العطاردي ، فذكره.
2053
- (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الجماعةَ فماتَ ماتَ مِيتة جَاهلية ،
وَمَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ ، أو يَدْعُو إِلى
عَصبَةٍ ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة ، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ ، وَمَن خَرَجَ
عَلى أُمَّتي يَضرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَها ، لا يَتَحَاش (1) مِنْ مؤمِنها ، ولا
يَفي بِعَهدِ ذِي عَهدِها ، فَلَيْسَ مِني ، وَلَسْتُ منه» . أخرجه مسلم ،
والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُمِّيَّة) : العمية الجهالة والضلالة ، وهي فُعِّيلة من العمى.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : وفي بعض النسخ " يتحاشى "
بالياء ، ومعناه : لا يكترث بما يقوله فيها ، ولا يخاف وباله وعقوبته .
(2) رواه مسلم رقم (1848) في الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور
الفتن ، والنسائي 7 / 133 في تحريم الدم ، باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عمية ،
وأخرجه أيضاً ابن ماجة مختصراً رقم (3948) في الفتن ، باب العصبية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/296) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا جرير بن حازم. وفي
(2/306) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب. ومسلم (6/20 و21)
قال : حدثنا شيبان بن فروخ. قال : حدثنا جرير ، يعني ابن حازم. (ح) وحدثني عبيد
الله بن عمر القواريري. قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثني
زهير بن حرب. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا مهدي بن ميمون. (ح)
وحدثنا ابن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (3948)
قال : حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد. قال : حدثنا
أيوب. والنسائي (7/123) قال : أخبرنا بشر بن هلال الصواف. قال : حدثنا عبد الوارث.
قال : حدثنا أيوب.
أربعتهم - جرير بن حازم ، وأيوب السختياني ، ومهدي بن ميمون ، وشعبة - عن غيلان بن
جرير ، عن أبي قيس زياد بن رياح القيسي ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/488) قال : حدثنا إسماعيل ، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر.
قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/21) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا محمد بن
جعفر. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما (أيوب ، وشعبة) عن غيلان بن جرير ، عن زياد بن رياح ، عن أبي هريرة. قال :
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة... فذكر نحوه موقوفا.
2054
- (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: «ثَلاثَةٌ لا يُكلِّمُهُمُ اللهُ يومَ القِيَامَةِ (1) ، ولا -[71]- يُزَكِّيهم
(2) ، ولهم عَذَابٌ أليم : رجلٌ بايعَ إمَاماً، فَإِن أعطَاهُ وَفَى لَهُ ، وإن لم
يُعْطِهِ ، لم يَفِ لَهُ» .
هذا لفظ الترمذي ، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة، وهو
مذكور في فصل «آفات النفس» من كتاب «اللواحق» ، وهو في آخر الكتاب (3) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : قيل : معنى لا يكلمهم الله تكليم من
رضي عنه بإظهار الرضى ، بل بكلام يدل على السخط ، وقيل : المراد : أنه يعرض عنهم ،
وقيل : لا يكلمهم كلاماً يسرهم ، -[71]- وقيل : لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية .
(2) أي : لا يطهرهم من الذنوب .
(3) البخاري 13 / 174 في الأحكام ، باب من بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا ، وفي
الشرب ، باب إثم من منع ابن السبيل من الماء ، وباب من رأى أن صاحب الحوض والقربة
أحق بمائه ، وفي الشهادات ، باب اليمين بعد العصر ، وفي التوحيد ، باب قول الله
تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (108) في الإيمان ، باب بيان غلظ تحريم
إسبال الإزار والمن بالعطية ، والترمذي رقم (1595) في السير ، باب ما جاء في نكث
البيعة ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2207) في التجارات ، باب ما جاء في كراهية
الأيمان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : يأتي في اللواحق آخر الكتاب.
2055
- (د) بشر بن عاصم : عن عُقبة بن مالك - رضي الله عنه - من رَهطه قال : بَعَثَ
رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة ، فَسَلَّحتُ رَجُلاً منهم سَيفاً ،
فَلما رَجَعَ قال : لو رَأيتَ مَا لامَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال
: «أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلاً فَلم يَمضِ لأمري : أَنْ تَجْعَلُوا
مَكَانَهُ مَنْ يَمضي لأمْري ؟» . أخرجه أبو داود (1) . -[72]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فسلحت) : سلحت فلاناً سيفاً ، أي جعلته له سلاحاً.
__________
(1) رقم (2627) في الجهاد ، باب في الطاعة ، وإسناده حسن ، قال المنذري : ذكر أبو
عمر النمري وغيره أن عقبة هذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/110) . وأبو داود (2627) قال : حدثنا يحيى بن معين.
كلاهما (أحمد ، ويحيى بن معين) قالا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال :
حدثنا سليمان بن المغيرة ، قال : حدثنا حميد بن هلال ، عن بشر بن عاصم ، فذكره.
قلت : عزا الحافظ حديثه للبغوي وابن حبان وأبي يعلى. راجع «الإصابة» (7/26) (5605)
.
2056
- (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : كَتَبَ إلى عبدِ الملك بنِ مَروان
يُبَايِعُهُ ، ويقولُ : «أُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ ، والطَّاعَةِ على سُنَّةِ رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- فِيما استَطَعْتُ» .
وفي رواية : كَتَبَ : «إِنِّي أُقِرُّ بالسَّمعِ ، والطَّاعَةِ لِعَبدِ الله عَبدِ
الملكِ أمِيرِ المؤمِنِينَ على سُنَّةِ اللهِ ، وَسُنَّةِ رَسولِهِ ، وإنَّ
بَنِيَّ قد أقَرُّوا بمثلِ ذلك» . هذه رواية البخاري .
وفي رواية الموطأ : كَتَبَ إليه : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أمَّا بَعْدُ ،
لِعَبدِ الله عبدِ الملكِ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، سَلامٌ عَليكَ ، فَإِنِّي أحْمدُ
إِليكَ اللهَ الذي لا إله إلا هو ، وأُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ ، والطَّاعَةِ على
سُنَّةِ اللهِ ، وسُنَّةِ رسولِهِ فِيما استَطَعْتُ» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 167 في الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس ، والموطأ 2 / 983
في البيعة ، باب ما جاء في البيعة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7202 / الفتح) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثني
مالك.وأخرجه مالك في باب ما جاء في البيعة. عبد الله بن دينار عن ابن عمر. فذكره.
2057
- (ت) زياد بن كسيب العدوي - رحمه الله - : قال : كنتُ مَعَ أَبي بَكرَةَ تَحْتَ
مِنبر ابنِ عَامِرٍ ، وهو يَخْطُبُ ، وعليه ثِيابٌ رِقَاقٌ ، فقال أَبو بلالٍ :
انْظُروا إلى أمِيرنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الفُسَّاقِ ويَعِظُ ، فقال أَبو بكرةَ :
اسكت ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ أَهَانَ السُّلْطَانَ
أَهَانَهُ اللهُ» . -[73]-
وروي : «سُلطَانَ اللهِ في الأرض» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2225) في الفتن ، باب رقم (47) ، وفي سنده كسيب العدوي لم يوثقه غير ابن
حبان ، وسعد بن أوس العدوي ، أو عبيد البصري ، وهو صدوق له أغاليط ، ومع ذلك فقد
قال الترمذي : حديث حسن غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (5/42 و 48) قال: حدثنا محمد بن بكر. والترمذي (2224)
قال: حدثنا بندار ، قال : حدثنا أبو داود.
كلاهما (ابن بكر ، وأبو داود الطيالسي) قالا : حدثنا حميد بن مهران ، قال : حدثنا
سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي ، فذكره.
الفصل
السادس : في أعوان الأئمة والأمراء
2058 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- : «إِذَا أَرَادَ الله بالأمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وزِيرَ صِدْقٍ ، إِنْ
نَسيَ ذَكَّرَهُ ، وإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ ، وإِذَا أرَادَ بِهِ غَيْرَ ذلك جَعَلَ
له وَزيرَ سُوءٍ ، إِنْ نَسيَ لم يُذَكِّرْهُ ، وإن ذَكَرَ لم يُعِنْهُ» هذه رواية
أبي داود .
وفي رواية النسائي : قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ وَليَ
مِنكم عَمَلاً فَأرَادَ اللهُ بِهِ خَيراً ، جَعَلَ له وَزيراً صالحاً ، إنْ
نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، وإنْ ذَكَرَ أعَانَهُ» (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (2932) في الخراج والإمارة ، باب في اتخاذ الوزير ، والنسائي 7 /
159 في البيعة ، باب وزير الإمام ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (6/70) قال : ثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا مسلم -
يعني ابن خالد - ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر. وأبو داود (2932) قال : حدثنا موسى
بن عامر المري. قال: حدثنا الوليد. قال : حدثنا زهير بن محمد ، عن عبد الرحمن بن
القاسم. والنسائي (7/159) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان. قال : حدثنا بقية. قال :
حدثنا ابن المبارك ، عن ابن أبي حسين.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعمرو بن سعيد بن أبي
حسين) عن القاسم بن محمد ، فذكره.
2059
- (خ س) أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - : أنَّ -[74]- رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ ، ولا
استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ
بِالمعْرُوفِ ، وَتَحُضُّهُ عليه ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ ،
وَتَحُضُّهُ عليه ، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ» . أخرجه البخاري (1) .
وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وحدَه ، وهذا لفظه : قال : قال رسولُ الله -صلى الله
عليه وسلم-: «مَا مِنْ والٍ إلا وَلَهُ بِطَانتان : بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالمعروف
، وتَنْهَاهُ عن المُنكرِ ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالاً ، فَمَن وُقِيَ
شَرَّهَا فقد وُقيَ وهو مِنَ التي تَغْلِبُ عليه منهما» (2) .
وأخرجه النسائي عن أبي سعيد أيضاً مثل حديث البخاري .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بطانتان) : بطانة الرجل : صاحب سره ، وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله.
(لا تألوه خبالاً) : أي لا تقصر في إفساد أمره ، و «الخبال» والخبل الفساد يكون
ذلك في الأفعال والأقوال والأجسام.
__________
(1) 13 / 164 في الأحكام ، باب بطانة الإمام وأهل مشورته من حديث أبي سعيد ،
والنسائي 7 / 158 في البيعة ، باب بطانة الإمام .
(2) 7 / 158 في البيعة ، باب بطانة الإمام ، وفي سنده معمر بن يعمر الليثي أبو
عامر الدمشقي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وهو بمعنى حديث
البخاري فهو حسن به .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/39) قال : حدثنا وهب «ابن جرير» ، قال : حدثنا أبي. وفي
(3/88) قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله. والبخاري (8/156) قال :
حدثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (9/95) قال : حدثنا أصبغ ، قال : أخبرنا
ابن وهب. والنسائي (7/158) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن
وهب.
ثلاثتهم - جرير بن حازم ، وعبد الله بن المبارك ، وابن وهب - عن يونس ، عن الزهري
، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن ، فذكره.
- وحديث أبي هريرة رواه عنه بطوله أبو سلمة أيضا :
أخرجه أحمد (2/237) قال : ثنا الوليد ، قال : ثنا الأوزاعي. قال : حدثني الزهري.
وفي (2/289) قال : ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال : ثنا حماد بن سلمة. قال : حدثنا برد
بن سنان. عن الزهري. والبخاري في «الأدب المفرد» (256) قال : ثنا آدم قال : ثنا
شيبان أبو معاوية. قال : حدثنا عبد الملك بن عمير. وأبو داود (5128) قال : حدثنا
ابن المثنى. قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال : حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن
عمير. وابن ماجة (3745) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا يحيى بن أبي
بكير ، عن شيبان ، عن عبد الملك بن عمير. والترمذي (2369) قال : حدثنا محمد بن
إسماعيل. قال : حدثنا آدم بن أبي إياس. قال : حدثنا شيبان أبو معاوية. قال : حدثنا
عبد الملك بن عمير. وفي (2822) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا الحسن بن
موسى. قال : حدثنا شيبان ، عن عبد الملك بن عمير. والنسائي (7/158) قال : أخبرنا
محمد بن يحيى بن عبد الله. قال : حدثنا معمر بن يعمر. قال : حدثني معاوية بن سلام.
قال : حدثني الزهري. وفي «تحفة الأشراف» (10/14977) عن محمد بن علي بن الحسن بن
شقيق ، عن أبيه ، عن أبي حمزة السكري ، عن عبد الملك بن عمير. (ح) وعن أبي علي
محمد بن يحيى المروزي ، عن عبد الله بن عثمان ، عن أبي حمزة ، عن عبد الملك بن
عمير.
كلاهما (الزهري ، وعبد الملك بن عمير) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2370) قال : حدثنا صالح بن عبد الله قال : حدثنا أبو عوانة ، عن
عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- خرج يوما وأبو بكر وعمر... فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن أبي هريرة.
وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول. وشيبان ثقة عندهم صاحب كتاب.
* رواية الزهري مختصرة على : «ما من وال إلا وله بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف
وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا. فمن وقي شرها فقد وقي ، وهو من التي
تغلب عليه منهما» .
2060
- (خ) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ -[75]- رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- يقول : «مَا بَعَثَ اللهُ من نَبيٍ ، ولا كان بعده من خليفةٍ إلا
لَهُ بِطَانَتَانِ» ، وذكر مثلَ رواية النسائي عن أبي هريرة إلى قوله : «فقد
وُقيَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 166 في الأحكام ، باب بطانة الإمام وأهل مشورته ، وأخرجه أيضاً النسائي 7
/ 158 في البيعة ، باب بطانة الإمام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه النسائي (7/158) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن
شعيب عن الليث ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن صفوان ، عن أبي سلمة ، فذكره.
2061
- (ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - : قال : خَرَجَ [إلينا] رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- ونحن خَمْسةٌ وأَربَعَةٌ - أحَدُ العددين من العرب ، والآخر من
العجم- فقال : «اسْمَعُوا ، إنه سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ ، فمن دَخَلَ عليهم
فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني ، ولَستُ
منه ، وليس بوَارِدٍ عليَّ [الحوضَ] ، وَمَنْ دَخَلَ عليهم ، ولم يُعِنْهُم على
ظُلْمِهِمْ ، ولم يُصَدِّقْهمْ بِكَذِبِهِمْ ، فهو مِني ، وأنَا مِنْهُ ، واردٌ عليَّ
الحوضَ» .
وروي : «وَمَنْ لَمْ يَدْخُل» . في الثاني .
وفي أخرى قال : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أُعِيذُكَ بالله يا
كعْبُ بنُ عُجرَةَ من أُمَرَاء يكونونَ من بعدي، فَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ
فَصَدَّقَهُمْ فِي كَذِبِهم ، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني، ولَستُ منه
، ولا يَرِدَ عليَّ الحوضَ ، وَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ ، أو لم يَغْشَ ، فَلَمْ
يُصَدِّقْهُمْ في كذبهم ، ولم يُعِنْهُمْ على ظلمهم ، فهو مني، وأنا منه ،
وَسَيَردُ عليَّ الحوضَ ، يا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ، الصَّلاةُ -[76]- بُرهَانٌ ،
والصَّومُ جُنَّةٌ حَصِينةٌ ، والصَّدَقَةُ تُطْفيءُ الخطيئةَ كما يُطْفِيءُ
الماءُ النَّارَ، يا كعبُ بْنَ عجرةَ ، لا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحتٍ إلا
كانَتِ النَّارُ أَولى به» . أخرجه الترمذي.
وأخرج النسائي الأولى ، وقال فيها : «ونَحْنُ تِسعةٌ» ، ولم يذكر : «من العرب
والعجم» ، وعَيَّنَهُم في رواية أخرى مثلها (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يربو) : ربا الشيء يربو : إذا زاد ونما. -[77]-
(سحت) : السحت الحرام الخبيث من المكسب والمطعم والمشرب.
__________
(1) الترمذي رقم (614) في الصلاة ، باب ما ذكر في فضل الصلاة ، والنسائي 7 / 160
في البيعة ، باب الوعيد لمن أعان أميراً على الظلم ، وباب من لم يعن أميراً على
الظلم ، من حديث عبيد الله ابن موسى عن غالب بن نجيح القطان عن أيوب بن عائذ
الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة ، وغالب بن نجيح القطان ،
لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من
هذا الوجه ، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى ، قال : وسألت محمداً (يعني :
البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى ، واستغربه جداً
، وقال : (يعني : البخاري) حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا ...
، وأورد المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 15 قطعة منه ونسبه لابن
حبان في صحيحه ، وقد ورد الحديث بإسناد آخر مختصراً ، رواه الترمذي في الفتن من
طريق مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة ، وقال : صحيح
غريب ، ورواه أحمد من طريق سفيان ، ورواه النسائي من طريق سفيان ومن طريق مسعر ،
وله شاهد بمعناه عند أحمد 3 / 321 من حديث جابر بإسناد حسن ، و (3 / 399) ، ورواه
الحاكم في المستدرك 4 / 422 وصححه ووافقه الذهبي ، فحديث جابر هذا شاهد قوي لرواية
أيوب بن عائذ من حديث كعب بن عجرة ، فالحديث أقل أحواله أن يكون حسناً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه عن كعب عاصم العدوي :
أخرجه أحمد (4/243) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وعبد بن حميد (370) قال
: حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان. والترمذي (2259) قال : حدثنا هارون بن
إسحاق الهمداني ، قال : حدثني محمد بن عبد الوهاب ، عن مسعر. وقال الترمذي : قال
هارون : حدثني محمد بن عبد الوهاب ، عن سفيان. والنسائي (7/160) قال : أخبرنا عمرو
بن علي ، قال: حدثنا يحيى ، عن سفيان. (ح) وأخبرنا هارون بن إسحاق ، قال : حدثنا
محمد ، يعني ابن عبد الوهاب ، قال : حدثنا مسعر.
كلاهما (سفيان ، ومسعر) عن أبي حصين عثمان بن عاصم ، عن عامر الشعبي ، فذكره.
- ورواه عنه إبراهيم وليس بالنخعي :
أخرجه الترمذي (2559) أثناء الحديث السابق ، ولم يذكر متن الحديث. قال : قال هارون
: وحدثني محمد ، عن سفيان ، عن زبيد ، عن إبراهيم ، وليس بالنخعي ، فذكره.
- ورواه عنه طارق بن شهاب :
أخرجه الترمذي (614) قال : حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني الكوفي. وفي (615)
قال : وقال محمد : حدثنا ابن نمير.
كلاهما (عبد الله بن أبي زياد ، وابن نمير) عن عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا
غالب أبو بشر ، عن أيوب بن عائذ الطائي ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ،
فذكره.
قلت : قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، لا نعرفه إلا من حديث عبيد
الله بن موسى، قال : سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن
موسى ، واستغربه جدا.
2062
- (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «السِّجَلُّ كاتِبٌ، كانَ
لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2935) في الخراج والإمارة ، باب في اتخاذ الكاتب ، وفي سنده يزيد بن كعب
العوذي ، وهو مجهول .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أبو داود (2935) .والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) كلاهما
عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، عن يزيد بن كعب ، عن عمرو بن مالك ،
عن أبي الجوزاء ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) عن قتيبة ، عن نوح بن قيس ، عن
عمرو بن مالك، عنه نحوه : أنه كان يقول في هذه الآية {يوم نطوي السماء كطي السجل}
قال : السجل هو الرجل.
الفصل
السابع : في أحاديث متفرقة
2063 - (خ م) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - : قال : لَمَّا خَلَعَ أهلُ
المدينَة يَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمرَ حَشَمَهُ (1) وَوَلَدَهُ ،
وقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يُنصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ
لِواءٌ يومَ القيامَةِ ، وإِنَّا قد بَايَعْنا هذا الرجلَ على بيعِ اللهِ ورسولِهِ
، وَإِنِّي لا أعلَمُ غَدْراً أَعْظمَ مِن أن يُبَايَعَ رَجُلٌ على بَيْعِ اللهِ
ورسولِهِ ، ثُم يُنصَبَ له القتالُ ، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَه ، ولا
بَايَعَ في هذا الأمر ، إلا كانت الفَيْصَل بيني وبينه» . أخرجه البخاري، ومسلم
(2) . -[78]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفيصل) : الأمر القاطع بين الشيئين قطعاً تاماً.
__________
(1) أي : خدمه ومن يغضب له .
(2) البخاري 13 / 60 و 61 في الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال
بخلافه ، وفي -[78]- الجهاد ، باب إثم الغادر للبر والفاجر ، وفي الأدب ، باب ما
يدعى الناس بآبائهم ، وفي الحيل ، باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة
الجارية الميتة ، ومسلم رقم (1735) في الجهاد ، باب تحريم الغدر ، وأخرجه أيضاً
أحمد في " المسند " 2 / 48 و 96 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/16) (4648) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/29)
(4839) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/48) (5088) قال
: حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني صخر بن جويرية. وفي (2/96) (5709) قال : حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا صخر. وفي (2/112) (5915) قال : حدثنا مؤمل ،
قال: حدثنا حماد ، يعني ابن زيد ، عن أيوب. وفي (2/142) (6281) قال : حدثنا ابن
نمير ، قال : حدثنا عبيد الله. وعبد ابن حميد (754) قال : حدثنا محمد بن عبيد ،
قال : حدثنا عبيد الله. والبخاري (4/127) و (9/72) قال: حدثنا سليمان بن حرب ، قال
: حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي (8/51) قال : حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ،
عن عبيد الله. ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد
بن بشر ، وأبو أسامة. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، وعبيد الله بن سعيد ، يعني أبا قدامة
السرخسي ، قالا : حدثنا يحيى ، وهو القطان. كلهم عن عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (5/141و142) قال
: حدثنا أبو الربيع العتكي ، قال : حدثنا حماد ، عن أيوب. (ح) وحدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن الدارمي ، قال : حدثنا عفان ، قال: حدثنا صخر بن جويرية. والترمذي
(1581) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثني
صخر بن جويرية. والنسائي «الكبرى / الورقة 117 - ب» قال : أخبرنا سويد بن نصر ،
قال : أخبرنا عبد الله ، عن عبيد الله بن عمر.
ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر ، وصخر بن جويرية ، وأيوب - عن نافع ، فذكره.
2064
- (م) نافع - رحمه الله - : قال : لما خلعوا يزيدَ ، واجتمعوا على ابنِ مُطيع ،
أتاه ابنُ عمر ، فقال عبدُ الله بنُ مطيع : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسَادة ، فقال
له عبدُ الله بنُ عمرَ : إني لم آتِكَ لأجلسَ ، أتيتُك لأحَدِّثَكَ حديثاً ، سمعتُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن خَلَعَ يَداً من طَاعةٍ ، لقيَ اللهَ
يوم القيامة ، ولا حُجَّة له ، ومن مات وليس في عُنقه بَيْعةٌ : مات مِيتَة
جاهليَّة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1851) في الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/111) (5897) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال : حدثنا ابن
لهيعة ، عن بكير. ومسلم (6/22) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال :
حدثنا أبي ، قال : حدثنا عاصم ، وهو ابن محمد بن زيد ، عن زيد بن محمد. (ح) وحدثنا
ابن نمير ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدثنا ليث ، عن عبيد
الله بن أبي جعفر ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
كلاهما - بكير بن الأشج ، وزيد بن محمد - عن نافع ، فذكره.
- ورواه عنه أسلم دون ذكر قصة خلع يزيد :
أخرجه أحمد (2/83) (5551) و (2/154) (6423) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم
(6/22) قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا ابن مهدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو
بن جبلة ، قال : حدثنا بشر بن عمر.
ثلاثتهم (عبد الملك ، وابن مهدي ، وبشر بن عمر) قالوا : حدثنا هشام بن سعد ، عن
زيد بن أسلم، عن أبيه ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/70) (5386) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله
، يعني ابن دينار. وفي (2/93) (5676) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا خالد بن
الحارث ، قال : حدثتا محمد بن عجلان. وفي (2/97) (5718) قال : حدثنا يونس بن محمد
، قال : حدثنا ليث، عن محمد بن عجلان. وفي (2/123) (6048) قال : حدثنا هاشم ، قال
: حدثنا عبد الرحمن ، يعني ابن عبد الله بن دينار. وفي (2/133) (6166) قال : حدثنا
علي بن عياش ، قال: حدثنا محمد بن مطرف.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن مطرف) عن
زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، فذكره. لم يقل زيد «عن أبيه» .
2065
- (خ) - أبو وائل عبد الله بن بحير الصنعاني (1) - رحمه الله - : قال : قال عبد
الله بن مسعود : لقد أتاني اليوم رجل ، فسألني عن أمر ؟ فما دَرَيْتُ ما أرُدُّ
عليه ، قال : «أرأيتَ رجلاً خرج مُؤْدِياً نشيطاً ، يخرج مع أمرائنا في المغازي،
فيُعزَم عليه في أشياء لا يحصيها (2) ؟ فقلت له : والله ما أدري ما أقول لك ، إلا
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا
مَرَّة ، حتى يفعله (3) ، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتَّقى الله ، وإذا شك -[79]-
في نفسه شيء (4) سأل عنه رجلاً فشفاه منه ، فأوشك أن لا تجدوه (5) ، والذي لا إله
غيره ما أذكرُ ما غبرَ من الدُّنيا إلا كالثَّغَب شُرِبَ صفوه ، وبقي كدَرُهُ» .
أخرجه البخاري (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مؤدياً) : يقال : رجل مؤد - بالهمز - إذا كان كامل الأداة ، ذا قوة على ما يستعان
به عليه (7) . والأداة : الآلة ، وقد رواه بعضهم «مؤذناً» بالنون ، من حسن القيام
على الأمر.
(الغابر) : الذاهب والباقي ، فهو من الأضداد (8) .
(الثَّغَب) : الموضع المطمئن في أعلى الجبل ، يستنقع فيه الماء كالغدير.
__________
(1) " بحير " بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة ، ثم راء مهملة ،
أبو وائل القاص الصنعاني .
(2) أي لا يطيقها ، كقوله تعالى : {علم أن لن تحصوه} .
(3) قوله : حتى يفعله ، غاية لقوله : لا يعزم ، أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى
وهو مرة .
(4) قال الحافظ في " الفتح " : وقوله : شك في نفسه شيء ، من المقلوب ،
إذ التقدير : وإذا شك في شيء ، أو ضمن " شك " معنى " لصق " ،
والمراد بالشيء : ما يتردد في جوازه وعدمه .
(5) أي : من تقوى الله أن لا يقدم المرء على ما يشك فيه حتى يسأل من عنده علم فيدل
على ما فيه شفاؤه ، والحاصل أن الرجل سأل ابن مسعود عن حكم طاعة الأمير ، فأجابه
ابن مسعود بالوجوب بشرط أن يكون المأمور به موافقاً لتقوى الله تعالى .
(6) 6 / 84 و 85 في الجهاد ، باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون .
(7) قال الحافظ في " الفتح " : ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من
أودى : إذا هلك .
(8) قال الحافظ في " الفتح " : وهو هنا محتمل للأمرين ، قال ابن الجوزي
: هو بالماضي هنا أشبه ، كقوله : ما أذكر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/139) عن عثمان ، عن جرير ، عن منصور بن المعتمر، عن أبي
وائل، فذكره. راجع «تحفة الأشراف» (7/57) (9306) .
2066
- (خ) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - : قال : «كنْتُ -[80]- بِاليمَن ،
فَلقِيتُ رجلين من أهلِ اليمن (1) ذا كَلاعِ ، وذَا عَمْرو ، فجعلتُ أُحَدِّثُهُمْ
عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال ذُو عَمْروُ : لَئنْ كان الذي
يُذْكَرُ من أمر صَاحِبكَ لَقدْ مَرَّ على أجَلِهِ مُنْذُ ثَلاثٍ ، فَأقبَلتُ،
وَأقْبلا مَعِي، حتى إذا كُنا في بعضِ الطَّريقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ من قِبَلِ
المدينَةِ، فَسألتُهُمْ ؟ فقالوا: قُبِضَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-
وَاسْتُخْلِفَ أبُو بَكْر ، والناسُ صالِحُون، فقالا : أخبر صاحِبَكَ أنَّا قَدْ
جِئْنَا ، ولَعَلَّنَا سَنَعُودُ إنْ شاءَ اللهُ وَرَجعا إلى اليمنِ ، فَأخْبَرْتُ
أَبا بكرٍ بِحَدِيثهِمْ ، قال : أَفَلا جِئْتَ بِهِمْ ؟ فَلما كان بَعْدُ قال لي
ذُو عَمرو : يا جريرُ ، إنَّ بِكَ عليَّ كَرَامة ، وإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَراً،
إِنَّكُمْ مَعْشَرَ العرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخْيرٍ ما كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ
أَمِيرٌ تَأمَّرْتُمْ آخَرَ ، فَإِذَا كَانت بالسيف كانوا مُلُوكاً ، يَغضَبُونَ
غَضَبَ الملوكِ ، ويَرْضَوْنَ رضى الملوكِ» . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " قوله : فلقيت رجلين من أهل اليمن : وفي
رواية الإسماعيلي : قال جرير : " كنت باليمن فأقلبت ومعي ذو الكلاع وذو عمرو
" وهذه الرواية أبين ، وذلك أن جريراً قضى حاجته من اليمن ، وأقبل راجعاً
يريد المدينة ، فصحبه من ملوك اليمن ذو الكلاع وذو عمرو ، فأما ذو الكلاع : فهو
بفتح الكاف وتخفيف اللام . واسمه " أسميفع " بسكون السين المهملة وفتح
الميم وسكون الياء التحتانية وفتح الفاء وبعدها عين مهملة ، وكانا من حمير ، وكانا
عزما على التوجه إلى المدينة ، فلما بلغهما وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجعا
إلى اليمن ثم هاجرا في زمن عمر .
(2) 8 / 60 و 61 في المغازي ، باب ذهاب جرير إلى اليمن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/363) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (قال عبد
الله بن أحمد : وسمعته أنا من ابن أبي شيبة) . والبخاري (5/210) قال : حدثني عبد
الله بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن
قيس بن أبي حازم ، فذكره.
* رواية أحمد : قال جرير : بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن ،
فلقيت بها رجلين.... فذكر الحديث.
2067
- (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - : قال : دَخَلَ أبو بكر على امْرأةٍ مِنْ
أحْمَسَ، يقال لها : زَينَبُ ، فَرَآها لا تَكلَّمُ ، فسأَل عنها ؟ (1) . فقالوا :
حَجَّتْ مُصْمِتَة ، فقال لها : تَكلَّمي ، فإنَّ هذا لا يَحِلُّ (2) ، هذا من عمل
الجاهلية ، فتكلَّمتْ ، فقالت: مَنْ أَنْتَ ؟ قال: أَنا امْرُؤٌ من المهاجرين ،
قالت: من أيِّ المهاجرين ؟ قال : من قريش ، قالت: من أَيِّ قريشٍ ؟ قال : إِنَّكِ
لَسَؤولٌ ، أنا أبو بكر ، قالت: ما بَقَاؤُنَا على هذا الأمر الصَّالِحِ الذي جاءَ
اللهُ به بعدَ الجاهلية ؟ قال : بَقاؤكم عليه ما استقَامَتْ لكم أئِمَّتُكم ،
قالت: وَمَا الأئِمَّةُ ؟ قال : أو ما كان لِقَومِكِ رُؤوسٌ وَأشْرَافٌ
يأمُرونَهُمْ فَيُطيعونهم ؟ قالت: بَلى ، قال : فهم أولئكِ على الناس. أخرجه
البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُصمِتة) : المصمت : الصامت ، يقال : صمت وأصمت : إذا سكت.
__________
(1) في البخاري المطبوع : فقال : مالها لا تكلم ؟ .
(2) انظر " الفتح " 7 / 113 في الكلام على قوله : فإن هذا لا يحل .
(3) 7 / 112 و 113 في فضائل أصحاب النبي ، باب أيام الجاهلية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في أيام الجاهلية - كتاب المناقب - عن أبي النعمان ، عن أبي
عوانة، عن بيان ، عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.
2068
- (م) عبد الرحمن بن شماسة (1) المهدي - رحمه الله - : قال : أَتَيْتُ عائِشةَ
أسألُها عن شيءٍ ؟ فقالت: مَن أَنْتَ ؟ فقلتُ : رَجُلٌ من -[82]- أهل مِصرَ ،
فقالت: كيف كانَ صَاحِبُكُم لكم في غَزَاتِكُمْ هذه ؟ فقلتُ : مَا نَقَمْنا [منه]
شَيئاً ، إنْ كان لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعيرُ فَيعْطِيهِ البعيرَ ،
والعبدُ فَيُعْطيهِ العبدَ ، ويَحتَاجُ إلى النَّفَقَةِ فَيُعْطيهِ النَّفَقةَ ،
فقالت: أمَا إِنَّهُ لا يَمنَعُني الَّذِي فَعَلَ في محمد [بن أبي بكر] أخي أنْ
أُخْبِرَكَ (2) مَا سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سمعتُهُ يقول في
بيتي هذا : «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئاً ، فَشَقَّ عليهم ،
فَاشْقُقْ عليه ، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِم ،
فَارفُق بهِ» (3) . أخرجه مسلم (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نقمنا) : نقمت على فلان كذا: إذا أنكرته منه.
__________
(1) " شماسة " بفتح الشين وضمها .
(2) قال النووي في " شرح مسلم " : قوله : " أما إنه لا يمنعني الذي
فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك " فيه أنه ينبغي أن يذكر فضل أهل الفضل
، ولا يمتنع منه بسبب عداوة ونحوها .
(3) قال النووي : هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة عن الناس ، وأعظم الحث على الرفق
بهم ، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى .
(4) رقم (1828) في الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/93) قال : حدثنا هارون بن معروف. قال : أخبرنا ابن وهب. وفي
(6/257) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثني جرير ، يعني ابن حازم. وفي (6/258)
قال : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثني أبي. ومسلم (6/7) قال : حدثني هارون بن سعيد
الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا ابن مهدي. قال
: حدثنا جرير بن حازم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16302) عن عبيد الله
بن سعيد ، عن وهب بن جرير بن حازم ، عن أبيه.
كلاهما (عبد الله بن وهب ، وجرير بن حازم) عن حرملة المصري ، عن عبد الرحمن بن
شماسة ، فذكره.
2069
- (د) أبو فراس [الربيع بن زياد] رحمه الله : قال : خَطَبنا عمرُ بنُ الخطاب - رضي
الله عنه - ، فقال في خُطْبَتِهِ : «إني لم أبعَثْ عُمَّالي ليضربوا أبشَارَكُم،
ولا لِيَأْخُذُوا أمْوالكُمْ ، فَمن فُعِلَ بِهِ ذَلك فَليَرْفَعْهُ إِليَّ ،
أُقِصُّهُ منه» ، فقال عمرو بنُ العاص : «لو أنَّ رَجُلاً أَدَّبَ بعضَ رَعِيتَّهِ
، أتُقِصُّهِ -[83]- منه ؟» قال : «إي والَّذي نَفْسي بيده ، إلا أُقِصُّهُ ، وقد
رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ» . أخرجه أبو داود
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبشاركم) : جمع بشرة ، وهي ظاهر جلد الإنسان.
(أُقِصُّه) : آخذ منه القصاص بما فعل به.
__________
(1) رقم (4537) في الديات ، باب القود من الضربة وقص الأمير من نفسه ، وفي سنده
أبو فراس النهدي الربيع بن زياد ، وهو مجهول ، قال الذهبي في " الميزان
" : لا يعرف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف جدا : أخرجه أحمد (1/41) (286) قال : ثنا إسماعيل. وأبو داود (4537)
قال: حدثنا أبو صالح ، قال : أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. والنسائي (8/34) قال :
أخبرنا مؤمل بن هشام ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما (إسماعيل ، وأبو إسحاق) عن سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي
فراس ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
قلت : مداره على أبي فراس. لا يعرف.
2070
- (د) جبير بن نفير ، وكثير بن مرة ، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب (1) ،
[وأبي أمامة]- رضي الله عنهم - : قالوا : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «إذَا ابْتَغَى الأمِيرُ الرِّيبةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُم» . أخرجه أبو
داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الريبة) : التهمة ، والمراد : أن الأمير إذا اتهم رعيته ، وخامرهم بسوء الظن فيهم
، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن فيهم ففسدوا.
__________
(1) في مسند أحمد : عن المقداد بن الأسود .
(2) رقم (4889) في الأدب ، باب النهي عن التجسس ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 6 / 4 ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4889) قال : حدثنا سعيد بن عمرو الحضرمي ، قال :
حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثنا ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد الله ،
فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/4) قال : حدثنا يزيد بن عبد ربه ، قال: حدثنا بقية بن الوليد ،
قال : حدثني إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد الله ، عن جبير
بن نفير ، وعمرو بن الأسود ، عن المقداد بن الأسود ، وأبي أمامة ، فذكراه.
2071
- () يحيى بن سعيد - رحمه الله - : أنَّ عُثْمانَ بن عَفَّان - رضي الله عنه
-[84]- كان يقول : «مَا يَزَعُ النَّاسَ السلطانُ أَكْثرُ مِمَّا يَزَعُهُمْ
القُرآنُ» أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَزَع) : وزع يزع : إذا كف وردع.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وإسناده
منقطع ، وهو مشهور من كلام عثمان رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.
الباب
الثاني : في ذكر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبيعتهم
2072 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أنَّ عليّاً خرج مِن عندِ رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- في وَجَعِهِ الذي تُوفِّيَ فيه ، فقال الناسُ : يا أبا
حَسَنٍ ، كيفَ أصبَحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : أصبَحَ بِحَمدِ
اللهِ بارِئاً ، فَأخَذَ بيده العباسُ بنُ عبد المطلب، فقال : أنتَ واللهِ بعدَ
ثَلاثٍ عبدُ العَصَا ، وإني لأرى رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سَيُتَوَفَّى
من وَجَعِهِ هذا ، إني لأعرفُ وُجُوهَ بني عبد المطلب عند الموتِ ، فَاذْهَبْ
بِنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَنَسْألَهُ : فيمن هذا الأمرُ ؟ فإن
كان فينَا عَلِمْنا ذلك ، وإن كان في غيرنَا كَلَّمْنَاهُ فَأوصى بنا ، فقال عليٌّ
: أمَا والله ، لَئِنْ سَألنَاهَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَمنعناهَا لا
يُعطِينَاهَا النَّاسُ بَعدَهُ : وَإني واللهِ ، لا أسأَلُها رسولَ الله- صلى الله
عليه وسلم- . -[85]- أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 49 في الاستئذان ، باب المعانقة وقول : الرجل كيف أصبحت ، وفي المغازي ،
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، وانظر " فتح الباري " 11 /
49 - 52 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (11/49) عن إسحاق ، عن بشر بن شعيب ، عن أبيه عن الزهري ، عن
عبد الله بن كعب بن مالك ، عن ابن عباس ، فذكره.
2073
- (خ م ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : قال : إِنَّ امْرأة أتَتْ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيءٍ ، فَأمَرَهَا بأنْ تَرجِعَ ، قالت:
فَإِن لم أجِدْكَ ؟ - كأنها تقولُ : الموتَ - قال: «إِنْ لم تَجِدِيني فائتي أبا
بَكرٍ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، والترمذي (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 180 في الأحكام ، باب الاستخلاف ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً ، وفي
الاعتصام ، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل ، ومسلم رقم (2386) في فضائل الصحابة ،
باب من فضائل أبي بكر ، والترمذي رقم (3677) في المناقب ، باب من فضل أبي بكر ،
قال الحافظ في " الفتح " : وفي الحديث أن مواعيد النبي صلى الله عليه
وسلم كانت على من يتولى الخلافة بعد تنجيزها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا يعقوب. وفي (4/83) قال : حدثنا يزيد بن
هارون. والبخاري (5/5) قال : حدثنا الحميدي ، ومحمد بن عبيد الله. وفي (9/101) قال
: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (9/135) قال : حدثنا عبيد الله بن سعد بن
إبراهيم. قال : حدثنا أبي ، وعمي. ومسلم (7/110) قال : حدثني عباد بن موسى. (ح)
وحدثنيه حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، والترمذي (3676) قال :
حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
سبعتهم - يعقوب ، ويزيد ، والحميدي ، ومحمد بن عبيد الله ، وعبد العزيز ، وسعد ،
وعباد - قال يزيد: أخبرنا ، وقال الآخرون : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن
محمد بن جبير بن مطعم ، فذكره.
2074
- (خ س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
مَاتَ وأبو بكرٍ بِالسُّنْحِ (1) . [قال إسماعيل] (2) :- تعني بالعَالِيةِ - فقام
عمرُ يقول : والله مَا مَات رسولُ الله ، قالت: وقال عمر : [والله] مَا كانَ
يَقَعُ في نَفسي إلا ذاك (3) ، وَلَيَبعثَنَّهُ اللهُ فَلَيُقَطِّعَنَّ أيديَ
رِجَالٍ وَأرْجُلَهُمْ ، فَجَاءَ أبو بكرٍ ، فَكَشَفَ عن رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- ، فَقَبَّلَهُ ، وقال : بِأبِي أنْتَ -[86]- طِبتَ حَياً وَمَيِّتاً ،
والذي نَفسي بيده ، لا يُذِيقَنَّكَ اللهُ الموتَتَيْنِ أبداً (4) ، ثم خرج أبو
بكرٍ ، فقال : أيُّها الحالِفُ ، على رِسْلِكَ (5) ، فَلَمَّا تَكلَّمَ أبو بكرٍ
جَلَسَ عُمرُ ، فَحمدَ اللهَ أبو بكر، وأثنى عليه ، وقال : ألا ، مَنْ كانَ
يَعبُدُ مُحمَّداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا
يموتُ ، وقال : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهم مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، وقال :
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَاتَ أو
قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ على أعقابِكم وَمَنْ يَنْقَلِبْ على عَقِبَيْهِ فَلنْ
يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ} [آل عمران: 144] قال : فنَشَجَ
النَّاسُ [يَبكُونَ] قَال : واجتَمَعَتِ الأنْصارُ إلى سعد بن عُبادةَ فِي
سَقيفَةِ بَني سَاعِدَةَ ، فقالوا : مِنَّا أمِيرٌ ، ومِنكم أمِيرٌ ، فَذَهبَ إليهم
أبو بكر ، وعمرُ بنُ الخطاب ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَراح ، فذهب عمرُ يتكلم ،
فَأسْكَتَهُ أَبو بكرٍ ، وكان يقول : واللهِ مَا أردتُ بذلك إلا أنِّي قد
هَيَّأْتُ كلاماً أعجَبني ، خَشيتُ أنْ لا يَبلُغهُ أبو بكر ؟ ثُمَّ تَكَلَّمَ
-[87]- أبو بكر ، فَتَكلَّمَ أبلَغَ الناسِ (6) ، فقال في كلامه : نَحْنُ
الأُمَرَاءُ ، وَأنْتُم الْوُزَرَاءُ ، فقال حُبَابُ بن المُنْذِرِ : لا واللهِ ،
لا نَفعَلُ ، مِنَّا أَمِيرٌ ، ومنكم أمير ، فقال أبو بكر : لا ، ولَكنَّا
الأُمرَاءُ وأنتم الوُزراءُ - زاد رزين - : لَنْ يُعْرَفَ هذا الأمرُ إلا لِحَيٍّ
من قُرَيشٍ - هُمْ أَوْسَطُ العربِ داراً ، وَأعزُّهُم أحساباً (7) - فبَايِعُوا
عُمرَ ، أو أبا عُبيدَةَ بنَ الْجَرَّاحِ ، فقال عمرُ : بل نُبَايِعُكَ أنتَ ،
فَأنْتَ سَيِّدُنا ، وخَيْرُنَا ، وأحَبُّنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
، فَأخذَ عمرُ بيدِهِ فَبايَعَهُ ، وبايَعَهُ الناسُ ، فقال قائلٌ : قَتلْتُمْ
سعدَ بن عُبَادَةَ ، فقال عمر : قَتَلَهُ الله» (8) .
[قالت عائشة (9) : شَخَصَ بَصَرُ النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : «في
الرفيق -[88]- الأعلى - ثلاثاً- ... وقَصَّ الحديث»] (10) قالت: فما كان من
خطبتهما من خُطبة إلا نَفَعَ الله بها ، لقد خَوَّفَ عمرُ الناسَ ، وإنَّ فيهم
لَتُقى (11) فَرَدَّهم الله بذلك ، ثم لقد بَصَّرَ أبو بكر الناسَ في الله ،
وعَرَّفَهُمْ الحقَّ الذي عليهم ، وخَرجوا به يَتلُون : {وَمَا مُحمدٌ إلا رسولٌ
قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...} إلى : {الشاكرِينَ} . أخرجه البخاري (12)
.
وأخرج النسائي منه إلى قوله : «المَوتَتَيْنِ أبداً» . وقال : «أمَّا الموتةُ التي
كَتَبَها اللهُ عليك فقدْ مُتَّها» .
وله في أخرى : «إنَّ أبَا بكْرٍ قَبَّلَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَيِّتٌ»
. ولَم يَزِد (13) . -[89]-
والذي قرأْتُه في كتاب البخاري من طريق أبي الوقت : «وَأعْرَبُهُمْ أَحسَاباً» .
وفي كتاب الحميدي : «وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَاباً» (14) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فنشج) : النشيج : تردد صوت الباكي في صدره من غير انتحاب.
(سقيفة) : السقيفة الصُّفَّة في البيت ، وبنو ساعدة : بطن من الأنصار.
__________
(1) هو منازل بني الحارث من الخزرج بالعوالي بينه وبين المسجد النبوي ميل .
(2) هو شيخ المصنف ، وهو ابن أبي أويس .
(3) يعني عدم موته صلى الله عليه وسلم حينئذ .
(4) قال الحافظ في " الفتح " : وعنه أجوبة ، فقيل : هو على حقيقته ،
وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال ، لأنه لو صح ذلك للزم
أن يموت موتة أخرى ، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين ، كما جمعهما
على غيره ، كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ، وكالذي مر على قرية ، وهذا أوضح
الأجوبة وأسلمها .
(5) أي : على هينتك ، ولا تستعجل ، قال الحافظ في " الفتح " : وأما وقوع
الحلف من عمر على ما ذكره ، فبناه على ظنه الذي أداه إليه اجتهاده ، وفيه بيان
رجحان علم أبي بكر على عمر فمن دونه ، وكذلك رجحانه عليهم لثباته في مثل ذلك الأمر
العظيم .
(6) قال الحافظ في " الفتح " : قوله : " ثم تكلم أبو بكر فتكلم
أبلغ الناس " بنصب " أبلغ " على الحال ، ويجوز الرفع على الفاعلية
، أي : تكلم رجل هذه صفته ، وقال السهيلي : النصب أوجه ، ليكون تأكيداً لمدحه وصرف
الوهم عن أن يكون أحد موصوفاً بذلك غيره ، قال الحافظ : وفي رواية ابن عباس قال :
قال عمر : والله ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى سكت
.
(7) في البخاري المطبوع : وأعربهم أحساباً .
(8) البخاري 7 / 22 و 23 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً ، وفي الجنائز ، باب الدخول على الميت
بعد الموت إذا أدرج في كفنه ، وفي المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم
ووفاته .
(9) هذا حديث آخر علقه البخاري فقال : وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد
الرحمن ابن القاسم : أخبرني أبي القاسم أن عائشة قالت ... الخ .
(10) ما بين المعقفين زيادة من البخاري المطبوع .
(11) في البخاري المطبوع : وإن فيهم لنفاقاً ، قال الحافظ في " الفتح "
: أي : إن في بعضهم منافقين ، وهم الذين عرض بهم عمر في قوله المتقدم ، قال : ووقع
في رواية الحميدي في " الجمع بين الصحيحين " : " وإن فيهم لتقى
" فقيل : إنه من إصلاحه ، وإنه ظن أن قوله : " وإن فيهم لنفاقاً "
تصحيف ، فصيره " لتقى " كأنه استعظم أن يكون في المذكورين نفاق ، وقال
عياض : لا أدري هو إصلاح منه أو رواية ، وعلى الأول فلا استعظام ، فقد ظهر في أهل
الردة ذلك ، ولاسيما عند الحادث العظيم الذي أذهل عقول الأكابر ، فكيف بضعفاء
الإيمان ، فالصواب ما في النسخ ، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق البخاري وقال فيه :
إن فيهم لنفاقاً .
(12) معلقاً 7 / 26 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب فضل أبي بكر
رضي الله عنه ، قال الحافظ في " الفتح " : وهذه الطريق لم يوردها
البخاري إلا معلقة ، ولم يسقها بتمامها ، وقد وصلها الطبراني في " مسند
الشاميين " .
(13) النسائي 4 / 11 في الجنائز ، باب تقبيل الميت ، وإسناده صحيح .
(14) كما في رواية البخاري التي ذكرها المؤلف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : اللفظ الأول :
أخرجه البخاري (5/7) قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا سليمان بن بلال
، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير ، فذكره.
- ورواية النسائي (4/11) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو ، قال : أنبأنا ابن وهب ، قال
: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، فذكره.
أخرجه أحمد (6/55) . والبخاري (6/17) قال : حدثني عبد الله بن أبي شيبة. وفي (6/17
و 7/164) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (1457) قال : حدثنا أحمد بن سنان
والعباس بن عبد العظيم وسهل بن أبي سهل. والترمذي في الشمائل (390) قال : حدثنا
محمد بن بشار وعباس العنبري وسوار بن عبد الله وغير واحد. والنسائي (4/11) قال:
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى.
عشرتهم (أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن أبي شيبة ، وعلي بن عبد الله ، وأحمد بن سنان
، وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وسهل بن أبي سهل ، ومحمد بن بشار ، وسوار بن عبد
الله ، ويعقوب بن إبراهيم ، ومحمد بن المثنى) عن يحيى بن سعيد. قال : حدثنا سفيان.
قال : حدثني موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
2075
- (خ) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله- : قال : قالت عائشةُ - رضي الله عنها -
في حديثها : «أَقْبَلَ أبو بكْرٍ على فَرَسٍ من مَسكَنِهِ بالسُّنْحِ حتى نَزَلَ،
فدخل المسجِدَ ، فلم يُكَلِّمِ النَّاسَ ، حتى دخلَ على عائشةَ ، فَبَصُرَ برسولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَسجًّى بِبُرْده ، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ ،
وَأَكَبَّ عليه فَقَبَّلَهُ ، ثُمَّ بَكى ، فقال : بِأبي أنْتَ وأُمي يا رسولَ
اللهِ ، لا يَجْمَعُ الله عليك مَوتَتَيْنِ ، أمَّا المَوتَةُ التي كُتِبَتْ عليك
، فقدْ مُتَّها، فقال أبو سَلَمَةَ : فَأخْبَرَني ابنُ عباس : أنَّ أبا بكرٍ
خَرَجَ ، وَعُمرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقال : اجْلِسْ ، فَأبى ، فقال : اجلس ،
فَأبى ، فَتَشَهَّدَ أبُو بكْرٍ ، فَمَالَ إِليه النَّاسُ ، وَتَرَكُوا عمرَ ،
فقال : أما بعدُ ، فَمَنْ كان منكم يَعْبُدُ محمداً ، فَإنَّ محمداً قد -[90]- مات
، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ ، قال الله : {وَمَا مُحَمَّدٌ
إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبلِهِ الرُّسُلُ} إلى : {الشَّاكِرينَ} قال: واللهِ
، لَكأنَّ النَّاسَ لم يكونوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ هذه الآيةَ حتى
تلاها أبو بكر ، فَتَلَقَّاهَا منه الناسُ ، فما أسمعُ بشراً من الناس إلا
يَتلوهَا» . أخرجه البخاري (1) .
ورأيت الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرج هذا الحديث في «مسند أبي بكر» ، والذي قبله
في «مسند عائشة» ، وهما بمعنى واحد ، إلا أن الأول أطولُ ، ولعله لم يفرقهما إلا
لكون هذا الحديث قد اشترك فيه عائشة ، وابن عباس، ولم يجعله في مسند أحدهما ،
وجعله في مسند أبي بكر ، فاقتدينا به ، وأفردناه عن الأول .
__________
(1) 8 / 110 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، وفي الجنائز
، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/117) قال : حدثنا علي بن إسحاق. قال : أخبرنا عبد الله. قال
: أخبرنا يونس ومعمر. والبخاري (2/90) قال : حدثنا بشر بن محمد قال : أخبرنا عبد
الله. قال : أخبرني معمر ويونس. وفي (6/17) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا
الليث ، عن عقيل. والنسائي (4/11) قال : أخبرنا سويد. قال : حدثنا عبد الله. قال :
قال معمر ويونس.
ثلاثتهم (يونس ، ومعمر ، وعقيل) عن الزهري. قال : أخبرني أبو سلمة ، فذكره.
* في رواية أحمد والنسائي : لم يذكرا حديث ابن عباس.
2076
- (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : كنتُ أقرئ رجالاً مِنَ المهاجرين
، منهم عبدُ الرحمن بنُ عوف (1) ، فبينما أنا في منزله بِمنى ، وهو عند عمرَ بن
الخطاب في آخر حَجَّةٍ حَجَّها ، إذ رَجَعَ إليَّ عبدُ الرحمن ، فقال : لو رأيتَ
رَجُلاً أَتى أمِيرَ المؤمنينَ اليومَ ، فقال : هل لك يا أميرَ -[91]- المؤمنين في
فلان يَقول : لو قَد ماتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فلاناً، فواللهِ ما كانَتْ
بَيْعَة أبي بكرٍ إلا فَلتَة [فَتَمَّتْ] فغضبَ عمرُ، ثم قال : إني إن شاءَ اللهُ
لقائمٌ العَشِيَّةَ في الناس، فَمُحَذِّرُهُمُ هؤلاءِ الذين يُريدون أَن
يُغضِبُوهم أمرهم (2) ، قال عبد الرحمن : فقلت: يا أَمير المؤمنين لا تَفعل ، فإن
المَوسِم يَجْمَعُ رِعَاعَ الناسِ وغَوغاءهُم ، وإِنَّهُم هم الذين يَغْلبونَ على
قُرْبِكَ حين تقُوم في الناس، فأنا أخشى أن تقوم ، فتقولَ مقالة يطير بها أُولئك
عند كلِّ مُطيرٍ (3) ، وأنْ لا يعُوها ، وأن لا يَضَعُوها على مَوَاضِعِها،
فَأمْهِل حتى تَقْدَمَ المدينةَ ، فإنها دارُ الهجرة والسُّنَّةِ ، فَتَخلُصَ بأهل
الفقه ، وأشرافِ الناسِ ، فتقول ما قلتَ متمكِّناً ، فَيعي أهلُ العلم مقالَتَكَ ،
ويَضَعوها على مواضعها ، قال : فقال عمرُ : أما والله إن شاء الله لأقُومنَّ بذلك
أَوَّلَ مَقامٍ أقومُهُ بالمدينةِ ، قال ابن عباس : فَقَدِمْنا المدينةَ في عَقِب
ذي الحِجَّةِ ، فلما كان -[92]- يَومُ الجمعة عَجَّلنا بالرَّواح حينَ زاغَتِ
الشمسُ - زاد رزين : فَخَرْجتُ في صَكَّةِ عُمِّيٍّ - حتى أَجدَ سعيدَ بن زَيدِ بن
عمرو بن نُفيل جالساً إلى رُكْنِ المنبر ، فجلستُ حَذوهُ (4) ، تَمسُّ رُكبَتي
رُكبَتَهُ ، فلم أَنشبْ أنْ خَرَجَ عُمرُ بن الخطاب، فَلَمَّا رأَيْتُهُ مُقْبلاً
، قلتُ لِسعيدِ بنِ زيد بن عَمرو بن نُفيل : ليَقولَنَّ العشيةَ على المنبر مَقالة
لم يَقُلْها مُنذُ استُخْلِفَ ، فَأَنْكرَ عَليَّ . وقال : ما عَسى أن يقولَ ما
لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ ؟ .
فَجَلَسَ عُمرُ على المنبر ، فَلما سَكَتَ المؤذِّنُ (5) قَامَ ، فَأثْنى على
اللهِ بما هو أهلُه ، ثم قال : أما بعدُ : فإني قَائلٌ لكم مقالة ، قَد قُدِّرَ لي
أن أقُولَها ، لا أدري لَعَلَّها بَيْنَ يَدَيْ أجَلي (6) فَمَن عَقَلَها ووعَاهَا
فَليُحَدِّثْ بِها حيث انْتَهتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، وَمنْ خَشيَ أن لا يَعقِلَها
فلا أُحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَكْذِبَ عليَّ : إنَّ الله عزَّ وَجَلَّ بَعَثَ محمداً -
صلى الله عليه وسلم- بالحقِّ ، وَأنْزَلَ عليه الكتابَ ، فكان ممَّا أَنزلَ الله
عليه : آيةُ الرَّجم ، فقرأناها ، وعقلناها ، ووعَيْنَاهَا ، ورَجَمَ رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، ورجمنا بعده ، فأخْشى إن طَالَ بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ
قائلٌ : واللهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرجم في كتاب الله ، -[93]- فَيَضِلُّوا بتركِ
فريضةٍ أَنْزَلَها الله (7) فَالرَّجْمُ في كتاب اللهِ حَقٌّ على مَنْ زَنى إذا
أُحْصِنَ من الرجالِ والنساءِ ، إذَا قَامَتِ البيِّنَةُ، أو كان الحَبَلُ ، أو
الاعترافُ ، ثم إنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كتابِ الله: أَن لا
تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُم، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُم أَنْ تَرْغَبُوا عن آبائكم -
أوْ إِنَّ كُفْراً بِكم (8) أنْ تَرْغبوا عن آبائكم- أَلا وإنَّ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- قال : «لا تُطْرُوني (9) كما أُطْرِيَ عيسى بنُ مريم ، وقولوا:
عبدُ الله ورسولُه (10)» .
ثم إنه بلغني أنَّ قائلاً منكم يقول : والله لو مات عمرُ بَايعتُ فُلاناً ، فلا
يَغتَرَّ امْرؤٌ أَنْ يقول : إنما كانت بَيعةُ أبي بَكرٍ فَلتَة ، وَتَمَّتْ ، أَلا
وإنها قد كانت كذلك ، ولكنَّ الله وَقَى شرَّها ، وليس فيكم مَنْ تُقْطعُ إليه
الأَعْنَاقُ مثلُ أبي بكر ، [من بايع رجلاً عن غير مَشُورةٍ من المسلمين فلا
يُبايَعُ هو ولا الذي بايعه تَغرَّة أن يقتلا] ، وإنَّهُ قد كان من خبرنا - حين
تُوفِّي نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- (11) - أَنَّ الأنصار خالفونا
واجْتَمَعوا -[94]- بِأسرِهِمْ في سَقيفةِ بني سَاعِدَةَ ، وَخَالَفَ عَنَّا عليٌّ
والزُّبَيرُ ومن معهما .
واجتَمَعَ المهاجرونَ إلى أبي بكر ، فَقُلْتُ لأبي بكر : [يا أبا بكر] ، انْطَلِق
بِنَا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصارِ ، فانطَلَقْنَا نُرِيدُهُم ، فَلَمَّا
دَنَوْنَا مِنْهُم لَقِينا منهم رَجُلانِ صَالِحَانِ ، فَذَكَرَا مَا تَمالأ عليه
القوم، فقالا : أيْنَ تُرِيدُونَ يَا معشرَ المهاجرين ؟ فقلنا : نُريدُ إخْوانَنَا
هؤلاء من الأنصار، فقالا : لا عَلَيْكم ، لا تَقرَبُوهم (12) ، اقضُوا أمْرَكم ،
فقلت: والله لَنَأْتِيَنَّهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سَقيفة بني ساعدة ، فإذا
رجلٌ مُزمَّلٌ بين ظَهرانيْهمْ ، فقلتُ : مَنْ هذا ؟ قالوا : هذا سَعدُ بنُ
عُبَادَةَ ، فقلتُ : مَا لَهُ ؟ قالوا: يُوعَكُ ، فَلَمَا جَلَسْنا قليلاً تَشَهَّدَ
خَطيبُهُمْ ، فَأثْنى على الله بما هو أهلُه ، ثم قال: أمَّا بعدُ ، فَنحنُ
أنْصارُ الله، وكتيبَةُ الإسلام ، وَأنْتُمْ مَعَاشِرَ المهاجِرينَ رَهْطٌ مِنَّا
، وقد دَفَّتْ دافَّةٌ من قومكم ، فإذا هُمْ يريدون أنْ يَخْتَزِلونا من أصلنا ،
وأنْ يَحضُنُونَا من الأمر ، فَلَما سكتَ أرَدتُ أن أتكلَّمَ ، وكنتُ زَوَّرتُ
مَقَالَة أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَها بين يديْ أبي بكرٍ ، وكنتُ
أُدَاري منه بعض الحَدِّ .
فلما أردتُ أن أتكلَّم قال أبو بكر : على رِسْلِك ، فكرِهْتُ أن أُغْضِبَهُ ،
فتكلم أبو بكر ، فكانَ هو أَحْلَمَ مِني ، وأوقَرَ ، والله ما تَرَكَ من كلمةٍ
أعجَبَتْني في تَزْويرِي -[95]- إلا قال في بَدِيهتِهِ مِثْلهَا ، أو أفضلَ منها ،
حتى سكتَ ، فقال : ما ذكرتُم فيكم من خَيْرٍ ، فَأنتم لَهُ أَهلٌ ، وَلَنْ تَعرِفَ
العربُ هذا الأمرَ إلا لهذا الحيِّ من قُريشٍ ، هم أوْسَطُ العربِ نَسَباً ،
ودَاراً ، وقد رَضِيتُ لكم أحَدَ هَذين الرجلين ، فبَايِعُوا أيَّهُما شِئْتُم؟
فَأخَذَ بِيدِي، ويدِ أبي عُبَيدَةَ بن الجراح، وهو جالسٌ بيننا ، فلم أكرَهْ
مِمَّا قال غيرَها ، كان والله أن أُقَدَّم فَتُضْرَبَ عُنُقي - لا يُقَرِّبُني ذلك
من إثْمٍ - أَحَبَّ إِليَّ من أن أَتَأمَّرَ على قَومٍ فيهم أبو بكر ، اللهم إلا
أنْ تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموتِ شيئاً لا أجِدُهُ الآن.
فقال قائل مِن الأنصارِ : أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ ،
مِنَّا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ ، يا معشرَ قريش ، فكثُرَ اللَّغطُ ، وارتفعتِ
الأصواتُ ، حتى فَرِقْتُ من الاختلاف، فقلتُ: ابْسُط يَدَكَ يا أبا بكر ، فبسطَ
يَدَهُ ، فَبَايَعْتُهُ ، وَبَايَعهُ المهَاجِرُونَ ، ثم بايَعَتْهُ الأنصَارُ ،
وَنَزَوْنَا على سعدِ بنِ عُبَادَةَ ، فقال قائلٌ منهم : قَتَلْتُمْ سعدَ بنَ
عبادة، فقلتُ : قَتلَ الله سعدَ بن عبادةَ ، قال عمرُ : وإنا واللهِ ، مَا
وَجَدنَا فِيما حَضَرَنَا مِنْ أمْرِنَا أقوى من مُبَايَعَةِ أبي بكر، خَشينَا إنْ
فَارقنا القومَ ، ولم تَكُنْ بَيْعَةٌ ، أن يُبايِعوا رجلاً منهم بعدَنا ، فإما
تَابَعْناهم (13) على ما لا نرضى ، وإما أن نُخَالِفَهُم فيكونَ -[96]- فسادٌ ،
فمن بايعَ رجلاً على غير مَشورَةٍ من المسلمين فلا يُتَابَع هُو ، ولا الذي
بَايَعهُ ، تَغِرَّة أن يُقتَلا. هذه رواية البخاري .
وهو عند مسلم مختصر حديث الرجم ، ولقلة ما أخرج منه لم نُثبِتْ له علامة .
وقد ذكر [منه] البخاري مفرداً في موضع آخر : «لا تُطرُوني كما أَطْرَتِ
النَّصَارَى عيسى بنَ مريمَ» (14) . -[97]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رعاع الناس) : عامتهم وسفلتهم.
(غوغاؤهم) : غوغاء الناس الذين يكثرون الجلبة (15) والضجة من غير تثبت.
(صكة عُمِّي) : كناية عن شدة الحر وقت الهاجرة ، يقال : جاء صكة عُمِّي ، أي في
وقت الهاجرة ، وغاية القيظ ، وذلك أن الإنسان إذا خرج وقت الهاجرة لا يكاد يملأ
عينيه من نور الشمس ، أرادوا : أنه يصير أعمى ، وعمَيّ تصغير أعمى مرخماً ، وقيل :
هو اسم رجل من العمالقة أغار على قوم ظهراً ، فاستأصلهم، [فنسب الوقت إليه] .
(لم أنشب) : أي : لم ألبث ، وأصله من نشبتُ في الشيء : إذا علقت فيه.
(تطروني) : الإطراء : المبالغة في المدح والإسراف فيه بما ليس في الممدوح. -[98]-
(تقطع دونه الأعناق) : أي ليس فيكم سابق إلى الخيرات تقطع أعناق مسابقيه سبقاً إلى
كل خير مثل أبي بكر (16) ، كأنه تنقطع الأعناق من المشقة في تكلف السبق الذي لم
ينالوه.
(فلتة وقى الله شرها) : الفلتة : الفجأة ، وذلك أنهم لم ينتظروا ببيعة أبي بكر -
رضي الله عنه - عامة الصحابة، وإنما ابتدرها عمر ، ومن تابعه وقيل : الفلتة آخر
ليلة من الأشهر الحرم ، فيختلفون فيها : من الحل هي ، أم من الحرم ؟ فيسارع
الموتور إلى درك الثأر ، فيكثر الفساد ، وتسفك الدماء ، فشبه أيام رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- بالأشهر الحرم ، ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر : من ارتداد
العرب ، وتخلف الأنصار عن الطاعة، ومنع من منع الزكاة ، والجري على عادة العرب في
أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها ، ويجوز أن يريد بالفلتة : الخلسة ، يعني : أن
الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس ، ولذلك كثر فيها التشاجر ، فما قلدها
أبو بكر إلا انتزاعاً من الأيدي واختلاساً ، ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مهيجة
للفتن ، فعصمهم الله من ذلك ووقى شرها. -[99]-
(ظهرانيهم) : يقال : جلست بين ظهراني القوم - بفتح النون - أي : بينهم وقد مر
تفسير هذه اللفظة مستقصى في حرف الهمزة.
(مزَمَّل) : المزمل : المدثر المغطى بثوب ونحوه.
(يوعك) : الوعك : الحمى.
(كتيبة) : الكتيبة : الجيش.
(دفت دافة) : الدافة : الجماعة من أهل البادية ، يقصدون المصر ، أي : جاءت جماعة.
(يختزلونا) : أي يقطعونا عن مرادنا ، وانخزل الرجل : ضعف.
(يحضنونا) : حضنت الرجل عن الأمر حضناً وحضانة إذا نحيته عنه ، وانفردت به دونه.
(زَوَّرت) : أي هيأت ورتبت ، والمراد رتبت في نفسي كلاماً لأذكره.
(بعض الحد) : الحد والحِدَّة : سواء من الغضب ، يقال : حدّ يحدّ حدّاً وحِدَّة :
إذا غضب.
(أدارئ) : المدارءة بالهمز المدافعة بلين وسكون ، وبغير الهمز : الخديعة والمكر ،
وقيل : هما لغتان بمعنى.
(على رِسلك) : يقال : افعل ذلك على رسلك - بكسر الراء - : على هينتك وتؤدتك
وتأنيك. -[100]-
(بديهته) : البديهة : ضد التروي والتفكر.
(تُسول) : سولت له نفسه شيئاً: زينته له وحسنته إليه.
(جذيلها المحكك) : الجذيل : تصغير الجذل ، وهو عود ينصب للإبل الجربى تحتك به
فتستشفى ، والمحكك : الذي كثر به الاحتكاك حتى صار أملس.
(وعذيقها المرجب) : عذيقها : تصغير العذق - بفتح العين - وهو النخلة ، والمرجب
المسند بالرُّجْبة ، وهي خشبة ذات شعبتين ، وذلك إذا طالت الشجرة وكثر حملها
اتخذوا ذلك لها ، لضعفها عن كثرة حملها، والمعنى أني ذو رأي يستشفى به في الحوادث
، لاسيما في مثل هذه الحادثة ، وأني في ذلك كالعود الذي يشفي الجربى ، وكالنخلة
الكثيرة الحمل ، من توفر مواد الآراء عندي ، ثم إنه أشار بالرأي الصائب عنده ،
فقال : «منا أمير ومنكم أمير» .
(اللغط) : كثرة الأصوات واختلافها.
(فرقت) : الفرق: الخوف والفزع.
(ونزوا) : النزو: الوثب ، ومنه نزا التيس على أنثاه.
(فلا يبايع هؤلاء الذي بايعه تغرة أن يقتلا) : التغرة : مصدر غررته إذا لقيته في
الغرر ، وهي من التغرير ، كالتعلة من التعليل ، وفي الكلام مضاف محذوف ، تقديره :
خوف تغرة أن يقتلا ، أي : خوف إيقاعهما -[101]- في القتل ، وانتصاب الخوف على أنه
مفعول له ، فحذف المضاف الذي هو الخوف ، وأقام المضاف إليه - الذي هو «تغرة» -
مقامه ويجوز أن يكون قوله : «أن يقتلا» بدلا من تغرة ويكون المضاف أيضاً محذوفاً،
كالأول ، ومن أضاف تغرة ، إلى : أن يقتلا ، فمعناه خوف تغرته قتلهما ، على طريقة
قوله تعالى : {بَلْ مَكرُ الليلِ والنهارِ} [سبأ : 33] .
ومعنى الحديث : أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشورة والاتفاق ، فإذا استبد
رجلان دون الجماعة بمبايعة أحدهما الآخر : فذاك تظاهر منهما بشق العصا ، واطراح
الجماعة ، فإن عقد لأحد فلا يكون المعقود له واحداً منهما ، وليكونا معزولين من
الطائفة التي تتفق على تمييز الإمام منها ، لأنه إن عُقِدَ لواحد منهما - وهما قد
ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحقدت الجماعة ، من التهاون بهم والاستغناء عن
رأيهم - لم يؤمن أن يقتلا.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : وكان ابن عباس ذكياً ، سريع الحفظ ، وكان
كثير من الصحابة لاشتغالهم بالجهاد لم يستوعبوا القرآن حفظاً ، وكان من اتفق له
ذلك يستدركه بعد الوفاة وإقامتهم بالمدينة ، فكانوا يعتمدون على نجباء الأبناء ،
فيقرؤونهم تلقيناً للحفظ .
(2) في البخاري المطبوع : أن يغصبوهم أمورهم ، قال الحافظ في " الفتح "
: كذا في رواية الجميع بغين معجمة ، وصاد مهملة ، وفي رواية مالك : يغتصبوهم
بزيادة مثناة بعد الغين المعجمة ، وحكى ابن التين أنه روي بالعين المهملة وضم أوله
، من أعضب ، أي : صار لا ناصر له ، والمعضوب : الضعيف ، وهو من عضبت الشاة : إذا
انكسر أحد قرنيها أو قرنها الداخل ، وهو المشاش ، والمعنى : أنهم يغلبون عن الأمر
فيضعف لضعفهم ، والأول أولى ، والمراد : أنهم يثبون على الأمر بغير عهد ولا مشاورة
، وقد وقع ذلك بعد علي وفق ما حذره عمر رضي الله عنه .
(3) في البخاري المطبوع : يطيرها عنك كل مطير .
(4) في البخاري المطبوع : حوله .
(5) في البخاري المطبوع : المؤذنون .
(6) قال الحافظ في " الفتح " : أي بقرب موتي ، وهو من الأمور التي جرت
على لسان عمر فوقعت كما قال .
(7) أي : في الآية المذكورة التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها ، وقد وقع ما خشيه عمر
أيضاً ، فأنكر الرجم طائفة من الخوارج ، أو معظمهم ، وبعض المعتزلة .
(8) في بعض النسخ : إن كفرانكم .
(9) قال الحافظ في " الفتح " : هذا القدر مما سمعه سفيان من الزهري ،
أفرده الحميدي في مسنده عن ابن عيينة سمعت الزهري به ، وقد تقدم مفرداً في ترجمة
عيسى عليه السلام من أحاديث الأنبياء عن الحميدي بسنده .
(10) قال الحافظ في " الفتح " : قال ابن التين : والنكتة في إيراد عمر
هذه القصة هنا ، أنه خشي عليهم الغلو ، يعني خشي على من لا قوة له في الفهم أن يظن
بشخص استحقاقه الخلافة ، فيقوم في ذلك ، مع أن المذكور لا يستحق فيعطى لما ليس فيه
فيدخل في النهي .
(11) في البخاري المطبوع : حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم .
(12) في البخاري المطبوع : لا عليكم أن لا تقربوهم .
(13) في البخاري المطبوع : فإما بايعناهم .
(14) 12 / 128 و 129 و 130 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 في المحاربين ، باب الاعتراف
بالزنا ، وباب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ، وفي الاعتصام ، باب ما ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم ، وفي المظالم ، باب ما جاء في
السقائف ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه المدينة ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، وأخرجه
أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 55 و 56 ، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (1691)
في الحدود ، باب رجم الثيب .
قال الحافظ في " الفتح " ما ملخصه : وفي هذا الحديث من الفوائد : أخذ
العلم عن أهله وإن صغرت سن المأخوذ عنه عن الآخذ ، وكذا لو نقص قدره عن قدره ،
وفيه التنبيه على أن العلم لا يودع عند غير أهله ، ولا يحدث به إلا من يعقله ، ولا
يحدث القليل الفهم بما لا يحتمله ، وفيه جواز إخبار السلطان بكلام من يخشى منه
وقوع أمر فيه إفساد للجماعة ، ولا يعد ذلك من النميمة المذمومة ، لكن محل ذلك أن
يبهمه صوناً له وجمعاً له بين مصلحتين ، ولعل الواقع في هذه القصة كان كذلك ،
واكتفى عمر بالتحذير من ذلك ، ولم يعاقب الذي قال ذلك ، ولا من قيل عنه ، وفيه أن
العظيم يحتمل في حقه من الأمور المباحة ما لا يحتمل في حق غيره ، وفيه أن الخلافة
لا تكون إلا في قريش ، وأدلة ذلك كثيرة ، ومنها أنه صلى الله عليه و سلم أوصى من
ولي أمر المسلمين بالأنصار ، وفيه أن المرأة إذا وجدت حاملاً ولا زوج لها ولا سيد
وجب عليها الحد ، إلا أن تقيم بينة على الحل أو الاستكراه ، وفيه الحث على تبليغ
العلم ممن حفظه وفهمه ، وحث من لا يفهم على عدم التبليغ إلا من كان يورده بلفظه
ولا يتصرف فيه ، وفيه اهتمام الصحابة وأهل القرن الأول بالقرآن والمنع من الزيادة
في المصحف ، وكذا منع النقص -[97]- بطريق الأولى ، وفيه دليل على أن من خشي من قوم
فتنة ، وأن لا يجيبوا إلى امتثال الأمر ، أن يتوجه إليهم ويناظرهم ويقيم عليهم
الحجة ، وفيه أن للكبير القدر أن يتواضع ويفضل من هو دونه على نفسه أدباً وفراراً
من تزكية نفسه ، وفيه أنه لا يكون للمسلمين أكثر من إمام ، وفيه جواز الدعاء على
من يخشى في بقائه فتنة ، وفيه أن على الإمام إن خشي من قوم الوقوع في محذور أن
يأتيهم فيعظهم ويحذرهم قبل الإيقاع بهم ، وفيه إشارة ذي الرأي على الإمام بالمصلحة
العامة بما ينفع عموماً وخصوصاً وإن لم يستشره ، ورجوعه إليه عند وضوح الصواب .
(15) في المطبوع : يكثرون اللغط .
(16) قال الحافظ في " الفتح " : وفيه إشارة إلى التحذير من المسارعة إلى
مثل ذلك حيث لا يكون هناك مثل أبي بكر ، لما اجتمع فيه من الصفات المحمودة ، من
قيامه في أمر الله ، ولين جانبه للمسلمين ، وحسن خلقه ، ومعرفته بالسياسة ، وورعه
التام ، ممن لا يوجد فيه مثل صفاته لا يؤمن من مبايعته عن غير مشورة الاختلاف الذي
ينشأ عنه الشر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (514) . والحميدي (25) قال : حدثنا سفيان ، قال: حدثنا
معمر. وفي (26) قال : حدثنا سفيان. قال : أتينا الزهري في دار ابن الجواز. فقال :
إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا ، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة. وكنت أصغر القوم ،
فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله. فقال القوم : حدثنا بحديث السقيفة ، فحدثنا به
الزهري : فحفظت منه أشياء ، ثم حدثني بقيته بعد ذلك معمر. وفي (27) قال الحميدي :
حدثنا سفيان. وأحمد (1/23) (154) قال : حدثنا هشيم. وفي (1/24) (164) قال : حدثنا
سفيان. وفي (1/40) (276) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا مالك. وفي (1/47)
(331) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. وفي (1/55) (391) قال : حدثنا
إسحاق بن عيسى الطباع ، قال : حدثنا مالك بن أنس. والدارمي (2327) قال : أخبرنا
خالد بن مخلد ، قال : حدثنا مالك. وفي (2787) قال : أخبرنا عثمان بن عمر ، قال :
حدثنا مالك. والبخاري (3/172) و (5/85) قال : حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثني
ابن وهب ، قال : حدثنا مالك. وأخبرني يونس. وفي (4/204) قال : حدثنا الحميدي ، قال
: حدثنا سفيان. وفي (5/109) و (9/127) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال: حدثنا
عبد الواحد ، قال : حدثنا معمر. وفي (8/208) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال :
حدثنا سفيان. وفي (8/208) قال : حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله ، قال : حدثني
إبراهيم بن سعد ، عن صالح. ومسلم (5/116) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى.
قالا: حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير
بن حرب ، وابن أبي عمر. قالوا : حدثنا سفيان. وأبو داود (4418) قال : حدثنا عبد
الله بن محمد النفيلي ، قال : حدثنا هشيم. وابن ماجة (2553) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1432) قال
: حدثنا سلمة بن شبيب وإسحاق بن منصور والحسن بن علي الخلال وغير واحد. قالوا :
حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر. وفي «الشمائل» (330) قال : حدثنا أحمد بن منيع ،
وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد. قالوا : حدثنا سفيان ابن عيينة. والنسائي
في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال : أخبرنا محمد بن منصور المكي ، قال : حدثنا سفيان.
(ح) وأخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : حدثنا بشر بن عمر ، قال : حدثني
مالك. (ح) الحارث بن مسكين قراءة عليه ،وأنا أسمع ، عن ابن وهب ، قال: أخبرني مالك
ويونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا عمي ، قال :
حدثنا أبي، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، قال :
حدثنا ليث بن سعد ، عن عقيل.
ثمانيتهم -مالك ، ومعمر ، وسفيان بن عيينة ، وهشيم ، ويونس ، وصالح ، وعبد الله بن
أبي بكر، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن
عباس ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
* وأخرجه النسائي أيضا في الكبرى «الورقة 93 - أ» قال : أخبرنا محمد بن رافع
النيسابوري ، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، قال:
سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس ، أن عمر بن الخطاب أراد أن
يخطب.... الحديث. مختصر على الرجم.
* في رواية سفيان عن الزهري عند النسائي في الكبرى «... وقد قرأناها : الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا
بعده» .
قال أبو عبد الرحمن النسائي : لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث «الشيخ والشيخة
فارجموهما البتة» غير سفيان ، وينبغي أن يكون وهم. والله أعلم.
* أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال : أخبرنا علي بن عثمان الحراني ،
قال: حدثنا محمد بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي
حبيب ، عن رجل ، عن سعيد بن أبي هند ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
قال : قال عمر على المنبر : لقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده.
ولم يذكر ابن عباس.
* وأخرجه أحمد (1/29) (197) قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا الزهري.
وفي (1/50) (352) قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والنسائي في الكبرى
«الورقة 93 -أ» قال : أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو نوح عبد
الرحمن بن غزوان (ح) وأخبرني هارون ابن عبد الله الحمال ، قال : حدثنا أبو داود
الطيالسي. وفيه قال : أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي ، قال : حدثنا
حجاج بن محمد. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي ، قال : حدثنا غندر.
أربعتهم - محمد بن جعفر غندر ، وحجاج ، وأبو نوح ، وأبو داود - عن شعبة ، عن سعد
ابن إبراهيم.
كلاهما - الزهري وسعد -عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن عبد
الرحمن بن عوف، عن عمر ، فذكره.
2077
- (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أَنَّهُ سَمِعَ خطبةَ عمر بن الخطاب
الآخرَةَ ، حين جلسَ على منبرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وذلك الغَدَ من
يوم تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَتَشهَّدَ ، وأبو بكر صامتٌ لا
يتكلَّمُ ، ثم قال عمرُ : أما بعدُ ، فإني قلتُ لكم أمسٍ مَقَالَة ، وإنها لم تكن
كما قلتُ ، وإني والله ما وَجدتُ المقالةَ التي قلتُ لكم في كتاب أنزله الله ، ولا
في عَهدٍ عَهِدَهُ [إِليَّ] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولكني أرجو أن
يعيشَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، حتى يَدْبُرَنا -[102]- يُريدُ : أن
يكونَ آخرَهُم - وإن يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مات ، فإن الله جعلَ
بين أظْهُرِكم نوراً تَهْتَدونَ به ، بِهِ هَدى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم-
، فَاعتصِموا بِهِ تَهتَدُوا بما هَدَى الله به محمداً ، وإن أبا بكرٍ صاحبُ رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وثَانِيَ اثنَينِ ، وإِنه أَولَى الناسِ بأُمورِكم ،
فقوموا إليه فبايِعوهُ ، وكانت طائفةٌ منهم قد بايَعوه قبل ذلك في سقيفةِ بني
ساعدة ، وكانت بيعةُ العامَّةِ عند المنبر» (1) .
وفي رواية قال الزهري : قال لي أنس بن مالك : إِنَّهُ رأى عمرَ يُزْعِجُ أبا بكر
على المنبر إزعاجاً (2) .
قال الزهري : وأخبرني سعيدُ بن المُسَيَّب : أن عمرَ بن الخطاب قال : والله ما هو
إلا أن تَلاها أبو بكر - يعني قولَه : {وَما مُحمَّدٌ إلا رسولٌ قد خَلَتْ مِنْ
قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] عَقِرْتُ وأنا قَائِمٌ ، حتى خَرَرتُ إلى
الأرضِ ، وأيقَنْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مَات. أخرجه البخاري
(3) . -[103]-
وذكر رزين في كتابه : قال أنس : سمعتُ عمرَ يقول لأبي بكر يومئذٍ : اصعَدِ المنبر
، فَلَم يَزَلْ به حتى صَعِدَ المنبر ، فبايَعهُ الناسُ عامَّة (4) ، وَخَطَبَ أبو
بكر في اليوم الثالث ، فقال : - بعد أن حمد الله وصلى على رسوله - : أما بعدُ ،
أيها الناس ، إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصاً على ولايَتكم ، لكني خِفْتُ
الفِتْنَةَ والاختلافَ ، وقد رَدَدْتُ أَمْركُمْ إليكم ، فَوَلُّوا مَنْ شِئْتم ،
فقالوا : لا نُقِيلُكَ.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يدبرنا) : دبرت الرجل أدبره : إذا اتبعته وكنت خلفه في أيِّ معنى كان.
(يزعجه) : أي ينهضه بسرعة.
(عقرت) : أي دهشت بكسر القاف وأصله في الرجل تُسْلِمه قوائمه فلا يستطيع أن يقاتل
من الخوف والدهش.
__________
(1) أخرجه البخاري 13 / 179 و 180 في الأحكام ، باب في الاستخلاف ، وفي الاعتصام
في فاتحته .
(2) هذه الرواية المعلقة لم نجدها في البخاري ، ولعلها من زيادات الحميدي ، وقال
الحافظ في " الفتح " : في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الإسماعيلي :
لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجاً .
(3) هذه الرواية المعلقة رواها البخاري 8 / 111 في المغازي ، باب مرض النبي صلى
الله عليه وسلم ووفاته ، وقول الله تعالى : {إنك ميت وإنهم ميتون} ، قال الحافظ في
" الفتح " : وأثر ابن المسيب عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف ، مع
أنه على شرطه .
(4) هذه الرواية التي ذكرها المصنف من رواية رزين هنا ، هي في البخاري معلقة 13 /
180 في الأحكام ، باب الاستخلاف ، قال الحافظ في " الفتح " : هو موصول
بالإسناد المذكور ، وقد أخرجه الإسماعيلي مختصراً من طريق عبد الرزاق عن معمر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الأحكام (13/179) عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن
معمر عن الزهري عن أنس ، فذكره.
وفي الاعتصام عن يحيى بن بكير ، عن ليث عن عقيل عن الزهري عن أنس ، فذكره.
2078
- (م) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : إنَّ فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- والعباسَ أتيا أبا بكر يَلتَمِسَانِ مِيِرَاثَهُمَا من رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم-[104]- وهما حينئذٍ يَطْلُبَانِ أرضَهُ من فَدَكَ ، وسهمَهُ من
خَيْبَرَ ، فقال [لهما] أبو بكر : إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال
: «لا نُورَثُ ، ما تَرَكنا صدقةٌ» إنما كانَ يَأكُلُ آلُ محمدٍ في هذا المال (1)
، وإني والله ، لا أدَع أمراً رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصنَعُهُ
فيه إلا صَنَعتُهُ - زاد في رواية : إني أخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أَزِيغَ -
قال : فأما صَدَقَتُهُ بالمدينةِ : فَدَفَعها عمرُ إلى عليٍّ ، وعبَّاسٍ ،
فَغَلَبهُ عليها عليٌّ ، وأَما خَيْبَرُ وفَدَكُ : فَأمْسَكَهُما عمرُ ، وقال :
هُما صدقَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكانَتَا لِحُقوقِهِ التي
تَعرُوهُ ونَوائِبِه ، وأمرهما إلى مَنْ وَليَ الأمرَ ، قال فَهما على ذلك إلى
اليوم - قال في رواية : فَهَجَرَتْهُ فاطمةُ ، فلم تُكلِّمْهُ في ذلك حتى ماتت،
فَدَفَنَها عليٌّ لَيلاً ، ولم يُؤذِن بها أَبا بكرٍ - قالت: فكان لعليٍّ وجهٌ من
الناسِ (2) حياةَ فاطمةَ ، فلما تُوفِّيَتْ [فاطمةُ] انْصَرَفَتْ وجُوهُ الناسِ عن
عليّ ، ومَكَثَتْ فاطمةُ بَعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِتةَ أشهرٍ ،
ثُمَّ تُوفيتْ .
فقال رجل للزهريِّ : فلم يُبَايِعْهُ عليٌّ ستةَ أشهرٍ ؟ فقال : لا والله ، ولا
أحدٌ من بني هَاشِمٍ حتى بايَعهُ عليٌّ - فَلَمَّا رأى عليٌّ انصرافَ وجوهِ الناسِ
عنه ضَرَعَ إلى مُصَالَحَةِ أبي بكرٍ ، فَأَرْسَلَ إلى أبي بكر : ائْتِنا ، ولا
تَأتِنا معك -[105]- بِأَحَدٍ ، وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَهُ عمرُ لِمَا عَلِمَ مِنْ
شِدَّةِ عمرَ ، فقالَ : لا تَأْتِهم وَحدكَ ، فقال أبو بكر : واللهِ لآتِينَّهُمْ
وحدي ، ما عسى أَنْ يَصنَعُوا بي ؟ فانطلَقَ أبو بكر ، فَدَخلَ على عليٍّ ، وقد
جَمَع بني هاشِم عندَه ، فقام عليٌّ فَحَمِدَ اللهَ ، وأَثْنى عليهِ بما هو
أَهْلُهُ ، ثم قال : أما بعدُ ، فَلم يَمنَعْنا أن نُبَايِعَكَ يا أبا بكرٍ
إنكاراً لِفَضِيلَتِكَ ، ولا نَفَاسَةً عَلَيْكَ بِخَيرٍ سَاقَهُ الله إليك ، ولكن
[كُنَّا] نَرَى أَنَّ لَنَا فِي هذا الأمْرِ حَقاً ، فَاسْتَبْدَدْتُمْ علينا ،
ثُمَّ ذكرَ قَرابَتَهُ من رسولِ الله وحَقَّهم ، فَلم يَزَلْ عليٌّ يُذَكِّر [هُ]
حَتى بكَّى أبا بكر ، وَصَمَتَ عليٌّ ، فَتَشَهَّدَ أبو بكر فَحمِدَ الله ، وأثنى
عليه بِمَا هو أهْلُهُ ، ثُمَّ قال : أما بعدُ ، فواللهِ لَقَرَابَةُ رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- أحَبُّ إِليَّ أنْ أَصِلَ مِن قرابتي ، وإني واللهِ ما
أَلَوْتُ في هذه الأموالِ التي كانت بيني وبينكم عن الخير ، ولكني سمعتُ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا نُورَثُ ، ما تركنا صدقةٌ» إنما يأكُلُ آلُ
محمدٍ في هذا المالِ ، وإني والله لا أدَعُ أمراً صَنعهُ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- إلا صَنَعْتُهُ إن شاءَ الله ، وقال عليٌّ : مَوعِدُكَ للبيْعةِ
العشِيَّةُ ، فلما صلَّى أبو بكرٍ الظهرَ أقبلَ على الناس يَعْذِرُ عليّاً ببعضِ
ما اعتَذَرَ بِهِ ، ثُمَّ قَامَ عليٌّ ، فعظَّم من حقِّ أبي بكر ، وذكر فضيلتَه
وسابِقتَه ، ثم قام إلى أبي بكر فبايَعَهُ ، فَأقبلَ الناسُ على عليٍّ ، فقالوا:
أَصَبْتَ وأحسنتَ ، وكان المسلمون إلى عليٍّ قريباً حين رَاجَعَ الأمرَ المعروف» .
-[106]-
أخرجه بطوله مسلم (3) ، وأخرج البخاري منه المسند فقط، وهو : «لا نُورَثُ ما
تَرَكْنا صَدَقَةٌ» .
وأخرج أبو داود طِلبةَ فاطمةَ الميراثَ ، إلى قوله : «لا نُورَث، ما تركنا صَدَقةٌ
، وإنما يأكلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا المال» .
وله في أخرى بنحو ذلك ، ولم يذكر حديث عليٍّ ، وأبي بكر ، وموتَ فاطمةَ (4) .
وأخرج النسائي طَرَفاً من أوله : «أنَّ فاطمَةَ أرسَلَتْ إلى أبي بكر تَسألُهُ
مِيراثَها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْ صَدَقَتِهِ ، وَمِمَّا تَرَكَ
مِنْ خُمُسِ خَيبَرَ ، فقال أبو بكر : إنَّ رسولَ الله قال : «لا نُورَثُ» (5) .
وسيجيءُ لَفْظُ أبي داود ، والنسائي أيضاً في «كتاب الفرائض» من حرف الفاء ، وحيث
لم يُخَرِّج الحديثَ بطوله إلا مُسلم لم نُعْلِم عليه إلا -[107]- عَلامَتَهُ وحده
ها هنا ، وأشَرنا إلى ما أخرج غيرُه منهُ لِيُعْرَفَ .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزيغ) : زاغ عن الحق : إذا مال عنه وعدل.
(وَجَدَت) : وجدت تجد ، أي غضبت ، والموجدة الغضب.
(وجه من الناس) : يقال لفلان : وجه من الناس أي : حرمة ومنزلة.
(نفاسة) : المنافسة الحرص على الغلبة والانفراد بالمحروص عليه ، نفست عليه أنفس
نفاسة.
(فاستبددتم) : الاستبداد بالأمر الانفراد به دون غيره.
(شجر) : شجر [الأمر] بين القوم أي : اختلفوا واشتجروا ، تنازعوا واختلفوا ومنه
قوله تعالى : {فِيما شَجرَ بَيْنَهمْ} [النساء : 65] أي فيما وقع بينهم في
الاختلاف.
(ما ألوت) : ألا يألو : إذا قصَّر وفلان لا يألوك نصحاً أي : لا يقصِّر.
__________
(1) في الأصل : فيء هذا المال .
(2) في مسلم : " وكان لعلي من الناس وجهة " .
(3) رقم (1759) في الجهاد ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا نورث ما
تركنا صدقة " ، ورواية المصنف له بالمعنى ، مسنداً ومعلقاً ، وفيه زيادات ولعلها
من زيادات الحميدي ، والله أعلم .
وأخرجه البخاري مختصراً 7 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب
مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال النووي في " شرح مسلم "
: وفي هذا الحديث صحة خلافة أبي بكر وانعقاد الاجماع عليها .
(4) أبو داود رقم (2968) و (2969) و (2970) في الخراج والإمارة ، باب صفايا رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
(5) النسائي 7 / 133 في قسم الفيء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/49) ، (1/10) (58) قال : حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (5/115)
قال : حدثنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام. وفي (8/185) قال : حدثنا عبد الله
بن محمد ، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/155) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد
رافع وعبد بن حميد ، قال ابن رافع : حدثنا ، وقال الآخران : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما (عبد الرزاق وهشام) قالا : أخبرنا معمر.
2 - وأخرجه أحمد (1/6) (25) قال : حدثنا يعقوب. والبخاري (4/96) قال : حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله. ومسلم (5/155) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا يعقوب بن
إبراهيم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ، والحسن بن علي الحلواني ، قالا : حدثنا يعقوب
(وهو ابن إبراهيم) . وأبو داود (2970) قال : حدثنا حجاج بن أبي يعقوب ، قال :
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
كلاهما (يعقوب ، وعبد العزيز) قالا : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح.
3 - أخرجه أحمد (1/9) (55) قال : حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (5/177) قال :
حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (5/153) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : أخبرنا حجين.
وأبو داود (2968) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني.
أربعتهم (حجاج ، ويحيى ، وحجين ، ويزيد) قالوا : حدثنا الليث - وهو ابن سعد - قال
: حدثني عقيل بن خالد.
4 - وأخرجه البخاري (5/25) قال : حدثنا أبو اليمان. وأبو داود (2969) قال : حدثنا
عمرو بن عثمان الحمصي قال : حدثنا أبي. والنسائي (7/132) قال : أخبرنا عمرو بن
يحيى بن الحارث ، قال : حدثنا محبوب - يعني ابن موسى - قال : أنبأنا أبو إسحاق -
هو الفزاري -.
ثلاثتهم (أبو اليمان ، وعثمان ، وأبو إسحاق) عن شعيب بن أبي حمزة.
أربعتهم (معمر ، وصالح ، وعقيل ، وشعيب) عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن
الزبير ، عن عائشة ، فذكرته.
2079
- (خ م) القاسم بن محمد - رحمه الله - : قال : قالت عائشةُ : وَارَأْسَاهُ، فقال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ذَاكَ لَو كانَ وأنا حَيٌّ فَأستَغْفِرُ لَكِ
، -[108]- وَأدْعُو لك» ، فقالت عائشةُ : واثُكْلاهُ واللهِ إني لأَظُنُّكَ
تُحِبُّ مَوتي، لَو كان ذلك لَظَلِلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّساً ببعضِ أزواجِكَ،
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ ، لَقَدْ هَمَمْتُ -
أَو أَردْتُ - أنْ أُرسِلَ إلى أَبي بكر وابنهِ ، فَأعهدَ أن يقولَ القائِلونَ أو
يَتمنَّى المُتَمَنُّونَ ، ثم قلتُ : يَأْبى اللهُ ، وَيَدفَعُ المؤمِنونَ، أو
يدفَعُ اللهُ ويَأبى المؤمنونَ» . أخرجه البخاري .
قال الحميديُّ : ويحتمل أنْ يُضاف إلى هذا ما أخرجه مسلم من حديث عُروةَ عن عائشة
قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِهِ : «ادعِي لي أبا بكرٍ
أَبَاكِ ، وَأَخاكِ ، حتى أَكتبَ كِتَاباً ، فَإِني أَخَافُ أن يَتَمَنَّى
مُتَمَنٍّ ، ويقولَ قائِلٌ : أَنَا أولى ، ويَأبى الله ، والمؤمِنونَ إلا أبا
بكرٍ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(معرساً) : أعرس الرجل بامرأته : إذا دخل بها ، قال الجوهري : ولا يقال : عرس ،
والناس يقولونه.
__________
(1) البخاري 13 / 177 في الأحكام ، باب الاستخلاف ، وفي المرضى ، باب قول المريض :
إني وجع ، أو وارأساه ، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (2387) في فضائل الصحابة ، باب من
فضائل أبي بكر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/144) . ومسلم (7/110) قال : ثنا عبيد الله بن سعيد.
كلاهما (أحمد بن حنبل وعبيد الله بن سعيد) عن يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا
إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عروة ، فذكره.
2080
- () عائشة - رضي الله عنها - : قالت : نَحَلَني أبي جَادَّ عِشْرينَ وَسْقاً مِن
مَالِهِ بِالْغَابَةِ ، فَلَما حَضرْتهُ الوفَاةُ قال لها : واللهِ يا بُنيَّةُ ،
ما مِنَ -[109]- الناسِ أحدٌ أحَبُّ إِليَّ غنى بَعدي مِنْكِ ، ولا أعزُّ عليَّ
فقداً بَعْدي مِنْكِ ، وإني كنتُ نَحْلتُكِ جَادَّ عِشْرينَ وسقاً ، فَلو كُنتِ
جَدَدْتِيهِ وَاحْتَزْتِيهِ كانَ لَكِ ، وَإنَّمَا هُوَ الآنَ مَالُ وارِثٍ ،
وإنما هو أَخَوَاكِ ، وَأُخْتَاكِ ، فَاقْتَسِمُوهُ على كِتَابِ اللهِ تعالى ،
قالت: يا أَبتِ ، إنما هِيَ أَسماءُ، فَمَن الأُخرى ؟ قال : ذُو بَطْن بنْتِ
خَارجَةَ ، أُرَاهَا جَارِية - وروي : أُرِيتُها جارية - ثم أوصى أن تَغسِلَهُ
امْرَأَتُهُ (1) .
زاد في رواية : ثُمَّ دَعَا عُمرَ فقالَ : إِنِّي مُستَخلِفُكَ على أصحابِ رسولِ
الله -صلى الله عليه وسلم- يا عمرُ : إنما ثَقُلَتْ مَوازينُ مَنْ ثَقُلَتْ
موازينُهُ يومَ القيامَةِ باتِّباعِهِمُ الْحَقَّ ، وَثِقَلِهِ عليهم، وحُقَّ
لميزانٍ لا يوضَعُ فيه إلا الحَقُّ أنْ يكونَ ثَقيلاً ، يا عمرُ ، وإنما خَفَّت موازين
من خَفَّتْ موازينه يومَ القيامة باتِّباعِهِمُ الباطلَ ، وخِفَّتِهِ عليهم ،
وَحُقَّ لميزان لا يَوضَعُ فيه سوى الباطلِ أن يكون خَفيفاً ، وكتَبَ إِلى
أُمرَاءِ الأجنَادِ : وَلَّيْتُ عليكم عمرَ ولم آلُ نَفْسِي وَلا المُسْلِمين
خيراً ، ثم مَاتَ وَدُفِنَ لَيْلاً ، ثم قام عمرُ في النَّاسِ خَطيباً ، ثم قَالَ
- بعد أن حَمِدَ الله - : «أيُّها النَّاسُ ، إني لا أُعْلِمُكم مِنْ نَفسي شيئاً
تَجْهَلُونَهُ ، أنا عمرُ، ولم أحرِصْ على أمرِكم ، ولكن المتوفَّى أوصى بذلك ،
واللهُ ألهَمَهُ ذلك ، وليسَ أجعَل أمانتي إلى أحدٍ ليسَ لها بأهلٍ ، ولكن
أَجعلُها إلى من تكون -[110]- رَغْبَتُهُ في التوقِيرِ للمسلمين ، أولئك أحَقُّ
بهم مِمَّنْ سِواهُم» أخرجه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نحلني) : النحلة : العطية والهبة.
(جاد عشرين) : الجاد : نخل يجد منه أي : يقطع من ثمرته - مقدار معلوم ، والوسق :
ستون صاعاً ، والصاع : خمسة أرطال وثلث بالعراقي ، أو ثمانية أرطال ، على اختلاف
المذهبين.
ومعنى الحديث : أن أبا بكر رضي الله عنه كان وهب عائشة في صحته نخلاً يجد من ثمرته
في كل صرام عشرون وسقاً ، ولم يكن أقبضها ما وهبها ، فلما مرض أعلمها أن ورثته
شركاؤها فيه.
__________
(1) أخرجه الموطأ 2 / 752 في الأقضية ، باب ما لا يجوز من النحل ، وإسناده صحيح .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، ولم أجده بهذا اللفظ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.
2081
- (د) الأقرع - مؤذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : بَعَثني عمرُ إلى
الأسقُفِّ بإيلياءَ ، فَدَعَوْتُهُ ، فقالَ له عمر: هل تَجِدُني في الكتابِ ؟ قال
: نعم، قال : كَيفَ تَجِدُني ؟ قال : أَجِدُكَ قَرْناً ، فَرَفَعَ عليهِ
الدِّرَّةَ ، وقال : قَرْنَ مَهْ ؟ قال : قَرنٌ حَدِيدٌ ، أمِينٌ شديدٌ ، قال :
فكيف تَجدُ الَّذي بعْدي ؟ قال : أجِدُهُ خَليفة صَالِحاً ، غَيْرَ أَنَّهُ يؤثِرُ
قَرَابَتَهُ ، قال عمرُ : يَرْحَمُ اللهُ عثمان - ثلاثاً - قال : كيف تَجِدُ الذي
بَعدَهُ ؟ قال : أَجِدُهُ -[111]- صَدأ حَديدٍ ، فَرَفَعَ عُمرُ يَدَهُ على
رَأسِهِ ، وقال : يا دَفْرَاهُ ، يا دَفْرَاهُ ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ،
إنَّهُ خَلِيفَةٌ صالحٌ ، لكنهُ يُستخلَفُ حِينَ يُستخلَف والسَّيفُ مَسْلُولٌ ،
والدَّمُ مُهْراق. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرن مه) : الهاء في مه هاء السكت ، أي : قرن أي شيء ، وأراد بالقرن : الحصن ،
وجمعه قرون.
(صدأ حديد) : الصدأ : ما يعلو الحديد ، وهو معروف ، والمراد دوام لبس الدروع
لاتصال الحروب في زمانه ، والمعني به : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويروى صدع
حديد بالعين ، ويكون بدلاً من الهمزة ، والمعنى واحد ، وقيل : الصدع : الوعل الذي
ليس بالغليظ ولا بالدقيق ، وإنما وصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة ، وقد يوصف به
الرجل ، شبهه في خفته في الحروب ، ونهضته إلى صعاب الأمور ، حتى يفضي إليه الأمر :
بالوعل ، لتوقله في رؤوس الجبال ، وجعله من حديد : مبالغة في وصفه -[112]- بالشدة
والبأس، والصبر على الشدائد ، ومن رواه بالهمزة ، فعلى هذا التأويل : يكون قد
أبدلها من العين ، والمراد من المعنيين : ما حدث في أيام علي بن أبي طالب من الفتن
ومحاربة المسلمين ، وملابسة الأمور المشكلة ، والخطوب المعضلة ، ولذلك قال عمر رضي
الله عنه في آخر الحديث : «يا دفراه» والدفر : النتن ، تضجراً من ذلك واستفحاشاً
له.
__________
(1) رقم (4656) في السنة ، باب في الخلفاء ، وفي إسناده سعيد إياس الجريري ، وهو
ثقة لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين ، وهذا الحديث ليس عند المنذري ، لأنه ليس من
رواية اللؤلؤي وإنما هو من رواية أبي بكر بن داسة ، ولذا ذكره الخطابي في "
معالم السنن " ، وعزاه المزي في الأطراف لأبي داود وقال : ولم يذكره أبو
القاسم الدمشقي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4656) قال : ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير ، ثنا حماد بن سلمة أن
سعيد ابن إياس الجريري أخبرهم ، عن عبد الله بن شقيق العقيلي ، عن الأقرع ، فذكره.
قلت : حماد بن سلمة إمام له أوهام ، أخرج له مسلم في «الصحيح» عن ثابت ، وعن غيره
في المتابعات، وهو هنا يروي عن غيره ، و شيخه الجريري اختلط ، لكن سمع منه حماد
قبل الاختلاط.
2082
- (خ م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أخرج البخاري هذا الحديث من رواية
جُوَيريَةَ بنِ قُدَامَةَ (1) مختصراً ، وأَخرجه مسلم من رواية مَعْدَان بْنِ أبي
طَلْحَة بطوله : «أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَبَ يومَ الجمعةِ فذكر نَبيَّ الله - صلى
الله عليه وسلم- ، وذكر أبا بكرٍ ، ثم قال : إني رأَيتُ كأنَّ دِيكاً نَقَرَني
ثَلاثَ نَقَراتٍ ، وإني لا أُرَاهُ إلا لِحُضورِ أجلي، وإِنَّ أقْواماً
يَأْمُرونني أَن أَستخْلفَ ، وإنَّ اللهَ لم يكن لِيُضيِّعَ دِينَهُ ولا
خِلافَتَهُ ، ولا الذي بَعَثَ بِهِ رسولَهُ - صلى الله عليه وسلم- ، فَإنْ عَجِلَ
بي أمرٌ فَالخِلافَةُ شُورى بَيْنَ هؤلاء السِّتَّةِ الذين تُوفِّيَ رسولُ الله
-صلى الله عليه وسلم- ، وهو عنهم راضٍ (2) ، وإني قد -[113]- عَلِمْتُ أَنَّ
أَقْواماً يَطعَنُونَ في [هذا] الأمرِ ، أَنَا ضَرَبتُهُمْ بِيَدي هذه على الإسلام،
فإن فعلوا ذلك ، فأولئك أعداءُ اللهِ الكفَرَةُ الضُّلالُ ، ثم إني لا أدَعُ
بَعْدِي شيئاً أَهَمَّ عندي من الكلالَةِ ، ما راجَعْتُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- ما راجَعتُه في الكلالَةِ ، وما أغْلَظَ لي في شيءٍ ما أَغْلَظَ [لي]
فيه ، حتى طَعَنَ بِإِصبعِهِ في صَدري ، وقال : يا عمرُ ، ألا تكفيكَ آيةُ
الصَّيفِ ، التي في آخِر سورةِ النساءِ ؟ (3) ، وإني إنْ أَعِشْ أقْضِ فيها
بِقَضيَّةٍ يَقْضي بِهَا مَنْ يقرأُ القرآنَ ، ومَن لا يَقْرَأُ القرآن ، ثم قال :
اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ على أمَرَاءِ الأمْصارِ ، وإني إنما بَعَثْتُهمْ عليهم
لِيعدِلوا ، وَلِيعلِّمُوا الناسَ دِينَهُم ، وسُنَّةَ نَبِيِّهمْ ، وَيقْسِموا
فَيْئَهمْ فيهم ، ويرفَعُوا إليَّ ما أشْكَلَ عليهم من أمرهم ، ثم إنكم أيها
الناسُ تَأْكُلُونَ شجرتينِ لا أَراهُما إلا خَبِيثَتَينِ : هذا البَصَلَ والثُّوم
(4) ، لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا وَجدَ رِيحهَا من الرجل في
المسجدِ أمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إلى البَقِيعِ ، فَمَنْ أَكَلَهما فَلْيُمِتْهُمَا
طَبْخاً» (5) . -[114]-
وفي حديث جُويرِية (6) : «فَمَا كانت إلا جمعَة أخرَى حتى طُعِنَ عُمرُ ، قال : فَأذِنَ
لِلْمُهَاجِرينَ من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأذِنَ للأنصار ، ثم
أذِنَ لأهلِ المدينة ، ثُمَّ أذِنَ لأهلِ الشام ، ثم أَذِنَ لأهْلِ العراق، فكنَّا
آخرَ من دخل عليه ، قال : فإذا هو قد عَصَّبَ جُرحَهُ بِبُرْدٍ أسودَ ، والدمُ
يسيلُ عليه ، قال : فقلنا : أَوصِنا ولم يسألْهُ الوَصيَّةَ أحدٌ غَيرُنَا ، قال :
أُوصِيكُمْ بكتابِ -[115]- الله ، فإنكم لن تَضِلُّوا ما اتَّبعْتُمُوهُ ، قال :
وأُوصِيكم بالمُهَاجِرينَ ، فإن الناسَ يَكثُرونَ وَيَقِلُّونَ ، وأُوصيكم
بالأنصار، فإنهم شِعْبُ الإسلام الذي لَجَأَ إليهِ ، وأُوصيكم بالأعراب، فإنهم
أَصْلُكم ومادَّتُكُم - وفي روايةٍ : فإنهم إخوانُكُمْ وَعدُوُّ عَدُوِّكم -
وأُوصيكم بأهل الذِّمَّةِ ، فإِنهم ذِمَّةُ نَبِيِّكُم، وَرِزْقُ عِيالكُمْ ،
قوموا عَني» .
قال الحميديُّ : وبعض هذا المعنى من الوصية في حديث مقتل عمر ، والشُّورى من رواية
عَمرو بن مَيْمونَ (7) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شورى) : فعلى ، من المشورة في الرأي.
(الكلالة) : في الميراث : أن لا يرث الميت ولد ولا والد ويرثه أقاربه.
(آية الصيف) : أنزل الله تعالى في الكلالة آيتين ، إحداهما : التي في أول سورة
النساء ، وكان نزولها في الشتاء ، والثانية : التي في آخر سورة النساء -[116]-
وكان نزولها في الصيف ، فسميت بآية الصيف.
(فيئهم) : الفيء ، ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار عن غير حرب وقتال.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : جويرية بن قدامة ، ماله في البخاري سوى
هذا الموضع ، وهو مختصر من حديث طويل في قصة مقتل عمر رضي الله عنه ، وقيل : إن
جويرية هذا ، هو جارية بن قدامة الصحابي المشهور ، وفد بينت في كتابي في الصحابة
ما يقويه ، فإن ثبت وإلا فهو من كبار التابعين .
(2) وهم : عثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن
عوف رضي الله عنهم ، ولم يدخل عمر رضي الله عنه معهم سعيد بن يزيد لأنه من أقاربه
، فتورع عن إدخاله ، كما تورع عن إدخال ابنه عبد الله رضي الله عنهم .
(3) وهي قوله تعالى : {يستفتونك ، قل الله يفتيكم في الكلالة ...} إلى آخرها .
(4) قال النووي في " شرح مسلم " : قال العلماء : ويلحق بالبصل والثوم
والكراث ، كل ما له رائحة كريهة ، من المأكولات وغيرها ، وقال النووي : قال القاضي
: ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ ، قال : وقال ابن المرابط : ويلحق به من به
بخر في فيه ، أو به جرح له رائحة ، قال القاضي : وقاس العلماء على هذا مجامع
الصلاة غير المسجد ، كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات ، وكذا مجامع
العلم ، والذكر ، والولائم ، ونحوها ، ولا يلحق بها الأسواق ونحوها .
(5) رواه مسلم من حديث قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن عمر
رضي الله عنه ، -[114]- قال النووي في " شرح مسلم " : هذا الحديث مما
استدركه الدارقطني على مسلم ، وقال : خالف قتادة في هذا الحديث ثلاثة حفاظ ، وهم :
منصور بن المعتمر ، وحصين بن عبد الرحمن ، وعمر ابن مرة ، فرووه عن سالم عن عمر
منقطعاً ، لم يذكروا فيه معدان ، قال الدارقطني : وقتادة وإن كان ثقة ، وزيادة
الثقة مقبولة عندنا ، فإنه مدلس ، ولم يذكر فيه سماعه من سالم (يعني ابن أبي
الجعد) فأشبه أن يكون بلغه عن سالم فرواه عنه .
قلت (القائل النووي) : هذا الاستدراك مردود ، لأن قتادة وإن كان مدلساً ، فقد
قدمنا في مواضع من هذا الشرح أن ما رواه البخاري ومسلم عن المدلسين وعنعنوه ، فهو
محمول على أنه ثبت من طريق آخر سماع ذلك المدلس هذا الحديث ممن عنعنه عنه ، وأكثر
هذا أو كثير منه يذكر مسلم وغيره سماعه من طريق آخر متصلاً به ، وقد اتفقوا على أن
المدلس لا يحتج بعنعنته كما سبق بيانه في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح ،
ولا شك عندنا في أن مسلماً رحمه الله يعلم هذه القاعدة ويعلم تدليس قتادة ، فلولا
ثبوت سماعه عنده لم يحتج به ، ومع هذا كله فتدليسه لا يلزم منه أن يذكر معداناً من
غير أن يكون له ذكر ، والذي يخاف من المدلس ، أن يحذف الرواة ، وأما زيادة من لم
يكن ، فهذا لا يفعله المدلس ، وإنما هذا فعل الكاذب المجاهر بكذبه ، وإنما ذكر
معدان زيادة ثقة ، فيجب قبولها ، والعجب من الدارقطني رحمه الله تعالى في كونه جعل
التدليس موجباً لاختراع ذكر رجل لا ذكر له ، ونسبه إلى مثل قتادة الذي محله من
العدالة والحفظ والعلم والغاية العالية وبالله التوفيق .
(6) رواية جويرية هذه التي أوردها المصنف هنا فيها زيادات على رواية البخاري ، وهي
من زيادات الحميدي .
(7) البخاري 6 / 192 في الجهاد ، باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وباب يقاتل أهل الذمة ولا يسترقون ، وفي الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر وعمر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان ، وفي تفسير سورة الحشر ، ومسلم رقم
(567) في المساجد ، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وفي رواية يحيى بن صبيح عند الحميدي (29) سمى الستة : «عثمان ، وعلي ،
والزبير، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص...» .
أخرجه الحميدي (10 و 29) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن صبيح الخراساني.
وأحمد (1/15) (89) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام بن يحيى. وفي (1/26) (179)
قال : حدثنا إسماعيل ، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (1/27) (186) قال : حدثنا يحيى
بن سعيد ، قال : أنا سألته، قال : حدثنا هشام. وفي (1/48) (341) قال : حدثنا محمد
بن جعفر ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، أمله علي. ومسلم (2/81) قال : حدثنا
محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا هشام. وفي (2/82) قال :
حدثنا زهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن شبابة ابن سوار ، قال : حدثنا
شعبة. وفي (2/82 و 5/61) قال : حدثن أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا إسماعيل بن
علية ، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (5/61) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
ومحمد بن المثنى. قالا : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثنا زهير
بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن رافع ، عن شبابة بن سوار ، عن شعبة. وابن ماجة
(1014) و (2726) و (3363) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا إسماعيل
بن علية ، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (2/43) . وفي الكبرى (698) قال : أخبرنا
محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى «الورقة
87 - أ» قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ،
قال : حدثنا شعبة. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (8/10646) عن إسحاق ابن إبراهيم
، عن معاذ بن هشام ، عن أبيه. وابن خزيمة (1666) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال:
حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد.
خمستهم - يحيى بن صبيح ، وهمام ، وسعيد بن أبي عروبة ، وهشام الدستوائي ، وشعبة -
عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ،فذكره.
* أخرجه الحميدي (11) قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال :
أخبرنا سليمان ابن منصور ، قال : حدثنا أبو الأحوص. كلاهما (سفيان ، وأبو الأحوص)
عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عمر بن الخطاب ، مثله ، عن النبي -صلى الله
عليه وسلم-. ولم يذكر حصين : «معدان بن أبي طلحة» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال :
حدثنا جرير، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد. قال : قال عمر : إنكم تأكلون طعاما
خبيثا : هاتين الشجرتين البصل والثوم ، فإن كنت آكليهما فاقتلوهما بالنضج.
«موقوفا» وليس فيه «معدان» .
2083
- (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال : «لَمَّا صَدَرَ عمرُ بنُ الخطاب من مِنى
أَناخَ بالأبطحِ ، ثم كوَّمَ كَوْمَة من بطحَاءَ ، ثم طَرَحَ عليها رِدَاءهُ ، ثم
استَلْقى ، ومَدَّ يَديهِ إِلى السماءِ ، فقال : اللَّهمَّ كَبِرَتْ سِني ،
وَضَعُفَتْ قُوَّتي، وانتَشرَتْ رَعيَّتي ، فَاقبضني إليك غيرَ مُضيِّعٍ ، ولا مُفرِّطٍ
، ثم قَدِمَ المَدينةَ في عَقِبِ ذي الحِجَّةِ ، فَخَطَبَ الناسَ فقال : أَيها
الناسُ ، قد سُنَّتْ لكم السُّننُ ، وفُرِضَتْ لكم الفرائضُ ، وتُرِكتُمْ على
الواضِحَةِ ، لَيلُها كَنَهَارِها ، وَصَفَقَ إحدى يَدَيْه على الأخرى ، وقال :
إلا أن تَضِلُّوا بالناس يميناً وشمالاً ، ثم قال : إياكم أنْ تَهْلِكُوا عن آيةِ
الرَّجمِ ، أَن يقولَ قائلٌ : لا نَجِدُ حَدَّيْنِ في كتاب الله ، فقد رَجَمَ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ورَجَمْنا ، والذي نفسي بِيَدِهِ ، لولا أن
يقولَ الناسُ : زاد ابنُ الخطاب في كتاب الله لَكتبتُها (1) : {الشَّيخُ
والشَّيخَةُ فَارجُموهما ألبَتَّةَ} فإنا قد قَرأنَاها» (2) . -[117]-
قال ابن المسيب : فما انسلخ ذو الحِجَّة حتى قُتلَ عُمرُ (3) .
قال مالك : قوله : {الشَّيخُ والشَّيخَةُ} يعني : الثَّيِّبُ والثَّيِّبَةُ (4) .
أخرجه الموطأ.
__________
(1) مراد عمر رضي الله عنه : المبالغة والحث على العمل بالرجم ، لأن معنى الآية
باق وإن نسخ لفظها ، إذ لا يسع مثل عمر رضي الله عنه مع مزيد فقهه تجويز كتبها مع
نسخ لفظها .
(2) ثم نسخ لفظها وبقي حكمها ، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم رجم ورجم الصحابة
بعده ولم ينكر عليهم أحد .
(3) 2 / 824 في الحدود ، باب ما جاء في الرجم ، وإسناده صحيح ، قال الزرقاني في
" شرح الموطأ " : رواية سعيد (يعني ابن المسيب) عن عمر تجري مجرى المتصل
لأنه رآه ، وقد صحح بعض العلماء سماعه منه ، قاله أبو عمر ، يعني ابن عبد البر .
(4) أي المحصن والمحصنة وإن كانا شابين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1601) عن يحيى بن سعيد بن المسيب ، أنه سمعه يقول ، فذكره.
قال الإمام الزرقاني : رواية سعيد عن عمر تجري مجرى المتصل ، لأنه رآه وقد صحح بعض
العلماء سمعه منه - نقلا عن أبي عمر.
قلت : وفي هذا نظر ، والله أعلم.
2084
- (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «دَخَلْتُ على حَفصَةَ
وَنَوساتُها تَنطِفُ ، فقالت: أَعَلِمْتَ أنَّ أَبَاكَ غَيرُ مُستخلفٍ ؟ قلتُ : ما
كانَ لِيَفْعَلَ ، قالت: إّنه فاعلٌ ، قال : فَحلفْتُ أَن أُكَلِّمَهُ في ذلك ،
فَسَكَتُّ حتى غَدوَتُ ولم أُكَلِّمْهُ ، فكنتُ كأنما أحمِلُ بِيَميني جَبَلاً حتى
رَجعْتُ ، فدخلتُ عليه ، فسأَلني عن حال الناس، وأنا أُخْبِرُهُ ، قال : ثم قلتُ
له : إني سمعتُ الناسَ يقولون مَقَالَة ، فآلَيْتُ أن أَقولها لك : زَعَموا
أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ ، وإنه لو كان [لك] راعي إبلٍ ، أو راعي غَنَمٍ ، ثم
جاءك وتَرَكَهَا لَرَأيتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ ، فَرِعَايَةُ الناسِ أشدُّ ؟ قال :
فَوَافَقَهُ قَولي ، فَوَضَعَ رأسه ساعة ، ثم رَفَعَهُ إليَّ ، فقالَ : إنَّ اللهَ
عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ ، وإني إن لا أسْتَخْلِفْ ، فإنَّ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ ، وإن أَسْتَخْلِفْ فإنَّ أَبا بكرٍ قد
استَخْلَفَ ، قال : فواللهِ ، ما هو إلا أن ذَكَرَ رسولَ الله ، وأبا -[118]- بكرٍ
، فعَلِمْتُ أنه لم يكن لِيعدِلَ برسولِ اللهِ أحداً ، وأَنَّهُ غيرُ مُستَخلِفٍ»
.
وفي رواية بمعناه في الاستخلاف : وأنه لما طُعِنَ عمرُ قيل له : لو اسْتَخلفْتَ ؟
قال : أتَحَمَّلُ أمْرَكم حَيّاً ومَيتاً ؟ إنْ استخْلَفْتُ فقد استخْلفَ مَنْ هو
خَيْرٌ مِني : أبو بكرٍ، وإن تَركْتُ فقد تَرَكَ مَنْ هو خَيرٌ مِني : رسولُ الله
-صلى الله عليه وسلم- ، وَدِدتُ : أَنَّ حَظِّي منها الكَفَافُ ، لا عَليَّ ، ولا
ليَ ، قال عبدُ الله : فعلمتُ أَنه غير مُستخلِفٍ ، فقالوا : جَزَاكَ اللهُ خَيراً
، فقال : رَاغِبٌ ورَاهِبٌ. أخرجه البخاري ، ومسلم .
وأخرج الترمذي منه فصلاً ، وهو قوله : «قال ابن عمر : قيلَ لعمرَ بن الخطاب : لو
اسْتَخلفْتَ ؟ قال : إِنْ استَخلفتُ فقد استخْلفَ أبو بكر ، وإن لم أستخلفْ لم
يَسْتَخْلفْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» لم يَزِد .
وقال : وفي الحديث قصة .
وأخرج أبو داود منه قوله : «وإني إن لا أسْتَخْلِفْ ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ» إلى آخر الروايةِ الأولى (1) . -[119]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نوساتها) : النوسات : ذوائب الشعر.
(تنطف) : تقطر ماء.
(راغب وراهب) : الراغب : الطالب ، والراهب : الخائف ، والمراد : أنكم في قولكم لي
هذا القول ، إما راغب فيما عندي ، أو راهب مني ، وقيل : أراد أنني راغب فيما عند
الله ، وراهب من عقابه ، فلا تعويل عندي على ما قلتم لي من الوصف والإطراء.
__________
(1) البخاري 13 / 177 و 178 في الأحكام ، باب الاستخلاف ، ومسلم رقم (1823) في
الإمارة ، باب الاستخلاف وتركه ، والترمذي رقم (2226) في الفتن ، باب ما جاء في
الخلافة ، وأبو داود رقم (2939) في الخراج والإمارة ، باب في الخليفة يستخلف ،
وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 43 و 47 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (13/177 و 178) عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام عن معمر ، عن
الزهري عن سالم عن أبيه ، فذكره.
والترمذي (2226) قال : ثنا يحيى بن موسى ، حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر ، فذكره.
وأبو داود (2939) قال : ثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة ، قالا : ثنا عبد الرزاق
، فذكره.
2085
- (خ) عمرو بن ميمون الأودي - رحمه الله - : قال : «رأَيتُ عمرَ بن الخطاب قبلَ
أنْ يُصابَ بأيامٍ بالمدينةِ وَقَفَ على حُذَيفَةَ بن اليمان ، وعثمانَ بنِ
حُنَيْفٍ ، فقال : كيف فَعَلْتُما ؟ أَتَخَافانِ أنْ تكونَا قَدْ حَمَّلتُما
الأرضَ ما لا تُطيقُ ؟ قالا : حَمَّلنْاهَا أَمراً هِيَ له مُطِيقَةٌ ، وما فِيها
كبِيرُ فَضلٍ ، فقال : انظرا أنْ تكونا حمَّلْتمُا الأرضَ ما لا تُطيقُ ! ، فقالا
: لا ، فقال [عمرُ] : لئِن سَلَّمَني الله تعالى لأدَعنَّ أرَامِلَ أَهلِ
العِرَاقِ لا يحتَجْنَ إلى أحدٍ بعدي أَبداً ، قال : فَما أتتْ عليه إِلا رَابعَةُ
حتى أُصيبَ - رضي الله عنه - وقال عمرو بن ميمون : وإِني لَقَائِمٌ ، ما بَيني
وبينه إلا عبد الله بن عباس ، غَدَاةَ أُصِيبَ ، وكانَ إذا مَرَّ بَيْنَ الصفَّينِ
قَام بينهما ، فإذا رأى خَلَلاً قال : اسْتووا ، حتى إِذا لم يَرَ فيه خَلَلاً
تقدَّمَ فَكَبَّرَ ، قال : وَرُبما قَرَأ سورة (يوسف) أو -[120]- (النَّحْلِ) أو
نحو ذلك في الرَّكعةِ الأُولى ، حتى يجتمعَ الناسُ ، فما هو إلا أَنْ كَبَّرَ ،
فسمعتُه يقول : قَتَلَني - أَو أَكَلَني - الكَلْبُ ، حِينَ طَعَنَهُ ، فَطارَ
العِلجُ بسَكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ ، لا يَمُرُّ على أَحَدٍ يميناً ، ولا
شِمَالاً إلا طَعَنَهُ ، حتى طعنَ ثَلاثَةَ عشَر رَجُلاً ، فماتَ منهم تِسعةٌ -
وفي رواية : سَبْعَةٌ - فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين طَرَحَ عليه بُرْنُساً ،
فلما ظَنَّ العِلْجُ أَنه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ ، وتنَاوَلَ عمرُ [يَدَ] عبدِ
الرحمن بن عوفٍ فَقَدَّمَهُ (1) ، فَأمَّا مَنْ كَانَ يَلي عمرَ ، فقد رأَى الذي
رأَيتُ ، وأمَّا نَواحِي المسجد ، فإنهم لا يدْرونَ ما الأمْرُ ؟ غيرَ أنهم [قد]
فَقَدوا صَوتَ عمرَ ، وهم يقولون : سبحان الله ، سبحان الله ، فَصَلَّى بهم عبدُ
الرحمن بنُ عَوف صَلاة خَفيفَة ، فلما انْصرَفُوا ، قال : يا ابنَ عبَّاس، انظر :
مَنْ قَتلَني ؟ قال : فَجَالَ ساعة ثم جَاءَ ، فقال : غُلامُ المُغِيرَةِ بن
شُعبَةَ ، فقال : آلصَّنَعُ ؟ قال : نعم ، قال : قَاتَلَهُ الله ، لقد كُنتُ
أَمَرتُ به معروفاً ، ثم قال : الحمد لله الذي لم يَجْعلْ مِيتَتي (2) بيد رجل
مسلمٍ ، قد كنْتَ أنْتَ وأبوكَ تُحِبانِ أنْ تَكثُرَ العُلُوجُ بالمدينة - وكان
العباسُ أَكثَرَهُمْ رَقيقاً - فقال ابنُ عباس : إنْ شئتَ فعلتُ (3) - أي : إن
-[121]- شئتَ قَتَلْنَا- قال : [كَذَبتَ] (4) ، بَعدَما تَكلَّمُوا بِلِسَانِكم،
وصَلَّوْا قِبْلَتَكم، وحَجُّوا حَجَّكم ؟ فَاحْتُمِلَ إلى بَيتِهِ ، فانطلقنا معه
، قال : وكأنَّ الناسَ لم تُصِبْهُمْ مصيبةٌ قَبلَ يومِئذ ، قال: فقائلٌ يقول :
أَخَافُ عليه ، وقَائِلٌ يقول : لا بأسَ ، فَأُتيَ بنبيذٍ (5) فشَرِبَهُ ، فَخَرجَ
من جَوفِهِ ، ثُمَّ أُتيَ بلَبَنٍ فَشَرِبَ منه ، فخرجَ من جُرْحِهِ ، فَعَرَفُوا
أَنَّهُ مَيِّتٌ ، قال : فدخلنا عليه، وجاء الناسُ يُثنونَ عليه (6) وجاء رجلٌ
شابٌ فقال : أبشِر يا أمِيرَ المؤمنين ببُشْرى اللهِ - عزَّ وجل - ، قد كانَ لك من
صُحبَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقَدَمٍ في الإسلام ، ما قَد علمتَ ،
ثم وَلِيتَ فَعَدَلتَ ، ثم شَهَادَةٌ ، فقال : وَدِدتُ أَنَّ ذلك كانَ كفافاً ، لا
عَلَيَّ ، ولا لي ، فلما أَدْبَرَ الرَّجُلُ إذا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأرضَ ، فقال
: رُدُّوا عَليَّ الغُلامَ ، فقال : يا ابْنَ أَخي ، ارْفَع ثَوبَكَ فإنه أَبقى
(7) لِثَوبِكَ ، وأَتقَى لربِّكَ (8) ، يا عبدَ الله انْظر ما عَليَّ من الدَّينِ
، -[122]- فَحَسَبُوهُ فَوجدوه سِتَّة وثمانينَ أَلفاً ، أو نحوه (9) ، فقال : إِن
وَفَى به مالُ آلِ عمر فَأدِّهِ من أَموالهم، وإلا فَسلْ في بني عَدِيِّ بنِ كَعب
، فإنْ لم تَف أموالُهُم فَسَلْ في قُرَيشٍ ، ولا تَعْدُهُمْ إِلى غيرهم، وأَدِّ
عَني هذا المالَ ، انْطَلق إِلى أُمِّ المؤمنين عائشةَ ، فقل: يَقْرَأُ عليكِ عمرُ
السلامَ ، ولا تَقلْ : أميرُ المؤمنين، فَإِني لَستُ اليَومَ للمؤمنين أَميراً ،
وقلْ : يستَأذِنُ عمرُ بنُ الخطاب أَن يُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، قال : فسَلَّمَ
واستَأذَنَ ، ثم دخل عليها ، فوجدها قَاعِدَة تبكي ، فقال: يَقْرأُ عليكِ عمرُ بن
الخطابِ السلامَ ، ويستأذِنُ أن يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ ، قال : فقالت: كنتُ
أُرِيدُه لِنَفْسي، وَلأُوثِرَنَّهُ اليومَ على نفسي ، فلما أَقبلَ ، قيل: هذا
عبدُ الله بنُ عمر قد جاء ، فقال : ارفَعُوني ، وأَسنَدَهُ رَجُلٌ إليهِ ، فقال :
ما لَدَيك ؟ قال : الذي تُحِبُّ يا أمير المؤمنين ، أذِنَتْ ، قال: الحمدُ لله ،
ما كان شيءٌ أهَمَّ إِليَّ من ذلك ، فإذا أنا قُبِضتُ فَاحْمِلُوني، ثم سَلِّمَ،
وَقُلْ : يستأذِنُ عمرُ ، فَإِنْ أَذِنَتْ لي فَأدخِلُوني ، وإنْ رَدَّتني
فَردُّوني إِلى مَقَابِرِ المسلمين، وجاءت أُمُّ المؤمنين حَفصةُ والنِّسَاءُ
تَسترنها (10) ، فلما رَأينَاهَا قُمنا ، فَوَلَجتْ عليهِ ، فبكَت عندَهُ ساعَة ،
واستأذَنَ الرجالُ ، -[123]- فَوَلَجَتْ داخلاً ، فسمعنا بكاءهَا من الدَّاخِلِ ،
فقالوا : أوصِ يا أمير المؤمنين، استخْلِفْ ، قال : ما أرَى أَحَداً أَحَقَّ بهذا
الأمر من هؤلاءِ النفرِ - أَو الرَّهطِ - الذين تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- وهو عنهم رَاضٍ ، فَسمى عَليّاً ، وعثمانَ ، والزُّبيْرَ ، وطَلْحَةَ ،
وسعداً ، وعبدَ الرحمن ، وقال : يَشْهَدُكم عبدُ الله بنُ عمر، وليس له من الأمر
شيءٌ - كَهيئَةِ التَّعْزِيةِ له - فإِن أصَابَتِ الإمارَةُ سعداً فهو ذاك ، وإلا
فَلْيستَعِن به أيُّكم ما أُمِّرَ ، فإِني لم أَعْزِلْهُ عن عَجْزٍ، ولا خِيانَة ،
وقال : أُوصي الخليفةَ من بَعدي بالمهاجِرين الأولينَ : أنْ يَعْرِفَ لهم
حَقَّهُمْ ، ويحفظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُم ، وَأُوصِيهِ بالأنصارِ خَيراً : الذين
تَبَوَّؤُوا الدارّ والإيمَانَ من قَبلِهِمْ: أَن يُقبَلَ من مُحْسنِهم ، وأَن
يُعْفى عن مُسيئِهم ، وأوصيِه بأهلِ الأمصارِ خَيْراً : فَإِنَّهُم رِدءُ الإسلامِ
، وجُبَاةُ المالِ ، وَغَيظُ العَدُوِّ ، وأَن لا يُؤخذَ منهم إلا فَضْلُهم عن
رِضى منهم ، وأوصِيهِ بالأعراب خيراً ، فإنهم أَصلُ العربِ وَمَادَّةُ الإسلامِ:
أن يُؤخذَ مِن حَواشِي أموالهم ، ويُرَدَّ على فُقَرَائِهِم ، وأوصِيهِ بِذِمَّةِ
الله وذِمَّةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- : أَن يُوفى لهم بِعَهْدِهم ، وأن
يُقَاتَلَ مِن وَرَائِهِم (11) ، ولا يُكلَّفُوا إلا طَاقَتَهم ، قال : فلما قُبضَ
خرجنا بِهِ ، فانطَلقنا نَمشي ، فَسلَّم عبد الله بن عُمَرَ ، وقال : يستأذن عمرُ
بن الخطاب، قالت: أدخِلُوهُ ، فَأُدْخِلَ ، فَوُضِعَ هُنالك مَعَ صَاحِبيَهِ ،
فلما -[124]- فُرغَ من دَفْنهِ اجتمَعَ هؤلاء الرَّهطُ ، فقال عبدُ الرحمن بن عوف
: اجْعَلوا أَمرَكم إلى ثلاثةٍ منكم، فقال الزبيرُ : قد جعلتُ أمري إِلى عليٍّ ،
وقال طلحةُ : قد جعلتُ أمري إلى عثمانَ ، وقال سعدٌ : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن
، فقال عبد الرحمن : أَيُّكما يَبرَأُ من الأمرِ فَنَجْعَله إليه ، واللهُ عَليه
والإسلامُ لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُم في نفسه ؟ فَأُسكِتَ الشيْخَانِ، فقال عبدُ
الرحمن : أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ ، والله عَلَيَّ أَن لا آلُوا عن أَفْضِلِكم ؟
قالا : نعم ، فَأخَذَ بِيَدِ أحَدهما ، فقال: [إن] لَكَ من قَرَابَةِ رسولِ الله
-صلى الله عليه وسلم- والقَدَمِ في الإسلامِ ما قَد عَلِمْتَ ، فَاللهُ عليك
لَئِنْ أَمَّرتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَلَئِن أمَّرتُ عثمانَ لَتَسمعَنَّ
وَلَتُطيعَنَّ ؟ ثم خَلا بالآخَرِ فقال له مثل ذلك ، فلما أخذَ الميثَاقَ قال :
ارفَع يَدَكَ يا عثمانُ فَبَايَعَهُ ، وبَايَعَ له عليٌّ ، وولَجَ أَهلُ الدَّار
فَبَايَعُوهُ» . أخرجه البخاري (12) . -[125]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العلج) : العجمي في ذلك الوقت.
(أرامل) : جمع أرملة ، وهي التي مات زوجها ، والرجل إذا ماتت امرأته : أرمل، وقيل
: أراد بالأرامل: المساكين من الرجل والنساء.
(بُرنُساً) : البرنس : قلنسوة طويلة كان يلبسها الزهاد في صدر الإسلام (13) .
-[126]-
[[(الصنع) بفتح الصاد والنون : الصانع المجيد المتقن ، والمرأة صناع.]]
(رقيقاً) : الرقيق : اسم لجميع العبيد والإماء.
(كفافاً) : يقال : خرجت من هذا الأمر كفافاً ، أي : لا لي ولا علي.
(نبيذ) : شراب من تمر أو زبيب منبوذ في ماء ، والمراد به : الحلال المباح الذي لا
يسكر.
(لا تعدوهم) : عداه : إذا جاوزه إلى غيره.
(تبوؤوا) : تبوأت المنزل : إذا اتخذته منزلاً.
(ردء) : الردء العون.
__________
(1) أي للصلاة بالناس .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : وفي رواية الكشميهني : منيتي بفتح الميم
وكسر النون وتشديد التحتانية .
(3) قال الحافظ في " الفتح " : قال ابن التين : إنما قال ذلك لعلمه بأن
عمر لا يأمر بقتلهم .
(4) قال الحافظ : هو على ما ألف من شدة عمر في الدين ، لأنه فهم من ابن عباس من
قوله : إن شئت فعلنا ، أي قتلناهم ، فأجابه بذلك ، وأهل الحجاز يقولون : كذبت في
موضع أخطأت ، وإنما قال له بعد أن صلوا ، لعلمه أن المسلم لا يحل قتله ، ولعل ابن
عباس إنما أراد قتل من لم يسلم منهم .
(5) المراد بالنبيذ : تمرات نبذت في ماء ، أي نقعت فيه ، كانوا يصنعون ذلك ،
لاستعذاب الماء .
(6) قال الحافظ في " الفتح " : في رواية الكشميهني : فجعلوا يثنون عليه
.
(7) وفي بعض النسخ : أنقى وهي أصوب ، قال الحافظ في " الفتح " : بالنون
ثم القاف للأكثر ، وبالموحدة بدل النون للكشميهني .
(8) قال الحافظ : وفي إنكاره على ابن عباس ، ما كان عليه من الصلابة في الدين ،
وأنه لم يشغله ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف .
(9) قال الحافظ : في حديث جابر : ثم قال : يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله وحق
عمر إذا مت فدفنتني أن لا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفاً فتضعها
في بيت مال المسلمين ، فسأله عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أنفقتها في حجج حججتها ،
وفي نوائب كانت تنوبني ، وعرف بهذا جهة دين عمر .
(10) بعض النسخ : تسير معها .
(11) أي : إن قصدهم عدوهم ودفع عنهم مضرتهم .
(12) 7 / 49 و 50 و 51 و 52 و 53 و 54 و 55 و 56 و 57 في فضائل أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان ، وفي الجنائز ، باب
ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، وفي الجهاد ، باب يقاتل
أهل الذمة ولا يسترقون ، وفي تفسير سورة الحشر .
قال الحافظ في " الفتح " : 7 / 56 ، 57 : وفي قصة عمر هذه من الفوائد ،
شفقته على المسلمين ، ونصيحته لهم ، وإقامة السنة فيهم ، وشدة خوفه من ربه ،
واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه ، وأن النهي عن المدح في الوجه
مخصوص بما إذا كان غلو مفرط أو كذب ظاهر ، ومن ثم لم ينه عمر الشاب عن مدحه له مع
كونه أمر بتشمير إزاره والوصية بأداء الدين -[125]- والاعتناء بالدفن عند أهل
الخير ، والمشورة في نصب الإمام ، وتقديم الأفضل ، وأن الإمامة تنعقد بالبيعة ،
وغير ذلك مما هو ظاهر بالتأمل ، والله الموفق ، وقال ابن بطال : فيه دليل على جواز
تولية المفضول على الأفضل منه ، لأن ذلك لو لم يجز لم يجعل الأمر شورى إلى ستة
أنفس مع علمه أن بعضهم أفضل من بعض ، قال : ويدل على ذلك أيضاً قول أبي بكر : قد
رضيت لكم أحد الرجلين : عمر وأبي عبيدة ، مع علمه بأنه أفضل منهما ، وقد استشكل
جعل عمر الخلافة في ستة ، ووكل ذلك إلى اجتهادهم ، ولم يصنع ما صنع أبو بكر في
اجتهاده فيه ، لأنه إن كان لا يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل ، فصنيعه يدل على
أن من عدا الستة كان عنده مفضولاً بالنسبة إليهم ، وإذا عرف ذلك فلم يخف عليه
أفضلية بعض الستة على بعض وان كان يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل ، فمن ولاه
منهم أو من غيرهم كان ممكناً ، والجواب عن الأول يدخل فيه الجواب [[عن]] الثاني ،
وهو أنه إذا تعارض عنده صنيع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يصرح باستخلاف شخص
بعينه ، وصنيع أبي بكر حيث صرح ، فتلك طريق تجمع التنصيص وعدم التعيين ، وإن شئت
قل : تجمع الاستخلاف وترك تعيين الخليفة ، وقد أشار بذلك إلى قوله : لا أتقلدها
حياً وميتاً ، لأن الذي يقع ممن يستخلف بهذه الكيفية إنما ينسب إليه بطريق الإجمال
، لا بطريق التفصيل ، فعينهم ومكنهم من المشاورة في ذلك ، والمناظرة فيه لتقع
ولاية من يتولى بعده عن اتفاق من معظم الموجودين حينئذ ببلده التي هي دار الهجرة ،
وبها معظم الصحابة ، وكل من كان ساكناً مع غيرهم في بلد غيرها ، كان تبعاً لهم فيما
يتفقون عليه .
(13) ليس للزهاد لباس خاص في الإسلام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/49) عن موسى بن إسماعيل ، عن أبي عوانة ، عن حصين ، عن
عمرو بن ميمون الأودي ، فذكره.
2086
- (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - : «أَنه لمَّا سَقَطَ حَائطُ حُجْرَةِ
قَبْرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في زَمَانِ الوليد أَخَذَ في بِنَائِهِ
(1) ، فَبَدَتْ لَهُم -[127]- قَدَمٌ ، فَفَزِعُوا ، وظَنوا أَنَّها قَدَمُ رَسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فما وجدوا أحداً يعلم ذلك ، حتى قال لهم عروةُ :
[لا] والله ، ما هي قَدَمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ومَا هي إلا قَدَمُ
عُمَرَ» أخرجه ... (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : والسبب في ذلك ما رواه أبو بكر الآجري من
طريق شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال : أخبرني أبي قال : كان الناس يصلون إلى
القبر ، فأمر به عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلي إليه أحد ، فلما هدم بدت قدم
بساق وركبة ، ففزع عمر بن عبد العزيز ، فأتاه عروة فقال : هذا ساق عمر وركبته ،
فسري عن عمر بن عبد العزيز ، وروى الآجري من طريق مالك بن المغول عن رجاء بن حيوة
قال : كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز وكان قد اشترى حجر أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم : أن اهدمها ووسع بها المسجد ، فقعد عمر في ناحية المسجد
ثم أمر بهدمها ، فما رأيته باكياً أكثر من يومئذ ، ثم بناه كما أراد ، فلما أن بنى
البيت على القبر ، وهدم البيت الأول ظهرت القبور الثلاثة ، وكان الرمل الذي عليها
قد انهار ، ففزع عمر بن عبد العزيز ، وأراد أن يقوم فيسويها بنفسه ، فقلت له :
أصلحك الله ، إنك إن قمت قام الناس معك ، فلو أمرت رجلاً أن يصلحها ، ورجوت أن
يأمرني بذلك ، فقال : يا مزاحم - يعني مولاه - : قم فأصلحها .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، والحديث عند البخاري 3 / 204 في الجنائز
، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/300) قال : ثنا فروة ، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه لما
سقط.... فذكره.
2087
- (خ) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - : «أنَّ الرَّهطَ الذين وَلاهُم عمرُ (1)
اجتَمعُوا ، فَتَشَاوَرُوا ، فقال لهم عبد الرحمن بن عوف : لَستُ بالذي
أُنَافِسُكُمْ في هذا الأمْرِ، ولكنكم إِن شِئْتُمْ اختَرْتُ لكم منكم ،
فَجَعَلُوا ذلك إلى عبد الرحمن ، فلما ولَّوْهُ أمْرَهُمْ انثَالَ الناسُ (2) على
عبد الرحمن ومالُوا إليه ، حتى ما أرى أحَداً من الناسِ يتْبَعُ أحداً مِن
أُولئِكَ الرَّهطِ، ولا يَطأُ عَقِبَيهِ ، ومَالَ الناسُ على عبد الرحمن
يُشَاوِرونَهُ، ويُناجُونَهُ تِلْكَ اللَّيالِيَ ، حتى إذا كانت الليلةُ التي
أَصبَحنا منها ، فَبايعْنا عثمانَ ، قال المسِورُ : طَرَقني عبدُ الرحمن بعد
هَجْعٍ من الليلِ ، فَضَربَ البابَ حتى اسْتَيقَظتُ ، فقال : ألا أرَاكَ نَائِماً
؟ فواللهِ مَا اكْتَحَلتُ هذه الثلاثَ بِكَبير -[128]- نَومٍ [انْطَلِقْ] فَادعُ
لي الزُّبَيْرَ وسعداً ، فَدعَوتُهُمَا له ، فَشَاورَهُما ، ثم دعاني، فقال: ادْعُ
لي عليّاً ، فَدَعَوتُهُ فَنَاجَاهُ حتى ابْهَارَّ اللَّيلُ (3) ، ثم قامَ عليٌّ
من عنده وهو على طَمَعٍ ، وكان عبدُ الرحمن يَخشى من عليٍّ شيئاً ، ثم قال : ادعُ
لي عثمانَ ، فناجاهُ حتى فَرَّقَ بينهما المؤذِّنُ للصبح ، فلمَّا صلى الناسُ
الصبحَ ، اجتَمَعَ أُولَئِكَ الرهطُ عند المنبر ، فأرسلَ عبدُ الرحمن إلى من كان
خارجاً من المهاجرين والأنصارِ ، وأَرسلَ إِلى أُمَراءِ الأَجْنَادِ ، وكانوا قد
وَافَوْا تلك الحجَّةَ مع عُمَرَ ، فلما اجتمعوا تَشهَّدَ عبدُ الرحمن ، وقال :
أما بعدُ ، يا عليُّ ، فإني نَظَرْتُ في أمرِ الناسِ ، فلم أرهُمْ يَعْدِلُون
بِعثمانَ ، فلا تَجْعَلَنَّ على نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَأخَذَ بيدِ عثمانَ ، وقال :
أَبايِعُكَ على سُنَّةِ الله ورسوله ، والخَلِيفَتينِ من بعده ، فبايَعَهُ عبد
الرحمن، وبايَعَهُ الناسُ والمهاجرونَ والأنصارُ ، وأُمَرَاءُ الأجنادِ
والمُسلِمونَ» . أخرجه البخاري (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هجع) : مضى هجع من الليل ، أي : طائفة منه.
(إبهار الليل) : إذا مضى نصفه.
__________
(1) أي عينهم فجعل الخلافة شورى بينهم ، أي ولاهم التشاور فيمن يعقد له الخلافة
منهم .
(2) لفظه في البخاري المطبوع : فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس ، قال
الحافظ في " الفتح " : في رواية سعيد بن عامر : فانثال الناس ، وهو بنون
ومثلثة ، أي قصدوه كلهم شيئاً بعد شيء ، وأصل النثل : الصب ، يقال : نثل كنانته ،
أي : صب ما فيها من السهام .
(3) ابهار الليل : انتصف ، وبهرة كل شيء : وسطه ، وقيل : معظمه ، والبهر : الضوء .
(4) 13 / 168 و 169 و 170 في الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (13/168) قال : ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا
جويرية عن مالك عن الزهري أن حميدا بن عبد الرحمن أخبره ، أن المسور بن مخرمة
أخبره ، فذكره.
2088
- () عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - : قال : «لمَّا حُوصِرَ -[129]- عثمانُ ،
وَلَّى أَبا هُرَيْرَةَ على الصَّلاةِ ، وكان ابنُ عباسٍ يُصَلِّي أحياناً ، ثم
بَعثَ عثمانُ إليهم ، فقال: ما تُريِدونَ مِني ؟ قالوا: نُريدُ أَنْ تَخْلَعَ
إِليهم أَمرَهم، قال: لا أَخْلَعُ سِرْبَالاً سَرْبَلنيِهِ اللهُ تعالى ، قالوا:
فهم قاتِلُوكَ ، قال: لَئِن قَتَلتُمُوني لا تَتَحابُّونَ بَعدي أبداً ، ولا
تُقَاتِلُونَ بعدي عَدوّاً جميعاً أَبداً، وَلَتَخْتَلِفُنَّ (1) على بَصِيرةٍ ،
يا قَومِ ، لا يَجْرِمَنَّكم شِقَاقي أن يُصِيبَكُمْ ما أَصَابَ مَنْ قَبْلَكُمْ ،
فلما اشتَدَّ عليه الأمْرُ أصبحَ صَائِماً يَومَ الجمعةِ، فلما كان في بعض النهارِ
نَامَ ، قال : رأَيتُ الآنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال لِي :
إِنَّكَ تُفْطِرُ عندنا اللَّيلَةَ ، فَقُتِلَ مِنْ يَومِهِ ، ثم قَامَ عليٌّ
خَطيباً ، فَحمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، وقال: أَيُّهَا الناسُ ، أقْبِلُوا عَليَّ
بِأسْمَاعِكُمْ وأبصارِكم ، إني أخاف أن أَكونَ أنا وأنتم قد أصبَحْنا في فِتنَةٍ،
وما علينا فيها إلا الاجتهادُ ، [وقال] : إنَّ اللهَ أدَّبَ الأُمَّةَ
بِأدَبَيْنِ: الكِتابِ والسنَّةِ ، لا هَوادَةَ عند السلطان فيهما، فاتَّقُوا
اللهَ وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكم، ثم نَزَلَ ، وَعَمَدَ إلى ما بَقيَ من بَيْتِ
المال، فَقَسَمَهُ على المسلمين» أخرجه ... (2) .
-[130]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بصيرة) : البصيرة : المعرفة والفطنة.
(يجرمنكم) : لا يجرمنكم أي : لا يحملنكم ولا يحدوكم.
(شقاقي) : الشقاق : النزاع والخلاف.
(هوادة) : الهوادة : السكون والموادعة والرضى بالحالة التي ترجى معها السلامة.
__________
(1) في الأصل : ولتخلفن .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول.
2089
- (خ) الحسن البصري - رحمه الله - قال : اسْتَقْبَلَ واللهِ الحسنُ بنُ عليّ
مُعاوِيةَ بِكَتَائِبَ أَمْثالِ الجبالِ ، فقال عَمْرو بنُ العاصِ لِمُعَاويةَ :
إِنِّي لأرى كتَائِبَ لا تُولِّي حتى تَقْتُلَ أقْرَانَهَا ، فقال [له] معاويةُ -
وكان واللهِ خَيْرَ الرجلين - : أَي عمرو : «أَرأيتَ إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء
هؤلاء، مَنْ لي بأُمورِ الناسِ ؟ مَنْ لي بِنسَائِهِمْ ؟ مَنْ لي بِضَيعَتِهم ؟»
فَبَعَثَ إليه رَجُلينِ من قريشٍ من بني عبد شَمس : عبدَ الرحمن بن سَمُرة ، وعبدَ
الله بن عامر ، فقال: اذْهَبا إلى الرَّجلِ فَاعرِضَا عليه ، وقولا لَهُ ، واطلُبا
إِليه ، فَأَتَيَاهُ ، فَدَخلا عليه ، وتَكَلَّمَا ، وقالا له ، وطَلَبا إليه ،
فقال لهم الحسنُ بن عليٍّ : إنَّا بَنُو عبدِ المطلب قَد أَصَبْنا من هذا المال،
وإِنَّ هذه الأمَّةَ قد عاثَت في دِمائِهِا ، قالا: فإنه يَعْرِضُ عليك (1) كذا
وكذا ، ويَطْلُبُ إليكَ ويسألُكَ ؟ قال : فَمَن لي بهذا ؟ . قالا : نحن لك به ،
فما سَأَلَهُما شيئاً إلا قالا : نَحْنُ لك به ، فَصَالَحَهُ ، قال الحسن : ولقد
سمعتُ أبا بَكْرَةَ (2) يقول : رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على
-[131]- المنبَرِ والحسنُ بنُ عليٍّ إلى جَنْبِهِ ، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة
، وعليه أخرى ، ويقول : «إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ ، ولعَلَّ اللهَ أَنْ يُصلِحَ به
بَيْنَ فِئتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمين» أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بكتائب) : الكتائب : جمع كتيبة ، وهي القطعة المجتمعة من الجيش.
(أقرانها) : الأقران : جمع قِرن - بكسر القاف - وهو المثل والنظير في الحرب.
(بضيعتهم) : ضيعة الرجل : ما يكون معاشه من صناعة وغيرها من غلة وتجارة ونحوها.
(عاثت) : العيث : الفساد.
__________
(1) في الأصل : يعرض عليه ، والتصحيح من البخاري .
(2) جاء في آخر الحديث : وقال أبو عبد الله - يعني البخاري - : قال لي علي بن عبد
الله - يعني -[131]- ابن المديني - : إنما ثبت لنا سماع الحسن - يعني البصري - من
أبي بكرة بهذا الحديث ، قال الحافظ في " الفتح " : أي لتصريحه فيه
بالسماع ، قال : وقد أخرج المصنف - يعني البخاري - هذا الحديث ، عن علي بن المديني
، عن ابن عيينة في كتاب الفتن ، لم يذكر هذه الزيادة .
(3) 5 / 225 في الصلح ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي : إن ابني
هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين ، وفي الأنبياء ، باب علامات
النبوة في الإسلام ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب الحسن
والحسين ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي : إن ابني
هذا لسيد . وانظر " الفتح " في شرح الحديث 13 / 52 - 58 ، وفي آخره
الفوائد المستنبطة من الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (793) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا إسرائيل أبو موسى.
وأحمد (5/37) قال : حدثنا سفيان ، عن أبي موسى ، ويقال له : إسرائيل. وفي (5/44)
قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا المبارك. وفي (5/94) قال : حدثنا مؤمل ، قال :
حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا علي بن زيد. وفي (5/51) قال : حدثنا عفان ، قال :
حدثنا مبارك بن فضالة. والبخاري (3/243) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال :
حدثنا سفيان ، عن أبي موسى. وفي (4/249) قال : حدثني عبد الله ابن محمد ، قال :
حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا حسين الجعفي، عن أبي موسى. وفي (5/32) قال حدثنا
صدقة ، قال : حدثنا ابن عيينة ، قال : حدثنا أبو موسى. وفي (9/71) قال : حدثنا علي
بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا إسرائيل أبو موسى. وأبو داود
(4662) قال : حدثنا مسدد ، ومسلم بن إبراهيم ، قالا : حدثنا حماد ، عن علي بن زيد
(ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثني الأشعث.
والترمذي (3773) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا الأنصاري محمد بن عبد الله
، قال : حدثنا الأشعث ، هو ابن عبد الملك. والنسائي (3/107) . وفي الكبرى (1644) .
وفي عمل اليوم والليلة (252) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، قال: حدثنا سفيان، قال
: حدثنا أبو موسى إسرائيل بن موسى. وفي عمل اليوم والليلة (251) قال : أخبرنا
قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن علي بن زيد. وفي فضائل الصحابة (63)
قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي موسى.
أربعتهم (إسرائيل أبو موسى ، والمبارك بن فضالة ، وعلي بن زيد ، والأشعث) عن الحسن
، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/47) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : أخبرني
من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (254) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ،
قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، قال : بلغني أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال للحسن بن علي نحوه. «مرسل» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (255) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال :
حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن داود. وفي (256) قال : أخبرنا محمد بن
العلاء أبو كريب ، قال: حدثنا ابن إدريس ، عن هشام.
كلاهما (داود ، وهشام) عن الحسن ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،
فذكره «مرسل» .
الكتاب
الخامس : في الخلع
2090 - (ت د) ثوبان - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال
: «أَيُّما امْرأةٍ اختَلَعَتْ من زَوجها من غَيْرِ بَأسٍ لَمْ تَرِح رَائحَةَ
الجنة» .
وفي روايةٍ : «أَيُّما امْرأةٍ سَأَلَت زَوجَها طَلاقَها» .
وفي رواية : أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : «إِنَّ المُختَلِعَاتِ هُنَّ
المُنَافقاتُ» .
أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم ترح رائحة الجنة) : أي لم تشم ولم تجد ريحها.
__________
(1) الترمذي رقم (1186) ، ورقم (1187) في الطلاق ، باب ما جاء في المختلعات ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن ، وأبو داود رقم (2226) في الطلاق ، باب في الخلع ، وسنده
قوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معلول بالانقطاع : أخرجه أحمد (5/283) قال : حدثنا عبد الرحمن. والدارمي
(2275) قال : حدثنا محمد بن الفضل. وأبو داود (2226) قال : حدثنا سليمان بن حرب.
وابن ماجة (2055) قال : حدثنا أحمد بن الأزهر ، قال : حدثنا محمد بن الفضل.
ثلاثتهم (عبد الرحمن ، ومحمد ، وسليمان) قالوا : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن
أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، فذكره.
* أخرجه أبو داود «تحفة الأشراف» (2103) عن محمد بن إسماعيل الصائغ ، عن عفان (ح)
وعن حجاج الضرير ، عن عمرو بن عون. كلاهما (عفان ، وعمرو) عن حماد بن زيد ، عن
أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، فذكره.
قال المزي : وجدتهما في بعض النسخ من رواية أبي بكر بن داسة ، عن أبي داود. وأظنهما
من زيادات أبي سعيد بن الأعرابي، أو غيره ، فإن ابن الأعرابي قد روى عنهما في
«معجمه» .ولم أجد لأبي داود عنهما رواية في غير هذا الموضع ، والله أعلم.
* أخرجه أحمد (5/277) قال:حدثنا إسماعيل. والترمذي (1187) قال : أنبأنا بذلك
بُندار. قال : أنبأنا عبد الوهاب «الثقفي» كلاهما (إسماعيل ، وعبد الوهاب) عن أيوب
عن أبي قلابة ، عمن حدثه ، عن ثوبان ، فذكره.
2091
- (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«المُنتَزِعَاتُ (1) والمُختَلِعَاتُ : هُنَّ المُنَافقاتُ» . قال الحسن : لم أسمعه
من غير أبي هريرة . -[133]-
أخرجه النسائي ، وقال : الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً (2) .
__________
(1) " المنتزعات " اللاتي ينتزعن أنفسهن بمالهن من أحضان أزواجهن عن غير
رضى منهم .
(2) 6 / 168 في الطلاق ، باب ما جاء في الخلع ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند
" 2 / 414 ، والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال النسائي ، وكذلك قال ابن
أبي حاتم في " المراسيل " ، وقال الحافظ في " الفتح " : 9 /
354 عن هذا الحديث : وفي صحته نظر ، لأن الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة ،
لكن وقع في رواية النسائي : قال الحسن : لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث ،
وقد تأوله بعضهم على أنه أراد : لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة ، وهو تكلف ،
وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط ، وصار يرسل عنه غير ذلك ، فتكون قصته في ذلك
، كقصته مع سمرة في حديث العقيقة . أقول : قد صرح النسائي بسماع الحسن عن سمرة في
حديث العقيقة 7 / 166 ، وإسناده صحيح ، وصححه الترمذي والنووي وغيرهما ، وانظر
" جامع الأصول " 1 / 382 . ومراد الحافظ : لعل الحسن قد سمع هذا الحديث
فقط من أبي هريرة كما جاء في النسائي ، قال الحسن : لم أسمعه من غير أبي هريرة ،
وبقية الروايات عنه مرسلة ، فتكون هذه الرواية على ذلك ثابتة ، والله أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع ، ضعيف : أخرجه أحمد (2/414) قال : حدثنا عفان. والنسائي (6/168) قال :
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا المخزومي ، وهو المغيرة بن سلمة كلاهما
(عفان ، والمخزومي) قالا : حدثنا وهيب ، عن أيوب ، عن الحسن ، فذكره.
* قال الحسن : لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن النسائي : الحسن لم
يسمع من أبي هريرة شيئا.
2092
- (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : إِنَّ امرَأةَ ثابتِ بن قيس
بنِ شَماسٍ أَتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت له : ما أعْتِبُ على
ثابتٍ في خُلُقٍ ، ولا دِينٍ ، ولكني أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسلام - قال أبو عبدِ
الله [البخاري] : تَعني تَبغُضُهُ- قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«أَتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ ؟» قالت : نعم ، قال له رسولُ الله -صلى الله عليه
وسلم- : «اقْبَل الحديقةَ ، وطَلِّقها تَطْلِيقَة» .
وفي روايةٍ عن عكرمة - مرسلاً - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- .
وفي رواية : «أَنَّ اسمها : جَمِيلَةٌ» (1) . أخرجه البخاري ، والنسائي (2) .
-[134]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحديقة) : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط.
__________
(1) انظر " الفتح " 9 / 349 وما جاء من الروايات في اسمها .
(2) البخاري 9 / 352 في الطلاق ، باب الخلع وكيف الطلاق فيه ، والنسائي 6 / 169 في
الطلاق ، باب ما جاء في الخلع ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2056) في الطلاق ، باب
المختلعة تأخذ -[134]- ما أعطاها ، وقد رواه البخاري مرسلاً وموصولاً ، ووصله
الإسماعيلي أيضاً ، قال الحافظ : ويؤخذ من إخراج البخاري هذا الحديث في الصحيح
فوائد ، منها أن الأكثر إذا وصلوا ، وأرسل الأقل ، قدم الواصل ، ولو كان الذي أرسل
أحفظ ، ولا يلزم منه أنه تقدم رواية الوصل على المرسل دائماً ، ومنها : أن الراوي
إذا لم يكن في الدرجة العليا من الضبط ، ووافقه من هو مثله اعتضد ، وقاومت
الروايتان رواية الضابط المتقن ، ومنها : أن أحاديث الصحيح متفاوتة المرتبة ، إلى
صحيح وأصح . قال الحافظ : وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم أن الشقاق إذا حصل من
قبل المرأة فقط ، جاز الخلع والفدية ، ولا يتقيد ذلك بوجوده منهما جميعاً ، وأن
ذلك يشرع إذا كرهت المرأة عشرة الرجل ولم يكرهها ولم ير منها ما يقتضي فراقها ،
وانظر " الفتح " 9 / 352 - 354 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/60) قال : حدثنا أزهر بن جميل ، قال : حدثنا عبد الوهاب
الثقفي ، قال : حدثنا خالد.وفي (7/60) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك
المخرمي ، قال : حدثنا قراد أبو نوح ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن أيوب. وابن
ماجة (2056) قال : حدثنا أزهر بن مروان ، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ،
قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة. والنسائي (6/169) قال : أخبرنا أزهر بن
جميل ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا خالد.
ثلاثتهم (خالد الحذاء ، وأيوب ، وقتادة) عن عكرمة ، فذكره.
* أخرجه البخاري (7/60) قال : حدثنا إسحاق الواسطي ، قال : حدثنا خالد ، عن خالد
الحذاء ، عن عكرمة ، أن أخت عبد الله بن أبي ، بهذا «مرسل» .
* وأخرجه البخاري (7/61) قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن
عكرمة ، أن جميلة ، فذكر الحديث. «مرسلا» .
* في رواية قتادة سمى امرأة ثابت بن قيس: جميلة بنت سلول.
- الرواية المرسلة :
أخرجها أبو داود (2229) . والترمذي (1185) كلاهما عن محمد بن عبد الرحيم البزاز ،
قال : حدثنا علي بن بحر القطان ، قال : حدثنا هشام بن يوسف ، عن معمر ، عن عمرو بن
مسلم ، عن عكرمة ، فذكره.
* قال أبو داود : وهذا الحديث رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عمرو بن مسلم ، عن
عكرمة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مرسلا.
2093
- (ط د س) حبيبة بنت سهل الأنصاري - رضي الله عنها - : [أنها] كانت تَحْتَ ثابت
بنِ قيس بن شَماسٍ ، قالت: فَأتَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ : لا
أنا وَلا ثَابت - وفي رواية - : لما خَرَجَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى
الصبح ، وجدَها عِندَ بابِهِ في الغَلَسِ ، [فقال : «من هذه ؟» قالت : أنا حبيبةُ
بنت سهل يا رسول الله] ، فقال لها : «مَا شَأنُكِ؟» قالت : لا أنَا ولا ثابت ،
فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هذه حَبِيبَةُ
، فذكَرَتْ ما شَاءَ اللهُ أنْ تَذكُرَ ، فقالت حَبيبَةُ : يا رسولَ الله كُلُّ ما
أعْطاني عِنْدي ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[لثابت] : «خُذ منها»
فَأخَذَ منها ، وَجلست في بيتها. -[135]-أخرجه الموطأ، وأبو داود ، والنسائي (1) .
وفي أخرى للنسائي : أنَّ ثابتَ بن قيس بن شماس ضرب امرأته فَكَسَرَ يَدَهَا - وهي
جميلةُ بنت عبد الله بن أُبي (2) - فَأَتى أَخُوها يَشتَكِيهِ إلى رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، فَأَرسَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ثابتٍ ،
فقال له : «تَرُدُّ الذي لَكَ عليكَ ، وَخلِّ سَبيلها ؟» قال : نعم، فَأمَرَها
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّ تَتَرَبَّصَ حَيضة وَاحدة ، وتَلْحَقَ
بِأهْلِهَا (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغلس) : ظلمة آخر الليل.
(تتربص) : التربص : الانتظار بالشيء.
__________
(1) الموطأ 2 / 564 في الطلاق ، باب ما جاء في الخلع ، وأبو داود رقم (2227) في
الطلاق ، باب في الخلع ، والنسائي 6 / 169 في الطلاق ، باب ما جاء في الخلع ،
وإسناده صحيح ، قال الحافظ : وصححه ابن خزيمة وابن حبان من هذا الوجه .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : قال ابن عبد البر : اختلف في امرأة ثابت
بن قيس ، فذكر البصريون أنها جميلة بنت أُبي ، وذكر المدنيون أنها حبيبة بنت سهل ،
قلت (القائل ابن حجر) : والذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لامرأتين لشهرة الخبرين وصحة
الطريقين واختلاف السياقين ، بخلاف ما وقع من الاختلاف في تسمية جميلة ونسبها ،
فإن سياق قصتها متقارب ، فأمكن رد الاختلاف فيه إلى الوفاق .
(3) أخرجه النسائي 6 / 186 في الطلاق ، باب عدة المختلعة ، زاد الحافظ في "
الفتح " نسبة هذه الرواية للطبراني ، وهي رواية حسنة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (348) . وأحمد (6/433) قال : قرأت على عبد
الرحمن بن مهدي : مالك. والدارمي (2276) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود
(2227) قال: حدثنا القعنبي ، عن مالك. والنسائي (6/169) قال : أخبرنا محمد بن
سلمة. قال : أنبأنا ابن القاسم ، عن مالك.
كلاهما (مالك ، ويزيد بن هارون) عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد
بن زرارة فذكرته.
2094
- (د) عائشة - رضي الله عنها - : أنَّ حَبيبَةَ بِنْتَ سهل كانت عند -[136]- ثَابت
بن قيس بن شَماس ، فَضَرَبَهَا فَكسَر نُغْضَها (1) ، فَأَتَتْ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- بَعْدَ الصبحِ ، فَاشْتَكَتْهُ إِليهِ ، فَدَعَا النَّبيُّ ثَابتا
فقال : «خُذ بعضَ مَالِهَا وفَارِقْها» قال : وَيصْلُحُ ذلك يا رسولَ الله ؟ ، قال
: «نعم» قال : فإني [قَدْ] أصدَقْتُها حَدِيقَتَيْنِ ، وهما بِيدِها ، فقال
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «خُذهُما وفَارِقْها» , فَفَعَل. أخرجه أبو داود
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُغْضَها) : النغض : أعلى الكتف ، وقيل : هو العظم العريض الذي يسمى اللوح.
__________
(1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة " بعضها " بالعين المهملة ، وفي
رواية النسائي التي قبلها : فكسر يدها .
(2) رقم (2228) في الطلاق ، باب في الخلع ، وإسناده حسن ، ويشهد له من جهة المعنى
الحديث المتقدم رقم (2094) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (2228) قال : حدثنا محمد بن معمر. قال : حدثنا أبو
عامر عبد الملك بن عمرو. قال : حدثنا أبو عمرو السدوسي المديني ، عن عبد الله بن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة ، فذكرته.
2095
- (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - : عن مَولاةٍ لِصَفيَّة بنت أبي عُبيد
: «أنَّها اخْتَلَعتْ من زَوجِها بِكُلِّ شَيءٍ لها ، فلم يُنْكِر ذلك عبدُ الله
بنُ عمر» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 565 في الطلاق ، باب ما جاء في الخلع ، وفي إسناده جهالة مولاة صفية بنت
أبي عبيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1229) عن نافع ، فذكره.
قلت : مولاة صفية مجهولة ، والله أعلم.
ترجمة
الأبواب التي أَوَّلها خاء ولم تَرِد في حرف الخاء
(الْخِيَارُ) في كتاب البيع ، من حرف الباء .
(الْخُمُسُ) في كتاب الجهاد ، من حرف الجيم .
(الْخَمْرُ) في كتاب الحدود ، من حرف الحاء ، وفي كتاب الشراب ، من حرف الشين .
(الخاتم) في كتاب الزِّينة ، من حرف الزاي .
(الْخِضابُ) في [كتاب] الزِّينة ، من حرف الزاي .
(الْخَلوقُ) في [كتاب] الزِّينة ، من حرف الزاي .
[(الْخِتَانُ) في [كتاب] الزِّينة ، من حرف الزاي] .
(الخَيلُ) (1) في كتاب السبق ، من حرف السين .
(الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ) في كتاب الصحبة ، من حرف الصاد .
(الْخَوارِجُ) في كتاب الفِتَنِ ، من حرف الفاء .
__________
(1) في الأصل : الختان ، بدل : الخيل .
بسم
الله الر حمن الرحيم
حرف الدال ، وفيه ثلاثة كتب
كتاب الدُّعاء ، كتاب الدِّيَات ، كتاب الدَّيْن
الكتاب الأول : في الدعاء ، وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول : في آداب الدعاء وجوائزه ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في الوقت والحالة
2096 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- قال : «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا (1) ، حين يبقَى
ثُلثُ الليلِ -[139]- الآخِرُ ، فيقول : من يَدعُوني فأَستجيبَ له ؟ (2) مَن
يَسْألُني فأُعْطِيَهُ ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ ؟» أخرجه البخاري ،
ومسلم .
وفي رواية لمسلم : «إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يُمهِلُ حتى إِذَا ذَهَبَ ثُلُث الليل
الأَوَّلُ، نَزَلَ إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل مِنْ مُستَغْفِرٍ ؟ هل مِن
تائِبٍ ؟ هل من دَاعٍ ؟ حتى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ» .
وفي أخرى : «إِذَا مَضى شَطْرُ الليل ، أو ثُلُثَاهُ ، يَنْزِلُ اللهُ تَبارَكَ
وتعالى إِلى السماءِ الدنيا ، فيقولُ : [هل] من سائِلٍ فَيُعْطَى ؟ هل من دَاعٍ
فَيُستَجَابَ لَه ؟ هل من مُستَغفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ ؟ حتى يَنفَجِرَ الصُّبْحُ»
.
وفي أخرى له قال : «يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين
يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ ، فيقول : أَنَا الملكُ ، أنا الملكُ ، مَنْ ذَا الذي
يدعوني ... الحديث» إلى آخره : وقال : «حتى يُضيءَ الفَجْرُ» .
وفي أخرى له نحوه ، وفي آخره : «ثم يقولُ : مَنْ يُقْرِضُ غير عَدِيم -[140]- ولا
ظَلُومٍ» .
وفي أخرى نحوه ، وفيه : «ثم يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، ويقول : مَنْ
يُقْرِضُ ... وذكر الحديث» .
وأخرج الموطأ ، والترمذي ، وأبو داود الرواية الأولى ، وأخرج الترمذي أيضاً
الرواية الخامسة (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا) : النزول والصعود والحركة والسكون من صفات
الأجسام ، والله تعالى يتقدس عن ذلك ، والمراد به : نزول الرحمة والألطاف الإلهية
، وقربها من العباد ، وتخصيصه لها بالثلث الآخر من الليل ، لأن ذلك وقت التهجد
وقيام الليل وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمة الله -[141]- تعالى ، وعند ذلك
تكون النية خالصة ، والرغبة إلى الله تعالى متوفرة ، فهو مظنة القبول والإجابة (4)
.
(عديم) : العديم : الذي لا شيء عنده ، فعيل بمعنى فاعل.
(ظلوم) : الظلوم : المبالغ في الظلم ، لأن فعولاً من أبنية المبالغة.
__________
(1) لقد أجرى جمهور السلف النزول على ما ورد مؤمنين به على طريق الإجمال ، منزهين
الله تعالى عن الكيفية والتشبيه ، قال الحافظ في " الفتح " : ونقله
البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين -[139]- والحمادين والأوزاعي والليث
وغيرهم ، وانظر " الفتح " 3 / 25 ، 26 في التهجد ، باب الدعاء والصلاة
من آخر الليل ، و 13 / 389 ، 390 في التوحيد ، باب قوله تعالى : {يريدون أن يبدلوا
كلام الله} .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : فأستجيب له ، بالنصب على جواب الاستفهام
، وبالرفع على الاستئناف ، وكذا قوله : فأعطيه ، وأغفر له ، وقد قرئ بهما في قوله
تعالى : {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ...} الآية - يعني :
فيضاعفه ، برفع الفاء ونصبها - وليست السين في قوله تعالى : {فأستجيب} للطلب ، بل
أستجيب بمعنى أجيب .
(3) رواه البخاري 13 / 389 و 390 في التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن
يبدلوا كلام الله} ، وفي التهجد ، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ، وفي الدعوات
، باب الدعاء نصف الليل ، ومسلم رقم (758) في صلاة المسافرين ، باب الترغيب في
الدعاء والذكر في آخر الليل ، والموطأ 1 / 214 في القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ،
والترمذي رقم (3493) في الدعوات ، باب رقم (80) ، وأبو داود رقم (1315) في الصلاة
، باب أي الليل أفضل . قال الحافظ : وفي حديث الباب من الفوائد : تفضيل صلاة آخر
الليل على أوله ، وتفضيل تأخير الوتر ، لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه ، وأن آخر
الليل أفضل للدعاء والاستغفار ، ويشهد له قوله تعالى : {والمستغفرين بالأسحار} ،
وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب ، ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين ، لأن
سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء ، كالاحتراز في المطعم والمشرب
والملبس ، أو لاستعجال الداعي ، أو بأن يكون بإثم أو قطيعة رحم ، أو تحصل الإجابة
ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله .
(4) " النزول " صفة من صفات الله ، كصفة " الاستواء على العرش ،
والمجيء " وغيرها مما ثبت في الكتاب والسنة ، ويجب على المسلم : أن يؤمن بها
على حقيقتها على ما يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه أبو سلمة وأبو عبد الله الأغر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/264) قال : حدثنا أبو كامل. قال : حدثنا
إبراهيم. وفي (2/267) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والدارمي (1487)
قال : حدثنا الحكم بن نافع ، عن شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (2/66) قال : حدثنا
عبد الله بن مسلمة ، عن مالك. وفي (8/88) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال
: حدثنا مالك. ومسلم (2/175) قال : حدثنا يحيى ابن يحيى. قال : قرأت على مالك.
وأبو داود (1315) و (4733) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (1366) قال :
حدثنا أبو مروان ، محمد بن عثمان العثماني ويعقوب بن حميد بن كاسب. قالا: حدثنا
إبراهيم بن سعد. والترمذي (3498) قال : حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن. قال : حدثنا
مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (480) قال : أخبرنا أبو داود. قال : حدثنا
يعقوب. قال : حدثنا أبي.وفي «الكبرى / الورقة 102 - أ» قال : أخبرنا محمد بن سلمة.
قال: حدثنا ابن القاسم ، عن مالك.
أربعتهم (مالك ، وإبراهيم بن سعد ، ومعمر ، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري ، عن أبي
سلمة وأبي عبد الله الأغر ، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/487) قال : قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري
(9/175) ، وفي «الأدب المفرد» (753) قال : حدثنا إسماعيل.
ثلاثتهم (عبد الرحمن ، وإسحاق ، وإسماعيل) عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبد الله
الأغر ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه : «أبو سلمة بن عبد الرحمن» .
* وأخرجه أحمد (2/504) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا محمد. والدارمي (1486) قال
: أخبرنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا محمد بن عمرو. ومسلم (2/167) قال : حدثنا
إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي. قال : حدثنا
يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (478) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور. قال :
أخبرنا أبو المغيرة. قال حدثنا الأوزاعي. قال : حدثنا يحيى. وفي (479) قال : محمد
بن سليمان - قراءة عليه - عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري.
ثلاثتهم (محمد بن عمرو ، ويحيى بن أبي كثير ، والزهري) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه «أبو عبد الله الأغر» .
* الروايات ألفاظها متقاربة.
- ورواه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد (2/282) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/419) قال :
حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال : حدثنا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن.ومسلم (2/175) قال
: حدنثا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب ، وهو ابن عبد الرحمن القاري. والترمذي
(446) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني.
كلاهما (معمر ، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري الإسكندراني) عن سهيل بن أبي صالح ،
عن أبيه ، فذكره.
ورواه ابن مرجانة. قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- :
أخرجه مسلم (2/176) قال : حدثني حجاج بن الشاعر. قال :حدثنا محاضر بن المُوَرِّع. (ح)
وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني سليمان بن بلال.
كلاهما (محاضر ، وسليمان) عن سعد بن سعيد. قال : أخبرني ابن مرجانة ، فذكره.
* قال مسلم بن الحجاج : ابن مرجانة ، هو سعيد بن عبد الله. ومرجانة أمه.
- ورواه عن عطاء مولى أم صبية ، عن أبي هريرة :
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (485) قال : أخبرني عمرو بن هشام. قال : حدثنا
محمد ، وهو ابن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن عطاء مولى أم صبية ،
فذكره.
- ورواه عن أبي جعفر ، أنه سمع أبا هريرة :
أخرجه أحمد (2/258) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا هشام. (ح) وعبد الوهاب. قال:
أخبرنا هشام. وفي (2/521) قال : حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا : حدثنا هشام.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (476) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا
خالد ، عن هشام. وفي (477) قال : أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال : حدثنا عبد
الوهاب بن سعيد. قال : حدثنا شعيب. قال : حدثنا الأوزاعي.
كلاهما -هشام ، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. قال : حدثنا أبو جعفر ، فذكره.
- ورواه عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد (2/433) قال : حدثنا يحيى. (ح) قال : حدثنا ابن نمير. والنسائي في عمل
اليوم والليلة (843) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا عبد الله.
ثلاثتهم - يحيى ، وابن نمير ، وعبد الله بن المبارك - عن عبيد الله بن عمر ، عن
سعيد المقبري ، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (484) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان. قال :
حدثنا بقية ، عن عبيد الله ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، نحوه.
زاد فيه : «عن أبيه» .
- ورواه عن نافع بن جبير ، عن أبي هريرة :
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (486) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال :
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال : حدثنا ابن أبي فديك. قال : حدثني ابن أبي ذئب
، عن القاسم بن عباس ، عن نافع بن جبير ، فذكره.
2097
- (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - : قال : قيل : يا رسولَ الله أي
الدُّعاء أسْمَعُ ؟ قال : «جَوفُ اللَّيلِ الآخِرُ ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ»
. أخرجه الترمذي (1) . -[142]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جوف الليل) : جوف كل شيء : داخله ووسطه ، والمراد به : الأوقات التي يخلو الإنسان
فيها بربه من أثناء الليل.
(دبر الصلوات) : دبر كل شيء : وراءه وعقبه ، والمراد به : الفراغ من الصلوات.
__________
(1) رقم (3494) في الدعوات ، باب رقم (80) من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج عن عبد
الرحمن بن سابط عن أبي أمامة رضي الله عنه ، وفي سنده انقطاع بين عبد الرحمن بن
سابط وأبي أمامة ، وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج . أقول : وللفقرة الأولى منه شاهد من
حديث عمرو بن عبسة الآتي رقم (2101) بلفظ " أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف
الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن "
رواه الترمذي وصححه ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ، وابن خزيمة
في صحيحه ، وللفقرة الثانية شواهد عامة مشتملة على ترغيب عظيم ، وفيها أن الذاكر
يقوم مغفوراً له ، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى ، وفيها
أنها لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن ، وغير ذلك من الترغيبات ، وكل ذلك يدل
على شرف هذا الوقت وقبول الدعاء فيه ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روي
عن أبي ذر ، وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " جوف الليل
الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى " ، ونحو هذا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع ، ولمتنه شواهد : أخرجه الترمذي (3499) . والنسائي في عمل اليوم
والليلة (108) قال الترمذي : حدثنا ، وقال النسائي : أخبرنا محمد بن يحيى «ابن
أيوب» الثقفي المروزي، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن ابن جريج ، عن عبد الرحمن بن
سابط ، فذكره.
2098
- (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «الدُّعَاءُ بين الأذَانِ والإقَامَةِ لا يُرَدُّ» .
زاد في رواية قال : «فَمَاذَا نَقولُ يا رسولَ الله ؟ قال : سَلُوا الله
العَافِيةَ في الدنيا والآخرة» (1) أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأذانِ والإِقامةِ» لم
يزد (2) .
__________
(1) لقد وردت الأخبار الكثيرة بطلب العافية .
(2) رواه الترمذي رقم (212) في الصلاة ، باب رقم (46) ، ورقم (3588) و (3589) في
الدعوات ، باب رقم (138) ، وأبو داود رقم (521) في الصلاة ، باب في الدعاء بين
الأذان والإقامة ، وفي سنده زيد العمي ، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري ، قاضي هراة
، وهو ضعيف ، وفيه أيضاً يحيى بن اليمان العجلي ، وهو صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد
تغير ، وقد رواه أحمد في " المسند " 3 / 155 و 225 من طريق أخرى عن أنس
بلفظ : " الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة فادعوا " ، وإسناده صحيح ،
وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (212) قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن زيد العمي - وهو
ابن الحواري - والترمذي (3588 و 3589) عن محمود بن غيلان ، عن وكيع وعبد الرزاق
وأبي الزبير ، وأبي نعيم - أربعتهم عن سفيان عن معاوية بن قرة عن أنس ، فذكره.
* والنسائي في اليوم والليلة عن محمود بن غيلان بإسناده إلا أنه لم يذكر «عبد
الرزاق» .ورواه عن سويد ابن نصر ، عن عبد الله ، عن سفيان به. ورواه عن إسحاق بن
منصور ، عن ابن مهدي ،عن سفيان به - موقوفا. ورواه سليمان التميمي رمز له المزي
«سي» عن قتادة عن أنس قوله. راجع التحفة (1594) و (1236) .
2099
- (ط د) سهل بن سعد - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله -[143]- صلى الله
عليه وسلم- : «ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ - أو قَلَّمَا تُرَدَّانِ - عِنْدَ
النِّدَاءِ ، وعند البَأْسِ ، حين يُلْحِمُ بعضُهم بعْضاً» (1) .
وفي رواية قال : «وَتَحْتَ المَطرِ» هذه رواية أبي داود (2) .
وفي رواية الموطأ قال : «سَاعَتانِ تُفتَحُ لَهُما أَبْوَابُ السماء ، وَقَلَّ
دَاعٍ تُرَدُّ عليه دَعْوَتُهُ : حَضْرَةُ النداءِ للصلاةِ ، والصّفُ في سبيلِ
اللهِ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النداء) : الأذان بالصلاة.
(البأس) : الخوف ، والمراد به : القتال.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2540) في الجهاد ، باب الدعاء عند اللقاء ، والدارمي 1 /
272 . قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " : حديث حسن صحيح ، أخرجه
أبو داود والدارمي .
(2) هذه الزيادة في سندها رزيق بن سعيد المدني وهو مجهول .
(3) رواية الموطأ موقوفة على سهل بن سعد رضي الله عنه ، قال الزرقاني : قال ابن
عبد البر : هذا الحديث موقوف عند جماعة رواة الموطأ ، ومثله لا يقال بالرأي ، وقد
رواه أيوب بن سويد ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن عمرو عن مالك مرفوعاً ، وروي من طرق
متعددة عن أبي حازم عن سهل مرفوعاً ... فذكره .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الدارمي (1203) قال : أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (2540)
قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن خزيمة (419) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وزكريا بن
يحيى بن أبان.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى ، والحسن بن علي ، وزكريا) قالوا : حدثنا سعيد «هو ابن أبي
مريم» قال:حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، قال : حدثني أبو حازم ، فذكره.
* زاد الحسن بن علي في روايته : قال موسى : وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن ، عن
أبي حازم عن سهل بن سعد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال : «ووقت المطر» .
* في تحفة الأشراف (4769) : وتحت المطر.
قلت : ورواية مالك في «الموطأ» موقوفة ، وزيادة «وتحت المطر» تفرد بها زريق بن
سعيد وهو مجهول.
2100
- (ت) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - : أَنَّهُ سَمِع رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول : «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العبدُ من ربِّهِ في سُجُودِهِ ، وإذا قَامَ
يُصَلِّي في ثُلُثِ الليْلِ الآخِرِ ، فإِن استطَعْتَ أَن تكُونَ مِمَّنِ يَذكُرُ
اللهَ في تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» . -[144]-
وفي رواية الترمذي : «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من الرَّبِّ في جوفِ الليل الآخِرِ
، فإن استَطَعتَ ... الحديث» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3574) في الدعوات رقم (129) وصححه وهو كما قال ، وأخرجه ابن
خزيمة في صحيحه والنسائي والحاكم وصححه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/111) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي
(4/113) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/114) قال : حدثنا
يزيد بن هارون، قال : أخبرنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (283) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة ، ومحمد بن بشار. قالا : حدثنا غندر محمد بن جعفر ، عن شعبة. وفي (1251)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. وفي (1364) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ، ومحمد بن الوليد. قالوا : حدثنا محمد
بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1477) قال : أخبرني أيوب بن محمد
، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا شعبة. وفي «المجتبى» (1/283) قال : أخبرني الحسن
بن إسماعيل بن سليمان وأيوب بن محمد. قالا : حدثنا حجاج بن محمد «قال أيوب» :
حدثنا. وقال حسن : أخبرني شعبة.
كلاهما (حماد بن سلمة ، وشعبة) عن يعلى بن عطاء ، عن يزيد بن طلق ، عن عبد الرحمن
بن البيلماني، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/385) قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا يعلى بن عطاء ، عن عبد
الرحمن بن أبي عبد الرحمن ، عن عمرو بن عبسة. قال : أتيت النبي -صلى الله عليه
وسلم-. فقلت : من تابعك على أمرك هذا ؟ قال : حر وعبد ، يعني أبا بكر وبلالا رضي
الله تعالى عنهما ، وكان عمرو يقول بعد ذلك : فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
* لم يذكر هشيم «يزيد بن طلق» وقال : عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن.
2101
- (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ وَهُو سَاجِدٌ ،
فأكثِرُوا الدُّعَاءَ» . أخرجه مسلم ، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (482) في الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، وأبو داود
رقم (875) في الصلاة ، باب في الدعاء في الركوع والسجود ، والنسائي 2 / 226 في
الصلاة ، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/421) قال : حدثنا هارون (قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا
من هارون) . ومسلم (2/49) قال : حدثنا هارون بن معروف ، وعمرو بن سواد. وأبو داود
(875) قال : حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة. والنسائي
(2/226) وفي الكبرى (636) قال : أخبرنا محمد بن سلمة.
خمستهم (هارون بن معروف ، وعمرو بن سواد ، وأحمد بن صالح ، وأحمد بن عمرو بن السرح
، ومحمد بن سلمة) قالوا : حدثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عمارة بن غزية ،
عن سمي مولى أبي بكر ، أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث ، فذكره.
2102
- (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«مَن سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ له عند الشَّدَائِدِ والْكُرَبِ فَليُكْثِرِ
الدُّعَاءَ في الرَّخَاءِ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشدائد) : جمع شديدة : وهي كل ما يمر بالإنسان من مصائب الدنيا.
(الرخاء) : السعة في العيش وطيبه ، وهو ضد الشدة.
__________
(1) رقم (3379) في الدعوات ، باب رقم (9) ، وفي سنده سعيد بن عطية الليثي لم يوثقه
غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن رواه الحاكم في " المستدرك " 1
/ 544 وليس فيه سعيد بن عطية الليثي ، وصححه ، وأقره الذهبي ، وأخرجه الحاكم أيضاً
من حديث سلمان وقال : صحيح الإسناد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (3382) قال : حدثنا محمد بن مرزوق. قال : حدثنا عبيد
بن واقد. قال : حدثنا سعيد بن عطية الليثي ، عن شهر بن حوشب ، فذكره.
قلت : سعيد بن عطية تفرد ابن حبان بتوثيقه ، وشهر شيخه مختلف فيه ، والحديث أخرجه
الحاكم (1/544) وصححه.
2103
- (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم : الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ، والإِمَامُ
العادلُ ، ودعوةُ المَظْلُومِ ، يَرْفَعُها اللهُ فوقَ الغَمَامِ، وتُفْتَحُ لها
أَبْوَابُ السماء ، ويقول الرَّبُّ : وعِزَّتي لأنصُرَنَّكِ وَلَو بَعدَ حِينٍ» .
وفي رواية : «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٌ ، لا شَكَّ في إجابَتِهنَّ : دَعوَةُ
المظلُومِ ، ودَعوةُ المُسَافِرِ ، ودَعوةُ الوَالِدِ على الولد» . أخرجه الترمذي،
وأخرج أبو داود الثانية ، وقال: «دَعْوَةُ الوالد، ودعوةُ المسافر ، ودعوةُ
المظلومِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغمام) : السحاب ، واحده : غمامة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1906) في البر والصلة ، باب رقم (7) ، ورقم (2528) في أبواب
صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها ، ورقم (3592) في الدعوات ، وأبو
داود رقم (1536) في الصلاة ، باب الدعاء بظهر الغيب ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم
(3862) في الدعاء ، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم ، وحسنه الترمذي في الدعوات ،
وهو كما قال ، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " عن رواية
الترمذي : هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد ، وكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه من وجه آخر
مقطعاً في ثلاثة مواضع . أقول : ولبعض فقراته شواهد بالمعنى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أحمد (2/258) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا هشام. وفي (2/348) قال :
حدثنا عفان. قال : حدثنا أبان. وفي (2/434) قال : حدثنا يحيى ، عن هشام. وفي
(2/478) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/517) قال : حدثنا
الضحاك. قال : حدثنا حجاج الصواف. وفي (2/523) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال
: حدثنا هشام. وعبد بن حميد (1421) قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن حجاج الصواف.
والبخاري في «الأدب المفرد» (32) قال : حدثنا معاذ بن فضالة. قال : حدثنا هشام.
وفي (481) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا شيبان. وأبو داود (1536) قال : حدثنا
مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا هشام. وابن ماجة (3862) قال : حدثنا أبو بكر. قال :
حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن هشام الدستوائي. والترمذي (1905) و (3448) قال
: حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام الدستوائي. وفي
(3448) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا أبو عاصم. قال : حدثنا الحجاج
الصواف.
أربعتهم (هشام الدستوائي ، وأبان بن يزيد ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف ، وشيبان)
عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي جعفر ، فذكره.
2104
- (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : أنَّ -[146]- النبيَّ -
صلى الله عليه وسلم- قال : «مَا مِنْ دَعوةٍ أسرَعَ إجابَة (1) من دعوةِ غائِبٍ
لِغَائِبٍ» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود : «إِنَّ أسْرَعَ الدُّعَاءِ إجابة : دعوةُ غَائِبٍ لغائبٍ»
(2) .
__________
(1) لفظه في الترمذي المطبوع : ما دعوة أسرع إجابة .
(2) رواه الترمذي رقم (1981) في البر والصلة ، باب رقم (50) ، وأبو داود رقم
(1535) في الصلاة ، باب الدعاء بظهر الغيب ، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
الأفريقي ، وهو ضعيف في حفظه ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا
الوجه ، والأفريقي يضعف في الحديث ، وعند مسلم قريب من هذا المعنى من حديث أبي
الدرداء مرفوعاً بلفظ : " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند
رأسه ملك موكل ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل
" .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل التحسين : أخرجه عبد بن حميد (327) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا
سفيان. وفي (331) قال : حدثنا يعلى. والبخاري في «الأدب المفرد» (623) قال : حدثنا
عبد الله بن يزيد. وأبو داود (1535) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، قال :
حدثنا ابن وهب. والترمذي (1980) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا قبيصة ، عن
سفيان.
أربعتهم (سفيان ، ويعلى ، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ، وابن وهب) عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ، عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن ،
فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، والإفريقي يضعف في
الحديث ، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
2105
- (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- بَعَثَ مُعَاذاً إلى اليمن ، فقال : «اتَّقِ دعوةَ المَظْلومِ ،
فإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا ، وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ» . أخرجه الترمذي.
هذا طَرَفٌ من حديث طويل قد أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ ، وهو بطوله مذكور في كتاب
الغزوات من حرف الغين ، وقد أخرجه الترمذي بطوله ، وأخرج منه هذا الفصل (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 73 في المظالم ، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم ، وفي
الزكاة ، باب وجوب الزكاة ، وباب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة ، وباب تؤخذ
الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء ، وفي المغازي ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى
اليمن قبل حجة الوداع ، وفي التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه
وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ، ومسلم رقم (19) في الإيمان ، باب الدعاء
إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ، والترمذي رقم (2015) في البر والصلة ، باب رقم
(68) ، وأبو داود رقم (1584) في الزكاة ، باب في زكاة السائمة ، والنسائي 5 / 55 في
الزكاة ، باب إخراج الزكاة من بلد إلى بلد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : يأتي في حرف الغين المعجمة.
الفصل
الثاني : في هيئة الداعي
2106 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- قال : «لا تَستُروا الجُدُرَ ، وَمَنْ نَظَرَ في كتاب أخيه بغير إذنه
فإنما يَنْظُرُ في النَّارِ ، سَلُوا الله بِبُطُونِ أكُفِّكُمْ ولا تَسألُوهُ
بِظُهورِهَا ، فإذا فَرَغْتُمْ فَامسَحوا بها وجوهكم» .
قال أبو داود : روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كُلُّها واهية ، وهذا
الطريق أمْثَلُها ، وهو ضَعِيفٌ أيضا (1) .
وفي رواية قال : «إِنَّ المسألَةَ : أن تَرفَعَ يَدَيكَ حَذْوَ مَنكبَيْكَ أو
نحوهما ، والاستِغفَارَ: أنْ تُشيرَ بإِصبَعٍ واحِدَةٍ ، والابتهالَ : أَنْ
تَمُدَّ يَديكَ جَميعاً» . -[148]-
زاد في أخرى : «أَن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعاً ، ورَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعلَ
ظُهورهُمَا مِمَا يَلي وَجهَهُ» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تستروا الجدر) : إنما نهى عن ستر الجدر ، لأنه من زي المتكبرين والمترفهين
المتنعمين في الدنيا وأرباب اللهو.
(الابتهال) : التضرع والمبالغة في المسألة.
__________
(1) رقم (1485) في الصلاة ، باب الدعاء ، وفي إسناده مجاهيل ، ولكن لأكثر فقراته
شواهد ، فقوله : " سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها " يشهد له
حديث مالك بن يسار السكوني عند أبي داود رقم (2108) ، والفقرة الأخيرة " فإذا
فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " يشهد لها حديث عمر عند الترمذي في الرواية الآتية
رقم (2110) ، وحديث السائب بن يزيد عند أبي داود الذي سيأتي برقم (2114) ، ولها
شواهد أخرى بمعناها ترتقي بها إلى درجة الحسن ، وقد حسنها الحافظ ابن حجر في
" بلوغ المرام " بمجموع الطرق ، ولأول الحديث : لا تستروا الجدر ، شاهد
بمعناه عند مسلم رقم (2107) في اللباس والزينة .
(2) رواه أبو داود رقم (1489) و (1490) و (1491) ، وأخرج هذه الروايات من طريق أبي
داود ضياء الدين المقدسي في " الأحاديث المختارة " بما ليس في الصحيحين
، وهي في مجموع 86 ورقة 184 الوجه الثاني من مخطوطات دار الكتب الظاهرية ، وهو
حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أبو داود (1491) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، قال : حدثنا
إبراهيم ابن حمزة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن العباس بن عبد الله بن
معبد بن عباس. عن أخيه إبراهيم بن عبد الله ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (1489) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب - يعني
ابن خالد - قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ، عن
عكرمة ، عن ابن عباس. «موقوفا» .
* وأخرجه أيضا (1490) قال : حدثنا عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا سفيان ،قال : حدثني
عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ، بهذا الحديث.
2107
- (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأيتُ بَياضَ إِبِطَيْهِ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 429 في الاستسقاء ، باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/184) قال : حدثنا وكيع. وفي (3/209) قال : حدثنا سليمان بن
داود. وفي (3/216) قال : حدثنا عبد الصمد. وفي (3/259) قال : حدثنا أسود بن عامر.
وعبد بن حميد (1304) قال : حدثنا سعيد بن الربيع. ومسلم (3/24) قال : حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير. والنسائي في الكبرى «تحفة
الأشراف» (444) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن وهب بن جرير.
سبعتهم (وكيع ، وسليمان ، وعبد الصمد ، وأسود ، وسعيد ، ويحيى ، ووهب) عن شعبة ،
عن ثابت، فذكره.
قلت : وأخرجه البخاري (2/429) في الاستسقاء - باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في
الاستسقاء.
2108
- (د) مالك بن يسار السكوني - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «إِذَا سَألتم الله - عزَّ وجلَّ - فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ ،
ولا تَسْأَلُوهُ بِظهُورِها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1486) في الصلاة ، باب الدعاء ، وفي سنده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير
ابن حبان ، ولكن يشهد له الفقرة الثانية من حديث ابن عباس المتقدم رقم (2106) ،
فهو بذلك حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1486) قال : حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني ، قال : قرأته
في أصل إسماعيل ، يعني ابن عياش ، قال : حدثني ضمضم. عن شريح ، قال : حدثنا أبو
ظبية ، أن أبا بحرية السكوني حدثه ، فذكره.
* قال أبو داود : قال سليمان بن عبد الحميد : له عندنا صحبة. يعني مالك بن يسار.
قلت : عزا الحافظ الحديث : للبغوي وابن أبي عاصم ، وابن السكن ، والمعمري في
«اليوم والليلة» وابن قانع ،.... ثم قال : وفي نسخة من السنن - لأبي داود - ما
لمالك عندنا صحبة ، بزيادة ما النافية ، ونقل عن البغوي قوله : لا أعلم بهذا
الإسناد غير هذا الحديث ولا أدري له صحبة أو لا. الإصابة (9/80) (7696) .
* وفي إسناده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير ابن حبان.
2109
- (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «رَأيتُ رسولَ -[149]- الله - صلى
الله عليه وسلم- يَدعُو هَكذَا ، بِبَاطِنِ كَفَّيهِ وَظَاهِرهِمَا (1)» . أخرجه
أبو داود (2) .
__________
(1) وهذا في الاستسقاء .
(2) رقم (487) في الصلاة ، باب في الدعاء ، وفي سنده عمر بن نبهان العبدي ويقال :
الغبري ، وهو ضعيف ، والذي في صحيح مسلم رقم (896) في الاستسقاء ، باب رفع اليدين
بالدعاء في الاستسقاء من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر
كفيه إلى السماء ، وروى أبو داود رقم (1171) من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يستسقي هكذا ، ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض . قال النووي في
" شرح مسلم " : قال جماعة من أصحابنا وغيرهم : السنة في كل دعاء لرفع
بلاء كالقحط ونحوه : أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وإذا دعا لسؤال شيء
وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء ، واحتجوا بهذا الحديث ، وقال الحافظ في "
الفتح " : وقال غيره : الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره
للتفاؤل بتقلب الحال ظهراً لبطن ، كما قيل في تحويل الرداء ، أو هو إشارة إلى صفة
المسؤول ، وهو نزول السحاب إلى الأرض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (1487) قال : ثنا عقبة بن مكرم ، قال : ثنا سلم بن
قتيبة ، عن عمر بن بنهان ، عن قتادة ، فذكره.
2110
- (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- إذا رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لم يَحُطَّهُمَا حتى يَمسح بِهِما
وَجْهَهُ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي أخرى له : لم يَرُدَّهما .
__________
(1) رقم (3383) في الدعوات ، باب رفع الأيدي عند الدعاء ، وفي سنده حماد بن عيسى
الجهني وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن
عيسى ، وقد تفرد به وهو قليل الحديث ، وقال الحافظ بن حجر في " بلوغ المرام
" : وله شواهد ، منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره ، ومجموعها يقضي
بأنه حديث حسن ، وقال الصنعاني في " سبل السلام " : وفيه دليل على
مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء ، قيل : وكأن المناسبة أنه تعالى
لما كان لا يردهما صفراً ، فكأن الرحمة أصابتهما ، فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي
هو أشرف الأعضاء ، وأحقها بالتكريم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (39) . والترمذي (3386) قال : ثنا أبو موسى محمد بن المثنى
وإبراهيم عن يعقوب وغير واحد.
جميعهم : عبد ، وأبو موسى ، وإبراهيم. قالوا : ثنا حماد بن عيسى عن حنظلة بن أبي
سفيان الجمحي ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، فذكره.قلت : وحسنه الحافظ
في «بلوغ المرام» بالمجموع.
2111
- (د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : قال : مَرَّ عَليَّ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- وأنا أدْعُو ، وَأُشِيرُ بِإِصْبَعَيَّ ، فقال : «أَحِّدْ أحِّدْ
، -[150]- وَأَشار بالسَّبَّابَةِ» .أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحِّد أحد) : أمر بالتوحيد ، أي : اجعله واحداً ، وتكراره للمبالغة ، فإنه إذا
أشار بإصبعين ، فكأنه يشير إلى اثنين.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1499) في الصلاة ، باب الدعاء ، والنسائي 3 / 38 في السهو
، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير ، وأخرجه أيضاً الحاكم وصححه
ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (1499) قال : حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (3/38) .
وفي الكبرى (1105) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
كلاهما (زهير ، ومحمد بن عبد الله) قالا : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش
، عن أبي صالح ، فذكره.
2112
- (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أَنَّ رَجلاً كانَ يَدعو بِإِصبَعَيْهِ ،
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أَحِّدْ أَحِّدْ» . أخرجه الترمذي ،
والنسائي.
وقال الترمذي : ومعنى هذا الحديث : إذَا أشارَ الرَّجُلُ بأصبعيه في الدُّعاءِ عند
الشهادة فلا يشير إلا بإِصبع واحدة (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3552) في الدعوات ، باب رقم (118) ، والنسائي 3 / 38 في
السهو ، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير ، وإسناده حسن ، ويشهد له
الحديث الذي قبله ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن ، ولمتنه شواهد : أخرجه أحمد (2/420) قال : حدثنا عبد الله بن محمد.
«قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا منه» .قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش.
وفي (2/520) قال : حدثنا صفوان بن عيسى. قال : أخبرنا ابن عجلان ، عن القعقاع.
والترمذي (3557) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال :حدثنا صفوان بن عيسى. قال : حدثنا
محمد بن عجلان ، عن القعقاع. والنسائي (3/38) ، وفي الكبرى (1104) قال : أخبرنا
محمد بن بشار. قال : حدثنا صفوان بن عيسى. قال : حدثنا ابن عجلان ، عن القعقاع.
كلاهما (الأعمش ، والقعقاع بن حكيم) عن أبي صالح ، فذكره.
2113
- (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه - : قال : «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- شَاهِراً يَدَيْهِ قَطُّ يَدعُو على مِنْبَرِهِ ، ولا على غَيْرِهِ ، ولكن
رَأْيتُهُ يقول هكذا : وأَشَارَ بالسَّبّابَةِ ، وَعَقَدَ بالإبهامِ الوسطى» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1105) في الصلاة ، باب رفع اليدين على المنبر ، وفي سنده عبد الرحمن بن
معاوية بن -[151]- الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني ، وهو صدوق سيء
الحفظ ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن يشهد له من جهة المعنى الذي قبله ، وحديث عبد
الله بن دينار عند الموطأ الذي بعده رقم (2116) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ، ولبعضه شواهد تأتي : أخرجه أحمد (5/337) قال : حدثنا ربعي بن إبراهيم.
وأبو داود (1105) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر «يعني ابن المفضل» .وابن
خزيمة (1450) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي ، قال : حدثنا بشر بن المفضل.
كلاهما (ربعي ، وبشر) قالا : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن معاوية
، عن ابن أبي ذباب ، فذكره.
2114
- (د) السائب بن يزيد - رضي الله عنهما - : عن أبيه : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- كان إذا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجهَهُ بَيَديه» . أخرجه أبو
داود (1) .
__________
(1) رقم (1492) في الصلاة ، باب الدعاء ، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو صدوق خلط
بعد احتراق كتبه ، وفيه أيضاً حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، وهو مجهول ، ولكن
يشهد لهذا الحديث حديث عمر عند الترمذي الذي تقدم رقم (2111) ، والفقرة الثالثة من
حديث ابن عباس عند أبي داود الذي تقدم رقم (2107) فهو بمجموعه حسن كما قال الحافظ
ابن حجر في " بلوغ المرام " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (1492) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا ابن لهيعة ،
عن حفص ابن هاشم بن عتبة ، عن السائب بن يزيد عن أبيه.
قلت : ابن لهيعة ضعفوه ، وشيخه مجهول.
2115
- (ط) عبد الله بن دينار - رحمه الله - : قال : «رَآني عبدُ الله بنُ عُمَرَ ،
وأنا أَدعُو وأُشِيرُ بِإِصبِعَيْنِ ، إِصْبَعٍ مِنْ كلِّ يَدٍ فَنَهاني» . أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 217 في القرآن ، باب العمل في الدعاء ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : الموطأ (1/217) كتاب القرآن ، باب العمل في الدعاء.
2116
- (ت د س) : عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : «رَأيتُ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- يَعقِدُ التَّسبيحَ» . أخرجه الترمذي ، وأبو داود ،
والنسائي .
وزاد أبو داود في روايةٍ : «بيمينه» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3482) في الدعوات ، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد ، وأبو
داود رقم (1502) في الصلاة ، باب التسبيح بالحصى ، والنسائي 3 / 79 في السهو ، باب
عقد التسبيح ، من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه السائب بن مالك عن عبد
الله بن عمرو ، وعطاء بن السائب صدوق اختلط ، قال الترمذي : وروى شعبة والثوري هذا
الحديث عن عطاء بن -[152]- السائب بطوله ، وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر ، ولذلك
حسنه الترمذي ، قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي " : وفي الحديث مشروعية
عقد التسبيح بالأنامل ، وعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يسيرة الذي
أشار إليه الترمذي ، بأن الأنامل مسؤلات مستنطقات يعني : أنهن يشهدن بذلك ، فكان
عقدهن من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى . وقال الشوكاني في " نيل
الأوطار " : والإرشاد إلى ما هو أفضل - يعني : عقد التسبيح بالأنامل - لا
ينافي الجواز ، يعني : جواز عقد التسبيح بالنوى والحصى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه الترمذي (3486) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، والنسائي (3/79)
وزاد : والحسين بن محمد الذارع ، وأبو داود (1502) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر
بن ميسرة ، ومحمد بن قدامة في آخرين قالوا : كلهم ثنا عتام ، عن الأعمش ، عن عطاء
بن السائب عن أبيه ، عن ابن عمرو ، فذكره.
قلت : وعطاء اختلط بآخره ، وسمع شعبة والثوري منه صحيح. وقد صرح أبو عيسى في سننه
بروايتهما عنه هذا الحديث ، وقال : وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر.
2117
- (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - : «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
كان يُشيرُ بإِصبَعِهِ إذا دَعَا ولا يُحرِّكها» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
أقول : والحديث رواه أبو داود رقم (989) في الصلاة ، باب الإشارة في التشهد ، عن
عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه ، وفيه كلام يسير ، وقد صحح إسناده النووي في
" المجموع " ، والأحاديث الصحيحة كما في النسائي وابن حبان في صحيحه :
يدعو بها يحركها . قال النووي في " المجموع " 3 / 454 : وهل يحركها عند
الرفع بالإشارة ؟ فيه أوجه ، الصحيح الذي قطع به الجمهور أنه لا يحركها ، ونقل
تحريكها عن بعض الشافعية ، كأبي حامد ، والبندنيجي ، والقاضي أبي الطيب ، قال :
وقال البيهقي : يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (879) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا زياد بن سعد، ومحمد بن
عجلان. وأحمد (4/3) قال : قرئ على سفيان - وأنا شاهد - : سمعت ابن عجلان وزياد ابن
سعد.
2 - وأخرجه الدارمي (1344) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا ابن
عيينة. وأبو داود (989) قال : حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي ، قال : حدثنا حجاج
، عن ابن جريج ، عن زياد. وفي (990) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى.
والنسائي (3/37) ، وفي الكبرى (1102) قال: أخبرنا أيوب بن محمد الوزان ، قال :
حدثنا حجاج ، قال : قال ابن جريج : أخبرني زياد. ثلاثتهم - ابن عيينة ، وزياد ،
ويحيى -عن محمد بن عجلان. كلاهما (زياد بن سعد ، وابن عجلان) عن عامر بن عبد الله
، فذكره.
* لفظ رواية سفيان بن عيينة ،: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو هكذا في
الصلاة» .وأشار ابن عيينة بأصبعه، وأشار أبو الوليد بالسبابة.
قلت : حسن الإمام النووي إسناده في المجموع.
هذا ولم يعزو المصنف الحديث كعادته في زيادات رزين العبدري والحديث المذكور إنما
هو من مسند عبد الله بن الزبير.
2118
- (ت د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَستَحي من عبده إذا رَفَعَ إليه يديه
أنْ يَرُدَّهُما صِفْراً خَائِبَتَيْنِ» أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، إلا أن أبا
داود لم يذكر «خائبتين» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3551) في الدعوات ، باب رقم (118) ، وأبو داود رقم (1488)
في -[153]- الصلاة ، باب الدعاء ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال : قال الحافظ ابن
حجر في " الفتح " 11 / 121 : وسنده جيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/438) قال : حدثنا يزيد. وأبو داود (1488) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل
الحراني ، قال : حدثنا عيسى «يعني ابن يونس» .وابن ماجة (3865) قال : حدثنا أبو
بشر بكر بن خلف، قال :حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (3556) قال : حدثنا محمد بن
بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي.
ثلاثتهم - يزيد ، وعيسى ، وابن أبي عدي - عن جعفر بن ميمون ، عن أبي عثمان ،
فذكره.
* في رواية يزيد عند أحمد قال : أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد ، أنه سمع أبا
عثمان.قال يزيد : سموه لي قالوا : هو جعفر بن ميمون. قال أحمد بن حنبل : يعني جعفرا
صاحب الأنماط.
* أخرجه أحمد (5/438) قال :حدثنا يزيد ،قال : أخبرنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان
، عن سلمان ، فذكره موقوفا.
قلت : جود الحافظ إسناده في الفتح (11/21) .
2119
- (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ ، واعلموا أنَّ الله لا
يَسْتَجِيبُ دُعَاء من قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3474) في الدعوات ، باب رقم (66) ، وفي سنده صالح بن بشير بن وادع المري
، وهو ضعيف ، ولكن للحديث شاهد بمعناه من رواية أحمد في " المسند " عن
عبد الله بن عمرو بن العاص " القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم
الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يستجيب
لعبد دعاء عن ظهر قلب غافل " ، وقد حسن إسناده الحافظ المنذري ، فالحديث بهذا
الشاهد حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ، وله شواهد :أخرجه الترمذي (3479) قال : حدثنا عبد الله بن معاوية
الجمحي ، وهو رجل صالح ، قال : ثنا صالح المري ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن
سيرين ، فذكره.
الفصل
الثالث : في كيفية الدعاء
2120 - (ت د س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - : قال : سَمِعَ النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو في صلاته ، فَلم يُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «عَجِلَ هَذا» ثُمَّ دَعَاهُ فقال له
- أو لغيره - : «إِذَا صَلَّى أحَدُكمْ فَليَبْدَأْ بِتَحمِيدِ الله والثَّنَاءِ
عليه ، ثُمَّ ليُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثُمَّ لْيَدعُ بعدُ
مَا شَاءَ» .
وفي روايةٍ قال : بَيْنَمَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ ، إذْ دَخَلَ
رَجُلٌ فَصَلَّى -[154]- فقال : اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحَمْني ، فقال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- : «عَجِلْتَ أيُّها المُصَلِّي ، إذا صَلَّيْتَ فَقَعَدتَ
فَاحْمَدِ الله بِمَا هو أهْلُهُ ، وَصَلِّ عَليَّ ، ثم ادْعُهُ ، قال : ثم صَلَّى
رَجُلٌ آخرُ بعد ذلك ، فَحَمدَ الله ، وصلَّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أَيُّهَا المُصَلِّي ، ادعُ اللهَ
تُجَبْ» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية أبي داود : أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَدعُو في صَلاتِهِ ، لم يُمَجِّدِ
اللهَ ، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- : «عَجِلَ هذا ، ثم دَعَاهُ ، فقال له - أو لغيره - : إِذا صلَّى
أَحَدُكمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ رَبِّهِ ، والثَّنَاءِ عليه ، ويُصلِّي على
النبيِّ- صلى الله عليه وسلم- ثم يَدعُو بَعدُ ما شاءَ» .
وفي رواية النسائي مثل رواية أَبي داود ، وفيه : فقال رسولُ الله- صلى الله عليه
وسلم- : «عَجِلَ هذا المُصَلِّي ، ثم عَلَّمَهُمْ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-
، ثم سَمِعَ رجلاً يُصلِّي ، فَمَجَّدَ اللهَ وحَمِدَهُ ، وصلى على النبيِّ- صلى
الله عليه وسلم- ، فقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- : ادعُ تُجَبْ ، سَلْ
تُعْطَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يمجد) : التمجيد : التعظيم وقيل : المجد الشريف.
__________
(1) رواية الترمذي الثانية في سندها رشدين بن سعد وهو ضعيف ، لكن تابعه عنده في
الرواية الأولى حيوة بن شريح بن صفوان فهو به حسن .
(2) رواه الترمذي رقم (3473) و (3475) في الدعوات ، باب رقم (66) ، وأبو داود رقم
(1481) في الصلاة ، باب الدعاء ، والنسائي 3 / 44 في السهو ، باب التمجيد والصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : حديث حسن
صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أحمد (6/18) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ،قال : حدثنا حيوة.
وأبو داود (1481) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال
: حدثنا حيوة. والترمذي (3476) قال : حدثنا قتيبة ،قال : حدثنا رشدين بن سعد. وفي
(3477) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال :
حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي (3/44) . وفي الكبرى (1116) قال : أخبرنا محمد بن
سلمة ، قال : حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (709) قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن
وهب القرشي، قال : حدثنا عمي ، وفي (710) قال : حدثنا بكر بن إدريس بن الحجاج ابن
هارون المقرئ ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا حيوة بن شريح.
ثلاثتهم (حيوة ، ورشدين ، وعبد الله بن وهب) عن أبي هانئ حميد بن هانئ ، عن عمرو
بن مالك الجنبي ، فذكره.
* وفي رواية حيوة : «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه ، والثناء عليه ، ثم ليصل
على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ثم ليدع بعد بما شاء» .
* وفي رواية رشدين : «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدا ، إذ دخل رجل
فصلى ، فقال : اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : عجلت
أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ، ثم ادعه. قال :
ثم صلى رجل آخر بعد ذلك ، فحمد الله ، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال
له النبي -صلى الله عليه وسلم- : أيها المصلي ، ادع تجب» .
2121
- (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «الدُّعَاء مَوْقُوفٌ بَينَ السَّماءِ والأرض ، لا يَصعَدُ حتى يَصَلَّى
عَلَيَّ ، فلا تَجْعَلُوني كَغُمْرِ الرَّاكِبِ، صَلوا عَلَيَّ ، أوَّلَ الدُّعَاءِ
، وأَوسَطَهُ ، وآخِرَهُ» هذه الرواية ذكرها رزين (1) .
وأخرجه الترمذي موقوفاً على عمر ، وقال في آخره : «حتى تُصَلِّيَ على نبيِّكَ -
صلى الله عليه وسلم-» (2) . -[156]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كغمر الراكب) : الغمر : القدح الصغير ، كالقَعْب ، والمعنى : أن الراكب يحمل رحله
وأزواده ويترك قعبه إلى آخر ترحاله ، ثم يعلِّقه إما على آخرة الرحل أو نحوها ،
كالعلاوة ، فليس عنده بمهم ، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجعلوا
الصلاة عليه كالغمر الذي لا يُقدَّم في المهام فيجعل تبعاً ، والمراد به : الحث
على الصلاة عليه أولاً ووسطاً ، والاهتمام بشأنها.
__________
(1) أورد بمعناه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " من حديث جابر رضي
الله عنه قال : " قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوني كقدح
الراكب ، فإن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء ، فإذا كانت له حاجة
في الوضوء توضأ ، وإذا كانت له حاجة في الشرب شرب ، وإلا أهراق ما فيه ، واجعلوني
في أول الدعاء وفي وسطه ، وفي آخر الدعاء " ، قال الحافظ بعد تخريجه من
طريقين : حديث غريب ، أخرجه عبد الرزاق في جامعه ، والبزار في مسنده ، انفرد به
موسى بن عبيدة الربذي ، وقد ضعفه جماعة من قبل حفظه ، وشيخه لا يعرف له إلا هذا
الحديث ، وذكره ابن حبان في " الضعفاء " من أجل هذا الحديث ، وقال
البخاري في ترجمته : لم يثبت حديثه ، وأخرج سفيان الثوري في جامعه عن يعقوب بن زيد
بن طلحة يبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوني كقدح
الراكب ، اجعلوني أول دعائكم ، وأوسطه ، وآخره " ، قال الحافظ : سنده معضل أو
مرسل ، وإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى (يعني بن عبيدة الربذي) تقوت رواية موسى ،
والله أعلم .
(2) رواه الترمذي موقوفاً على عمر رضي الله عنه رقم (486) في الصلاة ، باب ما جاء
في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النضر بن شميل عن أبي قرة
الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : إن الدعاء موقوف
بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم . وأبو
قرة الأسدي لا يعرف اسمه ولا حاله ، وليس له عند الترمذي -[156]- ولا أصحاب السنن
إلا هذا الموقوف ، وهو من رواية النضر بن شميل ، قال الحافظ في " تخريج
الأذكار " : وقد رواه معاذ بن الحارث عن أبي قرة مرفوعاً ، أخرجه الواحدي ،
ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين ، وفي سنده أيضاً من لا يعرف رجاله نحوه
موقوفاً ومرفوعاً عن علي رضي الله عنه ، فأخرج المرفوع البيهقي ، ولفظه قال : قال
صلى الله عليه وسلم : " الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على النبي محمد وآل
محمد " صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث غريب ، في سنده ضعيفان ، وأخرجه الواحدي
موقوفاً ، قاله الحافظ ، وأخرجه الطبراني في " الأوسط " موقوفاً ، وأخرج
الحافظ من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سعيد بن المسيب قال : ما من دعوة لا
يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وروي من حديث جابر لكنه غريب ، قال البخاري : لم يثبت ، وأورده ابن حبان في
الضعفاء ، ورواه الثوري في جامعه عن زيد بن طلحة يبلغ به. قال الحافظ : سنده معضل
أو مرسل.
وموقوف عمر :
أخرجه الترمذي (486) قال : ثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي ، أخبرنا
النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
قلت : أبو قرة الأسدي «مجهول» ليس له في الأصول إلا هذا الحديث.
قال الحافظ : أخرجه الواحدي ومن طريقه الرهاوي في الأربعين ، وفي سنده أيضا من لا
يعرف.
2122
- (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : كنتُ أُصَلي والنبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ ، وعمرُ معه ، فلما جلستُ بَدَأتُ بالثَّنَاءِ على الله
، ثم الصلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم دعوتُ لنفسي ، فقال النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم- : «سَلْ تُعْطَهُ ، سَل تُعْطَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (593) في الجمعة ، باب (64) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه الترمذي (593) قال : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا يحيى بن
آدم ، قال: ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، فذكره.
2123
- (ت) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
كانَ إذا ذكر أحداً فَدَعا له ، بَدَأ بنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3382) في الدعوات ، باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه ، وقال الترمذي :
هذا حديث حسن غريب صحيح . أقول : وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3385) قال : حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، حدثنا أبو قطن عن
حمزة الزيات عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح.
2124
- (د) أبو مصبح المقرائي (1) - رحمه الله - : قال : «كُنَّا نَجلِسُ إلى أبي
زُهيرٍ النُّمَيريِّ - وكان من الصحابة - فَيُحَدِّثُ أحسنَ الحديث ، فإذا دَعا
الرجلُ مِنا بِدُعاءٍ قال: اخْتِمْهُ بآمين ، فَإِنَّ آمِين مثلُ الطَّابَعِ على
الصَّحيفَةِ ، قال أبو زُهير : أُخبِرُكم عن ذلك : خَرَجنا مع رسولِ الله - صلى
الله عليه وسلم- ذاتَ لَيْلَةٍ ، فَأتَينَا على رجلٍ قد أَلحَّ في المسألة ، فوقف
رسولُ الله يَسْتَمِعُ منه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أوجَبَ إنْ
خَتَمَ ، فقال رجل من القوم : بأي شيءٍ يَختِمُ يا رسولَ الله ؟ قال : بِآمين ،
فَإِنَّهُ إن خَتَمَ بآمين فقد أوجَبَ ، فانصرفَ الرجلُ الذي سأل النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- فَأتَى الرجل فقال : يا فلان ، اخْتم بآمين وَأَبْشِرْ» . أخرجه
أبو داود (2) . -[158]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطابع) : الخاتم ، يريد أنه يختم عليها وترفع : تدخر كما يفعل الإنسان بما يعز
عليه من ماله إذا خزنه.
(أوجب) الرجل : إذا فعل فعلاً تجب له به الجنة أو النار.
__________
(1) في الأصل : المقري ، قال أبو داود : المقراء : قبيل من حمير ، وهكذا ذكره غيره
، وذكر أبو سعيد المروزي أن هذه النسبة إلى مقرى : قرية بدمشق ، والأول أشهر .
(2) رقم (938) في الصلاة ، باب التأمين وراء الإمام ، وفي سنده صبيح بن محرز
المقرائي الحمصي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وقال أبو عمر بن
عبد البر : ليس إسناده بالقائم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (938) قال : حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن
خالد ، قالا : حدثنا الفريابي ، عن صبيح بن محرز الحمصي ، قال : حدثني أبو مصبح
المقرائي ، فذكره.
قلت : تفرد ابن حبان بتوثيقه.
2125
- (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: «إِذَا دعا أَحدُكم فَليَعْزِمِ المسأَلَةَ ، ولا يَقُل (1) : اللَّهُم إن
شِئْتَ فَأَعطني ، فَإنَّ الله لا مُسْتَكْرِهَ له» أخرجه البخاري، ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليعزم) : عزمت على الأمر : إذا عقدت قلبك عليه ، وجددت في فعله ، والعزم : الجد
والقطع على فعل الشيء ونفي التردد عنه ، المعنى : لا تكن في دعائك متردداً ، بل
اجزم المسألة.
__________
(1) في الأصل : ولم يقل والتصحيح من " صحيح مسلم " . ولفظه في البخاري :
ولا يقولن .
(2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات ، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له ، وفي
التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ، ومسلم رقم
(2678) في الذكر والدعاء ، باب العزم بالدعاء ولا يقل : إن شئت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/101) . والبخاري (8/92) قال : حدثنا مسدد ، وفي «الأدب المفرد»
(608) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/63) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
وزهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (584) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ستتهم (أحمد ، ومسدد ، وابن سلام ، وأبو بكر ، وزهير ، وإسحاق) عن إسماعيل بن
علية.
2 - وأخرجه البخاري (9/168) . وفي الأدب المفرد (659) قال : حدثنا مسدد ، قال :
حدثنا عبد الوارث ابن سعيد.
كلاهما (إسماعيل ، وعبد الوارث) عن عبد العزيز بن صهيب ، فذكره.
2126
- (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
قال : «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلا يَقل : اللهم اغفر لي إن شئتَ ، اللَّهُمَّ
ارحمني إِنْ شِئْتَ ، ولكن لَيَعْزِمِ المسأَلَة ، فَإِنَّ اللهَ لا مُكرِهَ لَهُ»
. أخرجه الجماعة إلا النسائي . -[159]-
وفي رواية للبخاري قال : «لا يَقُلْ أَحَدُكْم : اللَّهمَّ اغفِر لي إن شِئْتَ ،
ارحمني إِن شِئْتَ ، ارزُقني إن شِئتَ ، ولَيَعْزِم مَسَأَلَتَهُ ، إِنَّهُ
يَفْعلُ ما يَشاءُ ، لا مُكْرِهَ له» .
وفي رواية لمسلم : «لا يَقُولَنَّ أحَدُكم : اللَّهمَّ اغْفِر لي إن شِئْتَ ،
ارحَمني إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمَ في الدعاء ، فإنَّ الله صَانِعٌ ما شَاء (1) ،
لا مُكْرهَ له» .
وفي أخرى له : «إذا دَعَا أحَدُكم فَلا يَقُلْ : اللَّهمَّ اغْفِر لِي إنْ شِئْتَ
، ولكن لِيعزِمْ ، وليعَظِّم الرَّغبَةَ ، فَإِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ
أعطاه» (2) .
__________
(1) في الأصل : ما يشاء ، وما أثبتناه في " صحيح مسلم " المطبوع .
(2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات ، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له ، وفي
التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة ، ومسلم رقم (2679) في الذكر والدعاء ، باب
العزم بالدعاء ولا يقل : إن شئت ، والموطأ 1 / 213 في القرآن ، باب ما جاء في
الدعاء ، والترمذي رقم (3492) في الدعوات ، باب رقم (79) وأبو داود رقم (1483) في
الصلاة ، باب الدعاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه الأعرج ، عن أبي هرير -رضي الله عنه - أخرجه مالك «الموطأ» (149) .
والحميدي (963) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/463)
قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (2/464) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. وفي
(2/486) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا مالك. (ح) وقرأت على عبد الرحمن : مالك.
وفي (2/500) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. قال : حدثنا سفيان. وفي
(2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (8/92) قال : حدثنا عبد
الله بن مسلمة ، عن مالك. وأبو داود (1483) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن
ماجة (3854) قال : حدثنا أبو بكر : قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة
(3854) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن ابن عجلان.
والترمذي (3497) قال : حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن. قال : حدثنا مالك.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (582) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال
: حدثنا سفيان. وفي (583) قال : أخبرنا محمد ابن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن.
قال : حدثنا سفيان.
خمستهم (مالك ، وسفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وورقاء بن عمر ، وابن عجلان) عن
أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
- ورواه عن همام ، سمع أبا هريرة :
أخرجه أحمد (2/318) . والبخاري (9/171) قال : حدثنا يحيى. كلاهما (أحمد بن حنبل ،
ويحيى بن موسى) عن عبد الرزاق بن همام. قال : حدثنا معمر ، عن همام، فذكره.
- ورواه عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد (2/457) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري في
«الأدب المفرد» (607) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله.قال : حدثنا عبد العزيز بن
أبي حازم. ومسلم (8/64) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا : حدثنا
إسماعيل ،- يعنون ابن جعفر-.
ثلاثتهم (شعبة ، وابن أبي حازم ، وإسماعيل) عن العلاء ، عن أبيه ، فذكره.
- ورواه عن عطاء بن ميناء ، عن أبي هريرة ، قال :
أخرجه مسلم (8/64) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال : حدثنا أنس بن عياض.
قال : حدثنا الحارث ، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، عن عطاء بن ميناء ، فذكره.
2127
- (د) ابن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : قال : سمعني أبي ، وأنا أقول :
اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الجَنَّةَ ، وَنَعِيمَها ، وبَهْجَتَها ، وكذا وكذا ،
وأعوذُ بكَ مِن النارِ وسَلاسِلِها وأغْلالِها ، وكذا وكذا ، فقال لي : يا بُنيّ ،
سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «سَيَكُونُ قَومٌ يَعْتَدُونَ
في الدُّعَاءِ ، فَإِيَّاكَ أنْ تَكُونَ منهم ، إِنَّك إن أُعطِيتَ الجَنَّةَ
أُعْطِيتَها ومَا فيها من الخير، وإنْ -[160]- أُعِذْتَ من النَّارِ أُعِذْتَ منها
، وما فيها من الشَّرِّ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وبهجتها) : البهجة : الحسن والنضارة.
(يعتدون) : الاعتداء: مجاوزة الحد في الأمر ، والمراد : الخروج في الدعاء عن الوضع
الشرعي والسنة المأثورة.
__________
(1) رقم (1480) في الصلاة ، باب الدعاء ، قال المنذري في " مختصر سنن أبي
داود " : وابن سعد لم يسم ، فإن كان عمر فلا يحتج به . أقول : وقال عنه
الحافظ في " التقريب " : صدوق لكن مقته الناس لكونه كان أميراً على
الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما ، قتله المختار سنة خمس وستين أو
بعدها ، ووهم من ذكره في الصحابة ، فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن
الخطاب رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/183) (1584) قال : حدثنا أبو النضر. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما (أبو النضر ، وابن جعفر) قالا : حدثنا شعبة ، عن زياد بن مخراق ، قال :
سمعت قيس بن عباية القيسي يحدث ، عن مولى لسعد بن أبي وقاص ، عن ابن لسعد ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/172) (1483) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة
، عن زياد ابن مخراق ، قال : سمعت أبا عباية ، عن مولى لسعد ، أن سعدا سمع ابنا له
، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (1480) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيي ، عن شعبة ، عن
زياد بن مخراق ، عن أبي نعامة ، عن ابن لسعد ، فذكره.
قلت : قال زكي الدين المنذري في «مختصره» : وابن سعد لم يسم، فإن كان عمر فلا يحتج
به.
2128
- (د) ابن مغفل - رضي الله عنه - : «سَمِعَ ابنَهُ يقولُ : اللَّهُمَّ إني أسألُكَ
القَصْرَ الأبَيْضَ عن يَمينِ الجَنَّةِ إذا دَخلتُهَا ، فقال : أيْ بُنيَّ سَلِ
اللهَ الجَنَّةَ ، وتَعَوَّذْ بِهِ من النارِ ، فَإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- يقول : سَيكونُ في هذه الأمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ في الطُّهورِ
والدُّعَاءِ» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (96) في الطهارة ، باب الإسراف في الماء ، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة ،
وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/86) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حماد
بن سلمة. عن يزيد الرقاشي. وفي (4/87) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا
حماد بن سلمة. عن سعيد الجريري. وفي (5/55) قال : حدثنا عبد الصمد ، وعفان ، قالا
: حدثنا حماد بن سلمة ، عن الجريري. وعبد بن حميد (500) قال : حدثني محمد بن
الفضل. قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن يزيد الرقاشي. وأبو داود (96) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا سعيد الجريري. وابن ماجة (3864)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ،
قال : أنبأنا سعيد الجريري.
كلاهما - يزيد الرقاشي ،وسعيد الجريري - عن أبي نعامة ، فذكره.
2129
- (خ م ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال : «كُنَّا مَعَ رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بالتكبير ، فقال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : -[161]- أَيُّها النَّاسُ ، إِربَعوا على
أَنفُسِكم ، إنَّكْم لا تَدْعُونَ أصَمَّاً ، ولا غَائِباً ، إنكم تَدْعُونَ
سَمِيعاً بَصِيراً ، وهو مَعَكم ، والذي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلى أَحدكم من
عُنُقِ راحلتِهِ ، قال أبو موسى : وأَنَا خَلْفَهُ أقُولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ
إِلا بالله في نفسي ، فقال : يا عَبدَ الله بْنَ قَيْسٍ ، ألا أَدُلُّكَ على
كَنْزٍ من كُنوزِ الجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلى يا رسولَ الله ، قال : لا حولَ ولا
قُوَّةَ إِلا بالله» .
هذه رواية البخاري ، ومسلم ، ولهما رواية أخرى تجيء عند ذكر «لا حول ولا قُوة إلا
بالله» في آخر كتاب الدُّعاء .
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَزَاةٍ
، فَلما قَفَلْنَا أشْرَفنا على المدينة ، فَكَبَّرَ النَّاسُ تَكبيرَة ورَفَعوا
بها أصواتَهم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ رَبَّكُم ليس
بِأصَمَّ ، ولا غَائِبٍ ، هو بينكم ، وبينَ رؤوسِ رِحَالِكِمْ ، ثم قال : يا عبدَ
الله بن قَيسٍ ، ألا أُعلِّمُكَ كَنزاً من كُنوزِ الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا
بالله» (1) .
وفي رواية أبي داود نحو من رواية الترمذي ، ومن رواية البخاري، ومسلم (2) . -[162]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إربعوا) : يقال : أربع على نفسك ، أي : تثبت ، وانتظر.
(راحلته) : الراحلة : البعير القوي على الأسفار ، والأحمال ، سواء فيه الذكر
والأنثى.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : وقد جاء في الحديث إذا قال العبد : لا
حول ولا قوة إلا بالله قال الله : أسلم عبدي واستسلم ، قال الحافظ : أخرجه الحاكم
من حديث أبي هريرة بسند قوي .
(2) رواه البخاري 11 / 159 في الدعوات ، باب الدعاء إذا علا عقبة ، وباب قول : لا
حول ولا -[162]- قوة إلا بالله ، وفي الجهاد ، باب ما يكره من رفع الصوت في
التكبير . وفي المغازي ، باب غزوة خيبر ، وفي القدر ، باب لا حول ولا قوة إلا
بالله ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم
رقم (2704) في الذكر والدعاء ، باب استحباب خفض الصوت بالذكر ، والترمذي رقم
(3371) و (3457) في الدعوات ، باب رقم (3) و (59) ، وأبو داود رقم (1526) و (1527)
و (1528) في الصلاة ، باب الاستغفار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/394) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي (4/403) قال : حدثنا
محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/417) قال : حدثنا أبو معاوية. وعبد بن
حميد (542) قال : حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة. والبخاري (4/69) قال : حدثنا محمد
بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان. وفي (5/169) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال :
حدثنا عبد الواحد. ومسلم (8/73) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا
محمد بن فضيل ، وأبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن نمير ، وإسحاق ابن إبراهيم ، وأبو
سعيد الأشج ، جميعا عن حفص بن غياث. وأبو داود (1528) قال : حدثنا أبو صالح محبوب
بن موسى ، قال : أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (3824) قال : حدثنا محمد
الصباح ، قال : أنبأنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (538) قال : أخبرنا
عبدة بن عبد الله ، عن سويد ، عن زهير. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن أحمد
بن حرب الموصلي ، عن أبي معاوية. تسعتهم (سفيان ، وشعبة ، وأبو معاوية ، وزائدة ،
وعبد الواحد بن زياد ، وحفص بن غياث ، وأبو إسحاق الفزاري ، وجريري، وزهير بن
معاوية) عن عاصم الأحول.
2 - وأخرجه أحمد (4/399) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (1526) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل. كلاهما (عفان ، وموسى) قالا : حدثنا حماد ، عن ثابت البناني ، وعلي بن
زيد ، وسعيد الجريري.
3 - وأخرجه أحمد (4/418) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا الجريري.
4 - وأخرجه أحمد (4/402) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد.
والبخاري (8/155) قال : حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن ، قال : أخبرنا عبد الله.
ومسلم (8/74) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا الثقفي. والنسائي في
الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد ابن بشار ، عن الثقفي (ح) وعن محمد بن حاتم
بن نعيم ، عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك. كلاهما - عبد الوهاب بن عبد المجيد
الثقفي ، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء.
5 - وأخرجه أحمد (4/400) قال : حدثنا يحيى. وفي (4/402) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
ومسلم (8/74) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم
(يحيى ، ومحمد ، والنضر) عن عثمان بن غياث.
6 - وأخرجه أحمد (4/407) قا : حدثنا يحيى. والبخاري (8/108) قال : حدثنا محمد بن
مقاتل أبو الحسن ، قال : أخبرنا عبد الله. وفي «خلق أفعال العباد» (59) قال :
حدثني به أحمد بن إسحاق ، قال: حدثنا الأنصاري. ومسلم (8/73 و 74) قال : حدثنا أبو
كامل فضيل بن حسين ، قال : حدثنا يزيد، يعني ابن زريع ، (ح) وحدثناه محمد بن عبد
الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر. وأبوداود (1527) قال: حدثنا مسدد ، قال : حدثنا
يزيد بن زريع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (537) قال : أخبرنا حميد ابن مسعدة ،
قال : حدثنا يزيد ، وهو ابن زريع. وفي «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد بن عبد
الأعلى، عن المعتمر. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن عمرو بن علي ، وبشر بن
هلال ، لاهما عن يحيى بن سعيد. خمستهم (يحيى ، وعبد الله بن المبارك ، ومحمد بن
عبد الله الأنصاري ، ويزيد بن زريع ، ومعتمر) عن سليمان التيمي.
2130
- (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : قال : سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-
رجلاً يَدْعُو يقول : «اللَّهمَّ إِني أَسأَلُكَ تَمَام النِّعمَةِ» ، فقال :
أَيُّ شَيءٍ تمامُ النِّعمةِ ؟ ، قال : «دعوةٌ دعوتُ بها أرجو بها الخيرَ» ، قال :
فَإِنَّ تمام النِّعمَةِ : دُخُولَ الجنة ، والفوزَ من النارِ ، وسَمِعَ رجلاً
يقول : يا ذا الجَلالِ والإكرَامِ ، فقال : قد استُجيِبَ لَكَ فَسَلْ ، وسَمِعَ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رَجلاً وهو يقول : «اللَّهُمَّ إني أسألُكَ
الصَّبْرَ» ، قال : «سَألتَ الله البَلاء ، فَسَلهُ العَافيةَ» . أخرجه الترمذي
(1) .
__________
(1) رقم (3524) في الدعوات ، باب رقم (99) ، وفي سنده أبو الورد بن ثمامة بن حزن
القشيري البصري ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل : أخرجه أحمد (5/231) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : ثنا سفيان (ح)
ويزيد بن هارون. وفي (5/235) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري في «الأدب
المفرد» (725) قال : حدثنا قبيصة. قال : حدثنا سفيان. والترمذي (3527) قال : حدثنا
محمود بن غيلان. قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أحمد بن منيع ،
قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم (سفيان ، ويزيد بن هارون ، وإسماعيل بن إبراهيم) عن سعيد الجريري ، عن أبي
الورد بن ثمامة، عن اللجلاج ، فذكره.
2131
- (د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم-[163]- يَستَحِبُّ الْجوَامِعَ من الدُّعَاءِ ، ويَدَعُ مَا سِوى ذلك» .
أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجوامع) : الأشياء التي تجمع الأشياء (2) ، جمع جامعة ، أي : خصلة جامعة ،
وألفاظ [جامعة] لمقاصد الحاجة ، أو جامعة للثناء على الله تعالى والسؤال.
__________
(1) رقم (1482) في الصلاة ، باب الدعاء ، وإسناده حسن ، وجود إسناده النووي في
" الأذكار " ، وقال الحافظ السخاوي : هذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود
.
(2) في المطبوع : تجمع الأغراض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (6/148) (188) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو
داود (1482) قال : حدثنا هارون بن عبد الله. قال : حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما: (عبد الرحمن بن مهدي ، ويزيد بن هارون) عن الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل
، فذكره.
2132
- (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله- صلى الله عليه
وسلم- كانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاثاً ويستَغفِرَ ثَلاثاً» . أخرجه أبو
داود (1) .
__________
(1) رقم (1534) في الصلاة ، باب الاستغفار ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (1/394) (3744) قال : حدثنا يحيى بن آدم. (ح) وأبو أحمد.
وفي (1/397) (3769) قال : حدثنا أبو سعيد. وأبو داود (1524) قال : حدثنا أحمد بن
علي بن سويد السدوسي ، قال : حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة»
(457) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا يحيى بن آدم.
أربعتهم (يحيى بن آدم ، وأبو أحمد ، وأبو سعيد ، وأبو داود) عن إسرائيل ، عن أبي
إسحاق ، عن عمرو ابن ميمون ، فذكره.
أخرجه أحمد (1/397) (3770) قال : ثنا أبو سعيد ، قال : ثنا إسرائيل ، قال : ثنا
أبوإسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد ، فذكره.
الفصل
الرابع : في أحاديث متفرقة
2133 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- قال : «يُستَجَابُ لأحَدِكم مَا لم يَعجَلْ ، يقولُ : دَعوتُ رَبي ، فلم
يَستَجِبْ لي» . أخرجه الجماعة إلا النسائي .
وفي أخرى لمسلم قال : «لا يَزَالُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثم أو
-[164]- قَطِيعَةِ رَحِمٍ ما لم يستعجلْ ، قيل : يا رَسول الله ، ما الاستعجال ؟
قال : يقول : قد دعوتُ ، وقد دَعَوتُ (1) فلم أرَ يستجيب لي ، فَيَسْتَحْسِرُ عند
ذلك ، ويَدَعُ الدعاءَ» .
وفي رواية الترمذي قال : «ما من رجل يَدْعُو اللهَ بِدُعَاءٍ إِلا استُجِيبَ لَه ،
فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ له في الدنيا ، وإمَّا أنْ يُدَّخَرَ له في الآخرة ، وإمَّا
أنْ يُكَفَّرَ عنه من ذُنُوبِهِ ، بِقَدْرِ مَا دَعَا ، ما لَمْ يَدْعُ بِإِثمٍ ،
أو قَطيعةِ رَحِّمٍ ، أو يَسْتَعْجِلْ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وكيف يَسْتَعجِلُ
؟ قال : يقول : دَعَوتُ رَبي فما استَجَابَ لي» .
وفي أخرى له قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَا مِنْ عَبدٍ
يَرفَعُ يَدَيْهِ حتى يَبدُوَ إِبطُهُ يَسألُ اللهَ مَسأَلَة ، إلا آتَاهُ اللهُ
إيَّاهَا مَا لَمْ يَعْجَلْ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وكيفَ عَجَلَتُهُ؟ قال :
يقول : قد سَألتُ وسأَلتُ فلم أُعْطَ شَيئاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قطيعة رحم) : القطيعة الهجر والصد والرحم الأقارب والأهلون ، والمراد : أن لا يصل
أهله ويبرهم ويحسن إليهم. -[165]-
(فيستحسر) : الاستحسار : الاستنكاف عن السؤال ، وأصله من حسر الطرف. إذا كَلّ وضعف
نظره. يعني : أن الداعي إذا تأخرت إجابته تضجر ومل ، فترك الدعاء واستنكف.
__________
(1) في الأصل : فدعوت ، والتصحيح من " صحيح مسلم " .
(2) رواه البخاري 11 / 119 في الدعوات ، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل ، ومسلم رقم
(2735) في الذكر والدعاء ، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب ، والموطأ
1/213 في القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ، والترمذي رقم (3602) و (3603) في
الدعوات ، باب رقم (145) ، وأبو داود رقم (1484) في الصلاة ، باب الدعاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/396) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي
العباس. قال : حدثنا أبو أويس. وفي (2/487) قال : قرأت على عبد الرحمن. مالك. (ح)
وحدثنا إسحاق. قال : أخبرنا مالك. والبخاري (8/92) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف.
قال : أخبرنا مالك. وفي «الأدب المفرد» (654) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : حدثنا
شعيب. ومسلم (8/87) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثني
عبد الملك بن شعيب بن ليث. قال : حدثني أبي، عن جدي ، قال : حدثني عقيل بن خالد.
وأبو داود (1484) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. وابن ماجة (3853) قال : حدثنا
علي بن محمد. قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، عن مالك بن أنس. والترمذي (3387) قال
: حدثنا الأنصاري قال : حدثنا معن. قال : حدثنا مالك.
أربعتهم : - مالك ، وأبو أويس ، وشعيب ، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري ، عن أبي عبيد
، فذكره.
2134
- (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : «لا تَدْعوا على أنفسكم ، ولا تَدعوا على أولادكم ، ولا تَدْعوا على
خَدَمِكم ، ولا تَدُعوا على أموالكم، لا تُوافِقُوا من الله عَزَّ وجلَّ ساعةَ
نَيْلٍ ، فيها عطاءٌ ، فَيَسْتَجيبَ لكم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نيل) : النيل والنوال : العطاء.
__________
(1) رقم (1532) في الصلاة ، باب النهي أن يدعو الإنسان على أهله وماله ، وإسناده
صحيح ، وهو قطعة من حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر عند مسلم رقم (3006) بلفظ
" لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا
توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " ، ورواه أيضاً ابن حبان
في " صحيحه " رقم (2411) موارد الظمآن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح ، وأصله في مسلم : أخرجه أبو داود (1532) قال : حدثنا هشام بن عمار ،
ويحيى ابن الفضل وسليمان بن عبد الرحمن. قالوا : ثنا إسماعيل بن حاتم ، ثنا يعقوب
بن مجاهد أبو حرزة ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن جابر ، فذكره.
قال أبو داود : هذا حديث متصل الإسناد ، فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابرا.
2135
- (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-
: «لِيَسْألْ أَحَدكمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا ، حتى يسأَلَ شِسْعَ نَعلِهِ ،
إذَا انْقَطَعَ» . -[166]-
زاد في رواية عن ثابت البُنَاني مرسلاً : «حتى يسأَلَه المِلْحَ ، وحتى يسأله شِسْعَهُ
إذا انْقَطَعَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شسع نعله) : شسع النعل : سير من سيورها التي تكون على وجهها يدخل بين الأصابع.
__________
(1) رقم (3607) و (3608) في الدعوات ، باب رقم (149) ، وحسنه الترمذي ، وهو كما
قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الصواب إرساله : أخرجه الترمذي (3682 / التحفة) قال : ثنا أبو داود سليمان بن
الأشعث السجزي ، حدثنا قطن البصري ، أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس ،
فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي : وروى غير واحد هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت
البناني عن النبي ، ولم يذكروا فيه عن أنس.
وأخرجه أيضا (3683 / التحفة) قال : ثنا صالح بن عبد الله أخبرنا جعفر بن سليمان عن
ثابت البناني : أن النبي.... فذكره.
ثم عقب قائلا : وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان.
2136
- (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«مَنْ لَمْ يَسْألِ اللهَ يَغضَبْ عليه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3370) في الدعوات ، باب رقم (3) ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند
" ، والبخاري في " الأدب المفرد " ، وابن ماجة ، والحاكم ، والبزار
، كلهم من حديث أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة ، وأبو صالح الخوزي مختلف فيه ، ضعفه
ابن معين ، وقواه أبو زرعة ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/442) قال : حدثنا مروان الفزاري. وفي (2/443 و 477) قال : حدثنا
وكيع. والبخاري في «الأدب المفرد» (658) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قا : حدثنا
مروان بن معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد الله. قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل.
وابن ماجة (3827) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد. قالا : حدثنا
وكيع. والترمذي (3373) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. (ح)
وحدثنا إسحاق بن منصور. قال : حدثنا أبو عاصم.
أربعتهم (مروان بن معاوية الفزاري ، ووكيع ، وحاتم ، وأبو عاصم) عن أبي المليح ،
عن أبي صالح الخوزي ، فذكره.
* في رواية مروان الفزاري : «حدثنا أبو المليح صبيح» .وفي رواية وكيع : «حدثنا أبو
المليح المدني» وفي رواية حاتم بن إسماعيل : «عن أبي المليح» ولم ينسبه. وفي رواية
أبي عاصم : «عن حميد أبي المليح» ..
قلت : الراوي عن أبي هريرة ، مختلف فيه.
2137
- (ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - : قال : قال رَسُولُ الله - صلى الله
عليه وسلم-: «سَلُوا اللهَ من فَضْلِهِ ، فإن الله يُحِبُّ أَن يُسأَلَ ،
وَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرجِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3566) في الدعوات ، باب رقم (126) ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
المرسل أشبه : أخرجه الترمذي (3571) قال : ثنا بشر بن معاذ العقدي الضبي البصري ،
حدثنا حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود ،
فذكره.
* قال الترمذي : هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث ، وقد خولف في روايته. وحماد بن
واقد هذا هو الصفار ، ليس بالحافظ ، وهو عندنا شيخ بصري. وروى أبو نعيم هذا الحديث
عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير ، عن رجل ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مرسل ،
وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح.
قلت : وقد وهم المؤلف - رحمه الله - في عزو الحديث من مسند أبي مسعود البدري عقبة
بن عامر ، إنما هو ابن مسعود - رضي الله عنه -.
2138
- (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : أنَّ امرَأة قالت لرسولِ الله - صلى
الله عليه وسلم- : «صَلِّ عَليَّ ، وعلى زَوجي ، فقال : صَلَّى اللهُ عليكِ ، وعلى
-[167]- زَوجِك» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1533) في الصلاة ، باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه
أيضاً إسماعيل ابن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم
(77) طبع المكتب الإسلامي ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح ، وله شاهد في الصحيح : أخرجه أبو داود (1533) قال : ثنا محمد بن عيسى
، ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن نبيح ، عن جابر ، فذكره.
2139
- (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - : أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول : «مَا من عبدٍ مسلمٍ يَدعُو لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ إلا قَال
المَلَكُ : وَلَكَ بِمثْلٍ» . هذه رواية مسلم .
وفي رواية أبي داود قال : «إِذَا دَعَا الرجُلُ لأخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ قالت
الملائكةُ : آمين ، ولك بِمثْلٍ» .
وفي أخرى لمسلم : قال صَفوانُ بن عبد الله بن صفوان : «قَدِمْتُ الشامَ ، فَأتَيتُ
أبا الدرداءِ في منزله ، فلم أجِدْهُ ، ووَجدتُ أمَّ الدَّردَاءِ ، فقالت:
أتُرِيدُ الحَجَّ العَامَ ؟ فقلتُ : نعم، قالت: فَادْعُ لنا بِخَيرٍ ، فَإنَّ
النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : دَعوَةُ المَرءِ المسلمِ لأخِيهِ
بِظَهرِ الغَيْبِ مُستَجَابَةٌ ، عِندَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا
لأخِيهِ بخيرٍ قال المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ : [آمين] وَلَكَ بِمثْلِ .
قال : فَخَرَجتُ إلى السوقِ فَلَقِيتُ أبا الدَّرْدَاءِ ، فقال لي مِثْلَ ذلك ،
يَرويه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . -[168]-
قال الحميديُّ : إنَّ خَلَفاً الوَاسِطِيَّ جَعَلَ هذه الروايةَ في مُسنَدِ أُمِّ
الدَّردَاءِ ، وقال: قال البَرْقَانِيُّ : هذه أُمُّ الدَّرداء : هي الصُّغرى التي
رَوَت هذا الحديث، وليس لها صُحبَةٌ، ولا سَمَاعٌ من النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- ، وإنما هو من مسند أبي الدرداء ، وأمَّا أمُّ الدرداء الكبرى ، فلها صحبة ،
وليس لها في كِتَابَي البخاري، ومسلم حديث .
قال الحميديُّ : وقد أخرج مسلم مُتَّصلاً بهذه الرواية التي ذكرناها إملاء (1) عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء ، ليدل بذلك على أن هذه الرواية أيضاً عنها عنه عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم (2) .
__________
(1) وفي نسخة : أولاً .
(2) أخرجه مسلم رقم (2732) و (2733) في الذكر والدعاء ، باب فضل الدعاء للمسلمين
بظهر الغيب ، وأبو داود رقم (1534) في الصلاة ، باب الدعاء بظهر الغيب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/86) قال : حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي ، قال : حدثنا
محمد بن فضيل ، قال : حدثنا أبي ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، عن أم الدرداء ،
فذكرته.
* وأخرجه مسلم (8/86) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (1534) قال : حدثنا
رجاء بن المرجي.
كلاهما - إسحاق ، ورجاء - عن النضر بن شميل ، قال : حدثنا موسى بن سروان المعلم
(وفي رواية رجاء: موسى بن ثروان) ، قال : حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز. قال :
حدثتني أم الدرداء ، قالت : حدثني سيدي ، نحوه.
أخرجه أحمد (5/195) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك ، عن عطاء. وفي
(5/196) و (6/452) قال : حدثنا يزيد بن هارون ويعلى ، قالا : حدثنا عبد الملك ، عن
أبي الزبير. وعبد بن حميد (201) قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا عبد الملك
بن أبي سليمان ، عن أبي الزبير. والبخاري في «الأدب المفرد» (625) قال : حدثنا
محمد بن سلام. قال : حدثنا يحيى بن أبي غنية. قال : أخبرنا عبد الملك بن أبي
سليمان ، عن أبي الزبير. ومسلم (8/86 و 87) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال:
أخبرنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن أبي الزبير. (ح)
وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال :حدثنا يزيد بن هارون ، عن عبد الملك بن أبي
سليمان ، بهذا الإسناد ، مثله. وابن ماجة (2895) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن أبي الزبير.
كلاهما (عطاء ، وأبو الزبير) عن صفوان بن عبد الله ، فذكره.
2140
- (ت) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«مَنْ دَعَا على مَنْ ظَلَمَهُ فقد انتصرَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3547) في الدعوات ، باب رقم (115) ، وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور ،
وهو ضعيف ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، ولذلك قال الترمذي ، هذا
حديث غريب ، قال المناوي في " فيض القدير " : وقال الترمذي في "
العلل " : سئل عنه البخاري فقال : لا أعلم أحداً رواه غير أبي الأحوص (يعني
سلام بن سليم) لكن هو من حديث أبي حمزة ، وضعف أبا حمزة جداً ، وأورده العجلوني في
" كشف الخفاء " وزاد نسبته إلى أبي يعلى ، وقال : وهو ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف جدا : أخرجه الترمذي (3552) قال : ثنا هناد ، حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة
عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة ، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة. وقد تكلم بعض أهل
العلم فيه ، وهو الأعور.
* حدثنا قتيبة. حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الأحوص عن أبي حمزة بهذا
الإسناد - نحوه.
وقال في العلل : سئل البخاري عنه ؟ فقال : لا أعلم أحدا رواه غير أبي الأحوص ، لكن
هو من حديث أبي حمزة ، وضعف أبا حمزة جدا.
الباب
الثاني : في أقسام الدعاء ، وفيه قسمان
القسم الأول : في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها ، وفيه عشرون فصلاً
الفصل الأول : في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى
2141 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«سَمِعَ رَجُلاً يقول : اللَّهمَّ إِني أسألُكَ بأني أَشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ
، لا إلهَ إلا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ، ولم يكن له
كُفُواً أحَدٌ ، فقال : والذي نفسي بيده ، لقد سأل اللهَ باسمه الأَعظَمِ ، الذي
إِذا دُعِيَ به أجابَ ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . هذه رواية الترمذي .
وفي رواية أبي داود : «بَاسْمِهِ الذي إذا سُئِلَ به أعطى ، وإذا دُعيَ به أَجابَ»
(1) . -[170]-
وذكر رزين رواية قال : «دَخَلْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المسجدَ
عِشَاء ، فإذا رجلٌ يقرأٌ ويَرْفَعُ صَوتَهُ ، فَقُلْتُ : يا رسولَ الله ،
أَتَقُولُ : هَذَا مُرَاءٍ ؟ [قال] : بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ ، قال : وأبو موسى الأشعري
يَقرَأُ ، ويَرفَعُ صَوتَهُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
يَتَسَمَّعُ لِقِرَاءتِهِ ، ثم جَلَسَ أبو موسى يَدْعُو ، فقال : اللَّهُمَّ إني
أُشْهِدُكَ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَحَداً صَمَداً ، لم
يَلد ولم يُولَدْ ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : لقد سَألَ اللهَ بِاسْمِهِ الذي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعطَى ، وإذا دُعِيَ
بِهِ أجَابَ ، قلتُ : يا رسولَ الله ، أُخْبِرُهُ بِمَا سَمِعتُ منك ؟ قال : نعم ،
فَأخْبَرْتُهُ بِقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال لي : أَنت اليومَ لي
أخ صَدِيقٌ ، حَدَّثتني بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُنيب) : أناب الرجل : إذا رجع إلى الله تعالى تائباً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3471) في الدعوات ، باب رقم (65) ، وأبو داود رقم (1493) في
الصلاة ، -[170]- باب الدعاء ، وإسناده صحيح ، وحسنه الترمذي ، وقال المنذري في
" الترغيب والترهيب " 2 / 274 في الطبعة المنيرية : قال شيخنا الحافظ
أبو الحسن المقدسي : وإسناده لا مطعن فيه ، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود
إسناداً منه ، والحديث رواه أيضاً أحمد في " المسند " ، وابن ماجة ،
وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وغيرهم .
(2) وأورد رواية رزين هذه من حديث بريدة رضي الله عنه الخطيب التبريزي في "
مشكاة المصابيح " رقم (2293) ، طبع المكتب الإسلامي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/349) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/350) قال : حدثنا
يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (1493) قال : حدثنا مسدد ،
قال : حدثنا يحيى. وفي (1494) قال : حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ، قال : حدثنا
زيد بن الحباب. وابن ماجة (3857) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع.و
الترمذي (3475) قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي ، قال : حدثنا
زيد بن حباب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1998) عن عبد الرحمن بن خالد ،
عن زيد بن حباب «وزاد في آخره» أي زيد بن الحباب : فحدثته زهير ابن معاوية ، فقال
: حدثنا سفيان بهذا الحديث عن مالك بن مغول. قال : «أي زهير» وسمعت أبا إسحاق يحدث
به عن مالك بن مغول. وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا عن عمرو بن علي ، عن يحيى.
ستتهم (عثمان ، ويحيى ، ووكيع ، وزيد ، وسفيان ، وأبو إسحاق) عن مالك بن مغول ، عن
ابن بريدة، فذكره.
2142
- (د س) محجن بن الأدرع (1) الثقفي - رضي الله عنه - : قال : «دَخَلَ رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- المسجدَ ، فإِذا هو برجُلٍ قَد قَضَى صَلاتَهُ ، وهو -[171]-
يَتَشَهَّدُ ، ويقولُ : اللهُمَّ إِني أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الأحَدِ الصَّمَدِ ،
الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ، ولم يَكُنْ له كُفُواً أَحَدٌ : أن تَغْفِرَ لي
ذُنُوبي ، إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرحيمُ ، قال : فقال : قَد غُفِرَ له ، قد
غُفرِ له ، قَد غُفِر له» .
أخرجه أبو داود ، والنسائي (2) .
__________
(1) في الأصل : محجن بن الأقرع ، وهو تصحيف ، والتصحيح : من السنن ومسند أحمد وكتب
الرجال .
(2) رواه أبو داود رقم (985) في الصلاة ، باب ما يقول بعد التشهد ، والنسائي 3 /
52 في السهو ، باب الدعاء بعد الذكر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4
/ 338 ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أحمد (4/338) قال : حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (985) قال : حدثنا عبد
الله ابن عمرو أبو معمر. والنسائي (3/52) وفي الكبرى (1133) قال : أخبرنا عمرو بن
يزيد أبو بريد البصري، عن عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (724) قال : حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد ، قال :حدثني أبي.
كلاهما (عبد الصمد ، وأبو معمر) عن عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا حسين المعلم
، عن عبد الله ابن بريدة ، عن حنظلة بن علي ، فذكره.
2143
- (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «أَنَّهُ كانَ مَعَ رَسولِ الله - صلى
الله عليه وسلم- جَالِساً ، ورجُلٌ يُصَلِّي ، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلُ فقال : اللَّهمَّ
إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ ، المَنَّانُ ، بَديعُ
السَّمَواتِ والأرضِ ، ذو الجَلالِ والإِكْرَامِ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، فقال
رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحَابِهِ : أتَدرونَ بمَ دَعَا ؟ قالوا : اللهُ
ورسولُهُ أعلم ، قال : والذي نفسي بيده، لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم ، الذي
إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . أخرجه أبو داود، والترمذي
، والنسائي .
وهذا لَفْظُ الترمذي ، قال : «دَخَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المسْجِدَ ،
ورَجُلٌ قَد صَلَّى ، وهُو يَدعُو ، ويقولُ في دُعائِهِ : اللَّهمَّ إني أسألك ،
لا إِلهَ إلا أنْتَ ، المنَّانُ ، بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، ذُو الجَلالِ
والإكرامِ ، فقال -[172]- النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أَتَدْرونَ بِمَ دَعا ؟
دعا الله باسْمِهِ الأعظم ... الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المنان) : فعال من المنة ، وهو المبالغ فيها.
(بديع) : البديع : المبدع ، وهو الخالق المخترع لا عن مثال سابق.
(قيوم) : القيوم : القائم الدائم ، ووزنه فيعول من القيام ، وهو من أبنية
المبالغة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3538) في الدعوات ، باب رقم (109) ، وأبو داود رقم (1495)
في الصلاة ، باب الدعاء ، والنسائي 3 / 52 في السهو ، باب الدعاء بعد الذكر ،
وإسناده صحيح ، وذكره الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274
الطبعة المنيرية من رواية أحمد بلفظه ، ورواه أيضاً ابن ماجة ، وابن حبان في صحيحه
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : رواه عن أنس ، أنس بن سيرين :
أخرجه أحمد (3/120) ، وابن ماجة (3858) قال : ثنا علي بن محمد. قالا : ثنا وكيع ،
قال : ثنا أبو خزيمة ، عن أنس بن سيرين ، فذكره.
- ورواه عن أنس ، عاصم وثابت :
أخرجه الترمذي (3544) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج. قالا : ثنا يونس
بن محمد ، قال: ثنا سعد بن زربي ، عن عاصم الأحول ، وثابت ، فذكراه.
2144
- (ت د) أسماء بنت يزيد (1) - رضي الله عنها - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- قال: «اسْمُ اللهِ الأعظَمُ في هَاتَينِ الآيَتَينِ» : {وإِلهُكُم إِلَهٌ
وَاحِدٌ لا إِله إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ} [البقرة 163] وفَاتِحَةُ
سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ : {آلم . الله لا إلهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [آل
عمران: 1، 2] . أخرجه أبو داود ، والترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل : أسماء بنت بريدة ، والتصحيح من أبي داود والترمذي وكتب الرجال .
(2) رواه أبو داود رقم (1496) في الصلاة ، باب الدعاء ، والترمذي رقم (3472) في
الدعوات ، باب رقم (65) ، وفي سنده عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي أبو الحصين
، وهو ليس بالقوي ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، وفيه أيضاً شهر بن
حوشب ، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام ، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى
درجة الحسن ، ولذلك حسنه الترمذي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ليس إسناده بالقوي : أخرجه أحمد (6/461) قال : حدثنا محمد بن بكر. وعبد بن حميد
(1578) قال : حدثنا أبو عاصم. والدارمي (3392) قال : حدثنا أبو عاصم. وأبو داود
(1496) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3855) قال : حدثنا
أبو بكر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (3478) قال : حدثنا علي بن خشرم. قال
: حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم (محمد بن بكر ، وأبو عاصم النبيل ، وعيسى بن يونس) عن عبيد الله بن أبي
زياد عن شهر بن حوشب ، فذكره.
قلت : عبيد الله بن أبي زياد ، ضعفوه ، كذا شيخه «شهر» .
2145
- (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه
وسلم- : «إِنَّ للهِ تِسْعَة ، وِتِسعِينَ اسماً ، مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ
، واللهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» . وفي رواية : «مَن أَحصَاهَا» .
وفي أخرى : «للهِ تِسعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً ، مِائة إِلا واحِداً ، لا
يَحفَظُهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَ الجَنَّةَ ، وهو وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» .
قال البخاري : «أحصَاهَا : حَفِظَها» ، وفي روايةٍ لمسلم نحوه ، وليس فيه ذِكرُ
الْوتْرِ ، هذه روايةُ البخاري، ومسلم (1) .
وفي رواية الترمذي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ للهِ
تِسْعَة وِتِسعِينَ اسماً، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ ، هُوَ اللهُ الَّذي لا
إِلهَ إِلا هو : الرَّحْمنُ ، الرَّحِيمُ ، المَلِكُ ، القُدُّوسُ ، السَّلامُ ،
المُؤمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ ، الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الخَالِقُ ،
البَارِئُ ،المُصَوِّرُ ، الغَفَّارُ ، القَهَّارُ ، الوهَّابُ ، الرَّزَّاقُ ،
الفَتَّاحُ ، العَليمُ ، القابضُ ، البَاسِطُ ، الخَافِضُ ، الرَّافِعُ ،
المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، السَّمِيعُ ، البصيرُ ، الحَكَمُ ، العَدْلُ ، اللَّطِيفُ
، الخَبْيرُ ، الحليمُ ، العَظيمُ ، الغَفُورُ ، الشَّكُورُ ، العَليُّ ، الكَبيرُ
، الحَفِيظُ ، المُقيتُ ، الحَسِيبُ ، الجَليلُ ، الكرِيمُ ، الرَّقِيبُ ،
المُجيبُ، الْوَاسِعُ ، الحَكيمُ ، الْوَدُودُ، المَجيدُ ، -[174]- البَاعِثُ ،
الشَّهيدُ ، الحَقُّ ، الْوَكِيلُ ، القَويُّ ، المَتِينُ ، الْوَليُّ ، الحَميدُ
، المُحصي ، المُبدىءُ، المُعيدُ ، المُحْيي، المُميِتُ ، الحَيُّ ، القَيُّومُ ،
الْوَاجِدُ ، الماجد، الوَاحِدُ ، الأحَدُ ، الصَّمَدُ ، القَادِرُ ، المُقْتَدِرُ
، المُقَدِّمُ ، المُؤخِّر ، الأوَّلُ ، الآِخرُ ، الظَّاهِرُ ، البَاطِنُ ،
الوالي ، المُتعالِ ، البَرُّ ، التَّوَّابُ ، المُنتَقِمُ ، العَفُوُّ ،
الرَّؤوفُ ، مَالِكُ المُلْكِ ، ذُو الجَلالِ والإِكرَامِ ، المُقْسِطُ ،
الجَامِعُ ، الغَنيُّ ، المُغني، المَانِعُ ، الضَّارُ ، النَّافِعُ، النُّورُ ،
الهادي، البَديعُ ، البَاقي ، الوَارِثُ ، الرَّشِيدُ ، الصَّبُورُ» .
هذه رواية الترمذي بتفصيل الأسماء ، ولم يُفَصِّلْها غيره ، وقال : حَدَّثَنَا به
غير واحدٍ عن صَفْوان بن صالح ، ولا نَعرِفُهُ إلا من حديث صفوان بن صالح ، وهو
ثقة عند أهل الحديث ، قال : وقد رُويَ هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، لا نَعلَمُ في كثير شيء من الروايات ذِكْرَ
الأسماء إلا في هذا الحديث (2) . -[175]-
وفي رواية ذكرها رزين : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَلا قوله تعالى :
{وَلِلَّهِ الأسمَاءُ الْحُسنى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلحِدُونَ في
أسْمَائِهِ سَيُجْزَونَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأعراف: 180] فقال: «إنَّ للهِ
تَبَارَكَ وتعالى تِسعَة وتِسعينَ اسماً ...» الحديث .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من أحصاها) : الإحصاء : العدد والحفظ ، والمراد : مَن حفظها -[176]- على قلبه ،
وقيل : المراد : من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله - صلى الله عليه
وسلم- ، لأن النبي لم يعدها لهم ، ولهذا لم ترد مسرودة معدودة من هذه الكتب الستة
إلا في «كتاب الترمذي» . وقيل : المراد : من أخطر بباله عند ذكر معناها ، وتفكر في
مدلولها : معتبراً ، متدبراً ، ذاكراً ، راغباً ، راهباً ، معظماً لمسماها ،
مقدساً لذات الله تعالى ، وبالجملة : ففي كل اسم يخطر بباله الوصف الدال عليه.
(القدوس) : الطاهر من العيوب المنزه عنها ، وهو مضموم الأول ، وقد روي بفتحه ،
وليس بالكثير ، ولم يجئ مضموم الأول من هذا البناء إلا قدوس وسبوح وذروح ، وقال
سيبويه : ليس في الكلام فُعُّول بالضم.
(السلام) : ذو السلام ، أي : الذي سلم من كل عيب وبرئ من كل آفة.
(المؤمن) : الذي يصدق عباده [وعده] ، فهو من الإيمان : التصديق ، أو يؤمنهم في
القيامة من عذابه ، فهو من الأمان ، ضد الخوف.
(المهيمن) : الشهيد ، وقيل : الأمين ، فأصله مؤتمن ، فقلبت الهمزة هاء ، وقيل :
الرقيب والحافظ.
(العزيز) : الغالب القاهر ، والعزة : الغلبة. -[177]-
(الجبار) : هو الذي أجبر الخلق وقهرهم على ما أراد من أمر أو نهي. وقيل : هو
العالي فوق خلقه.
(المتكبر) : المتعالي عن صفات الخلق ، وقيل : الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه
العظمة فيقصمهم ، والتاء في «المتكبر» تاء المتفرد والمتخصص ، لا تاء المتعاطي
المتكلف ، وقيل : إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى ، لا من الكبر
الذي هو مذموم.
(البارئ) : هو الذي خلق الخلق لا عن مثال ، إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص
بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، وقلما تستعمل في غير الحيوان ، فيقال :
برأ الله النسمة ، وخلق السموات والأرض.
(المصوِّر) : هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ، ومعنى التصوير : التخطيط
والتشكيل.
(الغفار) : هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة ، وأصل الغفر : الستر والتغطية ،
فالله غافر لذنوب عباده ساتر لها بترك العقوبة عليها.
(الفتاح) : هو الحاكم بين عباده ، يقال : فتح الحاكم بين الخصمين : إذا فصل بينهما
، ويقال للحاكم : الفاتح، وقيل : هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ،
والمنغلق عليهم من أرزاقه. -[178]-
(الباسط) : الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ، ورحمته.
و (القابض) : الذي يمسكه عنهم بلطفه ، فهو الجامع بين العطاء والمنع.
و (الخافض) : الذي يخفض الجبارين والفراعنة ، أي : يضعهم ويهينهم.
و (الرافع) : هو الذي يرفع أولياءه ويعزهم ، فهو الجامع بين الإعزاز والإذلال.
(الحكم) : الحاكم وحقيقته : الذي سُلِّم له الحكم ورد إليه.
(العدل) : هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، وهو من المصادر التي يسمى
بها ، كرجل ضَيف وزَور.
(اللطيف) : الذي يُوصِل إليك أربك في رفق ، وقيل : هو الذي لطف عن أن يدرك
بالكيفية.
(الخبير) : العالم العارف بما كان وما يكون.
(الغفور) : من أبنية المبالغة في الغفران.
(الشكور) : الذي يجازي عباده ويثيبهم على أفعالهم الصالحة ، فشكر الله لعباده إنما
هو مغفرته لهم وقبوله لعبادتهم (*) .
(الكبير) : هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن.
(المقيت) : هو المقتدر ، وقيل : هو الذي يعطي أقوات الخلائق. -[179]-
(الحسيب) : الكافي ، هو فعيل بمعنى : مُفْعِل ، كأليم بمعنى : مؤلم ، وقيل : هو
المحاسب.
(الرقيب) : هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
(المجيب) : الذي يقبل دعاء عباده ويستجيب لهم.
(الواسع) : هو الذي وسع غناه كل فقر ، و [وسعت] رحمته كل شيء.
(الودود) : فعول بمعنى : مفعول من الوُد ، فالله تعالى مودود ، أي : محبوب في قلوب
أوليائه ، أو هو فعول بمعنى : فاعل ، أي : إن الله تعالى يود عباده الصالحين ،
بمعنى يرضى عنهم (**) .
(المجيد) : هو الواسع الكرم ، وقيل : هو الشريف.
(الباعث) : هو الذي يبعث الخلق بعد الموت يوم القيامة.
(الشهيد) : هو الذي لا يغيب عنه شيء ، يقال : شاهد وشهيد ، كعالم وعليم ، أي أنه
حاضر يشاهد الأشياء ويراها.
(الحق) : هو المتحقق كونه ووجوده.
(الوكيل) : هو الكفيل بأرزاق العباد ، وحقيقته : أنه الذي يستقل بأمر الموكول
إليه. ومنه قوله تعالى: {[وَقَالُوا] حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيلُ} [آل عمران :
173] . -[180]-
(القوي) : القادر ، وقيل : التام القدرة والقوة ، الذي لا يعجزه شيء.
(المتين) : هو الشديد القوي الذي لا تلحقه في أفعاله مشقة.
(الولي) : الناصر ، وقيل : المتولي للأمور القائم بها كولي اليتيم.
(الحميد) : المحمود الذي استحق الحمد بفعله ، وهو فعيل بمعنى مفعول.
(المحصي) : هو الذي أحصى كل شيء بعلمه ، فلا يفوته شيء من الأشياء دق أو جل.
(المبدئ) : الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء.
و (المعيد) : هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ، وبعد الممات إلى الحياة.
(الواجد) : هو الغني الذي لا يفتقر ، وهو من الجِدة : الغِنى.
(الواحد) : هو الفرد الذي لم يزل وحده ، ولم يكن معه آخر ، وقيل : هو منقطع القرين
والشريك.
(الأحد) : الفرد ، والفرق بينه وبين الواحد ، أن «أحداً» بُني لنفي ما يذكر معه من
العدد ، فهو يقع على المذكر والمؤنث، يقال : ما جاءني -[181]- أحد ، أي : ذكر ولا
أنثى ، وأما «الواحد» فإنه وضع لمفتتح العدد ، تقول: جاءني واحد من الناس ، ولا
تقول فيه : جاءني أحد من الناس ، والواحد : بني على انقطاع النظير والمثل، والأحد
: بني على الانفراد والوحدة عن الأصحاب ، فالواحد منفرد بالذات ، والأحد منفرد
بالمعنى.
(الصمد) : هو السيد الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم ، أي : يقصدونه.
(المقتدر) : مفتعل من القدرة ، وهو أبلغ من قادر.
(المقدم) : الذي يقدم الأشياء فيضعها في مواضعها.
(المؤخر) : الذي يؤخرها إلى أماكنها ، فمن استحق التقديم قدّمه ، ومن استحق
التأخير أخره.
(الأول) : هو السابق للأشياء كلها. والآخر الباقي بعد الأشياء كلها.
(الظاهر) : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه.
و (الباطن) : هو المحتجب عن أبصار الخلائق.
(الوالي) : مالك الأشياء ، المتصرف فيها.
(المتعالي) : هو المتنزه عن صفات المخلوقين ، تعالى أن يوصف بها عز وجل. -[182]-
(البر) : هو العطوف على عباده ببره ولطفه.
(المنتقم) : هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء ، مفتعل ، من نقم ينقم : إذا بلغت به
الكراهية حد السخط.
(العفو) : فعول من العفو ، بناء مبالغة ، وهو الصفوح عن الذنوب.
(الرؤوف) : هو الرحيم العاطف برأفته على عباده ، والفرق بين الرأفة والرحمة : أن
الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة ، والرأفة لا تكاد تكون في الكراهة.
(ذو الجلال) : الجلال : مصدر الجليل ، تقول : جليل بين الجلالة والجلال.
(المقسط) : العادل في حكمه ، أقسط الرجل : إذا عدل ، فهو مقسط ، وقسط : إذا جار ،
فهو قاسط.
(الجامع) : هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب.
(المانع) : هو الناصر الذي يمنع أولياءه أن يؤذيهم أحد.
(النور) : هو الذي يبصر بنوره ذو العماية ، ويرشد بهداه ذو الغواية.
(البديع) : قد تقدم ذكره.
(الوارث) : هو الباقي بعد فناء الخلائق. -[183]-
(الرشيد) : هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم ، فعيل بمعنى مُفعِل.
(الصبور) : هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى ،
فمعنى الصبور في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم ، إلا أن الفرق بين الأمرين
أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور ، كما يأمنون منها في صفة الحليم.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 180 - 192 في الدعوات ، باب لله عز وجل مائة اسم غير واحد ،
ومسلم رقم (2677) في الذكر والدعاء ، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها .
(2) وقال الترمذي : وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر فيه الأسماء ، وليس له إسناد صحيح ،
أقول : رواه الترمذي رقم (3502) من حديث صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد بن مسلم
، حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، وقال : حديث
غريب ، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2382) موارد الظمآن من طريق صفوان به ،
وأخرجه ابن ماجة رقم (3861) في الدعاء ، باب أسماء الله عز وجل ، من طريق أخرى عن
موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بنحو مما تقدم بزيادة ونقصان ، قال
البوصيري في " الزوائد " : لم يخرج أحد من الأئمة الستة عدد أسماء الله
الحسنى من هذا الوجه ولا غيره ، غير ابن ماجة -[175]- والترمذي مع تقديم وتأخير ،
وطريق الترمذي أصح شيء في الباب ، وفي إسناد طريق ابن ماجة ضعف لضعف عبد الملك بن
محمد الصنعاني ، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار " : وهذان الطريقان
يرجعان إلى رواية الأعرج ، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء ، وزيادة ونقص ،
ووقع سرد الأسماء في رواية ثالثة أخرجها الحاكم في " المستدرك " وجعفر
الفريابي في " الذكر " من طريق عبد العزيز بن الحصين (يعني ابن
الترجمان) عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، قال الحاكم بعد تخريج الحديث
من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم الطريق التي أخرجه الترمذي بلفظه سواه :
أخرجاه في الصحيح بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه ، ولعله عندهما أن الوليد بن
مسلم تفرد بسياقه وبطوله وذكر الأسماء فيه ، ولم يذكره غيره لمسلم ، نعم أكثرها في
القرآن ، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم ، ومنها ما ليس في القرآن لا
بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما . ا هـ . وقال ابن كثير في التفسير
: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ، وإنما
ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه
بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك ، أي أنهم جمعوها من القرآن كما روى
جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي ، والله أعلم .
أقول : ومع ذلك كله فقد ذكر الحديث ابن حبان في صحيحه ، وحسنه النووي في أذكاره .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
"جاء في كتاب الله تسمية الله تعالى بالشكور والشاكر : {لِيُوَفِّيَهُمْ
أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} {فَإِنَّ اللّهَ
شَاكِرٌ عَلِيمٌ} {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ
وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} ، و (فعول) في أسماء الله بمعنى (فاعل) كشكور
وغفور وودود.
والشكر صفة لله تعالى تتضمن ثناء الله على عبده في الملإ الأعلى، وأن يلقي له
الشكر بين عباده ويشكره تعالى بفعله بأن يثيبه ويعطيه أفضل مما بذل بأضعاف كثيرة،
بل من شكره لعباده أن يثيب أعداءه على ما فعلوا من الخير في الدنيا ولا يضيع أجر
من أحسن عملا. "
[الشيخ عبد الرحمن صالح السديس]
(**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
" فيه تفسير لصفة المودة بالرضا وهذا غلط؛ بل المودة هي خالص المحبة وقد
تظاهرت النصوص بإثبات محبة الله لأولياء كقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ} {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} {فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
الْمُتَّقِينَ} وغيرها. " [الشيخ عبد الرحمن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح على الإجمال : رواه الأعرج ، عن أبي هريرة ، أخرجه الحميدي (1130) قال :
حدثنا سفيان. وأحمد (2/258) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا محمد. والبخاري
(3/259) و (9/145) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (8/108) قال :
حدثنا علي بن عبد الله. قال:حدثنا سفيان. ومسلم (8/63) قال : حدثنا عمرو الناقد
وزهير بن حرب ، وابن أبي عمر. جميعا عن سفيان (واللفظ لعمرو) قال : حدثنا سفيان بن
عيينة. والترمذي (3508) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
والنسائي في «الكبرى / الورقة 100 ب» قال : أخبرنا الربيع بن سليمان. قال : حدثنا
عبد الله بن وهب. قال : أخبرني مالك. وذكر آخر قبله. (ح) وأخبرنا عمران بن بكار،
قال : حدثنا علي بن عياش. قال : حدثنا شعيب.
أربعتهم (سفيان بن عيينة ، ومحمد بن إسحاق ، وشعيب ، ومالك) عن أبي الزناد ، عن
الأعرج ، فذكره.
- ورواه محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أخرجه أحمد (2/267) قال : حدثنا عبد الرزاق.
قال : حدثنا معمر عن أيوب ، وفي (2/427) قال : حدثنا إسماعيل. عن هشام. (ح) ويزيد
، يعني ابن هارون.قال: أخبرنا هشام. وفي (2/499) قال : حدثنا علي بن عاصم. قال :
أخبرنا خالد وهشام. وفي (2/516) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا هشام. ومسلم (8/63)
قال : حدثني محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر ، عن أيوب.
والترمذي (3506) قال : قال يوسف : وحدثنا عبد الأعلى ، عن هشام بن حسان.
ثلاثتهم (أيوب ، وهشام بن حسان ، وخالد بن الحذاء) عن محمد بن سيرين ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/516) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد ، عن أبي
هريرة: إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما... فذكر مثله موقوفا.
ورواه همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة.
أخرجه أحمد (2/267 و 277 و 314) . ومسلم (8/63) قال : حدثني محمد بن رافع.
كلاهما (أحمد بن حنبل ، وابن رافع) قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ،
عن همام بن منبه، فذكره.
* رواية أحمد (2/277) مختصرة على : «إن الله وتر يحب الوتر» .
- ورواه أبو سلمة ، عن أبي هريرة :
أخرجه أحمد (2/503) قال : حدثنا يزيد. وابن ماجة (3860) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان.
كلاهما (يزيد ، وعبدة) عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.
- ورواه أبو رافع ، عن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي (3506) قال : حدثنا يوسف بن حماد البصري. قال : حدثنا عبد الأعلى ،
عن سعيد ، عن قتادة ،، عن أبي رافع ، فذكره.
- ورواه الأعرج ، عن أبي هريرة. قال.
أخرجه ابن ماجة (3861) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا عبد الملك بن محمد
الصنعاني. قال: حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي ، قال : حدثنا موسى بن
عقبة. والترمذي (3507) قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : حدثني صفوان
بن صالح. قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي
الزناد.
كلاهما (موسى بن عقبة ، وأبو الزناد) عن عبد الرحمن الأعرج فذكره.
* رواية موسى بن عقبة فيها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير.
الفصل
الثاني : في أدعية الصلاة مجملاً ومفصلاً
الاستفتاح
2146 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «كانَ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- إِذَا كَبَّرَ في الصلاةِ سَكَتَ هُنيَّة قَبلَ أن يقرَأ ، فقلتُ : يا
رسولَ الله ، بِأَبي أَنْتَ وأُمِّي ، أَرَأيتَ سُكُوتَكَ بين التَّكْبيرِ
والقِرَاءةِ ، ما تقولُ ؟ قال : أقولُ : اللَّهُمَّ نَقِّني مِن خَطَايايَ ، كما
يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغسلني مِنْ خَطَايايَ
بِالثَّلْج والماءِ والبَرَدِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم .
وزاد أبو داود ، والنسائي في أوَّلِ الدُّعاءِ ، قال : «أقول : اللهمَّ باعِدْ
-[184]- بيني وبَيْنَ خَطَايَايَ ، كما بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ
... والباقي مثلُه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 190 و 191 في صفة الصلاة ، باب الدعاء بعد التكبير ، ومسلم
رقم (598) في المساجد ، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة ، وأبو داود رقم
(781) في الصلاة ، باب السكتة عند الافتتاح ، والنسائي 2 / 128 و 129 في الافتتاح
، باب الدعاء بين التكبيرة والقراءة . قال الحافظ في " الفتح " : واستدل
به على جواز الدعاء في الصلاة بما ليس في القرآن ، خلافاً للحنفية ، ثم هذا الدعاء
صدر منه صلى الله عليه وسلم على سبيل المبالغة في إظهار العبودية ، وفيه ما كان
الصحابة عليه من المحافظة على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في حركاته
وسكناته وإسراره وإعلامه حتى حفظ الله بهم الدين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/231) قال : حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/231) و (494) قال:
حدثنا جرير. وفي (2/448) قال : حدثنا وكيع ،عن سفيان ، و (الدرامي) (1247) قال :
أخبرنا بشر ابن آدم. قال :حدثنا عبد الواحد بن زياد. والبخاري (1/189) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي القراءة خلف الإمام (280)
قال : حدثنا محمد.قال :أخبرنا عبد الله. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (2/98 و 99) قال
: حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن
نمير. قالا : حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا أبو كامل. قال : حدثنا عبد الواحد ، يعني
ابن زياد. وأبو داود (781) قال : حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال : حدثنا محمد بن
فضيل. (ح) وحدثنا أبو كامل. قال : حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (805) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا : حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (1/50 و
176) و (2/128) . وفي الكبرى (60/879) قال : أخبرنا علي بن حجر. قال : حدثنا جرير.
وفي (2/128) وفي الكبرى (878) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا وكيع. قال
: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (465) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن
موسى وعلي بن خشرم وغيرهم ، قال علي : أخبرنا. وقال الآخرون : حدثنا جرير بن عبد
الحميد. وفي (1579) قال : حدثنا هارون بن إسحاق قال : حدثنا ابن فضيل. وفي (1630)
قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وجماعة قالوا : حدثنا جرير بن
عبد الحميد.
أربعتهم (محمد بن فضيل ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان ، وعبد الواحد بن زياد) عن
عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له سكتة إذا
افتتح الصلاة» .
* رواية النسائي في (1/176) مختصرة على : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول : اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَرَد» .
2147
- (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : «بينما نحن نُصَلِّي مع
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، إذْ قالَ رَجلٌ من القومِ (1) : اللهُ أَكبَرُ
كَبيراً ، والحمدُ للهِ كَثيراً ، وسبحانَ اللهِ بُكرَة وأصيلاً ، فقال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- : مَنِ القَائِلُ كَلمَةَ كَذا وكَذا ؟ قال رجلٌ من القومِ
: أنا يا رسولَ الله ، قال : عَجِبتُ لَهَا ، فُتِحَتْ لها أَبْوَابُ السماءِ، قال
ابن عمر : فَمَا تَرَكْتُهنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
يقولُ ذلك» . أخرجه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، إلا أن النسائي قال في رواية
أخرى له : «لقد رأيتُ ابتدَرَهَا اثنا عشر مَلَكاً» (2) .
__________
(1) في الأصل : في القوم ، والتصحيح من مسلم والترمذي وأبي داود .
(2) رواه مسلم رقم (601) في المساجد ، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة ،
والترمذي رقم (3586) في الدعوات ، باب رقم (137) ، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح ،
باب القول الذي يفتتح به الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/14) (4627) قال : ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا الحجاج بن أبي
عثمان. وفي (2/97) (5722) قال : ثنا الحسن بن موسى قال : حدثنا ابن لهيعة. ومسلم
(2/99) قال: حدثنا زهير ابن حرب. قال : حدثنا إسماعيل بن علية ، قال : أخبرني
الحجاج بن أبي عثمان. والترمذي (3592) قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال
: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. والنسائي (2/125)
. وفي الكبرى (870) قال : أخبرنا محمد بن شجاع المروزي ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن
حجاج. كلاهما (الحجاج بن أبي عثمان ، وابن لهيعة) عن أبي الزبير.
2 - وأخرجه النسائي (2/125) . وفي الكبرى (869) قال : أخبرني محمد بن وهب ، قال :
حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، قال : حدثني زيد ، هو ابن أبي أنيسة ،
عن عمرو بن مرة.
كلاهما (أبو الزبير ، وعمرو بن مرة) عن عون بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
* في رواية عمرو بن مرة : «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا» .
2148
- (م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «كانَ -[185]- رسولُ الله -صلى
الله عليه وسلم- يُصَلِّي، إِذ (1) جَاء رجلٌ وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فقال :
اللهُ أَكبرُ ، الحمدُ للهِ [حمداً] كثيراً طَيِّباً مُبَاركاً [فيه] ، فلمَّا
قَضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ قال : أَيُّكُمْ المُتَكَلمُ
بالكلماتِ؟ فَأرَمَّ القَومُ ، فقال : إِنَّهُ لم يَقُل بَأْساً، فقال رجلٌ : أنا
يا يَا رَسولَ اللهِ قُلتُها ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : لَقَد رأَيتُ
اثني عَشَرَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَها ، أيُّهُم يَرْفَعُها» . أخرجه مسلم ، وأبو
داود ، والنسائي .
وزاد أبو داود في بعض رواياته : «وإِذا جاءَ أحَدُكم فَلْيَمشِ نحوَه ، ما كانَ
يَمْشي فَلْيُصَلِّ ما أدرَكَ ، وَليَقضِ ما سَبقَهُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حفزه) : النفس أي : تتابع بشدة ، كأنه يحفز صاحبه ، أي : يدفعه.
(فأرم) : أرم الرجل ، إذا أطرق ساكتاً.
__________
(1) في الأصل : إذا ، والتصحيح من النسائي ، لأن الحديث لفظه لفظ النسائي .
(2) رواه مسلم رقم (600) في المساجد ، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة ،
وأبو داود رقم (763) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، والنسائي 2
/ 132 و 133 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر بعد التكبير .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : يأتي تخريجه.
2149
- (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : «أَنَّهُ رأى رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- يُصَلِّي صَلاة، قال عمرو [بن مُرَّة] : لا أَدري أيَّ صَلاةٍ هيَ ؟ قال :
اللهُ أكبر كبيراً ، الله أكبر كبيراً ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ،
والحمد -[186]- لله كثيراً ، والحمد لله كثيراً ثلاثاً ، وسبحانَ اللهِ بكْرَة
وأصِيلاً - ثَلاثاً - أعوذُ بالله من الشَّيْطَانِ : مِنْ نَفْخِهِ ، وَنَفْثِهِ ،
وَهَمْزِهِ ، قال : نَفْثُهُ : الشِّعْرُ ، ونَفْخُهُ : الكِبْرُ ، وهَمْزُهُ :
المُوتَةُ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نفخه) : قد جاء في متن الحديث تفسير هذه الأشياء ، فقال : نفخه الكبر ، وذلك لأن
المتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفْسه ونفَسه ، فيحتاج إلى أن ينفخ.
(ونفثه) : وقال : نفْثه الشعر ، لأن الشعر مما يخرج من الفم ، ويلفظ به اللسان ،
وينفثه كما ينفث الريق.
(وهمزه) : وقال : وهمزه الموتة ، والموتة: الجنون ، لأن المجنون ينخسه الشيطان ،
والهمز والنخس أخوان.
__________
(1) رقم (764) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، وفي سنده عاصم بن
عمير العنزي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن للحديث شواهد
بمعناه يرتقي بها إلى درجة الصحة ، منها لأوله عند مسلم من حديث ابن عمر رقم (601)
في المساجد وصلاة المسافرين ، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة ، ولآخره
شاهد عند أبي داود رقم (775) في الصلاة ، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم ،
والترمذي رقم (242) في الصلاة ، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة ، وغيرها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف وله شواهد :
1 - أخرجه أحمد (4/82) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : أبو عبد الرحمن «عبد
الله بن أحمد» : وسمعته أنا من عبد الله بن محمد. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس.
وابن خزيمة (469) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ، قال : حدثنا ابن إدريس (ح)
وحدثنا هارون بن إسحاق ، عن ابن فضيل.
كلاهما (ابن إدريس ، وابن فضيل) عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن مرة ، عن عباد
بن عاصم، عن نافع بن جبير ، فذكره.
2 - وأخرجه أحمد (4/85) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (764) قال : حدثنا
عمرو بن مرزوق. وابن ماجة (807) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن
جعفر. وابن خزيمة (468) قال : حدثناه بندار ،قال : حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا
محمد بن يحيى ، قال : حدثنا وهب ابن جرير.
ثلاثتهم (ابن جعفر ، وابن مرزوق ، ووهب) عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عاصم
العنزي ، عن ابن جبير بن مطعم ، فذكره «ولم يسمه» .
3 - وأخرجه أحمد (4/80) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/80) قال: حدثنا وكيع.
وأبو داود (765) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى.
كلاهما (يحيى ، ووكيع) عن مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن رجل عن نافع بن جبير ،
فذكره.
2150
- (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : قال : كان النبيُّ -[187]- صلى الله
عليه وسلم- إِذا استَفْتَحَ الصلاةَ كَبَّرَ ، ثم قال : «إنَّ صَلاتي ونُسُكي
ومَحْيَايَ ومَماتي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له ، وبذلك أُمِرتُ ،
وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ ، اللَّهُمَّ اهدِني لأحسَنِ الأعمالِ ، وأَحْسَنِ
الأخلاقِ ، لا يَهْدي لأَحسَنِها إِلا أَنتَ ، وقِني سيئ الأعمال ، وسيئ الأخلاقِ
، لا يَقي سَيِّئَها إِلا أنتَ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ونسكي) : النسك : العبادة.
__________
(1) 2 / 129 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة ،
والدارقطني صفحة (111) ، وإسناده صحيح ، وله شواهد بمعناه ، منها حديث علي عند أبي
داود وغيره .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (2/129) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد ، قال :
حدثنا شريح بن يزيد الحضرمي ، قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، قال : أخبرني محمد
بن المنكدر ، عن جابر ، فذكره.
2151
- (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - : قال : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- كان إذا قامَ يُصَلِّي تَطَوُّعاً قال : الله أكبرُ ، وجَّهتُ وجهي لِلذي
فَطرَ السَّموَاتِ والأرضَ حَنيفاً ، وما أنا مِنَ المشْركينَ ... وذكر الحديثَ
مثلَ جابر ، إلا أنه قال : وأنا من المسلمين - ثم قال : اللَّهمَّ أَنْتَ المَلِكُ
، لا إله إلا أنتَ ، سُبحَانَكَ وبِحَمْدِكَ ، ثم يقرأُ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حنيفاً) : الحنيف : المخلص في عبادته ، المائل عن الأديان كلها إلى الإسلام.
__________
(1) 2 / 131 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة ،
وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (2/131) قال : نا يحيى بن عثمان الحمصي ، قال : ثنا
ابن حِمْيَر ، قال : ثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن المنكدر ، وذكر آخر قبله ،
عن عبد الرحمن بن هرمز ، فذكره.
قلت : ولفظه :
عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن محمد بن مسلمة : «أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- كان إذا قام يصلي تطوعا، قال : الله أكبر ، وجهت وجهي للذي فطر السموات
والأرض ، حنيفا مسلما ، وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك ، لا
إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، ثم يقرأ» .
2152
- (ت د) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-
إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قال : سُبحَانَكَ اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمُكَ ،
وتَعَالى جَدُّكَ ، ولا إله غيرك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تباركت) : تبارك الله أي : ثبت الخير عنده وأقام ، وقيل : تباركت أي : تعاليت
وتعاظمت .
(تعالى جدك) : الجد : الحظ والسعادة وهو في حق الله تعالى عظمته وجلاله أي صار جدك
عالياً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (243) في الصلاة ، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة ، وأبو
داود رقم (776) في الصلاة ، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك ، وله شاهد
بمعناه ، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عند الترمذي رقم (242) وأبو داود
رقم (775) وغيرهما ، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد
تخريجه الحديث من طرق : حديث حسن ، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة
والبيهقي . أقول : وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه ابن ماجة (806) قال : حدثنا علي بن محمد وعبد الله بن عمران. والترمذي
(243) قال : حدثنا الحسن بن عرفة ويحيى بن موسى. وابن خزيمة (470) قال : حدثناه
مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة.
ستتهم (علي بن محمد ، وعبد الله بن عمران ، والحسن بن عرفة ، ويحيى بن موسى ،
ومؤمل بن هشام، وسلم بن جنادة) قالوا : حدثنا أبو معاوية ، عن حارثة بن أبي الرجال
، عن عمرة ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه ، وحارثة قد
تكلم فيه من قبل حفظه.
* وقال ابن خزيمة : حارثة بن محمد رحمه الله ، ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه.
- ورواه عنها أبو الجوزاء :
أخرجه أبو داود (776) قال : حدثنا حسين بن عيسى. قال : حدثنا طلق بن غنام. قال:
حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي ، عن بديل بن ميسرة ، عن أبي الجوزاء ، فذكره.
* قال أبو داود : وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب ، لم يروه إلا
طلق بن غنام ، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئا من هذا.
قلت : قال الحافظ في «تخريج الأذكار» حسن ، وزاد في عزوه للنسائي والبيهقي.
2153
- (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رحمه الله- : قال: «سألتُ عَائِشَةَ
أُمَّ المؤمنين . بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ
صَلاتَهُ إِذَا قَامَ من اللَّيلِ ؟ قالت: كان إذا قَامَ من اللَّيلِ افْتَتَحَ
صَلاتَهُ قال : اللَّهمَّ رَبَّ جِبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرَافِيلَ ، فَاطِرَ
السَّمواتِ والأرضِ ، عَالمَ الغَيبِ والشهادَةِ ، أَنتَ تَحكم بَينَ عِبَادِكَ
فيما كانُوا فِيهِ -[189]- يَخْتَلِفون، اهدني لِما اختُلِفَ فيه من الحقِّ
بِإِذنِكَ ، إِنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» . أخرجه مسلم ،
والترمذي، وأبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) هذا الحديث زيادة من المطبوع ، وليس في الأصل ، وهو من أدعية الاستفتاح . وقد
رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ،
والترمذي رقم (3416) في الدعوات ، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل
، وأبو داود رقم (767) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، والنسائي
3 / 212 و 213 في صلاة الليل ، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/156) قال : حدثنا قراد أبو نوح. ومسلم (2/185) قال : حدثنا
محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وعبد بن حميد وأبو معن الرقاشي. قالوا : حدثنا عمر
بن يونس. وأبو داود (767) قال : حدثنا ابن المثنى. قال : حدثنا عمر بن يونس (ح)
وحدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا أبو نوح قراد. وابن ماجة (1357) قال : حدثنا عبد
الرحمن بن عمر. قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي. والترمذي (3420) قال : حدثنا يحيى
بن موسى وغير واحد. قالوا : أخبرنا عمر بن يونس. والنسائي (3/212) وفي الكبرى
(1231) قال : أخبرنا العباس بن عبد العظيم. قال : أنبأنا عمر بن يونس. وابن خزيمة
(1153) قال : حدثنا أبو موسى. قال : حدثنا عمر بن يونس.
كلاهما (قراد أبو نوح ، وعمر بن يونس) عن عكرمة بن عمار ،عن يحيى بن أبي كثير ، عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
الركوع
والسجود
2154 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «كشفَ رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- السِّتارَةَ ، والناسُ صُفُوفٌ خَلفَ أبي بكرٍ ، فقال :
أَيُّها النَّاسُ ، إِنَّهُ لم يَبقَ مِنْ مبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا
الرُّؤيَا الصَّالِحَةُ ، يَرَاها المسلمُ ، أو تُرَى له ، ألا وإِني نُهِيتُ أن
أقرأَ القرآنَ رَاكِعاً أو ساجداً ، فَأمَّا الركوعُ : فَعَظِّموا فيه الرَّبَّ ،
وأمَّا السجُودُ فَاجتَهِدوا في الدُّعاءِ ، فَقَمِنٌ أن يُستجابَ لَكم» .
وفي روايةٍ : «كشفَ السَّتْرَ ، وَرَأْسُهُ مَعصُوبٌ في مَرَضِهِ الذي مات فيه ،
فقال: اللَّهُمَّ هَل بَلَّغتُ ؟ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّهُ لم يَبقَ من
مُبشِّرَاتِ النُّبوةِ إِلا الرؤيا ، يَرَاهَا العبدُ الصَّالِحُ ، أو تُرَى له
... ثم ذكر مثله» .
أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي (1) . -[190]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقَمِن) : قَمِن : مثل جدير وخليق.
__________
(1) رواه مسلم رقم (479) في الصلاة ، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
، وأبو داود -[190]- رقم (876) في الصلاة ، باب في الدعاء الركوع والسجود ،
والنسائي 2 / 189 في الافتتاح ، باب تعظيم الرب في الركوع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (489) . وأحمد (1/219) (1900) قالا : حدثنا سفيان. والدارمي
(1331) قال : أخبرنا محمد بن أحمد ، قال : حدثنا ابن عيينة. وفي (1332) قال :
أخبرنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، وإسماعيل بن جعفر. ومسلم
(2/48) قال : حدثنا سعيد ابن منصور ، وأبو بكر ابن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ،
قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/48) قال: قال أبو بكر : حدثنا سفيان (ح)
وحدثنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر. وأبو داود (876) قال : حدثنا
مسدد ، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (3899) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي
، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/189) وفي الكبرى (546) قال : أخبرنا
قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/217) وفي الكبرى (620) قال : أخبرنا
علي بن حجر المروزي ، قال : أنبأنا إسماعيل - وهو ابن جعفر - وابن خزيمة (548) قال
: حدثنا علي بن حجر السعدي ، قال :حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - وسفيان بن
عيينة. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان. وفي (599 ، 674) قال
: حدثنا علي بن حجر السعدي ، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة (ح)
وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قالا : حدثنا سفيان.
كلاهما (سفيان ، وإسماعيل) قالا : حدثنا سليمان بن سحيم مولى ابن عباس.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (602) قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج.
كلاهما (سليمان ، وابن جريج) قال : أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس ،
عن أبيه ، فذكره.
* قال سفيان : أخبرنيه زياد بن سعد قبل أن أسمعه. فقلت له : أقرئ سليمان منك
السلام ؟ فقال : نعم فلما قدمت المدينة أقرأته منه السلام. وسألته عنه. «الحميدي»
(489) .
2155
- (م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : «نَهاني رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ القرآنَ وَأنَا رَاكِعٌ أو سَاجِدٌ ، ولا أقول :
نَهاكم» .
أخرجه أبو داود، والنسائي ، ومسلم .
وللنسائي أيضاً : «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَقْرَأ رَاكِعاً
أو ساجداً» .
وقد جاء هذا الفصل في جملة حديث أخرجه مسلم ، وهو مذكورٌ في «كتاب الزينة» من حرف
الزاي .
ولمسلم أيضاً قال : «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ راكعاً ، أو
ساجداً» .
وفي أخرى : «نهاني حِبِّي أن أَقرأَ راكعاً أَو ساجداً» .
وفي أخرى : «نهاني عن قراءةِ القرآنِ ، وأنا رَاكِعٌ - ولم يَذكُر السُّجُودَ» .
وفي أخرى عن ابن عباس - ولم يذكر عَلِيّاً في إسناده - قال : «نُهِيتُ أَنْ
أَقْرَأَ القرآنَ وَأَنَا رَاكِعٌ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (480) في الصلاة ، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
، وأبو داود رقم (4044) و (4045) و (4046) في اللباس ، باب من كره لبس الحرير ،
والنسائي 2 / 188 و 189 في الافتتاح ، باب النهي عن القراءة في الركوع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه ابن عباس ، عن علي ولفظه :
نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب ، وأن أقرأ وأنا راكع ، وعن
القسي ، والمعصفر» .
وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب وعن لبس الحمرة ،
وعن القراءة في الركوع والسجود» .
1 - أخرجه أحمد (1/81) (611) وفي (1/123) (1004) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن
ابن عجلان. ومسلم (2/49) قال : حدثنا زهير بن حرب. وإسحاق ، قالا : أخبرنا أبو
عامر العقدي ، قال: حدثنا داود بن قيس. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله ، قال :
حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثنا الضحاك بن عثمان (ح) وحدثنا المقدمي ، قال :
حدثنا يحيى - وهو القطان - عن ابن عجلان. والنسائي (2/188) . وفي الكبرى (542) قال
: أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا يحيي بن سعيد ، عن ابن عجلان. وفي
(2/188) و (8/167) . وفي الكبرى (543) قال : أخبرنا الحسن بن داود المنكدري ، قال:
حدثنا ابن أبي فديك ، عن الضحاك بن عثمان ، وفي (2/217) و (8/167) . وفي الكبرى
(618) قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف ، قال : حدثنا أبو علي الحنفي وعثمان
بن عمر ، قال أبو علي : حدثنا. وقال عثمان : أنبأنا داود بن قيس. وفي الكبرى «تحفة
الأشراف» (7/10194) عن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان.
ثلاثتهم: (ابن عجلان ، وداود ، والضحاك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن
أبيه.
.2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/1054) (829) وفي (1/116) (939) قال : حدثنا أبو
داود المباركي سليمان بن محمد - جار خلف البزار - قال : حدثنا أبو شهاب. وفي
(1/105) (831) قال : حدثني محمد بن عبيد بن محمد المحاربي ، قال : حدثنا عبد الله
بن الأجلح. كلاهما (أبو شهاب ، وعبد الله ابن الأجلح) عن ابن أبي ليلى ، عن عبد
الكريم ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
كلاهما (عبد الله بن حنين ، وعبد الله بن الحارث) عن ابن عباس ، فذكره.
- ورواه عبد الله بن حنين ، عن علي بن أبي طالب ولفظه :
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس القسي ، وعن تختم الذهب ، وعن
قراءة القرآن في الركوع» .
وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التختم بالذهب ، وعن لباس
القسي ، وعن القراءة في الركوع والسجود ، وعن لباس المعصفر» .
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (72) عن نافع. وأحمد (1/92) (710) قال : حدثنا يعقوب. قال
: حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. وفي (1/114) (924) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال :
حدثنا معمر ، عن الزهري. وفي (1/126) (1043) قال : قرأت على عبد الرحمن. عن مالك ،
عن نافع (ح) وحدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى - قال : أخبرني مالك ، عن نافع.
والبخاري في خلق أفعال العباد (69 ، 70) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك ،
عن نافع (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث ، قال : حدثني يزيد بن
أبي حبيب (ح) وحدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب. ومسلم (2/48) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة.
قالا : أخبرنا ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن
العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الوليد - يعني ابن كثير -. (ح) وحدثني أبو
بكر بن إسحاق ، قال : أخبرنا ابن أبي مريم.قال : أخبرنا محمد بن جعفر ، قال :
أخبرني زيد بن أسلم. وفي (2/49) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ،
عن نافع (ح) وحدثني عيسى بن حماد المصري ، قال : أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي
حبيب. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني أسامة
بن زيد. (ح) قال : وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا : حدثنا إسماعيل -
يعنون ابن جعفر - قال : أخبرني محمد - وهو ابن عمرو - (ح) قال : وحدثني هناد بن
السري ، قال : حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/144) قال : حدثنا يحيى بن
يحيى ، قال : قرأت على مالك. عن نافع. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري. وأبو داود (4044) قال : حدثنا
القعنبي ، عن مالك ، عن نافع. وفي (4045) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي ، قال :
حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عن الزهري. وفي (4046) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل ، قال: حدثنا حماد ، عن محمد بن عمرو. والترمذي (264) قال : حدثنا إسحاق
بن موسى الأنصاري ، قال: حدثنا معن ، قال : حدثنا مالك بن أنس. عن نافع. وفي (264)
و (1725) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن نافع. وفي (1737) قال
: حدثنا سلمة بن شبيب والحسن بن علي ، وغير واحد. قالوا : حدثنا عبد الرزاق ، قال
: أخبرنا معمر ، عن الزهري. والنسائي (2/189) و (8/191) . وفي الكبرى (544) قال :
أخبرنا عيسى بن حماد زغبة ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (2/189) . وفي
الكبرى (545) قال : أخبرنا قتيبة ، عن مالك ، عن نافع. وفي (2/217) . وفي الكبرى
(619) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح ، قال : أنبأنا ابن وهب ، عن يونس. (ح)
والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب.
وفي (8/167) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. قال : حدثنا أبو
الأسود. قال : حدثنا نافع بن يزيد ، عن يونس ، عن ابن شهاب. وفي (8/168) قال :
أخبرنا الحسن بن قزعة ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال: حدثنا محمد بن عمرو.
وفي (8/191) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم ،
قال : حدثني مالك ، عن نافع. وفي الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرني محمد بن علي
بن ميمون الرقي ، قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي بكر. «وفيه» قال
: أخبرني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال :أخبرنا معمر ، عن الزهري.
«وفيه» قال : أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال :
حدثنا زهير ، عن شريك. جميعهم (نافع ، ومحمد بن إسحاق ، والزهري ، ويزيد بن أبي
حبيب ، والحارث بن عبد الرحمن ، والوليد بن كثير ، وزيد بن أسلم ، وأسامة بن زيد ،
ومحمد بن عمرو ، وإسحاق بن أبي بكر ، وشريك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين.
2 - وأخرجه أحمد (1/132) (1098) قال : حدثنا وكيع وعثمان بن عمر. وابن ماجة (3602)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. كلاهما (وكيع ، وعثمان) قالا
: حدثنا أسامة بن زيد.
3 - وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال : حدثنا عبد الرحمن بن يونس.
ومسلم (2/49) قال : حدثناه قتيبة. كلاهما (عبد الرحمن ، وقتيبة) عن حاتم بن
إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن المنكدر.
4 - وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 129 - أ» قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال :
أخبرنا إسماعيل، قال : حدثنا شريك.
أربعتهم (إبراهيم ، وأسامة ، وابن المنكدر ، وشريك) عن عبد الله بن حنين ، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/168) قال : أخبرني هارون بن محمد بن بكار بن بلال ، عن محمد بن
عيسى - وهو ابن القاسم بن سميع - قال : حدثنا زيد بن واقد ، عن نافع. وفي الكبرى
«الورقة 129 - أ» قال : أخبرني إبراهيم بن هارون البلخي ، قال : حدثنا حاتم بن
إسماعيل ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، عن محمد بن المنكدر. كلاهما (نافع ،
ومحمد بن المنكدر) قال نافع : عن إبراهيم مولى علي، عن علي. وقال محمد بن المنكدر
: عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن علي، فذكره. ولم يقل إبراهيم : «عن أبيه» .
* وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/126) (1044) قال : حدثني أبي وأبو خيثمة ، قالا :
حدثنا إسماعيل ، قال : أنبأنا أيوب ، عن نافع ، عن إبراهيم بن فلان بن حنين عن جده
حنين ، قال : قال علي. فذكره. «قال عبد الله بن أحمد» قال أبو خيثمة في حديثه :
حدثت أن إسماعيل رجع عن «جده حنين» .
* وأخرجه النسائي (8/168) قال : أخبرني أبو بكر بن علي ، قال : حدثنا إبراهيم بن
الحجاج ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن حنين
مولى ابن عباس ، أن عليّا قال. فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (3642) قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا عبد الله بن
نمير.والنسائي (8/168) قال : أخبرنا إسساعيل بن مسعود ، قال : حدثنا بشر - وهو ابن
الفضل -. كلاهما - عبد الله بن نمير ، وبشر - عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن
حنين مولى علي ، عن علي ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/168) قال : أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري ، قال :
حدثنا حفص ابن عبد الرحمن البلخي ، قال : حدثنا سعيد ، عن أيوب. وفي (8/169) قال :
أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث. كلاهما (أيوب ، والليث) . قال أيوب : عن نافع ،
عن مولى للعباس، أن عليّا قال. وقال الليث : عن نافع ، عن إبراهيم بن عبد الله بن
حنين ، عن بعض موالي العباس ، عن علي ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/169) و (191) قال : أخبرني هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا حرب - وهو ابن شداد - عن يحيى ، قال :
حدثني عمرو بن سعد الفدكي. وفي (8/191) قال : أخبرنا يحيى بن درست ، قال : حدثنا
أبو إسماعيل ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، أن محمد بن إبراهيم حدثه. وفي
(8/192) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا الحسن ابن موسى ، قال :
حدثنا شيبان ، عن يحيى ، قال : أخبرني خالد بن معدان. ثلاثتهم (عمرو بن سعد، ومحمد
بن إبراهيم ، وخالد) عن ابن حنين ، عن علي ، فذكره.
* وأخرجه النسائي «الكبرى الورقة 127 / أ» قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال :
أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا شيبان ، عن يحيى ، عن ابن حنين ، أن عليّا أخبره.
نحوه. ليس بين يحيى وبين ابن حنين أحد.
* وأخرجه النسائي (8/169) . وفي الكبرى «الورقة 127/ أ» قال : أخبرنا محمود بن
خالد ، قال : حدثنا الوليد ، قال : حدثنا أبو عمرو الأوزاعي ، عن يحيى ، عن علي ،
فذكره. قال النسائي : مرسل.
- ورواه عن علي بن الحسين ، عن علي بن أبي طالب - ولفظه :.
«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاه عن ثلاث : نهاني أن أتختم بالذهب ، ونهاني أن
ألبس القسية ، ونهاني أن أقرأ القرآن وأنا راكع» .
وفي رواية أبي عوانة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهاني عن ثلاثة : نهاني
عن القسي ، والميثرة ، وأن أقرأ وأنا راكع» .
أخرجه عبد الله بن أحمد (1/80) (601) قال : حدثني حجاج بن يوسف الشاعر ، قال :
حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة. والنسائي في الكبرى «الورقة 128 / أ»
قال : أخبرنا أبو علي محمد بن يحيى مروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان ، عن
أبي حمزة.
كلاهما (أبو عوانة ، وأبو حمزة السكري) عن عطاء بن السائب ، عن موسى بن سالم أبي
جهضم ، أن أبا جعفر حدثه ، عن أبيه ، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي : خالفه عمرو بن دينار ، رواه عن أبي جعفر ، عن علي
مرسلا : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو ،
عن أبي جعفر ، عن علي..... الحديث.
* وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال : حدثنا عبد الرحمن بن يونس ،
قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي ، فذكره.
ولفظه : «يا علي ، إني أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسي ، لا تقرأ
وأنت راكع ولا وأنت ساجد. ولا تصل وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان. ولا تقع بين
السجدتين. ولا تعبث بالحصى.ولا تفترش ذراعيك. ولا تفتح على الإمام ولا تتختم
بالذهب ، ولا تلبس القسي ، ولا تركب على المياثر» .
أخرجه أحمد (1/82) (619) قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا حجاج. وفي
(1/146) (1243) قال : حدثنا يزيد ، قال : أنبأنا إسرائيل بن يونس. وعبد بن حميد
(67) قال : أخبرنا عبيد الله ابن موسى ، عن إسرائيل. وأبو داود (908) قال : حدثنا
عبد الوهاب بن نجدة ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق.
وابن ماجة (894) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن
إسرائيل. والترمذي (282) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا عبيد
الله بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم (حجاج ، وإسرائيل ، ويونس) عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، فذكره.
* رواية حجاج مختصرة على : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الرجل وهو
راكع أو ساجد» .
* ورواية يونس مختصرة على : «يا علي لا تفتح على الإمام في الصلاة» .
* رواية ابن ماجة والترمذي مختصرة على : «لا تُقع بين السجدتين» .
2156
- (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
كانَ يقولُ في سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي كُلَّه، دِقَّه، وَجِلَّه،
أوَّلَه وآخِرَه ، سِرَّه وعَلانيتَه» . أخرجه مسلم ، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دِقَّه وجِلَّه) : الدقيق من الأمور : الصغير منها ، والجليل : العظيم الكبير
منها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (483) في الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، وأبو داود
رقم (878) في الصلاة ، باب في الدعاء في الركوع والسجود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2/50) قال : حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى.وأبو داود
(878) قال : حدثنا أحمد بن صالح. (ح) وحدثنا أحمد بن السرح. وابن خزيمة (672) قال
: حدثنا يونس بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم (أبو الطاهر أحمد بن السرح ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأحمد بن صالح) عن ابن
وهب. قال : أخبرني يحيى بن أيوب ، عن عمارة بن غزية ، عن سمي مولى أبي بكر ، عن
أبي صالح ، فذكره.
2157
- (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- يُكثِرُ أن يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجودِهِ : سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ
رَبَّنَا وَبِحَمدِكَ ، اللَّهُمَّ اغفِر لي، يَتَأوَّلُ القُرآنَ» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ ، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتأول القرآن) : معنى قولها : «يتأول القرآن» أن قوله - صلى الله عليه
وسلم-[192]- سبحان ربي وبحمده ، من قوله تعالى : {فَسبِّح بِحَمْدِ ربِّكَ} .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 247 في صفة الصلاة ، باب التسبيح والدعاء في السجود ، وباب
الدعاء في الركوع ، وباب التسبيح والدعاء في السجود ، وفي المغازي ، باب منزل
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، وفي تفسير سورة : {إذا جاء نصر الله والفتح}
، ومسلم رقم (484) في الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، وأبو داود رقم
(877) في الصلاة ، باب في الدعاء في الركوع والسجود ، والنسائي 2 / 219 في
الافتتاح ، باب الدعاء في السجود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (6/43) قال : حدثنا جرير. وفي (6/49) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان.
وفي (6/100) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال :حدثنا شعبة. وفي (6/190) قال : حدثنا
عبد الرحمن عن سفيان. (ح) ووكيع. قال : حدثنا سفيان. والبخاري (1/201) قال : حدثنا
حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/207) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى ،
عن سفيان. وفي (5/189) قال : حدثني محمد بن بشار. قال : حدثنا غندر. قال : حدثنا
شعبة. وفي (6/220) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير. ومسلم (2/50)
قال: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال زهير : حدثنا جرير. وأبو داود
(877) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير. وابن ماجة (889) قال :
حدثنا محمد بن الصباح. قال : حدثنا جرير. والنسائي (2/190) . وفي الكبرى (548) قال
: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد ويزيد قالا : حدثنا شعبة. وفي
(2/219) . وفي الكبرى (622) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله ، عن
سفيان. وفي (2/220) وفي الكبرى (629) قال : أخبرنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا
وكيع ، عن سفيان. وابن خزيمة (605) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ويوسف
بن موسى. قالا : حدثنا جرير. (ح) قال : وحدثنا سلم بن جنادة. قال : حدثنا وكيع ،
عن سفيان. ثلاثتهم (جرير ، وسفيان الثوري ، وشعبة) عن منصور بن المعتمر.
2 - وأخرجه أحمد (6/230) قال : حدثنا ابن نمير (ح) ويعلى. وفي (6/253) قال : حدثنا
يحيى بن آدم. قال : حدثنا مفضل. والبخاري (6/220) قال : حدثنا الحسن بن الربيع.
قال : حدثنا أبو الأحوص.ومسلم (2/50) قال : حدثني محمد بن ارفع. قال : حدثنا يحيى
بن آدم. قال : حدثنا مفضل. وابن خزيمة (847) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
قال : حدثنا ابن نمير.أربعتهم (عبد الله ابن نمير ، ويعلى ، وأبو الأحوص ، ومفضل
بن مهلهل) عن الأعمش.
كلاهما (منصور ، والأعمش) عن مسلم بن صبيح أبي الضحى ، عن مسروق ، فذكره.
* ولفظ رواية الأعمش : «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ نزل عليه إذا جاء
نصر الله والفتح يصلي صلاة إلا دعا أو قال فيها : سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر
لي» .
2158
- (م د س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- يقولُ في رُكوعِهِ وسُجُودِهِ : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، ربُّ الملائِكَةِ
والرُّوحِ» . أخرجه مسلم، وأبو داود ، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سبوح) : فعول من التسبيح ، مضموم الأول ، وقد فتح ، وليس بالكثير ، والقدوس : قد
تقدم ذكره.
(رب الملائكة والروح) : قيل : هو اسم ملك من الملائكة عظيم الشأن والخلق ، وقيل :
هو اسم جبريل ، وقيل: هو روح الخلائق التي بها حياتهم وبقاؤهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (487) في الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، وأبو داود
رقم (872) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، والنسائي 2 / 224 في
الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في السجود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/34) قال : ثنا عمرو بن الهيثم. قال : ثنا هشام. وفي (6/94 و
176) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/115) قال : حدثنا سليمان بن حرب
وعفان. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/148) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة.
وفي (6/149) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/193) قال :
حدثنا يحيى. قال : حدثنا سعيد. وفي (6/200) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا
معمر. وفي (6/244) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/265) قال : حدثنا
عبد الوهاب. قال : سئل سعيد : ما يقول الرجل في ركوعه ؟ فأخبرنا. ومسلم (2/51) قال
: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي. قال : حدثنا سعيد
بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا أبو داود. قال : حدثنا
شعبة. (ح) قال أبو داود : وحدثني هشام. وأبو داود (872) قال : حدثنا مسلم بن
إبراهيم. قال: حدثنا هشام. والنسائي (2/190) وفي الكبرى (549) قال : أخبرنا محمد
بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/224) وفي الكبرى (633)
قال : أخبرنا بندار محمد بن بشار.
قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي ، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة
الأشراف» (12/17664) عن أبي الأشعث ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد بن أبي عروبة.
وابن خزيمة (606) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد -
يعني ابن الحارث -. قال : حدثنا شعبة.
أربعتهم (هشام ، وشعبة ، وسعيد ، ومعمر) عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
، فذكره.
2159
- (م ط ت د س (1) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : «فَقَدْتُ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- من الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ ، فَوَقَعَتْ يَدِي في بَطْنِ
قَدَمَيْهِ ، وهو في الْمَسْجِدِ ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ ، وهو يقول :
اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِكَ (2) من
عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لا أُحْصِي ثَنَاء عَليك ، أنْتَ كما
أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» . -[193]-
وفي رواية [قالت] : «افتقدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ ،
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ، ثُمَّ
رَجَعْتُ ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ - أَوْ سَاجِدٌ- يقول : سُبحانك اللَّهُمَّ
وبِحَمْدِكَ ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ، فقلتُ : بِأبي أنت وأُمِّي ، إني لَفي
شَأْنٍ ، وإنكَ لَفي آخَرَ» . أخرجه مسلم ، والنسائي .
وأخرج الرواية الأولى الموطأ ، والترمذي ، وأبو داود .
وفي أخرى للنسائي : قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- من
مَضْجَعِهِ ، فَجَعَلْت أَلْتَمِسُهُ ، فَظَنَنتُ أَنَّهُ أَتَى بعضَ جَوَارِيه ،
فَوَقَعت يَدِي عليه وهو ساجدٌ يقول : اللَّهمَّ اغْفِر لي ما أسرَرْتُ وما
أعلَنتُ» (3) .
__________
(1) في الأصل : م د س .
(2) في الأصل : ومعافاتك .
(3) رواه مسلم رقم (486) في الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود ، والموطأ 1 /
214 في القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ، وأبو داود رقم (879) في الصلاة ، باب في
الدعاء في الركوع والسجود ، والترمذي رقم (3491) في الدعوات ، باب رقم (78) ، والنسائي
2 / 220 و 223 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في السجود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عائشة أم المؤمنين قالت : أخرجه
مالك «الموطأ» (150) . والترمذي (3493) قال : حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن.
قال : حدثنا مالك (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/222) . وفي
الكبرى (628) قال : أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال : أنبأنا جرير.
ثلاثتهم - مالك ، والليث ، وجرير -عن يحيى بن سعيد. عن محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي ، فذكره.
ورواه أبو هريرة ، عن عائشة :
أخرجه أحمد (6/201) قال : حدثنا حماد بن أسامة. ومسلم (2/51) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (879) قال : حدثنا محمد بن سليمان
الأنباري. قال : حدثنا عبدة. وابن ماجة (3841) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال : حدثنا أبو أسامة. والنسائي (1/102) وفي الكبرى (156) قال : أخبرنا محمد بن
عبد الله بن المبارك ونصير بن الفرج. قالا : حدثنا أبو أسامة. وفي (2/210) وفي
الكبرى (600) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا عبدة. وابن خزيمة (655
و 671) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن شعيب. قالا : حدثنا أبو
أسامة.
كلاهما - أبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبدة بن سليمان - عن عبيد الله بن عمر ، عن
محمد بن يحيى بن حبان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/58) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا عبيد الله ، عن محمد بن
يحيى ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عائشة ، فذكرته. ليس فيه : «عن أبي هريرة» .
- ورواه عروة بن الزبير ، قال : قالت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- :
أخرجه ابن خزيمة (654) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي
وإسماعيل بن إسحاق الكوفي ، - سكن الفسطاط - قالا : حدثنا ابن أبي مريم. قال :
أخبرنا يحيى بن أيوب. قال: حدثني عمارة بن غزية. قال : سمعت أبا النضر يقول : سمعت
عروة بن الزبير يقول ، فذكره.
- ورواه مسروق بن الأجدع ، عن عائشة :
أخرجه النسائي (8/283) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني العلاء بن
هلال. قال : حدثنا عبيد الله ، عن زيد ، عن عمرو بن مرة ، عن القاسم بن عبد الرحمن
، عن مسروق بن الأجدع ، فذكره.
- ورواه ابن أبي مليكة ، عن عائشة :
أخرجه أحمد (6/151) قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/51) قال: حدثني حسن بن علي
الحلواني ومحمد بن رافع قالا : حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (2/223) و (7/72) وفي
الكبرى (630) قال : أخبرنا إبراهيم بن الحسن المصيصي المقسمي. قال : حدثنا حجاج.
كلاهما -عبد الرزاق ، وحجاج -عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/151) قال : حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (7/72) قال : أخبرنا
إسحاق بن منصور. قال : حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (محمد بن بكر ، وعبد الرزاق) عن
ابن جريج ،قال : أخبرني ابن أبي مليكة. فذكره. ليس فيه «عن عطاء» .
- ورواه هلال بن يساف. قال : قالت عائشة :
أخرجه أحمد (6/147) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (2/220)
وفي الكبرى (623) قال : أخبرنا محمد بن قدامة. قال : حدثنا جرير. وفي (2/220) قال
: أخبرنا محمد ابن المثنى. قال : حدثنا محمد. قال : حدثنا شعبة.
كلاهما (شعبة ، وجرير) عن منصور ، عن هلال بن يساف ، فذكره.
- ورواه صالح بن سعيد ، عن عائشة :
أخرجه أحمد (6/209) قال : حدثنا وكيع ، عن نافع ، يعني ابن عمر ، عن صالح بن سعيد
، فذكره.
2160
- (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم-
كانَ إذَا رَكَعَ قال : اللَّهمَّ لَكَ رَكَعْتُ ، وبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أسلَمتُ
، وعليك توكلتُ ، أنتَ رَبِّي ، خَشَعَ سَمعِي، وَبَصَري ، ولحمي ، ودَمي ،
وعِظَامي للهِ ربِّ العَالمينَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 192 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع ، وإسناده صحيح ، وهو
جزء من حديث طويل رواه مسلم في " صحيحه " من حديث علي رضي الله عنه رقم
(771) بلفظ : " اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري
ومخي وعظمي وعصبي " ، وسيأتي برقم (2181) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح ، وأصله في مسلم :راجع الحديث رقم (2150) .
2161
- (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
كان يقول في سجوده: «اللَّهمَّ لَكَ سَجدْتُ ، وبِكَ آمَنْتُ ، ولَكَ أسلَمتُ ،
وأنْتَ رَبِّي ، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمعَهُ
وبَصرَهُ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسلمت) : أسلم الرجل : إذا انقاد وأذعن وأطاع.
__________
(1) 2 / 226 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في السجود ، وإسناده صحيح ، وهو
جزء من الحديث الطويل عند مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين ، باب الدعاء في صلاة
الليل وقيامه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : راجع الحديث المتقدم.
2162
- (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
«كان إذا قام يصلي تطوُّعاً يقول إذا ركعَ : اللَّهمَّ لكَ ركعتُ ، وبك آمنتُ ،
ولك أَسلمتُ ، وعليكَ توكلتُ ، أنتَ ربِّي ، خَشَعَ سَمْعي ، وبصري ، ولحمي ، ودمي
، ومُخِّي ، وَعَصَبي للهِ ربِّ العالمين» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خشع) : الخشوع : [الخضوع و] الذل.
__________
(1) 2 / 192 و 193 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع ، وإسناده صحيح
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : راجع الحديث رقم (2151) .
2163
- (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - : قال : «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-
إذا قام من الليلِ يصلي تطوُّعاً ، قال : إذا سجدَ : اللَّهمَّ لكَ سجدتُ ، وبك
آمنتُ ، ولك أسلمتُ ، اللهم أنت ربي ، سَجَدَ وجهي للذي خلقه وصَوَّرهُ ، وشَقَّ
سَمْعَهُ وبَصَرَهُ ، تَبارَكَ اللهُ أحسنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 222 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الدعاء في السجود ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : راجع الحديث رقم (2151) .
2164
- (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : قال : لمَّا نَزَلَتْ : {فَسبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ العَظيم} [الواقعة: 74 ، 96] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«اجْعلُوهَا في رُكوعِكم، ولمَّا نَزَلَت : {سَبِّح اسمَ رَبِّكَ الأعلى} [الأعلى
: 1] قال : اجعلوها في سُجُودِكم» (1) .
زاد في رواية قال : «وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَكَعَ قال :
سبحانَ رَبِّيَ العظيم وبحمده -ثلاثاً - وإذا سَجَدَ قال : سبحانَ رَبِّي الأعلى ،
وبحمده ثلاثاً» . أخرجه أبو داود ، وقال : هذه الزيادةُ نَخَافُ أن لا تكونَ
محفوظَة (2) . -[196]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سبحان ربي وبحمده) : سبحان : مصدر سبح يسبح تسبيحاً وسبحاناً ، أي نزَّه وبرَّأ ،
ومعناه : براءة الله وتنزيهه ، وهو منصوب أبداً ، والباء في «وبحمده» متعلقة
بمحذوف ، تقديره : وبحمده سبحت ، وقيل : الواو زائدة ، تقديره : سبحان ربي بحمده ،
أي : سبحته بحمده.
__________
(1) رقم (869) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، ورواه أيضاً ابن
ماجة رقم (887) في الصلاة ، باب التسبيح في الركوع والسجود ، والدارمي 1 / 299 في
الصلاة ، باب ما يقال في الركوع ، وهو حديث حسن .
(2) أبو داود رقم (870) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، وفي هذه
الزيادة رجل مجهول ، لكن للحديث شواهد بمعناه عند الدارقطني من حديث ابن مسعود ،
وحذيفة ، وعند أحمد والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري يرتقي بها إلى درجة الحسن
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/155) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (1311) قال : أخبرنا عبد
الله ابن يزيد المقرئ. وأبو داود (869) قال : حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة.
وموسى بن إسماعيل ، المعنى ، قالا : حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (887) قال :
حدثنا عمرو بن رافع البجلي، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (600 و
670) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (601 و 670)
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما (أبو عبد الرحمن ، عبد الله بن يزيد ، وعبد الله بن المبارك) عن موسى بن
أيوب الغافقي ، قال : سمعت عمي إياس بن عامر ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (870) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا الليث ، يعني ابن
سعد ، عن أيوب ابن موسى ، أو موسى بن أيوب ، عن رجل من قومه ، عن عقبة بن عامر....
بمعناه. وزاد : «فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع قال : سبحان ربي
العظيم وبحمده ثلاثا ، وإذا سجد قال : سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا» .
* قال أبو داود : وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة.
* قال أبو داود : انفرد أهل مصر بإسناد هذين الحديثين : حديث الربيع ، وحديث أحمد
بن يونس.
قلت : الزيادة المذكورة في إسنادها «مبهم» .
2165
- (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : «إذا ركعَ أحدكم فَلْيَقُل ثَلاثَ مرات : سُبحانَ ربيَ العظيم ، وذلك
أَدناهُ ، وإذا سجدَ فليقل : سبحان ربيَ الأعلى ثلاثاً ، وذلك أدناه» . هذه رواية
أبي داود .
وفي رواية الترمذي : «إذا قال أَحدكم في ركوعه : سبحان ربيَ العظيم ثلاثاً ، فقد
تَمَّ رُكوعُه ، وذلك أدناه ، وإذا قال في سجوده : سبحان ربي الأعلى ثلاثاً ، فقد
تَمَّ سُجودُهُ ، وذلك أدناه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (886) في الصلاة ، باب مقدار الركوع والسجود ، والترمذي رقم
(261) في الصلاة ، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود ، وقال الترمذي : حديث
ابن مسعود ليس إسناده بمتصل ، عون بن عبد الله بن عقبة ، لم يلق ابن مسعود ، قال :
وفي الباب عن حذيفة وعقبة بن عامر ، أقول : وفي سنده أيضاً إسحاق بن يزيد الهذلي ،
وهو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " . وقال الترمذي : والعمل على
هذا عند أهل العلم ، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات
. أقول : وقد ورد في ذلك أحاديث ، الظاهر أنها -[197]- تصلح بمجموعها أن يستدل بها
على استحباب أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات ، منها حديث أبي بكرة
عند البزار والطبراني في " الكبير " ، وحديث جبير بن مطعم عند البزار
والطبراني في " الكبير " ، وحديث أبي مالك الأشعري عند الطبراني في
" الكبير " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ،والعمل عليه باعتبارات أخر : أخرجه أبو داود (886) قال : حدثنا عبد
الملك بن مروان الأهوازي ، قال : حدثنا أبو عامر وأبو داود. وابن ماجة (890) قال :
حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي ، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (261) قال : حدثنا علي
بن حجر ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
أربعتهم - أبو عامر ، وأبو داود ، ووكيع ، وعيسى - عن ابن أبي ذئب ، عن إسحاق بن
يزيد الهذلي ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
* قال أبو داود : هذا مرسل : عون لم يدرك عبد الله.
* وقال الترمذي : حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل ، عون بن عبد الله بن عتبة لم
يلق ابن مسعود.
2166
- (ت د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- فكان يقول في ركوعه : سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ ، وفي سُجُودِهِ :
سُبحانَ رَبيَ الأعلى ، وما أَتى على آيةِ رَحْمةٍ إلا وَقَفَ وسأَلَ ، وما أَتَى
على آيةِ عذابٍ إلا وَقَفَ وتَعَوَّذَ» .
هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود مثلُها ، إلا قوله : «وسَألَ» ، فلَيْست
عِنْدَهُ ، وفي رواية النسائي : قال : «صلَّى معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في
رمضانَ فركعَ ، فقال في ركوعِهِ : سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ ، مثلما كانَ قائماً ،
ثم جلس يقولُ : رَبِّ اغْفِر لي ، مثلما كان قائماً ، ثم سَجدَ فقال : سبحان ربيَ
الأعلى مثلما كان قائماً ، فما صلَّى [إلا] أَربعَ ركعاتٍ ، حتى جاء بِلالٌ إِلى
الغَدَاةِ» .
وفي أخرى مثل رواية الترمذي إلى قوله : «الأعلى» .
وفي أخرى : أنه صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَة ، فَسَمِعَهُ
يقولُ حِينَ كَبَّرَ قال : «الله أكبرُ -[ثلاثاً]- ذو الجَبروتِ ، والمَلكُوتِ ،
والكبرياءِ ، والعَظَمةِ» ، وكان يقول في ركوعه : «سبحانَ ربيَ العظيم» . وإذا رفع
رأسه -[198]- من الركوع قال : «ربي لك الحمدُ (1)» ، وفي سجوده : «سبحانَ ربيَ
الأعلى» ، وبين السجدَتَيْنِ : «ربِّ اغفر لي ، ربِّ اغفر لي» ، [وكان قيامُه
وركوعه] وإذا رفع رأسهُ من الرُّكوعِ وسجودُهُ وما بين السجدتين قريبٌ من السَّواء
(2) .
__________
(1) الذي في النسائي المطبوع : لربي الحمد ، لربي الحمد .
(2) رواه الترمذي رقم (262) في الصلاة ، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود
، وأبو داود رقم (871) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، والنسائي
3 / 226 في قيام الليل ، باب تسوية القيام والركوع ، وفي الافتتاح ، باب ما يقول
في قيامه ذلك ، وباب الذكر في الركوع ، وإسناده عند الترمذي وأبو داود صحيح ، وقال
الترمذي : حديث حسن صحيح ، وروايتا النسائي الأولى والثالثة فيهما ضعف ، ولكن يشهد
لهما حديث عوف الذي بعده ، ورواه مسلم رقم (772) في صلاة المسافرين وقصرها ، باب
استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل بنحو رواية الترمذي وأبي داود ، والثانية عند
النسائي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه عن حذيفة ، صلة من بن زفر - ولفظه :
صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة ، فافتتح البقرة. فقلت : يركع عند
المائة. ثم مضى. فقلت : يصلي بها في ركعة. فمضى. فقلت : يركع بها. ثم افتتح النساء
فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ،
وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ، ثم ركع ، فجعل يقول : سبحان ربي العظيم.
فكان ركوعه نحوا من قيامه. ثم قال : سمع الله لمن حمده. ثم قام طويلا قريبا مما
ركع ، ثم سجد ، فقال : سبحان ربي الأعلى. فكان سجوده قريبا من قيامه» .
1 - أخرجه أحمد (5/382) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/384)
قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (5/394) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا شعبة. وفي
(5/397) قال : حدثنا ابن نمير. والدارمي (1312) قال : أخبرنا سعيد بن عامر ، عن
شعبة. ومسلم (2/186) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن
نمير ، وأبو معاوية. (ج) وحدثنا زهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم جميعا ، عن جرير.
(ج) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (871) قال : حدثنا حفص بن عمر ،
قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (897) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا حفص بن
غياث. و (1351) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو معاوية. والترمذي (262)
قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة. وفي (263)
قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة. والنسائي
(2/176) وفي الكبرى (990) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، وعبد
الرحمن ، وابن أبي عدي ، عن شعبة. وفي (2/177) وفي الكبرى (991) قال : أخبرنا محمد
بن آدم ، عن حفص بن غياث. وفي (2/190) وفي الكبرى (547) قال : أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم ، قال : أنبأنا أبو معاوية. وفي (2/224) وفي الكبرى (632) قال : أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا جرير. وفي (3/225) وفي الكبرى (1286) قال :
أخبرنا الحسين بن منصور ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (543 و 603)
قال : حدثنا بندار ، قال : حدثنا يحيى ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وابن أبي عدي عن
شعبة (ح) ، وحدثنا أبوموسى قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا شعبة. وفي
(543) و (603) قال : حدثنا بشر بن خالد العسكري ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال
: حدثنا شعبة. وفي (603 و 660 و 669) قال : حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري ، وسلم بن
جنادة القرشي ، قالا : حدثنا أبو معاوية. وفي (603) قال : حدثنا أبو موسى ويعقوب
بن إبراهيم ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة. وفي (684) قال
: حدثنا سلم بن جنادة ، قال : حدثنا حفص بن غياث. خمستهم (شعبة ، وأبو معاوية ،
وابن نمير ، وجرير ، وحفص) عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (604 و 668) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ومحمد
بن أبان ، وسلم ابن جنادة ، قالوا : حدثنا حفص بن غياث، قال : حدثنا ابن أبي ليلى
، عن الشعبي.
كلاهما (المستورد ، والشعبي) عن صلة بن زفر ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/389) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ،
عن سعد بن عبيدة ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة. «ليس فيه المستورد» .
* زاد حفص بن غياث في روايته : «كان يقول بين السجدتين : رب اغفرلي ، رب اغفر لي»
.
* الروايات مطولة ومختصرة.
- ورواه طلحة بن يزيد الأنصاري ، عن حذيفة ، ولفظه :
«أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة من رمضان ، فقام يصلي ، فلما كبر قال :
الله أكبر ، ذو الملكوت ، والجبروت، والكبرياء ، والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم
النساء ، ثم آل عمران ، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها ، ثم ركع ، يقول : سبحان
ربي العظيم ، مثل ما كان قائما ، ثم رفع رأسه ، فقال : سمع الله لمن حمده ، ربنا
لك الحمد ، مثل ما كان قائما ، ثم سجد يقول : سبحان ربي الأعلى ، مثل ما كان قائما
، ثم رفع رأسه ، فقال : رب اغفر لي ، مثل ما كان قائما ، ثم سجد يقول : سبحان ربي
الأعلى ، مثل ما كان قائما ، ثم رفع رأسه ، فقام ، فما صلى إلا ركعتين ، حتى جاء
بلال فآذنه بالصلاة» .
أخرجه أحمد (5/400) قال : حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا.
والدارمي (1330) مختصرا قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا زهير. وابن ماجة (897)
مختصرا قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا حفص بن غياث. والنسائي (2/177) ،
وفي الكبرى (991) مختصرا قال : أخبرنا محمد بن آدم ، عن حفص بن غياث. وفي (3/226) وفي
الكبرى (1287) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا النضر بن محمد
المروزي. وابن خزيمة (684) قال : حدثنا سلم بن جنادة ، قال : حدثنا حفص بن غياث.
أربعتهم (يحيى ، وزهير ، وحفص ، والنضر) عن العلاء بن المسيب ، عن عمرو بن مرة ،
عن طلحة بن يزيد الأنصاري ، فذكره.
- ورواه رجل من بني عبس ، عن حذيفة ولفظه :
«أنه رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ، فكان يقول : الله أكبر -
ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم استفتح فقرأ البقرة ، ثم ركع
، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم. سبحان ربي
العظيم ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فكان قيامه نحوا من ركوعه، يقول : لربي الحمد ،
ثم سجد ، فكان سجوده نحوا من قيامه ، فكان يقول في سجوده : سبحان ربي الأعلى ، ثم
رفع رأسه من السجود ، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده ، وكان يقول : رب
اغفر لي ، رب اغفر لي ، فصلى أربع ركعات ،فقرأ فيهن البقرة ، وآل عمران ، والنساء
، والمائدة ، أو الأنعام» شك شعبة.
أخرجه أحمد (5/398) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (874) قال : حدثنا أبو
الوليد الطيالسي، وعلي بن الجعد. والترمذي في «الشمائل» (275) قال : حدثنا محمد بن
المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/199) وفي الكبرى (569و 1288) قال
: أخبرنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا يزيد بن زريع وفي (2/231) وفي الكبرى (644)
قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد.
خمستهم (ابن جعفر ، وأبو الوليد ، وعلي بن الجعد ، ويزيد ، وخالد بن الحارث) قالوا
: حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي حمزة مولى الأنصار ، عن رجل من بني عبس ،
فذكره.
2167
- (س) عوف بن مالك - رضي الله عنه - : قال : «قُمْتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- ، فلما رَكَعَ مَكثَ قَدْرَ سورةِ البقرةِ ، ويقول في ركوعهِ : سبحانَ
ذي الْجَبَرُوتِ ، والمَلَكُوتِ ، والكبرياءِ والعظمةِ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجبروت) : يقال فيه : جبروَّة وجبريَّة وجبروت ، أي : كِبْر.
(الملكوت) : من المُلك ، كالرهبوت من الرهبة ، والجبروت من الجبر. -[199]-
(الكبرياء) : العظمة والجلال ، ولا يوصف به إلا الله تعالى دون غيره.
__________
(1) 2 / 191 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر في الركوع ، وإسناده صحيح ، ويشهد
لروايتي النسائي الأولى والثالثة في الحديث الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (6/24) قال : حدثنا الحسن بن سوار ، قال : حدثنا ليث.
وأبو داود (873) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا ابن وهب. والترمذي في
«الشمائل» (313) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح.
والنسائي (2/191) قال : أخبرنا عمرو ابن منصور ، يعني النسائي ، قال : حدثنا آدم
بن أبي إياس ، قال : حدثنا الليث. وفي (2/223) . وفي الكبرى (631) قال : أخبرني
هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن سوار ، قال : حدثنا ليث بن سعد.
ثلاثتهم - ليث ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن صالح -عن معاوية بن صالح ، عن
عمرو بن قيس الكندي ، أنه سمع عاصم بن حميد ، فذكره.
2168
- (م ت د) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - : قال : «كانَ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- إذا رَفَعَ ظَهْرَهُ من الرُّكوعِ قال : سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ ،
اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحمدُ ، مِلءَ السَّمَوَاتِ ، ومِلءَ الأرضِ ، ومِلءَ
مَا شِئْتَ مِنْ شيءٍ بَعْدُ» .
زاد في رواية : «اللَّهُمَّ طَهِّرْني بالثَّلْجِ ، والبَرَدِ ، والماء البارِدِ ،
اللهمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايا ، كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ
من الدَّنَسِ» . أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود مثلُه ، إلى قوله : «مِن شَيءٍ بَعدُ» .
وفي رواية الترمذي قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : اللهمَّ
بَرِّد قَلبي بالثلجِ ، والبَرَدِ ... الحديث» ولم يذكر أول حديث مسلم (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (476) في الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع ، وأبو
داود رقم (846) في الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع ، والترمذي رقم
(3541) في الدعوات ، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/353) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/354) قال : حدثنا محمد «ابن
جعفر» .قال: حدثنا شعبة. قال : حدثنا أبو عصمة. وفي (4/381) قال : حدثنا أبو
معاوية. وعبد بن حميد (522) قال : حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (2/46) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ووكيع. وأبو داود (846) قال :
حدثنا محمد بن عيسى، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو معاوية ، ووكيع ، ومحمد
بن عبيد. وأبو داود «تحفة الأشراف» (5173) عن محمد بن رافع ، عن يحيى ابن آدم ، عن
سفيان. وابن ماجة (878) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع.
ستتهم (وكيع ، وأبو عصمة ، وأبو معاوية ، ومحمد بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ،
وسفيان) عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/354) قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. ومسلم (2/47) قال:
حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما (ابن جعفر ،
وحجاج) عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (4/353) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/355) قال : حدثنا أبو أحمد. وفي
(4/356) قال : حدثنا أبو نعيم. ثلاثتهم (وكيع ،وأبو أحمد الزبيري ، وأبو نعيم)
قالوا : حدثنا مسعر.
ثلاثتهم (الأعمش ، وشعبة ، ومسعر) عن عبيد بن الحسن ، فذكره.
* رواية محمد بن رافع عند «أبي داود» لا توجد في نسختنا المطبوعة ، وقال المزي :
حديث محمد بن رافع في رواية أبي الحسن بن العبد.
* في رواية سفيان عن الأعمش عن عبيد بن الحسن. قال سفيان : فلقينا الشيخ عبيدا أبا
الحسن بعد فلم يقل فيه «بعد الركوع» .
* رواية شعبة عن عبيد. ورواية مسعر. لم يرد فيها ذكر الصلاة ولا بعد الركوع.
2169
- (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- إذا رَفَعَ رأسَهُ من الركوعِ قال : اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ ،
-[200]- مِلءَ السمَواتِ ، ومِلءَ الأرضِ ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ ،
أَهْلَ (1) الثَّنَاءِ والمَجْدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ العَبدُ - وكُلُّنا لَك
عَبدٌ - اللهمَّ لا مَانِعَ لمَا أعطيتَ ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعتَ ، ولا ينفعُ
ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ» . أخرجه مسلم ، وأبو داود، والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا ينفع ذا الجد منك الجد) : الجد : البخت ، وقيل : الغنى ، أي : لا ينفع المحبوب
(3) المسعود ، أو الغني حظه وغناه اللذان هما منك إنما ينفعه العمل والطاعة
والإخلاص.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : " أهل " بالنصب على النداء
، هذا هو المشهور ، وجوز بعضهم رفعه على تقدير : أنت أهل الثناء ، والمختار النصب
.
(2) رواه مسلم رقم (477) في الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع ، وأبو
داود رقم (847) في الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع ، والنسائي 2 /
198 و 199 في الافتتاح ، باب ما يقول في قيامه ذلك .
(3) في المطبوع : المبخوت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/87) قال : حدثنا الحكم بن نافع. والدارمي (1319) قال :
أخبرنا مروان بن محمد. ومسلم (2/47) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
قال : أخبرنا مروان بن محمد الدمشقي. وأبو داود (847) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل
الحراني ، قال : حدثنا الوليد (ح) وحدثنا محمود بن خالد ، قال : حدثنا أبو مسهر.
(ح) وحدثنا ابن السرح ، قال : حدثنا بشر بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن مصعب ، قال :
حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود «تحفة الأشراف» (4281) عن محمد بن مصفى ، عن
بقية بن الوليد. والنسائي (2/198) ، وفي الكبرى (568) قال : أخبرني عمرو بن هشام
أبو أمية الحراني ، قال : حدثنا مخلد. وابن خزيمة (613) قال : حدثنا زكريا بن يحيي
بن أبان ، وأحمد بن يزيد بن عليل ، المقرئان ، قالا : حدثنا عبد الله بن يوسف (ح)
وحدثناه محمد بن يحيى ، قال: حدثنا أبو مسهر. (ح) وحدثنا بحر بن نصر أيضا ، قال :
حدثنا بشر بن بكر.
ثمانيتهم (الحكم ، ومروان ، والوليد ، وأبو مسهر ، وبشر ، وابن يوسف ، وبقية ، ومخلد)
عن سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن قزعة بن يحيى ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/87) قال : حدثنا أبو المغيرة. قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ،
قال : حدثني عطية ابن قيس ، عمن حدثه ، عن أبي سعيد ، فذكره.
2170
- (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- إِذا رَفَعَ رَأسهُ من الركوعِ قالَ : سَمِعَ اللهُ لِمن حَمِدَهُ ،
رَبَّنَا وَلَكَ الحمدُ ، مِلءَ السَّمواتِ ، ومِلءَ الأرضِ ، [ومِلءَ ما بينهما]
ومِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (266) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع ، وقال
الترمذي : حديث حسن صحيح ، ورواه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى (476) في
الصلاة ، باب ما يقوله إذا رفع رأسه من الركوع . وقال الترمذي : وفي الباب عن ابن
عمر ، وابن عباس ، وابن أبي أوفى ، وأبي جحيفة ، وأبي سعيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/94) (729) قال : ثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (463) قال : حدثنا
محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. كلاهما (أبو سعيد ، وأحمد بن
خالد) عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، قال : حدثنا عبد الله بن الفضل ،
والماجشون.
2 - وأخرجه أحمد (1/93) (717) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا عبد
الرحمن - يعني ابن أبي الزناد - وفي (1/119) (960) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا
ابن جريج. والبخاري في رفع اليدين (1 و 9) قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال
: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو داود (744 و 761) قال : حدثنا الحسن بن
علي قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وابن ماجة (864) قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا سليمان
بن داود أبو أيوب الهاشمي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1054) قال
: حدثنا علي بن عمرو الأنصاري ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن ابن جريج.
والترمذي (3423) قال : حدثنا الحسن ابن علي الخلال ، قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي
، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن خزيمة (464 و 584 و 673) قال :
حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني ، قالا : حدثنا ابن وهب ،
قال : أخبرني ابن أبي الزناد. وفي (584) قال : حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع.
قالا : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وفي (607) قال: حدثنا الحسن بن محمد ، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز. قالا
: حدثنا روح بن عبادة ، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما (عبد الرحمن بن أبي الزناد ،
وابن جريج) عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن الفضل.
3 - وأخرجه أحمد (1/102) (803) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/103) (804) قال
: حدثنا حجين. والدارمي (1241) و (1320) قال : أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/186)
قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو النضر. وأبو داود (760و 1509) قال : حدثنا عبيد الله
بن معاذ ، قال : حدثنا أبي. والترمذي (266) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال :
حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (2/129 و 192 و 220) ، وفي الكبرى (550 و 624 و
881) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (462
و 612 و 743) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا حجاج بن منهال وأبو صاح كاتب
الليث. وفي (612) قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : أخبرنا حجين بن المثنى أبو
عمر. ثمانيتهم - هاشم أبو النضر ، وحجين ، ويحيى بن حسان ، وعبد الرحمن بن مهدي ،
ومعاذ ، وأبو داود ، وحجاج ، وأبو صالح - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
الماجشون ، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (1/103) (805) قال : حدثنا حجين ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن
عبد الله بن الفضل الهاشمي.
5 - وأخرجه مسلم (2/185) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والترمذي (3421)
قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وابن خزيمة (723) قال : حدثنا بحر
بن نصر ، قال : حدثنا يحيى - يعني ابن حسان -. ثلاثتهم (محمد بن أبي بكر ، ومحمد
بن عبد الملك ، ويحيى بن حسان) عن يوسف بن يعقوب الماجشون ، عن أبيه.
6 - وأخرجه الترمذي (3422) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال : حدثنا أبو
الوليد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ويوسف بن الماجشون. قال عبد العزيز :
حدثني عمي. وقال يوسف: أخبرني أبي.
كلاهما (عبد الله بن الفضل ، ويعقوب الماجشون) عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله
بن أبي رافع ، فذكره.
2171
- (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
إذا رَفَعَ رأسهُ من الركوعِ قال : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ» أخرجه النسائي
(1) .
__________
(1) 2 / 195 في الافتتاح ، باب ما يقول الإمام إذا رفع رأسه من الركوع ، وإسناده
صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (2/195) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : ثنا
عبد الرزاق، قال : ثنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
وأخرجه ابن ماجة بنحوه (875) قال : ثنا أبو مروان ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، قالا
: ثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة ، فذكراه.
2172
- (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه
وسلم- «كان إِذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركوعِ قال : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ ،
مِلء السمواتِ ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ ، أهلَ الثَّنَاءِ
والمجْدِ ، لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنَعتَ ، ولا يَنْفَعُ
ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» أخرجه مسلم ، وأخرجه النسائي إلى قوله : «مِن شيءٍ
بَعْدُ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (478) في الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع ،
والنسائي 2 / 198 في الافتتاح ، باب ما يقول في قيامه ذلك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : رواه عطاء عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/276) (2498) قال : حدثنا سفيان ، عن
ليث ، قال : حدثنا معاوية ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1/370) (3498) قال : حدثنا
روح بن عبادة ، وعبد بن حميد (628) قال : أخبرنا سعيد بن عامر. وفي (635) قال :
حدثني ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا هشيم. ومسلم (2/47) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال : حدثنا هشيم بن بشير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا حفص. والنسائي
(2/198) وفي الكبرى (566) قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني ، قال :
حدثنا سعيد بن عامر.
خمستهم -زائدة ، وروح ، وسعيد ، وهشيم ، وحفص بن غياث - عن هشام بن حسان ، عن قيس
بن سعد ، عن عطاء ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
ورواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.
1 - أخرجه أحمد (1/270) (2440) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا حماد - يعني ابن
سلمة - عن قيس بن سعد.
2 - وأخرجه أحمد (1/277) (2505) قال : حدثنا ابن أبي بكير - هو يحيى - قال : حدثنا
إبراهيم - يعني ابن نافع -. وفي (1/333) (3083) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال :
حدثني إبراهيم بن عمر الصنعاني. والنسائي (2/198) وفي الكبرى (567) قال : أخبرني
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا إبراهيم
بن نافع. كلاهما (إبراهيم بن نافع ، وإبراهيم بن عمر) عن وهب بن ميناس العدني.
كلاهما (قيس ، ووهب) عن سعيد بن جبير ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/275) (2489) قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة ، عن
منصور ، عن أبي هاشم ، عن يحيى بن عباد ، أو عن أبي هاشم ، عن حجاج ، شك منصور ،
عن سعيد بن جبير ، فذكره.
وقال منصور : وحدثني عون عن أخيه عبيد الله بهذا.
رأسه من الركوع ، قال : سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد.... الحديث.
في رواية عبد الرزاق : «وهب بن مانوس» .
2173
- (خ ط ت د س) رِفاعة بن رافع - رضي الله عنه - : قال : «كُنَّا نُصلي وَرَاءَ
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فلمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركعةِ قال : سَمِعَ
اللهُ لِمَن حَمِدَه، وقال رجلٌ وراءهُ : ربنا لكَ الحمدُ حمداً كثيراً طَيِّباً
مُبارَكاً فِيهِ . فلمَّا انْصَرَفَ قال : مَنِ المُتكَلِّمُ آنفاً ؟ قال : أنا ،
قال : رأَيتُ بِضْعَة وثلاثين مَلَكاً يَبْتَدِروُنَها (1) أيُّهم يَكتُبها
أوَّلُ» . هذه رواية البخاري ، والموطأ.
وفي رواية الترمذي قال : «صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فَعَطَستُ
-[202]- فقلت: الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه ، مبارَكاً عليه ،
كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى ، فلما صَلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:
انصرفَ فقال: مَنِ المُتَكَلِّمُ في الصلاةِ ؟ فلم يَتَكَلَّمْ أَحدٌ ، ثم قالها
الثانية : مَنِ المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلَّم أحدٌ ، ثُمَّ قالها الثالثة :
مَنِ المتكلِّمُ في الصلاة ؟ فقال رِفاعةُ : أنا يا رسولَ الله . فقال : كيف قلتَ
؟ قال : قلتُ : الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه ، مبارَكاً عليه ،
كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى، فَقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : والذي نفسي
بيده ، لقد ابتَدَرَهَا بِضعَةٌ وثلاثونَ مَلَكاً أيهُّم يَصعَدُ بها ؟» . وأخرج
أبو داود ، والنسائي [نفس] الروايتين معاً (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آنفاً) : فعلت كذا آنفاً : أي الآن.
(بضعة) : البضع : ما بين الثلاثة من العدد إلى التسعة ، والهاء فيها لتأنيث
اللفظة.
__________
(1) في الأصل : يبتدؤونها ، والتصحيح من البخاري والموطأ .
(2) رواه البخاري 2 / 237 في صفة الصلاة ، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد ، والموطأ
1 / 212 في القرآن ، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى ، والترمذي رقم (404) في
الصلاة ، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة ، وأبو داود رقم (770) و (773) في
الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح ، باب
ما يقول المأموم ، قال الحافظ في " الفتح " 2 / 238 : واستدل به على
جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور ، وعلى جواز رفع
الصوت بالذكر ما لم يشوش على من معه ، وعلى أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير
كراهة ، وأن المتلبس بالصلاة لا يتعين عليه تشميت العاطس ، وعلى تطويل الاعتدال
بالذكر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (148) . وأحمد (4/340) قال : قرأت على عبد الرحمن بن
مهدي. والبخاري (1/202) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (770) قال :
حدثنا القعنبي. والنسائي (2/196) . وفي الكبرى (562) قال : أخبرنا محمد بن سلمة ،
قال : أنبأنا ابن القاسم. وابن خزيمة (614) قال : حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ،
قال : أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا ابن
وهب (ح) وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : أخبرنا روح بن عبادة.
خمستهم (عبد الرحمن ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وابن القاسم ،وابن وهب ، وروح)
عن مالك ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي ، عن أبيه
، فذكره.
2174
- (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «إِنَّ النبيَّ - صلى الله
عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين : اللهمَّ اغفرْ لي وارْحمني ، واجْبُرني ،
واهْدِني ، وارْزُقْني» أخرجه الترمذي، وقال : هكذا روي عن علي.
وفي رواية أبي داود قال : كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من
الركوع قال (1) : «اللَّهمَّ اغْفِر لي ، وارحمني، واهدِني ، وَعَافني ،
وَارْزُقني» (2) .
__________
(1) كذا في الأصل ، والذي عند أبي داود : كان يقول بين السجدتين ، وهو الصواب ،
ولعل الذي عند المصنف سبق نظر إلى الذي قبله عند أبي داود .
(2) رواه أبو داود رقم (850) في الصلاة ، باب الدعاء بين السجدتين ، والترمذي رقم
(284) في الصلاة ، باب ما يقول بين السجدتين ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (898) في
الصلاة ، باب ما يقول بين السجدتين ، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وهو حديث
حسن ، ورواه ابن ماجة رقم (898) في الصلاة ، باب ما يقول بين السجدتين من حديث
حذيفة بلفظ " رب اغفر لي ، رب اغفر لي " ، وسنده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أبو داود (850) قال : حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثنا زيد بن
الحباب. وابن ماجة (898) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا
إسماعيل بن صبيح. والترمذي (284) قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا زيد بن
حباب. وفي (285) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ،
عن زيد بن حباب.
كلاهما (زيد ، وإسماعيل) عن كامل أبي العلاء ، قال : حدثني حبيب بن أبي ثابت ، عن
سعيد بن جبير، فذكره.
أخرجه أحمد (1/315) (2897) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا كامل أبو العلاء
، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس - أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، فذكره.
في رواية إسماعيل بن صبيح ، ويحيى بن آدم : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول بين السجدتين ، في صلاة الليل...» فذكرا نحوه.
2175
- () أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : قال : سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- : قلتُ : ما نَقُول في سجودنا ؟ قال : «مَا اصطَفى اللهُ لِمَلائِكتِهِ :
سبحانَ الله وَبِحَمْدِهِ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين العبدري ، وقد سبرت فيه الستة ومسند أحمد ،و «الموطأ» ،
والدارمي ،ومسند الحميدي ، وعبد بن حميد ، وسنن الدارمي ، وصحح ابن خزيمة ، فلم
أقف عليه فيما ذكرت ، والله أعلم.
بعد
التشهد
2176 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال: إِذَا تَشَهَّدَ أَحدُكم فَليَستَعِذْ بالله من أَربعٍ ، يقول :
اللَّهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من عذابِ جَهَنَّمَ ، ومن عذابِ القَبْرِ ، ومن
فِتْنَةِ المحيَا والمماتِ ، ومن شَرِّ فِتنَةِ المسيحِ الدَّجَّالِ» . -[204]-
هذا لفظ مسلم ، ووافقه البخاري على الاستعاذة ، ولم يذكر التشهد .
وفي رواية أبي داود قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذَا فَرَغَ
أَحدُكم من التشهد فَلْيَتَعَوَّذْ بالله من أربع ... وذكرها» .
وزاد النسائي : «ثم لْيَدْعُ لنفسهِ بِما بَدَا لهُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المسيح الدجال) : سمي الدجال مسيحاً ، لأن عينه الواحدة ممسوحة ، والمسيح : الذي
أحد شقي وجهه ممسوح ، لا عين له ولا حاجب ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، بخلاف المسيح
عيسى عليه السلام ، فإنه فعيل بمعنى فاعل ، سمي به ، لأنه كان يمسح المريض فيبرأ
بإذن الله تعالى ، والدجال: الكذاب.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، ومسلم رقم
(588) في المساجد ، باب ما يستعاذ منه في الصلاة ، أبو داود رقم (983) في الصلاة ،
باب ما يقول بعد التشهد ، والنسائي 3 / 58 في السهو ، باب نوع آخر من التعوذ في
الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/237) قال : حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس. وفي (2/477)
قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1350) قال : أخبرنا أبو المغيرة. وفي (1351) قال : حدثنا
محمد بن كثير. ومسلم (2/93) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبو كريب
وزهير بن حرب ، جميعا عن وكيع ، قال أبو كريب : حدثنا وكيع. وفي (2/93) أيضا قال :
حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثنيه الحكم بن موسى. قال :
حدثنا هقل بن زياد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال : أخبرنا عيسى ، يعني ابن يونس.
وأبو داود (983) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. وابن
ماجة (909) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال : حدثنا الوليد بن
مسلم. والنسائي (3/58) . وفي الكبرى (1142) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي ، عن المعافى. وفي (3/58) قال : أنبأنا علي بن خشرم ، عن عيسى بن يونس.
وابن خزيمة (721) قال : حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى ، يعني ابن يونس. (ح)
وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال : أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق.
قال : حدثنا مخلد بن يزيد الحراني.
ثمانيتهم -الوليد بن مسلم ، ووكيع ، وأبو المغيرة ، ومحمد بن كثير ، وهقل بن زياد
، وعيسى بن يونس، والمعافى بن عمران ، ومخلد بن يزيد - عن الأوزاعي ، عن حسان بن
عطية ، عن محمد بن أبي عائشة ، فذكره.
2177
- (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه
وسلم- كان يقول ، بعد التشهد : اللهم إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ جَهنَّم،
وأَعُوذُ بِكَ من عذابِ القَبرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتنة الدَّجالِ الأعوَرِ ،
وأَعُوذ بك من فِتنَةِ المحيا والمَماتِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (984) في الصلاة ، باب ما يقول بعد التشهد ، وفي سنده محمد بن عبد الله بن
طاوس لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله ،
فهو به حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (150) . وأحمد (1/242) (2168) قال : قرأت على عبد
الرحمن. وفي (1/258) (2343) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (1/298) (2709) قال : حدثنا
إسحاق بن عيسى. وفي (1/311) (2839) قال : حدثنا روح. ومسلم (2/94) قال : حدثنا
قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1542) قال : حدثنا القعنبي. والترمذي (3494) قال :
حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن. والنسائي (4/104) و (8/276) قال : أخبرنا قتيبة.
سبعتهم (عبد الرحمن ، وإسماعيل ، وإسحاق ، وروح ، وقتيبة ، والقعنبي ، ومعن) عن
مالك ، عن أبي الزبير المكي.
2 - وأخرجه أبو داود (984) قال : حدثنا وهب بن بقية ، قال : أخبرنا عمر بن يونس
اليمامي ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن طاوس ، عن أبيه.
كلاهما (أبو الزبير ، وعبد الله بن طاوس) عن طاوس اليماني ، فذكره.
رواية عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
، أنه كان يقول بعد التشهد...فذكره.
- ورواه عن ابن عباس ، أبو النضر :
أخرجه أحمد (1/292) (2667) قال : حدثنا يونس. وفي (1/305) (2779) قال : حدثنا يحيى
بن إسحاق. وعبد بن حميد (707) قال : حدثني أبو نعيم.
ثلاثتهم (يونس ، ويحيى ، وأبو نعيم) قالوا : حدثنا البراء بن عبد الله الغنوي ، عن
أبي نضرة ، فذكره.
2178
- (د) أبو صالح - رحمه الله - : عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لِرَجُلٍ : كَيفَ تَقُولُ في الصلاة
؟ قال : أَتَشَهَّدُ ، ثم أقول : اللهم إِني أَسألُكَ الجَنَّةَ ، وأَعوذُ بك من
النارِ ، أَمَا إني لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَدَندَنَةَ مُعَاذٍ ، فقال رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- : حَوْلَ ذلك نُدَنْدِنُ أَنا ومُعَاذٌ» أخرجه أبو
داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دندنتك) : الدندنة هو أن يتكلم الإنسان بكلام تُسمَع نغمته ولا يفهم لخفائه.
__________
(1) رقم (792) و (793) في الصلاة ، باب في تخفيف الصلاة ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 3 / 474 وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (910)
في إقامة الصلاة ، باب ما يقال في التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقال البوصيري في " الزوائد " : إسناده صحيح ورجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (3/474) قال : حدثنا معاوية بن عمرو. وأبو داود (792)
قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا حسين بن علي.
كلاهما - معاوية ، وحسين - عن زائدة ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
قلت : الأعمش مدلس ، وللمتن شاهد يأتي في تكملة الكتاب. أخرجه ابن ماجة (910) من
حديث أبي هريرة ، وهو من زوائده ، قال البوصيري : إسناده صحيح ورجاله ثقات.
2179
- (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- كان يقول في صلاته بعد التشهد : أحسَنُ الكلام كلامُ اللهِ ، وأحسنُ
الهَدْيِ هَدْيُ مُحمدٍ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 58 في السهو ، باب نوع آخر من الذكر بعد التشهد ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه النسائي (3/58) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : ثنا يحيى عن
جعفر ابن محمد عن أبيه عن جابر ، فذكره.
2180
- (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الدُّعَاءِ بعد التشهد : أَلِّفِ اللهمَّ على الخَيْرِ
-[206]- قُلوبَنَا ، وَأصلِحْ ذَاتَ بَيننا ، وَاهْدِنا سُبُلَ السَّلامِ ،
وَنَجِّنا مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ ، وَجَنِّبنَا الفَواحِشَ والفِتَنَ ، ما
ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وبَارِكْ لَنَا في أَسماعِنا وَأبصارِنا وقُلُوبِنا
وأزْوَاجِنَا [وذُرِّيَّاتِنا] ، وتُبْ عَلَينا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ
الرَّحيمُ ، واجعَلْنا شاكرينَ لِنعْمَتِكَ (1) [مُثْنِينَ بها] قَابِلِيها ،
وأتِمَّهَا علينا» . أخرجه (2) .
__________
(1) في الأصل : شاكرين لنعمك ، والتصحيح من أبي داود .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، ولم يرمز له في أوله بشيء ، وفي المطبوع
: أخرجه أبو داود ، ورمز له في أوله بحرف (د) وهو الصواب ، وهو عند أبي داود رقم
(969) في الصلاة ، باب التشهد ، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 /
265 بسندين ، وصححه ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (969) قال : ثنا تميم بن المنتصر ، أخبرنا إسحاق - يعني ابن يوسف -
عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص عن عبد الله ، فذكره.
قلت: في إسناده شريك ، مختلف فيه ، والحديث أخرجه الحاكم (1/265) بإسنادين ، وصححه
، ووافقه الذهبي.
في
الصلاة مطلقاً ومشتركاً
2181 - (م ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : «كانَ النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة قال : وَجَّهْتُ وجهيَ للذي فَطرَ السَّمواتِ
والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشركين ، إِنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومماتي
للهِ رَبِّ العالمينَ ، لا شريكَ لَهُ ، وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأنا من المسلمينَ ،
اللهم أَنت الملِكُ ، لا إلهَ إلا أنتَ، أنت ربي ، وأنا عبدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفسي ،
واعتَرفْتُ بذنبي ، فاغفِر لي ذُنُوبي جميعاً ، لا يغفر الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ ،
واهدني لأحْسنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأحسنِها إلا أنت ، وَاصرفْ عَني سَيِّئَها ،
لا يصرفُ عني سَيِّئَهَا إِلا أنتَ ، لَبيكَ وسعدَيك ، والخيرُ كُلُّهُ بيدَيكَ ،
والشَّرُّ لَيسَ إليكَ ، -[207]- أنَا بِكَ وإِليكَ ، تَبَارَكتَ وتَعَالَيْتَ ،
أَستغفِرُكَ وأتوب إليك، وإذا رَكَعَ قال : اللَّهمَّ لَكَ رَكعتُ ، وبكَ آمَنتُ ،
ولك أَسلمتُ ، خَشَعَ لك سَمعي ، وبَصَري ومُخِّي، وعَظْمي ، وعَصَبي ، وإِذَا
رَفَعَ رَأْسَهُ قال : اللهم رَبَّنا لك الحمدُ مِلءَ السموَاتِ ، [ومِلء] الأرضِ
، ومِلءَ ما بينهما، وَمِلءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بعدُ ، وإذا سَجَدَ قال : اللهم
لك سَجَدْتُ ، وبِكَ آمنت ، ولك أَسلمتُ ، سَجَدَ وجهي لِلذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ
، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصرَهُ ، تباركَ الله أحسنُ الخالقينَ ، ثم يكونُ مِنْ آخر
ما يقُول بَينَ التَّشَهُّدِ والتَّسليم : اللَّهمَّ اغفِر لي مَا قَدَّمتُ ،
وَمَا أَخَّرتُ ، وَمَا أسررْتُ ، وما أعلنتُ، وما أسْرَفتُ ، وما أَنت أعلم بِهِ
مني، أنتَ المُقَدِّمُ ، وأنت المؤخِّرُ ، لا إله إلا أنتَ» هذه رواية مسلم،
والترمذي .
وللترمذي في رواية أخرى : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إِذَا
قامَ إلى الصَّلاةِ المكتُوبَةِ رَفَعَ يَديهِ حَذْوَ مَنْكَبِيْهِ ، وَيَصنَعُ
ذلك إذا قَضَى قِراءَتَهُ ، وَأرَاد أنْ يَركَعَ ، ويَصنَعهُ إِذا رفع رأسَهُ من
الرُّكوعِ ، ولا يرفعُ يديْهِ في شيء من صَلاتِهِ وهو قَاعِدٌ ، فإذا قَامَ من
سَجدَتَينِ رَفَعَ يَديهِ كذلك، فَكَبَّرَ ، ويقولُ حِينَ يَفتتِحُ الصَّلاةَ بعدَ
التَّكْبيرِ : وجهَّتُ وجهي ... وذكر الحديث» .
وله في أخرى مثل الأولى ، إلا أنَّهُ أَسقَطَ منها : «الخيرُ كُلُّهُ في يدَيكَ ،
-[208]- والشَّرُّ لَيسَ إليكَ ، أنَا بِكَ وإِليكَ» وَجَعَلَ بَدَلَ هذا كُلِّهِ
: «آمَنتُ بِكَ ، تَبَارَكْتَ وتعاليتَ .. وذكر الحديث» .
وفي روايةِ أبي داود مثل رواية مسلم ، إلا أنَّ أوَّلَها : «كانَ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- إذا قَامَ إِلى الصَّلاةِ كَبَّرَ ، ثم قال : ... وذكر الحديث» ،
وليسَ عنده : «الشرُّ لَيْسَ إِليكَ» ، ولا لَفْظَةُ: «اللهم» في قولِهِ :
«اللَّهُمَّ رَبَّنا ولك الحمدُ» ، وعندَه زيادةٌ بعد قوله : «صَوَّرهُ» :
«فأحسَنَ صُورَهُ» ، وعنده بعد «الخَالِقينَ» : «وإِذَا سَلَّمَ من الصلاةِ قال :
اللهم اغْفِر لي ما قَدَّمتُ ...» الحديث .
وله في أخرى نحو رواية الترمذي التي أولها : كان إِذا قَامَ إِلى الصلاةِ
المكتُوبةِ» . وفيه زيادة لفظٍ ونقصٌ ، مع اتِّفَاقِ المعنى .
وأخرج النسائي منه من أوله إلى قوله : «تباركتَ وتعاليتَ ، أستغفرك ، وأتوب إليك»
.
وأخرج منه أيضاً مُفرَداً دُعَاءَ الركوعِ ، وأخرج منه مفرداً أيضاً دعاءَ السجودِ
، وزاد فيه: «فأحسنَ صُورَهُ» (1) . -[209]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لبيك وسعديك) : تعظيم لإجابة الداعي ، وقد سبق شرحهما فيما سبق من الكتاب (2) .
(والشر ليس إليك) : معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله
تعالى ، ومدحه بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها ، وليس المقصود نفي شيء عن
قدرته وإثباته لها ، فإن محاسن الأمور تضاف إلى الله عز وجل عند الثناء عليه دون
مساوئها ، كما قال تعالى : {ولِلهِ الأسمَاءُ الحُسنى فَادْعُوهُ بها} [الأعراف :
180] فيقال : يا رب السموات والأرض ، ولا يقال : يا رب الكلاب والخنازير ، وسئل
الخليل بن أحمد عن ذلك ؟ فقال : معناه : ليس ذلك مما يتقرب به إليك ، كقولهم : أنا
منك وإليك ، أي معدود من جملتك ومنتمٍ إليك.
__________
(1) رواه مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين ، باب الدعاء ، في صلاة الليل وقيامه ،
والترمذي رقم (3417) و (3418) و (3419) في الدعوات ، باب دعاء في أول الصلاة ،
وأبو داود رقم (760) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، والنسائي 2
/ 130 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة .
(2) انظر الجزء 3 / 91 الحديث رقم (1371) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : راجع تخريج الحديث تخريج رقم (2170) .
2182
- (د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-
أَخَذَ بِيَدِهِ ، وقال: يا مُعَاذُ ، واللهِ إِني لأُحِبُّكَ ، فقال : أُوصيكَ يا
مُعَاذُ ، لا تَدَعَنَّ في كُلِّ صلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَعِنِّي على
ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عِبَادَتِكَ» . أخرجه أبو داود ، والنسائي .
وفي رواية النسائي : قال مُعَاذٌ (1) : «وَأَنَا أُحِبُّكَ» (2) .
__________
(1) في الأصل : قال : يا معاذ ، والتصحيح من النسائي .
(2) رواه أبو داود رقم (1522) في الصلاة ، باب الاستغفار ، والنسائي 3 / 53 في
السهو ، باب نوع آخر من الدعاء ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : قلت : وفي لفظه :
قال : وأوصى بذلك معاذ الصنابحي ، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن ، وأوصى أبو عبد
الرحمن عقبة ابن مسلم.
أخرجه أحمد (5/244) قال : حدثنا المقرئ. وفي (5/247) قال : حدثنا أبو عاصم. وأبو
داود (1522) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، قال : حدثنا عبد الله بن
يزيد المقرئ. والنسائي (3/53) وفي الكبرى (1135) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى
، قال : حدثنا ابن وهب. وفي عمل اليوم والليلة (109) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله
بن يزيد ، قال : حدثنا أبي. وابن خزيمة (751) قال : حدثنا محمد بن مهدي العطار ،
قال : حدثنا المقرئ.
ثلاثتهم (عبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبو عاصم ، وابن وهب) عن حيوة بن شريح ، قال
: سمعت عقبة ابن مسلم ، قال : حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي ، عن الصنابحي ، فذكره.
2183
- (س) شداد بن أوس - رضي الله عنه - : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
كانَ يقول في صلاته : اللَّهمَّ إِني أَسألُكَ الثَّبَاتَ في الأمر ، والعزيمةَ
على الرُّشدِ ، وأسألُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك ، وحُسنَ عِبَادَتِك، وأسألُك قَلباً
سَليماً ، ولِسَاناً صَادِقاً ، وأسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ ، وأعُوذُ بِك من
شَرِّ ما تَعْلَمُ ، وأستغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 54 في السهو ، باب نوع آخر من الدعاء ، وأخرجه أيضاً أحمد في "
المسند " 4 / 125 ، والترمذي رقم (3404) ، وفي إسناده ضعف ، وسيأتي رقم
(2245) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ، للجهالة : أخرجه أحمد (4/125) قال : حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي
(3407) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا
سفيان.
كلاهما (يزيد ، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير ، عن رجل
من بني حنظلة، فذكره.
* أخرجه النسائي (3/54) . وفي الكبرى (1136) قال : أخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا
سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي العلاء ، عن
شداد بن أوس. فذكره ، ليس فيه : «عن رجل من بني حنظلة» .
* في رواية يزيد بن هارون : «عن الحنظلي» ،وزاد في أول الحديث : «كان رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كلمات ، ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دبر
صلاتنا....» ثم ذكر الحديث.
* وفي رواية حماد بن سلمة : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته
: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر...» الحديث.
2184
- (س) عطاء بن السائب - رحمه الله- : عن أبيه قال : صلَّى بِنَا عَمَّارُ بنُ
ياسِرٍ صَلاة ، فَأوجَزَ فيها ، فقال له بَعضُ القَومِ : «لقد خَفَّفْتَ وأوجَزْتَ
الصلاةَ ، فقال : أمَا عليَّ ذلك، لقد دعوتُ فيها بِدَعوَاتٍ سَمِعْتُهنَّ من رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجلٌ من القومِ - هو أبي ،
غَيرَ أنه كَنَى عن نَفْسِهِ - فسألَهُ عن الدُّعاءِ ؟ ثم جاءَ ، فَأخبَرَ بِهِ
القومَ : اللهمَّ بِعلْمِكَ الغَيبَ ، وَقُدرَتِكَ على الخَلقِ ، أحيني ما
عَلِمْتَ الحيَاةَ خَيْراً لي ، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خَيراً لي ،
اللهمَّ وأسألك خشيتك في الغيبِ والشهادة، وأَسألك كلمة الحقِّ في الرضى والغضب ،
وأسأَلك القَصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفَدُ ، وأسألك قُرَّة
عينٍ لا تنقطع ، وأسألك الرِّضىَ بعدَ القَضاءِ ، وأسأَلك بَردَ العَيشِ بَعدَ
المَوتِ ، وَأَسأْلك لَذَّةَ النظر إلى وَجهِكَ ، والشَّوقَ إلى لِقَائِكَ ، في
غير ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة، -[211]- اللهمَّ زَيِّنَّا
بِزِينةِ الإيمانِ ، واجعلنا هُدَاة مَهْدِيِّينَ» .
وفي رواية عن قيس بن عُبَاد (1) قال : صَلَّى عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بالقَومِ صلاة
أَخَفَّها ، فَكَأنَّهمْ أنْكَرُوهَا ، فقال : أَلَم أُتِمَّ الركوعَ والسجودَ ؟
قالوا : بَلى ، قال : أمَا إِني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كانَ النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم- يَدعُو بِهِ : اللهمَّ ... وذكر الحديث، وفيه كلمة : الإخلاص بدل: الحق
أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في الأصل : قيس بن عبادة ، والتصحيح من النسائي ، وكتب الرجال .
(2) 3 / 54 و 55 في السهو ، باب نوع آخر من الدعاء ، وإسناده جيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح ، إن كان حماد هو ابن زيد : أخرجه النسائي (3/54) قال : أخبرنا حبيب
بن عربي، قال : ثنا حماد ، قال : ثنا عطاء بن السائب ، فذكره.
* ورواية قيس بن عباد :
أخرجها النسائي (3/55) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، قال :
حدثنا عمي ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي هاشم الواسطي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن
عباد ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/264) قال : حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/264) أيضا قال : حدثنا
إسحاق الأزرق. كلاهما (أسود ، وإسحاق) عن شريك ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، قال
: صلى بنا عمار.... فذكر نحوه. ليس فيه «قيس بن عباد» .
* رواية أسود مختصرة على : «صلى عمار صلاة فجوز فيها ، فسئل ، أو فقيل له ، فقال :
ما خرمت من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
2185
- (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
«كانَ يَدْعُو في الصلاةِ يقول : اللهمَّ إني أَعوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ ،
وأعوذُ بِكَ من فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجالِ ، وأعوذُ بكَ من فِتنَةِ المَحيا
وفِتنَةِ المَماتِ ، اللهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من المَأْثَمِ والمغْرَمِ ، فقال له
قائِلٌ : مَا أَكْثَرَ ما تَستَعيذُ من المَغْرَمِ ؟ فقال : إِنَّ الرَّجُلَ إذا
غَرِمَ حَدَّثَ [فَكَذَبَ] ، ووعَدَ فَأخلفَ» .
وفي روايةٍ قالت : «سَمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ في
صلاته من فِتنةِ الدَّجالِ» . أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 263 في صفة الصلاة ، باب الدعاء قبل السلام ، وفي الاستقراض
، باب من استعاذ من الدين , وفي الفتن ، باب ذكر الدجال ، ومسلم رقم (589) في
المساجد ، باب ما يستعاذ منه في الصلاة ، وأبو داود رقم (880) في الصلاة ، باب
الدعاء في الصلاة ، والنسائي 3 / 56 في السهو ، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/88) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وفي (6/89)
قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا ليث ، عن يزيد ، يعني ابن الهاد. وفي (6/244) قال :
حدثنا روح. قال : حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال :
حدثنا أبي ، عن صالح. وعبد بن حميد (1472) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا
معمر. والبخاري (1/211) و (3/154) بالهامش. قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا
شعيب. وفي (3/154) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني أخي ، عن سليمان ، عن محمد بن
أبي عتيق. وفي (9/75) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن
سعد ، عن صالح. ومسلم (2/92) قال : حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا : حدثنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وفي (2/93) قال : حدثني أبو
بكر بن إسحاق. قال : أخبرنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. وأبو داود (880) قال :
حدثنا عمرو بن عثمان قال : حدثنا بقية. قال : حدثنا شعيب. والنسائي (3/56) وفي
الكبرى (1141) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان. قال : حدثنا أبي ، عن شعيب. وفي (8/258)
قال : أخبرني محمد بن عثمان بن أبي صفوان. قال : حدثني سلمة بن سعيد بن عطية، وكان
خير أهل زمانه. قال : حدثنا معمر. وفي (8/264) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال
: أنبأنا بقية. قال : حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم الحمصي. وابن خزيمة (852) قال
: أخبرني أبو الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم. قالا : أخبرنا الليث ، عن يزيد بن
الهاد.
سبعتهم (شعيب ، ويزيد بن الهاد ، وصالح بن أبي الأخضر ، وصالح بن كيسان ، ومعمر ،
ومحمد بن أبي عتيق، وسليمان بن سليم) عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.
- ورواه عنها طاوس :
أخرجه أحمد (6/200) قال : حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (722) قال : حدثنا الحسن
بن محمد الزعفراني. قال : حدثنا روح.
كلاهما (عبد الرزاق ،وروح) عن ابن جريج ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، فذكره.
2186
- (خ م ت س) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : قال : قُلْتُ : «يا رسولَ الله،
عَلمني دُعاء أَدعو بِهِ في صَلاتي ، قال : قُلْ : اللهمَّ إني ظَلمتُ نَفسي
ظُلْماً كثيراً ، ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنتَ ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَة من
عِنْدِكَ ، وارحمني، إنك أَنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ» .
وقد جَعَلَهُ بعضُ الرُّواةِ من مسنَدِ عبد الله بن عمرو بن العاص ؛ لأنه قال فيه
: عن عبد الله «أنَّ أبا بكرٍ قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ...» أخرجه
البخاري، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي.
وهذا الحديثُ هو أولُ حديثٍ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيدِيِّ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 265 في صفة الصلاة ، باب الدعاء قبل السلام ، وفي الدعوات ،
باب الدعاء في الصلاة ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وكان الله سميعاً
بصيراً} ، ومسلم رقم (2705) في الذكر والدعاء ، باب استحباب خفض الصوت بالذكر ،
والترمذي رقم (3521) في الدعوات ، باب دعاء يقال في الصلاة ، والنسائي 3 / 53 في
السهو ، باب نوع آخر من الدعاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/3) (8) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/7) (28) قال:
حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (5) قال : أخبرنا الحسن بن موسى. والبخاري (1/211) قال :
حدثنا قتيبة ابن سعيد. وفي (8/89) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (8/74) قال
: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3835) قال : حدثنا
محمد بن رمح. والترمذي (3531) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (3/53) . وفي البكرى
(1134) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (845) قال : حدثنا محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم. قال : حدثنا أبي ، وشعيب.
ثمانيتهم (هاشم ، وحجاج ، والحسن ، وقتيبة ، وعبد الله بن يوسف ، ومحمد ، وعبد
الله بن الحكم ، وشعيب) قال عبد الله بن يوسف : أخبرنا ، وقال الآخرون : حدثنا
الليث «وهو ابن سعد» قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير ، عن عبد الله بن
عمرو بن العاص ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/4) (8) قال : حدثناه حسن الأشيب، عن ابن لهيعة ، قال : قال :
كبيرا.
2187
- (خ م) عائشة - رضي الله عنه - : قالت : «ما صلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه
وسلم- صلاة ، بعدَ إذْ أُنْزِلَتْ : {إِذَا جَاء نَصرُ اللهِ والفَتْحُ} إلا قال :
سُبْحَانَك اللهم وبِحَمدِك ، [اللهم] اغْفِر لي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 564 في تفسير سورة : {إذا جاء نصر الله والفتح} ، وفي صفة
الصلاة ، باب الدعاء في الركوع ، وباب التسبيح والدعاء في السجود ، وفي المغازي ،
باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، ومسلم رقم (484) في الصلاة ، باب
ما يقال في الركوع والسجود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه ، وهذا اللفظ من رواية الأعمش.
راجع تخريج الحديث رقم (2157) .
2188
- (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ عمرَ بنَ الخطاب كانَ يَجهرُ بهؤلاء
الكَلِمَاتِ يقول : «سبْحَانَك اللهمَّ وبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسمُك ، وتَعالى
جَدُّكَ ، ولا إِلهَ غيْرُكَ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (399) كتاب الصلاة ، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة ، والحديث لا يعرف
من حديث أنس وإنما هو من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه عند مسلم ، وقد سبرت فيه كتاب الدعاء دون جدوى ،وقد روي مرفوعا من
حديث أنس أخرجه أبو يعلى (6/389) ونسبه الهيثمي للطبراني في الأوسط ، وقال : رجاله
موثقون. المجمع (2/107) والحديث هنالك فيه ذكر الصلاة !!.
بعد
السلام والفراغ من الصلوات
2189 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- يقول لَيلَة حينَ فَرَغَ من صلاتِهِ : «اللَّهمَّ إني أسألُكَ
رَحمة من عِنْدِكَ تَهدِي بها قَلبي ، وتجْمعُ بِها أَمري، وتَلُمَّ بِها شَعثي ،
وتَرُدُّ بِها غَائبي ، وتَرفَعُ بِهَا شَاهِدِي ، وتُزكِّي بِها عَمَلي،
وتُلْهِمُني بِهَا رُشْدي ، وتَرُدُّ بِها أُلفَتي ، وتَعصِمني بِهَا مِنْ كُلِّ
سُوءٍ (1) ، اللهُمَّ أعطِني إيماناً ، ويَقيناً لَيْسَ بَعدَهُ كُفْرٌ ، ورحمة
أنَالُ بها شَرَفَ كَرَامَتك في الدُّنْيا والآخِرَةِ ، اللهمَّ إني أسأَلُك
الفَوزَ في القَضَاءِ ، ونُزُلَ الشُّهَداءِ ، وعَيْشَ السُّعَدَاءِ ، والنَّصْرَ
على الأعداء ، اللهمَّ إني أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتي ، وإنْ قَصَّرَ رَأيي، وضَعُفَ
عَملي، وافْتَقَرْتُ إلى رَحمتك، فَأَسألُكَ يا قَاضيَ الأُمورِ ، ويا شافِيَ
الصُّدورِ، كما تُجيرُ بَينَ البُحورِ : أَنْ تُجِيرَني مِنْ عَذَابِ السعيرِ ،
ومِنْ دَعْوةِ الثُّبُورِ ، ومِن فِتنَةِ القُبُورِ ، اللهم وما قَصَّرَ عَنهُ
رَأْيي ، وَلَمْ تَبْلُغْه مَسألتي، ولم تَبلُغْهُ نِيَّتي مِن خَيرٍ وَعَدْتَهُ
أحَداً مِن خَلقِكَ ، أَو خَيرٍ أنْتَ مُعطيه أحداً من عبادك ، فَإني أرغَبُ إليكَ
فيه ، وأسأَلُكَهُ برحمتكَ يا ربَّ العالمينَ ، اللهم يا ذا الحَبْلِ -[214]-
الشَّديدِ ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ
الخُلودِ ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ ، الرُّكَّعِ السجودِ ، المُوفِينَ بالعهودِ
، إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ ، وإنك تفعل ما تُريدُ ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ ،
غير ضالِّينَ ، ولا مُضِلِّينَ ، سِلْماً لأوليَائِكَ ، وحَرْباً لأعدائِكَ ،
نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ (2) ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ اللهم
هذا الدُّعَاءُ وعليكَ الإجَابَةُ ، اللهم هذا الجُهدُ ، وعَلَيكَ التُّكلانُ ،
اللهم اجعَل لي نُوراً في قَلبي ، ونُوراً في قبري، ونوراً من بين يَدَيَّ،
ونُوراً من خَلفي ، ونوراً عن يَميني، ونوراً عن شِمالي ، ونوراً من فَوقي، ونوراً
من تَحتي ، ونوراً في سَمعي، ونوراً في بصري، ونوراً في شَعْري ، ونوراً في بَشَري
، ونوراً في لحمي، ونوراً في دمي، ونوراً في مُخِّي، ونوراً في عِظامي، اللهمَّ
أعظِم لي نوراً ، وأعطِني نوراً ، واجعَلْ لي نوراً ، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ
بِالعِزِّ وقالَ بِهِ ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ ، سبحانَ الذي
لا ينبغي التَّسبيحُ إلا لَهُ ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ ، سبحانَ ذِي
المَجدِ (3) والكَرَمِ ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه الترمذي (4) .
-[215]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تلم بها شعثي) اللم : الجمع . والشعث : التفرق والمراد: تجمع بها من أمري ما
تفرق.
(تزكى) التزكية : التطهير.
(تلهمني) الإلهام : أن يلقي الله في النفس أمراً يبعث [العبد] على الفعل أو الترك.
(نزل الشهداء) الشهداء : القتلى في سبيل الله ، ونزلهم : ما لهم عند الله من الأجر
والثواب ، والنزل : قِرى الضيف .
(تجير بين البحور) أي : تفصل بينها ، وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر .
(الثبور) : الهلاك.
(الحبل الشديد) الحبل : السبب ، أو القرآن ، أو الدين ، ومنه قوله
تعالى : {واعتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً ولا تَفَرَّقوا} [آل عمران : 103]
ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال. والشدة في الدين : الثبات والاستقامة ، قال
الأزهري : والمحدثون يروونه بالباء ، والصواب بالياء ،من القوة . -[216]-
(سلماً) السلم : المسالم المصالح .
(حرباً) الحرب : المعادي المخاصم ، تسميةً بالمصدر.
(الجُهد) بضم الجيم : الطاقة والقدرة ، وبفتحها : المشقة.
(اجعل في قلبي نوراً) هذه الكلمة وما بعدها في الحديث ، أراد بالنور
فيهن : ضياء الحق وبيانه ، كأنه يقول : اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق ،
واجعل تصرفي وتقلبي في هذه الجهات على سبيل الحق.
(تعطَّف بالعز وقال به) تعطف : مأخوذ من العطاف وهو الرداء وذلك على سبيل التمثيل
، ومعناه : الاختصاص بالعز والاتصاف به ، ومعنى قوله : «وقال به» أي : حكم به فلا
يرد حكمه ، يقال منه : قال الرجل واقتال : إذا حكم فمضى حكمه ، ومنه سمي المَلك
قَيْلاً .
__________
(1) في الأصل : وتعصمني بها من كل شيء ، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع .
(2) في الأصل : نحب بحبك الناس ، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع .
(3) في الأصل : سبحان ذي الجود . وما أثبتناه من الترمذي المطبوع .
(4) رقم (3415) في الدعوات ، باب رقم (30) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا
حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن ليلى إلا من هذا الوجه ، وقد روى شعبة
وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحديث ولم يذكره بطوله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (3419) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، قال :
أخبرنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، قال : حدثني أبي.وابن خزيمة (1119) قال :
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني ، قال : حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس قال : حدثنا
قيس - يعني ابن الربيع.
كلاهما (عمران ، وقيس) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد
الله بن عباس ، عن أبيه ، فذكره.
في رواية قيس : «بعثني العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأتيته ممسيا
وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، يصلي
من الليل ، فلما صلى ركعتى الفجر ، قال : اللهم إنى أسألك رحمة...» وذكر الحديث
بطوله.
قلت : قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن أبي ليلى إلا من
هذا الوجه ، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس ،
مرفوعا ، هذا الحديث ولم يذكر بطوله.
2190
- (م ت د س) ثوبان - رضي الله عنه - : قال : «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-
إذا سَلَّمَ يَستَغْفِرُ الله ثَلاثاً ، ويقول : اللَّهم أنْتَ السَّلامُ ، ومِنكَ
السَّلامُ ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام» ، قيل للأوزاعي : كيف
الاستغْفارُ ؟ قال يقول : «أَسْتَغفِرُ الله ، أسْتَغفرُ اللهَ» . هذه رواية مسلم
والترمذي، والنسائي ، إلا أن النسائي قال : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- كانَ إذَا انْصَرَفَ مِن صلاتِهِ ... وذكر الحديث» . -[217]-
وفي رواية أبي داود : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أرادَ أنْ
يَنْصَرِفَ من صلاتهِ استَغفرَ اللهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثم قال : اللهم ... وذكر
معنى حديث عائِشة» هكذا قال أبو داود، وهذا حديث عائشة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (591) في المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته ،
والترمذي رقم (300) في الصلاة ، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة ، وأبو داود رقم
(1513) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، والنسائي 3 / 68 في السهو ، باب
الاستغفار بعد التسليم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/275) قال : حدثنا أبو المغيرة. وفي (5/279) قال : حدثنا أبو
إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. والدارمي (1355) قال : أخبرنا
أبو المغيرة. ومسلم (2/94) قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد. وأبو
داود (1513) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا عيسى «وهو ابن يونس»
.وابن ماجة (928) قال : حدثنا هشام بن عمار ،قال : حدثنا عبد الحميد بن حبيب. (ح)
وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي
(300) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك.
والنسائي (3/68) . وفي «عمل اليوم والليلة» (139) قال : أخبرنا محمود بن خالد ،
قال : حدثنا الوليد. وابن خزيمة (737) قال : حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ، والحسن
بن إسرائيل اللؤلؤي الرملي ، قالا : حدثنا بشر بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن يزيد بن
عليل العنزي المصري ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة. وفي (738) قال : حدثناه محمد
بن ميمون المكي ، قال: حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي.
ثمانيتهم (أبو المغيرة ، وابن المبارك ، والوليد ، وعيسى ، وعبد الحميد ، وبشر ،
وعمرو بن أبي سلمة ، وعمرو بن هاشم) عن الأوزاعي ، عن أبي عمار شداد «وهو ابن عبد
الله» عن أبي أسماء الرحبي ، فذكره.
2191
- (د س) عائشة - رضي الله عنها - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ
إذا سَلَّمَ قال : اللهم أنتَ السَّلامُ ، وَمِنْكَ السَّلامُ ، تَبَاركْتَ يا ذَا
الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1512) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، والنسائي 3
/ 69 في السهو ، باب الذكر بعد الاستغفار ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/62) قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. عن عاصم بن سليمان. وفي
(6/184) قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن الحذاء. وفي (6/235) قال : حدثنا يزيد بن هارون
قال : أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. قال :
أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا
: حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال : حدثنا أبو خالد ، يعني
الأحمر ، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال : حدثني أبي. قال :
حدثنا شعبة ، عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال :
حدثنا شعبة ، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء.وابن ماجة (924) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال : حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال :
حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال :
حدثنا هناد بن السري. قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري وأبو معاوية ، عن عاصم
الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد
بن إبراهيم بن صدران ، عن خالد. قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم. وفي عمل اليوم
والليلة (95) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا
عاصم.وفي (96) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا
شعبة ، عن عاصم. وفي (97) قال : أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال : حدثنا
مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وفي (367) قال : حدثنا أحمد بن
حرب. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم.
كلاهما (عاصم بن سليمان الأحول ، وخالد الحذاء) عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث
، فذكره.
2192
- (خ م د س) ورَّاد - مولى المغيرة بن شعبة : قال : أملى عَلَيَّ المُغِيرةُ بنُ
شُعبَةَ في كتابٍ إلى مُعَاوِيَةَ : أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ
في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ : «لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ،
لَهُ المُلْكُ ، ولَهُ الحَمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ، اللهم لا مانِعَ
لِمَا أعطَيْتَ ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ
الجَدُّ» . زاد في رواية : «وكَتَبَ إليهِ : أَنَّهُ كَانَ ينهى عن قِيلَ ، وقالَ
، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤالِ ، وكان ينهى عن عُقوقِ الأُمَّهاتِ ، ووأدِ
البنَاتِ ، ومَنْعٍ وهَاتِ» . -[218]-
وفي روايةٍ قال ورّادُ : «ثم وَفَدْتُ بَعدُ على مُعَاويةَ ، فَسَمِعتُهُ يأمُرُ
النَّاسَ بذلك» . أخرجه البخاري .
ولم يخرِّج مسلم إلا ذِكْرَ ما يقالُ في دُبُرِ الصلواتِ ، وأخرج في موضعٍ آخرَ
الزيادةَ التي ذكرها البخاري، وأخرجه أبو داود مثل البخاري، وأخرجه النسائي بترك
الزيادة ، وقال في آخر إحدى رواياته : «كم مَرَّة يقول ذلك ؟» وله في أخرى إلى قوله
: «على كل شيء قدير - ثم زاد : ثَلاثَ مَرَّاتٍ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيل وقال) أراد : النهي عن قول مالا يصح ، وما لا تعلم حقيقته ، وأن يقول المرء
في حديثه : قيل كذا ، وقال كذا ، وقيل : معناه : أنه نهي عن القول والقيل الذي هو
مصدر قال قولاً وقيلاً وقالاً ، فجعل [القتال] مصدراً.
(عقوق الأمهات) معروف ، وهو منع ما يجب إتيانه من صلة الرحم، وخص الأمهات زيادة
تأكيد وتعظيم ، وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً ، فلعقوق الأمهات
مزية في القبح. -[219]-
(وأد البنات) هو أن يدفن الإنسان بنته حية ، كما كانوا يعملون في الجاهلية .
(منع) المنع منع ما عليه .
و (هات) : طلب ما ليس له.
(إضاعة المال) : تضييعه وإنفاقه في غير بر ، وإخراجه في غير منفعة .
(كثرة السؤال) : الإلحاح فيما لا حاجة له إليه ، فأما ما تدعو الضرورة إليه فله
حكم إباحة المضطر.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 275 في صفة الصلاة ، باب الذكر بعد الصلاة ، وفي الدعوات ،
باب الدعاء بعد الصلاة ، وفي الرقاق ، باب ما يكره من قيل وقال ، وفي القدر ، باب
لا مانع لما أعطى الله ، وفي الاعتصام ، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا
يعينه ، ومسلم رقم (593) في المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة ، وأبو داود
رقم (1505) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، والنسائي 3 / 70 في السهو ،
باب نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (762) قال : حدثنا سفيان ، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة ،
وعبد الملك بن عمير. وأحمد (4/245) قال : حدثنا عبد الرزاق ، وابن بكر ، قالا :
أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبدة بن
أبي لبابة. وفي (4/247) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن عون ، قال : أنبأني أبو
سعيد. وفي (4/250) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، قال:
سمعت المسيب بن رافع. وفي (4/250) قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا غير واحد منهم
مغيرة ، عن الشعبي. وفي (4/251) قال : حدثنا سفيان ، عن عبدة ، وعبد الملك. وفي (4/254)
قال : حدثنا علي بن عاصم ، قال : حدثنا المغيرة. قال : أبنأنا عامر. وفي (4/255)
قال : حدثنا علي ، قال : أنبأنا الجريري ، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (390) قال :
حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور ، عن المسيب. وفي (391) قال : أخبرنا عبد
الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (1356) قال : أخبرنا
محمد بن يوسف ، قال: حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (1/214) قال :
حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير. وفي (8/90) قال :
حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن المسيب بن رافع. وفي
(8/124) قال : حدثنا علي بن مسلم ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا غير واحد منهم
مغيرة ، وفلان ، ورجل ثالث أيضا ، عن الشعبي (ح) وعن هشيم ، قال : أخبرنا عبد
الملك بن عمير. وفي (8/157) قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا فليح ، قال :
حدثنا عبدة ابن أبي لبابة. وفي (9/117) . وفي «الأدب المفرد» (460) قال : حدثنا
موسى ، قال : حدثنا أبو عوانة، قال : حدثنا عبد الملك. ومسلم (2/95) قال : حدثنا
إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثناه
أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، وأحمد بن سنان ، قالوا : حدثنا أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن بكر ،
قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبدة بن أبي لبابة. (ح) وحدثنا حامد بن عمر
البكراوي ، قال : حدثنا بشر ، يعني ابن المفضل (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال :
حدثني أزهر ، جميعا عن ابن عون ، عن أبي سعيد. وفي (2/96) قال : حدثنا ابن أبي عمر
، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عبدة بن أبي لبابة ، وعبد الملك بن عمير. وأبو
داود (1505) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المسيب
بن رافع. والنسائي (3/70) . وفي الكبرى (1173) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، عن
سفيان ، قال : سمعته من عبدة بن أبي لبابة. وسمعته من عبد الملك بن عمير. وفي
(3/71) . وفي الكبرى (1174) قال : أخبرني محمد بن قدامة ، قال : حدثنا جرير ، عن
منصور ، عن المسيب أبي العلاء. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1175) . وفي عمل اليوم
والليلة (129) قال : أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي ، قال : أنبأنا هشيم ، قال
: أنبأنا المغيرة وذكر آخر (ح) وأنبأنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، قال
: أنبأنا غير واحد ، منهم المغيرة ، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال : حدثنا عبد
الله بن محمد الزهري ، قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعته من عبدة ، يعني ابن أبي
لبابة ، (ح) وحدثنا الحسن بن محمد ،قال : حدثنا أسباط بن محمد. قال : حدثنا عبد
الملك بن عمير (ح) وحدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عبد
الملك. (ح) وحدثنا الدورقي ، وأبو هشام ، قالا : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا غير
واحد ، منهم المغيرة ، ومجالد ، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو
هشام ، قال : حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير.
ستتهم (عبدة بن أبي لبابة ، وعبد الملك بن عمير ، وأبو سعيد الشامي ، والمسيب بن
رافع ، وعامر الشعبي، وعبد ربه) عن وراد مولى المغيرة ، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (130) قال : أخبرني محمد بن معمر ، قال :
حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن المغيرة ، عن شباك ، عن عامر ، عن المغيرة
بن شعبة ، فذكره.ولم يذكر «واردا» .
* رواية هشيم : «أن معاوية كتب إلى المغيرة : أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال : فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من
الصلاة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء
قدير - ثلاث مرات -» .
2193
- (م د س) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - : كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ
حينَ يُسلمُ : «لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، له الملك ، ولَهُ
الحَمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قديرٌ ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ ، لا إلهَ
إلا اللهُ ، ولا نَعبُدُ إلا إيَّاه ، لَهُ النِّعْمَةُ ، ولَهُ الفَضْلُ ، ولَهُ
الثَّنَاءُ الحَسَنُ ، لا إلهَ إلا الله مُخْلِصينَ له الدِّينَ ، وَلَو كَرِهَ
الكافرون ، وقال : كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ
كلِّ صلاة» .
وفي رواية قال أبو الزبير : «سَمِعتُ عبدَ الله بنَ الزبير يَخْطُبُ على هذا
المِنْبَرِ ، وهو يقول : كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - إذا
سَلَّمَ في دُبُرِ الصلاةِ ، أو [قال] : الصلواتِ ... ثم ذكر مثله» . أخرجه مسلم ،
والنسائي ، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (594) في المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة ، وأبو داود
رقم (1506) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، والنسائي 3 / 70 في السهو ،
باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (4/4) قال : حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (2/96) قال : حدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ،
قال : حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (1507) قال : حدثنا محمد بن سليمان
الأنباري ، قال : حدثنا عبدة. والنسائي (3/70) ، وفي الكبرى (1172) ، وفي عمل
اليوم والليلة (128) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبدة. كلاهما :
(عبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان) عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (4/5) . ومسلم (2/96) قال : حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وأبو
داود (1506) قال : حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (3/69) . وفي الكبرى (1171) قال :
أخبرنا محمد بن شجاع المروزي. وابن خزيمة (740) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي. أربعتهم (أحمد بن حنبل ، ويعقوب ، ومحمد بن عيسى ، ومحمد بن شجاع) عن
إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، عن الحجاج بن أبي عثمان.
3 - وأخرجه مسلم (2/96) قال : حدثني محمد بن سلمة المرادي ، قال : حدثنا عبد الله
بن وهب ، عن يحيى بن عبد الله بن سالم. وابن خزيمة (741) قال : حدثنا محمد بن خلف
العسقلاني. قال : حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس - قال : حدثنا أبو عمر الصنعاني -
وهو حفص بن ميسرة - كلاهما (يحيى بن عبد الله ، وحفص) عن موسى بن عقبة.
ثلاثتهم (هشام ، وحجاج ، وموسى) عن أبي الزبير ، فذكره.
2194
- (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
قال : «مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أو فَاعِلُهنَّ - دُبُرَ كلِّ صلاة
: ثَلاثٌ وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاثٌ وثلاثونَ تَحْميدَة ، وأَربعٌ وثلاثونَ
تكبيرَة» أخرجه مسلم ، والترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة ، والترمذي
رقم (3409) في الدعوات ، باب كم يسبح بعد الصلاة ، والنسائي 3 / 75 في السهو ، باب
نوع آخر من عدد التسبيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2/98) قال : حدثنا الحسن بن عيسى ، قال : أخبرنا ابن المبارك ،
قال : أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا أبو أحمد
، قال : حدثنا حمزة الزيات. (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا أسباط بن محمد
، قال : حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل
بن سمرة الأحمسي الكوفي ، قال : حدثنا أسباط بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن قيس
الملائي. والنسائي (3/75) . وفي الكبرى (1181) وفي «عمل اليوم والليلة» (155) قال
: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ، عن أسباط ، قال : حدثنا عمرو ابن قيس. وأخرجه
النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11115) عن محمود بن غيلان ، عن قبيصة ، عن
سفيان ، عن منصور.
أربعتهم (مالك بن مغول ، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس ، ومنصور) عن الحكم بن عتيبة
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (156) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال
: حدثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب
بن عجرة ، فذكره «موقوفا» .
2195
- (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : «أُمِرُوا أن يُسَبِّحوا دُبُرَ كلِّ
صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ ، ويَحمَدوا ثلاثاً وثلاثِينَ ، ويُكبروا أَربعاً وثلاثينَ
، فَأُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار في مَنَامِهِ ، قيل: أَمَرَكُمْ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- أن تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدُوا
ثلاثاً وثلاثينَ ، وتُكبروا أَربعاً وثلاثين ؟ قال : نعم ، قال : فاجعَلوها خمساً
وعشرين ، واجعلوا فيها التَّهْليل ، فلمَّا أصبَحَ أَتى النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- ، فَذكرَ ذلك لَهُ ، قال : -[221]- فاجعلوها كذلك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 76 في السهو ، باب نوع آخر من عدد التسبيح ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (5/184) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/190) قال :
حدثنا روح. وعبد بن حميد (245) قال : حدثنا روح بن عبادة. والدارمي (1361) قال :
أخبرنا عثمان ابن عمر. والترمذي (3413) قال : حدثنا يحيى بن خلف ، قال : حدثنا ابن
أبي عدي. والنسائي (3/76) وفي الكبرى (1182) وفي عمل اليوم والليلة (157) قال :
أخبرنا موسى بن حزام الترمذي ، قال: حدثنا يحيى بن آدم ، عن ابن إدريس. وابن خزيمة
(752) قال : حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح)
وحدثنا الحسين بن الحسن ، قال : أخبرنا الثقفي.
خمستهم (عثمان ،وروح ، وابن أبي عدي ، وابن إدريس ، وعبد الوهاب الثقفي) عن هشام
بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن كثير بن أفلح ، فذكره.
2196
- (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ صلاةِ الغَدَاةِ مِائَةَ تَسبيحَةٍ ، وهَلَّلَ مِائَةَ
تَهليلَةٍ ، غُفِرتْ له ذُنُوبهُ ، ولو كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحرِ» . أخرجه
النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 79 في السهو ، باب نوع آخر من عدد التسبيح ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أبو صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من
قال خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة ، وثلاثا وثلاثين تسبيحة ،وثلاثا وثلاثين
تحميدة ، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على
كل شيء قدير ، غفرت له خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر» .
أخرجه النسايي في عمل اليوم والليلة (145) قال : أخبرنا موسى بن سهل قال : حدثنا
آدم ،قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سهيل ، عن أبيه ، فذكره.
ورواه عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/384) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا فليح. ومسلم (2/98) قال :
حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال : أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا
محمد بن الصباح. قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي في عمل اليوم والليلة
(143) قال : أخبرني محمد بن وهب. قال : حدثنا محمد بن سلمة. قال : حدثني أبو عبد
الرحيم. عن زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (750) قال : حدثنا أبو بشر. قال : حدثنا
خالد ، يعني ابن عبد الله.
أربعتهم (فليح ، وخالد بن عبد الله ، وإسماعيل بن زكريا ، وزيد بن أبي أنيسة) عن
سهيل بن أبي صالح ، عن أبي عبيد المذحجي ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/371) قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا إسماعيل ، يعني
ابن زكريا ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبي عبيد المذحجي ، عن عطاء بن يسار ، عن
أبي هريرة. نحوه.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (142) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك
، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد ، عن أبي هريرة. موقوفا.
ولم يذكر في إسناده «سهيل بن أبي صالح» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (144) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان ، قال
: أخبرنا شعيب. قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد ،
عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذكره. لم يذكر «أبا هريرة» .ولا «أبا
عبيدة» .
* وقد سبق من رواية سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي (3/79) وفي الكبرى (1186) وفي عمل اليوم والليلة (140) قال : أخبرنا
أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال : حدثني أبي. قال : حدثني إبراهيم بن
طهمان ، عن الحجاج بن الحجاج ، عن أبي الزبير ، عن أبي علقمة ، فذكره.
ورواه عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل ، عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (141) قال : أخبرنا أحمد بن نصر ، عن مكي بن
إبراهيم ، قال : أخبرنا يعقوب بن عطاء ، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل ،
فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي : يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ضعيف ، وعبد الوهاب بن
مجاهد متروك الحديث ، وعبد الله بن طاوس ثقة مأمون ، وعبد الله بن سعيد بن جبير
ثقة مأمون ، وعكرمة مولى ابن عباس ، ثقة من أعلم الناس ، قاله عمرو بن دينار ، عن
جابر بن زيد.
2197
- (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : «أنَّ فُقرَاءَ المُهاجِرينَ أَتَوْا
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : قَد ذَهبَ أهلُ الدُّثورِ
بالدَّرَجَاتِ العُلى ، والنعيمِ المُقِيمِ ، فقال : ومَا ذَاكَ ؟ قالوا :
يُصَلُّونَ كما نُصَلي ، ويصومونَ كما نَصومُ ، ويَتَصَدَّقُونَ ولا نَتَصَدَّقُ ،
ويعتِقونَ ولا نَعتق ، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- : أفَلا
أُعَلِّمُكم شيئاً تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم ، وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ
بَعْدَكم ، ولا يكونُ أَحَدٌ أفضَلَ مِنكم إلا مَنْ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتُم ؟
قالوا : بلى يا رسولَ الله ، قال : تُسبحونَ وتُكَبِّرونَ وتَحْمَدونَ دُبُرَ
كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة ، قال أبو صالح : فَرَجَعَ فُقَرَاءُ
المُهَاجِرينَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا: سَمعَ إخوَانُنا
أهْلُ الأمْوالِ بِما فَعَلْنَا ، فَفعَلوا مِثْلَهُ ، فقال رسولُ الله -صلى الله
عليه وسلم- : ذلك فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» .
قال سُمَيٌّ : فَحَدَّثْتُ بَعضَ أهلي بهذا الحديث، فقال : وَهِمْتَ ، إنما قالَ
لك : «تُسَبِّحُ الله ثلاثاً وثلاثينَ ، وتَحْمَدُ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ ،
وتُكَبِّرُ اللهَ أربعاً وثلاثينَ ، -[222]- فَرَجَعتُ إلى أبي صالح ، فقلتُ له
[ذلك] ، فَأخَذَ بيَدي ، وقال : اللهُ أكبرُ ، وسُبحانَ اللهِ ، والحمدُ لله ،
اللهُ أكبرُ ، وسبحانَ اللهِ والحمدُ لله ، حتى تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثلاثاً
وثلاثين» .
هذا لفظ مسلم ، وليس عند البخاري قول أبي صالح : «فَرَجَعَ فُقرَاءُ المهاجرين» ،
وما قالوا ، وقال لهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- .
وعنده بعد قوله : «تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكبرونَ خَلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً
وثلاثين» فَاخْتَلَفنا بَيْنَنَا ، فقال بعضُنا : نُسَبحُ ثلاثاً وثلاثين،
ونُكَبرُ أربعاً وثلاثين ، ونَحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين، فَرَجَعْتُ إليه ، فقال :
تقول : «سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، واللهُ أكبرُ حتى يكُونَ منْهنَّ كلِّهنَّ
ثلاثاً وثلاثينَ» .
وفي رواية البخاري مثل أوله من قول فقراء المهاجرين ، وقول النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- ، وقال فيه : «تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ عَشراً وتَحْمَدُونَ
عَشراً ، وتُكَبرونَ عَشراً» .
وفي رواية لمسلم نحوه .
وفي أخرى يقول سُهَيل : «إحدى عشْرَةَ ، إِحدى عشْرةَ ، إحدى عشْرة» .
وفي أخرى لمسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن سَبَّحَ في
دُبُرِ كلِّ -[223]-صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ ،
وكَبَّرَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ثم قال : تَمامَ
المائِةِ : لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، ولَهُ
الحمدُ ، وهو على كل شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَاياهُ ، وإن كانَت مِثْلَ
زَبَدِ البَحْرِ» .
وفي رواية الموطأ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن سَبَّحَ
دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ ، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين ، وَحَمِدَ ثلاثاً
وثلاثينَ ، وخَتمَ المِائَةَ بـ : لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ،
لَهُ المُلْكُ ، ولَهُ الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ ، غُفِرَتْ لَهُ
ذُنُوبُهُ ، ولَو كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ» .
وفي رواية أبي داود : قال أبو هريرة : قال أبو ذَرّ : «يا رسولَ الله ، ذَهبَ
أصحابُ الدُّثورِ بالأُجُورِ ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي ، ويصومونَ كما نَصوم ،
ولَهُم فَضْلُ أَمْوالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا ، وليسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ
بِهِ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا أبا ذَرٍ ، ألا أُعَلمكَ
كَلماتٍ تُدْرِكُ بِهنَّ مَنْ سَبقَكَ ، ولا يَلحَقك مَن خَلْفَكَ ، إلا من أَخذَ
بِمثْلِ عَمَلِكَ ؟ قال : بَلى يا رسول الله، قال : تُكبرُ اللهَ دُبُرَ كلِّ
صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ ، وتَحْمَدُهُ ثلاثاً وثلاثينَ ، وتُسَبحُه ثَلاثاً
وثلاثينَ ، وتَخْتِمُها بِـ : لا إِلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه ، له
الملك ، ولَهُ الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ : غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ ، ولو
كانت مثلَ زَبَدِ البَحرِ» (1) . -[224]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدثور) : جمع الدثر ، وهو المال الكثير .
(وَهِمت) : وَهِم - بكسر الهاء - يَوهَم - بفتحها -: إذا غلط ووهَم بفتح الهاء -:
إذا ذهب وَهْمُه إليه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 270 و 271 في صفة الصلاة ، باب الذكر بعد الصلاة ، ومسلم رقم
(595) في المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة ، والموطأ 1 / 209 في القرآن ،
باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى ، وأبو داود رقم (1504) في الصلاة ، باب
التسبيح بالحصا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في (1/213) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر. قال : حدثنا معتمر
، عن عبيد الله ، عن سُمَي. وفي (8/89) قال : حدثني إسحاق. قال : أخبرنا يزيد. قال
: أخبرنا ورقاء، عن سمى. ومسلم (2/97) قال : حدثنا عاصم بن النضير التيمي. قال :
حدثنا المعتمر. قال : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث
، عن ابن عجلان ، كلاهما ، عن سمي. «قال ابن عجلان : فحدثت بهذا الحديث رجاء بن
حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح» . (ح) وحدثني أمية بن بسطام العيشي. قال : حدثنا
يزيد بن زريع. قال : حدثنا روح ، عن سهيل.والنسائي في عمل اليوم والليلة (146) قال
: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا المعتمر. قال : سمعت عبيد الله ، عن
سمي. وابن خزيمة (749) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال : حدثنا
المعتمر قال : سمعت عبيد الله ، عن سمي.
ثلاثتهم (سمي ، ورجاء بن حيوة ، وسهيل) عن أبي صالح ، فذكره.
* في رواية ورقاء قال : «.. تسبحون في دبر كل صلاة عشرا ، وتحمدون عشرا ، وتكبرون
عشرا» .
أخرجه أحمد (2/238) قال : حدثنا الوليد. والدارمي (1360) قال : أخبرنا الحكم بن
موسى. قال : حدثنا هقل. وأبو داود (1504) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال
: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما (الوليد بن مسلم ، وهقل) عن الأوزاعي ، قال : حدثني حسان بن عطية ، عن محمد
بن أبي عائشة ، فذكره.
2198
- (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال : «جاء الفُقَرَاءُ إلى رسولِ
الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : يا رسول الله ، إنَّ الأغنياءَ يُصَلُّونَ
كما نُصلي ، ويصومونَ كما نَصوم ، ولهم أمْوالٌ يَعتِقونَ ويَتَصَدَّقُونَ ، قال :
فإذا صَلَّيتُمْ ، فقولوا : سبحانَ الله ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة ، والحمد لله
ثلاثاً وثلاثين مرة ، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة ، ولا إله إلا اللهُ عشر
مَرَّاتٍ ، فإنكم تُدْرِكونَ به مَن سَبَقَكم ، ولا يَسبِقُكُمْ مَنْ بَعدَكم» .
أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .
وقال الترمذي : وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «خَصلَتَانِ
لا يُحصِيهما رجلٌ مُسلمٌ إلا دَخلَ الجنَّةَ : يُسبِّحُ اللهَ في دُبُر كلِّ
صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين ، ويحمدُهُ ثلاثاً وثلاثين ، ويُكَبرُهُ أربعاً وثلاثين ،
ويُسَبحُ الله عِندَ مَنامِهِ عشراً ، -[225]- ويَحْمَدُهُ عشراً ، ويكَبرُهُ
عشراً» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (410) في الصلاة ، باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة ،
والنسائي 3 / 78 في السهو ، باب نوع آخر من التسبيح ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال
، وقال الترمذي : وفي الباب عن كعب بن عجرة ، وأنس ، وعبد الله بن عمرو ، وزيد ،
وأبي الدرداء ، وابن عمر ، وأبي ذر ، وقال الترمذي أيضاً : وفي الباب أيضاً عن أبي
هريرة والمغيرة .
(2) رواية الحديث عند المصنف مخالفة لرواية الترمذي له ، فقد رواه الترمذي رقم
(410) بلفظ : " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ، يسبح الله دبر كل
صلاة عشراً ويحمده عشراً ، ويكبره عشراً ، ويسبح الله عند منامه ثلاثاً وثلاثين ،
ويحمده ثلاثاً وثلاثين ، ويكبره أربعاً وثلاثين " ، ورواه أيضاً الترمذي رقم
(3407) في الدعوات ، باب كم يسبح بعد الصلاة ، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
بلفظ : " خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ، ألا وهما يسير ، ومن
يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً ، ويحمده عشراً ، ويكبره عشراً
... الخ " بأطول من الرواية الأولى ، من حديث إسماعيل بن علية ، عن عطاء بن
السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وقال
الترمذي : وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث ، وروى الأعمش هذا
الحديث عن عطاء بن السائب مختصراً ، وقال الترمذي : وفي الباب عن زيد بن ثابت وأنس
وابن عباس ، أقول : ورواه أيضاً أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " ،
وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة وصححه ابن حبان ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (410) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد المصري ،
وعلي بن حجر. والنسائي (3/78) . وفي الكبرى (1185) قال : أخبرنا علي بن حجر.
كلاهما (إسحاق ، وابن حجر) قالا : حدثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف، عن مجاهد ،
وعكرمة، فذكراه.
* قال النسائي : عتاب ليس بالقوي ، ولا خصيف. «تحفة الأشراف» (6068) .
2199
- () أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«[مَنْ قالَ] في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ : عَشْرَ تَسبيحاتٍ ، وعَشْرَ تَحْميدَاتٍ ،
وعشرَ تَكبيراتٍ في خَمْسِ صلواتٍ ، فَتِلْكَ خَمسونَ ومِائَةٌ باللِّسَانِ ،
وأَلفٌ وخَمْسمائَةٍ في الميزانِ ، وإذا أَوى إلى فِراشِهِ سَبَّحَ ثلاثاً
وثلاثينَ ، وحَمِدَ ثلاثاً وثلاثين ، وكبَّرَ أربعاً وثلاثينَ ، فذلك مائةٌ
باللِّسَانِ ، وَأَلفٌ في الميزان» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وقد رواه بنحوه أحمد في " المسند
" رقم (6910) من حديث شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عن عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما ، وإسناده صحيح ، لأن شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين ، وقد أخرجه أحمد (6910) بنحوه من حديث ابن عمرو ، وفيه
شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه ، فذكره.
وشعبة سمع من ابن السائب قبل الاختلاط.
2200
- () زاذان - رحمه الله - : قال : قال رجلٌ من الأنصار : سَمِعتُ رسولَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم- يقول في دُبُرِ الصلاةِ : «اللَّهمَّ اغْفِر لي وتُب عليَّ ،
إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ، مائةَ مَرَّةٍ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
كذا بياض في الأصل والحديث :
أخرجه أحمد (5/371) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي في عمل
اليوم والليلة (103) قال : أخبرنا أحمد بن حرب ، عن ابن فضيل. وفي (104) قال :
أخبرني محمد بن هشام السدوسي. قال : حدثنا خالد ،وهو ابن الحارث. قال : حدثنا
شعبة. وفي (105) قال : أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال : حدثني عبد الله بن الربيع
خراساني ، بالمصيصة. قال : حدثنا عباد بن العوام. وفي (106) قال : أخبرني أحمد بن
عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الرحمن ، عن عبد العزيز ابن مسلم.
أربعتهم (شعبة ، وابن فضيل ، وعباد بن العوام ، وعبد العزيز بن مسلم) عن حصين بن
عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن زاذان ، فذكره.
قلت : وقد رواه زاذان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
2201
- (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - : قال : «سَمِعْتُ نَبيَّ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم- وفي رواية: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : - في دُبُرِ
كلِّ صلاةٍ : اللَّهم رَبَّنَا وَرَبَّ كلِّ شيءٍ ، أنا شَهيدٌ أنَّكَ أنتَ
الرَّبُّ وحدَكَ لا شريك لك ، اللهمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء ، أنَا شَهيدٌ
أَنَّ محمداً عبدُكَ ورسولُك ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا ورَبَّ كلِّ شيء أنا شهيدٌ
أنَّ العِبَادَ كُلَّهم إِخْوَةٌ ، اللهمَّ رَبَّنا ورَبَّ كلِّ شيء ، اجعلني
مُخْلصاً لَكَ وأهلي في كل ساعةٍ من الدنيا والآخرةِ ، يا ذا الجَلال والإكرامِ ،
اسْمَعْ واستَجِبْ ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ ، اللهمَّ نُورَ السمواتِ والأرضِ - وفي
روايةٍ : رَبَّ السمواتِ والأرضِ - الله أكبرُ الأكبرُ ، حَسبيَ اللهُ ونِعمَ
الْوَكيلُ ، الله أَكبرُ الأكبرُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1508) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، وفي سنده داود بن راشد
الطفاوي ، وهو لين الحديث ، قال المنذري : وأخرجه النسائي . أقول : وقال الدارقطني
: تفرد به معتمر بن سليمان عن داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/369) قال : حدثنا إبراهيم بن مهدي. وأبو داود (1508)
قال : حدثنا مسدد. وسليمان بن داود العتكي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (101)
قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
أربعتهم (إبراهيم ، ومسدد ، وسليمان ، ومحمد) قالوا : حدثنا المعتمر «ابن سليمان»
قال : حدثني داود الطفاوي ، عن أبي مسلم البجلي ، فذكره.
2202
- (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- إذا سَلَّمَ من الصلاةِ قال : اللهمَّ اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرتُ ،
-[227]- وما أسرَرتُ، وما أعلَنتُ ، وما أسرفْتُ ، وما أَنتَ أعلَمُ بِهِ مِني ،
أنتَ المُقَدِّمُ ، وأنْتَ المُؤخرُ ، لا إِلَهَ إلا أنْتَ» . أخرجه أبو داود (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسرفت) : الإسراف : مجاوزة الحد في الأمور.
__________
(1) رقم (1509) في الصلاة ، باب ما يقول الرجل إذا سلم ، وهو جزء من حديث طويل
رواه الترمذي في الدعوات رقم (3417) ، باب الدعاء في أول الصلاة ، وفي آخره : هذا
حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (1509) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : ثنا
أبي ، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن
الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، فذكره.
وأخرجه الترمذي (3417) قال : ثنا الحسن بن علي الخلال ، ثنا سليمان بن داود
الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن الفضل عن
الأعرج... به ، فذكره بطوله.
قلت : وقد تقدم.
2203
- (د) الفضل بن حسن الضمري - رحمه الله - أَنَّ ابْنَ أُمِّ الحَكمِ أو ضُبَاعَةَ
بنتي الزُّبَيْرِ - حَدَّثهُ عن إحديهما - قالت : أصَابَ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- سَبْياً ، فَذَهَبْتُ أنا وأُختي فاطمةُ بنتُ رسولِ الله ، فَشَكوْنَا
إليْهِ مَا نَحنُ فيه ، وسألنَاهُ أَنْ يَأمُرَ لَنَا بشيء من السَّبي ؟ فقال لَنا
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «سَبَقَكُنَّ يَتَامَى بَدْرٍ ، وَلَكنْ
سَأَدُلُّكُنَّ على ما هو خَيرٌ لكُنَّ من ذلك : تُكَبِّرْنَ اللهَ عزَّ وجلَّ على
أثَرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ تَكبيرة ، وثلاثاً وثلاثينَ تَسبيحة ، وثلاثاً
وثلاثينَ تَحميدَة ، ولا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ،
وَلَهُ الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2987) في الخراج والإمارة ، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى ،
وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2987) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عبد الله بن وهب.
قال : حدثني عياش بن عقبة الحضرمي ، عن الفضل بن الحسن الضمري ، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (5066) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا عبد الله بن
وهب. قال : حدثني عياش بن عقبة الحضرمي ، عن الفضل بن حسن الضمري ، أن ابن أم
الحكم. أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت..... فذكر الحديث.
قلت : عزاه الحافظ لا من منده. الإصابة (13/195) .
2204
- (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : قال : «أَمَرني رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ بالمعَوِّذَاتِ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ» . أخرجه أبو داود ،
والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1523) في الصلاة ، باب الاستغفار ، والنسائي 3 / 68 في
السهو ، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/155) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن ، قال : حدثنا سعيد
، يعني ابن أبي أيوب ، قال : حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني ، وأبو مرحوم ، عن
يزيد بن محمد القرشي.وفي (4/201) قال : حدثنا هارون ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال :
حدثني الليث ، عن حنين بن أبي حكيم. وأبو داود (1523) قال : حدثنا محمد بن سلمة
المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب. عن الليث بن سعد ، أن حنين بن أبي حكيم حدثه.
والترمذي (2903) قال : حدثنا قتيبة ، قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي
حبيب. والنسائي (3/68) . وفي الكبرى (1168) قال : أخبرنا محمد بن سلمة، قال :
حدثنا ابن وهب ، عن الليث ، عن حنين بن أبي حكيم. وفي عمل اليوم والليلة.عن محمد بن
أبي عبد الرحمن المقرئ ، عن أبيه ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن يزيد بن عبد العزيز
الرعيني ، وأبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، كلاهما عن يزيد بن محمد القرشي. وابن
خزيمة (755) قال : قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأخبرني أن أباه
أخبرهم. قال : أخبرنا الليث (ح) وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عاصم ، يعني
ابن علي ، قال : حدثنا ليث ، عن حنين بن أبي حكيم.
ثلاثتهم (يزيد بن محمد ، وحنين بن أبي حكيم ، ويزيد بن أبي حبيب) عن علي بن رباح
اللخمي ، فذكره.
2205
- (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - : قال : «كُنَّا إذا صَلَّينا خَلفَ رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عن يَمينِهِ ، يُقْبِلُ علينا
بوَجهِهِ ، قال : فَسَمِعتُهُ يقول : رَبِّ قِني عَذابَكَ يَومَ تَبعَثُ عِبَادَكَ
- أو تَجْمَعُ عبادَك» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (709) في صلاة المسافرين ، باب استحباب يمين الإمام ، وسيأتي في أدعية
النوم من حديث حذيفة والبراء ، عند الترمذي رقم (2251) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/290و 304) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال : حدثنا أبو
نعيم. ومسلم (2/153) قال : حدثنا أبو كريب. قال : أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح)
وحدثناه أبو كريب وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا وكيع. وأبو داود (615) قال : حدثنا
محمد بن رافع ، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. وابن ماجة (1006) قال : حدثنا علي
بن محمد ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (2/94) قال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال :
أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1564) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال :
حدثنا سفيان. وفي (1565) قال : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : أخبرنا أبو أحمد.
ستتهم (وكيع ، وأبو نعيم ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو أحمد ، وعبد الله بن المبارك
، وسفيان) عن مسعر ، عن ثابت بن عبيد ، عن ابن البراء ، فذكره.
* في رواية أبي نعيم ، ووكيع عند أحمد (4/304) ومسلم (2/153) ، وابن ماجة (1006)
ورواية ابن أبي زائدة ، وابن المبارك ، وأبي أحمد عند ابن خزيمة ، قال مسعر ، عن
ثابت بن عبيد ، عن ابن البراء. «ولم يسمه» .
* وفي رواية وكيع عند أحمد (4/290) وسفيان. قال مسعر : «عن ثابت بن عبيد ، عن يزيد
بن البراء» .
* وفي رواية أبي داود (615) قال مسعر : «عن ثابت بن عبيد ،عن عبيد بن البراء» .
* وأخرجه ابن خزيمة (1563) قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا
مسلم بن جنادة ، قال : حدثنا وكيع. كلاهما - وأبو أحمد ، ووكيع - عن مسعر ، عن
ثابت بن عبيد ، عن البراء بن عارب ، فذكره.
2206
- (س) عطاء بن أبي مروان - رحمه الله- عن أبيه : أَنَّ كَعبَ بنَ ماتعٍ (1) حَلَفَ
له باللهِ الذي فَلَقَ البحر لموسى : إِنَّا نَجِدُ في التَّورَاةِ : أَنَّ داود
نَبيَّ اللهِ كانَ إذا انْصَرَفَ من صلاتِهِ قال : اللَّهمَّ أَصلِح [لي] دِيني
الذي -[229]- جَعَلْتَهُ لي عِصْمةَ أمري ، وأصلح [لي] دُنيايَ التي جَعَلْتَ فيها
معاشي، اللهم إني أَعوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ ، وأعوذ بِعفْوكَ من نِقْمَتِكَ ،
وَأعوذُ بِكَ مِنكَ ، لا مانعَ لما أعطيتَ ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ ، ولا يَنفعُ
ذا الجدِّ منك الجَدُّ ، وحَدَّثني كعبٌ : أن صُهَيباً حدَّثه أن : «مُحمَّداً -
صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهنَّ (2) عند انصرافِهِ من صَلاتهِ» . أخرجه
النسائي (3) .
__________
(1) هو كعب الأحبار ، وروى البخاري من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن : أنه
سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعب الأحبار - فقال : إن كان لمن
أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب ، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب .
(2) في الأصل : يقول بهن ، وما أثبتناه من النسائي المطبوع .
(3) 3 / 73 في السهو ، باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة ، وإسناده
حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (543) قال:أخبرنا محمد بن نصر ،
قال : حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، قال : حدثني أبو بكر ، عن سليمان ، عن أبي
سهيل بن مالك ، عن أبيه ، أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، من دار أبي جهم ، وقال كعب الأحبار : والذي فلق
البحر لموسى ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (544) قال : أخبرني عمرو بن سواد بن
الأسود. وابن خزيمة (2565) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى. كلاهما (ابن سواد ،
ويونس) قالا : حدثنا ابن وهب ، قال: أخبرني حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة ، عن
عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، أن كعبا حدثه، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (545) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله ،
قال : حدثنا سعد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة ،
عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، أن عبد الرحمن بن مغيث حدثه قال : قال :كعب ،
فذكره.
2207
- (ت س) مسلم بن أبي بكرة (1) - رحمه الله - : قال : «كانَ أبي يقولُ في دُبُرِ
الصلاةِ : اللهم إني أَعوذُ بك من الكُفْرِ والفَقْرِ وعذابِ القَبرِ ، فكنتُ
أقُولُهنَّ ، فقال : أي بُنيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هذا ؟ قُلْتُ : عنك ، قال: إنَّ
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهُنَّ في دُبُرِ الصلاةِ» .
وفي أخرى قال : -[230]- «فَالزَمهنَّ يا بُنيَّ» . أخرجه الترمذي، والنسائي ، ولم
يذكر الترمذيُّ «في دُبُرِ الصلاة» (2) .
__________
(1) في الأصل : مسلم ابن أبي بلدة ، والتصحيح من الترمذي والنسائي وكتب الرجال .
(2) رواه الترمذي (3498) في الدعوات ، باب الدعاء حين يقوم من مجلسه ، والنسائي 3
/ 73 و 74 في السهو ، باب التعوذ في دبر الصلاة ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " 5 / 44 وحسنه الترمذي ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/36 ، 39) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/44) قال : حدثنا
روح. والنسائي (3/73) ، وفي الكبرى (1179) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا
يحيى. وفي (8/262) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي. وفي
(تحفة الأشراف) (9/11706) عن محمد بن عبد الله المقرىء ، عن أبيه ، عن سعيد بن أبي
أيوب ، عن عبد الرحمن بن مرزوق. وابن خزيمة (747) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل
الأحمسي ، قال : حدثنا وكيع.
خمستهم (وكيع ، وروح ، ويحيى ، وابن أبي عدي ، وعبد الرحمن بن مرزوق) عن عثمان
الشحام أبي سلمة البصري ، عن مسلم بن أبي بكرة ، فذكره.
2208
- (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «مَنْ قال في دُبُرِ صلاةِ الفَجْرِ وهوَ ثَانٍ رِجْلَيهِ قبل أَنْ
يَتكلَّمَ : لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له ، لَهُ المُلْكُ ، ولَهُ الحَمْدُ
، يُحيي ، ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ ، عَشْرَ مَراتٍ : كتبَ الله له عشرَ
حسناتٍ ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئاتٍ ، ورَفَعَ له عشرَ درجاتٍ ، وكان يومُه ذلك
كلُّه في حِرْزٍ من كلِّ مَكْروهٍ ، وحُرِسَ من الشيطانِ ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ
أنْ يُدرِكَهُ في ذلك اليوم إلا الشِّركَ بالله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3470) في الدعوات ، باب رقم (64) ، وفي سنده شهر بن حوشب ، وهو صدوق كثير
الإرسال والأوهام ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، وللحديث شواهد في
جميع فقراته ، دون ثني الرجلين فهو بها حسن ، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في "
تخريج الأذكار " بعد ذكر طرقه ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب
، ورواه ابن حبان بنحوه رقم (2341) مقيداً بدبر الصلاة ، وليس فيه ثني الرجلين ،
من حديث أبي أيوب رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول : أخرجه الترمذي (3474) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا علي بن
معبد المصري ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (127) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا
حكيم بن سيف ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد ، عن عبد الله بن عبد
الرحمن.
كلاهما (زيد بن أبي أنيسة ، وعبد الله بن عبد الرحمن) عن شهر بن حوشب ، عن عبد
الرحمن بن غنم، فذكره.
* زاد في رواية النسائي : (عبد الله بن عبد الرحمن) .
* أخرجه أحمد (4/227) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا همام قال : حدثنا عبد الله بن
أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- (مرسل) .
وقد روي من حديث معاذ :
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (126) قال : أخبرنا جعفر بن عمران ، قال :
حدثنا المحاربي ، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي ، عن ابن أبي حسين المكي ، عن
شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن ابن غنم ، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي : حصين بن عاصم مجهول ، وشهر بن حوشب ، ضعيف ، سئل
ابن عون عن حديث شهر فقال : إن شهرا تركوه ، وكان شعبة سيء الرأي فيه وتركه يحيى
القطان.
قلت : فكأن شهر يضطرب فيه ، والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي أيوب أخرجه ابن حبان (2341) .
2209
- () أم سلمة - رضي الله عنها - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ
يقول في دُبُرِ الفجرِ إذا صلَّى : «اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نَافِعاً ،
وَعَملاً مُتَقَبَّلاً ، -[231]- ورِزْقاً طَيِّباً» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، والحديث في
" مسند أحمد " 6 / 294 و " سنن ابن ماجة " رقم (925) في إقامة
الصلاة ، باب ما يقال بعد التسليم ، بإسناده فيه نظر من حديث شعبة عن موسى بن أبي
عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة ، قال البوصيري في " الزوائد " :
رجال إسناده ثقات ، خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسمع ، ولم أر أحداً ممن صنف في
المبهمات ذكره ، ولا أدري ما حاله . أقول : وزاد نسبته الخطيب التبريزي في "
مشكاة المصابيح " رقم (2498) إلى البيهقي في " الدعوات الكبير " ،
وله شاهد عند الطبراني في " الصغير " ، فالحديث به حسن ، وقد حسنه
الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (299) قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد
(6/294) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. وفي (6/305) قال : حدثنا روح. قال :
حدثنا شعبة. وفي (6/318) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن ،
عن سفيان. وفي (6/318 ، 322) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وعبد بن
حميد (1535) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (925)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شبابة. قال : حدثنا شعبة. والنسائي
في عمل اليوم والليلة (102) قال : أخبرنا محمود بن غيلان.قال : حدثنا وكيع. قال :
حدثنا سفيان.
ثلاثتهم (عمر بن سعيد الثوري ، وسفيان ، وشعبة) عن موسى بن أبي عائشة ، عن مولى
لأم سلمة ، فذكره.
* قال عبد الرحمن بن مهدي في حديثه : عمن سمع أم سلمة.
قلت : إسناده ضعيف ، للإبهام ، وسوف يأتي في تكملة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
2210
- (د) الحارث بن مسلم بن الحارث (1) - رحمه الله - : عن أبيه أَنَّ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- أسَرَّ إليه فقال : «إذا انْصَرَفْتَ من صلاةِ المَغرِبِ
فقُلْ : اللَّهمَّ أَجِرني من النَّارِ سَبْعَ مَراتٍ - زاد في روايةٍ : قبلَ أن
تُكَلِّمَ أحداً - فَإنَّك إذا قلتَ ذلك ثم مُتَّ في لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَك جِوارٌ
منها ، وإذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فَقُل كذلك ، فإنَّك إذا مُتَّ من يَومِك كُتِبَ لك
جِوارٌ منها ، قال الحارثُ : أَسَرَّهَا [إلينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
، ونحن نَخُصُّ بها إخوانَنَا» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي الرواية الثانية عند أبي داود : مسلم بن الحارث ، وعند ابن حبان رقم
(2346) موارد : مسلم بن الحارث ، قال ابن عبد البر : وعند أبي داود : عن الحارث بن
مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث ، وهو الصواب ، وسئل أبو زرعة الرازي : مسلم بن
الحارث أو الحارث بن مسلم ، فقال : الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه ،
وقال أبو حاتم : الحارث بن مسلم تابعي . ا هـ . قال بعض العلماء : وليس للحارث ولا
لأبيه في الكتب الستة سوى هذا الحديث .
(2) رقم (5079) و (5080) في الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، ورواه أيضاً النسائي
في " الكبرى " ، وابن حبان في صحيحه رقم (2346) موارد ، وهو حديث حسن ،
وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/234) قال : حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (4/234) قال : حدثنا علي
بن بحر. وأبو داود (5080) قال : حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ، ومؤمل بن الفضل
الحراني ، وعلي بن سهل الرملي ، ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم
والليلة (111) قال : أخبرني عمرو ابن عثمان.
ستتهم (يزيد ، وعلي بن بحر ، وعمرو ، ومؤمل ، وعلي بن سهل ، ومحمد بن المصفى)
قالوا : حدثنا الوليد بن مسلم.
2- وأخرجه أبو داود (5079) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أبو النضر الدمشقي ،
قال :حدثنا محمد ابن شعيب.
كلاهما (الوليد ، ومحمد) عن عبد الرحمن بن حسان الكناني ، عن مسلم بن الحارث ،
فذكره.
* رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية.
* زاد محمد بن شعيب في روايته قال : أخبرنا أبو سعيد ، عن الحارث أنه قال : أسرها
إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنحن نخص بها إخواننا.
قال الحافظ في الإصابة : يأتي في مسلم بن الحارث. وقال في ترجمة مسلم بن الحارث
(9/194) صحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم ، واسم التابعي ولده
الحارث. والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم ، وذكر الاختلاف ، ثم عزا الحديث
للبخاري في تاريخه.
قلت : وتقدم في الإمارة من هذا الجزء فانظره.
2211
- (ت) عمارة بن شبيب السبئيُّ - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : «مَن قَال : لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك لَهُ ، له الملك ولهُ
الحمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ - عَشرَ مَرَّاتِ - على أَثَرِ
المغرِبِ : بَعَثَ اللهُ لَهُ مَسْلَحَة يَحفَظُونَهُ من الشيطانِ حتى يُصبحَ ،
وكتبَ له بها عَشْرَ حَسناتٍ مُوجِبَاتٍ ، ومَحَا عنه عَشَرَ سيئاتٍ مُوبِقَاتٍ ،
وكانت له بَعَدلِ عشْرِ رَقَبَاتٍ مُؤْمِناتٍ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مسلحة) : المسلحة : القوم يحفظون الثغور ، سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي أسلحة
يردون بها العدو.
(موبقات) : الموبقات : المهلكات ، وبق يبق ، ووبق يوبق : إذا هلك.
__________
(1) رقم (3528) في الدعوات ، باب رقم (101) من حديث الليث بن سعد عن الجلاح أبي
كثير ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عمارة بن شبيب السبئي ، وعمارة بن شبيب ، لم
تثبت صحبته . وقال ابن حبان : من زعم أن له صحبة فقد وهم ، وقد قال الترمذي : هذا
حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ، ولا نعرف لعمارة بن شبيب سماعاً
من النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يثبت : أخرجه الترمذي (3528) قال : ثنا قتيبة ، حدثنا الليث عن الجلاح أبي كثير
، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، فذكره.
وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (5/181 ، 182) .
* قال أبو عيسى - الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ،
ولا نعرف لعمارة سماعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت : نقل الحافظ في الإصابة (7/70) (5713) قول ابن يونس : حديثه معلول ، وعول على
البخاري في بيان علته في التاريخ.
عند
التهجد
2212 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -[233]- : قال : كان
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا قَامَ من اللَّيلِ يَتَهَجَّدُ قال :
«اللَّهمَّ رَبَّنا لك الحمدُ ، أنْتَ قَيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنَّ ،
ولك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن ، ولك الحمدُ ، أنتَ مَلِك
السمواتِ والأرضِ ومن فيهن ، ولك الحمدُ ، أنت الحقُّ ، وَوَعْدُكَ الحقُّ ،
ولقاؤكَ حَقٌّ ، وقَولك حَقٌّ ، والجنَّةُ [حَقٌّ] ، والنَّارُ حَقٌّ ،
والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ ، والساعةُ حَقٌّ ، اللَّهمَّ لك أسلمتُ ، وبِك
آمَنتُ ، وعليك توكلتُ، وإليك أَنَبتُ ، وبِكَ خَاصَمتُ ، وإِليكَ حاكمتُ ، فاغفر
لي ما قَدَّمتُ ، وما أخَّرْتُ ، وما أسررتُ ، وما أَعلَنتُ» .
وفي رواية : «وما أنتَ أَعْلَمُ بِهِ مِني ، أنت المقَدِّمُ ، وأنت المؤخِّرُ ، لا
إِلهَ إلا أنت ، ولا إله غَيرُكَ» .
وفي رواية : «اللَّهمَّ لك الحمدُ ، رَبَّ السمواتِ ، والأرضِ ، ومن فِيهِنَّ» .
هذه رواية البخاري، ومسلم .
وفي رواية الموطأ مثله ، ولم يذكر : «والنَّبيُّونَ حَقٌّ» .
وفي رواية الترمذي مثله : ولم يذكر : «وَمَن فِيهنَّ» ، ولا «والنَّبيُّونَ حَقٌّ
، وقولك حَقٌّ» ، ولا «أنت المقَدِّمُ ، وأنت المؤخِّرُ ، ولا إله غَيرُكَ»
والباقي مثله .
وفي رواية أبي داود مثل الترمذي ، وأبدلَ : «مَلِكَ» بـ «رَبَّ» . -[234]-
وفي رواية النسائي : «اللَّهم لك الحمدُ ، أنت نورُ السمواتِ ، والأرض ومَن
فِيهنَّ ، وثَنَّى بِالقَيَّامِ ، وثلَّثَ بالملك ، ثم قال : ولك الحمدُ أَنتَ
حَقٌّ ، ووعْدُكَ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ
حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، لك أسلمتُ ، وعليك توكلتُ، وبِك آمَنتُ ، ثم ذكر قُتَيبَةُ
كلمة معناها : وبِك خَاصَمْتُ - وإليك حاكمتُ ، اغفر لي ما قَدَّمتُ ، وما
أخَّرْتُ ، وما أَعلَنتُ ، وما أسررتُ ، أنت المقَدِّمُ ، وأنت المؤخِّرُ، لا
إِلهَ إلا أنت ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالقيام) : القيم والقيوم والقيام [والقائم] : بمعنى واحد ، أي : حافظ السموات
والأرض.
(أنبت) : الإنابة : الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 2 و 3 و 4 في التهجد ، باب التهجد بالليل ، وفي الدعوات ،
باب الدعاء إذا انتبه بالليل ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وهو الذي خلق
السموات والأرض بالحق} ، وباب قول الله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}
، وباب قول الله تعالى : {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (769) في صلاة
المسافرين ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ، والموطأ 1 / 215 و 216 في القرآن ،
باب ما يقال في الدعاء ، والترمذي رقم (3414) في الدعوات ، باب ما جاء ما يقول إذا
قام من الليل إلى الصلاة ، وأبو داود رقم (771) في الصلاة ، باب ما يستفتح به
الصلاة من الدعاء ، والنسائي 3 / 209 و 210 في قيام الليل ، باب ذكر ما يستفتح به
القيام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك (الموطأ) (150) وأحمد (1/298) (2710) قال : حدثنا إسحاق. وفي
(1/308) (2813) قال : قرزت على عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (697) قال :
حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/184) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (771) قال :
حدثنا عبد الله بن مسلمة. والترمذي (3418) قال : حدثنا الأنصاري. قال : حدثنا معن.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (868) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد..
ستتهم (إسحاق ، وعبد الرحمن ، وإسماعيل ، وقتيبة ، وعبد الله بن مسلمة ، ومعن) عن
مالك بن أنس، عن أبي الزبير المكي.
2- وأخرجه الحميدي (495) ، وأحمد (1/358) (3368) قالا : حدثنا سفيان (ابن عيينة) .
وأحمد (1/366) (3468) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد
(621) قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج. والدارمي
(1494) قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا سفيان (هو ابن عيينة) والبخاري
(2/60) قال : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان. وفي (8/86) ، وفي (خلق
أفعال العباد) (78) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سفيان. وفي
(9/143) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج. وفي (9/144 و162)
قال: حدثني ثابت بن محمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج. وفي (9/176) قال :
حدثنا محمود ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. ومسلم (2/184) قال
حدثنا عمرو الناقد ، وابن نمير ، وابن أبي عمر ، قالوا : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا
محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1355)
قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو بكر بن
خلاد الباهلي ، قال حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/209) ، وفي الكبرى (1228)
قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5702)
عن محمد بن منصور ، عن ابن عيينة (ح) وعن محمود بن غيلان ، وعبد الأعلى بن واصل بن
عبد الأعلى ، كلاهما عن يحيى بن آدم ، عن الثوري ، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1151)
قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة ،
وابن جريج) عن سليمان ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح.
3- وأخرجه مسلم (2/184) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا مهدي (وهو ابن
ميمون) . وأبو داود (772) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا خالد يعني ابن
الحارث ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5744) عن محمد بن معمر ، عن حماد بن
مسعدة. وابن خزيمة (1152) قال : حدثنا محمد ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا بشر يعني
ابن الممفضل.
أربعتهم (مهدي ، وخالد ، وحماد وبشر) عن عمران بن مسلم القصير ، عن قيس بن سعد.
ثلاثتهم (أبو الزبير ، وسليمان الأحول ، وقيس) عن طاووس ، فذكره.
2213
- (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله - : قال : سألتُ عائشةَ رضي الله
عنها - : «بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ
إذا قَامَ من الليل ؟ قالت : كانَ إذا قامَ من الليلِ افْتَتَحَ صلاتَهُ : اللهمَّ
رَبَّ جبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرافيلَ ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ ، عَالِمَ
الغيبِ والشهادَةِ ، أنْتَ تحكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيما كانوا فيه يَختَلِفُونَ ،
اهدني لمَا اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإِذنِكَ ، إنَّكَ تَهدِي مَنْ تَشاءُ إلى
صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ،
والترمذي رقم (3416) في الدعوات ، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل
، وأبو داود رقم (767) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ، والنسائي
3 / 212 و 213 في قيام الليل ، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
2214
- (د) شريق الهوزني : قال : دَخَلْتُ على عائشَةَ - رضي الله عنها - فَسَألتُها :
«بِمَ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ إذا هَبَّ من الليل؟
فقالت: لقد سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، [كانَ] إذا هَبَّ من
الليلِ كَبَّرَ اللهَ عَشراً ، وحَمِدَ اللهَ عشراً ، وقال : سبحَانَ اللهِ
وبِحَمدِهِ عشراً ، وقال : سُبحانَ المَلِك القُدُّوس عشراً ، واستَغفَرَ عشراً ،
وهَلَّل الله عَشْراً ، ثم قال : اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من ضِيقِ الدُّنيا ،
وضِيقِ يَوْمِ القيامَةِ عشراً ، ثم يَفْتَتِحُ -[236]- الصَّلاة» . أخرجه أبو
داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هب) : من النوم يهب : إذا انتبه.
__________
(1) رقم (5085) في الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (5085) قال : حدثنا كثير بن عبيد. والنسائي في عمل
اليوم والليلة (871) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان.
كلاهما (كثير بن عبيد ، وعمرو بن عثمان) عن بقية بن الوليد ، عن عمر بن جعثم. قال
: حدثني الأزهر ابن عبد الله الحرازي. قال : حدثني شريق الهوزني ، فذكره.
2215
- (د س) عاصم بن حميد - رحمه الله - : قال : سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين : «بِأيِّ
شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ قيامَ الليل ؟ . فقالت:
سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، كان إذَا قَامَ كَبَّرَ عَشراً ،
وحَمِدَ الله عشراً ، وسَبَّحَ الله عشراً ، وهَلَّلَ عشراً ، واستغفَرَ عشراً ،
وقال : اللَّهمَّ اغْفِر لي واهدِني ، وارزُقْني وعافني ، وكانَ يَتعَوَّذُ مِنْ
ضِيقِ المقامِ يومَ القيامةِ» . أخرجه أبو داود ، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (766) في الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء ،
والنسائي 3 / 209 في قيام الليل ، باب ذكر ما يستفتح به القيام ، ورواه أيضاً ابن
ماجة رقم (1356) في الصلاة ، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل ،
وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (766) قال : حدثنا محمد بن رافع. وابن ماجة (1356)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/208) وفي الكبرى (1226) قال :
أخبرنا عصمة بن الفضل. وفي (8/284) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
أربعتهم (محمد بن رافع ، وأبو بكر ، وعصمة ، وإبراهيم) قالوا : حدثنا زيد بن
الحباب ، عن معاوية بن صالح ، عن أزهر بن سعيد الحرازي ، عن عاصم بن حميد ، فذكره.
2216
- (ت س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - : قال : «كنتُ أبِيتُ عند حُجْرَةِ
النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فكنتُ أسمعُه إذا قام من الليل يقول : سُبحَانَ
رَبِّ العَالمينَ، الهَويَّ ، ثم يقولُ : سبحانَ الله وبحمدِهِ ، الهويَّ» أخرجه
النسائي . -[237]-
وفي رواية الترمذي : «كنتُ أَبِيتُ عند باب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ،
فَأعطيهِ وُضوءهُ فَأسَمعُهُ يقول الهَويَّ من الليل : سَمِعَ الله لِمن حَمِدَهُ ،
وأسْمَعُهُ الهوِيَّ من الليل، يقول : الحمد لله رب العالمين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهوي) : مضى هوي من الليل ، بوزن فعيل ، أي : طائفة منه ، كقولك : مضى هزيع من
الليل.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3412) في الدعوات ، باب رقم (27) ، والنسائي 3 / 209 في
قيام الليل ، باب ذكر ما يستفتح به القيام ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : حديث
حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/57) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (4/57) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. وفي (4/57) قال : حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم ، والبخاري في الأدب المفرد (1218) قال : حدثنا معاذ بن فضالة.
والترمذي (3416) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، ووهب
بن جرير ، وأبو عامر العقدي ، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
ستتهم (عبد الملك ، وإسماعيل ، ومعاذ ، والنضر ، ووهب ، وعبد الصمد) قالوا : حدثنا
هشام الدستوائي.
3- وأخرجه ابن ماجة (3879) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا معاوية
بن هشام ، قال : أنبأنا شيبان.
4- وأخرجه النسائي (3/209) وفي الكبرى (1227) قال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال :
أنبأنا عبد الله ، عن معمر ، والأوزاعي.
5- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (862) قال : أخبرني محمود بن خالد ، قال :
حدثنا عمر ، عن الأوزاعي.
خمستهم (الزهري ، والدستوائي ، وشيبان ، ومعمر ، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير ،
عن أبي سلمة، فذكره.
2217
- (ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : «كانَ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- إذا قامَ من الليل كَبَّرَ ، ثم يقول : سُبحانَك اللهمَّ وبِحَمدِكَ ،
وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّكَ ، ولا إِلَهَ غَيرُكَ ، ثم يقول : اللهُ أكبر كبيراً
، ثم يقول : أعوذُ بِاللهِ السَّميعِ العليمِ من الشَّيطان الرجيم ، مِنَ هَمْزِهِ
ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ» . هذه رواية الترمذي .
وزاد أبو داود بعد قوله : «غَيرك» ثم يقولُ : «لا إلهَ إلا اللهُ» ثلاثاً . وفي
آخر الحديث : «ثُمَّ يَقْرأُ» . وفي رواية النسائي : مثل رواية الترمذي ، وله في
أخرى مثله ، ولم يذكر «مِنَ اللَّيلِ» (1) . -[238]-
وقال الترمذي : قال أكثرُ أهل العلم : إنما رُوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم-
أَنه كان يقول : «سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، وتَبَارَكَ اسمكَ ، وتعالى
جَدُّكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ» هكذا روي عن عمر [بن الخطاب] ، و [عبد الله بن مسعود]
.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (242) في الصلاة ، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة ، وأبو
داود رقم (775) -[238]- في الصلاة ، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك ،
والنسائي 2 / 132 في الافتتاح ، باب نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين
القراءة ، وهو حديث حسن ، قال الترمذي : وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب ،
قال : وفي الباب عن علي ، وعائشة ، وعبد الله ابن مسعود ، وجابر ، وجبير بن مطعم ،
وابن عمر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/50) قال : حدثنا محمد بن الحسن بن آتش. وفي (3/69) قال : حدثنا حسن
ابن الربيع. والدارمي (1242) قال : أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (775) قال :
حدثنا عبد السلام ابن مطهر. وابن ماجة (804) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،
قال : حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (242) قال : حدثنا محمد بن موسى البصري.
والنسائي (2/132) وفي الكبرى (882) قال : أخبرنا عبيدالله بن فضالة بن إبراهيم ،
قال : أنبأنا عبد الرزاق. وفي (2/132) وفي الكبرى (883) قال : أخبرنا أحمد بن
سليمان ، قال : حدثنا زيد بن الحباب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4252) عن محمد بن
موسى الحرشي. وابن خزيمة (467) قال : حدثنا محمد بن موسى الحرشي.
سبعتهم (محمد بن الحسن ، وحسن بن الربيع ، وزكريا ، وعبد السلام ،وزيد ، ومحمد بن
موسى ، وعبد الرزاق) عن جعفر بن سليمان الضبعي ، عن علي بن علي الرفاعي ، عن أبي
المتوكل ، فذكره.
* قال أبو داود : وهذا الحديث يقولون : هو عن علي بن علي ، عن الحسن. الوهم من
جعفر.
=
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق